ج22 الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن
محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (المتوفى : 606هـ)
تحقيق : عبد القادر الأرنؤوط - التتمة تحقيق بشير عيون
الناشر : مكتبة الحلواني - مطبعة الملاح - مكتبة دار البيان
5603 - (ت) عبد الله بن
مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «طعامُ
الوَليمة أَوَّلَ يومِ : حقُّ ، والثاني : سُنَّة ، وطعام يوم الثالث : سُمعَة ،
ومَن سَمَّع سَمَّع الله به» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1097) في النكاح ، باب ما جاء في الوليمة ، وإسناده ضعيف ، ولكن يشهد له
الذي بعده ، وفي الباب عن أبي هريرة عند ابن ماجة ، وعن أنس عند البيهقي ، وعن
وحشي وابن عباس عند الطبراني .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1097) قال : حدثنا محمد بن موسى البصري ، قال : حدثنا زياد بن عبد
الله، قال : حدثنا عطاء بن السائب ، عن أبي عبد الرحمن ، فذكره.
(*) قال الترمذي : حديث ابن مسعود لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث زياد بن عبد الله ،
وزياد بن عبد الله كثير الغرائب والمناكير.
5604 - (د) الأعور الثقفي
- رضي الله عنه- واسمه زهير بن عثمان عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال :
«الْوَليمةُ أَوَّلَ يوم حق ، والثاني : مَعروف ، والثالث : سُمْعَة ورياء» أخرجه
أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3745) في الأطعمة ، باب في كم تستحب الوليمة ، وإسناده ضعيف ، ولكن يشهد
له الذي قبله .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف:
أخرجه أحمد (5/28) قال : حدثنا بهز. وفي (5/28) قال : حدثنا عبد الصمد. والدارمي
(2071) قال: أخبرنا عفان. وأبو داود (3745) . والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف»
(3651) . كلاهما - أبو داود ، والنسائي - عن محمد بن المثنى ، قال : حدثنا عفان بن
مسلم.
ثلاثتهم - بهز ، وعبد الصمد ، وعفان - قالوا : حدثنا همام ، عن قتادة ، عن الحسن ،
عن عبد الله بن عثمان الثقفي، فذكره.
قلت : عبد الله بن عثمان الثقفي مجهول. قاله الحافظ في التقريب (1/433) وقال في
«الإصابة» (3/22) (2824) ترجمة زهير بن عثمان : له حديث في الوليمة عند أبي داود
والنسائي بسند لا بأس به ، وقال ابن السكن : ليس بمعروف في الصحابة ، إلا أن عمرو
بن علي ذكره فيهم ، وقال البخاري : لا نعرف له صحبة، ولم يصح إسناده. اهـ.
5605 - (خ م ط د) عبد
الله بن عمر - رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا
دُعِيَ أحدُكم إلى وليمة فليأتها» . أخرجه البخاري ومسلم والموطأ. -[496]-
وزاد أبو داود في رواية أخرى له «فإن كان مفطِراً أكلَ ، وإن كان صائماً
فَلْيدْعُ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 210 في النكاح ، باب حق إجابة الوليمة والدعوة ، وباب إجابة
الداعي في العرس وغيره ، ومسلم رقم (1429) في النكاح ، باب الأمر بإجابة الداعي
إلى دعوة ، والموطأ 2 / 546 في النكاح ، باب ما جاء في الوليمة ، وأبو داود رقم
(3736) في الأطعمة ، باب ما جاء في إجابة الدعوة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : تقدم تخريجه ، راجع الحديث رقم (5588) .
5606 - (خ م ط د) الأعرج-
أن أبا هريرة كان يقول : «شَرُّ الطعامِ طعامُ الوليمة ، يُدعى له الأغنياءُ ،
ويُترك المساكين ، ومَن لم يأتِ الدعوة فقد عصى الله ورسوله» .
وفي أخرى «شَرُّ الطعام طعامُ الوليمة ، يُمنعها مَن يأتيها ، ويُدعى إليها مَن
يأباها» ، والباقي كما سبق ، قال سفيان : [قلت للزهري «يا أبا بكر كيف هذا الحديث
: شَرُّ الطعام طعامُ الأغنياء ؟ فضحك ، فقال : ليس هو شرُّ الطعام طعامُ
الأغنياء»] قال سفيان : وكان أبي غنياً ، فأفْزَعَني هذا الحديث حين سمعتُ به ،
فسألت عنه الزهري... فذكره. أخرجه البخاري ومسلم ، وأخرج الموطأ وأبو داود الأولى
(1) .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 211 و 212 في النكاح ، باب من ترك الدعوة فقد عصى الله
ورسوله ، ومسلم رقم (1432) في النكاح ، باب الأمر بإجابة الداعي إلى دعوة ،
والموطأ 2 / 546 في النكاح ، باب ما جاء في الوليمة ، وأبو داود رقم (3742) في
الأطعمة ، باب ما جاء في إجابة الدعوة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (338) عن ابن شهاب. والحميدي (1171) قال : حدثنا
سفيان ، عن الزهري. وأحمد (2/240) قال : حدثنا سفيان ، عن الزهري. والدارمي (2072)
قال : أخبرنا أبو المغيرة. قال : حدثنا الأوزاعي ، عن الزهري. والبخاري (7/32) قال
: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال : أخبرنا مالك. عن ابن شهاب. ومسلم (4/153 و 154)
قال : حدثنا يحيى بن يحيى. قال : قرأت على مالك ، عن ابن شهاب. (ح) وحدثنا ابن أبي
عمر. قال : حدثنا سفيان. قال: قلت للزهري. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر. قال : حدثنا
سفيان ، عن أبي الزناد. وأبو داود (3742) قال: حدثنا القعنبي ، عن مالك ، عن ابن
شهاب. وابن ماجة (1913) قال : حدثنا علي بن محمد. قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن
الزهري. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/13955) عن قتيبة ، عن سفيان ، عن
الزهري.
كلاهما - ابن شهاب الزهري ، وأبو الزناد - عن عبد الرحمن الأعرج ، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/267) . ومسلم (4/153) قال : حدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل ، ومحمد بن رافع ، وعبد بن حميد - عن عبد الرزاق ، قال :
حدثنا معمر ، عن الزهري ، عن ابن المسيب والأعرج ، عن أبي هريرة ، فذكره.
* وأخرجه أحمد (2/405) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا وهيب. قال : حدثنا النعمان
بن راشد. وفي (2/494) قال : حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي ، قال : حدثنا أيوب.
كلاهما - النعمان ، وأيوب - عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ،
فذكره.
الفصل الثالث : في
العَقِيقة
5607 - (د ت س) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
قال : «كُلُّ غلام رَهِِينةٌ بعقَيقَتِه ، تُذبَح عُنه يوم السابع ، ويُحلقُ رأسُه
، ويُسمَّى» قال همام في روايته : «وَيدَمَّى» ، وكان قتادة إذا سئل عن الدم كيف
يُصنَع به ؟ قال : «إذا ذبحتَ العَقيقَةَ أخذتَ منها صُوفَة ، واستَقْبَلتَ بها
أَوداَجَها ، ثم تُوضع على يافُوخ الصبيَّ ، [حتى تسيل] على رأسِهِ مثل الخيط ، ثم
يُغسَلُ رأسُه بعدُ ويُحلَق» .
أخرجه أبو داود ، و قال : هذا وهم من همَّام ، [يعنى «ويُدَمَّى»] وجاء بتفسيره عن
قتادة ، وهو منسوخ ، قال : «ويُسَمَّى» أصحُّ ، هكذا قال سَلاَّم بن أبي مطيع عن
قتادة ، وإياس بن دُغفُل عن الحسن قال : «ويُسمَّى» ورواه أشعت عن الحسن عن النبي
- صلى الله عليه وسلم- قال : «ويُسَمَّى» .
وفي رواية الترمذي قال : «الغلامُ مُرتَهَن بعَقيقتَه ، تُذبَحُ عنه يوم السابع ،
ويُسمى ، ويُحلَق رأسُه» وفي رواية نحوه.
وأخرج النسائي الرواية الأولى ، ولم يذكر حديث همَّام وما ذكره -[498]- أبو داود
عن قتادة (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(رَهِينة بعَقِيقَتِه) قال الخطابي : تكلم الناس في هذا ، وأجود ما قيل فيه : ما
ذهب إليه أحمد بن حنبل رحمه الله قال : هذا في الشفاعة ، يريد : أنه إذا لم يعق
عنه فمات طفلاً ، لم يشفع في والديه ، وإثبات الهاء في «رهينة» للمبالغة ، يقال :
فلان كريمة قومه ، وهذا عقيلة المتاع ، أي : غُرَّتُه ، فهو فعيل بمعنى مفعول ،
وقيل : معناه أنه مرهون بأذى شعره ، واستدلوا بقوله [- صلى الله عليه وسلم-] :
«فأَمِيطُوا عنه الأذى» والأذى إنما هو ما عَلِقَ به من دم الرَّحم.
و «العقيقة» في الأصل من العقّ ، وهو الشق والقطع ، وسمي الشعر الذي يخرج به
المولود من بطن أمه عقيقة ، لأنه يُحْلَق عنه.
وقيل للذبيحة التي تُذبح عنه : عقيقة ، لأنه يشقّ حلقها بسببه.
قال الترمذي : العقّ : القطع ، وهو في المعنى راجع إلى الافتراق ، ومنه : شقَّ
العصا ، أي : فارق الجماعة ، والمراد به في العقيقة : إمَّا قطع شعر الصبي ، وإما
شق أوداج الشاة بالذبح. -[499]-
(يَافُوخ) الرأس : هو الموضع الذي يتحرك من رأس الطفل.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2837) و (2838) في الأضاحي ، باب في العقيقة ، والترمذي
رقم (1552) في الأضاحي ، باب ما جاء في العقيقة ، والنسائي 7 / 166 في العقيقة ،
باب متى يعق ، من حديث الحسن عن سمرة ، وإسناده صحيح ، فقد صرح النسائي بسماع
الحسن حديث العقيقة من سمرة ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، قال : والعمل
على هذا عند أهل العلم ، يستحبون أن تذبح عن الغلام العقيقة يوم السابع ، فإن لم
يتهيأ يوم السابع فيوم الرابع عشر ، فإن لم يتهيأ عق عنه يوم إحدى وعشرين ، وانظر
الحديث رقم (5609) في سماع الحسن من سمرة حديث العقيقة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (5/7) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة (ح) ويزيد ،
قال : أخبرنا سعيد (ح) وبهز ، قال : حدثنا همام. وفي (5/12) قال : حدثنا عبد
الوهاب الخفاف ، قال : حدثنا سعيد. وفي (5/12) قال : حدثنا إسحاق ، قال : حدثنا
سعيد. وفي (5/17) قال : حدثنا عفان ، قال: حدثنا أبان العطار ، وفي (5/17و22) قال
: حدثنا عفان ، قال : حدثنا همام. والدارمي (1975) قال : أخبرنا عفان ، قال :
حدثنا همام. وأبو داود (2837) قال : حدثنا حفص بن عمر النمري ، قال : حدثنا همام.
وفي (2838) قال : حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا ابن أبي عدي ، عن سعيد. وابن
ماجة (3165) قال : حدثنا هشام بن عمار ، قال : حدثنا شعيب بن إسحاق ، قال : حدثنا
سعيد بن أبي عروبة. والترمذي (1522) قال : حدثنا الحسن بن علي الخلال ، قال :
حدثنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا سعيد ابن أبي عروبة. والنسائي (7/166) قال :
أخبرنا عمرو بن علي ، ومحمد بن عبد الأعلى ، قالا : حدثنا يزيد ، وهو ابن زريع ،
عن سعيد.
أربعتهم - شعبة ، وسعيد ، وهمام ، وأبان - عن قتادة.
2 - وأخرجه الترمذي (1522) قال : حدثنا علي بن حجر ، قال : أخبرنا علي بن مسهر ،
عن إسماعيل ابن مسلم.
كلاهما - قتادة ، وإسماعيل - عن الحسن ، فذكره.
* أخرجه البخاري (7/109) قال : حدثني عبد الله بن أبي الأسود. والترمذي (182) قال
: حدثنا أبو موسى ، محمد بن المثنى. (ح) وأخبرني محمد بن إسماعيل ، قال : حدثنا
علي بن عبد الله. والنسائي (7/166) قال : أخبرنا هارون بن عبد الله.
أربعتهم - ابن أبي الأسود ، وابن المثنى ، وعلي ، وهارون - عن قريش بن أنس ، عن
حبيب بن الشهيد ، قال : أمرني ابن سيرين أن أسأل الحسن : ممن سمع حديث «في
العقيقة» فسألته. فقال : من سمرة بن جندب.
(*) قال أبو عبد الرحمن النسائي : الحسن عن سمرة ، قيل : إنه من صحيفة غير مسموعة
إلا حديث العقيقة. فإنه قيل للحسن : ممن سمعت حديث العقيقة ؟ قال : من سمرة. وليس
كل أهل العلم يصحح هذه الرواية - قوله : قلت للحسن : ممن سمعت حديث العقيقة.
«السنن الكبرى» (الورقة 90 - ب) .
5608 - (د) بريدة - رضي
الله عنه - قال : «كنا في الجاهلية إذا وُلِدَ لأَحدنا غلام ، ذبح شاةَ ، ولَطَخ
رأسَه بدَمِها ، فلما جاء الإسلام ، كنا نذبح الشاة يوم السابع ، ونحلق رأسه ،
ونلطخه بزَعفَران» . أخرجه أبو داود (1) ، وزاد رزين «ونُسميِّه» .
__________
(1) رقم (2843) في الأضاحي ، باب في العقيقة ، وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أبو داود (2843) قال : حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت ، قال :
حدثنا علي بن الحسين ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا عبد الله بن بريدة ، فذكره.
5609 - (خ س) حبيب بن
الشهيد - رحمه الله - قال : «أمرني ابنُ سيرين أن أسألَ الحسن : مِمَّن سَمِِعَ
حديث العَقيقة ؟ فسألتُه ، فقال : من سَمُرَةَ بن جندب» أخرجه البخاري والنسائي
(1) .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 512 في العقيقة ، باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة ،
والنسائي 7 / 166 في العقيقة ، باب متى يعق .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : تقدم تخريجه ، راجع الحديث رقم (5607) .
5610 - (خ د ت س) سلمان
بن عامر الضبي - رضي الله عنه - قال : سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول
: «مع الغلام عَقيقَتُه ، فأهريِقُوا عنه دماً ، وأمِيطُوا عنه الأذى» وقد رُوي
عنه موقوفاً. أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي (1) . -[500]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أَمِيطُوا عنه الأذى) إماطَة الأذى : إزالته ، وهو هاهنا : حَلْق الشَّعر عن رأس
المولود ، قال الخطابي : إذا كان قد أمرهم بإزالة الأذى اليابس ، فكيف يأمرهم
بتَدمِية رأسه والدم نجس نجاسة مغلَّظة ؟ وهذا يدل على صحة الرواية الأخرى ، وهي
قوله : «ويُسمَّى» عوض قوله : «ويُدَمَّى» .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 509 في العقيقة ، باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة ،
وأبو داود رقم (2839) في الأضاحي ، باب الآذان في أذن المولود ، والترمذي رقم
(1515) في الأضاحي ، باب رقم (17) ، والنسائي 7 / 164 في العقيقة ، باب العقيقة عن
الغلام .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/18) قال : حدثنا هشيم ، قال : أخبرنا يونس. وفي (4/18) قال :
حدثنا عفان ، قال : حدثنا حماد - يعني ابن سلمة - قال : أخبرنا أيوب ، وحبيب ،
ويونس ، وقتادة. وفي (4/18) قال : حدثنا يونس ، قال : حدثنا حماد - يعني ابن زيد -
، عن هشام. وفيه (4/18) قال: حدثنا يونس ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن أيوب ،
وقتادة. وفيه (4/18) قال : حدثنا عبد الوهاب بن عطاء ، عن ابن عون ، وسعيد. وفيه
(4/18) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا همام ، قال : حدثنا قتادة. والبخاري
(7/109) قال : وقال حجاج : حدثنا حماد - هو ابن سلمة - قال : أخبرنا أيوب، وقتادة
، وهشام ، وحبيب. وفيه (7/109) قال : وقال أصبغ : أخبرني ابن وهب ، عن جرير بن
حازم ، عن أيوب السختياني. والنسائي (7/164) قال : أخبرنا محمد بن المثنى ، قال :
حدثنا عفان ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، قال : حدثنا أيوب ، وحبيب ، ويونس ،
وقتادة.
سبعتهم - يونس ، وأيوب ، وحبيب ، وقتادة ، وهشام ، وابن عون ، وسعيد - عن محمد بن
سيرين ، فذكره.
* أخرجه أحمد (4/18) قال : حدثنا يونس. والبخاري (7/109) قال : حدثنا أبو النعمان.
كلاهما - يونس ، وأبو النعمان - قالا : حدثنا حماد - يعني ابن زيد - عن أيوب ، عن
محمد بن سيرين، عن سلمان بن عامر ، فذكره موقوفا.
(*) وقال البخاري : وقال غير واحد : عن عاصم ، وهشام ، عن حفصة بنت سيرين ، عن
الرباب ، عن سلمان بن عامر الضبي ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. ورواه يزيد بن
إبراهيم ، عن ابن سيرين ، عن سلمان قوله.
5611 - (ط) زيد بن أسلم-
عن رجل من بني ضمرة عن أبيه قال : «سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن
العقيقة ؟ فقال : لا أُحِبُّ العُقُوقَ ، وكأنه كَرِه الاسم ، قال : ومَن وُلِدَ
له ولد ، فأحَبَّ أن يَنسُكَ عن ولده فليفعل» أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ينْسُك) النُّسُك هاهنا : الذبح ، والنَّسيكة : الذبيحة.
__________
(1) 2 / 500 في العقيقة ، وإسناده ضعيف ، ولكن يشهد له حديث عمرو بن شعيب الذي
بعده .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
بإسناده مبهم : أخرجه مالك (1103) قال : عن زيد بن أسلم ، به.
5612 - (د س) عمرو بن
شعيب - عن أبيه عن جده قال : «سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن العقيقة ؟
فقال : لا يحبُّ الله العُقُوقَ ، كأنه كَرِهَ الاسم ، قال : ومَن وُلِدَ له وَلَد
فأحَبَّ أنْ يَنسُك عنه : فَليَنسُك عن الغلام شاتين ، وعن الجارية شاة» . -[501]-
أخرجه النسائي (1) وزاد أبو داود (2) زيادة تجيء في الفصل الرابع الذي يلي هذا.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا يُحبُّ العُقُوق) قوله : لا يحب العقوق ، ليس فيه توهين لأمر العقيقة ولا
إسقاط لها ، وإنما استبشع الاسم ، وأحب أن يُسمَّى بأحسن منه ، على عادته في تغيير
الاسم القبيح إلى ما هو أحسن منه فيسمِّيها النَّسِيكة والذبيحة.
__________
(1) 7 / 162 و 163 في العقيقة في فاتحته ، وأبو داود رقم (2842) في الأضاحي ، باب
في العقيقة ، وإسناده حسن .
(2) في المطبوع : وزاد أبو هريرة ، وهو خطأ .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/182) (6713) و (2/187) (6759) قال : ثنا عبد الرزاق. وفي (2/193)
(6822) قال : حدثنا وكيع. وأبو داود (2842) قال : حدثنا محمد بن سليمان الأنباري.
قال : حدثنا عبد الملك - يعني ابن عمرو -. والنسائي (7/162) قال : حدثنا أحمد بن
سليمان ، قال : حدثنا أبو نعيم.
أربعتهم - عبد الرزاق ، ووكيع ، وعبد الملك ، وأبو نعيم - عن داود بن قيس الفراء ،
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه ، فذكره.
(*) في رواية عبد الملك بن عمرو ، عن داود ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه. أراه عن
جده.
* أخرجه أبو داود (2842) قال : حدثنا القعنبي ، قال : حدثنا داود بن قيس ، عن عمرو
بن شعيب ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- به مرسلا.
* أخرجه النسائي (7/168) قال : أخبرني إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق ، قال: حدثنا
عبيد الله بن عبد المجيد أبو علي الحنفي ، قال: حدثنا داود بن قيس ، قال: سمعت
عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو ، عن أبيه ، عن أبيه وزيد بن أسلم
«قالوا : يا رسول الله ، الفرع. قال : حق... الحديث» مرسلا. وليس فيه العقيقة.
(*) الروايات مطولة ومختصرة.
5613 - (د ت س) أم كرز -
رضي الله عنها - قالت : سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول : «عن الغلام
شاتان مكافِئتان ، وعن الجارية شاةَ» .
وفي أخرى قالت : سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: «أَقِرُّوا الطَّيرَ
على مكنَاتِها ، قالت : وسمعتُه يقول : عن الغلام شاتان ، وعن الجارية شاة ، لا
يَضُرُّكم ذُكراناً كُنَّ أم إناثاً» .
وفي أخرى قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «عن الغلام شاتان مِثلان ،
وعن الجارية شاة» أخرجه أبو داود ، وأخرج النسائي الأولى.
وله في أخرى قالت : «أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بالحديبية أسألُه عن
لحوم الهَدي ؟ فسمعته يقولُ: عن الغلام شاتان ، وعن الجارية شاة ، لا يضرُّكم
ذُكرَاناً كنَّ أم إناثاً» . -[502]-
وفي رواية الترمذي قالت : «سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن العقيقة ؟
فقال : عن الغلام شاتان ، وعن الجارية واحدة ، ولا يضركم أذُكرَاناً كنّ أم
إناثاً» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مُكافِئَتَان) قال أبو داود السجستاني رحمه الله : سمعت أحمد بن حنبل رحمه الله
يقول : «مكافئتان» : مُستَويَتَان أو مُقَارِبتان ، قال الخطابي : وقد فسره أبو
عبيد قريباً من هذا ، إلا أن المراد بذلك : التَّكافُؤ في السِّنِّ ، يريد : شاتين
مُسِنَّتَين تجوزان في الضحايا ، لا تكون إحداهما مُسنَّة ، والأخرى غير مُسنَّة ،
واللفظة: «مكافِئتان» بكسر الفاء ، كافأه يُكافِئُه فهو مُكافِئه ، أي : مساويه ،
قال : والمحدِّثون يقولون : «مُكافَأتان» بالفتح ، وكل من ساوى شيئاً حتى يكون
مثله فقد كافَأه.
وقال بعضهم في تفسير الحديث : تُذبح إحداهما مقابل الأخرى ، وأرى الفتح أولى ،
فإنه يريد : شاتان قد سُوِّي بينهما ، أي : شاتان مساوىً بينهما ، وأما بالكسر ،
فمعناه : أنهما مساويتان ، فيحتاج أن يذكر أي شيء ساويا ، إنما لو قال : -[503]-
«متكافئتان» كان الكسر هو الوجه ، فأما حيث حذف التاء فالفتح الوجه ، والله أعلم.
(أقِرُوا الطيْرَ على مَكِنَاتِها) قال الخطابي : قال أبو عبيد : قال أبو زياد
الكلابي : لا يُعْرَف للطير مَكِنَات ، إنما هو وُكُنات ، جمع وَكْنَة ، وهي موضع
عُشِّ الطائر ، قال أبو عبيد : وتفسير المكنات يقول : لا تَزْجُروا الطير ولا
تلتفتوا إليها ، وأقِرُّوها على مواضعها التي جعل الله لها ، من أنها لا تضر ولا
تنفع ، ويُحكى عن الشافعي رحمه الله أنه قال : كانت العرب إذا خرج أحدهم من بيته
غادياً في بعض الحاجة ، نظر : هل يرى طائراً يطير ، فيزجر سُنُوحه أو بُروحه ،
فإذا لم يرَ ذلك ، عمد إلى الطير الواقع على الشجر ، فحرَّكه ليطير ، ثم نظر إلى
أي جهة يأخذ ، وزجره ، فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم- : «أقِرُّوا الطير
على أمْكِنتها : لا تُطيِّروها ولا تزجروها» وقال الأزهري : قال أبو عبيد : سألت
عِدَّة من الأعراب عن المكِنات ؟ فقالوا : لا نعرف للطير مَكِنَات ، إنما
المَكِنَات بَيْض الضِّبَاب ، واحدتُها : مَكِنَة ، وقد مَكِنت الضَّبَّة وأمكنت :
[إذا] جمعت البيض في جوفها ، قال : وجائز أن يُستعمل مَكْن الضباب ، فيجعل للطير ،
كما قالوا : مَشَافِر الحبش ، وإنما المشافر للإبل ، وقيل : أراد بِمكنَاتها :
أمكنتها ، وذكر نحو ما ذكر الخطابي من زجر الطير ، ونحو قول الشافعي ، وقيل :
المكِنَات جمع مَكِنَة ، والمَكِنة : التمكُّن ، إن بني فلان لذوو مَكِنَةٍ من
السلطان ، أي : ذوو -[504]- تمكُّن ، أي أقِرُّوا الطير على كلِّ مَكِنة تَروْنها
عليها ، ودَعُوا التطيُّر بها ، وهذا مثل التَّبِعَة من التَّتبع ، والطَّلِبة من
التَّطَلُّب ، وذكر الهروي كلام الأزهري ، ونسب هذا الوجه الآخِر إلى شِمْر ، قال
: قال شمر : الصحيح فيها... وذكره.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2834) و (2835) و (2836) في الأضاحي ، باب في العقيقة ،
والترمذي رقم (1516) في الأضاحي ، باب الأذان في أذن المولود ، والنسائي 7 / 165
في العقيقة ، باب العقيقة عن الجارية ، وباب كم يعق عن الجارية ، ورواه أيضاً
الدارقطني والحاكم وابن حبان ، وهو حديث حسن ، وقال الترمذي : هذا حديث صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
عن محمد بن ثابت بن سباع ، أن أم كرز أخبرته :
«أنها سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن العقيقة ، فقال : عن الغلام شاتان ،
وعن الأنثى واحدة. ولا يضركم ذكرانا كن أم إناثا» .
أخرجه أحمد (6/422) قال : حدثنا عبد الرزاق. وفي (6/422) قال : حدثنا محمد بن بكر.
والترمذي (1516) قال : حدثنا الحسن بن علي الخلال. قال : حدثنا عبد الرزاق.
كلاهما - عبد الرزاق ، ومحمد بن بكر - قالا : أخبرنا ابن جريج. قال :أخبرني عبيد
الله بن أبي يزيد، عن سباع بن ثابت ، عن محمد بن ثابت بن سباع ، فذكره.
* أخرجه الحميدي (345) قال : حدثنا سفيان. والدارمي (1974) قال : حدثنا عمرو بن
عون. قال : حدثنا حماد بن زيد. وأبو داود (2836) قال : حدثنا مسدد. قال : حدثنا
حماد بن زيد. والنسائي (7/165) قال : أخبرنا قتيبة. قال : حدثنا سفيان. (ح)
وأخبرنا عمرو بن علي. قال : حدثنا يحيى. قال : حدثنا ابن جريج.
ثلاثتهم - سفيان ، وحماد بن زيد ، وابن جريج - عن عبيد الله بن أبي يزيد ، عن سباع
بن ثابت ، فذكره. ليس فيه : «محمد بن ثابت بن سباع» .
زاد في رواية قتيبة عند النسائي : «أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- بالحديبية
أسأله عن لحوم الهدي فسمعته يقول...» الحديث.
* وأخرجه أبو داود (2835) قال : حدثنا مسدد. وابن ماجة (3162) قال : حدثنا أبو بكر
بن أبي شيبة ، وهشام بن عمار.
ثلاثتهم - مسدد ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وهشام بن عمار - عن سفيان بن عيينة ، عن
عبيد الله بن أبي يزيد ، عن أبيه ، عن سباع بن ثابت ، فذكره.
- وعن حبيبة بنت ميسرة ، عن أم كرز ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال :
«عن الغلام شاتان مكافأتان ، وعن الجارية شاة» .
أخرجه الحميدي (346) قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا عمرو بن دينار. وأحمد (6/422)
قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن ابن جريج. وفي (6/422) قال : حدثنا حجاج ، عن ابن
جريج. (ح) وعبد الرزاق. قال : أخبرنا ابن جريج. وأبو داود (2834) قال : حدثنا
مسدد. قال : حدثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار. والنسائي (7/165) قال : أخبرنا عبيد
الله بن سعيد. قال : حدثنا سفيان. قال : قال عمرو.
كلاهما - عمرو بن دينار ، وابن جريج - عن عطاء بن رباح ، عن حبيبة بنت ميسرة ،
فذكرته.
* أخرجه أحمد (6/422) قال : حدثنا هشيم. قال : أخبرنا منصور ، عن عطاء ، عن أم كرز
الكعبية الخثعمية ، فذكره. ليس فيه «حبيبة» .
(*) في رواية ابن جريج : «أم بني كرز الكعبية» .
وعن عطاء وطاوس ، ومجاهد ، عن أم كرز ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال :
«في الغلام شاتان مكافأتان ، وفي الجارية شاة» .
أخرجه النسائي (7/164) قال : أخبرنا أحمد بن سليمان ، قال : حدثنا عفان ، قال :
حدثنا حماد ، عن قيس بن سعد ، عن عطاء وطاوس ومجاهد ، فذكروه.
قلت : عزا الحافظ حديثها للطحاوي وابن حبان في صحيحه.
5614 - (ت) عائشة -رضي
الله عنها- «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أمرهم عن الغلام شاتان
مكافِئَتَان ، وعن الجارية شاة» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1513) في الأضاحي ، باب ما جاء في العقيقة ، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم
(3163) في الذبائح ، باب العقيقة ، كما رواه أحمد ، وابن حبان ، والبيهقي وغيرهم ،
وقال الترمذي : حديث عائشة حديث حسن صحيح ، وهو كما قال ، وقال الترمذي : وفي
الباب عن علي وأم كرز وبريدة وسمرة وأبي هريرة وعبد الله بن عمر وأنس وسلمان بن
عامر وابن عباس .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن صحيح : أخرجه أحمد (6/31) قال : أخبرنا بشر بن المفضل. وفي (6/82) قال : حدثنا
عفان. قال : حدثنا وهيب. وفي (6/158) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا حماد بن سلمة.
وفي (6/251) قال : حدثنا عبد الصمد. قال : حدثنا حماد. وأبو داود (2833) قال :
حدثنا موسى بن إسماعيل. قال : حدثنا حماد. وابن ماجة (3163) قال : حدثنا أبو بكر
بن أبي شيبة. قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا حماد بن سلمة. والترمذي (1513) قال :
حدثنا يحيى بن خلف البصري. قال : حدثنا بشر بن المفضل.
ثلاثتهم - بشر بن المفضل ، ووهيب ، وحماد بن سلمة - عن عبد الله بن عثمان بن خثيم
، عن يوسف بن ماهك ، عن حفصة بنت عبد الرحمن ، فذكرته.
5615 - (ط) نافع -مولى
ابن عمر - رضي الله عنهما - «أن ابن عمر لم يكن يسألُه أحد من أهلِه عَقيقة إلا
أعطاه إيَّاها ، وكان إنما يَعُقُّ عن ولده بشاة شاة عن الذكور والإِناث. وكذلك
كان عُروةُ بن الزبير يفعل (1)» .
قال مالك : وبلغني أن علي بن أبي طالب كان يفعل ذلك. أخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) رواهما مالك في الموطأ 2 / 501 في العقيقة ، باب العمل في العقيقة ، وإسنادهما
صحيح .
(2) هذه الرواية لم نجدها في الموطأ بهذا اللفظ ، والذي في الموطأ : عن مالك أنه
بلغه أنه عق عن حسن وحسين ابني علي بن أبي طالب ، وإسناده منقطع .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه مالك (1106) قال : عن نافع ، به.
قلت : رواية ابن الزبير أخرجها (1109) قال : عن هشام عن أبيه ، به.
والرواية الأخيرة برقم (1108) ولفظها : أنه بلغه أنه عق عن حسن وحسين ابني علي بن
أبي طالب.
قلت : فعلى هذا الضمير عائد إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- لذا قال الزرقاني في
«شرحه» : أخرجه أبو داود من طريق أيوب عن عكرمة عن ابن عباس ، فذكر الحديث الآتي
برقم (5616) . الشرح (3/130) .
5616 - (د س) عبد الله بن
عباس - رضي الله عنهما - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عَقَّ عن الحسن
والحسين كَبْشاً كَبْشاً» . أخرجه أبو داود. -[505]- وعند النسائي «بِكَبْشَيْنِ
كَبْشَيْنِ» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2841) في الأضاحي ، باب في العقيقة ، والنسائي 7 / 166 في
العقيقة ، باب كم يعق عن الجارية ، وإسناده صحيح ، وصححه أيضاً عبد الحق الأشبيلي
، وابن دقيق العيد .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أبو داود (2841) قال : ثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو ، قال : حدثنا
عبد الوارث ، قال : حدثنا أيوب. والنسائي (7/165) قال : أخبرنا أحمد بن حفص بن عبد
الله ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني إبراهيم هو ابن طهمان ، عن الحجاج بن الحجاج
، عن قتادة.
كلاهما - أيوب ، وقتادة - عن عكرمة ، فذكره.
(*) في رواية أيوب ، قال : كبشا كبشا.
5617 - (س) بريدة - رضي
الله عنه - : «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عَقَّ عن الحسن والحسين» أخرجه
النسائي (1) .
__________
(1) 7 / 164 في العقيقة ، وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أحمد (5/355) قال : حدثنا زيد بن الحباب. وفي (5/361) قال :
حدثنا علي بن الحسن - وهو ابن شقيق -. والنسائي (7/164) قال : أخبرنا الحسين بن
حريث ، قال : حدثنا الفضل.
ثلاثتهم - زيد ، وعلي ، والفضل - عن الحسين بن واقد ،عن عبد الله بن بريدة ،
فذكره.
5618 - (ت) علي بن أبي
طالب - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عَقَّ عن الحسين بشاة
، وقال : يا فاطمة ، احْلِقي رأسَه ، وتَصَدَّقي بِزِنَةِ شَعْرِه فضَّة ،
فوَزَنَّاه ، فكان وزنُه درهماً ، أو بعضَ درهم» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1519) في الأضاحي ، باب ما جاء في العقيقة بشاة ، من حديث الباقر محمد بن
علي بن الحسين عن علي رضي الله عنه ، وإسناده منقطع ، ولكن للحديث شواهد بمعناه
يقوى بها ، منها الحديث الذي بعده .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف :أخرجه الترمذي (1519) قال : حدثنا محمد بن يحيى القطعي ، قال : حدثنا
عبد الأعلى بن عبد الأعلى ، عن محمد بن إسحاق ، عن عبد الله بن أبي بكر ، عن محمد
بن علي بن الحسين، فذكره.
(*) وقال أبو عيسى الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، وإسناده ليس بمتصل ، وأبو جعفر
محمد بن علي بن الحسين لم يدرك علي بن أبي طالب.
5619 - (ط) جعفر بن محمد
: عن أبيه «أن فاطمة وَزَنَتْ شعر الحسن والحسين وزينبَ وأمِّ كلثوم ، وتَصَدَّقت
بِزِنَةِ ذلك فضة» .
وفي رواية : «أن فاطمة وزنت شعر حَسَن وحُسينِ ، فتصدَّقت بِزِنته فضة» أخرجه
«الموطأ» (1) .
__________
(1) 2 / 501 في العقيقة ، باب العمل في العقيقة مرسلاً ، وفي سنده انقطاع ، ولكن
يشهد له الحديث الذي قبله فهو حديث حسن بشواهده .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : الرواية الأولى : أخرجها مالك (1104) عن جعفر بن محمد ، به.
والرواية الثانية : أخرجها (1105) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن محمد بن علي بن
الحسين أنه قال : فذكره.
قلت : وهو لم يلق فاطمة - رضوان الله عليها.
الفصل الرابع : في
الفَرَع والعتيرة
5620 - (د س) نبيشة [الهذلي]- رضي الله عنه - قال : «نادى رجل : يا رسول الله ،
إنا كنا نَعْتِرُ عَتِيرَة في الجاهلية في رجب ، فما تأمرُنا ؟ قال : اذْبَحوا لله
في أيِّ شهر كان ، وبَرُّوا الله ، وأطْعِمُوا لله ، قال : إنا كنا نُفْرِعُ
فَرَعاً في الجاهلية : فما تأمُرنا ؟ قال : في كلِّ سائمة فَرع تَغْذُوهُ ماشيتُك
، حتى إذا اسْتَحْمَلَ - زاد في رواية : استحمل للحَجيج - ذبحتَه ، فَتَصَدَّقْتَ
بلَحمه - قال أحدُ رواته (1) : أحسبه قال : على ابن السبيل - فإن ذلك خير ، قيل
لأبي قلابة (2) : كم السائمة ؟ قال : مائة» . أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي مثله ، وفيه : «نادى رجل وهو بمنى ، وقال : حتى إذا اسْتَحمَل
ذبحتَه وتصدقتَ بلحمه» .
وله في أخرى قال : ذُكِرَ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال : كُنَّا نَعتِرُ في
الجاهلية ؟ قال : اذْبَحُوا لله عز وجل في أيِّ شهر كان ، وبَرُّوا الله عز وجل ،
وأطْعِمُوا» .
وفي أخرى قال نُبَيْشَةُ - رجل من هُذَيل - عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال
: «إني كنت نهيتكم عن لُحُوم الأضاحي فوق ثلاث ، كَيْمَا تَسَعُكُمْ ، فقد جاء
الله -[507]- بالخير ، فكلوا وادَّخِروا ، فإن هذه الأيامَ أيامُ أكل وشرب و
وذِكْرٍ لله عز وجل ، فقال رجل : إنا كنا نَعتِرُ عَتِيرَة في الجاهلية في رجب ،
فما تأمرُنا ؟ فقال : اذْبَحُوا لله عز وجل في أيِّ شهر كان ، وبَرُّوا الله عز
وجل ، وأطعموا ، فقال رجل : يا رسول الله ، إنا كنا نُفْرِعُ فَرَعاً في الجاهلية
، فما تأمرُنا ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «في كل سائمة من الغنم
فَرَع تَغْذُوه غَنَمُك ، حتى إذا اسْتَحمَلَ ذبحتَه ، وتصدَّقت بلحمِه على ابن
السبيل ، فإن ذلك خير» (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الفَرَع والعَتِيرة) قد جاء شرح الفَرَع والعَتِيرة في متن الحديث ، وكانت
الجاهلية تذبحهما ، وكذلك كان المسلمون في صدر الإسلام ، ثم نهوا عن ذلك ، وقوله -
صلى الله عليه وسلم- : «على كل مسلم في كل عام أُضْحِية وعَتيرة» منسوخ ، وليس
الآن إلا الأضحية لا غير ، و «العتيرة» هي الذبيحة التي تُعتَر : أي تُذبح.
(سائمة) السائمة : الإبل أو البقر أو الغنم الراعية التي ليست بمعلوفة ، وإنما
تأكل من العُشب في الصحراء.
(استحمل) أي : قوي على الحمل وصَلُح له.
__________
(1) هو خالد الحذَّاء .
(2) القائل : هو خالد الحذَّاء .
(3) رواه أبو داود رقم (2830) في الأضاحي ، باب في العتيرة ، والنسائي 7 / 169 -
171 في الفرع والعتيرة ، باب تفسير العتيرة ، وباب تفسير الفرع ، وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : تقدم تخريجه.
5621 - (د س) عمرو بن
شعيب : عن أبيه عن جده قال : «سئل -[508]- رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن
العَقيقَة ؟ فقال : لا يُحِبُّ الله العُقُوقَ ، كأنه كَرِه الاسم ، ومَن وُلِدَ
له وَلَد فأحَبَّ أن يَنْسُكَ عنه ، فَلْيَنْسُك عن الغُلام شاتان مُكافِئَتَان ،
وعن الجارية شاة ، وسئل عن الفَرَع ؟ قال : والفَرَعُ حَقّ ، وأن تتركوه حتى يكونَ
بكْراً شُغْزُباً - ابنَ مَخَاض ، أو ابنَ لَبُون - فَتُعْطِيَهُ أرْمَلَة ، أو
تَحْمِل عليه في سبيل الله : خير من أن تذبَحه ، فَيَلصَقَ لحمه بوَبَرِه ، وتُكفئ
إناءَك ، وتُولِهِ نَاقتَك» أخرجه أبو داود.
وفي رواية النسائي عن أبيه عن جده ، وعن زيد بن أسلم «قالوا : يا رسول الله ،
الفَرَعُ ؟ قال : حَقّ ، فإن تركتَه حتى يكون بَكْراً فَتَحمِلَ عليه في سبيل الله
، أو تعْطِيهُ أرْمَلَة : خير من أن تذبحه فيَلْصَق لحمُه بوَبَرِه فَتُكْفِئَ
إناءَك ، وتُولِهِ ناقتَك ، قالوا : يا رسول الله ، فالعَتِيرةُ ؟ قال : العتيرة
حق» (1) .
وقد أخرج النسائي ذِكر العُقوق مفرداً ، وقد ذكرناه في الفصل الثالث.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بَكْراً) البَكْر : الفَتيُّ من الإبل ، والأنثى : بَكْرَة.
(شُغْزُبّاً) وأما الشُّغْزُب فإن هذه اللفظة هكذا جاءت في كتاب أبي داود ، وكذا
رواها ، قال الخطابي : هو الشديد ، وقال : هكذا وجدته في رواية أبي داود ، وهو غلط
، والصواب : «زُخْزُبّاًً» وهو الغليظ ، هكذا -[509]- رواه أبو عبيد وغيره ، وقال
: يشبه أن يكون حرف الزاي قد أبدل بالشين ، والخاء بالغين ، لقُرْب المخارج ، فصار
«شُغْزُبّاً» فَصحَّفه بعض الرواة فقال : «شُغْزُبّاً» والذي جاء في كتاب الهروي
والجوهري والزمخشري «زُخْرُبّاً» قالوا : هو الغليظ الجسم المشتد اللحم ، والله
أعلم (2) .
(ابن مخاض) ابن المخاض من الإبل : ما دخل في السنة الثانية ، سمي بذلك ، لأن أمه
مخاض ، أي : حامل.
(ابن لبون) ابن اللبون من الإبل : ما دخل في السنة الثالثة ، سمي بذلك ، لأن أمه
ذات لَبَن.
(تُكْفي إناءك) كَفَأْت الإناء : إذا قَلَبْتَه ، وأكفأته : لغة فيه.
(تُولِه ناقتك) الوَلَه : ذهاب العقل ، والتحَيُّر من شدة الحُزن والوَجد ، رجل
وَالِه ، وامرأة وَالِه ، ووَالِهَة ، وناقة وَالِهَة من حزنها على فِراق ولدها ،
لأنه إذا نحر ولد ناقته فقد أَوْلَهَهَا ، والمعنى : أنه إذا نحر ولد ناقته فقد
جمع بين أمرين ، أحدهما : أنه ينقطع لبنها ، فأكفأ إناءه ، لأنه لا لبن له ،
والآخر : أنه أوْلَه ناقته وأَحْزَنَها، وذلك سبب لهُزَالها.
(أَرْمَلة) الأرملة : المرأة التي لا زوج لها ، وأَرْمَلَت المرأة : إذا مات عنها
زوجها ، والأرمل : الرجل الذي لا زوجة له.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2842) في الأضاحي ، باب في العقيقة ، والنسائي 7 / 168 في
الفرع والعتيرة في فاتحته ، وإسناده حسن .
(2) وقد رد العلامة أحمد محمد شاكر في تعليقه على " المسند " رقم (6713)
على من ادعى أن رواية شغزباً غلط ، فانظره هناك .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن : تقدم تخريجه.
5622 - (د) عائشة - رضي
الله عنها - قالت : «أمرنا رسول الله -[510]- صلى الله عليه وسلم- من كل خمسين شاة
شاة» .
أخرجه أبو داود (1) ، وقال في رواية رزين : «أمرنا أن نذبحَ» .
__________
(1) رقم (2833) في الأضاحي ، باب في العتيرة ، وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
تقدم تخريجه ، راجع الحديث رقم (5614) ، واللفظ المشار إليه هو لفظ موسى بن
إسماعيل ، عند أبي داود (2833) .
5623 - (س) الحارث بن
عمرو [السهمي الباهلي]- رضي الله عنه - : «[أنه] لَقِيَ رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- في حَجَّة الوداع ، وهو على ناقته العَضباء ، فأتيتُه من أحدِ شِقَّيه ،
فقلت : يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي اسْتَغْفِرْ لي ، فقال : غَفَرَ الله لكم ،
ثم أتيتُه من الشِّق الآخر أرجو أن يَخُصَّني دونَهم ، فقلت : يا رسول الله ،
استغفر لي ، فقال بيديه : غفر الله لكم ، فقال رجل من الناس : يا رسول الله ، العَتائرُ
والفَرَائعُ ؟ قال : مَن شاء عَتَرَ ، ومن شاء لم يَعتِرْ ، ومن شاء فَرَعَ ، ومن
شاء لم يُفْرِعْ ، في الغنم أُضْحِيَتُها ، وقَبَضَ أصَابِعَهُ ، إلا واحدة» .
أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العضباء) اسم ناقة النبي - صلى الله عليه وسلم- ولم تكن عضباء ، فإن العضباء هي
المشقوقة الأذن.
__________
(1) 7 / 168 و 169 في الفرع والعتيرة في فاتحته ، وإسناده ضعيف .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف :
1 - أخرجه أحمد (3/485) قال : حدثنا عفان. والنسائي (7/168) قال : أخبرنا سويد بن
نصر ، قال : أنبأنا عبد الله - يعني ابن المبارك -. وفي (7/169) قال : أخبرني
هارون بن عبد الله. قال : حدثنا عفان. (ح) وأنبأنا هارون بن عبد الله. قال : حدثنا
هشام بن عبد الملك. وفي «عمل اليوم والليلة» (420) قال : أخبرنا إسماعيل بن مسعود
، قال : حدثنا المعتمر بن سليمان.
أربعتهم - عفان ، وعبد الله، وهشام، والمعتمر - عن يحيى بن زرارة.
2 - وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (1148) . وفي «خلق أفعال العباد» (52) .
وأبو داود (1742) قالا - البخاري وأبو داود - : حدثنا أبو معمر ، قال : حدثنا عبد
الوارث ، قال : حدثنا عتبة بن عبد الملك.
كلاهما - يحيى ، وعتبة - : قالا : حدثني زرارة السهمي ، فذكره.
في رواية أحمد قال : وقال عفان مرة : حدثني يحيى بن زرارة السهمي ، قال : حدثني
أبي ، عن جده الحارث.
رواية عتبة بن عبد الملك مختصرة. وفيها عند البخاري في «الأدب المفرد» : فذهب بيده
بزاقه ومسح به نعله كره أن يصيب أحدا من حوله. وفي «خلق أفعال العباد» : فليبلغ
الشاهد الغائب.
رواية أبي داود :
«أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو بمنى أو بعرفات ، وقد أطاف به الناس ،
قال : فتجيء الأعراب ، فإذا رأوا وجهه قالوا : هذا وجه مبارك. قال : ووقت ذات عرق
لأهل العراق» .
5624 - (س) لقيط بن عامر
العقيلي - رضي الله عنه - قال : قلت : يا رسول الله ، إنا كنا نذبح ذبائح في
الجاهلية في رجب ، فنأكل ونُطعِمُ من جاءنا ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- : «لا بأس به ، قال وكيع بنُ عُدس : فلا أدَعُه» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 7 / 171 في الفرع والعتيرة ، باب تفسير الفرع ، وفي سنده وكيع بن عدس وهو
مجهول .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أحمد (4/12) قال : حدثنا بهز ، وعفان. (ح) وحدثنا يحيى بن
حماد. والنسائي (7/171) قال : أخبرنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا عبد الرحمن.
أربعتهم - بهز ، وعفان ، ويحيى ، وعبد الرحمن بن مهدي - عن أبي عوانة ، قال :
حدثنا يعلى بن عطاء، عن وكيع بن عدس ، فذكره.
قلت : وكيع بن عدس لا يعرف «مجهول» .
5625 - (خ م د ت س) أبو
هريرة - رضي الله عنه - : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا فَرَعَ ولا
عَتِيرَةَ ، والفرَعُ : أوَّلُ النِّتَاج ، كانوا يذبحونه لطواغيتهم ، والعتِيرَةُ
في رجب» أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرجه الترمذي إلى قوله : «أول النِّتَاج» وقال : «كان يُنْتَجُ لهم فيذبحونه»
قال : وفي الباب عن نُبَيْشَةَ ومِخنف بن سليم ، وهذا حديث حسن صحيح ، والعتيرة
ذبيحة كانوا يذبحونها في رجب ، يُعظِّمُون شهرَ رجب ، لأنه أول شهر من الأشهر
الحرُم ، وأشهر الحرُم : رجب ، وذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم ، وأشهر الحج :
شوال ، وذو القعدة ، وعشر من ذي الحجة ، كذلك روي عن بعض أصحابِ النبيِّ - صلى
الله عليه وسلم- وغيرهم في أشهر الحج.
وفي رواية أبي داود قال : «لا فرَع ولا عتيرة» قال ابن المسيب : الفرَعُ : أوَّلُ
النِّتاج كان يُنْتَج لهم فيذبحونه.
وقال في أخرى : قال ابن المسيب : الفرَع ، أوَّل ما تنتج الإبل ، كانوا يذبحونه لطواغيتهم
، ثم يأكله (1) ، ويُلْقي جلده على الشجر ، والعتيرة في العشر الأول من رجب.
وفي رواية النسائي قال : «لا فرَع ولا عتيرة» .
وفي رواية «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الفرَع والعتيرة» (2) .
-[512]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(طَوَاغِيتهم) الطواغيت هاهنا : الأصنام.
__________
(1) أي الذابح .
(2) رواه البخاري 9 / 515 في العقيقة ، باب الفرع ، وباب العتيرة ، ومسلم رقم
(1976) في الأضاحي ، باب في الفرع والعتيرة ، وأبو داود رقم (2831) و (2832) في
الأضاحي ، باب في العتيرة ، والترمذي رقم (1512) في الأضاحي ، باب ما جاء في الفرع
والعتيرة ، والنسائي 7 / 167 في الفرع والعتيرة في فاتحته .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (1095) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (2/229) قال : حدثنا هشيم.
قال : إن لم أكن سمعته منه- يعني الزهري - فحدثني سفيان بن حسين. وفي (2/239) قال
: حدثنا سفيان. وفي (2/279) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : حدثنا معمر. وفي
(2/409) قال : حدثنا محمد ابن جعفر. قال : حدثنا شعبة ، عن معمر. قال محمد : وقد
سمعته أنا من معمر. وفي (2/490) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا معمر. والدارمي
(1970) قال : أخبرنا محمد بن عيسى. قال: حدثنا ابن عيينة. والبخاري (7/110) قال :
حدثنا عبدان. قال : حدثنا عبد الله. قال : أخبرنا معمر. (ح) وحدثنا علي بن عبد
الله.قال : حدثنا سفيان.ومسلم (6/82 و 83) قال : حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وأبو
بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب. قال يحيى : أخبرنا. وقال الآخرون:
حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد. قال عبد : أخبرنا.
وقال ابن رافع : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر. وأبو داود (2831) قال :
حدثنا أحمد بن عبدة. قال : أخبرنا سفيان. وابن ماجة (3168) قال : حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة وهشام بن عمار. قالا : حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (1512) قال :
حدثنا محمود بن غيلان. قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر. والنسائي
(7/167) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال : حدثنا سفيان. (ح) وأخبرنا محمد بن
المثنى. قال : حدثنا أبو داود. قال : حدثنا شعبة. قال : حدثت أبا إسحاق عن معمر
وسفيان.
أربعتهم - سفيان بن عيينة ، وهشيم ، وسفيان بن حسين ، ومعمر - عن الزهري ، عن سعيد
بن المسيب ، فذكره.
الكتاب الثالث من حرف
الطاء : في الطب والرُّقى ، وفيه أربعة أبواب
الباب الأول : في الطب ، وفيه ستة فصول
الفصل الأول : في جواز التداوي
5626 - (د) أبو الدرداء - رضي الله عنه - : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
قال : «إن الله أنْزَلَ الدَّاءَ والدَّوَاءَ ، وجعل لكلِّ داء دواء ،
فَتَدَاوَوْا ، ولا تَدَاوَوْا بحرام» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2874) في الطب ، باب الأدوية المكروهة ، وهو حديث حسن بشواهده .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3874) قال : حدثنا محمد بن عبادة الواسطي ، قال : حدثنا يزيد بن
هارون ، قال : أخبرنا إسماعيل بن عياش ، عن ثعلبة بن مسلم ، عن أبي عمران الأنصاري
، عن أم الدرداء ، فذكرته.
5627 - (م) جابر بن عبد
الله - رضي الله عنهما - : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إنَّ لكلِّ
دَاء دَوَاءً ، فإذا أُصِيبَ دواءُ الدَّاءِ بَرَأ بإذن الله» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2204) في السلام ، باب لكل داء دواء ، واستحباب التداوي .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/335) قال : حدثنا هارون بن معروف. ومسلم (7/21) قال : حدثنا
هارون بن معروف ، وأبو الطاهر ، وأحمد بن عيسى. والنسائي في الكبرى «تحفة المزي»
(2785) عن وهب بن بيان.
أربعتهم - هارون ، وأبو الطاهر ، وأحمد بن عيسى ، وابن بيان - عن ابن وهب. قال :
أخبرني عمرو - وهو ابن الحارث - عن عبد ربه بن سعيد ، عن أبي الزبير ، فذكره.
5628 - (د ت) أسامة بن
شريك (1) - رضي الله عنهما - قال : «أتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
وأصحابُه حولَه ، وعليهم السَّكِينَةُ ، كأنما على رؤوسِهم الطيرُ ، فسلَّمتُ ، ثم
قعدتُ ، فجاءت الأعرابُ من هاهنا وهاهنا يسألونه ، فقالوا : يا رسول الله ،
أنَتَدَاوَى ؟ قال : تَدَاوَوْا ، فإن الله تعالى لم يَضَعْ داء إلا وضع له دواء ،
غيرَ داء واحد ، وهو الهرمُ» أخرجه أبو داود.
وعند الترمذي قال أُسامة : «قالت الأعراب : يا رسول الله ، ألا نتداوى ؟ قال : نعم
يا عباد الله تداوَوْا ، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شِفَاء - أو دَواء - إلا
داءً واحداً ، قالوا : يا رسول الله ، وما هو ؟ قال : الهرم» (2) . -[514]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كأنَّما على رؤوسهم الطير) هذا وصف لهم بالسكون والتأدب في مجلس رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - ، شَبَّههم في سكونهم : كأن على رؤوسهم طيراً ، فهي لسكونهم لا
تطير ، لأن الطائر لا يستقرُّ على رأس إنسان ، فكيف وهو متحرك ؟ .
__________
(1) في المطبوع : أسامة بن زيد ، وهو خطأ .
(2) رواه أبو داود رقم (3855) في الطب ، باب في الرجل يتداوى ، والترمذي رقم
(2039) في الطب ، باب ما جاء في الدواء والحث عليه ، وإسناده صحيح ، ورواه أيضاً
أحمد ، والبخاري في " الأدب المفرد " وابن ماجة وغيرهم ، وقال الترمذي :
هذا حديث حسن صحيح ، قال : وفي الباب عن ابن مسعود ، وأبي هريرة ، وأبي خزامة عن
أبيه ، وابن عباس .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح :
1 - أخرجه الحميدي (824) . وابن ماجة (3436) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ،
وهشام بن عمار. ثلاثتهم - الحميدي ، وأبو بكر ، وهشام - قالوا : حدثنا سفيان بن
عيينة.
2 - وأخرجه أحمد (4/278) قال : حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (3855) قال : حدثنا
حفص بن عمر. والنسائي في الكبرى «تحفة 127» عن إسماعيل بن مسعود ، ومحمد بن عبد
الأعلى ، كلاهما عن خالد بن الحارث.
ثلاثتهم - ابن جعفر ، وحفص ، وخالد - عن شعبة.
3 - وأخرجه أحمد (4/278) قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا المسعودي «مختصرا» .
4 - وأخرجه أحمد (4/278) قال : حدثنا ابن زياد - يعني المطلب بن زياد -. «مختصرا»
.
5 - وأخرجه أحمد (4/278) قال : حدثنا مصعب بن سلام. قال : حدثنا الأجلح. «مختصرا»
.
6 - وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (291) قال : حدثنا أبو النعمان.والترمذي
(2038) قال : حدثنا بشر بن معاذ.
كلاهما - أبو النعمان ، وبشر - قالا : حدثنا أبو عوانة.
7 - وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة 127» عن أحمد بن خالد ، عن إسحاق بن يوسف ، عن
مسعر.
سبعتهم - سفيان ، وشعبة ، والمسعودي ، والمطلب ، والأجلح ، وأبو عوانة ، ومسعر -
عن زياد بن علاقة، فذكره.
5629 - (ط) زيد بن أسلم -
رحمه الله - : أن رجلاً في زمن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أصابَهُ جُرْح ، فَاحْتَقَنَ
الجُرحُ بالدَّم ، وأن الرجل دَعا رُجلين من بني أنْمار فنظرا إليه ، فزعما : أن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال لهما : أيُّكما أطَبُّ ؟ فقالا : أوَ في
الطِّبِّ خير يا رسول الله ؟ فزعم زيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال :
«أنْزَلَ الدواء الذي أنزل الأدْوَاءَ» أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) 2 / 943 و 944 في العين ، باب تعالج المريض ، مرسلاً ، ولكن له شواهد بمعناه
يقوى بها ، منها الذي بعده .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه مالك (1821) عن زيد بن أسلم به.
5630 - (خ) أبو هريرة -
رضي الله عنه - : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «ما أنْزَلَ الله من
داء إلا أنزل له دواء» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 10 / 113 في الطب ، باب ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (7/158) قال : حدثنا محمد بن المثنى ، وابن ماجة (3439)
قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وإبراهيم بن سعيد الجوهري ، والنسائي في الكبرى
(الورقة 99-أ) قال : أخبرنا نصر بن علي بن نصر ،ومحمد بن المثنى. أربعتهم- محمد بن
المثنى ، وأبو بكر ، وإبراهيم بن سعيد، ونصر بن علي - عن أبي أحمد الزبيري ، قال
:حدثنا عمر بن سعيد بن أبي حسين ، قال :حدثني عطاء بن رباح ، فذكره.
الفصل الثاني : في كراهية
التداوي
5631 - (ت) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال : سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- يقول : «لا تُكْرِهُوا مَرْضَاكُم على الطعام والشراب ، فإن الله يُطْعِمُهم
ويَسْقِيهم» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2041) في الطب ، باب ما جاء : لا تكرهوا مرضاكم على الطعام والشراب ،
ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3444) في الطب ، باب لا تكرهوا المريض على الطعام ، وفي
سنده بكر بن يونس بن بكير الشيباني الكوفي ، و هو ضعيف ، قال ابن علان في "
شرح الأذكار " 4 / 90 : قال الحافظ بعد تخريجه : هذا حديث غريب من هذا الوجه
، وهو حديث حسن بشواهده ... وذكرها ، ولذلك قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن لشواهده : أخرجه ابن ماجة (3444) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ،
والترمذي (2040) قال :حدثنا أبو كريب.
كلاهما - محمد بن عبد الله بن نمير ، وأبو كريب - قالا : حدثنا بكر بن يونس بن
بكير ، عن موسى بن على بن رباح ، عن أبيه ، فذكره.
قلت : في إسناد الخبر بكر بن يونس ضعفوه ، والحديث حسنه الحافظ لشواهد ، قاله ابن
علان في شرح الأذكار (4/90) .
5632 - (خ م) عائشة - رضي
الله عنها - قالت : لَدَدْنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في مرضه ، فجعل
يُشيرُ إلينا : «أن لا تَلُدُّوني» فقلنا : كراهية المريض للدواء ، فلما أفاق قال
: «ألم أنهَكم أن تَلُدُّوني ؟» فقلنا : كراهية المريض للدواء فقال : «لا يبقى أحد
في البيت إلا لُدَّ - وأنا أنظر - إلا العباس ، فإنه لم يَشْهَدْكم» . أخرجه
البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لَدَدْنا) لَدَّه باللَّدُود ، وهو أن يسقيَه الدواء في أحد جانبي فمه وجانبا
الفم : لَدِيدَاه ، وإنما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم- أن يُلَدَّ كل من في
البيت : عُقوبة -[516]- لهم ، حيث لَدُّوه بغير إذنه ، لا بل بعد نهيه إياهم عن
ذلك.
__________
(1) 10 / 140 في الطب ، باب اللدود ، وفي المغازي ، باب مرض النبي صلى الله عليه
وسلم ووفاته ، ورواه أيضاً مسلم رقم (2213) في السلام ، باب كراهية التداوي
باللدود .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/53) .والبخاري (6/17و7/164) قال : حدثنا علي بن عبد الله.
وفي (9/8) قال : حدثنا عمرو بن علي.وفي (9/10) قال : حدثنا مسدد. ومسلم (7/24) قال
: حدثني محمد بن حاتم. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (11/13618) عن عمرو بن
علي.
خمستهم - أحمد بن حنبل ، وعلي بن عبد الله المديني ،وعمرو بن علي ، ومسدد ، ومحمد
بن حاتم- عن يحيى بن سعيد.قال : حدثنا سفيان. قال : حدثني موسى بن أبي عائشة ، عن
عبيد الله بن عبد الله ، فذكره.
5633 - (د) عبد الله بن
عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال : سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
يقول : «ما أُبَالي ما أتيتُ إن أنا شرِبتُ تِرْيَاقاً ، أو تَعَلَّقْتُ تَميمَة ،
أو قلت الشِّعْرَ من قِبَلِ نفسي» .
أخرجه أبو داود ، [وقال : هذا كان للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- خاصَّة ، وقد
رخَّصَ فيه قوم ، يعني : الترياقَ] (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تَميمة) التميمة : واحدة التمائم ، وهي خَرَزَات كانت العرب تُعَلِّقُها على أولادهم
يَرُدُّون بها العين في زعمهم ، فأبطلها النبي - صلى الله عليه وسلم-.
__________
(1) رقم (3869) في الطب ، باب في الترياق ، وفي سنده عبد الرحمن بن رافع التنوخي
المصري ، قاضي إفريقيا ، وهو ضعيف .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أحمد (2/167) (6565) قال : حدثنا عبد الله بن يزيد ، قال :
حدثنا حيوه.وفي (2/223) (7081) قال : حدثنا عبد الله بن يزيد ،قال حدثنا سعيد ابن
أبي أيوب. وأبو داود (3869) قال :حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة ، قال: حدثنا
عبد الله بن يزيد ، قال :حدثنا سعيد ابن أبي أيوب.
كلاهما - حيوة ،وسعيد - عن شرحبيل بن شريك المعافري ، عن عبد الرحمن بن رافع
التنوخي ، فذكره.
(*) في رواية سعيد بن أبي أيوب. قال :حدثنا شرحبيل بن يزيد المعافري.
قلت : عبد الرحمن بن رافع ، ضعفوه.
5634 - (ت) المغيرة بن
شعبة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «مَنِ
اكْتَوَى أوِ اسْتَرْقَى : فقد بَرِئ من التَّوَكُّل» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2056) في الطب ، باب ما جاء في كراهية الرقية ، وإسناده حسن ، وقال
الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، ورواه أيضاً أحمد وابن ماجة ، وابن حبان في "
صحيحه " ، والحاكم في " المستدرك " ، قال الترمذي : وفي الباب عن
ابن مسعود وابن عباس وعمران بن حصين .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه الحميدي (763) قال : حدثنا سفيان ،قال : حدثنا ابن أبي نجيح ،
وأحمد (4/249) قال:حدثنا إسماعيل ، قال : أخبرنا ليث. وفي (4/251) قال : حدثنا
سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، وفي (4/253) قال :حدثنا عبد الرحمن. عن سفيان ، عن
منصور ، وعبد بن حميد. (393) قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال: أخبرنا الثوري ،عن
منصور. وابن ماجة (3489) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا إسماعيل بن
علية ، عن ليث.والترمذي (2055) قال :حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن
بن مهدي ، قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا منصور.
ثلاثتهم - ابن أبي نجيح ، وليث ،ومنصور - عن مجاهد ، عن عقار بن المغيرة ، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (4/253) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، وحجاج ، قالا :حدثنا شعبة.
والنسائي في الكبرى (الورقة 100- أ) قال : أخبرنا الحسين بن حريث ، قال : أخبرنا
جرير.
كلاهما - شعبة ، وجرير- عن منصور ، قال : سمعت مجاهدا يحدث ،قال :حدثني عقار بن
المغيرة بن شعبة حديثا ،فلما خرجت من عنده لم أمعن حفظه ،فرجعت إليه إنا وصاحب لي
، فلقيت حسان بن أبي وجزة ، وقد خرج من عنده فقال :ما جاء بك ؟ فقلت : كذا وكذا ،
فقال حسان حدثناه عقار، عن أبيه ، فذكر الحديث.
الفصل الثالث : فيما وصفه
النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من الأدوية
العسل
5635 - (خ م ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : جاء رجل إلى النبيِّ - صلى
الله عليه وسلم- فقال : إن أخي اسْتُطْلِق بطنُه ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- : «اسْقِهِ عسلاً» فَسَقَاهُ ، ثم جاء فقال : «إني سَقَيْتُه عسلاً ، فلم
يَزِدْهُ إلا استطلاقاً» ، فقال له ثلاث مرات ، ثم جاء الرابعةَ ، فقال : «اسْقِه
عسلاً» فقال : لقد سَقَيْتُه ، فلم يزده إلا استطلاقاً ، فقال له رسول الله - صلى
الله عليه وسلم- : «صَدق اللهُ ، وكَذَبَ بطنُ أخيك ، فَسَقَاهُ فَبَرَأ» .
وفي رواية : «أن رجلاً أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : إن أخي عَرِبَ
بطنُه ؟ فقال : اسْقِهِ عسلاً... ثم ذكر نحوه ومعناه» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية الترمذي مثله إلى قوله : «استطلاقاً» الأولى ، قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم- : «اسقه عسلاً» فقال : يا رسول الله ، إني قد سقيته ، فلم يزده إلا
استطلاقاً ؟ قال : فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «صدق الله ، وكذب بطن
أخيك ، اسْقه عسلاً ، فسقاه فبَرَأ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 119 في الطب ، باب الدواء بالعسل ، وباب دواء المبطون ،
ومسلم رقم (2217) في السلام ، باب التداوي بسقي العسل ، والترمذي رقم (2083) في
الطب ، باب ما جاء في التداوي بالعسل .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1-أخرجه أحمد (3/19) قال : حدثنا يزيد. وفي (3/92) قال : حدثنا محمد بن جعفر
،وحجاج.وفي (3/92) قال : حدثنا روح ،وعبد بن حميد (938) قال :حدثني ابن أبي شيبة ،
قال :حدثنا يزيد بن هارون، والبخاري (7/165) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال:حدثنا
محمد بن جعفر ، ومسلم (7/26) قال : حدثنا محمد بن المثنى ، ومحمد بن بشار ، قالا
:حدثنا محمد بن جعفر ، والترمذي (2082) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا
محمد بن جعفر. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (4251) عن عمرو بن علي ، عن يحيى
ومحمد جعفر.
أربعتهم - يزيد ، ومحمد بن جعفر ، وروح ، ويحيى - عن شعبة.
2- وأخرجه البخاري (7/159) قال :حدثنا عياش بن الوليد ، قال:حدثنا عبد
الأعلى.ومسلم (7/26) قال : حدثنيه عمرو بن زرارة ، قال : أخبرنا عبد الوهاب - يعني
ابن عطاء.
كلاهما - عبد الأعلى ،وعبد الوهاب - عن سعيد.
كلاهما - شعبة ، وسعيد بن أبي عروبة - عن قتادة ، عن أبي المتوكل الناجي، فذكره.
5636 - () نافع - مولى
ابن عمر - رضي الله عنهما - «أن ابن عمر ما كانت تخرج له قَرْحَة ولا شيء إلا لطخ
الموضع بالعسل ، ويقرأ : {يَخْرُجُ مِن بُطُونِها شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ ألْوَانُهُ
فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} [النحل : 69]» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع ، أخرجه رزين ، وقد ذكره
السيوطي في " الدر المنثور " ونسبه لحميد بن زنجويه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الأثر من زيادات رزين : عزاه السيوطي في الدر المنثور لابن زنجويه.
5637 - () شقيق [بن سلمة]
قال : سمعت عبد الله يقول : «عليكم بالشِّفَاءَين : القرآن ، والعسل» . أخرجه ...
(1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع ، أخرجه رزين ، وقد رواه
ابن ماجة رقم (3452) في الطب ، باب العسل ، مرفوعاً ، وإسناده حسن ، ورواه الحاكم
4 / 200 مرفوعاً وموقوفاً ، وصححه ووافقه الذهبي ، وقال المناوي : قال البيهقي في "
شعب الإيمان " : الصحيح موقوف على ابن مسعود .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الأثر من زيادات رزين.
أخرجة البيهقي في الشعب (2/519) (2581) ، وقال : ورفعه زيد بن الحباب والصحيح
موقوف على بن مسعود.
قلت : أخرجة ابن ماجة (3452) موفوعا.والحاكم (4/200) موقوفا ومرفوعا وصححه ووافقه
الذهبي، وهو ذهول منها - رحمهما الله -.
5638 - () أبو هريرة -
رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «المَبْطُونُ شَهِيد
، ودَوَاءُ المَبطُون العسلُ» أخرجه ... (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المَبْطُون) : الذي يشتكي بطنه ، ويُشبه أن يُراد به المُسْتَسقي.
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع ، أخرجه رزين .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين وقفت عليه بلفظ: عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، رضي الله
عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «الشهداء خمسة: المطعون ، والمبطون
، والغرق ، وصاحب الهدم ، والشهيد في سبيل الله» .
أخرجه مالك الموطأ (101) .وأحمد (2/324) قال :حدثنا روح.وفي (2/533) قال : قرأت
على عبد الرحمن.و،البخاري (1/167) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد.وفي (1/184و7/169)
قال : حدثنا أبوعاصم.وفي (4/29) قال :حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (6/51) قال
:حدثنا يحيى بن يحيى.والترمذي (1063) قال : حدثنا الأنصاري.قال :حدثنا معن (ح)
وحدثنا قتيبة ،والنسائى في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12577) عن قتيبة.
سبعتهم - روح ،وعبد الرحمن بن مهدي ، وقتيبة بن سعيد ، وأبو عاصم النبيل ، وعبد
الله بن يوسف ، ويحيى بن يحيى ، ومعن بن عيسى - عن مالك بن أنس ، عن سمى أبي بكر
بن أبي عبد الرحمن ، عن أبي صالح السمان ،فذكره.
الحَبَّة السَّوداء
5639 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم-[519]- قال : «في الحبَّةِ السَّودَاء : شِفَاء من كل داء ، إلا السَّام
والسَّامُ : الموت» .
وفي رواية قال قتادة : «حُدِّثتُ : أن أبا هريرة قال : الشونيز دَواء من كل داء ،
إلا السام ، قال قتادة : يأخذ كل يوم إحدى وعشرين حبة من الشونيز ، فيجعلهنَّ في
خرقة ويَنْقَعُها ويَتَسَعَّطُ به كل يوم في مِنْخره الأيمن قطرتين ، وفي الأيسَر
قطرة ، والثاني : في الأيمن واحدة ، وفي الأيسر ثنتين ، والثالث : في الأيمن
قطرتين ، وفي الأيسر قطرة» أخرجه الترمذي (1) .
وعند البخاري ومسلم : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَا من داء إلا
في الحبة السوداء منه شفاء ، إلا السَّام» .
وفي أخرى لهما قال : «في الحبَّة السوداء شفاء من كل داء ، إلا السام» .
قال ابن شهاب : والسَّام : الموت ، والحبَّة السوداء : الشونيز (2) .
__________
(1) هذه الرواية عند الترمذي موقوفة ، وفي سندها انقطاع ، وقد وردت في حديث مرفوع
أخرجه المستغفري في " كتاب الطب " ، وإسنادها ضعيف .
(2) رواه البخاري 10 / 122 في الطب ، باب الحبة السوداء ، ومسلم رقم (2215) في
السلام ، باب التداوي بالحبة السوداء ، والترمذي رقم (2042) في الطب ، باب ما جاء
في الحبة السوداء ، ورقم (2071) في الطب ، باب ما جاء في الكمأة والعجوة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، وسعيد بن المسيب ، أن أبا هريرة أخبرهما ، أنه
سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن في الحبة السوداء شفاء من كل داء
إلا السام» .
والسام: الموت :والحبة السوداء : الشونيز.
أخرجه البخاري (7/160) قال :حدثنا يحيى بن بكير. ومسلم (7/25) قال : حدثنا محمد بن
رمح بن المهاجر.وابن وابن ماجة (3447) قال :حدثنا محمد بن رمح ، ومحمد بن الحارث
المصريان.
ثلاثتهم - يحيى ، ومحمد بن رمح.ومحمد بن الحارث - عن الليث بن سعد ، عن عقيل ، عن
ابن هشاب ، قال : أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب ، فذكراه.
(*) أخرجه الحميدي (1107) قال : حدثنا سفيان ، قال حدثنا الزهري ، وأحمد (2412)
قال :حدثنا سفيان.عن الزهري.وفي (2/261و429) قال :حدثنا يزيد بن هارون ، ويعلى
قالا : حدثنا محمد بن عمرو ، وفي (2/268) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا
معمر ، عن الزهري. وفي (2/343) قال: حدثنا عفان ، قال : حدثنا يزيد بن زريع ، قال
: حدثنا معمر ، عن الزهري (2/423) قال : حدثنا غسان ، قال :حدثنا حماد بن سلمة ،
عن محمد بن عمرو..وفي (2/429) قال : حدثنا يحيى، وهو ابن سعيد ، قال : حدثنا محمد
بن عمرو.وفي (2/504) قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا محمد ، ومسلم (7/25) قال :
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، عمرو الناقد ، وزهير بن حرب ، وابن أبي عمر قالوا :
حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثنا عبد بن حميد ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال :
أخبرنا معمر (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ، قال : أخبرنا أبو اليمان
، قال : أخبرنا شعيب. كلهم عن الزهري.والترمذي (2041) قال : حدثنا ابن أبي عمر ،
وسعيد بن عبدد الرحمن المخزومي ، قالا : حدثنا سفيان ، عن الزهري.والنسائى في
الكبرى (الورقة 99-أ) قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا سفيان ، عن
الزهري.
كلاهما - الزهري ، ومحمد بن عمرو- عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة فذكره.ليس فيه :
(سعيد بن المسيب) .
(*) وأخرجه أحمد (2/510) قال :حدثنا روح ، قال : حدثنا محمد بن أبي حفصة.ومسلم
(7/25) قال: حدثنيه أبو الطاهر وحرملة ، قالا : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني
يونس ،والنسائي في الكبرى (الورقة 99-ب) قال : أخبرنا وهب بن بيان ، قال : حدثنا
ابن وهب ، قال : أخبرني يونس.
كلاهما -محمد بن أبي حفصة ،ويونس - عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي
هريرة ، فذكره. ليس فيه - أبو سلمة بن عبد الرحمن -
(*) الروايات ألفاظها متقاربة. وأثبتنا رواية عقيل عند مسلم.
(*) في رواية سفيان عند أحمد (2/241) : عن الزهري ، عن أبي سلمة إن شاء الله.
وعن عبد الرحمن بن يعقوب ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال
: «ما من داء إلا في الحبة السوداء منه شفاء إلا السام» .
أخرجه أحمد (2/389) قال :حدثنا عفان ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم القاص.
وفي (2/484) قال : حدثنا عبد الرحمن ، عن زهير ، ومسلم (7/26) قال :حدثنا يحيى بن
أيوب ، وقتيبة بن سعيد ، وابن حجر ، قالوا:حدثنا إسماعيل بن ، وهو ابن جعفر.
ثلاثتهم - عبد الرحمن بن إبراهيم ، وزهير ،وإسماعيل بن جعفر - عن العلاء بن عبد
الرحمن ،عن أبيه ، فذكره.
يقول ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- : «إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا
السام» .
قال شْعبة : فقلت : ماالسام؟ قال : الموت. أخرجه أحمد (2/468) .
5640 - (خ) خالد بن سعد
(1) : قال : خرجنا ومعنا غالب بن أبْجَرَ ، فمرض في الطريق ، فقدمنا المدينة وهو
مريض ، فَعَادَه ابن أبي عتيق ، فقال لنا : عليكم بهذه الحُبَيْبَةِ السويداء ،
فَخُذُوا منها خمساً ، أو سبعاً ، فَاسْحقُوها ، ثم اقْطُرُوها في أنفه بَقَطراتِ
زيت في هذا الجانب ، وفي هذا الجانب ، فإن -[520]- عائشة أم المؤمنين حدَّثتني :
أنها سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم- يقول : «إن هذه الحبة السوداءَ شفاء من كل
داء ، إلا من السَّام ، قلت : وما السام ؟ قال : الموت» . أخرجه البخاري (2) .
__________
(1) هو مولى أبي مسعود البدري ، وليس له في البخاري سوى هذا الحديث .
(2) 10 / 120 و 121 في الطب ، باب الحبة السوداء ، وانظر " الفتح " 10 /
121 .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (7/160) . وابن ماجة (3449) .
كلاهما - البخاري ، وابن ماجة - عن عبد الله بن محمد أبي بكر بن أبي شيبة قال :
حدثنا عبيد الله ، قال: أنبأنا إسرائيل ،عن منصور ، عن خالد بن سعد ، فذكره.
العَجْوة
5641 - (خ م د) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - : أن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- قال : «مَن اصْطّبَحَ كلَّ يوم سَبْعَ تمرات من عجوة ، لم يضُرَّه سُمّ ولا
سِحْر ذلك اليوم إلى الليل» .
وفي رواية : سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «مَن تَصَبَّحَ بسبعِ
تمرات عجوة لم يضرَّه ذلك اليوم سُمّ ولا سحر» .
وفي أخرى : أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَن أكل سبع تمرات من
بين لاَبَتَيْها حين يُصبح : لم يضرَّه سُمّ حتى يُمْسِي» .
أخرجه البخاري ومسلم ، و [أخرج] أبو داود الثانية ، وأخرج مسلم الثالثة والأولى
ذكرها رزين (1) .
وفي أخرى لأبي داود قال : «مَرِضْتُ مرضاً ، فأتاني رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- يَعُودُني ، فوضع يده بين ثَدْيَيَّ ، حتى وجدتُ بَرْدَها على فؤادي ، فقال
: -[521]- إنك رجل مَفْؤُود ، ائْتِ الحارث بن كَلَدةَ أخا ثَقيف ، فإنه رجل
يَتَطَبَّبُ ، فلْيأخُذ سبعَ تمرات من عجوة المدينة ، فَلْيَجأهُنَّ بنَوَاهُنَّ ،
ثم لْيَلُدَّكَ بهن» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تصبح عجوة) العجوة : نوع من تمر المدينة معروف. وتصَبُّحه : الأكل منه كل يوم
بُكْرَة على الرِّيق وقت الصباح ، والاصْطِبَاح مثله.
(لابَتَيْهَا) اللابَة : الحَرَّة ، وهي الأرض ذات الحجارة السود ، والمراد به :
حَرَّتَا المدينة.
(مفؤود) رجل مفؤود : يشكو وجع فؤاده ، فَأَدْتُه : إذا أصبت فُؤاده.
(فَلْيجَأْهُنَّ) وَجَأْتُ النَّوى ونحوه : إذا دَقَقْتَه.
__________
(1) وهي عند البخاري 10 / 203 في الطب ، باب الدواء بالعجوة للسحر .
(2) رواه البخاري 10 / 203 و 204 في الطب ، باب الدواء بالعجوة للسحر ، وباب شرب
السم والدواء به وبما يخاف منه ، و في الأطعمة ، باب العجوة ، ومسلم رقم (2047) في
الأشربة ، باب فضل تمر المدينة ، وأبو داود رقم (3875) و (3876) في الطب ، باب في
تمر العجوة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، قال : سمعت سعدا يقول : سمعت رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- يقول : من تصبح سبع تمرات عجوة ، لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر» .
1-أخرجه الحميدي (70) قال : حدثنا مروان بن معاوية الفزاري ، وأبو ضمرة ، وأحمد
(1/181) (1572) قال : حدثنا مكي (ح) وحدثناه أبو بدر.والبخاري (7/104) قال :حدثنا
جمعة بن عبد الله ، قال : حدثنا مروان.وفي (7/179) قال : حدثنا علي ، قال:حدثنا
مروان.وفي (7/179) قال : حدثنا إسحاق بن منصور ، قال: أخبرنا أبو أسامة.وفي
(7!181) قال : حدثنا محمد بن سلام ،قال : أخبرنا أحمد بن بشير أبو بكر. ومسلم
(6/123) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ،قال : حدثنا أبو أسامة (ح) وحدثناه ابن
أبي عمر ، قال : حدثنا مروان بن معاوية الفزاري (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم ،
قال : أخبرنا أبو بدر شجاع بن الوليد ، وأبو داود (3876) قال : حدثنا عثمان بن أبي
شيبة ، قال : حدثنا أبوأسامة. والنسائى في الكبرى (تحفة الأشراف) (3895) عن إسحاق
بن إبراهيم ،عن أبي بدر (ح) وعن أحمد بن يحيى الصوفي ، عن إسحاق بن منصور السلولي،
عن إبراهيم بن حميد.
سبعتهم- مروان ، وأبو ضمرة و،ومكي ، وأبو بدر ،وأبو أسامة ،وأحمد بن بشير ،
وإبراهيم بن حميد - عن هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص
2- وأخرجه أحمد (1/168 (1442) و (1/177) (1528) قال : حدثنا عبد الملك بن عمرو ،
أبو عامر،قال :حدثنا فليح.ومسلم (6/123) قال :حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب ،
قال :حدثنا سليمان (يعني ابن بلال) .
كلاهما - فليح ، وسليمان - عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر.
كلاهمما- هاشم ، وعبد الله بن عبد الرحمن - عن عامر بن سعد ، فذكره.
(*) أخرجه عبد بن حميد (145) قال : حدثنا عبد الملك بن عمرو ، قال : حدثنا أبو مصعب
، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر ، قال :خرج ناس من عند عمر بن عبد العزيز ،
فأخبروا ، أن عامر ابن سعد ،قال: سمعت أبي ،فذكره.
(*) لفظ رواية عبد الله بن عبد الرحمن «من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح
، لم يضره سم حتى يمسى» .
- وعن عائشة بنت سعد ، عن سعد ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «من
تصبح بسبع تمرات من عجوة ، لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر» .
أخرجه أحمد (1/181) (1571) قال : حدثنا عبد الله بن نمير ، قال :حدثنا هاشم ، عن
عائشة بنت سعد ، فذكرته.
5642 - (م) عائشة - رضي
الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إن في عجوة العالية شِفَاء
، وإنها تِرْياق أوَّلَ البُكرَةِ» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2048) في الأشربة ، باب فضل تمر المدينة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/77) قال :حدثنا منصور بن سلمة.قال : أخبرنا سليمان ، يعني
ابن بلال.وفي (6/105) قال :حدثنا أبو سعيد.قال :حدثنا سليمان ، وفي (6/105) قال :
حدثنا سليمان ابن داود ، قال :حدثنا إسماعيل،يعني ابن جعفر ،وفي (6/152) قال :
حدثنا أبو عامر ،عن سليمان، يعني ابن بلال ،ومسلم (6/124) قال : حدثنا يحيى بن
يحيى ، ويحيى بن أيوب وابن حجر.قال يحيى بن يحيى : أخبرنا ،. وقال الآخران : حدثنا
إسماعيل ، وهو ابن جعفر.والنسائي في الكبرى (الورقة99-ب) قال : أخبرنا إسحاق بن
إبراهيم. قال : حدثنا أبو عامر العقدي ، قال : حدثنا سليمان. (ح) وأخبرنا علي بن حجر.قال
:حدثنا إسماعيل.وفي «تحفة الأشراف» (12/16270) عن القاسم بن زكريا ، عن خالد بن
مخلد ،عن سليمان بن بلال.
كلاهما- سليمان بن بلال ،وإسماعيل بن جعفر - عن شريك بن عبد الله ابن أبي نمره عن
عبد الله بن أبي عتيق ، فذكره.
(*) في رواية سليمان بن بلال : عن ابن أبي عتيق ولم يسمه.
الكمْأة والعَجْوة
5643 - (خ م ت) سعد بن زيد - رضي الله عنه - قال : سمعتُ رسول الله - صلى الله
عليه وسلم- يقول : «الكمْأةُ من المَنِّ ، وماؤها شفاء للعين» أخرجه البخاري ومسلم
والترمذي.
ولمسلم «الكمأةُ من المنِّ الذي أنزل الله على بني إسرائيل» .
وفي أخرى من المنِّ الذي أنزله الله على موسى ... الحديث (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الكمأة من المن) أي : مما امتَنَّ الله عز وجل به ، لأنها تظهر من غير بَذْر ولا
صُنع آدمي ، وقيل : شبَّهها بما كان الله ينزله على بني إسرائيل عَفْواً من غير
تَعَب.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 137 و 138 في الطب ، باب المن شفاء للعين ، وفي تفسير سورة
البقرة ، باب قول الله تعالى : {فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون} ، وفي تفسير
سورة الأعراف ، باب المن والسلوى ، ومسلم رقم (2049) في الأشربة ، باب فضل الكمأة
ومداواة العين بها ، والترمذي رقم (2068) في الطب ، باب الكمأة والعجوة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه الحميدي (81) قال : حدثنا سفيان.وأحمد (1/187) (1625) قال : حدثنا معتمر
بن سليمان.وفي (1/187) (1626) قال : حدثنا سفيان. وفي (1/188) (1632) قال :حدثنا
عمر بن عبيد. وفي (1/188) (1634) قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان ،
وفي (1/188) (1635) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال :حدثنا شعبة.والبخاري (6/22)
قال :حدثنا أبو نعيم،قال :حدثنا سفيان.وفي (6/75) قال : حدثنا مسلم ،قال :حدثنا
شعبة.وفي (7/164) قال : حدثنا محمد بن المثنى قال : حدثنا غندر ،قال :حدثنا
قتيبة.ومسلم (6/124) قال :حدثنا قيبة بن سعيد ، قال : حدثنا جرير (ح) وحدثنا إسحاق
بن إبراهيم ،قال : أخبرنا جرير ، وعمر بن عن عبيد (ح) وحددثنا وحدثنا محمد ابن
المثنى، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة.وفي (6/125) قال : حدثنا ابن
أبي عمر ، قال: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا يحيى بن حبيب الحارثي قال :حدثنا حماد بن
زيد ، قال :حدثنا حماد محمد بن شبيب ، قال : سمعته من شهر بن حوشب ، فسألته.فقال :
سمعته من عبد الملك بن عمير.قال:فلقيت عبد الملك ، فحدثني ،وابن ماجة (3454) قال
حدثنا محمد بن الصباح ، قال :أنبأنا سفيان بن عيينة ،الترمذي (2067) قال :حدثنا
أبو كريب ، قال : حدثنا عمر بن عبيد الطنافسي (ح) وحدثنا محمد بن المثنى ، قال :
حدثنا محمد بن جعفر ، قال :حدثنا شعبة. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (4465)
عن إسحاق بن إبراهيم. عن جرير، وعمر بن عبيد (ح) وعن علي بن حجر عن شعيب بن صفوان.
(ح) وعن يحيى بن حبيب بن عربي ، عن حماد بن زيد ، عن محمد بن شبيب ، قال: سمعته من
شهر بن حوشب (ح) وعن إسحاق بن إبراهيم عن النضر بن شميل ، عن شعبة.
تسعتهم - سفيان بن عيينة ، ومعتمر، وعمر بن عبيد ، وسفيان الثوري ، وشعبة ، وجرير
،وشهر ،ومحمد ابن شبيب ، وشعيب بن صفوان - عن عبد الملك بن عمير.
2-وأخرجه أحمد (1/188) (1636) قال : حدثنا محمد بن جعفر ،قال :حدثنا شعبة
،والبخاري (7/164) ، ومسلم (6/124) قالا :حدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا غندر
محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة.ومسلم (6/124) قال : حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي
، قال : أخبرنا عبثر ، عن مطرف. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا جرير
، عن مطرف ، والنسائى في الكبري (تحفة الأشراف) (4465) عن إسحاق بن إبراهيم ، عن
جرير ، عن مطرف (ح) وعن إسحاق بن إبراهيم ، وعلي بن حجر.
كلاهما عن جرير ، عن مطرف (ح) وعن محمد بن المثنى ، وعمرو بن يزيد الجرمي ، كلاهما
عن غندر ، عن شعبة.
كلاهما- شعبة ، ومطرف- عن الحكم بن عتيبة ، عن الحسن العرني.
كلاهما - عبد الملك ، والحسن العرني - عن عمرو بن حريث ، فذكره.
(*) لفظ رواية ابن عيينة ، عن عبد الملك ، ومطرف : «الكمأة من المن الذي أنزل الله
عز وجل على بني إسرائيل ، وماؤها شفاء للعين» .
(*) في رواية شعبة قال : لما حدثني به الحكم لم أنكره من حديث عبد الملك.
5644 - (ت) أبو هريرة -
رضي الله عنه - : أن ناساً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، قالوا
لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- : الكمأة جُدَرِيُّ الأرض، فقال رسول الله - صلى
الله عليه وسلم- : «الكمأة من المنِّ ، وماؤها شِفَاء للعين ، والعجوةُ من الجنة ،
وهي شفاء من السُّمِّ ، وقال أبو هريرة : فأخَذْتُ ثلاثةَ أكمُؤ -[523]- أو خمساً
، أو سبعاً - فَعَصَرْتُهنَّ ، وجعلتُ ماءَهن في قَارُورة ، وكَحَلْتُ به جارية لي
عَمْشَاء فَبَرأت» .
وفي رواية : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «الْعَجْوَةُ من الجنَّة ،
وهي شِفَاء من السُّمِّ ، والكمأةُ من المنِّ ، وماؤها شِفَاء للعين» أخرجه
الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الكمأة جُدَرِيُّ الأرض) شبَّه الكمأة بالجُدَرِيِّ لظهورها من بطن الأرض ، كما
يظهر الجدري في جلد الإنسان ، أراد به : ذَمَّها.
__________
(1) رقم (2068) و (2069) و (2070) في الطب ، باب ما جاء في الكمأة والعجوة ، وهو
حديث صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/325) قال : حدثنا روح. والنسائي في الكبرى (الورقة / 87 - أ) قال :
أخبرنا علي بن الحسين ، قال : حدثنا عبد الأعلى. كلاهما - روح ،وعبد الأعلى - عن
سعيد ، عن قتادة، عن شهر بن حوشب ، عن عبد الرحمن بن غنم، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/301و 488) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن أبي
بشر. وفي (2/305) قال : حدثنا أبو كامل ، قال : حدثنا حماد ، قال : حدثنا جعفر بن
أبي وحشية. وفي (2/356 و 490) قال : حدثنا عبد الله بن بكر السهمي ، قال : حدثنا
سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة. وفي (2/357) قال : حدثنا أسود بن عامر ، قال :
حدثنا أبان - يعني ابن يزيد العطار - عن قتادة. وفي (2/421) قال : حدثنا حسن بن
موسى ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن قتادة ، وجعفر بن أبي وحشية ، وعباد بن
منصور. وفي (2/511) قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا هشام ، عن قتادة. والدارمي
(2843) قال : أخبرنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا عباد - هو ابن منصور -. وابن
ماجة (3455) قال : حدثنا محمد بن بشار ،قال : حدثنا أبو عبد الصمد ، قال : حدثنا
مطر الوراق. والترمذي (2068) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا معاذ بن هشام
، قال : حدثنا أبي ، عن قتادة. والنسائي في الكبرى (الورقة / 87 - أ) قال : أخبرنا
نصير بن الفرج ، قال : حدثنا معاذ بن هشام ، قال : حدثني أبي ، عن قتادة. وفي
(الورقة / 87 - أ) قال : أخبرنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا عبد الأعلى بن عبد
الأعلى ، قال : حدثنا خالد. وفي (الورقة / 87 - أ) قال : أخبرنا محمد بن بشار ، في
حديثه ، عن محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن أبي بشر. وفي «تحفة الأشراف»
(13496) عن محمد بن بشار ، عن معاذ بن هشام ، عن أبيه ، عن قتادة. وعن محمد بن
بشار، عن أبي عبد الصمد عبد العزيز بن عبد الصمد ، عن مطر الوراق.
خمستهم - أبو بشر جعفر بن أبي وحشية ، وقتادة ، وعباد بن منصور ، ومطر الوراق ،
وخالد الحذاء - عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة ، فذكره. ليس فيه : - عبد الرحمن بن
غنم -.
(*) الروايات مطولة ومختصرة.
وبلفظ : «العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم ، والكمأة من المن ومأوها شفاء
للعين» .
أخرجه الترمذي (2066) قال : حدثنا أبو عبيدة أحمد بن عبد الله الهمداني ، وهو ابن
أبي السفر ، ومحمود بن غيلان ، قالا : حدثنا سعيد بن عامر ، عن محمد بن عمرو ، عن
أبي سلمة ، فذكره.
الحِنَّاء
5645 - (ت) سَلمى- هي امرأة كانت تخدِم بعضَ أزواج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-
قالت : ما كان نال (1) رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قَرْحَة ولا نَكْبَة إلا
أمَرَني أن أضع عليها الحِنَّاء. أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) في نسخ الترمذي المطبوعة : ما كان يكون برسول الله صلى الله عليه وسلم ... .
(2) رقم (2055) في الطب ، باب ما جاء في التداوي بالحناء ، وهو حديث حسن بشواهده .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه عبد بن حميد (1563) قال :حدثني عبد الله بن مسلم.وأبو داود (3858) قال :
حدثنا محمد بن الوزير الدمشقي. قال : حدثنا يحيى ،يعني ابن حسان ، قال : حدثنا عبد
الرحمن بن أبي الموالى (3502) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا زيد
بن الحباب. والترمذي (2054) قال : حدثنا محمد بن العلاء.قال : حدثنا زيد ين حباب.
ثلاثتهم - عبد الله بن مسلمة وعبد الرحمن بن أبي الموالي ،وزيد بن الحبان ، عن
فائد ،مولى عبيد الله بن علي بن رافع ، عن مولاه عبيد الله بن على بن أبي رافع ،
فذكره.
(*) وأخرجه الترمذي (2054) قال: حدثنا أحمد بن منيع.قال :حدثنا حماد بن خالد
الخياط. قال : حدثنا فائد مولى لآل أبي رافع ، عن علي بن عبيد الله ، عن جدته سلمى
، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (/462) قال حدثنا أبو عامر. قال : حدثنا عبد الرحمن ، يعني ابن
أبي الموالي ، عن أيوب بن حسن بن علي بن أبي رافع ، عن جدته سلمى ،نحوه.
(*) وأخرجه أحمد (6/462) قال : حدثنا أبو سعيد ،مولى بن هاشم قال :حدثنا عبد
الرحمن بن أبي الموالى.قال :حدثنا فائد ، مولى بن رافع عن على بن عبيد الله بن أبي
رافع ، عن عمته سلمى ، نحوه.
السَّنَا
5646 - (ت) أسماء بنت عميس - رضي الله عنها - : أن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- قال لها : «بمَ تَسْتَمشِينَ ؟ فقالت : بالشُّبْرُم ، فقال حَارٌّ جارٌّ ،
قالت : -[524]- ثم اسْتَمْشَيتُ بالسَّنا ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم- :
«لو أن شيئاً كان فيه شفاء من الموت لكان في السَّنَا» . أخرجه الترمذي (1) .
وفي أخرى ذكرها رزين مثلُه ، وقال : عليكم بالسَّنا والسَّنُوت ، فإنه لو كان شيء
ينفع من الموت كان السَّنا» .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بِمَ تَسْتَمشِينَ) أي : بِمَ تَسْتَطْلِقين ؟ وبأي دواء تُسْهِلين بطنك ؟ فكنى
عن ذلك بالمشي ، لأن الإنسان يحتاج أن يمشي ويتردد إلى الخلاء مع شرب الدواء.
(الشُّبْرُم) : حب صغير ، شبيه بالحمِّص يُتَّخذ في الأدوية.
(حارٌّ جارٌّ) إتباع له ، وكذلك : حارٌّ يارٌّ ، وحرَّان يرَّان.
(السَّنَا والسَّنوت) السَّنا : نَبْتٌ يُتداوى به معروف ، والسَّنُوت : العسل ،
وقيل : الرُّب ، وقيل : الكُّمون ، وقيل : ضرب من التمر.
__________
(1) رقم (2083) في الطب ، باب ما جاء في السنا ، من حديث عبد الحميد بن جعفر عن
عتبة بن عبد الله عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها ، وعتبة بن عبد الله ، ويقال :
عتبة بن عبيد الله ، ويقال : اسمه زرعة بن عبد الرحمن ، وهو مجهول ، ورواه ابن
ماجة رقم (3461) في الطب ، باب دواء المشي ، من حديث عبد الحميد بن جعفر عن زرعة
بن عبد الرحمن عن مولى لعمر التيمي ، وعلى هذا ، فرواية الترمذي منقطعة لسقوط
المولى منها .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : عن مولى لمعمر التيمي ،عن أسماء بنت عميس.قالت : قال لي رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- : «بماذا كنت تستمشين ؟ قلت : بالشبرم. قال : حار جار ، ثم
استمشيت بالسنى.فقال : لو كان شيء يشفي من الموت ، كان السنى أو السنى شفاء من
الموت» .
أخرجه أحمد (6/369) قال :حدثنا عبد الله بن محمد. قال عبد الله بن أحمد بن حنبل :
وسمعته أنا من عبد الله بن محمد بن أبي شيبة.ابن ماجة (3461) قال : حدثنا أبو بكر
بن أبي شيبة. قال : حدثنا أبو أسامة ،عن عبد الحميد بن جعفر ، عن زرعة عن عبد
الرحمن ، عن مولى لمعمر التيمي فذكره.
أخرجه الترمذي (2081) قال : حدثنا محمد بن بشار. قال :حدثنا محمد بكير.قال :حدثنا
عبد الحميد بن جعفر.قال : حدثني عتبه عبد الله ، فذكره.
قلت : زرعة بن عبد الرحمن ويقال : عتبة بن عبد الله ويقال : ابن عبد الله
مجهول.وهو في السند الأول يحدث بواسطة.
فكأن رواية الترمذي منقطعة إن كان الأول محفوظ. وعلى كل فالحديث ضعيف.
العود الهندي
5647 - (خ م د) أم قيس بنت محصن - رضي الله عنها - قالت : دخلت بابْن لي على رسول
الله - صلى الله عليه وسلم- ، وقد أعْلَقْتُ عليه من العُذْرَةِ ، فقال : -[525]-
عَلاَمَ تدْغَرْنَ أولادكُنَّ بهذا العِلاَق ؟ عليكم بهذا العُود الهندي فإن فيه
سبعةَ أشْفِية ، منها ذَاتُ الجنب ، يُسْعَطُ من العُذْرة ، ويُلَدُّ من ذات
الجنب» . قال سفيان : فسمعت الزهري يقول : «بَيَّنَ لنا اثْنَتَيْنِ ، ولم
يُبَيِّن لنا خمساً» .
قال البخاري : وقال يونس وإسحاق بن راشد عن الزهري : «عَلَّقْتُ عليه» وفي رواية
«وقد أعْلَقْتُ من العذرة» ولم يذكر «عليه» ، وفي أخرى : فقال : «اتَّقُوا الله ،
عَلام تَدْغَرْنَ أوْلاَدَكُنَّ بهذه الأعلاق ؟ قال علي - يعني : ابن المديني -
فقلت لسفيان : فإن معمراً يقول : «أعْلَقْتُ عليه» قال : لم يحفظ ، إنما قال :
«أعْلَقْتُ عنه» حفظته من في الزهريِّ ، ووصف سفيان العلاق : يُحنَّك بالإصبع ،
وأدخل سفيان إصبَعه في حَنكِه - وقال : إنما يعني رفع حنكه بإصبعه.
وفي أخرى قال يونس : أعْلقتُ : غَمزْتُ : فهي تخاف أن تكون به عذْرة ، وفيه :
«عليكن بهذا العود الهندي ، يعني به الكُسْتَ» قال البخاري : والقسط الهندي :
البحري ، وهو الكُسْتُ ، مثلُ الكافور والقافُور ، ومثل : كُشِطَتْ : نزعتْ ، وقرأ
عبد الله «قُشِطَتْ» . أخرجه البخاري ومسلم ، وأخرج أبو داود الرواية الأولى (1) .
-[526]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(السَّعُوط) : ما يُستعَط به في الأنف.
(أعْلَقْتُ) أعلقتُ على الصبي ، وأعلقت عنه أُعْلِقُ إعْلاقاً والإعلاق :
مُعالَجَة الصبي من العُذْرة ، قال الخطابي : المحدِّثون يقولون : أعلقت عليه ،
وإنما هو أعلقت عنه ، أي : دفعت عنه العذرة بالإصبع ونحوها ، وقد جاء في بعض
الروايات «أعلقت عنه» وقال الجوهري : الإعلاق : الدَّغْر ، يقال : أعْلَقَت المرأة
ولدها من العُذْرة : إذا رَفَعَتْها بيدها ، وقد جاء في بعض الروايات «العِلاق»
والمعروف : الإعلاق.
(العُذرة) بالضم : وَجَعٌ يعرضُ في الحلق من الدم.
(عَلام تَدْغَرْنَ) الدَّغْر : علاج العذرة ، وهو أن ترفع لَهَاة المعذور بالإصبع
، و «علام» بمعنى : على أي شيء والأصل : على ما ، فأُسقِطت الألف تخفيفاً ، كقولهم
: عمَّ وفيم [ولم] وبِمَ ؟.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 124 في الطب ، باب السعوط بالقسط الهندي والبحري ، باب
اللدود ، وباب العذرة ، وباب ذات الجنب ، ومسلم رقم (1214) في السلام ، باب
التداوي بالعود الهندي ، وهو الكست ، وأبو داود رقم (3877) في الطب ، باب العلاق .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : تقدم تخريجه (5375) .
الكُحْل
5648 - (ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- قال : «عليكم بالإثْمِد ، وقال : إن من خير أكْحالِكم الإثْمِدَ : يجلو
البصر ، ويُنْبِتُ الشَّعَر ، قال : وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا
اكْتَحَلَ يكتَحلُ في اليمنى ثلاثة ، يَبْتدِئ بها ، ويَخْتِم بها ، وفي اليسرى
ثِنْتَين» . -[527]-
وفي رواية : أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : «اكْتَحِلُوا بالإثْمِدِ ،
فإنه يَجْلُو البصر ، ويُنْبِتُ الشعر ، وزعم أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-
كانت له مُكْحُلَة يكتحل منها كلَّ ليلة ثلاثَة في هذه ، وثلاثة في هذه» وفي أخرى
: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إن من خير أكْحالكم الإثمد ، إنه
يجلو البصر ، وينبت الشعر» أخرج الثانية الترمذي ، والثالثة النسائي ، والأولى
ذكرها رزين (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1757) في اللباس ، باب ما جاء في الاكتحال ، والنسائي 8 /
150 في الزينة ، باب الكحل ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 1 / 354 ،
وابن ماجة رقم (3497) في الطب ، باب الكحل بالإثمد ، وأبو داود رقم (4061) في
اللباس ، باب في البياض ، بزيادة في أوله : " البسوا من ثيابكم البياض فإنها
خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم ... " وذكر الحديث ، وقال الترمذي : حديث ابن
عباس حديث حسن ، وهو كما قال ، قال : وفي الباب عن جابر وابن عمر وقال : وروي من
غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " وعليكم بالإثمد ، فإنه يجلو
البصر وينبت الشعر " ، وقال الحافظ في " الفتح " : وقد ورد التنصيص
عليه في حديث ابن عباس ورفعه " اكتحلوا بالإثمد ، فإنه يجلوا البصر ، وينبت
الشعر " أخرجه الترمذي وحسنه واللفظ له ، وابن ماجة ، وصححه ابن حبان ،
وأخرجه الترمذي من وجه آخر عن ابن عباس في " الشمائل " ، وفي الباب عن
جابر عند الترمذي في " الشمائل " وابن ماجة وابن عدي من ثلاث طرق عن ابن
المنكدر عنه بلفظ " عليكم بالإثمد فإنه يجلو البصر ، وينبت الشعر " وعن
علي عند ابن أبي عاصم والطبراني ، ولفظه " عليكم بالإثمد فإنه منبتة للشعر ،
مذهبة للقذى ، مصفات للبصر " ، وسنده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن صحيح: أخرجه أحمد (1/345) (3318) قال : حدثنا يزيد.وفي (354) (3320) قال:
حدثنا أسود بن عامر،قال : حدثنا إسرائيل.وعبد بن حميد (573) قال : حدثنا يزيد بن
هارون ، وابن ماجة (3499) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال :حدثنا يزيد بن
هارون.والترمذي (1757) قال : حدثنا محمد حميد ، قال :حدثنا أبو داود الطيالسي (ح)
وحدثنا على بن حجر ، ومحمد بن يحيى ، قالا : حدثنا يزيد بن هارون.وفي (2048) قال
:حدثنا محمد بن يحيى ، قال :حدثنا يزيد بن هارون.وفي الشمائل (49) قال : حدثنا
محمد بن حميد الرازي ، قال : حدثنا أبو داود الطيالسي.وفي (50) قال : حدثنا عبد
الله بن الصباح الهاشمي البصري ، قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى ، قال : أخبرنا
إسرائيل (ح) وحدثنا على بن حجر ، قال : حدثنا يزيد بن هارون.
ثلاثتهم - يزيد بن هارون ، وإسرائيل ، وأبو داود - عن عباد بن منصور ، عن عكرمة
فذكره.
الماء
5649 - (خ م ت) رافع بن خديج - رضي الله عنه - قال : سمعتُ رسول الله - صلى الله
عليه وسلم- يقول : «الْحُمَّى من فَوْرِ جهنم ، فأبردوها بالماء» . وفي رواية :
«من فيح جهنم ، فأبردوها بالماء» -[528]- أخرجه البخاري ومسلم ، والترمذي ، وهذا
لفظه قال : «الحمَّى فَور من النار ، فأبردوها بالماء» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فَوْر جهنم) فَوْر الشيء : أَوَّلُه وشدَّتُه.
(فَيح) النار : وَهَجُها.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 150 في الطب ، باب الحمى من فيح جهنم ، وفي بدء الخلق ، باب
صفة النار ، ومسلم رقم (2212) في السلام ، باب لكل داء دواء ، والترمذي رقم (2074)
في الطب ، باب ما جاء في تبريد الحمى بالماء .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/463) قال : حدثنا عفان. والبخاري (7/167) قال: حدثنا مسدد.ومسلم
(7/24) قال : حدثنا هناد بن السري. والترمذي (2073) قال : حدثنا هناد ، والنسائى
في الكبرى (تحفة الأشراف) (3562) عن هناد.
ثلاثتهم - عفان ومسدد ، وهناد - قالوا : حدثنا أبو الأحوص.
2- وأخرجه أحمد (4/141) قال :حدثنا عبد الرحمن والدارمي (2772) قال :حدثنا محمد بن
يوسف. والبخاري (4/146) قال :حدثني عمرو بن عباس ، قال :حدثنا عبد الرحمن.ومسلم
(7/24) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ومحمد بن المثنى ، ومحمد بن حاتم ، وأبو
بكر بن نافع ، قالوا : حدثنا عبد الرحمان بن مهدي.
كلاهما - عبد الرحمن بن مهدي ، وابن يوسف - عن سفيان.
3- وأخرجه ابن ماجة (3473) قال :حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ،قال :حدثنا مصعب
بن المقدام ، قال: حدثنا إسرائيل.
ثلاثتهم- أبو الأحوص ،وسفيان ، وإسرائيل - عن سعيد بن مسروق ، عن عباية بن رفاعة ،
فذكره.
(*) وأخرجه عبد بن حميد (424) قال : حدثني أبو الوليد ، قال : حدثنا أبو الأحوص ،
قال حدثنا سعيد بن مسروق ، عن عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج عن أبيه ، عن جده
فذكره.
5650 - (خ م ط ت) عائشة -
رضي الله عنها - : أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : «الحمى من فَيْح جهنم ،
فأبردوها بالماء» . أخرجه البخاري ومسلم و «الموطأ» والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 150 في الطب ، باب الحمى من فيح جهنم ، وفي بدء الخلق ، باب
الحمى من فيح جهنم ، ومسلم رقم (2210) في السلام ، باب لكل داء دواء ، والموطأ 2 /
945 في العين ، باب الغسل بالماء من الحمى ، والترمذي رقم (2075) في الطب ، باب ما
جاء في تبريد الحمى بالماء .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/50) قال : حدثنا يحيى. (ح) وحدثنا ابن نمير.وفي (6/90)
قال:حدثنا سليمان بن داود الهاشمي. قال : أخبرنا إبراهيم بن سعد وعبد بن حميد
(1498) قال : حدثني محاضر.والبخاري (4/147) قال :حدثنا مالك بن إسماعيل.قال :
حدثني زهير.وفلي (7/167) قال : حدثني محمد بن المثنى.قال :حدثنا يحيى.ومسلم (7/23)
قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبوكريب. قالا : حدثنا ابن نمير (ح) وحدثنا إسحاق
بن إبراهيم.قال :حدثا أخبرنا خالد بن الحارث عبدة بن سليمان.وابن ماجة (3471) قال
: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.قال : حدثنا عبد الله بن نمير.والترمذي (2074) قال
:حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني.قال :حدثنا عبدة بن سليمان. والنسائى في الكبرى
(تحفة الأشراف) (12/16887) عن إسحاق بن إبراهيم ، عن خالد بن الحارث. وفي
(12/17050) عن إسحاق بن إبراهيم ، عن عبدة.
سبعتهم - يحيى بن سعيد، ووعبد الله بن نمير ،وإبراهيم بن سعد ومحاضر ، وزهير بن
معاوية ،وخالد بن الحارث ، وعبدة بن سليمان - عن هشام ابن عروة ، عن أبيه ، فذكره.
5651 - (خ م ط ت) أسماء
بنت أبي بكر الصديق - رضي الله عنهما - عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- نحوه ،
أخرجه الترمذي. وفي رواية البخاري ومسلم : «أن أسماء كانت إذا أُتِيَتْ بالمرأة قد
حُمَّت تَدْعُو لها : أخذت الماء فصبَّت بينها وبين جَيْبِها ، وقالت : كان رسول
الله - صلى الله عليه وسلم- يأمرنا أن نُبْرِدَها بالماء» . -[529]- وفي أخرى لهما
: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «أبردوها بالماء» وقال : «إنها من فيح
جهنم» وأخرج «الموطأ» روايتهما الأولى (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 149 في الطب ، باب الحمى من فيح جهنم ، ومسلم رقم (2211) في
السلام ، باب لكل داء دواء ، والموطأ 2 / 945 في العين ، باب الغسل بالماء من
الحمى ، والترمذي رقم (2075) في الطب ، باب ما جاء في تبريد الحمى بالماء .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك (الموطأ) (586) .وأحمد (6/346) قال:حدثنا ابن نمير والبخاري
(7/167) قال :حدثنا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك.ومسلم 70/23) قال :حدثنا أبو بكر
بن أبي شيبة.قال :حدثنا عبده بن سليمان.وفي (7/24) قال :حدثنا أبو كريب. قال
:حدثنا ابن نمير وأبو أسامة ، وابن ماجة (3474) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة.قال :حدثنا عبده بن سليمان.والترمذي (2074) قال: حدثنا هارون بن إسحاق.قال :
حدثنا عبدة والنسائى في الكبرى (تحفة الأشراف) (11/15744) عن قتيبة (ح) وعن الحارث
بن مسكين ، عن ابن القاسم.كلاهما عن مالك.
أربعتهم - مالك ، وعبد الله بن نمير ، وعبدة بن سليمان ، وأبو أسامة حماد بن أسامة
- عن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر ، فذكرته.
5652 - (خ م) عبد الله بن
عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «الحمَّى من
فَيْح جهنم ، فأطْفِئُوها بالماء» وكان ابن عمر إذا أصابته حُمَّى يقول :
«رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الرِّجزَ إنا مؤمنون» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الرِّجز) : العذاب.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 147 في الطب ، باب الحمى من فيح جهنم ، وفي بدء الخلق ، باب
صفة النار ، ومسلم رقم (2209) في السلام ، باب لكل داء دواء .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : «الحمي من فيح جنهم ، فأبردوها بالماء» .
أخرجه مالك الموطأ (صفحة (587) وأحمد (2/12) (4719) قال: حدثنا يحيى بن يحيى بن
عبيد الله ، البخاري (4/147) قال :حدثنا مسدد ، عن يحيى بن عبيد الله ، وفي
(7/167) قال : حدثني يحيى بن سليمان قال :حدثني ابن وهب ، قال :حدثنا مالك.ومسلم
(7/23) قال : حدثني هارون بن سعيد الأيلي، قال :أخبرنا ابن وهب ، قال : حدثين
مالك. (ح) وحدثنا زهير بن حرب ومحمد بن المثنى. قالا: حدثنا يحيى ، وهو ابن سعيد ،
وعن عبيد الله (ح) وحدثناه ابن نمير ،قال حدثنا أبي محمد بن بشر (ح) وحدثنا أبو
بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا عبد الله بن نمير ومحمد بن بشر.قالا : حدثنا عبيد
الله (ح) وحدثنا محمد بن رافع ،قال : حدثنا ابن أبي فديك ،قال : أخبرنا الضحاك ،
يعني ابن عثمان ، وابن ماجة (3472) قال : حدثنا على بن محمد ، قال : حدثنا عبد
الله بن نمير ،عن عبيد الله بن عمر، والنسائى في الكبرى (الورقة 100-أ) قال : قال
الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع : عن ابن القاسم، قال : حدثني مالك (ح)
وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا المعتمر ، ومحمد بن بشر ، عن عبيد
الله.كلاهما - مالك وعبيد الله - عن نافع ، فذكره.
وعن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، عن ابن عمر ،أن رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- قال : «الحمى من فيح جهنم ، فأطفؤها بالماء» .
أخرجه أحمد (2/85) (5576) قال : حدثنا محمد بن جعفر.ومسلم (7/23) قال :حدثنا أحمد
بن عبد الله بن الحكم ، قال :حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثني هارون بن عبد الله ،
قال : حدثنا روح.
كلاهما - محمد بن جعفر ، وروح - قالا : حدثنا شعبة ، عن عمر بن محمد بن زيد ، عن
أبيه، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (2/134 (6183) قال :حدثنا يعقوب ، قال : حدثنا عاصم بن محمد ، عن
أخيه عمر ابن محمد ، عن محمد بن زيد ، أو سالم ،عن عبد الله بن عمر ، فذكره.
وعن سليط ، عن ابن عمر ، قال : قال :رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «إذا أحسستم
بالحمى فأطفئوها بالماء البارد» .
أخرجه أحمد (2/119) (6010) قال :حدثنا هاشم ، قال :حدثنا جسر ، قال : حدثنا سليط ،
فذكره.
5653 - (خ) أبو جمرة [نصر
بن عمران] قال : كنت أُجالِسُ ابنَ عباس بمكة ، فَأخَذَتْني الحمَّى ، فقال :
أبْرِدْها عنك بماءِ زمزمَ ، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إن الحمى
من فيح جهنم ، فأبردوها بالماء - أو قال : بماءِ زمزمَ» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 6 / 238 في بدء الخلق ، باب صفة النار .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/291) (2649) قال : حدثناعفان ،والبخاري (4/146) قال :حدثني
عبد الله بن محمد بن قال : حدثنا أبو عامر. والنسائي في الكبرى (تحفةالأشراف)
(6530) عن الحسن بن إسحاق بن عفان.
كلاهما- عفان ، وأبو عامر قالا: حدثنا همام ، قال : أخبرنا أبو جمرة الضبعي ،
فذكره.
5654 - (ت) ثوبان - رضي
الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا أصاب أحدَكم الحمَّى ،
فإن الحمى قطعة من النار ، فليُطفئها عنه بالماء : فليستنقِعْ في نهر جار،
وليستقبلْ جِرْيَتَه ، فيقول : بسم الله ، اللَّهم اشْفِ عَبدَك ، وصدِّق رسولَك ،
بعد صلاة الصبح قبل طلوع الشمس ، ولْيَنْغَمِسْ فيه ثلاث غَمَسات ثلاثةَ أيام ،
فإن لم يبرَأ في ثلاث فخمس ، فإن لم يبرأ في خمس فسبع ، فإن لم يبرأ في سبع فتسع ،
فإنها لا تكاد تُجَاوِزُ تسعاً بإذن الله عز وجل» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2085) في الطب ، باب رقم (33) ، من حديث مرزوق أبي عبد الله الشامي ، عن
سعيد رجل من أهل الشام عن ثوبان رضي الله عنه ، وقد سماه الحافظ في " التهذيب
" سعيد بن زرعة ، وقال : قال أبو حاتم : مجهول ، وذكره ابن حبان في "
الثقات " ، وقال الحافظ في " الفتح " : وفي سنده سعيد بن زرعة ،
وهو مختلف فيه ، ولذلك قال الترمذي : هذا حديث غريب .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (5/281) .والترمذي (4825) قال :حدثنا أحمد بن سعيد الأشقر
، الرباطي.كلاهما - ابن حنبل ، وأحمد بن حنبل - قالا :حدثا روح بن عبادة ، قال :
حدثنا مرزوق أبو عبد الله الشامي ، قال :حدثنا سعيد رجل من أهل الشام فذكره.
(*) لم يسمه في رواية الترمذي.
5655 - () عبد الله بن
عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إنَّ جبريل
علَّمني دواء يَشْفِي من كل داء ، وقال لي : نَسَخْتُه في اللوح المحفوظ : تأخذُ
من ماءِ مطر لم يَمْشِ في سَقْف ، في إناء نظيف ، فتقرأ عليه فاتحة الكتاب سبعين
مرة ، وآيةَ الكرسيِّ مثله ، وسورة الإخلاص مثله ، و {قل أعُوذُ بربّ الفَلَق}
مثله ، و {قل أعوذ برب الناس} مثله ، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك
وله الحمد يحيي ويُميت ، وهو حي لا يموت ، بيده الخير ، وهو على كل شيء قدير ، ثم
تصُوم سبعة أيام ، وتفطر كل ليلة بذلك الماء» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، ولم نقف له
على سند ، وعلامات الضعف أو الوضع عليه لائحة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين على الأصول.ولم أهتد إليه.
التَّلْبِينَة
5656 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها - : كانت تأمرُ بالتَّلْبِينَةِ للمريض
وللمحزون على الهالك ، وكانت تقول : إني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
يقول : إن التَّلْبِينَة تُجِمُّ فؤادَ المريض ، وتَذهب ببعض الحزن» أخرجه البخاري
ومسلم. وللبخاري : «أن عائشة كانت تأمرُ بالتلبينة ، وتقول : هو البَغِيضُ النافع
- تعني : التَّلْبِينَ» .
وفي أخرى «أنها كانت إذا مات الميت من أهلها ، فاجتمع لذلك النِّساء ثم تفرَّقنَ
إلا أهلها وخَاصَّتَها ، أمَرَت بِبُرْمة من تلبينة فطبخت ، ثم صُنِع ثَريد ،
فصُبَّت التلبينة عليها ، ثم قالت : كلنَ ، فإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- يقول : «التلبينة مَجَمَّة لفؤاد المريض ، تذهب ببعض الحزن» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(التَّلْبِينَة) : حَسَاء يُتَّخذ من دقيق أو نخالة ، وربما جُعل فيه عسل.
(تُجِمُّ) الإجمام : الاستراحة ، أَجَمَّ نفسه ، إذا أراحها ، والمُجِمَّة :
المُزِيلة المذهبة للألم وللحُزْن.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 123 و 124 في الطب ، باب التلبينة للمريض ، وفي الأطعمة ،
باب التلبينة ، ومسلم رقم (2216) في السلام ، باب التلبينة مجمة لفؤاد المريض .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/80) قال :حدثنا هاشم.قال :حدثنا الليث ،، وفي (6/155) قال :
حدثنا يحيى بن بكير ، قال : حدثنا الليث.وفي (7/161) قال : حدثنا حبان بن موسى.قال
: أخبرنا عبد الله. قال : أخبرنا يونس بن يزيد.ومسلم (7/26) قال :حدي.والنسائي في
الكبرى (تحفة الأشراف) (12/16539) قال :محمد بن حاتم بن نعيم عن حبان بن موسى.عن
عبد الله ، عن يونس بن يزيد (ح) وعن نصير بن الفرج ، عن حجاج بن محمد ، عن ليث.
كلاهما - الليث بن سعد ، ويونس بن يزيد - عن عقيل بن خالد ، عن ابن شهاب ، عن عروة
فذكره.
(*) أخرجه الترمذي (2042) قال :حدثنا الحسين بن محمد ، قال : حدثنا أبو إسحاق
الطالقاني ، عن ابن المبارك ، عن يونس ،عن الزهري ، عن عروة ، فذكره.ليس فيه عقيل.
5657 - (ت) عائشة - رضي
الله عنها - قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا أصاب بعضَ أهله
الوعْكُ أمَرَ بالحَساء من الخمير (1) فصُنِع ، ثم أمرهم فَحَسوْا منه ، ويقول :
«إنه ليرتُو فؤادَ الحزين ، ويسرو عن فؤاد السَّقيم ، كما تسرو إحداكن الوسخَ عن
وجهها بالماء» أخرجه الترمذي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لِيَرْتُو) أي : يشُدُّه ويُقَوِّيه.
(يَسْرُو) أي : يكشفه ويُزيله.
__________
(1) جملة " من الخمير " ليست في نسخ الترمذي المطبوعة .
(2) رقم (2040) في الطب ، باب ما جاء ما يطعم المريض ، وهو حديث حسن ، وقال
الترمذي : هذا حديث حسن صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أحمد (6/32) ،ابن ماجة (3445) قال :حدثنا إبراهيم بن سعيد
الجوهري، والترمذي (2039) قال : حدثنا أحمد بن منيع ، والنسائى في الكبرى (تحفة
الأشراف) (12/17990) عن زياد بن أيوب.أربعتهم - أحمد ، وإبراهيم بن سعيد ، وأحمد
بن منيع ، وزياد بن أيوب - عن إسماعيل بن إبراهيم بن علية ، قال : حدثنا محمد بن
السائب بن بركة عن أمه ، فذكرته.
أبوال الإبل
5658 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - : أن ناساً من عُرَيْنَةَ قَدِمُوا المدينَةَ
فَاجْتَوَوْها ، فبعثهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في إبل الصدقة ، وقال :
«اشْرَبُوا من ألبانها وأبوالها» أخرجه الترمذي (1) ، وهو طرف من حديث طويل قد
أخرجه البخاري ومسلم ، وهو مذكور في «كتاب الحدود» من «حرف الحاء» (2) وقد تقدَّم
-[533]- في «الفصل الرابع» من «الباب الثالث» من «كتاب الطعام» حديث أبي ثعلبة
الخشني ، أخرجه البخاري ، وفيه ذكر التَّداوي بأبوال الإبل ، وألبان الأُتن ،
ومرارة السَّبُع (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اجْتَوَوها) اجْتَوَيْتُ المكان : إذا اسْتَوْخَمته ، ولم يُوافق طَبْعَك ، وهو
افتعال من الجَوَى : المرض.
__________
(1) رقم (2043) في الطب ، باب ما جاء في شرب أبوال الإبل ، وهو حديث صحيح .
(2) تقدم الحديث من رواية البخاري ومسلم والترمذي وأبي داود والنسائي برقم (1805)
في كتاب الحدود فليراجع .
(3) انظر الحديث رقم (5557) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : تقدم تخريجه برقم (1085)
أدوية مشتركة
5659 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- قال : «الشِّفَاء في ثلاثة : شَرْبَةِ عسل ، وشَرْطَةِ مِحجَم ، وكيَّة بنار
، وأنْهَى أمَّتي عن الكيِّ» أخرجه البخاري. وفي رواية : أنَّ النبي - صلى الله
عليه وسلم- قال : «في العسل والحَجْمِ الشِّفَاءُ» (1) .
__________
(1) 10 / 116 في الطب ، باب الشفاء في ثلاث .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/245) (2208) .البخاري (7/158) قال :حدثني الحسين ،قال :
حدثنا أحمد بن منيع ،وفي (7/159) قال :حدثني محمد بن عبد الرحيم ، قال: أخبرنا
سريج بن يونس أبوالحارث.وابن ماجة (3491) قال : حدثنا أحمد بن منيع.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل ، وأحمد بن منيع ، وسريج بن يونس - عن مروان بن شجاع ، عن سالم
الأفطس ، عن سعيد بن جبير ، فذكره.
(*) رواية أحمد بن حنبل ليس فيها ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم-.
5660 - (خ م) جابر بن عبد
الله - رضي الله عنهما - قال : سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «إنْ
كان في شيء من أدْوِيتكم خير ، ففي شَرْطَةِ محجم ، أو شَربةِ عسل ، أو لَذْعَة
بنار توَافِقُ الدَّاء ، وما أُحِبُّ أن أكْتَويَ» .
وفي رواية «إن كان في شيء من أدويتكم شفاء ، ففي شرطة محجم ، -[534]- أو لذعة بنار
، وما أحِبُّ أن أكتويَ» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 118 في الطب ، باب الدواء بالعسل ، وباب الحجامة من الداء ،
وباب الحجم من الشقيقة والصداع ، وباب من اكتوى أو كوى غيره ، ومسلم رقم (2205) في
السلام ، باب لكل داء دواء واستحباب التداوي .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/343) قال :حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير (وهو أبو أحمد
الزبيري) والبخاري (7/159) قال : حدثنا أبو نعيم. وفي (7/162) قال : حدثنا إسماعيل
بن أبان.وفي (7/163) قال :حدثنا أبو الوليد ، هشام بن عبد الملك.ومسلم (7/21) قال
:حدثني نصر بن علي الجهضمي قال : حدثني أبي.
خمستهم - الزبيري ، وأبو نعيم ، وأبن أبان ، وأبو الوليد ، والجهضمي - عن عبد
الرحمن بن سليمان بن الغسيل ،عن عاصم بن عمر بن قتادة ، فذكره.
5661 - (ت) عبد الله بن
عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إن خَيرَ ما
تَدَاوَيْتُم به : السَّعُوطُ ، واللَّدُودُ ، والحِجَامَةُ ، والمشِيُّ ، فلما
اشتكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، لَدَّه أصحابُه ، فلما فرغ قال :
لُدُّوهم فَلَدُّوهم إلا العباس» .
وفي رواية مثله إلى قوله : «المشي» وقال : «وخير ما اكْتحلتم به الإثمدُ ، فإنه
يَجْلو البصر ، ويُنْبت الشعر ، قال : وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- له
مُكْحُلَة يكتحل منها عند النوم ثلاثاً في كل عين» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المَشِيّ) شربت مَشُوّاً ومَشِيّاً : إذا شربت مسهِلاً.
__________
(1) رقم (2048) و (2049) في الطب ، باب ما جاء في السعوط وغيره ، وهو حديث حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن صحيح : أخرجه الترمذي (2047) قال : حدثنا محمد بن مدويه ،قال : حدثنا
عبد الرحمان بن حماد الشعبي. وفي (2048) قال : حدثنا محمد بن يحيى ، قال : حدثنا
يزيد بن هارون.وفي (2053) قال : حدثنا عبد بن حميد ، قال : أخبرنا النضر بن شميل.
ثلاثتهم - عبد الرحمن ، ويزيد ، والنضر - قالوا :حدثنا عباد بن منصور قال :سمعت
عكرمة ،فذكره.
5662 - (ت) زيد بن أرقم -
رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يَنْعَتُ الزيت والوَرْس
من ذات الجنب ، قال قتادة : يَلُدُّه ، ويُلَدُّ من الجانب الذي يشتكيه. -[535]-
وفي رواية قال : «أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن نتداوى من ذات الجنب
بالقُسط البحريِّ والزيت» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2079) و (2080) في الطب ، باب ما جاء في دواء ذات الجنب ، ورواه أيضاً
ابن ماجة رقم (3467) في الطب ، باب دواء ذات الجنب ، والحاكم في " المستدرك
" 4 / 202 وصححه ، ووافقه الذهبي ، وفي سنده ميمون أبو عبد الله البصري
الكندي ، وهو ضعيف ، ولكن له شواهد بمعناه يقوى بها ، ولذلك قال الترمذي : هذا
حديث حسن صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أحمد (4/369) قال :حدثنا أبو داود ، قال أخبرنا شعبة ، عن
خالد الحذاء ، وفي (4/372) قال : حدثنا علي بن عبد الله ، قال : حدثنا معاذ ، ابن
هشام قال : حدثني أبي، عن قتادة ، وابن ماجة (3467) قال :عبد الرحمن بن عبد الوهاب
، قال : حدثنا يعقوب بن إسحاق، قال :حدثنا عبد الرحمن بن ميمون.والترمذي (2078)
قال :حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا معاذ بن هشام ، قال : حدثني أبي ، عن قتادة
، وفي (2079) قال :حدثنا رجاء بن محمد العذري البصري ، قال: حدثنا عمرو بن محمد بن
أبي رزين ، قال : حدثنا شعبة ، عن خالد الحذاء ، والنسائي في الكبرى (تحفة
الأشراف) (3684) عن إسحاق بن إبراهيم ، وعمرو بن علي ، كلاهما عن معاذ بن هشام ،
عن أبيه عن قتادة. (ح) وعن محمد بن بشار ، عن أبي داود ، عن شعبة ، عن خالد
الحذاء.
ثلاثتهم - خالد ، وقتادة ،وعبد الرحمن - عن ميمون أبي عبد الله ، فذكره.
قلت : مداره على أبي عبد الله ميمون ، ضعفوه.
5663 - () عبد الله بن
عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «ماذا في
الأمَرَّيْن من الشِّفَاءِ : الصَّبِرِ ، والثُّفَّاء» أخرجه ... (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الصَّبر) هذا الدواء المرّ المعروف.
(الثُّفَّاء) [بضم المثلثة المشددة على وزن : قُرَّاء]- : الخردل ، بلغة أهل الغور
، وقيل : هو الحُرْف ، [حَبُّ الرشاد] .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين ، لم أهتد إليه.
أحاديث متفرقة
5664 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- اسْتَعَطَ. أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3867) في الطب ، باب في السعوط ، وأخرجه البخاري ومسلم بأتم منه ، ورواه
الحاكم في " المستدرك " 4 / 203 وصححه الحاكم ووافقه الذهبي .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن صحيح : تقدم تخريجه قريبا.
5665 - (د ت) أم المنذر
بنت قيس الأنصارية - رضي الله عنها -[536]- قالت : دخل عليَّ رسول الله - صلى الله
عليه وسلم- ومعه عليّ ، وعليّ ناقِه ، ولنا دَوَال مُعَلَّقة ، فقام رسول الله -
صلى الله عليه وسلم- يأكل منها ، وأخذ عليّ ليأكل منها ، فَطفِق رسول الله - صلى
الله عليه وسلم- يقول له : مَهْ يا عليّ ، إنك نَاقِه ، فكفَّ عليّ ، قالت :
فَصنَعْتُ شَعِيراً وسِلقاً وجئتُ به ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- :
«أصِبْ من هذا فهو أنْفَعُ لكَ» أخرجه أبو داود.
وفي رواية الترمذي نحوه ، وفيه : «فجعلتُ لهم سِلقاً وشعيراً... الحديث» [وفيه
«أوْفَق لك»] (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نَاقِه) الناقِه : الذي أبَلَّ من مرضه ، ولم تتكامل صحته.
(دَوَال) الدوالي : أعْذَاق من بُسْر تُعَلَّق : كلما أرْطَبَتْ أكل منها ،
واحدتها : دَالية.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3856) في الطب ، باب في الحمية ، والترمذي رقم (2038) في
الطب ، باب ما جاء في الحمية ، وهو حديث حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (6/363) قال : حدثنا أبو عامر.وفي (6/364) قال : حدثنا يونس. وفي
(6/.364) قال : حدثنا سريج. وأبو داود (3856) قال : حدثنا هارون بن عبد الله ، قال
: حدثنا أبو داود وأبو عامر.وابن ماجة (34442) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.قال
:حدثنا يونس بن محمد (ح) وحدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا أبو عامر وأبو داود.
والترمذي (2037) قال :حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا أبو عامر أبو داود.
أربعتهم - أبو عامر، ويونس ، وسريج وأبو داود - عن فليح بن سليمان ، عن أيوب عن
عبد الرحمن بن صعصة الأنصاري.
2- وأخرجه الترمذي (2037) قال : حدثنا عباس بن محمد الدوري. قال : حدثنا يونس بن
محمد. قال: حدثنا فليح بن سليمان ، عن عثمان بن عبد الرحمن التيمي.
كلاهما- أيوب بن عبد الرحمن ، وعثمان بن عبد الرحمن - عن يعقوب بن أبي يعقوب ،
فذكره.
قال الحافظ في الإصابة (13/295) (1511) : قال : الترمذي : حسن ، لا نعرفه إلا من
حديث فليح ، وتعقيب بأنه جاء من طريق ابن أبي فديك عن محمد بن أبي يحيي الأسلمي ،
عن أبيه ، عن يعقوب نحوه.ا. هـ
5666 - (خ م ت) أبو حازم
: قال : «إنه سمع سهل بن سعد يُسأل عن جُرح رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يوم
أُحُد ؟ فقال : جُرِحَ وَجهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، وكُسِرَت
رَبَاعِيَتُه ، وهُشِمَت البَيْضة على رأسه ، فكانت فاطمة بنت رسول الله - صلى
الله عليه وسلم- تغسل الدم ، وكان عليّ يَسْكُب عليها بالمجنِّ ، فلما رأت -[537]-
فاطمةُ أن الماءَ لا يَزِيدُ الدمَ إلا كثرة ، أخذت قطعة حَصير فأحْرَقتْهُ حتى
صار رماداً ، فألْصَقَتْهُ بالجرح ، فاسْتَمْسك الدمُ» .
أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية الترمذي قال : «اختلف الناس : بأيِّ شيء دُووِيَ رسول الله - صلى الله
عليه وسلم- ؟ فسألوا سهل بن سعد ، و كان آخرَ من بَقِيَ من أصحاب رسول الله - صلى
الله عليه وسلم- بالمدينة - قال : ما بقيَ أحد أعْلَمُ مني بما دُوويَ به جُرحُ
رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، كانت فاطمةُ تغسل الدم عن وجهه ، وعليّ يأتي
بالماء في مجنَّة فأُخِِذ حَصير فأُحْرِقَ وحُشيَ به جُرحُه» .
وفي رواية مختصراً قال سهل : «لما كان يومُ أحُد عَمَدَت فاطمةُ إلى حصير
أحْرَقَتْهُ وألْصَقَتْهُ على جُرح رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(هُشِمَت البَيْضَة) البَيْضَة : الخُوْذَة ، والهَشْم : الكسر.
(المِجَنُّ) : التُّرْس.
__________
(1) رواه البخاري 6 / 69 في الجهاد ، باب المجن ومن يتترس بترس صاحبه ، وباب لبس
البيضة ، باب دواء الجرح بإحراق الحصير ، وفي الوضوء ، باب غسل المرأة أباها الدم
عن وجهه ، وفي المغازي ، باب ما أصاب النبي صلى الله عليه وسلم من الجرح يوم أحد ،
وفي النكاح ، باب {ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن} ، و في الطب ، باب حرق الحصير
لسد الدم ، ومسلم رقم (1790) في الجهاد والسير ، باب غزوة أحد ، والترمذي رقم
(2086) في الطب ، باب التداوي بالرماد .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه الحميدي (929) .وأحمد (5/330) ،والبخاري (1/70) قال : حدثنا محمد. وفي
(4/79) قال : حدثنا علي بن عبد الله.وفي (7/51) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. ومسلم
(5/178) قال : حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة ، وزهير بن حرب. وإسحاق بن إبراهيم.
وابن أبي عمر.والترمذي (2085) قال : حدثنا ابن أبي عمر.
تسعتهم - الحميدي ، وأحمد ، ومحمد ، وعلي ،وقتيبة ، وأبو بكر ،وزهير ، وإسحاق ،
وابن أبي عمر - عن سفيان بن عيينة.
2- وأخرجه أحمد (5/334) قال :حدثنا ربعي بن إبراهيم ، قال :حدثنا عبد الرحمن بن
إسحاق.
3- وأخرجه عبد بن حميد (453) قال : حدثني عبد الله بن سلمة ، والبخاري (4/48) قال
: حدثنا عبد الله بن مسلمة. ومسلم (5/178) قال : حدثنا يحيى بن يحيى التميمي. وابن
ماجة (3464) قال : حدثنا هشام بن عمار ، ومحمد بن الصباح.
أربعتهم - عبد الله بن مسلمة ،و يحيى بن يحيى ، وهشام ، وابن الصباح - قالوا :
حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم.
4- وأخرجه البخاري (4/46و7/167) قال :حدثنا سعيد بن عفير. وفي (5/129) قال : حدثنا
قتيبة بن سعيد. ومسلم (5/178) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد.
كلاهما - سعيد بن عفير ، وقتيبة - قالا : حدثنا يعقوب (يعني ابن عبد الرحمن القاري)
.
5-وأخرجه مسلم (5/178) قال : حدثنا عمرو بن سواء العامري ، قال : أخبرنا عبد الله
بن وهب ، قال: أخبرني عمرو بن الحارث ، عن سعيد بن أبي هلال.
6- وأخرجه مسلم (5/178) قال : حدثني محمد بن سهل التميمي. قال :حدثني ابن أبي مريم
، قال : حدثنا محمد (يعني ابن مطرف) .
ستتهم - سفيان ، وعبد الرحمن بن إسحاق ، وعبد العزيز ، ويعقوب ،وسعيد ، محمد بن
مطرف - عن أبي حازم فذكره.
(*) في «تحفة الأشراف» (4688) ذكر المزي أن حديث ابن ماجة عن محمد بن الصباح ،
وهشام بن عمار، عن سفيان بن عيينة ،والذي في النسخة المطبوعة ، عن عبد العزيز بن
أبي حازم.
هشمت البيضة : البيضة : الخوذة ، والهشم : الكسر.
المجن : الترس.
الفصل الرابع : فيما نُهي
عن التداوي به
5667 - (م ت د) وائل بن حجر - رضي الله عنه - : «أن طارِقَ بن سُوَيد سأل النبيَّ
- صلى الله عليه وسلم- عن الخمر ؟ فنهاه - أو كَرِهَ أن يصنَعَها - فقال : إنما
أصْنَعُها للدَّواء ؟ فقال : إنه ليس بدواء ، ولكنه داء» أخرجه مسلم.
وفي رواية الترمذي : أنه شهد النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وسأله سويد بن طارق -
أو طارق بن سويد - عن الخمر ؟ فنهاه ، فقال : إنَّا نتداوى بها، فقال رسول الله -
صلى الله عليه وسلم- : «ليست بدواء ، ولكنها داء» .
وعند أبي داود «أنه سأل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن الخمر ، فنهاه ، ثم سأله
، فنهاه ، فقال له : يا نبيَّ الله ، إنها دواء ؟ فقال النبيُّ - صلى الله عليه
وسلم- : لا ، ولكنها داء» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ولكنها داء) إنما سَمَّى الخمر داء ، لما في شربها من الإثم ، وقد يُستعمل لفظ
الداء في الآفات والعيوب ، ومساوئ الأخلاق ، ألا تراه سمَّى البخل داء ، فقال :
«وأي داءٍ أدْوى من البخل ؟» وقال : «دَبَّ إليكم داء الأمم : البغي والحسد»
فنقلها النبي - صلى الله عليه وسلم- من أمر الدنيا إلى أمر الآخرة ، وحولَّها من
-[539]- باب الطبيعة إلى باب الشريعة ، ومعلوم أن فيها دواء من بعض الأمراض وصحة
لبعض الأبدان ، وهذا كما نقل أيضاً «الرَّقُوب» فإنه سئل عن الرَّقوب ؟ فقال : «هو
الذي لم يَمُتْ له ولد» ومعلوم أنه في اللغة : الذي لم يعش له ولد ، وكذلك قال في
المُفْلِس : «هو الذي يأتي يوم القيامة وقد شتم هذا ، وضرب هذا ، فيُؤخَذ من
حسناته لهم ، ويؤخذ من سيئاتهم إليه ، فيُطْرَح في النار» فكل هذا إنما هو على
ضربٍ من التمثيل ، وتحويله من أمر الدنيا إلى أمر الآخرة.
__________
(1) رواه مسلم رقم (1984) في الأشربة ، باب تحريم التداوي بالخمر ، وأبو داود رقم
(3873) في الطب ، باب في الأدوية المكروهة ، والترمذي رقم (2047) في الطب ، باب ما
جاء في كراهية التداوي بالمسكر .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/311) قال :حدثنا حجاج بن محمد ، ومحمد بن جعفر قالا :حدثنا
شعبة. وفي (4/317) قال :حدثنا عبد الرزاق. قال : أنبأنا إسرائيل وفي (4/317) قال
:حدثنا روح قال: حدثنا شعبة. وفي (6/399) قال:حدثنا وكيع ، وحجاج.قالا :حدثنا
شعبة.والدارمي (2101) قال: أخبرنا سهل بن حماد. قال : حدثنا شعبة. ومسلم (6/89)
(قال : حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد ابن بشار. قالا :حدثنا محمد بن جعفر. قال
:حدثنا شعبة. والترمذي (2046) قال : حدثنا محمود بن غيلان.قال: حدثنا أبو داود، عن
شعبة. (ح) وحدثنا محمود.قال :حدثنا النضر بن شميل، وشبابة ، عن شعبة.
كلاهما - شعبة ، وإسرائيل - عن سماك بن حرب ، عن علقمة بن وائل فذكره.
5668 - (ت د) أبو هريرة -
رضي الله عنه - قال : «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن كل دَواء خبيث ،
كالسُّمِّ ونحوه» أخرجه الترمذي.
وعند أبي داود قال : «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الدَّوَاءِ الخبيثِ»
(1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(دواء خبيث) الدواء والخبيث يكون من جهتين ، إحداهما : النجاسة وهو الحرام ،
كالخمر ونحوها ، ولحوم الحيوان المحرَّمة وأرْوَاثِها وأبْوَالِها ، وكلُّها نجسة
وخبيثة ، وتناولها حرام ، إلا ما خصته السُّنَّة من أبوال الإبل عند بعضهم ،
والجهة الأخرى : من جهة الطعم والمذاق ، ولا ينكر أن يكون كَرِه ذلك لما فيه من
المشقة على الطباع ، وكراهية النفوس لها.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3870) في الطب ، باب في الأدوية المكروهة ، والترمذي رقم
(2046) في الطب ، باب ما جاء فيمن قتل نفسه بسم أو غيره ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أحمد (2/305) قال : حدثنا أبو قطن.وفي (2/446 و478) قال :
حدثنا وكيع ، وأبو داود (3870) قال :حدثنا هارون بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد
بن بشر ، وابن ماجة (3459) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال :حدثنا وكيع ،
والترمذي (2045) قال : حدثنا سويد بن نصر ، قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك.
أربعتهم - أبو قطن ، ووكيع ، ومحمد بن بشر ، وعبد الله بن المبارك- عن يونس بن أبي
إسحاق - عن مجاهد ، فذكره.
5669 - (د س) عبد الرحمن
بن عثمان التيمي : «أن طبيباً سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن ضِفدَع
يجعلها في دواء ؟ فنهاه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- عن قَتْلِها» أخرجه أبو
داود والنسائي (1) .
__________
(1) رقم (3871) في الطب ، باب في الأدوية المكروهة ، والنسائي 7 / 210 في الصيد ،
باب الضفدع ، وإسناده صحيح ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " ، والحاكم
وصححه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أحمد (3/453، 499) قال حدثنا يزيد. وفي (3/499) قال : حدثنا
هشام ،وعبد بن حميد (313) قال :حدثنا عبد الملك بن عمرو.والدارمي (2004) قال :
أخبرنا عبد الله بن عبد المجيد. وأبو داود (3871) و5269) قال : حدثنا محمد بن
كثير. قال : أخبرنا سفيان. والنسائي (7/210) قال : أخبرنا قتيبة ، قال : حدثنا ابن
أبي فديك.
ستتهم - يزيد بن هارون ، وهاشم بن القاسم ،وعبد الملك بن عمرو ، وعبيد الله بن عبد
المجيد ، وسفيان ابن أبي فديك - عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن خالد ، عن سعيد بن
المسيب ، فذكره
الفصل الخامس : في
الحِجامة
5670 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - بلغه : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
قال : «إنْ كان دواء يبلغ الداءَ ، فإن الحِجَامَةَ تَبْلُغه» أخرجه «الموطأ» (1)
.
__________
(1) بلاغاً 2 / 974 في الاستئذان ، باب ما جاء في الحجامة وأجرة الحجام ، وإسناده
معضل ، قال الزرقاني في " شرح الموطأ " : صح بمعناه عن أبي هريرة وأنس
وسمرة بن جندب ، أقول : ويؤيد ذلك حديث البخاري عن ابن عباس مرفوعاً : "
الشفاء في ثلاثة : شرطة محجم ، أو شربة عسل ، أو كية بنار ، وأنا أنهى أمتي عن
الكي " .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
منقطع: ذكره مالك (1888) كتاب الجامع - باب ما جاء في الحجامة وأجرة الحجام قال
الإمام الزرقاني : بلغه مما صح بمعانه عن أبي هريرة ، وأنس ، وسمره بن جندب.
5671 - (د) أبو هريرة -
رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إن كان في شيء ممَّا
تَداوَيْتُم به خير فالحِجامةُ» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3857) في الطب ، باب في الحجامة ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3476) في
الطب ، باب الحجامة ، وإسناده حسن ، وفي الصحيحين من حديث جابر رضي الله عنه قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن كان في شيء من أدويتكم خير ،
ففي شرطة محجم ، أو شربة من عسل ، أو لذعة بنار ، وما أحب أن أكتوي " .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أحمد (2/342) قال :حدثنا عفان.. وفي (2/423) قال : حدثنا غسان
وأبو داود (3857) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. وابن ماجة (3476) قال :حدثنا أبو
بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا أسود بن عامر.
أربعتهم - عفان ، وغسان بن الربيع ، وموسى بن إسماعيل، وأسود بن عامر - عن حماد بن
سلمة ، قال : حدثنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة فذكره.
5672 - (د) أبو كبشة
الأنماري (1) - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان
يَحْتَجِمُ على هَامَتِه وبين كَتِفَيْه ، وهو يقول : من أهْرَاقَ من هذه الدماء
فلا يضرُّه أن لا يتداوى بشيء لشيء» أخرجه أبو داود (2) .
وفي رواية ذكرها رزين «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- احْتَجَمَ في عشرةِ
مواضع من بدنه ، وكان يقول : من أهْرَاق من هذه الدِّماءِ فلا يَضُرُّه أن لا
يتداوى لشيء» .
قال (3) : «وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يحتجم ثلاثاً في أخْدَعَيهِ
وكاهِلِه ، وبين كتفيه وكاهله» (4) .
وفي أخرى (5) «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- احْتَجَمَ على هامَتِه من
الشَّاةِ المسمومة» .
قال معمر : «فاحتجمتُ أنا من غير سُمّ كذلك في يَافوخي ، فذهب حُسْنُ الحفظ عني ،
حتى كنتُ أُلَقَّن فاتحة الكتاب في الصلاة» (6) . -[542]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أخْدَعَيه) الأخدعان : العِرقان المُكتَنِفان للعُنُق.
(كاهِله) الكاهل : ما بين الكتفين.
(الهامة) الرأس ، وجمعها هام.
__________
(1) في المطبوع : أبو كبشة الأنصاري ، وهو خطأ .
(2) رقم (3859) في الطب ، باب موضع الحجامة ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3484) في
الطب ، باب الحجامة ، وإسناده حسن .
(3) أي : رزين .
(4) سيأتي الكلام على هذه الرواية في حديث أنس عند أبي داود رقم (5674) .
(5) هي لرزين أيضاً .
(6) هذه رواية رزين ، والذي عند أبي داود رقم (3860) في الطب ، باب في موضع
الحجامة ، قال معمر : احتجمت فذهب عقلي حتى كنت ألقن فاتحة الكتاب في صلاتي ، وكان
احتجم على هامته ، وهو جزء من حديث أنس ، وسيأتي الكلام عليه رقم (5674) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أبو داود (3859) قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي
وكثير بن عبيد ، وابن ماجة (3484) قال : حدثنا محمد بن المصفي الحمصي.
ثلاثتهم - عبد الرحمن ، وكثير ، وابن المصفي - عن الوليد بن مسلم ، عن ابن ثوبان ،
عن أبيه ، فذكره.
قلت : الوليد بن مسلم مدلس. وقد عنعن.
5673 - (د) جابر بن عبد
الله - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- احتجم على وَرِكِه من
وَثْء (1) كان به. أخرجه أبو داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(من وَثْء) الوَثْء : شبيه بالخلْع ، وليس به.
__________
(1) وقد يترك همزه فيقال : وثي .
(2) رقم (3863) في الطب ، باب متى تستحب الحجامة ، وهو حديث حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3863) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم ،ثنا هشام عن أبي الزبير ،
فذكره.
5674 - (ت د خ م) أنس بن
مالك - رضي الله عنه - قال : «كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يحتجم في
الأخْدَعَين والكاهل ، وكان يحتجم لسبع عشرة ، وتسع عشرة ، وإحدى وعشرين» أخرجه
الترمذي.
وفي رواية أبي داود : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- احتجم [ثلاثاً] في
الأخدَعَين والكاهل» (1) . -[543]-
وعند البخاري ومسلم قال : «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يحتجم ، ولم يكن
يَظْلِمُ أحداً أجرَه» (2) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2052) في الطب ، باب ما جاء في الحجامة ، وأبو داود رقم
(3760) في الطب ، باب في موضع الحجامة ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "
3 / 191 و 192 ، وابن ماجة رقم (3483) في الطب ، باب الحجامة ، من حديث جرير بن
حازم عن قتادة عن أنس ، قال الحافظ في " التقريب " : جرير في حديثه عن
قتادة ضعف ، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي ، وصححه الحاكم ، والنووي ، وغيرهما .
(2) رواه البخاري 4 / 377 في الإجارة ، باب خراج الحجام ، ومسلم رقم (1577) في
السلام ، باب لكل داء دواء .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : دون ذكر المواقيت :
1-أخرجه أحمد (3/119) قال : حدثنا وكيع.وفي (3/9192) قال: حدثنا بهز. وأبو داود
(3860) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم. وابن ماجة (3483) قال :حدثنا علي بن أبي
الخصيب ، قال :حدثنا وكيع.
ثلاثتهم - وكيع ، وبهز ،ومسلم - عن جرير بن حازم.
2- وأخرجه الترمذي (2051) ، في الشمائل (364) قال :حدثنا عبد القدوس بن محمد ، قال
: حدثنا عمرو بن عاصم ، قال : حدثنا همام وجرير بن حازم.
كلاهما 0 همام ، وجرير - عن قتادة ، فذكره..
أما رواية البخاري ومسلم
أخرجه أحمد (3/120) قال : ثنا وكيع. وفي (3/215) قال : ثنا وكيع. وفي (3/215) قال
: ثنا محمد بن عبيد. وفي (3/261) ،والبخاري (3/122) قال :حدثنا أبو نعيم. ومسلم
(7/22) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وأبو كريب ، كلاهما عن وكيع.
ثلاثتهم - وكيع ، ومحمد بن عبيد ، وأبو نعيم - عن مسعر.
2-وأخرجه أحمد (3/177) قال حدثناعبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان الثوري.
كلاهما- مسعر ، والثوري - عن عمرو بن عامر،فذكره.
قلت : لفظهما مقتصرا على ماذكره المنصف.
5675 - (ت) عبد الله بن
عباس - رضي الله عنهما - قال عكرمة : «كان لابن عباس غِلْمَة ثلاثة حَجَّامين (1)
، وكان اثنان يُغِلاَّن [عليه وعلى أهله] ، وواحد يحجمه ويحجم أهله ، قال : قال
ابن عباس : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «نِعْمَ العبد الحجَّامُ ،
يُذْهِبُ الدَّمَ ، ويُجَفِّفُ الصُّلْبَ ، ويَجْلو عن البَصَر» وقال : إن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم- حيث عُرِج به ، ما مرَّ على مَلأ من الملائِكَةِ إلا
قالوا : عليك بالحجامة ، وقال : إن خير ما تحتجمون فيه يومُ سبعَ عشرة ، ويومُ
تسعَ عشرة ، ويومُ إحدى وعشرين ، وقال : إن خير ما تداويتم به السَّعُوطُ
واللَّدُودُ ، الحجامةُ والمشِيُّ ، وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لَدَّه
العباسُ وأصحابه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «مَنْ لَدَّني ؟
فكلُّهم أمْسَكُوا ، فقال : لا يَبْقى أحد مِمَّن في البيت إلا لُدَّ ، غير عمِّه
العباس» أخرجه الترمذي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ملأ) الملأ : أشراف الناس و غيرهم.
__________
(1) في نسخ الترمذي المطبوعة : حجامون
(2) رقم (2054) في الطب ، باب ما جاء في الحجامة ، وحسنه الترمذي ، وهو كما قال ،
وقال الترمذي : وفي الباب عن عائشة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/354) (3316) قال :حدثنا يزيد. وعبد بن حميد (574) قال : أخبرنا يزيد
بن هارون. ابن ماجة (3477) قال :حدثنا نصر بن علي الجهضمي ، قال :حدثنا زياد بن
الربيع. والترمذي (2053) قال :حدثنا عبد بن حميد ،قال : أخبرنا النضر بن شميل.
ثلاثتهم - يزيد بن هارون ، وزياد بن الربيع ، والنضر بن شميل - عن عباد بن منصور
،عن عكرمة ، فذكره.
5676 - (د) أبو هريرة -
رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَن احتجم لسبع عشرة ،
وتسع عشرة ، وإحدى وعشرين ، كان شِفَاء من كل داء» أخرجه أبو داود (1) .
وفي رواية ذكرها رزين «إذا وافق يومُ سبعَ عشرة يومَ الثلاثاء : كان دوَاءَ
السَّنةِ لمن احتجم فيه» .
__________
(1) رقم (3861) في الطب ، باب متى تستحب الحجامة ، وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3861) قال : حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع ،قال : حدثنا سعيد بن
عبد الرحمن الجمحي ، عن سهيل ، عن أبيه ، فذكره.
5677 - () عمران بن حصين-
رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يحتجم يوم سبعة عشر وتسعة
عشر وأحد وعشرين» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وهو بمعنى
الذي قبله .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين ، لم أهتد إليه.
5678 - (خ م) عاصم بن عمر
بن قتادة - رحمه الله - : أن جابر بن عبد الله عَادَ المُقَنَّع بن سنان ، فقال :
لا أبْرَحُ حتى تحتجم ، فإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن فيه
شِفاء» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية لمسلم قال : جاءنا جابر بن عبد الله في أهلِنا ، ورجل يشتكي خُرَاجاً به
- أو جِرَاحاً - فقال : ما تشتكي ؟ قال : خُرَاج بي قد شَقَّ عليَّ ، فقال : يا
غلام ، ائْتِني بحجَّام ، فقال له : ما تصنَعُ بالحجَّام يا أبا عبد الله ؟ قال :
أريد أنْ أُعَلِّقَ فيه مِحْجَماً ، فقال : والله إن الذُّباب لَيُصِيبُني ، أو
يصيبني الثوب فيؤذيني ويشقُّ عليَّ ، فلما رأى تَبرُّمَه من ذلك قال : إني سمعتُ
رسول الله - صلى الله عليه وسلم-[545]- يقول : «إن كان في شيء من أدويتكم خير ،
ففي شرطة محجم ، أو شَربة مِنْ عسل ، أو لَذعة بنار» قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم- : «وما أحبُّ أن أكتويَ ، قال : فجاء بحجَّام فشرطه ، فذهب عنه ما يجد»
وهذه الرواية لم أجدها في كتاب الحميديِّ الذي قرأته (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 127 في الطب ، باب الحجامة من الداء ، وباب الدواء بالعسل ،
وباب الحجم من الشقيقة والصداع ، وباب من اكتوى أو كوى غيره ، ومسلم رقم (2205) في
السلام ، باب لكل داء دواء .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/335) قال :حدثنا هارون بن معروف ، والبخاري (7/162) قال :
حدثنا سعيد بن تليد.ومسلم (7/21) قال :حدثناهارون بن معروف ، وأبو الطاهر.
والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف - المزي) (2340) عن وهب بن بيان.
أربعتهم- هارون ، وسعيد بن أبو الطاهر ، وابن بيان - عن ابن وهب ، وقال : أخبرني
عمرو، أن بكيرا حدثه ، أن عاصم بن عمر بن قتادة حدثه ، فذكره.
(*) في رواية سعيد بن تليد ، قال : حدثني ابن وهب ، قال : أخبرني عمرو ، وغيره.
5679 - (م د) جابر بن عبد
الله - رضي الله عنهما - : «أن أمَّ سلمة استأذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
في الحجامة ، فأمر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أبا طَبْيَةَ أن يَحْجمها قال :
حَسِبْتُ أنه قال : كان أخاها من الرضاعة ، أو غلاماً لم يحتلم» . أخرجه مسلم وأبو
داود (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2206) في السلام ، باب لكل داء دواء واستحباب التداوي ، وأبو
داود رقم (4105) في اللباس ، باب في العبد ينظر إلى شعر مولاته .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/350) قال : حدثنا حجين ، ويونس ، ومسلم (7/22) قال :حدثنا
قتيبة بن سعيد (ح) وحدثنا محمد بن رمح. وأبو داود (4105) قال :حدثنا قتيبة ، وابن
وهب ، وابن ماجة (3480) قال :حدثنا محمد بن رمح المصري.
خمستهم - حجين ، ويونس ،وقتيبة ، وابن رمح ، وابن موهب - عن الليث بن سعد ، عن أبي
الزبير ، فذكره.
5680 - (ت) عبد الله بن
مسعود - رضي الله عنه - قال : «حدَّث رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : أنه ليلة
أُسْرِيَ به ما مرَّ على ملأ من الملائكة إلا أمَرُوه : أن مُرْ أمَّتَك بالحجامة»
أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2053) في الطب ، باب ما جاء في الحجامة ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن ،
وهو كما قال .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2052) قال :حدثنا أحمد بن بديل الكوفي ، قال :حدثنا محمد بن فضيل ،
قال : ثنا عبد الرحمن بن إسحاق ، عن القاسم بن عبد الرحمن هو ابن عبد الله بن
مسعود عن أبيه ، فذكره.
قلت : عبد الرحمن اختلفوا في سماعه من أبيه وقد لقيه والمعتمد في السماع حديثان
ليس هذا منهما.
5681 - (د) سلمى - خادم
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنها - قالت : ما كان أحد يشتكي إلى
رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وجعاً في رأسِه إلا قال : -[546]- «احتجمْ ، ولا وجعاً
في رجليه ، إلا قال : اخْتَضِبْهما» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3858) في الطب ، باب في الحجامة ، ورواه أيضاً مختصراً الترمذي في الطب ،
باب ما جاء في التداوي بالحناء ، وابن ماجة رقم (3502) في الطب ، باب الحناء ، وهو
حديث حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
تقدم تخريجه قريبا.
5682 - (د) أبو بكرة بكار
[بن عبد العزيز بن أبي بكرة] قال : «أخبرتني عمَّتي كَيِّسة (1) بنتُ أبي بكرة :
أن أباها كان ينهى أهلَه عن الحجامة يوم الثلاثاء ، ويَزْعُمُ عن رسول الله - صلى
الله عليه وسلم- أن يومَ الثلاثاءِ يومُ الدَّم ، وفيه ساعة لا يَرقَأُ» أخرجه أبو
داود (2) .
وزاد رزين «لا تَفْتَحوا الدم في سُلْطَانِه ، فإنه اليوم الذي أثَّرَ فيه الحديد
، ولا تَسْتَعْمِلوا الحديد في يوم سلطانه» .
__________
(1) في الأصل ، وفي بعض النسخ المطبوعة : كبشة ، والصواب كيسة ، كما في كتب الرجال
.
(2) رقم (3862) في الطب ، باب متى تستحب الحجامة ، وكيسة بنت أبي بكرة الثقفية ،
قال الحافظ في " التقريب " : لا يعرف حالها .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أبو داود (3862) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : أخبرنا
أبو بكر بكار بن عبد العزيز،قال : أخبرتني عمتي كيسة بنت أبي بكرة ، فذكرته.
5683 - (خ م د) عبد الله
بن عباس - رضي الله عنهما : «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- احتجم وأعطى
الحجَّام أجرَه ، واستَعَط» أخرجه البخاري ومسلم ، وعند أبي داود بعد قوله :
«أجرَه» «ولو علمه خبيثاً لم يعطه» (1) .
وفد تقدم في «كتاب الحج» حديثُ احتجام النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- عن ابن عباس
باختلاف طرقه ، وسيجيء في «كتاب الكسب» .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 377 في الإجارة ، باب خراج الحجام ، وفي البيوع ، باب ذكر
الحجام ، وفي الطب ، باب السعوط ، ومسلم رقم (1202) في السلام ، باب لكل داء دواء
، وأبو داود رقم (3423) في البيوع ، باب في كسب الحجام .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : تقدم تخريحه في الحج.
الفصل السادس : في الكي
5684 - (م د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : «رُمِيَ سعدُ بنُ مُعَاذ
في أكْحَلِه ، فحَسمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدِه بِمشْقَص ، ثم
وَرِمَتْ ، فحَسَمه الثانية» أخرجه مسلم.
وعند أبي داود : «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كوَى سعدَ بنَ مُعاذ من
رَمْيَتِهِ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فحَسمه) حَسَمْتُ الجرح : إذا قطعتَ الدم الجاري منه بالكَيِّ.
(مِشْقَص) المشقص : سهم له نصل طويل : وقيل : عريض ، وقيل : هو النصل نفسه.
(أكْحَله) الأكحل : عِرق في وسط الساعد يكثُر فَصْدُه.
__________
(1) رواه مسلم رقم (2208) في السلام ، باب لكل داء دواء ، وأبو داود رقم (3866) في
الطب ، باب في الكي .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : تقدم تخريجه وكوي سعد ثبت في صحيح مسلم.
5685 - (م د) جابر بن عبد
الله - رضي الله عنهما - قال : «بعث -[548]- رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلى
أُبَيِّ بن كعب طبيباً ، فقطع منه عِرْقاً ثم كوَاهُ عليه» .
وفي رواية «أن أُبَيَّ بن كعب رُمِيَ في يوم الأحزاب على أكْحَلِه ، فكَواه رسول
الله - صلى الله عليه وسلم-» .
أخرجه مسلم ، وأخرجه أبو داود [إلى قوله : «فقطع منه عِرْقاً»] . ولم يذكر الكي
(1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2207) في السلام ، باب لكل داء دواء ، وأبو داود رقم (3864) في
الطب ، باب في موضع الحجامة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/303) قال : حدثنا هشيم. وفي (3/304) قال : حدثنا محمد بن جعفر.قال
: حدثنا شعبة. وفي (3/315) قال: حدثنا أبو معاوية.وفي (3 ,371) قال :حدثنامحمد بن
عبيد ، وعبد بن حميد (1018) قال : حدثنا يعلى ، ومحمد بن عبيد ، ومسلم (7/22) قال
:حدثنا يحيى بن يحيى ، وأبو بكر بن أبي شيبة. وأبو كريب قال :يحيى : أخبرنا قال
الآخران:حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا جرير (ح)
وحدثني إسحاق بن منصور ، قال : أخبرنا عبد الرحمن ، قال : أخبرنا سفيان (ح) وحدثني
بشر بن خالد ، وقال : حدثنا محمد (يعني ابن جعفر) عن شعبة ، وأبو داود (3864) قال
:حدثنا محمد بن سليمان الأنباري ، قال : حدثنا أبو معاوية. وابن ماجة (3493)
قال:حدثنا عمرو بن نافع ،حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي.
سبعتهم - هشيم ، وشعبة ، وأبو معاوية ، ومحمد بن عبيد ، ويعلي بن عبيد ، وجرير
،وسفيان - عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، فذكره.
5686 - (ط) يحيى بن سعيد
- رحمه الله - قال : «بلغني : أن أسْعَدَ بن زُرَارَةَ اكْتَوَى في زَمن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم- من الذُّبَحة ، فمات» أخرجه «الموطأ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الذُّبَحة) بفتح الباء : وجع يأخذ من الحلق ، وقيل : قَرْحَة تطلع فيه ، والعامة
تقوله بسكون الباء.
__________
(1) 2 / 944 في العين ، باب تعالج المريض بلاغاً ، وإسناده منقطع ، وقد وصله ابن
ماجة رقم (3494) في الطب ، باب من اكتوى من حديث أبي الزبير عن جابر بن عبد الله ،
ووصله أحمد 4 / 65 و 5 / 378 من حديث أبي الزبير عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن بعض
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو حديث حسن ، يشهد له الذي بعده .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه مالك (1822) قال : عن يحيى بن سعيد، فذكره بلاغا قال الإمام
الزرقاني: ووصله ابن ماجة عن جابر.
5687 - (ت) أنس بن مالك -
رضي الله عنه - : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كوى أسعد بن زرارة من
الشَّوكة» أخرجه الترمذي (1) . -[549]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الشَّوكة) : حُمْرَة تظهر في الوجه ، وقد شيك الرجل : إذا أصابته هذه العِلَّة.
__________
(1) رقم (2051) في الطب ، باب ما جاء في الرخصة في الكي ، وإسناده حسن ، وقال
الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، قال : وفي الباب عن أُبي وجابر .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
معلول : أخرجه الترمذي (2050) قال : حدثنا حميد بن مسعدة ، قال :حدثنا يزيد بن
زريع ، قال :أخبرنا معمر ، عن الزهري ، فذكره.
قلت: هذا حديث معلول يرويه البصريون عن معمر بن راشد الصنعاني من هذا الوجه ،
ولمعمر أغاليط عند البصريين هذا منها.
قال أبو حاتم أخطأ فيه معمر إنما هو الزهري عن أبي أمامة بن سهل أن النبي -صلى
الله عليه وسلم- كوى أسعد. مرسل (2/261) .
وقد رواه معمر على الصواب في اليمانين ، أخرجه عبد الرزاق (10/406) وتابع معمر بن
هذه الرواية الصحيحة صالح بن كيسان ، أخرجه ابن سعد من طريقه بإسناد صحيح الطبقات
(2/3/140) يبقى أن يقال : أبو أمامة معدود في الصحابة صحيحة عند البعض من أهل الفن
، وهو الراجح عندي فبهذا يثبت كوي النبي -صلى الله عليه وسلم- لسعد بن معاذ بن
وأسعد بن زرارة ، ولمزيد من الفائدة راجع ترجمة أسعد بن زرارة من تعجيل المنفعة
(45) ط دار العلمية بتحقيقي ، وفتح المجيد ص82 ط دار أهل السنة بتحقيقي.
5688 - (ط) نافع - مولى
ابن عمر - رحمه الله - : «أن ابن عمر (1) اكْتَوَى من اللَّقوَةِ ، ورُقِيَ من
العقرب» أخرجه «الموطأ» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اللَّقوة) : مرض يعرض للوجه ، فيميله إلى أحد جانبيه.
__________
(1) في المطبوع : أن عمر ، وهو خطأ .
(2) 2 / 944 في العين ، باب تعالج المريض ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه مالك (1823) قال : عن نافع ،فذكره.
5689 - (د ت) عمران بن
حصين - رضي الله عنه - قال : «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن الكيِّ
، فابْتُلينا ، فاكْتَوَيْنا كَيَّات ، فما أفْلَحْنا ولا أنْجَحْنَا» .
وفي رواية قال : «نُهينا عن الكيِّ» لم يزد.
أخرجه الترمذي وأبو داود (1) . -[550]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نهى عن الكي) قال الخطابي : نهيه عن الكي يحتمل أنه من أجل أنهم كانوا يُعظِّمون
أمره ، ويقولون : آخر الدواء الكي ، ويرون أنه يَحْسِم الداء ويبرئه ، وإذا لم
يفعل ذلك عطب صاحبه ، فنهاهم عنه إذا كان على هذا الوجه ، وأباح لهم استعماله على
معنى التوكل على الله عز وجل ، وطلب الشِّفاء منه ، بما يحدث من البُرْء عقب
استعماله ، فيكون الكي والدواء سبباً لا علة ، وهذا أمر قد تكثر فيه شكوك الناس ،
فتخطئ فيه ظنونهم ، كما أكثر ما نسمعهم يقولون : لو أقام فلان بأرضه وبلده لم يهلك
، ولو شرب الدواء لم يسقم ، ونحو ذلك من تجريد إضافة الأمور إلى الأسباب ، وتعليق
الحوادث بها دون ما تسليط القضاء عليها ، وتغليب المقادير فيها ، فتكون الأسباب
أمارات لتلك الكائنات ، لا موجبات لها ، يجوز أن يكون نهيه عن الكي : إذا كان
يفعله احترازاً من الداء قبل وقوع الحاجة ونزول البلية ، وذلك مكروه ، وإنما أيبح
العلاج والتداوي عند نزول الحاجة ودعاء الضرورة : ألا ترى أنه - صلى الله عليه
وسلم- كوى سعداً حين خاف عليه الهلاك من النزف ؟ ويحتمل أن يكون نهي عمران بن حصين
خاصاً عن الكي في علة بعينها ، لعلمه أنه لا ينجح ، ألا تراه قال : «فما أفلحنا
ولا أنجحنا» وقد كان به الباسور ؟ أو لعلَّه نهاه عن ذلك لخطر فيه ، والله أعلم.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2050) في الطب ، باب في كراهية التداوي بالكي ، وأبو داود
رقم (3865) في الطب ، باب في الكي ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 /
427 ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال : وفي الحافظ في "
الفتح " 10 / 130 بعد ذكر حديث عمران هذا : وسنده قوي ، قال : والنهي فيه
محمول على الكراهة ، أو على خلاف الأولى ، لما يقتضيه مجموع الأحاديث ، وقيل : إنه
خاص بعمران لأنه كان به الباسور ، وكان موضعه خطراً ، فنهاه عن كيه ، فلما اشتد
عليه كواه فلم ينجح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أحمد (4/444) قال : حدثنا عفان ، قال حدثنا حماد، قال :حدثنا
ثابت. وفي (4/446) قال : حدثنا عبد الصمد ، وعفان.قالا : حدثنا حماد قال : حدثنا
أبو التياح (قال عفان أخبرنا أبو التياح) . وأبو داود (3865) قال : حدثنا موسى بن
إسماعيل بن قال : حدثنا حماد ،عن ثابت.
كلاهما - ثابت ، وأبو التياح يزيد بن حميد - عن مطرف ، فذكره.
الرواية الأولى :
أخرجه أحمد (4/427) قال :حدثنا محمد بن جعفر ، قال :حدثنا شعبة (ح) ويزيد بن قال :
أخبرنا شعبة، عن قتادة.وفي (4/430) قال :حدثنا هشيم ، عن يونس.وابن ماجة (3490)
قال :حدثنا عمرو بن نافع، قال حدثنا هشيم بن منصور ويونس ، والترمذي (2049) قال :
حدثنا بن بشار، قال: حدثنا محمد ابن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن قتادة (ح)
وحدثنا عبد القدوس بن محمد ، قال :حدثنا عمرو بن عاصم ، قال : حدثنا همام ، عن
قتادة ، والنسائي في الكبرى (الورقة 99 -ب) قال :أخبرنا يعقوب بن ماهان، هشيم ،قال
أخبرنا منصور ويونس.
ثلاثتهم - قتادة ، يونس بن عبيد ، ومنصور بن زاذان - عن الحسن ، فذكره.
5690 - (خ) أنس بن مالك -
رضي الله عنه - قال : «كُويتُ من ذَاتِ الجَنْبِ ورسول الله - صلى الله عليه وسلم-
حيّ ، وشهدني أبو طلحة (1) ، وأنسُ بنُ النضر (2) ، وزيدُ بنُ ثابت ، وأبو طلحة
كواني» أخرجه البخاري (3) .
__________
(1) هو زيد بن سهل زوج والدة أنس بن مالك أم سليم .
(2) هو عم أنس بن مالك .
(3) 10 / 145 في الطب ، باب ذات الجنب .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (10/145) قال : حدثنا عارم ، حدثنا حماد قال : قرأ علي أيوب
من كتب أبي قلابة منه ماحدث به ، ومنه ما قرئ عليه ، فذكره قلت :وأخرجه أحمد
مختصرا على كوي أبو طلحة لأنس ، وقال :حدثنا سليمان بن داود ، قال :حدثنا عمران ،
عن قتادة ، فذكره.المسند (3/139) .
5691 - (م) مطرِّف [بن
عبد الله بن الشخير]- رحمه الله - قال : قال لي عمران بن حصين : «أُحدِّثُك حديثاً
عسى اللهُ أن ينفعك به ، إنه قد كان يُسلَّمُ عليَّ حتى اكتويتُ فتُرِكتُ ، ثم
تَركتُ الكيَّ فعاد» (1) .
وفي رواية «أنه قال له ذلك في مرضه الذي مات فيه ، وقال له : إن عِشْتُ فاكْتُمْ
عليَّ ، وإنْ مُتُّ فحدِّث به إنْ شِئْتَ» أخرجه ... (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يُسلَّم عليَّ) قوله : كان يُسلَّم عليَّ ، أراد أن الملائكة كانت تسلِّم عليه
لإخلاصه ، فلما اكتوى امتنعت من ذلك ، لأنه يقدح في التوكل والانقياد لقضاء الله
وقدره.
__________
(1) معنى الحديث : أن عمران بن حصين رضي الله عنه كانت به بواسير ، فكن يصبر على
ألمها ، وكانت الملائكة تسلم عليه ، فاكتوى فانقطع سلامهم عليه ، ثم ترك الكي ،
فعاد سلامهم عليه .
(2) كذا في الأصل بياض بعد قوله أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد رواه مسلم
رقم (1226) في الحج ، باب جواز التمتع .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الأثر من زيادات رزين على الأصول لم أهتد إليه.
الباب الثاني : في
الرُّقَى والتمائم ، وفيه ثلاثة فصول
الفصل الأول : في جوازها
5692 - (م د) عوف بن مالك [الأشجعي]- رضي الله عنه - قال : «كنا نَرقي في الجاهلية
، فقلنا : يا رسول الله ، كيف ترى في ذلك ؟ قال : اعْرِضُوا عليَّ رُقاكم ، ثم قال
: لا بأس بما ليس فيه شِرك» .
أخرجه مسلم وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه مسلم (2200) في السلام ، باب لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك ، وأبو
داود رقم (3886) في الطب ، باب ما جاء في الرقى .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (7/19) قال : حدثني أبو الطاهر.وأبو داود (3886) قال : حدثنا
أحمد ابن صالح.
كلاهما - أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح ، وأحمد بن صالح - عن عبد الله بن وهب
، قال : أخبرني معاوية بن صالح ، عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه ، فذكره.
5693 - (م) جابر بن عبد
الله - رضي الله عنهما - قال : «أرْخَص رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في
رُقْيَةِ الحَيَّةِ لبني عمرو بن حزم ، قال أبو الزبير : فسمعتُ جابر بن عبد الله
يقول : لَدَغَتْ رجلاً منا عَقْرَب ، ونحنُ جُلوس مع رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- ، فقال رجل : يا رسول الله ، أرْقي ؟ قال : مَن استطاع [منكم] أن ينفعَ أخاه
فَلْيَفْعَلْ» . -[553]-
وفي رواية قال : «رخَّصَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- لآل حزم في رقية الحية ،
وقال لأسماءَ بنتِ عُمَيس : ما لي أرى أجسام بني أخي ضَارِعَة ، تُصِيبُهم الحاجةُ
؟ قالت : لا ، ولكنِ العَيْنُ تُسْرِعُ إليهم. قال : ارْقِيهم. قالت : فعرضتُ
عليه. فقال : ارقيهم» .
وفي أخرى قال جابر : «كان لي خال يَرْقي من العقرب ، فنهى رسول الله - صلى الله
عليه وسلم- عن الرُّقَى ، قال : فأتاه ، فقال : يا رسول الله ، إنَّك نَهيْتَ عن
الرُّقى ، وإني أرْقِي من العقرب ؟ فقال : مَن استطاع منكم أن ينفعَ أخاه فليفعل»
.
وفي أخرى قال : «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الرُّقى ، فجاء آلُ عمرو
بن حزم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقالوا : يا رسول الله ، إنه كانت
عندنا رُقْية نرقي بها من العقرب ، وإنك نهيت عن الرُّقى ، قال : فعرضوها عليه ،
فقال : ما أرى بأساً ، من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل (1)» أخرجه مسلم (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ضَارِعة) رجل ضارع الجسم. أي : ضعيف الجسم ، ناحل الجسم.
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة : فلينفعه .
(2) رقم (2198) و (2199) في السلام ، باب استحباب الرقية من العين .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : عن أبي سفيان ، عن جابر قال : حدثنا «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
عن الرقي ،فجاء آل عمرو ابن حزم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا :
يارسول الله ،إنه كانت عندنا رقية نرقي بها من القعرب ، وإنك نهيت عن الرقي ، قال
: فعرضوها عليه ، فقال : ماأرى باسا ،من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه» .
أخرجه أحمد (3/302) قال :حدثنا وكيع وفي (3/315) قال :حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا
ابن نمير ، وعبد بن حميد (1026) قال : حدثني محاضر.ومسلم (7./19) قال :حدثنا أبو
بكر بن أبي شيبة ، وأبو سعيد الأشج ، قالا : حدثنا وكيع. (ح) وحدثناه عثمان بن أبي
شيبة ،قال : حدثنا جرير (ح) وحدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا أبو معاوية.وابن ماجة
(3515) قال :حدثنا علي بن أبي الخصيب ، قال :حدثنا يحيى بن عيسى.
ستتهم - وكيع ، وأبو معاوية ، وابن نمير ، ومحاضر ،وجرير ، ويحيى بن عيسى - عن
الأعمش ، عن أبي سفيان ، فذكره.
وعن أبي الزبير ، قال : سمعت جابر بن عبد الله ، يقول : «لدغت رجلا منا عقرب ،
ونحن جلوس مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فقال رجل : يارسول الله، أرقي؟ قال
:من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل» .
1- أخرجه أحمد (3/382) قال :حدثنا روح.ومسلم (7/18) قال :حدثني محمد بن حاتم ، قال
: حدثنا روح بن عبادة..وفي (7/19) قال :حدثني سعيد بن يحيى الأموي ، قال : حدثنا
أبي.
كلاهما -روح ، ويحيى الأموي - قالا :حدثنا ابن جريج.
2- وأخرجه أحمد (3/334) قال :حدثنا حجين ،ويونس. والنسائي في الكبرى (تحفة
الأشراف) (2929) عن قتيبة.
ثلاثتهم 0 حجين ، ويونس ، وقتيبة - عن ليث بن سعيد.
كلاهما - ابن جريج ، وليث - عن أبي الزبير، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (3/393) قال :حدثنا حسن وموسى بن داود ،قالا :حدثنا ابن لهيعة ،قال
: حدثنا أبو الزبير ، قال سألت جابرا عن الرقية ؟ فقال : أخبرني خالي أحد
الأنصار... فذكره. وعن أبي الزبير ، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : «رخص النبي
-صلى الله عليه وسلم- لأل حزم في رقية الحية ، وقال لأسماء بنت عميس : مالي أري
أجسام بني أخي ضارعة ، تصيبهم الحاجة ؟ قالت : لا.ولكن العين تسرعت إليهم ، قال :
أرقيهم ، قالت : فعرضت ،عليه ، فقال : ارقيهم.» .
أخرجه أحمد (3/333و382) قال :حدثنا روح.ومسلم (7/18) قال حدثني عقبة بن مكرم العمي
، قال : حدثنا أبو عاصم. (ح) وقال :حدثني محمد بن حاتم ، قال :حدثنا روح بن عبادة
، وفي (7/19) قال: حدثني سعيد بن يحيى الأموى ، قال : حدثنا أبي.
ثلاثتهم - روح، وأبو عاصم ، ويحيى الأموى - عن ابن جريج ، قال أخبرني أبو الزبير ،
فذكره.
(*) في رواية رومح : «أرخص النبي -صلى الله عليه وسلم- في رقية الحية لبني عمرو» .
عن أبي الزبير عن جابر ، «أن عمرو بن حزم دعي لأمرأة بالمدينة ، لدغتها حية
ليرقيها فأبى ،فأخبر بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فدعاه ، فقال : عمرو
يارسول الله ، إنك تزجر عن الرقى ، فقال : اقرأها علي ، فقرأها عليه ، فقال :رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- : لا بأس ،إنما هي مواثيق ، فارق بها.» .
أخرجه أحمد (3/393) قال : حدثنا حسن ، قال :حدثنا ابن لهيعة ، قال : حدثنا أبو
الزبير ، فذكره.
5694 - (ط) حميد بن قيس
المكي - رضي الله عنه - قال : دُخِلَ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بابنيْ
جعفر بن أبي طالب ، فقال لِحَاضِنَتِهما : ما لي أراهما -[554]- ضَارِعَيْن ؟
فقالت حاضنتُهما : يا رسول الله ، إنهما تُسْرِعُ إليهما العينُ ، ولم يمنعْنا أن
نسترقِيَ لهما ، إلا أنا لا ندري ما يُوَافِقُك من ذلك ؟ فقال رسول الله - صلى
الله عليه وسلم- : «اسْترقُوا لهما ، فإنه لو سبق شيء القَدَرَ لسبَقَتْهُ العين»
أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) 2 / 939 و 940 في العين ، باب الرقية من العين ، وإسناده معضل ، قال الزرقاني
في " شرح الموطأ " : ورواه ابن وهب في " جامعه " عن مالك عن
حميد بن قيس عن عكرمة بن خالد به مرسلاً ، وجاء موصولاً من وجوه صحاح عند أحمد
والترمذي وابن ماجة عن أسماء بنت عميس أقول : وانظر رواية الترمذي التي بعده فهي
شاهدة له .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (1812) قال :عن حميد بن قيس ، قال الإمام الزرقاني : معضل ، ورواه ابن
وهب في جامعه عن مالك عن حميد بن قيس عن عكرمة بن خالد مرسلا ، وجاء موصولا من
وجوه صحاح عند أحمد والترمذي وابن ماجة عن أسماء بنت عميس الشرح (4/410) .
5695 - (ت) عبيد بن رفاعة
الزرقي - رضي الله عنه - : «أن أسماء بنت عُمَيْس قالت : يا رسول الله ، إن وَلَدَ
جعفر تُسرع إليهم العين ، أفأستَرقي لهم ؟ قال : نعم ، فإنه لو كان شيء سابق
القَدَر لسبَقتهُ العين» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2059) في الطب ، باب ما جاء في الرقية من العين ، ورواه أيضاً أحمد في
" المسند " 6 / 438 وابن ماجة رقم (3510) في الطب ، باب من استرقى من
العين ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه الترمذي (2059) قال:حدثنا الحسن بن علي الخلال. والنسائى في
الكبري (الورقة/99-1) قال : أخبرنا أحمد بن الأزهر.
كلاهما - الحسن بن علي ، وأحمد بن الأزهر - قالا : حدثنا عبد الرزاق ، قال :
أخبرنا معمر ، عن أيوب ، عن عمرو بن دينار ، عن عروة بن عامر ، عن عبيد بن رفاعة ،
فذكره.
(*) أخرجه الحميدي (330) . وأحمد (6/438) .وابن ماجة (3510) قال : حدثنا أبو بكر
بن أبي شيبة، والترمذي (2059) قال :حدثنا ابن أبي عمر.
أربعتهم - الحميدي ، وأحمد بن حنبل ، وأبو بكر ، وابن أبي عمر - عن سفيان بن عيينة
، عن عمرو بن دينار ، عن عروة بن عامر ، عن عبيد بن رفاعة الزرقي ، قال : قالت :
أسماء ، نحوه.
قلت :عروه بن عامر ، مختلف في صحبته ، له حديث في الطيرة ذكره ابن حبان في الثقات
، قاله الحافظ.
5696 - (ت) أبو خزامة عن
أبيه قال : «قلتُ : يا رسول الله أرأيتَ رُقَاة (1) نَستَرقي بها ، ودَوَاء
نتَداوَى به ، وتُقَاة نَتَّقيها : هل ترُدُّ من قَدَرِ الله شيئاً ؟ قال : هو من
قَدَرِ الله» أخرجه الترمذي (2) . -[555]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تُقَاة) التُّقَاة : ما يُتَّقي ويُحذَر.
__________
(1) في نسخ الترمذي المطبوعة : أرأيت رقى .
(2) رقم (2066) في الطب ، باب ما جاء في الرقى والأدوية ، وقال الترمذي : هذا حديث
حسن ، وهو كما قال .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/421) قال :حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثنا علي ابن عياش، قال حدثنا
بقية ابن الوليد ، عن الزبيدي محمد بن الوليد. (ح) وحدثناه هارون ، قال حدثنا ابن
وهب ، قال: أخبرني عمرو، (ح) وحدثنا حسين بن محمد ، ويحيى بن أبي بكير ، عن سفيان
بن عيينة ، وابن ماجة (3437) قال:حدثنا محمد بن الصباح. قال : أنبأنا سفيان بن
عيينة ، والترمذي (2065) قال :حدثنا ابن أبي عمر قال حدثنا سفيان.وفي (2065و2148)
قال :حدثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان.
ثلاثتهم - سفيان بن عيينة ، والزبيدي ، وعمرو - عن الزهري عن ابن أبي خزامة ، عن
أبيه ، فذكره.
(*) في رواية أحمد بن حنبل ومحمد بن الصباح وسعيد بن عبد الرحمن.
ثلاثتهم - عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن أبيه.
وفي رواية الزبيدي ، عن الزهري ، عن أبي خزامة أحد بني الحارث ،عن أبيه.
وفي رواية عمرو بن الحارث : عن ابن شهاب ،أن أبا خزامة أحد بني الحارث بن سعد بن
هريم حدثه ، أن أباه حدثه.
وفي رواية حسين بن محمد ، ويحيى بن أبي بكير وابن أبي عمر ، عن سفيان ، عن الزهري
، عن أبي خزامة ، عن أبيه ، قال أحمد بن حنبل : وهو الصواب. كذا قال :الزبيدي.
5697 - (خ) أنس بن مالك -
رضي الله عنه - قال : «أذِنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لآل بيت من الأنصار
أن يرقُوا من الحُمَةِ (1) والأُذُنِ ، قال أنس : كُوِيتُ من ذاتِ الجنبِ ورسول
الله - صلى الله عليه وسلم- حَيّ ، وشَهِدَني أبو طلحة وأنسُ بن النضر ، وزيدُ بن
ثابت ، وأبو طلحة كواني» أخرجه البخاري (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحُمَة) بالتخفيف : سُمُّ العقرب ونحوها ، كالزُّنْبُور ، وغيره ، وقد تُسمى
إبرة العقرب والزنبور حُمَة.
__________
(1) في الأصل : الحية ، وما أثبتناه من نسخ البخاري المطبوعة ، وهو الموافق لشرح
الغريب .
(2) 10 / 145 في الطب ، باب ذات الجنب .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : تقدم تخريجه برقم (5690) .
5698 - (م د ت) أنس بن
مالك - رضي الله عنه - قال : «رخَّص رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في الرُّقيةِ
من العين ، والحُمَةِ ، والنَّملة» .
أخرجه مسلم والترمذي.
وفي رواية أبي داود قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا رُقْيَةَ إلا
من عيْن أو حُمة أو دم يرقأ» . -[556]-
وفي رواية لم يذكر «العين» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(النَّملة) : قُرُوح تخرج من الجنْبَين ، وقد تخرج في غير الجنب ، تُرقى فتذهب
بإذن الله تعالى.
(لا رُقْيَة إلا من عين أو حُمَة) تخصيصه العين والحُمَة لا يمنع جواز الرقية في
غيرهما من الأمراض ، لأنه قد ثبت أنه رقى بعض أصحابه من غيرهما ، إنما معناه : لا
رُقْيَة أولى وأنْفَع من رُقْيَة العين والسُّمِّ ، كما قيل في المثل : لا فتى إلا
عليٌّ ، ولا سيف إلا ذو الفقار.
__________
(1) رواه مسلم رقم (2196) في السلام ، باب استحباب الرقية من العين ، وأبو داود
رقم (3889) في الطب ، باب ما جاء في الرقى ، والترمذي رقم (2067) في الطب ، باب ما
جاء في الرخصة في الرقية .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/118، 119) قال : حدثنا وكيع.وفي (3/118) قال حدثنا أبو أحمد.وفي
(3/127) قال :حدثنا يحيى بن آدم. ومسلم (7/18) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ،
قال : حدثنا يحيى بن آدم.وابن ماجة (3516) قال :حدثنا عبدة بن عبد الله ،قال
:حدثنا معاوية بن هشام.والترمذي (2056) (قال :حدثنا محمود بن غيلان ،قال :حدثنا
يحيى بن آدم ، وأبو النعيم ، والنسائى في الكبرى (تحفة الأشراف) (1709) عن إسحاق
بن آدم ،ومعاوية وأبو نعيم - عن سفيان.
2-وأخرجه مسلم (187) قال :حدثنا يحيى بن يحيى ، قال : أخبرنا أبو خيثمة ، (زهير بن
معاوية) .
3-وأخرجه مسلم (187) قال : حدثني زهير بن حرب ، قال :حدثنا حميد بن عبد الرحمن ،
قال : حدثناحسن (وهو ابن صالح) .
ثلاثتهم - سفيان ، وأبو خيثمة ، وحسن بن صالح - عن عاصم بن سليمان الأحول ، عن
يوسف ، فذكره.
عن الشعبي ، عن أنس ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «لا رقية إلا من
عين» .
أخرجه أبو داود (3889) قال :حدثنا سليمان بن داود ، وقال : حدثنا شريك (ح) وحدثنا
العباس بن العنبري ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال :أخبرنا شريك ، عن العباس بن
شريح ،عن الشعبي ، فذكره.
5699 - (خ م) عائشة - رضي
الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- «رخَّص لأهل بيت من الأنصار في
الرُّقْيَةِ من كلِّ ذي حُمَة» .
وفي رواية قال : «سألتُ عائشةَ عن الرقية من الحمة ؟ فقالت : رخَّص رسول الله -
صلى الله عليه وسلم- في الرقية من كلِّ ذي حُمَة» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 175 في الطب ، باب رقية الحية والعقرب ، ومسلم رقم (2193)
في السلام ، باب استحباب الرقية من العين ... .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (306) .ومسلم (7/17) قال :ثنا يحيى بن يحيى.
كلاهما - أحمد بن حنبل ، ويحيى بن يحيى - عن هشيم ، قال : أخبرنا مغيرة ، عن
إبراهيم.
2-وأخرجه أحمد (6/61 و254) قال :حدثنا أسباط.وفي (6/190) قال :حدثنا عبد الرحمن
،عن سفيان (ح) وأبو نعيم. قال :حدثنا سفيان ، وفي (6/.208) قال : حدثنا وكيع.قال
:حدثنا سفيان.والبخاري (7/171) قال :حدثنا موسى بن إسماعيل.قال :حدثنا عبد الواحد.
ومسلم (7/17) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.قال :حدثنا على بن مسهر. والنسائى
في الكبرى (تحفة الأشراف) (11/16011) عن محمد بن رافع ، عن يحيى بن آدم (ح) ومحمد
بن المثنى ، عن عبد الرحمن.
كلاهما - عن سفيان.
أربعتهم -أسباط بن محمد ، وسفيان الثوري ، وعبد الواحد بن زياد، وعلي بن مسهر - عن
سليمان الشيباني ، عن عبد الرحمن بن الأسود.
كلاهما - ابن يزيد ، وعبد الرحمان بن الأسود- عن الأسود بن يزيد فذكره.
5700 - (خ م) عائشة - رضي
الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-[557]- «كان يأمر أن نَستَرقِيَ من
العين» وفي رواية «أمرني» .
أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 170 و 171 في الطب ، باب رقية العين ، ومسلم رقم (2195) في
السلام ، باب استحباب الرقية من العين .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/63، 138) قال :وكيع.قال :حدثنا سفيان ، ومسعر. والبخاري
(7/171) قال حدثنا محمد بن كثير. قال : أخبرنا سفيان ومسلم (7/17) قال:حدثنا أبو
بكر بن أبي شيبة وأبو كريب : حدثنا محمد بن بشر ، عن مسعر. (ح) وحدثنا بن عبد الله
بن نمير.قال : حدثنا أبي. قال حدثنا مسعر. (ح) وحدثنا ابن نمير. قال : حدثنا أبي.
قال : حدثنا سفيان وابن ماجة (3512) قال : حدثنا علي بن أبي الخصيب. قال : حدثنا
وكيع،عن سفيان ومسعر. والنسائى في الكبرى (تحفة الأشراف) (11/16199) عن عمرو بن
منصور ، عن أبي نعيم ، عن سفيان.
كلاهما- سفيان ومسعر - عن معبد بن خالد ، عن عبد الله بن شداد فذكره.
5701 - (د ت) عمران بن
حصين - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا رُقْيَةَ إلا
من عَيْن أو حُمَة» أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2058) في الطب ، باب ما جاء في الرخصة في الرقية ، وأبو
داود رقم (3884) في الطب ، باب في تعليق التمائم ، وهو حديث صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (836) قال :حدثنا سفيان ، وأحمد (4/436) قال :حدثنا ابن نمير ،قال :
أخبرنا مالك ،يعني ابن مغول.وفي (4/438) قال :حدثنا يحيى بن آدم. قال :حدثنا مالك
،يعني ابن مغول.وفي (4/446) قال : حدثنا عثمان بن عمر ، قال : أخبرني مالك. (ح)
أبو نعيم، قال :حدثنا مالك، يعني ابن مغول.وأبو داود (3884) قال : حدثنا مسدد ، قال
:حدثنا عبد الله ابن داود ، عن مالك بن مغول ، والترمذي (2057) قال : حدثنا ابن
أبي عمر قال : حدثنا سفيان.
كلاهما - سفيان بن عيينة ، ومالك بن عيينة - عن حصين بن عبد الرحمن ،عن الشعبي ،
فذكره.
(*) أخرجه البخاري (7/163) قال حدثنا عمران بن ميسرة ، قال :حدثنا ابن فضيل ، قال
: حدثنا حصين، عن عامر، عن عمران بن حصين ، رضي الله عنهما ، قال :لا رقية إلا من
عين أو حمة. (موقوفا) .
5702 - (د) سهل بن حنيف -
رضي الله عنه - قال : «مَرَرْنا بسيل فدخلتُ فاغتسلت فيه ، فخرجتُ مَحْمُوماً ،
فَنُمِيَ ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : مُرُوا أبا ثابت
فَلْيَتَعَوَّذْ ، قالت الرَّبابُ - راوية الحديث - قلت : يا سيِّدي ، والرُّقَى
صالحة ؟ فقال : لا رُقية إلا في نفس ، أو حُمَة ، أو لَدْغَة» أخرجه أبو داود (1)
.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(النَّفْس) : العين التي تُصيب الإنسان ، يقال : أصابته عين فلان ونَفْسه بمعنى.
__________
(1) رقم (3888) في الطب ، باب ما جاء في الرقى ، وفي سنده الرباب جدة عثمان بن
حكيم ، وهي مجهولة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أحمد (3/486) قال :حدثنا يونس بن محمد ، وعفان.وأبو داود
(3888) قال :حدثنا مسدد. والنسائي في عمل اليوم والليلة (257) قال : أخبرني
إبراهيم بن يعقوب ، قال: حدثنا عفان.وفي (1034) قال : أخبرنا عمرو بن منصور ،قال
:حدثنا المعلي بن أسد.
أربعتهم - يونس ، وعفان ،ومسدد ،والمعلى - قالوا :حدثنا عبد الرحمن بن زايد ، قال
: حدثنا عثمان بن حكيم ،قال :حدثتني جدتي الرباب ، فذكرته.
قلت : جدة عثمان بن حكيم مجهولة.
5703 - (خ م) أم سلمة -
رضي الله عنها - : «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-[558]- قال لجارية في بيتها
رأى في وجْهِهَا سَفْعَة - يعني : صُفْرَة - فقال : بها نظرة ، اسْتَرْقُوا لها»
أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نظرة) يقال به نظرة : إذا أصابته العين من الجِنِّ ، وقد يطلق أيضاً على الإنس.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 171 و 172 في الطب ، باب رقية العين ، ومسلم رقم (2197) في
السلام ، باب استحباب الرقية من العين .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (7/171) قال : حدثني محمد بن خالد.قال :حدثنا محمد بن وهب
ابن عطية الدمشقي ، ومسلم (7/18) قال :حدثني أبوالربيع سليمان بن داود.
كلاهما - محمد بن هب ، وأبو الربيع - قالا :حدثنا محمد بن حرب. قال:حدثني محمد بن
الولد الزبيدي ، عن الزهري ، عن عروة بن الزبير ، عن زينب بنت أم سلمة ، فذكرته
5704 - (ط) عروة بن
الزبير - رضي الله عنه - : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- دخل بيت أمِّ
سَلَمَةَ وفي بيتها صَبيّ يبكي ، فذكروا أن به العينَ ، فقال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم- : «ألا تَستَرْقُون له من العين ؟» أخرجه «الموطأ» (1) .
__________
(1) 2 / 940 في العين ، باب الرقية من العين ، وهو مرسل ، فإن عروة بن الزبير لم
يدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال أبو عمر بن عبد البر : مرسل عند جميع
رواة الموطأ ، وهو حديث صحيح يستند معناه من طرق ثابتة في " الصحيحين "
من طريق الزهري عن عروة عن زينب بنت أم سلمة عن أمها ، أقول انظر الحديث الذي
قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل : أخرجه ملك (1813) قال : عن يحيى بن سعيد. عن سليمان بن يسار ابن عروة ، به.
نقل الزرقاني عن ابن عبد البر قوله : مرسل عند جميع رواة الموطأ وهو صحيح : الشرح
(4/411) ط /دار الكتب العلمية..
5705 - (د) الشفاء بنت
عبد الله - رضي الله عنها - قالت : دخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
وأنا عند حفصة ، فقال : «ألا تُعلِّمينَ هذه رُقْيَةَ النَّملةِ كما علَّمْتيها
(1) الكتابة ؟» أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) الياء لاشباع كسرة التاء .
(2) رقم (3887) في الطب ، باب ما جاء في الرقى ، وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/372) قال :حدثنا إبراهيم بن مهدي.قال :حدثنا ابن مسهر.وأبو داود
(3887) قال :حدثنا إبراهيم بن مهدي المصيصي.قال :حدثنا علي بن مسهر.والنسائي في
الكبرى (تحفة الأشراف) (11/15900) عن إبراهيم بن يعقوب ، عن علي بن عبد الله
المديني ،عن محمد بن بشر.
كلاهما- علي بن مسهر ، ومحمد بن بشر - عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن
صالح بن كيسان ، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي خيثمة ، فذكره.
5706 - (ط) عائشة - رضي
الله عنها - قالت : دخل عليَّ أبو بكر ويهودية تَرْقيني ، فقال : «ارقيها بكتاب
الله» .
أخرجه «الموطأ» عن عَمْرَة : «أن أبا بكر دخل على عائشة [وهي تشتكي ويهودية
تَرقيها...»] (1) .
__________
(1) 2 / 943 في العين ، باب التعوذ والرقية في المرض ، ورجال إسناده ثقات .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (1820) قال : عن يحيى بن سعيد بن عمرة ، فذكرته.
الفصل الثاني : في رُقَى
مسنونة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه
5707 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : «أن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- كان يُعلِّمهم رُقَى الحُمَّى ، ومن الأوجاع كلِّها : بسم اللهِ الكبيرِ ،
أعوذ باللهِ العظيمِ ، من كلِّ عِرْق نعَّار ، ومن شَرِّ حَرِّ النار» أخرجه
الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عرق نَعَّار) نَعَرَ العِرْق بالدم : إذا ارتفع وعلا.
__________
(1) رقم (2076) في الطب ، باب رقم (26) ، وفي إسناده إبراهيم بن إسماعيل بن أبي
حبيبة الأنصاري الأشهلي أبو إسماعيل المدني ، وهو ضعيف ، ولذلك قال الترمذي : هذا
حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة ، وإبراهيم يضعف
في الحديث .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف : أخرجه أحمد (1/300) (2729) قال : حدثنا أبو القاسم.وعبد بن حميد (594) قال:
حدثني خالد بن مخلد البجلي. وابن ماجة (3526) قال :حدثنا محمد بن بشار ، قال :
حدثنا أبو عامر (ح) وحدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي قال :حدثنا ابن أبي
فديك. والترمذي (2075) قال :حدثنا محمد بن بشار ، قال :حدثنا أبو عامر العقدي.
أربعتهم -أبو القاسم ، وخالد ، وأبو عامر ، وابن أبي فديك - عن إبراهيم بن إسماعيل
بن أبي حبيبة الأشهلي ، عن داود بن حصين ، عن عكرمة ، فذكره.
قال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث إبراهيم بن إسماعيل ابن أبي
حبيبة ، وإبراهيم يضعف في الحديث.
5708 - (خ م د) عائشة -
رضي الله عنها - قالت : «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا اشْتكى الإنسانُ
[الشيءَ منه] ، أو كانت به قَرْحة أو جُرْح ، قال -[560]- بإصبعه هكذا - ووضع
سفيان سبَّابَتَه بالأرض ثم رفعها - وقال : بسم الله ، تُرْبةُ أرضِنا ، برِيقَة
بعضِنا، يُشْفى [به] سقيمُنا ، بإذن ربِّنا» . أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية أبي داود قالت : «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يقول للإنسان - إذا
اشْتكى - يقول بريقه ، ثم قال به في التراب : تربة أرضنا... وذكر الحديث» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 176 و 177 في الطب ، باب رقية النبي صلى الله عليه وسلم ،
ومسلم رقم (2194) في السلام ، باب استحباب الرقية من العين ، وأبو داود رقم (3895)
في الطب ، باب كيف الرقى .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
أخرجه الحميدي (252) .وأحمد (6/93) قال :حدثنا علي بن عبد الله ، والبخاري (7/172)
قال : حدثنا علي بن عبد الله. (ح) وحدثني صدقة بن الفضل. ومسلم (7/17) قال :حدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب ، وابن أبي عمر. وأبو داود (3895) قال : حدثنا
زهير بن حرب ، وعثمان ابن أبي شيبة وابن ماجة (3521) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة.والنسائي في عمل اليوم والليلة قال : أخبرنا عبيد الله بن سعيد أبو قدامة
السرخسي.
ثمانيته -الحميدي ، علي بن عبد الله ، وأبو بكر بن أبي شيبة ،وزهير ، وابن أبي عمر
، وعثمان بن أبي شيبة، وأبو قدامة السرخسي - عن سفيان بن عيينة ، عن عبد ربه بن
سعيد ،عن عمرة بنت عبد الرحمن ، فذكره.
5709 - (ت) علي بن أبي
طالب - رضي الله عنه - : «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا أتى مريضاً
، أو أُتِيَ به إليه قال : أذهب البَاسَ (1) ربَّ الناس ، اشفِ أنت الشافي ، لا
شِفَاءَ إلا شِفَاؤك ، شِفَاء لا يُغَادِرُ سَقَماً» . أخرجه الترمذي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الباس) الشِّدَّة والألم.
(يُغَادِر) المغادرة : التَّرْك ، والعامة تستعمله بمعنى المخالطة.
__________
(1) الباس ، بغير همزة للازدواج ، فإن أصله الهمزة .
(2) رقم (3560) في الدعوات ، باب في دعاء المريض ، وفي سنده الحارث الأعور ، وهو
ضعيف ، ولكن يشهد له حديث عائشة وأنس اللذين بعدهما في الصحيحين ، فهو بهما حسن ،
ولذلك قال الترمذي : هذا حديث حسن ، يعني بشواهده .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أحمد (1/76) (565) قال : حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم وعبد
بن حميد (66) قال : حدثنا عبد الرزاق.والترمذي (3565) قال حدثنا سفيان بن
وكيع.،قال : حدثنا يحيى بن آدم.
ثلاثتهم - أبو سعيد ، وعبد الرزاق ،ويحيى - عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث
، فذكره.
5710 - (خ م) عائشة - رضي
الله عنها - : «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُعَوِّذُ بعض أهلِه ،
يَمْسحُ بيده اليمنى ، ويقول : اللهم ربَّ الناس ، أذهب الباسَ ، اشفِ أنتَ الشافي
، لا شفاءَ إلا شفاؤكَ ، شفاء لا يُغَادِرُ سَقَماً» .
زاد في رواية : «فلمَّا مَرِضَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وثَقُلَ أخذتُ
بيده ، لأصْنَع به نحوَ ما كان يصنعُ ، فانتزع يدَه من يدي ، ثم قال : اللهم اغفر
لي ، واجعلني مع الرفيق الأعلى ، قالت : فذهبتُ أنْظُرُ ، فإذا هو قد قضى» .
وفي رواية «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يَرْقي ، يقول : امْسح الباسَ
ربَّ الناس ، بيدك الشِّفَاءُ ، لا كاشف له إلا أنتَ» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الرفيق الأعلى) أراد : الملائكة ومجاورتهم ومرافقتهم.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 176 في الطب ، باب ما جاء في رقية النبي صلى الله عليه وسلم
، ومسلم رقم (2191) في السلام ، باب استحباب رقية المريض .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : وفي رواية حماد بن سلمة: «كنت أرقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من
العين فأضع يدي على صدره وأقول : أمسح الباس...» .
وفي رواية أبي معاوية : «....لاشفاء إلا شفاءك، اشف شفاء لايغادر سقما» .
أخرجه أحمد (6/50) قال :حدثنا يحيى. وفي (6/131) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا
حماد. وفي (6/208) قال : حدثنا وكيع.وفي (6/280) قال :حدثنا حسن بن موسى.قال
:حدثنا حماد بن سلمة وعبد بن حميد (1497) قال :حدثني محاضر.والبخاري (7/172) قال :
حدثنا أحمد بن أبي رجاء. قال : حدثنا النضر. ومسلم (7/16) قال :حدثنا أبو بكر أبي
شيبة وأبو كريب. قالا : حدثنا ابن نمير. (ح) وحدثنا أبو كريب. قال : حدثنا أبو
أسامة. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم قال :أخبرنا عيسى ابن يونس. والنسائي في عمل
اليوم والليلة (1019) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ،قال: حدثنا أبو معاوية.في
(0202) قال : أخبرنا على بن خشرم.قال : أخبرنا عيسى وفي الكبرى (تحفة الأشراف)
(12/17333) عن عبيد الله بن سعيد ، عن يحيى.
تسعتهم - يحيى القطان ، وحماد بن سلمة ، ووكيع ، ومحاضر بن المورع ، والنضر بن
شميل ، وعبد الله بن نمير ، وأبو أسامة ، وعيسى بن يونس ، وأبو معاوية الضرير - عن
هشام بن عروة ، عن أبيه ، فذكره.
وعن مسروق ،عن عائشة. قالت : «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أتى المريض
يدعو له. قال :أذهب الباس رب الناس. واشف أنت الشافي.لا شفاء إلا شفاءك. شفاء لا
يغادر سقما» .
(*) زاد في رواية أبو معاوية وشعبة وجرير ، عن الأعمش ،عن مسلم بن صبيح أبي الضحى
: «... فلما مرض مرضه الذي مات فيه.قالت عائشة : أخذت بيده فذهبت لأقول ، فأنزع
يده ، وقال : اللهم أغفرلي ، واجعلني في الرفيق الأعلى.» .
(*) وفي رواية : «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يعود بعض أهله يمسحه
بيمينه ، فيقول :أذهب الباس...» الحديث.
أخرجه أحمد (6/44) قال : حدثنا يحيى.قال :حدثنا سفيان.قال :حدثنا سليمان ، عن
مسلم. قال : سفيان فذكرته لمنصور ، فحدثني عن إبراهيم وفي (6/45) قال :حدثنا أبو
معاوية. قال : حدثنا الأعمش، عن مسلم.وفي (6/45، 126) قال : حدثنا محمد بن جعفر.
قال :حدثنا شعبة. عن سليمان ، عن أبي الضحي ، وفي (6/109) قال : حدثنا سريج ، قال
:حدثنا أبو عوانة ، عن منصور ، عن إبراهيم. وفي (6/114) قال : حدثنا محمد بن
سابق.قال : حدثنا إبراهيم بن طهمان ، عن منصور ، عن إبراهيم ابن يزيد بن أبي الضحي
وفي (6/127) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا سفيان ، عن الأعمش ، عن
مسلم.وفي (6/131) قال : حدثنا عفان.قال : حدثنا أبو عوانة ، عن منصور ، عن إبراهيم
، وفي (6/278) قال :حدثني حسين.قال : حدثنا سفيان ، عن منصور ، عن
إبراهيم.والبخاري (7/157) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل قال : حدثنا أبو عوانة ، عن
منصور ، عن إبراهيم وفي (7/171) قال : حدثنا عروة بن علي.قال :حدثنا يحيى.قال
:حدثنا سفيان.قال :حدثني سليمان بن مسلم.قال : سفيان : حدثت به منصورا ، فحدثني عن
إبراهيم وفي (7/173) قال : حدثني عبد الله بن أبي شيبة ، قال: حدثنا يحيى ، عن
سفيان ، عن الأعمش ، عن مسلم.قال سفيان : فذكرته لمنصور ، فحدثني عن إبراهيم. قال
إسحاق : أخبرنا ،قال زهير: حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن أبي الضحى. (ح) وحدثنا
يحيى بن يحيى.قال : أخبرنا هشيم. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا
: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا بشر بن خالد بن قال : حدثنا محمد بن جعفر. (ح)
وحدثنا ابن بشار.قال :حدثنا ابن أبي عدي.
كلاهما - عن شعبة (ح) وحدثني أبو بكر بن أبي شيبة وأبو بكر بن خلاد ، قالا : حدثنا
يحيى ،وهو القطان ، عن سفيان كل هؤلاء عن الأعمش بإسناد جرير..
قال : حدثنا في عقب حديث يحيى ، عن سفيان عن الأعمش ، قال :حدثنا أبو عوانة ، عن
منصور ، عن إبراهيم (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب.قالا : حدثنا
جرير ، عن منصور.عن أبي الضحى. (ح) وحدثني القاسم بن زكريا.قال :حدثنا عبيد الله
بن موسى ، عن إسرائيل ، عن منصور ، عن إبراهيم ومسلم بن صبيح ، وابن ماجة (1619)
قال : حدثنا أبو بكر أبي شيبة.قال : حدثنا أبو معاوية،عن الأعمش ، عن مسلم.وفي
(3520) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شبة.قال :حدثنا جرير ، عن منصور ، عن أبي الضحي
والنسائى في عمل اليوم والليلة (1010) قال :أخبرنا عمرو بن علي ،قال : حدثنا يحيى.
قال : حدثنا سفيان.قال حدثنا سليمان ، عن مسلم ، قال : سفيان : حدثته منصورا ،
فحدثني عن إبراهيم.وفي (1011) قال : أخبرني محمد بن قدامة.قال حدثنا جرير ، عن
منصور ، عن أبي الضحى.وفي (1012) قال : أخبرني إبراهيم بن يعقوب.وفي (1013) قال :
أخبرنا عقبة بن قبيصة ابن عقبة.قال : حدثني أبي. قال : حدثنا ورقاء ، عن منصور ،
عن إبراهيم.وفي (1014) قال :أخبرنا عبدة بن عبد الله بن الصفار.قال : حدثنا يحيى
بن آدم. قال : حدثنا إسرائيل (ح) وأخبرنا أحمد بن سليمان والقاسم بن زكريا بن
دينار. قالا : حدثنا عبيد الله بن موسى. عن إسرائيل. عن منصور ، عن إبراهيم مسلم
بن صبيح. وفي (1016) قال : أخبرنا عمران بن موسى.قال :حدثنا عبد الواحد بن زياد ،
عن الأعمش ، عن أبي الضحي ، وفي (1096) قال : أخبرنا بشر بن خالد ، قال : حدثنا
غندر ، عن شعبة ، عن سليمان ، عن أبي الضحى.
كلاهما - مسلم بن صبيح أبو الضحى ، وإبراهيم بن يزيد - عن مسروق فذكره.
(*) رواية النسائي في عمل اليوم والليلة (1096) مختصرا على : «أن النبي -صلى الله
عليه وسلم- لا مرض مرضه الذي مات فيه قال : اللهم اغفر لي واجعلني في الرفيق» .
5711 - (خ د ت) عبد العزيز
بن صهيب : قال : «دخلتُ أنا وثابت على أنسِ بنِ مالك ، فقال ثابت : يا أبا حمزة ،
اشتكيتُ. فقال أنس : ألا أرْقِيك برقية رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ قال :
بلى ، قال : اللهم ربَّ الناس ، مُذْهِبَ الباس ، اشفِ ، أنتَ الشافي ، لا شَافيَ
إلا أنت ، شفاء لا يغادِر سَقَماً» أخرجه البخاري والترمذي وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 175 في الطب ، باب رقية النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبو
داود رقم (3890) في الطب ، باب كيف الرقى ، والترمذي رقم (973) في الجنائز ، باب
في التعوذ للمريض .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/151) قال :حدثنا عبد الصمد. والبخاري (7/171) وأبو داود
(3890) قالا : حدثنا مسدد.والترمذي (973) والنسائى في عمل اليوم والليلة (1022)
كلاهما عن قتيبة.
ثلاثتهم - عبد الصمد ،ومسدد ،وقتيبة - عن عبد الوارث بن سعيد عن عبد العزيز بن
صهيب ، فذكره.
5712 - (خ م ط د ت) عائشة
- رضي الله عنها - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا اشتكى يقرأ على
نفسه بالمعوِّذات وينفثُ ، فلما اشْتَدَّ وجعه كنت أقرأ عليه ، وأمسح عليه بيمينه
رجاءَ بركتها» .
أخرجه «الموطأ» ، وقد أخرج البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي نحواً منها (1) ، وقد
ذُكر الحديث في «كتاب الدعاء» من «حرف الدال» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَنْفُث) النَّفْث : أقل ما يَبْزُق الإنسان.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 178 في الطب ، باب النفث في الرقية ، وفي فضائل القرآن ،
باب فضل المعوذات ، وفي الدعوات ، باب التعوذ والقراءة عند المنام ، ومسلم رقم
(2192) في السلام ، باب رقية المريض بالمعوذات ، والموطأ 2 / 942 و 943 في العين ،
باب التعوذ والرقية في المرض ، وأبو داود رقم (3902) في الطب ، باب كيف الرقى ،
والترمذي رقم (3399) في الدعوات ، باب ما جاء فيمن يقرأ القرآن .
(2) تقدم الحديث رقم (2246) في الدعاء .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1-أخرجه مالك (الموطأ) (585) . وأحمد (6/104) قال :حدثنا أبو سلمة الخزاعي.قال :
أخبرنا مالك.وفي (6/114) قال :حدثنا إبراهيم بن أبي العباس..قال :حدثنا أبو أويس.
قال : (6/124) قال: حدثنا عفان.قال :حدثنا يزيد بن زريع ،قال :حدثنا معمر ، وفي
(6/166) قال :حدثنا عبد الرزاق.قال: حدثنا معمر. وفي (6/181) قال :حدثنا عبد
الرحمن ،عن مالك.وفي (6/256) قال: حدثنا حماد بن خالد ، قال :أخبرنا مالك.وعبد بن
حميد (1474) قال : أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر.والبخاري (6/13) قال
:حدثني حبان.قال أخبرنا عبد الله.قال أخبرنا يونس.وفي (6/233) قال: حدثنا عبد الله
بن يوسف.قال : أخبرنا مالك.وفي (7/170) قال :حدثني إبراهيم بن موسى.قال: أخبرنا
هشام ، عن معمر ، وفي (7/173) قال : حدثني عبد الله بن محمد الجعفي ، قال: حدثنا
هشام.قال : أخبرنا معمر. ومسلم. (ح) وحدثني أبو الطاهر وحرملة. قالا : أخبرنا ابن
وهب. قال : أخبرني يونس. (ح) وحدثنا عبد بن حميد.قال : أخبرنا عبد الرزاق.قال :
أخبرنا معمر (ح) وحدثني أبو الطاهر وحرملة. قالا : أخبرنا ابن وهب.قال : أخبرني
يونس. (ح) وحدثني محمد بن عبد الله بن نمير.قال :حدثنا أبو عاصم.
كلاهما عن ابن جريج.قال : أخبرني زياد ، وأبو داود (3902) قال : حدثنا القعنبي ،عن
مالك.وابن ماجة (3529) قال : حدثنا سهل بن أبي سهل. قال : حدثنا معن بن عيسى. (ح)
وحدثنا محمد بن يحيى. قال : حدثنا بشر بن عمر.قالا :حدثنا مالك.والنسائي في عمل
اليوم والليلة (1009) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك.وفي الكبرى (الورقة
/99-أ) قال : أخبرنا زياد بن يحيى.قال :حدثنا عبد الوهاب.قال :حدثنا عبيد الله بن
عمر. وفي (الورقة /99- أ) قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد ، عن مالك (ح) والحارث بن
مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع ، عن ابن القاسم. قال: أخبرنا مالك. (ح) وأخبرنا على
بن خشرم.قال : أخبرنا عيسى ،يعني ابن يونس. عن مالك.
ستتهم - مالك ،وأبو أويس عبد الله بن عبد الله ، ومعمر ،ويونس ، وزياد بن سعد ،
وعبيد الله بن عمر - عن ابن شهاب الزهري.
2- وأخرجه مسلم (7/16) قال : حدثني سريج ين يونس ويحيى بن أيوب. قالا : حدثنا عباد
بن عباد ، عن هشام بن عروة.
كلاهما - الزهري ، وهشام - عن عروة بن الزبير ، فذكره.
(*) لفظ رواية هشام بن عروة : «كان رسول الله ه-صلى الله عليه وسلم- إذا مرض أحد
من أهله نفث عليه بالمعوذات. فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت أنفث عليه وأمسحه
بيد نفسه لأنها كانت أعظم بركه من يدي.» .
5713 - (د) ثابت بن قيس
بن شماس «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- دخل عليه وهو مريض ، فقال : اكشف
الباسَ ربَّ الناس ، عن ثابت بن قيس بن شماس ، قال : ثم أخذ تُرَاباً من بُطْحَان
، فجعله في قَدَح ، ثم نَفَثَ عليه ، [بماء] ، ثم صَبَّه عليه» أخرجه أبو داود (1)
.
__________
(1) رقم (3885) في الطب ، باب ما جاء في الرقى ، من حديث يوسف بن محمد بن ثابت بن
قيس بن شماس عن أبيه عن جده ، ويوسف بن محمد لم يوثقه غير ابن حبان ، ومحمد بن
ثابت ، قال الحافظ في " التهذيب " : الظاهر أن رواية محمد بن ثابت عن
أبيه ثابت مرسلة ، لأنه قتل يوم اليمامة وهو صغير ، إلا أن يكون حفظ عن أبيه وهو
طفل .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
تقدم تخريجه في الأدعية.
5714 - (ت) أبو سعيد
الخدري - رضي الله عنه - : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يتعوَّذُ ويقول :
«أعوذ بالله من الجانِّ ، ومن عين الإنسان ، فلما نزلت المعوِّذتان ، أخذَ بهما ،
وترك ما سواهما» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2059) في الطب ، باب ما جاء في الرقى بالمعوذتين ، ورواه أيضاً ابن ماجة
رقم (3511) في الطب ، باب من استرقى من العين ، وقال الترمذي : حديث حسن ، وهو كما
قال . وفي الباب عن أنس .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن : أخرجه ابن ماجة (3511) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال :حدثنا سعيد بن
سليمان ، عن عباد ، والترمذي (2058) قال : حدثنا هشام بن يونس الكوفي ، قال :
حدثنا القاسم بن مالك المزني ، والنسائي (8/271) قال :أخبرنا هلال بن العلاء ، قال
: حدثنا سعيد بن سليمان، قال :حدثنا عباد.
كلاهما - عباد بن العوام ، والقاسم - عن الجريري ، عن أبي نضرة ، فذكره.
5715 - (م ت) أبو سعيد
الخدري - رضي الله عنه - «أن جبريل - عليه السلام- أتى النبيّ - صلى الله عليه
وسلم- ، فقال : يا محمد ، اشْتكيتَ ؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : نعم ،
فقال جبريل : باسم الله أرْقِيك ، من كلِّ داء يُؤذيك ، ومن شرِّ كلِّ نفس وعين ،
باسم الله أرقيك ، والله يشفيك» .
وفي رواية مثله ، وفيه : «من شرِّ كلِّ نفس ، أو عَينِ حاسد ، اللهُ يشفيك ، باسم
الله أرقيك» .
أخرجه مسلم والترمذي ، إلا أن الترمذي قال : «عينٍ حاسِدَة» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2186) في السلام ، باب الطب والمرض والرقى ، والترمذي رقم
(972) في الجنائز ، باب في التعوذ للمريض .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/28) قال : حدثنا عبد الصمد.وفي (3/56) قال : حدثنا عفان ، ومسلم
(7/13) .وابن ماجة ((3523) .والترمذي (972) .
ثلاثتهم قالوا: حدثنا بشر بن هلال الصواف.والنسائي في عمل اليوم والليلة (1005)
قال :أخبرنا بشر بن هلال. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (4363) عن عمران بن موسى.
أربعتهم - عبد الصمد ، وعفان ،وبشر ،وعفان - عن عبد الوارث بن سعيد ،قال :
حدثناعبد العزيز بن صهيب.
2- وأخرجه أحمد (3/58) قال :حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي.وفي (3/75) قال
:حدثنا عفان، قال : حدثنا وهيب. وعبد بن حميد (881) قال :حدثني أحمد بن يونس. قال
: حدثنا أبو شهاب.
ثلاثتهم - الطفاوي ، ووهيب، وأبو شهاب عن داود بن أبي هند.
كلاهما - عبد العزيز ، وداود - عن أبي نضرة فذكره.
(*) رواية وهيب ، قال :حدثنا داود بن أبي نضر ، عن أبي سعيد ، أو عن جابر بن عبد
الله.
5716 - (م) عائشة - رضي
الله عنها - قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا اشْتكى رَقَاهُ جبريل
، يقول : «باسم الله يُبْريك ، ومن كل داء يشفيك ، ومن شرِّ حاسد إذا حسد، ومن
شرِّ كلِّ ذي عين» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه مسلم ، وهو الصواب
، فقد رواه مسلم رقم (1186) في السلام ، باب الطب والمرض والرقى .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (7/13) قال :حدثنا ابن أبي عمر المكي.قال :حدثنا عبد العزيز
الدراوردي، عن يزيد ، هو ابن عبد الله بن أسامة بن الهاد ،عن محمد بن إبراهيم ،عن
أبي سلمة بن عبد الرحمن ، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (6/160) قال : حدثنا أبوعامر عبد الملك بن عمرو ، قال : حدثنا
زهير بن محمد ، عن يزيد عبد الله بن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم ، عن عائشة ،
نحوه.ليس فيه (أبو سلمة بن عبد الرحمن) .
5717 - (د) أبو الدرداء -
رضي الله عنه - «أتاه رجل يذكرُ أنَّ أباه أصابَهُ الأسْرُ ، وهو احْتِباسُ البول
، فعلَّمهُ رُقْيَة سَمِعها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، يقول : «مَنِ
اشْتكى شيئاً فليقل : ربُّنا الله الذي في السماء ، تَقدَّسَ اسمُك ، أمْرُك في
السماء والأرض ، كما رحمتُك في السماء ، فاجعل رحمتك في الأرض واغفِرْ لنا حُوبَنا
وخَطَايَانا ، أنت ربُّ الطَّيِّبين ، فأنزل شِفاء من شِفائِك ، ورحمة من رحْمَتِك
على هذا الوَجَعِ ، فَيَبْرَأ ، وأمره أن يرقيه به ، فرقاه ، فبرأ» .
أخرجه أبو داود ، وأول حديثه : عن أبي الدرداء : أنه سمع رسول الله - صلى الله
عليه وسلم- يقول : «من اشْتكى منكم شَيئاً ، أو اشتكى أخ له ، فليقل...» وذكر
الحديث ، ولم يذكر مجيءَ الرجل إليه ، وما قال له (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تقدَّس) التقديس : التطهير ، تقدَّس اسمك ، أي تطهَّر.
(حُوْبَنا) الحُوب بضم الحاء : الإثم ، وبالفتح : مثله ، وقيل : إن الضم لغة
الحجاز ، والفتح لغة تميم.
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3892) في الطب ، باب كيف الرقى ، وفي سنده زيادة بن محمد
الأنصاري ، وهو منكر الحديث .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعف جدا.أخرجه أبو داود (3892) قال :حدثنا يزيد بن خالد بن موهب الرملي.
والنسائى في عمل اليوم والليلة (1038) قال :أخبرنا أحمد بن سعد بن الحكم بن أبي
مريم ، عن عمه.
كلاهما - يزيد ، وسعيد بن أبي مريم عم أحمد- عن الليث بن سعد ، عن زيادة بن محمد ،
عن محمد ابن كعب القرظي ،عن فضالة بن عبيد ، فذكره.
(*) وأخرجه النسائى في عمل اليوم والليلة (1037) قال : أخبرنا يونس بن عبد الأعلى،
قال :حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرني الليث ، ذكر أخره قبله ، عن زيادة بن محمد ، عن
محمد بن كعب القرظي ، عن أبي الدرداء ،نحوه.ليس فيه (فضالة بن عبيد) .
قلت : مداره على زيادة بن محمد ، وهو منكر الحديث.
5718 - (م ط ت د) عثمان
بن أبي العاص [الثقفي الطائفي]- رضي الله عنه- أنه شكا إلى رسول الله - صلى الله
عليه وسلم- وجعاً في جسده مُنْذُ أسْلَمَ ، فقال [له] : «ضَعْ -[565]- يدَك على
الذي يَألم من جسدك ، وقل : باسم الله ، ثلاث مرات ، وقُلْ سَبْعَ مَرات : أعُوذُ
بالله وقُدْرَتِهِ من شَرِّ ما أجِد وأُحاذرُ» أخرجه مسلم.
وعند «الموطأ» : «بعزَّة الله وقدرته من شرِّ ما أجد» قال : فقلت ذلك ، فأذهب الله
ما كان بي ، فلم أزَلْ آمُرُ بها أهلي وغيرَهم» .
وفي رواية الترمذي وأبي داود مثل «الموطأ» وأول حديثهما : «أتاني رسول الله - صلى
الله عليه وسلم- وبي وجع قد كاد يُهلكني ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- :
«امْسَحْ بيمينك سَبْعَ مَرَّات ، وقل : أعُوذُ بعزَّةِ الله وقدرته ... الحديث»
(1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2202) في السلام ، باب استحباب وضع يده على موضع الألم ،
والموطأ 2 / 942 في العين ، باب التعوذ والرقية في المرض ، وأبو داود رقم (3891)
في الطب ، باب كيف الرقى ، والترمذي رقم (2081) في الطب ، باب رقم (29) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه مالك (الموطأ) (585) .وأحمد (4/21) قال : حدثنا روح ،قال :حدثنا مالك بن
أنس.وفي (4/21) قال :حدثنا إسحاق بن عيسى ، قال : حدثنا مالك ، وعبد بن حميد (382)
قال : حدثني ابن أبي شيبة ، قال : حدثني يحيى بن أبي بكير ،قال :حدثنا زهير بن
محمد.وأبو داود (3891) قال : حدثناعبد الله القعنبي ، عن مالك.وابن ماجة (3522)
قال : حدثنا أبو بكر ، قال : حدثنا يحيى بن أبي بكير ، قال :حدثنا زهير بن
محمد.والترمذي (2080) قال : حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري ، قال: حدثنا معن ، قال
: حدثنا مالك ،والنسائى في عمل اليوم والليلة (999) قال : أخبرنا هارون بن عبد
الله ، قال : حدثني معن، قال : حدثنا مالك.
كلاهما - مالك ، وزهير - عن يزيد بن خصيفة ، أن عمرو بن عبد الله بن كعب السلمي
أخبره.
2- وأخرجه مسلم (7/20) قال : حدثني أبو الطاهر ، وحرملة بن يحيى. والنسائي في عمل
اليوم والليلة (1001) قال : أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح.
كلاهما - أحمد بن عمرو بن السرح أبو الطاهر ، وحرملة - قالا : أخبرنا بن وهب ، قال
: أخبرني يونس، عن ابن شهاب.
كلاهما - عمرو بن عبد الله ، وابن شهاب - عن نافع بن جبير ، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (4/217) قال :حدثنا سليمان الهاشمي،قال :حدثنا إسماعيل يعني ابن
جعفر المدني ، قال: أخبرني يزيد يعني ابن خصيفة ، عن عمرو بن عبد الله بن كعب
السلمي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (1000) قال : أخبرنا علي بن حجر ، قال :
حدثنا إسماعيل. (ح) وأخبرنا أبوصالح محمد بن زنبور المكي قال :حدثنا إسماعيل بن
جعفر ، قال : حدثنا يزيد بن خصيفة ، عن عمرو بن عبد الله كعب.وفي (1002) قال :
أخبرنا ياسين بن عبد الأحمد بن الليث بن عاصم ، قال : أخبرنا جدي عن عثمان بن
الحكم ، قال :أخبرني يونس ، عن ابن شهاب.
كلاهما- عمرو بن عبد الله ، وابن شهاب - عن نافع بن جبير ، أن عثمان بن أبي العاص
قدم على النبي -صلى الله عليه وسلم-....فذكره.مرسل.
5719 - (ت) محمد بن سالم
[الربعي البصري (1)] قال : قال لي ثابت البُناني : يا محمد ، إذا اشتكيتَ فضَعْ
يدَك حيث تَشْتكي ، ثم قل : باسم الله ، أعُوذُ بِعزَّةِ الله وقُدرتِه من شرِّ ما
أجد من وجعي هذا ، ثم ارْفَعْ يدَك ثم أعِدْ ذلك وِتراً ، فإنَّ أنس بن مالك حدَّثني
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حدَّثه بذلك. أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) في المطبوع النضري ، وهو تصحيف .
(2) رقم (3582) في الدعوات ، باب في الرقية إذا اشتكى ، وحسنه الترمذي ، وهو كما
قال .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3588) قال : حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد ،قال :حدثني أبي ،قال :
حدثنا محمد بن سالم ،قال : حدثنا ثابت ، فذكره.
5720 - (خ م د ت) أبو
سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : «كنا في مسير لنا ، فنزلنا منزلاً ، فجاءت
جارية ، فقالت : إن سَيِّدَ الحيِّ سَليم ، وإن نفَرنا غَيَب ، فهل منكم رَاق ،
فقام معها رجل ما كنا نأبِنُهُ برُقْيَة ، فَرَقَاه فَبَرَأ ، فأمر له بثلاثين شاة
، وسَقَانا لبناً ، فلما رجع قلنا له : أكنتَ تُحْسِنُ رُقْية ؟ أوْ : كنتَ ترقي ؟
قال : لا ، ما رقيتُ إلا بأمِّ الكتاب ، قلنا : لا تُحْدِثوا شيئاً حتى نأتيَ - أو
نسألَ - رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبيِّ -
صلى الله عليه وسلم- فقال : وما كان يُدْريه أنها رقية ، اقْسِمُوا ، واضْرِبُوا
لي بسهم» .
وفي رواية قال : «انطلق نفرْ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في سَفْرة
سافرُوها ، حتى نزلوا على حيّ من أحياء العربِ ، فاسْتَضَافُوهُم ، فأبَوْا أن
يُضَيِّفُوهم ، فلُدِغَ سيِّدُ ذلك الحيِّ ، فَسَعَوْا له بكل شيء لا ينْفَعُه شيء
، فقال بعضهم : لو أتيتُم هؤلاءِ الرَّهطِ الذين نزلوا بكم ، لعلَّهم عندهم بعضُ
شيء ؟ فأتَوْهم ، فقالوا : يا أيها الرَّهط ، إن سَيِّدَنا لُدِغَ ، وسَعَيْنا له
بكل شيء ، لا ينفعه شيء ، فهل عند أحد منكم من شيء ؟ فقال بعضهم : إني والله
لأرْقي ، ولكن والله لقد اسْتَضَفْناكم فلم تُضَيِّفُونا ، فما أنا براق لكم حتى
تَجْعَلُوا لنا جُعلاً ، فصَالَحُوهم على قَطيع من الغَنَم ، فانطلق يَتْفُلُ عليه
ويقرأ : {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فكأنما أُنْشِطَ من عِقال ،
فانطلق يمشي ، وما به -[567]- قَلَبَة ، قال : فأوفَوهم جُعْلَهُم الذي صَالحوهم
عليه ، وقال بعضهم : اقْتَسِمُوا ، فقال الذي رَقَى : لا تفعلوا حتى نأتيَ النبيَّ
- صلى الله عليه وسلم- فنذكرَ له الذي كان ، فننظر الذي يأمرنا به. فقدموا على
النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فذكروا له ، فقال : وما يُدريكَ أنَّها رُقْيَة ؟
ثم قال : قد أصَبْتم ، اقْسِمُوا ، واضْرِبوا لي معكم سهماً ، وضحك النبيُّ - صلى
الله عليه وسلم-» .
أخرجه البخاري ومسلم ، وأخرج أبو داود الثانية.
وفي رواية الترمذي قال : «بعثَنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في سَريَّة...»
وذكر نحوه ، وفيه : «أن أبا سعيد هو الذي رقاه» وفيه : «أنه قرأ (الحمد) سَبعَ
مَرَّات ، وأن الغنم كانت ثَلاثين شَاة» .
وأخرجه أيضاً في رواية أخرى بنحو ما سبق (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سَلِيم) السَّليم : اللَّدِيغ ، سُمِي به تفاؤلاً له بالسلامة.
(النَّفَر) هاهنا : الرجال خاصة ، أرادت : أن رجالنا غَيَب ، والغَيَب الغائبون عن
الحي ، جمع غائب. -[568]-
(نَأْبِنُه) أَبَنَه بكذا يَأْبِنُه [ويَأْبنُه] : إذا اتَّهمَه به.
(جُعْلاً) الجُعْل : الأجرة التي تُجْعل لك على أمر تفعله.
(يَتْفُل) التَّفْل : أكثر من النفث ، فإن النفث لا يكون معه بزاق يُرَى ، والتفل
لابد له من ذلك.
(أُنْشِط من عِقَال) العِقَال : الحبل الذي تشد به ركبة البعير لئلا يَسْرَح ،
وأَنْشَطت البعير : إذا حَلَلْتُ عِقَاله ، ونشَطته : إذا شددته ، وقد جاء في بعض
الروايات : «كأنما نُشِط من عِقال» والمعروف : أُنْشِط.
(قَلَبَة) ما به قَلَبة ، أي : ما به عِلَّة ، قيل : هو مأخوذ من القُلاب وهو داء
يأخذ البعير ، فيشتكي منه قَلْبه ، فيموت من يومه.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 178 في الطب ، باب النفث في الرقية ، وباب الرقى بفاتحة
الكتاب ، وفي الإجارة ، باب ما يعطى في الرقية على أحياء العرب بفاتحة الكتاب ،
وفي فضائل القرآن ، باب فاتحة الكتاب ، ومسلم رقم (2201) في السلام ، باب جواز أخذ
الأجرة على الرقية بالقرآن والأذكار ، وأبو داود رقم (3900) في الطب ، باب كيف
الرقى ، والترمذي رقم (2064) و (2065) في الطب ، باب ما جاء في أخذ الأجر على
التعويذ .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : عن سليمان بن قتيبة ، عن أبي سعيد الخدري قال : «بعث رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- بعثا فكنت فيهم ،فأتينا علي قرية فاستطعمنا أهلها ،فأبوا أن يطعمونا
شيئا ، فجاءنا رجل من أهل القرية، فقال : يامعشر العرب ، فيكم رجل يرقي ؟ فقال
أبوسعيد : قلت: وماذاك ؟ قال : ملك القرية يموت قال : فانطلقنا معه ، فرقيته
بفاتحة الكتاب فرددتها عليه مرارا ، فعوفي فبعث إلينا بطعام،وبغنم تساق فقال :
أصحابي : لم يعقد إلينا النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا بشيء ، لا نأخذ منه
شيئا حتى نأتي النبي -صلى الله عليه وسلم- فسقنا الغنم حتى أتينا النبي -صلى الله
عليه وسلم- فحدثناه ، فقال :كل ، وأطعمنا معك ، وما يدريك إنها رقية ؟ قال : قلت
ألقي في روعى» .
أخرجه أحمد (3/50) قال : حدثنا عبد الله بن الزبير ، أبو أحمد ، قال : حدثنا عبد
الرحمن بن النعمان الأنصاري بالكوفة ، عن سليمان بن قتيبة ، فذكره.
* وعن أبي المتوكل ، عن أبي سعيد الخدري : «أن ناسا من أصحاب النبي -صلى الله عليه
وسلم-....» .
أخرجه أحمد (3/2) قال :حدثنا هشيم.وفي (3/44) قال : حدثنا محمد بن جعفر ،قال :
حدثنا شعبة. والبخاري (3/121) قال :حدثنا أبو النعمان ،قال : حدثنا أبو عوانة. وفي
(7/170) قال : حدثنا محمد بن بشار ،قال :حدثنا غندر ،قال : حدثنا شعبة.وفي (7/173)
قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا أبوعوانة.ومسلم (7/19) قال : حدثنا
يحيى بن يحيى التميمي ، قال أخبرنا هشيم. وفي (207) قال :حدثنا محمد بن بشار، وأبو
بكر بن نافع ، كلاهما عن غندر محمد بن جعفر ، عن شعبة ، وأبو داود (3418 3900،)
قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا أبو عوانة.و ابن ماجة (2156) قال : حدثنا أبو كريب
، قال : حدثنا هشيم. (ح) وحدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ،قال :
حدثنا شعبة.والترمذي (2064) قال : حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال : حدثني عبد
الصمد بن عبد الوارث، قال :حدثنا شعبة. والنسائي في (عمل اليوم والليلة) (1028)
قال أخبرنا محمد بن بشار، قال : حدثنا محمد وذكر كلمة معناها : حدثنا شعبة ،وفي
(1029) قال : أخبرني زياد بن أيوب أبو هاشم دلويه، قال : حدثنا هشيم.
ثلاثتهم -هشيم ، وشعبة ، وأبو عوانة - عن أبي بشر جعفر بن إياس ، عن أبي المتوكل ،
فذكره..
* وعن معبد بن سيرين عن أبي سعيد الخدري قال : نزلنا مزلا ، فأتتنا امرأة فقالت
:إن سيد الحي سليم..
أخرجه أحمد (3/83) قال : حدثنا يزيد. والبخاري (6/231) قال : حدثني محمد بن المثنى
، قال :حدثنا وهب.وفي (6/231) قال البخاري : وقال أبو معمر : حدثنا عبد
الوارث.ومسلم (7/20) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا يزيد بن هارون
(ح) وحدثني محمد بن المثنى ، قال : حدثنا وهب بن جرير ، وأبو داود (3419)
قال:حدثنا الحسن بن علي ،قال : حدثنا يزيد بن هارون.ثلاثتهم - يزيد ، وهب، وعبد
الوارث - عن هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين ، عن أخيه معبد ، فذكره.
*وعن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري ،قال : بعثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
ثلاثين راكبا في سرية.فنزلنا بقوم...
أخرجه أحمد (3/10) قال :حدثنا أبو معاوية.وعبد بن حميد (866) قال :حدثنا يعلى بن
عبيد. وابن ماجة (2156) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، قال : حدثنا أبو
معاوية ،والترمذي (2063) قال : حدثنا هناد ،قال :حدثنا أبو معاوية.والنسائي في عمل
اليوم والليلة (1027) قال : أخبرنا أحمد بن سليمان ، قال :حدثنا يعلي.وفي (1030)
قال : أخبرني زايد بن أيوب ، قال :حدثنا أبو معاوية ،ويعلي، ومحمد.
ثلاثتهم - أبو معاوية ، ويعلي بن عبيد ، ومحمد بن عبيد - قالوا : حدثنا الأعمش ،
عن جعفر بن إياس، عن أبي نضرة ، فذكره.
5721 - (خ) عبد الله بن
عباس - رضي الله عنهما - : أن نفراً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
مَرُّوا بماءٍ فيهم لَدِيغ - أو سَلِيم - فعرَض لهم رجل من أهل الماء ، فقال : هل
منكم من رَاق ، فإن في الماء رجلاً لديغاً أو سليماً ؟ فانطلق رجل منهم ، فقرأ
بفاتحة الكتاب على شاء ، فبرأ ، فجاء بالشاء إلى أصحابه ، فكَرِهُوا ذلك ، وقالوا
: أخذتَ على كتابِ الله أجراً ، حتى قَدِمُوا المدينةَ ، فقالوا : يا رسول الله ،
أخذ على كتاب الله أجْراً ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إن أحَقَّ ما
أخذتم عليه أجراً كتابُ الله» ، أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 10 / 169 في الطب ، باب الشروط في الرقية بفاتحة الكتاب .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (7/170) قال :حدثني سيدان بن مضارب أبو محمد الباهلي ،قال :
حدثنا أبو معشر البصري (هو صدوق) يوسف بن يزيد البراء.قال : حدثني عبيد الله بن
الأخنس أبو مالك، عن ابن أبي مليكة ، فذكره.
5722 - (د) خارجة بن
الصلت التميمي عن عمِّه [عِلاقة بن صُحار] قال : «أقْبَلْنا من عند رسول الله -
صلى الله عليه وسلم- ، فأتينا على حيّ من العرب ، فقالوا : إنا قد أُنْبِئْنا أنكم
قد جئتم من عند هذا الرجل بخير ، فهل عندكم من دواء ، أو رُقْيَة ، فإن عندنا
مَعْتوهاً في القُيُودِ ؟ قال : فقلنا : نعم ، قال : فجاؤوا بمَعْتُوه في
القُيُودِ ، فقرأتُ عليه فاتحةَ الكتاب ثلاثة أيام غُدْوَة وعَشِيَّة ، [كُلَّما
ختمتُها] أجْمَعُ بَزَاقي ، ثم أتْفُلُ ، قال : فكأنما أُنشطَ من عِقَال ،
فأعْطَوْني جُعلاً ، فقلتُ : لا ، حتى أسأل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فقال :
كُلْ ، فلَعمري مَن أكل برقية باطل ، لقد أكلت برقية حق» .
وفي رواية عن عمِّه : أنه أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-[فأسْلَمَ] ، ثم أقبل
راجعاً من عنده ، فمرَّ على قوم عِندهم رجل مجنون مُوثَق بالحديد ، فقال أهلُه :
إنَّا حُدِّثنا أنَّ صاحبكم هذا قد جاءكم بخير ، فهل عندك شيء تُدَاويه ؟
فَرَقَيتُه بفاتحة الكتاب ، فَبَرأ ، فأعطَوْني مائة شاة ، فأتيت رسول الله - صلى
الله عليه وسلم- ، فأخبرته قال : هل إلا هذا - وفي رواية : «هل قلتَ غير هذا ؟
قلتُ : لا ، قال : خُذها ، فَلَعَمْرِي لَمن أكل برُقيةِ باطل ، لقد أكلتَ برقيةِ
حق» . أخرجه أبو داود (1) . -[570]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مَعتُوه) المعتوه : المجنون.
__________
(1) في المطبوع أخرجه أبو داود والنسائي ، ولم نجده عند النسائي ، ولعله في الكبرى
، وقد رواه أبو داود رقم (3896) و (3901) في الطب ، باب كيف الرقى ، وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/210) قال :حدثنا يحيى بن سعيد ، عن زكريا (ح) ووكيع ، قال :حدثنا
زكريا، وفي (5/211) قال :ثنا محمد بن جعفر (قال : حدثنا شعبة ، عبد الله بن أبي
السفر، وأبوداود (3420) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ ، قال : حدثنا أبي.قال
:حدثنا شعبة ، عن عبد الله بن أبي السفر.وفي (3896) قال : حدثنا مسدد ،قال: حدثنا
يحيى ، عن زكريا. وفي (3897) قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ قال :حدثنا أبي (ح)
وحدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا محمد بن جعفر.قال : حدثنا شعبة.عن عبد الله بن أبي
السفر.والنسائي في عمل اليوم والليلة (1032) قال : أخبرونا عمرو بن علي ، قال :
حدثنا محمد بن جعفر.قال : حدثنا عشبة ، عن عبد الله بن أبي السفر.
كلاهما -زكريا ، وعبد الله بن أبي السفر - عن عامر الشعبي ، عن خارجة بن الصلت ،
فذكره.
5723 - (د ت) عبد الله بن
عباس - رضي الله عنهما - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «مَن عاد مريضاً
لم يحضُرْ أجلُه ، فقال عنده سبع مرار : أسألُ اللهَ العظيمَ ، ربَّ العرشِ العظيم
: أن يَشْفِيكَ ، إلا عافاه الله عز وجل من ذلك المرض» أخرجه أبو داود، والترمذي
(1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3106) في الجنائز ، باب الدعاء للمريض عند العيادة ،
والترمذي رقم (2084) في الطب ، باب رقم (32) ، وحسنه الترمذي ، وهو كما قال .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه أحمد (1/239) (2138) قال : حدثنا أبو معاوية ، وفي (1/239) (2138) و
(1/352) (3298) قال : حدثنا يزيد. وعبد بن حميد (718) قال : حدثني ابن أبي شيبة ،
قال :حدثنا عبد الرحيم بن سليمان. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (1044) قال :
أخبرني الحسن بن إسماعيل بن سليمان المجالدي ، قال : أخبرنا حفص.
أربعتهم - أبو معاوية ، ويزيد ، وعبد الرحيم ، وحفص بن غياث - عن الحجاج بن أرطاة.
2 - وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (536) قال : حدثنا أحمد بن عيسى ، قال :
حدثنا عبد الله بن وهب ، قال : أخبرني عمرو ، عن عبد ربه بن سعيد.
كلاهما - الحجاج ، وعبد ربه - عن المنهال بن عمرو ، عن عبد الله بن الحارث ،
فذكره.
* أخرجه النسائي في «عمل اليوم والليلة» (1043) قال : أخبرنا وهب بن بيان ، قال :
أخبرنا ابن وهب، قال : أخبرني عمرو بن الحارث ، عن عبد ربه بن سعيد ، قال : حدثني
المنهال بن عمرو ، عن مرة ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن الحارث ، فذكره.
الفصل الثالث : في النهي
عن الرُّقَى والتمائم
5724 - (م) عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال : قال نبيُّ الله - صلى الله عليه
وسلم- : «يَدْخُل الجنَّة من أُمَّتِي سبعون ألفاً بغير حساب ، قالوا : ومَن هم يا
رسول الله ؟ قال : هم الذي لا يَكْتَوُون ، ولا يَسْتَرْقُون ، وعلى ربهم
يتوكَّلون ، فقام عُكَّاشَة فقال : ادْعُ الله أن يجعلني منهم. فقال : أنت منهم.
فقام رجل ، فقال : يا نبي الله ، ادْعُ الله أن يجعلني منهم ، قال : سَبَقَك بها
عُكَّاشَة» . -[571]-
وفي رواية نحوه ، وزاد فيه «ولا يَتَطَيَّرُونَ» ، ولم يذكر فيها قول عكاشة إلى
آخره. أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (218) في الإيمان ، باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين
الجنة بغير حساب ، وانظر ما قاله النووي في " شرح مسلم " حول هذا الحديث
.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/441) قال : حدثنا يزيد. ومسلم (1/137) قال : حدثنا يحيى بن
خلف الباهلي ، قال : حدثنا المعتمر.
كلاهما - يزيد بن هارون ، ومعتمر بن سليمان - عن هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين
، فذكره.
5725 - (خ م ت) حصين بن
عبد الرحمن السلمي قال : «كنت عند سعيد بن جبير ، فقال : أيُّكم رأى الكوكب الذي
انْقَضَّ البارحة ؟ قلت : أنا ، ثم قلت : أما إني لم أكن في صلاة ، ولكن لُدِغْتُ.
قال : فماذا صنعتَ ؟ قلت : استرقيتُ ، قال : ما حَمَلَك على ذلك ؟ قلت : حديث حدَّثناه
الشعبيُّ ، فقال : وما حدَّثكم الشعبيُّ ؟ قال : قلت : حدَّثنا عن بُرَيدَة بن
الحُصَيْب الأسلمي ، أنه قال : لا رُقية إلا من عَين أو حُمَة ، فقال : لقد أحسن
مَن انتهى إلى ما سمع ، ولكن حدَّثنا ابن عباس عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-
قال : عُرِضَتْ عليَّ الأُمَمُ ، فرأيت النبيَّ ومعه الرهطُ ، والنبيَّ ومعه الرجل
والرجلان ، والنبيَّ ليس معه أحد ، إذْ رُفِعَ لي سَوَاد عظيم ، فظننت أنهم أمَّتي
، فقيل لي : هذا موسى وقومُه ، ولكن انْظُر إلى الأُفُقِ ، فنظرتُ ، فإذا سواد
عظيم ، فقيل لي : انْظُرْ إلى الأفقِ الآخَر ، فإذا سواد عظيم ، فقيل لي : هذه
أمتك ، ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ، ثم نهض فدخل منزله ،
فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب فقال بعضهم : فلعلَّهم الذين
صَحِبُوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، وقال بعضهم : فلعلَّهم -[572]- الذين
وُلِدُوا في الإسلام فلم يُشْرِكوا بالله شيئاً - وذكروا أشياءَ - فخرج عليهم رسول
الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : ما الذي تخوضُون فيه ؟ فأخبروه ، فقال : هم
الذي لا يَرْقُون (1) ، ولا يسترقون ، ولا يتطيَّرون ، وعلى ربهم يتوكلون ، فقام
عُكَّاشة بن مِحْصَن ، فقال : ادْعُ الله أن يجعلَني منهم ، فقال : أنت منهم ، ثم
قام رجل آخرُ ، فقال : ادع الله أن يجعلني منهم ، فقال : سَبقك بها عُكَّاشة» .
هذا الذي أخرجه الحميديُّ في كتابه في المتفق ، وقال في رواية أبي بكر بن أبي
شَيبَة : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «عُرِضَت عليَّ الأمم» ولم يذكر
ما قبله هو ولا غيره ممن سمَّيْناه ، وذكر ما سوى ذلك بنحوه ، أو طرفاً منه.
هذا لفظ الحميديِّ ، والذي وجدته في كتاب البخاري - ولم يذكره الحميديُّ - قال :
حدَّثنا عمران بن مَيْسَرَة قال : حدَّثنا ابن فضيل ، قال : حدَّثنا حصين عن عامر
عن عمران بن حصين قال : «لا رُقْيَةَ إلا من عين أو حُمَة» فذكرته لسعيد بن جبير ،
فقال : حدَّثنا ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «عُرِضَت
عليَّ الأمم ، فجعل النبيُّ والنَّبيَّانِ يَمُرُّون معهم الرهط ، والنبيُّ ليس معه
أحد ، حتى رُفع لي سواد عظيم ، فقلت : ما هذا ؟ أمتي هذه ؟ قيل : بل هذا موسى
وقومُه ، قيل : انْظُر إلى الأفق ، فإذا سواد -[573]- عظيم قد ملأ الأفق ، ثم قيل
لي : انظر هاهنا وهاهنا في آفاق السماء ، فإذا سواد قد ملأ [الأفق] ، قيل : هذه
أمتك ، ويدخل الجنة من هؤلاء سبعون ألفاً بغير حساب ، ثم دخل ولم يُبَيِّنْ لهم ،
فأفاض القومُ ، وقالوا : نحن الذين آمنا بالله ، واتَّبَعْنَا رسولَه ، فنحن هم ،
أم أولادُنا الذين وُلِدُوا في الإسلام ، فإنَّا وُلِدْنا في الجاهلية ، فبلغ
النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ، فخرج فقال : هم الذين لا يَستَرْقُون ، ولا
يتطيَّرُون ، ولا يَكْتَوون ، وعلى ربهم يتوكلون ، فقال عُكَّاشة بن مِحْصَن :
أمِنْهم أنا يا رسول الله ؟ فقال : نعم ، فقام آخر فقال : أمنهم أنا ؟ فقال : سبقك
بها عكاشة» .
وللبخاري في أخرى قال : حدثنا مُسَدَّد ، حدثنا حصين بن نُمير ، عن حصين بن عبد
الرحمن ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : «خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- يوماً ، فقال : عُرِضت عليَّ الأمم ، فجعل يَمُرُّ النبيُّ معه الرجل ،
والنبيُّ معه الرجلان ، والنبيُّ معه الرهط ، والنبيُّ ليس معه أحد ، ورأيتُ سَوَاداً
كثيراً (2) سَدَّ الأفق ، فَرَجَوتُ أن تكون أمتي ، فقيل : هذا موسى ، ثم قيل :
انظر ، فرأيت سواداً كثيراً سدَّ الأفق ، فقيل : انظر هكذا وهكذا ، فرأيت سواداً
كثيراً سَدَّ الأفق ، فقيل : هؤلاء أمتك ، ومع هؤلاء سبعون ألفاً يدخلون الجنة
بغير حساب ، فتفرَّق الناس ، ولم يُبَيِّن لهم ، فتذاكر أصحاب النبيِّ - صلى الله
عليه وسلم- ، فقالوا : أمَّا نحن فولِدنا في الشِّرْكِ ، -[574]- ولكنَّا آمَنَّا
بالله ورسوله ، ولكن هؤلاء هم أبناؤنا ، فبلغ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فقال
: هم الذين لا يتطيَّرون، ولا يسترقون ، ولا يكتوون ، وعلى ربهم يتوكَّلون ، فقام
عُكَّاشة بن مِحصَن ، فقال : أمِنهم أنا يا رسول الله ؟ قال : نعم ، فقام آخر ،
فقال : أمِنهم أنا ؟ فقال : سبقك بها عكاشة» .
وأخرج الترمذي قال : لَمَّا أُسْرِيَ بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- جعل يَمُرُّ
بالنبيِّ والنَّبيين ومعهم القومُ ، والنبيِّ والنَّبيِّين ومعهم الرهط ... وذكر
الحديث (3) .
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح " : وقد أنكر الشيخ تقي الدين بن تيمية هذه
الرواية (يعني التي فيها لفظة : يرقون) وزعم أنها غلط من راويها ... ، وانظر
" الفتح " 11 / 354 في الرقاق ، باب يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب .
(2) وفي بعض النسخ : كبيراً .
(3) رواه البخاري 10 / 179 في الطب ، باب من لم يرق ، وباب من اكتوى أو كوى غيره ،
وفي الأنبياء ، باب وفاة موسى ، وفي الرقاق ، باب ومن يتوكل على الله فهو حسبه ،
وباب يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب ، ومسلم رقم (220) في الإيمان ، باب الدليل
على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب ، والترمذي (2448) في صفة
القيامة ، باب رقم (17) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : تقدم تخريجه.
5726 - (د) عبد الله بن
مسعود - رضي الله عنه - قالت زينبُ امرأتُه قال : سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- يقول : «إن الرُّقَى والتَّمَائِمَ والتِّوَلَةَ شِرْك ، قالت : قلت : لم
تقولُ هذا ؟ والله ، لقد كانت عيني تَقْذِفُ ، وكنت أخْتَلِفُ إلى فلان اليهوديِّ
فيَرْقِيني ، فإذا رَقَاني سَكَنَتْ ، فقال عبد الله : إنما ذلك عملُ الشيطان ،
كان يَنْخُسُها بيده ، فإذا رَقَاها كَفَّ عنها ، إنما كان يكفيك أن تقولي كما كان
رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : أذهِب الباس ، ربَّ الناس ، اشْفِ أنتَ
الشافي ، لا شِفَاءَ إلا شِفَاؤكَ ، شِفَاء لا يُغادِرُ سَقَماً» . -[575]- أخرجه
أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(التِّوَلة) بكسر التاء وفتح الواو : ما يحبِّب المرأة إلى زوجها من أنواع السحر ،
وقيل : التِّوَلَة - بكسر التاء وضمها - شبيه بالسِّحر.
__________
(1) رقم (3883) في الطب ، باب في تعليق التمائم ، وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن صحيح : أخرجه أحمد (1/381) (3615) قال : حدثنا أبو معاوية. وأبو داود (3883)
قال : حدثنا محمد بن العلاء، قال : حدثنا أبو معاوية. وابن ماجة (3530) قال :
حدثنا أيوب بن محمد الرقي ، قال : حدثنا معمر بن سليمان ، قال : حدثنا عبد الله بن
بشر.
كلاهما - أبو معاوية ، وعبد الله بن بشر - عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن يحيى
بن الجزار ، عن ابن أخي زينب امرأة عبد الله ، عن زينب ، فذكرته.
(*) في رواية عبد الله بن بشر : «ابن أخت زينب امرأة عبد الله» .
5727 - (د) جابر بن عبد
الله - رضي الله عنهما - أن «رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سئل عن النُّشْرَةِ
(1) ، فقال : هو من عمل الشيطان» أخرجه أبو داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(النُّشرة) كالتَّعويذة والرُّقْيَة ، يقال : نشرته تَنْشيراً : إذا رقيته
وعَوَّذْتُه ، وإنما سميت نُشْرة ، لأنها يُنْشَر بها عن المريض ، أي : يُحَلُّ
عنه ما خامره من الداء.
__________
(1) وهو النوع الذي كان أهل الجاهلية يعالجون به .
(2) رقم (3878) في الطب ، باب في النشرة ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أحمد (3/294) . وأبو داود (3868) قال : حدثنا أحمد بن حنبل ،
قال: حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا عقيل بن معقل ، قال : سمعت وهب بن منبه يحدث
، فذكره.
5728 - (د) عيسى بن حمزة
(1) قال : دخلت على عبد الله بن عُكيم [أبي مَعبد الجُهني أعُودُه] ، وبه حُمْرَة
، فقلت : ألا تُعَلِّقُ تَمِيمَة ؟ فقال : نَعُوذُ بالله من ذلك ، قال رسول الله -
صلى الله عليه وسلم- : «مَن تعلَّق شيئاً وُكِلَ إليه» أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) كذا الأصل والمطبوع ، و " المشكاة " ، وليس في رجال الكتب الستة :
عيسى بن حمزة ، بل الصواب : عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى .
(2) في الأصل : أخرجه أبو داود ، ورمز له في أوله بـ : " د " لم نجده
عنده ، وفي المطبوع : أخرجه الترمذي ، ورمز له في أوله بـ : " ت " وهو
الصواب ، فقد رواه الترمذي رقم (2073) في الطب ، باب ما جاء في كراهية التعليق ،
وفي الباب عن عقبة ، وهو حديث حسن بشواهده .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/310) قال : حدثنا وكيع. وفي (4/311) قال : حدثنا محمد بن
جعفر ، قال : حدثنا شعبة. والترمذي (2072) قال : حدثنا محمد بن مدويه ، قال :
حدثنا عبيد الله بن موسى. (ح) وحدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد.
أبرعتهم - وكيع ، وشعبة ، وعبيد الله ، ويحيى - عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى
، عن أخيه عيسى ، فذكره.
(*) قال الترمذي : عبد الله بن عكيم لم يسمع من النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وكان
في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول : كتب إلينا رسول الله -صلى الله عليه
وسلم-.
5729 - () مالك بن أنس -
رحمه الله - سئل عن تعليق التمائم والخرَزِ فقال : ذلك شِرْك ، وقال : بلغني أن
ابن عمر قال : سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «ما يُبَالي ما أتى
مَن شَرِبَ تِرْياقاً ، أو تَعلق تميمة» أخرجه ... (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تِرْياقاً) التِّرْيَاق ، والدِّرْيَاق معروف ، وليس شربه مكروهاً من أجل أن
التداوي به حرام ، ولكن من أجل ما يقع فيه من لحوم الأفاعي وغيرها من النجاسات ،
وهي محرَّمة ، وما لم يكن فيه حرام ولا نجس فلا بأس به.
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد رواه
أحمد بنحوه في " المسند " رقم (6565) ، وأبو داود رقم (3869) في الطب ،
باب في الترياق ، من حديث عبد الله بن عمرو ، ورواه أيضاً أبو نعيم في "
الحلية " 9 / 308 ، وهو حديث حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين على الأصول ، لم أهتد إليه.
الباب الثالث : في
الطاعون والوَبَاء والفرار منه
5730 - (خ م ط د) عبد الله عباس - رضي الله عنهما - «أن عمر بن الخطاب - رضي الله
عنه - خرج إلى الشام ، حتى إذا كان بَسرْغَ (1) لَقِيَهُ أُمَراءُ -[577]-
الأجْنَادِ - أبو عبيدة ابن الجراح وأصحابه - فأخبروه أن الوَبَاءَ قد وقع بالشام
، قال ابن عباس : فقال عمر: ادْعُ لي المهاجرين الأوَّلين ، فدعوتهم ، فاستشارهم ،
وأَخبر أن الوباءَ قد وقع بالشام ، فاختلفوا ، فقال بعضهم : خرجَتَ لأمرِ ، ولا
نرى أن ترجعَ عنه ، وقال بعضهم : معكَ بقيَّةُ الناس وأصحابُ رسول الله - صلى الله
عليه وسلم- ، ولا نرى أن تُقدِمَهم على الوَباء ، فقال : ارْتَفِعُوا عنِّي ، ثم
قال : ادْعُ [لي] الأنصار ، فدعوتهم، فاستشارهم ، فسلكوا سبيل المهاجرين ،
واختلفوا كاختلافهم. فقال : ارتفعوا عني. ثم قال : ادْعُ لي مَن كان هاهنا من
مَشيخة قريش من مُهَاجِرَة الفَتح ، فدعوتهم ، فلم يختلف عنه منهم رجلان ، فقالوا
: نرى أن ترجع بالناس ، ولا تُقْدمِهَم على هذا الوباء ، فنادى عمر في الناس : إني
مُصْبِحُ على ظَهر، فأصْبِحوا عليه ، فقال أبو عُبَيْدَة بنُ الجراح : أَفِراراً
من قَدَرِ الله ؟ فقال عمر : لو غيرُك قالها أبو عُبَيْدَة ؟ - وكان عمر يكره
خلافَه - نعم نَفِرُّ من قَدَرِ الله إلى قَدَرِ الله ، أرأيتَ لو كانت لك إبلُ ،
فَهَبَطَتْ وَادِياً له عُدْوتَان : إحداهما خِصْبَةُ ، والأخرى جَدْبة ، أليس إن
رَعَيْتَ الخِصْبةَ رَعَيْتَها بقَدَرِ الله ، وإن رعيتَ الَجدْبة رعيتها بقدر
الله ؟ قال : فجاء عبد الرحمن بن عوف - وكان مُتغيباً في بعض حاجاته- فقال : إن
عندي من هذا عِلماً ، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : إذا سمعتم به
بأرض : فلا تَقْدمُوا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها : فلا -[578]- تخرجوا
فِراراً منه ، قال : فَحَمِدَ الله عمرُ بن الخطاب ، ثم انصرف» .
وفي حديث مَعْمر [قال : «وقال له أيضاً : أرأيتَ أنه لو رعى الَجدْبة وترك
الخِصْبَةَ ، أكنتَ مُعجِّزه ؟ قال : نعم ، قال : فَسِرْ إذاً ، قال :] فسار حتى
أتى المدينةَ ، فقال : هذا المَحَلُّ - أو [قال] : هذا المنزلُ - إن شاءَ الله» .
وأما حديث عبد الله بن عامر [بن ربيعة] ، فإنه اقْتَصَرَ على المُسندَ : «أن عمر
خرج إلى الشام ، فلما جاءَ سَرْغَ بلغه : أن الوَباَءَ قد وقع بها ، فأخبره عبد
الرحمن بن عوف : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-[قال] ... فذكر نحوه» .
وفي كتاب مسلم عن الزهري عن سالم : «أن عمر إنما انصرف بالناس عن حديث عبد الرحمن
بن عوف» . أخرجه البخاري ومسلم والموطأ ، وأخرج أبو داود المسند منه ، وهو قول عبد
الرحمن بن عوف (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عُِدْوَتان) العُِدوة - بكسر العين وضمها - : جانب الوادي.
__________
(1) " سَرْغ " بفتح السين وسكون الراء وبالغين المعجمة : موضع بالشام ،
بين المغيثة وتبوك - قاموس .
(2) رواه البخاري 10 / 155 و 156 في الطب ، باب ما يذكر في الطاعون ، وفي الحيل ،
باب ما يكره من الاحتيال في الفرار من الطاعون ، ومسلم رقم (2219) في السلام ، باب
الطاعون والطيرة والكهانة ونحوها ، وأبو داود رقم (3103) في الجنائز ، باب الخروج
من الطاعون .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
عن عبد الله بن عامر بن ربيعة ، أن عمر خرج إلى الشام ، فلما جاء سرغ ، بلغه أن
الوباء قد وقع بالشام ، فأخبره عبد الرحمن بن عوف ، أن رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- قال :
«إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا
منه» .
فرجع عمر بن الخطاب من سرغ.
(*) ورواية سالم : «أن عبد الرحمن بن عوف أخبر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وهو
يسير في طريق الشام ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :
«إن هذا السقم عُذِّب به الأممُ قبلكم ، فإذا سمعتم به في أرض فلا تدخلوها عليه ،
وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه» .
قال : فرجع عمر بن الخطاب من الشام.
أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (559) . وأحمد (1/194) (1682) قال : حدثنا إسحاق بن
عيسى. والبخاري (7/169) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (9/34) قال : حدثنا عبد
الله بن مسلمة. ومسلم (7/30) قال : حدثنا يحيى بن يحيى. والنسائي في الكبرى
«الورقة 99 - أ» قال : أخبرنا قتيبة ابن سعيد. (ح) والحارث بن مسكين قراءة عليه
وأنا أسمع ، عن ابن القاسم.
ستتهم - إسحاق ، وعبد الله بن يوسف ، وعبد الله بن مسلمة ، ويحيى ، وقتيبة ، وابن
القاسم - عن مالك ، عن ابن شهاب ، عن عبد الله بن عامر ، فذكره.
* أخرجه أحمد (1/193) (1678) قال : حدثنا حجاج ، ويزيد ، قالا : أخبرنا ابن أبي
ذئب ، عن الزهري ، عن سالم ، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة ، فذكره. «زاد فيه
سالم» .
(*) زاد عبد الله بن مسلمة ، ويحيى بن يحيى في روايتهما ، عن مالك ، قال : وعن ابن
شهاب ، عن سالم بن عبد الله ، أن عمر إنما انصرف بالناس عن حديث عبد الرحمن بن
عوف.
- عن عبد الله بن عباس ، أن عمر بن الخطاب - رضي الله - خرج إلى الشام... الحديث.
1 - أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (557) . وأحمد (1/194) (1679) قال : حدثنا عبد
الرزاق ، قال : أنبأنا معمر. وفي (1/194) (1683) قال : حدثنا إسحاق بن عيسى ، قال
: أخبرني مالك. والبخاري (7/168) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف ، قال : أخبرنا
مالك. ومسلم (7/29) قال : حدثنا يحيى بن يحيى التميمي ، قال : قرأت على مالك. وفي
(7/30) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد ، قال ابن رافع
: حدثنا وقال الآخران : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر. (ح) وحدثنيه أبو
الطاهر ، وحرملة بن يحيى ، قالا : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس. وأبو داود
(3103) قال : حدثنا القعنبي ، عن مالك. والنسائي في الكبرى «الورقة 99 - أ» قال :
أخبرني هارون ابن عبد الله ، قال : حدثنا معن ، قال : حدثنا مالك. (ح) والحارث بن
مسكين ، قراءة عليه وأنا أسمع ، عن ابن القاسم ، قال : أخبرنا مالك.
ثلاثتهم - مالك ، ومعمر ، ويونس - عن ابن شهاب ، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن
زيد بن الخطاب، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل.
2 - وأخرجه أحمد (1/192) (1666) قال : حدثنا روح ، قال : حدثنا محمد بن أبي حفصة ،
قال : حدثنا الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله.
كلاهما - عبد الله بن عبد الله ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة - عن عبد الله بن
عباس ، فذكره.
(*) رواية القعنبي ، ومعن ، وابن القاسم ، عن مالك ، ورواية عبيد الله بن عبد الله
مختصرة على آخره على حديث عبد الرحمن بن عوف.
* وعن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، عن عبد الرحمن بن عوف ، قال : سمعت رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- يقول:
«إذا سمعتم به بأرض ، ولستم بها فلا تدخلوها ، وإذا وقع وأنتم فيها فلا تخرجوا
فرارا منها» .
أخرجه أحمد (1/194) (1684) قال : حدثنا أبو العلاء الحسن بن سوار ، قال : حدثنا
هشام بن سعد ، عن الزهري ، عن حميد بن عبد الرحمن ، فذكره.
5731 - (خ) عائشة - رضي
الله عنها - «سألتْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-[579]- عن الطاعون ؟ فقال :
كان عذاباً يَبعثُه الله على مَن كان قبلكم ، فجعله الله رحمة للمؤمنين ، ما مِن
عبد يكون في بلد يكون فيه ، فيمكث [فيه] لا يخرج [من البلد] ، صابراً مُحْتَسباً ،
يعلم أنه لاُ يصيِبُه إلا ما كتب الله له ، إلا كان له مثْلُُ أجرِ شهيد» أخرجه
البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(صَابِراً مُحْتَسِباً) الصَّابر : الراضي بقضاء الله وقَدِرَه ، والمحتسب : الذي
يحتسب نفسه عند الله ، أي : يدَّخرها ، ويفوِّض أمره إليه.
__________
(1) 10 / 163 في الطب ، باب أجر الصابر على الطاعون ، وفي الأنبياء ، باب ما ذكر
عن بني إسرائيل ، وفي القدر ، باب {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/64) قال : حدثنا يونس بن محمد. وفي (6/154) قال : حدثنا أبو
عبد الرحمن. وفي (6/251) قال : حدثنا عبد الصمد. والبخاري (4/213) قال : حدثنا
موسى بن إسماعيل. وفي (7/169) قال : حدثنا إسحاق. قال : أخبرنا حبان. وفي (8/158)
قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي. قال : أخبرنا النضر. والنسائي في الكبرى
«تحفة الأشراف» (12/17685) عن العباس بن محمد ، عن يونس بن محمد. (ح) وعن إبراهيم
بن يونس بن محمد ، عن أبيه.
ستتهم - يونس بن محمد ، وأبو عبد الرحمن المقرئ ، وعبد الصمد بن عبد الوارث ،
وموسى بن إسماعيل، وحبان بن هلال ، والنضر بن شميل - قالوا : حدثنا داود - يعنون
ابن أبي الفرات -. قال : حدثنا عبد الله بن بريدة ، عن يحيى بن يعمر ، فذكره.
5732 - (خ م ط ت) أسامة -
رضي الله عنه - قال إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص : سمعتُ أسَامَة يُحدِّث سعداً عن
النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا سمعتم بالطَّاعُون بأرضِ : فلا تدخلوها
، وإذا وقع بأرضِ وأنتم بها ، فلا تخرجوا منها» .
وفي حديث حبيب بن أبي ثابت قال : «كنا بالمدينة ، فبلغني : أن الطاعون قد وقع
بالكوفة ، فقال عَطَاء بن يَسار وغيره : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال :
إذا كنتَ بأرض فوقع بها ، فلا تخرج منها ، وإذا بلغك أنه بأرض ، فلا تدخلْها ، قال
: قلت : عمَّن ؟ قال عن عامر بن سعد يُحدِّث به ، قال : -[580]- فأُتيتُه ، فقالوا
: غائب ، فلَقيِتُ أخاه إبراهيم بن سعد ، فسألته ؟ فقال : شهِدْتُ أُسامةَ يحدِْث
سعداً ، فقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : إن هذا الوَجع رِجْز
- أو عذاب ، أو بقَّيةُ عذاب - عُذِّبَ به أُنَاس من قبلكم ، فإذا كان بأرض وأنتم
بها ، فلا تخرجوا منها ، وإذا بلغكم أنه بأرض ، فلا تدخلوها. قال حبيب : فقلت
لإبراهيم : أنت سمعتَ أسامةَ يُحدِّثُ سعداً وهو لا ينكر؟ قال : نعم» .
وفي رواية عامر بن سعد «أنه سمع أسامة بن زيد يحدِّث سعداً : أن رسول الله - صلى
الله عليه وسلم- ذكر الوجع ، فقال : رِجز - أو عذاب - عُذِّب به بعض الأمم ، ثم
بَقيَ منه بقيَّة ، فيذهب المرةَ ، ويأتي الأخرى ، فَمن سمع به بأرض فلا
يَقْدَمَنَّ عليه ، ومَن كان بأرض وقع بها : فلا يخرجْ فِرَاراً منه» .
وفي رواية محمد بن المنكدر : أن أسامة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
: «الطَّاعُون رجِز أُرسلَ على طائفة من بني إسرائيل - أو على من كان قبلكم- فإذا
سمعتم به بأرض، فلا تَقْدَمُوا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها ، فلا تَخرجوا
فراراً منه» أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم عن حبيب عن إبراهيم بن سعد عن سعد بن مالك وخزيمة بن ثابت وأسامة بن زيد
قالوا : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ... بمعنى حديث شعبة ، يعنى الروايةَ
التي ذكرناها عن حبيب أولاً ، وهذه الروايةُ تصلُح أن تكون في مسند كل واحد من
المذكورين. -[581]-
وفي أخرى عن إبراهيم بن سعد ، قال : كان أسامة وسعد جالسين يتحدَّثان ، فقالا :
قال النبيُّ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «... بنحو ذلك» . وأخرج الموطأ
والترمذي رواية عامر بن سعد (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 152 و 153 في الطب ، باب ما يذكر في الطاعون ، وفي الأنبياء
، باب ما ذكر عن بني إسرائيل ، وفي الحيل ، باب ما يكره من الاحتيال في الفرار من
الطاعون ، ومسلم رقم (2218) في السلام ، باب الطاعون والطيرة ، والموطأ 2 / 896 في
الجامع ، باب ما جاء في الطاعون ، والترمذي رقم (1065) في الجنائز ، باب ما جاء في
كراهية الفرار من الطاعون .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : الرواية الأولى :
- عن إبراهيم بن سعد ، قال : سمعت أسامة بن زيد يحدث سعدا ، عن النبي -صلى الله
عليه وسلم- قال :
«إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها»
.
أخرجه أحمد (1/177) (1536) قال : حدثنا بهز. وفي (5/206) قال : حدثنا يحيى بن أبي
بكير. وفي (5/209) قال : حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/210) قال : حدثنا يحيى.
والبخاري (7/168) قال : حدثنا حفص بن عمر. ومسلم (7/28) قال : حدثنا محمد بن
المثنى ، قال : حدثنا ابن أبي عدي (ح) وحدثناه عبيد الله بن معاذ ، قال : حدثنا
أبي.
سبعتهم- بهز ، ويحيى بن أبي بكير ، ومحمد بن جعفر ، ويحيى بن سعيد ، وحفص ، وابن
أبي عدي ، ومعاذ - عن شعبة ، قال : أخبرني حبيب بن أبي ثابت ، عن إبراهيم بن سعد ،
فذكره.
* أخرجه أحمد (1/182) (1577) و (5/213) . وعبد بن حميد (155) قال : حدثنا ابن أبي
شيبة. ومسلم (7/28) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والنسائي في الكبرى «تحفة
الأشراف» (84) عن محمود بن غيلان.
ثلاثتهم - أحمد ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، ومحمود - عن وكيع ، قال : حدثنا سفيان ،
عن حبيبب بن أبي ثابت ، عن إبراهيم بن سعد ، عن سعد بن مالك ، وخزيمة بن ثابت ،
وأسامة بن زيد ، قالوا : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «بمعنى حديث شعبة» .
* وأخرجه مسلم (7/29) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، وإسحاق بن إبراهيم ، كلاهما
عن جرير ، عن الأعمش ، عن حبيب ، عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص ، قال : كان أسامة
بن زيد وسعد جالسين يتحدثان ، فقالا : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. «بنحو
حديثهم» .
أخرجها أحمد (1/173) (1491) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا سليم بن حيان. وفي
(1/175) (1508) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن قتادة. وفي
(1/176) (1527) قال : حدثنا عبد الصمد ، وعفان ، قالا : حدثنا سليم بن حيان.
كلاهما - سليم ، وقتادة - عن عكرمة بن خالد ، عن يحيى بن سعد ، فذكره.
(*) في رواية محمد بن جعفر : «عن شعبة عن قتادة ، عن عكرمة ، عن ابن سعد ، عن سعد.
قال شعبة : وحدثني هشام أبو بكر - يعني الدستوائي - أن «عكرمة بن خالد» .
وبلفظ «الطاعون رجز ، أو عذاب ، أرسل على بني إسرائيل أو على من كان قبلكم ، فإذا
سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه» .
1 - أخرجه مالك «الموطأ 558» . وأحمد (5/202) قال : حدثنا أبو سلمة الخزاعي.
والبخاري (4/212) قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. ومسلم (7/26) قال : حدثني
يحيى بن يحيى. والنسائي في الكبرى «تحفة 92» عن الحارث بن مسكين ، عن ابن القاسم.
أربعتهم عن مالك ، عن محمد بن المنكدر ، وأبي النضر.
2 - وأخرجه الحميدي (544) . وأحمد (5/200) . ومسلم (7/27) قال : حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة. ثلاثتهم - الحميدي ، وأحمد ، وأبو بكر - قالوا : حدثنا سفيان بن عيينة.
ومسلم (7/27) قال : حدثنا محمد بن حاتم ، قال : حدثنا محمد بن بكر ، قال : أخبرنا
ابن جريج.
ومسلم (7/27) قال :حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود ، وقتيبة بن سعيد. والترمذي
(1065) قال : حدثنا قتيبة. والنسائي في الكبرى «تحفة 92» عن قتية. كلاهما - أبو
الربيع ، وقتيبة - عن حماد بن زيد.
ثلاثتهم - سفيان ، وابن جريج ، وحماد - عن عمرو بن دينار.
3 - وأخرجه أحمد (5/207) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر. وفي (5/208)
. والبخاري (9/34) قالا - أحمد ، والبخاري - : حدثنا أبو اليمان ، قال : حدثنا
شعيب. ومسلم (7/28) قال : حدثني أبو طاهر أحمد بن عمرو ، وحرملة بن يحيى ، قالا :
أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس (ح) وحدثنا أبو كامل الجحدري ، قال : حدثنا
عبد الواحد بن زياد ، قال : حدثنا معمر. ثلاثتهم - معمر ، وشعيب ، ويونس - عن
الزهري.
4 - وأخرجه أحمد (5/208) قال : حدثنا محمد بن بشر ، ويزيد ، عن محمد بن عمرو.
ومسلم (7/27) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، قال : حدثنا أبي ، قال :
حدثنا سفيان ، كلاهما عن محمد بن المنكدر.
5 - وأخرجه مسلم (7/27) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة ، وقتيبة بن سعيد ، قالا :
أخبرنا المغيرة بن عبد الرحمن ، عن أبي النضر.
أربعتهم - محمد بن المنكدر ، وأبو النضر مولى عمر بن عبيد الله ، وعمرو بن دينار ،
والزهري - عن عامر ابن سعد ، فذكره.
5733 - (م) سعد - رضي
الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بنحو حديث أسامة في الطاعون : أنه
عليه الصلاة والسلام قال : «إن هذا الوجع رجْز أو عذاب - أو بقَّيةُ عذاب- عُذِّب
به أُنَاس من قبلكم ، فإذا كان بأرض وأنتم بها : فلا تخرجوا منها ، وإذا بلغكم أنه
بأرض فلا تدخلوها» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2218) في السلام ، باب الطاعون والطيرة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : تقدم تخريجه ، راجع ألفاظ الحديث السابق.
5734 - (خ م) حفصة بنت
سيرين - قالت : قال لي أنس: «بِمَ مات يحيى بن أبي عمرة ؟ قلت : بالطاعون ، قال :
فإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : الطَّاعُون شهادة لكل مسلم»
أخرجه بالبخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 162 في الطب ، باب ما يذكر في الطاعون ، وفي الجهاد ، باب
الشهادة سبع سوى القتل ، ومسلم رقم (1916) في الإمارة ، باب بيان الشهداء .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (3/150) قال : حدثنا عبد الصمد ، قال : حدثنا ثابت.
2 - وأخرجه أحمد (3/220 و 265) قال : حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني. والبخاري
(4/29) قال: حدثنا بشر بن محمد. كلاهما - الطالقاني ، وبشر - عن عبد الله بن
المبارك.
3 - وأخرجه أحمد (3/223 و 258) قال : حدثنا عفان. والبخاري (7/169) قال : حدثنا
موسى بن إسماعيل. ومسلم (6/52) قال : حدثنا حامد بن عمر البكراوي. ثلاثتهم - عفان
، وموسى ، والبكرواي - عن عبد الواحد بن زياد.
4 - وأخرجه مسلم (6/52) قال : حدثنا الوليد بن شجاع ، قال : حدثنا علي بن مسهر.
أربعتهم - ثابت ، وعبد الله ، وعبد الواحد ، وابن مسهر - عن عاصم بن سليمان الأحول
، عن حفصة ، فذكرته.
5735 - () أنس بن مالك
«سئل عن الطاعون ؟ فقال : هو رحمةُ ربكم ، ودعوةُ نبيكمَّ حين سألَ ربه أن يرفع
الهرج عن أُمته ، فمُنعَها ، قال : -[582]- اللهم فبالطاعون والموت - وفي رواية :
اللهم طَعْناً وطاعوناً» أخرجه ... (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(طَعْناً) الطعن : القتل بالرماح ، وأراد به : القتل في سبيل الله ، وقيل : الطعن
: نظرة من الجن.
(طاعوناً) الطاعون : هذا المرض الذي يعرض للناس.
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الأثر من زيادات رزين على الأصول ، لم أهتد إليه.
5736 - (د) يحيى بن عبد
الله بن بحير [بن ريسان المرادي اليماني] قال : أخبرني مَن سمع فَرْوة بن مُسَيك
المرادي يقول : «قلت : يا رسول الله ، عندنا أرضُ يقال لها : أرضُ أبْيَنَ ، وهي
أرضُ رِيفنا ومِيرَتِنا ، وهي وبَيئَة - أو قال : وباؤها شديد - ؟ فقال له رسول
الله - صلى الله عليه وسلم- : دَعها عنك ، فإن من القَرَفِ التَّلَفَ» أخرجه أبو
داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(رِيفِنَا) الرِّيف : الأرض ذات الزرع والخِصْب.
(مِيرَتنا) المِيرَة : الطعام.
(القَرَف) : الدُّنُو من الشيء ، وكل شيء دانيته فقد قارَفْتَه.
(التَّلف) : الهلاك ، أراد : [أنه] إن قَرُبَ من المريض ودنا منه تلف ، -[583]-
وليس هذا من باب العدوى ، وإنما هذا من باب الطب ، فإن اسْتِصْلاح الأهوية من أعون
الأشياء على صحة الأبدان ، وفساد الهواء من أسرع الأشياء إلى الأسقام عند الأطباء
، وذلك بإذن الله عز وجل وتقديره.
__________
(1) رقم (3923) في الطب ، باب في الطيرة ، وإسناده ضعيف .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف ، للإبهام :
أخرجه أحمد (3/451) . وأبو داود (3923) قال : حدثنا مخلد بن خالد وعباس العنبري.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل ، ومخلد ،وعباس - قالوا : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا
معمر ، عن يحيى ابن عبد الله بن بحير ، قال : أخبرني من سمع فروة بن مسيك ، فذكره.
الباب الرابع : في العين
5737 - (م ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- «العَينُ حق ، ولو كان شيء سَابق القَدَرَ سَبقتْهُ العينُ ، وإذا
اسْتُغْسلتم فاغسِلوا» أخرجه مسلم ، وأخرجه الترمذي ، ولم يذكر «العين حقٌّ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(إذا اسْتُغسِلْتم فاغسلوا) كان من عادتهم : أن الإنسان إذا أصابته العين من أحدٍ
جاء إلى العائن ، فجرِّد من ثيابه وغسل جسده ، ومعاطفه ووجهه وأطرافه وأخذ المعين
ذلك الماء فصبَّه عليه ، فيبرأ بإذن الله تعالى.
__________
(1) رواه مسلم رقم (2188) في السلام ، باب الطب والمرض والرقى ، والترمذي رقم
(2063) في الطب ، باب ما جاء أن العين حق .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (7/13) قال : حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ، وحجاج بن
الشاعر ، وأحمد بن خراش ، قال عبد الله : أخبرنا ، وقال الآخران : حدثنا مسلم بن
إبراهيم. والترمذي (2062) قال : حدثنا أحمد بن الحسن بن خراش البغدادي ، قال :
حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5716) عن عمرو
بن منصور ، عن مسلم بن إبراهيم.
كلاهما - مسلم بن إبراهيم ، وأحمد بن إسحاق - قالا : حدثنا وهيب ، عن ابن طاوس ،
عن أبيه ، فذكره.
5738 - (خ م د) أبو هريرة
- رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-[584]- قال : «إن العين حق ،
ونهى عن الوَشْمِ» (1) . أخرجه البخاري ، وأخرجه مسلم وأبو داود ، ولم يذكر
«الوشم» .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الوَشْم) : هو الذي يُغَيَّر به لون موضع من الجسم ، بنِيل أو كُحل ، بأن يُغرَز
الجلد بإبرة ويُحْشى مغارِزها بذلك ، فيبقى أثره أبداً.
__________
(1) رواه البخاري 10 / 173 في الطب ، باب العين حق ، وفي اللباس ، باب الواشمة ،
ومسلم رقم (2187) في السلام ، باب الطب والمرض والرقى ، وأبو داود رقم (3879) في
الطب ، باب ما جاء في العين .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/319) . والبخاري (7/171) قال : ثنا إسحاق بن نصر. وفي
(7/214) قال : حدثني يحيى. ومسلم (7/13) قال : حدثنا محمد بن رافع. وأبو داود
(3879) قال : حدثنا أحمد بن حنبل.
أربعتهم - أحمد بن حنبل ، وإسحاق بن نصر ، ويحيى ، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق
بن همام ، قال : حدثنا معمر ، عن همام بن منبه ، فذكره.
* رواية محمد بن رافع ليس فيها الوشم.
5739 - (د) عائشة - رضي
الله عنها - قالت : «كان يُؤمَرُ العَائِنُ : فيتوضأُ ، ثم يغتسلُ منه الَمعيِنُ»
أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العَائِن) : الذي تُصيب عينه.
(المَعِين) : المُصاب بالعين.
__________
(1) رقم (3880) في الطب ، باب ما جاء في العين ، وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3880) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال : حدثنا جرير ، عن
الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، فذكره.
5740 - (ط) محمد بن أبي
أمامة بن سهل بن حنيف - أنه سمع أباه يقول : «اغْتَسل أبي سَهْلُ بنُ حُنْيف
بالخَرَّار، فنزع جُبة كانت عليه ، -[585]- وعامرُ بنُ ربيعة ينظر إليه ، وكان سهل
شديدَ البَيَاض ، حَسَنَ الجلْدِ ، فقال عامر : ما رأيتُ كاليوم ، ولا جِلدَ
مُخَبَّأة عذْرَاءَ ، فوُعِك سهل مكانَه ، واشتَدَّ وَعْكُه ، فأُخبِرُ رسول الله
- صلى الله عليه وسلم- بوَعْكهِ ، فقيل له : ما يَرْفَعُ رأسَه ، وكان قد
اكْتُتِبَ في جيش ، فقالوا له : هو غيرُ رائح معك يا رسول الله ، والله ما يرفعُ
رأسَه ، فقال : [هل] تَتَّهِمونَ له أحداً ؟ قالوا : عامرَ بنَ ربيعةَ ، فدعاه
رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فَتغيَّظَ عليه ، وقال : عَلاَمَ يَقْتُلُ
أحدُكم أخاه ؟ ألاَّ برَّكتَ ؟ اغتَسلْ له ، فغسل عامر وجهه ، ويديه ، ومِرفَقَيْه
، ورُكْبَتَيْه، وأطرَافَ رجليه ، ودَاخِلةَ إزاره ، في قَدَح ، ثم صُبَّ عليه من
ورائه ، فَبَرأَ سهل من ساعته» .
وفي رواية نحوه إلى قوله : «واشْتَدَّ وَعْكُه - وبعده : فَأتَى رسول الله - صلى
الله عليه وسلم- ، فأخبره بالذي كان من شأن عامر ، فقال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- : عَلامَ يقتلُ أَحدُكم أخاه ؟ ألا برَّكْتَ ؟ إن العين حق تَوضَّأ له ،
فتوضأ له عامر ، وصُب عليه من خلفه ، فَرَاحَ سهلُ مع رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- ليس به بأس» أخرجه الموطأ (1) . -[586]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مُخَبَّأة عَذْرَاء) المخبَّأة : المخدَّرة ، والعذرَاء البِكُر والجمع
العَذَارى.
(ألا بَرَّكْت) من البركة ، وهي الزيادة والنماء ، أو الثبات والدوام ، أي : هلا
دعوت له بالبركة.
(دَاخِلَة إزَاره) : هي الطرف الذي يلي جسد المؤتزر.
وقيل : أراد موضع داخلة إزاره من جسده ، لا إزاره ، وقيل : أراد به مَذَاكِيره ،
فكنى عنها ، كما يُكنى عن الفرج : بالسراويل ، وقيل : هو الوَرِك.
__________
(1) 2 / 938 و 939 في العين ، باب الوضوء من العين ، وهو حديث حسن ، قال الزرقاني
في " شرح الموطأ " : ظاهره الإرسال ، لكنه محمول على أن أبا أمامة سمع
ذلك من أبيه ، ففي بعض طرقه عن أبي أمامة : حدثني أبي أنه اغتسل ... الخ . أقول :
ورواه أيضاً أحمد والنسائي وابن ماجة ، وصححه ابن حبان .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (1810) عن محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ، فذكره. وفي (1811) عن
ابن شهاب عن أبي أسامة بن سهل بن حنيف ، فذكره
قال الإمام الزرقاني : ظاهره الإرسال ، لكنه محمول على أن أبا أمامة سمع ذلك من
أبيه ، ففي بعض طرقه عن أبي أمامة حدثني أبي أنه اغتسل. الشرح (4/406) ط / دار
الكتب العلمية.
الكتاب الرابع : في
الطلاق ، وفيه سبعة فصول
الفصل الأول : في ألفاظ الطلاق ، وفيه ثلاثة فروع
الفرع الأول : في الصريح
5741 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : «إذا قال : أنتِ طالِق
ثلاثاً بفَم واحد ، فهي واحدةُ» أخرجه أبو داود.
[وفي رواية أخرى : لم يذكر ابن عباس ، وجعله قولَ عكرمة] (1) .
وفي رواية ذكرها رزين : أنه كان يقول : «إذا قال : أنتِ طالق ، أنت طالق ، أنتِ
طالق - ثلاث مرَّات - فهي واحدة ، إن أراد التوكيد للأولى ، وكانت غيرَ مَدخُول
بها» .
__________
(1) رقم (2197) في الطلاق ، باب نسخ المراجعة بعد التطليقات الثلاث .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2197) قال :وروى حماد بن زيد ، عن أيوب عن عكرمة ، فذكره وقال :
ورواه إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن عكرمة. هذا قوله، لم يذكر ابن عباس. وجعله
قول عكرمة.
قلت: كذا أسند أبو داود عن حميد بن مسعدة ،ثنا إسماعيل ، أخبرنا أيوب عن عبد الله
بن كثير ، عن مجاهد، وذكر قصة وفيها مخالفة لحديث عكرمة حيث جعل ابن عباس الثلاثة
موجبة للفراق البائن ، ثم قال أبو داود : روى هذا الحديث حميد الأعرج وغيره عن من
مجاهد عن ابن عباس،ورواه شعبة عن عمرو بن مرة بن سعيد بن جبير عن ابن عباس ، وأيوب
وابن جريج جميعا عن عكرمة بن خالد بن سعيد بن جبير عن ابن عباس. وذكر غيرهم ثم قال
: كلهم قالوا في الطلاق الثلاث أنه أجازها ، قال : وبانت منك ، نحوالحديث إسماعيل
بن أيوب عن عبد الله بن كثير ، ثم ذكر العلماء عن حماد بن زيد. فهذا هو الصحيح من
قول ابن عباس أنه أجاز الثلاثة. أما اعتبارها واحدة فهي شاذة ، إن صح سندها وفي
النفس أنها من قول عكرمة ، والله أعلم.
5742 - (ط) مالك بن أنس -
رحمه الله - بلغه : أن رجلاً قال لعبد الله بن عباس (1) : «إني طَّلقتُ امرأتي
مائة تطليقة ، فماذا ترى عليَّ ؟ فقال ابن عباس : طَلُقَتْ منك بثلاث ، وسَبْع وتسعون
اتَّخَذّتَ بها آياتِ الله هُزُواً» أخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ " : مما رواه عبد الرزاق ، وأبو بكر
بن أبي شيبة عن سعيد بن جبير وغيره أن رجلاً قال لعبد الله بن عباس .
(2) بلاغاً 2 / 550 في الطلاق ، باب ما جاء في البتة ، وإسناده منقطع .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
منقطع : ذكره مالك في الموطأ (1195) . وقال الزرقاني في شرحه (3/216) بلغه مما
رواه عبد الرزاق وأبو بكر بن أبي شيبة عن سعيد بن جبير ، وغيره.
قلت : وهما - عبد الرزاق ، وأبو بكر - أصغر من مالك والضمير عائد على أصل القصة ،
وقد رواها أبو داود في سننه (2197) ، راجع الحديث المتقدم.
5743 - (ط) مالك بن أنس -
رحمه الله - بلغه : أن رجلاً جاء إلى عبد الله ابن مسعود (1) فقال : «إني طلقتُ
امرأتي ثمانيَ تطليقات ، قال ابن مسعود : فماذا قيل لك ؟ قال : قيل لي : إنها قد
بَاَنتْ منكَ ، فقال ابن مسعود : صَدَقُوا ، مَن طَلَّق كما أمره الله ، فقد
بيَّنَ اللهُ له ، ومَن لَبَّسَ على نفسِه لَبساً : جَعَلنا لَبْسه به ، ولا
تُلَبِّسوا على أَنْفُسكِم ونتحمَّله عنكم ، وهو كما يقولون» . أخرجه الموطأ (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بَانَت) المرأة من زوجها : طَلُقت ، بمعنى : انفصلت عنه.
__________
(1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ " : وقد رواه ابن أبي شيبة عن علقمة
أن رجلاً جاء إلى عبد الله ابن مسعود .
(2) بلاغاً 2 / 502 في الطلاق ، باب ما جاء في البتة ، وإسناده منقطع .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
منقطع : ذكره مالك في الموطأ (1196) .
وقال الزرقاني في شرحه (3/217) : بلغه وقد رواه ابن أبي شيبة.
5744 - (س) محمود بن لبيد
- رضي الله عنه - قال : «أُخْبِرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن رجل طلَّق
امرأته ثلاثَ تَطْليِقات جميعاً ، فقام غَضبانَ ، وقال : أَيُلْعَبُ بكتاب الله عز
وجل وأنا بين أظهركم ، حتى قام رجل فقال : يا رسول الله، أَلا أَقتُلُه ؟» أخرجه
النسائي (1) .
__________
(1) 6 / 142 في الطلاق ، باب الثلاث المجموعة وما فيه من التغليظ ، من حديث ابن
وهب عن مخرمة عن أبيه عن محمود بن لبيد ، ورجال إسناده ثقات ، ولكن مخرمة لم يسمع
من أبيه كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في " التهذيب " .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع : أخرجه النسائي (6/142) قال : أخبرنا سليمان بن داود ، عن ابن وهب،
قال : أخبرني مخرمة ، عن أبيه ، فذكره. قلت : مخرمة لم يسمع من أبيه.
5745 - (ت د) عبد الله بن
يزيد بن رُكانة - عن أبيه عن جده قال : «أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ،
فقلت : يا رسول الله ، إني طلقَّت امرأتي ألبتَّة ، فقال : ما أردْتَ بها ؟ قلتُ :
واحدة ، قال : آللهِ ؟ قلت : آللهِ ، قال : فهو ما أَرَدْتَ» أخرجه الترمذي وأبو
داود.
وفي رواية لأبي داود «أنَّ رُكانةَ طلَّق امرأتَه ألبتَّة ، فَردَّها إليه النبيُّ
- صلى الله عليه وسلم-، لأنهم ولد الرجل ، وأهله أعلم ، إنَّ ركانة إنما طلَّق
امرأته ألبتَّة ، فجعلها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- واحدة» .
وفي أخرى لأبي داود : «أن رُكانة بن عبد يزيد طلَّق امرأته سُهَيْمَةَ ألبتَّة ،
فأخْبَرَ بذلك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ، وقال : والله ما أرّدْتُ إلا واحدة
، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : والله ما أرَدْتَ إلا واحدة ؟ قال ركانةُ
: والله ما أردتُ إلا -[590]- واحدة ؟ فردَّها إليه رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- ، فطلَّقها الثانيةَ في زمان عمر، والثالثةَ في زمان عثمان» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ألبتَّة) من البت : القطع والبَتَات ، وذلك إذا طلَّقها ثلاثاً.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1177) في الطلاق ، باب ما جاء في الرجل يطلق امرأته البتة ،
وأبو داود رقم (2196) في الطلاق ، باب نسخ المراجعة بعد التطليقات الثلاث ، ورقم
(2206) و (2207) و (2208) في الطلاق ، باب في البتة ، قال الحافظ في "
التلخيص " واختلفوا هل هو من مسند ركانة أو مرسل عنه ، قال : وصححه أبو داود
وابن حبان والحاكم ، وأعله البخاري بالاضطراب ، وقال ابن عبد البر في "
التمهيد " : ضعفوه ، قال : وفي الباب عن ابن عباس ، رواه أحمد والحاكم ، وهو
معلول أيضاً ، وقال ابن كثير : لكن قد رواه أبو داود من وجه آخر ، وله طرق أخر ، فهو
حسن إن شاء الله .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مضطرب : أخرجه الدارمي (2277) قال : حدثنا سليمان حرب. وأبو داود (208) قال :
حدثنا سليمان بن داود. وابن ماجة (2051) قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وعلي بن
محمد ، قالا : حدثنا وكيع. والترمذي (1177) قال : حدثنا هناد قال : حدثنا قبيصة.
أربعتهم -سليمان بن حرب ، وسليمان بن داود ، ووكيع ، وقبيصة - عن جرير بن حازم ،
عن الزبير بن سعيد ، عن عبد الله بن علي بن يزيد بن ركانة ، عن أبيه ، فذكره.
قال الترمذي : هذا الحديث لانعرفه إلامن هذا الوجه ، وسألت محمدا (يعني ابن
إسماعيل البخاري) عن هذا الحديث ، فقال : فيه اضطراب.
وقع في المطبوع من «سنن الدارمي» - الزبير بن سعيد ، رجل من بني عبد المطلب -
وصوابه - الزبير بن سعيد -. انظر ترجمته في «تهذيب التهذيب» (3/ترجمة 584) .
وعن نافع بن عجير ، عن ركانة بن عبد يزيد بن ركانة. «أن ركانة بن عبد يزيد طلق
امرأته سهيمة ألبتة» .
أخرجه أبو داود (2207) قال :حدثنا محمد بن يونس النسائى ، أن عبد الله بن الزبير
حدثهم ، عن محمد بن إدريس ، قال : حدثني عمي محمد بن علي ، عن ابن السائب ، عن
نافع بن عجير ، فذكره.
(*) أخرجه أبو داود (2206) قال :حدثنا ابن السرح ، وإبراهيم بن خالد الكلبي ، في
أخرين ، قالوا : حدثنا محمد بن إدريس الشافعي ، قال :حدثني عمي محمد بن علي بن
شافع ، عن عبد الله بن علي بن السائب ، عن نافع بن عجير. عن عبد يزيد بن ركانة ،
أن ركانة بن عبد يزيد طلق امرأتة... الحديث مرسلا.
وقال في التلخيص أعله البخاري بالاضطراب ،وقال ابن عبد البر في التمهيد
ضعفوه.ا.هـ.
الفرع الثاني : في
الكناية
5746 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - بلغه : أنه كُتِبَ إلى عمر بن الخطاب من
العراق : أن رجلاً قال لامرأته : حَبْلُكِ على غَاربك ، فكتب إلى عاِملهِ : أن
مُرْهُ أن يُوافِيَني بمكة في الموسم ، فبينما عمر يطوف بالبيت ، إذ لَقِيهُ الرجل
، فسلَّم عليه ، فقال له عمر بن الخطاب : مَن أنت ؟ فقال الرجل : أنا الذي أمَرْت
أن أُجْلَبَ إليك ، فقال له عمر : أسألك بربِّ هذه البَنِيَّةِ (1) : ماذا أردتَ
بقولك : حَبْلكِ على غَارِبِكِ ؟ فقال له الرجل : لو -[591]- استحلفتني في غير هذا
المكان ما صَدقَتُك ، أرَدْتُ بذلك الفِرَاقَ ، فقال عمر بن الخطاب : هو ما
أرَدْتَ. أخرجه الموطأ (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حَبْلُك على غَارِبِك) الغارِب مقدَّم السَّنام ، وهذا من كنايات الطلاق ، كأنها
مطلقة قد ترك حبلها الذي يُمسكها على غاربها ، فتسرح أين أرادت.
(الموسم) : أيام الحج.
__________
(1) يعني : الكعبة المشرفة .
(2) 1 / 551 بلاغاً في الطلاق ، باب ما جاء في الخلية والبرية وأشباه ذلك ،
وإسناده منقطع .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
منقطع : ذكره مالك (1199) كتاب الطلاق -باب ماجاء في الخلية والبرية وأشباه ذلك.
5747 - (ط) نافع - مولى
ابن عمر - «أن ابن عمر - رضي الله عنهما - كان يقول : في الخَلِيَّة والبرِيَّةِ ،
كلُّ واحدة منهما : هي ثلاث تطليقات» . أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الخَلِيَّة - البرية) الخلية : من كنايات الطلاق ، وهي التي خلت من الأزواج ، أو
شُبِّهت بالخليَّة : الناقة إذا أطلقت من عِقَالها ، وكذلك «البرية» هي التي
بَرِئت من الأزواج ، أي : خلصت.
__________
(1) 1 / 552 في الطلاق ، باب ما جاء في الخلية والبرية وأشباه ذلك ، وإسناده صحيح
.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع.
أخرجه مالك (1201) عن نافع به قلت : لفظه في المطبوع : إنها ثلاث تطليقات كل واحدة
منهما.
5748 - (ط) مالك بن أنس -
رحمه الله - «بلغه : أن علي بن أبي طالب -[592]- رضي الله عنه - كان يقول في الرجل
يقول لامرأته : أنتِ عليَّ حرامُ : إنها ثلاث تطليقات» (1) أخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ " : مما صح من طرق .
(2) 1 / 552 بلاغاً في الطلاق ، باب ما جاء في الخلية والبرية وأشباه ذلك ،
وإسناده منقطع ، قال الحافظ في " الفتح " : وروي عن علي ، وزيد بن ثابت
، وابن عمر ، والحكم ، وابن أبي ليلى في الحرام ثلاث تطليقات ، ولا يسأل عن نيته ،
به قال مالك ، وعن مسروق والشعبي وربيعة : لا شيء فيه ، وبه قال أصبغ من المالكية
، وفي المسألة اختلاف كثير عن السلف بلغها القرطبي المفسر إلى ثمانية عشر قولاً ،
وزاد غيره عليها ، وفي مذهب مالك فيها تفاصيل أيضاً يطول استيعابها ... الخ ، أقول
: وانظر الحديث الذي بعده .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
منقطع : ذكره مالك (1200) الكتاب والباب السابقان. قال الزرقاني : صح من طرق عن
علي ابن أبي طالب.الشرح (1/219) .
5749 - (خ م س) عبد الله
بن عباس - رضي الله عنهما - قال : «مَن حَرَّمَ امرأتَه فليس بشيء (1) ، وقرأ
{لَقَدْ كانَ لكمْ في رسولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب : 21]» .
وفي رواية «إذا حرَّم الرجل امرأتَه فهي يمين يُكَفِّرُها ، وقال : {لقد كان لكم
في رسولِ اللهِ أُسْوَةٌ حسنة}» أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية النسائي : «أنه أتاه رجل فقال : إني جعلتُ امرأتي عليَّ حراماً. قال :
كذبتَ ، ليستْ عليك بحرام ، ثم تلا هذه الآية {يَا أَيُّها النبيُّ لِمَ تُحَرِّمُ
ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} [التحريم : 1] عليك أغْلَظُ الكفَّارة : عِتْقُ رقبة»
(2) . -[593]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أُسْوة) الأُسوة : القُدوة ، بضم أولها ، ويكسر.
(يكفِّرها) الكفَّارة : ما يجب على من حَنَثَ ، وهي من التَّغْطِية ، كأنها
تُغَطِّي الذَّنْبَ وتَمْحُوه.
__________
(1) أي : ليس بطلاق .
(2) رواه البخاري 9 / 328 في الطلاق ، باب لم تحرم ما أحل الله لك ، وفي تفسير
سورة التحريم في فاتحتها ، ومسلم رقم (1473) في الطلاق ، باب وجوب الكفارة على من
حرم امرأته ولم ينو الطلاق ، والنسائي 6 / 151 في الطلاق ، باب تأويل قوله عز وجل
: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/225) (1976) قال : حدثنا إسماعيل ، قال : أنبأنا هشام ،
والبخاري (6/194) قال : حدثنا معاذ بن فضالة ، قال : حدثنا هشام.وفي (7/56) قال :حدثني
الحسن بن صباح. أنه سمع الربيع بن نافع ، قال : حدثنا معاوية.ومسلم (4/184) قال :
حدثنا زهير بن حرب ، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن هشام (يعني الدستوائي) .
(ح) وحدثنا يحيى بن بشر الحريري ، قال : حدثنا معاوية (يعني ابن سلام) . وابن ماجة
(2073) قال : حدثنا محمد بن يحيى ، قال : حدثنا وهب بن جرير ، قال : حدثنا هشام
الدستوائي.
كلاهما -هشام الدستوائي ، ومعاوية بن سلام - عن يحيى بن أبي كثير ،عن يعلي بن حكيم
، عن سعيد بن جبير ، فذكره.
رواية ابن سلام : «إذا حرم امرأته ، ليس بشيء. وقال : لكم في رسول الله أسوة حسنة»
.هذه عند البخاري.
ورواية معاوية بن سلام عند مسلم : «إذا حرم الرجل عليه امرأته، فهي يمين يكفرها» .
وقال : {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} .
قلت : رواية النسائي في السنن (6/151) .
الفرع الثالث : في
تَفْوِيض الطلاق إلى المرأة
5750 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - «بلغه : أن رجلاً جاء إلى ابن عمر، فقال :
يا أبا عبد الرحمن ، إني جعلتُ أمرَ امرأتي بيَدِها فطلّقتْ نَفْسَها ، فماذا ترى
؟ قال ابن عمر : أُراه كما قالت ، فقال الرجل : لا تفعل يا أبا عبد الرحمن ، فقال
ابن عمر : أنا أفعل ؟ أنتَ فعلتَه» أخرجه الموطأ (1) .
وله في رواية عن نافع : أن عبد الله بن عمر كان يقول : «إذا ملَّك الرجلُ امرأتَه
أمْرَها : فَالقَضَاءُ ما قَضَتْ ، إلا أن يُنْكِر عليها ، فيقول : لم أُرِدْ إلا
واحدة ، فَيَحْلِف على ذلك ، ويكون أَمْلَكَ بها ما كانت في عِدَّتها» (2) .
__________
(1) بلاغاً 2 / 553 في الطلاق ، باب ما يبين من التمليك ، وإسناده منقطع ، ولكن
يشهد له معنى الرواية التي بعده .
(2) 2 / 553 في الطلاق ، باب ما يبين من التمليك ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
منقطع : ذكره مالك (4/120) كتاب الطلاق - باب ما يبين من التمليك. قلت : وأثر ابن
عمر إسناده صحيح ، أخرجه مالك (1205) عن نافع ،به.
5751 - (ط) خارجة بن زيد
- رضي الله عنه - «أنه كان جالساً عند زيد بن ثابت ، فأتاه محمد بن أبي عَتيِق
وعَينْاه تدْمَعَان ، فقال له زيد : ما شأنُك ؟ فقال : ملَّكتُ امرأتي أمرَها ،
فَفَارَقَتْني ، فقال له زيد بن ثابت : ما حملك على ذلك ؟ فقال له : القَدَرُ ،
فقال زيد : فارْتَجِعْها إن شِئْتَ ، فإنما هي واحدة ، وأنتَ أمْلَكُ بها» أخرجه
الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 554 في الطلاق ، باب ما يجب فيه تطليقة واحدة من التمليك ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه مالك (1206) عن سعيد بن سليمان بن زيد بن ثابث ، فذكره.
5752 - (د ت س) حماد بن
زيد - قال «قلت لأيوب : هل علمتَ أحداً قال في «أمْرُك بِيدكِ» إنها ثلاث ، إلا
الحسن ؟ قال : لا إلا الحسن ، ثم قال : اللهم غَفْراً ، إلا ما حدَّثني قتادة عن
كثير مولى ابنِ سمرةَ عن أبي سلمةَ عن أبي هريرة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-
قال : ثلاث ، قال أيوب : فَلَقيِتُ كثيراً مولى ابن سِمرةَ ، فسألتُه ؟ فلم
يعرِفْه ، فَرجَعْتُ إلى قتادةَ ، فأخبرتُه ، فقال : نَسِيَ» . أخرجه الترمذي وأبو
داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2204) في الطلاق ، باب في أمرك بيدك ، والترمذي رقم (1178)
في الطلاق ، باب ما جاء في أمرك بيدك ، والنسائي 6 / 147 في الطلاق ، باب أمرك
بيدك ، وقال النسائي : هذا حديث منكر ، أقول : لعله يريد بقوله : منكر ، أن رفعه
منكر ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث سليمان بن حرب عن حماد
بن زيد ، قال الترمذي : وسألت محمداً (يعني البخاري) عن هذا الحديث فقال : أخبرنا
سليمان بن حرب عن حماد بن زيد بهذا ، وإنما هو عن أبي هريرة موقوفاً ، ولم يعرف
حديث أبي هريرة مرفوعاً ، وكان علي بن نصر حافظاً صاحب حديث ، قال المباركفوري في
" تحفة الأحوذي " : لعل الترمذي أراد بقوله هذا أن علي ابن نصر روى هذا
الحديث مرفوعاً ، وكان ثقة حافظاً ، وروايته مرفوعاً زيادة ، وزيادة الثقة مقبولة
، والله أعلم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2204) قال : حدثنا الحسن بن علي. والترمذي (1178) قال :حدثنا علي
بن نصر بن علي.والنسائى (6/147) قال : أخبرنا علي بن نصر بن علي.
كلاهما - الحسن ، وعلي - قالا : حدثنا سليمان بن حرب ، عن حماد بن زيد ، فذكره.
(*) قال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث سليمان بن حرب ، عن حماد بن
زيد. وسألت محمدا (يعني البخاري) عن هذا الحديث.فقال حديث سليمان بن حرب.عن حماد
بن زيد بهذا ، وإنما هو عن أبي هريرة موقوف. ولم يعرف حديث أبي هريرة مرفوعا.وكان علي
بن نصر حافظ صاحب حديث.
(*) قال أبو عبد الرحمن النسائى : هذا حديث منكر.
(*) أخرجه أبو داود (2005) قال : حدثا مسلم بن إبرهيم. حدثنا هشام ، عن قتادة ، عن
الحسن ، في أمرك بيدك ، قال : ثلاث.
5753 - (ط) القاسم بن
محمد - رحمه الله - عن عائشة أم المؤمنين «أنها خَطَبَتْ على عبد الرحمن بن أبي
بكر قُرَيَبَة ابْنَةَ أبي أُميَّةَ ، فزوَّجوه ، ثم إنهم عَتَبُوا على عبد الرحمن
بن أبي بكر ، وقالوا : ما زوَّجنا إلا عائشة ، فأرسلت عائشةُ إلى عبد الرحمن ،
فذكرت له ذلك ، فجعل أَمْرَ قُرَيبَةَ بيدها ، فاختَارَت زَوجَها ، فلم يكن ذلك
طلاقاً» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 555 في الطلاق ، باب ما لا يبين من التمليك ، وإسناده صحيح ، قال الزرقاني
في " شرح الموطأ " : ولابن سعد بسند صحيح عن ابن أبي مليكة قال : تزوج
عبد الرحمن قريبة أخت أم سلمة وكان في خلقه شدة ، فقالت له يوماً : أما والله لقد
حذرتك ، قال : فأمرك بيدك ، فقالت : لا أختار على ابن الصديق أحداً ، فأقام عليها
.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه مالك (1208) عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه ، به.
5754 - (ط) القاسم بن
محمد - رحمه الله - «أن عائشة - زَوجَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-زَوَّجَتّ
حَفْصَة بنت عبد الرحمن المنُذِرَ بن الزبير، وعبد الرحمن غائِب بالشام ، فلما
قَدِمَ عبد الرحمن قال : ومِثْلي يُصنعُ به هذا ؟ ومثلي يُفَتاتُ عليه ؟ فكلَّمت
عائشةُ المنذرَ بن الزبير ، فقال المنذر : فإن ذلك بيد عبد الرحمن ، فقال عبد
الرحمن : ما كنتُ لأرُدَّ أمراً قَضَيْتِيه ، فقرَّت حفصةُ عند المنذر، ولم يكن
ذلك طلاقاً» أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يُفتات عليه) الافْتِيَات : الاجْتِرَاء على الإنسان والإقدام عليه ، وترك
المُبَالاة به.
__________
(1) 2 / 555 في الطلاق ، باب ما لا يبين من التمليك ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه مالك (1209) بالإسناد السابق.
5755 - (ط) مالك بن أنس -
رحمه الله «بلغه : أن عبد الله بن عمر وأبا هريرة سُئلا عن الرجل يُمَلِّكُ
امرأتَه ، فَتَرُدُّ ذلك إليه ، ولا تقضي فيه شيئاً ؟ فقال : ليس ذلك بطلاق» أخرجه
الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 555 في الطلاق ، باب ما لا يبين من التمليك ، وإسناده منقطع .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
منقطع : ذكره مالك (1210) كتاب الطلاق - باب ما لا يبين من الملك.
5756 - (خ م د ت س) مسروق
- قال : «ما أُبَالي خَيَّرتُ امرأتي واحدة ، أو مائة ، أو ألفاً ، بعد أن
تختارَني ، ولقد سألتُ عائشةَ ؟ فقالت : خَيَّرنَا رسولُ - صلى الله عليه وسلم- ،
أفَكان ذلك طلاقاً ؟» .
وفي رواية أنها قالت : «خيَّرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فاخْتَرنَاه ،
فلم يَعُدَّ ذلك علينا شيئاً» . أخرجه البخاري ومسلم ، وأخرج الترمذي وأبو داود
الثانية، وأخرج النسائي المسندَ فقط من الأولى.
وله في أخرى قالت : «خيَّرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فاختَرناه ، فلم يكن
طلاقاً» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 322 في الطلاق ، باب من خير أزواجه ، ومسلم رقم (1477) في
الطلاق ، باب بيان أن تخيير امرأته لا يكون طلاقاً إلا بالنية ، وأبو داود رقم
(1179) في الطلاق ، باب في الخيار ، والترمذي رقم (1179) في الطلاق ، باب ما جاء
في الخيار ، والنسائي 6 / 56 في النكاح ، باب ما افترض الله عز وجل على رسوله
وحرمه على خلقه ليزيده إن شاء الله قربة إليه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه الحميدي (234) قال : حدثنا سفيان.قال : حدثني إسماعيل بن أبي خالد.وأحمد
(6/97) قال :حدثنا محمد بن جعفر. قال حدثنا شعبة ، عن إسماعيل بن أبي خالد. وفي
(6/202) قال : حدثنا يحيى ، عن إسماعيل. وفي (6/205) قال : حدثنا وكيع. قال :حدثنا
إسماعيل بن أبي خالد. وفي (6/240) قال :حدثنا يزيد. قال : أخبرنا إسماعيل بن أبي
خالد. والدارمي (2274) قال : أخبرنا يعلى. قال : حدثنا إسماعيل بن أبي خالد.
والبخاري (7/55) قال : حدثنا مسدد.قال :حدثنا يحيى ، عن إسماعيل. ومسلم (4/186)
قال : حدثنا يحيى بن يحيى التميمي. قال : أخبرنا عبثر ، عن إسماعيل بن أبي خالد.
(ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة.قال : حدثنا معن بن مسهر. عن إسماعيل بن أبي
خالد. (ح) وحدثنا محمد بن بشار. قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. عن
عاصم. (ح) وحدثني إسحاق بن منصور. قال : أخبرنا عبد الرحمن ، عن سفيان ، عن عاصم
الأحول، وإسماعيل بن أبي خالد. والترمذي (1179) قال : حدثنا محمد بن بشار. قال :
حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال : حدثنا ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، والنسائى
(6/56) قال : أخبرنا عمرو بن علي. قال : حدثنا عبد الرحمن ، عن سفيان ، عن
إسماعيل. وفي (6/160) قال :أخبرنا عمرو بن علي. قال : حدثنا يحيى، عن ابن سعيد ،
عن إسماعيل.وفي (6/161) قال: أخبرنا محمد بن عبد العلاء. قال : حدثنا خالد.قال
:حدثنا شعبة ، عن عاصم. (ح) وأخبرنا محمد بن إبراهيم بن صدران ، عن خالد بن
الحارث. قال : حدثنا ،وهو ابن عبد الملك ، عن عاصم.
كلاهما - إسماعيل بن أبي خالد ، وعاصم الأحول - عن عامر الشعبي.
2- وأخرجه أحمد (6/45و47) قال :حدثنا أبو معاوية. وفي (6/173) قال: حدثنا محمد بن
جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (6/239) قال :حدثنا يزيد قال : أخبرنا سفيان الثوري.
والبخاري (7/55) قال : حدثنا عمر بن حفص. قال : حدثنا أبي. ومسلم (4/187) قال :
حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قال يحيى : أخبرنا وقال
الآخرون : حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا أبو الربيع الزهراني.قال حدثنا إسماعيل بن
زكريا.وأبو داود ((2203) قال :حدثنا مسدد. قال :حدثنا أبو عوانة.. وابن ماجة
(2052) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.قال حدثنا أبو معاوية. والترمذي (1179)
قال : حدثنا محمد بن بشار.قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال :حدثنا سفيان.
والنسائي (6/56) قال : أخبرنا بشر بن خالد العسكري.قال : حدثنا غندر. قال حدثنا
شعبة.وفي (6/161) قال أخبرنا محمد بن عبد الأعلى.قال :حدثنا خالد.قال حدثنا شعبة
(ح) وأخبرني عبد الله بن محمد الضعيف. قال: حدثنا أبو معاوية.ستتهم - أبو معاوية ،
وشعبة ، وسفيان الثوري ، وحفص بن غياث ،وإسماعيل بن زكريا، وأبو معاوية - عن
سليمان الأعمش عن أبي الضحى.
كلاهما- الشعبي ،ومسلم بن صبيح أبو الأضحى - عن مسروق ، فذكره.
وعن الأسود ، عن عائشة بمثله هكذا ذكره مسلم عقب حديث مسروق ، عن عائشة قالت :
«خيرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاخترناه ، فلم يعددها علينا شيئا» .أخرجه
مسلم (4/187) قال :حدثنا أبو الربيع الزهراني ، قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا.قال
:حدثنا الأعمش ، عن إبراهيم ،عن الأسود ، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (6/170) قال : حدثنا هشيم قال :أخبرنا مغيرة ، عن إبراهيم عن
عائشة قالت: «قد خيرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاخترناه ، فلم يعد ذلك
طلاقا» ليس فيه الأسود. وبلفظ : «لما أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بتخيير
أزواجه بدأ بي، فقال: إني ذاكر لك أمرا، فلا عليك أن لا تعجلي حتى تستأذني
أبويك...» أخرجه أحمد (6/77، 152) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: أخبرنا أبو
عوانة، عن عمر بن أبي سلمة. وفي (6/103) قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا أبو
عوانة، عن عمر. وفي (6/211) قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا محمد بن عمرو. وفي
(6/248) قال: حدثنا عثمان، قال: أخبرنا يونس، عن الزهري. والبخاري (6/146) قال:
حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري، ومسلم (4/185) قال: حدثني أبو
الطاهر، قال: حدثنا ابن وهب. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى التجيبي، قال: أخبرنا عبد
الله بن وهب. قال : أخبرني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب.والترمذي (2204) قال :
حدثنا عبد بن حميد. قال حدثنا عثمان بن عمر. عن يونس بن يزيد ، عن الزهري.
والنسائى (6/55) قال : أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد النيسابوري. قال :
حدثنا محمد بن موسى بن أعين.قال حدثنا أبي، عن معمر، عن الزهري. وفي (6/159) فال :
أخبرنا يونس بن عبد الأعلى.قال :حدثنا ابن وهب.قال :أنبأنا يونس بن يزيد يونس بن
علي ،عن ابن شهاب.ثلاثتهم - عمر بن أبي سلمة ، ومحمد ابن عمرو ، وابن شهاب الزهري
- عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.
الفصل الثاني : في الطلاق
قبل الدخول
5757 - (م د س) طاوس - «أن أبا الصَّهْباءِ كان كثير السؤال لابن عباس ، فقال :
أما علمتَ أن الرجل كان إذا طلَّق امرأته ثلاثاً قبل أن يدخلَ بهَا ، جَعَلوها
واحدة على عهدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر ، وصدراً من إمَارَة عمر
؟ قال ابنُ عباس : بلى ، كان الرجل إذا طلَّق امرأته ثلاثاً قبل أن يدخلَ بها ،
جعلوها واحدة عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر ، وصَدْراً من إمَارَة
عمر ، فلما رأى الناسَ قد تَتَايعُوا فيها قال : أَجِيزُوهنَّ عليهم» أخرجه أبو
داود (1) .
وفي رواية مسلم «أن أبا الصَّهباء قال لابن عباس : هاتِ من هَنَاتك. ألم يكن طلاقُ
الثلاث على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر واحدة ؟ فقال : قد كان
ذلك ، فلما كان في عهد عمر تَتَايع (2) الناسُ في الطلاق فأجَازَه عليهم» .
وفي رواية عنه : أنَّ ابنَ عباس قال : «كان الطلاقُ على عهد رسول الله - صلى الله
عليه وسلم- وأبي بكر وسنتين من خلافة عمر : طلاقُ الثلاث واحدة ، فقال عمر بن
الخطاب : إن الناسَ قد اسْتَعجَلوا في أمر كانت لهم فيه أَنَاةُ ، فلو أمْضَيْناه
عليهم ؟ فأمْضَاه عليهم» . -[598]-
وفي أخرى «أن أبا الصهباء قال لابن عباس : أتعلم أنما كانت الثلاثُ تُجْعَلُ واحدة
على عهدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وثلاثاً من إمَارَةِ عمر ؟
فقال ابن عباس : نعم» . وأخرج أبو داود أيضاً والنسائي هذه الرواية الآخرة (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(هَنَاتك) الهَنَات : الخَصَلات ، يقال : في فلان هَنَات شرٍّ ، ولا يقال ذلك في
الخير ، وهي جمع هَنَة.
(تَتَايَع) التَّتَايُع : الوقوع في الشرِّ، والتهافت من غير تماسُك ولا توقُّف.
(أنَاة) الأناة : التَّأني وترك العجلة.
__________
(1) قال المنذري في " مختصر سنن أبي داود " 3 / 124 عن هذه الرواية :
الرواة عن طاوس مجاهيل .
(2) هذه رواية الجمهور ، وضبطه بعضهم تتابع ، بالباء ، لكن تتايع إنما يستعمل الشر
، وتتابع يستعمل في الخير والشر ، وتتايع هنا أجود .
(3) رواه مسلم رقم (1472) في الطلاق ، باب طلاق الثلاث ، وأبو داود رقم (2199) و
(2200) في الطلاق ، باب نسخ المراجعة بعد التطليقات الثلاث ، والنسائي 6 / 145 في
الطلاق ، باب طلاق الثلاث المتفرقة قبل الدخول بالزوجة ، وانظر ما قال النووي في
" شرح مسلم " حول هذا الحديث .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (1/314) (2877) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال حدثنا معمر. ومسلم
(4/183) قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، ومحمد بن راعف ، قال إسحاق : أخبرنا ، وقال
ابن رافع : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر. وفي (4/184) قال : حدثنا إسحاق
بن إبراهيم ، قال : أخبرنا روح بن عبادة،. قال : أخبرنا ابن جريج. (ح) وحدثنا ابن
راعف ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال: أخبرنا ابن جريج وأبو داود (2200) قال:حدثنا
أحمد بن صالح. قال حدثنا عبد الرزاق، قال أخبرنا ابن جرير.والنسائي (6/145) قال:
أخبرنا أبو داود سليمان بن سيف، قال:حدثنا أبو عاصم ، وعن ابن جرير.
كلاهما - معمر ،وابن جريج - عن ابن طاووس.
2- وأخرجه مسلم (4/184) قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال :أخبرنا سليمان بن حرب
،عن حماد بن زيد ، عن أيوب السختياني ، عن إبراهيم بن ميسرة.
كلاهما - ابن طاووس ،وإبراهيم بن ميسرة - عن طاووس ،فذكره.
(*) أخرجه أبو داود (2199) قال حدثنا محمد بن عبد الملك بن مروان.قال : حدثنا أبو
النعمان ، قال حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن غير واحد ، عن طاووس ، فذكره.
رواية معمر : «كان الطلاق على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وسنتين
من خلافة عمر ، طلاق الثلاث واحدة. فقال عمر بن الخطاب : إن الناس قد استعجلوا في
أمر قد كانت لهم فيه أناة : فلو أمضيناه عليهم فأمضاه عليهم» .
5758 - (ط د) محمد بن
إياس بن البكير- قال : «طلَّق رجل امرأته ثلاثاً قبل أن يَدخُلَ بها ، ثم بَدا له
أن يَنكحَها ، فجاء يَستفتي ، فذهبتُ معه أسألُ له ، فسأل عبد الله بِنَ عباس وأبا
هريرة عن ذلك ؟ فقالا : لا نرى أن تَنْكحِهَا حتى تَنْكِحَ زوْجاً غيرَكَ ، قال :
فإنما طلاقي إيَّاها واحدةُ ، -[599]- قال ابن عباس : إنكَ أرْسَلتَ منْ يَدِك ما
كان لك من فَضْل» أخرجه الموطأ.
وفي رواية معاوية بن أبي عيَّاش الأنصاري «أنه كان جالساً مع عبد الله بن الزبير
وعاصم بن عمر ، قال : فجاءهما محمد بن إياس بن البُكير فقال : إن رجلاً من أهل
البادية طلَّق امرأتَه ثلاثاً قبل أن يدخلَ بها ، فما تَرَيان ؟ فقال عبد الله بن
الزبير : إن هذا لأمْر مالنا فيه قول ، فاذهب إلى عبد الله بن عباس وأبي هريرة ،
فإني تركتهما عند عائشة ، فَسَلهْمُا ، ثم ائْتنا فَأخبِرْنا ، فذهب فسألهما ،
فقال ابن عباس لأبي هريرة : أَفْتِه يا أبا هريرة ، فقد جاءتْك مُعضِلة ، فقال أبو
هريرة : الواحدةُ تُبِينُها ، والثلاثُ تُحَرِّمُها ، حتى تنكحَ زوْجاً غيره. وقال
ابن عباس مثل ذلك» . أخرجه الموطأ وأبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مُعْضِلَة) المعضلة : القضية المشكلة ، ومنه داء عُضَال ، أي : أعجز [الأطباء]
دواؤه.
__________
(1) رواه الموطأ 2 / 570 و 571 في الطلاق ، باب طلاق البكر ، وأبو داود رقم (2198)
في الطلاق ، باب نسخ المراجعة بعد التطليقات الثلاث ، وهو حديث صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه مالك (1235) قال : عن ابن شهاب ، عن محمد بن عبد الرحمن بن
ثوبان ، فذكره.
وأخرجه أبو داود (2198) بعد حديث عكرمة عن ابن عباس المذكور برقم (5741) أول هذا
الكتاب ، قال : وصار قول ابن عباس فيما حدثنا أحمد بن صالح ومحمد بن يحيى ،وهذا
حديث أحمد قالا حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ،عن أبي سلمة بن عبد
الرحمن ثوبان عن محمد بن إياس ،فذكره.
(*) قال أبو داود :وروى مالك بن يحيى بن سعيد بن بكير بن الأشج عن معاوية بن أبي عياش
، فذكر روايته معلقة عن مالك كما مر.وقد أخرجه مالك في موطأه (1237) .
5759 - (ط) عطاء بن يسار
– قال : «جاء رجل يسألْ عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - عن رجل طلَّق
امرأته ثلاثاً قبل أن يمسها ، قال عطاء : فقلت : إنما طلاقُ البِكر واحدة ، فقال
لي عبد الله : إنما أنتَ قاص : -[600]- الواحدةُ تُبِينُها ، والثلاث تُحَرِّمُها
، حتى تنكحَ زوجاً غيرَه» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 570 في الطلاق ، باب طلاق البكر ، وهو حديث صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه مالك (1236) قال : عن يحيى بن سعيد بن بكير بن عبد الله بن
الأشج عن النعمان بن أبي عياش الأنصاري ، فذكره.
5760 - (د) عبد الله بن
عباس وأبو هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهم - «سئلوا عن البكر
يُطَلقها زوجُها ثلاثاً ؟ فكلُّهم قالوا : لا تحلُّ له حتى تنكح زوجاً غيرَه» .
أخرجه أبو داود (1) .
وفي رواية ذكرها رزين : «أنهم سُئلوا عن رجل طلَّق امرأته ثلاثاً قبل أن يدخلَ بها
؟ فقالوا : الواحدة تُبيُنها ، والثلاثة تُحرِّمها إلا بعد زوج ، ولا عدَّة عليها
في واحدة ولا ثلاث ، لقوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إِذَا
نَكَحْتُمُ المُؤمِناتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أنْ تَمَسُّوهُنَّ
فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا} [الأحزاب : 49] ولها
المُتْعَةُ ، وذلك نصفُ ما سَمَّى لها ، وإن كان لم يُسَمِّ لها شيئاً ، فلها
مُتْعَةُ ، وهي غير لازمة» .
__________
(1) رقم (2198) في الطلاق ، باب نسخ المراجعة بعد التطليقات الثلاث ، وإسناده صحيح
.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أبو داود (2198) بالإسناد المار برقم (5758) .
الفصل الثالث : في طلاق
الحائض
5761 - (خ ط م ت د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - «أنه -[601]- طلَّق
امرأتَه وهي حائض ، فذكر ذلك عمر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فتغيظ فيه
رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، ثم قال : ليرَاجعْها ، ثم يُمْسِكهْا حتى تطهر
، ثم تحيض فتطهر ، فإن بَدَا له أن يطلِّقها ، فليطلِّقْها قبل أن يمسَّها ، فتلك
العدة كما أمر الله عز وجل» .
وفي رواية نحوه : وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «مُره فَلْيراجعْها
حتى تحيض حيضة مستقبَلة ، سِوى حيضتها التي طلَّقها فيها ، فإن بدا له أن
يطلِّقَها ، فليطلقها طاهراً من حيضتها قبل أن يمسَّها ، قال : والطلاق للعدة كما
أمر الله عز وجل ، وكان عبد الله طلقها تطليقة ، فَحُسِبَتْ من طلاقها ، وراجعها
عبد الله كما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» .
ومن حديث الزبيدي نحوه ، إلا أنه قال : «قال ابن عمر : فراجعتُها وَحُسبْتُ لها
التطليقة [التي طلقتُها]» .
وفي رواية لمسلم «أنه طلَّق امرأته وهي حائض ، فذكر ذلك عمر للنبيَّ - صلى الله
عليه وسلم- ، فقال : مُرْه فليراجعها ، ثم ليطَلِّقها طاهراً أو حاملاً» .
وفي أخرى له قال : «طلَّقت امرأتي على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم-[وهي
حائض] فذكر ذلك عمر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال : مُرْه فليراجعها ، ثم
ليدَعها حتى تطهر ثم تحيض حَيْضة أخرى ، فإذا طهرت فليطلقها قبل أن يجامعَها أو
يمسكها ، فإنها العدة التي أمر الله عز وجل أن يطلَّق لها النساءُ.
قال عبيد الله : قلت لنافع : ما صنعتِ التطليقةُ ؟ قال : واحدةٌ اعتَدَّ بها» .
-[602]-
وفي رواية لهما بنحوه إلى قوله : «يطلَّقُ لها النساءُ» .
وفي أخرى لهما «أنه طلق امرأته وهي حائض تطليقة واحدة ، فأمره رسول الله - صلى
الله عليه وسلم- أن يُرَاجعها ...» بنحوه.
وفي آخر حديث البخاري : «وكان عبد الله إذا سئل عن ذلك ؟ قال لأحدهم : إن كنت
طلَّقتها ثلاثاً ، فقد حرمت عليك حتى تنكح زوجاً غيَرك ، قال البخاري : وزاد فيه
غيره» قال ابن عمر : لو طلَّقتَ مرة أو مرتين ، فإن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -
أمرني بهذا .
وفي حديث مسلم «وكان عبد الله إذا سئل عن ذلك ؟ قال لأحدهم : أمَّا أنت طلقت
امرأتك مرة أو مرتين ، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أمرني بهذا ، وإن كنتَ
طلقتها ثلاثاً : فقد حَرُمَتْ عليك حتى تنكحَ زوجاً غيرَك ، وعصيتَ الله فيما أمرك
به من طلاق امرأتك» .
قال مسلم : جوَّد الليث في قوله : «تطليقة واحدة» .
وفي أخرى لهما عن محمد بن سيرين قال : «مكثتُ عشرين سنة يحدِّثني مَن لا أَتَّهِم
: أن ابن عمر طلَّق امرأته ثلاثاً وهي حائض ، فأُمِرَ أن يُراجعَها ، فجعلتُ لا
أتَّهمهم ولا أعرف الحديث : حتى لَقيتُ أبا غلاَّب يونسَ بن جبير [الباهلي]- وكان
ذا ثَبَت (1) - فحدَّثني : أنه سأل ابن عمر ؟ فحدَّثه : أنه طلَّق امرأته تطليقة
وهي حائض ، فأُمِرَ أن يُراجعَها ، قال : فقلت : أَفحُسِبتْ عليه ؟ -[603]- قال :
فَمَهْ ، أوَ إن عجَز واسْتَحْمقَ» هذا نص حديث مسلم عن علي بن حُجر ، وفي حديث
عبد الوارث قال : وقال : «يُطَلِّقها في قُبُل عدتها» وهو عند البخاري عن ابن
سيرين بمعناه ، ولم يذكر قول محمد بن سيرين في أوله ، وأخرجاه أيضاً من حديث أنس
بن سيرين عن ابن عمر.
ولمسلم من حديث أبي الزبير «أنه سمع عبد الرحمن بن أيمن مولى عَزَّةَ ، يسأل ابن
عمر - وأبو الزبير يسمع - : كيف ترى في رجل طلَّق امرأتَه حائضاً ، فقال : طلَّق
ابنُ عمر امرأته وهي حائض على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، [فسأل عمر
رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال : إن عبد الله طلق امرأته ، وهي حائض ؟]
فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : ليُراجعها ، فردَّها، وقال : إذا طَهُرَتْ
فليطلِّق أو ليمسك ، قال ابن عمر : وقرأ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يَا
أَيُّها النبيُّ إذاَ طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فطلقوهنُّ في قُبُل عدتَّهن (2)» قال
مسلم : في حديث عبد الرزاق عن ابن جريج عن أبي الزبير بمثل حديث حجاج ، وفيه بعض
الزيادة ، ولم يذكرها.
قال الحميديُّ : قال أبو مسعود في سياق هذا الحديث : «فردَّها عليَّ ، ولم يَرَه
شيئاً (3)» .
قال البخاري : وقال أبو مَعْمر : حدثنا عبد الوارث قال : حدثنا -[604]- أيوب عن
سعيد بن جبير عن ابن عمر «حُسِبَتْ عليَّ بتطليقة» لم يزد.
وفي رواية الموطأ عن نافع : «أن عبد الله بن عمر طلق امرأَته وهي حائض على عهد
النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، فسأل عمر بن الخطاب رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- عن ذلك ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: مُرهْ فليراجعها ، ثم
يُمسكها حتى تطهر ، ثم تحيض ، ثم تطهر ، ثم إن شاء أمسك بعدُ ، وإن شاء طلق قبل أن
يَمسَّ ، فتلك العدَّةُ التي أمر الله أَن يُطَلَّقَ لها النساءُ» . وأخرج أبو
داود رواية الموطأ. وأخرج هو والترمذي والنسائي رواية محمد بن سيرين مختصرة ، قال
: قال يونس بن جبير : «سألت ابن عمر... وذكر الحديث - إلى قوله : فأمره أن
يُرَاجعَها ، قال : قلت : فتَعتَدُّ بتلك الطلقة ؟ قال : فَمَهْ ، أَرأَيتَ إن عجز
واستَحْمَقَ ؟» .
ولأبي داود أيضاً ، قال : قال ابن سيرين : حدثني يونس بن جبير قال : «سألت عبد
الله بن عمر : كم طلقتَ امرأتك ؟ قال : واحدة» ، لم يزد على هذا.
وأخرج أبو داود والنسائي أيضاً رواية أبي الزبير التي لمسلم ، قال أبو داود : روى
هذا الحديث جماعة بمعناه ، كلُّهم قالوا : عن ابن عمر «أن النبيَّ - صلى الله عليه
وسلم- أمره أن يُراجعَها حتى تطهر، ثم إن شاء طلقها ، وإن شاء أمسك» قال : وأما
-[605]- رواية سالم ونافع عن ابن عمر: «أنه أمره أن يُرَاجعها حتى تطهر ، ثم تحيض
، ثم تطهر ، ثم إن شاء طلَّق أو أمسك» قال أبو داود : والأحاديث كلُّها خلاف ما
رواه أبو الزبير.
وأخرجه الترمذي أيضاً مختصراً عن سالم عن أبيه «أنه طلَّق امرأته في الحيض ، فسأل
عمر النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ؟ فقال : مُره فليراجعها ، ثم لْيُطلِّقها
طاهراً أو حاملاً» . وأخرج النسائي أيضاً الرواية التي في آخرها : «وكان عبد الله
إذا سئل عن ذلك ؟ قال لأحدهم : أمَّا أنت طلقتَ امرأتك مَرَّة أو مرَّتين ...
الحديث» (4) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عَجَز واسْتَحْمَق) أي : صار أحمق ، وفَعَلَ فِعل الحمقى : كاسْتَنْوَق الجمل :
إذا صار يشبه الناقة والذي جاء في رواية «اسْتُحمِق» على ما لم يُسَمِّ فاعله ، أي
: فَعل فِعلاً جُعِلَ بسببه أحمق ، والمعنى : أن تَطْلِيقه إياها في -[606]- حال
الحيض عجز وحمق ، فهل يقوم ذلك عُذراً له حتى لا يعتد بتطليقه ؟ .
(قُبُل عدتها) : ما أقْبَل منها. أي : يُطلِّقها مُسْتَقْبِلاً عدَّتها ، ولم تكن
حائضاً.
__________
(1) أي : متثبتاً .
(2) قال النووي في " شرح مسلم " : هذه قراءة ابن عباس وابن عمر ، وهي
شاذة لا تثبت قرآناً بالإجماع ، ولا يكون لها حكم خبر الواحد عندنا وعند محققي
الأصوليين ، والله أعلم .
(3) قد حقق الإمام ابن القيم رحمه الله صحة هذه الرواية ، وعلل الرواية التي فيها
أنه احتسب بها طلقة ، فراجعه مفصلاً محققاً مجوداً في " زاد المعاد " ،
وفي " تهذيب سنن أبي داود " 3 / 95 .
(4) رواه البخاري 9 / 306 و 307 في الطلاق ، باب إذا طلقت الحائض تعتد بذلك الطلاق
، وباب من طلق وهل يواجه امرأته بالطلاق ، وباب وبعولتهن أحق بردهن في العدة ،
وباب مراجعة الحائض ، وفي الأحكام ، باب هل يقضي الحاكم أو يفتي وهو غضبان ، وفي
تفسير سورة الطلاق في فاتحتها ، ومسلم رقم (1471) في الطلاق ، باب تحريم طلاق
الحائض بغير رضاها وأنه لو خالف وقع الطلاق ، والموطأ 2 / 576 في الطلاق ، باب ما
جاء في الأقراء وعدة الطلاق وطلاق الحائض ، وأبو داود رقم (2179) و (2180) و
(2181) و (2182) و (2183) و (2184) و (2185) في الطلاق ، باب في طلاق السنة ،
والترمذي رقم (1175) في الطلاق ، باب ما جاء في طلاق السنة ، والنسائي 6 / 137 -
141 في الطلاق ، باب وقت الطلاق ، وباب ما يفعل إذا طلق تطليقة وهي حائض ، وباب
الطلاق لغير العدة وما يحتسب منه على المطلق .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (2/54) (1564) قال : حدثنا يحيى. وفي (2/102) (5792) قال :حدثنا
محمد بن عبيد. ومسلم (4/180) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، قال :حدثنا
أبي (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. وابن المثنى قالا : حدثنا عبد الله بن
إدريس. وابن ماجة (2019) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال :حدثنا عبد الله
بن إدريس. والنسائي (6/137) قال : أخبرنا عبيد الله بن سعيد. السرخسي، قال : حدثنا
يحيى بن سعيد القطان.وفي (6/140) قال : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال حدثنا
المعتمر.
خمستهم - يحيى بن سعيد ، ومحمد عبيد ، وعبد الله بن نمير ، وعبد الله بن إدريس
،والمعتمر - عن عبيد الله بن عمر.
2- وأخرجه أحمد (2/63) (5299) قال :حدثنا عبد الرحمن. والدارمي (2267) قال :
أخبرنا خالد بن مخلد. والبخاري (7/52) قال : حدثنا إسماعيل بن عبد الله. ومسلم
(4/179) قال : حدثنا يحيى بن يحيى بن التميم.وأبو داود (2179) قال : حدثنا
القعنبي. والنسائى (6/138) قال : أخبرنا محمد بن سلمة ، قال : أنبأنا بن القاسم.
ستتهم- عبد الرحمن بن مهدي ، وخالد بن مخلد ، وإسماعيل بن عبد الله ، ويحيى بن
يحيى ، والقعنبي وابن القاسم - عن مالك بن أنس.
3-وأخرجه مسلم (4/179) قال :حدثنا يحيى بن يحيى ، وقتيبة ، وابن رمح.وقال قتيبة :
حدثنا ليث. قال الآخرون : أخبرنا الليث بن سعد.
4-وأخرجه النسائي (6/212) قال : حدثنا بشر بن خالد ، قال : أنبأنا يحيى بن آدم ،عن
ابن إدريس ، عن محمد بن إسحاق ، ويحيى بن سعيد ، وعبيد الله بن عمر (ح) وأخبرنا
زهير ، عن موسى بن عقبة.
ستتهم - عبيد الله بن عمر ، ومالك ، والليث بن سعيد ، وابن إسحاق ، ويحيى بن سعيد
، وموسى بن عقبة - موسى بن عقبة.
ستتهم - عبيد الله بن عمر ، ومالك ، والليث بن سعد، وابن إسحاق ، ويحيى بن سعيد
،وموسى بن عقبة- عن نافع ، فذكره.
(*) أخرجه مالك (الموطأ) (356) . وأحمد (2/6) (4500) قال : حدثنا إسماعيل ، قال :
حدثنا أيوب. وفي (2/64) (5321) قال حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد ، عن أيوب. وفي
(2/124) (6061) قال حدثنا يونس ، قال : حدثنا ليث. والبخاري (7/75) قال : حدثنا
قتيبة ، قال : حدثنا الليث. ومسلم (4/180) قال حدثني زهير بن حرب.قال:حدثنا
إسماعيل ، عن أيوب. وأبو داود (2180) قال: أخبرنا علي بن حجر ، قال: أنبأنا
إسماعيل، عن أيوب.
ثلاثتهم - مالك ، وأيوب ، والليث - عن نافع ، أن عبد الله بن عمر طلق امرأته وهي
حائض على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-...فذكر الحديث مرسلا.
زاد في رواية أيوب ، والليث : «...فكان ابن عمر إذا سئل عن الرجل يطلق امرأته وهي
حائض يقول : أما أنت طلقتها واحدة ،أو اثنتين إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
أمره أن يرجعها ، ثم يمهلها حتى تحيض حيضة أخري ، ثم يمهلها حتي تطهر ، ثم يطلقها
قبل أن يمسها. وأما أنت طلقتها ثلاثا فقد عصيت ربك فيما أمرك به من طلاق امرأتك
وبانت منك» .
وعن أنس بن سيرين أنه سمع ابن عمر قال : «طلقت امرأتي ، وهي حائض ، فأتى عمر النبي
-صلى الله عليه وسلم- فأخبره فقال : مره فيراجعها ، ثم إذا طهرت فليطلقها.» .
قلت لابن عمر: أفاحتسبت بتلك التطليقة ؟ قال فمه.
1- أخرجه أحمد (1/43) (304) قال :حدثنا يزيد. وفي (2/128) (6119) قال :حدثنا محمد
بن عبيد. ومسلم (4/182) قال :حدثنا يحيى بن يحيى ، قال : أخبرنا خالد بن عبد الله.
ثلاثتهم - يزيد ،ومحمد بن عبيد ، وخالد بن عبد الله - عن عبد الملك بن أبي سليمان.
2- وأخرجه أحمد (2/61) (5268) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، وبهز.وفي (2/74
(5434) قال :حدثنا بهز.وفي (2/78) (5489) قال : حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري
(7/52) قال: حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (4/182) قال : حدثنا محمد بن المثنى ،
وابن بشار.قال : ابن المثنى: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثنيه يحيى بن حبيب. قال
حدثنا خالد بن الحارث (ح) وحدثنيه عبد الرحمن بن بشر ، قال :حدثنا بهز.
خمستهم - عبد الرحمن بن مهدي ، وبهز ،ومحمد بن جعفر ،وسليمان بن حرب ،وخالد بن
الحارث - قالوا: حدثنا شعبة.
كلاهما - عبد الملك ،وشعبة - عن أنس بن سيرين ، فذكره.
وعن سالم ، عن ابن عمر ، «أنه طلق امرأته ، وهي حائَض ، فذكر ذلك عمر للنبي -صلى
الله عليه وسلم- فقال : مره فليراجعها ، ثم ليطلقها طاهرا ، أو حاملا» .
أخرجه أحمد (2/26) (4789) و (2/58) (5228) قال :حدثنا وكيع. والدرامي (2268) قال
:حدثنا عبيد الله بن موسى.ومسلم (4/181) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،وزهير بن
حرب.وابن نمير.قالوا : حدثنا وكيع. وأبو داود (2181) قال :حدثنا عثمان بن أبي
شيبة.، قال : حدثنا وكيع ، وابن ماجة (2023) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي
بن محمد ، قالا : حدثنا وكيع. والترمذي (1176) قال: حدثنا هناد ، قال :وحدثنا
وكيع. والنسائي (6/141) قال : أخبرنا محمد بن غيلان ، قال : حدثنا وكيع. كلاهما -
وكيع ، وعبيد الله بن موسى - عن سفيان ، عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة ، عن
سالم بن عبد الله ، فذكره.
وعن سالم بن عبد الله بن عمر ، أن عبد الله بن عمر قال... فذكره.
أخرجه أحمد (2/61 (5270) و2/81 (5525) قال : حدثنا روح ،قال: حدثنا محمد بن أبي
حفصة وفي (2/130) (6141) قال حدثنا يعقوب، قال : أخبرني ابن أخي شهاب.والبخاري
(6/193) قال : حدثنا يحيى بن بكير ، قال :حدثنا الليث ، قال حدثنا عقيل ، وفي
(9/82) قال : حدثنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني. قال :حدثنا حسان بن إبراهيم ، قال
: حدثنا يونس. ومسلم (4/180) قال: حدثني عبد بن حميد ، قال : أخبرني يعقوب بن
إبراهيم ، قال : حدثنا محمد وهو ابن أخي الزهري ، وفي (4/181) قال : حدثنا إسحاق بن
منصور ، قال حدثنا يزيد بن عبد ربه ، قال : حدثنا محمد بن حرب. قال : حدثني
الزبيدي.وأبوداود (2182) قال : حدثنا أحمد بن صالح ، قال حدثنا عنبسة، قال: حدثنا
يونس ، والنسائي (6/ 138) قال : أخبرني كثير بن عبيد ، عن محمد بن حرب. قال :
حدثنا الزبيدي.
خمستهم - محمد بن أبي حفصة ، وابن أخي ابن شهاب ،وعقيل ، ويونس ، ومحمد بن الوليد
الزبيدي- عن ابن شهاب الزهري ، قال : أخبرني سالم بن عبد الله بن عمر ،فذكره.
وعن سالم ، عن ابن عمر «أنه طلق امرأته وهي حائض ، فأمره رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- ، فراجعها» .
أخرجه النسائى (6/213) قال : أخبرنا يوسف بن عيسى ، مروزي ، قال : حدثنا الفضيل بن
موسى ، قال: حدثنا حدثنا حنظلة ، عن سالم، فذكروه.
(*) أخرجه أحمد (6/213) قال : أخبرنا يوسف بن عيسى ، مروزي ،قال :حدثنا الفضل بن
موسى ، قال حدثنا حنظلة، عن سالم ، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (2/61) (5272) قال :حدثنا روح ، قال :حدثنا حنطلة ، قال سمعت سالما
، وسئل عن رجل طلق امرأته ، وهي حائض فقال : لا يحوز. طلق ابن عمر امرأته ، وهي
حائض ، فأمره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يراجعها فراجعها» .
وعن يونس بن جبير ، قال :قلت : لابن عمر : رجل طلق امرأته ، وهي حائض ؟ فقال :
أتعرف عبد الله بن عمر ؟ «فإنه طلق امرأته ، وهي حائض ، فأتى عمر النبي -صلى الله
عليه وسلم- فسأله فأمره أن يرجعها ، ثم تستقبل عدتها.»
1- أخرجه أحمد (2/43) (5025) قال حدثنا محمد بن جعفر ،وعبد الله بن بكر. قالا :
حدثنا سعيد.وفي (2/74) (5433) قال : حدثنا بهز ،قال : حدثنا شعبة وفي (2/79)
(5504) قال حدثنا محمد بن جعفر ، قال :حدثنا شعبة ، والبخاري (7/52) قال :حدثنا
سليمان بن حرب ،قال :حدثنا شعبة.وفي (7/53) قال :حدثنا محمد بن المثنى ، وابن
بشار. قال ابن المثنى. حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة.والنسائي (6/212)
قال: أخبرنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا محمد ،قال :حدثنا شعبة.
ثلاثتهم - سعيد بن أبي عروبة ، وشعبة ، وهمام بن يحيى - عن قتادة.
2- وأخرجه أحمد (2/51) (5121) قال :حدثنا إسماعيل ،عن يونس. والبخاري (7/76) قال :
حدثنا حجاج ، قال :حدثنا يزيد بن إبراهيم. ومسلم (4/181 و182) قال : حدثني علي بن
حجر السعدي ، قال : حدثنا حماد، عن أيوب (ح) وحدثنا عبد الوراث بن عبد الصمد. قال
:حدثني أحمد ، عن جدي ، عن أيوب (ح) وحدثني يعقوب بن إبراهيم الدورقي ،عن ابن علية
بن يونس وأبو داود (2184) قال : حدثنا نصر بن علي الجهضمي ، قال :حدثنا عبد الأعلى
، قال : حدثنا هشام. والترمذي (1175) قال : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا حماد بن زيد
،عن أيوب، والنسائي (6/.141) قال : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال حدثنا ابن علية ،
وعن يونس.
أربعتهم - يونس بن عبيد ،ويزيد بن إبراهيم ، وأيوب، وهشام بن حسان - عن محمد بن
سيرين.
كلاهما - قتادة ، وابن سيرين - عن أبي غلاب يونس بن جبير، فذكره.
(*) وأخرجه أبو داود (2183) قال : حدثنا الحسن بن علي ، قال : حدثنا عبد الرزاق ،
قال : أخبرنا معمر ابن أيوب ،عن ابن سيرين ، قال : أخبرني يونس بن جبير ، أنه سأل
ابن عمر. فقال :كم طلقت امرأتك؟ فقال: واحدة» .
وعن أبي الزبير ، أنه سمع عبد الرحمن بن أيمن مولى عزة يسأل ابن عمر -وأبو الزبير
يسمع ذلك : كيف ترى في رجل طلق امرأته حائضا ؟ فقال: «طلق ابن عمر امرأته ، وهي
حائض ، علي عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسأل عمر رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- فقال : إن عبد الله بن عمر طلق امرأته وهي حائض.
أخرجه أحمد (2/61) (5269) و (2/80) (5524) قال : حدثنا روح بن عبادة.وفي (2/139)
(6246) قال : حدثنا حجاج. (ح) وعبد الرزاق. مسلم (4/183) قال : حدثنا هارن بن عبد
الله ، قال :حدثنا حجاج بن محمد (ح) وحدثني هارون بن عبد الله ، قال : حدثنا
أبوعاصم. (ح) وحدثنيه محمد بن رافع ، قال : حدثنا عبد الرزق.وأبو داود (2185) قال
: حدثنا أحمد بن صالح قال : حدثنا عبد الرزاق ، النسائى (6/.139) قال : أخبرني
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن تميم ،عن حجاج.
أربعتهم - روح بن عبادة ، وحجاج بن محمد ، وعبد الرزاق ، وأبو عاصم - عن ابن جريج
، قال : أخبرني أبو الزبير ، فذكره.
(*) في رواية محمد بن راعف ، وأحمد بن صالح ، عن عبد الرزاق : «أنه سمع عبد الرحمن
بن أيمن مولى عروة) قال مسلم : أخطأ حيث قال (عروة) ،إنما هو (مولى عزة) .
(*) رواية حجاج ،وعبد الرزق ، عند أحمد ، مختصرة على : «قرأ رسول الله يا أيها
النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن في قبل عدتهن» .
عن طاووس ، أنه سمع عبد الله بن عمر يسأل عن رجل طلق امرأته حائضا ، فقال: أتعرف
عبد الله بن عمر : قال : نعم قال : «فإنه طلق امرأته حائضا ، فأتي عمر النبي -صلى
الله عليه وسلم- فأخبره الخبر فأمره أن يراجعها ، حتى تطئها» ..ولم أسمعه يزيد على
هذا.
أخرجه أحمد (2/145) (6329) قال : حدثنا عبد الرزاق. والنسائى (6/213) قال : أخبرنا
عمرو بن علي ، قال : حدثنا أبوعاصم.
ثلاثتهم - عبد الرزاق ،وروح ، وعاصم - عن ابن جريج قال : أخبرنيه.ابن طاووس ، عن
أبيه ، فذكره.
وعن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر. «أنه طلق امرأته وهي حائض فسأل عمر بن ذلك
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟ فقال : فليراجعها حتى تطهر ، ثم تحيض حيضة أخرى
، ثم تطهر ، ثم يطلق بعد ، أو يمسك» .
أخرجه مسلم (4/181) قال : حدثني أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي قال : حدثنا خالد بن
مخلد ، قال: حدثنا سليمان ،وهو ابن بلال ،قال :حدثني عبد الله بن دينار ، فذكره.
الفصل الرابع : في طلاق
المكره والمجنون والسكران
5762 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
: «كل طلاق جائز ، إلا طلاقَ المَعْتُوه والمغلوب على عقله (1)» . أخرجه الترمذي
(2) .
__________
(1) في المطبوع : والمغلوب على أمره ، وهو خطأ .
(2) رقم (1191) في الطلاق ، باب ما جاء في طلاق المعتوه ، وإسناده ضعيف في المرفوع
، وقال الترمذي : هذا حديث لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث عطاء بن عجلان ، وعطاء بن
عجلان ضعيف ذاهب الحديث . أقول : وقد ثبت عن علي رضي الله عنه موقوفاً عليه ،
وسيأتي برقم (5765) ، قال الحافظ في " الفتح " : والمراد بالمعتوه :
الناقص العقل ، فيدخل فيه الطفل والمجنون والسكران ، والجمهور على عدم اعتبار ما
يصدر منه ، وفيه خلاف قديم ... ، وانظر " الفتح " 9 / 345 .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف : أخرجه الترمذي (1191) قال : حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني قال :
أنبأنا مروان ابن معاوية الفزاري ، عن عطاء بن عجلان ، عن عكرمة بن خالد المخزومي
، فذكره.
(*) قال الترمذي : هذا حديث لانعرفه مرفوعا إلا من حديث عطاء بن عجلان. وعطاء بن
عجلان ضعيف، ذاهب الحديث
5763 - (ط) ثابت بن
الأحنف -: «أنه تزوج أُمَّ ولد لعبد الرحمن بن زيد بن الخطاب قال : فدعاني عبد
الله بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب (1) ، فجئتُه ، فدخلت عليه ، فإذا سِيَاط
موضوعة ، وإذا قَيدان من -[607]- حديد ، وعبدانِ له قد أجلسهما ، فقال : طَلِّقها
، وإلاَّ والذي يُحْلَفُ به فعلتُ بك كذا وكذا ، قال : فقلت : هي الطلاق ألفاً ،
قال : فخرجت من عنده ، فَأدرَكتُ عبد الله بن عمر بطريق مكة ، فأخبرتُه بالذي كان
من شأني ، فتغيَّظ عبد الله بن عمر ، وقال : ليس ذلك بطلاق ، وإنها لم تَحرُم
عليكَ ، فارجِع إلى أهلك ، قال : فلم تَقررْني نَفسي حتى أتيتُ عبد الله بن الزبير
، - وهو يومئذ بمكة أمير عليها - فأخبرتُه بالذي كان من شأني ، وبالذي قال لي عبد
الله بن عمر ، قال : فقال لي عبد الله بن الزبير : لم تحرمْ عليك ، فارجع إلى أهلك
، وكتب إلى جابر بن الأسود الزهري - وهو أمير المدينة - يأمرُه أن يعاقبَ عبد الله
بن عبد الرحمن ، وأن يُخلِّيَ بيني وبين أهلي ، قال : فقدمت المدينة ، فجهَّزتْ
صفيَّةُ امرأةُ عبد الله بن عمر امرأتي ، حتى أدخلتْها عليَّ بعلم عبد الله بن عمر
، ثم دعوتُ عبد الله بن عمر يوم عُرْسِي لوَلِيمتَي ، فجاءني» . أخرجه الموطأ (2)
.
__________
(1) قال الحافظ ابن حجر في " تعجيل المنفعة " : قال ابن الحذاء : بين
يحيى بن يحيى التميمي في روايته عن مالك أنه عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد . ا
هـ . قال : وذكره البخاري في " التاريخ " فقال : روى عنه عبد الكريم
منقطع ، قال : وأظنه أخا عبد الحميد بن عبد الرحمن بن يزيد ، قال ابن الحذاء : أم
عبد الله ، فاطمة بنت عبد الله بن عمر بن الخطاب .
(2) 2 / 587 في الطلاق ، باب جامع الطلاق ، وهو حديث صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (1280) عن ثابت بن الأحنف به.
5764 - (د) صفية بنت شيبة
- رضي الله عنها - قالت : سمعت عائشة تقول : «لا طلاق ولا عَتَاق في إغْلاق (1)»
أخرجه أبو داود ، وقال : -[608]- الغْلاِق : الغضب (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(إغْلاق) الإغلاق : الإكراه ، كأنه يُغْلَق عليه الباب ، ويُحبس حتى يُطلِّق ، وقد
جاء في بعض الرواية (3) «الغِلاق» ، والمعروف : الإغلاق.
__________
(1) وفي بعض النسخ : في غلاق ، وعند ابن ماجة : إغلاق ، وترجم عليه : باب طلاق
المكره والناسي ، ولذلك فسر علماء الغريب الإغلاق : بالإكراه ، منهم ابن قتيبة ،
والخطابي ، وابن السيد وغيرهم ، وقيل : الغضب وقد وقع ذلك في " سنن أبي داود
" .
(2) رقم (2193) في الطلاق ، باب في الطلاق على غلط ، ورواه أيضاً أحمد في "
المسند " ، وابن ماجة رقم (2046) في الطلاق ، باب طلاق المكره والناسي ، كما
رواه أبو يعلى والحاكم والبيهقي ، وصححه الحاكم ، وفي سنده محمد بن عبيد بن أبي
صالح ، وهو ضعيف ، وقال الحافظ في " التلخيص " : ورواه البيهقي من طريق
ليس هو فيها ، لكن لم يذكر عائشة ، أقول : ويشهد له من جهة المعنى ، حديث "
رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه " وهو حديث حسن . ا هـ . أقول
: وقد استدل بهذا الحديث من قال : إنه لا يصح طلاق المكره ، وبه قال جماعة من أهل
العلم ، وقال الحافظ في " الفتح " : واحتج عطاء بآية النحل {إلا من أكره
وقلبه مطمئن بالإيمان} قال عطاء : الشرك أعظم من الطلاق ، أخرجه سعيد بن منصور
بسند صحيح وقرره الشافعي بأن الله لما وضع الكفر عمن تلفظ به حال الإكراه ، وأسقط
عنه أحكام الكفر ، فكذلك يسقط عن المكره ما دون الكفر ، لأن الأعظم إذا سقط ، سقط
ما هو دونه بطريق الأولى .
(3) وهو في بعض نسخ أبي داود .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أحمد (6/276) قال : حدثنا سعد بن إبراهيم. وأبو داود (2193)
قال:حدثنا عبيد الله بن سعد الزهري ، أن يعقوب بن إبراهيم حدثهم.
كلاهما - سعد بن إبراهيم بن سعد ، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد - قالا :حدثنا أبي ،
عن ابن إسحاق، عن ثور بن يزيد الحمصي ، عن محمد بن عبيد بن أبي صالح ، الذي كان
يسكن أيليا قال : خرجت مع عدي بن عدي الكندي حتى قدمنا مكة ، فبعثني إلى صفية بنت
شيبة ،فذكرته.
(*) وأخرجه ابن ماجة (2046) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.قال :حدثنا عبد الله
بن نمير ، عن محمد بن إسحاق ، عن ثور ، عن عبيد بن أبي صالح ، عن صفية بنت شيبة
فذكرته.
قلت : محمد بن عبيد بن أبي صالح ، ضعفوه ، وإن لم يكن في سند ابن ماجة إلا أنه
علنه تدليس ابن إسحاق ، والله أعلم.
5765 - (خ) علي بن أبي
طالب - رضي الله عنه - قال : «كل طلاق جائز ، إلا طلاق المَعْتُوه والمكرَه» (1) .
-[609]-
وقال : «ألم تعلمْ أن القلم رُفِعَ عن المَجنون حتى يُفيقَ ، وعن الصبيِّ حتى
يُدْرِكَ ، وعن النائم حتى يستيقظَ ؟» . أخرجه البخاري في ترجمة باب (2) .
__________
(1) رواه البخاري معلقاً 9 / 345 قال الحافظ في " الفتح " : وصله البغوي
في " الجعديات " عن علي بن الجعد عن شعبة عن الأعمش عن إبراهيم النخعي
عن عابس بن ربيعة أن علياً قال : كل طلاق جائز إلا طلاق المعتوه ، وهكذا أخرجه
سعيد بن منصور عن جماعة من أصحاب الأعمش عنه صرح في بعضها بسماع عابس بن ربيعة من
علي ، قال الحافظ : وقد ورد فيه حديث مرفوع أخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة -
يريد الحديث الذي تقدم برقم (5762) - وهو ضعيف جداً .
(2) تعليقاً 9 / 344 في الطلاق ، باب الطلاق في الإغلاق ، قال الحافظ في "
الفتح " : وصله البغوي في " الجعديات " عن علي بن الجعد عن شعبة عن
الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس أن عمر أتي بمجنونة قد زنت وهي حبلى ، فأراد أن
يرجمها ، فقال له علي : أما بلغك أن القلم وضع عن ثلاثة ... فذكره ، وتابعه ابن
نمير ووكيع وغير واحد عن الأعمش ، ورواه جرير بن حازم عن الأعمش فصرح فيه بالرفع ،
أخرجه أبو داود وابن حبان من طريقه ، وأخرجه النسائي من وجهين آخرين عن أبي ظبيان
مرفوعاً وموقوفاً ، لكن لم يذكر فيهما ابن عباس ، جعله عن أبي ظبيان ، عن علي ،
ورجح الموقوف على المرفوع ، قال الحافظ : وأخذ بمقتضى هذا الحديث الجمهور ، لكن
اختلفوا في إيقاع طلاق الصبي ... الخ ، وانظر " الفتح " 9 / 344 .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
علقه البخاري (9/345) ،وقال الحافظ في الفتح : وصله البغوي في الجعديات عن علي بن
الجعد عن شعبة عن الأعمش عن إبراهيم النخعي عن عابس بن ربيعة أن عليا ، فذكره.وقال
:وهكذا أخرجه سعيد ابن منصور عن جماعة من أصحاب الأعمش عنه صرح في بعضها بسماع
عابس بن ربيعة من علي ا.هـ.
قلت: ونحن بحاجة لتصريح الأعمش بالسماع ، وحديث رفع القلم حسن ، تقدم تخريجه من
حديث علي وأم المؤمنين عائشة.
5766 - (خ) عثمان بن عفان
- رضي الله عنه - قال : «ليس لسَكْرَانَ ولا مجنون طلاق» . أخرجه البخاري في ترجمة
باب (1) .
__________
(1) تعليقاً 9 / 342 في الطلاق ، باب الطلاق في الإغلاق ، قال الحافظ في "
الفتح " : وصله ابن أبي شيبة عن شبابة ، ورويناه في الجزء الرابع من تاريخ
أبي زرعة الدمشقي عن آدم بن أبي إياس كلاهما عن ابن أبي ذئب عن الزهري ، قال : قال
رجل لعمر بن عبد العزيز : طلقت امرأتي وأنا سكران فكان رأي عمر بن عبد العزيز مع
رأينا أن يجلده ويفرق بينه وبينه امرأته ، حتى حدثه أبان ابن عثمان بن عفان عن
أبيه أنه قال : ليس على المجنون وعلى السكران طلاق ، فقال عمر : تأمرونني وهذا
يحدثني عن عثمان ، فجلده ورد إليه امرأته ، قال الحافظ : وذهب إلى عدم وقوع طلاق
السكران أيضاً : أبو الشعثاء ، وعطاء ، وطاوس ، وعكرمة ، والقاسم ، وعمر بن عبد
العزيز ، ذكره ابن أبي شيبة عنهم بأسانيد صحيحة ، وبه قال ربيعة ، والليث ، وإسحاق
، والمزني ، واختاره الطحاوي .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
قال الحافظ في الفتح (9/340) : وصله ابن أبي شيبة ، ورويناه في الجزء من تاريخ أبي
زرعة الدمشقي.
5767 - (خ) عبد الله بن
عباس - رضي الله عنهما - قال : «ليس لمُسْتَكْرَه ولا مجنون طلاق» أخرجه البخاري
في ترجمة باب (1) .
__________
(1) تعليقاً 9 / 343 في الطلاق ، باب الطلاق في الإغلاق ، قال الحافظ في "
الفتح " : وصله ابن أبي شيبة وسعيد بن منصور جميعاً عن هشيم عن عبد الله بن
طلحة الخزاعي عن أبي يزيد المزني عن عكرمة عن ابن عباس ، قال : ليس لسكران ولا
مضطهد طلاق .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
قال الحافظ في الفتح (9/232) : وصله ابن أبي شيبة وسعيد بن منصور
5768 - (خ) عقبة بن عامر
- رضي الله عنه - قال : «لا يجوز طلاق الموَسْوِس» أخرجه البخاري في ترجمة باب (1)
.
__________
(1) تعليقاً 9 / 343 في الطلاق ، باب الطلاق في الإغلاق ، قال الحافظ في "
الفتح " : أي : لا يقع ، لأن الوسوسة حديث نفس ، ولا مؤاخذة بما يقع في النفس
.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
علقه البخاري في الطلاق -باب الطلاق في الإيمان (9/343) .
الفصل الخامس : في الطلاق
قبل العقد
5769 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله- بلغه : أن عمرَ بن الخطاب وعبد الله ابن عمر
، وعبد الله بن مسعود ، وسالم بن عبد الله ، والقاسم بن محمد ، وابن شهاب ،
وسليمان بن يسار ، كانوا يقولون : «إذا حلف الرجل بطلاق المرأة قبل أن ينكحَها ،
ثم أَثِمَ : أن ذلك لازم له إذا نكحها (1)» أخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ " : من باب لزوم الطلاق المعلق ، وبه
قال جماعة آخرون ، وهو المشهور عن مالك ، وقال الجمهور وأحمد والشافعي ومالك في
رواية ابن وهب والمخزومي : لا يقع .
(2) بلاغاً 2 / 584 في الطلاق ، باب يمين الرجل لطلاق ما لم ينكح ، وإسناده منقطع
، قال الزرقاني في " شرح الموطأ " : لكنه يعتضد بما صح عنه - يعني : عمر
رضي الله عنه - من علق ظهار امرأته على تزوجها أنه لا يقربها حتى يكفر ، فيقاس
عليه تعليق الطلاق ، أشار له أبو عمر بن عبد البر .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
منقطع : ذكره مالك في الموطأ (1274) باب يمين الرجل بطلاق ما لم ينكح.
5770 - (ط) عبد الله بن
مسعود - رضي الله عنه - قال : «كان يقول فيمن قال : كلُّ امرأة أنْكِحُها فهي طالق
، [إنه] إذا لم يُسَمِّ قبيلة أو امرأة بعينها فلا شيء عليه» (1) . أخرجه الموطأ
(2) .
__________
(1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ " : للحرج والمشقة ، وربما أداه إلى
العنت .
(2) بلاغاً 2 / 585 في الطلاق ، باب يمين الرجل لطلاق ما لم ينكح ، وإسناده منقطع
.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
منقطع ذكره مالك في الموطأ (1275) الباب السابق.
5771 - (د ت) عمرو بن شعيب
- رحمه الله- عن أبيه عن جده : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا طلاق
إلا فيما تَمْلك ، ولا عتقَ إلا فيما تَملك ، ولا بيْعَ إلا فيما تملك» زاد في
رواية «ومَن حلف على معصية فلا يمينَ له ، ومن حلف على قطيعة رَحم فلا يمين له» .
وزاد في أخرى «ولا نَذْرَ إلا فيما يُبْتغَى به وجهُ الله عز وجل» . أخرجه أبو
داود.
وفي رواية الترمذي قال : «لا نذر لابن آدم فيما لا يملك ، ولا عِتْقَ له فيما لا
يملك ، ولا طلاق له فيما لا يملك» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2190) و (2191) و (2192) في الطلاق ، باب في الطلاق قبل
النكاح ، والترمذي رقم (1181) في الطلاق ، باب ما جاء لا طلاق قبل النكاح ، وهو
حديث حسن ، وقال الترمذي : وفي الباب عن علي ومعاذ بن جبل وجابر وابن عباس وعائشة
، وقال : حديث عبد الله بن عمرو حديث حسن صحيح ، وهو أحسن شيء روي في هذا الباب ،
وهو قول أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن صحيح : أخرجه أحمد (2/185) (6732) قال :حدثنا إسحاق بن عيسى ، قال حدثنا عبد
الرحمن بن أبي الزناد ، عن عبد الرحمن بن الحارث. وفي (2/185) (6736) قال : حدثنا
أبو سعيد مولى بني هاشم ، قال : حدثنا خليفة بن خياط.وفي (2/189) (6769) قال :
حدثنا محمد بن جعفر، وعبد الله بن بكر، قالا: حدثنا سعيد ،عن مطر. وفي (2/190)
(6780) قال : حدثنا هشيم ، قال أخبرنا عامر الأحول. وفي (2/ 190) (6781) قال
:حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد. قال : حدثنا مطر الوراق.وفي (2/210) (6969) قال :
حدثنا عبد الصمد ،قال : حدثنا خليفة بن خياط الليثي.وأبو داود (2190) قال : حدثنا
مسلم بن إبراهيم قال : حدثنا هشام (ح) وحدثنا ابن الصباح ، قال :حدثنا عبد العزيز
بن عبد الصمد ، قالا : حدثنا مطر الوراق.وفي (2191) قال : حدثنا محمد بن عبد
العلاء ، قال : أخبرنا أبو أسامة ، عن الوليد بن كثير ، قال : حدثني عبد الرحمن بن
الحارث. وفي (2192) قال: حدثنا ابن السرح ، قال : حدثنا ابن وهب ، عن يحيى بن عبد
الله بن سالم ، عن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي. وفي (3273) قال : حدثنا أحمد بن
عبدة الضبي ، قال : حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن قال : حدثني أبي عبد الرحمن.وابن
ماجة (2047) قال :حدثنا أبو كريب. قال : حدثنا هشيم. قال : أنبأنا عمار الأحول (ح)
وحدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا حاتم بن إسماعيل ، عن عبد الرحمن بن الحارث. وفي
(2111) قال : حدثنا عبد الله بن عبد المؤمن الواسطي ، قال : حدثنا عون بن عمارة ،
قال : حدثنا روح بن القاسم ، عن عبيد الله بن عمر. والترمذي (1191) قال : حدثنا
أحمد بن منيع ، قال : حدثنا هشيم ، قال : حدثنا عامر الأحول.والنسائي (7/288) قال
: أخبرنا عثمان بن عبد الله ، قال : حدثنا سعيد بن سليمان ، عن عباد بن العوام،عن
سعيد بن أبي عروبة ، عن أبي رجاء (قال عثمان : هو محمد بن سيف) عن مطر الوراق.
ستتهم - عبد الرحمن بن الحارث ، وخليفة بن خياط ، ومطر الوراق ،وعامر الأحول ،
ومحمد بن إسحاق، وعبيد الله بن عمر بن شعيب ، عن أبيه الأحول ، ومحمد بن إسحاق ،
وعبيد الله بن عمر) عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه فذكره.
(*) رواية عبد الرحمن بن أبي الزناد ،والمغيرة بن عبد الرحمن ، عن عبد الرحمن بن
الحارث : «لا نذر إلا فيما ابتغي به وجه الله - عز وجل - ولايمين في قطيعة رحم» .
(*) في رواية الوليد بن كثير ، عن عبد الرحمن بن الحارث... زاد : «من حلف على
معصية ، فلا يمين له، ومن حلف على قطيعة رحمك ، فلا يمين له» .
(*) رواية خليفة بن خياط ، ورواية عبيد الله بن عمر : «من حلف على يمين فرأى غيرها
خيرا منها ، فتركها كفارتها» .
(*) رواية عامر الأحول. ليس فيها : «ولا بيع» ....وزاد : «... ولا يمين فيما لا
يملك» .
رواية محمد بن إسحاق. ليس فيها: «ولا بيع» . وزاد : «... ولانذر في معصية الله» .
قال الترمذي : وفي الباب عن علي ومعاذ بن جبل وجابر وابن عباس. وحديث عبد الله بن
عمرو حديث حسن صحيح، وهو أحسن شيء روي في هذا الباب، وهو قول أكثر أهل العلم من
أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وغيرهم.
5772 - (خ) عبد الله بن
عباس - رضي الله عنهما - قال : «جعل الله الطلاق بعد النكاح» قال البخاري : ويروى
في ذلك عن علي وابنِ المسيّب ، وعروةَ ، وأبي بكر بن عبد الرحمن ، وعبيدِ الله بن عبد
الله ، وأبانَ بنِ عثمان وعلي بن الحسين ، وشريح ، وابن جبير ، ومحمد بن كعب ،
وطاوس ، [والحسن] ، وعكرمة ، وعطاء ، وعامر بن سعد ، وجابر بن زيد ، وسليمان
-[612]- ابن يسار ، وسالم ، ونافع بن جبير ، ومجاهد ، والقاسم بن عبد الرحمن ،
وعمرو بن هَرم ، [والشعبي] : «أنها لا تَطْلُقُ» . أخرجه البخاري في ترجمة باب
بغير إسناد (1) .
__________
(1) تعليقاً 9 / 334 في الطلاق ، باب لا طلاق قبل النكاح ، قال الحافظ في "
الفتح " : هذا التعليق طرف من أثر أخرجه أحمد فيما رواه عنه حرب في مسائله من
طريق قتادة عن عكرمة عنه وقال : سند جيد ، أقول : وانظر بقية كلام الحافظ في
" الفتح " 9 / 334 .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
علقه البخاري (9/334) باب لا طلاق قبل النكاح. وقال الحافظ : هذا التعليق طرف من
أثر أخرجه أحمد فيما رواه عنه حرب في مسائله وجود سنده. الفتح (9/334) .
الفصل السادس : في طلاق
العبد والأمة
5773 - (ت د) عائشة - رضي الله عنها- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال :
«طلاقُ الأمة تطليقتان ، وقرْؤُها حيضتان (1)» . أخرجه الترمذي وأبو داود (2) .
-[613]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قَرْؤُها) القَرْء بفتح القاف : الطُّهر عند الشافعي ، والحيض عند أبي حنيفة
رحمهما الله.
__________
(1) لفظه عند الترمذي وفي رواية لأبي داود : وعدتها حيضتان .
(2) رواه الترمذي رقم (1182) في الطلاق ، باب ما جاء أن طلاق الأمة تطليقتان ،
وأبو داود رقم (2189) في الطلاق ، باب في سنة طلاق العبد ، ورواه أيضاً ابن ماجة
رقم (2080) في الطلاق ، باب في طلاق الأمة وعدتها ، والدارمي 2 / 170 في الطلاق ،
باب طلاق الأمة ، وفي سنده مظاهر بن أسلم المخزومي ، وهو ضعيف ، وقال الترمذي :
وفي الباب عن عبد الله بن عمر ، وقال : حديث عائشة حديث غريب ، لا نعرفه مرفوعاً إلا
من حديث مظاهر بن أسلم ، ومظاهر لا يعرف له في العلم غير هذا الحديث ، قال الترمذي
: والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم ، وهو
قول سفيان الثوري ، والشافعي ، وأحمد ، وإسحاق ، أقول : ورواه أيضاً ابن ماجة
والبيهقي من وجه آخر عن ابن عمر مرفوعاً ، وفي سنده ضعيفان ، ورواه مالك في الموطأ
، والشافعي عنه عن نافع عن ابن عمر موقوفاً ، وصحح الدارقطني والبيهقي الموقوف ،
وانظر " تحفة الأحوذي " 4 / 359 - 361 .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف والصواب وقفه. أخرجه الدارمي (2299) . وأبو داود (2189) قال : حدثنا محمد بن
مسعود. وابن ماجة (2090) قال : حدثنا محمد بن بشار.والترمذي (1182) قال :حدثنا
محمد بن يحيى النيسابوري..
أربعتهم - الدارمي ، ومحمد بن مسعود ، ومحمد بن بشار ، ومحمد بن يحيى النيسابوري-
عن عاصم. قال : حدثنا ابن جريج ، عن مظاهر بن أسلم ، عن القاسم ، فذكره.
(*) في رواية الدارمي ومحمد بن مسعود ومحمد بن بشار : «قال أبو عاصم : سمعته من
مظاهر. وفي رواية محمد بن يحيى. قال : «حدثنا أبو عاصم. قال : أنبأنا مظاهر» .
(*) قال أبو داود : هذا جيل مجهول.
(*) وقال الترمذي : حديث عائشة حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث مظاهر بن
أسلم ، ومظاهر لا نعرف له في العمل غير هذا الحديث.
قلت: مظاهر بن أسلم شبه مجهول. وأثر ابن عمر الآتي هو أصح ما ورد ، والله أعلم.
5774 - (ط) عبد الله بن
عمر - رضي الله عنهما - كان يقول : «إذا طلَّقَ العبَدُ امرأته ثِنْتَيْن :
حَرُمَت عليه حتى تنكحَ زوجاً غيره ، حُرَّة كانت أو أمة ، وعدةُ الحرة : ثلاث حيض
، وعدة الأمة حيضتان» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 574 في الطلاق ، باب ما جاء في طلاق العبد ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه مالك في الموطأ (1249) قال : عن نافع ، فذكره.
5775 - (د س) أبو حسن -
مولى بني نوفل قال : «قلت لابن عباس : مملوك كانت تحته مملوكة ، فطلقها تطليقتين ،
ثم عَتَقَا بعد ذلك ، هل يصح له أن يخطبها ؟ قال: نعم ، بَقِيَتْ له واحدة ، قَضى
بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه أبو داود والنسائي.
وفي رواية للنسائي قال : «كنتُ أنا وامرأتي مملوكين ، فطَّلقتُها تطليقتين ، ثم
أُعْتِقنَا جميعاً ، فسألتُ ابن عباس ؟ فقال : إن راجعتَها كانت عندك على واحدة ،
قضى بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» .
قال الخطَّابيُّ : لم يذهب إلى هذا أحد من العلماء فيما أعلم ، وفي إسناده -[614]-
مقال ، ومذهب عامة الفقهاء : أن المملوكة إذا كانت تحت مملوك ، فطلقها تطليقتين :
أنها لا تصلح له إلا بعد زوج (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2187) و (2188) في الطلاق ، باب في سنة طلاق العبد ،
والنسائي 6 / 154 و 155 في الطلاق ، باب طلاق العبد ، ورواه أيضاً أحمد في "
المسند " رقم (2031) و (3088) ، وإسناده ضعيف .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف : أخرجه أحمد (1/229) (2031) قال :حدثنا يحيى، عن علي بن المبارك. وفي
(1/334) (3088) قال :حدثنا علي بن المبارك. وابن ماجة (2082) قال : حدثنا محمد بن
عبد الملك بن زنجويه أبو بكر ،قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر.
والنسائى (6/154) قال : أخبرنا عمرو بن علي ، قال : سمعت يحيى ، قال : حدثنا علي
بن المبارك (ح) .وأخبرنا محمد بن رافع ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أنبأنا
معمر.
كلاهما - على بن المبارك ، ومعمر - عن يحيى بن أبي كثير ، أن عمر بن معتب أخبره ،
أن أبا حسن مولى بني نوفل أخبره ، فذكره.
قلت : عمر بن معتب ، ضعفوه ، وشيخه قال فيه الحافظ : مقبول التقريب (2/412) .
5776 - (ط) نافع - مولى
ابن عمر - رحمه الله- أن عبد الله بن عمر كان يقول : «مَن أذِنَ لعبده أن ينكح :
فالطلاق بيد العبد ، ليس بيد غيره من طلاقه شيء ، فأمَّا أن يأخذ الرجل أمَةَ
غُلامه ، أو أمَةَ ولِيدَته : فلا جُناحَ عليه» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 575 في الطلاق ، باب ما جاء في طلاق العبد ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه مالك (1250) عن نافع به.
5777 - (ط) سليمان بن
يسار «أن نُفَيْعاً - مكاتَباً كان لأمِّ سلمة زوجِ النبي - صلى الله عليه وسلم- ،
أو عبداً - كانت تحته امرأة حرة ، فطلَّقها اثنتين ، ثم أراد أن يُراجعها ،
فأمَرَه أزواجُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم- أن يأتي عثمانَ بن عفان ، فيسأله عن
ذلك ، فلَقِيه عند الدَّرَج ، آخِذاً بيد زيد بن ثابت ، فسألهما ؟ فَابْتَدَرَاه
جميعاً ، فقالا : حَرُمَتْ عليك ، حرمت عليك» . أخرجه الموطأ.
وأخرجه عن ابن المسيب «أن نفيعاً - مكاتباً كان لأمِّ سلمة زوج النبيِّ - صلى الله
عليه وسلم- طلق امرأة حرة تطليقتين ، فَاسْتَفْتى عثمان بن عفان ، فقال : حرمت
عليك» . -[615]-
وفي أخرى له عن [محمد بن] إبراهيم بن الحارث التَّيْمي «أن نُفَيعاً - مكاتباً كان
لأمِّ سلمة زوجِ النبي - صلى الله عليه وسلم- استفتى زيدَ بن ثابت فقال : إني
طلقتُ امرأة حرة تطليقتين ؟ فقال زيد بن ثابت : حرُمت عليك» (1) .
__________
(1) رواه مالك في " الموطأ " 2 / 574 في الطلاق ، باب ما جاء في طلاق
العبد ، وهو حديث صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه مالك (1246) عن أبي الزناد ، فذكره..
والرواية الثانية (1247) عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب به.
والرواية الثالثة (1248) عن عبد ربه بن سعيد بن محمد بن إبراهيم بن الحارث به.
5778 - () عبد الله بن
عباس - رضي الله عنهما - قال : «طلاقُ الأمة خمس : عِتقُها ، وطلاقُ زوجها لها ،
وبيعُ سيدها ، وهِبتُه لها ، وميراثها» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الأثر من زيادات رزين على الأصول ، لم أهتد إليه.
5779 - (د س) عائشة - رضي
الله عنها- قالت : «أردتُ أن أُعْتِقَ عبديْن لي ، فأمرني رسول الله - صلى الله
عليه وسلم- أن أبدَأ بالرجل قبل المرأة» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
وزاد رزين «لئلا يكونَ لها خيار» .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2237) في الطلاق ، باب في المملوكين يعتقان معاً هل تخير
امرأته ، والنسائي 6 / 161 في الطلاق ، باب خيار المملوكين يعتقان ، وإسناده ضعيف
.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أبو داود (2238) قال : حدثنا زهير بن حرب ونصر بن علي ، قال
زهير: حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد. والنسائي (6/161) قال : أخبرنا إسحاق بن
إبراهيم ،قال :حدثنا حماد بن مسعدة ، قالا : حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن
موهب عن القاسم ، فذكره قلت : عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب ، ضعفوه.
5780 - (خ م ط ت د س)
عائشة - رضي الله عنها- قالت : «كان في بَرِيرَةَ ثلاثُ سُنَن : أُعْتِقَتْ
فخُيِّرَتْ في زوجها ، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فيها : الوَلاَءُ لمن
أعْتَق ، ودخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- والبُرْمَةُ -[616]- تفَورُ ،
فقُرِّبَ إليه خُبز وأدْم من أُدْم البيت ، فقال : ألم أرَ بُرْمَة تفور ؟ قالوا :
بلى ، ولكنْ ذلك لحم تُصُدِّق به على بريرةَ ، وأنتَ لا تأكل الصدقة ، قال : عليها
صدقة ، ولنا هدية» .
وفي رواية نحوه ، وفيها «فقال : هو عليها صدقة ، وهو منها لنا هدية» . وقال
النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- فيها : «إنما الولاءُ لمن أعتق» .
وفي أخرى قالت : «كانت في بريرة ثلاثُ قَضِيَّات ... وذكر نحوه ، وفيها- وكان
الناس يتصدَّقون عليها ، وتُهْدِي لنا ، فذكرتُ ذلك للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم-
، فقال : هو عليها صدقة ، وهو لكم هدية ، فكلوه» . أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري في رواية «فقال : أعْتِقِيها ، فإن الولاء لمن أعْطَى الوَرِقَ ،
فأعْتَقْتُهَا ، فدعاها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ، فَخيَّرها من زوجها ،
فقالت : لو أعْطَاني كذا وكذا ما ثَبَتُّ عنده ، فاختارتْ نفسَها» . قال في رواية
: «وكان زوجها حراً» قال البخاري : وقولُ الحَكم مرسل ، وقال ابن عباس : «رأيتُه
عبداً» .
وفي رواية نحوه ، قال الأسود : «وكان زوجها حراً» .
قال البخاري : قول الأسود منقطع ، وقول ابن عباس : «رأيتُه عبداً» أصح ، ولمسلم في
رواية عنها قالت : «كان زَوْجُ بريرةَ عبداً» . -[617]-
ولهما في رواية قال عبد الرحمن : «زوجُها حر ، قال شعبة : ثم سألت عبد الرحمن [بن
القاسم] عن زوجها ؟ فقال : لا أدري : أحرٌّ ، أم عبد ؟» .
ولهذا الحديث روايات كثيرة ، بعضها جاء في «كتاب البيع» وبعضها في «كتاب الزكاة ومن
تحل له الصدقة ، ومن تحرم عليه» ، وبعضها هاهنا ، وبعضها يجيء في «كتاب العتق» و
«كتاب النكاح» والكتابة ، والفرائض.
وأخرج الموطأ الرواية الأولى ، وأخرج النسائي الأولى ، والأولى من أفراد البخاري.
وفي رواية أبي داود «أن بَريرةَ عتقَتْ ، وهي عند مُغيِث - عبد لآل أبي أحمد- ،
فخيَّرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وقال لها : إن قَرِبَكِ (1) فلا خِيَارَ
لَكِ» .
وفي أخرى له «أن زوج بريرةَ كان حراً حين أُعْتِقَت ، وأنها خُيِّرَتْ ، فقالت :
ما أحبُّ أن أكونَ معه وإن لي كذا وكذا» .
وفي رواية له وللترمذي ، قالت : «كان زوج بريرة عبداً ، فخيَّرها رسول الله - صلى
الله عليه وسلم- ، فاختارت نفسها ، ولو كان حراً لم يخيِّرْها» .
وفي أخرى للترمذي «كان زوج بريرة حراً ، فخيَّرها رسول الله - صلى الله عليه
وسلم-» وللنسائي في رواية قال : «وكان زوجُ بريرةَ عبداً» (2) . -[618]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قَرِبكِ) قَرِبه يَقْرَبه : إذا قَرُب منه ، إذا كسرتَ الراء تَعدَّى ، وإذا
ضممتها لم يتعدَّ.
__________
(1) أي : جامعك .
(2) رواه البخاري 9 / 356 و 357 في الطلاق ، باب لا يكون بيع الأمة طلاقاً ، وفي
النكاح ، -[618]- باب الحرة تحت العبد ، وفي الأطعمة ، باب الأدم ، وفي العتق ،
باب بيع الولاء وهبته ، وفي الفرائض ، باب إذا أسلم على يديه ، وباب ما يرث النساء
من الولاء ، وباب الولاء لمن أعتق ، وميراث اللقيط ، وباب ميراث السائبة ، ومسلم
رقم (1504) في العتق ، باب إنما الولاء لمن أعتق ، والموطأ 2 / 562 في الطلاق ،
باب ما جاء في الخيار ، وأبو داود رقم (2233) و (2235) و (2236) في الطلاق ، باب
في المملوكة تعتق وهي تحت حر أو عبد ، وباب من قال : كان حراً ، وباب حتى متى يكون
لها الخيار ، والترمذي رقم (1154) و (1155) في الرضاع ، باب ما جاء في المرأة تعتق
ولها زوج ، والنسائي 6 / 162 و 163 في الطلاق ، باب خيار الأمة ، وباب خيار الأمة
تعتق وزوجها حر .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : تقدم تخريجه.
5781 - (خ د ت س) عبد
الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : «إنَّ زوج بريرة كان عبداً يقال له : مُغيث
، كأني أنظر إليه يطوف خلفَها ودُمُوعُه تَسِيلُ على لحيته ، فقال النبيُّ - صلى
الله عليه وسلم- للعباس : يا عبَّاسُ ، ألا تعجَب من حُبِّ مُغيث بريرةَ ، ومن
بُغْضِ بريرةَ مغيثاً ؟! فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : لو راجعتيه ؟ قالت
: يا رسول الله ، تأْمُرني ؟ قال : إنما أشْفَع ، قالت : فلا حَاجَةَ لي فيه» .
وفي رواية قال : «رأيته عبداً - يعني : زوْجَ بريرة - كأني أنظر إليه ، يَتْبَعهَا
في سِكَكِ المدينة ، يَبْكي عليها» .
وفي أخرى قال : «كان زوج بريرة عبداً أسود ، يقال له : مغيث ، عبداً لبني فلان ،
كأني أنظر إليه يطوف وراءها في سكك المدينة» . -[619]-
وأخرج الترمذي إلى قوله : «على لحيته» وزاد «يتَرَضَّاها لِتخْتَارَه ، فلم تفعل»
.
وأخرج النسائي إلى قوله : «فلا حاجة لي فيه» .
وفي رواية أبي داود «أن مُغيثاً كان عبداً ، فَعُتقتْ بريرةُ تحته ، فقال : يا رسول
الله ، اشْفَعْ إليها ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : يا بريرةُ ، اتقي
الله ، فإنه زوُجكِ وأبو وَلدِك ، فقالت : يا رسول الله ، تأمرني بذلك ؟ قال : لا
، إنما أنا شافع ، فكان دُمُوعُه تَسِيلُ على خدِّه ، فقال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم- للعباس : ألا تعَجب من حب مغيث بريرةَ ، وبغضها إياه ؟ !» .
وفي رواية «أنه كان عبداً أسودَ ، فخيرها - يعني : رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- وأمرها أن تعتدَّ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سِكَك) السِّكَك ، جمع سِكَّة ، وهي الطريق.
__________
(1) رواه البخاري 9 / 358 في الطلاق ، باب خيار الأمة تحت العبد ، وباب شفاعة
النبي صلى الله عليه وسلم في زوج بريرة ، وأبو داود رقم (2231) و (2232) في الطلاق
، باب في المملوكة تعتق وهي تحت حر أو عبد ، والترمذي رقم (1156) في الرضاع ، باب
ما جاء في المرأة تعتق ولها زوج ، والنسائي 8 / 245 في القضاة ، باب شفاعة الحاكم
للخصومة قبل فصل الحكم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : ويأتي تخريجه.
5782 - (س) صفية بنت أبي
عبيد - رضي الله عنها- قالت : «كان -[620]- زوجُ بريرةَ عبداً» أخرجه النسائي (1)
.
__________
(1) لم نجد هذا الحديث في نسخ النسائي المطبوعة في مظانه ، وهو في نسخ الظاهرية
المخطوطة من حديث إسحاق بن إبراهيم : حدثنا المغيرة بن سلمة ، ثنا وهيب عن عبيد
الله ، عن نافع عن صفية بنت أبي عبيد قالت : كان زوج بريرة عبداً ، وإسناده حسن ،
وهو في مخطوطة النسائي عقب حديث عائشة الذي قبله .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
عزاه المزي في التحفة (13/455) (1921) للنسائي في الطلاق - الكبرى - عن إسحاق بن
إبراهيم، عن المغيرة بن سلمة ، عن هشيم ، عن عبيد الله بن عمر عن نافع ، عن صفية
بهذا ، ذكره في ترجمة يزيد بن رومان ، عن عروة عن عائشة.
قلت : وهذا عجيب مخالف للاستقراء فالمصنف -رحمه الله - لا ينقل من الكبرى ، وقد
يكون الحديث في سنن أبي داود أو الترمذي وعند النسائي في الكبرى دون الصغرى فيعزو
لهما دون النسائي بل أحيانا يهمل الرمز كعادته في زيادات رزين ، والحديث في الكبرى
، ولا يشير لذلك.
5783 - (ط) عروة بن
الزبير قال : «إن مَوْلاة لبني عديّ - يقال لها : زَبْرَاءُ - أخبرتْهُ أنها كانت
تحت عبد ، وهي أَمَة يومئذ ، فَعَتَقَتْ ، قالت : فأرسلتْ إليَّ حفصةُ زوجُ
النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، فدَعَتْني ، فقالت : إني مُخْبِرَتُكِ خبراً ،
ولا أُحِبُّ أن تصنعي شيئاً : إنَّ أمَركِ بيدِكِ ، ما لم يَمْسَسْكِ زوجكِ ، فإن
مَسَّكِ ، فليس لكِ من الأمر شيء ، قالت : فقلت : هو الطلاقُ ، ثم الطلاق ، ثم
الطلاق ، ففارقته ثلاثاً» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 563 في الطلاق ، باب ما جاء في الخيار ، ورجال إسناده ثقات .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (1225) قال : عن ابن شهاب ، فذكره.
الفصل السابع : في أحكام
متفرقة للطلاق
5784 - (س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : «طلاق السُّنَّة :
يُطَلِّقُها تطليقة وهي طاهر من غير جماع ، فإذا حاضت وطهُرتْ : -[621]- طلَّقها
أخرى ، ثم تعتدُّ بعد ذلك بحيضة» .
وفي أخرى قال : «طلاق السُّنَّةِ : أن يُطلِّقها طاهراً من غير جماع» . أخرجه
النسائي (1) .
__________
(1) 6 / 140 في الطلاق ، باب طلاق السنة ، وهو حديث حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : وفي رواية سفيان : «طلاق السنة أن يطلقها طاهرا في غير جماع» .
أخرجه ابن ماجة (2020) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن
سفيان. وفي (2021) قال :حدثنا علي بن ميمون الرقي ، قال : حدثنا حفص بن غياث ، عن
الأعمش. والنسائى (6/140) قال : حدثنا الأعمش. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي ، قال :
حدثنا يحيى ، عن سفيان.
كلاهما - سفيان، والأعمش -عن إبي إسحاق ، عن أبي الأحوص.
(*) قال الأعمش : سألت إبراهيم. فقال مثل ذلك. «سنن النسائي» (6/140) .
5785 - (د) عبد الله بن
عباس - رضي الله عنهما - قال : «طلَّق عبدُ يَزِيدَ - أبو رُكانة وإخْوَتِه -
أُمَّ ركانةَ وإخوته ، ونكح امرأة من مُزَينَةَ ، فجاءت إلى النبيِّ - صلى الله
عليه وسلم- فقالت : ما يُغني عني إلا كما تُغني هذه الشعرةُ - لشعرة أخذتَها من
رأسها - ففرِّقْ بيني وبينه ، فأخذتِ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- حَمِيَّة ،
فدعا بِرُكانَةَ وإخوتِه ، ثم قال لجُلَسَائه : أَتَرَوْنَ فلاناً يُشْبه منه كذا
وكذا من عبد يزيد ، وفلاناً لابنه الآخر يشبه منه كذا وكذا ؟ قالوا : نعم ، قال
النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- لعبد يزيد : طلِّقْها ، ففعل ، ثم قال : راجع
امرأتَك أُمَّ رُكانَةَ ، فقال : إني طلقتُها ثلاثاً يا رسول الله ؟ قال : قد
عَلِمْتُ ، أرْجِعها ، وتلا {يَا أَيُّهَا النَّبيُّ إذَا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ
فَطَلِّقُوهُنَّ لِعدَّتِهِنَّ} [الطلاق : 1]» .
أخرجه أبو داود ، [وقال : «وحديث نافع بن عُجير وعبد الله بن يزيد بن ركانة- يعني
الحديث الذي تقدَّم في الفرع الأول في الصريح من الفصل الأول من كتاب الطلاق عن
أبيه عن جده أن رُكانة طلق امرأته ألبتة ، -[622]- فردها إليه النبيُّ - صلى الله
عليه وسلم-» - أصح ، لأنهم وَلدُ الرجل ، وأهله أعلم به «أن ركانة إنما طلَّق
امرأته ألبتة ، فجعلها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- واحدة»] (1) .
__________
(1) رقم (2196) في الطلاق ، باب نسخ المراجعة بعد التطليقات الثلاث و (2206) و
(2207) و (2208) في الطلاق ، باب في البتة ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند
" رقم (2387) ، وهو حديث مضطرب .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناد الرواية الأولى ضعيف : أخرجه أبو داود (2196) قال :حدثنا أحمد بن صالح ، قال
: حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا ابن جريج، قال : أخبرني بعض بني أبي رافع مولى
النبي -صلى الله عليه وسلم- ،عن عكرمة، فذكره.
5786 - (د) مجاهد قال :
«كنتُ عند ابن عباس -رضي الله عنه- فجاءه رجل ، فقال : إنه طلق امرأته ثلاثاً ،
قال : فسكتَ ، حتى ظننتُ أنه رادُّها إليه ، ثم قال : يَنطِلقُ أحدُكم فيركب
الحَمُوقةَ ، ثم يقول : يا ابن عباس ، يا ابن عباس ، فإن الله عز وجل قال :
{وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً} [الطلاق : 2] فما أجد لكَ مخرجاً
، عصيتَ ربَّك ، وبانت منك امرأتُك ، فإن الله عز وجل قال : {يا أيها النبيُّ إذا
طلقتم النساء فطلقوهن} [الطلاق : 1] في قُبُل عدتهن (1)» .
أخرجه أبو داود ، وقال : رواه جماعة - سمَّاهم- عن ابن عباس ، قال : «أجازها عليه»
(2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحَمُوقة) والأُحْمُوقة : فَعْلة ذات حُمْق وجهالة .
__________
(1) هذه القراءة من ابن عباس محمولة على التفسير ، قال الحافظ في " الفتح
" 9 / 301 في أول كتاب الطلاق : قال مجاهد في قوله تعالى : {يا أيها النبي
إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن} قال ابن عباس : في قبل عدتهن ، أخرجه الطبري
بسند صحيح ، ومن وجه آخر أنه قرأها كذلك ، وكذا وقع عند مسلم من رواية أبي الزبير
عن ابن عمر في آخر حديثه ، قال ابن عمر : وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {يا
أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن} في قبل عدتهن ، ونقلت هذه القراءة أيضاً عن
أُبي ، وعثمان ، وجابر ، وعلي بن الحسين ، وغيرهم .
(2) رقم (2197) في الطلاق ، باب نسخ المراجعة بعد التطليقات الثلاث ، وإسناده صحيح
، وأخرج له أبو داود متابعات عن ابن عباس بنحوه .
5787 - (ط) مالك بن أنس -
رحمه الله- عن ابن شهاب أنه قال : سمعتُ ابنَ المسيّب ، وحُمَيْدَ بنَ عبد الرحمن
بن عوف ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، وسليمان بن يسار ، كلُّهم يقول : سمعتُ
أبا هريرة يقولُ : سمعتُ عمرَ يقولُ : «أيُّما امرأة طلقها زوجها تطليقة أو تطليقتين
، ثم تركها حتى تحلَّ ، ويتزوَجها زوج غيره ، فيموتَ عنها أو يطلِّقَها ، ثم
يردُّها الأول : أنها تكون عنده على ما بقي مِن طلاقها» .
قال مالك : وتلك السُّنَّةُ التي لا خلاف فيها عندنا (1) . أخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ " : بدار الهجرة ، وبه قال الجمهور من
الصحابة والتابعين والأئمة الثلاثة ، لأن الزوج الثاني لا يهدم ما دون الثلاث ،
لأنه لا يمنع رجوعها للأول قبله ، وقال أبو حنيفة وبعض الصحابة والتابعين : يهدم
الثاني ما دون الثلاث كما يهدم الثلاث ، فإذا عادت للأول كانت معه على عصمة كاملة
.
(2) 1 / 586 في الطلاق ، باب جامع الطلاق ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
الموطأ (1279) كتاب الطلاق - باب جامع الطلاق.
قلت : في المطبوع : «وعلى ذلك السنة عندنا التي لا اختلاف فيها» .
5788 - (د) محارب بن دثار
- رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «ما أحلَّ الله شيئاً
أبغض إليه من الطلاق» أخرجه أبو داود.
وفي رواية له عن محارب عن ابن عمر عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال :
«أبْغَضُ الحلال إلى الله الطلاقُ» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2177) و (2178) في الطلاق ، باب في كراهية الطلاق ،
موصولاً ومرسلاً ، قال الحافظ في " التلخيص " : رواه أبو داود وابن ماجة
والحاكم من حديث محارب بن دثار عن ابن عمر ، ورواه أبو داود والبيهقي مرسلاً ليس
فيه ابن عمر ، ورجح أبو حاتم والدارقطني في " العلل " والبيهقي المرسل .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أبو داود (2178) قال :حدثنا كثير بن عبيد ، قال : حدثنا محمد
بن خالد، عن معرف بن واصل. وابن ماجة (2018) قال :حدثنا كثير بن عبيد الحمصي ، قال
: حدثنا محمد بن خالد ، عن عبيد الله بن الوليد الوصافي.
كلاهما- معرف بن واصل ، وعبيد الله بن الوليد - عن محارب بن رثار ، فذكره
(*) أخرجه أبوداود (2177) قال :حدثنا أحمد بن يونس. قال : حدثنا معرف ، عن محارب ،
قال : قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «ما أحل الله شيئا أبغض إليه من
الطلاق» مرسل.
5789 - (د ت) ثوبان - رضي
الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «أيُّما امرأة سألت زوْجها
الطلاق ، من غير بأس : فحرام عليها رائحةُ الجنة» أخرجه أبو داود والترمذي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2226) في الطلاق ، باب في الخلع ، والترمذي رقم (1187) في
الطلاق ، باب ما جاء في المختلعات ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2055) في الطلاق ،
باب كراهية الخلع للمرأة ، والدارمي في " سننه " 2 / 162 ، وإسناده جيد
، وقال الترمذي : هذا حديث حسن ورواه ابن حبان في " صحيحه " رقم (1320)
موارد .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح حسن : تقدم تخريجه.
5790 - (ت) عائشة - رضي
الله عنها- قالت : «كان الناس والرجل يُطلِّق امرأته ما شاء أن يطلِّقَها ، وهي
امرأتُه إذا ارْتَجَعَها وهي في العدة ، وإن طلقها مائةَ مرة أو أكثر ، حتى قال
رجل لامرأته : والله لا أطَلِّقُك ، فَتَبِينين مني ، ولا آويكِ أبداً ، قالت :
وكيف ذاك ؟ قال : أطلقك ، فكلَّما هَمَّتْ عِدَّتُك أن تنقضيَ راجعتُكِ ، فذهبت
المرأة حتى دخلت على عائشة فأخبرتْها ، فسكتت عائشة ، حتى جاء النبيُّ - صلى الله
عليه وسلم-، فأخبرته ، فسكت النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- حتى نزل القرآن
{الطلاقُ مَرَّتَانِ فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أو تَسْريِحٌ بإحسانٍ} [البقرة : 229]
قالت عائشة : فاستأنف الناسُ الطلاق مستقبلاً : مَنْ كان طلَّق ، ومن لم يكن طلق»
أخرجه الترمذي (1) . -[625]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(آوِيكِ) آوَاه إلى المنزل يُؤويه : إذا ضمَّه إليه ، وأراد به هاهنا : المراجعة.
__________
(1) رقم (1192) في الطلاق ، باب رقم (16) من حديث يعلى بن شعيب عن هشام بن عروة عن
أبيه عروة عن عائشة ، ومن حديث عبد الله بن إدريس الأودي عن هشام بن عروة عن أبيه
عروة عن عائشة ، وهو حديث صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1192) قال : حدثنا قتيبة. قال :حدثنا يعلى بن شبيب ،عن هشام بن
عروة عن أبيه ، فذكره.
قال الترمذي : حدثا أبو كريب.قال : حدثنا عبد الله بن إدريس ، عن هشام بن عروة ،
عن أبيه ، نحوه هذا الحديث بمعناه.ولم يذكر فيه عن عائشة.
(*) قال أبو عيسى : وهذا أصح من حديث يعلى بن شبيب.
5791 - (ط) ثور بن زيد
الديلي «أن الرجل كان يطلِّق امرأته ، ثم يُراجِعُها ، ولا حاجَةَ له بها ، [ولا
يريد إمساكها] إلا ليطوِّل عليها بذلك العدَّةَ ، لتُضَارَّ بها ، فأنزل الله
تعالى {ولا تُمْسِكوهُنَّ ضِرَاراً لِتَعْتَدُوا ومَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَد
ظَلَمَ نَفْسَهُ} [البقرة : 231] يعظهم الله بذلك» . أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ضِراراً) الضِّرار والمضارَّة : من المضرَّة.
__________
(1) 2 / 588 في الطلاق ، باب جامع الطلاق ، وإسناده منقطع ، وورد بنحوه من طريق
العوفي عند ابن جرير الطبري رقم (4913) في التفسير ، وإسناده ضعيف ، قال الزرقاني
في " شرح الموطأ " : قال ابن عبد البر : أفاد هذا وما قبله أن نزول
الآيتين في معنى واحد متقارب ، وذلك حبس الرجل المرأة ومراجعتها بقصد الإضرار .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه مالك (1283) عن ثور به.
5792 - (د) عمران بن حصين
- رضي الله عنه- «سئل عن الرجل يطلِّق امرأته ثم يقع بها ، ولم يُشْهِدْ على
طلاقها ، ولا على رجعتها ؟ فقال : طلَّقتَ لغير سُنَّة ، وراجعتَ لغير سُنَّة ،
أشْهِدْ على طلاقها وعلى رجعتها ولا تَعُدْ» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2186) في الطلاق ، باب الرجل يراجع ولا يشهد ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم
(2025) في الطلاق ، باب الرجعة ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أبو داود (2186) ، وابن ماجة (2025) قالا : حدثنا بشر بن هلال
، قال : حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي ، عن يزيد الرشك ، عن مطرف بن عبد الله بن
الشخير ، فذكره.
5793 - (خ م ط د ت س) أبو
هريرة - رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا يَحِلُّ
لامرأة أن تسألَ طلاقَ أُختها لِتَسْتَفْرغَ صَحْفَتها ، ولْتنكحْ ، فإنما لها ما
قُدِّر لها» .
وفي رواية «لِتَكْتَفِئَ ما في إنائها» .
أخرجه الجماعة ، إلا أنَّ النسائي ذكره في جملة حديث هو مذكور في «كتاب البيع» (1)
.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لتَسْتَفْرِغَ ما في صَحْفَتِها) كناية عن الانفراد بالزوج ، وأخذ نصيبها الذي
يكون لها منه فيَتَوفَّر عليها دونها.
__________
(1) رواه البخاري 9 / 190 و 191 في النكاح ، باب الشروط التي لا تحل في النكاح ،
وفي القدر ، باب {وكان أمر الله قدراً مقدوراً} ، ومسلم رقم (1408) في النكاح ،
باب تحريم الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها في النكاح ، والموطأ 2 / 900 في
القدر ، باب جامع ما جاء في أهل القدر وأبو داود رقم (2176) في الطلاق ، باب
المرأة تسأل زوجها طلاق امرأة له ، والترمذي رقم (1190) في الطلاق ، باب ما جاء لا
تسأل المرأة طلاق أختها ، والنسائي 7 / 258 في البيوع ، باب سوم الرجل على سوم
أخيه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك الموطأ صفحة (165) .والبخاري (8/153) قال :حدثنا عبد الله بن
يوسف. وأبو داود (2176) قال :حدثنا القعنبي.والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف)
(10/13819) عن قتيبة.
ثلاثتهم - عبد الله بن يوسف ، والقعنبي. وقتيبة - عن مالك ، عن أبي الزناد ،عن
الأعرج ، فذكره.
5794 - (خ) عبد الله بن
مسعود - رضي الله عنه - قال : «لا تشترطِ المرأةُ طلاق أُختها» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد ذكره
البخاري معلقاً 9 / 190 في النكاح ، باب الشروط التي لا تحل في النكاح ، وهو بمعنى
الذي قبله وقد وقع هذا اللفظ بعينه في بعض طرق الحديث المرفوع عن أبي هريرة ، قال
الحافظ في " الفتح " : ولعله لما لم يقع له (يعني البخاري) اللفظ
مرفوعاً ، أشار إليه في المعلق إيذاناً بأن المعنى واحد .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
علقه البخاري في النكاح (9/190) باب الشروط التي لا تحل في النكاح.
5795 - (د ت) أبو هريرة -
رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «ثلاثة جِدُّهُنَّ جِدٌّ
، وَهَزْلُهُنَّ جدٌّ : النِّكاحُ ، والطَّلاقُ ، والرَّجْعَةُ» أخرجه الترمذي
وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2194) في الطلاق ، باب في الطلاق على الهزل ، والترمذي رقم
(1184) في الطلاق ، باب ما جاء في الجد والهزل في الطلاق ، وفي إسناده عبد الرحمن
بن حبيب بن أدرك ، وهو لين الحديث ، ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها ، ولذلك
قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم وغيرهم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف ولمتنه شواهد : أخرجه أبو داود (2194) قال :حدثنا القعنبي. قال :حدثنا
عبد العزيز -يعني ابن محمد- وابن ماجة (2039) قال :حدثنا هشام بن عمار. قال :حدثنا
حاتم بن إسماعيل. والترمذي (1184) قال : حدثنا قتيبة. قال :حدثنا حاتم بن إسماعيل.
كلاهما - عبد العزيز ، وحاتم - عن عبد الرحمن بن حبيب بن أردك ، عن عطاء بن أبي
رباح ، عن يوسف بن ماهك ، فذكره. قلت : عبد الرحمن بن حبيب ضعفوه.
قال الترمذي : العمل على هذا عند أهل العمل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-
وغيرهم.
5796 - () عبد الله بن
مسعود - رضي الله عنه - مثله ، وجعل «العتق» بدل «الرجعة» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع جعله جزءاً من الحديث الذي
قبله ، وهو خطأ .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين على الأصول لم أقف عليه ، وفي الباب عن عبادة ، راجع
المطالب العالية (2/65) .
5797 - (ط) عبد الرحمن بن
عوف - رضي الله عنه - «طلَّق امرأة فمتَّع بوَليدة» أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(متَّع بوَلِيدة) المُتْعَة : أراد بها : العطية ، ومنه قوله تعالى :
{ومَتِّعُوهُنَّ على المُوسِعِ قَدَرُه وعلى المُقْتِرِ قَدَرُهُ} [البقرة : 236]
.
والوليدة : الأمة ، والجمع : ولائد.
__________
(1) 2 / 573 في الطلاق ، باب ما جاء في متعة الطلاق بلاغاً ، وإسناده منقطع .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع ذكر مالك (1243) بلاغا ، كتاب الطلاق 0 باب ما جاء في متفعة الطلاق
قال الإمام الزرقاني : أخرج ابن سعد عن ابن نمير عن محمد بن إسحاق بن سعد بن
إبراهيم عن أبيه عن أم كلثوم جدته.
الكتاب الخامس : في
الطِّيرَة والفَأْل والشؤم والعَدْوَى وما يجري مجراها ، والأحاديث فيها مشتركة
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الطِّيَرة) ما يُتَشَاءَم به من الفأل الرديء وغيره ، واشتقاقها من الطَّيْر ،
وكانت العرب تتطيَّر من الغراب والأخيل ونحوهما من الطَّيْر، وتتشاءم به ، وترى أن
ذلك مانع من الخير ، فنفى الإسلام ذلك ، وقال : " لا طِيَرة " : وهو
مصدر ، كالتَّطَيُّر ، تطيَّر الرجل تَطَيُّراً وطِيَرة ، كما قالوا : تَخيَّرت
الشيء تَخيُّراً وخِيَرَة ، ولم يجيء من المصدر على هذا القياس غيرهما
5798 - (د) بريدة - رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- «كان لا
يَتَطَيَّر من شيء ، وكان إذا بعث عاملاً سأل عن اسمه ؟ فإذا أَعْجَبهُ فَرِحَ به
، وَرُئِيَ بِشْرُ ذلك في وجهه ، وإن كَرِه اسَمه رُئِيَ كَرَاهِيةُ ذلك في وجهه ،
وإذا دخل قَرية سأل عن اسمها ؟ فإن أعجبه اسمها فرح بها ، وَرُئِيَ بِشْرُ ذلك في
وجهه ، وإن كره اسمها رُئِيَ كراهية ذلك في وجهه» أخرجه أبو داود (1) . -[629]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بِشْر) البِشْرُ : طَلاقة الوجه وأَمَارات الفرح التي تظهر على الإنسان عند رؤية
ما يَسُرُّ أو سماعه.
__________
(1) رقم (3920) في الطب ، باب في الطيرة ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أحمد (5/347) قال : حدثنا عبد الصمد.وأبو داود (3920) قال :
حدثنا مسلم بن إبراهيم. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (1993) عن ابن مثنى ،
عن معاذ بن هشام.
ثلاثتهم - عبد الصمد ، ومسلم ، ومعاذ - عن هشام ، عن قتادة ، عن عبد الله بن بريدة
، فذكره.
5799 - (د) أبو هريرة -
رضي الله عنه- «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سمع كلمة فَأَعْجَبَتْه ، فقال
: أخذْنا فَأُلَكَ من فِيكَ» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3917) في الطب ، باب في الطيرة ، وفي سنده رجل مجهول .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أبو داود (3917) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ثنا وهيب بن
سهيل عن رجل ، فذكره.
5800 - (ت) أنس بن مالك -
رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- «كان يعجبه إذا خرج لحاجة : أن
يسمعَ : يا راشد ، يا نجيحُ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1616) في السير ، باب ما جاء في الطيرة ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن
صحيح ، وهو كما قال ، وفي الصحيحين معناه عن أبي هريرة رضي الله عنه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن صحيح : أخرجه الترمذي (1616) قال : حدثنا محمد بن رافع ، حدثنا أبو عامر
العقدي ، عن حماد بن سلمة ، عن حميد فذكره. قال الترمذي : حسن غريب صحيح.
5801 - (د) عروة بن عامر
القرشي قال : «ذُكِرَتِ الطِّيَرَةُ عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال :
أَحْسَنُها الفألُ ، ولا تَرُدُّ (1) مسلماً ، فإذا رأى أحدُكم ما يكره فليقل :
اللهم لا يأتي بالحسناتِ إلا أنتَ ، ولا يدفع السيئاتِ إلا أنت ، ولا حولَ ولا قوة
إلا بك» أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) في المطبوع : ولا تؤذ ، وهو تصحيف .
(2) رقم (3919) في الطب ، باب في الطيرة ، من حديث حبيب بن أبي ثابت عن عروة بن
عامر القرشي ، وعروة بن عامر القرشي ، ويقال : الجهني المكي ، روى عن النبي صلى
الله عليه وسلم مرسلاً في الطيرة ، قال الحافظ ابن حجر في " التهذيب " :
والظاهر أن رواية حبيب عنه منقطعة . أقول : وحبيب بن أبي ثابت مدلس ، وقد عنعنه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3919) قال : حدثنا أحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة قالا :
حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، فذكره.
قال الحافظ في الإصابة (6/415) (5512) ترجمة عروة: رجاله ثقات ، دون المراسيل ،
لكن حبيب - يعني ابن أبي ثابت- كثير الإرسال.
5802 - (د ت) عبد الله بن
مسعود - رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «الطِّيرَةُ
شِرْك ، الطِّيرةُ شرك ، الطِّيَرَةُ شِرْك - ثلاثاً - وما منَّا إلا (1) ، ولكنَّ
الله يُذهبُه بالتوكل» . أخرجه أبو داود.
وفي رواية الترمذي قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «الطِّيرة من
الشِّرْك ، وما مِنَّا [إلا] ، ولكنَّ اللهَ يذهبه بالتوكل» (2) .
قال الترمذي : سمعت محمد بن إسماعيل يقول : كان سليمان بن حرب يقول في هذا الحديث
«وما منا [إلاَّ] ، ولكنَّ اللهَ يذهبُه بالتوكل» هذا عندي قول عبد الله بن مسعود.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وما مِنَّا إلا) في هذا الكلام محذوف ، تقديره : وما مِنَّا إلا ويَعْتريه
التَّطَيُّر ، ويسبق إلى قلبه الكراهة له ، فحذف ذلك اختصاراً واعتماداً على فهم
السامع ، وقد جاء في كتاب الترمذي : أن هذا من كلام ابن مسعود ، وليس من الحديث ،
والله أعلم.
__________
(1) أي : وما منا إلا من يعرض له الوهم من قبل الطيرة ، وقوله : وما منا إلا ...
الخ ، مدرج من كلام ابن مسعود ، غير مرفوع ، كما قال البخاري وغيره .
(2) رواه أبو داود رقم (3910) في الطب ، باب في الطيرة ، والترمذي رقم (1614) في
السير ، باب ما جاء في الطيرة ، ورواه أيضاً ابن حبان في " صحيحه " ،
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال ، وفي الباب عن سعد ، وأبي هريرة
، وحابس التميمي ، وعائشة ، وابن عمر .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/389) (3687) قال :حدثنا وكيع. قال : حدثنا سفيان. وفي
(1/438) (4171) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة (ح) وحجاج ، عن شعبة
، وفي (1/440) (4194) قال : حدثنا عبد الرحمن ، عن سفيان. البخاري في الأدب المفرد
(909) قال :حدثنا أبو نعيم الفضل عن سفيان. وأبو داود (3910) قال : حدثنا محمد بن
كثير. قال: أخبرنا سفيان. وابن ماجة (3538) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال :
حدثنا وكيع ، عن سفيان. والترمذي (1614) قال: حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد
الرحمن مهدي ، قال : حدثنا سفيان.
كلاهما - سفيان ، وشعبة - عن سلمة بن كهيل ، عن عيسى بن عاصم ، عن زر بن حبيش ،
فذكره.
قلت : قوله : «وما منا إلا ويعرض له» مدرج من كلام ابن مسعود كما قال البخاري
وغيره.
5803 - (خ م د ت) أنس بن
مالك - رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا عَدْوى ، ولا
طيرَةَ ، ويُعجِبْني الفَألُ ، قالوا : وما الفَأْلُ ؟ قال : كلمة طيَّبة» . أخرجه
البخاري ومسلم. وللبخاري مثله ، وقال : «ويعجبني الفأْلُ الصَّالحُ : الكلمةُ
الحسنةُ» . ولمسلم مثله ، وقال: «[ويُعجبني الفألُ] الكلمة الحسنةُ ، الكلمةُ الطيبةُ»
.
وفي رواية أبي داود مثل البخاري ، وأخرج الترمذي الأولى (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا عَدْوَى) يقال : أعدَاه المريض : إذا أصابه منه بمقارنته ومجاروته أو مؤاكلته
ومباشرته ، وقد أبطله الإسلام (2) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 181 في الطب ، باب الفأل ، وباب لا عدوى ، ومسلم رقم (2224)
في السلام ، باب الطيرة والفأل ، وأبو داود رقم (3916) في الطب ، باب في الطيرة ،
والترمذي رقم (1615) في السير ، باب ما جاء في الطيرة .
(2) الذي أبطله الإسلام ، اعتقاد أن العدوى تنتقل بنفسها ، لا بقدرة الله تعالى .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/130) قال : حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/173) قال : حدثنا بهز.
وفي (3/251) قال :حدثنا عفان.وفي (3/275) قال : حدثنا محمد بن جعفر ،وحجاج.وفي
(3/277) قال: حدثنا يحيى. والبخاري (7/180) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال :
حدثنا محمد بن جعفر.ومسلم (7/33) قال : حدثنا محمد بن المثنى ، وابن بشار، قالا:
أخبرنا محمد بن جعفر. ابن ماجة (3537) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال :
حدثنا يزيد بن هارون.
ستتهم - ابن جعفر ، وبهز ، وعفان ، وحجاج ، ويحيى بن سعيد ، يزيد - عن شعبة.
2- وأخرجه أحمد (3/118و275) قال : حدثنا وكيع ، عن شعبة ، وهشام الدستوائي.
3- وأخرجه أحمد (3/154) قال :حدثنا عبد الوهاب. وفي (3/178) قال :حدثنا عبد الملك
، وعبد الصمد ،وعبد الوهاب. والبخاري (7/175) ،وفي الأدب المفرد (1615) قال :
حدثنا محمد بن بشار، قال : حدثنا ابن أبي عدي.
خمستهم - عبد الوهاب ، وعبد الملك ، وعبد الصمد ، ومسلم ، وابن أبي عدي - عن هشام
الدستوائي.
4- وأخرجه أحمد (3/251) قال : حدثنا عفان وبهز. ومسلم (7/33) قال: حدثنا هداب بن
خالد.
ثلاثتهم - عفان ، وبهز ، وهداب - عن همام بن يحيى.
ثلاثتهم - شعبة ، وهشام ،همام - عن قتادة ، فذكره.
5804 - (خ م ط ت د س) عبد
الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : «قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لا
عَدوى ، ولا طِيَرَة ، وإنما الشؤم في ثلاث : في الفرسِ ، والمرأةِ ، والدَّارِ» .
وفي رواية قال : «ذكروا الشؤم عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : إن كان
الشؤم : ففي الدَّارِ ، والمرأة ، والفرس» أخرجه البخاري ومسلم. -[632]- ولمسلم
«في المرأة والفرس والمسْكَن» .
وأخرج الموطأ وأبو داود والترمذي والنسائي الروايةَ الأولى ، ولم يذكروا «العدوى
والطيرة» ولم يَرْوِهما عن الزهري إلا يونس بن يزيد ، وغيره لم يروهما ، منهم :
مالك بن أنس ، وسفيان بن عيينة ، وإبراهيم بن سعد ، وعقيل بن خالد ، وعبد الرحمن
بن إسحاق ، وشعيب بن أبي حمزة ، كلُّهم لم يذكروا عن الزهري «العدوى والطيرة»
وأخرج النسائي أيضاً رواية البخاري (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 180 و 181 في الطب ، باب الطيرة ، وباب لا عدوى ، وفي
البيوع ، باب شراء الإبل الهيم ، وفي الجهاد ، باب ما يذكر من شؤم الفرس ، وفي
النكاح ، باب ما يتقى من شؤم المرأة ، ومسلم رقم (2225) في السلام ، باب الطيرة
والفأل ، والموطأ 2 / 972 في الاستئذان ، باب ما يتقى من الشؤم ، وأبو داود رقم
(3922) في الطب ، باب في الطيرة ، والترمذي رقم (2825) في الأدب ، باب ما جاء في
الشؤم ، والنسائي 6 / 220 في الخيل ، باب شؤم الخيل .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : عن حمزة وسالم بني عبد الله بن عمر ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
وأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «الشؤم في الدار والمرأة والفرس» .
(*) وفي رواية يونس : «لا عدوى ولا طيرة ،وإنما الشؤم في ثلاثة : المرأة والفرس
والدار» .
أخرجه مالك (الموطأ) صفحة (602) ، وأحمد (2/115) (5963) قال:حدثنا حسين، قال :
حدثنا أبو أويس. وفي (2/126) (6095) قال : حدثنا إسحاق بن عيسى ،قال : أخبرنا
مالك.وفي (2/136) (6196) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس. قال : حدثنا أبو أويس.
والبخاري (7/10) وفي الأدب المفرد (916) قال :حدثنا إسماعيل ،قال:حدثني مالك. وفي
(7/179) قال :حدثنا سعيد بن عفير ، قال: حدثني ابن وهب ،عن يونس.ومسلم (7/33و34)
قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب ، قال : حدثنا مالك بن أونس (ح) وحدثنا
يحيى بن يحيى ، قال : قرأت على مالك (ح) وحدثنا أبو الطاهر وحرملة ابن يحيى. قالا
: أخبرنا ابن وهب ،قال : أخبرني يونس (ح) وحدثنا ابن أبي عمر ، قال : حدثنا سفيان.
(ح) وحدثنا عمرو الناقد ، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، قال : حدثنا أبي ،
عن صالح. وأبو داود (3922) قال : حدثنا القعنبي ، قال : حدثنا مالك. والترمذي
(2824) قال : حدثنا ابن أبي عمر ، قال : حدثنا سفيان. والنسائي (6/220) قال
:أخبرني هارون بن عبد الله ، قال: حدثنا معن، قال: حدثنا مالك. (ح) والحارث بن
مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع. عن ابن القاسم ، قال : حدثنا مالك.وفي الكبرى
(الورقة 125 ب) قال : أخبرنا يونس بن عبد الأعلى ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال :
أخبرني يونس ومالك. (ح) وأخبرنا محمد بن نصر، قال: حدثنا أيوب بن سليمان، قال:
حدثني أبو بكر ، عن سليمان ، عن ابن أبي عتيق وموسى بن عقبة. (ح) وأخبرنا محمد بن
نصر ، قال : حدثنا أيوب ، قال: حدثني أبو بكر ، عن سليمان. قال : يحيى.
ثمانيتهم - مالك ، وأبو أويس عبد الله بن عبد الله بن أويس ، ويونس ، وسفيان بن
عيينة، وصالح بن كيسان، ومحمد بن أبي عتيق، وموسى بن عقبة ، ويحيى بن سعيد
الأنصاري - عن ابن شهاب الزهري ، عن حمزة وسالم ابني عبد الله بن عمر ، فذكراه.
(*) أخرجه الحميدي (621) قال :حدثنا سفيان. وأحمد (2/8) (4544) قال : حدثنا
سفيان.وفي (2/152) (6405) قال : حدثنا عثمان بن عمر. قال : أخبرنا يونس. والبخاري
(4/35) قال :حدثنا أبو اليمان ، قال : أخبرنا شعيب. وفي (7/174) قال : حدثني عبد
الله بن محمد ،قال : حدثنا عثمان بن عمر ،قال : حدثنا يونس. ومسلم (7/34) قال : حدثنا
يحيى بن يحيى وعمرو الناقد وزهير بن حرب ، عن سفيان (ح) وحدثني عبد الملك بن شعيب
بن الليث بن سعد قال : حدثني أبي ،عن جدي ، قال : حدثني عقيل بن خالد (ح) وحدثناه
يحيى بن يحيى ، قال : أخبرنا بشر بن المفضل ، عن عبد الرحمن بن إسحاق. (ح) وحدثني
عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ، قال : أخبرنا أبو اليمان ، قال : أخبرنا شعيب.
وابن ماجة (1995) قال: حدثنا يحيى بن خلف أبو سلمة ،قال :حدثنا بشر بن المفضل، عن
عبد الرحمن ابن إسحاق. والترمذي (2824) قال : حدثنا سعيد بن عبد الرحمن، قال:
حدثنا سفيان. والنسائي (6/220) قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن منصور.قالا :
حدثنا سفيان. وفي الكبرى (الورقة 125 ب) قال: أخبرنا محمد بن المثنى قال: حدثني
عثمان بن عمر، قال : أخبرني يونس. (ح) وأخبرنا محمد بن خالد ، قال : حدثنا بشر بن
شعيب ، عن أبيه. (ح) وأخبرنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا عبد الواحد، عن معمر.
(ح) وأخبرنا محمد بن منصور ،قال :حدثنا سفيان.
ستتهم - سفيان بن عيينة ، ويونس ، وشعيب ، وعقيل ، وعبد الرحمن بن إسحاق ،ومعمر -
عن ابن شهاب ، عن سالم بن عبد الله، فذكره ، ليس فيه حمزة.
(*) وأخرجه أحمد (2/36) (4927) قال :حدثنا إبراهيم بن خالد ، قال : حدثنا رباح ،
عن معمر. والنسائى في الكبرى (الورقة 125 ب) قال : أخبرني محمد بن جبلة ، قال :
حدثنا عبد الله بن جعفر، قال : حدثنا عبيد الله ،عن إسحاق. (ح) وأخبرنا هارون بن
سعد ، قال : حدثني خالد بن نزار ، قال : أخبرني القاسم بن مبرور ، عن يونس.
ثلاثتهم - معمر ، وإسحاق بن راشد ، ويونس - عن ابن شهاب ، عن حمزة بن عبد الله ،
فذكره. ليس فيه - سالم -.
(*) وأخرجه مسلم (7/34) قال : حدثني أبو بكر بن إسحاق ، قال : حدثنا ابن أبي مريم
قال : أخبرنا سليمان بن بلال ،قال : حدثني عقبة بن مسلم ،عن حمزة بن عبد الله بن
عمر ، فذكره.
وعن محمد بن زيد ، عن ابن عمر ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال : «إن يكن
من الشؤم شيء حق ففي الفرس والمرأة والدار» .
أخرجه أحمد (2/85) (5575) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. والبخاري
(7/10) قال: حدثنا محمد بن منهال ، قال : حدثنا يزيد بن زريع.ومسلم (7/34) قال :
حدثنا أحمد بن عبد الله بن الحكم ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة
(ح) وحدثني هارون بن عبد الله ، قال : حدثنا روح بن عبادة ، قال :حدثنا شعبة.
كلاهما - شعبة ، ويزيد - عن عمر بن محمد بن زيد ، أنه سمع أباه ،فذكره.
5805 - (خ م ط) سهل بن
سعد - رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إن كان في شيء :
ففي الفرس والمرأةِ والمسْكَن - يعني : الشؤمَ» . أخرجه البخاري ومسلم والموطأ (1)
.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(إن كان الشؤم في شيء) يعني : إن كان ما يكره ويخاف عاقبته ففي هذه -[633]-
الثلاثة ، وتخصيصه المرأة والفرس والربع والدار : لأنه لما أبطل مذهب العرب في
التطير بالسوانح والبوارح من الطير والظباء ونحو ذلك ، قال : «فإن كان لأحدكم دار
يكره سكناها ، أو امرأة يكره صحبتها ، أو فرس لا يعجبه ارتباطه ، فليفارقها» بأن ينتقل
عن الدار ، ويبيع الفرس ، ويطلق الزوجة ، وكان محل هذا الكلام محل استثناء الشيء
من غير جنسه ، وسبيله سبيل الخروج من كلام إلى غيره . وقد قيل : إن شؤم الدار :
ضيقها وسوء جارها ، وشؤم الفرس : أن لا يُغزَى عليها ، وشؤم المرأة : أن لا تَلِد
(2) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 48 في الجهاد ، باب ما يذكر من شؤم الفرس ، وفي النكاح ، باب
ما يتقى من شؤم المرأة ، ومسلم رقم (2226) في السلام ، باب الطيرة والفأل ،
والموطأ 2 / 972 في الاستئذان ، باب ما يتقى من الشؤم .
(2) وانظر ما قاله الحافظ في " الفتح " حول الشؤم ورواياته ومعناه 6 /
45 - 48 في الجهاد ، باب ما يذكر من شؤم الفرس .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه مالك (الموطأ) (602) . وأحمد (5/335) قال : حدثنا روح وإسماعيل بن عمر.
وفي (5/338) قال :حدثنا موسى أبو المنذر. والبخاري (4/35) قال : حدثنا عبد الله بن
مسلمة.وفي (7/10) قال حدثنا عبد الله بن يوسف.وفي (الأدب المفرد) (197) قال :
حدثنا إسماعيل. ومسلم (7/34) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة بن نافع.
سبعتهم - روح ، وإسماعيل بن عمر ، وموسى ، وعبد الله بن مسلمة ، وعبد الله بن يوسف
، وإسماعيل بن أبي أويس ،عبد الله بن نافع - عن مالك.
2-وأخرجه مسلم (7/35) قال : حدثنا أبو بكر بن شيبة ، قال : حدثنا الفصل بن دكين
،قال : حدثنا هشام بن سعد.
كلاهما - ومالك ، وهشام ، وعن أبي حازم ، فذكره.
5806 - (م س) جابر بن عبد
الله - رضي الله عنهما- مثلُه ، وقال في حديثه : «ففي الرَّبع والخادم والفرس» .
أخرجه مسلم والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2227) في السلام ، باب الطيرة والفأل ، والنسائي 6 / 220 و 221
في الخيل ، باب شؤم الخيل .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/333) قال : حدثنا روح، وعبد الله بن الحارث.ومسلم (7/35)
قال: حدثناه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ،قال: أخبرنا عبد الله بن الحارث. والنسائي
(6/220) قال : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ، قال :حدثنا خالد.
ثلاثتهم - روح ،وعبد الله بن الحارث ، وخالد - عن ابن جريج ، قال : أخبرني أبو
الزبير ، فذكره.
5807 - (ت) حكيم بن
معاوية - رضي الله عنهما - قال : سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول : «لا
شُؤمَ ، وقد يكون اليُمن في الدَّارِ ، والمرأةِ ، والفرسِ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2826) في الأدب ، باب ما جاء في الشؤم ، وإسناده ضعيف ، قال الحافظ في
" الفتح " : وفي إسناده ضعف مع مخالفته للأحاديث الصحيحة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف: أخرجه الترمذي (2824) مكرر قال : حدثنا علي بن حجر ، قال : حدثنا إسماعيل بن
عياش ، عن سليمان بن سليم ، عن يحيى بن جابر الطائي ، عن معاوية بن حكيم ، فذكره.
(*) رواه هشام بن عمار (عند ابن ماجة) (1993) قال هشام : حدثنا إسماعيل بن عياش ،
قال :حدثني سليمان بن سليم الكلبي. عن يحيى بن جابر، عن حكيم بن معاوية عن مخمر بن
معاوية النميري.
قال الحافظ : قال الترمذي : في إسناده نظر ، قلت : يعني الحافظ - مدار حديث على
إسماعيل بن عياش، فذكره.
5808 - (م) جابر بن عبد
الله عنهما- قال : سمعتُ النبيَّ -[634]- صلى الله عليه وسلم- يقول : «لا عَدوَى ،
ولا صَفَرَ ، ولا غُولَ» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا صَفَر) قد ذكر في الحديث تفسير قوله : «لا صفر» والعرب تزعم أن في البطن حية
تصيب الإنسان إذا جاع وتؤذيه ، وإنها تُعْدِي ، فأبطله الإسلام.
(ولا غُول) الغُول : هو الحيوان الذي كانت العرب تزعم أنه يَعْرِض لها في بعض
الأوقات والطرق ، فيغتال الناس ، وأنه ضرب من الشياطين ، وليس قوله : «ولا غُول»
نفياً لعين الغول ووجوده ، وإنما فيه إبطال زعم العرب في اغتياله وتلونه في الصور
المختلفة ، يقول : لا تُصَدِّقُوا بذلك.
__________
(1) رقم (2222) في السلام ، باب لا عدوى ولا طيرة ولا هامة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/293) قال : حدثنا يحيى بن آدم ، وأبو النضر.وفي (3/312) قال
:حدثنا الحسن.ومسلم (7/32) قال : حدثنا أحمد بن يونس (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى.
خمستهم -يحيى بن آدم. وأبو النضر ،وحسن ، وأحمد بن يونس. ويحيى بن يحيى - عن زهير
بن معاوية ، أبي خيثمة.
2- وأخرجه أحمد (3/382) .ومسلم (7/32) قال : حدثني محمد حاتم.
كلاهما - أحمد ، وابن حاتم - قالا :حدثنا روح بن عبادة ، قال : حدثنا ابن جريج.
3-وأخرجه مسلم (7/32) قال : حدثني عبد الله بن هاشم بن حيان ، قال : حدثنا بهز ،
حدثنا يزيد ، (وهو التُّستري) .
ثلاثتهم - زهير ، وابن جريج ،والتستري - عن أبي الزبير - ، فذكره.
5809 - (خ م د) أبو هريرة
- رضي الله عنه- قال : إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا عدوى ، ولا
صفرَ ، ولا هامةَ ، فقال أعرابيُّ : يا رسول الله ، فما بالُ إبل تكون في الرمل
كأنها الظَّبَاءُ ، فيأتي البَعيرُ الأجرَبُ ، فيدخل فيها فيُجْرِبُها [كُلَّها] ؟
فقال : فَمن أَعدَى الأولَ ؟» .
قال البخاري : ورواه الزهريُّ عن أبي سلمة [بن عبد الرحمن] ، وسنان بن أبي سنان ،
وفي رواية سنان وحده ، بنحو ذلك.
وفي رواية لأبي سلمة : أنه سمع أبا هريرة بعدُ يقول : قال النبيُّ - صلى الله عليه
وسلم- : -[635]- «لا يُورِدَنّ مُمْرِض على مُصِحّ» وأنكر أبو هريرة حديثَ الأولِ
، قلنا : ألم تُحدِّثْ : أنه «لا عدوى» ؟ فَرَطن بالحبشية ، قال أبو سلمة : فما
رأيتُه نَسِيَ حديثاً غيرَه.
وفي رواية أخرى عن أبي سلمةَ : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا
عدوى» وتحدَّث : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا يُورِدُ مُمْرِض
على مُصِحّ» . قال الزهري : قال أبو سلمة : كان أبو هريرة يحدِّث بهما كليهما عن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، ثم صَمَتَ أبو هريرة بعد ذلك عن قوله : «لا
عدوى» وأقام على أن «لا يُورِدُ مُمرِض على مصح» قال : فقال الحارث بن أبي ذُبَاب
- وهو ابن عم أبي هريرة - قد كنتُ أسمعك يا أبا هريرة تحدِّثنا مع هذا الحديث
حديثاً آخرَ قد سكَتَّ عنه ، كنتَ تقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- :
«لا عدوى» ؟ فأبَى أبو هريرةَ أن يعرف ذلك ، وقال : «لا يورِدُ ممرِض على مصح» .
فَمارَاهُ (1) الحارث في ذلك حتى غضب أبو هريرة فَرَطن بالحبشية ، فقال للحارث :
أتدري ماذا قلتُ ؟ قال : لا ، قال أبو هريرة : إني قلت : «أتِيتَ» (2) قال أبو
سلمة : ولعَمْري ، لقد كان أبو هريرة يحدِّثنا : أن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- قال : «لا عدوى» فلا أدري : أَنِسي أبو هريرة ، أو نَسَخَ أحَدُ القولين
الآخر ؟
وفي رواية أخرى قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «لا طيرَةَ ،
-[636]- وخيرها الفأْلُ ، قيل : يا رسول الله ، وما الفأْلُ ؟ قال : الكلمةُ الصالحةُ
يسمعُها أحدُكم» أخرجه البخاري ومسلم.
وللبخاري : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا عدوى ، ولا طيرَةَ ، ولا
هامةَ ، ولا صفرَ» .
وله في أخرى زيادة «وفِرَّ من الْمَجْذُومِ كما تَفِرُّ من الأسد» .
ولمسلم : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا عدوى ، ولا هامةَ ، ولا
نَوْءَ ، ولا صفرَ»
وفي أخرى «لا عدوى ، ولا هامة ، ولا طِيرَة ، وأُحِبُّ الفألَ الصالحَ» .
وأخرج أبو داود من هذا الحديث الرواية الأولى ، وأخرج نحو الرواية الثانية أخصر
منها ، وأخرج رواية مسلم التي فيها النَّوْءَ.
وله في أخرى : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا غُول» قال أبو داود :
قال بقيَّةُ : سألت محمد بن راشد عن قوله : «ولا هام» ؟ فقال : كان أهل الجاهلية
يقولون : ليس أحدٌ يموتُ فيُدَفن إلا خرج من قبره هامة ، وعن قوله : «لا صفر» ؟
قال : كانوا يَسْتَشْئِمُونَ بدخول صفر ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- :
«لا صفر» قال : وسمعتُ من يقول: «هو وَجَع يأخذ في البطن ، يزعمون أنه يُعْدي» .
قال أبو داود : وقال مالك : كان أهل الجاهلية يُحِلُّون صُفرَ عاماً ، ويُحرِّمونه
عاماً ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : -[637]- «لا صفر» (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ولا هَامَة) الهَام جمع هامة ، وهو طائر كانت العرب تزعم أن عِظَام الميت تصير
هامة فتطير ، وكانوا يقولون : إن القتيل تخرج من هامته - أي : رأسه - هامة ، فلا
تزال تقول : اسْقُوني ، اسْقُوني ، حتى يُقْتَل قاتله.
(لا يُورِدُ مُمْرِض على مُصِحّ) المُمْرِض : هو الذي إبله مِرَاض ، والمُصِحّ
الذي أبله صِحَاح ، فنهى أن يُورِد صاحب الإبل المِرَاض إبله على إبل ذي الإبل
الصحاح ، لا لأجل العدوى ، ولكن الصحاح ربَّما مرضت بإذن الله وقدره ، فيقع في نفس
صاحبها : أن ذلك إنما كان من قِبَل العدوى ، فيفتنه ذلك ، ويُشكِّكه في أمره ،
فأمره باجتنابه والبعد عنه ، لعدم اعتقاده لهده العدوى ، وقد يحتمل أن يكون ذلك من
قِبل المرعى والماء ، فتسْتَوبِله الماشية ، فإذا شاركها في ذلك غيرها وارداً
عليها : أصابه مثل ذلك الداء ، والقوم لجهلهم يسمونه : عدوى ، وإنما هو فعل الله
تعالى.
(فَرَطَن) الرَّطانة : التكلُّم بالعجمية أيّ لغة كانت.
(فَمَارَاه) المُمَاراة والمُجادلة : المُخاصمة. -[638]-
(أتِيت) أي : دُهِيت وتغيَّر عليك حِسُّك ، فتوهمت ما ليس بصحيح صحيحاً.
(خَيْرُها الفَأْل) الفأل : أصله الهمز ، وقد يخفَّف ، وهو مثل أن يكون الرجل
مريضاً ، فيسمع آخر يقول : يا سالم ، أو يكون طالباً ، فيسمع آخر يقول : يا واجد ،
فيقع في ظنه أن يبرأ من مرضه ، ويجد ضالته ، فيتوقَّع صحة هذه البشرى ، ويتنفَّس
بذلك نفسه ، لأنه وقع من القائل على جهة الاتفاق ، تقول منه : تفَاءَلْت ، والافْتئال
: افِْتعال منه ، فالفأل : فيما يُرجى وقوعه من الخير ، ويَحسن ظاهره ، ويَسُرُّ ،
والطِّيَرة : لا تكون إلا فيما يَسوء ، وإنما أحَبَّ النبي - صلى الله عليه وسلم-
الفأل : لأن الناس إذا أمَّلُوا فائدةً من الله ، ورَجَوْا عائدته عند كل سبب ضعيف
أو قوي : فهم على خير ، وإن لم يُدرِكوا ما أمَّلوا ، فقد أصابوا في الرجاء من
الله وطلب ما عنده وفي الرجاء لهم خير مُعَجَّل ، ألا ترى أنهم إذا قطعوا أمَلَهم
ورجاءهم من الله كان ذلك من الشر ؟ فأما الطِّيَرة ، فإن فيها سوء الظَّنِّ ، وقطع
الرجاء ، وتوقُّع البلاء وقُنُوط النفس من الخير ، وذلك مذموم بين العقلاء ، منهي
عنه من جهة الشرع.
(ولا نَوءَ) النَّوء : واحد الأنواء ، وهي ثمانية وعشرون نجماً ، هي منازل القمر ،
تسقط كل ثلاث عشر ليلة منها منزلة من طلوع الفجر وتطلع أخرى مُقَابِلَها ، فتنقضي
هذه الثمانية والعشرون مع انقضاء السنة ، -[639]- وكانت العرب تزعم أن مع سقوط
المنزلة وطلوع نظيرها : يكون مطر فَيَنْسُبُون المطر إلى المنزلة ، ويقولون :
مُطِرنا بِنَوء كذا ، وإنما سُمِّي نَوءاً لأن إذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء
الطالع بالمشرق ، أي : طلع ونهض ، وقيل : إن النوء هو الغروب ، وهو من الأضداد ،
قال أبو عبيد : ولم يُسمع في النوء أنه السقوط إلا من هذا الموضع.
وإنما غلظ النبي - صلى الله عليه وسلم- في أمر الأنواء ، لأن العرب كانت تنسب
المطر إليها فأما من جعل المطر من فعل الله عز وجل ، وأراد بقوله : مُطِرنا بنوء
كذا ، أي : في وقت كذا ، وهو هذا النوء الفلاني ، فإن ذلك جائز ، وقد قيل : إن عمر
بن الخطاب - رضي الله عنه - أراد أن يستسقي ، فنادى بالعباس بن عبد المطلب : «كم
بقي من نوء الثُّرَيَّا ؟ فقال : إن العلماء بها يزعمون أنها تعترض في الأُفق
سبعاً بعد وقُوعها ، فما مضت تلك السَّبع حتى غِيث الناس» وأراد عمر : كم بقي في
الوقت الذي قد جرت العادة أنه إذا تَمَّ أتى الله بالمطر ؟ .
__________
(1) من المماراة .
(2) في نسخ مسلم المطبوعة : أبيت ، وهو تصحيف .
(3) رواه البخاري 10 / 206 في الطب ، باب لا هامة ولا صفر ، وباب لا صفر ، وباب لا
عدوى ، ومسلم رقم (2220) في السلام ، باب لا عدوى ولا طيرة ، وأبو داود رقم (3911)
و (3912) و (3913) و (3914) و (3915) في الطب ، باب في الطيرة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (2/267) قال :حدثنا عبد الرزاق وعبد الأعلى. عن معمر. وفي (2/406)
قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا عبد الواحد.قال : حدثنا معمر، والبخاري (7/166)
قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله ، قال : إبراهيم بن سعد ، عن صالح. وفي
(7/179) قال :حدثني عبد الله بن محمد قال: حدثنا هشام بن يوسف ، قال : أخبرنا
معمر.وفي (7/179) قال :حدثنا أبو اليمان.قال : أخبرنا شعيب. مسلم (307) قال :
حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى. قالا: أخبرنا ابن وهب. قال : أخبرني يونس.وفي
(7/31) قال :حدثنا محمد بن حاتم ، وحسن الحلواني. قالا : حدثنا يعقوب ، وهو ابن
إبراهيم بن سعد. قال : حدثنا أبي ،عن صالح.وفي (7/32) قال :حدثنا عبد الله بن عبد
الرحمن الدارمي. قال : أخبرنا أبو اليمان ، قال : حدثنا شعيب. وأبو داود (3911)
قال :حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني والحسن بن علي.قالا :حدثنا عبد الرزاق. قال
:أخبرنا معمر.والنسائي في الكبرى (الورقة /99-ب) قال : أخبرنا يونس بن عبد
الأعلى.قال : أخبرنا المعتمر.قال : سمعت معمرا.
أربعتهم - معمر بن راشد ، وصالح بن كيسان ، وشعيب بن أبي حمزة ، ويونس بن يزيد -
عن ابن شهاب الزهري.
2- وأخرجه أحمد (2/434) قال : حدثنا يحيى. وابن ماجة (3541) قال : حدثنا أبو بكر
بن أبي شيبة،قال حدثنا علي بن مسهر.
كلاهما - يحيى بن سعيد ، وعلي بن مسهر - عن محمد بن عمرو.
كلاهما - ابن شهاب الزهري ، ومحمد بن عمرو - عن أبي سلمة، فذكره.
(*) في رواية صالح بن كيسان : «عن ابن شهاب ، قال : أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن
وغيره» .
(*) أخرجه مسلم (7/31) قال :حدثني أبو الطاهر وحرملة. قالا :أخبرنا ابن وهب. قال
:أخبرني يونس.وفي (7/32) قال :حدثني محمد بن حاتم وحسن الحلواني وعبد بن حميد.قال
عبد : حدثني.وقال الآخران : حدثنا يعقوب يعنون ابن إبراهيم بن سعد. قال : حدثني
أبي عن صالح.
كلاهما - يونس بن يزيد ، وصالح بن كيسان - عن ابن شهاب ،أنبأنا سلمة بن عبد الرحمن
بن عون حدثه، أن رسول لله -صلى الله عليه وسلم- قال : لا عدوى.ويُحدِّث أن رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- قال : لا يورد ممرض على مصح.
قال : أبو سلمة : كان أبو هريرة يحدثهما كلتيهما عن رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- ثم صمت أبو هريرة بعد ذلك عن قوله : «لا عدوى» وأقام على «أن لايورد ممرض
على مصح» .قال : فقال الحارث بن أبي ذباب (وهو ابن عمر أبي هريرة) : قد كنت أسمعك
،يا أبا هريرة تحدثنا مع هذا الحديث حديثا آخر قد سكت عنه. كنت تقول: قال رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- «لا عدوى» فأبي أبو هريرة حتى غضب أبو هريرة فرطن
بالحبشية.فقال للحارث : أترى ماذا قلت ؟ قال : لا.قال أبو هريرة : قلت : أبيت.
قال أبو سلمة : ولعمري لقد كان أبو هريرة يحدثنا، أن رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- قال : لا عدوى فلا أدري أنسي أبو هريرة ، أو نسخ أحد القولين الآخر ؟
(*) وأخرجه أبو داود (3911) قال:حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني، والحسن بن علي.
قالا : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر. قال : قال الزهري : فحدثني رجل ، عن
أبي هريرة ، أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يوردن ممرض على
مصح» قال : فراجعه الرجل ، فقال : أليس قد حدثتنا أن النبي -صلى الله عليه وسلم-
قال : لا عدوي ولا صفر ولا هامة ؟ قال : لم أحدثكموه. قال الزهري : قال أبو سلمة :
قد حدث به وما سمعت أبا هريرة نسى حديثا قط غيره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة ، وألفاظها متقاربة ،وأثبتنا لفظ رواية هشام بن يوسف ،
عن معمر ، عند البخاري (7/179) .
وعن عبد الرحمن بن يعقوب ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله قال : «لاعدوى ولا هامة ،
ولانوء ولا صفر» .
أخرجه أحمد (2/397) قال :حدثنا سليمان بن داود ، قال : أخبرنا إسماعيل. ومسلم
(7/32) قال : حدثنا يحيى بن أيوب، وقتيبة، وابن حجر ، قالوا : إسماعيل يعنون ابن
جعفر. وأبو داود (3912) قال : حدثنا القعنبي ، قال : حدثنا عبد العزيز ، يعني ابن
محمد.
كلاهما - إسماعيل بن جعفر ، وعبد العزيز بن محمد - عن العلاء ، عن أبيه ، فذكره.
وعن علي بن رباح ، قال : سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله : «لاعدوى ولا طيرة
،والعين حق.» .
أخرجه أحمد (2/420) قال : حدثنا هارون بن معروف.، قال :حدثنا ابن وهب ، قال :حدثني
معروف بن سويد الجذامي ، أنه سمع علي بن رباح يقول فذكره
وعن عبد الرحمن الأعرج ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال :
«لا هام. لا هام»
أخرجه أحمد (2/421) قال : حدثنا هارون ، قال حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن
الحارث أن جعفر بن ربيعة حدثه ، أن عبد الرحمن الأعرج حدثه ، فذكره.
وعن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- : «لا يعدي شيء شيئا. لايعدي شيء شيئا... «ثلاثا.
وفي رواية عمارة بن القعقاع : «لا عدوي ولا طيرة. جرب بعير فأجرب مئة ومن أعدى
الأول» .
أخرجه الحميدي (1117) قال :حدثنا سفيان ، قال : حدثنا عمارة بن القعقاع.و «أحمد»
(2/327) قال: حدثنا هاشم ، قال : حدثنا محمد بن طلحة عن عبد الله بن شبرمة.
كلاهما - عمارة، وعبد الله - عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير ، فذكره.
وعن مضارب بن حزن ، قال : قلت ،يعني لأبي هريرة : هل سمعت من خليلك شيئا تحدثنيه ؟
قال : نعم سمعته يقول -صلى الله عليه وسلم- : «لا عدوى ولا هامة ، وخير الطيرة
الفأل ، والعين حق» .
أخرجه أحمد (2/487) .وابن ماجة (3507) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
كلاهما - أحمد ، وأبو بكر - عن إسماعيل بن علية ، قال : أخبرنا سعيد الجريري عن
مضارب بن حزن ، فذكره.
(*) رواية أبي بكر بن أبي شيبة مختصرة على : «العين حق» .
وعن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «لا
عدوى ولا هامة ولا طيرة. وأحب الفأل الصالح» .
أخرجه أحمد (2/507) قال :حدثنا يزيد. قال : أخبرنا هشام بن حسان ومسلم ، (7/33)
قال : حدثني حجاج بن الشاعر ، قال : حدثني معلى بن أسد ، قال : حدثنا عبد العزيز
بن مختار ، قال :حدثنا ابن عتيق (ح) وحدثني زهير بن حرب ، قال : حدثنا يزيد بن
هارن ، قال : أخبرنا هشام بن حسان.
كلاهما - هشام ، ويحيى - عن محمد بن سيرين ، فذكره.
وعن أبي صالح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :
«لا عدوى ولاطيرة ،ولا هامة ولا صفر.» .
أخرجه البخاري (7/175) قال : حدثنا محمد بن الحكم ، قال : حدثنا النضر ،قال :
أخبرنا إسرائيل ، قال : أخبرنا أبو حصين ، عن أبي صالح ،فذكره.
وعن سنان بن أبي سنان الدولي ،أن أبا هريرة رضي الله عنه قال : إن رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- قال : «لاعدوة. فقام أعرابي فقال : أرأيت الإبل تكون في الرمال
أمثال الظباء فيأتيه البعير الأجرب فتجرب «.
أخرجه البخاري (7/180) .ومسلم (7/31) قال :حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي.
كلاهما - البخاري ، وعبد الله بن عبد الرحمن - عن أبي اليمان ، قال : أخبرنا شعيب
، عن الزهري ، قال : أخبرني سنان بن أبي سنان الدؤلي ، فذكره.
وعن أبي صالح ، عن أبي هريرة ،أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «لا غول» .
أخرجه أبو داود (3913) قال حدثنا محمد بن عبد الرحيم بن البرقي ،أن سعيد بن الحكم
حدثهم.قال : أخبرنا يحيى بن أيوب ، قال حدثني ابن عجلان ، قال : حدثني القعقاع بن
حكيم ،وعبد الله بن مقسم ، وزيد بن أسلم ، وعن أبي صالح ،فذكره.
5810 - (د) قَطن بن قبيصة
عن أبيه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «العِيَافَةُ
والطَّيرةَ والطَّرْقُ : من الجِبْتِ» .
أخرجه أبو داود ، [وقال] : الطَّرْقُ : الزَّجْرُ ، والعِيافةُ : الخطُ (1) .
-[640]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العِيافة) : زجر الطير والتفاؤل بها ، كما كانت العرب تفعله ، عَاف الطير يَعِيفه
: إذا زَجَره.
(الطَّرْق) : الضرب بالعصا ، وقيل : هو الخط في الرمل ، كما يفعله المنجم لاستخراج
الضمير ونحوه ، وقد جاء في كتاب أبي داود : «أن الطَّرق الزَّجر ، والعِيَافة
الخط» .
(الجِبْت) كل ما عُبِدَ من دون الله ، وقيل : هو الكاهن والشيطان.
__________
(1) رقم (3907) في الطب ، باب في الخط وزجر الطير ، وهو حديث حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/477) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (5/60) قال : حدثنا روح. (ح)
وحدثنا محمد بن جعفر ،وأبو داود (3907) قال حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى.
والنسائى في الكبري (تحفة الأشراف) (8/11067) عن إسحاق بن إبراهيم ، عن معمر.
أربعتهم - يحيى بن سعيد ، وروح ، وابن جعفر ، ومعتمر - عن عوف بن أبي جميلة ، عن
ريحان أبي العلاء ، عن قطن بن قبيصة ، فذكره.
(*) قال أبو داود (3908) قال : حدثنا ابن بشار.قال : قال محمد بن جعفر: قال عوف :
العيافة :زجز الطير ، والطرق : الخط يخط في الأرض.
5811 - (د) سعد بن مالك -
رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول : «لا هامةَ ، ولا
عدوى ، ولا طيرة ، وإن تكن الطَّيرَةُ في شيء : ففي الفرسِ ، والمرأةِ ،
والَّدارِ» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3921) في الطب ، باب في الطيرة ، وهو حديث صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح أخرجه أبو داود (3921) قال :حدثنا موسى بن إسماعيل ، ثنا أبان حدثني
يحيى أن الحضرمي بن لاحق حدثه ، عن ابن المسيب ، فذكره.
5812 - (د) أنس بن مالك -
رضي الله عنه - قال : قال رجل : «يا رسول الله ، إنَّا كنَّا في دار ، كثُر فيها
عددنا ، وكثر فيها أموالنا ، فتحوَّلْنا إلى دار أخرى ، فقلَّ فيها عددُنا ،
وقلَّت فيها أموالنا ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : ذَرُوها ذَمِيمة» .
أخرجه أبو داود (1) . -[641]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ذَرُوها ذَمِيمة) أي : اتركوها مذمومة ، وإنما أمرهم بالتحوُّل عنها : إبطالاً
لما وقع في نفوسهم من أن المكروه إنما أصابهم بسبب الدَّار وسُكناها ، فإذا
تحوَّلوا عنها انقطعت مادَّة ذلك الوهم ، وزال ما خامرهم من الشُّبهة والوهم
الفاسد ، والله أعلم.
__________
(1) رقم (3924) في الطب ، باب في الطيرة ، ورواه أيضاً البخاري في " الأدب
المفرد " رقم (918) باب الشؤم في الفرس ، وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أبوداود (3924) قال : حدثنا الحسن بن يحيى ، ثنا بشر بن عمر ،
عن عكرمة بن عمار ، عن إسحاق عبد الله بن أبي طلحة فذكره.
5813 - (ط) يحيى بن سعيد
قال : «جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقالت : دَار سَكنَّاها
، والعددُ كثير ، والمالُ وافر ، فقلَّ العَدَدُ ، وذهب المال ؟ فقال : دعوها
ذميمة» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 972 في الاستئذان ، باب ما يتقى من الشؤم ، وإسناده منقطع ، قال الزرقاني
في " شرح الموطأ " : قال ابن عبد البر : إنه محفوظ عن أنس وغيره (يريد
الحديث الذي قبله) لكن الذي رواه أبو داود وصححه الحاكم عن أنس أن السائل رجل ،
وعنده فروة بن مسيك ، يدل على أنه هو السائل ، وهنا قال : جاءت امرأة إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، فيجمع بينهما بأن كلاً من الرجل والمرأة سأل عن ذلك .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه مالك (1884) قال : عن يحيى بن سعيد ، به.
5814 - (ط) ابن عطية (1)
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا عدوى ولا هامَ ، ولا صفر ، ولا
يَحُلَّ الممرِضُ على المصِحِّ ، ولْيَحلُلِ المصِحُّ حيث -[642]- شاء ، فقالوا :
يا رسول الله وما ذاك ؟ قال : إنه أذى» أخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ " : كذا رواه يحيى - يعني الليثي - ،
وتابعه قوم ، وقال القعنبي : عن ابن عطية الأشجعي عن أبي هريرة ، وتابعه جماعة ،
منهم عبد الله بن يوسف ، وأبو مصعب ، ويحيى بن بكير ، إلا أنه قال : عن أبي عطية ،
أي بأداة الكنية ، وابن عطية ! اسمه عبد الله بن عطية ، قيل : هو مجهول ، لكن
الحديث محفوظ عن أبي هريرة من وجوه ، قاله ابن عبد البر ، وقد وافق ابن بكير في
ذكره بأداة الكنية ، بشر بن عمر الزهراني عن مالك ، لكنه خالف في صحابيه ، فقال :
عن أبي برزة ، أخرجه الدارقطني في " اختلاف الموطآت " ، لكنه وهم من أبي
هاشم الرفاعي راويه عن أبي بشر ، وإنما هو عن أبي هريرة .
(2) 2 / 946 في العين ، باب عيادة المريض والطيرة ، وفيه ضعف وانقطاع ، وقد صح
معناه من طرق عن أبي هريرة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه مالك (1827) قال : يحكى عنه : أنه بلغه عن بكير عن عبد الله
بن الأشج ، فذكره.
5815 - (ت) حابس التميمي
- رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «لا شيء في الهام
، والعينُ حقٌّ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2062) في الطب ، باب ما جاء أن العين حق ، من حديث يحيى بن أبي كثير ،
قال : حدثني حية بن حابس التميمي ، حدثني أبي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه
يقول ... الحديث ، قال الحافظ ابن حجر في " الإصابة " قال ابن السكن :
واختلف على يحيى بن أبي كثير فيه ، ولم نجده إلا من طريقه ، وقال البغوي : لا أعلم
له إلا هذا الحديث ، وقال ابن عبد البر : في إسناد حديثه اضطراب وسمى أباه ربيعة ،
قال الحافظ : ومن الاختلاف فيه ما أخرجه ابن أبي عاصم وأبو يعلى من وجه آخر عن
يحيى بن أبي كثير : حدثني حية بن حابس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
... الحديث ، فسقط منه " عن أبيه " وذكره أبو موسى في آخر حرف الحاء
المهملة فقال : حية بياء تحتانية ، وأشار إلى الوهم فيه ، وأن الصواب : عن حبة
بموحدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف :
1- أخرجه أحمد (4/67و 5/70) قال :حدثنا أبو عامر. والبخاري في الأدب المفرد (914)
قال : حدثنا عبد الله بن محمد ،قال : حدثنا أبو عامر.والترمذي (2061) قال :حدثنا
أبو حفص عمرو بن علي، قال حدثنا يحيى بن كثير أبو غسان العنبري.
كلاهما - أبو عامر ، وأبو غسان - قالا :حدثنا علي بن المبارك.
2-وأخرجه أحمد (5/70) قال :حدثنا عبد الصمد ،قال :حدثنا حرب.
كلاهما -علي ، وحرب بن شداد- عن يحيى بن أبي كثير ، قال حدثني يحيى التيمي. فذكره.
قال الترمذي :غريب : «تحفة الأشراف» (3272) .
5816 - (م س) الشريد بن
سويد - رضي الله عنه- قال : «كان في وَفْد ثَقيف رجل مجذُوم ، فأرسل إليه النبيُّ
- صلى الله عليه وسلم- : ارْجع فقد بَايَعناك» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 7 / 150 في البيعة ، باب بيعة من به عاهة ، وإسناده صحيح ، وقد أبعد المصنف
النجعة فالحديث رواه مسلم رقم (2231) في السلام ، باب اجتناب المجذوم ونحوه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : تقدم تخريجه.
تكلمه الكتاب الأخير من حرف الطاء
تقدم في الطب من هذ المجلد
(*)
ترجمة الأبواب التي أولها
طاء ، ولم ترد في حرف الطاء
(الطَّواف) في كتاب الحج ، من حرف الحاء .
(الطِّيب) في كتاب الحج ، [من حرف الحاء] ، وفي كتاب الزِّينة ، من حرف الزاي .
(الطَّاعون) في كتاب الطب ، من [حرف] الطاء .
بسم الله الرحمن الرحيم
حرف الظاء
وفيه كتاب واحد ، وهو
كتاب الظهار ، وفيه فصلان
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الظِّهار) : هو أن يقول الرجل لزوجته : أنت عليَّ كظهر أمي إذا أراد أن
يُحرِّمَها ، وكان هذا طلاق الجاهلية ، وكذلك الإيلاء : فجعل الله عز وجل له كفَّارة
، ولم يعتدَّ به طلاقاً ، وأصل هذه الكلمة : أنهم أرادوا : أنت عليَّ كبطن أُمِّي
، يعني كجماعها ، فكنوا عن البطن بالظهر ، لأنه عمود البطن ، وللمجاورة ، وقيل :
إتيان المرأة وظهرها إلى السماء كان مُحَرَّماً عندهم ، وكان أهل المدينة يقولون :
إذا أُتِيَت المرأة ووجهها إلى الأرض جاء الولد أحول ، فلِقصد الرجل المُطَلِّق
منهم إلى التغليظ في تحريم امرأته عليه شبَّهها بالظهر ، ثم لم يقنع بذلك حتى
جعلها كظهر أمه ، وإنما عُدِّي الظهار : بـ «من» لأنهم كانوا إذا ظاهروا من المرأة
تجنَّبُوها كما يتجنَّبُون -[644]- المطلَّقة ، ويحترزون منها ، فكأن قوله : «ظاهر
من امرأته» أي : احترز منها واستوحش منها ، ونظيره «آلى من امرأته» لمَّا ضُمِّن
معنى التَّباعُد منها عُدِّي بـ «من» .
الفصل الأول : في أحكامه
5817 - (س د ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- «أن رجلاً أتى النبيَّ - صلى
الله عليه وسلم- قد ظَاهَر من امرأته ، فوقع عليها ، فقال : يا رسول الله ، إني
ظاهَرْتُ من امرأتي ، فَوقَعْتُ عليها قبل أن أُكَفِّرَ ، قال : وما حَمَلك على
ذلك يرحمُك الله ؟ قال : رأيتُ خَلخالها في ضوءِ القمر ، فقال : لا تَقْرَبْها حتى
تَفْعَلَ ما أمرَ الله عز وجلَّ» .
وفي رواية عن عكرمة قال : «تظاهر رجل من امرأته ، فأصابها قبل أن يكفِّرَ ، فذكر
ذلك للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : ما
حملك على ذلك ؟ قال : رحمك الله يا رسول الله ، رأيتُ خلخالها - أو سَاقَها - في
ضوء القمر فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : فاْعتَزِلها حتى تفعل ما أمَركَ
الله عزَّ وجلَّ» .
وفي أخرى عن عكرمة قال : «أتى رجل نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال :
-[645]- يا نبيَّ الله ، إنه ظاهر من امرأته ، ثم غَشِيَها قبل أن يفعلَ ما
عليه...» فذكر الحديث.
أخرجه النسائي ، وقال : المرسل أولى بالصواب من المسند.
وفي رواية أبي داود عن عكرمة : «أن رجلاً ظاهر من امرأته ، ثم وَاقَعها قبل أن
يكفر، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ، فأخبره ، فقال : ما حملك على ما صنعتَ
؟ قال : رأيتُ بياض ساقِها في القمر ، قال : فاعْتَزِلها حتى تُكَفِّرَ عنك» .
وفي أخرى عن عكرمة نحوه ، ولم يذكر الساق ، وفي أخرى عنه عن ابن عباس بمعناه ،
وأخرج الترمذي الأولى (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1199) في الطلاق ، باب ما جاء في المظاهر يواقع قبل أن يكفر
، وأبو داود رقم (2221) و (2222) و (2223) و (2224) و (2225) في الطلاق ، باب في
الظهار ، والنسائي 6 / 167 في الطلاق ، باب الظهار ، ورواه أيضاً ابن ماجة والحاكم
وصححه ، قال الحافظ في " التلخيص " : ورجاله ثقات ، لكن أعله أبو حاتم
والنسائي بالإرسال ، قال : وفي " مسند البزار " طريق أخرى شاهدة لهذه
الرواية من طريق خصيف ، عن عطاء عن ابن عباس أن رجلاً قال : يا رسول الله إني
ظاهرت من امرأتي : رأيت ساقها في القمر فواقعتها قبل أن أكفر ، قال : كفر ، ولا
تعد ، قال الحافظ : وفي الباب عن سلمة بن صخر عند الترمذي أيضاً باختصار ولفظه عن
النبي صلى الله عليه وسلم في المظاهر يواقع قبل أن يكفر ، قال : كفارة واحدة وقال
: حسن غريب ، أقول : وهو عند الترمذي رقم (1198) في الطلاق ، باب ما جاء في
المظاهر يواقع قبل أن يكفر .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2223) قال :حدثنا زياد بن أيوب ، قال حدثنا إسماعيل.وفي (2225)
قال : كتب إلي الحسن بن حريث ، قال : أخبرنا الفضل بن موسى ، عن معمر.وابن ماجة
(2065) قال :حدثنا العباس بن يزيد ،قال :حدثنا غندر ، قال :حدثنا معمر ، والترمذي
(1199) والنسائي (6/167) قال : الترمذي : أنبأنا ، وقال النسائي : أخبرنا الحسن بن
حريث ، قال : حدثنا الفضل بن موسى ، عن معمر.
كلاهما - إسماعيل ، ومعمر - عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، فذكره.
(*) أخرجه أبو داود (2221) قال : حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني ،قال حدثنا
سفيان. وفي (2222) قال : حدثنا الزعفراني ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، في
(2225) قال : سمعت محمد بن عيسى يحدث به ، قال: حدثنا المعتمر ، والنسائي (6/167)
قال : أخبرنا محمد بن رافع ، قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. (ح)
وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أنبأنا المعتمر (ح) وأنبأنا محمد بن عبد الأعلى
، قال : حدثنا المعتمر.
ثلاثتهم - سفيان بن عيينة ، المعتمر ، ومعمر - عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة ،مرسلا
(ليس فيه ابن عباس) .
(*) وأخرجه أبو داود (2224) قال : حدثنا أبو كامل، أن عبد العزيز بن المختار حدثهم
، قال : حدثنا خالد ، قال : حدثني محدث ، عن عكرمة ، عن النبي -صلى الله عليه
وسلم- ، مرسلا.
(*) قال النسائى : المرسل أولى بالصواب من المسند ،والله - سبحانه وتعالى - أعلم.
5818 - (د) هشام بن عروة
- رضي الله عنه- «أن جميلة (1) كانت -[646]- تحت أوس بن الصامت ، قال : وكان رجلاً
به لَمَم فكان إذا اشْتَدَّ لممُه ظاهر من امرأته ، ففعل ذلك ، فأنزل اللَّه فيه
كفَارة الظّهار» . أخرجه أبو داود.
وله في أخرى عن هشام بن عروة ، عن عروة عن عائشة مثله ، ولم يذكر لفظه (2) .
وزاد رزين «فواقعها - هو أو مُظَاهِر آخر - قبل أن يكفِّرَ ، فأتى رسول الله - صلى
الله عليه وسلم-، فأمره أن يكفِّر كفارة واحدة لا غير» .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لَمَم) اللَّمم : طرف من الجنون.
(كفَّارة) الكفَّارة : فَعَّالة من التكفير : التغطية والستر، وهي المرة الواحدة
المبالغة في الستر ومَحْو الذَّنْب.
__________
(1) قال في " عون المعبود " : وفي رواية : أن اسم زوجة أوس : خويلة ،
فلعها كانت تدعى بالاسمين ، أو جميلة صفتها ، أي : امرأة جميلة كانت تحت أوس والله
أعلم . أقول : وسيأتي برقم (5822) .
(2) رواه أبو داود رقم (2219) و (2220) في الطلاق ، باب الظهار ، وهو حديث حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2220) قال: حدثنا هارون بن عبد الله.قال حدثنا محمد بن الفضل. قال
: حدثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة ، عن عروة ، فذكره.
(*) أخرجه أبو داود (2219) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. قال : حدثنا حماد ، عن
هشام بن عروة، أن جميلة كانت تحت أوس.... الحديث مرسل.
5819 - (د) أبو تميمة
[طريف بن مجالد] الهجميي - رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سمع
رجلاً يقول لامرأته : يا أُخَيةُ ، [فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «أختك
هي ؟»] فكَرِه ذلك ونهى عنه. أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2210) و (2211) في الطلاق ، باب في الرجل يقول لامرأته : يا أختي ، وهو
مرسل ، وذكر أبو داود ما يدل على اضطرابه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2211) قال :حدثنا محمد بن إبراهيم البزاز ،قال : حدثنا أبو نعيم.
قال : حدثنا عبد السلام ، يعني ابن حرب ، عن خالد الحذاء ، عن أبي تميمة ، فذكره.
(*) وأخرجه أبو داود (2210) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل بن قال حدثنا حماد وحدثنا
أبو كامل. قال: حدثنا أبو كامل. قال : حدثنا عبد الواحد وخالد الطحان ، والمعنى ،
كلهم عن خالد ، عن أبي تميمة الهجيمي ، أن رجلا قال لامرأته» .
يا أخيه ، فذكره.ليس فيه : «عن رجل من قومه» .
(*) قال أبو داود : ورواه عبد العزيز بن المختار ، عن خالد ، عن أبي عثمان ، عن
أبي تميمة ،عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.ورواه شعبة ، عن خالد ، عن رجل عن أبي
تميمة ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
5820 - (ط) سعيد بن عمرو
بن سليم الزرقي «سأل القاسم بن محمد عن رجل طلَّق امرأته إن هو تزوَّجها ، فقال
القاسم : إن رجلاً جعل امرأة -[647]- عليه كظهر أمِّه إن هو تزوجها ، فأمره عمر
إنْ هو تزوَّجها أن لا يَقْرَبَها حتى يكفِّر كفارة المظاهِر» . أخرجه الموطأ (1)
.
__________
(1) 2 / 559 في الطلاق ، باب ظهار الحر ، وإسناده منقطع ، فإن القاسم بن محمد لم
يدرك عمر رضي الله عنه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه مالك (1217) عن سعيد بن عمرو بن سليم به.
الفصل الثاني : في الكفارة
ومقدارها
5821 - (د ت) سلمة بن صخر البياضي - رضي الله عنه- قال : «كنتُ امرءاً أُصِيب من
النساء ما لا يُصيِبُ غيري ، فلما دخل شهر رمضان خِفْتُ إن أصبتُ من امرأتي شيئاً
تَتَايَعَ (1) بي حتى أُصْبِحَ ، فظاهرتُ منها حتى ينسلخ شهرُ رمضان ، فبينا هي
تَخْدِمُني ذات ليلة ، إذ تكشَّف لي منها شيء ، فما لَبِثْتُ أن نَزَوْتُ عليها ،
فلما أصبحتُ خرجتُ إلى قومي ، فأخبرتهم الخبرَ ، قال : فقلت : امْشُوا معي إلى
رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، قالوا : لا والله ، فانطلقت إلى النبيِّ - صلى
الله عليه وسلم- ، فأخبرته ، فقال : أنت بذاك يا سلمةُ ؟ قلت : أنا بذاك يا رسول
الله ، مرتين ، وأنا صابر لأمر الله ، فاحْكم فيَّ ما أَرَاكَ الله ، قال :
حَرِّرْ رقبة ، قلت : والذي بعثك بالحق ، ما أملك رقبة غيرها- وضربتُ صفحةَ رقبتي
- قال : فَصُمْ شهرين متتابعين ، قلت : وهل أصَبْتُ الذي أصبتُ إلا من الصيام ؟
قال : فأطْعِمْ وَسْقاً من تَمْرِ بين ستِّين مسكيناً ، قلت : -[648]- والذي بعثك
بالحق ، لقد بتْنا وَحْشَيْن ، ما أملك لنا طعاماً (2) . قال : فانطَلِقْ إلى صاحب
صدقة بني زُرَيْق ، فَلْيَدْفَعها إليك ، فأطعم ستين مسكيناً وَسْقاً من تمرٍ ، وكلْ
أنت وعِيَالُكَ بَقيَّتَها ، فرجعتُ إلى قومي فقلتُ : وجدتُ عندكم الضِّيقَ وسوءَ
الرأي ، ووجدت عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- السَّعَة وحسن الرأي ، وقد أمرني
- أو أمر لي - بصدقتكم ، قال ابن إدريس (3) : وبياضةُ : بطْن من بني زُرَيق» أخرجه
أبو داود.
وفي رواية الترمذي قال : «كنت رجلاً قد أُوتيتُ من جِمَاع النَّساءِ ما لم يُوتَ
غيري ، فلما دخل رمضان تظاهرتُ من امرأتي حتى يَنْسَلِخَ رمضان ، فَرَقاً من أن
أُصِيبَ منها في ليلي ، فأتتَايعَ في ذلك إلى أن يُدْرِكَني النهار ، وأنا لا أقدر
أن أنْزِعَ ، فبينما هي تَخْدِمُني ذاتَ ليلة ، إذْ تَكَّشفَ منها شيء ، فوثبتُ
عليها ، فلما أصبحتُ غدوت على قومي ، فأخبرتُهم خبري ، فقلت : انطلقوا معي إلى
رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فأخْبِرُوه بأمري ، فقالوا : لا والله ، لا نفعل
، نتَخَوَّفُ أن ينزل فينا قرآن ، أو يقول فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
مَقَالَة يَبْقى علينا عارُها ، ولكن اذهبْ أنت فاصْنَع ما بَدَا لك ، قال : فخرجت
، فأتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فأخبرتُهُ خبري ، فقال : أنتَ بذاك ؟
قلت : أنا بذاك ، قال : أنتَ بذاك ؟ قلتُ : أنا بذاك ، قال : أنتَ بذاك ؟ -[649]-
قلت: أنا بذاك ، وها أنذا ، فأمْضِ فيَّ حكم الله ، فإني صابر لذلك ، قال :
أَعْتِق رقبة ، قال : فضربتُ صفحةَ عُنُقي بيدي ، فقلت : والذي بعثك بالحقِّ
نبيّاً ، ما أصْبَحْتُ أملك غيرَها ، قال : فَصُمْ شهرين ، قلت : يا رسول الله ،
وهل أصابني ما أصابني إِلا في الصيام ، قال : فأطْعِمْ ستِّين مسكيناً ، قلت :
والذي بعثك بالحق ، لقد بِتْنَا لَيْلَتَنَا هذه وَحْشى ، ما لنا عَشاء ، قال :
اذهب إِلى صاحب صدقة بني زريق ، فقل له فليدْفعها إِليك ، فأطْعِم عنك منها وَسقاً
ستِّين مسكيناً ، ثم اسْتَعِنْ بسائره عليك وعلى عِيالك ، قال : فرجعتُ إِلى قومي
، فقلت : وجدتُ عندكم الضِّيقَ وسُوءَ الرأي ، ووجدتُ عند رسول الله - صلى الله
عليه وسلم- السَّعَةَ والبركة ، وأمر لي بصدقتكم ، فَادْفَعُوها إِليَّ ، فدفعوها
إِليَّ» . قال الترمذي : قال محمد [يعني محمد بن إسماعيل البخاري] : سليمان بن
يسار لم يسمع عندي من سلمة بن صخر.
وفي رواية للترمذي : «أن سَلْمان بن صخر الأنصاري - أحدَ بني بياضة - جعل امرأته
عليه كظهر أُمِّه ، حتى يمضي رمضان ، فلما مضى نصف من رمضان وقع عليها ليلاً ،
فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فذكر ذلك له ، فقال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم- : أعْتِقْ رقبة ، قال : لا أجدها ، قال : فصُمْ شهرين متتابعين ، قال :
لا أستطيع ، قال : أطعم ستيَّن مسكيناً ، قال : لا أجدُ ، فقال رسول الله - صلى
الله عليه وسلم- لفَرْوَةَ بن عمرو : أَعْطِه ذلك العَرَق - وهو مِكْتل يأخُذ خمسة
عشر صاعاً ، أو ستة عشر صاعاً - إطعامُ ستين مسكيناً» . -[650]-
قال الترمذي : يقال : سلمان بن صخر ، وسلمة بن صخر البياضي.
وله في أخرى عن سلمة بن صخر عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في المظاهر يُواقع
قبل أن يكفِّر ، قال : «كفارة واحدة» (4) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نَزَوت) عليها : وَثَبْت عليها ، أراد : الجماع.
(فَرَقاً) الفَرَق : الفزع والخوف.
(التَّتَايُع) : التَّهَافُت في الشر واللجاج فيه ، والسكران يتتايع ، أي : يرمي
بنفسه ، ولا يكون التتايع إلا في الشر.
(وَسْق) الوَسق : ستون صاعاً ، والصاع أربعة أمداد ، والمد رطل وثلث بالعراقي ، أو
رطلان ، على اختلاف المذهبين.
(وَحْشَيْن) رجل وحْش : إذا لم يكن له طعام من قوم أوحْاش ، وأوحَش الرجل : جاع ،
وتوَّحش الرجل ، أي : خلا بطنه من الجوع ، وقد جاء في كتاب الترمذي : «لقد بِتْنَا
ليلتنا هذه وَحْشى» كأنه قال : جماعة وَحْشى» .
__________
(1) في نسخ أبي داود المطبوعة : خفت أن أصيب من امرأتي شيئاً يتايع ، وفي بعض
النسخ : يتتايع .
(2) في نسخ أبي داود المطبوعة : ما لنا طعام .
(3) هو عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن بن الأسود الأودي الزعافري أبو
محمد الكوفي أحد الرواة .
(4) رواه أبو دود رقم (2213) في الطلاق ، باب في الظهار ، والترمذي رقم (1200) في
الطلاق ، باب ما جاء في كفارة الظهار ، ورقم (3295) في التفسير ، باب ومن سورة
المجادلة ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2062) في الطلاق ، باب الظهار ، وهو حديث
حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (4/37) قال : حدثنا عبد السلام بن حرب الملائي ، عن إسحاق بن عبد
الله بن أبي فروة. وأبو داود (2217) قال :حدثنا ابن السرح ،قال حدثنا ابن وهب ،
قال : أخبرني ابن لهيعة ، وعمرو بن الحارث.
ثلاثتهم - إسحاق ، وابن لهيعة ، وعمرو - عن بكير بن عبد الله بن الأشج.
2- وأخرجه أحمد (4/37) قال حدثنا يزيد بن هارون.وفي (5/436) قال :حدثنا عبد الله
بن إدريس. والدارمي (2278) قال : حدثنا زكريا بن عدي ، قال :حدثنا عبد الله بن
إدريس. وأبو داود (2213) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، ومحمد بن العلاء ، ومحمد
بن سليمان الأنباري ، وعن ابن إدريس وابن ماجة (2062) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة قال حدثنا عبد الله بن نمير.وفي (2064) قال : حدثنا عبد الله بن سعيد ، قال :
حدثنا عبد الله بن إدريس.والترمذي (1198) قال حدثنا أبو سعيد الأشج ، قال حدثنا عبد
الله بن إدريس.وفي (3299) قال حدثنا عبد بن حميد ، والحسن بن علي ،قالا حدثنا يزيد
بن هارون ، ابن خزيمة (2378) قال :حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، الحسن بن محمد
الزعفراني ومحمد بن يحيى ، وأحمد بن سعيد الدارمي ، وأحمد بن الخليل ،قالوا :
حدثنا يزيد بن هارون.
ثلاثتهم - يزيد بن هارون، وابن إدريس ،وابن نمير - عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن
عمرو بن عطاء.
كلاهما - بكير ، ومحمد بن عمرو - عن سليمان بن يسار، فذكره.
(*) أخرجه الترمذي (1200) قال :حدثنا إسحاق بن منصور ، قال : أنبأنا هارون بن
إسماعيل الخزاز ، قال : أنبأنا علي بن المبارك ، قال : أنبأنا يحيى بن أبي كثير،
قال : أنبأنا أبو سلمة، ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان ، أن سليمان بن صخر الأنصاري
أحد بني بياضة جعل امرأته عليه كظهر أمه ، فذكر الحديث مرسلا.
(*) رواية إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ،عن كثير بن عبد الله بن الأشج «تظاهرت
من امرأتي ، ثم وقعت بها قبل أن أُكفر ، فسألت النبي -صلى الله عليه وسلم- فأفتاني
بالكفارة» .
(*) في رواية ابن لهيعة ، وعمرو بن الحارث ،عن بكير بن عبد الله بن الأشج : «فأتي
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بتمر، فأعطاه إياه ، وهو قريب من خمسة عشر صاعا
،قال : تصدق بهذا. قال : فقال : يارسول الله ،على افقر مني ومن أهلي ؟ فقال رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- : كله أنت وأهلك» .
(*) رواية عبد الله بن سعيد أبي سعيد الأشج ،عن عبد الله بن إدريس : «في المظاهر
يواقع قبل أن يكفر. قال : كفارة واحد» .
في رواية يزيد بن هارون.ورواية زكريا بن عدي ، وعثمان بن أبي شيبة ومحمد بن العلاء
،ومحمد بن سليمان الأنباري ، عن ابن إدريس زيادة : «قال : فرجعت إلى قومي فقلت :
وجدت عندكم الضيق وسوء الرأي ، ووجدت عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- السعة
والبركة قد أمر لي بصدقتكم فادفعوها لي. قال : فدفعوها إلي» .
(*) قال الترمذي : قال محمد - يعني البخاري - سليمان بن يسار لم يسمع عندي من سلمة
بن صخر.
5822 - (د) خويلة بنت
مالك بن ثعلبة - رضي الله عنها- قالت : «ظاهر مني زوجي أَوسُ بن الصامتِ ، فجئتُ
رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أشكو إليه ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم-
يُجادلني فيه ، ويقول : اتق الله ، فإنه ابنُ عمِّك ، فما بَرِحتُ حتى نزل القرآن
{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَولَ التي تُجَادِلُكَ في زَوِجهَا} [المجادلة : 1] إلى
الفرض ، فقال : يُعتق رقبة ، قالت : لا يجد ، قال : فيصوم شهرين متتابعين ، قالت :
يا رسول الله ، إنه شيخ كبير ، ما به من صيام ، قال : فلْيُطْعِم ستَّين مسكيناً ،
قالت : ما عنده شيء يتصدَّق به ، قال : فإني سأُعينُه بعَرَق من تمر، قلت : يا
رسول الله ، وإني أُعينُه بعَرَق آخر، قال : قد أَحْسَنْتِ ، اذهبي فأطعمي بها عنه
ستين مسكيناً ، وارجعي إلى ابن عمِّك ، قال : والعَرَق ستون صاعاً» .
وفي رواية بهذا الإسناد نحوه ، إلا أنه قال : «والعَرَق : مِكتَل يسعُ ثلاثين
صاعاً» قال أبو داود : هذا أصح الحديثين.
وفي رواية عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : «العَرقُ : زِنْبِيل يأخُذُ خمسةَ عشر
صاعاً» .
وفي أخرى بهذا الخبر قال : «فأُتيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بتَمْر ،
فأعطاه إياه ، وهو قريب من خمسة عشر صاعاً ، فقال : تصدَّقْ بهذا ، فقال : يا رسول
الله على أفْقَر مني ومن أهلي ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : كلْهُ أنت
وأهلُك» . -[652]-
وفي أخرى عن عطاء [بن يسار] عن أوس أخي عبادة بن الصامت «أن النبيَّ - صلى الله
عليه وسلم- أعْطَاه خمسة عشر صاعاً من شعير ، إطعام ستين مسكيناً» . قال أبو داود
: عطاء لم يُدركْ أوس بن الصامت ، هذا مرسل ، أوس من أهل بدر ، قديم الموت ، وإنما
رَوَوه عن الأوزاعي عن عطاء أن أوساً قال ، وعطاء لم يسمع من أوس ، والناس كلّهم
رووه عن عطاء عن أوس (1) .
تم - بعون الله تعالى وتوفيقه - الجزء السابع من كتاب «جامع الأصول في أحاديث
الرسول - صلى الله عليه وسلم -» ويليه الجزء الثامن ، وأوله حرف العين ، ويبدأ
بكتاب العلم
__________
(1) رقم (2214) و (2215) و (2216) و (2217) و (2218) في الطلاق ، باب في الظهار ،
وهو حديث حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/410) قال : حدثنا سعد بن إبراهيم ويعقوب. قالا :حدثنا أبي. وأبو
داود (2214) قال : حدثنا الحسن بن علي، قال :حدثنا يحيي بن آدم ، قال حدثنا ابن
إدريس وفي (2215) قال: حدثنا الحسن بن علي ، قال : حدثنا عبد العزيز بن يحيى قال :
حدثنا محمد بن سلمة.
ثلاثتهم - إبراهيم بن سعد ، وابن إدريس ، ومحمد بن سلمة - عن محمد بن إسحاق ، عن
معمر بن عبد الله بن حنظلة ،عن يوسف بن عبد الله بن سلام
بسم الله الرحمن الرحيم
حرف العين
ويشتمل على ستة كتب : كتاب العلم ، كتاب العَفْو والمغفرة ، كتاب العِتق والتدبير
، والكتابة ومُصَاحَبة الرقيق ، كتاب العِدَّة والاستبراء ، كتاب العارِيَّة ،
كتاب العُمرى والرُّقْبى
الكتاب الأول : في العِلْم ، وفيه ستة فصول
الفصل الأول : في الحث عليه
5823 - (خ م) حميد [بن عبد الرحمن بن عوف الزهري] قال : سمعتُ معاويةَ يَخطُب قال
: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «مَن يُرِدِ الله بهِ خيراً
يُفَقِّههُ في الدِّين ، وإِنما أَنا قَاسِم ، ويُعطي الله ، وَلَن يَزَالَ أَمْرُ
هذه الأمة مُستقيماً -[4]- حتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ ، وَحتى يَأْتِيَ أمرُ الله»
. أخرجه البخاري ، ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يفقهه في الدِّين) الفقه : الفهم والدراية ، والعلم في الأصل ، وقد جعله العُرف
خاصاً بعلم الشريعة ، وخاصة بعلم الفروع ، فإذا قيل : فقيه ، علم أنه العالم بعلوم
الشرع ، وإن كان كل عالم بعلم فقيهاً ، يقال : فَقِه الرجل- بالكسر - إذا علم ،
وفقُه - بالضم- إذا صار فقيهاً ، وتفقَّه : إذا تعاطى ذلك ، وفقَّهه الله ، أي :
عرَّفه وبصَّره.
__________
(1) رواه البخاري 6 / 152 في الجهاد ، باب قول الله تعالى : {فأن لله خمسه
وللرسول} ، وفي العلم ، باب من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ، وفي الاعتصام ،
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ،
ومسلم رقم (1037) في الإمارة ، باب فضل الرمي والحث عليه وذم من علمه ثم نسيه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/101) قال : حدثنا أبو سلمة الخزاعي ،قال : أخبرنا ليث ، يعني
ابن سعد ، عن يزيد بن الهاد ، عن عبد الوهاب بن أبي بكر ، والدارمي (230) قال :
أخبرنا عبد الله بن صالح ، قال : حدثني الليث ، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن
الهاد ، عن عبد الوهاب. والبخاري (1/27) قال :حدثنا سعيد بن عفير ، قال : حدثنا
ابن وهب ، عن يونس.وفي (4/103) قال : حدثنا ابن موسى ، قال : أخبرنا عبد الله ، عن
يونس.وفي (9/125) قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثنا ابن وهب ، عن يونس. ومسلم
(3/95) قال : حدثني حرملة بن يحيى ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس.
كلاهما - عبد الوهاب ، ويونس - عن ابن شهاب الزهري ، عن حميد بن عبد الرحمن ،
فذكره.
5824 - (ت) عبد الله بن
عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «مَنْ
يُرِدِ الله بِهِ خيراً يُفَقِّهه في الدِّين» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2647) في العلم ، باب إذا أراد الله بعبد خيراً فقهه في الدين ، وإسناده
صحيح ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وفي الباب عن عمر وأبي هريرة ومعاوية .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/306) (2791) قال:حدثنا سليمان.والدارمي (231و 2709) قال : أخبرنا
سعيد بن سليمان. والترمذي (2645) قال :حدثنا علي بن حجر.
ثلاثتهم - سليمان، وسعيد بن سليمان ، وعلي بن حجر- عن إسماعيل بن جعفر ، قال :
أخبرني عبد الله بن سعيد بن أبي هند ، عن أبيه ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.
5825 - (د ت) قيس بن كثير
(1) - رحمه الله - قال: كنتُ جالساً مع أبي الدَّرْدَاء في مسجد دِمَشْقَ ، فجاءه
رجل ، فقال : يا أبا الدرداء ، إِني جئْتُكَ من مدينَةِ الرَّسولِ - صلى الله عليه
وسلم- ، لحديث بلغني أنك تُحَدِّثُه عن -[5]- رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ،
ما جئتُ لحاجة ، قال : فإِني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «مَن
سَلَك طريقاً يطلبُ فيه علماً : سلك الله بِهِ طريقاً من طُرُق الجنَّة ، وإن
الملائكة لَتَضَعُ أَجْنِحَتها رِضىً لطالب العلم ، وإن العالم لَيَسْتَغْفِرُ
لَهُ مَن في السماوات ومَن في الأرض ، والحيتَانُ في جَوف الماء ، وإن فَضْلَ
العالم على العابد كَفضل القمر ليلة البدر على سائرِ الكواكب ، وإِن العلماءَ
وَرَثَةُ الأنبياء ، وإن الأنبياءَ لم يُوَرِّثُوا دِيناراً ولا دِرْهماً ،
وَرَّثوا العلم ، فمن أَخَذَهُ أخذ بِحظٍّ وَافِر» .
وفي رواية عن عثمان بن أبي سَودة عن أبي الدرداء عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-
بمعناه. أخرجه أبو داود ، ولم يذكر لفظ الرواية الثانية.
وفي رواية الترمذي قال : قَدِمَ رجل المدينة على أبي الدرداء وهو بدمشقَ ، فقال :
ما أقْدَمَك يا أخي ؟ قال : حديث بلغني أَنَّكَ تحدِّثه عن رسولِ الله - صلى الله
عليه وسلم- ، قال : أما جئتَ لحاجة ؟ قال : لا ، قال : أمَا قَدِمْتَ لِتجارة ؟
قال : لا ، قال : ما جئتُ إِلا في طلب هذا الحديث ، قال : فإني سمعتُ رسولَ الله -
صلى الله عليه وسلم- يقول : «من سلك طريقاً يَبْتَغِي فيه علماً ، سلك الله به
طريقاً إلى الجنة ، وإن الملائكة لَتَضع أجنحتها رِضىً لطالب العلم ، وإن العالم
ليستغفر له مَن في السماوات ، ومن في الأرض ، حتى الحيتانُ في الماء ، -[6]- وفضلُ
العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ، إن العلماء ورثةُ الأنبياء ، إِن
الأنبياءَ لم يُورِّثوا ديناراً ولا درهماً ، إِنَّما وَرَّثُوا العلم ، فمن أخذ
بِهِ فقد أخذ بحظٍّ وافر» .
قال الترمذي : وليس إسنادهُ عندي بمتصل.
وأخرجه أبو داود عن كثير بن قيس ، وأخرجه الترمذي عن قيس بن كثير ، وقال : هكذا
حدثنا محمود بن خِداش هذا الحديث ، وقال : وإنما يُروى هذا الحديث عن عاصم بن رجاء
بن حَيْوَةَ عن داود بن جميل عن كثير بن قيس عن أبي الدرداء عن النبيِّ - صلى الله
عليه وسلم- ، وهذا أصح من حديث محمود بن خِداش (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تضع أجنحتها لطالب العلم) معنى وضع أجنحة الملائكة لطالب العلم : التواضع والخشوع
، تعظيماً لطالب العلم ، وتوقيراً للعلم ، لقوله تعالى : {واخِْفض لهما جَنَاح
الذُّلِّ من الرَحْمَة} [الإسراء : 24] وقيل : وضع الجناح معناه : الكف عن الطيران
، أراد : أن الملائكة لا تزال عنده ، لقوله - صلى الله عليه وسلم- : «ما من قوم
يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة» وقيل : -[7]- معناه : بسط الجناح وفرشه
لطالب العلم ، لتحمله عليها ، وتبلغه حيث يريد ، ومعناه : المعونة.
__________
(1) ويقال : كثير بن قيس ، كما ذكره أبو داود ، وهو أكثر ، كما قال الحافظ في
" التقريب " و " التهذيب " ، وهو ضعيف ، ولكن تابعه عند أبي
عثمان بن أبي سودة .
(2) رواه أبو داود رقم (3641) و (3642) في العلم ، باب الحث على طلب العلم ،
والترمذي رقم (2683) و (2684) في العلم ، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة ،
ورواه أيضاً أحمد ، وابن ماجة ، والدارمي ، وابن حبان في " صحيحه " ،
وغيرهم ، وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/196) قال :حدثنا الحكم بن موسى ، قال : حدثنا ابن عياش. و الدارمي (340)
قال : أخبرنا نصر بن علي ، قال : حدثنا عبد الله بن داود ، وأبو داود (3641) قال :
حدثنا مسدد بن مسرهد ، قال : حدثنا عبد الله بن داود ، وابن ماجة (223) قال :
حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال : حدثنا عبد الله بن داود.
كلاهما - إسماعيل بن عياش ، وعبد الله بن داود - عن عاصم بن رجاء بن حيوة ،عن داود
بن جميل ، عن كثير بن قيس ، فذكره
(*) أخرجه أحمد (5/196) .والترمذي (2682) قال : حدثنا محمود بن خداش البغدادي.
كلاهما - أحمد بن حنبل ، ومحمود - عن محمد بن يزيد الواسطي ، قال : حدثنا عاصم بن
رجاء بن حيوة ، عن قيس بن كثير. قال : قدم رجل من المدينة على أبي الدرداء ، وهو
بدمشق... فذكره ليس فيه (داود بن جميل) وقال : قيس بن كثير.
وبمعناه : أخرجه أبو داود (3642) قال : حدثنا محمد بن الوزير الدمشقي ، قال :
حدثنا الوليد. قال : لغيب شبيب بن شيبة ، فحدثني به عن عثمان بن أبي سودة ، فذكره.
وقال الترمذي : ولا نعرف هذا الحديث إلا من حديث عاصم بن رجاء بن حيوة ، ليس هو
عندي بمتصل هكذا حدثنا محمود بن خداش بهذا الإسناد.
وإنما يروى هذا الحديث عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن الوليد بن جميل عن كثير بن قيس
عن أبي الدرداء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وهذا أصح من حديث محمود بن خداش ،
ورأي محمد بن إسماعيل هذا أصح.
5826 - (د ت) أبو هريرة -
رضي الله عنه - : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «من سلك طريقاً
يَلْتَمِسُ فيه علماً : سهَّل الله له طريقاً إِلى الجنة» . أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود : «ما من رجل يسلك طريقاً ، يعني (1) : يطلب فيه علماً ، إِلا
سَهَّل الله له طريقاً إِلى الجنة ، وَمَن أبْطَأَ بِهِ عَمَلُه : لم يُسْرِعْ
بِهِ نَسَبُه» (2) .
__________
(1) لفظة " يعني " ليست في نسخ أبي داود المطبوعة .
(2) رواه أبو داود رقم (3643) في العلم ، باب الحث على طلب العلم ، والترمذي رقم
(2648) في العلم ، باب إذا أراد الله بعبد خيراً فقهه في الدين ، وقال الترمذي :
هذا حديث حسن ، وهو كما قال ، وقد رواه مسلم مطولاً .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : وقد تقدم وهو من حديث «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا...» .
5827 - (ت) أنس بن مالك -
رضي الله عنه - : أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «من خرج في طلب العلم
فهو في سبيل الله حتى يرجع» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2643) في العلم ، باب فضل طلب العلم ، وإسناده ضعيف ، ورواه بعضهم فلم
يرفعه ، ولكن له شاهد بمعناه عند ابن ماجة رقم (227) من حديث أبي هريرة بلفظ
" من جاء مسجدي هذا لم يأته إلا لخير يتعلمه أو يعلمه فهو بمنزلة المجاهد في
سبيل الله " ، وإسناده حسن ، ولذلك قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2647) قال : حدثنا نصر بن علي قال : حدثنا خالد بن يزيد العتكي عن
أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس ، فذكره وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ،
ورواه بعضهم ، فلم يرفعه.
5828 - (ت) سخبرة - رضي
الله عنه - عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَن طلب العلم كان كفَّارة
لما مضى» . أخرجه الترمذي ، وقال : هو ضعيف الإسناد (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2650) في العلم ، باب فضل طلب العلم ، من حديث أبي داود
الأعمى عن عبد الله بن سخبرة عن سخبرة ، وأبو داود الأعمى نفيع بن الحارث ، ويقال
له : نافع ، متروك كما قال الحافظ ابن حجر في " التقريب " قال الحافظ :
وقد كذبه ابن معين ، وقال الترمذي : ولا نعرف لعبد الله بن سخبرة كبير شيء ، ولا
لأبيه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2648) قال :حدثنا محمد بن حميد الرازي ، قال :حدثنا محمد بن المعلى
، قال : حدثنا زياد بن خيثمة عن أبي داود عن عبد الله بن سخبرة ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث ضعيف الإسناد ،أبو داود يضعف ، ولا نعرف لعبد الله بن
سخبرة كبير شيء ولا لأبيه ، واسم أبي داود نفيع الأعمى ، تكلم فيه قتادة وغير واحد
من أهل العلم.
5829 - (ت) أبو هريرة -
رضي الله عنه - : أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «تَعَلَّموا الفرائض
والقرآن ، وعَلِّموا الناس ، فَإِني مَقْبُوض» .
أخرجه الترمذي (1) ، وقال : وروي عن ابن مسعود نحوه بمعناه.
زاد رزين في حديثه : «وإن مَثَل العالم الذي لا يعلَمُ الفرائضَ كمثَل البُرْنُسِ
لا رأسَ له» .
__________
(1) رقم (2092) في الفرائض ، باب ما جاء في تعليم الفرائض ، من حديث عوف الأعرابي
عن شهر ابن حوشب عن أبي هريرة رضي الله عنه ، وقال الترمذي : هذا حديث فيه اضطراب
، وبينه بقوله : وروى أبو أسامة هذا الحديث عن عوف عن رجل يقال له : سليمان بن
جابر عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وسليمان بن جابر مجهول ، ومع ذلك
فقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي ، قال الحافظ في " التلخيص " : وفي الباب
عن أبي بكرة ، أخرجه الطبراني في " الأوسط " في ترجمة علي بن سعيد
الرازي ، أقول : وإسناده ضعيف ، قال الحافظ : وعن أبي هريرة رواه الترمذي من طريق
عوف عن شهر عنه ، وهو مما يعلل به طريق ابن مسعود ، فإن الخلاف فيه على عوف
الأعرابي ، قال الترمذي : فيه اضطراب .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف : أخرجه الترمذي (2091) قال :حدثنا عبد الأعلى بن واصل. قال : حدثنا محمد بن
القاسم الأسدي ، قال : حدثنا الفضل بن دلهم. قال :حدثنا عوف ، عن شهر بن حوشب،
فذكره
وله شاهد بلفظ : «يا أبا هريرة تعلموا الفرائض وعلموها فإنه نصف العلم.وهو
ينسي.وهو أول شيء ينزع من أمتي» .
أخرجه ابن ماجة (2719) قال :حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي. قال : حدثنا حفص بن
عمر بن أبي العطاف. قال : حدثنا أبو الزناد ، عن الأعرج ، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث فيه اضطراب ، وروى أبو أسامة هذا الحديث عن عوف، عن رجل عن
سليمان بن جابر عن ابن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حدثنا بذلك الحسين بن
حريث ، أخبرنا أبو أسامة عن عوف بهذا بمعناه ، ومحمد بن القاسم الأسدي قد ضعفه
أحمد بن حنبل وغيره.
5830 - (خ) عقبة بن عامر
- رضي الله عنه - قال : سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «تعلَّموا
الفرائض قبل الظَّانِّين (1)» - يعني : الذين يتكلَّمون بالظّن. أخرجه البخاري في
ترجمة باب (2) .
__________
(1) في نسخ البخاري المطبوعة : تعلموا قبل الظانين .
(2) كذا في الأصل : أخرجه البخاري في ترجمة باب ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد
ذكره البخاري معلقاً 12 / 3 في الفرائض ، باب تعليم الفرائض من قول عقبة بن عامر ،
قال الحافظ في " الفتح " : هذا الأثر لم أظفر به موصولاً .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في الفرائض - باب تعلم الفرائض وقال الحافظ في «الفتح»
(12/6) : هذا الأثر لم أظفر به موصولا.
5831 - (ت) أبو سعيد
الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله -[9]- صلى الله عليه وسلم- : «لن
يَشْبَعَ المؤمنُ من خَيْر يسمعه ، حتى يكون مُنْتَهَاهُ الجنة» . أخرجه الترمذي
(1) .
وزاد رزين : «وكلُّ عالم غَرْثَانُ إلى علم (2) ، والكلمةُ الحكيمة من الحكمة
ضَالَّةُ كلِّ حكيم ، فحيث وجدها فهو أحَقُّ بها» (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الغَرْثَان) : الجائع.
(الضَّالة) : الشيء الضائع ، شبّه الكلمة الحكيمة بالناقة الضائعة من صاحبها.
__________
(1) رقم (2687) في العلم ، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة ، من حديث دراج عن
أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، ودراج عن أبي الهيثم ضعيف ، ومع ذلك
فقد قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب .
(2) هذا المقطع من هذه الرواية جاء في جملة حديث عند الدارمي 1 / 86 و 87 في
المقدمة ، باب من هاب الفتيا مخافة السقط ، وإسناده منقطع .
(3) هو بمعنى الذي بعده .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف : أخرجه الترمذي (2886) قال : حدثنا عمر بن حفص الشيباني البصري ، قال :
حدثنا عبد الله بن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن دراج ، عن أبي الهيثم ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب.
قلت : رواية دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، ضعيفة.
5832 - (ت) أبو هريرة -
رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «الكلمةُ الحِكْمَةُ
ضَالَّةُ المؤمن ، فحيث وجدها فهو أحق بها» . أَخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2688) في العلم ، باب ما جاء في عالم المدينة ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم
(4169) في الزهد ، باب الحكمة ، من حديث إبراهيم بن الفضل المخزومي عن سعيد
المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا
من هذا الوجه ، وإبراهيم بن الفضل المخزومي ، ضعيف في الحديث .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف : أخرجه ابن ماجة (4169) قال : حدثنا عبد الرحمن بن عبد الوهاب. والترمذي
(3687) قال : حدثنا محمد بن عمر بن الوليد الكندي
كلاهما - عبد الرحمن بن عبد الوهاب ، ومحمد بن عمر - قالا : حدثنا عبد الله بن
نمير ، عن إبراهيم بن الفضل ، عن سعيد المقبري ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وإبراهيم بن الفضل المدني
المخزومي ، يضعف في الحديث من قبل حفظه.
قلت : وقال الحافظ في «التهذيب» (1/151) : وذكر العقيلي من مناكير ، فذكر الحديث.
5833 - (د) عبد الله بن
عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال :
«العلمُ ثلاثة ، وما سِوَى ذلك فهو فَضْل : آية مُحْكَمَة ، أو سُنَّة قائمة ، أَو
فَرِيضَة عادلة» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الآية المحكمة) هي التي لا اشتباه فيها ولا اختلاف ، أو ما ليس بمنسوخ.
(السُّنة القائمة) هي الدائمة المستمرة التي العمل بها متصل لا يترك.
(الفريضة العادلة) هي التي لا جور فيها ولا حيف في قضائها.
__________
(1) رقم (2885) في الفرائض ، باب ما جاء في تعليم الفرائض ، ورواه أيضاً ابن ماجة
رقم (54) في المقدمة ، باب اجتناب الرأي والقياس ، وفي سنده عبد الرحمن بن زياد بن
أنعم الأفريقي ، وعبد الرحمن بن رافع التنوخي ، وهما ضعيفان .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف : أخرجه أبو داود (2885) قال : حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح ، قال : أخبرنا
ابن وهب وابن ماجة (54) قال : حدثنا محمد بن العلاء الهمداني ، قال: حدثني رشدين
بن سعد ، وجعفر بن عون. ثلاثتهم - ابن وهب ، ورشدين ، وجعفر- عن عبد الرحمن بن
زياد بن أنعم الإفريقي ، عن عبد الرحمن بن رافع التنوخي ، فذكره.
قلت : في مسند عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ، وعبد الرحمن بن رافع التنوخي وهما
ضعيفان.
5834 - (خ) جابر بن عبد
الله - رضي الله عنهما - «رَحَلَ مَسِيرَةَ شهر إِلى عبد الله بن أُنَيْس في حديث
واحد» . أخرجه البخاري بغير إِسناد (1) .
__________
(1) ذكره البخاري تعليقاً 1 / 158 في العلم ، باب الخروج في طلب العلم ، قال
الحافظ في " الفتح " : أخرجه المصنف في " الأدب المفرد " ،
وأحمد وأبو يعلى في " مسنديهما " من طريق عبد الله بن محمد ابن عقيل :
أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : بلغني عن رجل حديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، فاشتريت بعيراً ثم شددت رحلي فسرت إليه شهراً حتى قدمت الشام ، فإذا عبد
الله ابن أنيس ، فقلت للبواب : قل له : جابر على الباب ، فقال ابن عبد الله ؟ قلت
: نعم ، فخرج فاعتنقني ، فقلت : حديث بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله صلى الله
عليه وسلم فخشيت أن أموت قبل أن أسمعه ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : يحشر الناس يوم القيامة عراة ... فذكر الحديث . وانظر كلام الحافظ حول هذا
الحديث في " الفتح " 1 / 159 .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في العلم - باب الخروج في طلب العلم.
5835 - (خ) مجاهد بن جبر
: قال : «كان ابن عباس يُوثِق مولاه عكرمة بقَيْد على تعليم الفرائض والعلم» أخرجه
البخاري في ترجمة باب (1) فقال : وقيد ابن عباس عكرمة على تعليم القرآن والسنن ،
والفرائض (2) .
__________
(1) كذا في الأصل : أخرجه البخاري في ترجمة باب ، وفي المطبوع : أخرجه رزين .
(2) ذكره البخاري تعليقاً في ترجمة باب 5 / 54 في الخصومات ، باب التوثق ممن تخشى
معرته ، قال الحافظ في " الفتح " : وصله ابن سعد في " الطبقات
" وأبو نعيم في " الحلية " من طريق حماد بن زيد عن الزبير بن
الخريت عن عكرمة قال : كان ابن عباس يجعل في رجلي الكبل ... فذكره ، والكبل :
القيد .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في الخصومات - باب التوثق مما تخشى مغرته ، فذكره وقال
الحافظ في «الفتح» (5/91) : وصله : ابن سعد في «الطبقات» ، وأبو نعيم في «الحلية»
من طريق حماد بن زيد عن الزبير بن الخريب - بكسر المعجمة ، و الراء المشددة بعدها
تحتانية ساكنه ثم مثناة - عن عكرمة قال : «كان ابن عباس يجعل في رجلي الكبل»
فذكره.
5836 - (خ م ط ت) أبو
واقد الليثي - رضي الله عنه - قال : «بينما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- جالس
في المسجد والناسُ معه ، إِذْ أَقْبَلَ ثلاثةُ نَفَر ، فأقبل اثنان إِلى رسولِ
الله - صلى الله عليه وسلم- ، وذهب واحد ، فَوقَفا على رسولِ الله - صلى الله عليه
وسلم- ، فأما أحدهما : فرأى فُرْجَة في الحَلْقة ، فجلس فيها ، وأما الآخر : فجلسَ
خَلْفَهم ، وأما الثالث : فأدْبَر ذاهباً ، فلما فرغ رسولُ الله - صلى الله عليه
وسلم- قال : أَلا أُخْبِركم عن النَّفَر الثلاثة ؟ أمَّا أحدُهم : فأوى إِلى الله
- عز وجل - ، فآواه الله ، وأَمَّا الآخَر: فاسْتَحْيى ، فاستحيى الله منه ، وأما
الآخر : فأعْرَض ، فأعرض الله عنه» . أخرجه البخاري ، ومسلم ، والموطأ ، والترمذي
(1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 143 و 144 في العلم ، باب من قعد حيث ينتهي به المجلس ، وفي
المساجد ، باب الحلق والجلوس في المسجد ، ومسلم رقم (2176) في السلام ، باب من أتى
مجلساً فوجد فرجة فجلس فيها ، والموطأ 2 / 960 و 961 في السلام ، باب جامع السلام
، والترمذي رقم (2725) في الاستئذان ، باب رقم (29) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك (الموطأ) (595) وأحمد (5/219) قال حدثنا عبد الصمد. قال : حدثنا
حرب ، يعني ابن شداد.قال : حدثنا يحيى ، يعني ابن أبي كثير. والبخاري (1/26) قال :
حدثنا إسماعيل. قال : حدثني مالك. وفي (1/128) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. قال
: أخبرنا مالك ومسلم (7/9) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد ، عن مالك بن أنس فيما قرئ
عليه. (ح) وحدثنا أحمد بن المنذر.قال :حدثنا عبد الصمد. قال : حدثنا حرب ، وهو ابن
شداد. (ح) وحدثني إسحاق بن منصور. قال : أخبرنا حبان. قال : حدثنا أبان. قالا
جميعا : حدثنا يحيى بن أبي كثير. والترمذي (2724) قال: حدثنا الأنصاري. قال :حدثنا
معن. قال : حدثنا مالك. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (11/15514) عن قتيبة ،
عن مالك (ح) ، وعن الحارث بن مسكين ، عن ابن القاسم ، عن مالك. (ح) وعن علي بن
سعيد بن جرير ، وعن عبد الصمد بن عبد الوارث ، عن حرب بن شداد ، عن يحيى بن أبي
كثير.
كلاهما - يحيى بن أبي كثير ، ومالك بن أنس - عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ،
أن أبا مرة مولى عقيل بن أبي طالب أخبره ، فذكره.
الفصل الثاني : في آداب
العالم
5837 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- : «مَن سُئِل علماً (1) يعلمُه فكتمه ، أُلْجِمَ بِلجام من نار» . أخرجه
الترمذي.
وفي رواية أبي داود «من سُئل عن علم فكتمه ألْجَمه الله بلجام من نار يوم القيامة»
(2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بلجام من نار) المُمْسِك عن الكلام مُمثَّل بمن ألجم نفسه بلجام ، والمعنى : أن
الملجم نفسه عن قول الحق والإخبار عن العلم يُعاقب في الآخرة بلجام من نار، وذلك
في العلم الذي يلزمه تعليمه إياه ، ويتعين عليه فرضه ، كمن رأى كافراً يريد
الإسلام ، فيقول : علِّموني ما الإسلام ، وما الدين ؟ وكمن يرى رجلاً حديث عهدٍ
بالإسلام ، ولا يُحسن الصلاة وقد حضر وقتُها ، يقول : علموني كيف أُصلي ؟ وكمن جاء
مُستفتياً في حلال أو حرام يقول : أفتوني -[13]- أرشدوني ، فإنه يلزم في مثل ذلك
أن يُعرَّف الجواب ، فمن منعه استحق الوعيد ، وليس الأمر كذلك في نوافل العلم التي
لا يلزم تعليمها.
__________
(1) في نسخ الترمذي المطبوعة : من سئل عن علم .
(2) رواه الترمذي رقم (2651) في العلم ، باب ما جاء في كتمان العلم ، وأبو داود
رقم (3658) في العلم ، باب كراهية منع العلم ، وقال الترمذي : وهو حديث حسن ، وهو
كما قال ، وله شاهد عند الحاكم من حديث عبد الله بن عمرو وصححه ووافقه الذهبي .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.قال : «من سئل عن علم فكتمه، ألجمه الله عز وجل
بلجام من نار يوم القيامة» .
أخرجه أحمد (2/263و305) قال : حدثنا أبو كامل. قال :حدثنا حماد ، عن علي بن
الحكم.وفي (2/296) قال : حدثنا يزيد. قال : أخبرنا الحجاج بن أرطاة.وفي (2/344)
قال : حدثنا عفان.قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن الحكم.وفي (2/495) قال
:حدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا عمارة بن زاذان ،عن علي بن الحكم.وفي (2/499و508)
قال : حدثنا محمد بن يزيد. قال : أخبرنا الحجاج. وأبو داود (3658) قال : حدثنا
موسى بن إسماعيل.قال :حدثنا حماد. قال : أخبرنا علي بن الحكم. وابن ماجة (261) قال
:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا أسود بن عامر. قال :حدثنا عمارة بن
زاذان. قال : حدثنا علي بن الحكم. والترمذي (2649) قال : حدثنا أحمد بن بديل بن
قريش اليامي الكوفي. قال : حدثنا عبد الله بن نمير ، عن عمارة بن زاذان ، عن علي
بن الحكم.
كلاهما- علي بن الحكم ، وحجاج بن أرطاة- عن عطاء بن أبي رباح ، فذكره.
(*) جاء في سنن ابن ماجة عقب هذا الحديث : قال أبو الحسن، أي القطان ، وهو راوي
السنن عن ابن ماجة : وحدثنا أبو حاتم. قال : حدثنا أبو الوليد. قال : حدثنا عمارة
بن زاذان ، فذكره نحوه.وقال الترمذي : حديث أبي هريرة : حديث حسن.
5838 - (د) سهل بن سعد
الساعدي - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «والله ،
لأنْ يُهْدَى بِهُدَاكَ رَجُل واحد خير لك من حُمْرِ النَّعَم» . أخرجه أبو داود
(1) .
__________
(1) رقم (3661) في العلم ، باب فضل نشر العلم ، وإسناده صحيح ، وهو جزء من حديث
طويل رواه البخاري 7 / 58 في المغازي ، باب مناقب علي بن أبي طالب ، ومسلم رقم
(2406) في فضائل الصحابة ، باب في فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : وهو جزء من حديث طويل.
أخرجه أحمد (5/333) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد، قال :حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن.
والبخاري (4/57) قال :حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي ، قال : حدثنا عبد العزيز
بن أبي حازم. وفي (4/73و5/171) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال حدثنا يعقوب بن
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله ابن عبد القاري.وفي (5/22) قال : حدثنا قتيبة بن
سعيد ، قال : حدثنا عبد العزيز. ومسلم (7/121) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ،قال :
حدثنا عبد العزيز (يعني ابن أبي حازم) (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا
يعقوب (يعني بن عبد الرحمن) . وأبو داود (3661) قال : حدثنا سعيد بن منصور ، قال :
حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. والنسائي في (فضائل الصحابة) (46) قال : أخبرنا
قتيبة بن سعيد ، قال: حدثنا يعقوب.
كلاهما - يعقوب ، وعبد العزيز - عن أبي حازم ، فذكره
5839 - (ت) أبو هارون
العبدي [البصري عمارة بن جُوين] قال : «كنا نأتي أبا سعيد ، فيقول : مَرْحَباً
بوصيةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-
قال : إن الناس لكم تَبَع ، وإن رجالاً يأتونكم من أقطار الأرض يتفقَّهونَ في
الدِّين ، فإذا أَتَوْكُم فاسْتَوْصُوا بهم خيراً» .
وفي رواية : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «يأتيكم رجال من قِبَل المشرق
يتعلَّمون ، فإِذا جاؤوكم فاستوصوا بهم خيراً ، قال : وكان أَبو سعيد إذا رآنا قال
: مرحباً بوصية رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2652) و (2653) في العلم ، باب ما جاء في الاستيصاء بمن طلب العلم ،
ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (247) في المقدمة ، باب الوصاة بطلب العلم ، وفي سنده
عمارة بن جوين أبو هارون العبدي ، وهو متروك .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (247) قال :حدثنا محمد بن الحارث بن راشد المصري ، قال : حدثنا
الحكم بن عبدة. وفي (249) قال : حدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا عمرو بن محمد
العنقزي ، قال : أنبأنا سفيان ، والترمذي (2650) قال :حدثنا سفيان بن وكيع ،قال
:حدثنا أبو داود الحفري ، عن سفيان.وفي (2651) قال : حدثنا قتيبة، قال : حدثنا نوح
بن قيس.
ثلاثتهم - الحكم ، وسفيان ، ونوح - عن أبي هارون ، فذكره
(*) قال الترمذي : قال علي : قال يحيى بن سعيد : كان شعبة يضعف أبا هارون
العبدي.وقال الترمذي : هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث أبي هارون ، عن أبي سعيد.
وقال الترمذي : قال علي.قال : يحيى بن سعيد : كان شعبة يضعف أبا هارون العبدي. قال
يحيى بن سعيد : ما زال ابن عون يروي عن أبي هارون العبدي حتى مات ، وأبو هارون
اسمه عمارة بن جوين وقال على الحديث الذي يليه : هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث
أبي هارون عن أبي سعيد.
5840 - (ت) يزيد بن سلمة
- رضي الله عنه - قال : «قلتُ : -[14]- يا رسولَ الله ، إِني سمعتُ منك حديثاً
كثيراً ، أخافُ أن يُنسيَني أوَّلَهُ آخِرُه ، فَحدِّثْني بكلمة تكون جماعاً ، قال
: اتَّق الله فيما تعلم» أخرجه الترمذي (1) .
وزاد رزين : «واعْمَلْ به» .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جماعاً) أي : كلمة جمعت كلمات.
__________
(1) رقم (2684) في العلم ، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة ، من حديث سعيد بن
عمرو بن أشوع عن يزيد بن سلمة الجعفي ، وفي سنده انقطاع ، قال الترمذي : هذا حديث
ليس إسناده بمتصل ، وهو عندي مرسل ، ولم يدرك عندي ابن أشوع يزيد بن سلمة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل : أخرجه عبد بن حميد (436) قال : حدثني أبو الوليد. والترمذي (2683) قال :
حدثنا هناد.
كلاهما - أبو الوليد ، وهناد - قالا : حدثنا أبو الأحوص ، عن سعيد بن مسروق،عن
سعيد بن أشوع، فذكره.
(*) قال الترمذي : هذا حديث ليس إسناده بمتصل ، وهو عندي مرسل،ولم يدرك عندي ابن
أشوع يزيد بن سلمة سعيد بن أشوع.
5841 - () عمر بن الخطاب
- رضي الله عنه - قال : «لا يَنْبغي لمن عنده شيء من العلم أَنْ يُضيِّعَ
نَفْسَهُ» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد ذكره
البخاري في ترجمة باب 1 / 162 من قول ربيعة بن عبد الرحمن المعروف بربيعة الرأي ،
قال الحافظ في " الفتح " : وقد وصل أثر ربيعة المذكور : الخطيب في
" الجامع " ، والبيهقي في " المدخل " من طريق عبد العزيز
الأويسي عن مالك عن ربيعة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع :أخرجه رزين ، وهو عند البخاري عن ربيعة في العلم ، باب رفع العلم ،
وظهور الجهل.
الفصل الثالث : في آداب
التعليم والتعلم
5842 - (خ م ت) شقيق بن سلمة قال : «كان عبد الله بن مسعود يُذَكِّر الناسَ في
كلِّ خميس ، فقال له رجل : يا أبا عبد الرحمن ، لَوَدِدْتُ أنك ذَكّرتَنا كلَّ يوم
، قال : أمَا إِنه يمنعني من ذلك أني أكْرَه أن أُمِلَّكم ، وإني -[15]-
أتَخَوَّلُكم بالموعظة ، كما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَتَخَوَّلُنَا
بها مَخَافَةَ السَّآمَةِ علينا» . أخرجه البخاري، ومسلم.
واختصره الترمذي ، والبخاري أيضاً قال : قال عبد الله : «كان رسولُ الله - صلى
الله عليه وسلم- يتخوَّلنا بالموعظة ، مخافةَ السآمة علينا» .
وفي رواية (1) قال (2) : «كنا نَنْتَظِرُ خُروج عبد الله (3) ، إِذْ جاءنا يزيدُ
بن معاوية (4) ، فقلنا : ألا تجلسُ ؟ فقال : لا ، ولكن أنا أدْخُل ، فأُخرجُ لكم
صاحبَكم ، وإلا جئتُ فجلستُ ، فدخل فخرج به ، وأخذ بيده ، فقام عبد الله علينا ،
فقال : أما إني أُخبَر بمكانكم ، ولكنه يمنعني من الخروج إِليكم : أن رسولَ الله -
صلى الله عليه وسلم- كان يتخوَّلنا بالموعظة في الأيام كراهية السآمة علينا» (5) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أتَخَوَّلكم) التَّخَوُّل : التَّعهد للشيء وحفظه ، قال الهروي : وقال أبو عمرو :
الصواب «يتحوّلنا» بالحاء غير المعجمة ، أي : يطلب أحوالنا التي نَنْشَط للموعظة
فيها ، فيعظنا ، قال الجوهري : وكان الأصمعي يقول «يتخوَّننا» بالنون ، أي :
يتعهَّدنا. -[16]-
(السآمة) : الضجر والمَلل.
__________
(1) هي للبخاري ومسلم .
(2) أي : شقيق بن سلمة .
(3) أي : عبد الله بن مسعود .
(4) في الأصل : يزيد بن سفيان ، وما أثبتناه في الصحيحين ، وهو يزيد بن معاوية
الكوفي النخعي وهو تابعي فقيه عابد ، قال الحافظ في " الفتح " : وليس له
في الصحيحين ذكر إلا في هذا الموضع .
(5) رواه البخاري 1 / 149 في العلم ، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولهم
بالموعظة ، وباب من جعل لأهل العلم أياماً معلومة ، وفي الدعوات ، باب الموعظة
ساعة بعد ساعة ، ومسلم رقم (2821) في المنافقين ، باب الاقتصاد في الموعظة ،
والترمذي رقم (2859) في الأدب ، باب ما جاء في الفصاحة والبيان .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه الحميدي (107) قال :حدثنا سفيان.وأحمد (1/377) (3581) قال :حدثنا سفيان
وفي (1/378) (3587) قال :حدثنا عبد الله بن إدريس.وفي (1/425) (4041) قال : حدثنا
أبو معاوية ، وابن نمير.وفي (1/440) (4188 و1/462) (4409) قال : حدثنا محمد بن
جعفر ، قال : حدثنا شعبة.وفي (1/443 (4228) قال : حدثنا وكيع. والبخاري (1/27) قال
:حدثنا محمد بن يوسف ، قال: أخبرنا سفيان. وفي (8/109) قال : حدثنا عمر بن حفص ،
قال : حدثنا أبي.ومسلم (8/142) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا
وكيع ، وأبو معاوية (ح) وحدثنا ابن نمير، قال : حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا أبو
سعيد الأشج ،قال :حدثنا ابن إدريس (ح) وحدثنا منجاب بن الحارث التميمي ، قال:
حدثنا ابن مسهر (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ، وعلي بن خشرم ،قالا :أخبرنا عيسى بن
يونس (ح) وحدثنا ابن أبي عمر ، قال :حدثنا سفيان ، والترمذي (2855) قال : حدثنا
محمود بن غيلان ، قال : حدثنا أبو أحمد ، قال : حدثنا سفيان (ح) وحدثنا محمد بن
بشار ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، قال : حدثنا سفيان.
عشرتهم - سفيان بن عيينة ، وعبد الله بن إدريس ، وأبو معاوية ، وابن نمير ، وشعبة
، ووكيع، وسفيان الثوري ، وحفص بن غياث ، وعلي بن مسهر ، وعيسى بن يونس - عن
سليمان الأعمش.
2- وأخرجه أحمد (1/427) (4060) قال:حدثنا جرير.وفي (1/465) (4439) قال :حدثنا
عبيدة، يعني ابن حميد.والبخاري (1/27) قال :حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا
جرير.ومسلم قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال :أخبرنا جرير (ح) وحدثنا ابن إبراهيم
، عن جرير بن أبي عمر ، قال:حدثنا فضيل بن عياض والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف)
(9298) عن إسحاق بن إبراهيم ، عن جرير.
ثلاثتهم - جرير ، وعبيدة بن حميد ، وفضيل - عن منصور.
كلاهما - الأعمش ، ومنصور - عن شقيق أبي وائل ، فذكره.
(*) زاد منجاب بن الحارث التميمي في رواية عن ابن مسهر ، قال الأعمش: وحدثني عمرو
بن مرة ، عن شقيق ، عن عبد الله مثله.
(*) صرح الأعمش بالحديث في روايات : الحميدي ،وأحمد (3581) ، والبخاري (8/109) ،
والترمذي (2855) .
5843 - (خ) عكرمة أن ابن
عباس - رضي الله عنهما - قال : «حَدِّث الناسَ مَرَّة في الجمعة ، فإن أَبَيْتَ
فمرَّتين ، فإن أكثرتَ فثلاثاً ، ولا تُملَّ الناسَ هذا القرآنَ ، ولا أُلفِينَّكَ
تأتي القوم وهم في حديث من حديثهم ، فَتقُصّ عليهم ، فتقطع عليهم حديثهم ،
فَتُمِلَّهم ، ولكن أنْصِتْ ، فإذا أمَرُوك فَحَدِّثْهم ، وهم يشتهونه ، وانظر
السَّجْعَ من الدعاء فاجْتَنِبْه ، فإني عهدتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-
وأصحابَه لا يفعلون ذلك» . أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا أُلفينّك) ألفيتُ فلاناً : إذا وجدتَه ، ولا ألفينَّك ، أي : لا ألقاك ، ولا
أجدك على الحالة التي أشار إليها.
__________
(1) كذا في الأصل : أخرجه البخاري ، وفي المطبوع : أخرجه البخاري تعليقاً ، وهو
موصول عند البخاري 11 / 117 في الدعوات ، باب ما يكره من السجع في الدعاء .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (8/91) قال : حدثنا يحيى بن محمد بن السكن ، قال : حدثنا
حبان ابن هلال أبو حبيب ، قال : حدثنا هارون المقرئ ، قال : حدثنا الزبير بن
الخريث ، عن عكرمة ، فذكره.
5844 - (خ) علي بن أبي
طالب - رضي الله عنه - قال : «حَدِّثوا الناس بما يعرفون ، أتحِبُّونَ أن يُكذَّبَ
الله ورسولهُ ؟» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 1 / 199 ، في العلم ، باب من خص قوماً دون قوم في العلم ، ذكره البخاري
تعليقاً في أول الباب ثم عقبه بالإسناد .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (ح 127) قال : حدثنا عبيد الله بن موسى بن معروف بن خربوذ ،
عن أبي الطفيل ، فذكره.
5845 - (م) عبد الله بن
مسعود - رضي الله عنه - قال : «ما أنت بمُحَدِّث قوماً حديثاً لا تَبلُغُه عقُولهم
إِلا كان لبعضهم فِتْنة» . -[17]- أَخرجه مسلم في مقدِّمة كتابه (1) .
__________
(1) رواه مسلم 1 / 11 في المقدمة ، باب النهي عن الحديث بكل ما سمع ، من حديث عبيد
الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود بن عبد الله بن مسعود ، وإسناده منقطع ، فإن
عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة بن مسعود روايته عن عم أبيه عبد الله بن مسعود
مرسلة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل : أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه (1/11) قال : حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى ،
قالا : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد
الله بن عتبة ،فذكره. قلت : رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن مسعود
مرسلة.
5846 - (ط) مالك بن أنس -
رحمه الله - قال : «بلغني : أن ابن عمر مكث على سورة البقرة ثمانيَ سِنين
يتعلَّمُها» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 205 في القرآن بلاغاً ، باب ما جاء في سجود القرآن ، وإسناده منقطع ، قال
الزرقاني في " شرح الموطأ " : وهذا البلاغ أخرجه ابن سعد في "
الطبقات " عن أبي المليح عن ميمون أن ابن عمر تعلم البقرة في ثماني سنين .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (الموطأ) (480) بلاغا ، فذكره.
وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» (2/27) : وهذا البلاغ أخرجه ابن سعد في الطبقات عن
عبد الله بن جعفر بن أبي المليح عن ميمون أن ابن عمر تعلم البقرة في ثمان سنين
وأخرج الخطيب في رواية مالك عن ابن عمر قال : تعلم عمر البقرة في اثنتى عشرة سنة
فلما ختمها نحر جزورا.
5847 - (خ) عبد الله بن
أبي مليكة «أن عائشة - رضي الله عنها - كانت لا تسمع شيئاً لا تَفْهمُه إلا
رَاجَعتْ فيه حتى تفهمَهُ» . أخرجه البخاري ، وهو طرف من حديث يجيء في موضعه (1) .
__________
(1) أخرجه البخاري 1 / 176 في العلم ، باب من سمع شيئاً فراجع حتى يعرفه ، وفي
تفسير سورة {إذا السماء انشقت} ، وفي الرقاق ، باب من نوقش الحساب عذب .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/108) قال : حدثنا سريج. قال : حدثنا عيسى بن يونس ، عن عبيد
اله بن أبي زياد. والبخاري (6/208) قال : حدثنا مسدد ، عن يحيى ، عن أبي يونس حاتم
بن أبي صغيرة ، عن ابن أبي مليكة. وفي (8/139) قال : حدثني إسحاق بن منصور. قال :
حدثنا روح ابن عبادة. قال: حدثنا حاتم بن أبي صغيرة. قال : حدثنا عبد الله بن أبي
مليكة. ومسلم (8/164) قال : حدثني عبد الرحمن بن بشر بن الحكم العبدي ، قال :
حدثنا يحيى يعني ابن سعيد القطان قال : حدثنا أبو يونس القرشي. حدثنا ابن أبي
مليكة.
كلاهما - عبيد الله بن أبي زياد ، وابن أبي مليكة - عن القاسم بن محمد ،فذكره.
(*) أخرجه أحمد (6/47) قال :حدثنا إسماعيل. قال :أخبرنا أيوب. وفي (6/91) قال :
حدثنا يونس. قال : حدثنا نافع ، يعني ابن عمر. وفي (6/108) قال : حدثنا سريج.قال :
حدثنا نافع ، وفي (6/127) قال : حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا بكار ،يعني ابن عبد
الله بن وهب الصنعاني. فذكر حديثا. وفي (6/206) قال :حدثنا وكيع. قال : حدثنا عبد
الجبار بن ورد. والبخاري (1/37) قال : حدثنا سعيد بن أبي مريم. قال : حدثنا. قال
:أخبرنا نافع بن عمر الجمحي عن عثمان بن الأسود ، قال : حدثني عمر بن علي قال : حدثنا
يحيى ، عن عثمان.وفي (6/208) قال : حدثنا سليمان بن حرب. قال: حدثنا حماد بن
زيد.عن أيوب. وفي (8/139) قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن عثمان الأسود. ومسلم
(8/164) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن حجر.جمعيا عن إسماعيل. قال أبو
بكر : حدثنا ابن عليه، عن أيوب (ح) وحدثني أبو الربيع العتكي وأبو كامل. قالا :
حدثنا حماد بن زيد. وقال : حدثنا أيوب. (ح) وحدثني عبد الرحمن بن بشر. قال : حدثني
يحيى ، وهو القطان ، عن عثمان بن الأسود. وأبو داود (3093) قال :حدثنا مسدد. قال :
حدثني يحيى. (ح) وحدثنا محمد ابن بشار. قال : حدثنا عثمان بن عمر ، عن أبي عامر
الخزاز. والترمذي (2426و 3337) قال : حدثنا سويد بن نصر. قال : أخبرنا بن المبارك
، عن عثمان بن الأسود.وفي (3337) قال : حدثنا عبد بن حميد قال : حدثنا عبيد الله
بن موسى ، عن عثمان بن الأسود. (ح) وحدثنا محمد بن أبان وغير واحد. قالوا : حدثنا
عبد الوهاب الثقفي ، عن أيوب. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (11/16231) عن
زياد بن أيوب ، عن إسماعيل بن علية ، عن أيوب. وفي (11/16254) سويد بن نصر ، عن
ابن المبارك، عن عثمان بن الأسود. (ح) وعن يوسف بن عيسى ، عن الفضل بن موسى ، عن
عثمان بن الأسود.وفي (11/16261) عن العباس بن محمد ، عن يونس بن محمد ، عن نافع بن
عمر.
ستتهم - أيوب، ونافع بن عمر ، وبكار بن عبد الله،وعبد الجبار بن ورد ، وعثمان بن
الأسود ، وأبو عامر الخزاز - عن عبد الله بن أبي مليكة ، عن عائشة فذكره ، ليس فيه
(القاسم بن محمد) .
(*) زاد في رواية أبي عامر الخزاز «عن عائشة. قالت : قلت : يا رسول الله ، إني
لأعلم أشد آية في القرآن. قال :أي آية يا عائشة ؟ قالت : قول الله تعالى: {من يعمل
سوءا يجز به} .قال : أما علمت يا عائشة أن المؤمن تصيبه النكبة ، أو الشوكة ،
فيكافأ بأسوأ عمله ، ومن حوسب عذب....» الحديث.
(*) الروايات ألفاظها متقاربة.
الفصل الرابع : في رواية
الحديث ونقله
5848 - (د ت) أبان بن عثمان - رحمه الله - قال : خرج زيدُ بنُ ثابت من عند مروان
نصفَ النهار ، قلنا : ما بعث إليه في هذه الساعة إلا لشيء سألَه عنه ، فقُمْنا
فسألناه ؟ فقال : نعم ، سَأَلَنا عن أشياءَ سمعناها من رسولِ الله -[18]- صلى الله
عليه وسلم- ، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «نَضَّر الله امرءاً
سمع منَّا حديثاً فحفظه ، حتى يُبلِّغَه غيرَه ، فَرُبَّ حاملِ فقْه إلى مَن هو
أفْقَهُ منه ، ورُبَّ حامل فقْه ليس بِفَقيه» . أخرجه الترمذي ، وأخرج أبو داود
المسند وحدَهُ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نضّر الله امرءاً) دعاء له بالنَّضارة ، وهي النعمة والبهجة ، يقال : نضّره الله
ونضَره - مثقلاً ومخففاً - وأجودهما التخفيف.
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2658) في العلم ، باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع ،
وأبو داود رقم (3660) في العلم ، باب فضل نشر العلم ، وهو حديث صحيح ، ورواه أيضاً
أحمد وابن ماجة والدارمي .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أحمد (5/183) قال :حدثني يحيى بن سعيد. والدارمي (235) قال :
أخبرنا عصمة بن الفضل ، قال : حدثنا حرمي بن عمارة. وأبوداود (3660) قال : حدثنا
مسدد ، قال : حدثني يحيى.وابن ماجة (4105) قال:حدثنا محمد بن بشار ،قال : حدثنا
محمد بن جعفر. والترمذي (2656) قال : حدثنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا أبو داود
، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (3694) عن أحمد بن عبد الله بن الحكم ، عن
يحيى بن سعيد.
أربعتهم - يحيى ، وحرمي ، ومحمد بن جعفر ، وأبو داود الطيالسي - عن شعبة ، عن عمر،
بن سليمان من ولد عمر بن الخطاب ، عن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان ، عن أبيه،
فذكره.
وعن عباد بن شيبان ، عن زيد بن ثابت ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :
«نضر الله امرءا سمع مقالتي فبلغها فرب حامل فقه غير فقيه.ورب حامل فقه إلى من هو
أفقه منه» .
زاد فيه على بن محمد : «ثلاث لا يغل عليهن قلب آمرئ مسلم : إخلاص العمل لله.،
والنصح لأئمة المسلمين ، ولزوم جماعتهم» .
أخرجه ابن ماجة (230) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، وعلي بن محمد ، قالا
: حدثنا محمد بن فضيل. قال : حدثنا ليث بن أبي سليم ، عن يحيى بن عباد أبي هبيرة
الأنصاري ، عن أبيه ، فذكره.
وقال الترمذي : حديث زيد بن ثابت حديث حسن.
5849 - (ت) عبد الله بن
مسعود - رضي الله عنه - قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول :
«نضَّر الله امرءاً سمع منَّا شيئاً ، فبلّغه كما سمعه ، فَرُبَّ مُبَلَّغ أوْعَى
من سامع» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أوعَى) وعيتُ الشيء أعِيه : إذا حفظتَه وفهمتَه ، وفلان أوعى من فلان : إذا كان
أحفَظ منه.
__________
(1) رقم (2659) في العلم ، باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع ، وإسناده صحيح ،
ورواه أيضاً أحمد وابن ماجة وابن حبان .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (88) قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا عبد الملك بن عمير، غير
مرة.وأحمد (1/436) (4157) قال :حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. (ح) وعبد
الرزاق ، قال : أخبرنا إسرائيل ، كلاهما عن سماك بن حرب. وابن ماجة (232) قال :
حدثنا محمد بن بشار ، ومحمد بن الوليد ، قالا : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا
شعبة ، عن سماك.والترمذي (2657) قال : حدثنا محمود بن غيلان ، قال :حدثنا أبو داود
، قال : أنبأنا شعبة ، عن سماك بن حرب. وفي (2658) قال : حدثنا ابن أبي عمر، قال :
حدثنا سفيان ، عن عبد الملك بن عمير.
كلاهما - عبد الملك بن عمير ، وسماك - عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود ،
فذكره.
قلت : في سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود ، عن أبيه اختلاف كبير بين علماء
الحديث ،والأكثر على أنه لم يسمع منه إلا نحو حديثين ،وليس هذا منها.
5850 - (خ ت) عبد الله بن
عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - : أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال :
«بلِّغُوا عني ولو آية ، وحَدِّثوا عن بني إِسرائيل ، ولا حَرَجَ ، وَمَن كَذَب
عليَّ مُتَعمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده من النار» . أخرجه البخاري ، والترمذي
(1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا حَرَج) الحرج : الضِّيق والإثم ، يريد : أنكم مهما قلتم عن بني إسرائيل فإنهم
كانوا في حالٍ أكثر منها وأوسع ، فلا ضِيق عليكم فيما تقولونه ، ولا إثم عليكم ، و
ليس هذا إباحة للكذب في أخبار بني إسرائيل ورفع الإثم عمن نقل عنهم الكذب ، ولكن
معناه : الرخصة في الحديث عنهم على البلاغ ، وإن لم يتحقق ذلك بنقل الإسناد ، لأنه
أمر قد تعذّر ، لبُعد المسافة ، وطُول المدة.
__________
(1) رواه البخاري 6 / 361 في الأنبياء ، باب ما ذكر عن بني إسرائيل ، والترمذي رقم
(2671) في العلم ، باب ما جاء في الحديث عن بني إسرائيل ، وانظر شرح الحديث في
" الفتح " 1 / 180 - 181 .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (2/159) (6486) قال : حدثنا الوليد بن مسلم. وفي (2/202) (6888) قال
: حدثنا ابن نمير. (ح) وعبد الرزاق. وفي (2/214) (7006) قال : حدثنا أبو المغيرة.
والدارمي (548) قال : أخبرنا أبو المغيرة.والبخاري (4/207) قال : حدثنا أبو عاصم
الضحاك بن مخلد. والترمذي (2669) قال : حدثنا محمد بن بشار،قال : حدثنا أبو عاصم.
خمستهم - الوليد بن مسلم ، وعبد الله بن نمير، وعبد الرزاق ، وأبو المغيرة ،
والضحاك بن مخلد- عن الأوزاعي.
2-وأخرجه الترمذي (2669) قال : حدثنا محمد بن يحيى ، قال :حدثنا محمد بن يوسف ، عن
ابن ثوبان، هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان.
كلاهما - الأوزاعي ، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان - عن حسان بن عطية ، عن أبي
كبشة ، فذكره.. وبلفظ : «من قال علي ما لم أقل : فليتبوأ مقعده من جهنم» .
أخرجه أحمد (2/158) (6478) قال : حدثنا يحيى بن إسحاق ، قال :أخبرني ابن لهيعة.وفي
(2/171) (6591) قال : حدثنا أبو عاصم ، وهو النبيل ،قال : أخبرنا عبد الحميد بن
جعفر.
كلاهما- ابن لهيعة ، وعبد الحميد - عن يزيد بن أبي الحبيب ، عن عمرو بن الوليد ،
فذكره.
وبلفظ : «من كذب علي متعمدا ، فليتبوا مقعده من النار» .
أخرجه أحمد (2/171) (6592) قال : حدثنا وهب ،يعني ابن جرير ، قال : حدثنا شعبة ،
عن الحكم ، عن مجاهد ، فذكره.
5851 - (د) أبو هريرة -
رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «حَدِّثوا عن بني إسرائيل
ولا حرج» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3662) في العلم ، باب الحديث عن بني إسرائيل ، وهو حديث صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه الحميدي (1165) قال : حدثنا سفيان.وأحمد (2/474) قال : حدثنا
يحيى وفي (2/502) قال : حدثنا يزيد. وأبو داود قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
قال : حدثنا علي بن مسهر.
أربعتهم -سفيان بن عيينة ، ويحيى ،ويزيد بن هارون ، وعلي بن مسهر - عن محمد بن
عمرو ، عن أبي سلمة ، فذكره.
(*) رواية يحيى ، ويزيد ، وعلي بن مسهر مختصرة علي : «وحدثوا عن بني إسرائيل ولا
حرج» .
5852 - (د) عبد الله بن
عباس - رضي الله عنهما - قال : «تَسْمَعونَ -[20]- ويُسْمَعُ منكم ، ويُسمَعُ ممن
يَسْمَعُ منكم» . أَخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3659) في العلم ، باب فضل نشر العلم ، وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/321) (7485) قال : حدثنا أسود بن عامر ، قال : حدثنا أبو بكر.وأبو
داود (3659) قال : حدثنا زهير بن حرب ، وعثمان بن أبي شيبة قالا : حدثنا جرير.
كلاهما - أبو بكر ، وجرير - عن الأعمش ، عن عبد الله بن عبد الله ، عن سعيد بن
جبير ، فذكره.
5853 - (خ م) محمود بن
الربيع - رضي الله عنه - قال : «عَقَلْتُ عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-
مَجَّة مَجَّها في وجهي من دَلْو من بئر كانت في دارنا ، وأنا ابنُ خمس سنين» .
وهذا لفظ البخاري.
وقد جاء هذا الحديث في أول حديث عِتبان بن مالك ، والحديث بطوله متفق عليه بين
البخاري ومسلم ، فيكون هذا القدر متفقاً عليه أيضاً ، وإِن لم يتَّفِقا على
أَفْرَاد هذا القَدْر منه (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مَجَّة) المجّة : الدفعة من الماء ترميها من فيك .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 157 في العلم ، باب متى يصح سماع الصغير ، ومسلم رقم (33) في
المساجد ، باب الرخصة في التخلف عن الجماعة بعذر .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (1/29) قال : حدثني محمد بن يوسف ، قال : حدثنا أبو مسهر ،
قال : حدثني محمد بن حرب ، قال : حدثني الزبيدي. وفي (1/212) قال : حدثنا عبدان ،
قال : أخبرنا عبد الله، قال :أخبرنا معمر.وفي (2/74) قال : حدثني إسحاق ، قال :
حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، قال: حدثنا أبي.وفي (8/111) قال:حدثنا معاذ بن أسد ، قال
أخبرنا عبد الله ، قال :أخبرنا معمر. ومسلم (2/127) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم
، قال : أخبرنا الوليد بن مسلم ،عن الأوزاعي. والنسائي في عمل اليوم والليلة
(1108) قال : أخبرنا سويد بن نصر ، قال : حدثنا عبد الله يعني ابن المبارك، عن
معمر، وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (11235) عن محمد بن مصفى ، عن محمد بن حرب، عن
الزبيدي.وابن خزيمة (1709) قال : حدثنا محمد بن يحيى ، قال : حدثنا سليمان بن داود
الهاشمي ، قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد
أربعتهم - الزبيدي ، ومعمر ،وإبراهيم بن سعد ، والأوزاعي - عن ابن شهاب الزهري ،
فذكره.
(*) أخرجه أحمد (5 /427) قال : حدثنا بهز ، قال : حدثني إبراهيم بن سعد.والبخاري
(1/59) قال : حدثنا علي بن عبد الله ، قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، قال
: حدثنا أبي ، عن صالح ، وفي (8/95) قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله ، قال :
حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن صالح بن كيسان. وابن ماجة (660و754) قال :حدثنا أبو
مروان، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد..قال : حدثنا أبي. عن صالح وفي (8/95) . قال :
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال : حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن صالح بن كسيان.
وابن ماجة (660 و 754) قال : حدثنا أبو مروان ، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد
كلاهما - إبراهيم بن سعد ، وصالح بن كيسان - عن ابن شهاب الزهري ، عن محمود بن
الربيع ، وكان قد عقل مجة مجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في دلو من بئر لهم.
5854 - (خ م) سمرة بن
جندب - رضي الله عنه - قال : «لقد كنتُ على عهد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-
غلاماً ، فكنتُ أَحْفَظُ عنه ، فما يمنعُني من القول إِلا أن هاهنا رِجالاً هم
أَسَنُّ مني ، وقد صلَّيتُ خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على امرأة ماتت في
نِفَاسِها ، فقام عليها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في الصلاة وَسْطها» .
أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 162 في الجنائز ، باب الصلاة على النفساء إذا ماتت في نفاسها
، وباب أين يقوم من المرأة والرجل ، وفي الحيض ، باب الصلاة على النفساء إذا ماتت
في نفاسها ، ومسلم رقم (964) في الجنائز ، باب أين يقوم الإمام من الميت للصلاة
عليه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : وقد تقدم.
5855 - (خ م ت) أبو هريرة
- رضي الله عنه - قال : «إنكم تقولون : إِن أبا هريرة يُكثِرُ الحديث عن رسولِ
الله - صلى الله عليه وسلم- ، وتقولون : ما بَالُ المهاجرين والأنصار لا يُحدِّثون
عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بمثل حديث أبي هريرة ، وإِن إِخواني من
المهاجرين كان يَشْغَلُهم الصَّفْقُ بالأسواق ، وكنتُ ألزَم رسولَ الله - صلى الله
عليه وسلم- على مِلء بَطِني ، فأَشْهَدُ إذا غابوا ، وأَحْفَظُ إِذا نَسُوا ، وكان
يشغَل إِخواني من الأنصارِ عَمَلُ أموالهم ، وكُنت امرءاً مِسكيناً من مساكِين
الصُّفَّة ، أعِي حين ينسَوْنَ ، ولقد قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في
حديث يُحدِّثه : أنَّهُ لن يَبْسُطَ أحد ثوبه حتى أقْضيَ مقالتي ثم يجمع إِليه
ثوبه ، إِلا وَعَى مَا أقُول ، فَبسطْتُ نَمِرة عليَّ ، حتى إذا قضى رسول الله -
صلى الله عليه وسلم- مَقالتَه جمعتُها إلى صدري ، فما نَسِيتُ من مقالة رسول الله
- صلى الله عليه وسلم- تلك من شيء» .
وفي رواية : قال أبو هريرة... وذكر نحوه ، وفي آخره «ولولا آيتان أَنزلهما الله في
كتابه ما حدَّثتُ شيئاً أبداً {إنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنَا مِنَ
البَيِّنَاتِ وَالهُدَى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ في الكِتَابِ
أُولَِئِكَ يَلْعَنُهمُ الله وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ . إِلا الَّذِينَ تَابُوا
وأصلحوا وبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ علَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ
الرَّحِيمُ} [البقرة : 159 و 160]» .
وفي أخرى نحوه ، مع ذكر الآيتين ، وفي آخره «فما نَسِيتُ شيئاً سمعتُه منه» .
أخرجه البخاري ومسلم . -[22]-
وللبخاري قال : «قلت لرسول الله : إني أسمع منك حديثاً كثيراً أنْساهُ ، قال:
ابْسُطْ رِدَاءَكَ ، فبسطتُه ، فغرف بيده ، ثم قال : ضُمَّه فَضممتُه ، فما
نَسِيتُ شيئاً بعدُ» .
وفي أخرى لهما قال : «إن الناس يقولون : أكثر أبو هريرة ، واللهُ المَوْعِدُ ، وما
كنتُ لأكذبَ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- كي تَهْتَدُوا وأضِلَّ ، ولولا
آيتان في كتاب الله - عز وجل- ما حدَّثتُ حديثاً ، ثم يتلو : {إن الذين يكتمون ما
أنزلنا من البينات والهدى...} إلى قوله : {وأنا التَّوَّابُ الرحيم} إن إخواننا من
المهاجرين كان يشغَلهم الصَّفق بالأسواق ، والأنصار كان يشغَلهم العمل في أموالهم
، وإن أبا هريرة كان يلزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بِشِبَعِ بطنه ، ويحضر
ما لا يحضُرون ، ويحفظ ما لا يحفظون ... الحديث» .
وأخرج الترمذي نحو رواية البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الصَّفْق) في البيع : صوت وَقْع يد البائع على يد المشتري عند عقد التبايع .
-[23]-
(أموالهم) أراد الأموال هاهنا : البساتين التي كانت للأنصار.
(أهل الصُّفة) الصُّفَّة : صُفَّة كانت في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم-
بالمدينة يكون فيها صعاليك المهاجرين وفقراؤهم ، ومن لا منزل له منهم ، وأهلها
منسوبون إليها.
(نَمِرَة) النمرة : كل مئزر مخطط من مآزر الأعراب ، وجمعها نِمار.
__________
(1) رواه البخاري 4 / 247 في البيوع ، باب ما جاء في قول الله عز وجل : (فإذا قضيت
الصلاة فانتشروا في الأرض) ، وفي العلم ، باب حفظ العلم ، وفي الحرث والمزارعة ،
باب ما جاء في الغرس ، وفي الاعتصام ، باب الحجة على من قال : إن أحكام النبي صلى
الله عليه وسلم كانت ظاهرة وما كان يعيب بعضهم من مشاهد النبي صلى الله عليه وسلم
وأمور الإسلام ، ومسلم رقم (2098) في اللباس والزينة ، باب استحباب لبس النعل في
اليمنى أولاً ، ورقم (2492) في فضائل الصحابة ، باب من فضائل أبي هريرة الدوسي رضي
الله عنه ، والترمذي رقم (3833) و (3834) في المناقب ، باب مناقب أبي هريرة رضي
الله عنه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :أخرجه أحمد (2/240) . والبخاري (3/68) قالا : حدثنا أبو اليمان. ومسلم
(7/167) قال حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. قال :أخبرنا أبو اليمان.
والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (01/13146) عن محمد بن خالد بن خلي ، عن بشر بن
شعيب بن أبي حمزة.
كلاهما - أبو اليمان ، وبشر - عن شعيب بن أبي حمزة ، عن الزهري. قال : أخبرني سعيد
بن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، فذكراه.
(*) أخرجه مسلم (7/167) قال : حدثني حرملة بن يحيى التجيبي ، قال : أخبرنا ابن
وهب. قال : أخبرني يونس. عن ابن شهاب. قال : وقال ابن المسيب : إن أبا هريرة قال :
يقولون : إن أبا هريرة قد أكثر والله الموعد...فذكر الحديث نحوه وزاد : «....ولولا
آيتان أنزلهما الله في كتابه ما حدثت شيئا أبدا: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من
البينات والهدي} إلى آخر الآيتين» .
أخرجه الحميدي (1142) . وأحمد (2/240) قالا : حدثنا سفيان. وفي (2/240) قال أحمد:
حدثنا إسحاق بن عيسى قال : أخبرنا مالك وفي (2/274) قال :حدثنا عبد الرزاق.قال :
حدثنا معمر. والبخاري (401) قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله.قال :حدثني مالك.
وفي (3/143) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. قال : حدثنا إبراهيم بن سعد.وفي (9/133)
قال : حدثنا علي. قال : حدثنا سفيان.ومسلم (7/166) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو
بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب.جميعا عن سفيان. قال زهير :حدثنا سفيان بن عيينة (ح)
وحدثني عبد الله بن جعفر بن يحيى بن خالد. قال : أخبرنا معن. قال : أخبرنا مالك.
(ح) وحدثنا عبد بن حميد. قال : أخبرنا عبد الرزاق. قال :أخبرنا معمر ، وابن ماجة
(362) قال : حدثنا أبو مروان العثماني ، محمد بن عثمان. قال : حدثنا إبراهيم بن
سعد. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (10/13957) عن محمد بن منصور ، عن سفيان
(ح) وعن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ، عن إسحاق بن عيسى ، عن مالك.
أربعتهم - سفيان بن عيينة ، ومالك ، ومعمر ، وإبراهيم بن سعد - عن ابن شهاب الزهري
، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة.
(*) قال الحميدي عقب روايته لهذا الحديث: قال سفيان : قال المسعودي : وقام آخر
فبسط رداءه. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : سبقك بها الغلام الدوسي.
وبلفظ : «قلت :يا رسول الله ، إني سمعت منك حديثا كثيرا فأنساه قال : ابسط رداءك
فبسطته.فغرف بيده فيه ، ثم قال : ضمه فضممته ، فما نسيت حديثا بعد» .
أخرجه البخاري (1/40) قال :حدثنا أحمد بن أبي بكر أبو مصعب. قال : حدثنا محمد بن
إبراهيم بن دينار. وفي (1/41) و (4/253) قال : حدثنا إبراهيم بن المنذر.قال :
حدثنا ابن أبي الفديك. والترمذي (3835) قال : حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى. قال
:حدثنا عثمان بن عمر.
ثلاثتهم - محمد بن إبراهيم ، وابن أبي الفديك، وعثمان بن عمر - عن ابن أبي ذئب ،
عن سعيد المقبري، فذكره.
وبلفظ : «أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فبسطت ثوبي عنده ثم أخذه فجمعه على قلبي
، فما نسيت بعده حديثا» .
أخرجه الترمذي (3834) قال : حدثنا محمد بن عمر بن علي المقدمي قال : حدثنا ابن أبي
عدي ، عن شعبة ، عن سماك ، عن أبي الربيع ، فذكره.
وبلفظ : «ألا من رجل يأخذ بما فرض الله ورسوله ، كلمة ، أو كلمتين ، أو ثلاثا أو
أربعا ، أو خمسا فيجعلهن في طرف ردائه ، فيتعلمهن. ويعلمهن قال أبو هريرة : فقلت :
أنا ، يا رسول الله ، قال : فابسط ثوبك. قال : فبسطت ثوبي فحدث رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- : ثم قال : ضم إليك. فضممت ثوبي إلى صدري ، فإني لأرجو أن لا أكون
نسيت حديثا سمعته منه بعد» .
أخرجه أحمد (2/333) قال : حدثنا أبو النضر.قال :حدثنا المبارك. وفي (2/427) قال
:حدثنا إسماعيل، عن يونس.
كلاهما - المبارك ، ويونس بن عبيد - عن الحسن ،فذكره.
5856 - (خ) أبو هريرة -
رضي الله عنه - قال : «يقول الناس : أكثر أبو هريرة فَلَقِيتُ رجلاً ، فقلت : بِمَ
قرأ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- البارحة في العتمة ؟ قال : لا أدري ، فقلت :
لم تُشاهِدْها ؟ (1) قال : بلى ، قلت : لكن أنا أدْري ، قرأ سورة كذا وكذا» .
أخرجه البخاري (2) .
هذا الحديث أفرده الحميديُّ ، وجعله في أفراد البخاري ، وهو من جملة الحديث الذي
قبله ، وحيث أَفرده اتَّبعناه وأفردناه.
__________
(1) في نسخ البخاري المطبوعة : تشهدها .
(2) 3 / 72 في العمل في الصلاة ، باب تفكر الرجل بالشيء في الصلاة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/518) .والبخاري (2/85) قال : حدثنا محمد بن المثنى.
كلاهما - أحمد بن حنبل ،ومحمد بن المثنى - عن عثمان بن عمر ، عن ابن أبي ذئب ، عن
سعيد المقبري، فذكره.
5857 - (خ) أبو هريرة -
رضي الله عنه - قال : «حفظت من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وِعَاءَيْن ،
فأمَّا أحدهما : فَبَثَثْتُه فيكم ، وأَمَّا الآخر : فلو بَثَثتُهُ قُطِعَ هذا
البُلْعُوم» .
قال البخاري : البُلعوم : مجرى الطعام (1) . -[24]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وِعَاءَين) الوعاء : ما يجعل فيه الشيء يُحرَز فيه ، كأنه أراد به : عِلْمَين في
وعاءين.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 192 و 193 في العلم ، باب حفظ العلم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (1/41) قال : حدثنا إسماعيل.قال : حدثني أخي ،عن ابن أبي
ذئب، عن سعيد المقبري ،فذكره.
5858 - (خ) أبو ذر
الغفاري - رضي الله عنه - قال : «لو وضعتُم الصَّمْصَامَة على هذه - وأشار إِلى
قفاه - ثم ظننتُ أني أُنْفِذُ كلمة سمعتُها من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-
قبل أن تُجِيزُوا عليَّ لأنفَذْتُها» . أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الصمصام) والصَّمْصامة : السيف.
__________
(1) رواه البخاري تعليقاً 1 / 148 في العلم ، باب العلم قبل القول والعمل ، قال
الحافظ في " الفتح " : هذا التعليق رويناه موصولاً في " مسند
الدارمي " وغيره من طريق الأوزاعي ، حدثني أبو كثير يعني مالك بن مرثد عن
أبيه قال : أتيت أبا ذر وهو جالس عند الجمرة الوسطى وقد اجتمع عليه الناس يستفتونه
، فأتاه رجل فوقف عليه ثم قال : ألم تنه عن الفتيا ، فرفع رأسه إليه فقال : أرقيب
أنت علي ؟ لو وضعتم ... فذكر مثله ، ورويناه في " الحلية " من هذا الوجه
.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في العلم باب العلم قبل القول العمل وقال الحافظ في «الفتح»
(1/194) هذا التعليق رويناه موصولا في مسند الدارمي وغيره من طريق الأوزاعي حدثني
أبو كثير - يعني مالك بن مرثد - عن أبيه قال : أتيت أبا ذر وهو جالس عند الجمر،
الوسطي ، وقد اجتمع عليه الناس يستفتونه، فأتاه رجل فوقف عليه ثم قال : ألم تنه عن
الفتيا فرفع رأسه إليه فقال : أرقيب أنت علي ؟ لو وضعتهم.فذكر مثله رويناه في
الحلية من هذا الوجه.
الفصل الخامس : في كتابة
الحديث وغيره
جوازه
5859 - (د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال : -[25]- «كنتُ
أكتبُ كل شيء سمعتُه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أُرِيدُ حِفْظَه ،
فَنَهَتْني قريش ، وقالوا : تكتبُ كلَّ شيء ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-
بَشَر يتكلم في الغَضَب والرِّضى ؟ قال : فأمْسَكْتُ عن الكتاب ، حتى ذكرتُ ذلك
لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فأَوْمَأَ بإِصْبَعِهِ إِلى فيه ، وقال :
اكْتُبْ ، فوالذي نفسي بيده ، ما نُخرِجُ منه إِلا حَقاً (1)» . أخرجه أبو داود
(2) .
__________
(1) كذا في نسخة المؤلف بخطه ، والذي في نسخ أبي داود المطبوعة : ما يخرج منه إلا
حق ، وكلاهما صواب .
(2) رقم (3646) في العلم ، باب في كتابة العلم ، وهو حديث حسن ، قال الحافظ في
" الفتح " : وله طرق أخرى عن عبد الله بن عمرو يقوي بعضها بعضاً .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/162) (6510) و (2/192) (6802) . والدارمي (490) قال : أخبرنا مسدد.
وأبو داود (3646) قال : حدثنا مسدد وأبو بكر بن أبي شيبة.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل ، ومسدد ، وأبو بكر بن أبي شيبة - عن يحيى بن سعيد ، عن
عبيد الله بن الأخنس ، قال : أخبرنا الوليد بن عبد الله ، عن يوسف بن ماهك ،
فذكره.
وله شاهد وبلفظ : «قلت : يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكتب ما أسمع منك ؟
قال :نعم. قلت : في الرضا والسخط : قال : نعم ، فإنه لا ينبغي لي أن أقول في ذلك
إلا حقّا» .
أخرجه أحمد (2/207) (6930) قال : حدثنا يزيد بن هارون ومحمد بن يزيد. وفي (2/215)
(7020) قال : حدثنا محمد بن يزيد الواسطي. وابن خزيمة (2280) قال : حدثنا أبو
الخطاب زياد بن يحيى الحساني ، قال : حدثنا عبد الأعلى.
ثلاثتهم -يزيد بن هارون ، ومحمد بن يزيد ، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى - قالوا :
حدثنا محمد بن إسحاق ، عن عمرو بن شعيب ،عن أبيه ، فذكره
وله شاهد وبلفظ : «قلت: يا رسول الله ، إنا نسمع منك أحاديث لا نحفظها أفانكتبها :
قال : بلى فاكتبوها» .
أخرجه أحمد (2/215) (7018) قال : حدثنا علي بن عاصم ،قال :أخبرنا دويد الخراساني
،والزبير بن عدي قاعد معه ، قال : أخبرنا عمرو بن شعيب، عن أبيه ، فذكره.
وله شاهد ، وبلفظ : «ما يرغبني في الحباة إلى الصادقة والوهط ، فأما الصادقة ،
فصحيفة كتبتها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وأما الوهط ، فأرض تصدق بها
عمرو بن العاص. كان يقوم عليها» .
أخرجه الدارمي (502) قال : أخبرنا محمد بن سعيد ، قال : أخبرنا شريك ، عن ليث عن
مجاهد ، فذكره. وقال الحافظ في «الفتح» (1/250) .ولهذا طرق أخرى عن عبد الله بن
عمرو يقوي بعضها بعضا. قلت: وقد ذكرها والحمد لله.
5860 - (ت) أبو هريرة -
رضي الله عنه - قال : «كان رجل من الأنصار يجلسُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه
وسلم- ، فيسمع من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- الحديثَ ، فَيُعْجِبُهُ ولا
يَحْفَظُه ، فَشكا ذلك إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : يا رسولَ
الله ، إِني لأسمَعُ مِنكَ الحديث فَيُعْجِبُني ولا أحفَظه ، فقال رسولُ الله -
صلى الله عليه وسلم- : استَعِنْ بِيَمِينك ، وأوْمَأ بيده إلى الخط» .
أخرجه الترمذي (1) ، وقال : سمعت محمد بن إسماعيل يقول : الخليل بن مُرَّة أحدَ
رُواة هذا الحديث ، منكر الحديث.
__________
(1) رقم (2668) في العلم ، باب ما جاء في الرخصة في كتابة العلم ، من حديث الخليل
بن مرة عن يحيى بن أبي صالح عن أبي هريرة ، والخليل بن مرة وهو الضبعي البصري ،
ضعيف ، ويحيى بن أبي صالح مجهول ، وقال الترمذي : ليس إسناده بذاك القائم . وقال :
وفي الباب عن عبد الله بن عمرو ، يريد الحديث الذي قبله ، أقول : فهو شاهد له بالمعنى
.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف : أخرجه الترمذي (2666) قال : حدثنا قتيبة.قال :حدثنا الليث ، عن الخليل بن
مرة ، عن يحيى بن أبي صالح ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث إسناده ليس بذاك القائم ،وسمعت محمد بن إسماعيل يقول :
الخليل بن مرة ، منكر الحديث.
5861 - (خ) أبو هريرة -
رضي الله عنه - «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- خطب -[26]- فذكر قِصَّة في
الحديث - فقال أبو شاه : اكتبوا لي يا رسولَ الله ، فقال رسولُ الله - صلى الله
عليه وسلم- : اكتبوا لأبي شاه» . وفي الحديث قصة ، أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2669) في العلم ، باب ما جاء في الرخصة في كتابة العلم ، وهو أيضاً عند
البخاري 1 / 183 و 184 في العلم ، باب في كتابة العلم ، وفي اللقطة ، باب كيف تعرف
لقطة مكة ، وفي الديات ، باب من قتل له قتيل فهو بخير النظرين ، وأبي داود رقم
(455) في الديات ، باب العمد يرضى بالدية .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري في اللقطة (7/1) عن يحيى بن موسى ، عن الوليد بن مسلم ،
ومسلم في الحج (82/5) عن زهير بن حرب ، وعبيد الله بن سعيد.
كلاهما عن الوليد بن مسلم ، إلا أنه لم يذكر قصة أبي شاه ، وقال في آخره. وزادنا
فيه ابن المصطفى ، عن الوليد بإسناده : فقال أبو شاه... فذكر القصة ، وزاد : قال
الوليد قلت للأوزاعي : ما قوله : «اكتبوا لأبي شاه» ؟ قال : قال :هذه الخطبة التي
سمع من النبي -صلى الله عليه وسلم- ،وفي العلم (3/4) عن المؤمل بن الفضل ، عن
الوليد بن مسلم (3/4) عن العباس بن الوليد بن يزيد ، عن أبيه ، كلاهما عنه ،
مختصرا : لما فتح الله علي ورسوله...فذكر خطبة النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فقام
رجل من أهل اليمن يقال له: أبو شاه، فقال : يارسول الله : اكتبوا لي ، فقال :
«اكتبوا لأبي شاه» و (3/5) عن علي بن سهل الرملي ، عن الوليد بن مسلم ، قال : قلت
لأبي عمرو ، يعني الأوزاعي ما يكتبوه ؟ قال :الخطبة التي سمعها يومئذ منه ، وفي
الديات (4/2) عن العباس بن الوليد بن يزيد ، عن أبيه،عن الأوزاعي ، ببعضه «من قلت
له قتيل» وقصة أبي شاه.والترمذي في الديات (13/1) عن محمود بن غيلان ويحيى بن
موسى.
كلاهما- الوليد بن مسلم ببعضه : لما فتح الله على رسول الله مكة قام في الناس فحمد
الله وأثنى عليه ، ثم قال : «من قتل له قتيل فهو بخير النظرين : إما أن يعفو وإما
أن يقتل» وفي العلم (12/2) بهذا الإسناد: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خطب فذكر
قصتة في الحديث. فقال: أبو شاة : اكتبوا لي يا رسول الله فقال : «اكتبوا لأبي شاه»
وقال:حسن صحيح.والنسائي في العلم (الكبرى 11/4) عن العباس بن الوليد بن يزيد، عن
أبيه، (11/4) عن محمد بن عبد الرحمن بن الأشعث ، عن أبي معمر، عن إسماعيل بن عبد
الله بن سماعه كلاهما عن الأوزاعي نحوه : لما فتحت مكة قلت هذيل رجلا من بني ليث
بقتيل لهم في الجاهلية ، فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقام فقال : «إن
الله حبس عن مكة الفيل» وذكر الحديث بطول،.وأعاد منه قوله «من قتل له قتيل» في
القصاص (والقسامة والقود و الديات 25/2، 1) بهذا الإسناد ، وزاد فيه ، و (35:2) عن
أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عائز عن يحيى بن حمزة عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير
، عن أبي سلمة :أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «من قتل له قتيل..»
مرسل.وابن ماجة في الديات (3/2) عن عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الرحيم، عن
الوليد بن مسلم ببعضه «من قتل له قتيل فهو مصفي» في الرواية وحديث المؤمنل بن
الفضل ليس في الرواية وكذلك حديث على بن سهل الرملي ،بخير النظرين إما أن يقتل
وإما أن يفدى. والحاكم حديث ابن مصفى وهما رواية ابن الحسن ابن العبد وغيره ، ولم
يذكر أبو القاسم
كلهم عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن يحيى بن كثير ، عن أبي سلمة فذكره تحفة
الأشراف (11/69-71) .
5862 - (خ ت) أبو هريرة -
رضي الله عنه - قال : «ما من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أحد أكْثَر
حديثاً عنه مني ، إلا ما كان من ابن عَمْرو ، فإنه كان يكتب ، ولا أكتب» . أخرجه
البخاري والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1/184 في العلم ، باب في كتابة العلم ، والترمذي رقم (2670) في
العلم ، باب ما جاء في الرخصة في كتابة العلم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/248) .والبخاري (1/39) قال :حدثنا علي بن عبد الله والترمذي
(2668و3841) قال : حدثنا قتيبة.والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (10/14800) عن
إسحاق بن إبراهيم.
أربعتهم - أحمد بن حنبل ، وعلي ، وقتيبة ،وإسحاق - عن سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن
دينار ، عن وهب بن منبه ، عن أخيه ، وهو همام بن منبه ، فذكره.
5863 - (خ م ت د س) يزيد
بن شريك بن طارق التيمي - رحمه الله - قال : «رأيت عليّاً على المنبر يخطُب ،
فسمعتُه يقول : لا والله ، ما عندنا من كتاب نَقْرَؤُهُ إِلا كتابَ الله ، وما في
هذه الصَّحيفة ، فنشَرها فإِذا فيها أسْنَانُ الإِبِلِ وأشياءُ من الجراحات ،
وفيها : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : المدينةُ حَرَم ، ما بَين عَيْر
إِلى ثَوْر ، فمَن أَحْدَث فيها حَدَثاً أو آوَى مُحْدِثاً ، فعليه لعنَةُ الله
والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه يوم القيامة صَرْفاً وَلا عَدْلاً ،
ذِمَّة المسلمين واحدة ، يسعى بها أدناهم ، فمن أَخْفَر مسلماً ، فعليه لعنة الله
والملائكة -[27]- والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه يومَ القيامة عَدْلاً ولا
صَرفاً ، ومَن وَالَى قوماً بغير إِذْنِ مَوَاليه - وفي رواية : ومن ادَّعى إلى
غير أبيه ، أو انْتَمَى إِلى غير مواليه - فعليه لعنة الله والملائكة والناس
أجمعين ، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً» . أخرجه البخاري ومسلم.
وعند البخاري عن أبي جُحيفة - وهب بن عبد الله السُّوائي - قال : «قلت لعلي : هل
عندكم شيء من الوحي مما ليس في القرآن ؟ قال : لا ، والذي فَلَقَ الحبَّةَ ،
وبَرَأَ النَّسَمَةَ ، إِلا فَهْمٌ يُعطيه الله رجلاً في القرآن ، وما في هذه
الصحيفة ، قلت : وما في هذه الصحيفة ؟ قال : العَقْلُ ، وفَكاكُ الأسِير ، وأن لا
يُقتل مسلم بكافر» .
وأخرج الترمذي مثل الأولى ، ومثل الثانية تاماً ومختصراً.
وأخرج أبو داود نحواً من هذا في تحريم المدينة وذِمَّة المسلمين ، عن إبراهيم
التَّيمي عن أبيه ، وأخرج أيضاً نحوه عن أبي حسان ، وزاد فيه زيادة ، وهو مذكور في
فَضْل المدينة من كتاب الفضائل من حرف الفاء.
وأخرج النسائي رواية أبي جحيفة.
وله عن أبي حسان قال : قال علي : «ما عهد إليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-
شيئاً دون الناس ، إِلا صحيفة في قِرابِ سَيفي ، فلم يزالوا حتى أخرج الصحيفة ،
فإذا فيها : المؤمنون تتكافأ دِماؤهم ، ويسعى بذِمَّتهم أَدْنَاهم ، وهم يَد على
من -[28]- سِواهم ، ولا يُقْتَل مؤمن بكافر ، ولا ذُو عهد في عهده» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عَيْر إلى ثور) عَيْر : جبل بالمدينة معروف ، فأمَّا «ثَوْر» : فإنه جبل معروف
بمكة ، وليس بأراضي المدينة جبل يسمَّى ثَوْراً ، ولكن الحديث هكذا جاء: «ما بين
عَيْر إلى ثَوْر» . قالوا : ولعل الحديث قد كان «ما بين عير إلى أُحُد» فحرَّفه
الرواة.
(حَدَثاً) الحَدَث : الأمر المنكر، مما نهى عنه الشرع وحرَّمه.
(آوى مُحْدِثاً) يروى بكسر الدال ، وهو فاعل الحدث ، وبفتحها ، وهو الأمر المحدَث
، والعمل المبتَدع الذي لم تجر به سُنَّة ، كأنه رضي له ولم ينكره ، والأول الوجه.
(أخفر) أخْفَرت الذِّمَام : إذا نقضته ، وغَدَرْت به.
(صَرْفاً ولا عَدْلاً) العدل : الفريضة ، والصرف : النافلة ، وقيل : العدل :
الفدية ، والصرف : التوبة. -[29]-
(وَالَى قوماً) واليتُ آل فلان : إذا صِرْتَ من مواليهم ، وانتميتَ إليهم ، ولم يكونوا
مواليك.
(بغير إذن مواليه) قال الخطابي : يدل ظاهره : أنهم إذا أذِنوا له جاز أن يُوالي
غيرهم ، وليس الأمر على ذلك ، فإنهم لو أذنوا له لم يجزْ له ، ولا ينتقل ولاؤه
عنهم ، وإنما ذكر الإذن واشترطه تأكيداً لتحريمه عليه ، ومنعه منه ، فإنه إذا
استأذن أولياءه في مُوالاة غيرهم منعوه من ذلك ، وإذا استبدَّ به دونهم ، خفيَ
أمرُه عليهم ، وربما تمَّ له ذلك ، فإذا تطاول عليه الزمان عُرف بولاء من انتقل
إليهم ، فيكون ذلك سبباً لبطلان حق مواليه.
(أو انْتَمى) الانتماء : الانتساب والالتجاء إلى قوم.
(فَلَق الحبة) بفتح الحاء هاهنا ، وهي كالحنطة والشعير ، وفلقُها : شَقُّها
للإنبات.
(بَرَأَ النَّسَمة) النَّسمة : كلُّ ذي روح ، وبرأها : خلقها.
(العقل) : الدِّية ، وقد تقدم شرحها مستوفى في كتاب الديات.
(فَكاك الأسير) وفكُّه : إطْلاقه.
(تتكافأ دماؤهم) التكافؤ : التساوي ، وفلان كُفْء فلان : إذا كان مثله.
(يسعى بذمتهم أدناهم) الذِّمَّة : الأمان ، ومنه سمي المعاهد ذِمِّيّاً لأنه
أُومِنَ على ماله ودمه بالجزية ، ومعنى قوله : يسعى بذمتهم أدناهم : أن أدنى
المسلمين إذا أعطى أماناً لأحد فليس لأحد من المسلمين أن ينقض ذمامه ، -[30]-ولا
يُخفِر عهده.
(وهم يدٌ على من سواهم) أي : ذوو يد ، يعني : قدرة واستيلاء على غيرهم من أصحاب
المِلَل.
(لا يُقْتَل مؤمن بكافر ، ولا ذو عهد في عهده) لهذا الكلام تأويلان أحدهما : لا
يُقتَل مسلم بكافر ، ولا ذو عهد في حال مُعاهدته بكافر ، كأنه قال : لا يقتل مسلم
ولا معاهد بكافر ، والآخر : لا يقتل مسلم بكافر، ولا يقتل المعاهد في حال معاهدته.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 182 و 183 في العلم ، باب كتابة العلم ، وفي الجهاد ، باب
فكاك الأسير ، وفي الديات ، باب العاقلة ، وباب لا يقتل مسلم بكافر ، ومسلم رقم
(1370) في الحج ، باب فضل المدينة ، وفي العتق ، باب تحريم تولي العتيق غير مواليه
، وأبو داود رقم (2034) و (2035) في المناسك ، باب في تحريم المدينة ، والترمذي
رقم (2128) في الولاء والهبة ، باب ما جاء فيمن تولى غير مواليه أو ادعى إلى غير
أبيه ، والنسائي 8 / 23 في القسامة ، باب سقوط القود من المسلم للكافر .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري في الحج (210:4) عن محمد بن بشار ، عن أبي مهري، وفي الجزية
(17:2) عن محمد بن محمد.
كلاهما عن سفيان ، وفيه (الجزية : 10) عن محمد ، عن وكيع، وفي الفرائض (21:1) عن
قتيبة ، عن جرير ،وفي الاعتصام (6/2) عن عمر بن حفص بن غياث ، عن أبيه.
أربعتهم عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، ومسلم في المناسك (85:14) عن
أبي بكر وابن كريب وزهير بن حرب.
ثلاثتهم عن أبي معاوية. و (85:15) عن أبي سعيد الأشج ، عن وكيع. (85:16) عن عبيد
الله بن عمر القواريري ، ومحمد بن أبي بكر المقدمي. كلاهما عن ابن مهدي به ، وأبو
داود فيه (المناسك 97:1) عن محمد بن كثير ، والترمذي في الهبة وفي الولاء (3/) عن
هناد ، عن أبي معاوية ، وقال : حسن صحيح، وروى بعضهم عن الأعمش عن إبراهيم التيمي
، عن الحارث بن سويد ، عن علي نحوه ، والنسائي في الحج الكبرى (311:6) عن إسماعيل
بن مسعود ، عن عبد الرحمن بن مهدي نحوه
كلهم عن يزيد بن شريك، فذكره (تحفة الأشراف 7/458) وبنحوه : أخرجه الحميدي (40)
قال : حدثنا سفيان.وأحمد (1/79) (599) قال : حدثنا سفيان ، والدارمي (2361) قال :
أخبرنا إسحاق ،قال : أخبرنا جرير. والبخاري (1/38) قال : حدثنا محمد بن سلام ، قال
: أخبرنا وكيع عن سفيان وفي. قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال : حدثنا زهير. وفي
(9/13) قال : حدثنا صدقة بن الفضل ، قال : أخبرنا ابن عيينة.وابن ماجة (2658) قال
: حدثنا علقمة بن عمرو الدارمي ، قال :حدثنا أبو بكر بن عياش. والترمذي (1412) قال
: حدثنا أحمد بن منيع ، قال : حدثنا هشيم.والنسائي (8/23) قال : أخبرنا محمد بن
منصور ، قال : حدثنا سفيان
خمستهم - سفيان بن عيينة ،وجرير ، وسفيان الثوري ، وزهير ،وأبو بكر بن عياش - عن
مطرف بن طريف، عن عامر الشعبي ، عن أبي جحيفة ، فذكره.
وبنحوه أخرجه أحمد (1/122) (993) . وأبو داود (450) قال : حدثنا أحمد بن حنبل،
ومسدد. والنسائي (8/19) قال : أخبرني محمد بن المثنى.
ثلاثتهم -أحمد ، ومسدد ، وابن المثنى - قالوا : حدثنا يحيى بن سعيد قال :حدثنا
سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة ، عن الحسن ، عن قيس بن عباد ، فذكره.
5864 - (خ د ت) زيد بن
ثابت - رضي الله عنه - قال : «أمرني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ،
فَتَعَلَّمْتُ له كتابَ يهود- وفي رواية : بالسّريانية - وقال : إني والله ، ما
آمَن يهودَ على كتابي ، فما مَرَّ بي نِصفُ شهر حتى تعلمْته وحَذَقتُه ، فكنتُ
أكتبُ له إِليهم ، وأَقْرَأُ له كُتبَهم» . أخرجه البخاري (1) ، وأبو داود ،
والترمذي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حذقته) حذقت الشيء أحذقه : إذا علمته وأتقنته.
__________
(1) ذكره البخاري تعليقاً 13 / 161 في الأحكام ، باب ترجمة الحكام وهل يجوز ترجمان
واحد ، قال الحافظ في " الفتح " : هذا التعليق من الأحاديث التي لم
يخرجها البخاري إلا معلقة ، وقد وصله مطولاً في " كتاب التاريخ " عن
إسماعيل بن أبي أويس ، حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد بن
ثابت عن زيد ، وقال الحافظ : ووقع لنا بعلو في " فوائد الفاكهي " عن ابن
أبي ميسرة حدثنا يحيى بن قزعة حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن
زيد ابن ثابت عن أبيه ... فذكره ، أقول : وقد وصله أبو داود والترمذي كما سيأتي .
(2) رواه أبو داود رقم (3645) في العلم ، باب رواية حديث أهل الكتاب ، والترمذي
رقم (2716) في الاستئذان ، باب ما جاء في تعليم السريانية ، وقال الترمذي : هذا
حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن : أخرجه أحمد (5/186) قال : حدثنا سليمان بن داود.وفي (5.186) قال : حدثنا
سريج ابن النعمان ، وأبو داود (3745) قال : حدثنا أحمد بن يونس والترمذي (2715)
قال : حدثنا علي بن حجر.
أربعتهم - سليمان بن داود ، وسريج ، وأحمد بن يونس ، وعلي بن حجر - عن عبد الرحمن
بن أبي الزناد، عن أبيه ، عن خارجة بن زيد ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.
أما البخاري فقد أخرجه تعليقا (7195) فذكره. وقال الحافظ في «الفتح» (13/189) :
وهذا التعليق من الأحاديث التي لم يخرجها البخاري إلا معلقة ، وقد وصله مطولا في
«كتاب التاريخ» عن إسماعيل بن أبي أويس ، حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه
خارجة بن زيد بن ثابت عن زيد...فذكر الحديث ، ووقع لنا بعلم في فوائد الفاكهي عن
ابن أبي ميسرة حدثنا يحيى بن خزيمة حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن
خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه ، فذكره.
وبلفظ «قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : تحسن السريانية إنها تأتيني كتب ؟
قال: قلت : لا.قال : فتعلمها. فتعلمتها في سبعة عشر يوما» .
أخرجه أحمد (5/182) قال :حدثنا جرير.وعبد بن حميد (243) قال : حدثنا موسى بن داود
، قال : حدثنا قيس بن الربيع.
كلاهما -جرير ، وقيس - عن الأعمش ، عن ثابت بن عبيد ، فذكره.
وقال الحافظ «الفتح» أيضا ، وهذا الطريق وقعت لي بعلو في فوائد هلال الحفار قال :
حدثنا الحسن بن عياش ، حدثنا يحيى بن أيوب بن السري ، حدثنا جرير عن الأعمش فذكره
، وأخرجه أحمد وإسحاق في «مسنديهما» وأبو بكر بن أبي داود في «كتاب المصاحف» من
طريق الأعمش ، وأخرجه أبو يعلى من طريقه، فذكره وله طريق أخرى أخرجها ابن سعد ،
وفي كل ذلك رد على من زعم أن عبد الرحمن بن أبي الزناد تفرد به ، نعم لم يروه عن
أبيه عن خارجة إلا عبد الرحمن فهو تفرد نسبي.
5865 - (ت) زيد بن ثابت -
رضي الله عنه - قال : «دخلتُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وبين يديه كاتب
، فسمعتُه يقول : ضع القلمَ على أُذنك ؛ فإنه أذكر للمالي (1)» ، أخرجه الترمذي
(2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(للمالي) الإملاء ، والإملال : الإلقاء على الكاتب ، أمليت عليه وأمللت ، وهما
لغتان فصيحتان ، والفاعل منهما مُمِل ومُملِل ، فأما المالي ، فلم يجئ في اللغة ،
وقد جاء في الحديث وهو فاعل من مَلى يَملي فهو مالٍ.
__________
(1) وفي نسخ الترمذي المطبوعة : للمملي ، وكلاهما صواب .
(2) رقم (2715) في الاستئذان ، باب في وضع القلم على الأذن من حديث عنبسة بن عبد
الرحمن عن محمد بن زاذان عن أم سعد عن زيد بن ثابت ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب
لا نعرفه إلا من هذا الوجه وهو إسناد ضعيف ، وعنبسة بن عبد الرحمن ومحمد بن زاذان
يضعفان في الحديث .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف : أخرجه الترمذي (2714) قال : حدثنا قتيبة، قال : حدثنا عبد الله بن الحارث ،
عن عنبسة ، عن محمد بن زاذان ، عن أم سعد ، فذكرته.
وقال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وهو إسناد ضعيف ،
وعنبسة بن عبد الرحمن ، ومحمد بن زاذان يضعفان في الحديث.
5866 - (ت) جابر بن عبد
الله - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا كتب
أحدكم كتاباً فَلْيُتَرِّبْه ، فإنه أنْجَحُ للحاجة» . أخرجه الترمذي (1) ، وقال :
هذا حديث منكر.
__________
(1) رقم (2714) في الاستئذان ، باب ما جاء في تتريب الكتاب من حديث شبابة عن حمزة
عن أبي الزبير عن جابر ، قال الترمذي : هذا حديث منكر لا نعرفه عن أبي الزبير إلا
من هذا الوجه ، وحمزة ، هو عندي ، ابن عمرو النصيبي ، وهو ضعيف في الحديث .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف : أخرجه ابن ماجة (3774) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا يزيد
بن هارون، قال : أنبأنا بقية ، قال : أنبأنا أبو أحمد الدمشقي والترمذي (2713) قال
: حدثنا محمود بن غيلان قال : حدثنا شبابة ، عن حمزة.
كلاهما - أبو أحمد ،وحمزة - عن أبي الزبير ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث منكر.
5867 - (م) عبد الله بن
أبي مليكة قال : «كتبتُ إلى ابن عباس ، أَسأَلُه أَن يكتبَ لي كتاباً ، ولا يُخْفي
عليَّ ، فقال : وَلَدٌ ناصح ، أنا أَخْتَارُ له الأمور اختياراً ، وأُخْفِي عنه ؟
قال : فدعا بقَضاء علي بن أبي طالب ، فجعل -[32]- يكتب منه أشياء ، [ويَمُرُّ به
الشيءُ ، فيقول : والله ما قَضى بهذا عليّ ، إلا أن يكون ضَلَّ]» .
وفي أُخرى قال : «أتيتُ ابن عباس أَسأله أن يكتبَ لي كتاباً ، ولا يُخْفِي عليَّ ،
فأُتِيَ ابنُ عباس بكتاب ، يزعم الذي معه : أنه من قضاء عليّ ، فأكْذَبَ ابنُ عباس
الذي هو معه ، ومَحَاهُ إِلا قَدْرَ - وأشار سفيان بذراعه» ، زاد في رواية : «وقال
: ما قضى بهذا عليّ قط» .
أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) . وأخرجه مسلم في مقدِّمة كتابه (2) .
__________
(1) لم نجد عند البخاري كما ذكر المصنف ، وقد ذكر صاحب " ذخائر المواريث
" الحديث ونسبه لمسلم فقط .
(2) رواه مسلم 1 / 13 / 14 في المقدمة ، باب النهي عن الحديث بكل ما سمع .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه (1/13-14) قال : حدثنا داود بن عمرو الضبي ، قال :
حدثنا نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة ، فذكره ولم نقف عليه عند البخاري.
المنع منه
5868 - (د) المطلب بن عبد الله بن حَنْطب قال : «دخل زيد بن ثابت على معاوية ،
فسأله معاويةُ عن حديث ، فأخْبَرَه به ، فأمر معاويةُ إِنساناً يكتُبُه ، فقال له
زيد : إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمرنا أن لا نكتب شيئاً من حديثه ،
فمحاه» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3647) في العلم ، باب في كتاب العلم ، من حديث كثير بن زيد عن المطلب بن
عبد الله بن حنطب ، وإسناده ضعيف ، كثير بن زيد فيه مقال ، والمطلب بن عبد الله بن
حنطب روايته عن زيد مرسلة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل ضعيف : أخرجه أحمد (5/182) .وأبو داود (3647) قال : حدثنا نصر بن علي.
كلاهما - أحمد ، ونصر - عن أبي أحمد ، قال :حدثنا كثير بن زيد ، عن المطلب بن عبد
الله ، فذكره.
قلت : فيه كثير بن زيد قال فيه الحافظ : صدوق يخطئ والمطلب بن عبد الله بن المطلب
صدوق كثير التدليس والإرسال.
5869 - (م) أبو سعيد
الخدري - رضي الله عنه - أن رسولَ الله -[33]- صلى الله عليه وسلم- قال : «لا
تكتُبوا عني غير القرآن - وفي رواية قال : لا تكتبوا عني ، ومن كتب عني غير القرآن
فَلْيَمْحُه - وحَدِّثوا عني ولا حَرَج ، ومن كذب عليَّ [قال همام : أحسبه قال] :
مُتعمِّداً ، فَلْيَتَبَوَّأْ مقعده من النار» . أَخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا تكتبوا عني غير القران) الجمع بين قوله : لا تكتبوا عني غير القرآن وبين إذنه
في الكتابة : أن الإذن في الكتابة ناسخ للمنع منه بإجماع الأمة على جوازه ، ولا
يُجمِعون إلا على أمر صحيح ، وقيل : إنما نهى عن الكتابة : أن يُكْتَبَ الحديث مع
القرآن في صحيفة واحدة ، فيختلط به ، فيشتبه على القارئ.
__________
(1) رقم (3004) في الزهد ، باب التثبت في الحديث وحكم كتابة العلم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/12) قال : حدثنا إسماعيل.وفي (3/12) أيضا قال : حدثنا شعيب
بن حرب.وفي (3/21) قال :حدثنا يزيد.وفي (3/39) قال : حدثنا أبو عبيدة. وفي (3/46)
قال : حدثنا عبد الصمد. وفي (3/56) قال : حدثا عفان والدارمي (456) قال : أخبرنا
يزيد بن هارون.ومسلم (8/229) قال : حدثنا هداب بن خالد الأزدي. والنسائي في (فضائل
القرآن) (33) قال : أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ، قال : حدثنا يزيد. (ح)
وأخبرنا الفضل بن العباس بن إبراهيم ،قال :حدثنا عفان.
سبعتهم - إسماعيل ، وشعيب ، ويزيد بن هارون ، وأبو عبيدة ، وعبد الصمد ، وعفان ،
وهداب- عن همام بن يحيى ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار فذكره.
5870 - (ت) أبو سعيد (1)
الخدري - رضي الله عنه - قال : «اسْتَأْذَنَّا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- في
الكتابة ، فلم يأذَنْ لنا» . أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) في الأصل والمطبوع : أبو هريرة ، والتصحيح من نسخ الترمذي المطبوعة .
(2) رقم (2667) في العلم ، باب ما جاء في كراهية كتابة العلم ، وهو حديث حسن ، قال
الترمذي : وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن زيد بن أسلم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه الدارمي (457) قال : أخبرنا أبو معمر.والترمذي (2665) قال : حدثنا
سفيان بن وكيع.
كلاهما - أبو معمر ، وسفيان بن وكيع - عن سفيان بن عيينة ، قال : حدثنا يزيد بن
أسلم ،عن عطاء بن يسار.فذكره.
وقال الترمذي : وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه أيضا عن زيد بن أسلم ، رواه
همام عن زيد بن أسلم.
الفصل السادس : في رفع
العلم
5871 - (خ م ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -[34]- قال : سمعتُ
رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «إن الله لا يَقْبِضُ العلم انتزاعاً (1)
يَنْتَزِعُه من الناس - وفي رواية : من العِباد - ولكن يَقْبِضُ العلم بِقَبْضِ
العلماء ، حتى إِذا لم يُبْقِ عالماً (2) : اتَّخَذ الناس رُؤوساً جُهَّالاً ،
فَسُئِلُوا ، فأفْتَوْا بغير علم ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا» .
زاد في رواية ، قال عروة : «ثم لَقِيتُ عبد الله بن عَمْرو على رأس الحَوْل ،
فسألته ؟ فَرَدَّ عليَّ الحديث كما حدَّث ، قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله
عليه وسلم- يقول» . أَخرجه البخاري ، ومسلم.
وللبخاري قال عروة : «حَجَّ علينا عبد الله بن عمرو بن العاص ، فسمعته يقول : سمعت
رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : إن الله لا ينزع العلم بعد أن
أعْطَاهُمُوهُ (3) [انتزاعاً] ، ولكن ينتزعُه منهم مع قبض العلماء بعلمهم ، فيبقى
(4) ناس جُهَّال ، فَيُسْتَفْتَوْن ، فَيُفْتُون برأيهم ، فَيَضِلُّون ويُضِلُّون.
فحدَّثتُ عائشةَ زوجَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، ثم إن عبد الله بن عمرو
حجَّ بعدُ ، فقالت : يا ابن أختي ، انْطَلِقْ إلى عبد الله بن عمرو فاسْتَثْبِتْ لي
منه الذي حدَّثْتَني عنه ، فجِئْتُه ، فسألتُه ، فحدَّثني به بنحو ما حدثني ،
فأتيتُ عائشةَ فأخبرتُها ، فعَجِبَتْ ، وقالت : والله ، لقد حَفِظ عبد الله بن
عمرو» . -[35]-
ولمسلم [عن أبي الأسود] ، عن عروة ، قال : «قالت لي عائشة : يا ابنَ أختي ، بلغني
أن عبد الله بنَ عمرو مَارٌّ بنا إلى الحج ، فَالْقَهُ ، فَسَائِلْهُ ، فإنه قد
حَمَل عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- علماً كثيراً ، قال : فلَقِيتُه ،
فَساءَلْتُه عن أشياءَ يذكرها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، قال عروة :
فكان فيما ذكر : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : إن الله لا ينتزعُ العلم
من الناس انتزاعاً ، ولكن يقبضُ العلماءَ ، فَيَرْفَعُ العلم معَهم ، ويُبْقِي في
الناس رُؤوساً جُهَّالاً - وفي أخرى : ويبقى في الناس رؤوس جهال - يُفْتُونهم بغير
علم ، فَيَضِلوُّن ، ويُضِلُّون. قال عروة : فلما حدَّثتُ عائشة بذلك أعْظَمَتْ
ذلك وأنكرته ، وقالت : أحدَّثك أنه سمع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول هذا ؟
قال عروة : حتى إِذا كان قَابِلٌ قالت له : إن ابْنَ عَمرو قد قَدِم فَالْقَهُ ،
ثم فَاتِحْهُ حتى تَسأَله عن الحديث الذي ذكره لك في العلم ، قال : فَلقِيتُهُ فسألتُه
، فذكره على نحو ما حدثني به في مَرَّته الأولى ، قال عروة : فلما أخبرتُها بذلك
قالت : ما أحسبه إلا قد صدق ، أَرَاهُ لم يزد فيه شيئاً ولم يَنْقُص» .
وله في رواية عمر بن الحكم عن عبد الله بن عمرو ، بمثل حديث هشام بن عروة.
وأخرجه الترمذي مختصراً ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إن الله
لا يَقْبِضُ العلم انتِزَاعاً يَنْتَزِعه من الناس ، ولكن يقبضُ العلماءَ ، حتى
إذا لم يترُكْ عَالماً اتَّخذَ الناس رُؤوساً جُهَّالاً ، فسُئلوا ، فَأَفْتوا
بغير علم ، فضَلُّوا -[36]- وَأَضَلُّوا» (5) .
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح " : أي محواً من الصدور ، وكان تحديث النبي
صلى الله عليه وسلم بذلك في حجة الوداع كما رواه أحمد والطبراني من حديث أبي أمامة
.
(2) أي : لم يبق الله عالماً ، وفي رواية أخرى للبخاري : حتى إذا لم يبق عالم .
(3) وفي رواية : أعطاكموه .
(4) في الأصل : فيأتي ، وما أثبتناه من نسخ البخاري المطبوعة .
(5) رواه البخاري 1 / 174 و 175 في العلم ، باب كيف يقبض العلم ، وفي الاعتصام ،
باب ما يذكر من ذم الرأي وتكلف القياس ، ومسلم رقم (2673) في العلم ، باب رفع
العلم وقبضه ، والترمذي رقم (2654) في العلم ، باب ما جاء في ذهاب العلم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (581) قال : حدثنا سفيان.وأحمد (2/162) (6511) و (2/190) (6788)
قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (2/190) (6787) قال: حدثنا وكيع. والدارمي (245)
قال : أخبرنا جعفر ابن عون.والبخاري (1/36) . وفي (خلق أفعال العباد (47) قال
:حدثنا إسماعيل بن أبي أويس. قال: حدثني مالك. ومسلم (8/60) قال :حدثنا قتيبة بن
سعيد. قال : حدثنا جرير. (ح) وحدثنا أبو الربيع العتكي ، قال : حدثنا حماد ، يعني
ابن زيد (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى ، قال : أخبرنا عباد بن عباد وأبو معاوية (ح)
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب.قالا : حدثنا وكيع (ح) وحدثنا أبو كريب،
قال : حدثنا ابن إدريس وأبو أسامة وابن نمير وعبدة (ح) وحدثنا ابن أبي عمر ، قال :
حدثنا سفيان (ح) وحدثني محمد بن حاتم ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثني أبو
بكر بن نافع ، قال : حدثنا عمر بن علي (ح) وحدثنا عبد بن حميد ، قال : حدثنا يزيد
بن هارون ، قال : أخبرنا شعبة بن الحجاج.وابن ماجة (52) قال :حدثنا أبو كريب ، قال
: حدثنا عبد الله بن إدريس وعبدة وأبو معاوية وعبد الله بن نمير ومحمد بن بشر (ح)
وحدثنا سويد بن سعيد ، قال :حدثنا علي بن مسهر ومالك بن أنس وحفص بن ميسرة وشعيب
بن إسحاق والترمذي قال : حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني ، قال : حدثنا عبدة بن
سليمان.والنسائي في الكبرى (الورقة 77 -أ) قال : أخبرنا عمرو بن علي ، قال : حدثني
عبد الوهاب الثقفي،قال : حدثنا أيوب ويحيى بن سعيد ، وقال عبد الوهاب: فلقيت هشام
بن عروة فحدثني عن أبيه.
جميعهم - سفيان بن عيينة ، ويحيى بن سعيد ، ووكيع ، وجعفر بن عون ،ومالك بن أنس ،
وجرير بن عبد الحميد ، وحماد بن زيد ، وعباد بن عباد ، وأبو معاوية ، وعبد الله بن
إدريس ، وأبو أسامة ، وعبد الله بن نمير ، وعبدة بن سليمان ، وعمر بن علي المقدامي
، وشعبة ، ومحمد بن بشر ، وعلي بن مسهر ، وحفص بن ميسرة ، وشعيب بن إسحاق ، وأيوب
السختياني ، وعبد الوهاب الثقفي - عن هشام بن عروة.
2- وأخرجه أحمد (2/203) (6896) .والنسائي في (الكبرى) (الورقة 77-ب) قال : أخبرنا
محمد ابن رافع.
كلاهما -أحمد بن حنبل ، ومحمد بن رافع - قالا:حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا
معمر ، عن الزهري.
3- وأخرجه البخاري (9/123) قال : حدثنا سعيد بن تليد. ومسلم (8/60) قال : حدثنا
حرملة بن يحيى الأجيبي.
كلاهما - سعيد وحرملة - عن عبد الله بن وهب ، قال:حدثني عبد الرحمن بن شريح ، عن
أبي الأسود.
ثلاثتهم - هشام بن عروة ، والزهري،وأبو الأسود محمد بن عبد الرحمن يتيم عروة - عن
عروة ، فذكره.
(*) في رواية سعيد بن تليد.قال ابن وهب : حدثني عبد الرحمن بن شريح وغيره.
وبنحوه أخرجه مسلم (8/60) قال : حدثنا محمد بن المثنى ، قال :حدثنا عبد الله بن
حمران ، عن عبد الحميد بن جعفر ، قال : أخبرني أبي جعفر ، عن عمر بن الحكم فذكره.
5872 - (ت) أبو الدرداء -
رضي الله عنه - قال : «كنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، فشخَصَ ببصره إلى
السماء ، ثم قال : هذا أوَانُ يُختَلَسُ العلم من الناس حتى لا يقدرون منه على شيء
، فقال زياد بن لَبيد الأنصاري : كيف يُخْتَلَسُ منا وقد قرأنا القرآن ؟ فوالله
لَنَقْرَأنَّه ، ولَنُقْرِئَنَّه أبناءَنا ونِساءَنا ، فقال رسولُ الله - صلى الله
عليه وسلم- : ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ زيادُ ، إنْ كنتُ لأعُدُّكَ من فقهاء أهل المدينة
، هذه التَّوْراةُ والإنجيلُ عند اليَهودِ والنَّصَارى ، فماذا تُغْنِي عنهم ؟ قال
جُبَيْر : فلقيتُ عُبادَةَ بنَ الصامت ، فقلت : ألا تسمع ما يقول أخوك أبو الدرداء
؟ فأخبرتُه بالذي قال أبو الدرداء ، فقال : صدق أبو الدرداء ، إن شئتَ لأحدِّثَنَّكَ
بأوَّلِ علم يُرفَعُ ، أولُ علم يُرفعُ من الناس : الخُشوعُ ، يُوشِك أن تدخل
المسجد الجَامعَ فلا ترى فيه رجلاً خاشِعاً» . أخرجه الترمذي (1) . -[37]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شخَص ببصره) : إذا نظر إلى شيء دائماً ، فلا يردّ عنه نظره ، كنظرِ المبهوت والمغمَى
عليه.
(يُخْتلس) الاختلاس : الاستلاب ، وأخذه الشيء بسرعة.
(ثكلتك أمك) الثكل : فقد الأم ولدَها.
(يوشك) الإيشاك والوَشْك : الإسراع.
__________
(1) رقم (2655) في العلم ، باب ما جاء في ذهاب العلم ، من حديث معاوية بن صالح عن
عبد الرحمن ابن جبير بن نفير عن أبيه جبير بن نفير عن أبي الدرداء ، قال الترمذي :
هذا حديث حسن غريب ، ومعاوية بن صالح ثقة عند أهل الحديث ، ولا نعلم أحداً تكلم
فيه غير يحيى بن سعيد القطان ، وقد روي عن معاوية بن صالح نحو هذا ، وروى بعضهم
هذا الحديث عن عبد الرحمن ابن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك عن النبي صلى
الله عليه وسلم ، ورواه الطبراني في " الكبير " ، وحسن إسناده المنذري
في " الترغيب والترهيب " ، والهيثمي في " المجمع " .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي (294) . والترمذي (2653) قال : حدثنا عبد
الله بن عبد الرحمن ، قال : أخبرنا عبد الله بن صالح ، قال : حدثني معاوية بن صالح
، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه بن نفير ، فذكره.
5873 - (خ) عمر بن عبد
العزيز - رحمه الله - «كتب إِلى أبي بكر بن حَزم : انظر ما كان من حديث رسولِ الله
- صلى الله عليه وسلم- فَاكْتُبْه (1) ، فإني خِفْتُ دُرُوسَ العلم ، وذهابَ
العلماء ، ولا يُقْبَلُ إِلا حديث النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، ولْيُفْشُوا
العلم ، ولْيَجْلِسوا حتى يعلَّم من لا يَعلَم ، فإن العلم لا يَهْلِكُ حتى يكون
سِرّاً» . أخرجه البخاري في ترجمة باب بغير إسناد (2) . -[38]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ولْيُفشوا العلم) فشا الشيء يفشو : إذا ظهر.
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح " : يستفاد منه ابتداء تدوين الحديث النبوي ،
وكانوا قبل ذلك يعتمدون على الحفظ ، فلما خاف عمر بن عبد العزيز ، وكان على رأس المائة
الأولى من ذهاب العلم بموت العلماء ، رأى أن في تدوينه ضبطاً له وإبقاء .
(2) ذكره البخاري تعليقاً 1 / 174 في العلم ، باب كيف يقبض العلم ، قال العيني في
" شرح البخاري " : لم يقع وصل هذا التعليق عند الكشميهني ولا كريمة ولا
ابن عساكر ، ووقع وصله للبخاري عند غيرهم ، وهو بقوله في بعض النسخ : حدثنا العلاء
بن عبد الجبار ، قال : حدثنا عبد العزيز ابن مسلم عن عبد الله بن دينار بذلك ،
يعني حديث عمر بن عبد العزيز ، ولكن إلى قوله : ذهاب العلماء ، قال الحافظ في
" الفتح " : وهو محتمل لأن يكون ما بعده ليس من كلام عمر أو من كلامه ،
ولم يدخل في هذه الرواية ، والأول أظهر ، وبه صرح أبو نعيم في " المستخرج
" ، ولم أجده في مواضع كثيرة إلا كذلك ، وعلى هذا فبقيته من كلام المصنف
أورده تلو كلام عمر ثم بين أن ذلك غاية ما انتهى إليه كلام عمر بن عبد العزيز رحمه
الله تعالى .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في العلم - باب كيف يقبض العلم.
وقال الحافظ في «الفتح» (1/235) : لم يقع وصل وهذا التعليق عند الكشميهني ولا
كريمة ولا ابن عساكر إلى قوله ذهاب العلماء ، وهو محتمل لأن يكون ما بعده ليس من
كلان عمر أو من كلامه ولم يدخل في هذه الرواية، والأول أظهر ، وبه صرح أبو نعيم في
المستخرج ولم أجده في مواضع كثيرة إلا كذلك ، وعلى هذه فبقيته من كلام المصنف
أورده تلو كلام عمر ، ثم بين أن ذلك غاية ما انتهى إليه كلام عمر بن عبد العزيز
رحمه الله تعالى.
الكتاب الثاني : في العَفْو
والمغفِرة
5874 - (م ت) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - قالَ - حين حضرته الوفاة - :
«كنتُ كَتَمْتُ عنكم حَدِيثاً سمعتُه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وسوف
أُحَدِّثُكُمُوه ، وقد أُحِيطَ بنفسي ، سمعته يقول : لَوْلا أنَّكم تُذْنِبُون
لذَهَبَ الله بِكُم ، وخلق خَلْقاً يُذْنِبُون ، فيَغْفِرُ لهم» . أخرجه مسلم ،
والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2748) في التوبة ، باب سقوط الذنوب بالاستغفار ، والترمذي رقم
(3533) في الدعوات ، باب رقم (105) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (5/414) قال : حدثنا إسحاق بن عيسى. وعبد بن حميد (230) قال : حدثني
يحيى بن إسحاق. ومسلم (8/94) .والترمذي (3639) قالا - مسلم والترمذي - : حدثنا
قتيبة بن سعيد.
ثلاثتهم -إسحاق ، ويحيى ، وقتيبة - عن الليث بن سعد ، قال : حدثني محمد بن قيس بن
عمر بن عبد العزيز.
2- وأخرجه مسلم (8/94) قال : حدثنا هارون بن سعيد الأيلي ، قال : حدثنا ابن وهب ،
قال :حدثني عياش - وهو ابن عبد الله الفهري - قال: حدثني إبراهيم بن عبيد بن رفاعة
، عن محمد بن كعب القرظي.
كلاهما- محمد بن قيس ، ومحمد بن كعب - عن أبي صرمة ، فذكره.
(*) أخرجه الترمذي (3539) قال : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي
الزناد، عن عمر مولى غفرة ، عن محمد بن كعب ، عن أبي أيوب، عن النبي -صلى الله
عليه وسلم- نحوه ، ليس فيه : - عن أبي صرمة -.
5875 - (م) أبو هريرة -
رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «والذي نفسي بيده ،
لو لم تُذنِبُوا لَذَهَبَ الله بكم ، ولَجَاء بقومٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُون
، فَيَغْفِرُ لهم» (1) . -[39]-
وزاد رزين قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «لو لم تُذْنِبوا
لَخَشيِتُ عليكم ما هُوَ أَشدّ منه ، وهو العُجْبُ» (2) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2749) في التوبة ، باب سقوط الذنوب بالاستغفار .
(2) ذكر هذه الرواية المنذري في " الترغيب والترهيب " 4 / 20 من حديث
أنس وقال : رواه البزار بإسناد جيد .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/309) .ومسلم (9/94) قال : حدثني محمد بن رافع.
كلاهما - أحمد بن حنبل ، ومحمد بن رافع - قالا : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا
معمر ، عن جعفر الجزري ، عن يزيد بن الأصم ، فذكره.
وزيادة رزين ذكرها المنذري في الترغيب والترهيب بتخريجنا عن أنس (ح4295) وقال :
رواه البزار بإسناد جيد.
5876 - (خ م) أبو هريرة -
رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فيما يحكي عن ربه تبارك وتعالى -
قال : «أَذْنَبَ عبد ذنباً ، فقال : اللَّهم اغْفِرْ لي ذَنْبي ، فقال تبارك
وتعالى : أَذْنَبَ عَبدِي ذَنباً فَعَلِمَ أنَّ لَهُ ربّاً يَغْفِرُ الذَّنْبَ ،
وَيَأخُذُ بالذَّنْبِ ، ثم عاد فَأذْنَب ، فقال : أيْ رَبِّ ، اغْفِرْ لي ذنبي ،
فقال تبارك وتعالى : عبدي أَذْنَبَ ذَنباً ، فعلم أنَّ لَهُ ربّاً يَغْفِرُ
الذَّنْبَ ، ويأخذ بالذَّنْب ، ثم عاد فَأذْنَبَ ، فقال : [أي] ربِّ ، اغفر لي
ذنبي ، فقال تبارك وتعالى : أَذْنَبَ عَبدِي ذَنباً فعلم أن له رباً يَغْفِرُ
الذَّنْبَ ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ ، اعْمَلْ ما شئْتَ ، فقد غفرتُ لك» . قال عبد
الأعلى : لا أدري أقال في الثالثة أو الرابعة : «اعمل ما شئتَ» ؟.
وفي رواية بمعناه ، وذكر ثلاثَ مرات ، وفي الثالثة : «قد غفرتُ لعبدي ، فليفعل ما
شاء» . أخرجه البخاري ، ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 393 في التوحيد ، باب قول الله تعالى : {يريدون أن يبدلوا
كلام الله} ، ومسلم رقم (2758) في التوبة ، باب قبول التوبة من الذنوب ، قال
الحافظ في " الفتح " : قال القرطبي : وفائدة هذا الحديث أن العود من
الذنب وإن كان أقبح من ابتدائه لأنه انضاف إلى ملابسة الذنب نقض التوبة ، لكن
العود إلى التوبة أحسن من ابتدائها لأنه انضاف إليها ملازمة الطلب من الكريم
والإلحاح في سؤاله والاعتراف أنه لا غافر للذنب سواه ، قال الحافظ : وقال النووي :
في الحديث أن الذنوب ولو تكررت مائة مرة بل ألفاً وأكثر وتاب في كل مرة قبلت توبته
أو تاب عن الجميع توبة واحدة صحت توبته ، وقوله : " اعمل ما شئت " معناه
: ما دمت تذنب فتتوب غفرت لك .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/296) قال : حدثنا يزيد. قال: أخبرنا همام بن يحيى وفي (2/405
و492) قال :حدثنا عفان. قال:حدثنا همام. وفي (2/492) قال : حدثنا بهز. قال : حدثنا
حماد. والبخاري (9/178) قال:حدثنا أحمد بن إسحاق. قال : حدثنا عمرو بن عاصم.قال :
حدثنا همام.ومسلم (8/99) قال:حدثني عبد الأعلى بن حميد. قال : حدثنا حماد بن سلمة.
(ح) وحدثني عبد ابن حميد. قال : حدثني أبو الوليد.قال :حدثنا همام. والنسائي في
عمل اليوم والليلة (419) قال : أخبرنا عمرو بن منصور.قال : حدثنا الحجاج بن
المنهال. قال : حدثنا حماد بن سلمة.
كلاهما- همام بن يحيى ، وحماد بن سلمة - قالا : حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي
طلحة ، عن عبد الرحمن ابن أبي عمرة، فذكره.
(*) جاء في صحيح مسلم عقب حديث عبد الأعلى بن حماد : قال أحمد : حدثني محمد بن
زنجويه القرشي. قال : حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي ، بهذا الإسناد. وقد ذكرناه
لئلا يستدرك علينا.
5877 - (ت) أنس بن مالك -
رضي الله عنه - قال : سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول : «قال الله : يا
ابن آدم ، إنك ما دَعَوْتَني ورَجَوْتَني : غفرتُ لك على ما كان منك ، ولا أُبالي
، يا ابنَ آدم ، لو بلغتْ ذنوبُك عَنَانَ السماء ، ثم استغفرتني : غَفَرْتُ لك ،
ولا أُبالي ، يا ابنَ آدم إنك لو أتيتني بِقُراب الأرض خَطَايا ، ثم لَقِيتَني لا
تُشْرِكُ بي شيئاً : لأَتَيْتُكَ بِقُرابِها مَغْفِرَة» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عَنان) العَنان : السحاب ، واحدته : عَنانة ، وقيل : هو ما عنَّ لك منها ، أي :
عرض.
(بِقُراب الأرض) : هو ما يُقارب مِلأها.
__________
(1) رقم (3534) في الدعوات ، باب رقم (106) ، وفي سنده كثير بن فائد لم يوثقه غير
ابن حبان ، وباقي رجاله ثقات ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، وهو كما قال ،
وذكره الحافظ في " الفتح " وقال : رواه ابن حبان وصححه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3540) قال :حدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري البصري ، قال : حدثنا
أبو عاصم ، قال: حدثنا كثير بن فائد ،قال : حدثنا سعيد بن عيينة ، قال : سمعت بكر
بن عبد الله المزني فذكره. وقال الترمذي :هذا حديث غريب لانعرفه إلا من هذه الوجه
قلت : فيه كثير بن فائد ، لم يوثقه غير ابن حبان
5878 - (م) جندب بن عبد
الله - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- حَدَّثَ : أن رجلاً
قال : واللهِ ، لا يَغْفِرُ الله لِفُلان ، وأنَّ الله تعالى قال : مَن ذَا الذي
يَتَأَلَّى عليَّ أن لا أغْفِرَ لِفُلان ؟ فَإِني قد غفرتُ له ، وأَحبَطتُ عملَكَ»
. أخرجه مسلم (1) . -[41]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يتألَّى) التألِّي : الحلف واليمين.
(أحبطت) إحباط العمل : إبطاله وترك الجزاء عليه.
__________
(1) رقم (2621) في البر والصلة ، باب النهي عن تقنيط الإنسان من رحمة الله تعالى .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (8/36) قال :حدثنا سويد بن سعيد ، عن معتمر بن سليمان ، عن أبيه
، قال : حدثنا أبو عمران الجوني ، فذكره.
5879 - (د) أبو هريرة -
رضي الله عنه - : قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «كان في
بني إسرائيل رجلانِ مُتَواخِيانِ ، أحدهما مُذْنِب ، والآخرُ في العبادة مُجْتَهِد
، فكان المُجْتَهِدُ لا يزالُ يرى الآخَر على ذَنْب ، فيقول : أقْصِرْ ، فوجده
يوماً على ذنب ، فقال : أقْصِرْ ، فقال : خَلِّني وربِّي أَبُعِثْتَ عليَّ رقيباً
؟ فقال له : والله ، لا يَغْفِرُ الله لك - أو قال : لا يُدْخِلُك الجنة - فقبض
الله أرواحهما ، فاجتمعا عند ربِّ العالمين، فقال الربُّ تَعالَى للمُجْتَهِدِ :
أكنتَ على ما في يدي قادراً ؟ وقال للمُذنب : اذهبْ فادْخُل الجنَّةَ برحمتي ،
وقال للآخر: اذهبوا به إلى النار ، قال أبو هريرة : تكلَّم واللهِ بكلِمَة
أوْبَقَتْ دُنْياهُ ، وآخِرَتَه» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أوْبقت) أوْبَقَه يُوبِقه : إذا أهلكه.
__________
(1) رقم (4901) في الأدب ، باب في النهي عن البغي ، ورواه أيضاً أحمد في "
المسند " 2 / 323 و 363 ، وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أحمد (2/323) قال :حدثنا أبو عامر. وفي (2/362) قال : حدثنا
عبد الصمد. وأبو داود (4901) قال: حدثنا محمد بن الصباح بن سفيان. قال : أخبرنا
علي بن ثابت.
ثلاثتهم - أبو عامر ، وعبد الصمد ، وعلي بن ثابت - عن عكرمة بن عمار عن صمفم بن
جوس اليماني، فذكره.
5880 - (خ م ط س) أبو
هريرة - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-[42]- قال : «كان رجل
يُسْرِفُ على نَفسِه ، فلما حَضَرَهُ الموتُ ، قال لبنيه : إِذا أنا مِتُّ
فأحْرِقُوني ، ثم اطْحنوني ، ثم ذَرُّوني في الرِّيح ، فوالله ، لئِن قَدَرَ عليَّ
ربِّي لَيُعذِّبَنِّي عذاباً ما عذَّبَه أحداً ، فلما مات فُعِل به ذلك ، فأمر
الله الأرض ، فقال : اجْمَعي ما فِيكِ منه ، ففعلتْ ، فإذا هو قَائِم ، فقال : ما
حَمَلَكَ على ما صَنَعْتَ ؟ قال : خَشْيَتُك يا ربِّ ، أو قال : مَخَافَتُكَ
فَغُفِرَ له بذلِك (1)» . وفي رواية : «فغُفِر له» قال البخاري : وقال غيره (2) :
«مخافتك يا رب (3)» .
وفي أخرى : «قال الله عز وجل : لكل شيء أَخَذَ منه شيئاً : أدِّ ما أخَذْتَ مِنْه»
.
وفي أخرى : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «قال رجل لم يعمل حسنة قَطُّ
لأهله : إذا مات فَحرِّقُوه ، ثم اذْرُوا نصفه في البرِّ ، ونِصْفَهُ في البحرِ ،
فوالله ، لئِنْ قَدَرَ الله عليه ليُعذِّبنَّه عذاباً لا يُعَذِّبُهُ أحداً من
العالمين ، فلما -[43]- مات الرجل فعلوا ما أمرهم ، فأمر الله البَرَّ فجمع ما فيه
، وأمر البحر فجمع ما فيه ، ثم قال : لِمَ فعلتَ هذا ؟ قال : من خشيتك يا ربِّ ،
وأنت أعلم ، فغفر الله عز وجل له» . أخرجه البخاري ومسلم.
ولمسلم قال : «أسْرَفَ رجل على نفسه ، فلما حضره الموتُ أوصى بنيه : إذا أنا مِتُّ
فَحرِّقُوني ، ثم اسْحَقوني ، ثم اذْرُوني في الرِّيح في البحر ، فوالله لئِنْ
قدَر عليَّ ربي لُيعذِّبنِّي عذاباً ما عذَّبه أحداً ، قال : ففعلوا ذلِكَ [به] ،
فقال للأرض : أدِّي ما أخَذْتِ ، فإذا هو قائم ، فقال له : ما حملك على ما صنعتَ ؟
قال : خشيتُك يا ربِّ - أو قال : مخافتُك - قال : فغفر له بذلك» .
قال الزهري : وحدثني حميد ، عن أبي هريرة ، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال
: «دخلت امرأة النار في هِرَّة ربطتْها ، فلا هي أطعمتْها ، ولا هي أرسلتْها تأكل
من خَشَاشِ الأرض حتى ماتت ، قال الزهري : ذلك لئلا يَتَّكِلَ رجل ، ولا يَيْأسَ
رجل» .
وفي رواية : «فَاسْحَقُوني - أو قال : فاسحَكُوني» .
وأخرج الموطأ ، والنسائي نحواً من ذلك (4) . -[44]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خشاش) الأرض : حشراتها وهوامُّها.
(فاسْحَكوني) أي : اسحقوني ، سحَكْت الشيء : إذا سحقتَه.
__________
(1) قال الخطابي : قد يستشكل هذا فيقال : كيف يغفر له وهو منكر للبعث والقدرة على
إحياء الموتى ؟ والجواب : أنه لم ينكر البعث ، وإنما جهل فظن أنه إذا فعل به ذلك
لا يعاد ، فلا يعذب ، وقد ظهر إيمانه باعترافه بأنه إنما فعل ذلك عن خشية الله .
(2) قال الحافظ في " الفتح " : الغير المذكور هو عبد الرزاق كذا رواه عن
معمر بلفظ : خشيتك بدل مخافتك ، وأخرجه أحمد عن عبد الرزاق بهذا ، وقد وقع في حديث
أبي سعيد : مخافتك ، وفي حديث حذيفة : خشيتك .
(3) في الأصل والمطبوع : خشيتك ، وما أثبتناه من نسخ البخاري المطبوعة .
(4) رواه البخاري 13 / 392 في التوحيد ، باب قول الله تعالى : {يريدون أن يبدلوا
كلام الله} ، وفي الأنبياء ، باب ما ذكر عن بني إسرائيل ، ومسلم رقم (2756) في
التوبة ، باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه ، والموطأ 1 / 240 في
الجنائز ، باب جامع الجنائز ، والنسائي 4 / 113 في الجنائز ، باب أرواح المؤمنين .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/269) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال :حدثنا معمر. والبخاري
(4/213) قال: حدثني عبد الله بن محمد. قال : حدثنا هاشم. قال: أخبرنا معمر. ومسلم
(8/97) قال : حدثنا محمد بن رافع وعبد بن حميد. قال عبد : أخبرنا. وقال ابن رافع :
حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (8/89) قال: حدثني أبو الربيع سليمان بن
داود.قال : حدثنا محمد بن حرب. قال :حدثني الزبيدي. وابن ماجة (4255) قال : حدثنا
محمد بن يحيى وإسحاق بن منصور. قالا : حدثنا عبد الرزاق.قال : أنبأنا معمر.
والنسائي (4/112) قال : أخبرنا كثير بن عبيد. قال : حدثنا محمد بن حرب ، عن
الزبيدي.
كلاهما- معمر بن راشد ، ومحمد بن الوليد الزبيدي- عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن
،فذكره.
(*) في رواية عبد الرزاق ، عن معمر : «قال معمر : قال لي الزهري : ألا أحدثك
بحديثين عجيبين ؟ قال الزهري : أخبرني حميد بن عبد الرحمن» فذكر هذا الحديث ،
وحديث المرأة التي دخلت النار في هرة حبستها.
- والرواية الثانية : أخرجها مالك (الموطأ) (165) . والبخاري (9/177) قال:حدثنا
إسماعيل. ومسلم (8/97) قال :حدثني محمد بن مرزوق ، ابن بنت مهدي بن ميمون. قال :
حدثنا روح.والنسائي في الكبري (تحفة الأشراف) (10/13810) عن محمد بن سلمة والحارث
بن مسكين.
كلاهما عن ابن القاسم.
ثلاثتهم -إسماعيل بن أبي أويس ، وروح بن عبادة ، وعبد الرحمن بن القاسم- عن مالك ،
عن أبي الزناد، عن الأعرج ،فذكره.
وبلفظ: «كان رجل ممن كان قبلكم لم يعمل خيرا قط إلا التوحيد فلما احتضر قال لأهله
: انظروا إذا أنا مت أن يحرقوه حتى يدعوه حمما ، ثم اطحنوه ، ثم اذروه في يوم ريح.
فلما مات فعلوا ذلك به ، فإذا هو في قبضة الله. فقال الله عز وجل : يا ابن أدم ،
ما حملك على ما فعلت ؟ قال : أي رب ، من مخافتك. قال : فغفر له بها ، ولم يعمل
خيرا قط إلا التوحيد» .
أخرجه أحمد (1/398) قال :قال يحيى. وفي (2/304) قال : حدثنا أبو كامل.
كلاهما- يحيى بن إسحاق ،وأبو كامل - قالا : حدثنا حماد ، عن ثابت ، عن أبي رافع
،فذكره.
5881 - (خ م) أبو سعيد
الخدري - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إن رجلاً كان
قبلكم رَغَسَهُ الله مالاً ، فقال لبنيه لما حُضِر : أيُّ أب كنتُ لكم ؟ قالوا :
خيرَ أب. قال : فإني لم أعمل خيراً قط ، فإذا مِتُّ فأحْرِقُوني ، ثم اسحقوني ، ثم
ذُرُّوني في يوم عاصف ، ففعلوا ، فَجَمَعَهُ الله ، فقال : ما حَمَلك على ذلِكَ ؟
فقال : مَخَافَتُك ، فَتَلَقَّاه برحمته» .
وفي رواية : «فإنه لم يَبْتَئِرْ عند الله خيراً ، وإنْ يَقْدِرِ الله عليه يُعذِّبْه»
فَسَّر قتادة قوله : «يَبْتَئرْ» : لم يَدَّخِر.
[وفي رواية : «ما ابْتَأر عند الله خيراً»] .
وفي أخرى «ما امْتأر» بالميم. أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(رَغَسه الله مالاً) أي : أعطاه ، وأنمى ماله وأكثره. -[45]-
(يبتئر) ابتأر يبتئر ، وامْتَأر يمتئر: إذا قدَّم خبِيئة خيرٍ لنفسه وادَّخرها.
__________
(1) رواه البخاري 11 / 268 و 269 في الرقاق ، باب الخوف من الله ، وفي الأنبياء ،
باب ما ذكر عن بني إسرائيل ، وفي التوحيد ، باب قول الله تعالى : {يريدون أن
يبدلوا كلام الله} ، ومسلم رقم (2757) في التوبة ، باب سعة رحمة الله تعالى .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :أخرجه أحمد (3/69) قال :حدثنا حسن بن موسى ،قال :حدثنا شيبان وفي (3/77)
قال:حدثنا عفان ، قال : حدثنا معتمر ، قال :سمعت أبي والبخاري (4/214) قال : حدثنا
الوليد ، قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (8/126 و9/179) قال : حدثني موسى ، قال :حدثنا
معتمر ، قال : سمعت أبي.وفي (9/179) قال حدثنا موسى قال : حدثنا معتمر قال : سمعت
أبي وفيه قال : حدثنا عبد الله بن أبي الأسود قال : حدثنا معتمر قال : سمعت أبي
وفى قال: قال خليفة : حدثنا معتمر ، قال :سمعت أبي ومسلم. وفي (9/179) قال :حدثني
عبيد الله بن معاذ العنبري ، قال:حدثنا أبي ، قال :حدثنا شعبة (ح) وحدثناه يحيى بن
حبيب الحارثي ، قال : حدثنا معتمر بن سليمان، قال : قال لي أبي (ح) وحدثنا أبو بكر
بن أبي شيبة ، قال : حدثنا الحسن بن موسى ،قال:حدثنا شيبان بن عبد الرحمن (ح)
وحدثنا أبي المثنى، قال: حدثنا أبو الوليد ، قال : حدثنا أبو عوانة.
أربعتهم -شيبان ،وسليمان التيمي ، وأبو عوانة ، وشعبة - عن قتادة ، سمع عقبة بن
عبد الغافر ، فذكره. (*) في رواية سليمان التيمي عند أحمد ، والبخاري ، قال :
فحدثت به أبا عثمان ،فقال: سمعت هذا من سليمان غير أنه زاد فيه «أذروني في البحر»
. أبو كما حدث.
وبلفظ : «لقد دخل رجل الجنة ماعمل خيرا قط ، قال لأهله حين حضره الموت : «إذا أنا
مت فأحرقوني ، ثم اسحقوني ، ثم أذروا نصفي في البحر ، ونصفي في البر ، فأمر الله
البر والبحر فجمعاه ، ثم قال : ما حملك على ما صنعت ؟ قال : مخافتك ، قال : فغفر
له بذلك» .
أخرجه أحمد (3/13و17) قال : حدثنا معاوية بن هشان ، قال : حدثنا شيبان أبو معاوية
، قال : حدثنا فراس بن يحيى الهمداني ، عن عطية العوفي ، فذكره.
5882 - (خ م) عقبة بن
عمرو الأنصاري - رضي الله عنه - قال يوماً لحذيفة : «ألا تحدثنا ما سمعتَه من رسول
الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ قال : سمعتُه يقول : إن رجلاً حضره الموت ، فلما
أيِسَ من الحياة أوصى أهله : إذا مِتُّ فاجْمَعُوا لي حَطَباً كثيراً ، ثم
أوقِدُوا فيه ناراً ، حتَّى إذا أكَلَتْ لحمي وخَلَصَتْ إلى عَظْمي فامْتُحِشَتْ ،
فَخُذوها فاطْحَنُوها ، ثم انظروا يوماً رَاحاً ، فأذْرُوه في اليَمِّ ، ففعلوا ،
فجمعه الله تعالى ، فقال له : لِمَ فعلتَ ذلك ؟ قال : من خَشْيتكَ. فغفَر [الله]
له» . قال عقبة بن عمرو : أنا سمعته يقول ذلك ، وكان نَبَّاشاً (1) . أخرجه
البخاري ، ومسلم (2) . وهو في جملة حديث يتضمن ذِكر الدجال وسيجيء بتمامه مذكوراً
في كتاب القيامة عند ذكر الدجال.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فامْتُحِشَتْ) الامْتِحاش : الاحتراق ، وامتَحَشت النار العظم : أحرقته.
(يوماً راحاً) أي : شديد الريح كثيرها.
__________
(1) في الأصل : قال حذيفة : وكان نباشاً ، وهي من رواية ابن حبان كما في "
الفتح " 6 / 359 وما أثبتناه من نسخ البخاري المطبوعة .
(2) رواه البخاري 6 / 379 في الأنبياء ، باب ما ذكر عن بني إسرائيل ، وفي الرقاق ،
باب الخوف من الله ، ورواه مسلم رقم (2934) و (2935) في الفتن وأشراط الساعة ، باب
ذكر الدجال وقد اقتصر على ذكر قصة الدجال ، ورواه أيضاً النسائي بلفظ البخاري 4 /
113 في الجنائز ، باب أرواح المؤمنين .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (5/383) قال:حدثنا أبو معاوية ،قال :حدثنا أبو مالك الأشجعي.
2- وأخرجه أحمد (5/395) قال :حدثنا عفان.والبخاري (4/205و214) قال : حدثنا موسى بن
إسماعيل.وفي (4/214) قال : حدثنا مسدد.
ثلاثتهم - عفان ، وموسى ، ومسدد - قالوا : حدثنا أبو عوانة ، قال : حدثنا عبد
الملك بن عمير.
3- وأخرجه أحمد (5/407) قال : حدثنا مصعب بن سلام ، قال : حدثنا الأجلح ، عن نعيم
بن أبي هند.
4- وأخرجه البخاري (8/126) قال:حدثنا عثمان بن أبي شيبة. والنسائي (4/113) قال :
أخبرنا إسحاق ابن إبراهيم.
كلاهما -عثمان ، وإسحاق- قالا : حدثنا جرير ، عن منصور.
أربعتهم -أبو مالك ، وعبد الملك ، ونعيم ،ومنصور بن المعتمر - عن ربيع بن حراش ،
فذكره.
(*) رواية منصور : ليس فيها عقبة بن عمرو.
(*) أخرجه أحمد (4/118) قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : حدثنا أبو مالك ، عن
ربيع بن حراش ، عن حذيفة ، فذكره موقوفا. قال أبو مسعود : هكذا سمعته من رسول الله
-صلى الله عليه وسلم-.
5883 - (د) أم الدرداء -
رضي الله عنها - قالت : سمعت أبا الدرداء يقول : سمعت النبيَّ - صلى الله عليه
وسلم- يقول : «كُلُّ ذَنْب عسى أن يَغْفِرَهُ الله - أو قال : عَسى الله أن
يَغْفِرَهُ - إلا مَن ماتَ مُشْرِكاً ، أو مُؤمِن قَتَلَ مُؤمِناً مُتَعَمِّداً»
أخرجه أبو داود في جملة حديث (1) .
__________
(1) رقم (4270) في الفتن والملاحم ، باب تعظيم قتل المؤمن ، وإسناده حسن ، ورواه
أيضاً أحمد وابن ماجة والحاكم عن معاوية ، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4270) قال : حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني ، قال : حدثنا محمد بن
شعيب ، فذكره.
5884 - (خ) عبد الله بن
عباس - رضي الله عنهما - قال : «قَدِمَ عُيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر ، فنزل على
ابن أخيه الحُرِّ بن قيس بن حصن ، وكان من النفر الذين يُدْنيهم عمر ، وكان القُرَّاءُ
أصحابَ مَجْلِسِ عمر ومَشُورَتِه ، كُهُولاً كانوا أو شُبَّاباً. فقال عيينة لابن
أخيه : يا ابنَ أخي ، هل لك وَجْه عند هذا الأمير ، فَتَسْتأْذِنَ [لي] عليه ؟ قال
: سأسْتَأْذِنُ لك عليه ، قال ابن عباس : فاسْتَأْذن [الحُرُّ] لِعُيَيْنَةَ ،
فلما دخل قال : هي يا ابن الخطاب ، والله ما تُعطِينا الجَزل ، وما تَحْكُم
بيْنَنَا بالعَدْلِ ، فغضب عمر حتى همَّ بأن يُوقِعَ به ، فقال الحُرُّ : يا أميرَ
المؤمنين ، إِن الله تعالى قال لنبيِّه - صلى الله عليه وسلم- : {خُذِ العَفْوَ
وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ} [الأعراف : 199] ، وإن هذا من
الجاهلين ، فوالله ما جاوزها عمر - رضي الله عنه - حين قرأها عليه ، وكان وقّافاً
عند كتاب الله تعالى» . أخرجه البخاري (1) . -[47]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ما تُعطينا الجزل) العطاء الجزل : الكثير.
__________
(1) 8 / 229 في تفسير سورة الأعراف ، باب خذ العفو وأمر بالعرف ، وفي الاعتصام ،
باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :أخرجه البخاري (6/76) قال : حدثنا أبو اليمان ،قال : أخبرنا شعيب. وفي
(9/116) قال : حدثني إسماعيل ، قال :حدثني ابن وهب ، عن يونس.
كلاهما -شعيب ، ويونس- عن الزهري ،قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ،أن
ابن عباس ، فذكره
الكتاب الثالث : في العتق
والتدبير ، والكتابة ، ومصاحبة الرقيق
وفيه أربعة أبواب
الباب الأول : في مصاحبة الرقيق ، وآداب الملكة ، وفيه تسعة أنواع
[النوع] الأول : في حسن الملكة
5885 - (ت) أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-
قال : «لا يدخل الجنة سَيِّءُ المَلَكةِ (1)» أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) أي : الذي يسيء صحبه المماليك .
(2) رقم (1947) في البر والصلة ، باب ما جاء في الإحسان إلى الخدم ، وفي سنده فرقد
بن يعقوب السبخي ، وهو لين الحديث ، قال الترمذي : هذا حديث غريب ، وقد تكلم أيوب
السختياني وغير واحد في فرقد السنجي من قبل حفظه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/4) (13) قال : حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ، قال : حدثنا صدقة بن
موسى صاحب الدقيق. وفي (32) قال :حدثنا يزيد بن هارون ، قال :أخبرنا صدقة بن موسى.
والترمذي (1946) قال : حدثنا أحمد بن منيع ، قال: حدثنا يزيد بن هارون ، عن همام
بن يحيى. وفي (1963) قال : حدثنا أحمد بن منيع ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال
: حدثنا صدقة بن موسى.
كلاهما -صدقة ، وهمام - عن فرقد السبخي ، عن مرة الطيب ، فذكره.
ولفظ الباب رواية همام وقال الترمذي :هذا حديث غريب ، وقد تكلم أيوب السختياني
وغير واحد في فرقد السبخي من قبل حفظه.
5886 - (د) رافع بن مكيث
- رضي الله عنه - وكان ممن شهد الحديبية -[48]- أن رسولَ الله - صلى الله عليه
وسلم- قال : «حُسْنُ المَلَكَةِ (1) نَمَاء (2) ، وسوءُ الخُلُقِ شُؤْم» . أخرجه
أبو داود.
وفي رواية له «حُسْنُ الملَكة يُمْن ، وسُوءُ الخُلُق شُؤم» (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نماء) النَّماء : الزيادة ، نما المال ينمى : إذا كثر وزاد.
(يُمْن) اليمن ضدُّ الشؤم.
__________
(1) قال المصنف في كتابه " النهاية في غريب الحديث والأثر " : يقال :
فلان حسن الملكة : إذا كان حسن الصنيع إلى مماليكه .
(2) وفي بعض النسخ : حسن الملكة يمن ، كما في الرواية التي بعدها .
(3) رقم (5162) و (5163) في الأدب ، باب في حق المملوك ، ورواه أيضاً أحمد في
" المسند " 3 / 502 ، وإسناده ضعيف ، وله شاهد من حديث جابر عند ابن
عساكر في " التاريخ " ، نقل المناوي تحسينه عن العامري .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/502) .وأبو داود (5162) قال :حدثنا إبراهيم بن موسى
كلاهما- أحمد ، وإبراهيم - عن عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن عثمان بن زفر ،
عن بعض بني رافع بن مكيث ، فذكره.
(*) أخرجه أبو داود (5163) قال : حدثنا ابن المصفى ، قال : حدثنا بقية قال : حدثنا
عثمان بن زفر ، قال حدثني محمد بن خالد بن رافع بن مكيث.عن عمه الحارث بن رافع بن
مكيث ،وكان رافع من جهينة قد شهد الحدييبة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «حسن الملكة نماء وسوء الخلق شؤم» (مرسل) .
قلت :فيه جهالة له بعض بني رافع بن مكيث.
[النوع] الثاني : في
العَفْو عنه
5887 - (د ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : «جاء رجل إلى رسولِ الله -
صلى الله عليه وسلم- ، فقال : يا رسولَ الله ، كم أعْفو عن الخادم ؟ فَصَمَت عنه
رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، ثم قال : يا رسولَ الله ، كم أعْفو عن الخادم ؟
فقال : اعْف عنه كلَّ يوم سبعين مرة» أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود قال : «كم نَعفُو عن الخادم ؟ فَصَمَتَ ، ثم أعاد عليه الكلام
، فصمت ، فلما كانت الثالثة قال : اعْفُوا عنه في كل يوم سبعين مرة» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1950) في البر والصلة ، باب ما جاء في العفو عن الخادم ،
وأبو داود رقم (5164) في الأدب ، باب حق المملوك ، وإسناده حسن ، ورواه أبو يعلى
بإسناد جيد ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، قال ملا علي القاري : قال ميرك :
وفي بعض النسخ ، يعني نسخ الترمذي : حسن صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أحمد (2/90) (5635) قال : حدثنا أبو عبد الرحمن ، عبد الله بن
يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، يعني ابن أبي أيوب. وفي (2/111) (5899) قال : حدثنا
موسى ، يعني ابن داود ، قال : حدثنا ابن لهيعة. وعبد بن حميد (821) قال : حدثنا
عبد الله بن زيد المقرئ ،قال :حدثنا سعيد بن أبي أيوب. وأبو داود (5164) قال :
حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني وأحمد بن عمرو بن السرح.
قالا : حدثنا ابن وهب.والترمذي (1949) قال : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا رشدين بن
سعد (ح) وحدثنا قتيبة ، قال : حدثنا عبد الله بن وهب.
أربعتهم -سعيد بن أبي أيوب ، وابن لهيعة ، ورشدين بن سعد ، وعبد الله ،وعبد الله
بن وهب - عن حميد بن هانئ أبي هانئ الخولاني ، عن عباس بن جليد الحجري ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن ، ورواه عبد الله بن وهب عن أبي هانئ الخولاني نحو من
هذا. والعباس هو ابن خليد الحجري المصري. حدثنا قتيبة. حدثنا عبد الله بن وهب عن
أبي هانئ الخولاني بهذا الإسناد. نحوه. وروى بعضهم هذ الحديث عن عبد الله بن وهب.
بهذا الإسناد. وقال : عن عبد الله بن عمرو..
[النوع] الثالث : في
الكُسْوة والطعام والرِّفْق
5888 - (خ م د ت) المعرور بن سويد - رضي الله عنه - قال : «رأيتُ أبا ذرّ وعليه
حُلَّة ، وعلى غلامه مثلُها ، فسألته عن ذلك ؟ فذكر أنه سَابَّ رجلاً على عهدِ
رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فعيَّره بأُمِّه ، فأتى الرجلُ النبيَّ - صلى
الله عليه وسلم- ، فذكر ذلك له ، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: إِنك
امْرُؤ فيك جاهلية ، قلت: على ساعتي هذه من كِبرَ السنّ ؟ قال : نعم ، هم
إِخوانُكم وَخَوَلُكم ، جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن كان أخوه تحت يده
فلْيُطْعِمْه مما يأكلُ ، ولْيُلْبِسه مما يَلْبَسُ ، ولا تُكلِّفُوهم ما يغلبهم ،
فإن كلّفتموهم فأعينوهم عليه» .
وفي رواية : «فَإِن كلَّفه ما يغلبه فليبِعْه» .
وفي أخرى : «فَلْيُعِنه عليه» . أخرجه البخاري ، ومسلم.
ولمسلم في رواية قال : «إِنه كان بيني وبين رجل من إخواني كلام - وكانت أُمُّه
أعجمية - فَعَيَّرْته بأمِّه ، فشكاني إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ،
[فلقيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فقال : يا أبا ذر ، إنك امرؤ فيك جاهلية] ،
قلت : يا رسول الله ، مَن سَبَّ الرجال سَبُّوا أباه وأُمَّه....» وذكر الحديث.
وفي رواية الترمذي قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إِخوانُكم جعلهم
الله تحت أيديكم ، فمن كان أخوه تحت يده فلْيُطعمه من طعامه ، وليُلبسه من لباسه ،
ولا يكلِّفه ما يغلبه ، فإن كلَّفه ما يغلبه فَلْيُعِنْه» . -[50]-
وفي رواية أبي داود قال : «رأيت أبا ذرّ بالرَّبَذَة ، وعليه بُرْد غليظ ، وعلى
غلامه مثله ، قال : فقال القوم : يا أبا ذر ، لو كنتَ أخذتَ الذي على غلامك ،
فجعلتَه مع هذا ، فكانت حلّة ، وكَسوْتَ غلامك ثوباً غيره ؟ فقال أبو ذرّ : إني
كنت سَابَبْتُ رجلاً - وكانت أُمُّه أعجمية - فعيّرته بأمه ، فشكاني إِلى رسولِ
الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : يا أبا ذرّ ، إِنك امرؤ فيك جاهلية ، قال :
إنهم إخوانُكم فضَّلكم الله عليهم ، فَمَن لم يُلائِمْكُمْ فَبيعُوه ، ولا
تُعَذِّبوا خَلْقَ الله» .
وفي أخرى له قال : «دخلنا على أبي ذرّ بالربذة ، فإِذا عليه بُرْد ، وعلى غلامه
مثله ، فقلنا : يا أبا ذرّ ، لو أخذتَ بُرْدَ غلامك إِلى بُردك فكانت حلة ،
وكسوتَه ثوباً غيره ؟ قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول :
إِخوانُكم جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن كان أخوه تحت يده : فليطعمه مما يأكل ،
وليُلْبسه مما يَلْبَس ، ولا يُكلِّفه ما يغلبه فإن كلَّفه ما يغلبه فليُعِنْه» .
وله في أخرى قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «مَن لاءَمَكم من
مملوكيكم فأطعموه مما تأكلون ، واكْسُوه مما تكتسون ، ومن لا يلائِمكم منهم
فَبيعُوه ، ولا تُعذِّبوا خلق الله» (1) .
-[51]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خَوَلُكم) الخَوَل : حَشَمُ الرجل وأتباعه ، واحدهم : خائل ، وقد يكون الخَول
واحداً ، وهو اسم يقع على العبد والأمة ، قال الفراء : هو جمع خائل ، وهو الراعي ،
وقال غيره : هو مأخوذ من التخويل وهو التمليك.
(حُلَّة) الحُلَّة : ثوبان من جنس واحد يُلبسان معاً.
(يُلائمكم) لاءَمت بين القوم : إذا أصلحت بينهم وجمعت متفرِّقَهم ويقولون : هذا لا
يُلائمني ، أي : لا يُوافقني.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 80 و 81 في الإيمان ، باب المعاصي من أمر الجاهلية ، وفي
العتق ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " العبيد إخوانكم فأطعموهم مما
تأكلون " ، وفي الأدب ، باب ما ينهى من السباب واللعن ، ومسلم رقم (1661) في
الأيمان ، باب إطعام المملوك مما يأكل ... ، وأبو داود رقم (5157) و (5158) و
(5161) في الأدب ، باب في حق المملوك .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/185) قال : حدثنا عبد الرحمن ، عن سفيان ، عن واصل الأحدب.
وفي (5/161) قال : حدثنا بهز ، قال : حدثنا شعبة قال : واصل الأحدب أخبرني. (ح)
وحدثنا محمد بن جعفر ، وحجاج ، قالا : حدثنا شعبة ، عن واصل الأحدب. والبخاري
(1/14) قال : حدثنا سليمان بن حرب ، قال : حدثنا شعبة ،عن واصل الأحدب.وفي (3/195)
..و «الأدب المفرد» (189) قال : حدثنا آدم بن أبي إياس ، قال : حدثنا شعبة ، قال :
حدثنا واصل الأحدب. وفي (8/19) قال : حدثني عمرو بن حفص ، قال : حدثنا أبي ، قال :
حدثنا الأعمش. وفي «الأدب المفرد» (194) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى ، عن
الأعمش. ومسلم (5/29) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ،قال: حدثنا وكيع ، قال :
حدثنا الأعمش. وفي (5/93) قال :وحدثناه أحمد بن يونس ، قال : حدثنا زهير. (ح)
وحدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال :
حدثنا عيسى بن يونس ، كلهم عن الأعمش (ح) وحدثنا محمد بن المثنى ، وابن بشار ،
قالا : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن واصل الأحدب.وأبو داود (5157)
قال :حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا جرير ، عن الأعمش. وفي (5158) قال :
حدثنا مسدد ، قال : حدثنا عيسى بن يونس ، قال :حدثنا الأعمش.وابن ماجة (3690) قال
: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا وكيع ، قال: حدثنا الأعمش. والترمذي
(1945) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : حدثنا
سفيان ، عن واصل.
كلاهما - واصل الأحدب ، والأعمش - عن المعرور بن سويد ، فذكره.
وبلفظ «من لاءمكم من مملوكيكم ، فأطعموه مما تأكلون ، واكسوه مما تلبسون ، ومن لم
يلائمكم منهم ، فبيعوه ، ولا تعذبوا خلق الله» .
أخرجه أحمد (5/168) قال : حدثنا عبد الملك بن عمرو ، قال : حدثنا سفيان.وفي
(5/173) قال : حدثنا أبو الوليد ، قال:حدثنا سفيان.وأبو داود (5161) قال:حدثنا
محمد بن عمرو الرازي ، قال:حدثنا جرير
كلاهما -سفيان ، وجرير - عن منصور ، عن مجاهد ، عن مورق ، فذكره.
5889 - (خ د ت) أبو هريرة
- رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إذا أَتى أحدَكم
خادمُه بطعامه ، فإن لم يُجْلِسه معه ، فَليُنَاوِلْه لُقْمَة ، أو لقمتين ، أو
أُكْلَة ، أو أُكلتين ، فإنه وَلِيَ حرَّه وعلاجَه» . أخرجه البخاري.
وفي رواية الترمذي قال : «إِذا كفى أحدَكم خادمُهُ طعامَه : حَرَّه ودخانَه :
فليأخذه بيده ، فليقعده معه ، فإن أبى : فليأخذ لقمة فلْيُطعمه إياها» .
وفي رواية أبي داود قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إِذا صنعَ
لأحدكم خادمُه طعاماً ، ثم جاء به - وقد وليَ حرَّه ودخانه - فليُقعده معه فليأكل
، فإن كان الطعام مشفوهاً فليضع في يده منه أُكلة أو أُكلتين» (1) . -[52]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وَلِيَ حَرَّ الطعام) أي : تولَّى حرَّ النار في طبخه وعلاجه.
(أُكلة) الأُكلة بضم الهمزة : اللقمة ، وبفتحها : المرة الواحدة من الأكل.
(مَشْفُوهاً) المشفوه : القليل ، وأصله : الماء الذي كَثُرت عليه الشِّفاه حتى
قلَّ ، وقيل : أراد به المكثور عليه الذي كثُر سائلوه ، يقال : رجل مَشْفوه : إذا
أكثر الناس سؤاله ، حتى نَفِذ ما عنده.
__________
(1) رواه البخاري 9 / 502 و 503 في الأطعمة ، باب الأكل مع الخادم ، وفي العتق ،
باب إذا -[52]- أتاه خادمه بطعامه ، والترمذي رقم (1854) في الأطعمة ، باب ما جاء
في الأكل مع المملوك ، وأبو داود رقم (3846) في الأطعمة ، باب في الخادم يأكل مع
المولى ، ورواه أيضاً مسلم رقم (1663) في الأيمان ، باب إطعام المملوك مما يأكل .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/409 و430) قال : حدثنا محمد بن جعفر. وفي (2/430) قال :
حدثنا يحيى. والدارمي (2090) قال : حدثنا أبو الوليد. والبخاري (3/197) قال :حدثنا
حجاج بن منهال. وفي (7/106) قال : حدثنا حفص بن عمر. خمستهم- محمد بن جعفر ، ويحيى
بن سعيد القطان، وأبو الوليد، وحجاج بن عمر - قالوا :حدثنا شعبة ، عن محمد بن زياد
،فذكره.
(*) أخرجه أحمد (2/283) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر ، عن الزهري ،
عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ومحمد بن زياد ، عن أبي هريرة أن
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال :..... الحديث.
وبلفظ: «إذا صنع لأحدكم خادمه طعامة ثم جاءه به وقد ولي حرة ودخانه ، فليقعده معه
فليأكل ، فإن كان الطعام مشفوها قليلا ، فليضع في يده منه أكلة أو أكلتين» .
أخرجه أحمد (2/277) قال : حدثنا عبد الرزاق. ومسلم (5/94) قال : حدثنا القعنبي.
وأبو داود (3846) قال :حدثنا القعنبي.
كلاهما -عبد الرزاق ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي - عن داود بن قيس ، عن موسى بن
يسار ، فذكره.
وبلفظ : «إذا كفى أحدكم خادمه صنعة طعامه ، كفاه حره ودخانه فليجلسه فليأكل معه ،
فأن أبى فليأخذ لقمة فليروغها ثم ليعطها إياه» .
أخرجه الحميدي (1070) قال :حدثنا سفيان. قال : حدثنا أبو الزناد وأحمد (2/245)
قال: سمعت سفيان، وقرئ عليه إسناده ، سمعت أبا الزناد. وابن ماجة (3290) قال :
حدثنا عيسى بن حماد المصري. قال : أنبأنا الليث بن سعد ، عن جعفر بن ربيعة.
كلاهما - أبو الزناد ، وجعفر بن ربيعة - عن عبد الرحمن الأعرج ، فذكره.
وبنحو الحديث السابق أخرجه الحميدي (1072) قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا ابن
عجلان ، عن سعيد ، فذكره.
وبلفظ : «إذا جاء أحدكم خادمه بطعامه ، فليجلسه فليأكل معه ،فإن أبى فليناوله منه»
.
أخرجه الحميدي (1072) قال : حدثنا سفيان ، وأحمد (2/473) قال : حدثنا يحيى.
والدارمي (2079) قال :حدثنا يعلى. والبخاري في الأدب المفرد (200) قال : حدثنا
مسدد قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وابن ماجة قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير.
قال : حدثنا أبي. والترمذي (1853) قال : حدثنا نصر بن علي ، قال : حدثنا سفيان.
أربعتهم - سفيان ، ويحيى ، ويعلى بن عبيد ، وعبد الله بن نمير - عن إسماعيل بن أبي
خالد ، عن أبيه، فذكره.
وبلفظ : «في المملوك يصنع طعامك ويعانيه فادعه ، فإن أبى فأطعمه في يده ، وإذا
ضربتموهم فلا تضربوهم على وجوههم» .
أخرجه أحمد (5/202) قال : حدثنا يزيد. قال : أخبرنا ابن أبي ذئب (ح) وإسماعيل بن
عمر. قال:حدثنا ابن أبي ذئب ،المعنى ، عن عجلان ، فذكره.
وبلفظ : «إذا جاء أحدكم الصانع بطعامكم قد أغنى عنكم عناء حره ودخانه فادعوه
فليأكل معكم وإلا فلقموه في يده» .
أخرجه أحمد (2/406) قال : حدثنا عبد الرزاق بن همام. قال : حدثني معمر ، عن همام
بن منبه ، فذكره...
وبلفظ «إذا كفى أحدكم خادمه صنعة طعامه وكفاه حره ودخانه فليجلسه معه فليأكل فأن
أبى فليأخذ لقمة فليروغها ثم ليعطها إياه» .
سهلا ، عن أبيه ، فذكره.
وبلفظ: «إذا جاء خادم أحدكم بطعامه قد كفاه حراه وعمله ، فإن لم يقعده معه ليأكل
فليناوله أكلة من طعامه» .
(*) أخرجه أحمد (2/283) قال : حدثنا عبد الرزاق.قال :حدثنا معمر عن الزهري ، عن
أبي هريرة ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ،ومحمد بن زياد، عن أبي هريرة ، عن
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال :....الحديث.
5890 - (م ط) أبو هريرة -
رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «للمملوك طعامُه
وكسوتُه ، ولا يُكلَّف من العمل إلا ما يُطيق» . أخرجه مسلم والموطأ (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1662) في الأيمان ، باب إطعام المملوك مما يأكل ، والموطأ 3 /
980 في الاستئذان ، باب الأمر بالرفق بالمملوك .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (1155) قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا ابن عجلان. وأحمد
(2/347) قال : حدثنا سفيان عن ابن عجلان.وفي (2/347) قال :حدثنا هارون ، عن ابن
وهب. قال: حدثنا عمرو. وفي (2/342) قال :حدثنا عفان. قال حدثنا وهيب. قال :حدثنا
محمد بن عجلان. والبخاري في الأدب المفرد (192) قال :حدثنا عبد الله بن يزيد. قال
: حدثنا سعيد بن أبي أيوب. قال : حدثني ابن عجلان. وفي (193) قال : حدثنا عبد
الله. قال : حدثني الليث.قال :حدثني ابن عجلان.ومسلم (5/93) قال : حدثني أبو
الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح. قال : أخبرنا ابن وهب قال: أخبرنا عمرو الحارث.
كلاهما -ابن عجلان ، وعمرو- عن بكير بن عبد الله بن الأشج ، عن عجلان ، فذكره.
5891 - (م د) خيثمة بن
عبد الرحمن بن أبي سبرة قال : «كنا جلوساً مع عبد الله بن عمرو ، إذ جاءه
قَهْرَمَان له ، فدخل ، فقال : أعطيتَ الرقيق قُوتَهم ؟ قال : لا ، قال :
فَانْطَلِق فأعْطِهم ، فإن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : كفى بالمرء
إِثماً أن يَحْبِسَ عمن يملك قوتَه» . -[53]-
أخرجه مسلم، وأخرج أبو داود المسند منه وقال : قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- : «كفى بالمرء إثماً أن يُضَيِّع مَن يقوتُ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الرقيق) : اسم يجمع العبيد والإماء.
(قوته) : القوت : الغذاء ، قات عِياله يقوتُهم : إذا أطعمهم قوتَهم.
__________
(1) رواه مسلم رقم (996) في الزكاة ، باب فضل النفقة على العيال والمملوك ، وأبو
داود رقم (1692) في الزكاة ، باب في صلة الرحم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (3/78) قال :حدثنا سعيد بن محمد الجرمي ، قال :حدثنا عبد الرحمن
بن عبد الملك بن أبجر الكناني ، عن أبيه ، عن طلحة ، عن مصرف ، عن خثيمة ، فذكره.
- والرواية الثانية :
أخرجه الحميدي (599) قال :حدثنا سفيان ، قال : حدثنا إسرائيل.وأحمد (2/160) (6495)
قال:حدثنا يحيى. عن سفيان.وفي (2/193) (6819) قال : حدثنا وكيع. قال : حدثنا
الأعمش.وفي (2/194) (6828) قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان. وفي
(2/195) (6842) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. وأبو داود (1692)
قال : حدثنا محمد بن كثير، قال : أخبرنا سفيان. والنسائي في الكبرى (الورقة -124-
أ) قال : أخبرنا محمد بن العلاء ، قال : حدثنا أبو بكر. (ح) وأخبرنا عبيد الله بن
سعيد ، قال : حدثنا يحيى ، قال : سمعت سفيان.
خمستهم - إسرائيل ، وسفيان الثوري ،والأعمش ، وشعبة ، وأبو بكر بن عياش - عن أبي
إسحاق ، عن وهب عن جابر بن وهب الخيواني ، فذكره.
(*) أخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (8943) عن محمد بن عبد الأعلى ، عن
معتمر ، عن فضيل بن ميسرة ، عن أبي جرير ، أن عمرو بن عبد الله الهمداني حدثه ، أن
جابر بن وهب الخيواني حدثه، به.قال الترمذي : كذا قال : وهو وهم..
5892 - (ط) مالك بن أنس -
رحمه الله - «بلغه أن عمر بن الخطاب كان يذهب إِلى العَوَالي كلَّ يوم ، فإِن وجد
عبداً في عمل لا يُطِيقُه : وضع عنه منه» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 980 بلاغاً في الاستئذان ، باب الأمر بالرفق بالمملوك ، وإسناده معضل .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (الموطأ) (1903) بلاغا فذكره.
[النوع] الرابع : في
الضرب
5893 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- : «إذا ضرب أحدُكم خادمَه فذكر الله : فَارْفَعوا أيديَكم» . أخرجه الترمذي
(1) .
__________
(1) رقم (1951) في البر والصلة ، باب ما جاء في أدب الخادم ، وفي سنده أبو هارون
العبدي عمارة ابن جوين ، وهو متروك .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف جدّا: أخرجه عبد بن حميد (948) قال : حدثنا حسين الجعفي ، عن فضيل بن عياض.
وفي (953) قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى ، وأبو أحمد الزبيري. والترمذي (1950)
قال : حدثنا أحمد بن محمد. قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك.
أربعتهم - فضيل ، وعبيد الله ، والزبير ، وابن المبارك - عن سفيان الثوري ، عن أبي
هارون العبدي ، فذكره.
وقال الترمذي : وأبو هارون العبدي اسمه عمارة بن جوين قال : قال : أبو بكر العطار
: قال علي بن المدينيي : قال يحيى بن سعيد : ضعف شعبة أبا هارون العبدي. قال يحيى
: وما زال ابن عون يروى عن أبي هريرة حتى مات.
5894 - (م د) زاذان -
رحمه الله- قال : «أتيتُ ابنَ عمر وقد -[54]- أعتق مملوكاً له ، فأخذ من الأرض
عوداً - أو شيئاً - وقال : ما لي فيه من الأجر ما يَسْوَى هذا ، سمعتُ رسولَ الله
- صلى الله عليه وسلم- يقول : من لطم مملوكه أو ضربه فكفارتُه أن يعتقه» . أخرجه
أبو داود.
وفي رواية مسلم : أن ابن عمر قال : إن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : «من ضرب
غُلاماً له حَدّاً لم يأْتِه ، أو لَطَمه ، فإن كفارته أن يعتقَه» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فكفارته) الكفَّارة : الخصلة التي تُغَطِّي الذنب وتمحوه ، من التكفير: التغطية.
__________
(1) رواه مسلم رقم (1657) في الأيمان ، باب صحبة المماليك وكفارة من لطم عبده ،
وأبو داود رقم (5168) في الأدب ، باب حق المملوك .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/25) (4784) و (2/61) (5266) قال :حدثنا وكيع ، عن سفيان. وفي
(2/45) (5051) قال: حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة ،وفي (2/61) (5267) قال
: حدثنا عبد الرحمن ، عن سفيان.والبخاري في الأدب المفرد (177) قال : حدثنا عمرو
بن عون ، ومسدد ، قالا:حدثنا عوانة ، وفي (180) قال : حدثنا موسى ، قال :حدثنا أبو
عوانة.ومسلم (5/90) قال : حدثني أبو كامل. فضيل بن حسين الجحدري ،قال :حدثنا أبو
عوانة (ح) وحدثنا محمد بن المثنى ، وابن بشار ، قالا : حدثنا محمد بن جعفر ، قال :
حدثنا شعبة (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا وكيع. (ح) وحدثني محمد
بن المثنى ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، كلاهما عن سفيان.وأبو داود (1568) قال
:حدثنا مسدد ،وأبو كامل ، قالا : حدثنا أبو عوانة.
ثلاثتهم - سفيان ، وشعبة ، وأبو عوانة - عن فراس ، عن ذكوان أبي صالح ، عن زاذان
أبي عمر ، فذكره.
5895 - (م ت د) سويد بن
مقرن - رضي الله عنه - قال معاوية ابنه : «لَطَمْتُ مَولى لنا فهربتُ ، ثم جئتُ
قُبَيْلَ الظهر ، فصليتُ خلف أبي ، فدعاه ودعاني ، ثم قال : امْثُلْ منه ، فَعَفَا
، ثم قال : كنَّا بني مُقَرِّن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ليس لنا
إِلا خادم واحدة ، فَلَطَمها أحدُنا ، فبلغ ذلك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-
، فقال : أَعْتِقُوها. فقالوا : ليس لهم خادم غيرُها ، قال : فليستخدموها ، فإذا
استغنَوْا عنها فليُخلُّوا سبيلَها» .
وفي رواية هلال بن يساف قال : «عَجِل شيخ ، فَلَطم خادماً له ، -[55]- فقال له
سويد بن مُقِرِّن : عَجَزَ عليك إِلا حُرُّ وجهها ؟ لقد رأيتُني سابع سبعة من بني
مُقرّن ، ما لنا خادم إِلا واحدة لطمها أصغرُنا ، فأمرنا رسولُ الله - صلى الله
عليه وسلم- أن نُعتقها» .
وفي أخرى قال هلال : «كُنَّا نَبيعُ البُرَّ في دار سويد بن مقرّن أخي النعمان بن
مقرّن ، فخرجت جارية ، فقالت لرجل مِنَّا كلمة فلطمها ، فغضب سويد...» ثم ذكر نحو
ما قبله.
وفي رواية عن سويد : «أن جارية له لطمها إِنسان ، فقال له سويد : أما علمت أَن
الصُّورَةَ مُحرَّمة ؟ وقال : لقد رأيتُني وإِني لَسابِعُ إخوة لي مع رسولِ الله -
صلى الله عليه وسلم- ، وما لنا خادم غير واحدة ، فعمد أحدُنا فلطمه ، فأمر رسول
الله - صلى الله عليه وسلم- أن نُعتقها (1)» . أَخرجه مسلم.
وفي رواية الترمذي ، قال سويد : «لقد رأيتنا سبعة إخوة ، ما لنا خادم إلا واحدة ،
فلطمها أحدُنا ، فأمرنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أن نُعتقها» .
وأخرج أبو داود نحو الرواية الأولى ، وأخرج الثانية ، وأولها قال : «كنا نُزولاً
في دار سويد بن مقرّن ، وفينا شيخ فيه حِدَّة ، ومعه جارية فلطم وجهها ، فما رأيتُ
سويداً أَشدَّ غضباً منه ذلك اليوم ، وقال : عجز عليك إلا حُرُّ وجهها...» وذكر
الحديث (2) . -[56]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(امثل منه) يقال : أمثل السلطان فلاناً : إذا قتله قَوَداً ، ويقال للحاكم :
أمْثِلْني أي : أقِدْني وأقِصَّني ، ومَثَل به يمثُل مَثْلاً : أي : نَكَّل به.
والاسم المُثْلَة - بالضم - والمَثُلة : بفتح الميم وضم الثاء : العقوبة.
(خادم) الخادم : الذي يخدمك ذكراً كان أو أنثى.
(أن الصورة مُحرَّمة) أراد بالصورة : الوجه ، وتحريمها ، أي تحريم الضرب عليها ،
واللطم.
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة : نعتقه ، وكلاهما صواب.
(2) رواه مسلم رقم (1658) في الأيمان ، باب صحبة المماليك ، والترمذي رقم (1542)
في النذور ، باب ما جاء في الرجل يلطم خادمه ، وأبو داود رقم (5166) و (5167) في
الأدب ، باب في حق المملوك .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/447) قال : حدثنا ابن نمير. وفي (5/444) قال : حدثنا عبد
الرحمن بن مهدي. والبخاري في الأدب المفرد (178) قال : حدثنا مسدد، قال :حدثنا
يحيى بن سعيد.ومسلم (5/90) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا عبد
الله بن نمير (ح) وحدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا أبي. وأبو داود (1567) قال :
حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى.والنسائي في الكبرى الورقة (65/أ) قال : أخبرنا
محمد بن بشار، قال : حدثنا عبد الرحمن.
ثلاثتهم - عبد الله بن نمير ، وعبد الرحمن بن مهدي ، ويحيى بن سعيد - عن سفيان
الثوري ،عن سلمة ابن كهيل ، عن معاوية بن سويد ، فذكره.
(*) أخرجه النسائي في الكبري (الورقة 65-أ) قال : أخبرنا أبو داود ، قال : حدثنا
أبو الوليد ، قال:حدثنا أبو عوانة ،عن مطرف ، عن الشعبي ، عن معاوية بن سويد ، قال
: لطم ابنه مولى له ، فقال له : ألطمته ؟ قال : فتركه ، ثم قال :كنا لنا بنو مقرن
مملوك...الحديث.
(*) وأخرجه أيضا. قال : أخبرنا أحمد بن حرب ، قال : حدثنا أسباط ، عن مطرف ، عن
أبي السفر ، عن معاوية بن سويد بن مقرن ، قال : كان لبني مقران غلام ،فلطمه بعضنا
، فأتى النبي ،-صلى الله عليه وسلم- ، فشكا إليه الحديث. مرسلا.
والرواية الثانية:
أخرجها أحمد (3/447) قال :حدثنا محمد بن جعفر.والبخاري في «الأدب المفرد» (179)
قال : حدثنا عمرو بن مرزوق. ومسلم (5/91) قال : حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد ،
قال : حدثني أبي (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم ، ومحمد بن المثنى ، عن وهب بن جرير
، والنسائي في الكبرى الورقة 65/أ) قال : أخبرنا عمرو بن علي ،قال : حدثنا أبو
داود.
خمستهم- ابن جعفر ، وعمرو بن مرزوق ، وعبد الصمد بن عبد الوارث ، ووهب ، وأبو
داود- عن شعبة ، وعن محمد بن المنكدر ، قال سمعت أبا شعبة فذكره.
والرواية الثالثة :
أخرجها أحمد (5/444) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال :حدثنا شعبة وفي (5/444) قال
: حدثنا هشيم. والبخاري (في الأدب المفرد) (176) قال : حدثنا آدم،قال :حدثنا
شعبة.ومسلم (5/91) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ،ومحمد بن عبد الله بن نمير،
قالا : حدثنا ابن إدريس (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار ، قالا : حدثنا ابن
أبي عدي ، عن شعبة. وأبو داود (5166) قال : حدثنا مسدد ، قال: حدثنا فضيل بن عياض.
والترمذي (1542) قال : حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا المحاربي ، عن شعبة ،
والنسائي في الكبرى (الورقة 65/أ) قال: أخبرنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا ابن
أبي عدي ، عن شعبة.
أربعتهم - شعبة ، وهشيم ، وابن إدريس ، وفضيل بن عياض - عن حصين قال : سمعت هلال
بن يساف، فذكره.
وبلفظ: «أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنبيذ في جرة ، فسألته عنه فنهاني
عنه ، فأخذت الجرة فكسرتها» .
أخرجه أحمد (3/447) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن أبي حمزة ،
قال : سمعت رجلا من بني مازن يحدث ، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (5/444) قال : حدثنا روح.قال :حدثنا شعبة، عن أبي حمزة ، قال
:سمعت هلالا، رجلا من بني مازن يحدث ، فذكره.
5896 - (م د ت) أبو مسعود
البدري - رضي الله عنه - قال : «كنتُ أضرب غلاماً لي بالسوط ، فسمعتُ صوتاً من
خلفي : اعْلَم أبا مسعود ، فلم أفهم الصوتَ من الغضب ، قال : فلما دنا مني ، إذا
هو رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فإذا هو يقول : اعلم أبا مسعود ، اعلم أبا
مسعود ، قال : فألقيت السوط من يدي ، فقال : اعلم أبا مسعود أن الله أَقْدَرُ عليك
منك على هذا الغلام ، قال: فقلت : لا أَضرب مملوكاً بعده أبداً» .
وفي رواية : «فسقط من يدي السَّوطُ من هيبته» .
وفي أُخرى : «فقلتُ : يا رسول الله ، هو حُرٌّ لوجه الله تعالى ، فقال : أَمَا لو
لم تفعل لَلَفَحَتْكَ النار - أو لَمَسَّتْكَ النارُ» .
وفي أخرى : «أنه كان يضرب غلاماً له ، فجعل يقول : أعوذ بالله ، -[57]- فجعل
يضربُه ، فقال : أعوذُ برسول الله ، فتركه ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه
وسلم- : [واللهِ] لَلَّهُ أقدر عليك منك عليه ، قال : فأعْتَقْتُه» . أخرجه مسلم.
وفي رواية الترمذي قال : «كنتُ أَضرب مملوكاً لي ، فسمعتُ قائلاً من خلفي : اعلم
أبا مسعود ، اعلم أبا مسعود ، فَالْتَفَتُّ ، فإذا أنا برسولِ الله - صلى الله
عليه وسلم- فقال : لَلَّهُ أقدر عليك منك عليه» .
وفي رواية أبي داود نحو الترمذي ، وزاد : «فقلت : يا رسولَ الله ، هو حُرٌّ لوجه
الله تعالى ، فقال : أما لو لم تفعل للفَعَتْكَ النار - أو لمسَّتْكَ النار -» .
وفي أخرى بمعناه نحوه ، قال : «كنتُ أضرب غلاماً لي...» وذكر نحوه ، ولم يذكر
العتق (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لَفَحَتْك) لَفح النار : حرُّها ووهجها ، وكذلك لَفعُها ، بالحاء والعين.
__________
(1) رواه مسلم رقم (1659) في الأيمان ، باب صحبة المماليك ، وأبو داود رقم (5159)
و (5160) في الأدب ، باب حق المماليك ، والترمذي رقم (1949) في البر والصلة ، باب
النهي عن ضرب الخدم وشتمهم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/120) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا سفيان.وفي
(5/273) قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال :حدثنا شعبة.وفي (5/274) قال : حدثنا عبد
الرحمن ، عن سفيان.والبخاري في الأدب المفرد (171) قال :حدثنا محمد بن سلام، قال :
أخبرنا أبو معاوية ومسلم (5/91و92) قال : حدثنا أبو كامل الجحدري ،قال : حدثنا عبد
الواحد ، يعني ابن زياد (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا جرير (ح)
وحدثني زهير بن حرب ، قال : حدثنا محمد بن حميد ،وهو المعمري عن سفيان (ح) وحدثني
محمد بن رافع ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال
: حدثنا عفان ، قال : حدثنا أبو عوانة (ح) وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، قال :
حدثنا أبو معاوية (ح) وحدثنا محمد بن المثنى ، وابن بشار قالا : حدثنا ابن أبي عدي
، عن شعبة (ح) وحدثنيه بشر بن خالد ، قال :أخبرنا محمد ، يعني ابن جعفر ، عن شعبة
، وأبو داود (5159) قال : حدثنا محمد بن العلاء (ح) وحدثنا ابن المثنى ، قالا :
حدثنا أبو معاوية. وفي (1560) قال : حدثنا أبو كامل ، قال : حدثنا عبد الواحد.
والترمذي (1948) قال : حدثنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا مؤمل ، قال : حدثنا
سفيان.
ستتهم - سفيان ، وشعبة ، وأبو معاوية ، وعبد الواحد بن زياد ، وجرير ، وأبو عوانة
- عن سليمان الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، فذكره.
(*) وزاد أبو معاوية في روايته : «...فقلت : يا رسول الله هو حر لوجه الله ، فقال
: أما لو لم تفعل للفحتك النار ،أو لمستك النار» .
(*) وزاد شعبة في روايته : «...فأعتقه» .
5897 - (خ) سالم - مولى
ابن عمر - رضي الله عنهما - «أن ابن عمر كَرِهَ أن تُعْلَم الصُّورَةُ ، وقال :
نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أن تضربَ» . أخرجه البخاري (1) . -[58]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كره أن تُعْلَم الصورة) أي : أن يُجعل في الوجه سِمَة أو كيٌّ يعرَف به.
__________
(1) 9 / 579 في الذبائح ، باب الوسم والعلم في الصورة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/25) (4779) قال : حدثنا وكيع. وفي (2/118) (5991) قال :
حدثنا عبد الله بن الحارث.والبخاري (7/126) قال : حدثنا عبيد الله بن موسى.
ثلاثتهم - وكيع ، وعبد الله ، وعبيد الله - عن حنظلة بن أبي سفيان ،عن سالم فذكره.
(*) وفي رواية وكيع : «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تضرب الصور» يعني
الوجه.
(*) وفي رواية عبد الله بن الحارث : «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ضرب
الوجه» .
[النوع] الخامس : في
القذف
5898 - (خ م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : سمعت أبا القاسم - صلى الله
عليه وسلم- يقول : «مَن قذف مملوكه وهو بريء مما قال يقام عليه الحدُّ يوم القيامة
- وفي رواية : جُلد يوم القيامة - إلا أن يكون كما قال» .
وفي أُخرى قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «من قذف مملوكه بالزنا :
يُقَام عليه الحدُّ يوم القيامة ، إلا أن يكون كما قال» . أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج الترمذي وأبو داود الأولى ، وقالا : «أبا القاسم نبيَّ التوبة» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قذف) القذف : رمي المرأة بالزنا أو ما يجري مجراه.
__________
(1) رواه البخاري 12 / 164 في الحدود ، باب قذف العبيد ، ومسلم رقم (1660) في
الأيمان ، باب التغليظ على من قذف مملوكه بالزنى ، وأبو داود رقم (5165) في الأدب
، باب حق المملوك ، والترمذي رقم (1940) في البر والصلة ، باب النهي عن ضرب الخدم
وشتمهم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/431) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (2/499) قال : حدثنا
إسحاق بن يوسف.وعبد بن حميد (1468) قال : حدثنا يعمر. قال : حدثناعبد الله
المبارك. والبخاري (8/218) قال : حدثنا مسدد. قالا : حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم
(5/92) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا ابن نمير (ح) وحدثنا محمد بن
عبد الله بن نمير. قال : حدثنا أبي (ح) وحدثناه أبو كريب. قال : حدثنا وكيع (ح)
وحدثني زهير بن حرب. قال : حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق. وأبو داود (1565) قال :
حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي (ح) وحدثنا مؤمل بن الفضل الحراني، كلاهما عن عيسى
بن يونس. والنسائي (1947) قال : حدثنا أحمد بن محمد قال : أخبرنا عبد الله بن
المبارك. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (10/13624) عن سويد بن نصر ، عن ابن
المبارك.
ستتهم - يحيى ، وإسحاق ، وابن المبارك ، وعبد الله بن نمير ، ووكيع ، وعيسى بن
يونس - عن فضيل ابن غزوان ، عن ابن أبي نعم. فذكره.
5899 - () سعد بن أبي
وقاص - رضي الله عنه - قالت امرأته لجاريتها : يا زانية ، فقال لها سعد : أعلمتِ
ذلك منها ؟ قالت : لا ، قال : فإني سمعتُ -[59]- رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم
- يقول : «من قذف مملوكاً بالزِّنَا : أقام عليه الحدّ يوم القيامة ، إلا أن يكون
كما قال ، فاسْتَحَلَّتْها ، فأحَلَّتها» .
وفي رواية نحوه ، وفيه قال : «فإن لم تَقُصِّيها من نفسكِ اقْتَصَّت منكِ يوم
القيامة ، فعزمَتْ عليها ، وكشفتُ لها عن ظهرها فحلَّلْتها» . أخرجه ... (1)
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فعَزَمتْ) يقال : عزمت على فلان بكذا وكذا : إذا حلفت عليه ليفعل شيئاً.
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وهو بمعنى
الذي قبله .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين ، ولم يتوقف عليه.
[النوع] السادس : في
التسمية
5900 - (خ م د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-
قال : «لا يقولَنَّ أحدُكم : عبدي وأمتي ، ولا يقُولنَّ المملوك : ربِّي وربتي ،
ليقُل المالك : فَتَايَ وفَتَاتي ، وليقُل المملوك : سيدي وسيدتي ، فإنكم
المملوكون والرَّبُّ : الله عزَّ وجلَّ» .
وفي رواية لم يذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، وقال : «وليقل : سيدي
ومولاي» . أخرجه أبو داود.
وفي رواية البخاري ومسلم : أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا
يَقُولنَّ أحدكم : أطْعِمْ ربَّك ، وَضِّئْ ربَّك ، اسقِ ربك ، وليقل : سيدي
ومولاي -[60]- ولا يقل أحدُكم : عبدي وأمتي ، وليقل : فتاي وفتاتي ، وغُلامي» .
ولمسلم : «ولا يقل أحدُكم : ربي ، وليقل : سيدي ومولاي» .
وفي أخرى له قال : «لا يقولنَّ أحدُكم : عبدي ، فكلكم عَبِيد [الله ، ولكن ليقُل :
فَتَايَ] ، ولا يقل العبد : ربي ، ولكن ليقل : سيدي» .
زاد في رواية : «فإن مولاكم الله» .
وفي أخرى : «لا يقولنَّ أحدُكم : عبدي وأمتي ، كلُّكم عبيدُ الله ، وكلُّ نسائِكم
إِماءُ الله ، ولكن ليقل : غلامي وجاريتي ، وفتاي وفتاتي» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 129 - 131 في العتق ، باب كراهية التطاول على الرقيق ، ومسلم
رقم (2249) في الألفاظ ، باب حكم إطلاق لفظة العبد والأمة والمولى والسيد ، وأبو
داود رقم (4975) و (4976) في الأدب ، باب لا يقول المملوك : ربي وربتي .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/423) قال : حدثنا غسان بن الربيع. قال : حدثنا حماد بن سلمة
، عن أيوب.وفي (2/491و508) قال : حدثنا محمد بن جعفر.قال :حدثنا هشام. وفي (2/508)
قال : حدثنا يزيد. قال : أخبرنا هشام بن حسان ،والبخاري في الأدب المفرد (201) قال
: حدثنا حجاج بن منهال، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن أيوب وحبيب وهشام ، وأبو
داود (4975) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. قال : حدثنا حماد. عن أيوب وحبيب بن
الشهيد وهشام.والنسائي في عمل اليوم والليلة (243) قال : أخبرنا محمد بن خلف
العسقلاني. قال :حدثنا الحسن بن بلال. قال : حدثنا حماد بن سلمة ،عن أيوب ، وهشام
، وحبيب.
ثلاثتهم - أيوب ، وهشام ، وحبيب بن الشهيد - عن محمد بن سيرين فذكره.
والرواية الثانية :
أخرجها أحمد (2/316) قال : حدثنا وكيع.وفي (2/496) قال :حدثنا ابن نمير. (ح)
ويعلي.ومسلم (7/46و47) قال : حدثني زهير بن حرب.قال : حدثنا جرير. (ح) وحدثنا أبو
بكر بن أبي شيبة وأبو كريب.قالا : حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا أبو سعيد الأشج.
قال : حدثنا وكيع. والنسائي في عمل اليوم والليلة (242) قال : أخبرنا محمد بن
العلاء أبو كريب. قال : حدثنا أبو معاوية.
خمستهم - وكيع ، وابن نمير ، ويعلي ، وجرير ، وأبو معاوية - عن الأعمش ، عن أبي
صالح ،فذكره. والرواية الرابعة:
أخرجها أحمد (2/464و484) قال :حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال : حدثنا زهير. يعني
ابن أحمد. والبخاري في الأدب المفرد (209) قال : حدثنا محمد بن عبيد الله. قال :
حدثني ابن أبي حازم. ومسلم (7/46) قال : حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر.قالوا
: حدثنا إسماعيل ، وهو ابن جعفر.والنسائي في عمل اليوم والليلة (241) قال : أخبرنا
علي بن حجر قال : حدثنا إسماعيل ،وهو ابن جعفر.
ثلاثتهم -زهير بن محمد ، وابن أبي حازم ، وإسماعيل بن جعفر - عن العلاء ، عن أبيه
،فذكره.
[النوع] السابع : فيمن
أعتق جاريته وتزوجها
5901 - (خ م ت د س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - : «من كانت له جارية فَعَالَها وأحسن إليها ، ثم أعْتَقَها
وتزوجها : كان له أجران ، وأَيُّما عبدٍ أدَّى حقَّ الله وحقّ مواليه : فله أجران»
.
وفي رواية قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «ثلاثة يُؤْتَوْنَ
أجُورَهُم مرتين ، عَبد أَدَّى حقَّ الله وحقَّ مواليه ، فذلك يؤتَى أجرَه مرتين ،
ورجل كانت عنده جارية وَضِيئَة فأحسن أدبها ، ثم أعتقها ، ثم تزوجها ، يبتغي بذلك
-[61]- وجه الله : فذلك يُؤتَى أجرَه مرتين ، ورجل آمن بالكتاب الأول ، ثم جاء
الآخَر فآمن به : فذلك يُؤتَى أجرَه مرتين» .
وفي رواية : «أن رجلاً من أهل خُرَاسان قال للشعبيِّ : إِن أهل العراق يقولون :
إِذا أعْتَق الرجل أمته ، ثم تزوَّجها : كان كمن يركب بَدَنَتَه ؟ فقال الشعبيُّ :
أخبرني أبو بُردة عن أبي موسى قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : ثلاثة
لهم أجران : رجل آمَن بنبيِّه وآمن بمحمد ، والعبد المملوك إذا أدَّى حقَّ الله
وحق مواليه ، ورجل كانت عنده أمة يطؤها ، فأدَّبها فأحسن تأديبها ، وعلَّمها فأحسن
تعليمها ، ثم أعْتَقَها فتزوَّجَها فله أجران ؛ ثم قال له الشعبيُّ :
أَعْطَيْناكَها بغير شيء ، وقد كان يُرْكَبُ فيما دُونَها إلى المدينة - وفي رواية
: إلى العراق» .
وفي أخرى : «أعْتَقَها ثم أصْدَقها» . يعني : تَزوَّجَها بمهر جديد.
وفي رواية قال : «ثلاثة يُؤتَوْن أجْرَهم مرتين : رجل كانت له أمة فأدَّبهَا
فأحْسن أدبها ، وعلَّمها فأحسن تعليمها ، ثم أعتقها فتزوجها ، وعبد يُؤدِّي حَقَّ
الله وحقَّ مَوَاليه ، ومُؤمِنُ أهلِ الكتاب» .
وفي أخرى قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «من أعتق جارية ، ثم تزوجها
: فله أجران» .
أخرج الثانيةَ الترمذي ، والثالثة البخاري ومسلم ، والرابعةَ البخاري -[62]-
تعليقاً ، والخامسةَ النسائي ، والسادسة النسائي وأبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فَعَالَها) عَال الرجل أهله : إذا قام بواجبهم.
(كمن يركب بدنته) البدنة : الناقة تُهدى إلى بيت الله ، ومن أهدى بدنة يُكره له
ركوبها ، لأنه قد جعلها لله ، وأخرجها عن ملكه ، وكذلك من أعتق أمة فقد جعلها
محررة لله ، فهي بمنزلة البدنة ، فإذا تزوجها كان كأنه قد ركب بدنته (2) .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 126 و 127 في العتق ، باب العبد إذا أحسن عبادة ربه ونصح
سيده ، وفي العلم ، باب تعليم الرجل أمته وأهله ، وفي الجهاد ، باب فضل من أسلم من
أهل الكتابين ، وفي الأنبياء ، باب {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها} ،
في النكاح ، باب اتخاذ السراري ، ومسلم رقم (154) في الإيمان ، باب وجوب الإيمان
برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى جميع الناس ونسخ الملل بملته ، والترمذي
رقم (1116) في النكاح ، باب ما جاء في فضل من يعتق أمته ثم يتزوجها ، والنسائي 6 /
115 في النكاح ، باب عتق الرجل جاريته ثم يتزوجها .
(2) في الصحيح : أن النبي صلى الله عليه وسلم " رأى رجلاً يسوق بدنة ، فقال
اركبها ، قال : إنها هدي ، قال : اركبها " ، وفي الصحيح : أنه صلى الله عليه
وسلم " أعتق صفية وتزوجها ، وجعل عتقها صداقها " .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (768) قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا ابن صالح بن حي.
وأحمد (4/395) قال : حدثنا عبد الرحمن ، عن سفيان ، عن صالح الثوري.وفي (4/398)
قال : حدثنا سليمان بن داود الهاشمي ، قال : حدثنا أبو زبيد ، عن مطرف.وفي (4/402)
قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال :حدثنا عتبة ، عن صالح. وفي (4/405) قال : حدثنا
إسماعيل بن إبراهيم ، قال: أخبرنا معمر بن راشد ، عن فراس. وفي (4/414) قال :
حدثنا عبدة بن سليمان ، قال : حدثنا صالح بن صالح. وفي (4/415) قال : حدثنا خلف بن
الوليد ، قال :حدثنا خالد-يعني الطحان - عن مطرف والبخاري (1/53) قال.وفي (الأدب
المفرد) (303) قال : أخبرنا محمد ، هو ابن سلام ، قال : حدثنا المحاربي ،قال حدثنا
صالح بن حبان. وفي (3/194) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، سمع محمد بن فضيل ، عن
مطرف ، وفي (3/195) قال : حدثنا محمد بن كثير ، قال : أخبرنا سفيان ، عن صالح ،
وفي (4/73) قال : حدثنا علي بن عبد الله ، قال :حدثنا سفيان بن عيينة ، قال :
حدثنا صالح بن حيي أبو الحسن. وفي (4/204) قال : حدثنا محمد بن مقاتل ، قال:
أخبرنا عبد الله ، قال :أخبرنا صالح بن حي. وفي (7/7) قال :حدثنا موسى بن إسماعيل،
قال : حدثنا عبد الواحد ، قال :حدثنا صالح بن صالح الهمداني. ومسلم (1/93) قال :
حدثنا يحيى بن يحيى ، قال : أخبرنا هشيم ، عن صالح بن صالح الهمداني (ح) وحدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا عبدة بن سليمان (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال :
حدثنا سفيان (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ ، قال : حدثنا أبي.قال : حدثنا شعبة. كلهم
عن صالح ابن صالح.وفي (4/146) قال : حدثنا يحيى بن يحيى قال : أخبرنا خالد بن عبد
الله ، عن مطرف. وأبو داود (2053) قال :حدثنا هناد بن السري ، قال : حدثنا عبثر ،
عن مطرف ، وابن ماجة (1956) قال : حدثنا عبد الله بن سعيد أبو سعيد الأشج ، قال :
حدثنا عبده بن سليمان ، عن صالح بن صالح بن حي. والترمذي (1116) قال : حدثنا هناد
، قال :حدثنا علي بن مسهر ، عن الفضل بن يزيد (ح) وحدثنا ابن أبي عمر ، قال حدثنا
عن صالح بن صالح -وهو ابن حي - والنسائي (6/115) قال : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ،
قال : حدثنا ابن أبي زائدة ، قال : حدثني صالح بن صالح (ح) وأخبرنا هناد بن السري
، عن أبي زبيد بن القاسم ، عن مطرف.
أربعتهم -صالح بن حي ، ومطرف ، وفراس ، والفضل بن يزيد - عن الشعبي.
2-وأخرجه أحمد (4/408) قال : حدثنا أسود بن عامر ، قال : أخبرنا أبو بكر (ح) وحسين
بن محمد، قال : حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن أبي حصين عثمان بن عاصم.
3-وأخرجه البخاري (3/196) .والأدب المفرد (204) قال : حدثنا محمد بن العلاء ، قال
: حدثنا أبو أسامة.وفي (الأدب المفرد) (305) قال : حدثنا موسى ، قال : حدثنا عبد
الواحد.
كلاهما- أبو أسامة ، وعبد الواجد- عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة.
ثلاثتهم - الشعبي ، وأبو حصين عثمان بن عاصم ، وبريد - عن أبي بردة فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة
(*) رواية أبي حصين : «إذا أعتق الرجل أمته ، ثم تزوجها بمهر جديد كان له أجران»
أخرجه أحمد (2/330) قال : حدثنا عثمان بن عمر. وفي (2/402) قال :حدثنا إبراهيم بن
إسحاق الطالقاني ،قال :حدثنا عبد الله. والبخاري (3/195) قال : حدثنا بشر بن محمد
، قال : أخبرنا عبد الله.وفي (الأدب المفرد) (308) قال : حدثنا إسماعيل قال :
حدثني سليمان بن بلال ، ومسلم (5/94) قال : حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى ،
قالا : أخبرنا ابن وهب. (ح) وحدثنيه زهير بن حرب ، قال: حدثنا أبو صفوان الأموي.
خمستهم- عثمان بن عمر ، وعبد الله بن المبارك ،وسليمان بن بلال ، وعبد الله بن وهب
، وأبو صفوان الأموي -عن يونس ، عن ابن شهاب الزهري قال : سمعت سعيد بن المسيب ،
فذكره.
وبلفظ : «إذا أطاع العبد ربه وسيده فله أجران» .
قال : فلما أعتق أبو رافع بكي.فقيل له: ما يبكيك ؟ قال : كان لي أجران فذهب
أحدهما.
أخرجه أحمد (2/344) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا حماد ،قال :أخبرنا ثابت ، عن
أبي رافع ، فذكره.
وبلفظ : «إذا أدى العبد حق الله وحق مواليه ، كان له أجران» .قال :فحدثتها كعبا.
فقال كعب: ليس عليه حسان ولا على مؤمن مزهد.
هذه رواية أبي معاوية. وفي رواية إسرائيل: «نعمَّا للمملوك إذا أدى حق الله وحق
مواليه» ....وذكر قصة كعب.
وفي رواية سفيان «نعمَّا لأحدكم أن يطيع ربه ويؤدي حق سيده..» يعني المملوك. وقال
:كعب : صدق الله ورسوله.
[النوع] الثامن : في
العبد الصالح
5902 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-
قال : «العبد المملوك المصلح له أجران ، فوالذي نفس أبي هريرة بيده -[63]- لولا
الجهاد في سبيل الله ، والحجُّ وبرُّ أُمِّي : لأَحْبَبْتُ أن أموتَ وأنا مملوك ،
ولم يكن يحجّ أبو هريرة حتى ماتت أُمه ، لصحبتها» .
وفي رواية قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «نِعْمَ ما لأحدِهم :
يُحْسِنُ عبادةَ ربه ، ويَنْصَحُ لسيده» .
وفي أخرى قال : «إذا أَدَّى العبدُ حقَّ [الله وحق] مواليه : كان له أجران ، قال :
فحدَّثتُها كعباً ، فقال كعب : ليس عليه حساب ، ولا على مؤمن مُزْهِد» . أخرجه
البخاري ومسلم ، وأخرج الترمذي الثانية.
ولمسلم : أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «نِعِمَّا للملوك أن
يُتَوَفَّى يُحسن عبادة الله وصَحابة سيده ، نِعمَّا له» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مُزْهِد) المزهد : القليل المال ، والزهيد : القليل.
__________
(1) رواه البخاري 5 / 127 في العتق ، باب العبد إذا أحسن عبادة ربه ونصح سيده ،
ومسلم رقم (1665) في الإيمان ، باب ثواب العبد وأجره إذا نصح لسيده ، والترمذي رقم
(1986) في البر والصلة ، باب ما جاء في فضل المملوك الصالح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/252) قال : حدثنا أبو معاوية.وفي (2/390) قال : حدثنا أسود بن عامر.
قال:حدثنا إسرائيل.والبخاري (3/196) قال : حدثنا إسحاق بن نصر ، قال : حدثنا أبو
أسامة. ومسلم (5/4) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا :حدثنا أبو
معاوية.وفي (5/95) قال : حدثنيه زهير بن حرب ،قال :حدثنا جرير. والترمذي (1985)
قال : حدثنا ابن أبي عمر ، قال : حدثنا سفيان. خمستهم - أبو معاوية ،وإسرائيل
،وأبو أسامة ، وجرير ، وسفيان بن عيينة- عن الأعمش ، عن أبي صالح، فذكره.
وبلفظ : «نعما للمملوك أن يتوفى يحسن عباده الله ، وصحابه سيده، نعما له» ..
أخرجه أحمد (2/270و318) . ومسلم (5/95) قال : حدثنا محمد بن رافع.
كلاهما -أحمد بن حنبل ، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق بن همام قال : حدثنا معمر ،
عن همام بن منبه ، فذكره.
وبلفظ : «إذا أطاع العبد ربه وسيده ، فله أجران» .
أخرجه أحمد (2/263) قال : حدثنا أبو كامل. وفي (2/292) قال : حدثنا يزيد.وفي
(2/406) قال : حدثنا عفان ، وفي (2/485) قال : حدثنا مؤمل.
أربعتهم - أبو كامل ، ويزيد بن هارون ، وعفان ، ومؤمل بن إسماعيل - عن حماد بن
سلمة ، قال : أخبرنا عمار بن أبي عمار ، فذكره.
5903 - (خ م ط د) عبد
الله بن عمر - رضي الله عنهما - : أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال :
«العبدُ إِذا نصح لسيده ، وأحسن عبادة ربه : كان له -[64]- أجره مرتين» . أخرجه
البخاري ومسلم والموطأ وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 126 في العتق ، باب العبد إذا أحسن عبادة ربه ونصح سيده ،
وباب كراهية التطاول على الرقيق ، ومسلم رقم (1664) في الأيمان ، باب ثواب العبد
وأجره إذا نصح لسيده وأحسن عبادة الله ، والموطأ 2 / 981 في الاستئذان ، باب ما
جاء في المملوك وهبته ، وأبو داود رقم (5169) في الأدب ، باب ما جاء في المملوك
إذا نصح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك الموطأ (1905) ومن طريقه البخاري في العتق (16:1) عن القعنبي ،
ومسلم في الأيمان والنذور (16:1) عن يحيى بن يحيى. وأبو داود في الأدب (134) عن
القعنبي.
كلهم عن نافع ، فذكره (تحفة الأشراف 6/214) .
5904 - (خ) أبو موسى
الأشعري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «للملوك
الذي يُحْسنُ عبادة ربِّه ، ويُؤدِّي إلى سيده الذي له عليه من الحقِّ والنصيحةِ
والطاعةِ : أَجران» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 5 / 128 في العتق ، باب كراهية التطاول على الرقيق .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (ح 2551) قال : حدثنا محمد بن العلاء ، قال : حدثنا أبو
أسامة عن بريد عن أبي بردة ، فذكره.
[النوع] التاسع : في
العبد الآبق
5905 - (م د س) جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه
وسلم- قال : «أيُّما عبد أبقَ فقد برئتْ منه الذِّمَّةُ» .
وفي رواية : «إذا أبق العبد : لم تقبل له صلاة» .
وفي أخرى موقوفاً عليه : «أيُّما عبد أبق من مواليه : فقد كفر ، حتى يرجعَ إليهم»
. أخرجه مسلم.
وفي رواية أبي داود : «إذا أبقَ إلى الشرك فقد حَلَّ دَمُه» .
وفي أخرى : «أيما عبد أبق من مواليه ولَحِقَ بالعدوِّ : فقد أحَلَّ بنفسه» (1) .
-[65]-
وفي رواية النسائي : «إذا أبَق العبد : لم تُقبلْ له صلاة حتى يرجعَ إلى مواليه» .
وفي أخرى له : «لم تقبل له صلاة ، وإن مات مات كافراً ، فأبَق غلام لجرير ،
فَأَخَذَهُ فَضَرَب عُنقَه» .
وفي أخرى له : «إذا أَبق العبد إلى أرض الشرك : فلا ذمة له» . وأخرج الأولى من
روايتي أبي داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أبق) العبد : إذا هرب من مولاه ، فهو آبق.
__________
(1) هذه الرواية ليست لأبي داود كما ذكر المصنف ، وهي إحدى روايات النسائي 7 / 103
في تحريم الدم ، باب الاختلاف على أبي إسحاق .
(2) رواه مسلم رقم (68) و (69) و (70) في الإيمان ، باب تسمية العبد الآبق كافراً
، وأبو داود رقم (4360) في الحدود ، باب الحكم فيمن ارتد ، والنسائي 7 / 102 في
تحريم الدم ، باب العبد يأبق إلى أرض الشرك ، وباب الاختلاف على أبي إسحاق .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : وله روايات عدة وهي :
عن الشعبي ، قال : كان جرير يحدث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- : «إذا أبق العبد
لم تقبل له صلاة ، وإن مات مات كافرا» .
قال : وأبق غلام لجرير ،فأخذه فضرب عنقه.
رواية داود بن يزيد الأودي: «إذا أبق العبد فحلق بالعدو فمات فهو كافر»
رواية داود بن أبي هند : «أيما عبد أبق برئت منه الذمة» .
رواية إسماعيل بن علية ، عن منصور : «أيما عبد أبق من مواليه فقد كفر حتى يرجع
إليهم» .
رواية شعبة ، عن منصور : «إذا أبق العبد لم تقبل له صلاة حتى يرجع إلى مواليه» .
رواية أبي إسحاق : «إذا أبق العبد الى أرض الشرك فقد حل دمه» .
1- أخرجه أحمد (4/364) قال : حدثنا مكي بن إبراهيم، قال : حدثنا داود - يعني ابن
يزيد الأودي -.
2- وأخرجه أحمد (4/365) قال : حدثنا عبد الله بن محمد. (قال عبد الله بن أحمد
:وسمعته أنا من عبد الله بن محمد بن أبي شيبة) . قال : حدثنا حفص عن داود ومسلم
(1/59) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا حفص بن غياث ، عن داود (هو
ابن أبي هند) .
3-وأخرجه أحمد (4/365) قال :حدثنا علي بن عاصم. ومسلم (1/58) قال :حدثنا علي بن
حجر السعدي ، قال : حدثنا إسماعيل ، يعني ابن علية ،والنسائي (7/102) قال : أخبرنا
محمود بن غيلان ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : أنبأنا شعبة ،وابن خزيمة (941) قال
: حدثنا يحيى بن حكيم ، قال :حدثنا أبو داود قال :حدثنا شعبة.
ثلاثتهم-علي بن عاصم ، وابن علية ، وشعبة - عن منصور بن عبد الرحمن.
4-وأخرجه أحمد (4/365) قال : حدثنا أسود بن عامر ، قال : حدثنا شريك. وأبو داود
(4360) ، والنسائي (7/102) قال أبو داود : حدثنا ، وقال :النسائي : أخبرنا قتيبة
بن سعيد ، قال : حدثنا حميد بن عبد الرحمن ، عن أبيه. والنسائي (7/103) قال :
أخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا قاسم ، قال: حدثنا إسرائيل.
ثلاثتهم -شريك ، وعبد الرحمن ، وإسرائيل - عن أبي إسحاق.
5-وأخرجه مسلم (591) قال : حدثنا يحيى بن يحيى ، والنسائي (7/102) قال :أخبرنا
محمد بن قدامة.
كلاهما - يحيى ، ومحمد - عن جرير ، عن مغيرة.
خمستهم - داود بن يزيد ، وابن أبي هند ، ومنصور ، وأبو إسحاق ، ومغيرة-.عن الشعبي
، فذكره.
رواية أبي إسحاق عند أحمد ، قال : عن عامر ، عن جرير ، فذكره موقوفا ،قال : وريما
رفعه شريك وبلفظ : «أيما عبد أبق فقد برئت منه الذمة» .
أخرجه الحميدي (807) قال :حدثنا سفيان بن عيينة قال : حدثنا بعض أصحابنا.وأحمد
(4/357) قال:حدثنا عبد الرحمن ، عن سفيان (هو الثوري) .وفي (4/462) قال : حدثنا
وكيع ، قال : حدثنا سفيان (هو الثوري) .
جميعهم- بعض أصحاب ابن عيينة ، والثوري - عن حبيب بن أبي ثابت ، عن المغيرة ،
فذكره..
قال أحمد عقب رواية عبد الرحمن ، عن سفيان : قال أبو نعيم : المغيرة بن شبيل ،يعني
ابن عوف ، في هذا الحديث ، عن جرير بن عبد الله ، فذكر الحديث.
وأخرجه الحميدي (806) قال : حدثنا سفيان ، قال :حدثنا عمرو بن دينار ، عن حبيب بن
أبي ثابت ، عن جرير بدون ذكر (المغيرة) ولفظه : «إذا أبق العبد الى أرض العدو فقد
برئت منه ذمه الله عز وجل» .
الباب الثاني : في العتق
، وفيه عشرة فصول
الفصل الأول : في عتق المشترك
5906 - (خ م ط ت د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ -[66]- رسولَ الله
- صلى الله عليه وسلم- قال : «من أعتق عبداً بينه وبين آخر : قُوِّمَ عليه في ماله
قيمةَ عَدل ، لا وَكْسَ ، ولا شَطَط ، ثم عَتَقَ عليه في ماله إن كان مُوسِراً» .
وفي رواية : «من أعتَق عبداً بين اثنين : فإن كان مُوسِراً قُوِّم عليه ، ثم يعتق»
.
وفي أخرى : «من أعتقَ شِرْكاً له في عبد ، فكان له مال يبلغ ثمن العبد : قُوِّم
العبد عليه قيمةَ عدل ، فأعطَى شركاءه حِصَصَهم ، وعَتَق عليه العبدُ ، وإِلا فقد
عَتَق منه ما عَتَقَ» . أخرجه البخاري ومسلم.
قال الحميديُّ : وأخرجاه من حديث عبيد الله بن عمر ، ومن حديث الليث روايةً
وتعليقاً ، ومن حديث أيوب بن كَيسان السَّختياني ، ومن حديث محمد بن عبد الرحمن بن
أبي ذئب ، تعليقاً ورواية ، ومن حديث إسماعيل بن أمية ، روايةً وتعليقاً ، كلُّهم
عن نافع عن ابن عمر ، بمعنى حديث مالك عن نافع ، يعني الرواية الثالثة ، ومن حديث
يحيى بن سعيد عن نافع روايةً وتعليقاً.
وللبخاري في حديث أيوب ، ويحيى عند قوله : «وإلا فقد عتق منه ما عتق» . قال أيوب
ويحيى : لا ندري : أشيء قاله نافع ، أو شيء في الحديث ؟
وللبخاري عن ابن عمر «أنه كان يفتي في العبد أو الأمة يكون بين شركاء ، فيُعْتِق
أحدُهم نصيبه منه ، يقول : قد وجب عليه عِتْقُه كلِّه (1) ، إذا كان للذي أعتق من
المال ما يَبْلُغ ، يُقَوَّمُ عليه من ماله قيمة العدل ، ويُدفَع إلى -[67]-
الشركاء أنْصِبَاؤهم ، ويُخَلَّى سبيلُ المُعْتَق ، يخبِر بذلك ابنُ عمر عن
النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-» .
قال البخاري : ورواه الليث وابن أبي ذئب وابن إسحاق وجُويرية ويحيى بن سعيد
وإسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- مختصراً.
قال الحميديُّ : ذكره أبو مسعود الدمشقي عن ابن أبي ذئب في أفراد البخاري تعليقاً
، وقد أخرجه مسلم في «صحبة ملك اليمين» بالإسناد ، فصحَّ أنه لهما.
وللبخاري : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَنْ أعتق شِركاً في مملوك :
وجب عليه أن يَعتق كلُّه، إن كان له مال قَدْرُ ثمنه ، يُقام قيمةَ عدل ، ويُعطى شركاؤه
حِصَصهم ، ويُخَلَّى سبيل المُعْتَق» .
ولمسلم : «مَن أعتق شِركاً له في عبد أُقيم عليه (2) قيمةَ العدل ، فأعطى شركاءه
حِصَصَهم، وَعتَق العبدُ» .
وأخرج الموطأ وأبو داود والترمذي الرواية الثالثة.
وأخرج أبو داود الزيادة التي للبخاري عن أيوب ويحيى ، وأخرج أيضاً الرواية الأولى.
وله في أخرى : «من أعْتَقَ شِركاً له في مملوك : فعليه عتقُه كلِّه ، إن كان له ما
يبلغ ثمنه ، وإن لم يكن له مال : أعتق نصيبه» . -[68]-
وفي أُخرى : «من أعتق شِركاً له في عبد : عَتَق منه ما بقي في ماله إذا كان له مال
ما يبلغ ثمن العبد (3)» . وأخرج النسائي نحو هذه الأخيرة (4) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وكْس) الوكس : النقصان.
(شَطَط) الشَّطط : مجاوزة الحدِّ والمقدار في الأمر.
(موسِر) الموسر الذي له مال ، وهو من اليُسر ، ضد العسر.
(شِركاً) الشِّرك : الاسم من الشركة ، والجمع أشراك ، تقول : شَرَكت فلاناً في
البيع أشْرَكه شِرْكة ، والاسم : الشِّرك.
__________
(1) بجر لام " كله " تأكيداً للضمير المضاف ، أي : عتق العبد كله .
(2) في نسخ مسلم المطبوعة : قوم عليه ، والذي عند أبي داود : أقيم .
(3) وفي بعض النسخ : إذا كان له ما يبلغ ثمن العبد ، وفي نسخة : إذا كان له مال
يبلغ ثمن العبد .
(4) رواه البخاري 5 / 94 في الشركة ، باب تقويم الأشياء بين الشركاء ، وباب الشركة
في الرقيق وفي العتق ، باب إذا أعتق عبداً أو عبدين بين اثنين أو أمة بين الشركاء
، وباب كراهية التطاول على الرقيق ، ومسلم رقم (1501) في الأيمان ، باب من أعتق
شركاً له في عبد ، والموطأ 2 / 772 في العتق ، باب من أعتق شركاً له في مملوك ،
وأبو داود رقم (3940) و (3941) و (3942) و (3943) و (3944) و (3945) و (3946) و
(3947) في العتق ، باب فيمن روى أن لا يستسعى ، والترمذي رقم (1346) و (1347) في
الأحكام ، باب ما جاء في العبد يكون بين الرجلين فينفق أحدهما نصيبه ، والنسائي 7
/ 319 في البيوع ، باب الشركة بغير مال ، وباب الشركة في الرقيق .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري في العتق (4/1) قال :حدثنا على بن المديني ومسلم فيه (لا ، بل
في الأيمان والنذور 17/5) عن عمرو والناقد ، وابن أبي عمر،.وأبو داود في (العتق
6/8) عن أحمد بن حنبل. والنسائي فيه العتق (الكبرى 10/4) عن قتيبة. و (10/5) إسحاق
بن إبراهيم فرقهما.
ستتهم عن سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار المكي ، عن سالم ، فذكره. (تحفة الأشراف
5/362) .
وبنحوه أخرجه النسائي في العتق (الكبرى 10/24) عن عمرو بن عثمان ، عن الوليد بن
مسلم ،عن أبي معبد حفص بن غيلان ، عن سليمان بن موسى ، عن نافع ، عن ابن عمرو بن
عطاء.
وقال النسائي : سليمان بن موسى ليس بذاك القوي في الحديث ، ولا نعلم أحد روى هذا
الحديث عن عطاء غيره (تحفة الأشراف 6/99) .
- وبلفظ : «من أعتق شيئا من مملوك له ، فعليه عتقه كله إن كان له مال يبلغ ثمنه» .
أخرجه النسائي في العتق (الكبرى 10/8) عن عبدة بن عبد الله ، عن سويد بن عمرو
الكلبي ، عن زهير بن معاوية الجعفي ، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع ، فذكره. (تحفة
الأشراف 6/136) .
وبلفظ : «أيما رجل له شريك عن عبد فأعتق نصيبه منه ، وله مال. يبلغ قيمة أرضاء
شركائه ، فإنه يضمن لشركائه ، أنصباتهم ، ويعتق العبد» .
أخرجه النسائي في العتق (الكبرى10/914) عن محمد بن وهب ، عن محمد بن سلمة ، عن أبي
إبراهيم، عن زيد بن أبي شيبة ، عن عبيد الله بن عمر ، عن ابن نافع، ومحمد بن
غيلان.
ثلاثتهم عن نافع ، فذكره. (تحفة الأشراف 6/136) .
- وبلفظ : «من أعتق شخصا من مملوك» .
أخرجه النسائي في الفرائض (الكبرى) عن عبد الله بن محمد بن إسحاق الأزدي ،عن جرير
، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن أشياخ من أهل مكة ، عن ابن عمر. (تحفة الأشراف
6/277) .
وبلفظ : «من أعتق شركا له في عبد» .
أخرجه مسلم في (الأيمان والنذور17/4) وفي العتق (1/2) عن هارون بن سعيد الأيلي ،عن
ابن وهب ، عن أسامة بن زيد الليثي ، عن نافع ، فذكره. (تحفة الأشراف 6/54) .
وبلفظ : «من أعتق شقصا له في عبد....» .
أخرجه البخاري في الشركة (5/1) عن عمران بن ميسره ، عن عبد الوارث ، وفي العتق
(4/5) عن أبي النعمان ، عن حماد بن زيد ومسلم في النذور والأيمان (17/4) وفي العتق
(1/2) عن أبي الربيع الزهراني ، وأبي كامل الجحدري.
كلاهما عن حماد بن زيد وأبو داود في العتق (6/3) عن أبي الربيع. و (6/2) عن مؤمل
بن هشام ، عن إسرائيل. والترمذي في الأحكام (14/1) عن أحمد بن منيع ، عن إسماعيل ،
وقال : حسن صحيح. والنسائي في البيع (الكبرى 109، وأيضا في العتق ، الكبري10/16)
عن عمرو بن علي ، عن يزيد بن زريع. وفي العتق (الكبرى10/17) عن إسحاق بن إبراهيم ،
عن عبد الوهاب الثقفي ، (10/18) عن عمرو بن زرارة، عن إسماعيل ، و (10/15) عن محمد
بن يحيى القطعي ، عن عبد الأعلى ، عن سعيد بن أبي عروبة.
كلهم عن أيوب بن أبي تميمة السختياني ،عن نافع ، فذكره. (تحفة الأشراف 6/61) .
وبلفظ : «من أعتق شركا له في مملوك...» .
أخرجه البخاري في الشركة (14/1) عن مسدد ، وفي العتق (4/6) تعليقا ورواه جويرية ،
عن نافع ، عن ابن عمرو مختصرا.وأبو داود في العتق (6) عن عبد الله بن محمد بن
أسماء.
كلاهما عن جعفر بن إياس ، عن نافع ، فذكره ، (تحفة الأشراف 6/87) هو بلفظ : «من
أعتق شركا...» .
أخرجه مسلم في العتق (؟) عن محمد بن رافع ، عن ابن أبي فديك ، عن صخر بن جويرية
البصري ، عن نافع ، فذكره (تحفة الأشراف 6/104) .
وبلفظ : «من أعتق شركا له في مملوك..» .
أخرجه البخاري في العتق (4/4) عن مسدد. والنسائي فيه (العتق ، والكبري 10/13) عن
عمرو بن علي.
كلاهما عن بشير بن الفضل بن لاحق البصير ، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع ، فذكره
(تحفة الأشراف 6/123) .
وبلفظ : «من كان له شريك في عبد فأعتقه فقد عتق ، فإن كان له مال قوم عليه» .
أخرجه النسائي في العتق (الكبرى 10/10) عن إسماعيل بن مسعود ، عن خالد بن الحارث
الهجيمي ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، فذكره (تحفة الأشراف 6/135) .
وبلفظ : «من أعتق شركا له في عبد..» .
أخرجه النسائي في العتق (الكبرى 10/12) عن عمرو بن علي ، (10/11) عبيد الله بن
سعيد ، فرقها.
كلاهما عن يحيى بن سعيد القطان ، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع فذكره ، (تحفة
الأشراف6/184) .هو بلفظ : «من أعتق شركا له في عبد...» .
أخرجه البخاري في العتق (4/2) عن عبد الله بن يوسف ومسلم فيه (العتق 1/1) عن يحيى
بن يحيى. وأبو داود فيه (العتق :6/1) عن القعنبي ، والنسائي فيه العتق ، (الكبرى
10:20) عن الحارث بن مسكين، عن ابن القاسم ، وابن ماجه في الأحكام (100/2) عن يحيى
بن حكيم ، عن عثمان بن عمر.
خمستهم عن مالك بن أنس بن مالك ، عن عامر ، فذكره ، (تحفة الأشراف 6/8) .
وبلفظ : «من أعتق شركا له في عبد...» .
أخرجه البخاري في العتق (4/6 تعليقا) عقيب حديث موسى بن عقبة. عن نافع ، عن ابن
عمر ، ورواه ابن إسحاق، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-
مختصرا ، ومسلم فيه (العتق 1/2) عن محمد بن رافع ، عن ابن أبي فديك ، عن محمد بن
عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذئب ، عن نافع ، فذكره (تحفة الأشراف 6/229) .
وعن ابن عمر ، أنه كان يفتى في العبد أو الأمة يكون بين شركاء فيعتق أحدهم نصيبه
منه ، يقول : قد وجب عليه عتقه كله.... فذكره وقال في آخره : يخبر ذلك ابن عمر عن
النبي -صلى الله عليه وسلم-.والبخاري في العتق (4/6) عن أحمد بن المقدام ، عن فضيل
بن سليمان عن موسى بن عتبة ، عن نافع ، فذكره (تحفة الأشراف 6/242) .
5907 - (خ م د ت) أبو
هريرة - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «من أعتق شِقْصاً
من مملوك : فعليه خَلاصُه في ماله ، فإن لم يكن له مال : قُوِّم المملوك قيمة عدل
، ثم اسْتُسْعِيَ غيرَ مشقُوق عليه» . -[69]-
وفي رواية «ثم يُسْتَسعَى في نصيب الذي لم يعتق ، غيرَ مشقوق عليه» . أَخرجه
البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي.
ولأبي داود «من أعتق نصيباً في مملوك - وفي رواية : شَقيصاً - فخَلاصُه عليه في
ماله إن كان له مال ، وإلا قُوِّمَ عليه ، فاسْتُسْعِيَ به غيرَ مشقوق عليه» .
وله في أخرى : «أن رجلاً أعتق شقيصاً من غلام ، فأجاز النبيُّ - صلى الله عليه
وسلم- عِتْقَه ، وغَرَّمه بقيَّة ثمنه» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شِقْصاً وشقيصاً) الشقص والشقيص : السهم في الملك والشركة فيه ، قليلاً كان أو
كثيراً.
(اسْتُسْعِيَ غير مشقوق عليه) اسْتَسْعاء العبد : إذا عتق بعضه ، ورقَّ بعضه : وهو
أن يسعى في فَكاك ما بقي من رِقِّه ، فيعمل ويتصرف في كسبه ، ويصرف ثمنه إلى مولاه
، فيسمَّى تصرفه في كسبه : سِعاية. وقوله : «غير مشقوق عليه» أي : لا يكلِّفه فوق
طاقته ، يقال : شَقَقت -[70]- عليه أشُقُّ شَقّاً : إذا حمَّلته ما لا يُطيق ،
وكلَّفته ما يشُق عليه ، أي : يشتد عليه قال الخطابي : قوله : «استسعي غير مشقوق
عليه» لا يُثبته أكثر أهل النقل مسنداً عن النبي - صلى الله عليه وسلم- ، ويزعمون
: أنه من فُتْيا قتادة ، قال : وقد تأوله بعض الناس ، فقال : معنى السعاية : أن
يستُسعَى العبد لسيده ، أي يستخدَم ، ولذلك قال : «غير مشقوق عليه» أي : لا
يُحمَّل فوق ما يلزمه من الخدمة بقدر ما فيه من الرقِّ ، لا يُطالَب بأكثر منه.
__________
(1) رواه البخاري 5 / 97 في الشركة ، باب الشركة في الرقيق ، وباب تقويم الأشياء
بين الشركاء بقيمة عدل ، وفي العتق ، باب إذا أعتق عبداً بين اثنين أو أمة بين
الشركاء ، وباب كراهية التطاول على الرقيق ، ومسلم رقم (1502) و (1503) في الأيمان
، باب من أعتق شركاً له في عبد ، وأبو داود رقم (3934) و (3936) و (3937) و (3938)
و (3939) في العتق ، باب فيمن أعتق نصيباً له من مملوك ، وباب من ذكر السعاية في
هذا الحديث ، والترمذي رقم (1348) في الأحكام ، باب ما جاء في العبد يكون بين
الرجلين فيعتق أحدهما نصيبه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (1093) قال : حدثنا سفيان ، عن سعيد بن أبي عروبة ويحيى بن
صبيح. وأحمد (2/255) قال : حدثنا يزيد. قال : حدثنا سعيد وفي (2/347) قال : حدثنا
عفان قال: حدثنا همام.وفي (2/468) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة.وفي
(2/472) قال : حدثنا يحيى. قال : حدثنا ابن أبي عروية.والبخاري (3/182) قال :
حدثنا بشر بن محمد. قال : أخبرنا عبد الله. قال :أخبرنا سعيد بن أبي عروبة وفي
(3/185) قال : حدثنا أبو النعمان قال : حدثنا جرير بن حازم وفيه (3/190) قال :
حدثنا أحمد. قال : حدثنا أحمد بن أبي رجاء. قال : حدثنا يحيى ابن آدم. قال :حدثنا
جرير بن حازم. (ح) وحدثنا مسدد. قال : حدثنا محمد بن يزيد بن زريع.قال:حدثنا
سعيد.ومسلم (4/212و5/96) قال :حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا :حدثنا عمرو
الناقد.قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن ابن أبي عروبة.وفي (4/213) قال
:وحدثناه علي بن خشرم ، قال : أخبرنا عيسى ، يعني ابن يونس ، عن سعيد بن أبي عروبة
(ح) وحدثني هارون بن عبد الله قال : حدثنا وهب بن جرير.قال : حدثنا أبي.وفي (5/96)
قال : وحدثناه عبيد الله بن معاذ.قال :حدثنا أبي.قال : حدثنا شعبة. (ح) وحدثناه
أبو بكر بن أبي شيبة.قال : حدثنا علي بن مسهر ومحمد بن بشر (ح) وحدثنا إسحاق بن
إبراهيم وعلي بن خشرم ، قالا : أخبرنا عيسى بن يونس ، جميعا عن ابن أبي عروبة.وأبو
داود (3934) قال : حدثنا محمد بن كثير. قال : أخبرنا همام. وفي (3935) قال : حدثنا
محمد ابن المثنى.قال :حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثنا أحمد بن علي بن سويد.قال :
حدثنا روح. قالا : حدثنا شعبة. وفي (3936) قال : حدثنا أحمد بن علي بن سويد.قال
:حدثنا روح. قال :حدثنا هشام بن أبي عبد الله.وفي (3937) قال :حدثنا مسلم بن
إبراهيم.قال :حدثنا أبان. وفي (3938) قال :حدثنا نصر بن علي. قال :أخبرنا يزيد ،
يعني ابن زريع حدثنا علي بن عبد الله.قال:حدثنا محمد بن بشر عن سعيد بن أبي عروبة.
وفي (3939) قال :حدثنا ابن بشار. قال :حدثنا يحيى وابن أبي عدي ، عن سعيد.وابن
ماجة (2527) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.قال : حدثنا علي بن مسهر ومحمد بن
بشر. قال : أخبرنا عيسى بن يونس. عن سعيد بن أبي عروبة (ح) وحدثنا محمد بن بشار ،
قال :حدثنا يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن أبي عروبة ، والنسائى في الكبري (تحفة
الأشراف) (9/12211) عن محمد بن المثنى ،ومحمد بن بشار. كلاهما عن غندر ، عن شعبة
(ح) وعن هناد بن السري ، عن عبدة بن سليمان (ح) وعن نصر بن علي ، عن يزيد بن زريع
(ح) وعن مؤمل بن هشام ، عن إسماعيل بن علية.
ثلاثتهم عن سعيد بن أبي عروبة (ح) وعن محمد بن عبد الله المخرمي ، عن أبي هشام
المغيرة بن سلمة المخزومي ، عن أبان بن زيد.
سبعتهم -سعيد بن أبي عروبة ، ويحيى بن صبيح ،وشعبة ، وجرير بن حازم ، وهمام ،
وهشام ،وأبان - عن قتادة ، عن النضر بن أنس ، عن بشير بن نهيك ، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (2/531) قال :حدثنا أزهر بن القاسم.وأبو داود (3936) قال :حدثنا
ابن المثنى. قال :حدثنا معاذ بن هشام.والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12211)
عن محمد بن مثنى ، عن معاذ بن هشام (ح) وعن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ، عن أبي
عامر العقدي.
ثلاثتهم - أزهر، ومعاذ ، وأبو عامر - عن هشام الدستوائي ،عن قتادة ، عن بشير بن
نهيك ،فذكره.ليس فيه (النضر بن أنس) .
(*) قال النسائي : الكلام الأخير (يعني الاستسعاء) من قول قتادة بلغني أن هماما روى
هذا الحديث، فجعل هذا الكلام من قول قتادة.
(*) الروايات ألفاظها مختلفة ومعناها متقارب. وأثبتنا رواية البخاري (3/182) .
وبلفظ : «من أعتق رقبة مؤمنة ، أعتق الله بكل عضو منه عضوا من النار حتى يعتق فرجه
بفرجه.» .
أخرجه أحمد (2/420، 422) قال : حدثنا مكي بن إبراهيم. قال : حدثنا عبد الله ، يعني
ابن سعيد بن أبي هند ،عن إسماعيل بن أبي حكيم مولى آل الزبير.وفي (2/430) قال :
حدثنا يحيى بن سعيد. قال : حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند ، قال : حدثنا
إسماعيل بن أبي الحكيم.وفي (2/429) قال عبد الله ابن أحمد : حدثني أبي ويحيى بن
معين قالا :حدثنا يحيى بن سعيد. قال : حدثنا عبد الله بن سعيد ، يعني ابن أبي هند
، قال :حدثني إسماعيل بن أبي حكيم ، وفي (2/447) قال : حدثنا وكيع.قال: حدثني عبد
الله بن سعيد ، يعني ابن أبي هند ، عن سعيد بن مرجانة ، أنه حدث على بن حسين ، عن
أبي هريرة.وفي (2/525) قال : حدثنا يحيى بن آدم ، قال :حدثنا عاصم ، يعني أبن
محمد.والبخاري (3/188) قال : حدثنا أحمد بن يونس. قال : حدثنا عاصم بن محمد ، قال
: حدثني واقد بن محمد. وفي (8/181) قال :حدثنا محمد بن عبد الرحيم. قال : حدثنا
داود بن رشيد.قال :حدثنا الوليد بن مسلم،عن أبي غسان محمد بن مطرف ، عن زيد بن
أسلم ، عن علي بن حسين. ومسلم (4/217) قال : حدثنا محمد بن المثنى العنزي.قال
:حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن سعيد ، وعن ابن أبي هند قال:حدثنا إسماعيل بن
أبي حكيم. (ح) وحدثنا داود بن رشيد. قال :حدثنا الوليد بن مسلم ، عن محمد بن مطرف
أبي غسان المدني ، عن زيد بن أسلم ، عن علي بن حسين (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد
قال:حدثنا ليث ، عن ابن الهاد ، عن عمر بن علي بن حسين (ح) وحدثني ابن حميدة بن
مسعدة.قال:حدثنا بشر بن المفضل. قال :حدثنا عاصم ،وهو ابن محمد العمري.قال :حدثنا
واقد يعني أخاه.والترمذي (1541) قال : حدثنا قتيبة.قال :حدثا الليث ،عن ابن الهاد
، عن عمر بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب.والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف)
(9/13088) عن قتيبة ، عن ليث ، عن يزيد بن الهاد ،عن عمر بن علي بن الحسين (ح) وعن
عمرو بن علي ، عن يحيى بن سعيد ، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند ، عن إسماعيل بن
أبي حكيم (ح) وعن مجاهد بن موسى ،عن مكي بن إبراهيم، عن عبد الله بن سعيد بن أبي
هند عن إسماعيل بن أبي حكيم.
خمستهم - إسماعيل بن أبي حكيم ، وعاصم بن محمد ،وواقد بن محمد ، وعلي بن حسين ،
وعمر بن علي بن حسين - عن سعيد بن مرجانة ، فذكره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق