معاني

يراعي ان هناك عدم تنبه للفرق بين سبق تنزيل سورة البقرة 2هـ وتراخي تنزيل سورة الطلاق 5هـ**معاني كلمات القران الكريم في كل سورة



فهرس معاني الكلمات001 الفاتحة ►002 البقرة ►003 آل عمران ►004 النساء ►005 المائدة ►006 الأنعام ►007 الأعراف ►008 الأنفال ►009 التوبة ►010 يونس ►011 هود ►012 يوسف ►013 الرعد ►014 إبراهيم ►015 الحجر ►016 النحل ►017 الإسراء ►018 الكهف ►019 مريم ►020 طه ►021 الأنبياء ►022 الحج ►023 المؤمنون ►024 النور ►025 الفرقان ►026 الشعراء ►027 النمل ►028 القصص ►029 العنكبوت ►030 الروم ►031 لقمان ►032 السجدة ►033 الأحزاب ►034 سبأ ►035 فاطر ►036 يس ►037 الصافات ►038 ص ►039 الزمر ►040 غافر ►041 فصلت ►042 الشورى ►043 الزخرف ►044 الدخان ►045 الجاثية ►046 الأحقاف ►047 محمد ►048 الفتح ►049 الحجرات ►050 ق ►051 الذاريات ►052 الطور ►053 النجم ►054 القمر ►055 الرحمن ►056 الواقعة ►057 الحديد ►058 المجادلة ►059 الحشر ►060 الممتحنة ►061 الصف ►062 الجمعة ►063 المنافقون ►064 التغابن ►065 الطلاق ►066 التحريم ►067 الملك ►068 القلم ►069 الحاقة ►070 المعارج ►071 نوح ►072 الجن ►073 المزمل ►074 المدثر ►075 القيامة ►076 الإنسان ►077 المرسلات ►078 النبأ ►079 النازعات ►080 عبس ►081 التكوير ►082 الإنفطار ►083 المطففين ►084 الانشقاق ►085 البروج ►086 الطارق ►087 الأعلى ►088 الغاشية ►089 الفجر ►090 البلد ►091 الشمس ►092 الليل ►093 الضحى ►094 الشرح ►095 التين ►096 العلق ►097 القدر ►098 البينة ►099 الزلزلة ►100 العاديات ►101 القارعة ►102 التكاثر ►103 العصر ►104 الهمزة ►105 الفيل ►106 قريش ►107 الماعون ►108 الكوثر ►109 الكافرون ►110 النصر ►111 المسد ►112 الإخلاص ►113 الفلق ►114 الناس ►

الأربعاء، 21 يوليو 2021

ج28جامع الأصول في أحاديث الرسول المؤلف : مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير

 

ج28جامع الأصول في أحاديث الرسول
المؤلف : مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير
(المتوفى : 606هـ)
تحقيق : عبد القادر الأرنؤوط - التتمة تحقيق بشير عيون
الناشر : مكتبة الحلواني - مطبعة الملاح - مكتبة دار البيان

7460 - (د ت) أبو موسى الأَشعري رضي الله عنه أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال في الفتنة «كسِّرُوا فيها قِسِيَّكم ، وقَطِّعُوا فيها أوتاركم ، والزموا فيها أجوافَ بيوتكم ، وكونوا كابن آدم» أخرجه الترمذي ، وأخرجه أبو داود بزيادة في أوله ، قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إن بينَ يدي الساعة فِتَناً كقِطَع الليل المظلم ، يُصبح الرجل فيها مؤمناً ، ويُمسي كافراً ، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً ، القاعد فيها خير من القائم ، والماشي فيها خير من الساعي ، فَكَسِّرُوا قِسِيّكم ، وقطّعوا أوتاركم ، واضربوا سيوفكم بالحجارة ، فإن دُخِلَ على أحد منكم فليكن كخير ابنَيْ آدم» وأخرجه أبو داود أيضاً إلى قوله : «خير من السَّاعي ، قالوا : فما تأمرنا ؟ قال : كونوا أحلاسَ بُيُوتِكم» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قِطَع الليل) طائفة منه ، وجمعها : قِطَع ، أراد : فتنة مظلمة سوداء ، تعظيماً لشأنها . -[10]-
(كابن آدم) أراد بقوله : كابن آدم ، وقوله : (كخير ابني آدم) هو ابن آدم لصلبه هابيل الذي قتله أخوه قابيل ، وما قال الله تعالى في أمرهما : {لئن بسطت إليَّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك} [المائدة : 28] وقوله : {إنِّي أُرِيدُ أن تبوءَ بإثمي وإثمكَ فتكون من أصحاب النار} [المائدة : 29] .
(أحلاس بيوتكم) فلان حلس بيته : إذا لزمه لا يفارقه ، مأخوذ من الحِلس ، وهو الكساء الذي يكون على ظهر البعير .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2205) في الفتن ، باب رقم (33) ، وأبو داود رقم (4259) و (4262) في الفتن ، باب في النهي عن السعي في الفتنة ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أحمد (4/408) قال : حدثنا عفان، قال : حدثنا همام. وفي (4/416) قال : حدثنا عبد الصمد، قال : حدثنا أبي. وأبو داود (4259) قال : حدثنا مسدد، قال : حدثنا عبد الوارث بن سعيد. وابن ماجة (3961) قال : حدثنا عمران بن موسى الليثي، قال : حدثنا عبد الوارث بن سعيد. والترمذي (2204) قال : حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال : حدثنا سهل بن حماد، قال : حدثنا همام.
كلاهما - همام، وعبد الوارث - قالا : حدثنا محمد بن جحادة، عن عبد الرحمن بن ثروان، عن هزيل ابن شرحبيل، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب صحيح، وعبد الرحمن بن ثروان هو أبو قيس الأودي.

7461 - (خ م) أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «ستكون فِتَن ، القاعِدُ فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الماشي ، والماشي فيها خير من السَّاعي ، مَنْ تَشَرَّفَ لها تَسْتَشْرِفْهُ ، ومَن وَجَدَ مَلْجأ أو مَعاذاً فَلْيَعُذْ به» .
قال ابن شهاب : وحدثني أبو بكر بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن مطيع [بن الأسود] عن نوفل بن معاوية بمثل حديث أبي هريرة ، إلا أن أبا بكر زاد «من الصلاة صلاة من فاتته ، فكأنما وُتِرَ أهله وماله» .
وفي أخرى قال : «تكون فتنة ، النائم فيها خير من اليقظان ، واليقظان فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الساعي ، فمن وجد ملجأ أو معاذاً فليستعذ» أخرجه البخاري ومسلم ، وانفرد مسلم بالثالثة (1) .
-[11]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(من تشرَّف لها تستشرفه) أي : من تطلّع إليها وتعرض لها أتته ، ووقع فيها .
(الملجأ والمعاذ) أخوان ، وهما الشيء الذي يحتمى به ويركن إليه .
(وُتِرَ أهله وماله) وترته : إذا نقَصتَه ، وقيل : أصله : الجناية التي يجنيها الرجل على غيره ، من قتله قريبه وأخذه ماله ، فشبه ما يلحق هذا الذي تفوته هذه الصلاة بمن قتل قريبه وأخذ ماله ، هذا إذا رفعت أهله وماله ، ومن نصبهما جعلهما مفعولاً ثانياً لـ " وتر " وأضمر فيها مفعولاً لم يسم فاعله ، عائداً إلى الذي فاتته الصلاة ، ومن رفعهما لم يضمر ، وأقام الأهل مقام الفاعل ، لأنهم المصابون المأخوذون ، واختصار هذا القول : أن من ردَّ النقص إلى الأهل وإلى المال رفعهما ، ومن رده إلى الرجل نَصَبَهما .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 25 في الفتن ، باب تكون فيها فتنة القاعد فيها خير من القائم ، وفي الأنبياء ، باب علامات النبوة في الإسلام ، ومسلم (2886) في الفتن ، باب نزول الفتن كمواقع القطر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (4/241) قال : حدثنا عبد العزيز الأويسي. ومسلم (8/168) قال : حدثني عمرو الناقد،والحسن الحلواني، وعبد بن حميد. قال عبد : أخبرني. وقال الآخران : حدثنا يعقوب، وهو ابن إبراهيم بن سعد.
كلاهما - عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، ويعقوب - عن إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، قال : حدثني ابن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن، فذكراه.
* أخرجه أحمد (2/282) قال : حدثنا إبراهيم بن خالد، قال: حدثني رباح، عن معمر، عن الزهري. (ح) وحدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر، عن الزهري. والبخاري (9/64) قال : حدثنا محمد بن عبيد الله. قال : حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه. (ح) وحدثنا أبو اليمان. قال : أخبرنا شعيب، عن الزهري. ومسلم (8/169) قال : حدثني إسحاق بن منصور. قال : أخبرنا أبو داود الطيالسي. قال : حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه.
كلاهما - الزهري، وسعد بن إبراهيم - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن فذكره. ليس فيه سعيد بن المسيب. وأخرجه البخاري (9/64) قال : حدثنا محمد بن عبيد الله. قال : حدثنا إبراهيم بن سعد. قال : وحدثني صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، فذكره. ليس فيه أبو سلمة بن عبد الرحمن.

7462 - (م د) أبو بكرة رضي الله عنه قال عثمان الشحام : انطلقت أنا وفَرقَد السَّبَخي إلى مسلم بن أبي بكرة وهو في أرضه ، فدخلنا عليه ، فقلت : هل سمعت أباك يحدِّث في الفتن حديثاً ؟ فقال : نعم ، سمعت أبا بكرة يحدِّث قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إنها ستكون فِتَن ، ألا ثم تكون فِتنة ، القاعد خير من الماشي فيها ، والماشي فيها خير من السَّاعى إليها ، ألا فإذا نَزَلتْ ، أوْ وَقَعتْ ، فمن كان له إبل فليلحق بإبله ، ومن كان له غَنَم -[12]- فليلحق بغنمه ، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه ، قال : فقال رجل : يا رسولَ الله ، أرأَيت من لم تكن له إبل ولا غنم ولا أرض ؟ قال : يَعْمِد إلى سيفِهِ فَيَدُقُّ على حَدِّه بحجر ثم لْيَنْجُ إن استطاع النجاءَ ، اللهم هل بَلَّغتُ ؟ اللهم هل بلغت ؟ اللهم هل بلغت ؟ قال : فقال رجل : يا رسولَ الله ، أَرأَيتَ إِن أُكرِهتُ حتى يُنْطَلق بي إلى أحد الصفَّين ، أو إحدى الفئتين ، فضربني رجل بسيفه ، أو يجيءُ سَهْم فيقتلني ؟ قال : يبوء بإِثمه وإِثمك ، ويكون من أصحاب النار» أخرجه مسلم .
وأخرجه أبو داود قال : «إنها ستكون فِتْنَة يكون المضطجع فيها خيراً من الجالس ، والجالس خيراً من القائم ، والقائم خيراً من الماشي ، والماشي خيراً من الساعي ، قالوا : يا رسولَ الله ، ما تأمرنا ؟ قال : من كانت له إبل فليلحق بإبله ، ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه ، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه ، قال : فمن لم يكن له شيء من ذلك ؟ قال : يَعْمِدُ إلى سيفه ، فيضرب بحدِّه على حَرَّة ، ثم لينجُ ما استطاع النجاءَ» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحرة) : الأرض ذات الحجارة السود ، والمراد به هاهنا : نفس -[13]- الحَجَر ، أي : ضرب حَدّ سيفه بحجر يَفُلُّ غَرْبه لئلا يقاتل .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2887) في الفتن ، باب نزول الفتن كمواقع القطر ، وأبو داود رقم (4256) في الفتن ، باب في النهي عن السعي في الفتنة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/39) قال : حدثنا وكيع. وفي (5/48) قال : حدثنا روح. ومسلم (8/169) قال : حدثني أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين، قال : حدثنا حماد بن زيد. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب. قالا : حدثنا وكيع. (ح) وحدثني محمد بن المثنى، قال : حدثنا ابن أبي عدي. وأبو داود (4256) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال : حدثنا وكيع.
أربعتهم - وكيع، وروح، وحماد بن زيد، وابن أبي عدي - عن عثمان الشحام، قال : حدثني مسلم بن أبي بكرة، فذكره.
* انتهى حديث وكيع عند قوله : «إن استطاع النجاة» ولم يذكر ما بعده.

7463 - (د) وابصة [بن معبد] الأسدي أن ابن مسعود رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم-[يقول] : - فذكر بعض حديث أبي بكرة - وقال : «قَتْلاها كلُّهم في النار» وقال فيه : قلت : «متى ذاك يا ابن مسعود ؟ قال : تلك أيام الهرْج ، حيث لا يأمن الرجل جليسه ، قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك الزمان ؟ قال : تَكُفُّ لسانك ويدك ، وتكون حِلْساً من أحلاس بيتك ، قال : فلما قُتِلَ عثمان : طار قلبي مَطاره ، فركبت حتى أتيت دِمَشقَ ، فلقيت خُرَيم بن فاتك ، فحدَّثتُهُ ، فحلف بالله الذي لا إله إِلا هو ، لسمعتُه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، كما حدثنيه ابن مسعود» . أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الهرج) : الاختلاف والفتن ، وقد جاء في بعض الحديث أنه القتل ، والقتل فإنما سببه الفتن والاختلاف .
(طار قلبي مطاره) أي : مال إلى جهة يهواها وتعلق بها .
__________
(1) رقم (4258) في الفتن ، باب في النهي عن السعي في الفتنة ، وفي سنده القاسم بن غزوان ، لم يوثقه غير ابن حبان ، وباقي رجاله ثقات .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/448) (4286) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا معمر، عن رجل، عن عمرو بن وابصة الأسدي، عن أبيه، فذكره.
* وأخرجه أحمد (1/449) (4287) قال : حدثنا علي بن إسحاق، قال : أخبرنا عبد الله، يعني ابن المبارك، قال : أخبرنا معمر، عن إسحاق بن راشد، عن عمرو بن وابصة الأسدي، عن أبيه، فذكره. سمى الرجل إسحاق بن راشد.
* وأخرجه أبو داود (4258) قال : حدثنا عمرو بن عثمان، قال : حدثنا أبي، قال : حدثنا شهاب بن خراش، عن القاسم بن غزوان، عن إسحاق بن راشد الجزري، عن سالم، قال : حدثني عمرو بن وابصة الأسدي، عن أبيه وابصة، فذكره. زاد فيه سالما. قلت : في إسناده القاسم بن غزوان لم يوثقه غير ابن حبان.

7464 - (ت د) سعد بن أبي وقاص- رضي الله عنه - قال : عند فتنة عثمان بن عفان - أشهد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إنها ستكون فِتْنَة ، -[14]- القاعد فيها خير من القائم ، والقائم خير من الماشي ، والماشي خير من الساعي ، قال : أفرأَيتَ إن دَخَلَ علَيَّ بَيْتي ، وبَسَط يَدَهُ إليَّ ليقتلني ، قال : كن كابنيْ آدم» أخرجه الترمذي ، وأخرجه أبو داود بمثل حديث قبله ، وهو حديث أبي بكرة ، وهذا لفظ أبي داود عن حسين بن عبد الرحمن الأشجعي : أنه سمع سعد بن أبي وقاص عن النبي - صلى الله عليه وسلم- ، في هذا الحديث ، قال : فقلت : يا رسول الله ، أرأَيت إن دَخَل عليَّ بيتي ، وبسط يده إليَّ ليقتلني ؟ قال : فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «كن كابَنْي آدم ، وتلا يزيد - يعني ابن خالد الرملي - {لئن بَسَطْتَ إليَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ...} الآية [المائدة : 28]» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2195) في الفتن ، باب ما جاء أنه تكون فيها فتنة القاعد فيها خير من القائم ، وأبو داود رقم (4257) في الفتن ، باب في النهي عن السعي في الفتنة ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن :
* وأخرجه أحمد (1/168) (1446) قال : حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، قال : حدثنا عبد الله بن لهيعة، قال : حدثنا بكير بن عبد الله بن الأشج، أنه سمع عبد الرحمن بن حسين، فذكره (لكن ابن لهيعة قلب اسمه) .
* وأخرجه أحمد (1/185) (1609) . والترمذي (2194) قالا : حدثنا قتيبة بن سعيد، قال : حدثنا ليث بن سعد، عن عياش بن عباس، عن بكير بن عبد الله، عن بسر بن سعيد، أن سعد بن أبي وقاص قال.. فذكره. ليس فيه : حسين بن عبد الرحمن.
ورواية أبي داود :
أخرجها (4257) قال : حدثنا يزيد بن خالد الرملي، قال : حدثنا مفضل، عن عياش، عن بكير، عن بسر بن سعيد، عن حسين،و بن عبد الرحمن الأشجعي، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن وروى بعضهم هذا الحديث عن الليث بن سعد،وزاد في الإسناد رجلا.

7465 - (م) عامر بن سعد قال : «كان سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - في إبله ، فجاءه ابنه عمر ، فلما رآه سعد ، قال : أعوذ بالله من شر هذا الراكب ، فجاء فنزل ، فقال له : أنَزَلتَ في إِبلك ، وغنمك وتركت الناس يتنازعون الملكَ بينهم ؟ فضرب سعد في صدره ، وقال : اسكت ، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : إن الله يحب العبد التَّقيَّ الغنيَّ الخفيَّ» . أخرجه مسلم (1) .
-[15]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الخفيَّ) أراد بالخفي : المعتزل عن الناس الذي يخفى عليهم مكانه .
__________
(1) رقم (2965) في الزهد ، باب الزهد والرقائق .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/168) (1441) . ومسلم (8/214) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعباس بن عبد العظيم.
ثلاثتهم - أحمد، وإسحاق، وعباس - عن أبي بكر الحنفي عبد الكبير بن عبد المجيد، قال : حدثنا بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، فذكره.

7466 - (خ ط د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «يُوشِكُ أن يكون خيرَ مال المسلم غَنَم يَتْبَعُ بها شَعَفَ الجبال ومواقع القَطْرِ ، يَفِرُّ بدينه من الفتن» أخرجه البخاري ، والموطأ وأبو داود والنسائي ، وللبخاري قال عبد الرحمن بن أبي صعصعة : قال لي أبو سعيد : «إني أراك تُحِبُّ الغنم وتتخذها ، فأصْلِحْها وأصلح رُعَامَهَا ، فإني سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم- يقول : يأتي على الناس زمان تكون الغنم فيه خير مال المسلم ، يَتْبَعُ بها شَعَفَ الجبال ، ومواقع القطر ، يَفِرُّ بدينه من الفتن» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مواقع القَطْر) : المواضع التي ينزل بها المطر . -[16]-
(رُعامها) الرعام : المخاط الذي يسيل من أنف الشاة من داء أصابها ، والشاة رَعُوم .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 65 و 66 في الإيمان ، باب من الدين الفرار من الفتن ، وفي بدء الخلق ، باب قول الله تعالى : {وبث فيها من كل دابة} ، وفي الأنبياء ، باب علامات النبوة في الإسلام ، وفي الرقاق ، باب العزلة راحة من خلاط السوء ، وفي الفتن ، باب التعرب في الفتنة ، والموطأ 2 / 970 في الاستئذان ، باب ما جاء في أمر الغنم ، وأبو داود رقم (4267) في الفتن ، باب ما يرخص من البداوة في الفتنة ، والنسائي 8 / 123 و 124 في الإيمان ، باب الفرار بالدين من الفتن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه مالك الموطأ (60) . وأحمد (3/43) قال : حدثنا إسحاق بن عيسى. وفي (3/57) قال : حدثنا عبد الرزاق. والبخاري (1/11) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة. وفي (4/155) قال : حدثنا إسماعيل بن أبي أويس. وفي (9/66) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. وأبو داود (4267) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة. والنسائي (8/123) قال : أخبرنا هارون بن عبد الله، قال : حدثنا معن (ح) والحارث بن مسكين -قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم.
سبعتهم - إسحاق، وعبد الرزاق ، وعبد الله بن مسلمة، وإسماعيل، وعبد الله بن يوسف، ومعن، وابن القاسم - عن مالك.
2- وأخرجه الحميدي (733) . وأحمد (3/6) قالا : حدثنا سفيان.
3- وأخرجه أحمد (3/30) . وابن ماجة (3980) قال : حدثنا أبو كريب.
كلاهما - أحمد، وأبو كريب - قالا : حدثنا عبد الله بن نمير، عن يحيى بن سعيد.
4- وأخرجه عبد بن حميد (993) . والبخاري (4/241) (8/129) قالا : حدثنا أبو نعيم، قال : حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون.
أربعتهم - مالك، وسفيان، ويحيى، والماجشون - عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، فذكره.
* في رواية سفيان، ويحيى بن سعيد، وعبد الرزاق : عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه وصوابه عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه. انظر تحفة الأشراف (4103) .

7467 - (ت) أم مالك البهزية - رضي الله عنها - قالت : «ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فِتْنَة ، فَقَرَّبها، قالت : قلت : يا رسول الله ، مَنْ خَيْرُ الناس فيها ؟ قال : رجل في ماشية يُؤدِّي حقَّها، ويَعْبُدُ رَبَّهُ ، ورَجُل آخِذ برأْس فَرَسِهِ يُخيفُ العَدُوّ ويُخَوِّفونَهُ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2178) في الفتن ، باب ما جاء كيف يكون الرجل في الفتنة ، وفي سنده جهالة ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب من هذا الوجه . وقال أيضاً وفي الباب عن أم مبشر ، وأبي سعيد الخدري ، وابن عباس أقول : وللفقرة الأولى منه شاهد عند البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، وللفقرة الثانية منه شاهد عند الترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنه ، فالحديث حسن بشواهده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/419) قال : حدثنا يونس بن محمد. قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال : حدثنا ليث، يعني ابن أبي سليم. والترمذي (2177) قال : حدثنا عمران بن موسى القزاز البصري، قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد، قال : حدثنا محمد بن جحادة، عن رجل.
كلاهما - ليث بن أبي سليم، ورجل لم يسم - عن طاووس، فذكره.

7468 - (خ) محمد بن علي - رحمه الله - أن حرملة - مولى أسامة - أخبره قال : «أرسلني أسامة إلى عليٍّ ليعطيني ، وقال : إنه سَيَسْأَلك الآن ، فيقول : ما خَلَّفَ صاحبُك ؟ فقل له : يَقول لَكَ : لو كنت في شِدْق الأسد لأحببتُ أن أكونَ معك فيه ، ولكن هذا أمر لم أرَهُ ، قال حرملة : فسألني ؟ فأخبرتُهُ، فلم يعطني شيئاً ، فذهبتُ إلى حسن وحُسيْن وابن جعفر، فأوْقَروا لي رَاحِلَتي» أخرجه البخاري (1) .
-[17]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فأوقَروا لي راحلتي) الوقر : الحمل والثقل ، والراحلة : البعير القوي على الأسفار والأعمال .
__________
(1) 13 / 58 في الفتن ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن : إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (ح7110) قال : حدثنا علي بن عبد الله، قال : حدثنا سفيان، قال : قال عمرو :أخبرني محمد بن علي، فذكره.

7469 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «يُهْلِكُ أُمَّتي هذا الحَيُّ مِنْ قُرَيش ، قالوا : فما تأمرنا يا رسول الله ؟ قال : لو أن الناسَ اعْتَزَلُوهم ؟» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 453 في الأنبياء ، باب علامات النبوة في الإسلام ، وفي الفتن ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " هلاك أمتي على أيدي أغلمة سفهاء " ، ومسلم رقم (2917) في الفتن ، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/301) قال : حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (4/242) قال : حدثني محمد بن عبد الرحيم. قال : حدثنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم. قال : حدثنا أبو أسامة. (ح) وقال محمود : حدثنا أبو داود. ومسلم (8/186) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، وأحمد بن عثمان النوفلي. قالا : حدثنا أبو داود.
ثلاثتهم - محمد بن جعفر، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وأبو داود الطيالسي- عن شعبة، عن أبي التياح. قال : سمعت أبا زرعة، فذكره.

7470 - (د) ثعلبة بن ضبيعة قال : دَخَلْنا على حُذَيفَةَ - رضي الله عنه - ، فقال : «إني لأعْرِفُ رجلاً لا تضره الفتنة ، قلنا : من هو ؟ قال : صاحب ذلك الفُسطاط ، قال : فخرجنا ، فإذا فُسطاط مضروب ، فدخلنا ، فإذا فيه محمد بن مَسْلمة ، فسألناه عن ذلك ؟ فقال : ما أريد أن يَشْتَمِلَ عليَّ من أمصاركم شيء ، حتى تنجليَ عما انجلت» .
وفي رواية عن حذيفة قال : «ما أحد من الناس تدركه الفتنة إِلا أنا أخافها عليه ، إلا محمد بن مسلمة ، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : لا تضركَ الفتنةُ» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4663) و (4664) و (4665) في السنة ، باب ما يدل على ترك الكلام في الفتنة ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أبو داود (4664) قال : حدثنا عمرو بن مرزوق، قال : أخبرنا شعبة، عن الأشعث بن سليم، عن أبي بردة، عن ثعلبة بن ضبيعة، فذكره. وفي (4665) قال : حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن أشعث بن سليم، عن أبي بردة، عن ضبيعة بن حصين الثعلبي، فذكره والرواية الثانية أخرجها (4663) قال : حدثنا الحسن بن علي، قال : حدثنا يزيد، قال : أخبرنا هشام، عن محمد، فذكره.

7471 - (م ت) معقل بن يسار - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : «العِبَادَةُ في الهرج كهجرة إليَّ» أخرجه مسلم والترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تنجلي) انجلتِ الفتنة : إذا سكنت وزالت .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2948) في الفتن ، باب فضل العبادة في الهرج ، والترمذي رقم (2202) في الفتن ، باب ما جاء في الهرج والعبادة فيه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (5/25) قال : حدثنا أبو كامل، قال : حدثنا حماد بن زيد. وعبد بن حميد (402) قال : حدثنا روح بن عبادة، وسليمان بن حرب، قالا : حدثنا حماد بن زيد. ومسلم (8/208) قال : حدثنا يحيى بن يحيى، قال : أخبرنا حماد بن زيد. (ح) وحدثناه قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا حماد. (ح) وحدثنيه أبو كامل، قال : حدثنا حماد. وابن ماجة (3985) قال : حدثنا حميد بن مسعدة، قال : حدثنا جعفر بن سليمان. والترمذي (2201) قال : حدثنا قتيبة، قال : حدثنا حماد بن زيد.
كلاهما - حماد بن زيد، وسليمان عن المعلى بن زياد.
2- وأخرجه أحمد (5/27) قال : حدثنا يزيد، قال : حدثنا مسلم بن سعيد الثقفي، عن منصور بن زاذان.
كلاهما - المعلى، ومنصور - عن معاوية بن قرة، فذكره.

7472 - (د) المقداد بن الأسود - رضي الله عنه - قال : وايْمُ الله لقد سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «إن السعيد لَمَن جُنِّبَ الفِتَن ، قالها ثلاثاً ، ولَمنِ ابْتُلِيَ فصبر ، فَواهاً» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فواهاً) واهاً كلمة يقولها المتأسِّف على الشيء والمتعجِّب منه .
__________
(1) رقم (4263) في الفتن ، باب في النهي عن السعي في الفتنة ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أبو داود (4263) قال : حدثنا إبراهيم بن الحسن المصيصي، قال : حدثنا حجاج - يعني ابن محمد - قال : حدثنا الليث بن سعد، قال :حدثني معاوية بن صالح، أن عبد الرحمن بن جبير حدثه، عن أبيه، فذكره.

7473 - (خ م س) - يزيد بن أبي عبيد - رضي الله عنه - قال : «لَمَّا قُتِلَ عثمانُ خرج سَلَمة بن الأكوع إلى الرَّبَذة ، وتزوج هناك امرأة ، وَوَلَدَت له أولاداً ، فلم يزل بها ، حتى قبل أن يموت بليال نزل المدينة ، فمات بها» أخرجه البخاري ، وأخرج هو ومسلم «أن سلمة دخل على الحجاج ، فقال : يا ابن الأكوع ، ارتَدَدْتَ على عَقِبَيْكَ ، تعزَّبتَ ؟ قال : لا ، ولكن رسول الله -[19]- صلى الله عليه وسلم- أذِن لي في البدْو» وأخرجه النسائي إلى قوله : «عقبيك» قال : وذكر كلمة معناها «وبَدَيْتَ» وذكر باقيه (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تعزَّبت) تعزَّب : بعد ، تقول : عزب الشيء يعْزُب ، ويعزِبُ : إذا بَعُدَ ، والمراد : بَعُدت عن الجماعات والجمعات بالتزامك سُكنى البادية ، هكذا شرحه الحميدي في كتابه ، وقال الأزهري : تعرَّب - الرجل بالراء المهملة - إذا عاد إلى الأعراب بعد الهجرة ، وأقام بالبادية ، والذي جاء في كتاب مسلم الذي قرأناه : تعرَّبت - بالراء المهملة - .
(وبديت) البدوُّ : الخروج إلى البادية ، وهي البريَّة ، تقول : بدوت أبدو ، وقد جاء في هذا الحديث «بديت» بالياء ، ولعله سهوٌ من الراوي ، أو الكاتب ، والأصل ما ذكرناه .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 34 و 35 في الفتن ، باب التعرب في الفتنة ، ومسلم رقم (1862) في الإمارة ، باب تحريم رجوع المهاجر إلى استيطان وطنه ، والنسائي 7 / 151 في البيعة ، باب المرتد أعرابياً بعد الهجرة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:أخرجه البخاري في الفتن (14:1) .ومسلم في المغازي (72) .والنسائي في البيعة (23) .
ثلاثتهم عن قتيبة، عن حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد المدني، فذكره.
تحفة الأشراف (4/44 و 45) .
وقال الحافظ في «النكت الظراف» : عند البخاري فيه زيادة عن سلمة أنه أقام بالربذة وتزوج بها، وأنه قبل موته نزل المدينة فمات بها، ولم يقع كذلك في «مسلم» .

7474 - (د) أبو هريرة (1) - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : «وَيْل للعرب من شَرٍّ قد اقترب ، أفلح من كفّ يده» أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) في الأصل والمطبوع :عبد الله بن عباس ، وهو خطأ .
(2) رقم (4249) في الفتن ، باب ذكر الفتن ودلائلها ، وإسناده صحيح ، والفقرة الأولى منه في " الصحيحين " وغيرهما .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/441) قال : حدثنا محمد بن عبيد. وأبو داود (4249) قال : حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان.
كلاهما - محمد بن عبيد، وشيبان بن عبد الرحمن - عن الأعمش، عن أبي صالح، فذكره.
قلت : الفقرة الأولى في الصحيحين وغيرهما عن زينب بن جحش.

الفصل الثاني : فيما ورد ذكره من الفتن ، والأهواء الحادثة في الزمان ، وفيه فرعان
الفرع الأول : في ذكر ما سمي من الفتن
7475 - (خ م ت) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما - قال : «كنا عند عمر ، فقال : أيُّكم يحفظ حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في الفتنة ؟ فقلت : أنا أحفظه كما قال ، قال : هات ، إنكَ لجريء ، وكيف قال ؟ قلت : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : فِتْنَةُ الرجل في أهلِه وماله ونفسه وولده وجاره ، يكفِّرها الصيامُ والصلاة والصدقة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فقال عمر : ليس هذا أريد ، إنما أريد التي تموج كموج البحر ، قال : قلت : مالكَ ولها يا أمير المؤمنين ؟ إن بينك وبينها باباً مُغْلَقاً ، قال : فيُكْسَرُ الباب أو يفتح ؟ قال : قلت : لا ، بل يُكْسَرُ ، قال : ذاك أحرَى أن لا يُغْلَق أبداً ، قال : فقلنا لحذيفة : هل كان عمر يعلم منِ البابُ ؟ قال : نعم ، كما يعلم أن دُون غَد الليلةَ ، إني حَدَّثته حديثاً ليس بالأغاليط ، قال : فَهِبْنا أن -[21]- نسألَ حذيفة : مَنِ الباب ؟ فقلنا لمسروق : سَلْهُ ، فسأله ، فقال : عمر» ، أخرجه البخاري ومسلم ، وأخرجه الترمذي إلى قوله : «بل يُكْسَرُ، قال : إذاً لا يُغْلَق إلى يوم القيامة» قال أبو وائل : فقلت لمسروق : «سَل حذيفة عن الباب ، فسأله ؟ فقال : عمر» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لجَريء) الجرأة : الإقدام على الأمر العظيم .
(بالأغاليط) جمع أغلوطة ، وهي المسائل التي يغلَّط بها ، والأحاديث التي تذكر للتكذيب .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 7 في مواقيت الصلاة ، باب الصلاة كفارة ، وفي الزكاة ، باب الصدقة تكفر الخطيئة ، وفي الصوم ، باب الصوم كفارة ، وفي الأنبياء ، باب علامات النبوة في الإسلام ، وفي الفتن ، باب الفتنة التي تموج كموج البحر ، ومسلم رقم (144) في الفتن ، باب في الفتنة التي تموج كموج البحر ، والترمذي رقم (2259) في الفتن ، باب رقم (71) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه الحميدي (447) . ومسلم (8/174) قال : حدثنا ابن أبي عمر.
كلاهما - الحميدي، وابن أبي عمر - قالا : حدثنا سفيان، قال : حدثنا جامع بن أبي راشد، وسليمان الأعمش.
2- وأخرجه أحمد (5/401) قال : حدثنا يحيي بن سعيد. (ح) وحدثنا وكيع. (ح) وحدثنا محمد بن عبيد. والبخاري (1/140) قال : حدثنا مسدد، قال : حدثنا يحيى. وفي (2/141) قال : حدثنا قتيبة، قال : حدثنا جرير. وفي (4/238) قال : حدثني بشر بن خالد، قال : حدثنا محمد، عن شعبة. وفيه (4/238) قال : حدثني بشر بن خالد، قال : حدثنا محمد، عن شعبة. وفي (4/238) قال : حدثنا محمد بن بشار، قال : حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة. وفي (9/68) قال : حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال : حدثنا أبي. ومسلم (8/173) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، ومحمد بن العلاء أبو كريب. جميعا عن أبي معاوية. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو سعيد الأشج، قالا : حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال : حدثنا جرير. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال : أخبرنا عيسى بن يونس. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال : حدثنا يحيى بن عيسى. وابن ماجة (3955) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال : حدثنا أبو معاوية، وأبي. والنسائي في الكبرى (319) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال : حدثنا عيسى بن يونس.
عشرتهم - يحيى بن سعيد، ووكيع، ومحمد بن عبيد، وجرير، وشعبة، وحفص، وأبو معاوية، وعيسى، ويحيى بن عيسى، وعبد الله بن نمير - عن الأعمش.
3- وأخرجه البخاري (3/31) قال : حدثنا علي بن عبد الله، قال : حدثنا سفيان، قال : حدثنا جامع ابن أبي راشد.
4- وأخرجه الترمذي (2258) قال : حدثنا محمود بن غيلان، قال : حدثنا أبو داود، قال : أنبأنا شعبة، عن الأعمش، وحماد، وعاصم بن بهدلة.
أربعتهم - جامع، والأعمش، وحماد بن أبي سليمان، وعاصم - عن شقيق، فذكره.
* رواية مسلم (8/173) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، ومحمد بن العلاء أبو كريب.أشار المزي في تحفة الأشراف (3337) إلى أن شيوخ مسلم : ابن نمير، وأبو بكر. ثم قال ابن حجر في النكت الظراف: إنما هو عند مسلم : عن ابن نمير، وأبي موسى، وأبي كريب.

7476 - (م) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال : كنا عند عمر فقال : أيكم سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يذكر الفتن ؟ فقال قوم : نحن سمعناه ، فقال : لعلَّكم تَعْنُون فتنة الرجل في أهل وجاره ؟ قالوا : أجل ، قال : تلك يُكَفِّرها الصلاة والصيام والصدقة ، ولكن أيُّكم سمع النبي - صلى الله عليه وسلم- يذكر التي تموج موجَ البحر ؟ قال حذيفة : فأسكتَ القومُ ، فقلت : أنا ، قال : أنت لله أبوك ، قال حذيفة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : تُعْرَض الفتن على القلوب كالحصير عَوداً عَوداً (1) ، فأيُّ قلب أُشْربَها نُكِتَ فيه نُكتة سوداء ؟ -[22]- وأي قلب أنكرها نُكِتَ فيه نكتة بيضاء ، حتى تصير على قلبين : أبيضَ مثل الصَّفا ، فلا تَضره فتنة ، ما دامت السماوات والأرضُ ، والآخر: أسود مُرْباداً ، كالكوزِ مُجَخِّياً ، لا يعرف معروفاً ، ولا ينكر منكراً ، إلا ما أُشرب من هواه ، قال : وحدَّثته : أن بينك وبينها باباً مُغْلَقاً ، يُوشِك أن يُكْسَرَ قال عمر : أكسراً ؟ لا أبالك ، فلو أنه فتح ؟ لعله كان يعاد ، قال : لا، بل يُكْسَرُ ، وحدَّثته أن ذلك الباب رجل يقتل أو يموت ، حديثاً ليس بالأغاليط ، قال ربعي : «فقلت : يا أبا مالك - هو سعد بن طارق - ما أسودُ مِربادَّاً ؟ قال : شدة البياض في سواد ، قلت : فما الكوز مُجَخِياً ؟ قال : منكوساً» أخرجه مسلم (2) .
قال الحميديُّ : قد تقدم في المتفق عليه سؤال عمر عن الفتنة - يعني الحديث الذي قبل هذا - بألفاظ أُخر ، لا يتفق مع هذا إلا في يسير ، فلذلك أفردنا هذا ، قلت : ولو أضافه إلى المتفق لكان أولى ، فإن هذا رواية من ذلك الحديث .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كالحصير عَوداً عَوداً) قال الحميدي : في بعض الروايات «عرض -[23]- الحصير» والمعنى فيهما : أنها تحيط بالقلوب كالمحصور المحبوس ، يقال : حصره القوم : إذا أحاطوا به ، وضيَّقوا عليه ، قال : وقال الليث : حصير الجَنْب : عِرْق يمتد معترضاً على الجَنْب إلى ناحية البطن ، شَبَّه إحاطتَها بالقلب بإحاطة هذا العِرق بالبطن ، وقوله " عَوْداً عَوْداً " أي مرَّة بعد مرة ، تقول : عاد يعودُ عودَة وعَوْداً .
(أُشْرِبَها) أُشْرِب القلب هذا الأمر : إذا دخل فيه وقَبِلَهُ وسَكِنَ إليه ، كأنه قد شَرِبه .
(نُكِتَ فيه نكتة سوداء) أي أثر فيه أثر أسود ، وهو دليل السخط ولذلك قال في حالة الرضى : نكت فيه نكتة بيضاء ، حتى تصير القلوب على قلبين ، أي على قسمين .
(مربادَّاً) المرْبادُّ والمُرْبَدُّ : الذي في لونه رُبْدة ، وهي بين السواد والغُبرة .
(كالكوز مجخياً) المُجَخِّي : المائل عن الاستقامة والاعتدال هاهنا ، وجَخَّى الرجل في جلوسه : إذا جلس مستوفزاً ، وجَخَّى في صلاته : إذا جافَى عضديه عن جوفه ورفع جوفه عن الأرض وخَوى .
(فتنة الأحلاس) شبه هذه الفتنة التي أشار إليها بالأحلاس ، وهي جمع حلس ، وهو كساء يكون على ظهر البعير لدوام هذه الفتنة ولزومها .
__________
(1) ويقال : عوداً عوداً ، بالضم ، وهو أصوب .
(2) رقم (144) في الإيمان ، باب بيان أن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (5/386) (405) قال : حدثنا يزيد بن هارون. ومسلم (1/89) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال : حدثنا أبو خالد-يعني سليمان بن حيان -. وفي (1/90) قال : حدثني ابن أبي عمر، قال : حدثنا مروان الفزاري.
ثلاثتهم - يزيد، وأبو خالد، ومروان - عن أبي مالك.
2- وأخرجه مسلم (1/90) قال : حدثني محمد بن المثنى، وعمرو بن علي، وعقبة بن مكرم العمي، قالوا: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن سليمان التيمي، عن نعيم بن أبي هند.
كلاهما - أبو مالك، ونعيم - عن ربعي، فذكره.

7477 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : «كنا قُعوداً عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فذكر الفتن ، فأكثر في ذكرها ، حتى ذكر فتنة -[24]- الأحلاس ، فقال قائل : يا رسول الله ، وما فتنة الأحلاس ؟ قال : هي هَرَبٌ وَحَرب ، ثم فتنة السَّرَّاء ، دَخَنُها من تحت قَدَمَيْ رَجُلٍ من أهل بيتي ، يزعم أنه مني ، وليس مني ، وإِنما أوليائي المتقون ، ثم يصطلح الناس على رجل كوَرِك على ضِلَع ، ثم فتنة الدُّهَيْماء ، لا تَدَعُ أحداً مِنْ هذه الأمة إلا لَطَمَتْهُ لَطْمة ، فإذا قيل : انْقَضَتْ تمادَتْ ، يُصْبحُ الرجلُ فيها مؤمناً ويمسي كافراً ، حتى يصير الناس إلى فُسطاطين ، فُسطاط إيمانٍ لا نفاق فيه ، وفسطاطِ نفاقٍ لا إيمان فيه ، فإِذا كان ذَاكُمُّ فانتظروا الدَّجَّال من يومِه ، أو من غده» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وحَرَب) الحَرَب بفتح الراء : ذهاب المال والأهل ، يقال : حَرَبَ الرجل ، فهو حريب : إذا سُلِبَ أهله وماله .
(دَخَنها) : إثارتها وهَيْجُها ، شبهها بالدخان الذي يرتفع ، أي : أن أصل ظهورها من هذا الرجل وقوله " من تحت قدمي رجل " يعني : أنه يكون سبب إثارتها .
(كورِك على ضِلع) مثل ، أي : أنه لا يستقل بالملك ، ولا يلائمه ، كما أن الورك لا تلائم الضلع .
(فتنة الدهيماء) أراد بالدهيماء : السوداء المظلمة ، وقيل : أراد بالدهيماء : -[25]- الداهية يذهب بها إلى الدُّهيم ، وهي في زعم العرب : اسم ناقة ، قالوا : كان من قصتها : أنه غزا عليها سبعة إخوة ، فقُتِلوا عن آخرهم ، وحملوا على الدُّهَيم ، حتى رجعت بهم فصارت مثلاً في كل داهية .
(فسطاطين) الفُسطاط : الخيمة الكبيرة ، وتسمى مدينة مصر : الفسطاط ، والمراد به في هذا الحديث : الفرقة المجتمعة المنحازة عن الفرقة الأخرى ، تشبيهاً بانفراد الخيمة عن الأخرى ، أو تشبيهاً بانفراد المدينة عن الأخرى ، حَمْلاً على تسمية مصر بالفسطاط ، ويروى بضم الفاء وكسرها .
__________
(1) رقم (4242) في الفتن ، باب ذكر الفتن ودلائلها ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أحمد (2/133) (6168) . وأبو داود (4242) قال : حدثنا يحيى بن عثمان بن سعيد الحمصي.
كلاهما - أحمد، ويحيى بن عثمان قالا : حدثنا أبو المغيرة، قال : حدثنا عبد الله بن سالم، قال : حدثنا العلاء بن عتبة الحمصي أو اليحصبي، عن عمير بن هانئ، فذكره.

7478 - (د) أبو بكرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «ينزل ناس من أُمتي بغائط يسمونه البصرة ، عند نهر يقال له : دِجْلَة ، يكون عليه جسر ، يكثر أهلها ، وتكون من أمصار المهاجرين - وفي رواية : المسلمين - فإِذا كان في آخر الزمان جاء بنو قَنْطوراءَ ، عِراضُ الوجوه ، صِغارُ الأعيُنِ ، حتى ينزلوا على شَطِّ النهرِ ، فيتفرق أهلها ثلاث فرق : فرقة يأخذون أذناب البقر والبَرِّيَّة ، وهلكوا ، وفرقة يأخذون لأنفسهم ، وكفروا ، وفرقة يجعلون ذراريهم خلف ظهورهم ويقاتلونهم ، وهُم الشهداء» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بغائط) الغائط : المطمئن من الأرض . -[26]-
(البصرة) : الحجارة البيض الرخوة ، وبها سميت البصْرة .
(بنو قَنطوراء) هم الترك ، يقال : إن قنطوراء اسم جارية كانت لإبراهيم الخليل عليه السلام ولدت له أولاداً ، جاء من نسلهم الترك .
__________
(1) رقم (4306) في الملاحم ، باب في ذكر البصرة ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أحمد (5/40) قال : حدثنا يزيد بن هارون. وفي (5/40) قال : حدثنا محمد بن يزيد.
كلاهما - يزيد، ومحمد - عن العوام بن حوشب، عن سعيد بن جمهان، عن ابن أبي بكرة، فذكره.
* وأخرجه أحمد (5/44) قال : حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، قال : حدثنا الحشرج بن نباتة القيسي الكوفي، قال : حدثني سعيد بن جمهان، قال : حدثنا عبد الله بن أبي بكرة، قال : حدثني أبي، فذكره.
* وأخرجه أحمد (5/45) قال : حدثنا سريج قال : حدثنا حشرج، عن سعيد، عن عبد الله، أو عبيد الله بن أبي بكرة، قال : حدثني أبي، فذكره.
* وأخرجه أبو داود (4306) قال : حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال : حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال : حدثني أبي، قال : حدثنا سعيد بن جمهان، قال :حدثنا مسلم بن أبي بكرة، قال : سمعت أبي يحدث، فذكره.

7479 - (د) حسان بن عطية قال : مال مكحول وابن أبي زكريا إلى خالد بن معدان ، ومِلْتُ معهما ، فحدثنا عن جبير بن نُفير ، قال : قال لي جبير بن نفير : انطلق بنا إلى بني ذي مِخْبَرٍ - رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : فأتيناه ، فسأله جبير عن الهدنة ؟ فقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «ستصالحون الروم صلحاً آمناً ، فتغزون أنتم وهم عدوَّاً من ورائكم ، فَتُنصَرونَ وتَغْنَمُونَ وتَسْلَمُونَ ثم تَرْجِعون ، حتى تنزلوا بمرجٍ ذي تُلُول ، فيرفع رجلٌ من أهل النصرانية الصَّليبَ ، فيقول : غَلَبَ الصَّليب ، فيغضَبُ رجلٌ من المسلمين فيدُقُّهُ ، فعند ذلك تَغدِرُ الرُّوم وتُجمَع للملْحَمة - زاد في رواية : ويثور المسلمون إلى أسلحتهم ، فَيقْتَتِلُون ، فَيُكْرِمُ الله تلك العصابة بالشهادة» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الهدنة) : الصلح الذي ينعقد بين الكفار والمسلمين ، وهو في الأصل : -[27]- السكون ، كأنهم سكنوا عن القتال وقد يكون بين كل طائفتين اقتتلتا إذا تركتا القتال عن صلح .
(الملحمة) : معظم القتال .
__________
(1) رقم (4292) و (4293) في الملاحم ، باب ما يذكر من ملاحم الروم ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أحمد (4/91) قال : حدثنا محمد بن مصعب، هو القرقساني وأبو داود (4293) قال : حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني، قال : حدثنا الوليد بن مسلم.وابن ماجة (4089) قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، قال : حدثنا الوليد بن مسلم.
كلاهما - القرقساني، والوليد - قالا : حدثنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، فذكره.
* وأخرجه أحمد (4/91 و 5/409) قال : حدثنا روح، قال : حدثنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن خالد بن معدان، فذكره، ولم يذكر جبير بن نفير.
* وأخرجه أبو داود (4292) قال : حدثنا النفيلي. وابن ماجة (4089) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. كلاهما -النفيلي، وأبو بكر - قالا : حدثنا عيسى بن يونس، قال : حدثنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية، قال :مال مكحول وابن أبي زكريا إلى خالد بن معدان وملت معهما، فحدثنا عن جبير بن نفير، قال: قال لي جبير انطلق بنا إلى ذي مخمر- وكان رجلا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فانطلقت معهما، فذكره.

7480 - (د) أم سلمة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «يكون اختلاف عند مَوتِ خليفة ، فيخرجُ رجل من أهل المدينة هارباً إلى مكَّةَ ، فيَأُتِيهِ ناس من أهلِ مكة ، فيُخرِجونه وهو كاره ، فيبايعونه بين الركن والمقام ، ويُبْعَثُ إليه بَعْث من الشام ، فيُخْسَفَ بهم بالبيداءِ بين مكة والمدينة ، فإذا رأى الناسُ ذلك أتاهُ أبدال الشام ، وعصائب أهْلِ العراق فيبايعونه ، ثم ينشأ رجل من قريش ، أخواله كَلْب ، فيَبْعثُ إليه بَعْثاً ، فيظهرون عليهم ، وذلك بعث كلب ، والخيبةُ لمن لم يشهدْ غنيمةَ كلب ، فيقسم المال ، ويعمل في الناس بسُنَّة نبيِّهم ، ويُلْقِي الإسلامُ بجِرانِهِ إلى الأَرْض ، فيلبَثُ سَبْعَ سنين - وقال بعض الرواة عن هشام ، [يعني الدَّستَوائي]- : تسع سنين ، ثم يُتَوَفَّى ، ويصلي عليه المسلمون ، وفي رواية بقصة جيش الخسف قالت : قلت : يا رسول الله ، كيف بمن كان كارهاً ؟ قال : يُخْسَفُ بهم ، ولكن يُبْعَثُ يوم القيامة على نيته» أخرجه أبو داود (1) .
وقد أخرج مسلم والترمذي معنى الخسف بالجيش الذي يؤمُّ البيت ، مفرداًَ من هذه القصة عن أُم سلمة ، وهو مذكور في فضل البيت من كتاب -[28]- الفضائل من حرف الفاء ، فلم نعده هنا ، لاشتمال هذا على معنى غير ما اشتمل عليه ذلك الحديث .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بجرانه) الجِرَان : باطن العنق ، والجمع : جُرُن ، والمعنى : أنه قد قرَّ قراره واستقام ، كما أن البعير إذا برك واستراح مَدَّ جِرَانَهُ على الأرض .
__________
(1) رقم (4286) و (4288) و (4289) في المهدي ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أحمد (6/316) قال : حدثنا عبد الصمد وحرمي -المعنى- قالا : حدثنا هشام. وأبو داود (4286) قال :حدثنا محمد بن المثنى. قال :حدثنا معاذ بن هشام.قال :حدثني أبي.وفي (4287) قال : حدثنا هارون بن عبد الله. قال : حدثنا عبد الصمد، عن همام.
كلاهما - هشام الدستوائي، وهمام- عن قتادة، عن صالح أبي الخليل، عن صاحب له، فذكره.
* وأخرجه أبو داود (4288) قال : حدثنا ابن المثنى. قال : حدثنا عمرو بن عاصم. قال : حدثنا أبو العوام. قال : حدثنا قتادة، عن أبي الخليل، عن عبد الله بن الحارث، عن أم سلمة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ، بهذا الحديث، وحديث معاذ أتم.

7481 - (د) ثوبان - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «يوشكُ الأُمَمُ أنْ تَدَاعَى عليكم كما تَدَاعَى الأَكَلةُ إلى قَصْعَتِها ، فقال قائل : من قِلَّة نحن يومئذ ؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنَّكم غُثاء كَغُثَاءِ السَّيْلِ ، ولَيَنْزِعَنَّ الله مِنْ صدور عدوِّكم المهابةَ منكم ، وليقذفنَّ في قُلُوبكم الوَهْنَ ، قيل : وما الوْهنُ يا رسول الله ؟ قال : حُبُّ الدُّنيا ، وكراهيَةُ الموتِ» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تداعى) التداعي : التتابع ، أي : يدعو بعضها بعضاً فتجيب .
(الأكَلة) : جمع آكل .
(غُثاء) الغُثَاء : ما يلقيه السّيل .
__________
(1) رقم (4297) في الملاحم ، باب في تداعي الأمم على الإسلام ، وفي سنده أبو عبد السلام صالح بن رستم الهاشمي ، وهو مجهول ، لكن قد رواه أحمد 5 / 278 من طريق آخر وسنده قوي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أبو داود (4297) قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي قال : حدثنا بشر بن بكر، قال : حدثنا ابن جابر، قال : حدثني أبو عبد السلام، فذكره.
وبنحوه أخرجه أحمد (5/278) قال : حدثنا أبو النضر، قال : حدثنا بن المبارك، قال : حدثنا مرزوق أبو عبد الله الحمصي، قال : أخبرنا أبو أسماء الرحبي، فذكره.
قلت : في مسند أبي داود: صالح بن رستم الهاشمي - أبو عبد السلام الدمشقي- ،قال عنه الحافظ في التهذيب (4/390) قال ابن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال :مجهول لا نعرفه، وذكره ابن حبان في الثقات.

7482 - (م) أبو إدريس الخولاني قال : حذيفة رضي الله عنه «والله إنِّي لأعلمُ الناس بكلِّ فِتْنَة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة ، وما بي [إلا] أن يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أَسَرَّ إليَّ في ذلك شيئاً لم يُحَدِّثْهُ غيري ، ولكنْ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قال يوماً - وهو في مجلس يَتَحدَّثُ فيه عَنِ الفتن وَيَعُدُّهُنَّ - منها ثلاث لا يَكَدْنَ يَذَرنَ شيئاً ، ومنها فِتَنٌ كرياحِ الصيف ، منها صغار ، ومنها كبار ، فذهب أولئك الرهط الذين سمعوه معي كلُّهم غيري» أخرجه مسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كرياح الصيف) يريد أن فيها بعض الشدة ، وإنما خصَّ الصيف ، لأن رياح الشتاء أقوى .
__________
(1) رقم (2891) في الفتن ، باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم فيما يكون إلى قيام الساعة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/388) قال : حدثنا يعقوب، قال : حدثنا أبي، عن صالح يعني ابن كيسان. وفيه (5/388) قال : حدثنا فزارة بن عمرو، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد، قال : حدثنا صالح بن كيسان. وفي (5/407) قال : حدثنا أبو اليمان، قال : وأخبرنا شعيب. ومسلم (8/172) قال : حدثني حرملة بن يحيى التجيبي، قال : أخبرنا ابن وهب، قال : أخبرني يونس.
ثلاثتهم - صالح، وشعيب، ويونس - عن ابن شهاب، عن أبي إدريس الخولاني، فذكره.

7483 - (د) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال : «والله ما أَدْرِي أنَسِي أصحابي ، أم تناسَوْا ؟ والله ما ترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من قائد فتنة إلى انقضاء الدنيا ، يبلغَ من معه ثلاثمائة فصاعداً ، إلا قد سمَّاه لنا باسمه واسم أبيه واسم قبيلته» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4243) في الفتن ، باب ذكر الفتن ودلائلها ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أبو داود (4243) قال : حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال : حدثنا ابن أبي مريم، قال : أخبرنا ابن فروخ، قال : أخبرني أسامة بن زيد، قال : أخبرنا بن لقبيصة بن ذؤيب، عن أبيه، فذكره.

7484 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله -[30]- صلى الله عليه وسلم-: «يُوِشكُ المسلمون أن يحاصرُوا إلى المدينة ، حتى يكون أبعدَ مَسالحهم : سَلاحُ» قال الزهري : سلاح : قريب من خيبر ، أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مسالحهم) المسالح جمع مَسْلحة ، وهم قوم ذوو سلاح ، والمسلحة أيضاً كالثغر والمرقَب ، يكون فيه أقوام يرقبون العدو لئلا يطرقهم ، فإذا رأوه : أعلموا أصحابهم ليتأهَّبُوا له .
__________
(1) رقم (4250) في الفتن ، باب ذكر الفتن ودلائلها ، و (4299) و (4300) ، باب في العقل من الملاحم ، وفيه جهالة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أبو داود (4250 و 4299) قال : حدثت عن ابن وهب، قال : حدثنا جرير بن حازم، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، فذكره.
وفي (4251) قال : حدثنا أحمد بن صالح، عن عنبسة، عن يونس، عن الزهري، قال : وسلاح قريب من خيبر.

الفرع الثاني : فيما لم يذكر اسمه من الفتن ، وفيه عشرة أنواع
نوع أول
7485 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «بادروا بالأعمال فِتناً كَقِطَع الليْلِ المظلم ، يُصبحُ الرجلُ مؤمِناً ويُمْسِي كافِراً ، ويُمسِي مُؤمِناً ويُصبْحُ كافِراً ، يَبيعُ دِينَهُ بِعَرَضِ من الدُّنْيا» أخرجه مسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (118) في الإيمان ، باب الحث على المبادرة بالأعمال قبل تظاهر الفتن ، والترمذي رقم (2196) في الفتن ، باب ما جاء ستكون فتن كقطع الليل المظلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/303) قال : حدثنا عبد الرحمن، قال : حدثنا زهير،وفي (2/372) قال : حدثنا سليمان، قال : أنبأنا إسماعيل. وفي (2/523) قال : حدثنا عبد الملك بن عمرو، قال : حدثنا زهير. ومسلم (1/76) قال : حدثني يحيى بن أيوب، وقتيبة، وابن حجر، جميعا عن إسماعيل بن جعفر، قال ابن أيوب : حدثنا إسماعيل. والترمذي (2195) قال : حدثنا قتيبة، قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد.
ثلاثتهم - زهير بن محمد، وإسماعيل بن جعفر، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي - عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره.

7486 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «يكون في هذه الأمة أربع فتن ، في آخرها القتل (1)» أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) في نسخ أبو داود المطبوعة : في آخرها الغناء .
(2) رقم (4241) في الفتن ، باب ذكر الفتن ودلائلها ، وفي سنده رجل مجهول .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4241) قال : حدثنا هارون بن عبد الله، قال : حدثنا أبو داود الحفري، عن بدر ابن عثمان، عن عامر، عن رجل، فذكره.
قلت : في سنده رجل مجهول.

7487 - (م د س) عرفجة - رضي الله عنه - سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «ستكونُ هَنات وَهنات ، فمن أراد أن يفرِّقَ أمَر هذه الأُمَّةِ وهي جميع ، فاضرُبوهُ بالسيف كائناً من كان» .
وفي رواية «فاقتلوه» أخرجه مسلم .
وفي رواية أبي داود «وهَنات» مَرَّة أخرى .
وأخرجه النسائي ، وله في أخرى قال : «رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم- على المنبر يَخْطُبُ النَّاس ، فقال : إنَّها ستكونُ بعدي هَنات وَهنات ، فمن رأيتموه فَارَقَ الجماعة - أو يريد أن يفرِّق أُمةَ محمد - كائناً من كان فاقتلوه ، فإن يَدَ الله على الجماعة ، والشيطانُ مع من فارق الجماعة يركُضُ» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(هَنات) جمع هَنة ، وهي الخصلة من الشَّر ، ولا تقال في الخير . -[32]-
(يد الله على الجماعة) أي سكينته ورحمته مع القوم المتفقين المجتمعين . فإذا تفرقوا واختلفوا : أزال السكينة عنهم وأوقع بأسهم بينهم .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1852) في الإمارة ، باب حكم من فرق أمر المسلمين وهو مجتمع ، وأبو داود رقم (4762) في السنة ، باب في قتل الخوارج ، والنسائي 7 / 93 في تحريم الدم ، باب قتل من فارق الجماعة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/261) قال : حدثنا يحيى، عن شعبة. (ح) وحدثنا هاشم بن القاسم، قال : حدثنا شعبة. وفي (4/341) قال : حدثنا أبو النضر، قال : حدثنا شيبان. وفي (4/143 و 5/23) قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة. ومسلم (6/22) قال : حدثني أبو بكر بن نافع، ومحمد بن بشار. قال ابن نافع : حدثنا غندر. وقال ابن بشار : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا أحمد بن خراش، قال : حدثنا حبان، قال : حدثنا أبو عوانة (ح) وحدثني القاسم بن زكريا، قال ك دحثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان. وفي (6/23) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال : أخبرنا المصعب بن المقدام الخثعمي، قال : حدثنا إسرائيل. (ح) وحدثني حجاج، قال : حدثنا عارم بن الفضل، قال : حدثنا حماد بن زيد، قال : حدثنا عبد الله بن المختار، ورجل سماه. وأبو داود (4762) قال : حدثنا مسدد، قال : حدثنا يحيي، عن شعبة. والنسائي (7/92) قال : أخبرني أحمد بن يحيى الصوفي، قال : حدثنا أبو نعيم، قال : حدثنا يزيد بن مردانبة. وفي (7/93) قال : أخبرنا أبو علي محمد بن علي المروزي، قال : حدثنا عبد الله بن عثمان، عن أبي حمزة. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي، قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا شعبة.
سبعتهم - شعبة، وشيبان، وأبو عوانة، وإسرائيل، وعبد الله بن المختار، ويزيد بن مردانبة، وأبو حمزة السكري - عن زياد بن علاقة، فذكره.
* في رواية شيبان : عرفجة بن شريح الأسلمي، وفي رواية يزيد بن مردانبة عرفجة بن صريح الأشجعي، وفي رواية أبي حمزة : عرفجة بن شريح.

7488 - (س) أسامة بن شريك - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أَيما رَجُل [خَرَجَ] يفَرِّقُ أُمَّتي فاضربُوا عُنُقَهُ» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 7 / 93 في تحريم الدم ، باب قتل من فارق الجماعة ، وفي سنده زيد بن عطاء بن السائب ، لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات ، ولكن يشهد له الحديث الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (7/93) قال : أخبرنا محمد بن قدامة، قال : حدثنا جرير، عن زيد بن عطاء بن السائب، عن زياد بن علاقة، فذكره.
قلت : فيه زيد بن عطاء بن السائب،قال عنه الحافظ في التهذيب (3/418) : قال أبو حاتم : شيخ ليس بالمعروف، وذكره ابن حبان في الثقات.

نوع ثان
7489 - (د) معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - قال : قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال : «ألا إنَّ مَن كان قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتينِ وسبعينَ مِلَّة ، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ، ثِنْتان وسبعون في النار ، وواحدة في الجنة ، وهي الجماعة» زاد في رواية «وإنه سيخرج في أُمَّتي أقْوَام تتجارَى بهم الأَهواء ، كما يتجارى الكَلَبُ بصاحبه ، لا يبقى منه عِرْق ولا مَفْصِل إلا دَخَلَه» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ستفترق) قال الخطابي : قوله - صلى الله عليه وسلم- : «ستفترق أمتي» فيه دلالة على أن هذه الفِرَق غير خارجة عن الملة والدين ، إذ جعلهم من أمَّته . -[33]-
(يتجارى الكَلَب) التجاري ، تفاعل من الجَري ، وهو الوقوع في الأهواء الفاسدة ، والتداعي فيها ، تشبيهاً بجري الفرس ، والكَلَب : داءٌ معروف يعرِض للكلْب ، إذا عَضَّ حيواناً عَرَض له أعراض رديئة فاسدة قاتلة ، فإذا تجارى بالإنسان وتمادى هلك .
__________
(1) رقم (4597) في السنة ، باب شرح السنة ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " (1024) ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أحمد (4/102) قال : حدثنا أبو المغيرة. والدارمي (2521) قال : أخبرنا أبو المغيرة. وأبو داود (4597) قال : حدثنا أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى، قالا : حدثنا أبو المغيرة. (ح) وحدثنا عمرو بن عثمان، قال : حدثنا بقية.
كلاهما - أبو المغيرة، وبقية بن الوليد- قالا : حدثنا صفوان، قال : حدثني أزهر بن عبد الله الحرازي، عن أبي عامر، فذكره.
* في رواية أحمد (أزهر بن عبد الله الهوزني) وقال : قال أبو المغيرة. في موضع آخر : الحرازي.

7490 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «تَفَّرَّقَتِ اليهودُ على إحدى وسبعين فِرْقَة ، أو اثنتين وسبعين ، والنصارى مثل ذلك ، وستفترق أُمَّتي على ثلاث وسبعين فرقة» أخرجه الترمذي .
وفي رواية أبي داود قال : «وتفرَّقَت النصارى على إحدى وسبعين ، أو اثنتين وسبعين فرقة ...» وذكر الحديث (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4596) في السنة ، باب شرح السنة ، والترمذي رقم (2642) في الإيمان ، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة ، وقال الترمذي : حديث أبي هريرة حسن صحيح ، وهو كما قال ، وفي الباب عن سعد ، وعبد الله بن عمرو ، وعوف بن مالك .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أحمد (2/332) قال : حدثنا محمد بن بشر. وأبو داود (4596) قال : حدثنا وهب بن بقية، عن خالد. وابن ماجة (3991) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا محمد بن بشر. والترمذي (2640) قال : حدثنا الحسين بن حريث أبو عمار. قال : حدثنا الفضل بن موسى.
ثلاثتهم - محمد بن بشر، وخالد بن عبد الله، والفضل بن موسى - عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره. وقال الترمذي : حديث حسن صحيح.

7491 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «ليأتينَّ على أَمَّتي ما أتى على بني إسرائيل حَذْوَ النَّعْلِ بالنَّعْل ، حتى إن كان منهم من أتى أُمَّهُ علانية ، ليَكُوننَّ في أمتي مَنْ يصنع ذلك ، وإن بني إسرائيل تفرَّقت على ثنتين وسبعين ملة ، وستفترق أُمَّتي على ثلاث وسبعين ملة ، كُلُّها في النار ، إلا ملة واحدة ، قالوا : مَن هي -[34]- يا رسول الله ؟ قال : مَنْ كان على ما أنا عليه وأصحابي» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حَذْو النعل بالنعل) أي : مثل النعل ، لأن إحدى النعلين يُقْطَع ، وتقدَّر على قدر النعل الأخرى ، والحذو : التقدير ، وكلُّ من عمِل عملاً مثل عمل رجلاً آخر من غير زيادة ولا نقصان ، قيل : عَمَلَ فلان حَذْوَ النعل بالنعل .
__________
(1) رقم (2643) في الإيمان ، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة ، وفي سنده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي ، وهو ضعيف ، أقول : ولكن يشهد له معنى الحديثين اللذين قبله ، فهو بهما حسن ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب مفسر ، لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه الترمذي (2641) قال : حدثنا محمود بن غيلان، قال : حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، عن عبد الله بن يزيد، فذكره.
وقال : هذا حديث مفسر غريب لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه.
قلت : في إسناده عبد الرحمن بن زياد الإفريقي.

نوع ثالث
7492 - (ت) أبو واقد الليثي - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- «لما خرج إلى غزوة حُنَيْن مَرَّ بِشَجَرَة للمشركين كانوا يُعَلِّقُونَ عليها أسلحتَهُمْ ، يقال لها : ذاتُ أنواط ، فقالوا : يا رسول الله ، اجعل لنا ذاتَ أنواطٍ ، كما لهم ذَاتُ أنواط ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : سبحان الله ! هذا كما قال قومُ موسى : اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة ، والذي نفسي بيده : لَتركَبُنَّ سَنَنَ من كان قبلَكم» أخرجه الترمذي (1) .
وزاد رزين «حَذْوَ النعل بالنعل ، والقُذَّة بالقُذَّة ، حتى إنْ كان فيهم -[35]- من أتى أُمَّهُ يكون فيكم ، فلا أدري : أتعبدون العِجْل ، أم لا ؟» .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أنواط) جمع نَوْط ، وهو مصدر نُطْتُ به كذا وكذا أنُوط نَوْطاً : إذا علقتَه به ، ويسمَّى المَنْوط بالنَّوْط .
(القُذَّة) : ريشة السهم ، وجمعها قُذَذ ، وتكون أيضاً متساوية الأقدار ، تُقَصّ كل ريشة على قدر الأخرى .
__________
(1) رقم (2181) في الفتن ، باب ما جاء لتركبن سنن من كان قبلكم ، وإسناده صحيح ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه الحميدي (848) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (5/218) قال : حدثنا حجاج، قال : حدثنا ليث - يعني ابن سعد - قال : حدثني عقيل بن خالد. وفي (5/218) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا معمر. وفي (5/218) قال : حدثنا أبو إسحاق بن سليمان، قال : حدثنا مالك ابن أنس. والترمذي (2) قال : حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال : حدثنا سفيان. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (11/15516) عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق، عن معمر.
أربعتهم - سفيان بن عيينة، وعقيل، ومعمر، ومالك - عن ابن شهاب الزهري، عن سنان بن أبي سنان الدؤلي، فذكره.
* في رواية سعيد بن عبد الرحمن، عن سفيان أن: «رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما خرج إلى خيبر...» .
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.

7493 - (خ م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لتَتَّبِعُنَّ سَنَن مَنْ كان قبلكم شِبْراً بِشِبر ، وَذِرَاعاً بِذِراع حتى لو دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَتَبِعْتُموهُمْ ، قلنا : يا رسول الله اليهودُ والنصارى ؟ قال : فَمَنْ ؟» أخرجه البخاري ومسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جُحْرَ ضبٍّ) الضّب : هذا الحيوان المعروف .
(وجُحْرُهُ) ثُقْبُه الذي يأوي إليه ، يعني لو دخلوا إلى ثقب الضبِّ مبالغةً لدخلتموه .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 255 في الاعتصام ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لتتبعن سنن من كان قبلكم " ، وفي الأنبياء ، باب ما ذكر عن بني إسرائيل ، ومسلم رقم (2669) في العلم ، باب اتباع سنن اليهود والنصارى .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/84و 89) قال : حدثنا روح، قال : حدثنا زهير بن محمد. والبخاري (4/206) قال : حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال : حدثنا أبو غسان. وفي (9/126) قال : حدثنا محمد بن عبد العزيز، قال : حدثنا أبو عمر هو حفص بن ميسرة الصنعاني من اليمن. ومسلم (8/57) قال : حدثني سويد بن سعيد، قال : حدثنا حفص بن ميسرة. (ح) وحدثنا عدة من أصحابنا، عن سعيد بن أبي مريم، قال : أخبرنا أبو غسان وهو محمد بن مطرف.
ثلاثتهم - زهير، وأبو غسان، وحفص - عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره.
* أخرجه أحمد (3/94) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا معمر، عن زيد بن أسلم، عن رجل، عن أبي سعيد، فذكره.
* رواه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان، (راوي صحيح مسلم) ، قال : حدثنا محمد بن يحيى، قال : حدثنا ابن أبي مريم، قال : حدثنا أبو غسان، قال : حدثنا زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، وذكر الحديث نحوه. صحيح مسلم (8/58) وإنما ذكرنا هذا لئلا يظن أحد أن هذا الإسناد ساقه مسلم وإنما هو من زيادات أحد الرواة عنه.

7494 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا تقومُ الساعة حتى تأخذَ أُمَّتي مأخذ (1) القُرونِ قَبْلَها شِبْراً بِشِبر ، وَذِرَاعاً بِذِرَاع ، قيل له : يا رسول الله، كفَارِسَ والروم ؟ قال : مَنِ الناسُ إلا أولئك ؟» أخرجه البخاري (2) .
__________
(1) هذه رواية النسفي ، وفي رواية الأصيلي : بما أخذ ، وفي بعض الروايات : بأخذ .
(2) 13 / 254 في الاعتصام ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لتتبعن سنن من كان قبلكم " .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/325 و367) قال : حدثنا روح. قال : حدثنا ابن أبي ذئب. وفي (2/327) قال : حدثنا حجاج. قال : أخبرني ابن جريج. قال : أخبرني زياد بن سعد، عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ. وفي (2/336) قال : حدثنا عثمان بن عمر أبو محمد. قال : أخبرنا ابن أبي ذئب وفي (2/367) قال : حدثنا سريج. قال : حدثنا عبد الله بن نافع، عن ابن أبي ذئب. والبخاري (9/126) قال : حدثنا أحمد بن يونس. قال : حدثنا ابن أبي ذئب.
كلاهما - ابن أبي ذئب، ومحمد بن زيد بن المهاجر - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره.
* لفظ رواية محمد بن زيد بن المهاجر : «والذي نفسي بيده، لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، وباعا فباعا، حتى لودخلوا جحر ضب لدخلتموه. قالوا : ومن هم يا رسول الله ؟ أهل الكتاب؟ قال فمه» .

7495 - (م) عائشة - رضي الله عنها - قالت : سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «لا يَذْهَبُ الليلُ والنهار ، حتى تُعبد اللاَّتُ والعُزَّى ، قلت : يا رسول الله ، إن كنتُ لأُظنُّ حِينَ أنزل الله تعالى : {هو الذي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ على الدِّينِ كلِّهِ [وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ]} [الصف : 9] أن ذلك تامُّ ، قال : إنَّه سَيَكونُ من ذلك ما شاء الله ، ثم يَبْعَثُ الله ريحاً طَيِّبَة ، فَتتَوفَّى كلَّ من كان في قلبه مثقالُ حَبة من خَرْدل من إيمان ، فيبقى من لا خير فيه ، فيرجعونَ إلى دِينِ آبائهم» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2907) في الفتن ، باب لا تقوم الساعة حتى تعبد دوس ذا الخلصة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (8/182) قال : حدثنا أبو كامل الجحدري، وأبو معن زيد بن يزيد الرقاشي- واللفظ لأبي معن - قالا : حدثنا خالد بن الحارث. (ح) وحدثناه محمد بن المثنى،قال : حدثنا أبو بكر، وهو الحنفي.
كلاهما - خالد بن الحارث، وأبو بكر الحنفي - قالا : حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن الأسود بن العلاء، عن أبي سلمة، فذكره.

7496 - (م د ت) ثوبان - رضي الله عنه- : أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إنَّما أخاف على أُمَّتي الأئمةَ المضِلِّين ، فإذا وُضِعَ السيفُ في أُمتي ، لم يُرفَع عنها إلى يوم القيامة ، ولا تقوم الساعة حتى تلتحق قبائلُ من أمتي بالمشركين ، وحتى تعبد قبائلُ من أُمتي الأوثان ، وانَّه يكون في أمتي ثلاثون -[37]- كذَّابون ، كُلُّهم يزعم أنه نبيّ ، وأنا خاتَم النبيين ، ولا نبيَّ بعدي ، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ، لا يضرُّهم مَنْ خالفهم حتى يأتيَ أمر الله» قال علي بن المديني : هم أصحاب الحديث .
هذا الحديث أورده رزين هكذا ، وأخرج مسلم بعضه ، وهو مذكور في «فضائل الأمة» من كتاب الفضائل .
وأخرجه أبو داود في جملة حديث وهو مذكور في المعجزات من «كتاب النبوة» من حرف النون ، وأخرجه الترمذي مفرَّقاً في ثلاثة مواضع (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1920) في الإمارة ، باب قوله صلى الله عليه وسلم : " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق " ، وأبو داود رقم (4252) في الفتن ، باب ذكر الفتن ودلائلها ، والترمذي رقم (2203) و (2220) و (2230) في الفتن ، باب رقم (32) ، وباب ما جاء لا تقوم الساعة حتى يخرج كذابون ، وباب ما جاء في الأئمة المضلين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : ولكنه أتى مفرقا في المصادر :
فبلفظ : «إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين.» .
1- أخرجه أحمد (5/278) قال : حدثنا عبد الرحمن. وفي (5/278) قال : حدثنا سليمان بن حرب. وفي (5/284) قال : حدثنا عفان. والدارمي (215) و (2755) قال : أخبرنا سليمان بن حرب. وأبو داود (4252) قال : حدثنا سليمان بن حرب، ومحمد بن عيسى. والترمذي (2229) قال : حدثنا قتيبة.
خمستهم - عبد الرحمن، وسليمان، وعفان، ومحمد، وقتيبة- عن حماد بن زيد، عن أيوب.
2- وأخرجه ابن ماجة (3952) قال : حدثنا هشام بن عمار، قال : حدثنا محمد بن شعيب بن شابور، قال: حدثنا سعيد بن بشير، عن قتادة.
كلاهما - أيوب، وقتادة - عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، فذكره
وبلفظ : «إذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة» .
1- أخرجه أحمد (5/278) قال : حدثنا سليمان بن حرب. وفي (5/284) قال : حدثنا عفان. وأبو داود (4252) قال : حدثنا سليمان بن حرب، ومحمد بن عيسى. والترمذي (2202) قال : حدثنا قتيبة.
أربعتهم - سليمان، وعفان، ومحمد، وقتيبة - عن حماد بن زيد، عن أيوب.
2- وأخرجه ابن ماجه (3952) قال : حدثنا هشام بن عمار، قال : حدثنا محمد بن شعيب بن شابور، قال: حدثنا سعيد بن بشير، عن قتادة.
كلاهما - أيوب، وقتادة - عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، فذكره.
وقال الترمذي : حديث حسن صحيح.
وبلفظ : «لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين، وحتى يعبدوا الأوثان» .
1- أخرجه أحمد (5/278) قال : حدثنا سليمان بن حرب. وفي (5/284) قال : حدثنا عفان. وأبو داود (4252) قال : حدثنا سليمان بن حرب، ومحمد بن عيسى. والترمذي (2219) قال : حدثنا قتيبة.
أربعتهم - سليمان، وعفان، ومحمد، وقتيبة - عن حماد بن زيد، عن أيوب.
2- وأخرجه ابن ماجه (3952) قال : حدثنا هشام بن عمار، قال : حدثنا محمد بن شعيب بن شابور، قال: حدثنا سعيد بن بشير، عن قتادة. وبلفظ : «وإنه سيكون في أمتي ثلاثون كذابا، كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبين لا نبي بعدي» .
1- أخرجه أحمد (5/278) قال : سليمان بن حرب. وأبو داود (4252) قال : حدثنا سليمان بن حرب، ومحمد بن عيسى. والترمذي (2219) قال : حدثنا قتيبة.
ثلاثتهم - سليمان، ومحمد ، وقتيبة - عن حماد بن زيد، عن أيوب.
2- وأخرجه ابن ماجة (3952) قال : حدثنا هشام بن عمار،قال : حدثنا محمد بن شعيب بن شابور، قال: حدثنا سعيد بن بشير، عن قتادة.
كلاهما - أيوب، وقتادة - عن أبي قلابة، عن أبي إسماء، فذكره.
وبلفظ : «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من يخذلهم حتي يأتي أمر الله» .
تقدم برقم (6446) .

نوع رابع
7497 - (د) سعيد بن زيد - رضي الله عنه - : قال : «كنَّا عندَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فذكر فتنة عَظَّمَ أمرها ، فقلنا - أو قالوا - يا رسول الله ، لئن أدْرَكَتْنا هذه لَنَهْلِكنَّ ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : كَلاَّ إنَّ بحسبِكم القتلَ»
قال سعيد : «فرأيت إخواني قُتِلوا» . أخرجه أبو داود (1) .
-[38]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بِحَسْبِكم القتل) أي : إن القتل كافيكم ومقنِعُكم .
__________
(1) رقم (4277) في الفتن ، باب ما يرجى في القتل ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن :
* أخرجه أحمد (1/189) (1647) قال : حدثنا حماد بن أسامة، قال : أخبرني مسعر، عن عبد الملك بن ميسرة، عن هلال بن يساف، عن عبد الله بن ظالم، فذكره.
* أخرجه أبو داود (4277) قال : حدثنا مسدد، قال : حدثنا أبو الأحوص سلام بن سليم، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن سعيد بن زيد، فذكره. ولم يذكر عبد الله بن ظالم.
وأخرجه النسائي في فضائل الصحابة رقم (102) قال : أخبرني ابن عبد الله بن عمار، قال : حدثنا قاسم الجرمي، قال : حدثنا سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن فلان بن حيان، عن عبد الله بن ظالم، فذكره.

7498 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - : قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «لَيأْتينَّ على الناس زمان ، لا يدري القَاتِلُ في أَيِّ شيء [قَتَلَ] ، ولا يدري المقتولُ في أَي شيء قُتِلَ ؟ قيل : وكيف ؟ قال : الهَرْجُ ، القَاتِلُ والمقتولُ في النار» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2908) في الفتن ، باب لا تقوم الساعة حتى تعبد دوس ذا الخلصة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (2908) قال : وحدثنا ابن أبي عمر المكي، قال : حدثنا مروان، عن يزيد- وهو ابن كيسان - عن أبي حازم، فذكره.وبنفس الرقم قال : وحدثنا عبد الله بن عمر بن أبان وواصل بن عبد الأعلى، قالا : حدثنا محمد بن فضيل، عن أبي إسماعيل الأسلمي، عن أبي حازم، فذكره.
وقال : وفي رواية ابن أبان قال : هو يزيد بن كيسان عن أبي إسماعيل. لم يذكر الأسلمي.

7499 - (خ م) أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - : قال : «أشرفَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- على أُطُم من آطام المدينة ، فقال : هل تَرَوْنَ ما أرَى ؟ قالوا : لا ، قال : فإني لأرى مواقعَ الفِتنِ خِلال بيوتكم كمواقع القَطْرِ» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الأُطُم) : بناءٌ مرتفع ، وجمعه آطام .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 81 في فضائل المدينة ، باب آطام المدينة ، وفي المظالم ، باب الغرفة والعلية المشرفة وغير المشرفة في السطوح وغيرها ، وفي الأنبياء ، باب علامات النبوة في الإسلام ، وفي الفتن ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " ويل للعرب من شر قد اقترب " ، ومسلم (2885) في الفتن ، باب نزول الفتن كمواقع القطر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1-أخرجه الحميدي (542) . وأحمد (5/200) . والبخاري (3/27) قال: حدثنا علي،وفي (3/174) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. وفي (4/240) و (9/60) قال : حدثنا أبو نعيم. ومسلم (8/168) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وإسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عمر.
تسعتهم - عن سفيان بن عيينة.
2- وأخرجه أحمد (5/208) والبخاري (9/60) قال : حدثني محمود. ومسلم (8/168) قال : حدثنا عبد بن حميد.
ثلاثتهم - عن عبد الرزاق، قال : حدثنا معمر.
كلاهما - سفيان، ومعمر - عن الزهري، قال : أخبرني عروة، فذكره.

7500 - (د ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال : -[39]- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إنَّها ستكونُ فِتْنَة تَسْتِنطِف العربَ ، قتلاها في النار ، اللسانُ فيها أشدُّ من وَقْعِ السيف» أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تستنطفُ) [استنطفتُ] الشيءَ : إذا أخذته كُلَّه .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4265) في الفتن ، باب في كف اللسان ، والترمذي رقم (2179) في الفتن ، باب رقم (16) ، وإسناده ضعيف ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أحمد (2/211) (6980) قال : حدثنا أسود بن عامر، قال : حدثنا حماد بن سلمة. وأبو داود (4265) قال : حدثنا محمد بن عبيد، قال : حدثنا حماد بن زيد. وابن ماجة (3967) والترمذي (2178) قالا - ابن ماجه، والترمذي - حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي، قال : حدثنا حماد بن سلمة.
كلاهما - حماد بن سلمة، وحماد بن زيد - عن ليث، عن طاووس، عن زياد سيمين كوش، فذكره.
* في رواية أحمد. اسمه زياد بن سيما كوش.
* في رواية الترمذي. اسمه : زياد بن سيمين كوش.
* في رواية حماد بن زيد. قال : عن رجل يقال له زياد.
* قال أبو داود : رواه الثوري عن ليث، عن طاووس، عن الأعجم.
* قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب، سمعت محمد بن إسماعيل يقول : لا يعرف لزياد بن سيمين كوش غير هذا الحديث، رواه حماد بن سلمة عن ليث فرفعه، ورواه حماد بن زيد عن ليث فأوقفه.
* قال أبو داود (4266) حدثنا محمد بن عيسى بن الطباع، قال : حدثنا عبد الله بن عبد القدوس. قال : زياد سيمين كوش.

7501 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «سَتَكُون فِتْنَة صَمَّاءُ بَكْماءُ عمياءُ ، مَنْ أَشْرَفَ لها استشرفت [له] وإشرافُ اللسان فيها كوقوع السيف» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(صماء بكماء عمياء) البَكَم : الخَرَس في أصل الخلقة ، والصمم : الطرش أراد أن هذه الفتنة لا تسمع ولا تبصر ، ولا تقلع ولا ترتفع ، لأنها لا حواس لها فترعوي إلى الحق ، أو أنه شبَّهها -لاختلاطها وقتل البريء فيها والسقيم - بالأعمى الأصم الأخرس ، الذي لا يهتدي إلى شيء ، فهو يخبط خبط عشواء .
__________
(1) رقم (4264) في الفتن ، باب في كف اللسان ، وإسناده ضعيف ، ولبعضه شواهد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناه ضعيف : أخرجه أبو داود (4264) قال : حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث. قال : حدثني ابن وهب. قال : حدثني الليث، عن يحيى بن سعيد. قال : قال خالد بن أبي عمران، عن عبد الرحمن بن البيلماني، عن عبد الرحمن بن هرمز، فذكره.

7502 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال «تَمْرُقُ مارِقَة عند فُرقة من المسلمين يقتلها أَوْلَى الطائفتين بالحق» . أخرجه أبو داود (1) .
-[40]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تمرُق مارقة) مَرَق السهم في الهدَف : إذا نَفَذَ منه وخرج ، والمراد : أنه تخرج طائفة من الناس على المسلمين فتحاربهم ، والمارِق : الخارج عن الطاعة المفارق للجماعة .
__________
(1) رقم (4667) في السنة ، باب ما يدل على ترك الكلام في الفتنة ، وإسناده صحيح ، ورواه أيضاً مسلم رقم (1065) في الزكاة ، باب ذكر الخوارج وصفاتهم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أحمد (3/25) قال : حدثنا يحيى، عن عوف. وفي (3/32، 48) قال: حدثنا وكيع، قال : حدثنا القاسم بن الفضل. وفي (3/45) قال : حدثنا بهز، قال : حدثنا أبو عوانة، عن قتادة. وفي (3/64) قال : حدثنا عفان، قال : حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، وفي (3/79) قال: حدثنا محمد بن جعفر،قال حدثنا عوف.وفي (3/97) قال : حدثنا عفان، قال : أخبرنا القاسم بن الفضل. ومسلم (3/113) قال : حدثنا شيبان بن فروخ، قال : حدثنا القاسم وهو ابن الفضل الحداني. (ح) وحدثنا أبو الربيع الزهراني، وقتيبة بن سعيد، قال قتيبة : حدثنا أبو عوانة عن قتادة (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال : حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا داود وأبو داود (4667) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال : حدثنا القاسم بن الفضل.
أربعتهم - عوف، والقاسم، وقتادة، وداود- عن أبي نضرة، فذكره.

نوع خامس
7503 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إذا مشَتْ أمتي المُطَيْطَاءَ ، وخَدَمَتْها أبناءُ الملوك وفارسُ والروم : سُلِّطَ شِرارُها على خيارِها» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المطيطاء) بضم الميم والمد : المشي بتبختُرٍ ، وهي مشية المتكبِّرين المفتخرين ، من مطّ يَمُطّ : إذا مدَّ .
__________
(1) رقم (2262) في الفتن ، باب رقم (74) ، وإسناده ضعيف ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه الترمذي (2261) قال : حدثنا موسى بن عبد الرحمن الكندي الكوفي، قال : حدثنا زيد بن حباب، قال : أخبرني موسى بن عبيدة. (ح) وحدثنا محمد بن إسماعيل الواسطي، قال : حدثنا أبو معاوية، عن يحيى بن سعيد.
كلاهما - موسى بن عبيدة، ويحيى بن سعيد الأنصاري - عن عبد الله بن دينار، فذكره.
* قال الترمذي عقب حديث موسى بن عبيدة : هذا حديث غريب. ثم قال : ولا يعرف لحديث أبي معاوية، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر أصل، إنما المعروف حديث موسى بن عبيدة. وقد روى مالك بن أنس هذا الحديث عن يحيى بن سعيد مرسلا، ولم يذكر فيه عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر.

7504 - (م) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إذا فُتِحَتْ عليكم خَزَائِنُ فارسَ والروم : أَيُّ قوم أنتم ؟ قال عبد الرحمن بن عوف : نكون كما أمرنا الله عزَّ وجلَّ ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : تتنافَسُونَ ، ثم تتحاسدون ، ثم تتدابرون ، أو تتَباغضون ، أو غير ذلك ، ثم تنطلقون إلى مساكين المهاجرين ، فَتَحْمِلُونَ بَعْضُهمْ على رقاب بعض» أخرجه مسلم (1) .
-[41]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تتنافسون) المنافسة على الشيء : المبالغة عليه ، والانفراد به .
(تتدابرون) التدابر : كناية عن الاختلاف والافتراق ، وأصله : أن يولي كلُّ واحد ظهره لأخيه ، فإذا أعطاه ظهره فقد فارقه وخالفه ، وبضده : إذا أقبل عليه وأعطاه وجهه .
__________
(1) رقم (2962) في الزهد والرقاق في فاتحته .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (8/212) وابن ماجة (3996) .
كلاهما - مسلم، وابن ماجة- عن عمرو بن سواد العامري، قال : أخبرنا عبد الله بن وهب، قال : أخبرني عمرو بن الحارث، أن بكر بن سوادة حدثه، أن يزيد بن رباح، هو أبو فراس مولى عبد الله بن عمرو بن ابن العاص حدثه، فذكره.

7505 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إذا كانَت أُمراؤُكم خيارَكم ، وأغنياؤُكم سُمحاءَكم ، وأمورُكم شورَى بينكم ، فَظَهْرُ الأَرضِ خَير [لكم] من بطنها ، وإذا كانت أمراؤُكم شِرارَكم ، وأغنياؤُكم بُخَلاءَكم ، وأُمورُكم إلى نسائكم ، فبطنُ الأَرض خير لكم من ظهرها» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أمركم شورى) أي : مما تشاورون فيه .
__________
(1) رقم (2267) في الفتن ، باب رقم (78) ، وفي سنده صالح المري ، وهو ضعيف ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث صالح المري ، وصالح في حديثه غرائب لا يتابع عليها ، وهو رجل صالح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه الترمذي (2266) قال : حدثنا أحمد بن سعيد الأشقر. قال : حدثنا يونس بن محمد وهاشم بن القاسم. قالا : حدثنا صالح المري، عن سعيد الجريري، عن أبي عثمان النهدي، فذكره.
قال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث صالح المري، وصالح المري في حديثه غرائب ينفرد بها لا يتابع عليها، وهو رجل صالح.

نوع سادس
7506 - () علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «كيف بكم إذ فَسَقَ فِتْيانُكم ، وطغى نِساؤُكم ؟ قالوا : يا رسول الله ، -[42]- وإنَّ ذلك لكائن ؟ قال : نعم ، وأشدُّ ، كيف بكم إذا لمْ تأمروا بالمعروفِ ولم تَنْهَوْا عن المنكر ؟ قالوا : يا رسول الله ، وإنَّ ذلك لكائن ؟ قال : نعم ، وأشدُ ، كيف بكم إذا أمرتُم بالمنكر ، ونهيُتم عن المعروف ؟ قالوا : يا رسول الله وإنَّ ذلك لكائن ؟ قال : نعم ، وأَشدُّ ، كيف بكم إذا رأيتُمُ المعروفَ منكراً ، والمنكرَ معروفاً» أخرجه ... (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(طغى) الماء : إذا زاد ، وطغى الإنسان : إذا تجاوز الحدَّ في الواجب ، وفعل مالا يناسب محله .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، ورواه بأخصر منه أبو يعلى والطبراني في " الأوسط " من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " 7 / 281 وفي إسناد أبي يعلى موسى بن عبيدة ، وهو متروك ، وفي إسناد الطبراني جرير بن مسلم ولم أعرفه ، والراوي عنه شيخ الطبراني همام بن يحيى لم أعرفه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين.
قلت : ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (7/280 و 281) عن أبي هريرة، قال : رواه أبو يعلى، والطبراني في الأوسط إلا أنه قال : فسق شبابكم، وفي إسناد أبي يعلى موسى بن عبيدة، هو متروك، وفي إسناد الطبراني جرير بن المسلم ولم أعرفه، والرازي عن شيخ الطبراني همام بن يحيى لم أعرفه.

7507 - (خ) أبو مالك الأشعري - رضي الله عنه - أو أبو عامر قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «ليكونَنَّ من أمتي قوم يَسْتَحِلُّون الحِرَ ، والحريرَ ، والخمرَ ، والمعازفَ ، ولَينزلَنَّ أقوام إلى جَنْبِ عَلَمِ ، تروح عليهم سارحة لهم ، فيأتيهم رجل لحاجة ، فيقولون : ارجع إلينا غَداً ، فيُبَيِّتهم الله ، ويَضَعُ العَلَمَ ، ويَمْسَخُ آخرين قِرَدة وخنازير إلى يوم القيامة» أخرجه البخاري (1) .
-[43]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سارحة) القوم : مواشيهم ، لأنها تَسْرح إلى المرعى ، ثم تروح على أهلها بالعشيِّ .
(العلَم) : الجبل والعلامة .
(فَيُبَيِّتهم) بيَّتهم العدُّو : إذا طرقهم ليلاً وهم غافلون .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 45 في الأشربة ، باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه ، بصيغة التعليق قال : وقال هشام بن عمار ، قال الحافظ في " الفتح " : هكذا في جميع النسخ من -[43]- الصحيح من جميع الروايات مع تنوعها عن الفربري ، وكذا من رواية النسفي وحماد بن شاكر ، وذهل الزركشي في توضيحه فقال : معظم الرواة يذكرون هذا الحديث في البخاري معلقاً ، وقد أسنده أبو ذر عن شيوخه فقال : قال البخاري حدثنا الحسين بن إدريس ، حدثنا هشام بن عمار ، قال : فعلى هذا يكون الحديث صحيحاً على شرط البخاري ، وبذلك يرد على ابن حزم دعواه بالانقطاع . ا هـ . قال الحافظ : وهذا الذي قاله خطأ نشأ عن عدم تأمل ، وذلك أن القائل : حدثنا الحسين بن إدريس هو العباس بن الفضل شيخ أبي ذر لا البخاري ، وإنما الذي وقع في رواية أبي ذر من الفائدة أنه استخرج هذا الحديث من رواية نفسه من غير طريق البخاري إلى هشام على عادة الحفاظ إذا وقع لهم الحديث عالياً عن الطريق التي في الكتاب المروي لهم ، يوردونها عالية عقب الرواية النازلة ، وكذلك إذا وقع في بعض أسانيد الكتاب المروي خلل ما ، من انقطاع أو غيره ، وكان عندهم من وجه آخر سالماً أوردوه ، فجرى أبو ذر على هذه الطريقة ، فروى الحديث عن شيوخه الثلاثة عن الفربري عن البخاري قال : وقال هشام بن عمار ، ولما فرغ من سياقه قال أبو ذر : حدثنا أبو منصور الفضل بن العباس النضروي ، حدثنا الحسين بن إدريس حدثنا هشام بن عمار به ، وانظر بقية كلام الحافظ في " الفتح " 10 / 45 .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا (ح5590) قال : وقال هشام بن عمار، قال : حدثنا صدقة بن خالد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال : حدثنا عطية بن قيس الكلابي، قال : حدثنا عبد الرحمن بن غنم الأشعري، فذكره.
وقال الحافظ في الفتح (10/54) هكذا في جميع النسخ من الصحيحين من جميع الروايات مع تنوعها عن الفربري، وكذا من رواية النسفي وحماد بن شاكر.
وفي (10/55) قال : وقد ذكر شيخنا في شرح الترمذي وفي كلامه على علوم الحديث أن حديث هشام بن عمار جاد عنه موصولا في مستخرج الإسماعيلي، قال : حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا هشام بن عمار، وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين ، فقال : حدثنا محمد بن يزيد بن عبد الصمد، حدثنا هشام بن عمار، وقال: وأخرجه أبو داود في سننه فقال : حدثنا عبد الوهاب بن نجده ، حدثنا بشر بن بكر حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، بسنده انتهى.
وننبه فيه على موضعين : أحدهما : أن الطبراني أخرج الحديث في معجمه الكبير عن موسى بن سهل الجويني وعن جعفر بن محمد الفريابي. كلاهما عن هشام، والمعجم الكبير أشهر من مسند الشاميين فعزوه إليه أولى.
وأيضا فقد أخرجه أبو نعيم في مستخرجه على البخاري من رواية عبدان بن محمد المروزي، ومن رواية أبي بكر الباغندي كلاهما عن هشام، وأخرجه ابن حبان في صحيحه، عن الحسين بن عبد الله القطان عن هشام.
ثانيهما : قوله إن أبا داود أخرجه يوهم أنه عند أبي داود باللفظ الذي وقع فيه النزاع ، وهو المعازف وليس كذلك بل لم يذكر فيه الخمر الذي وقعت ترجمة البخاري لأجله ؛ فإن لفظه عند أبي داود بالسند المذكور إلى عبد الرحمن بن يزيد حدثنا عقبة بن قيس سمعت عبد الرحمن بن غنم الأشعري يقول : «حدثني أبو عامر وأبو مالك الأشعري والله ما كذبني أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر. وذكر كلاما قال يمسخ منهم قردة وخنازير إلى يوم القيامة» نعم ساق الإسماعيلي الحديث من هذا الوجه من رواية دحيم عن بشر بن بكر بهذا الإسناد فقال : «يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف» الحديث قلت : هو عند أبي داود برقم (4039) .

7508 - (د) يزيد بن عميرة وكان من أصحاب معاذ بن جبل - رضي الله عنه- أنه قال : «كان لا يجلس مجلساً للذِّكْر ، إلا قال حين يجلس : الله حَكَمٌ قِسْط ، هلَكَ المرتابون ، فقال معاذُ بن جبل يوماً : إن ورائَكم فِتَناً يَكْثُرُ فيها المال ، ويُفتَح فيها القرآنُ حتى يأخذَه المؤمنُ والمنافقُ ، والرجلُ والمرأةُ ، والعبدُ والحرُّ ، والصغيرُ والكبيرُ ، فيوشكُ قائلٌ أن يقول : -[44]- ما للناس لا يتَّبعوني وقد قرأت القرآن ؟ وما هم بِمُتَّبِعيَّ حتى أبتدعَ لهم غيرَه ، فإياكم وما ابْتَدَع ، فإنما ابتدَع ضلالة ، وأحذِّركم زَيغة الحكيم ، فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم ، وقد يقول المنافقُ كلمةَ الحق ، قال : قلت لمعاذ : وما تدري (1) رحمك الله أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة ، وأنَّ المنافق يقول كلمة الحق ؟ قال : بلى ، اجتنِبْ من كلام الحكيم المشْتَهِراتِ التي يقال : ما هذه ؟ ولا يَثْنِينَّك ذلك عنه ، فإنه لعله يُراجع ، وتَلَقَّ الحق إذا سمعته ، فإن على الحق نوراً» .
وفي رواية «ولا يُنْبِئَنَّك ذلك عنه» وفيها «بالمشتبِهات» عوض «المشتهرات» .
وفي أخرى قال : «بَلَى ، ما تشابَهَ عليكم من قول الحكيم ، حتى تقول ما أراد بهذه الكلمة؟» أخرجه أبو داود (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القِسط) : العدل .
(زيغة الحكيم) الزَّيغ ، وأراد به : الميل عن الحق ، والحكيم : العالم العارف ، أراد به : الزلل والخطأ الذي يعرض للعالم العارف ، أو يتعمَّده لقلة دِينه .
__________
(1) في نسخ أبي داود المطبوعة : وما يدريني .
(2) رقم (4611) في السنة ، باب لزوم السنة ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أبو داود (4611) قال : حدثنا يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب الهمداني، قال : حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، أن يزيد بن عميرة - وكان من أصحاب معاذ بن جبل - أخبره ، فذكره

نوع سابع
7509 - (خ م د) [بسر بن عبيد الله] قال : قال أَبو إدريس الخولاني : إنه سمع حذيفة - رضي الله عنه - قال : «كان الناس يسألون رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الخير ، وكنتُ أسأله عن الشر مخافةَ أن يدركَني ، فقلتُ : يا رسولَ الله ، إنَّا كنا في جاهليةِ وشرِّ ، فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخيرِ من شرِّ ؟ قال : نعم ، قلتُ : وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال : نعم ، وفيه دَخَن ، قلت : وما دخنه ؟ قال : قوم يَستَنُّون بغير سُنَّتي ، وَيهدُون بغير هَدْيي ، تَعْرِفُ منهم وتُنْكِرُ ، فقلت : فهل بعد ذلك الخيرِ من شرِّ ؟ قال : نعم ، دُعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها ، فقلت : يا رسول الله ، [صِفْهم لنا ، قال : نعم من جِلْدتنا ، ويتكلَّمون بألسنتنا] فقلتُ : يا رسول الله ، فما ترى - وفي رواية : فما تأمرني - إن أدركني ذلك ؟ قال : تَلْزَم جماعة المسلمين وإمامَهم ، قلتُ : فإن لم يكن لهم جماعةُ ولا إمام ؟ قال : فاعتزل تِلك الفِرَقَ كُلَّها ، ولو أن تَعَضَّ بأصلِ شجرة ، حتى يدرككَ الموتُ وأنت على ذلك» . أخرجه البخاري ومسلم .
ولمسلم نحوه ، وفيه قلتُ : «ما دَخنُهُ ؟ قال : قوم لا يستنُّون بِسُنَّتي ، وسيقوم فيهم رِجَال قُلوبُهم قلوبُ الشياطين في جُثمان إنْس ، قلت : كيف أصنع يا رسول الله إن أدركتُ ذلك ؟ قال : تَسْمَعُ وتُطيع ، وإن -[46]- ضُرِبَ ظهرُك ، وأُخذ مالك ، فاسمع وأطع» وأخرجه البخاري أيضاً مختصراً ، قال حذيفة : «تعلَّم أصحابي الخيرَ وتعلَّمتُ الشرَّ» .
وفي رواية أبي داود قال سُبيع بن خالد : أتيت الكوفة في زَمن فُتِحَتْ تُسْتَرُ ، أجلبُ منها بِغَالاً ، فدخلتُ المسجد ، فإذا صَدْعٌ من الرجال ، وإذا رجل جالس ، تعرِفُ إذا رأيتَهُ أَنَّه من رجال الحجاز ، قلتُ : مَنْ هذا ؟ فَتَجَهَّمني القومُ ، وقالوا : ما تعرفه ؟ هذا حذيفة صاحبُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فسمعته يقول : «إن الناس كانوا يسألون رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الخير ، وكنتُ أسأله عن الشر ، فأحدَقَهُ القوم بأبصارهم ، فقال : إني قد أرى الذي تنكرون إني قلتُ : يا رسول الله ، أرأَيتَ هذا الخير الذي أعطاناه الله ، أيكون بعده شرّ ، كما كان قبلَه ؟ قال : نعم ، قلت : فما العِصْمَة من ذلك ؟ قال : السيفُ ، قلتُ : فهل للسَّيفِ مِنْ تَقيَّة (1) ؟ قال : نعم .
وفي رواية : بعد السيف : تَقيَّة (1) على أَقذاء ، وهدنة على دخن ، قال : قلتُ : يا رسول الله ، ثم ماذا ؟ قال : إن كان لله خليفةٌ في الأرض فضرب ظهرك ، وأخذ مالك ، فأطِعْهُ ، وإلا فَمُتْ وأنتَ عاضٌّ بجِذْلِ شجرة : قلت : ثم ماذا ؟ قال : ثم يخرج الدجال ، معه نهرٌ ونار ، فمن وقع في ناره ، وجب أجره وحُطَّ وِزْرُه ، ومن وقع في نهره وجب وِزْرُهُ ، وُحطَّ أجْرُهُ ، قال : قلت : ثم ماذا ؟ قال : ثم هي قيام الساعة» . -[47]-
وفي رواية بهذا الحديث ، وقال : «فإن لم تجد يومئذ خليفة ، فاهْرُبْ حتى تموتَ وأنتَ عاضٌّ - وقال في آخره : قلتُ فما يكون بعد ذلك ؟ قال : لو أن رَجُلاً نَتَجَ فرساً لم تُنْتَجْ له حتى تقوم القيامة» .
وفي أخرى له : قال نصر بن عاصم الليثي : أتينا اليشكريَّ في رهط من بني ليث ، فقال : مَن القوم ؟ فقلنا : بنو الليث ، أتيناك نَسأَلُكَ عن حديثِ حذيفَةَ ، قال : أقبلنا مع أبي موسى قافلين ، وغَلتِ الدوابُّ بالكوفة ، فسألتُ أبا موسى أنا وصاحبٌ لي ، فأذِنَ لنا ، فَقَدْمنا الكوفَةَ ، فقلتُ لصاحبي : أنا داخل المسجد ، فإذا قامت السّوقُ خرجتُ إليك ، قال : فدخلتُ المسجدَ ، فإذا فيه حَلْقَة ، كأنما قُطِعَتْ رؤوسهم ، يستمعون إلى حديث رجل ، قال : فقمتُ عليهم ، فجاء رجل ، فقام إلى جنبي ، فقلتُ : من هذا ؟ قال : أَبَصْرِيٌّ أنتَ ؟ قلت : نعم ، قال : قد عرفتُ ، ولو كنتَ كوِفيَّاً ، لم تسأل عن هذا ، قال : فدنوتُ منه ، فسمعتُ حُذَيفةَ يقول : «كان الناسُ يسألونَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الخير ، وكنتُ أسأله عن الشر، وعرفتُ أن الخيرَ لن يسبقَني ، قلتُ : يا رسول الله ، هل بعد هذا الشر خير ؟ قال : يا حذيفة تعَلَّم كتابَ الله ، واتَّبِعْ ما فيه - ثلاث مرات - قلتُ : يا رسولَ الله [هل] بعد هذا الخير شرّ ؟ قال : فتنةٌ وشَرّ ، قال : قلتُ : يا رسول الله [هل] بعدَ هذا الشَّرِّ خير ؟ قال : يا حذيفة ، تعلَّم كتاب الله ، واتَّبِع ما فيه - ثلاث مرات - قلتُ : يا رسولَ الله ، [هل] بعد هذا الشَّرِّ خير ؟ قال : هُدْنَةٌ على دَخَن ، -[48]- وجماعة على أقذاء فيها ، أو فيهم ، قلتُ : يا رسول الله ، الهدنة على الدَخن ما هي ؟ قال : لا ترجع قلوبُ أقوام على الذي كانت عليه ، قلت : يا رسول الله هل بعد هذا الخير شر ؟ قال: يا حذيفة ، تعَلَّمْ كتاب الله ، واتَّبِعْ ما فيه - ثلاث مرات - قلتُ : يا رسول الله ، بعد هذا الخير شرّ ؟ قال : نعم فِتْنَة عَمْياءُ صَمَّاءُ ، عليها دُعَاةٌ على أبواب النار ، فإن مُتَّ يا حذيفة وأنتَ عاضٌّ على جِذْلِ شجرةِ خير لك من أن تَتَّبعَ أحداً منهم» .
وفي نسخة قال : أتينا اليَشْكُرِيَّ في رَهْط ، فقلنا : أتيناك نسألك عن حديث حذيفة ... فذكر الحديث هكذا - ولم يذكر لفظه ، قال : قلتُ : «يا رسول الله ، هل بعد هذا الخير شر؟ قال : فتنةٌ وشر ، قال : قلت : يا رسول الله ، بعد هذا الشر خير ؟ قال : يا حذيفة تعلَّمْ كتابَ الله ، واتَّبِعْ ما فيه - ثلاث مرات - قلتُ : يا رسولَ الله ، هل بعد هذا الشر خير ؟ قال : هُدْنَة على دَخَنٍ ، وجماعةٌ على أقذاءٍ ، قلتُ : يا رسول الله ، الهدنة على الدَّخَنِ ما هي ؟ قال : لا ترجعُ قلوب أقوام على الذي كانت عليه ، قال : قلتُ : يا رسولَ الله ، بعد هذا الخير شر ؟ قال : فِتْنَةٌ عمياءُ صَمَّاءُ ...» الحديث (2) .
-[49]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الصَّدْع) [بسكون الدال ، وربما حُرِّك] : الخفيف من الرجال الدقيق ، فأما في الوُعُول : فلا يقال إلا بالتحريك ، والخطابي لم يفرق بينهما في التحريك ، وقال : هو من الرجال : الشاب المعتدل القناة ، ومن الوعول : الفتى .
(تجهَّمت فلاناً) أي : كلحت في وجهه ، وتقبّضت عند لقائه .
(فأحدقوه) يقال : أحدق به الناس ، أي : أطافوا به ، وأحدقوه بأبصارهم ، أي : حقَّقوا النظر إليه ، وجعلوا أبصارهم محيطة به .
(العصمة) : ما يعتصم به ، أي : يستمسك .
(تَقِيَّةٌ) : التَّقية والتقاة بمعنى ، تقول : اتقى يتقي تُقاةً وتَقية .
(أقذاء) جمع القذى ، والقذاء جمع القذاة ، وهو ما يقع في العين من الأذى ، وفي الشراب والطعام من تراب أو تبن ، أو غير ذلك ، والمراد به في الحديث : الفَسَاد الذي يكون في القلوب ، أي : إنهم يتقون بعضهم بعضاً ، ويظهرون الصلح والاتفاق : ولكن في باطنهم خلاف ذلك .
(هدنة على دخن) الهدنة والدخن ، قد ذكرا ، وقد جاء في الحديث تفسير الدخن ، قال : «لا ترجع قلوب قوم على ما كانت عليه» وأصل الدَخن : أن يكون في لون الدابة كُدورة إلى سواد ، ووجه الحديث : أن تكون القلوب كهذا اللون ، لا يصفوا بعضها لبعض . -[50]-
(جِذْل الشجرة) : أصلها ، وجذل كل شيء : أصله .
__________
(1) في نسخ أبي داود : بقية .
(2) رواه البخاري 11 / 30 و 31 في الفتن ، باب كيف الأمر إذا لم تكن جماعة ، وفي الأنبياء ، باب علامات النبوة في الإسلام ، ومسلم رقم (1847) في الإمارة ، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن وفي كل حال ، وأبو داود رقم (4244) و (4245) و (4246) و (4247) في الفتن ، باب ذكر الفتن ودلائلها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (4/242) قال : حدثنا يحيى بن موسى.وفي (9/65) ومسلم (6/20) قالا -البخاري ومسلم -: حدثنا محمد بن المثنى. وابن ماجة (3979) مختصرا قال : حدثنا علي بن محمد.
ثلاثتهم - يحيى، ومحمد، وعلي -قالوا : حدثنا الوليد بن مسلم. قال : حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال : حدثني بسر بن عبيد الله، قال : حدثني أبو إدريس الخولاني، فذكره.
ورواية مسلم : أخرجها (6/20) قال : حدثني محمد بن سهل بن عسكر التميمي (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي.
كلاهما - محمد، وعبد الله - قال محمد : حدثنا، وقال عبد الله :أخبرنا يحيى بن حسان، قال : حدثنا معاوية - يعني ابن سلام -قال : حدثنا زيد بن سلام، عن أبي سلام، فذكره.
ورواية أبي داود :
1- أخرجها أحمد (5/386) قال : حدثنا بهز، وأبو النضر، قالا : حدثنا سليمان بن المغيرة، قال : حدثنا حميد بن هلال. وفي (5/403) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا معمر، عن قتادة. وفي (5/404) قال : حدثنا بهز، قال : حدثنا أبو عوانة، قال : حدثنا قتادة. وأبو داود (4244) قال : حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة. وفي (4245) قال : حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال : حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة. وفي (4246) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، قال : حدثنا سليمان- يعني ابن المغيرة - عن حميد بن هلال. والنسائي في فضائل القرآن (57) قال : أخبرنا محمد بن عثمان، قال : حدثنا بهز - يعني ابن أسد -. قال : حدثنا سليمان بن المغيرة ، قال : حدثنا حميد بن هلال.
كلاهما - حميد، وقتادة- عن نصر بن عاصم الليثي.
2- وأخرجه أحمد (5/403) قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة. وفيه (5/403) قال : حدثنا عبد الصمد، قال : حدثني أبي. وفيه (5/403) قال : حدثنا يونس، قال : حدثنا حماد. وأبو داود (4247) قال : حدثنا مسدد، قال : حدثنا عبد الوارث. ثلاثتهم - شعبة، وعبد الوارث، وحماد ابن سلمة - عن أبي التياح، قال : حدثني صخر بن بدر العجلي.
3- وأخرجه أحمد (5/406) قال : حدثنا عبد الصمد، قال : حدثنا حماد، قال : حدثنا علي بن زيد.
ثلاثتهم - نصر، وصخر، علي - عن خالد بن خالد اليشكري، فذكره.
* رواية علي بن زيد مختصرة على : «قلت : يا رسول الله، هل بعد هذا الخير شر كما كان قبله شر ؟ قال: يا حذيفة : اقرأ كتاب الله واعمل بما فيه. فأعرض عني فأعدت عليه ثلاث مرات، وعلمت أنه إن كان خيرا اتبعته وإن كان شرا اجتنبته. فقلت : هل بعد هذا الخير من شر ؟ قال : نعم. فتنة عمياء صماء، ودعاة ضلالة، على أبواب جهنم، من أجابهم قذفوه فيها» .
رواية حميد بن هلال. ليس فيها ذكر السيف، ولا الدجال. وزاد : «تعلم كتاب الله واتبع ما فيه» ثلاث مرات.
في رواية أبي عوانة، عن قتادة، عن نصر. ورواية صخر. اسمه سبيع بن خالد.

7510 - (م د س) عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال : دَخَلْتُ المسجدَ ، فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - جالس في ظل الكعبة ، والناس مجتمعون إليه ، فأتيتُهم ، فجلست إليه ، فقال : «كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في سفر ، فنزلنا منزلاً ، فمنا من يُصْلِحُ خِبَاءه ، ومِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ ، ومنا مَنْ هو في جَشَرِه ، إذ نادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الصلاة جامعة ، فاجتمعنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : إنه لم يَكُنْ نَبيّ قبلي ، إلا كان حقاً عليه أن يدلّ أُمته على خير ما يعلمه لهم ، ويُنذِرَهم شَرَّ ما يعلمه لهم ، وإن أُمَّتكم هذه جُعِلَ عَافيتُها في أولها ، وسيصيبُ آخرَها بلاء وأُمور تُنْكِرُونها ، وتجيءُ فتنة فيُزِلقُ (1) بعضُها بعضاً ، وتجيء الفتنة ، فيقول المؤمن : هذه مُهلكتي ، ثم تنكشفُ ، وتجيء الفتنة ، فيقول المؤمن : هذه هذه ، فمن أحبَّ أن يُزَحْزَحَ عن النار ، ويُدْخل الجنة ، فلتأته مَنِيَّتُهُ وهو مؤمن بالله واليوم الآخر ، وليأت إلى الناس الذي يحبُّ أن يؤتَى إليه ، ومن بايَعَ إماماً فأعطاه صَفْقَةَ يده وثمرة قَلْبِهِ ، فليُطِعْهُ ما استطاعَ ، فإن جاء آخَرُ ينازعه فاضربوا عُنُقَ الآخرَ ، قال : فَدَنَوْتُ منه ، فقلتُ : أَنْشُدُكَ الله ، أنتَ سَمِعتَ هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ فأهْوَى إلى أُذُنَيه وقلبه بيديه ، وقال : سمعَتْهُ أُذنايَ ، ووعاهُ قلبي ، فقلت له : هذا ابن عَمِّك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا -[51]- بالباطل ، ونقتل أنفسنا ، والله تعالى يقول : {يا أيُّها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالَكم بينكم بالباطلِ إلاَّ أن تكونَ تجارةً عن تَرَاضٍ مِنكم ولا تقتلوا أنفسَكم إنَّ الله كان بكم رحيماً} [النساء : 29] فسَكَتَ عني ساعة ، ثم قال : أَطِعهُ في طاعة الله ، واعصِه في معصية الله» أخرجه مسلم .
وأخرج أبو داود طرفاً من آخره من قوله : «من بايَعَ إماماً ...» إلى آخره وقد ذكرنا هذا الطرف في «كتاب الخلافة» من حرف الخاء .
وأخرجه النسائي بطوله إلى قوله : «أنت سمعتَه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : نعم» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَنْتَضِلُ) الانتضال : الرمي بالسهام .
(جَشَره) الجشر : المال من المواشي التي ترعى أمام البيوت والديار، وقال : «جَشَرٌ يرعى في مكانه لا يراجع إلى أهله» يقال : جَشَرنا دَوابَّنا : أخرجناها إلى المرعى نجشرها جشراً ، ولا نروح إلى أهلنا .
(فيزلق) أزلقَتْ بعضها بعضاً : دَفَع بعضها بعضاً ، كأن الثانية تزحم -[52]- الأولى ، لسرعة ورودها عليها ، ويزلق بعضها بعضاً : يعجِّلها ، والإزلاق : الإعجال ، في هذا الحديث إخبار من النبي - صلى الله عليه وسلم- بما لم يكن ، وهو في علم الله أمر كائن ، فخرج لفظه على لفظ الماضي ، تحقيقاً لوقوعه وحدوثه ، وفي إعلامه به قبل وقوعه دليلٌ من دلائل النبوة ، وفيه دليل على ما وظَّفَهُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الكفرة في الأمصار من الجزية ومقدارها .
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة : فيرقق ، وفي بعض النسخ : فيرفق ، وفي بعضها : فيدفق .
(2) رواه مسلم رقم (1844) في الإمارة ، باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء الأول فالأول ، وأبو داود رقم (4248) في الفتن ، باب ذكر الفتن ودلائلها ، والنسائي 7 / 153 في البيعة ، باب ذكر من بايع الإمام وأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : وقد تقدم.

نوع ثامن
7511 - (م) جابر - رضي الله عنه - قال : «يُوشِكُ أهلُ العراق أن لا يُجبى إِليهم قَفِيز ولا دِرْهم ، قال أبو نضرة : قلنا : من أين ذاك ؟ قال : من قِبَلِ العَجَمِ يمنعون ذاك ، ثم قال : يوشِكُ أهلُ الشام أن لا يُجبى إليهم دينار ولا مُدْي ، قلنا : من أين ذاك ؟ قال : من قِبَلِ الرُّومِ ، ثم سكت هُنيَّة ، ثم قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : يكون في آخر أمتي خليفة يَحْثي المال حَثْياً ، لا يَعُدُّه عدّاً ، قال : قلتُ لأبي نضرة ، وأبي العلاء : أَتُرَيان أنه عمر بن عبد العزيز ؟ قالا : لا» أخرجه مسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المُدْيُ) : مكيال لأهل الشام يسع خمسة وأربعين رطلاً ، و «القفيز» -[53]- لأهل العراق ثمانية مكاكيك ، و «الإردَبُّ» لأهل مصر أربعة وستون مَنَّاً وأربعة وعشرون صاعاً على أن الصاع خمسة أرطالٍ وثلث .
__________
(1) رقم (2913) في الفتن ، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/317) قالا : حدثنا إسماعيل هو ابن علية. ومسلم (8/184) قال : حدثنا زهير بن حرب، وعلي بن حجر، قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. وفي (8/185) قال : حدثنا ابن المثنى، قال : حدثنا عبد الوهاب.
كلاهما - ابن علية، وعبد الوهاب- عن الجريري، عن أبي نضرة، عن جابر، فذكره.
* وأخرجه أحمد (3/38 و 333) ومسلم (8/581) قال : حدثني زهير بن حرب.
كلاهما - أحمد، وزهير - قالا : حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال : حدثنا أبي، قال : حدثنا داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، وجابر بن عبد الله، فذكراه.

7512 - (م د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنَعَتِ العراق دِرْهَمَها وقَفيزها ، ومنعت الشامُ مُدْيهَا ودينارها ، ومنعت مصر إِرْدَبَّها ودينارها ، وعدتم من حيث بدأتم ، وعدتم من حيث بدأتم ، وعدتم من حيث بدأتم» . شَهدَ على ذلك لَحْمُ أبي هريرة ودَمُهُ . أخرجه مسلم .
وفي رواية أبي داود قال : «منعت العراق قفيزها ودرهمها ، ومنعت الشام مُدْيَها ودينارها ، ومنعت مصر إِردَبَّها ودينارها ، ثم عدتم من حيث بدأتم ، ثم قالها زهير ثلاث مرات ، شهد على ذلك لحمُ أبي هريرة ودمُه» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(منعت) وأما قوله : «مَنَعَتْ» فله معنيان ، أحدهما : أن النبي- صلى الله عليه وسلم- أخبر أنهم سيسلمون وسيسقط ما وظَّف عليهم بإسلامهم ، فصاروا بإسلامهم مانعين ما كان عليهم من الوظائف ، واستدل على هذا بقوله : «وعُدتم من حيث بدأتم» لأن بدءهم في علم الله وفي قضائه وقدره : أنهم سيسلمون ، فعادوا -[54]- من حيث بدؤوا ، والوجه الثاني : أنهم يرجعون عن الطاعة ، ويعضده الحديث الذي أورده البخاري في «صحيحه» عن أبي هريرة قال : «كيف أنتم إذا لم تَجْبُوا ديناراً ولا دِرهماً ؟ فقيل : وكيف تُرى ذلك كائناً ؟ قال : إي والذي نفسي بيده عن قول الصادق المصدوق قيل : عمّ ذاك ؟ قال : تُهتك حرمة الله وذمة رسوله فَيَشُدُّ الله على قلوب أهل الذمة فيمنعون ما في أيديهم» .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2896) في الفتن ، باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب ، وأبو داود رقم (3035) في الخراج ، باب في إيقاف أرض السواد وأرض العنوة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/262) قال : حدثنا أبو كامل. ومسلم (8/175) قال : حدثنا عبيد بن يعيش، وإسحاق بن إبراهيم. قالا : حدثنا يحيى بن آدم بن سليمان مولى خالد بن خالد. وأبو داود (3035) قال : حدثنا أحمد بن يونس.
ثلاثتهم - أبو كامل، ويحيى بن آدم، وأحمد بن يونس - عن زهير بن معاوية، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره.

نوع تاسع
7513 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : «سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : إن عَرْشَ إبليس على البحر ، فَيَبعثُ سراياه : فَيَفْتِنُونَ النَّاسَ ، فأعظمهم عنده : أعظمهم فتنة ، يجيء أحدُهم ، فيقول : فعلت كذا وكذا ، فيقول : ما صَنَعتَ شيئاً ، ثم يجيء أحدهم ، فيقول : ما تركته حتى فَرَّقتُ بينه وبين امرأته ، فَيُدنِيهِ منه ، ويلتزمه ، ويقول : نِعمَ أنت» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) في صفات المنافقين ، باب تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس وأن مع كل إنسان قريناً .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/314) قال : حدثنا أبو معاوية. وعبد بن حميد (1033) قال : حدثني ابن أبي شيبة، قال : حدثنا أبو معاوية ومسلم (8/138) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، عن جرير (ح) وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، وإسحاق بن إبراهيم قالا : أخبرنا معاوية.
كلاهما - أبو معاوية، وجرير - عن الأعمش، عن أبي سفيان، فذكره.

7514 - (م) محمد بن سيرين قال : قال جندب - رضي الله عنه - : «جئت يوم الجَرْعَةِ ، فإذا رجل جالس ، فقلت : لَيُهْرَاقَنَّ اليومَ هاهنا دماء ، فقال ذلك الرجل : كلا والله ، فقلت : بلى والله ، قال : كلا والله ، قلت : بلى والله ، قال : كلا والله ، إنه لحديث رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حَدَّثنيه ، قلت له : بئسَ -[55]- الجليسُ لي أَنت منذُ اليوم ، تسمعني أحالفك (1) ، وقد سمعته من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فلا تنهاني ، ثم قلت : ما هذا الغضب ؟ فأقبلتُ عليه وأسأله ، فإذا الرجل حُذَيفة» أخرجه مسلم (2) .
وزاد رزين قال : وسمعتُه يقول : «إِذا كان كذا وكذا - يعني لِفتَن تكون - فقد آن لكم أن يخرج بكم الشُّرْف الجُون» .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أحالفك) المحالفة : مفاعلة من الحَلف ، وهي اليمين .
(الشُرْف) جمع شارف ، وهي الناقة الهرمة ، وقال الخطابي : الشُرُف - بضم الشين والراء - والأول أكثر ، و (الجُوْنُ) السود - جمع جَون - شبه الفتن في اتصالها وامتداد أوقاتها بالشُرُف لطول أعمارها ، وروي «الشُرُق» جمع شارق ، وهو الذي يأتي من قبل الشرق .
__________
(1) قال النووي وقع في جميع نسخ بلادنا المعتمدة : أخالفك ، قال القاضي عياض : ورواية شيوخنا كافة : أحالفك .
(2) رقم (2893) في الفتن ، باب في الفتنة التي تموج كموج البحر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم في الفتن (7/4) عن أبي موسى، ومحمد بن حاتم، كلاهما عن معاذ بن معاذ، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين، قال : قال جندب. فذكره. تحفة الأشراف (3/22-23) .

7515 - (د) أبو البختري - رحمه الله - قال : أخبرني مَنْ سمع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وفي رواية : حدَّثني رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لَنْ يَهْلِكَ الناسُ ، أو يُعذِروا من أنفسهم» . أخرجه أبو داود (1) .
-[56]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أعذر فلان من نفسه) إذا أُتي من نفسه ، كأنها هي التي قامت بعذرِ من لامَهَا ، والمعنى : حتى تكثر ذنوبهم وعيوبهم ، فتقوم الحجة عليهم ، ويتضح عذر من يعاقبهم ، يقال : أعذَر الرجلُ وعذر : إذا صار ذا عيب .
__________
(1) رقم (4347) في الملاحم ، باب الأمر والنهي ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أحمد (4/260) قال : حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/293) قال: حدثنا حسين بن محمد. وأبو داود (4347) قال : حدثنا سليمان بن حرب،وحفص بن عمر.
أربعتهم - محمد بن جعفر، وحسين بن محمد، وسليمان بن حرب، وحفص - قالوا : حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، فذكره.
* في رواية سليمان بن حرب : حدثني رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-.

نوع عاشر
7516 - (م) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَنْ سَلَّ علينا السيف فليس منَّا» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (99) في الإيمان ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : "من حمل علينا السلاح فليس منا " .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (4/46) قال : حدثنا بهز. والدارمي (2523) قال : أخبرنا أبو الوليد. ومسلم (1/69) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، قالا : حدثنا مصعب وهو ابن المقدام.
ثلاثتهم - بهز، وأبو الوليد، ومصعب - قالوا : حدثنا عكرمة بن عمار.
- وأخرجه أحمد (4/54) قال : حدثنا أبو النضر، قال : حدثنا أيوب بن عتبة.
كلاهما - عكرمة، وأيوب - قالا : حدثنا إياس بن سلمة، فذكره.

7517 - (خ م ت) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «من حَمَل علينا السلاح فليس منا» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مَنْ حَمَلَ علينا السلاح فليس منا) معناه : حمل السلاح على المسلمين لكونهم مسلمين ، فليس بمسلم ، وأما إذا لم يحمل لأجل الإسلام ، فقد اختلف -[57]- في معنى قوله : «فليس منا» فقيل : ليس متخلِّقاً بأخلاقنا وأفعالنا ، وقيل : ليس مثلنا .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 20 في الفتن ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : "من حمل علينا السلاح فليس منا " ، ومسلم رقم (100) في الإيمان ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : "من حمل علينا السلاح فليس منا " ، والترمذي رقم (1459) في الحدود ، باب ما جاء فيمن شهر السلاح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (9/62) وفي الأدب المفرد (1281) قال : حدثنا محمد بن العلاء. ومسلم (1/69) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعبد الله بن براد الأشعري، وأبو كريب. وابن ماجه (2577) قال : حدثنا محمود بن غيلان، وأبو كريب، ويوسف بن موسى، وعبد الله بن برادة. والترمذي (1459) قال : حدثنا أبو كريب، وأبو السائب سلم بن جنادة.
ستتهم - محمد بن العلاء أبو كريب، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعبد الله بن براد، ومحمود بن غيلان، ويوسف بن موسى، وأبو السائب - عن أبي أسامة،عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي بردة، فذكره.

7518 - (خ م ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «من حَمَل علينا السلاح فليس منا» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 20 في الفتن ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : "من حمل علينا السلاح فليس منا " ، وفي الديات ، باب قول الله تعالى : {ومن أحياها} ، ومسلم رقم (98) في الإيمان ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " من حمل علينا السلاح فليس منا " ، وهو ليس عند الترمذي ، ورواه النسائي 7 / 117 و 118 في تحريم الدم ، باب من شهر سيفه ثم وضعه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (2/3) (4467) قال : حدثنا معتمر. وفي (2/16) (4649) و (2/53) (5149) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (2/142) (6277) قال : حدثنا ابن نمير، ومحمد بن عبيد. ومسلم (1/69) قال : حدثني زهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، قالا : حدثنا يحيى، وهو القطان. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا أبو أسامة، وابن نمير. وابن ماجة (2576) قال : حدثنا عبد الله بن عامر بن البراد بن يوسف بن بريد بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، قال : حدثنا أبو أسامة. خمستهم - معتمر، ويحيى، وابن نمير، وابن عبيد، وأبو أسامة - عن عبيد الله.
2- وأخرجه أحمد (2/53) (5149) قال : حدثنا عبد الرحمن. والبخاري (9/62) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (1/69) قال : حدثنا يحيى بن يحيى.
ثلاثتهم - عبد الرحمن، وعبد الله، ويحيى - عن مالك.
3- وأخرجه أحمد (2/150) (6381) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : حدثنا معمر، عن أيوب.
4- وأخرجه البخاري (9/5) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال : حدثنا جويرية.
5- وأخرجه النسائي (7/117) قال : أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال : أنبأنا ابن وهب، قال : أخبرني مالك، وعبد الله بن عمر، وأسامة بن زيد، ويونس بن زيد.
سبعتهم - عبيد الله، ومالك، وأيوب، وجويرية، وعبد الله بن عمر العمري، وأسامة، ويونس - عن نافع، فذكره.

7519 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «من حَمل علينا السلاح فليس منا ، ومَن غشَّنا فليس منا» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (101) في الإيمان ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " من غشنا فليس منا " .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/417) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. قال : حدثنا يعقوب. والبخاري في الأدب المفرد (1280) قال : حدثنا خالد بن مخلد. قال : حدثنا سليمان بن بلال. ومسلم (1/69) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. قال : حدثنا يعقوب، وهو ابن عبد الرحمن القاري. (ح) وحدثنا أبو الأحوص محمد بن حيان. وقال : حدثنا ابن أبي حازم. وابن ماجة (2575) قال : حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب. قال : حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم.
ثلاثتهم - يعقوب بن عبد الرحمن، وسليمان بن بلال، وعبد العزيز بن أبي حازم - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره.
* رواية سليمان بن بلال وعبد العزيز بن أبي حازم، عند ابن ماجة مختصرة على أوله.
بطرفه الأول :
أخرجه أحمد (2/329) قال : حدثنا أبو عاصم. وابن ماجة (2575) قال : حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، قال : حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن.
كلاهما - أبو عاصم النبيل، والمغيرة بن عبد الرحمن - عن ابن عجلان، عن أبيه، فذكره.

7520 - (س) عبد الله بن الزبير (1) - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَن شَهَرَ سَيْفَهُ ثم وَضَعَهُ ، فَدمُه هَدْر» .
وفي رواية : «مَنْ رَفَعَ السلاح ثم وَضَعَهُ ، فَدَمُهُ هَدَر» .
وفي رواية موقوفاً عليه . أخرجه النسائي (2) .
-[58]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فدمه هدر) ذهب دمه هدراً ، وأهدر دمه : إذا لم يطلب بثأره .
__________
(1) في المطبوع : الزبير بن العوام ، وهو خطأ .
(2) 7 / 117 في تحريم الدم ، باب من شهر سيفه ثم وضعه في الناس ، مرفوعاً وموقوفاً ، والذي وصله ثقة ، وأخرجه أيضاً الطبراني مرفوعاً ، والحاكم وغيرهما ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (7/117) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال : أنبأنا الفضل بن موسى، قال: حدثنا معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه، فذكره.وأخرجه النسائي (7/117) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال : أنبأنا عبد الرزاق، عن معمر. (ح) وأخبرنا أبو داود، قال : حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج.
كلاهما - معمر، وابن جريج - عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن الزبير، فذكره موقوفا.

الفصل الثالث : في ذكر العصبية والأهواء
7521 - (م س) جندب بن عبد الله - رضي الله عنه - قال : قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : «من قُتِلَ تحت راية عِمِّيَّة يَدْعُو عَصَبيَّة ، أو ينصر عَصَبيَّة ، فَقِتْلة جَاهِليَة» أخرجه مسلم والنسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العَمِّيّة) بتشديدتين : الجهالة والضلالة ، وهي فعيلة من العمى .
(فقِتلة) بكسر القاف : حالة القتيل ، أي فقتلُه قتلٌ جاهلي .
(عصبية) العصبية : المحاماة والمدافعة عن الإنسان الذي يلزمك أمره ، أو تلتزمه لغَرضٍ .
__________
(1) رواه ومسلم رقم (1850) في الإمارة ، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن ، والنسائي 7 / 123 في تحريم الدم ، باب التغليظ فيمن قتل تحت راية عمية .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (6/22) قال : حدثنا هريم بن عبد الأعلى، قال : حدثنا المعتمر، قال : سمعت أبي. والنسائي (7/123) قال : أخبرنا محمد بن المثنى، عن عبد الرحمن، قال : حدثنا عمران القطان، عن قتادة.
كلاهما - سليمان التيمي، وقتادة - عن أبي مجلز، فذكره.

7522 - (د) جبير بن مطعم - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «ليس مِنَّا مَنْ دعا إلى عصبيَّة ، وليس منا من قاتل عصبيَّة ، وليس منا -[59]- من مات على عصبيَّة» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5121) في الأدب ، باب في العصبية ، وإسناده ضعيف ، ولكن يشهد له معنى الحديث الذي قبله ، وهو عند مسلم رقم (1848) بأطول منه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، فالحديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أبو داود (5121) قال : حدثنا ابن السرح، قال : حدثنا ابن وهب، عن سعيد بن أبي أيوب، عن محمد بن عبد الرحمن المكي- يعني ابن أبي لبيبة -، عن عبد الله بن أبي سليمان، فذكره.
* قال أبو داود : هذا مرسل، عبد الله بن أبي سليمان لم يسمع من جبير. تحفة الأشراف (3188) وجامع المسانيد والسنن (1/الورقة 198-أ) .

7523 - (د) سراقة بن مالك بن جعشم - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خطبنا فقال : «خَيْرُكم المدافِعُ عن عشيرته ، ما لَمْ يأثم» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5120) في الأدب ، باب في العصبية ، وفي سنده أيوب بن سويد ضعفه أحمد وابن معين والنسائي وغيرهم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أبو داود (5120) قال : حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال :حدثنا أيوب بن سويد، عن أسامة بن زيد، أنه سمع سعيد بن المسيب، فذكره.
* قال أبو داود : أيوب بن سويد ضعيف.

7524 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : «مَنْ نَصَرَ قومه على غير الحق ، فهو كالبعير الذي رُدِّيَ في مَهْوَاة (1) ، فهو يَنْزِع بذَنبه»
وفي رواية قال : «انتهيتُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وهو في قُبة من أَدَم» فذكر نحوه أخرجه أبو داود (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مَهْواة) الحفرة في الأرض ، وكل مهلكة مهواة .
(التردِّي) : الوقوع من العلو .
__________
(1) جملة " في مهواة " ليست في نسخ أبي داود المطبوعة .
(2) رقم (5117) في الأدب ، باب في العصبية ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
منقطع : أخرجه أحمد (1/389) (3694) قال : حدثنا وكيع، قال : حدثنا المسعودي. وفي (1/393) (3726) قال : حدثنا محمد، قال : حدثنا شعبة. وفي (1/401) (3801) قال : حدثنا عبد الملك بن عمرو، ومؤمل، قالا : حدثنا سفيان. وفي (1/436) (4156) قال : حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج، قالا : حدثنا شعبة. (ح) ويزيد، قال : أخبرنا المسعودي. وفي (1/449) (4292) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا إسرائيل. وأبو داود (5118) قال : حدثنا بن بشار، قال : حدثنا أبو عامر، قال : حدثنا سفيان. وابن ماجة (30) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وسويد بن سعيد، وعبد الله بن عامر بن زاررة، وإسماعيل بن موسى، قالوا : حدثنا شريك. والترمذي (2257) قال : حدثنا محمود بن غيلان، قال : حدثنا أبو داود، قال : أنبأنا شعبة. والنسائي في الكبرى.تحفة الأشراف (9359) عن عمرو بن علي الفلاس، عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو، عن سفيان.
خمستهم - المسعودي، وشعبة، وسفيان، وإسرائيل، وشريك - عن سماك بن حرب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، فذكره.
* أخرجه أبو داود (5117) قال : حدثنا النفيلي، قال : حدثنا زهير، قال : حدثنا سماك بن حرب، عن عبد الرحمن بن عبد الله مسعود، عن أبيه، قال : من نصر قومه، على غير الحق، فهو كالبعير الذي ردي، فهو ينزع بذنبه. موقوف.
قلت : أكثر العلماء على عدم سماع عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، إلا حديثا واحدا ليس هذا.

7525 - (د) واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - قال : قلت : يا رسول الله ، ما العصبية ؟ قال : «أن تُعِينَ قَومَكَ على الظُّلْمِ» . -[60]- أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5119) في الأدب ، باب في العصبية ، وفي سنده سلمة بن بشر الدمشقي ، وابنة واثلة بن الأسقع ، لم يوثقهما غير ابن حبان ، وباقي رجاله ثقات .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/107) . والبخاري في الأدب المفرد (396) قال : حدثنا زكريا. قال : حدثنا الحكم بن المبارك. وابن ماجة (3949) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، والحكم، وأبو بكر - عن زياد بن الربيع اليحمدي، عن عباد بن كثير الشامي، عن امرأة منهم يقال لها : فسيلة. فذكرته.
* وأخرجه أبو داود (5119) قال : حدثنا محمود بن خالد الدمشقي.. قال : حدثنا الفريابي ،قال : حدثنا سلمة بن بشر الدمشقي، عن بنت واثلة بن الأسقع، أنها سمعت أباها يقول : «قلت : يارسول الله ما العصبية ؟ قال : أن تعين قومك على الظلم» .
قلت : فيه سلمة بن بشر، وبنت واثلة بن الأسقع، لم يوثقهما. غير ابن حبان.

7526 - (د) عمرو بن أبي قرة - رحمه الله - قال : «كان حُذَيفةُ بالمدائن ، فكان يذكر أَشياءَ قالها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لأُناس من أصحابه في الغضب فينطلق ناس ممن سمع ذلك من حذيفة ، فيأتون سلمان ، فيذكرون له قولَ حذيفة ، فيقول سلمان : حذيفةُ أَعْلَمُ بما يقول ، فيرجعون إلى حذيفة ، فيقولون له : قد ذكرنا قولك لسلمان ، فما صَدَّقَكَ ولا كذَّبك ، فأتى حذيفةُ سلمانَ وهو في مَبْقَلة ، فقال : يا سلمان ، ما منعك أن تصدِّقني بما سمعتُ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ فقال سلمان : إِن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يغضب فيقول في الغضب لناسٍ من أصحابه ، ويرضى فيقول في الرضى لناس من أصحابه ، ثم قال لحذيفة : أمَا تَنْتَهي حتى تُورِثَ رجالاً حُبَّ رجال ، ورجالاً بغض رجال ، وحتى توقع اختلافاً وفُرقَة ، ولقد علمتَ أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خطب ، فقال : أيُّما رَجُل من أُمَّتي سَبَبْتُه سَبَّة أو لَعَنْتُهُ لَعنَة في غضبي ، فإنما أنا من ولد آدم أغضب كما يغضبون ، وإنما بعثني رحمة للعالمين ، فاجْعَلْها عليهم صلاةً يوم القيامة ، والله لَتَنْتَهِيَنَّ أو لأكْتُبَنَّ إلى عمر» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4659) في السنة ، باب في النهي عن سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أحمد (5/437) قال : حدثنا معاوية بن عمرو، قال : حدثنا زائدة. وفي (5/439) قال : حدثنا أبو أسامة، قال : أخبرني مسعر. والبخاري في الأدب المفرد (234) قال : حدثنا إسحاق بن مخلد، عن حماد بن أسامة، عن مسعر. وأبو داود (4659) قال : حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا زائدة بن قدامة الثقفي.
كلاهما - زائدة، ومسعر - عن عمر بن قيس الماصر، عن عمرو بن أبي قرة، فذكره.

7527 - (م) سفيان الثوري قال : سمعتُ رَجُلاً سأل جابراً الجُعفِي عن قوله تعالى : {فَلَن أَبْرَحَ الأرضَ حتى يَأذَنَ لي أَبي أو يحكُمَ الله -[61]- لِي وهو خيرُ الحاكمين} [يوسف : 80] قال جابر : لم يجئْ تأويلها بعدُ ، قال سفيان : كذَبَ ، قيل لسفيان : ما أراد بهذا ؟ فقال : طائفة من الرافضة يقولون : إن عَليّاً في السحاب ، فلا تخرج مع من خَرَجَ من ولده حتى يُنادي مُناد من السماء - يريدون علياً - اخرجوا مع فلان ، فذلك تأويل هذه الآية عندهم ، وكذب جابر ، وكذبوا هم ، إنما كانت هذه الآية في إِخوة يوسف عليه السلام ، وقال تعالى : {وَحَرام على قَرية أَهلَكناهَا أَنَّهُم لا يَرجعون} [الأَنبياء : 95] . أخرجه مسلم في مقدمة كتابه (1) .
__________
(1) رواه مسلم ج 1 / ص 20 في المقدمة ، باب بيان أن الإسناد من الدين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم في المقدمة (1/20) قال : حدثني سلمة بن شبيب، قال : حدثنا الحميدي، قال : حدثنا سفيان، فذكره.

الفصل الرابع : من أي الجهات تجيء الفتن ، وفيمن تكون
7528 - (خ م ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «رأسُ الكُفْرِ نَحْو المشرقِ ، والفخر والخُيَلاءُ في أهل الخيل والإِبل : الفَدَّادين أهْلِ الوَبَرِ ، والسكينةُ في أهل الغنم» . أخرجه البخاري ومسلم والموطأ .
وللبخاري أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : «الإيمان يَمان ، والفتنة هاهنا حيث يطلعُ قَرْن الشيطان» .
ولمسلم أنه قال : «الإيمانُ يمان ، والكفر قبل المشرق ، والسكينة في -[62]- أهل الغنم ، والفخر والرياء في الفدَّادين أهلِ الخيل والوبر» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 /250 في بدء الخلق ، باب خير مال المسلم غنماً يتبع به شعف الجبال ، وفي الأنبياء ، باب قول الله تعالى : {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى} ، وفي المغازي ، باب قدوم الأشعريين ، ومسلم رقم (52) في الإيمان ، باب تفاضل أهل الإيمان فيه ، والموطأ 2 /970 في الاستئذان ، باب ما جاء في أمر الغنم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : وقد تقدم.

7529 - (خ م ط ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول وهو على المنبر : «ألا إِن الفتنة هاهنا يشير إلى المشرق من حيث يَطلُعُ قَرْن الشيطان» وفي رواية قال - وهو مستقبل المشرق - : «هَا ، إن الفتنة هاهنا - ثلاثاً- وذكره»
وفي أخرى أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم- وهو مستقبل المشرق - يقول : «ألا إن الفتنة هاهنا من حيث يطلُع قرن الشيطان» أخرجه البخاري ومسلم .
وللبخاري قال : «قام النبي - صلى الله عليه وسلم- خطيباً ، فأشار نحو مسكن عائشة ، فقال : هنا الفتنة - ثلاثاً - من حيث يطلع قرن الشيطان» .
وللبخاري بزيادة في أوله : أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : «اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يَمَننا ، قالوا : وفي نجدنا ، قال : اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا ، قالوا : وفي نجدنا ؟ قال : اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا ، قالوا : يا رسول الله ، وفي نجدنا ؟ فأظنه قال في الثالثة : هنالك الزلازل والفتن ، ومنها يطلع قرن الشيطان» ، وقد اختُلف على ابن عَوْن فيه ، فروي عنه مسنداً ، وروي عنه موقوفاً على ابن عمر من قوله . -[63]-
وله في أخرى قال : «رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم- يشير إلى المشرق ، ويقول : ألا إن الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان» ، ولمسلم قال : «خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من بيت عائشة ، فقال : رأس الكفر من هاهنا ، من حيث يطلع قرن الشيطان» .
وفي أخرى له عن سالم : أنه قال : «يا أهل العراق ، ما أسألكم عن الصغيرة ، وأركَبكم للكبيرة !! سمعت أبي عبد الله بن عمر يقول : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : إن الفتنة تجيء من هاهنا - وأومأ بيده نحو المشرق- من حيث يطلُعُ قَرْن الشيطان ، وأنتم يضرب بعضكم رقابَ بعض ، وإنما قَتل موسى الذي قَتَلَ من آل فرعون خطأ ، فقال الله له : {وَقَتلتَ نَفساً فَنجَّيناكَ من الغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتونا} [طه : 40]» .
وفي أخرى له «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قام عند باب حفصة - وقال بعض الرواة : عند باب عائشة - فقال بيده ، نحو المشرق : الفتنة هاهنا ، من حيث يطلع قرن الشيطان- قالها مرتين أو ثلاثاً» .
وأخرج الموطأ الرواية الثانية من أفراد البخاري ، وأخرج الترمذي الأولى من أفراد البخاري .
وله في أخرى «أنه قام على المنبر ، فقال : هاهنا أرضُ الفتن - وأشار إلى المشرق- من حيث يطلع قرن الشيطان» (1) . -[64]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الإيمان يمان) أضاف الإيمان إلى اليمن ، لأن أصل ظهوره من مكة ، والكعبة تسمى : الكعبة اليمانية .
(وفتناك فتوناً) : خلّصناك من الفتن والشر ، فتن الصائغ الفضة : إذا خلَّصها مما فيها من غيرها .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 241 في بدء الخلق ، باب صفة إبليس وجنوده ، وفي الجهاد ، باب ما جاء -[64]- في بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وما نسب إليهن من البيوت ، وفي الأنبياء ، نسبة اليمن إلى إسماعيل ، وفي الطلاق ، باب الإشارة في الطلاق وفي الأمور ، وفي الفتن ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " الفتنة من قبل المشرق " ، ومسلم رقم (2905) في الفتن ، باب الفتنة من المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان ، والموطأ 2 / 975 في الاستئذان ، باب ما جاء في المشرق ، والترمذي رقم (2269) في الفتن ، باب رقم (79) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (603) .وأحمد (2/23) (4754) قال :حدثنا وكيع، عن سفيان.وفي (2/50) (5109) قال :حدثنا محمد بن عبد الله الزبيري قال :حدثنا سفيان.وفي (2/73) (5428) قال :حدثنا عفان، قال :حدثنا عبد العزيز بن مسلم.وفي (2/111) (5905) قال :حدثنا مؤمل، قال :حدثنا سفيان.والبخاري (4/150) قال :حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك.وفي (7/66) قال:حدثنا قبيصة،وقال :حدثنا سفيان.
ثلاثتهم - مالك، وسفيان الثوري، وعبد العزيز بن مسلم - عن عبد الله بن دنيار، فذكره.
وبلفظ : «ألا إن الفتنة ها هنا، ألا إن الفتنة ها هنا، من حيث يطلع قرن الشيطان» .
أخرجه أحمد (2/18) (4679) قال :حدثنا يحيى، عن عبيد الله.وفي (2/91) (5659) قال :حدثنا أبو النضر، قال :حدثنا ليث.والبخاري (4/100) قال :حدثنا موسى بن إسماعيل.قال :حدثنا جويرية. وفي (9/.67) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال :حدثنا ليث. ومسلم (8/180) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال :حدثنا ليث (ح) وحدثني محمد بن رمح، قال : أخبرنا الليث. وفي (8/181) قال : حدثني عبد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن المثنى (ح) وحدثنا عبيد الله بن سعيد، كلهم عن يحيى القطان، عن عبيد الله بن عمر.
ثلاثتهم - عبيد الله بن عمر، وليث، وجويرية - عن نافع، فذكره.
وبلفظ : «ألا إن الفتنة ها هنا - يشير إلى المشرق -من حيث يطلع قرن الشيطان» .
أخرجه أحمد (2/23) (4751) و (2/26) (4802) قال :حدثنا وكيع، قال :حدثني عكرمة بن عمار. وفي (2/40) (4980) قال :حدثنا إسحاق بن سليمان، قال:سمعت حنظلة.وفي (2/72) (5410) قال:حدثنا أبو سعيد بن مولى بني هاشم،قال :حدثنا عقبة بن أبي الصهباء.وفي (32/121) (6031) قال:حدثنا أبو اليمان،قال : أخبرنا شعيب.عن الزهري.وفي (2/140) (6249) قال :حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث، قال : حدثنا عقيل، عن ابن شهاب.وفي (2/143) (6302) قال : حدثنا ابن نمير، قال : حدثنا حنظلة. وعبد بن حميد (739) قال : حدثنا أبو عاصم، عن عمر بن محمد. والبخاري (4/220) قال : حدثنا أبو اليمان، قال : أخبرنا شعيب، عن الزهري. وفي (9/67) قال : حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثنا هشام بن يوسف، عن معمر، عن الزهري. ومسلم (8/181) قال : حدثني حرملة بن يحيى، قال : أخبرنا ابن وهب، قال : أخبرني يونس، عن ابن شهاب (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا وكيع، عن عكرمة بن عمار. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال : حدثنا إسحاق، يعني ابن سليمان، قال : أخبرنا حنظلة. (ح) وحدثنا عبد الله بن عمر بن أبان، وواصل بن عبد الأعلى، وأحمد بن عمر الوكيعي، قالوا : حدثنا ابن فضيل عن أبيه. والترمذي (2268) قال : حدثنا عبد بن حميد، قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا معمر، عن الزهري.
ستتهم - عكرمة بن عمار، وحنظلة، وعقبة، والزهري، وعمر بن محمد، وفضيل بن غزوان - عن سالم بن عبد الله، فذكره.
ورواية : «اللهم بارك لنا في شامنا..» .
أخرجها أحمد (2/90) (5642) قال : حدثنا أبو عبد الرحمن، قال : حدثنا سعيد، قال : حدثنا عبد الرحمن بن عطاء. وفي (2/118) (5987) قال : حدثنا أزهر بن سعد أبو بكر بن السمان، قال : أخبرنا ابن عون. والبخاري (9/67) قال : حدثنا علي بن عبد الله، قال : حدثنا أزهر بن سعد، عن ابن عون. والترمذي (3953) قال : حدثنا بشر بن آدم بن بنت أزهر السمان، قال : حدثني أزهر السمان، عن ابن عون.
كلاهما - عبد الرحمن بن عطاء، وابن عون - عن نافع، فذكره.
* أخرجه البخاري (2/41) قال : حدثنا محمد بن المثنى، قال : حدثنا حسين بن الحسن، قال : حدثنا ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره. موقوفا.

7530 - (خ) أبو مسعود البدري - رضي الله عنه - يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : «من هاهنا جاءتِ الفِتَنُ نحو المشرق ، والجَفْاءُ والقَسْوَةُ وغِلَظ القلوب في الفَدَّادين ، أهلِ الوَبر عند أصول أذناب الإبل والبقر ، في ربيعة ومضر» . أخرجه ... (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الجفاء) : الغِلظة والقسوة والصلابة .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه البخاري ، وهو عنده 6 / 386 و 387 في الأنبياء ، باب قول الله تعالى : {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى} ، وفي بدء الخلق ، باب قول الله تعالى : {وبث فيها من كل دابة} ، وفي المغازي ، باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن ، وفي الطلاق ، باب اللعان .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
قلت : في المطبوع أخرجه البخاري، والذي عند البخاري عن أبي هريرة.

الفصل الخامس : في قتال المسلمين بعضهم لبعض
7531 - (خ م د س) الأحنف بن قيس - رحمه الله - قال : «خرجت أنا أريد هذا الرجل ، فلقيني أبو بَكرة ، فقال : أين تريد يا أحنف ؟ قال : قلت : أريد نصرَ ابن عَمّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : يا أحنف ارِجعْ ، فإنِّي سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : إذا توَّجه المسلمان بسيفيهما ، فالقاتل والمقتول في النار ، قال : فقلت : - أو قيل : - يا رسول الله ، هذا القاتل فما بالُ المقتول ؟ قال : إنه قد أراد قتل صاحبه» .
وفي رواية مختصراً ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار» .
وفي أخرى «إذا المسلمان حَمَلَ أحدهما على أخيه السلاحَ ، فهما على جُرف جهنم ، فإذا قتل أحدُهما صاحبَه دخلاها جميعاً» . أخرجه البخاري ومسلم . وأخرج أبو داود والنسائي المسنَدَ من الأولى . وأخرجه النسائي أيضاً الرواية الآخرة . -[66]-
وله في أخرى نحوها ، وقال : «فإذا قتل أحدهما الآخر فهما في النار» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(على جرف) جُرف الوادي : الموضع الذي يجرفه السيلُ ، أي يهدمه ويخربه فلا يكون له ثبات .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 81 في الإيمان ، باب {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما} ، وفي الديات ، باب قول الله تعالى : {ومن أحياها} ، وفي الفتن ، باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما ، ومسلم رقم (2888) في الفتن ، باب إذا توجه المسلمان بسيفيهما ، وأبو داود رقم (4268) في الفتن ، باب النهي عن القتال في الفتنة ، والنسائي 7 / 125 في تحريم الدم ، باب تحريم القتل .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/43 و 51) قال : حدثنا مؤمل بن إسماعيل، قال : حدثنا حماد بن زيد، قال : حدثنا المعلى بن زياد، ويونس، وأيوب، وهشام والبخاري (1/14 و 9/5) قال : حدثنا عبد الرحمن بن المبارك، قال : حدثنا حماد بن زيد، قال : حدثنا أيوب، ويونس. ومسلم (8/169و 170) قال : حدثني أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري، قال : حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، ويونس. (ح) وحدثناه أحمد بن عبدة الضبي، قال : حدثنا حماد، عن أيوب، ويونس، والمعلى بن زياد. (ح) وحدثني حجاج بن الشاعر، قال : حدثنا عبد الرزاق - (من كتابه) ، قال : أخبرنا معمر، عن أيوب. وأبو داود (4268) قال : حدثنا أبو كامل، قال : حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، ويونس. وفي (4269) قال : حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني، قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : حدثنا معمر، عن أيوب. والنسائي (7/125) قال : أخبرنا أحمد بن فضالة، قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أنبأنا معمر، عن أيوب. (ح) أخبرنا أحمد بن عبدة، عن حماد، عن أيوب، ويونس، والمعلى بن زياد.
أربعتهم - المعلى، ويونس، وأيوب، وهشام - عن الحسن، عن الأحنف بن قيس، فذكره.
* وأخرجه أحمد (5/46) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا معمر، عن قتادة. وفي (5/51) قال: حدثنا هاشم، قال : حدثنا المبارك. والنسائي (7/125) قال : أخبرنا علي بن محمد بن علي المصيصي، قال : حدثنا خلف، عن زائدة، عن هشام. (ح) أخبرنا محمد بن المثنى، قال : حدثنا الخليل بن عمر بن إبراهيم، قال : حدثني أبي، قال : حدثني قتادة.
ثلاثتهم - قتادة، والمبارك، وهشام - عن الحسن، عن أبي بكرة، فذكره ليس فيه «الأحنف بن قيس» .
* وأخرجه البخاري (9/64) قال : حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب. (ح) وحدثنا سليمان.
كلاهما - عبد الله، وسليمان بن حرب- قالا : حدثنا حماد، عن رجل لم يسمه، عن الحسن، قال : خرجت بسلاحي ليالي الفتنة، فاستقبلني أبو بكرة. فذكره.
قال : حماد بن زيد : فذكرت هذا الحديث لأيوب، ويونس بن عبيد، وأنا أريد أن يحدثاني به، فقالا : إنما روى هذا الحديث الحسن، عن الأحنف بن قيس، عن أبي بكرة.
وبرواية : «إذا المسلمان حمل أحدهما على أخيه السلاح فهما في جرف جهنم، فإذا قتل أحدهما صاحبه دخلاها جميعا» .
وفي رواية أبي داود : «إذا أشار المسلم على أخيه المسلم بالسلاح، فهما على جرف جهنم، فإذا قتله خرا جميعا فيها» .
أخرجه أحمد (5/41) قال : حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (8/170) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا غندر (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا : حدثنا محمد بن جعفر. وابن ماجة (3965) قال : حدثنا محمد بن بشار، قال : حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (7/124) قال : أخبرنا محمود بن غيلان، قال : حدثنا أبو داود.
كلاهما - محمد بن جعفر غندر، وأبو داود - عن شعبة، عن منصور، عن ربعي بن خراش، فذكره.
* وأخرجه النسائي (7/124) قال : أخبرنا أحمد بن سليمان، قال : حدثنا يعلى، قال :حدثنا سفيان، عن منصور، عن ربعي، عن أبي بكرة. قال : «إذا حمل الرجلان المسلمان السلاح، أحدهما على الآخر، فهما على جرف جهنم» . «موقوف» .
وبلفظ : «إذا اقتتل المسلمان فالقاتل والمقتول في النار» .
أخرجه أحمد (5/48) قال : حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا سعيد أبو عثمان الشحام في مربعة الأحنف. قال : حدثنا مسلم بن أبي بكرة، فذكره.

7532 - (س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا تواجه المسلمان بسيفيهما ، فقتل أحدهما صاحبه ، فهما في النار ، قيل : يا رسول الله ، هذا القاتل ، فما بال المقتول ؟ قال : أراد قتل صاحبه» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 7 /124 و 125 في تحريم الدم ، باب تحريم القتل ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/401) قال : حدثنا إسماعيل، عن يونس. وفي (4/403) قال : حدثنا عفان، قال : حدثنا همام، عن قتادة. وفي (4/410) قال : حدثنا يزيد بن هارون، قال : أخبرنا سليمان. وفي (4/418) قال : حدثنا يزيد، قال : أخبرنا سعيد، عن قتادة. وعبد بن حميد (543) قال : أخبرنا يزيد بن هارون، قال : حدثنا سليمان التيمي. وابن ماجة (3964) قال : حدثنا أحمد بن سنان، قال : حدثنا يزيد بن هارون، عن سليمان التيمي، وسعيد بن أبي عروبة، عن قتادة. والنسائي (7/124) قال : أخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، عن يزيد، عن سليمان التيمي. (ح) وأخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قال : حدثنا يزيد - وهو ابن هارون - قال : أنبأنا سعيد، عن قتادة. وفي (7/125) قال : أخبرنا مجاهد بن موسى، قال : حدثنا إسماعيل - وهو ابن علية- عن يونس.
ثلاثتهم - يونس بن عبيد، وقتادة، وسليمان التيمي - عن الحسن، فذكره.
قلت : الراجح عدم سماع الحسن من أبي موسى الأشعري، فعلى ذلك فهو مرسل.

7533 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا يُشِيرُ أحدكم إلى أخيه بالسلاح ، فإنه لا يدري ، لعل الشيطان يَنزع في يده ، فيقع في حُفرة من النار» أخرجه البخاري ومسلم .
ولمسلم قال : سمعت أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم- يقول : «من أشار إلى أخيه بحديدة ، فإن الملائكةَ تَلَعنُهُ» زاد في رواية لم يرفعها : «وإن كان أخاهُ لأبيهِ -[67]- وأمِّه» وأخرج الترمذي الرواية الثانية (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ينزع) النزع : الفساد ، فنهي عن الإشارة بالحديدة إلى أخيه ، خوفاً من أن يتفق من الشيطان فساد في ذلك ، فيصيبه بما يؤذيه ، فيأثم بتلك الإشارة التي آلت إلى الأذى .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 20 و 21 في الفتن ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " من حمل علينا السلاح فليس منا " ، ومسلم رقم (2617) في البر والصلة ، باب النهي عن الإشارة بالسلاح إلى مسلم ، والترمذي رقم (2163) في الفتن ، باب ما جاء في إشارة المسلم إلى أخيه في السلاح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/317) والبخاري (9/62) قال : حدثنا محمد. ومسلم (8/34) قال: حدثنا محمد بن رافع.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد - غير منسوب - ومحمد بن رافع، عن عبد الرزاق، قال : أخبرنا معمر، عن همام، فذكره.
والرواية الثانية : أخرجها أحمد (2/256 و505) قال : حدثنا يزيد، قال : أخبرنا ابن عون ومسلم (8/33) قال : حدثني عمرو الناقد، وابن أبي عمر. قال عمرو : حدثنا سفيان بن عيينة، عن أيوب.وفي (8/34) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا يزيد بن هارون، عن ابن عون. والترمذي (2162) قال : حدثنا عبد الله بن الصباح العطار الهاشمي. قال : حدثنا محبوب بن الحسن. قال: حدثنا خالد الحذاء والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/14436) عن سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، عن سفيان بن عيينة، عن أيوب. وفي (10/14472) عن شعيب بن يوسف، عن يزيد بن هارون، عن ابن عون. (ح) وعن أحمد بن سليمان الرهاوي، عن يزيد بن هارون، عن ابن عون، وهشام بن حسان.
أربعتهم - ابن عون، وأيوب، وخالد الحذاء، وهشام بن حسان - عن محمد بن سيرين، فذكره.
* أخرجه الترمذي (2162) قال : أخبرنا قتيبة. قال : حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/14416) عن قتيبة،ويحيى بن حبيب بن عربي.
كلاهما عن حماد بن زيد، عن أيوب ويونس.
وفي (10/14472) عن أحمد بن عبدة، عن سليم بن أخضر، عن ابن عون.
ثلاثتهم - أيوب، ويونس، وابن عون - عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، فذكر نحوه «موقوفا» .
* قال أحمد بن حنبل عقب روايته لهذا الحديث (2/256) : لم يرفعه ابن أبي عدي.

7534 - (س) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : «قِتالُ المسلم كُفْر ، وسِبابُهُ فِسْق» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 7 / 121 في تحريم الدم ، باب قتال المسلم ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أحمد (1/178) (1537) قال : حدثنا علي بن بحر، قال : حدثنا عيسى بن يونس، عن زكريا والبخاري في الأدب المفرد (429) قال : حدثنا إبراهيم بن موسى، قال : أخبرني يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن زكريا. وابن ماجة (3941) قال : حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن شريك. والنسائي في الكبرى. تحفة الأشراف (3923) عن ابن منصور، عن أبي همام الدلال، عن إسرائيل.
ثلاثتهم - زكريا، وشريك، وإسرائيل - عن أبي إسحاق، عن محمد بن سعد، فذكره.
* رواية البخاري مختصرة على «سباب المسلم فسوق» .

7535 - (خ م ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «سِبابُ المسلم فُسُوق ، وقِتاله كُفْر» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي (1) .
-[68]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سباب المسلم فُسوق ، وقتاله كفر) قيل : هذا محمول على من سَبَّ مسلماً أو قاتله من غير تأويل ، وقيل : إنما قال ذلك على جهة التغليظ ، لا أن قتاله كفر يُخرج عن الملة .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 22 في الفتن ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض " ، وفي الإيمان ، باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر ، وفي الأدب ، باب ما ينهى من السباب واللعن ، ومسلم رقم (64) في الإيمان ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " ، والترمذي رقم (2636) في الإيمان ، باب ما جاء في أن سباب المؤمن فسوق ، والنسائي 7 / 122 في تحريم الدم ، باب قتال المسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه الحميدي (104) قال : حدثنا الفضيل بن عياض. والبخاري (8/18) قال : حدثنا سليمان بن حرب، قال : حدثنا شعبة. ومسلم (1/58) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن المثنى، عن محمد بن جعفر، عن شعبة. والنسائي (7/122) قال : أخبرنا محمود بن غيلان، قال : حدثنا معاوية، قال : حدثنا سفيان. وفي الكبرى تحفة الأشراف (9299) عن محمد بن المثنى، عن غندر، عن شعبة.
ثلاثتهم - الفضيل، وشعبة، وسفيان - عن منصور.
2- وأخرجه أحمد (1/385) (3647) قال : حدثنا يحيى، عن شعبة. وفي (1/433) (4126) قال : حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. والبخاري (1/19) قال : حدثنا محمد بن عرعرة، قال : حدثنا شعبة. وفي الأدب المفرد (431) قال : حدثنا سليمان بن حرب، قال : حدثنا شعبة. ومسلم (1/57) قال : حدثنا محمد بن بكار بن الريان، وعون بن سلام، قالا : حدثنا محمد بن طلحة (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال : حدثنا سفيان (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة. والترمذي (1983) (2635) قال : حدثنا محمود بن غيلان، قال : حدثنا وكيع، قال : حدثنا سفيان. والنسائي (7/122) قال : أخبرنا محمود بن غيلان، قال : حدثنا وكيع، قال : حدثنا سفيان. وفي الكبرى تحفة الأشراف (9243) عن عمرو بن علي، عن ابن أبي عدي، عن شعبة.
ثلاثتهم - شعبة، وسفيان، ومحمد بن طلحة - عن زبيد بن الحارث.
3- وأخرجه أحمد (1/411) (3903) (1/454) (4345) قال : حدثنا عفان. والنسائي (7/122) قال: أخبرنا محمود بن غيلان، قال : حدثنا أبو داود.
كلاهما - عفان، وأبو داود- قالا : حدثنا شعبة، قال : زبيد، ومنصور، وسليمان أخبروني.
4- وأخرجه أحمد (1/439) (4178) قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة، عن منصور، وزبيد.
5- وأخرجه البخاري (9/63) قال :حدثنا عمر بن حفص، قال : حدثني أبي. ومسلم (1/58) قال : حدثنا ابن نمير، قال : حدثنا عفان، قال : حدثنا شعبة. وابن ماجة (69) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال : حدثنا عفان، قال : حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا هشام بن عمار، قال : حدثنا عيسى بن يونس. وفي (3939) قال : حدثنا هشام بن عمار، قال : حدثنا عيسى بن يونس.
ثلاثتهم - حفص بن غياث، وشعبة، وعيسى بن يونس - عن الأعمش.
ثلاثتهم - منصور، وزبيد، وسليمان الأعمش - عن شقيق أبي وائل، فذكره.
* أخرجه النسائي (7/122) قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال : حدثنا جرير، عن منصور. (ح) وأخبرنا محمد بن العلاء، عن أبي معاوية، عن الأعمش.
كلاهما - منصور، والأعمش - عن أبي وائل، قال : قال عبد الله : «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر» . «موقوف» .
* قال زبيد : قلت لأبي وائل مرتين : أأنت سمعته من عبد الله، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ؟قال : نعم.
وبلفظ : «قتال المسلم آخاه كفر، وسبابه فسوق» .
أخرجه أحمد (1/417) (3957) قال : حدثنا هشام بن عبد الملك، قال : حدثنا أبو عوانة. وفي (1/460) (4394) قال : حدثنا حسن بن موسى، قال : حدثنا شيبان. والترمذي (2634) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع، قال : حدثنا عبد الحكيم بن منصور الواسطي. والنسائي (7/122) قال : أخبرنا محمود بن غيلان، قال : حدثنا وهب بن جرير، قال : حدثنا أبي.
أربعتهم - أبو عوانة، وشيبان، وعبد الحكيم، وجرير بن حازم - عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن عبد الله، فذكره.
وبلفظ : «سباب المسلم أخاه فسوق، وقتاله كفر، وحرمة ماله كحرمة دمه» .
أخرجه أحمد (1/446) (4262) قال عبد الله بن أحمد : قرأت على أبي : حدثك علي بن عاصم، قال: حدثنا إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، فذكره.
* أخرجه النسائي (7/121، 122) قال : أخبرنا محمد بن بشار، قال : حدثنا عبد الرحمن، قال : حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق. (ح) وأخبرنا يحيى بن حكيم. قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة، عن أبي إسحاق. (ح) وأخبرنا أحمد بن حرب، قال : حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزعراء.
كلاهما - أبو إسحاق، وأبو الزعراء - عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال : «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر «موقوف» .
* قال شعبة -في رواية يحيى بن حكيم - فقال له- يعني لأبي إسحاق أبان -: يا أبا إسحاق، أما سمعته إلا من أبي الأحوص ؟فقال : بل سمعته من الأسود وهبيرة.

7536 - (خ) سعيد بن جبير - رحمه الله - قال : «خرج علينا عبد الله بنُ عمر رضي الله عنه ، فرَجوْنا أن يُحَدِّثنا حديثاً حَسناً ، فبادَرَنا إليه رجل يقال له : حكيم ، فقال : يا أبا عبد الرحمن ، حدِّثْنا عن القتال في الفتنة وعن قوله تعالى : {وقاتِلُوهُم حتَّى لا تكونَ فِتْنةٌ} [البقرة : 193] قال : وهل تدري ما الفتنةُ ؟ ثَكِلِتْكَ أُمُّكَ ، إنَّما كان محمد - صلى الله عليه وسلم- يقاتل المشركين ، وكان الدخول في دينهم فِتنَة ، وليس كقتالكم على المُلْكِ» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 13 / 39 و 40 في الفتن ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " الفتنة من قبل المشرق " ، وفي تفسير سورة البقرة ، باب قوله تعالى : {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله} ، وفي تفسير سورة الأنفال ، باب قوله : {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/70) (5381) قال : حدثنا حسن، قال : حدثنا زهير. وفي (2/94) (5690) قال : حدثنا هشام بن سعيد، قال : حدثنا خالد يعني الطحان. والبخاري (6/79) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال : حدثنا زهير. وفي (9/68) قال : حدثنا إسحاق الواسطي، قال : حدثنا خالد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (7059) عن عمرو بن علي، عن ابن مهدي، عن خالد. (ح) وعن عبدة بن عبد الله، عن سويد بن عمرو الكلبي، عن زهير.
كلاهما - زهير، وخالد الطحان - عن بيان، عن وبرة بن عبد الرحمن، عن سعيد بن جبير، فذكره.

7537 - (خ ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض» أخرجه الترمذي (1) .
-[69]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا ترجعوا بعدي كُفَّاراً) قال الخطابي : له تأويلان ، أحدهما : أنه أراد بالكفر : المتكفِّرين في السلاح ، أي : المستترين فيه ، وأصل الكفر : الستر وقيل : معناه : لا ترجعوا بعدي فرقاً مختلفة يقتل بعضكم بعضاً ، فتشبهون الكفار ، يريد أن الكفار يقتل بعضهم بعضاً لعداوتهم ، بخلاف المسلمين ، فإنهم مأمورون بحقن دمائهم ، وأن لا يقتل بعضهم بعضاً ، وقيل : هم أهل الرِّدَّة الذين قتلوا في زمن أبي بكر - رضي الله عنه - .
__________
(1) هذا الحديث سقط من المطبوع ، وقد رواه الترمذي رقم (2194) في الفتن ، باب ما جاء لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ، وقد رواه البخاري أيضاً 13 / 25 في الفتن ، باب لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/230) (2036) قال : حدثنا ابن نمير. والبخاري (2/215) وفي خلق أفعال العباد (39 و50) قال : حدثنا علي بن عبد الله، قال : حدثني يحيى بن سعيد. وفي (9/63) قال : حدثنا أحمد بن إشكاب، قال :حدثنا محمد بن الفضيل. والترمذي (2193) قال : حدثنا أبو حفص عمرو بن علي، قال : حدثنا يحيى بن سعيد.
ثلاثتهم - ابن نمير،ويحيى، ومحمد بن فضيل - عن فضيل بن غزوان، عن عكرمة، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.

7538 - (خ م د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا ترِجعوا بعدي كُفَّاراً يضربُ بعضُكم رِقابَ بعض» أخرجه أبو داود والنسائي .
وزاد النسائي في رواية أخرى : «ولا يُؤخَذُ الرَّجلُ بجنايَةِ أبيهِ ولا جِنايَةِ أخيهِ» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4686) في السنة ، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه ، والنسائي 7 / 136 في تحريم الدم ، باب تحريم القتل ، ورواه البخاري 13 / 22 في الفتن ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض " ، ومسلم رقم (66) في الإيمان ، باب بيان معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض " .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه النسائي (7/126) قال : أخبرنا محمد بن رافع، قال : حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال : حدثنا شريك. وفي (7/127) قال : أخبرنا إبراهيم بن يعقوب، قال : حدثنا أحمد بن يونس، قال : حدثنا أبو بكر بن عياش.
كلاهما - شريك، وأبو بكر - عن الأعمش، عن مسلم أبي الضحى، عن مسروق، فذكره. وفي رواية أبي بكر بن عياش : عن عبد الله.ولم ينسبه.
* قال النسائي : هذا خطأ، والصواب مرسل.
* أخرجه النسائي (7/127) قال : أخبرنا محمد بن العلاء، قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (7/127) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال : حدثنا يعلى.
كلاهما - أبو معاوية ويعلى - عن الأعمش، عن مسلم أبي الضحى، عن مسروق، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكره مرسلا.

7539 - (س) عبد الله بن مسعود (1) - رضي الله عنهما - أن رسول الله -[70]- صلى الله عليه وسلم- قال : «لا ترِجعوا بعدي كُفَّاراً يضربُ بعضكُم رِقابَ بعض ، ولا يؤخذُ الرجلُ بجريرَةِ أبيه ، لا جرَيرةِ أخيه» في أخرى : «لا تَرِجعوا بعدي ضُلاَّلاً ، يَضْرِبُ بعضكم رقابَ بعض» أخرجه النسائي (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بجريرة) الجريرة : الجناية والذنب الذي يفعله الإنسان فيطالب به .
__________
(1) في المطبوع : عبد الله بن عباس ، وهو خطأ .
(2) 7 / 127 في تحريم الدم ، باب تحريم القتل ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (7/127) قال : أخبرنا إبراهيم بن يعقوب، قال : حدثنا أحمد بن يونس، قال : حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، فذكره.
وقال أيضا في (7/127) :أخبرنا محمد بن العلاء، قال : حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، فذكره مرسلا وقال : هذا الصواب. وقال أيضا : أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال : حدثنا يعلى، قال : حدثنا الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، فذكره مرسلا.

7540 - (خ م س) جرير [بن عبد الله البجلي]- رضي الله عنه - قال : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع : «استَنْصِتْ لِيَ الناسَ ، ثم قال : لا ترجعوا بعدي كُفَّاراً ، يضربُ بعضكم رِقابَ بعض» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(استنصتُّ القوم) : إذا قلت لهم : أنصتوا ، أي : اسكتوا لتستمعوا .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 25 في الفتن ، باب " لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض " ، وفي العلم ، باب الإنصات للعلماء ، وفي المغازي ، باب حجة الوداع ، وفي الديات ، باب قول الله تعالى : {ومن أحياها} ، ومسلم رقم (65) في الإيمان ، باب بيان معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض " ، والنسائي 7 / 127 و 128 في تحريم الدم ، باب تحريم القتل .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/358) قال : حدثنا حجاج. وفي (4/363) قال : حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/366) قال : حدثنا عبد الرحمن. والدارمي (1927) قال : أخبرنا أبو الوليد، وحجاج. والبخاري (1/41) قال : حدثنا حجاج. وفي (5/224) قال : حدثنا حفص بن عمر. وفي (9/3) قال : حدثنا محمد بن بشار، قال : حدثنا غندر. وفي (9/63) قال : حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (1/58) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن المثنى، وابن بشار، جميعا عن محمد بن جعفر (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ، قال : حدثنا أبي. وابن ماجة (3942) والنسائي (7/127) قال ابن ماجة: حدثنا. وقال النسائي : أخبرنا محمد بن بشار، قال : حدثنا محمد بن جعفر، وعبد الرحمن بن مهدي. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3236) عن محمد بن عثمان بن أبي صفوان،عن عبد الرحمن بن مهدي.
سبعتهم - حجاج، ومحمد بن جعفر، وعبد الرحمن، وأبو الوليد، وحفص، وسليمان، ومعاذ - قالوا: حدثنا شعبة، قال : أخبرني علي بن مدرك، قال: سمعت أبا زرعة، فذكره.

7541 - (ط) زيد بن أسلم - رحمه الله - أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان يقول : «اللهمَّ لا تجعل قَتْلي بيد رجل صلّى لك سَجْدَة واحِدَة ، يُحاجُّني بها عِندكَ يومَ القِيامَةِ» أخرجه الموطأ (1) .
-[71]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يحاجُّني) المحاجَّة : المخاصمة والمجادلة وإظهار الحجة .
__________
(1) 2 / 461 في الجهاد ، باب الشهداء في سبيل الله ، وإسناده منقطع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع : أخرجه مالك (1017) عن زيد بن أسلم، فذكره.

7542 - (د) عبد الرحمن بن سُمير (1) قال : «كنتُ آخذاً بيد ابن عمرَ رضي الله عنه في طريق من طُرُقِ المدينةِ ، إذ أتَى على رأس منصوب ، فقال : شَقِيَ قاتِلُ هذا ، فلما أن مضى ، قال : وما أرى هذا إلا قد شِقِيَ ، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: من مَشَى إلى رجل من أمتي ليقتله ، فليقل هكذا ، فالقاتل في النار ، والمقتول في الجنة» أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) ويقال له : ابن سميرة ، ويقال : ابن أبي سميرة ، ويقال : ابن سمرة ، ويقال : ابن سبرة ، ويقال : ابن سمية .
(2) رقم (4260) في الفتن ، باب في النهي عن السعي في الفتنة ، وعبد الرحمن بن سمير لم يوثقه غير ابن حبان ، وقال الدارقطني : تفرد به أبو عوانة عن رقبة بن مصقلة ، عن عون بن أبي جحيفة عن عبد الرحمن بن سمير .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/96) (5708) قال : حدثنا يحيى بن حماد، قال : حدثنا أبو عوانة، عن رقبة. وفي (2/100) (5754) قال : حدثنا إسماعيل بن عمر، قال : حدثنا سفيان. وأبو داود (4260) قال : حدثنا أبو الوليد الطيالسي، قال : حدثنا أبو عوانة، عن رقبة بن مصقلة. (ح) قال أبو داود : قال لي الحسن بن علي. حدثنا أبو الوليد - يعني بهذا الحديث- عن أبي عوانة، عن رقبة بن مصقلة.
كلاهما - رقبة بن مصقلة،وسفيان - عن عون بن أبي جحيفة، عن عبد الرحمن بن سميرة، فذكره.
* في رواية الحسن بن علي. قال أبو الوليد : هو في كتابي «ابن سبرة» وقالوا : ابن سمرة، وقالوا : سميرة.
قلت : فيه عبد الرحمن بن سميرة، لم يوثقه غير ابن حبان.

7543 - () سالم -[مولى عبد الله بن عمر]- رحمه الله - أن رَجُلاً من أهل العراق سأل ابن عمر عن قتل مُحْرِم بَعوضاً ؟ فقال : «يا أهل العراق ما أسأَلَكُم عن الصغيرةِ ، وأجْرأَكم على الكبيرةِ ! يَقْتُلُ أحدُكم من الناس ما لو كان لي عَدَدُهم سُبُحات لرأيت أنه إسراف ، وإنَّا كنَّا نسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فنزلنا منزِلاً ، فنامَ رجل من القوم ، فَفَزَّعَهُ رجل ، فَسَمِعَ ذلك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : لا يحلُّ لمسلم تَفزِيعُ مِسْلم» . أخرجه ... (1) .
-[72]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(البعوض) : صغار البق .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد رواه مسلم بمعناه مختصراً وقد تقدم برقم (7529) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين، وقد تقدم بمعناه برقم (7529) .

الفصل السادس : في القتال الحادث بين الصحابة والتابعين رضي الله عنهم والاختلاف
قتل عثمان رضي الله عنه
7544 - (ت) ابن أخي عبد الله بن سلام قال : لما أريد عثمان - رضي الله عنه- جاء عبد الله بن سلام ، فقال له عثمان : ما جاء بك ؟ قال : جئت في نُصْرتك ، قال : اخرج إلى الناس فاطردُهمْ عني ، فإنَّك خارجاً خير لي منك داخلاً ، قال : فخرج عبد الله بن سَلامَ ، فقال : أيُّها الناسُ ، إنه كان اسمي في الجاهلية فلاناً ، فَسمَّاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عبد الله ، ونزل فيَّ آيات من كتاب الله ، نزل فيَّ {وشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بني إسرائيل على مثله فآمَنَ واسْتَكْبَرْتُم إنَّ اللهَ لا يهدي القَوْمَ الظَّالمينَ} [الأحقاف : 10] ونزلت فيَّ {قُلْ كَفى باللهِ شَهِيداً بَيني وبَيْنَكُم ومَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكتابِ} [الرعد : 43] إنَّ لله سَيْفاً مَغْمُوداً عنكم ، وإن الملائِكَةَ قد جاوَرَتْكم في بَلِدكم هذا الذي نزل فيه نَبِيُّكُم ، فاللهَ الله في هذا الرُجل أن تقتلوه ، فواللهِ لَئِن -[73]- قَتَلتُمُوه لَتَطْرُدُنّ جيرانَكُم الملائكةَ ، ولَتَسُلُّنَّ سَيْفَ الله المغمودَ عنكم فلا يُغْمَد إلى يوم القيامة ، قال : فقالوا : اقتلوا اليَهودِيَّ ، واقْتُلُوا عثمان . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3253) في التفسير ، باب ومن سورة الأحقاف ، وإسناده ضعيف ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه الترمذي (3256 و 3803) قال : حدثنا علي بن سعيد الكندي، قال : حدثنا أبو محياة، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن أخي عبد الله بن سلام، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث غريب، إنما نعرفه من حديث عبد الملك بن عمير.

7545 - (خ) نافع [مولى عبد الله بن عمر]- رضي الله عنهما - أن رُجلاً أتى ابن عمرَ ، فقال : «يا أبا عبد الرحمن ، ما حَمَلك على أن تَحُجَّ عاماً ، وتَعْتَمِرَ عاماً ، وتترُكَ الجهاد في سبيلِ الله ، وقد عملتَ ما رَّغبَ الله فيه ؟ قال : يا ابن أخي ، بُني الإسلام على خمس : إيمان بالله ورسوله ، والصلاةِ الخمس ، وصيام رمضان ، وأداءِ الزَّكاةِ ، وحجِّ البيت ، فقال : يا أبا عبد الرحمن ، ألا تسْمَعُ ما ذكر الله في كتابه : {وإنْ طَائِفَتان مِنَ المؤْمِنينَ اقْتَتَلوا} - إلى قوله - {إلى أمْرِ اللهِ} [الحجرات : 9] ، وقال : {وقاتِلوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فتْنَةٌ} [البقرة : 193] قال : فَعَلْنَا على عَهْدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وكان الإسلام قليلاً ، فكان الرجلُ يُفتَنُ فيِ دينه ، إمَّا قتَلوه ، وإما عذَّبوه ، حتى كَثُرَ الإسلامُ ، فلم تكن فِتنةٌ ، قال : فما قولك في علي وعثمان ؟ قال : أمَّا عثمان : فكان الله عفا عنه ، وأمَّا أنتم : فكرِهْتم أن تَعْفُوا عنه ، وأما علي : فابنُ عمِّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وخَتَنُهُ - وأشار بيده - فقال : هذا بيته -[74]- حيث تَرَوْنَ» وفي رواية : «أنَّ رَجُلاً جاءهُ ، فقال : يا أبا عبد الرحمن ألا تسمع ما ذكر الله عز وجل في كتابه ؟ {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ...} إلى آخر الآية ، فما يمنعك أن تقاتل كما ذكر الله عز وجل في كتابه ، فقال : يا ابن أخي ، أَغْتَرُّ - وفي نسخة : أُعَيَّرُ – بهذه الآية ، ولا أقاتِلُ ، أحبُّ إليَّ من أن أَغْتَرَّ بالآية التي يقول الله عز وجل : {ومَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً ...} إلى آخرها [النساء : 93] قال : فإن الله عز وجل يقول : {وقَاتِلوهم حتى لا تكونَ فِتْنةٌ} ، قال ابن عمر : قد فعلنا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ...» وذكر الحديث ، وفيه : «فلما رأى أنه لا يوافِقه فما يريد ، قال : فما قولك في علي وعثمان ؟ ...» الحديث أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 8 / 137 و 138 في تفسير سورة البقرة ، باب قوله تعالى : {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة} ، وفي سورة الأنفال ، باب قوله تعالى : {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة} .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : البخاري في تفسير سورة الأنفال (التفسير 168) عن الحسن بن عبد العزيز ، عن عبد الله بن يحيى المصري، عن حيوة، عن بكر بن عمرو المعافري، وقال : في تفسير البقرة (التفسير (2/30) تعليقا عقيب حديث عبد الوهاب عن عبد الله، عن نافع،عن ابن عمر، وزاد عثمان بن صالح، عن ابن وهب، أخبرني فلان، وحيوة بن شريح.
كلاهما - عن بكر بن عمرو... فذكر نحوه.
كلاهما - عن بكير، عن نافع، فذكره...فلان. قيل : إنه ابن لهيعة.

وقعة الجمل
7546 - (خ) عبد الله بن زياد قال : «لما سَارَ طلحةُ والزبيرُ وعائشةُ - رضي الله عنهم- إلى البصرة ، بعثَ عليُّ عمارَ بن ياسر وحَسَناً ، فقدِما علينا الكوفة ، فصعِدا المنبر ، وكان حسنُ بن علي في أعلاه ، وعمَّار أسفل منه ، فاجتمعْنا إليهما ، فسمعتُ عَمَّاراً يقول : إنَّ عائشةَ قد سارت إلى البصرة ، والله إنَّها لَزَوْجَةُ نبيِّكم في الدنيا والآخِرَة ، ولكنَّ الله ابتلاكم لِيَعْلَمَ إيَّاه تُطيعون ، أمْ هِيَ ؟» أخرجه البخاري ، وفي أخرى له عن شقيق قال : «لما -[75]-
بعثَ عليٌّ عمَّاراً والحسنَ بن علي إلى الكوفة ليستَنْفِرَهُم ، خَطَبَ عمارُ ، فقال : إني لأَعلمُ أنَّها زوجةُ نبيِّكم - صلى الله عليه وسلم- في الدُّنيا والآخرة ، ولكنَّ الله ابتلاكم بها ، لينظر إيَّاه تَتَّبعونَ ، أو إيَّاها ؟» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ليستنفرهم) استنفر الناس : دعاهم إلى أن ينفروا معه إلى نصرته ودفع عدوه .
__________
(1) رواه البخاري 7 / 83 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب فضل عائشة ، وفي الفتن ، باب الفتنة التي تموج كموج البحر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري في الفتن (18/2) عن عبد الله بن محمد، عن يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين. والترمذي في المناقب (135:11) عن بندار، عن ابن مهدي، عن أبي بكر بن عياش، نحوه سمعت عمارا يقول : هي زوجته في الدنيا الآخرة. وقال :حسن صحيح.
كلاهما عن عبد الله بن زياد، فذكره. (تحفة الأشراف 7/476) .

7547 - (خ) شقيق بن عبد الله قال : «دخلَ أبو موسى وأبو مسعود على عمارِ حيث أتى الكوفة ليستَنْفِرَ الناسَ ، فقالا : ما رأينا منك أمراً منذ أسْلَمْتَ أكرهَ عندنا من إسْراعِكَ في هذا الأمر ؟ فقال : ما رأيتُ منكما أمراً منذ أسلمتما أكرهَ عندي من إبطائِكما عن هذا الأمر ، قال : ثم كساهما حُلَّة» . وفي أخرى قال : «كنتُ جالساً مع أَبي موسى وأبي مسعود وعمار ، فقال أبو مسعود : مَا مِن أصحابِكَ من أحد إلا لو شِئْتُ لقلت فيه ، غيرَك ، وما رأيتُ مِنكَ شيئاً منذ صحبتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أعيبَ عندي من اسْتِسْراعِكَ في هذا الأمر ؟ فقال عمار : يا أبا مسعود ، وما رأيتُ منك ولا من صَاِحبِك هذا شيئاً منذ صحبتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أعيبَ عندي من إِبطائِكما في هذا الأمر ، فقال أبو مسعود - وكان موسراً - يا غلام ! هاتِ حُلَّتَيْنِ ، فأعطى إحداهما أبا موسى ، والأخرى عماراً ، وقال : روحا فيهما إلى -[76]- الجمعة» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 13 / 47 - 50 في الفتن ، باب الفتنة التي تموج كموج البحر ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب فضل عائشة رضي الله عنها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري في الفتن (19:2) عن بدل بن المحبر عن شعبة، عن عمرو بن مرة و (19:3) عن عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، كلاهما عن شقيق بن سلمة، فذكره..

7548 - (د) قيس بن عباد - رحمه الله - قال : قلت لِعَلي : «أخبِرني عن مَسيرِك هذا ، أعَهْد عَهِدَهُ إليك رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، أم رأي رأيتَه ؟ قال : ما عَهِدَ إليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بشيء ؟ ولكنَّه رأي رأَيتُه ؟» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4666) في السنة ، باب ما يدل على ترك الكلام في الفتنة ، وفيه عنعنة الحسن البصري .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4666) قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الهذلي،قال حدثنا بن علية، عن يونس عن الحسن. فذكره قلت : فيه عنعنة الحسن.

الخوارج
7549 - (م د) زيد بن وهب [الجهني]- رضي الله عنه - : أنه كان في الجَيْشِ الذينَ كانُوا مع عليّ ، الذينَ سارُوا إلى الخَوارج - فقال عليٌّ : «أيُّها الناسُ : إني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : يَخرجُ قوم من أُمَّتي ، يقرؤون القُرْآنَ ، ليس قِراءَتُكُم إلى قِراءَتِهم بشيء ، ولا صلاتُكُم إلى صلاتهم بشيء ، ولا صيامُكم إلى صيامهم بشيء ، يقرؤون القرآنَ يحسبون أنه لهم وهو عليهم ، لا تُجاوِزُ صلاتُهم تراقيَهمُ ، يَمْرُقُون من الإسلام كما يمرُق السَّهم من الرَّمِيَّة ، لو يعلم الجيشُ الذين يصيبونهم ما قُضِيَ لهم على لسان نبيهم - صلى الله عليه وسلم- لَنَكَلُوا عن العمل ، وآية ذلك : أن فيهم رجُلاً له عَضَد ، ليس له ذراع ، على عَضُدِهِ مثلُ حَلمَة الثَّدْي ، عليه شَعَرات بيض ، فتذهبون إلى -[77]- معاويةَ وأهلِ الشام ، وتتركون هؤلاء يَخْلُفونكم في ذراريكم وأموالكم ؟ والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القومَ ، فإنَّهم قد سفكُوا الدَّمَ الحرامَ ، وأغاروا في سَرْحِ الناسِ ، فَسيروا . قال سلمةُ بن كُهيل : فَنَزَّلَني زيد بن وهب منِزلاً (1) ، حتى قال : مَرَرْنا على قنطرة ، فلما التقينا - وعلى الخوارج يومئذ : عبد الله بن وهب الراسبي - فقال لهم : ألقُوا الرِّماحَ ، وسُلُّوا سيوفكم من جُفُونها ، فإني أخاف أن يناشدوكم ، كما ناشدوكم يوم حروراء ، فرجعوا فوَّحشوا برِماحِهم وسَلُّوا السُّيُوفَ ، وشَجَرُهُم الناسُ برماحهم ، قال : وقُتل بعضهم على بعض ، وما أصيب من الناس يؤمئذ إلا رجلان ، فقال عليٌّ : التمسوا فيهم المخدَج ، فالتمسوه ، فلم يجدوه ، فقام عليٌّ بنفسه ، حتى أتى ناساً ، قد قُتل بعضهم على بعض ، قال : أخِّرُوهم ، فوجدوه مما يلي الأرضَ ، فكَّبر ثم قال : صدق الله ، وبلَّغ رسولُهُ ، قال : فقام إليه عَبيدةُ السَّلْمانيُّ ، فقال : يا أمير المؤمنين ، آلله الذي لا إله إلا هو ، لَسمعتَ هذا الحديث من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ قال : إي والله الذي لا إله إلا هو ، حتى استَحْلَفه ثلاثاً وهو يحلف له» أخرجه مسلم وأبو داود . -[78]-
وفي أخرى لأبي داود عن أبي الوَضِيء قال : قال عليٌّ : «اطلبوا المخدَج ...» فذكر الحديث واستَخْرَجوه من تحت قتلَى في الطين ، قال أبو الوضيء : فكأني أنظر إليه ، حَبَشِي عليه قُريطِق له ، إحدى يديه مثل ثَدي المرأة ، عليها شُعَيْرات مثل الشُّعَيْراتِ التي تكون على ذَنبِ اليَرْبوع . قال أبو مريم : إنْ كان ذلك المخدج لمعَنا يومئذ في المسجد ، نُجالسه بالليل والنهار ، وكان فقيراً ، ورأيته مع المساكين يشهد طعام عليٍّ مع الناس ، وقد كَسَوُته بُرنُساً لي ، قال أبو مريم : وكان المخدَج يسمَّى نافِعاً ، ذا الثُدَيَّة ، ، وكان في يده مثل ثدي المرأة ، على رأسه حَلَمة مثل حلمةِ الثدي ، عليه شُعيرات مثلُ سُبالة السِّنَّوْر (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تراقيهم) التراقي : جمع تُرْقُوة ، وهي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق .
(الرمِيَّة) : ما يرمى من صيد أو نحوه ، قال الخطابي : وقد أجمع علماء المسلمين على أن الخوارج على ضلالتهم فرقة من فرق المسلمين ، ورأوا مناكحتهم وأكل ذبائحهم ، وأجازوا شهادتهم ، وسُئِل عنهم علي بن أبي طالب ، فقيل : «أكفارٌ هم ؟ قال : مِنَ الكفر فرُّوا ، فقيل : فمنافقون هم ؟ قال : -[79]- إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلاً ، وهؤلاء يذكرون الله بكرة وأصيلاً ، قيل : من هم ؟ قال : قوم أصابتهم فتنة فعموا وصمّوا» قال الخطابي : فمعنى قوله - صلى الله عليه وسلم- : «يمرقون من الدين» أراد بالدِّين : أنهم يخرجون من طاعة الإمام المفترض الطاعة ، وينسلخون منها ، والله أعلم .
(نكلت) عن العمل أنكل : إذا فترتَ عنه وجبُنتَ عن فعله .
(وآية ذلك) الآية : العلامة التي يستدل بها .
(جفون السيوف) : أغمادها .
(وَحَّشْتُ بِسِلاحي) وبثوبي : إذا رميتَ به وألقيته من يدك .
(التشاجر بالرماح) : التطاعن بها ، وشجره برمحه : إذا طعنه .
(المخدَج) الناقص ، والخِداج : النقص .
(قُريطق) تصغير قَرْطَق ، وهو شبيه بالقباء ، فارسي معرب .
(ذو الثُّدَيَّة) تصغير الثنْدُوَة ، بتقدير حذف الزائد الذي هو النون ، لأنها من تركيب الثدي ، وانقلاب الياء فيها واواً لضمة ما قبلها .
(السَّبَالَةُ) : الشارب ، والجمع السِّبال ، والهاء في «سبالة» لتأنيث اللفظة .
__________
(1) قال النووي في " شرح مسلم " : هكذا في معظم النسخ ، وفي نادر منها : " منزلاً منزلاً " ، وكذا ذكره الحميدي في الجمع بين " الصحيحين " ، وهو وجه الكلام ، أي : ذكر لي مراحلهم بالجيش منزلاً منزلاً حتى بلغ القنطرة التي كان القتال عندها .
(2) رواه مسلم رقم (1066) في الزكاة ، باب التحريض على قتل الخوارج ، وأبو داود رقم (4768) و (4769) و (4770) في السنة ، باب في قتال الخوارج .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (3/114) قال : حدثنا عبد بن حميد، قال : حدثنا عبد الرزاق بن همام. أبو داود (4768) قال : حدثنا الحسن بن علي، قال : حدثنا عبد الرزاق. وعبد الله بن أحمد 1/91 (706) قال : حدثنا أحمد بن جميل أبو يوسف، قال : أخبرنا يحيى بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية.
كلاهما - عبد الزراق، ويحيى بن عبد الملك - عن عبد الملك بن أبي سليمان، قال: حدثنا سلمة بن كهيل، قال : حدثني زيد بن وهب الجهني.فذكره.

7550 - (م) عبيد الله بن أبي رافع - مولى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- «أن الحَرُورَّية لمَّا خرجت على عليِّ بن أبي طالب ، فقالوا : لا حُكمَ إلاَّ لله ، قال عليّ : كلمة حق أُريدَ بها باطل ، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وصفَ لنا ناساً ، إني -[80]- لأعْرِفُ صفتهم في هؤلاءِ ، يقولون الحقَّ بألسنتِهم ، لا يجاوزُ هذا منهم - وأشار إلى حَلْقِهِ - مِن أبْغَضِ خلق الله إليه ، منهم أسْودُ ، في إحدى يديه طُبْيُ شَاة ، أو حَلَمةُ ثدي ، فلما قتلهم علي بن أبي طالب ، قال : انظروا ، فنظروا ، فلم يجدوا شيئاً ، فقال : ارجعوا ، فوالله ما كذَبتُ ولا كُذِبتُ - مرتين أو ثلاثاً - ثم وجدوه في خَربة فأتَوا به ، حتى وَضعُوهُ بين يَدِيْهِ ، قال عبيد الله : وأنا حاضر ذلك من أمرهم وقولِ عليِّ فيهم» زاد في رواية : قال ابن حُنين : «رأيتُ ذلك الأسودَ» .
أخرجه مسلم ، هذا الحديث أفرده الحميديُّ في كتابه عن الذي قبله وجعله حديثاً مفرداً ، وهو رواية منه ، وذلك بخلاف عادته في جميع روايات الحديث ، وحيث أفرده اتبعناه ، وتركنا الأولى ، ولعله قد أدرك منه معنى اقتضى له أن يفرده (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الطُّبْيُ) : لذوات الحافر والسباع كالضرع لغيرها ، وقد يكون لذوات الخف .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1066) في الزكاة ، باب التحريض على قتل الخوارج .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (3/116) قال : حدثني أبو الطاهر، ويونس بن عبد الأعلى ، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن عبيد الله بن أبي رافع، فذكره

7551 - (م) عَبيدة بن عمرو [السلماني] عن علي - رضي الله عنه -[81]- أنه ذكر الخوارج فقال : «فيهم رجل مُخْدَج اليَد ، أو مَثْدُونَ اليد ، أو مُودَنُ اليد ، لولا أن تَبْطَروا لَحَدَّثتكم بما وعدَ الله الذين يقتلونَهُم على لسانِ محمد - صلى الله عليه وسلم- ، قال : فقلتُ : أنتَ سمعتَ هذا من محمد - صلى الله عليه وسلم- ؟ قال : إي ، وربِّ الكعبة - قالها ثلاثاً -» أخرجه مسلم ، وهذا الحديث أيضاً أخرجه الحميدي مفرداً ، وهو رواية من روايات الحديث الأول (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مثدون اليد) روي «مثدون اليد» و «مُثْدَن اليد» ومعناهما : صغير اليد مجتمعها ، بمنزلة ثُندُوة الثدي ، وأصله : مثند ، فقدمتِّ الدال على النون .
(أو مودَن اليد) رجل مُودَن ومودون اليد ، أي : صغيرها وناقصها ، من قولهم : أوْدَنتُ الشيء إذا نقصتَه ، وودنته فهو مُودَنٌ ومودُون .
__________
(1) رقم (1066) في الزكاة ، باب التحريض على قتل الخوارج .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم في الزكاة (49:4) عن أبي بكر بن أبي شيبة،وزهير بن حرب،كلاهما عن إسماعيل بن عليه و (49:4) عن قتيبة، عن حماد بن زيد. و (49:4) عن محمد بن أبي بكر المقدسي، عن ابن علية، وحماد بن زيد ، كلاهما عن أيوب و (49:5) عن محمد بن مثني، عن ابن أبي عدي، عن ابن عون، كلاهما عن محمد بن سيرين، وأبو داود في السنة (31:1) عن محمد بن عبيد، ومحمد بن عيسى ، كلاهما عن حماد، وابن ماجة فيه «السنة المقدمة» (12:1) عن أبي بكر بن أبي شيبة.كلهم عن عبيدة بن عمرو السلماني، فذكره. (تحفة الأشراف (7/430) .

7552 - (خ م د س) - سويد بن غفلة قال : قال عليّ - رضي الله عنه - : «إذا حدَّثْتكُم عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حَديثاً ، فواللهِ لأنْ أخِرَّ من السماء أحبُّ إليَّ من أكذبَ عليه .
وفي رواية : من أنْ أقولَ عليه ما لم يَقُل ، وإذا حَدَّثْتكُم فيما بيني وبينَكم ، فإن الحرْب خَدْعَة ، وإني سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول : سيخرُجُ قوم -[82]- في آخِرِ الزَّمانِ حُدَثَاءُ الأسنانِ ، سُفهاءُ الأحلام ، يقولون من قول خير البرَّيةِ ، يقرؤون القُرآن ، لا يجاوِزُ إيمانُهم حَنَاجِرَهُمْ ، يمرُقُون من الدِّين كما يمرُقُ السَّهمُ من الرَّميةِ ، فأينما لِقَيْتمُوهم فاقتلُوهُم ، فإنَّ في قَتْلِهم أجراً لمن قَتَلَهُم عندَ الله يومَ القيامةِ» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود .
وأخرجه النسائي قال : قال علي : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «يخرج قوم في آخرِ الزَّمان ... وذكر الحديث» .
وهذا الحديث أيضاً : يجوز أن يكون من جملة روايات الحديث الأول ، فإنه أيضاً في صفة الخوارج (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أَخر) خرّ من السطح يَخِر : إذا وقع ، وكلُّ من سَقَطَ من موضع عالٍ فقد خرّ .
(حُدثاء الأسنان) أي : شباب لم يكبروا حتى يعرفوا الحق .
(سفهاء الأحلام) الأحلام : العقول ، والسفه : الخِفةُ في العقلِ والجهلُ .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 86 في فضائل القرآن ، باب إثم من راءى بقراءة القرآن أو تأكل به ، وفي الأنبياء ، باب علامات النبوة في الإسلام ، وفي استتابة المرتدين ، باب قتل الخوارج والملحدين بعد إقامة الحجة عليهم ، ومسلم رقم (1066) في الزكاة ، باب التحريض على قتل الخوارج ، وأبو داود رقم (4767) في السنة ، باب في قتال الخوارج ، والنسائي 7 / 119 في تحريم الدم ، باب من شهر سيفه ثم وضعه في الناس .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/81) (616) و (1/113) (912) قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (1/131) (1086) قال : حدثنا وكيع. (ح) وعبد الرحمن ، عن سفيان. والبخاري (4/224 و 6/243) قال : حدثنا محمد بن كثير ، قال : أخبرنا سفيان. وفي (9/21) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث ،قال: حدثنا أبي. ومسلم (3/113 و 114) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، وعبد الله بن سعيد الأشج. جميعا عن وكيع. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال: أخبرنا عيسى بن يونس. (ح) وحدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي وأبو بكر بن نافع. قالا : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال : حدثنا جرير (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وأبو كريب وزهير بن حرب. قالوا : حدثنا أبو معاوية. وأبو داود (4767) قال : حدثنا محمد بن كثير، قال : أخبرنا سفيان. والنسائي (7/119) قال: أخبرنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن. قال : حدثنا سفيان.
ستتهم - أبو معاوية ، ووكيع ، وسفيان ، وحفص بن غياث ، وعيسى، وجرير - عن الأعمش ، عن خيثمة ، عن سويد بن غفلة،فذكره.

7553 - (خ م ط د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - من رواية أبي سلمة وعطاء بن يسار ، أنهما أتيَا أبا سعيد الخدري ، فسألاه عن الحرُورَّية ، هل سمعتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يذكرها ؟ قال : لا أدريَ مَنِ الحروريةُ ؟ ولكني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «يخرج في هذه الأمَّةِ - ولم يقل : منها - قوم ، تَحقِرونَ صَلاتَكُم مع صلاتِهِم ، يقرؤون القرآن ، لا يجاوِزُ حُلُوقَهم - أو حَناجِرَهُم - يمرُقُونَ من الدِّين مُرُوق السَّهْمِ من الرَّمِيةِ ، فينظر الرامي إلى سهمِهِ ، إلى نَصْله ، إلى رِصَافِهِ ، فيتمارَى في الفُوَقة : هل عَلِق بها من الدم شيء ؟» .
وفي رواية أبي سَلَمةَ والضَّحَّاك الهَمْداني : أن أبا سعيد الخدري قال : «بينما نحن عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يَقْسِم قَسْماً ، أتاه ذو الخُوَيَصِرة - وهو رجل من بني تَميم - فقال : يا رسولَ الله ، اعدِلْ ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : ويلَكَ ، ومن يَعْدِلُ إذا لم أعْدِلْ ؟ - زاد في رواية : قد خِبْتُ وَخسِرْتُ إن لم أعْدِلْ - فقال عمر بن الخطاب : ائذن لي فيه فَأضرِب عنقه ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : دَعْهُ ، فإن له أصْحَاباً يحقِر أحَدُكم صلاتَه مع صلاتِهِم ، وصيامه مع صيامهم» زاد في رواية «يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقُون من الإسلام . وفي رواية : من الدِّين - كما يمرق السهمُ الرَّمِيةِ ، ينظر أحدهم -[84]- إلى نصلِه فلا يوجد فيه شيء ، ثم ينظر إلى رِصافِه فلا يوجد فيه شيء ، ثم ينظر إلى نَضِيَّه فلا يوجد فيه شيء - وهو القِدْح - ثم ينظر إلى قُذَذه فلا يوجد فيه شيء ، سبقَ الفَرْثَ والدَّم ، آيتهُمْ : رجل أسودُ ، إحدى عضديه - وفي رواية : إحدى يديه - مثلُ البَضْعة تَدَردَرُ ، يخرجون على حين فُرْقةِ من النَّاس» قال أبو سعيد : «فأشهد أني سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، وأشهد أن علي بن طالب قاتلهم وأنا معه ، فأمرَ بذلك الرجلِ ، فالتُمِسَ فوِجدَ ، فأُتِيَ به حتى نَظَرتُ إليه على نَعتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الذي نعتَ» .
قال الحميدي : ألفاظ الرواة عن الزهري متقاربة ، إلا فيما بَيَّنَا من الزيادة .
وفي أخرى : قال أبو سعيد : «بعث علي- رضي الله عنه - وهو باليمن إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بذُهَيْبَة في تُرْبتها ، فَقَسَمَها بين أربعة : الأقرعِ بن حابس الحْنظَلي ، ثم أحدِ بَني مُجاشِع ، وبين عُيَيْنَةَ بن بدر الفزاري ، وبين عَلْقمة بن عُلاثَةَ العامري ، ثم أحدِ بني كلاب ، وبين زيد الخيل الطائي ، ثم أحد بني نَبْهان ، فتغضَّبتْ قريش والأنصار ، فقالوا : يُعطيه صناديدَ أهل نجد ويَدُعنا ؟ قال [رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-] : إنما أتألَّفُهم ، فأقَبَل رجل غائرُ العينين ، ناتئُ الجبين كَثّ اللحية ، مشرفُ الوَجنتين ، محلوق الرأْس ، فقال : يا محمد ، اتق الله ، فقال : فمن يطيع الله ، إذا عَصيْتُه ؟ أفيأمنني على أهل الأرض ، ولا تأمنوني ؟ -[85]- فسأل رجل من القوم قتلَه - أُراه خالد بن الوليد - فمنعه ، فلما ولَّى ، قال : إن من ضِئضيء هذا قوماً يقرؤون القرآن ، لا يجاوز حناجرهم ، يمرُقون من الإسلام مُروقُ السهم من الرمية ، يقتلون أهل الإسلام ، ويَدَعون أهل الأوثان ، لئن أدركتُهم لأقتلنَّهم قتل عاد» أخرجه البخاري ومسلم .
ولمسلم نحوه بزيادة ألفاظ ، وفيها «بِذُهَيْبَة في أديم مَقْروظ ، لم تُحَصَّل من ترابها - وفيها - والرابع : إما علقمة بن عُلاثة ، وإما عامر بن الطفيل - وفيها - ألا تأمنوني وأنا أمين مَنْ في السماء ، يأتيني خبر السماء صباحاً ومساءً - وفيها - فقال : يا رسول الله ، اتق الله ، فقال : ويلك ! أولستُ أحقَّ أهل الأرض أن يتقَي الله ؟ قال : ثم ولَّى الرجل ، فقال خالد بن الوليد : يا رسول الله : ألا أضرب عنقه ؟ فقال : لا ، لعلّه أن يكونَ يصلي ، قال خالد : وكم من مصلِّ يقول بلسانه ما ليس في قلبه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : إني لم أُومَرْ أن أُنَقِّبَ عن قلوب الناس ، ولا أُشقَّ بطونهم ، قال : ثم نظر إليه وهو مُقَفٍّ ، فقال : إنَّه يخرج من ضِئْضِي هؤلاء قوم يتلون كتاب الله رَطْباً ، لا يجاوز حناجرهم ، يمرُقون من الدين كما يمرق السَّهم من الرمية ، قال : أظنه قال : لئن أدركتُهم لأقتلنَّهم قتل ثمود» .
وفي رواية «فقام إليه عمر بن الخطاب فقال : يا رسول الله ، ألا أضرب عنقه ؟ قال : لا ، فقام إليه خالد سيف الله ، فقال : يا رسول الله ، ألا أضرب عنقه ؟ قال : لا» . -[86]-
وفي رواية البخاري أنه قال : سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «يخرج فيكم قوم تَحْقِرون صلاتَكم مع صلاتهم ، وصيامَكم مع صيامهم ، وعملَكم مع عملهم ، ويقرؤون القرآن ، لا يجاوز حَناجرهم ، يمرُقون من الدِّين كما يمرُق السهم من الرمية ، ينظر في النَّصْل فلا يرى شيئاً ، وينظر في القِدْح فلا يرى شيئاً ، وينظر في الريش فلا يرى شيئاً ، ويتمارى في الفُوق» .
وللبخاري طرف منه أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «يخرج ناس من قِبل المشرق يقرؤون القرآن ، لا يجاوز تراقيهم ، يمرُقون من الدِّين كما يمرُق السهم من الرمية ، ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم إلى فُوقه ، قيل : ما سِيماهم ؟ قال : سيماهم التحليق - أو قال : التَّسْبيدُ» .
ولمسلم في أخرى «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ذكر قوماً يكونون في أمته ، يخرجون في فُرقة من الناس ، سيماهم التحالق ، قال : هم شرُّ الخلق - أو من أشَرِّ الخلق - يقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق ، قال : فَضَرب النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- لهم مثلاً - أو قال قولاً - الرجل يرمي الرمية - أو قال : الغرض - فينظر في النصل فلا يرى بَصيرة ، وينظر في الفُوق فلا يرى بصيرة ، قال أبو سعيد : وأنتم قتلتموهم يا أهل العراق» .
وله في أخرى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «تمرُق مارقة عند فرقة من المسلمين ، يقتلها أَوْلى الطائفتين بالحق» . -[87]-
وفي أخرى : وذكر فيه «قوماً يخرجون على فُرقة مختلفة ، يقتلهم أقرب الطائفتين من الحق» . وأخرج الموطأ الرواية الأولى من أفراد البخاري وقال : «تحقِرون صلاتَكم مع صلاتهم ، وصيامَكم مع صيامهم ، وأعمالَكم مع أعمالهم» .
وأخرج أبو داود والنسائي الرواية الثالثة التي فيها ذكر «الذهيبة» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قِدْح) القِدْح : السهم قبل أن يعمل فيه الريش والنصل ، وقبل أن يُبْرَى .
(الرِّصاف) : العَقبُ الذي يكون فوق مدخل النصل في السهم ، واحدها : رَصَفة ، بالتحريك .
(التماري) : تفاعل من المرية : الشك ، والمراد : الجدال .
(الفُوقة) والفُوق : موضع وقوع الوَتر من السهم .
(النَّضِيُّ) بالضاد المعجمة - بوزن النقيِّ : القِدْحُ أول ما يكون قبل -[88]- أن يعمل ، ونَضِيُّ السهم : ما بين الريش والنصل ، ونِضْو السهم : قِدْحه ، وهو ما جاوز الريش إلى النصل ، وقيل : النضي : نَصْل السهم ، والمراد به في الحديث : ما بين الريش والنصل .
(الفَرْثُ) : السِّرجين وما يكون في الكَرِش .
(البَضْعة) : القطعة من اللحم .
(تَدَرْدَرُ) التدردر : التحرُّك والترجرج مارّاً أو جائياً .
(الذُّهَبْيَة) : تصغير الذهب ، وهو في الأصل مؤنث ، والقطعة منه ذهبة ، فلمَّا صُغرَ أضاف إليه الهاء ، كما يقال في تصغير قوس : قوَيسة ، وفي تصغير قدر : قديرة .
(الأديم) : المقروظ المدبوغ بالقَرظ .
(الصناديد) : جمع صنديد ، وهو السيد الشريف .
(التألُّف) : الإيناس والتحبب ، والمراد : لأحبِّب إليهم الإسلامَ وأزيل نفورهم منه .
(الضِئْضِئ) بالهمز : الأصل ، والمراد : يخرج من صُلبه ونَسله .
(أُنَقِّبُ) التنقيب : التفتيش .
(مُقَفٍّ) قفّى الرجلُ الرجلَ يقفِّي ، فهو مقفٍّ : إذا أعطاك قفاه وولى . -[89]-
(التسبيد) : حلق الشعر واستئصاله ، وقيل : هو ترك التدهن وغسل الرأس .
(التحليق) والتحالق : حلق شعر الرأس ، وهو تفاعل منه ، كأن بعضهم يحلق بعضاً .
(الغرض) : الهدف .
(البَصِيرة) الدليل والحجة الذي يستدل به ، لأن الدليل يوضح المعنى ويُحققِّه ، فكأن صاحبه يبصر به ، والبصيرة : هو شيء من الدم يستدل به على الرمية .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 86 في فضائل القرآن ، باب إثم من راءى بقراءة القرآن أو تأكل به ، وفي الأنبياء ، باب علامات النبوة في الإسلام ، وفي الأدب ، باب ما جاء في قول الرجل : ويلك ، وفي استتابة المرتدين ، باب قتال الخوارج ، وباب من ترك قتال الخوارج للتألف وأن لا ينفر الناس عنه ، ومسلم رقم (1064) في الزكاة ، باب ذكر الخوارج وصفاتهم ، والموطأ 1 / 204 و 205 في القرآن ، باب ما جاء في القرآن ، وأبو داود رقم (4764) في السنة ، باب في قتال الخوارج ، والنسائي 5 / 87 في الزكاة ، باب في المؤلفة قلوبهم ، وفي تحريم الدم ، باب من شهر سيفه ثم وضعه في الناس .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه مالك «الموطأ» (144) . وأحمد (3/60) قال : قرأت على عبد الرحمن. والبخاري (6/244) . وفي «خلق أفعال العباد» (22) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي «خلق أفعال العباد» (22) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة. والنسائي في «فضائل القرآن» (114) قال : أخبرنا محمد بن سلمة، عن ابن القاسم. (ح) والحارث بن مسكين ، قراءة عليه، عن ابن القاسم.
أربعتهم - عبد الرحمن بن مهدي ، وعبد الله بن يوسف ، وعبد الله بن مسلمة ، وابن القاسم - عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي.
2- أخرجه أحمد (3/33) وابن ماجة (169) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.كلاهما - أحمد ،وأبو بكر - قالا :حدثنا يزيد بن هارون ، قال : أنبأنا محمد بن عمرو.
3 - وأخرجه أحمد (3/56) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. وفي (3/65) قال : حدثنا محمد بن مصعب ، قال : حدثنا الأوزاعي. والبخاري (4/243) قال : حدثنا أبو اليمان ، قال: أخبرنا شعيب. وفي (8/47) قال : حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم ، قال : حدثنا الوليد ،عن الأوزاعي. وفي (9/21) قال : حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا هشام ، قال : أخبرنا معمر. ومسلم (3/112) قال: حدثني أبو الطاهر ، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب ، قال: أخبرني يونس (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، وأحمد بن عبد الرحمن الفهري ، قالا : أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (4421) عن محمد بن عبد الأعلى ، عن محمد بن ثور ، عن معمر. أربعتهم - معمر ، وشعيب، والأوزاعي ، ويونس - عن الزهري.
ثلاثتهم - محمد بن إبراهيم ،و محمد بن عمرو ، والزهري - عن أبي سلمة ، فذكره.
* أخرجه البخاري (9/21) . ومسلم (3/112) قالا : حدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا عبد الوهاب، قال : سمعت يحيى بن سعيد ، يقول : أخبرني محمد بن إبراهيم ، عن أبي سلمة ، وعطاء بن يسار،فذكراه.
(*) في رواية الأوزاعي. وحرملة بن يحيى ، وأحمد بن عبد الرحمن : عن أبي سلمة ، والضحاك الهمداني.
(*) جاءت الروايات مطولة ومختصرة.
1 - أخرجه أحمد (3/4) قال : حدثنا محمد بن فضيل. والبخاري (5/207) قال : حدثنا قتيبة ، قال: حدثنا عبد الواحد. ومسلم (3/110) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا عبد الواحد. وفي (3/111) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا جرير. (ح) وحدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا ابن فضيل. وابن خزيمة (2373) قال : حدثنا أبو هشام الرفاعي ، قال : حدثنا ابن فضيل.
ثلاثتهم - ابن فضيل ، وعبد الواحد ، وجرير - عن عمارة بن القعقاع بن شبرمة.
2 - وأخرجه أحمد (3/31) قال : حدثنا وكيع «ابن الجراح» قال : حدثنا أبي.و في (3/68 و 72 و73) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا سفيان. والبخاري (4/166 و 6/84) قال : حدثنا محمد بن كثير ، قال : أخبرنا سفيان. وفي (9/155) قال : حدثنا قبيصة ، قال : حدثنا سفيان. (ح) وحدثني إسحاق بن نصر ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا سفيان. ومسلم (3/110) قال : حدثنا هناد بن السري ، قال : حدثنا أبو الأحوص. وأبو داود (4764) قال : حدثنا محمد بن كثير ، قال : أخبرنا سفيان. والنسائي (5/87) قال : أخبرنا هناد بن السري ، عن أبي الأحوص.وفي (7/118) قال : أخبرنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أنبأنا الثوري. ثلاثتهم - الجراح ، وسفيان بن سعيد بن مسروق الثوري ، وأبو الأحوص - عن سعيد بن مسروق.
كلاهما - عمارة ، وسعيد - عن عبد الرحمن بن أبي نعم ، فذكره.
- وبلفظ : «يخرج ناس من قبل المشرق ، ويقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم...» .
أخرجه أحمد (3/64) قال : حدثنا عفان. والبخاري (9/189) قال : حدثنا أبو النعمان.
كلاهما - عفان ، وأبو النعمان - قالا : حدثنا مهدي بن ميمون ، قال : سمعت محمد بن سيرين ، يحدث عن معبد بن سيرين ، فذكره.
وبلفظ : «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذكر قوما يكونون في أمته...» .
أخرجه أحمد (3/5) . ومسلم (3/113) قال : حدثني محمد بن المثنى. كلاهما - أحمد ، وابن المثنى - قالا : حدثنا ابن أبي عدي ، عن سليمان ، عن أبي نضرة ، فذكره.
وبلفظ : «تمرق مارقة عند المسلمين ، يقتلها أولى الطائفتين بالحق» .
أخرجه أحمد (3/25) قال : حدثنا يحيى ، عن عوف. وفي (3/32 و 48) قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا القاسم بن الفضل. وفي (3/45) قال : حدثنا بهز ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن قتادة. وفي (3/64) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن قتادة ، وفي (3/79) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا عوف. وفي (3/97) قال : حدثنا عفان ، قال : أخبرنا القاسم بن الفضل. ومسلم (3/113) قال : حدثنا شيبان بن فروخ ، قال : حدثنا القاسم - وهو ابن الفضل الحداني -. (ح) وحدثنا أبو الربيع الزهراني ، وقتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا أبو عوانة عن قتادة (ح) وحدثنا محمد بن المثنى ، قال: حدثنا عبد الأعلى ، قال : حدثنا داود. وأبو داود (4667) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : حدثنا القاسم بن الفضل.
أربعتهم - عوف ، والقاسم ، وقتادة ، وداود - عن أبي نضرة ، فذكره.

7554 - (د) أبو سعيد الخدري ، وأنس بن مالك - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «سيكونُ في أمتي اختلاف وفُرقة ، قوم يُحسِنُون القيل ، ويسيئونَ الفعل ، يقرَؤونَ القرْآن ، لا يجاوز تَراقيهم ، يمْرُقون من الدِّين كما يمْرُق السهم من الرَّمية ، ثم لا يرجعونَ حتى يرتدْ على فُوقِهِ ، هُمْ شر الخلق ، طُوبى لمن قتلهم وقتلوه ، يدعون إلى كتاب الله ، وليسوا منه في شيء ، مَن قاتلهم كان أولى بالله منهم ، قالوا : يا رسول الله ، ما سيماهم ؟ قال : التحليق» .
وفي رواية عن أنس نحوه قال : «سيماهم التحليق والتسبيد ، فإذا رأيتموهم فأنِيموهم» أخرجه أبو داود (1) .
-[90]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القيل) : هو القول .
(الإنامة) : القتل ، يقال : ضربه فأنامه : إذا قتله .
__________
(1) رقم (4765) في السنة ، باب في قتال الخوارج ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه أحمد (3/224) قال : حدثنا أبو المغيرة. وأبو داود (4765) قال : حدثنا نصر بن عاصم الأنطاكي ، قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، ومبشر بن إسماعيل. ثلاثتهم - أبو المغيرة ، والوليد ، ومبشر - عن الأوزاعي.
2 - وأخرجة أحمد (3/197) قال : حدثنا إبراهيم بن خالد ، قال : حدثنا رباح. وأبو داود (4766) قال: حدثنا الحسن بن علي ، قال : حدثنا عبد الرزاق. وابن ماجة (175) قال : حدثنا بكر بن خلف ، قال : حدثنا عبد الرزاق.كلاهما - رباح ، وعبد الرزاق - عن معمر.
كلاهما - الأوزاعي ، ومعمر - عن قتادة ، فذكره.
رواية معمر عن قتادة عن أنس فقط :، ومختصرة.

7555 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال : رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان ، سفهاء الأحلام ، يقرؤون القرآن ، لا يجاوز تراقيهم ، يقولون من خير قول البرية ، يمرُقون من الدين كما يمرُق السهم من الرمية» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2189) في الفتن ، باب في صفة المارقة ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أحمد (1/404) (3831) قال : حدثنا يحيى بن أبي بكير. وابن ماجة (168) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وعبد الله بن عامر بن زرارة. والترمذي (2188) قال : حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء.
أربعتهم - يحيى بن أبي بكير ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وعبد الله بن عامر ، وأبو كريب - قالوا : حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن عاصم ، عن زر ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.

7556 - (خ م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : «أتى رجل بالجِعْرانة - مُنْصَرفَنا من حنين - وفي ثوب بلال فِضة ، و رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَقْبِضُ منها ويعطي الناس ، فقال : يا محمد ، اعدل ، فقال : ويلك ، ومن يعدل إذا لم أعدل ؟ لقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل ، فقال عمر بن الخطاب : دعني يا رسول الله فأقتل هذا المنافق ، فقال : معاذ الله أن يتحدث الناس أن محمداً يْقُتلُ أصحابه ، إنَّ هذا وأصحابه يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرَّمِيَّةِ» . أخرجه مسلم .
وأخرجه البخاري قال : «بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقسم غنيمة بالجعْرانَةِ -[91]- إذ قال له رجل : أعدل ، فقال : لقد شَقِيتُ إن لم أَعْدِلْ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 172 في فرض الخمس ، باب من الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين ما سأل هوازن النبي صلى الله عليه وسلم برضاعة فتحلل من المسلمين ، ومسلم رقم (1063) في الزكاة ، باب ذكر الخوارج وصفاتهم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه الحميدي (1271) . والبخاري في «الأدب المفرد» (774) قال : حدثنا علي. وابن ماجة (172) قال : حدثنا محمد بن الصباح. ثلاثتهم - الحميدي ، وعلي ، وابن الصباح - عن سفيان بن عيينة.
2 - وأخرجه أحمد (3/353) قال : حدثنا حسن بن موسى ، قال : أخبرنا أبو شهاب. وفي (3/354) قال : حدثنا علي بن عياش ، قال : حدثنا إسماعيل بن عياش. ومسلم (3/109) قال : حدثنا محمد بن رمح بن المهاجر ، قال : أخبرنا الليث. وفي (3/110) قال : حدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا عبد الوهاب الثقفي. والنسائي في «فضائل القرآن» (112) قال : أخبرنا عيسى بن حماد ، قال : حدثنا الليث. وفي (113) قال : الحارث بن مسكين- قراءة عليه وأنا أسمع - عن يوسف بن عمرو ، عن ابن وهب، عن مالك. خمستهم - أبو شهاب ، وإسماعيل ، والليث ، والثقفي ، ومالك - عن يحيى بن سعيد.
3 - وأخرجه أحمد (3/354) قال : حدثنا أبو المغيرة ، قال : حدثنا معاذ بن رفاعة.
4 - وأخرجه مسلم (3/110) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا زيد بن الحباب ، قال : حدثني قرة بن خالد.
أربعتهم - ابن عيينة ، ويحيى بن سعيد ، ومعاذ بن رفاعة ، وقرة بن خالد - عن أبي الزبير ، فذكره.
والرواية الثانية :
أخرجها أحمد (3/332) قال : حدثنا أبو عامر العقدي. والبخاري (4/111) قال :حدثنا مسلم بن إبراهيم.
كلاهما - العقدي ، ومسلم بن إبراهيم - قالا : حدثنا قرة بن خالد ، قال : حدثنا عمرو بن دينار ، فذكره.

7557 - (م) - أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه- قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إنَّ بعدي من أَمَّتى - أو سيكون بعدي من أُمتي - قوم ، يقرؤون القرآن لا يجاوز حَلاقِيمَهم ، يَخرجون من الدِّين كما يخُرجُ السهم من الرَّمِيَّةِ ، ثم لا يعودون فيه ، هم شَرُّ الخَلْق والخَلِيقَةِ» .
قال ابن الصامت : فلقيتُ رافع بن عمرو الغفاري [أخا الحكم الغفاري قلتُ : ما حديث سمعتُهُ من أبي ذر كذا وكذا ؟] فذكرت له هذا الحديث ؟ فقال : وأنا سمعُتهُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- . أخرجه مسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الخَلْق والخليقة) اسمان بمعنى : وهم الخلائق كلُّهم ، وقيل : الخلق : الناس ، والخليقة : الدواب والبهائم .
__________
(1) رقم (1067) في الزكاة ، باب الخوارج شر الخلق والخليقة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/31) قال : حدثنا بهز ، وأبو النضر ، وعفان. وفي (5/31) قال : حدثنا عفان. والدارمي (2439) قال : أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. ومسلم (3/116) قال : حدثنا شيبان بن فروخ. وابن ماجة (170) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا أبو أسامة.
ستتهم - بهز ، وأبو النضر ، وعفان ، وعبد الله بن مسلمة ، وشيبان ، وأبو أسامة - عن سليمان بن المغيرة، قال : حدثنا حميد بن هلال ، عن عبد الله بن الصامت ، فذكره.

7558 - (س) شريك بن شهاب قال : كنتُ أتمَّنى أن ألقى رجُلاً من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، أسأله عن الخوارج ، فلقيتُ أبا بَرزَةَ في يوم عيد في نَفَر من أصحابه ، فقلتُ له : هل سمعتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يذكر الخوارج ؟ -[92]- قال : «نعم ، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بأْذنيَّ ، ورأيتُهُ بِعَيْنيَّ ، أُتِيَ رسولُ الله بمال ، فَقَسمه ، فأعطى مَنْ عن يمينه ، ومَنْ عن شماله ، ولم يُعطِ مَنْ وراءه شيئاً ، فقام رجل من ورائه ، فقال : يا محمد ، ما عدلتَ في القسمة - رجل أسودُ مطمومُ الشَّعر ، عليه ثوبان أبيضان - فغضب رسولُ الله غضباً شديداً وقال : والله لا تجدون بعدي رجلاً هو أعدل مني ، ثم قال : يخرج في آخر الزمان قوم ، كأنَّ هذا منهم ، يقرؤون القرآن ، لا يجاوز تراقيهم ، يمرُقُون من الإسلام كما يمْرُقُ السّهم من الرمية ، سيماهم التحليقُ ، لا يزالون يخرجون حتى يخرجَ آخرهم مع المسيح الدجال ، فإذا لقيتموهم هم شَرُّ الخَلْق والخَلِيقَةِ» أخرجه النسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مطموم الشعر) كثيره ، قد طَمَّ رأسه ، أي : غطاه ، والطمُّ : الشيء الكثير .
__________
(1) 7 / 119 في تحريم الدم ، باب من شهر سيفه ثم وضعه في الناس ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أحمد (4/421 و 425) قال : حدثنا عفان. وفي (4/424) قال : حدثنا عبد الصمد ، ويونس. والنسائي (7/119) قال : أخبرنا محمد بن معمر البصري الحراني ، قال : حدثنا أبو داود الطيالسي.
أربعتهم - عفان ،وعبد الصمد ، ويونس ، وأبو داود الطيالسي - قالوا : حدثنا حماد بن سلمة ، عن الأزرق بن قيس ، عن شريك بن شهاب ، فذكره.
(*) قال أبو عبد الرحمن النسائي - رحمه الله - : شريك بن شهاب ليس بذلك المشهور.

7559 - (خ م) يسير بن عمرو - رضي الله عنه - قال : قلتُ لسهل بن حُنيف : هل سمعتَ النبي - صلى الله عليه وسلم- يقول في الخوارج شيئاً ؟ قال : سمعتُهُ يقول : - وأهوى بيده قِبَلَ العراق - «يخرج منه قوم يقرؤون القرآن ، لا يجاوز تراقيهم ، يمرُقون من الإسلام مُروق السهم من الرمية» . -[93]-
وفي رواية قال : «يَتِيُه قَوم قِبل المشرق ، محلَّقَة رؤوسهم» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 12 / 269 في استتابة المرتدين ، باب من ترك قتال الخوارج للتألف ، ومسلم رقم (1068) في الزكاة ، باب الخوارج شر الخلق والخليقة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/486) قال : حدثنا أبو النضر ، قال : حدثنا حزام بن إسماعيل العامري. والبخاري (9/22) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا عبد الواحد. ومسلم (3/116) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا علي بن مسهر. وفي (3/117) قال : حدثناه أبو كامل ، قال : حدثنا عبد الواحد. والنسائي في «فضائل القرآن» (115) قال : أخبرنا محمد بن آدم بن سليمان ، عن محمد بن فضيل.
أربعتهم - حزام ، وعبد الواحد ، وعلي ، وابن فضيل - عن أبي إسحاق الشيباني ، قال : حدثنا يسير بن عمرو ، فذكره.

7560 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنه ذكر الحرورَّية ، فقال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «يمرقون من الإسلام مروقَ السَّهم من الرمية» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 12 / 257 في استتابة المرتدين ، باب قتل الخوارج والملحدين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري في استتابة المرتدين (6 : 3) عن يحيى بن سليمان ، عن ابن وهب ، عن عمر بن محمد ، عن أبيه «محمد بن زيد» ، فذكره.
«تحفة الأشراف» (6/40) .

أمر الحَكَمْين
7561 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : «دخلتُ على حَفْصَةَ - وَنَوَساتُها تَنْطِفُ - قلت : قد كان من أمر الناس ما تَرَيْنَ ، فلم يُجْعَلْ لي من الأمر شيء ، فقالت : الحقْ ، فإنهم ينتظرونك ، وأخشى أن يكونَ في احتباسِك عنهم فُرقة ، فلم تَدَعْهُ حتى ذهبَ ، فلما تفرَّق الناس خَطَبَ معاويةُ ، فقال : من كان يريدُ أن يتكلمَ في هذا الأمر فَلْيُطْلِعْ لنا قَرْنه ، فَلَنَحْنُ أحقُّ به منه ومِنْ أبيه ، قال حَبيب بن مَسْلَمةَ : فَهَلاَّ أجَبْتَه ؟ قال عبد الله : فَحَللْتُ حَبوَتي ، وهَمَمْتُ أنْ أَقولَ : أحقُّ بهذا الأمر منك من قَاتَلَك وأباك على الإسلام ، فخشيتُ أن أقولَ كلمة تُفَرِّق بين الجمع -[94]- وتَسْفِكُ الدَّمَ ، ويُحْمَلُ عنّي غيرُ ذلك ، فذكرتُ ما أعدَّ الله تعالى في الجنان قال حَبِيب : حُفِظْتَ وعُصِمتَ» أخرجه البخاري (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قَرنُ الإنسان) : جانب رأسه .
__________
(1) 7 / 309 و 310 في المغازي ، باب غزوة الخندق .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري في المغازي (30 : 12) عن إبراهيم بن موسى ، عن هشام ، عن معمر، عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه ، وعن ابن طاوس ، عن عكرمة بن خالد ، عن ابن عمر ، فذكره.
وقال بعده : قال محمود ، عن عبد الرزاق : ونوساتها.
«تحفة الأشراف» (9/397) .

أيام ابن الزبير
7562 - (خ) أبو المنهال قال : «لما كان ابنُ زياد بالبَصْرَةِ ، ومَرْوَانُ بالشام ، ووثَبَ ابنُ الزبير بمكةَ ، ووثبَ القُرَّاءُ بالبصرة ، انطلق أبي إلى أبي بَرزةَ الأسلمي ، وذهبْتُ معه ، فدخلنا عليه في داره وهو جالس في ظِلِّ علِّيَّة له من قَصَب ، فجلسنا إليه ، فجعل أبي يستطعمُهُ الحديث ، فقال : يا أبا برَزةَ ، ألا ترى إلى ما وقع فيه الناسُ ؟ فأولُ شيء سمعتُهُ يتكلَّمُ به أنْ قال : إني أحتَسِبُ عند الله أني أصبحتُ ساخطاً على أحياءِ قُرَيش ، إنكم يا معشر العرب كنتم على الحال التي قد عَلِمْتم ، من القِلّة والذّلَّةِ والضَّلالة ، وإن الله أنقذكم بالإسلام ، وبمحمد عليه السلام ، حتى بلغ بكم ما ترون ، وهذه الدنيا التي أفْسَدَتْ بينكم ، إن ذلك الذي بالشام ، والله إنْ يقاتلُ إلاَّ على الدنيا» . أخرجه البخاري . -[95]-
وزاد رَزين «والذي بمكة إنْ يقاتلُ إلا على الدنيا» .
وزاد في رواية للبخاري : أنه سمع أبا برزةَ قال : «إنَّ الله نَعشَكُمْ بالإسلام وبمحمد- صلى الله عليه وسلم-» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(استطعمته) الحديث : إذا جاريته فيه وجذبته إليك ليحدِّثك .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 63 في الفتن ، باب إذا قال عند قوم شيئاً ثم خرج فقال بخلافه ، وفي الاعتصام ، في فاتحته .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري في الفتن (22 : 2) عن أحمد بن يونس ، عن أبي شهاب الحناط. وفي الاعتصام (1 : 4) عن عبد الله بن الصباح ، عن معتمر بن سليمان.
كلاهما عن عوف ، عن أبي المنهال سيار بن سلامة الرياحي ، فذكره.
«تحفة الأشراف» (9/14) .

7563 - (خ) نافع - مولى ابن عمر - رحمه الله - : أن ابنَ عمر «أتاه رُجلان في فِتنةِ ابنِ الزُّبير ، فقالا : إن الناس صَنَعُوا ما ترى ، وأنت ابن عمر ، وصاحبُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فما يمنعك أن تخرج ؟ فقال : يمنعني أنَّ الله حرَّم عَلَيَّ دمَ أخي المسلم ، قالا : ألَم يَقُلِ الله تعالى : {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنةٌ [ويكونَ الدِّينُ كلُّه لله]} [الأنفال : 39] ؟ فقال ابن عمر : قد قاتلنا حتى لم تكن فتنة ، وكان الدين لله ، وأنتم تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة ، ويكون الدِّين لغير الله» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 8 / 137 في تفسير سورة البقرة ، باب قوله تعالى : {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة} .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (6/32) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا عبد الوهاب ، قال: حدثنا عبيد الله. وفي (6/78) قال : حدثنا الحسن بن عبد العزيز ، قال : حدثنا عبد الله بن يحيى، قال : حدثنا حيوة ، عن بكر بن عمرو ، عن بكير.
كلاهما - عبيد الله بن عمر ، وبكير بن عبد الله الأشج - عن نافع ، فذكره.

7564 - (م) أبو نوفل قال : رأيتُ عبد الله بن الزُّبَير عَلى عَقَبَة المدينة ، فجعلتْ قَرَيْش تمرُّ عليه والناس ، حتى مرَّ عليه عبد الله ابنُ -[96]- عمر ، فوقَفَ عليه عبد الله ، فقال : السلام عليك أبا خُبَيْب ، السلام عليك أبا خُبَيْب السلام عليك أبا خبيب ، أما والله لقد كنتُ أنهاك عن هذا ، أما والله لقد كنتُ أنهاك عن هذا ، أما والله لقد كنتُ أنهاك عن هذا ، ثلاثاً [أما] والله إن كنتَ ما علمتُ : صَوَّاماً قوَّاماً وَصُولاً للرَّحِم ، أما والله لأُمَّة أنت أشرُّها لأُمَّة سوء (1) ، ثم نفذَ عبد الله بن عمر ، فبلغ الحجَّاجَ موقِفُ عبد الله وقولُه ، فأرسل إليه ، فأُنْزِلَ عن جذْعه ، فأُلقي في قبور اليهود ، ثم أرسل إلى أُمه أسماءَ بنت أبي بكر ، فأبَتْ أن تأتِيَه ، فأعاد عليها الرسولَ : لتأتينِّي ، أو لأبعثنَّ إليكِ من يَسْحَبُكِ بقرونك ، قال : فأبت ، وقالت : والله لا آتيك حتى تبعثَ إليَّ من يسحَبُني بقروني ، قال : فقال : أروني سِبْتَيَّ ، فأخذ نعليه ، ثم انطلق يتوذَّفُ ، حتى دخل عليها ، قال : كيف رأيتني صنَعتُ بَعَدُوِّ الله ؟ قالت : رأيتُكُ أفسدتَ عليه دنياه ، وأفْسَدَ عليك آخرتَكَ ، بلغني أنكَ تقولُ : يا ابنَ ذاتِ النِّطاقَيْن ، أنا والله ذاتُ النطاقين ، أمَّا أحدُهما : فكنتُ أرفع به طعامَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وطعامَ أبي من الدواب ، وأما الآخر : فَنِطاق المرأة الذي لا تستغني عنه ، وأما إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- حَدَّثنا : أن في ثقيف كذَّاباً ومُبيراً ، فأما الكذَّابُ : فرأيناه ، وأما المبيرُ : فلا إخَالُكَ إلا إياه ، قال : فقام عنها ولم يُراجِعْها . أخرجه مسلم (2) .
-[97]-
وزاد رزين : وقال : " دخلت لأُخبرها فخبَّرتني " .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قرون) المرأة : ضفائرها ، واحدها : قَرْن .
(سِبتَيَّ) السِّبْتِيَّان : النعلان ، وأصله من السِّبْت ، وهي جلود البقر المدبوغة بالقَرَظ تُعمل منها النعال ، كأنها نُسِبَتْ إليها ، وقيل : هو من السبِّت : حَلق الشعر ، لأن شعر الجلود يرمى عنها ، ثم يُعمل منها النِّعال .
(يَتوَذَّفُ) مشى يتوذَّف ، أي : يتبختر ، وقيل : يُسرِع .
__________
(1) كذا في الأصل : لأمة سوء ، وفي نسخ مسلم المطبوعة : لأمة خير ، قال النووي في " شرح مسلم " : هكذا هو في كثير من نسخنا : لأمة خير ، وكذا نقله القاضي عن جمهور رواة " صحيح مسلم " وفي أكثر نسخ بلادنا : لأمة سوء ، ونقله القاضي عن رواية السمرقندي ، قال : وهو خطأ وتصحيف .
(2) رقم (2545) في فضائل الصحابة ، باب ذكر كذاب ثقيف ومبيرها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (7/190) قال : حدثنا عقبة بن مكرم العمي ، قال : حدثنا يعقوب، يعني ابن إسحاق الحضرمي ، قال : أخبرنا الأسود بن شيبان ، عن أبي نوفل ، فذكره.

ذكر بني مروان
7565 - (خ) سعيد بن عمرو بن العاص قال : كنتُ مع مَرْوَانَ وأبي هريرة في مسجد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، فسمعتُ أبا هريرة يقول : سمعتُ الصادقَ المصدوقَ يقول : «هَلاَكُ أُمَّتي على يَدَيْ أُغَيْلِمة (1) من قريش ، فقال مروان : غِلْمة ، قال أبو هريرة : إن شئتَ أن أُسَمِّيَهم بني فلان وبني فلان» أخرجه البخاري (2) .
وفي رواية : قال عمرو بن يحيى بن سعيد : أخبرني جَدّي قال : كنتُ جالساً مع أبي هريرة في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بالمدينة ، ومَعنا مروان ، -[98]- فقال أبو هريرة : سمعتُ الصادقَ المصدوقَ يقول : «هَلَكَةُ أُمَّتي على يَدِيْ غِلمة من قُريْش ، قال مروان : لعنةُ الله عليهم [غِلَمة] ؟ فقال أبو هريرة : لو شئتُ أن أقولَ : بنو فلان لَفَعَلْتُ ، قال : فكنت أخرج مع جدّي سعيد إلى الشام ، حين مَلَكه بنو مروان ، فإذا رآهم غلماناً أحداثاً ، قال لنا : عسى هؤلاء الذين عَنى أبو هريرة ، فقلت : أنتَ أعلم» هذه الرواية ذكرها رزين (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الصادق المصدوق) هو النبي - صلى الله عليه وسلم- ، صَدَقَ في قوله وما أخبر به ، وصُدِّق فيما جيء به إليه من الوحي .
(أُغَيْلِمة) تصغير : أغلمة في التقدير ، وإن لم يجئ هذا اللفظ ، استغناء عنه بِغلمة في جمع غلام .
__________
(1) وفي بعض النسخ : غلمة .
(2) 13 / 7 و 8 في الفتن ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : هلاك أمتي على أيدي أغيلمة سفهاء ، وفي الأنبياء ، باب علامات النبوة في الإسلام .
(3) رواية رزين هذه رواها أيضاً البخاري في الفتن ، باب : هلاك أمتي على أيدي أغيلمة سفهاء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/324) قال : حدثنا روح. والبخاري (4/242) قال : حدثنا أحمد بن محمد المكي. وفي (9/60) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل.
ثلاثتهم - روح بن عبادة ، وأحمد بن محمد ، وموسى بن إسماعيل - عن أبي أمية ،عن عمر بن يحيى بن سعيد بن العاص الأموي. قال : أخبرني جدي سعيد بن عمرو بن سعيد ، فذكره.

ذكر الحجاج
7566 - (خ ت) الزبير بن عدي قال : «دَخَلْنا على أنس بن مالك فَشَكَوْنا إليه ما نَلْقى من الحجاج ، فقال : اصبرُوا ، لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شَرّ منه ، حتى تلقَوْا ربَّكم ، سمعتُ هذا من نبيكم» أخرجه البخاري والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 17 و 18 في الفتن ، باب لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه ، والترمذي رقم (2207) في الفتن ، باب رقم (35) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/117) قال : حدثنا ابن نمير ، قال : أخبرنا مالك بن مغول. وفي (3/132 و 177) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان. وفي (3/179) قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن سفيان. وفي (3/261) قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا مالك بن مغول. والبخاري (9/61) قال : حدثنا محمد بن يوسف ، قال : حدثنا سفيان. والترمذي (2206) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن سفيان.
كلاهما - مالك بن مغول ، وسفيان الثوري - عن الزبير بن عدي ، فذكره.

7567 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «في ثقيف كذَّاب ومُبِير» أخرجه الترمذي (1) .
قال الترمذي : ويقال : الكذاب : المختار بن أبي عبيد ، والمبير : الحجاج بن يوسف .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المبير) : المهلك ، من البوار : الهلاك .
__________
(1) رقم (2221) في الفتن ، باب ما جاء في ثقيف كذاب ومبير ، حديث صحيح وهو جزء من حديث مسلم الذي تقدم رقم (7564) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أحمد (2/26) (4790) قال : حدثنا وكيع. وفي (2/87) (5607) قال: حدثنا أبو كامل. وفي (2/91) (5644) قال : حدثنا حجاج ، وأسود بن عامر. وفي (2/92) (5665) قال : حدثنا هاشم. والترمذي (2220 و 3944) قال : حدثنا علي بن حجر ، قال : حدثنا الفضل بن موسى. (ح) وحدثنا عبد الرحمن بن واقد.
سبعتهم - وكيع ، وأبو كامل ، وحجاج ، وأسود ، وهاشم ، والفضل بن موسى ، وعبد الرحمن بن واقد عن شريك ، عن عبد الله بن عصم ، فذكره.
* قال وكيع : وقال إسرائيل : ابن عصمة ، قال وكيع : هو ابن عصم.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، لا نعرفه إلا من حديث شريك.

7568 - (ت) هشام بن حسان قال : «أُحصِي ما قَتلَ الحجاجُ صبراً ، فَوُجِدَ مائة ألف وعشرين ألفاً» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(صبراً) قتلته صَبراً : إذا حبستَه على القتل ، فكل من قتل في غير حرب ولا اختلاس - كمن يضرب عنقه ، أو يحبس إلى أن يموت ، أو يصلب ، أو نحو ذلك من هيئات القتل - فهو مقتول صبراً .
__________
(1) رقم (2521) في الفتن ، باب ما جاء في ثقيف كذاب ومبير ، وإسناده إلى هشام بن حسان صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه الترمذي تحت حديث (2220) وقال : حدثنا أبو داود سليمان بن سلم البلخي ، قال : أخبرنا النضر بن شميل ، عن هشام بن حسان ، فذكره.

أحاديث متفرقة
7569 - (خ) سعيد بن المسيب - رحمه الله - قال : «وَقَعَتِ الفِتْنَةُ الأولى - يعني مقتلَ عثمان - فلم يبق من أصحاب بدر أحد ، ثم وقعت الفتنة -[100]-
الثانية - يعني الحرةَ - فلم يبق من أصحاب الحديبية أحد ، ثم وقعت الفتنة الثالثة ، فلم ترتفع وبالناس طَباخ» أخرجه البخاري (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(طَباخ) أصل الطباخ : القوَّة والسِّمَن ، ثم استعمل في غيره ، فقيل : فلان لا طَباخ له ، أي : لا عقل له ولا خير عنده ، المراد : أنها لم تبق في الناس من الصحابة أحداً .
__________
(1) تعليقاً 7 / 250 في المغازي ، باب شهود الملائكة بدراً ، قال الحافظ في " الفتح " : وصله أبو نعيم في المستخرج من طريق أحمد بن حنبل عن يحيى بن سعيد القطان عن يحيى بن سعيد الأنصاري نحوه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
لم أقف عليه.

7570 - (خ م) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال : كنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال : «احصوا لي كم يَلْفِظُ الإسلامَ ؟ فقلنا : يا رسولَ الله أتخافُ علينا ونحن ما بين الستمائة إلى السبعمائة ؟ قال : إنكم لا تدرون ، لعلكم أن تُبْتَلوْا ، فَابتُلينا ، حتى جعل الرجل منَّا لا يُصَلِّي إلا سِراً» . أخرجه البخاري ومسلم .
وللبخاري أنه قال : «اكتبوا لي من يلفظ بالإسلام من الناس ، فكتبنا له ألفاً وخمسمائة رجل ، فقلنا : أتخاف ونحن ألف وخمسمائة ، فقد رأيتُنا ابتلينا ، حتى إن الرجلَ ليصلي وحده وهو خائف» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 125 في الجهاد ، باب كتابة الإمام الناس ، ومسلم رقم (149) في الإيمان ، باب الاستسرار بالإيمان للخائف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (5/384) . ومسلم (1/91) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، وأبو كريب. وابن ماجة (4029) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، وعلي بن محمد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (3338) عن هناد.
ستتهم - أحمد بن حنبل ، وأبو بكر ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، وأبو كريب ، وعلي ، وهناد - عن أبي معاوية.
2 - وأخرجه البخاري (4/87) قال : حدثنا محمد بن يوسف ، قال : حدثنا سفيان.
3 - وأخرجه البخاري (4/87) قال : حدثنا عبدان ، عن أبي حمزة.
ثلاثتهم - أبو معاوية ، وسفيان ، وأبو حمزة - عن الأعمش ، عن شقيق ، فذكره.

7571 - (خ م) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لَيَرِدَنَّ على حوضي أقوام ، ثم يَخْتَلِجون ، فأقول : أصحابي ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
وسيجيء في ذكر الحوض من «كتاب القيامة» في حرف القاف أحاديث كثيرة تتضمن أمثال هذا الحديث .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يختلجون) خَلَجَه يخلِجه خَلْجاً ، واختلجه ، أي : جذبَه وانتزعه .
__________
(1) رواه البخاري تعليقاً 11 / 409 في الرقاق ، باب الحوض ، قال : وقال حصين عن أبي وائل عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد وصله مسلم رقم (2297) في الفضائل ، باب إثبات حوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/388) قال : حدثنا عبد الصمد ، قال : حدثنا عبد العزيز بن مسلم. وفي (5/393) قال : حدثنا سريج بن النعمان ، قال : حدثنا هشيم. وفي (5/400) قال : حدثنا مؤمل، قال : حدثنا عبد العزيز - يعني ابن مسلم -. ومسلم (7/68) قال : حدثناه سعيد بن عمرو الأشعثي ، قال : أخبرنا عبثر (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا ابن فضيل.
أربعتهم - عبد العزيز ، وهشيم ، وعبثر ، وابن فضيل - عن حصين ، عن أبي وائل ، فذكره.

7572 - (خ) المسيب بن رافع - رحمه الله - قال : لقِيتُ البراءَ ، فقلتُ : «طوبى لك ، صحبت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ، وبايعته تحت الشجرة ، فقال : يا ابن أخي إنك لا تدري ما أحدثناه بعده» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 7 / 346 في المغازي ، باب غزوة الحديبية .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (5/159) قال : حدثني أحمد بن إشكاب ، قال : حدثنا محمد بن فضيل ، عن العلاء بن المسيب ، عن أبيه ، فذكره.

7573 - (خ) خلف بن حوشب - رحمه الله - قال : كانوا يستحبُّون أن يتمثلوا بهذه الأبيات عند الفتن :
الحربُ أولُ ما تكون فَتيَّة ... تسعى بزينتها لكلِّ جَهُولِ -[102]-
حتى إذا اشتعلتْ وشَب ضِرامها ... وَلَّتْ عجوزاً غيرَ ذاتِ حليلِ
شَمطاءُ يُنكَرُ لونُها وتغيَّرت ... مكروهة للشمِّ والتقبيلِ
أخرجه البخاري (1) .

ترجمة الأبواب التي أولها فاء ولم ترد في حرف الفاء
(الفيء) في كتاب الجهاد من حرف الجيم . (الفقر) في كتاب الزهد من حرف الزاي . (الفطرة) في كتاب الزينة من حرف الزاي . (الفَرَع) في كتاب الطعام من حرف الطاء .
__________
(1) ذكره البخاري تعليقاً 13 / 40 في الفتن ، باب الفتنة التي تموج كموج البحر ، قال الحافظ في " الفتح " : وصله البخاري في " التاريخ الصغير " عن عبد الله بن محمد المسندي عن سفيان بن عيينة عن خلف بن حوشب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في الفتن باب الفتنة التي تموج كموج البحر. وقال الحافظ في «الفتح» (13/53) : وصله البخاري في «التاريخ الصغير» عن عبد الله بن محمد المسندي ، حدثنا سفيان بن عيينة.
وقال أيضا : والمحفوظ أن الأبيات المذكورة لعمرو بن معد يكرب الزبيدي ، كما جزم به أبو العباس المبرد في «الكامل» .

بسم الله الرحمن الرحيم
حرف القاف
ويشتمل على تسعة كتب
كتاب القَدَر ، كتاب القناعة ، كتاب القضاء ، كتاب القتل ، كتاب القصاص ، كتاب القسامة ، كتاب القِراض ، كتاب القصص ، كتاب القيامة
الكتاب الأول : في القدر ، وفيه عشرة فصول
الفصل الأول : في الإيمان بالقَدَرْ
7574 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا يؤمنَ عبد ، حتى يؤمنَ بالقدر خَيرِه وَشَرِّه من الله ، وحتى يعلم أنَّ ما أصابه لم يكن ليُخطِئَه ، وأن ما أخطأه لم يكن لِيُصِيبَهُ» أخرجه الترمذي (1) .
-[104]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القدر والقضاء) قال الخطابي - رحمه الله - : قد يحسب كثير من الناس : أن معنى القدر من الله والقضاء : معنى الإجبار والقهر للعبد على ما قضاه وما قدَّره ، ويتوهم أن قوله - صلى الله عليه وسلم- : «فحجَّ آدمُ موسى» من هذا الوجه ، وليس كذلك ، وإنما معناه : الإخبار عن تقدُّم علم الله بما يكون من أفعال العباد واكتسابهم ، وصدورها عن تقدير منه ، وخَلق لها خيرها وشرِّها ، والقدر : اسم لما صدر مُقَدَّراً عن فعل القادر ، كالهدْم ، والنشر ، والقبض : أسماء لما صدر من فعل الهادم ، والناشر ، والقابض ، يقال : قَدَرت الشيء ، وقدَّرته - خفيفة وثقيلة - بمعنى واحد ، والقضاء في هذا : معناه : الخلق ، كقوله تعالى : {فقضاهنَّ سبع سماوات في يومين} [فصلت : 12] أي : خلقهن ، وإذا كان الأمر كذلك ، فقد بقي عليهم من وراء علم الله فيهم : أفعالهم واكتسابهم ، ومباشرتهم تلك الأمور ، وملابستهم إياها عن قصد وتعمُّدٍ ، وتقدُّم إرادة واختيار ، فالحجة إنما تلزمهم بها ، واللائمة تلحقهم عليها ، وجماع القول في هذا : أنهما أمران لا ينفك أحدهما عن الآخر ، لأن أحدهما بمنزلة الأساس ، والآخر : بمنزلة البناء ، فمن رام الفصل بينهما ، فقد رام هدمَ البناء ونقضه ، وإنما كان موضع الحجة لآدم عليه السلام على موسى عليه السلام : أن الله سبحانه كان قد علم من آدم أنه يتناول الشجرة ، ويأكل منها ، فكيف -[105]- يمكنه أن يردَّ علم الله فيه ، وأن يبطله بعد ذلك ؟ وبيان هذا في قوله تعالى : {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة} [البقرة : 30] فأخبر قبل كون آدم أنما خلقه للأرض ، وأنه لا يتركه في الجنة حتى ينقله عنها إليها ، وإنما كان تناوله الشجرة سبباً لوقوعه إلى الأرض التي خلق لها ، وليكون فيها خليفة ووالياً على من فيها ، وإنما أدلى آدم بالحجة على هذا المعنى ، ودفع لائمة موسى عن نفسه ، ولذلك قال : «أتلومني على أمر قد قدَّره الله عليَّ من قبل أن يخلقني ؟» فقول موسى - وإن كان منه في النفوس شبهة ، وفي ظاهره متعلق ، لاحتجاجه بالسبب الذي جُعل أمارة لخروجه من الجنة - فقول آدم في تعلُّقه بالسبب الذي هو بمنزلة الأصيل أرجح وأقوى ، والفَلَج قد يقع مع المعارضة بالترجيح ، كما يقع بالبرهان الذي لا معارض له .
__________
(1) رقم (2145) في القدر ، باب ما جاء في الإيمان بالقدر خيره وشره ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2144) قال : حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى البصري ، قال : حدثنا عبد الله بن ميمون ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، فذكره.
وقال : هذا حديث غريب ، لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن ميمون ، وعبد الله بن ميمون منكر الحديث.

7575 - (د) ابن الديلمي رحمه الله - قال : «أتيتُ أُبَيَّ بنَ كعب فقلتُ له : قد وقع في نفسي شيء من القَدَر ، فَحَدِّثْنِي ، لَعَلَّ الله أن يُذِهبَه من قلبي ، فقال : لو أن الله عَذَّب أهلَ سَمَاواتِهِ وأهْلَ أرِضِه عَذَّبهمْ وهو غيرُ ظالم لهم ، ولو رَحمَهُمْ كانت رْحَمتُهُ خيراً لَهُمْ من أعْمَالِهمْ ، ولو أنفَقْتَ مثلَ أُحد ذهباً في سبيل الله ما قَبِله الله منك حتى تؤمِنَ بالقَدَرِ ، وتعلم أن ما أصابَكَ لم يكن لِيُخْطئَك ، وأن ما أخطأكَ لم يكن ليصيبكَ ، ولو مُتَّ على غير هذا : لدخلتَ النار ، قال : ثم أتيتُ عبد الله بنَ مسعود ، فقال مثل -[106]- ذلك ، قال : ثم أتيتُ حذيفةَ بنَ اليمان ، فقال مثل ذلك ، ثم أتيتُ زيدَ بن ثابت ، فحدَّثني عن النبي - صلى الله عليه وسلم- مثل ذلك» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4699) في السنة ، باب القدر ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أبو داود (4699) قال :حدثنا محمد بن كثير ، قال : أخبرنا سفيان ، عن أبي سنان، عن وهب بن خالد الحمصي ، فذكره.

7576 - (د ت) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال لابنه عند الموت : يا بُني إنك لن تجدَ طَعْمَ حقيقة الإِيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يَقولُ : «إنَّ أول ما خلق الله القلمُ ، قال له : اكتب ، قال : يا رب ، وماذا أكتب ؟ قال : اكتبْ مقاديرَ كلِّ شيء حتى تقومَ الساعة ، يا بنيَّ ، إنِّي سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقولُ : من مات على غير هذا فليس مني» . أخرجه أبو داود .
وفي رواية الترمذي : قال عبد الواحد بن سُلَيم : قَدِمْتُ مَكَّةَ ، فلقيتُ عطاءَ بن أبى رباح ، فقلتُ له : يا أبا محمد ، إنَّ بالبصرة قوماً يقولون : لا قدر ، فقال : يا بُنيَّ ، أتقرأ القرآن ؟ قلت : نعم ، فقال : فاقرأ (الزخرف) فقرأْتُ {حم . والكتاب المبين . إنا جعلناه قرآناً عربيّاً لعلكم تعقلون . وإنَّه في أم الكتاب لدينا لَعَليٌّ حكيم} ثم قال : أتدري ما أُمُّ الكتاب ؟ قلت : لا ، قال : فإنه كتاب كتبه الله قبل أن يَخْلُقَ السماوات والأرض ، فيه : إن فرعون من أهل النار ، وفيه {تَبَّتْ يَدَا أبي لهبٍ وتبَّ} قال عطاء : -[107]- ولقد لقيتُ الوليدَ بن عُبَادةَ بن الصامت ، صاحبَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فسألته : ما كانت وصية أبيك لك عند الموت ؟ فقال لي : دعاني فقال لي : يا بني ، اتق الله ، واعلم أنك لن تَتَّقِيَ الله حتى تؤمن بالله ، وتؤمن بالقدَر كلِّه خيرِه وَشرِّه ، وإن متَّ على غير هذا دخلتَ النار ، إني سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : إن أولَ ما خلق الله القلمُ ، فقال له : اكتب ، قال : ما أكتب ؟ قال : اكتب القدَر ، فكتب ما كان وما هو كائن إلى الأبد (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4700) في السنة ، باب القدر ، والترمذي رقم (2156) في القدر ، باب رقم (17) ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 317 ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده : أخرجه أبو داود (4700) قال : حدثنا جعفر بن مسافر الهذلي ، قال : حدثنا يحيى بن حسان ، قال : حدثنا الوليد بن رباح ، عن إبراهيم بن أبي عبلة ، عن أبي حفصة ، فذكره.
ورواية الترمذي : أخرجها أحمد (5/317) قال : حدثنا أبو العلاء ، الحسن بن سوار ، قال: حدثنا ليث ، عن معاوية ، عن أيوب بن زياد ، قال : حدثني عبادة بن الوليد بن عبادة. وفي (5/317) قال : حدثنا موسى بن داود ، قال : حدثنا ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب. والترمذي (2155 و 3319) قال : حدثنا يحيى بن موسى ، قال : حدثنا أبو داود الطيالسي ، قال : حدثنا عبد الواحد بن سليم ، قال : قدمت مكة فلقيت عطاء بن أبي رباح.
ثلاثتهم - عباد ، ويزيد ، وعطاء - عن الوليد بن عبادة بن الصامت ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث غريب من هذا الوجه ، وقال في الموضع الآخر : حسن غريب.

الفصل الثاني : في العمل مع القدر
7577 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال : «خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وفي يديه كتابان ، فقال : أتدرون ما هذان الكتابان ؟ قلنا : لا يا رسول الله ، إلا أن تخبرنا ، فقال للذي في يده اليمنى : هذا كتاب من رب العالمين ، فيه أسماء أهل الجنة ، وأسماء آبائهم وقبائلهم ، -[108]- ثم أجملَ على آخرهم ، فلا يُزَاد فيهم ولا ينقص منهم أبداً ، ثم قال للذي في شماله : هذا كتاب من رب العالمين ، فيه أسماء أهل النار ، وأسماء آبائهم وقبائلهم ، ثم أجمل على آخرهم ، فلا يُزاد فيهم ولا يُنْقَص منهم أبداً ، قال أصحابه : ففيم العمل يا رسول الله إن كان أمر قد فُرِغَ منه ؟ فقال : سَدّدُوا وقاربوا ، فإن صاحبَ الجنة يُختمَ له بعمل أهل الجنة وإن عمل أيَّ عَمَل ، وإن صاحب النار يختم له بعمل أهل النار وإن عمل أيَّ عمل ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بيديه ، فنبذهما ، ثم قال : فرغ ربكم من العباد ، فريق في الجنة ، وفريق في السعير» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سدّدوا وقاربوا) السَّدَاد : الصواب في القول والعمل ، والمقاربة : القصد فيهما .
(أجمل على آخرهم) أجملتُ الحسابَ : إذا جمعتَه وكملتَ أفراده ، أي : جمعوا ، يعني أهل الجنة وأهل النار عن آخرهم ، وعُقدت جملتهم ، فلا يتطرق إليها زيادة ولا نقصان .
__________
(1) رقم (2142) في القدر ، ما جاء أن الله كتب كتاباً لأهل الجنة وأهل النار ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 167 ، وإسناده حسن ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أحمد (2/167) (6563) قال : حدثنا هاشم بن القاسم ، قال : حدثنا ليث. والترمذي (2141) قال : حدثنا قتيبة ، قال :حدثنا الليث. (ح) وحدثنا قتيبة ، قال : حدثنا بكر بن مضر. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (8825) عن قتيبة ، عن ليث ، وبكر بن مضر.
كلاهما - الليث ، وبكر - عن أبي قبيل ، عن شفي بن ماتع ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب صحيح.

7578 - (خ م د) عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال : قال -[109]- رجل: «يا رسول الله : أَعُلِمَ أهل الجنة من أهل النار ؟ قال : نعم ، قال : ففيم يعمل العاملون ؟ قال : كلّ مُيَسَّر لما خُلق له» أخرجه مسلم وأبو داود .
وفي رواية البخاري «أيُعْرَفُ أهل الجنة من النار ؟ قال : نعم ، قال : فَلِمَ يعمل العاملون ؟ قال : كلٌّ يعمل لما خُلِق له ، أو لما يُسِّر له» .
ولمسلم من رواية أبي الأسود الدِّيلي ، قال : قال لي عمران بن حصين : أرأيتَ ما يعمل الناسُ اليوم ويكدحون فيه ، أَشيءُ قَضِيَ عليهم ومضى عليهم من قَدَرِ قد سبق ، أو فيما يستقبلون به مما أتاهم به نَبِيُّهُمْ وثَبَتتِ الحجَّةُ عليهم ؟ فقلت : بل شيء قُضيَ عليهم ومضى عليهم ، قال : أفلا يكون ظُلْماً ؟ قال : فَفَزِعتُ من ذلك فزعاً شديداً ، وقلت : كل شيء خَلْقُ الله ومِلْكُ يده ، فلا يُسأل عَمَّا يفعل وهم يُسألون ، فقال لي : يرحَمُكَ الله ، إني لم أُرِدْ بما سألتُكَ إلا لأحرِز عقلك ، وإن رجلين من مُزَينة أتيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقالا : يا رسولَ الله ، أرأيتَ ما يَعمَلُ الناسُ اليوم ، ويَكْدَحون فيه ، أشيء قُضِيَ عليهم ومضى فيهم من قَدَر [قد] سَبَق ، أو فيما يستقبلون به مما أتاهم [به] نبيُّهم ، وثبتت الحُجَّةُ عليهم ؟ فقال : لا ، بل شيء قضِيَ عليهم ، ومضى فيهم ، وتصديق ذلك في كتاب الله {ونَفْسٍ وَمَا سَوَّاها . فألْهَمَهَا فُجُورَها وَتَقْوَاهَا} [الشمس : 7 ، 8] (1) .
-[110]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يكدحون) الكدح : السعي والكسب والاجتهاد فيه ، وكَدُّ النفس في طلبه .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 431 و 432 في القدر ، باب جف القلم على علم الله ، وفي التوحيد ، باب قول الله تعالى : {ولقد يسرنا القرآن للذكر} ، ومسلم رقم (2649) في القدر ، باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه ، وأبو داود رقم (4709) في السنة ، باب القدر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/427) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة (ح) وحجاج، قال : أخبرنا شعبة. وفي (4/431) قال : حدثنا إسماعيل. والبخاري (8/153) . وفي «خلق أفعال العباد» صفحة (35) قال : حدثنا آدم ، قال : حدثنا شعبة. وفي (9/195) . وفي «خلق أفعال العباد» صفحة (36) قال : حدثنا أبو معمر ، قال : حدثنا عبد الوارث. وفي «خلق أفعال العباد» صفحة (36) قال : حدثنا سليمان. ومسلم (8/48) قال : حدثنا يحيى بن يحيى ، قال : أخبرنا حماد بن زيد (ح) وحدثنا شيبان بن فروخ ، قال : حدثنا عبد الوارث (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب ، وإسحاق بن إبراهيم بن نمير ، عن ابن علية (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى ، قال : أخبرنا جعفر بن سليمان. (ح) وحدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. وأبو داود (4709) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا حماد بن زيد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (8/10859) عن محمد بن النضر بن مساور ، عن حماد بن زيد.
خمستهم - شعبة ، وإسماعيل بن علية ، وعبد الوارث ، وحماد بن زيد ، وجعفر بن سليمان - عن يزيد الرِّشك ، عن مطرف ، فذكره.
ولمسلم من رواية أبي الأسود الديلي :
أخرجه أحمد (4/438) قال : حدثنا صفوان بن عيسى. ومسلم (8/48) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، قال : حدثنا عثمان بن عمر.
كلاهما - صفوان ، وعثمان - عن عزرة بن ثابت ، عن يحيى بن عقيل ، عن يحيى بن يعمر ، عن أبي الأسود الدِّئلي ، فذكره.

7579 - (خ م د ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : «كنا في جَنَازَة في بَقيعِ الغَرْقَدِ ، فأتانا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فَقَعَد ، وقَعَدنا حَوَلهُ ، ومَعَهُ مِخْصَرة ، فنكَسَ ، وَجَعَلَ يَنْكُتُ بمخصرته ، ثم قال : ما منكم من أحد إلا وقد كُتِبَ مقعدُه من النار ، ومقعدُه من الجنة ، فقالوا : يا رسولَ الله أفلا نَتَّكِلُ على كتابنا ؟ فقال : اعملوا ، فَكلٌّ مُيَسَّر لما خُلقَ له ، أمَّا مَنْ كان من أهل السعادة ، فسيصيرُ لعمل أهل السعادة ، وأمَّا مَنْ كان من أهل الشقاء ، فسيصير لعمل [أهل] الشقاء ، ثم قرأ {فأمَّا مَنْ أعطى واتَّقَى . وصدَّق بالحسنى . فَسَنُيَسِّرُه لِلْيُسْرى ...} [الليل : 5 - 7]» . أخرجه البخاري ومسلم .
وفي رواية الترمذي قال : «كُنَّا في جنازة في بقيع الغرقدِ ، فأتى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَقَعدَ ، وقعدنا حوْلُه ومعه مِخصَرَة ، فجَعَلَ ينْكُت بها ثم قال : ما منكم من أحد ، أو [ما] من نَفس مَنفُوسة ، إلا وقد كَتَبَ الله مكانها من الجنة والنار ، وإلا قد كُتِبَتْ شَقِيَّة أو سعيدة ، فقال رجل : يا رسول الله أفلا نمكثُ على كتابنا وَنَدَعُ العمل ؟ فمن كان مِنَّا من أهل السعادة ، لَيَكونَنَّ -[111]- إلى أهل السعادة ، ومن كان مِنَّا من أهل الشَّقاوة ، ليكُونَنَّ إلى أهل الشقاوة ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : بل اعْمَلوا ، فكلّ مُيَسَّر ، فأمَّا أهل السعادة ، فَيُيَسَّرون لعمل أهل السعادة ، وأمَّا أهل الشقاوة ، فَيُيَسَّرون لعمل أهل الشقاوة ، ثم قرأ : {فأما من أعطى واتقى . وَصَدَّق بالحسنى . فَسَنُيَسِّره لِلْيُسْرَى . وأما من بخل واستغنى . وكذَّب بالحُسنى . فسنُيَسِّره للعسرى} [الليل : 5 - 10]» .
وفي أخرى للترمذي قال : «بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يَنْكُتُ [في] الأرض ، إذ رفع رأسه إلى السماء ، ثم قال : ما منكم من أحد إلا قد عُلم - وفي رواية : إلا قد كُتِبَ - مقعدُه من النار ، ومقعده من الجنة ، قالوا : أفلا نتَّكلُ يا رسول الله ؟ قال : لا ، اعملوا ، فَكلّ مُيَسَّر لمَا خُلِقَ له» .
وأخرج أبو داود الراوية الأولى من روايتي الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مخصرة) المخصرة : كالسوط ونحوه مما يمسكه الإنسان بيده من عصى ونحوها . -[112]-
(ينكت) النكت : ضرب الشيء بالعصا واليد ليؤثر فيه .
(نفس منفوسة) أي : مولودة ، يقال : نَفِسَت المرأة [ونُفِسَت]- بفتح النون وضمها - إذا وَلَدت .
__________
(1) رواه البخاري 7 / 544 في تفسير سورة {والليل إذا يغشى} ، وفي الجنائز ، باب موعظة المحدث عند القبر وقعود أصحابه حوله ، وفي الأدب ، باب الرجل ينكت الشيء بيده في الأرض ، وفي القدر ، باب وكان أمر الله قدراً مقدوراً ، وفي التوحيد ، باب قول الله تعالى : {ولقد يسرنا القرآن للذكر} ، ومسلم رقم (2647) في القدر ، باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه ، وأبو داود رقم (4694) في السنة ، باب في القدر ، والترمذي رقم (2137) في القدر ، باب ما جاء في الشقاء والسعادة ، ورقم (3341) في التفسير ، باب ومن سورة {والليل إذا يغشى} .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (1/82) (621) قال : حدثنا أبو معاوية ، قال : حدثنا الأعمش. وفي (1/129) (1067) قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا زائدة ، عن منصور. وفي (1068) قال : حدثنا زياد ابن عبد الله البكائى ، قال : حدثنا منصور. وفي (1/132) (1110) قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا الأعمش. وفي (1/140) (1181) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن سليمان. قال شعبة : وحدثني به منصور بن المعتمر. وعبد بن حميد (84) قال : أخبرنا عبد الرزاق بن همام ، عن معمر، عن منصور. والبخاري (2/120) و (6/212) قال : حدثنا عثمان ، قال : حدثني جرير ، عن منصور. وفي (6/211) قال : حدثنا أبو نعيم. قال : حدثنا سفيان ، عن الأعمش. (ح) وحدثنا مسدد، قال : حدثنا عبد الواحد ، قال : حدثنا الأعمش. (ح) وحدثنا بشر بن خالد ، قال : أخبرنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن سليمان. قال شعبة : وحدثني به منصور. (ح) وحدثنا يحيى ، قال : حدثنا وكيع ، عن الأعمش. وفي (6/212) وفي «الأدب المفرد» (903) قال : حدثنا آدم ، قال : حدثنا شعبة ، عن الأعمش. وفي (8/59) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا ابن أبي عدي ، عن شعبة ، عن سليمان ومنصور. وفي (8/154) قال : حدثنا عبدان ، عن أبي حمزة ، عن الأعمش. وفي (9/195) قال : حدثني محمد بن بشار ، قال : حدثنا غندر ، قال : حدثنا شعبة ، عن منصور والأعمش. ومسلم (8/46 و 47) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة وزهير بن حرب ، وإسحاق بن إبراهيم. قال إسحاق : أخبرنا. وقال الآخران : حدثنا جرير عن منصور (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وهناد بن السري. قالا : حدثنا أبو الأحوص ، عن منصور. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وأبو سعيد الأشج. قالوا : حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا الأعمش. (ح) وحدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا أبو معاوية ، قال : حدثنا الأعمش. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن منصور والأعمش. وأبو داود (4694) قال : حدثنا مسدد بن مسرهد ، قال : حدثنا المعتمر ، قال : سمعت منصور بن المعتمر. وابن ماجة (78) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا أبو معاوية ووكيع ، عن الأعمش. والترمذي (2136) قال : حدثنا الحسن بن علي الحلواني ، قال : حدثنا عبد الله بن نمير ووكيع ، عن الأعمش. وفي (3344) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : حدثنا زائدة بن قدامة ، عن منصور بن المعتمر. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (7/10167) عن محمد بن عبد الأعلى ، عن معتمر ، عن منصور. (ح) وعن إسماعيل بن مسعود ، عن معتمر ، عن شعبة ، عن الأعمش.
كلاهما - الأعمش ، ومنصور - عن سعد بن عبيدة.
2 - وأخرجه أحمد (1/157) (1348) قال : حدثنا محمد بن عبيد ، قال : حدثنا هاشم - يعني ابن البريد - عن إسماعيل الحنفي ، عن مسلم البطين.
كلاهما - سعد ، ومسلم - عن أبي عبد الرحمن السلمي ، فذكره.

7580 - (م) - جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما - قال : «جاء سُراقة بن مالك بن جَعشُم ، فقال : يا رسول الله ، بَيِّن لنا دينَنَا كأنَّا خلقِنا الآن ، فيم العمل اليوم ، فيما جفَّتْ به الأقلام ، وجَرَت به المقادير ، أم فيما نستقبل ؟ قال : لا بل جَفَّتْ به الأقلام ، وجرت به المقادير ، قال : ففيم العمل ؟ قال : اعملوا ، فكلُّ مُيسَّر لما خلق له ، وكل عامل بعمله (1)» أخرجه مسلم (2) .
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة : اعملوا فكل ميسر ، انتهى .
(2) رقم (2648) في القدر ، باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (2648) قال : حدثنا أحمد بن يونس ، قال : حدثنا زهير ، قال : حدثنا أبو الزبير (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى قال : أخبرنا أبو خيثمة ، عن أبي الزبير ، فذكره.

7581 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال عمر : «يا رسولَ الله أَرأَيت ما نعمل فيه ، أمر مبتدع - أو مبتدأ - أو فيما قد فُرِغَ منه ؟ فقال : فيما قد فُرِغَ منه يا ابن الخطاب ، وكل مُيَسَّر ، أمَّا مَنْ كان من أهل السعادة ، فإنه يعمل للسعادة ، وأمَّا من كان من أهل الشقاء ، فإنه يعمل للشقاء» .
وفي رواية : قال : «لما نزلت {فَمِنْهُمْ شَقيٌّ وسَعِيدٌ} [هود : 105] سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقلتُ : يا نَبيَّ الله ، فعلامَ نعمل ، على شيء قد فُرغَ منه ، أو على شيء لم يفرغ منه ؟ قال : بل على شيء قد فُرغَ منه ، وجَرَت -[113]- به الأقلام يا عُمر ، ولكن كلّ مُيَسَّر لما خُلِق له» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2136) في القدر ، باب ما جاء في الشقاء والسعادة ، و (3110) في ا لتفسير ، باب ومن سورة هود ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أحمد (2/52) (5140) قال : حدثنا عبد الرحمن. وفي (2/77) (5481) قال : حدثنا عفان. والترمذي (2135) قال : حدثنا بندار. قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
كلاهما - عبد الرحمن ، وعفان - قالا : حدثنا شعبة ، عن عاصم بن عبيد الله ، قال : سمعت سالم بن عبد الله يحدث ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.

الفصل الثالث : في القَدَر عند الخلقة
7582 - (خ م د ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه – قال : «حدَّثنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو الصادق المصدوق : إن خَلْق أحدِكم يُجْمَعُ في بطنِ أُمِّهِ أربعين يوماً ، ثم يكون عَلَقة مثل ذلك ، ثم يكون مضْغَة مثل ذلك ، ثم يَبعَثُ الله إليه مَلَكاً بأربع كلمات : بكَتب رزقهِ وأجلهِ وعملهِ ، وشَقي أو سعيد ، ثم يَنفُخُ فيه الروحَ ، فوالذي لا إله غيره ، إنَّ أحدَكم ليعمل بعمل أهل الجنة ، حتى ما يكونُ بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتابُ فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وإن أحدَكم لَيَعْمَل بعمل أهل النار حتى ما يكونُ بينَه وبينها إلا ذراع ، فيسبقُ عليه الكتابُ فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود ، وفيها زيادة «أو قدر ذراع» (1) . -[114]-
وفي رواية ذكرها رزين قال : «إذا وقعت النطفة في الرحم طارت في الرحم أربعين يوماً ، ثم تكون علقة أربعين ، ثم تكون مضغة أربعين ، فإذا بلغت أن تُخْلَقَ بَعَثَ الله ملكاً يُصَوِّرُها ، فيأتي المَلَكُ بتراب بين إصبعيه فَيَخلِطه في المضغة ، ثم يعجنه بها ، ثم يصوِّر كما يؤمر ، فيقول : أذَكَر ، أم أنثى ؟ أشقيّ ، أم سعيد ؟ وما عمره ؟ وما رزقه ؟ وما أثره ؟ وما مصائبه ؟ فيقول الله عز وجل ، ويكتب الملك ، فإذا مات ذلك الجسد دُفِنَ حيث أُخِذَ ذلك التراب» .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أثره) : أثر الرجل ، أراد به : أجله ، سُمِّي بذلك لأنه يتبع الأجل .
(يجمع في بطن أمه نطفة) قال الخطابي : قال ابن مسعود في تفسيره : إن النطفة إذا وقعت في الرحم ، فأراد الله أن يخلق منها بشراً طارت في بشر المرأة تحت كلِّ ظُفُر وشعر ، ثم تمكث أربعين يوماً ، ثم تنزل دماً في الرحم ، فذلك جمعها .
(النطفة) : الماء القليل والكثير ، والمراد به المني هاهنا .
(علقة) العلقة : الدم الجامد . -[115]-
(مضغة) المضغة : القطعة اليسيرة من اللحم بقدر ما يُمضغ .
__________
(1) رواه البخاري 11/ 417 في القدر ، باب في القدر ، وفي بدء الخلق ، باب ذكر الملائكة ، -[114]- وفي الأنبياء ، باب خلق آدم وذريته ، وفي التوحيد ، باب {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين} ، ومسلم رقم (2643) في القدر ، باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه ، وأبو داود رقم (4708) في السنة ، باب في القدر ، والترمذي رقم (2138) في القدر ، باب ما جاء أن الأعمال بالخواتيم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه الحميدي (126) قال : حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي. وأحمد (1/382) (3624) قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (1/430) (4091) قال : حدثنا يحيى ، ووكيع. والبخاري (4/135) قال : حدثنا الحسن بن الربيع ، قال : حدثنا أبو الأحوص. وفي (4/161) قال : حدثنا عمر بن حفص ، قال: حدثنا أبي. وفي (8/152) قال : حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك ، قال : حدثنا شعبة. وفي (9/165) قال : حدثنا آدم ، قال : حدثنا شعبة. ومسلم (8/44) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال: حدثنا أبو معاوية ، ووكيع (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني ، قال : حدثنا أبي ، وأبو معاوية. ووكيع. وفي (8/44 و 45) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، وإسحاق بن إبراهيم ، كلاهما عن جرير بن عبد الحميد (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا عيسى بن يونس. (ح) وحدثني أبو سعيد الأشج ، قال : حدثنا وكيع (ح) وحدثناه عبيد الله بن معاذ ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا شعبة ابن الحجاج. وأبو داود (4708) قال : حدثنا حفص بن عمر النمري ، قال : حدثنا شعبة (ح) وحدثنا محمد بن كثير ، قال : أخبرنا سفيان. وابن ماجة (76) قال : حدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا وكيع، ومحمد بن فضيل ، وأبو معاوية (ح) وحدثنا علي بن ميمون الرقي ، قال : حدثنا أبو معاوية ، ومحمد بن عبيد. والترمذي (2137) قال : حدثنا هناد ، قال : حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا محمد بن بشار ، قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا محمد بن العلاء ، قال : حدثنا وكيع. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9228) عن علي بن حجر ، عن شريك. جميعهم - محمد بن عبيد ، وأبو معاوية ، وأبو الأحوص ، وحفص بن غياث ، وشعبة ، ووكيع ، وعبد الله بن نمير ، وجرير ، وعيسى بن يونس ، وسفيان ، ومحمد بن فضيل ، ويحيى بن سعيد ، وشريك - عن الأعمش.
2 - وأخرجه أحمد (1/414) (3934) قال : حدثنا حسين بن محمد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9228) عن علي بن حجر ، عن يزيد بن هارون. كلاهما - حسين ، ويزيد - عن فطر بن خليفة ، عن سلمة بن كهيل.
كلاهما - الأعمش ، وسلمة بن كهيل - عن زيد بن وهب ، فذكره.
(*) صرح الأعمش بالتحديث في روايات : يحيى ووكيع عند أحمد. وحفص وشعبة عند البخاري ، وسفيان عند أبي داود. ويحيى بن سعيد عند الترمذي.

7583 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «وَكَّلَ الله بالرَّحم ملَكاً ، فيقول : أي ربِّ نطفة ؟ أي ربِّ علقة ؟ أي ربِّ مُضغَة ؟ فإذا أراد أن يقضي خَلْقَها ، قال : يا ربِّ ، أذكَر ، أم أنثى ؟ أشقيّ ، أم سعيد ؟ فما الرزق ؟ فما الأجل ؟ فيُكتب ذلك في بطن أمه» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 430 في القدر في فاتحته ، وفي الحيض ، باب مخلقة وغير مخلقة ، وفي الأنبياء ، باب قول الله تعالى : {إني جاعل في الأرض خليفة} ، ومسلم رقم (2646) في القدر ، باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/116و148) قال :حدثنا يحيى بن سعيد.وفي (3/117) قال :حدثنا يحيى بن أيوب.وفي (3/148) قال :حدثنا يونس.والبخاري (1/87) قال :حدثنا مسدد.وفي (4/162) قال : حدثنا أبو النعمان.وفي (8/152) قال :حدثنا سليمان بن حرب.ومسلم (8/46) قال :حدثني أبو كامل فضيل بن حسين.
سبعتهم - يحيى بن سعيد ، وابن أيوب، ويونس ، ومسدد ، وأبو النعمان ، وسليمان ، وأبو كامل - قالوا:حدثنا حماد بن زيد ، قال :حدثنا عبيد الله بن أبي بكر ، فذكره.

7584 - (م) عامر بن واثلة - رحمه الله - أنه سمع عبد الله بنَ مسعود يقول : «الشقيّ من شَقيَ في بَطن أمه ، والسعيد مَنْ وُعِظَ بغيره ، فأتى رجلاً من أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يقال له : حذيفةُ بنُ أَسِيد الغفاري ، فحدَّثهُ بذلك من قول ابن مسعود ، فقال له : وكيف يشقى رجل بغير عمل ؟ فقال له الرجل : أتَعْجَبُ من ذلك ؟ فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : إذا مَرَّ بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة ، بعَثَ الله إليها ملكاً فصوَّرَها ، وخلَقَ سمعها ، وبصرَها ، وجِلدَها ، ولحمها ، وعظامها ، ثم قال : يا رب ، أذكر ، أم أنثى ؟ فيقضي ربُّك ما شاء ، ويكتبُ الملَكُ ، ثم يقول : يا رب ، أجلُه ؟ فيقول ربُّك -[116]- ما شاء ، ويكتب الملك ، ثم يقول : يا رب رِزقُه ؟ فيقضي ربك ما شاء ، ويكتب الملك ، ثم يخرج الملَكُ بالصحيفة في يده ، فلا يزيد على [ما] أمر ولا ينقص» .
وفي رواية قال : «دَخلتُ على أبي سَريحَةَ ، حُذَيفة بن أسيد الغفاري فقال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بأذنيَّ هاتين يقول : إنَّ النطفةَ تقع في الرحم أربعين ليلة ، ثم يَتَصوَّرُ عليها الملَكُ - قال زهير أبو خيثمة : حَسِبْتُهُ قال : الذي يخلقها - فيقول : يا ربِّ ، أذكَر ، أو أنثى ؟ فيجعله الله ذكراً أو أنثى ، ثم يقول : يا رب ، أسَوِيّ ، أو غير سَوِي ؟ ثم يقول : [يا ربِّ] ما رِزقُهُ ، ما أجلُهُ ، ما خلقه ؟ ثم يجعله الله شقياً أو سعيداً» .
وفي أخرى رفع الحديث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- : «أن ملكاً مُوكَّلاً بالرحم ، إذا أراد الله عز وجل أن يخلُق شيئاً ، بإذن الله لبِضع وأربعين ليلة ...» ثم ذكر نحوه . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2645) في القدر ، باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (826) وأحمد (4/6) ومسلم (8/45) قال :حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، وزهير بن حرب.
أربعتهم - الحميدي ، وأحمد ،ومحمد ، وزهير - قالوا : حدثنا سفيان بن عيينة. قال :حدثنا عمرو بن دينار..
2- وأخرجه مسلم (8/46) قال :حدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف ، قال :حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال :حدثنا زهير أبو خيثمة ، قال :حدثني عبد الله بن عطاء ، أن عكرمة بن خالد حدثه.
3- وأخرجه مسلم (8/46) قال :حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد ،قال :حدثني أبي ، قال :حدثنا ربيعة بن كلثوم ، قال :حدثني أبي كلثوم.
4- وأخرجه مسلم (8/45) قال : حدثني أبو الطاهر ، أحمد بن عمرو بن السرح ، قال : أخبرنا ابن وهب ،قال : أخبرني عمرو بن الحارث ، (ح) وحدثنا أحمد بن عثمان النوفلي ، قال : أخبرنا أبو عاصم ، قال : حدثنا ابن جريج.
كلاهما - عمرو ، وابن جريج - عن أبي الزبير.
أربعتهم - عمرو ، وعكرمة ، وكلثوم ، وأبو الزبير - عن أبي الطفيل ، فذكره.

7585 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : «قام فينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مقاماً ، فقال : لا يُعدِي شيء شيئاً ، فقال أعرابي : يا رسول الله ، فما بالُ الإبل يأْتيها البعيرُ الأجربُ الحشَفَةِ بذنبه فيُجرِبُها -[117]- كلّهَا ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : فَمَنْ أجربَ الأول منها ؟ ألا لا عَدْوَى ولا صَفَر ، إن الله خَلَقَ كلَّ نَفس و كَتَبَ حياتها وَرِزْقَهَا ومصائبها ومحابَّها (1)» أخرجه الترمذي (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يُعدِي) أعدى المريض : إذا تجاوز من واحدٍ إلى آخر ، كما يتعدى الجَرَب ، وقد نفى الشرع تأثيرها ، و أبطل مذهَب العرب فيها ، وقد تقدَّم شرح ذلك في كتاب الطيرة والعدوى من حرف الطاء ، وكذلك تقدم فيه شرح قوله : لا صفر ، مستوفى فيطلب منه .
__________
(1) كلمة " ومحابها " ليست في نسخ الترمذي المطبوعة .
(2) رقم (2144) في القدر ، باب ما جاء لا عدوى ولا هامة ولا صفر ، وهو حديث حسن ، قال الترمذي : وفي الباب عن أبي هريرة وابن عباس ، وأنس .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/440) (4198) .والترمذي (2143) قال :حدثنا بندار.
كلاهما - أحمد ، ومحمد بن بشار بندار - عن عبد الرحمن بن مهدي ، قال :حدثنا سفيان ، وعن عمار بن القعقاع ، قال : حدثنا أبو زرعة بن عمرو بن جرير ، قال : حدثنا صاحب لنا ، فذكره.

7586 - () أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إنَّ رُوح القُدسِ نَفَثَ في رُوعي أنه لن تَمُوتَ نفس حتى تستكمل رِزْقها وأجَلَها» أخرجه ... (1) .
-[118]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(روح القدس) القدس : الطهارة ، وروح القدس : اسم جبريل عليه السلام أي : الروح المقدسة الطاهرة .
(نفث في روعي) النَّفْثُ : النفخ بالفم ، والرُّوع : النفس ، يقول : نفث في روعي ، أي : ألقى في قلبي ، وأوقع في نفسي ، وألهمني .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع أخرجه رزين ، وقد رواه أبو نعيم في " الحلية " 10 / 27 من حديث أبي أمامة ، وابن حبان والحاكم وابن ماجة من حديث جابر ، والحاكم من حديث ابن مسعود ، والبزار من حديث حذيفة ، وابن حبان والبزار والطبراني عن أبي الدرداء ، وأبو يعلى عن أبي هريرة ، وابن ماجة عن أبي حميد الساعدي مطولاً ومختصراً ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
من زيادات رزين.

7587 - (م ط) - طاوس اليماني قال : أدركت ناساً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقولون : كلُّ شيء بقَدَر ، قال : وسمعت ابن عمر يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «كل شي بقدر حتى العَجْزُ والكيْسُ» . أخرجه مسلم والموطأ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الكيس) : العقل .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2655) في القدر ، باب كل شيء بقدر ، والموطأ 2 / 899 في القدر ، باب النهي عن القول بالقدر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك (الموطأ) (561) .وأحمد (2/110) (5893م) قال :حدثنا إسحاق - يعني ابن الطباع -. والبخاري في خلق أفعال العباد (17) قال : حدثنا إسماعيل ، ومسلم (8/51) قال: حدثني عبد الأعلى بن جاد (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد.
أربعتهم - إسحاق ، وإسماعيل ، وعبد الأعلى ،وقتيبة - عن مالك بن أنس ، عن زياد بن سعد ، عن عمرو بن مسلم ، عن طاووس ،قال : أدركت ناسا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يقولون : كل شيء بقدر. قال :وسمعت عبد الله بن عمر يقول. فذكره.
* أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (صفحة 17) قال : حدثنا عمرو بن محمد ، عن ابن عيينة ، عن عمرو ، عن طاووس، عن ابن عمر رضي الله عنهما. قال : كل شيء بقدر حتى العجز والكيس (موقوفا) .

الفصل الرابع : في القدر عند الخاتمة
7588 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إذا أراد الله بعبد خيراً استعمله ، فقيل له : كيف -[119]- يستعمله يا رسول الله ؟ قال : يُوَفِّقُهُ لعمل صالح قبل الموت» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2143) في القدر ، ما جاء أن الله كتب كتاباً لأهل الجنة وأهل النار ، وقال الترمذي :هذا حديث صحيح ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أحمد (3/106) قال :حدثنا ابن أبي عدي.وفي (3/120) قال :حدثنا زيد بن هارون.وفي (3/230) قال:حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري.وعبد بن حميد (1393) قال : أخبرنا يزيد بن هارون. والترمذي (2142) قال :حدثنا علي بن حجر، قال :حدثنا إسماعيل بن جعفر.
أربعتهم - ابن أبي عدي ، ويزيد ، والأنصاري ،وإسماعيل - عن حميد ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.

7589 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رَسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إن الرجلَ ليعمل الزمنَ الطويلَ بعمل أهل الجنة ، ثم يُختَمُ له عملُه بعملِ أهلِ النار ، وإنَّ الرجلَ ليعملُ الزمنَ الطويلَ بعملِ أهل النارِ ثم يُختمُ له عملُه بعمل أهلِ الجنة» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2651) في القدر ، باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/484) قال :حدثنا عبد الرحمن ، عن زهير ومسلم (8/49) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال :حدثنا عبد العزيز ، يعني ابن محمد.
كلاهما - زهير ،وعبد العزيز - عن العلاء ، عن أبيه ،فذكره.

الفصل الخامس : في الهدى والضلال
7590 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إنَّ الله خَلَقَ خَلقَهُ في ظُلْمَة ، فألقى عليهم من نُورِهِ ، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى ، ومن أخطأه ضَلَّ ، فلذلك أقول : جَفَّ القلم على علم الله» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2644) في الإيمان ، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة ، وإسناده حسن ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/176) (6644) قال :حدثنا معاوية بن عمرو ، قال :حدثنا إبراهيم بن محمد بن إسحاق الفزاري ، قال :حدثنا الأوزاعي ، قال : حدثني ربيعة بن يزيد. وفي (2/197) (6854) مكرر قال :حدثنا أبو المغيرة ، قال :حدثنا محمد بن مهاجر ،قال : أخبرني عروة بن رويم والترمذي (2642) قال :حدثنا الحسن بن عرفة ، قال :حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني.
ثلاثتهم - ربيعة ، وعروة ،ويحيى - عن عبد الله بن الديلمي ، فذكره.
* قال عروة بن رويم في حديثه : عن ابن الديلمي الذي كان يسكن بيت المقدس ، ولم يسمه.
* لم يذكرهم المزي في «تحفة الأشراف» .ولم يستدركه صاحب النكت الظراف.والحديث موجود أيضا في تحفة الأحوذي (3/368) .
وقال الترمذي : هذا حديث حسن.

7591 - (ط) عمرو بن دينار - رحمه الله - قال : سمعت ابنَ الزبير -[120]- يقول في خطبته «إن الله هو الهادي والفاتن» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 900 في القدر ، باب النهي عن القول بالقدر ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه مالك (1729) عن زياد بن سعد ،فذكره.

الفصل السادس : في الرضى بالقدر
7592 - (ت) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «مِنْ سعادةِ ابنِ آدمَ : رضاه بما قضى الله ، ومِنْ شقاوةِ ابنِ آدمَ : تَركُه استخارةَ الله ، ومِن شقاوة ابن آدم : سَخَطُهُ بما قَضَى الله» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2152) في القدر ، باب ما جاء في الرضى بالقضاء ، وفي إسناده محمد بن أبي حميد الأنصاري الزرقي المدني ، لقبه حماد ، وهو ضعيف ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن أبي حميد ويقال له أيضاً : حماد بن أبي حميد ، وهو أبو إبراهيم المدني ، وليس هو بالقوي عند أهل الحديث .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أحمد (1/168) (1444) قال : حدثنا روح، أملاه علينا ببغداد والترمذي (2151) قال :حدثنا محمد بن بشار ،قال :حدثنا أبو عامر.
كلاهما - روح، وأبو عامر العقدي - عن محمد بن أبي حميد ، عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه ،فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث غريب لانعرفه إلا من حديث محمد بن أبي حميد ، ويقال له أيضا حماد بن أبي حميد وهو أبو إبراهيم المدني ،وليس هو بالقوي عند أهل الحديث.

7593 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كلّ خير ، احرِصْ على ما ينفعك ، واستعن بالله ولا تعجزْ ، وإن أصابك شيء فلا تَقُل : لو أنَّي فعلتُ لكان كذا وكذا ، ولكن قل : قَدَّر الله وما شاءَ فَعَل ، فإن «لو» تفتحُ عَمَلَ الشيطان» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2664) في القدر ، باب في الأمر بالقوة وترك العجز .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/366) قال :حدثنا خلف بن الوليد ، قال :حدثنا ابن مبارك ، عن محمد بن عجلان ، عن ربيعة.وفي (2/370) قال :حدثنا عارم ، قال :حدثنا عبد الله بن مبارك ، قال: أخبرني محمد بن عجلان ، عن ربيعة. ومسلم (8/56) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة و ابن نمير،قالا: حدثنا عبد الله بن إدريس ، عن ربيعة بن عثمان ، عن محمد بن يحيى بن حبان ،وابن ماجة (79) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد الطنافسي.قالا :حدثنا عبد الله بن إدريس عن ربيعة بن عثمان ، عن محمد بن يحيى بن حبان.والنسائي في عمل اليوم والليلة (622) قال : أخبرنا الحسين بن محمد البصري ،قال :حدثنا الفضيل -وهو ابن سليمان -قال :حدثنا محمد بن عجلان ، عن أبي الزناد.وفي (623) قال : أخبرنا الحسن بن أحمد ،قال : حدثنا عبد الله ، وهو ابن محمد بن أسماء، قال:حدثنا عبد الله- وهو ابن المبارك - عن محمد بن عجلان ،عن ربيعة.وفي (624) قال : أخبرنا محمد بن حاتم، قال: أخبرنا حبان ، قال : أخبرنا عبد الله - عن ابن عجلان - عن ربيعة.وفي (625) قال:أخبرنا محمد بن العلاء ، قال : أخبرنا ابن إدريس ، قال : أخبرنا ربيعة بن عثمان ، عن محمد بن يحيى بن حبان.
ثلاثتهم - ربيعة بن أبي عبد الرحمن ،ومحمد بن يحيى بن حبان ، وأبو الزناد - عن الأعرج ،فذكره.
* وأخرجه ابن ماجة (4168) قال : حدثنا محمد بن الصباح.والنسائى في عمل اليوم والليلة (621) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد وسليمان بن منصور.
ثلاثتهم عن الأعرج ، فذكره..ليس فيه ربيعة ، ولا أبو الزناد.
* وأخرجه الحميدي (1114) قال : حدثنا سفيان ،قال :حدثنا ابن عجلان ، عن رجل من آل أبي ربيعة، عن الأعرج ، فذكره.
* في رواية النسائى في (عمل اليوم والليلة) (624) قال : حدثنا عبد الله بن المبارك : سمعته من ربيعة وحفظي له من محمد بن (يعني ابن عجلان) .وفي رواية عارم عند أحمد قال عبد الله بن المبارك : وقد سمعته من ربيعة ، فلم أنكر.

الفصل السابع : في حكم الأطفال
7594 - (م د س) عائشة - رضي الله عنها - قالت : «تُوُفِّيَ صَبي ، فقلتُ : طُوَبى له ، عُصفُور من عصافير الجنة ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أَوَلاَ تدرينَ أن الله خَلَقَ الجنةَ ، وخلق النار ، فخلق لهذه أهلاً ولهذه أهلاً ؟» .
وفي رواية : قالت : «دُعيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى جنازةِ صبِي من الأنصار ، فقلتُ : يا رسولَ الله ، طوبى لهذا ، عُصفور من عصافير الجنة ، لم يعمل السُّوءَ ، ولم يدركْهُ ، فقال : أو غير ذلك يا عائشة ، إن الله خَلَقَ للجنة أهلاً ، خَلَقَهُمْ لها وهم في أصلابِ آبائهم ، وخلق للنار أهلاً ، خَلَقهم لها وهم في أصلاب آبائهم» أخرجه مسلم .
وأخرج أبو داود والنسائي الثانية ، وقالا فيه : «طُوَبى لهذا ، لم يعمل سوءاً ولم يدر به (1)» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(طوبى) فُعلَى من الطيب ، وقيل : هو اسم الجنة ، وقيل : هو اسم شجرة فيها .
__________
(1) لفظ : يدريه عند أبي داود فقط وعند النسائي : يدركه مثل لفظ مسلم .
(2) رواه مسلم رقم (2262) في القدر ، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة ، والنسائي 4 / 57 في الجنائز ، باب الصلاة على الصبيان ، وأبو داود رقم (4713) في السنة ، باب في ذراري المشركين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (265) قال :حدثنا سفيان.وأحمد (6/41) قال سفيان.وفي (6/208) قال :حدثنا وكيع.ومسلم (8/54) قال :حدثنا أبو بكر أبي شيبة.وقال :حدثنا وكيع.وفي (8/55) قال :حدثنا محمد بن الصباح.قال : حدثنا إسماعيل بن زكرياء. (ح) وحدثني سليمان بن معبد.قال :حدثنا الحسين بن حفص (ح) وحدثني إسحاق بن منصور.قال :أخبرنا محمد بن يوسف كلاهما - عن سفيان الثوري. وأبو داود (4713) قال : حدثنا محمد بن كثير.قال : أخبرنا سفيان.وابن ماجة (82) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد.قالا: حدثنا وكيع.والنسائى (4/57) قال : أخبرنا محمد بن منصور.قال :حدثنا سفيان.
أربعتهم - سفيان بن عيينة ، ووكيع ،وإسماعيل بن زكريا ، وسفيان الثوري - عن طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله.
2- وأخرجه مسلم (8/54) قال : حدثني زهير بن حرب.قال :حدثنا جرير ،عن العلاء بن المسيب ، عن فضيل بن عمرو.
كلاهما - طلحة بن يحيى ، وفضيل بن عمرو - عن عائشة بنت طلحة ، فذكرته.

7595 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت : قلتُ : «يا رسولَ الله ذراري المؤمنين ؟ فقال : من آبائهم ؟ فقلت : يا رسول الله بلا عمل ؟ قال : الله أعْلَمُ بما كانوا عاملين ، قلتُ : يا رسولَ الله ، فذراريّ المشركين ؟ قال : من آبائهم ، فقلت : بلا عمل ؟ قال : الله أعلم بما كانوا عاملين» . أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ذراري) الذراري : جمع ذرية ، وهم الأولاد .
(الله أعلم بما كانوا عاملين) قال الخطابي : ظاهر هذا الكلام : يُوهِمُ أنه لم يُفْتِ السائل عنهم ، وأنه ردَّ الأمر في ذلك إلى علم الله من غير أن يكون قد جعلهم من المسلمين ، أو ألحقهم بالكافرين ، وليس هذا وجه الحديث ، وإنما معناه : أنهم كفار يلحقون في الكفر بآبائهم ، لأن الله قد علم أنهم لو بَقَوا أحياء حتى يكبَرُوا لكانوا يعملون عمل الكفار ، ويدل على صحة هذا التأويل : قوله في حديث عائشة : «قلت : يا رسول الله : بلا عمل ؟ قال : الله أعلم بما كانوا عاملين» قال الخطابي : وقال ابن المبارك فيه : إن كل مولود من البشر إنما يولد على فطرته التي جُبل عليها ، من السعادة والشقاوة ، وعلى ما سبق له من قدر الله ، وتقدَّم في مشيئته فيه ، من كفر وإيمان ، وكل منهم صائر في العاقبة -[123]- إلى ما فُطِرَ عليه وخُلق له ، وعامل في الدنيا بالعمل المشاكِلِ لفطرته من السعادة والشقاوة ، فمن أمارة الشقاوة للطفل : أن يولد بين نصرانيين أو يهوديين ، فيحمل أنه لشقاوته على اعتقاد دين اليهود أو النصارى ، أو يعلمانه اليهودية أو النصرانية ، أو يموت قبل أن يعقل فيصف الدين ، فهو محكوم له بحكم والديه ، إذ هو في حكم الشريعة تبع لوالديه ، وذلك معنى قوله - صلى الله عليه وسلم- : «فأبواه يهودانه أو ينصرانه» .
__________
(1) رقم (4712) في السنة ، باب في ذراري المشركين ، من طريقين ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أبو داود (7412) قال :حدثنا عبد الوهاب بن نجدة ، قال: حدثنا بقية. (ح) وحدثنا موسى بن مروان الرقي ، وكثير بن عبيد الله المزحجي ، قالا : حدثنا محمد بن حرب -المعنى- عن محمد بن زياد ، عن عبد الله بن أبي قيس ، فذكره.

7596 - (خ م د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما – قال : «سُئِلَ النبي - صلى الله عليه وسلم- عن أولاد المشركين ؟ فقال : الله إذ خَلَقَهُمْ أعْلمُ بما كانوا عاملين» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 432 في القدر ، باب الله أعلم بما كانوا يعملون ، وفي الجنائز ، باب ما قيل في أولاد المشركين ، ومسلم رقم (2660) في القدر ، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة ، وأبو داود رقم (4711) في السنة ، باب في ذراري المشركين ، والنسائي 4 / 59 في الجنائز ، باب أولاد المشركين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/215) (1845) قال :حدثنا هشيم.وفي (1/328) (3035) قال:حدثنا عفان ،قال :حدثنا أبو عوانة.وفي (1/340) (3165) قال :حدثنا محمد بن جعفر.قال:حدثنا شعبة.وفي (1/358) (3367) قال :حدثنا عبد الرحمن، قال:حدثنا شعبة. والبخاري (2/125) قال :حدثنا حبان بن موسى ، قال : أخبرنا عبد الله ،قال : أخبرنا شعبة.وفي (8/153) قال:حدثنا محمد بن بشار ،قال :حدثنا غندر ،قال:حدثنا شعبة.ومسلم (8/54) قال:حدثنا يحيى بن يحيى ،قال أخبرنا أبو عوانة.وأبو داود (4711) قال :حدثنا مسدد ،قال :حدثنا أبو عوانة.والنسائى (4/58) قال :أخبرنا محمد بن المثنى ، قال :حدثنا عبد الرحمن ،قال :حدثنا شعبة.وفي (4/59) قال:أخبرني مجاهد بن موسى ،عن هشيم.
ثلاثتهم - هشيم ، وأبو عوانة ، وشعبة - عن أبي بشر جعفر بن إياس ، عن سعيد بن جبير ،فذكره.

7597 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : «سُئِلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن أطفال المشركين ، عَمَّنْ يموت منهم وهو صغير ؟ قال : الله أعلم بما كانوا عاملين» .
وفي أخرى «سُئِلَ عن ذرَاريِّ المشركين ...» الحديث أخرجه البخاري [ومسلم] والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 432 في القدر ، باب الله أعلم بما كانوا فاعلين ، وفي الجنائز ، باب ما قيل في أولاد المشركين ، ومسلم رقم (2659) في القدر ، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة ، والنسائي 4 / 58 في الجنائز ، باب أولاد المشركين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/259) قال :حدثنا حماد بن خالد ، عن ابن أبي ذئب. وفي (2/268) قال :حدثنا عبد الرزاق ،قال : أخبرنا معمر.وفي (2/393) قال :حدثنا حسين ، قال : حدثنا ابن أبي ذئب.وفي (2/518) قال :حدثنا عثمان بن عمر ، قال : أخبرنا ابن أبي ذئب.والبخاري (2/125) قال:حدثنا أبو اليمان ،قال : أخبرنا شعيب.وفي (8/153) قال :حدثنا يحيى بن بكير،قال:حدثنا الليث ، عن يونس.ومسلم (8/54) قال :حدثنا أبو الطاهر ، قال : أخبرنا ابن وهب،قال : أخبرني بن أبي ذئب ،ويونس. (ح) وحدثنا عبد بن حميد ،قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال:أخبرنا معمر (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام ،قال : أخبرنا أبو اليمان ،قال : أخبرنا شعيب (ح) وحدثنا سلمة بن شبيب، قال : حدثنا الحسن بن أعين ،قال :حدثنا معقل ، وهو - ابن عبيد الله -.والنسائي (4/58) قال : أخبرنا إسحاق ، قال : أنبأنا سفيان.
ستتهم - ابن أبي ذئب ، ومعمر ، وشعيب ، ويونس ،ومعقل ، وسفيان - عن ابن شهاب الزهري ، عن عطاء ابن يزيد الليثي ، فذكره.

الفصل الثامن : في مُحَاجَّة آدم وموسى
7598 - (خ م ط د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «حاجَّ آدمُ مُوسى ، فقال : أنتَ الذي أخرجتَ الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم ؟ قال : فقال آدمُ لموسى : أنتَ الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه أتَلُوُمني على أمْرِ كَتَبهُ الله عليَّ قَبْلَ أنْ يَخْلُقَني ؟ أو قدَّرَهُ عَلَيَّ قبل أن يَخْلُقَني ؟ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : فحجَّ آدم موسى» .
وفي رواية قال : «احتجَّ آدم وموسى ، فقال موسى : يا آدم ، أنتَ أبونا خَيَّبْتَنا وأخرجتنا من الجنة ، فقال له آدم : أنتَ موسى اصطفاكَ الله بكلامه ، وخَطَّ لك بيده ، أتَلُوُمني على أمر قَدَّرَهُ الله عَليَّ قبل أن يخلقني بأربعين عاماً ؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم- : فَحَجَّ آدمُ موسى ، [فَحجَّ آدم موسى]» .
وفي أخرى قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «احتَجَّ آدمُ وموسى ، فقال له موسى : أنت آدم الذي أخْرَجَتْك خطيئتكَ من الجنة ؟» . وفي رواية : «أخْرجْتَنا وذريتك من الجنة ، قال : أنت موسى ؟ أليس الله اصطفاك برسالاته وبكلامه ، ثم تلومني على أمر قد قُدِّرَ عَليَّ قَبلَ أن أخلَقَ ؟» . -[125]-
وفي أخرى «قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : التقى آدمُ وموسى ، قال موسى : أنت الذي أشقيتَ الناس ، وأخرجتَهم من الجنة ؟ قال آدم : أنتَ الذي اصطفاك الله برسالاته واصطنعك لنفسه ، وأنزل عليك التوراة ؟ قال : نعم ، قال : فوجدتها ، كتب عَليَّ قبل أن يخلقني ؟ قال : نعم ، فحجَّ آدم موسى» أخرجه البخاري ومسلم .
ولمسلم : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : تحاجَّ آدَمُ وموسى ، فقال له موسى : أنتَ آدمُ الذي أغْوَيتَ الناس ، وأخرجتهم من الجنة ؟ فقال آدم : أنتَ الذي أعطاه الله علم كل شيء ، واصطفاه برسالاته ؟ قال : نعم ، قال : فَتَلُومُني على أمر قدِّرَ عليَّ قبل أن أُخلَق ؟» .
وفي أخرى له قال : «احتجَّ آدم وموسى عند ربهما ، فحجَّ آدم موسى ، قال موسى : أنتَ آدمُ الذي خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأسجد لك ملائكته وأسكنك في جَنَّتِهِ ، ثم أهْبَطْتَ الناس بخطيئتك إلى الأرض ؟ قال آدم : أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه ، وأعطاك الألواح فيها تِبْيَانُ كُلِّ شيء ، وقَرَّبَكَ نَجيا ؟ فَبِكمْ وجَدْت الله كتب التوارة قبل أن أُخلَقْ ؟ قال موسى : بأربعين عاماً ، قال آدم : فهل وجَدْت فيها {وعصى آدمُ ربَّه فَغَوَى} [طه : 121] ؟ قال : نعم ، قال : أفتلُومُني على أن عَمِلتُ عملاً كتَبَه الله عليَّ أنْ أعمله قبل أن يَخْلُقني بأربعين سنة ؟ [قال رسولُ الله -[126]- صلى الله عليه وسلم- : فحجَّ آدمُ موسى عليهما السلام]» .
وأخرج الموطأ رواية مسلم الأولى .
وأخرجه أبو داود الرواية الثانية من المتفق عليه .
وفي رواية الترمذي قال : «احتجَّ آدمُ وموسى ، فقال : موسى : يا آدم أنت الذي خَلقكَ الله بيده ، ونَفَخَ فيك من رُوِحه ، أغْوَيت الناسَ وأخرجتهم من الجنة ؟ فقال آدم : أنت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه أتلومني على عمل عملتُه كتبه الله عليَّ قبل أن يخلق السماوات والأرض ؟ قال : فحجَّ آدم موسى» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المحاجة) : المجادلة والمخاصمة ، حاججت فلاناً فحججته ، أي : جادلتُه فغلبتُه .
(نجياً) النجيُّ : المناجي ، وهو المشاور والمحادث
وقوله : «اصطنعك لنفسه» تمثيل (*) لما أعطاه الله من منزلة التقريب والتكريم ، مَثَّل حاله بحال من يراه بعض الملوك - بجوامع خصال فيه وخصائص - أهلاً لئلا يكون أحدٌ -[127]- أقربَ منزلةً منه إليه ، ولا ألطف محلاً ، فيوليه من الكرامة ويستخلصه لنفسه والاصطناع : افتعال من الصنيعة ، وهي، العطية والكرامة والإحسان .
(الإغواء) : الإضلال ، غَوَى الرجل يغوي وأغوى غيره .
(تبيان) التبيان : الإيضاح ، وكشفُ الشيء ليظهر ويتبين .
__________
(1) رواه البخاري 11/ 441 في القدر ، باب تحاج آدم وموسى عند الله ، وفي الأنبياء ، باب وفاة موسى وذكره بعده ، وفي تفسير سورة (طه) ، باب قوله : {واصطنعتك لنفسي} ، وباب قوله : {فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى} ، وفي التوحيد ، باب قول الله تعالى : {وكلم الله موسى تكليماً} ، ومسلم رقم (2652) في القدر ، باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام ، والموطأ 2 / 898 في القدر ، باب النهي عن القول في القدر ، وأبو داود رقم (4701) في السنة ، باب في القدر ، والترمذي رقم (2135) في القدر، باب رقم (2) .

(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة :
قال ابن خزيمة رحمه الله في كتاب التوحيد : في باب ذكر البيان من خبر النبي صلى الله عليه وسلم في إثبات النفس لله (عز وجل) على مثل موافقة التنزيل
" فالله (جلا وعلا) أثبت في آي من كتابه أن له نفساً، وكذلك قد بين على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أن له نفساً، كما أثبت النفس في كتابه ... " وذكر أحاديث منها حديث محاجة موسى لآدم وفيه : " قال آدم لموسى عليهما السلام، أنت الذي اصطفاك الله برسالاتة واصطنعك لنفسه وأنزل عليك التوراة؟ ... "
وذكر ابن حجر رحمه الله في الفتح (15 / 338)
" قال ابن بطال في هذه الآيات والأحاديث إثبات النفس لله ، وللنفس معان ، والمراد بنفس الله ذاته وليس بأمر مزيد عليه فوجب أن يكون هو " وهذا في باب قول الله تعالى {ويحذركم الله نفسه} ، وقوله جل ذكره {تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك} "


[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: بلفظ : «احتج أدم وموسى عليهما السلام عند ربهما ،فحج آدم موسى.قال موسى : أنت آدم الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه..» .
أخرجه مسلم (8/50) قال:حدثنا إسحاق بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن يزيد الأنصاري، قال :حدثنا أنس بن عياض ، قال :حدثني الحارث بن أبي ذباب عن يزيد - وهو ابن هرمز - وعبد الرحمن الأعرج ، فذكراه.
وبلفظ : «تحاج آدم وموسى ، فحج آدم موسى.قال له موسى : أنت...» ..
أخرجه مالك (الموطأ) (560) . والحميدي (1116) قال :حدثنا سفيان. والبخاري (8/157) قال :حدثنا علي بن عبد الله ،قال : حدثنا سفيان. ومسلم (8/49) قال :حدثنا قتيبة بن سعيد ، عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه.
كلاهما - مالك ، وسفيان بن عيينة - عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، فذكره.
وبلفظ : «احتح آدم وموسى ، فقال له موسى : أنت آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنة.فقال له آدم : أنت موسى الذي اصطفاك الله...» ..
أخرجه أحمد (2/264) قال :حدثنا أبو كامل ،قال :حدثنا إبراهيم. (ح) وحدثنا أبو اليمان ،قال:حدثنا شعيب.والبخاري (4/192) قال :حدثنا عبد العزيز بن عبد الله ،قال : حدثنا إبراهيم بن سعد.وفي (9/182) قال :حدثنا يحيى بن بكير،قال :حدثنا الليث ، قال : حدثنا عقيل.ومسلم (8/50) قال:حدثني زهير بن حرب ، وابن حاتم،قالا :حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، قال :حدثنا أبي.
ثلاثتهم - إبراهيم بن سعد ، وشعيب ابن أبي حمزة ،وعقيل بن خالد - عن ابن شهاب الزهري ، عن حميد بن عبد الرحمن ، فذكره.
* في رواية عقيل : «... أنت آدم الذي أخرجت ذريتك من الجنة...» .
وبلفظ : «حاج موسى آدم ، فقال له : أنت الذي أخرجت الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم.قال :قال آدم : ياموسى أنت الذي اصطفاك الله...» ..
1- أخرجه أحمد (2/268) قال :حدثنا عبد الرزاق ،قال : حدثنا معمر، عن الزهري.
2-وأخرجه أحمد (2/287) . والبخاري (6/121) قال :حدثنا قتيبة بن سعيد.ومسلم (8/50) قال : حدثني عمرو الناقد ،والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (11/15361) عن محمد بن عبد الله بن يزيد.
أربعتهم - أحمد بن حنبل ، وقتيبة ، وعمرو ، ومحمد - عن أيوب بن النحار اليمامي ، قال :حدثنا يحيى بن أبي كثير.
كلاهما - الزهري ، ويحيى- عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، فذكره.
وبلفظ : «لقي آدم موسى فقال : أنت آدم الذي خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته ، وأسكنك الجنة ، ثم فعلت. فقال : أنت موسى...» ..
أخرجه أحمد (2/464) قال : حدثنا عبد الرحمن. (ح) وحدثنا عفان.
كلاهما - عبد الرحمن - وعفان - قالا :حدثنا حماد ، عن عمار بن أبي عمار. فذكره.
وبلفظ : «احتج آدم ، وموسى ، فقال له موسى : يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة قال له آدم : ياموسى اصطافك الله بكلامه..» .
أخرجه الحميدي (1115) .وأحمد (2/248) .والبخاري (8/157) قال : حدثنا علي بن عبد الله. ومسلم (8/49) قال : حدثني محمد بن حاتم وإبراهيم بن دينار وابن أبي عمر المكي، وأحمد بن عبدة الضبي،وأبو داود (4701) قال : حدثنا مسدد. (ح) وحدثنا أحمد بن صالح.وابن ماجة (80) قال : حدثنا هشام بن عمار، ويعقوب بن حميد بن كاسب.والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (10/13529) عن محمد بن عبد الله بن يزيد.
جميعهم - الحميدي ،وأحمد بن حنبل ، وعلي ، ومحمد بن حاتم ، وإبراهيم ، وابن أبي عمر، وأحمد بن عبدة ، ومسدد ، وأحمد بن صالح ، وهشام ، ويعقوب ، ومحمد بن عبد الله - عن سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن طاووس ، فذكره.
وبلفظ : «التقى آدم وموسى ، فقال موسى لآدم : أنت الذي أشقيت الناس وأخرجتهم من الجنة. قال له آدم : أنت الذي اصطفاك الله» .
أخرجه أحمد (2/268) قال :حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن أيوب.وفي (2/392) قال : حدثنا حسين ،قال : حدثنا جرير.وفي (2/448) قال :حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا بن عون. والبخاري (6/120) قال :حدثنا الصلت بن محمد ،قال :حدثنا مهدي بن ميمون.ومسلم (8/51) قال :حدثنا محمد بن منهال الضرير ، قال :حدثنا يزيد بن زريع ،قال : حدثنا هشام بن حسان.
خمستهم - أيوب ، وجرير بن حازم ، وابن عون ، ومهدي ، وهشام - عن محمد بن سيرين ،فذكره.
وبلفظ : «تحاج آدم وموسى ، فقال له موسى : أنت آدم الذي أغويت الناس وأخرجتهم من الجنة إلى الأرض. فقال له آدم : أنت موسى الذي...» .
أخرجه أحمد (2/314) .ومسلم (8/51) قال :حدثنا ابن رافع.
كلاهما - أحمد بن حنبل ، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق بن همام ، قال : حدثنا معمر ، عن همام ابن منبه ،فذكره.
وبلفظ : «احتج آدم وموسى ،قال :فقال موسى : ياآدم ، أنت الذي خلقك الله بيده ، ونفح فيك من روحه ،أغويت الناس ،وأخرجتهم من...» ..
أخرجه أحمد (2/398) قال : حدثنا معاوية بن عمرو ، قال : حدثنا زائدة.والترمذي (2134) .والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12389) كلاهما - الترمذي ، والنسائى- عن يحيى بن حبيب بن عربي ،قال :حدثنا المعتمر بن سليمان ، قال : حدثنا أبي.والنسائي أيضا في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12360) عن إسحاق بن إبراهيم ، عن جرير بن عبد الحميد.
ثلاثتهم - زائدة ، وسليمان التيمي ، وجرير - عن سليمان الأعمش ، عن أبي صالح ،فذكره.

7599 - (د) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن موسى عليه السلام قال : يا رب أرِنَا آدم الذي أخرجَنَا ونَفْسَهُ من الجنة ، فأراه الله آدم ، فقال له : أنت أبونا آدم ؟ فقال له آدم : نعم ، قال : أنت الذي نفخ الله فيك من روحه ، وعلَّمك الأسماء ، وأمر الملائكة فسجدوا لك ؟ قال : فما حَمَلكَ على أن أخرجتَنَا ونَفْسَك من الجنة ؟ قال له آدم : ومَن أنت ؟ قال : أنا موسى ، قال : أنت الذي - وذكر نحو حديث أبي هريرة وأتمَّ منه - قال فيه : أنت نَبيُّ بني إسرائيل الذي كلَّمكَ الله من وراء الحجاب ولم يجعل بينك وبينه رسولاً من خلقه ؟ قال : نعم ، قال : فما وجدتَ أن ذلك كان في كتاب الله قبل أن أُخلَقَ ؟ قال : نعم ، قال : فلم تلومني في شيء سبق من الله فيه القضاء قبلي ؟ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عند ذلك : فحجَّ آدم موسى» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4702) في السنة ، باب في القدر ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أبو داود (4702) قال :حدثنا أحمد بن صالح ،قال :حدثنا ابن وهب ، قال:أخبرني هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ،فذكره.

الفصل التاسع : في ذم القدرية

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القدرية) في إجماع أهل السنة والجماعة : هم الذين يقولون : الخير من الله والشر من الإنسان ، وإن الله لا يريد أفعال العصاة ، وسُمُّوا بذلك ، لأنهم أثبتوا للعبد قدرةً توجِد الفعل بانفرادها واستقلالها دون الله تعالى ، ونَفَوْا أن تكون الأشياء بقدر الله وقضائه ، وهؤلاء مع ضلالتهم يضيفون هذا الاسم إلى مخالفيهم من أهل الهدى ، فيقولون : أنتم القدرية ، حين تجعلون الأشياء جاريةً بقدرٍ من الله ، وأنكم أولى بهذا الاسم منا ، وهذا الحديث يبطل ما قالوا ، فإنه - صلى الله عليه وسلم- قال : «القدرية مجوس هذا الأمة» ومعنى ذلك : أنهم لمشابهتهم المجوس في مذهبهم ، وقولهم بالأصلين - وهما النور والظلمة - فإن المجوس يزعمون أن الخير من فعل النور ، والشر من فعل الظلمة فصاروا بذلك ثنوية ، وكذلك القدرية لما أضافوا الخير إلى الله ، والشر إلى العبيد ، أثبتوا قادرَيْن خالِقَيْن للأفعال كما أثبتَ المجوس ، فأشبهوهم ، وليس كذلك غير القدرية ، فإن مذهبهم أن الله تعالى خالق الخير والشر ، لا يكون شيء منهما إلا بخلقه ومشيئته ، فالأمران معاً مضافان إليه خلقاً وإيجاداً ، وإلى العباد مباشرة واكتساباً .

7600 - (د) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لِكلِّ أمَّة مَجُوس ، ومَجُوسُ هذه الأمة الذين يقولون : لا قَدَرَ ، من مات منهم فلا تشهدوا جنازَتهم ، ومن مَرِض منهم فلا تعودوهُم ، هم شيعةُ الدَّجَّالِ ، وحَق على الله أن يُلْحِقَهُمْ بالدجال» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الشيعة) : الأولياء والأنصار .
__________
(1) رقم (4692) في السنة ، باب في القدر ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 86 ، وفي إسناده عمر مولى غفرة ، وهو ضعيف ، ورواه أحمد في " المسند " 5 / 406 و 407 ، وإسناده ضعيف ، وقال المنذري :وقد روي من طريق آخر عن حذيفة ، ولا يثبت . أقول : وبدعة القدر أدركت آخر عهد الصحابة ، فأنكرها من كان حياً ، كعبد الله بن عمر ، وابن عباس ، وأمثالهما ، وأكثر ما يجئ من أيهم ، فإنما هو موقوف من قولهم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف مرفوعا : أخرجه أحمد (5/406) قال :حدثنا أبو نعيم.وأبو داود (4692) قال :حدثنا محمد بن كثير.
كلاهما - أبو نعيم ، وابن كثير - قال أبو نعيم : حدثنا. وقال ابن كثير : أخبرنا سفيان ، عن عمر بن محمد ، عن عمر مولى غفرة ، عن رجل من الأنصار ، فذكره.

7601 - () أبو هريرة - رضي الله عنه - مثلَه - وزاد «فلا تُجالِسُوهم ولا تُفاتِحُوُهمْ الكلام» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد رواه أبو داود رقم (4720) في السنة ، باب في القدر من حديث أبي هريرة عن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تجالسوا أهل القدر ولا تفاتحوهم ... الحديث " وسيأتي بعد حديثين ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين ،وبنحوه عن عمر بن الخطاب سيأتي بعد حديثين.

7602 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «القدريةَ مجُوسُ هذه الأمَّةِ ، إن مَرِضُوا فلا تَعودُوُهم ، وإن -[130]- ماتوا فلا تشهدوهم» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4691) في السنة ، باب في القدر ، من حديث عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه أبي حازم سلمة بن دينار عن ابن عمر ، وقد جزم المنذري بأن أبا حازم سلمة بن دينار لم يسمع من ابن عمر فالإسناد منقطع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4691) قال :حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال :حدثنا عبد العزيز أبي حازم ، قال:حدثني بمنى عن أبيه ،فذكره.
قلت :في سماع عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه اختلاف.

7603 - (د) عمر بن الخطاب (1) - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا تُجالسوا أهل القدر ولا تفاتحوهم» أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) في المطبوع عبد الله بن عباس ، وهو خطأ .
(2) رقم (4720) في السنة ، باب في القدر ، وفي سنده حكيم بن شريك الهذلي المصري ، قال الحافظ في " التقريب " : مجهول ، وقال في " التهذيب " : وقرأت بخط الذهبي : قال أبو حاتم مجهول .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/30) (206) قال :حدثنا أبو عبد الرحمن ،قال :حدثني سعيد بن أبي أيوب.وأبو داود (4710) قال :حدثنا أحمد بن حنبل ،قال :حدثنا عبد الله أبو عبد الرحمن ،قال :حدثني سعيد بن أبي أيوب ،وفي (4720) قال :حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني ،قال : أخبرنا بن وهب ،قال : أخبرني ابن لهيعة وعمرو بن الحارث وسعيد بن أبي أيوب.
ثلاثتهم عن عطاء بن دينار ،عن حكيم بن شريك الهذلي ، عن يحيى بن ميمون الحضرمي ، عن ربيعة الجرشي ، فذكره.
قلت : فيه حكيم بن شريك الهذلي ، قال عنه الحافظ في «التهذيب» (2/450) ذكره بن حبان في الثقات وقرأت بخط الذهبي قال : أبو حاتم : مجهول.

7604 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «صِنفانِ من أمَّتي ليس لهم في الإسلام نصيب : المُرْجِئَةُ والقَدَرِيّة» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المرجئة) : طائفة من فرق المسلمين ، يقولون : إنه لا يضر مع الإيمان معصية ، كما أنه لا ينفع مع الكفر طاعة ، وهذا مذهب سوء ، أما في جانب الكفر : فصحيح ، فإنه لا ينفع معه طاعة ، وأما في جانب الإيمان : فكيف لا يضر ؟ والقائل بهذا يفتح باب الإباحة ، فإن الإنسان إذا علم أنه لا تضر المعاصي مع إيمانه ارتكب كل ما تحدّثه به نفسه منها ، علماً أنها -[131]- لا تضره ، وهؤلاء هم أضداد القدرية ، فإن من مذهبهم : أن الكبيرة إذا لم يُتَب منها يخلَّد صاحبها في النار ، وإن كان مؤمناً ، فانظر إلى هذا الاختلاف العظيم ، والتناقض الزائد في الآراء المختلفة الأهواء ، نعوذ بالله من ذلك ، وانظر كيف هدى الله أهل الحق والعدل إلى أقوم طريق ، فأثبتوا للعاصي جزاءاً ، ونفَوا الخلود في النار عليها الذي هو جزاء الكافرين ، ويعضد ذلك : قوله - صلى الله عليه وسلم- : «خير الأمور أوسطها» .
__________
(1) رقم (2150) في القدر ، باب ما جاء في القدرية ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1-أخرجه عبد بن حميد (579) قال : أخبرنا محمد بن بشر العبدي ،عن علي بن نزار ، وابن ماجة (62) قال :حدثنا علي بن محمد ،قال : حدثنا محمد بن فضيل ،قال :حدثنا علي بن نزار.والترمذي (2149) قال :حدثنا واصل بن عبد الأعلى الكوفي ،قال :حدثنا محمد بن فضيل ، عن القاسم بن حبيب، وعلي بن نزار.
كلاهما - علي بن نزار ،والقاسم بن حبيب - عن نزار..
2- وأخرجه الترمذي (2149) قال:حدثنا محمد بن رافع ،قال :حدثنا محمد بن بشر ،قال :حدثنا سلام بن أبي عمرة. كلاهما - نزار ، وسلام بن أبي عمرة - عن عكرمة ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث غريب حسن صحيح.
قلت : ضعفه الشيخ الألباني.

7605 - (ت د) نافع - مولى ابن عمر «أن رجلاً جاء ابنَ عمَرَ فقال : إن فلاناً يقرأ عليك السلام ، فقال ابن عمر : إنه بلغني أنه قد أحدَثَ التكذيبَ بالقدرِ ، فإن كان قد أحدثَ فلا تُقْرِئْهُ مني السلام ، فإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : يكون في هذه الأمَّة ، أو في أُمَّتي - الشك منه - خَسْفٌ ومَسْخ ، وذلك في المكذِّبين بالقَدَر» .
وفي رواية أبي داود : قال : «كان لابن عمر صديقٌ من أهل الشام يُكاتِبُهُ ، فكتب إليه عبدُ الله بنُ عمر : إنه بلغني أنَّك تكَلَّمْتَ في شيء من القدر ، فإياك أن تكْتُبَ إليَّ ، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : سيكون في أمتي أقْوَامٌ يُكَذِّبون بالقدر» .
وفي رواية الترمذي نحو الأولى ، وفيها قال : «بلغني أنه قد أحدث فإن -[132]- كان قد أحدث....» وذكر الحديث ، وقال في آخره : «خَسْفٌ ومَسْخ ، أو قَذف في أهل القدر» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2153) و (2154) في القدر ، باب رقم (16) ، وأبو داود رقم (4613) في السنة ، باب لزوم السنة ، وإسناده حسن ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (5639) ، والحاكم 1 / 84 وصححه ووافقه الذهبي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أحمد (2/90) (5639) قال :حدثنا أبو عبد الرحمن بن عبد الله بن يزيد،قال :حدثنا يزيد ،قال :سعيد يعني (ابن أبي أيوب) .وفي (2/108) (5867) قال :حدثنا قتيبة،قال:حدثنا رشدين.وفي (2/136) (2608) قال حدثنا هارون بن معروف ،قال أخبرنا عبد الله بن وهب ،أبو داود (4613) قال حدثنا أحمد بن حنبل ،قال :حدثنا عبد الله بن يزيد ،قال :حدثنا سعيد،يعني ابن أبي أيوب. وابن ماجة (4061) قال :حدثنا محمد بن بشار ، ومحمد بن المثنى ،قالا :حدثنا أبو عاصم ، حدثنا حيوه بن شريح ، والترمذي (2152) قال :حدثنا محمد بن بشار ،قال حدثنا أبو عاصم،قال :حدثنا حيوة بن شريح.وفي (2153) قال :حدثنا قتيبة قال :حدثنا رشدين بن سعد.
أربعتهم - سعيد بن أبي أيوب ،ورشدين ،وعبد الله بن وهب ،وحيوة - عن أبي صخر حميد بن زياد ، عن نافع ، فذكره.
ورواية أبي داود الثانية:
أخرجها أحمد (2/90) (5639) .وأبو داود (4613) قال:حدثنا أحمد بن حنبل ،قال :حدثنا عبد الله بن زيد وأبو عبد الرحمن قال :حدثنا سعيد ،يعني بن أبي أيوب ،قال : أخبرني أبو صخر ،عن نافع فذكره.

الفصل العاشر : في أحاديث شتى
7606 - (م ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «كتبَ الله مقاديرَ الخلائقِ قَبلَ أن يخلق السماواتِ والأرضَ بخمسين ألف سنة ، قال : وعرشه على الماء» أخرجه مسلم .
وفي رواية الترمذي «قدَّر الله المقاديرَ قبل أن يخلق السماواتِ والأرضينَ بخمسينَ ألفَ سنة» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2653) في القدر ، باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام ، والترمذي رقم (2157) في القدر ، باب رقم (18) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/169) (6579) قال :حدثنا أبو عبد الرحمن ،قال :حدثنا حيوة ، وابن لهيعة ، وعبد بن حميد (343) قال :حدثنا عبد الله بن يزيد ،قال :حدثنا حيوة بن شريح ،وابن لهيعة، ومسلم (8/51) قال حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن سرح ،قال:حدثنا ابن وهب. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر ،قال :حدثنا المقرئ ،قال :حدثنا حيوة (ح) وحدثني محمد بن سهيل التميمي ،قال :حدثنا ابن أبي مريم ،قال : أخبرنا نافع ،يعني بن يزيد ،والترمذي (2156) قال :حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن المنذر الباهلي الصنعاني ،قال :حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ،قال :حدثنا حيوة بن شريح.
أربعتهم - حيوة ، وابن لهيعة ،وابن وهب ،ونافع - عن أبي هانئ الخولاني ، أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي ،فذكره.
* زاد بن وهب في حديثه ،: «وعرشه على الماء» .
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب.

7607 - (ت) أبو عزة ، [يسار بن عبد] ، - رضي الله عنهما - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض جَعَلَ له إليها حاجة ، [أو بها حاجة]» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2148) في القدر ، باب ما جاء أن النفس تموت حيث ما كتب لها ، وإسناده صحيح ، وقال الترمذي : هذا حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/429) .والبخاري في الأدب المفرد (780) قال حدثنا مسدد.والترمذي (2147) قال حدثنا أحمد بن منيع وعلي بن حجر.
أربعتهم - أحمد بن حنبل ،ومسدد ،وأحمد بن منيع ،وابن حجر - عن إسحاق بن إبراهيم ، عن أيوب ، عن أبي المليح بن أسامة ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث صحيح.

7608 - (ت) مطر بن عكامس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا قضى الله لعبد أن يَموتَ بأرض جعل له إليها حاجة» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2147) في القدر ، باب ما جاء أن النفس تموت حيث ما كتب لها ، وإسناده ضعيف ، ولكن يشهد له الذي قبله ، فهو به حسن ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، قال : وفي الباب عن أبي عزة ، يريد الحديث الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه عبد الله بن أحمد (5/227) قال:حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة ،قال حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان (ح) وحدثنا محمد بن جعفر الوركاني ،قال :حدثنا حديج ،أبو سليمان.والترمذي (2146) قال حدثنا بندار ،قال حدثنا مؤمل ،قال :حدثنا سفيان (ح) وحدثنا محمود بن غيلان ،قال :حدثنا مؤمل ،وأبو داود الحفري ، عن سفيان.
كلاهما - سفيان ، وحديج - عن أبي إسحاق ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ،ولا نعرف لمطر بن عكاس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- غير هذا الحديث.

7609 - () أبو عثمان مولى أبي هاشم - رحمه الله - قال : «سألتُ أبا هريرة عن القَدَرِ ؟ فقال : اكْتفِ منه بآخر سورة الفتح {محمدٌ رسول الله والذين معه أشِدَّاءُ على الكفار رُحماءُ بينهم تراهم رُكَّعاً سُجَّدَاً} [الفتح : 29] فنعتَهم قبل أن يخلقهم ، بما علمَ أنهم يكونون عليه إذا خَلَقَهُم وقال تعالى فيهم : {ذلك مَثَلُهم في التوراة ومثلُهم في الإنجيل كزرعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فآزَرَهُ فاسْتَغْلَظَ ...} الآية» [الفتح : 29] أخرجه ... (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شطأه) شَطْءُ الزرع : فراخه التي تتفرع من الأصل .
(فآزره) أي : قوَّاه وشَده .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وذكره السيوطي في " الدر المنثور " ونسبه لأبي عبيد وأبي نعيم في " الحلية " وابن المنذر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ذكره السيوطي في الدر المنثور (6/91) وقال : وأخرج أبو عبيد وأبو نعيم في الحلية وابن المنذر،عن عمار مولى بن هاشم ،فذكره.

7610 - () مالك بن أنس - رحمه الله - قال : «بلغني أنه قيل لإياس بن -[134]- معاوية : ما رأيك في القدر ؟ قال : رأيُ ابنتي» يريد : لا يَعْلمُ سِرَّهُ إلا الله ، وبه كان يُضْرَبُ المثَلُ في الفَهم .
وقال رجل وقد سُئِلَ عن أمرِ مَا مِنَ القَدَرِ ، فقال : ألسْتَ تؤمِنُ به ؟ قال : بلا ، قال : فحسْبُكَ ، حدثني علي بن الحسين بن علي عن أبيه أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «من حُسْن إسلام المرءِ ترْكهُ ما لا يَعنِيه» وقال : بلغني أنه قيل لِلقْمان : ما بلغَ منكَ ما نرى ؟ قال : أداءُ الأمانة ، وَصِدْقُ الحديث ، وترْك ما لا يعنيني . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، والجزء المرفوع منه قوله صلى الله عليه وسلم : " من حسن إسلام المرء ... الحديث " رواه مالك في الموطأ 2 / 903 في حسن الخلق ، باب ما جاء في حسن الخلق ، والترمذي رقم (2319) في الزهد ، باب رقم (11) من حديث مالك بن أنس عن الزهري عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وإسناده منقطع ، ورواه أيضاً الترمذي رقم (2318) في الزهد ، باب رقم (11) ، وابن ماجة رقم (3976) في الفتن ، باب كف اللسان في الفتنة ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب ، وقال الزرقاني في " شرح الموطأ " : والحديث حسن بل صحيح ، أخرجه أحمد وأبو يعلى والترمذي من حديث الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة ، وأحمد والطبراني في " الكبير " عن الحسن بن علي ، والحاكم في الكنى عن أبي ذر العسكري ، والحاكم في " تاريخه " عن علي بن أبي طالب ، والطبراني في " الصغير" عن زيد بن ثابت ، وابن عساكر عن الحارث بن هشام ، أقول : وقوله : " بلغني أنه قيل للقمان ... " رواه مالك في الموطأ 2 / 990 في الكلام ، باب ما جاء في الصدق والكذب ، وإسناده منقطع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع :في المطبوع أخرجه رزين ، ولم نقف على قول إياس بن معاوية أما لفظه: «من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه،وقد تقدم بلفظه: «أنه قيل للقمان..» أخرجه مالك (1926) فذكره بلاغا.

7611 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : «خرج علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، ونحن نتنازعُ في القَدَرِ ، فَغَضِبَ حتى احْمرَّ وجهُه حتى كأنما فُقيء في وجنتيه حَبُّ الرُّمَّان ، فقال : أفبهذا أُمِرْتُمْ ، أم بهذا أُرْسِلْتُ إليكم ؟ -[135]- إنما هَلَكَ مَنْ كان قبلكم حين تنازعوا في هذا الأمرِ ، عزْمتُ عليكم أن لا تنازُعوا فيه» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فقئ) فكأنما فُقئ في وجهه حبُّ الرُّمَّان ، أي : شُقَّ وفُقِص .
__________
(1) رقم (2134) في القدر ، باب ما جاء في التشديد في الخوض في القدر ، وإسناده ضعيف ، ولكن له شاهد عند ابن ماجة رقم (85) في المقدمة ، باب في القدر ، وإسناده حسن ، فالحديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه الترمذي (2133) قال حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي البصري،قال:حدثنا صالح المري ، عن هشام بن حسان ، عن محمد بن شريح ، فذكره.
وقال : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث صالح المري ،وصالح المري له غرائب ينفرد بها ، لايتابع عليها.

الكتاب الثاني : في القناعة والعفة ، وفيه خمسة فصول
الفصل الأول : في مدحها والحث عليها
7612 - (ت) عبيد الله بن محصن - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَنْ أصبَحَ منكم آمِناً في سِرْبه ، مُعافى في جَسَدِهِ ، عندهُ قوتُ يومِه ، فكأنَّما حِيزَتْ له الدنيا بحذافيرها» أخرجه الترمذي (1) .
-[136]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(آمناً في سربه) أي : في نفسه ، يقال : فلان واسع السرب ، أي : رَخِيُّ البال وروِي بفتح السين ، وهو المسلَك والمذهب .
(الحذافير) عالي الشيء ونواحيه ، يقال : أعطاه الدنيا بحذافيرها ، أي : بأسرها ، الواحد حِذْفارٌ .
__________
(1) رقم (2347) في الزهد ، باب رقم (34) ، ورواه أيضاً البخاري في " الأدب المفرد " رقم (300) باب من أصبح آمناً في سربه ، وابن ماجة رقم (4141) في الزهد ، باب القناعة ، كلهم من حديث -[136]- مروان بن معاوية الفزاري عن عبد الرحمن بن أبي شميلة الأنصاري عن سلمة بن عبيد الله بن محصن وإسناده ضعيف ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، ورواه أيضاً ابن حبان في " صحيحه " رقم (2503) في الزهد ، باب فيمن أصبح آمناً معافى ، من حديث عبد الله بن هانئ بن أبي عبلة عن إبراهيم بن أبي عبلة عن أم الدرداء عن أبي الدرداء ، قال ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " 2 / 194 : عبد الله بن هانئ ابن أخي إبراهيم بن أبي عبلة ، روى عن أبيه عن ضمرة ، روى عنه محمد بن عبد الله بن محمد بن مخلد الهروي عن أبيه عن إبراهيم بن أبي عبلة أحاديث بواطيل ، ثم قال : نا عبد الرحمن قال : سمعت أبي يقول : قدمت الرملة ، فذكر لي أن في بعض القرى هذا الشيخ ، وسألت عنه فقيل : هو شيخ يكذب فلم أخرج إليه ، ولم أسمع منه . وقد ذكر الحديث الحافظ الذهبي في " الميزان " في ترجمة سلمة بن عبد الله بن محصن عن أبيه من رجال الترمذي ، وضعف سند الترمذي ثم قال : ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق أبي الدرداء بإسناد لين يشبه هذا .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (439) .والبخاري في الأدب المفرد (300) قال :حدثنا بشر بن مرحوم.وابن ماجة (4141) قال حدثنا سويد بن سعيد ،ومجاهد بن موسى ، والترمذي (2346) قال :حدثنا عمرو بن مالك ،ومحمود بن خداش البغدادي (ح) وحدثنا محمد بن إسماعيل ،قال :حدثنا الحميدي.
ستتهم - الحميدي ،وبشر بن مرحوم ، وسويد بن سعيد ، ومجاهد بن موسى ، وعمرو بن مالك ، ومحمد خداش - قالوا :حدثنا مراون بن معاوية ،قال :حدثنا عبد الرحمن بن أبي شميلة الأنصاري، عن سلمة بن عبيد الله بن محصن ،فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث مروان بن معاوية ، وحيزت جمعت.

7613 - (ت) عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «ليس لابنِ آدم حق في سوى هذه الخصال : بيت يسكُنه ، وَثَوْب يُوارِي عورتَه ، وجِلْفُ الخبزِ والماء» أخرجه الترمذي .
وقال النضر بن شمَيل : «جِلْفُ الخبز» يعني ليس معه إدام (1) . -[137]-
وفي رواية رزين «وجلف خُبز يَرُدُّ بها جَوْعتَهُ ، والماء القَراح» .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جلف الخبز) الجلف : الخبز وحده لا أدم معه ، وقيل : هو الخبز الغليظ اليابس .
(القَراح) : الذي لا يشوبه شيء ولا يخالطه ، مما يُجعل فيه كالعسل والتمر والزبيب وغير ذلك مما يُتخذ شراباً .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2342) في الزهد ، باب رقم (30) ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 1 / 62 ، وإسناده حسن ، وقال الترمذي : هذا حديث صحيح ، وقال المناوي في " فيض القدير " : وقال الحاكم : صحيح ، وأقره الذهبي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/62) (440) .وعبد بن حميد (46) والترمذي (2341) قال :حدثنا عبد بن حميد.
كلاهما - أحمد ، وعبد - عن عبد الصمد بن عبد الوارث ، قال حدثنا حريث بن السائب ،قال سمعت الحسن يقول : حدثني حمران بن أبان فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح الحريث بن السائب ،وسمعت أبا داود سليمان بن سلم البلخي،يقول : قال النضر بن شميل : جلف الخبز يعني ليس معه إدام.

7614 - (ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «قال الله : إنَّ أغْبَطَ أوليائي عندي : مؤمِن خفيفُ الحاذِ ، ذو حظٍّ من الصلاة ، أحْسَنَ عبادَة ربِّه ، وأطاعه في السِّرِّ ، وكان غامِضاً في الناس ، لا يُشار إليه بالأصابع ، وكان رِزْقُه كَفافاً فصبر على ذلك ، ثم نَقَرَ بيده ، فقال : عُجِّلَتْ مَنِيَّتُهُ ، قَلَّ تُرَاثُهُ ، قَلَّتْ بواكيه» .
وبهذا الإسناد : أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : «عَرَض عليَّ رِّبي لِيَجْعَلَ لي بطحاءَ مكة ذَهباً ، فقلت : لا يا ربِّ ، ولكن أشبَعُ يوماً ، وأجوعُ يوماً ، فإذا جُعتُ تضَرَّعتُ إليكَ وذكَرْتُكَ ، وإذا شبِعْتُ حَمِدْتُكَ وشكَرْتُك» .
أخرجه الترمذي (1) .
-[138]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أغبط) غبَطْتُ الرجل : إذا تمنَّيتَ أن يكون كل مثل الذي له من غير أن يزول عنه ماله .
(خفيف الحاذ) الحاذ في الأصل : بطن الفخذ ، وقيل : هو الظهر ، والموضع الذي يقع عليه اللبد من ظهر الفرس ، يقال له : حاذ ، والمراد في الحديث : الخفيف الظهر من العيال ، القليل المال ، القليل الحظِّ من الدنيا .
(غامِضاً) الغامض : الخفي ، أراد أن يكون الإنسان منقطعاً عن الناس لا يخالطهم ، وذلك دأب الزاهدين في الدنيا ، الراغبين فيما عند الله تعالى .
(الكفاف) : الذي لا يفضل عن الحاجة ولا ينقص .
(المنية) : الموت .
(تراث) الرجل : ما يخلفه بعد موته من متاع الدنيا .
__________
(1) رقم (2348) في الزهد ، باب ما جاء في الكفاف والصبر عليه ، وإسناده حسن ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن ، قال : وفي الباب عن فضالة بن عبيد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/252) قال :حدثنا وكيع ،قال :حدثنا علي بن صالح عن أبي المهلب ،وفي (5/255) قال حدثنا أسود ،قال :حدثنا الحسن بن صالح ، عن أبي المهلب.والترمذي (2347) قال أخبرنا سويد بن نصر ،قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك ، عن يحيى بن أيوب.
كلاهما - أبو المهلب ،ويحيى - عن عبيد الله بن زحر ،عن علي بن يزيد ،عن القاسم ،فذكره.
* أخرحه الحميدي (909) قال :حدثنا سفيان ،قال :حدثنا مطرح أبو المهلب ،وأحمد (5/255) قال:حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال أخبرنا ليث بن أبي سليم.
كلاهما - أبو المهلب ،وليث - عن عبيد الله بن زحر ، عن القاسم ، فذكره ليس فيه - علي بن يزيد.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن.وعلي بن يزيد ضعيف الحديث ويكني أبا عبد الملك.

7615 - (م ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما – قال : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «قد أفْلَحَ مَنْ أسلم ، ورُزِقَ كفافاً ، وقَنَّعه الله بما آتاه» أخرجه مسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1054) في الزكاة ، باب في الكفاف والقناعة ، والترمذي رقم (2349) في الزهد ، باب ما جاء في الكفاف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/168) (6572) قال :حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ من كتابه،قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب قال :حدثني شرحبيل بن شريك.وفي (2/172) (6609) قال :حدثنا يحيى بن إسحاق ،قال أخبرنا ابن لهيعة ، عن شرحبيل بن شريك ، وعبد بن حميد (341) قال :حدثنا عبد الله بن يزيد قال :حدثا سعيد بن أبي أيوب. قال :حدثنا شرحبيل بن شريك ومسلم (3/102) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال :حدثنا أبو عبيدة أبو عبد الرحمن المقرئ ، عن سعيد بن أبي أيوب قال:حدثني شرحبيل ،وهو بن شريك ،وابن ماجة (4138) قال :حدثنا بن رمح.قال :حدثنا عبد الله بن لهيعة ، عن عبيد الله بن أبي جعفر ،وحميد بن هانئ الخولاني ،والترمذي (2348) قال:حدثنا العباس الدوري ،قال :حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ، قال :حدثنا سعد بن أيوب ، عن شرحبيل بن شريك.
ثلاثتهم - شرحبيل ،وعبيد الله بن أبي جعفر ،وحميد بن هانئ - عن أبي ، عبد الرحمن الحبلي،فذكره..

7616 - (ت) فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله -[139]- صلى الله عليه وسلم- يقول : «طُوبى لِمنْ هدِيَ للإسلام ، وكان عَيْشُه كَفَافاً وَقنِعَ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2350) في الزهد ، باب ما جاء في الكفاف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أحمد (6/19) قال: حدثنا أبو عبد الرحمن.والترمذي (2349) قال:حدثنا العباس الدوردي ، قال :حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (8/11033) عن سويد بن نصر ، عن عبد الله بن المبارك.
كلاهما - أبو عبد الرحمن المقري ،عبد الله بن يزيد ،وابن المبارك - عن حيوة بن شريح ،قال : أخبرني أبو هانئ الخولاني ،أن أبا على عمرو بن مالك الجنبي أخبره ، فذكره.
وقال الترمذي :هذا حديث حسن صحيح.

7617 - (خ م ط د ت س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : «إنَّ ناساً من الأنصار سألوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فأعطاهم ، ثم سألوه فأعطاهم ، ثم سألوه فأعطاهم ، حتى إذا نَفِذَ ما عِنْدَهُ ، قال : ما يكون عنْدي من خير فلَنْ أدَّخِرَهُ عنكم ، ومَنْ يَسْتَعِفَّ يُعِفُّه الله ومَن يستَغْنِ يُغْنهِ الله ، ومن يتصبَّر يُصَبِّره الله ، وما أُعْطِي أحدٌ عطاءً هو خَيرٌ وأوسَع من الصبر» أخرجه الجماعة (1) .
وزاد رزين «وقد أفلح من أسلم ورُزِقَ كَفافاً فقنَّعه الله بما آتاه» .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 265 في الزكاة ، باب الاستعفاف في المسألة ، وفي الرقاق ، باب الصبر عن محارم الله ، ومسلم رقم (1053) في الزكاة ، باب فضل التعفف والصبر ، والموطأ 2 / 997 في الصدقة ، باب ما جاء في التعفف عن المسألة ، وأبو داود رقم (1644) في الزكاة ، باب في الاستعفاف ، والترمذي رقم (2025) في البر والصلة ، باب ما جاء في الصبر ، والنسائي 5 / 95 في الزكاة ، باب في الاستعفاف عن المسألة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه مالك في الموطأ (616) .وأحمد (3/93) قال :حدثنا إسحاق بن سليمان.والدارمي (1653) قال : أخبرنا الحكم بن المبارك.والبخاري (2/151) قال :حدثنا عبد الله بن يوسف ،ومسلم (3/102) قال :حدثنا قتيبة بن سعيد.وأبو داود (1644) قال :حدثنا عبد الله مسلمة.والترمذي (2024) قال:حدثنا الأنصاري ،قال:حدثنا معن.والنسائي (5/95) قال : أخبرنا قتيبة.وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (4152) عن الحارث بن مسكين ،عن بن القاسم.
سبعتهم - إسحاق ، والحكم ،وعبد الله بن يوسف ،وقتيبة ،وعبد الله بن مسلمة ، ومعن وابن القاسم - عن مالك بن أنس.
2- وأخرجه أحمد (3/93) .ومسلم (3/102) قال : حدثنا عبد بن حميد.
كلاهما - أحمد ،وعبد - عن عبد الرزاق ،قال : أخبرني معمر.
3- وأخرجه البخاري (8/123) قال :حدثنا أبو اليمان ،قال : أخبرنا شعيب.
ثلاثتهم - مالك ،ومعمر ، وشعيب - عن الزهري ،عن عطاء بن يزيد ، فذكره.

7618 - (م ت) أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «يا ابن آدم ، إنكَ أن تَبْذُلَ الفَضَل خير لك ، وأن تُمسكَه شَرُّ لك ، ولا تُلامُ على كفَاف ، وابدأْ بمَنْ تعُول ، واليد العليا خير من اليد السفْلَى» أخرجه مسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1036) في الزكاة ، باب بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى ، والترمذي رقم (2344) في الزهد ، باب رقم (32) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : وقد تقدم.

7619 - (ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لو أنَّكم كنتم تتوكلون على الله حقَّ توكلهِ : لَرُزِقْتُمْ كما تُرْزقُ الطَّيْرُ ، تَغْدو خماصاً وتَرُوحُ بِطاناً» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خماصاً) الخماص : الجياع الخاليات البطون من الغذاء .
(بِطاناً) البطان : الشباع الممتلئات البطون منه .
__________
(1) رقم (2345) في الزهد ، باب رقم (33) ، وأخرجه أيضاً أحمد ، وابن ماجة وابن حبان ، والحاكم وغيرهم ، وهو حديث صحيح ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أحمد (1/30) (1205) قال:حدثنا أبو عبد الرحمن ، قال :حدثنا حيوة. قال : أخبرني بكر بن عمرو وفي (1/62) (370) قال حدثنا حجاج ، قال : أنبأنا ابن لهيعة.وفي (373) قال :حدثنا يحيى بن إسحاق ،قال : أنبأنا ابن لهيعة.وعبد بن حميد (10) قال : أخبرنا عبد الله بن يزيد ،قال :حدثنا حيوة بن شريح ،قال : أخبرني بكر بن عمرو ، وابن ماجة (4164) قال :حدثنا حرملة بن يحيى ،قال :حدثنا عبد الله بن وهب ،قال : أخبرني ابن لهيعة.والترمذي (2344) قال :حدثنا علي بن سعيد الكندي ،قال حدثنا ابن المبارك ، عن حيوة بن شريح ، عن بكر بن عمرو ،والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (8/10586) عن سويد بن نصر ، عن ابن المبارك ،عن حيوة عن بكر.
كلاهما - بكر ،وابن لهيعة - عن عبد الله بن هبيرة ، عن أبي تميم الجيشاني ،فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلامن هذا الوجه وأبو تميم الجيشاني اسمه عبد الله بن مالك.

الفصل الثاني : في غنى النفس
7620 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «ليس الغِنى عن كثرة العَرَض ، ولكن الغِنى غنى النفسِ» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .
-[141]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العرض) : ما يتموَّله الإنسان ويقتنيه من المال وغيره .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 231 و 232 في الرقاق ، باب الغنى غنى النفس ، ومسلم رقم (1051) في الزكاة ، باب ليس الغنى عن كثرة العرض ، والترمذي رقم (2374) في الزهد ، باب ما جاء أن الغنى غنى النفس .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/389) قال :حدثنا أسود بن عامر ،قال :حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن أبي حصين ، والبخاري (8/118) قال : حدثنا أحمد بن يونس ،قال :حدثنا أبو بكر ،قال :حدثنا أبو حصين وفي الأدب المفرد (276) قال :حدثنا يحيى بن بكير ،قال:حدثنا الليث ، عن بن عجلان ،عن القعقاع.والترمذي (2373) قال :حدثنا أحمد بن بديل بن قريش اليامي الكوفي ،قال :حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن أبي حصين.
كلاهما - أبو حصين ، والقعقاع بن حكيم - عن أبي صالح ، فذكره.

7621 - (خ م ط د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «ليس المسكينُ الذي تَرُدُّه اللقمةُ واللقمتان ، والتمرةُ والتمرتان ، ولكنَّ المسكين الذي لا يجد غِنى يُغنيه ، ولا يُفْطَنُ به فَيُتَصَدَّقُ عليه ، ولا يقوم فيسأل الناس» هذا لفظ البخاري .
وفي أخرى «ليْس المسكين الذي تردُّه الأُكْلة والأكلتان ، ولكن المسكين الذي ليس له غنى ويستَحِي ، أو لا يسأل الناس إلحافاً» .
وفي أخرى «إنما المسكين الذي يتعفَّف ، اقرؤوا إن شئتم {لا يسألونَ الناس إلحافاً} [البقرة : 273]» .
وفي رواية لمسلم والموطأ «ليس المسكين بهذا الطَّوَّاف الذي يطوف حول الناس» ... وذكر الحديث نحو الأولى ، وأخرج النسائي الأولى .
وفي رواية أبي داود «ليس المسكين الذي تردُّه الأُكلة والأكلتان ، ولكن المسكين الذي لا يسأل الناس ، ولا يفطنون به فَيُعْطُونه» .
وفي رواية «ولكن المسكين المتعفف» .
وفي أُخرى «فذلك المحروم» .
وفي أخرى جعل «المحروم» من كلام الزهري ، قال : وهو أصح . -[142]-
وأخرج النسائي أيضاً رواية أبي داود الأُولة (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أكلة) الأُكلة بضم الهمزة : اللقمة - وبالفتح - المرة الواحدة من الأكل .
(إلحافاً) الإلحاف في المسألة : الإلحاح ، والإكثار منها .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 269 و 270 في الزكاة ، باب قول الله تعالى : {لا يسألون الناس إلحافاً} ، وفي تفسير سورة البقرة ، باب {لا يسألون الناس إلحافاً} ، ومسلم رقم (1039) في الزكاة ، باب المسكين الذي لا يجد غنى ولا يفطن له فيتصدق عليه ، والموطأ 2 / 923 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم ، باب ما جاء في المساكين ، وأبو داود رقم (1631) و (1632) في الزكاة ، باب من يعطى من الصدقة وحد الغنى ، والنسائي 5 / 85 في الزكاة ، باب تفسير المسكين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك الموطأ (575) والبخاري (2/154) قال :حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال:حدثني مالك.ومسلم (3/95) :حدثنا قتيبة بن سعيد.قال :حدثنا المغيرة يعني الحزامي.والنسائي (5/85) قال : أخبرنا قتيبة ،عن مالك.
كلاهما - مالك ،و المغيرة الحزامي - عن أبي الزناد ،عن الأعرج ، فذكره.
* الروايات متقاربة المعنى.
وبلفظ «ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان ،ولا اللقمة ولا اللقمتان ، وإنما المسكين الذي يتعفف واقرؤا إن شئتم قوله: لا يسألون الناس إلحافا» .
أخرجه البخاري (6/39) .ومسلم (3/96) قال: حدثنا أبو بكر بن إسحاق.
كلاهما - البخاري ، وأبو بكر بن إسحاق - عن سعد بن أبي مريم ،قال:حدثنا محمد بن جعفر ،قال حدثني شريك بن أبي نمر ، عن عطاء بن يسار وعبد الرحمن بن أبي عمرة ، فذكراه.
* أخرجه أحمد (2/395) قال :حدثنا سليمان بن داود ،ومسلم (3/95) قال :حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد.والنسائي (5/84) قال: أخبرنا علي بن حجر.
أربعتهم - سليمان بن داود ،ويحيى بن أيوب ، وقتيبة بن سيعد ، وعلي بن حجر - عن إسماعيل بن جعفر، عن شريك بن أبي نمر ، وعن عطاء بن عن أبي هريرة ، فذكره.ليس فيه : «عبد الرحمن بن أبي عمرة.» .
وبلفظ : «ليس المسكين الذي ترده الأكلة والأكلتان ، ولكن المسكين الذي ليس له غني ، ويستحيي ، أو لايسأل الناس إلحافا» .
أخرجه البخاري (2/260) قال :حدثنا عبد الأعلى ،عن معمر.وفي (2/445) قال :حدثنا وكيع.قال: حدثنا حماد بن سلمة.وفي (2/457) قال :حدثنا محمد بن جعفر ،قال :حدثنا شعبة.وفي (2/469) قال : حدثنا عبد الرحمن.قال: حدثنا حماد بن سلمة.والدارمي (1623) قال : أخبرنا هاشم ابن القاسم.قال :حدثا شعبة.والبخاري (2/153) قال :حدثنا حجاج بن منهال. قال :حدثنا شعبة
ثلاثتهم - معمر ، وحماد بن سلمة، وشعبة- عن محمد بن زياد ،فذكره.
* الروايات متقاربة المعنى.
وبلفظ : «ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان ، ولا اللقمة.واللقمتان.ولكن المسكين الذي لايسأل، ولا يعرف مكانه فيعطى» .
أخرجه الحميدي (1059) قال :حدثنا سفيان.وقال :سمعنا من الهجري أحاديث ، عن أبي عياض ، عن أبي هريرة ، هذا أحدها ،فذكره.
وبلفظ: «ليس المسكين الذي ترده الأكلة والأكلتان ، التمرة التمرتان.قالوا :فما المسكين يارسول الله ؟ قال:الذي لا يجد غنى ،ولايعلم الناس حاجته فيتصدق عليه.» .
أخرجه أحمد (2/260) قال:حدثنا عبد الأعلى وأبو داود (1632) قال :حدثنا مسدد وعبيد الله بن عمر وأبو كامل، قالوا :حدثنا عبد الواحد بن زياد.والنسائي (5/85) قال : أخبرنا نصر بن علي.قال :حدثنا عبد الأعلى.
كلاهما - عبد الأعلى بن عبد الأعلى ، وعبد الواحد بن زياد - عن معمر ،عن الزهري ، عن أبي سلمة، فذكره.
وبلفظ : «ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان والأكلة والأكلتان،ولكن المسكين الذي لايسأل الناس شيئا، ولا يفطنون به فيعطونه» .
أخرجه أحمد (2/393) قال :حدثنا أبو نعيم.وأبو داود (1631) قال :حدثنا عثمان بن أبي شيبة وزهير بن حرب.قالا :حدثنا جرير.وابن خزيمة (2363) قال :حدثنا سلم بن جنادة.قال :حدثنا أبو معاوية.
ثلاثتهم - أبو نعيم الفضل بن دكين ،وجرير بن عبد الحميد ، وأبو معاوية - عن الأعمش ، عن أبي صالح، فذكره.

الفصل الثالث : في الرضى بالقليل
7622 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا نظرَ أحدُكم إلى مَنْ فُضِّل عليه في المال والَخْلقِ ، فلينظر إلى من هو أسفل منه» أخرجه البخاري .
وفي رواية مسلم قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «انظروا إلى من هو أسفل منكم ، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم ، فهو أجدرُ أن لا تزدَرُوا نعمة الله عليكم» . -[143]-
وله في أخرى : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا نَظَرَ أحدُكم إلى من فُضِّلَ عليه في المال والخَلْقِ ، فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فُضِّل عليه» وفي رواية الترمذي مثل رواية مسلم الأولى .
وفي رواية ذكرها رزين قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «انظروا إلى من هو أسفل منكم في الدنيا ، وفوقكم في الدِّين ، فذلك أجدَرُ أن لا تزدَروا نعمة الله عليكم» .
زاد في رواية : قال عونُ بن عبد الله بن عُتبة : كنتُ أصحبُ الأغنياء فما كان أحد أكثرَ هَمَّاً مني ، كنت أرى دابة خيرا ًمن دابَّتي ، وثوباً خيراً من ثوبي ، فلما سمعت هذا الحديث صَحِبْتُ الفقراء فاستَرْحتُ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تزدروا) الازدراء : الاحتقار والعيب والانتقاص .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 276 في الرقاق ، باب لينظر إلى من هو أسفل منه ، ومسلم رقم (2963) في الزهد في فاتحته ، والترمذي رقم (2515) في القيامة ، باب رقم (59) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/413) ومسلم (8/213) قال :حدثنا محمد بن رافع.
كلاهما - أحمد بن حنبل ، وابن رافع - عن عبد الرزاق بن همام ، قال :حدثنا معمر ، عن همام بن منبه،فذكره.
والرواية الثانية :
أخرجها أحمد (2/245) قال : حدثنا أبو معاوية ووكيع.وفي (2/481) قال :حدثنا وكيع.ومسلم (8/213) قال :حدثني زهير بن حرب.قال :حدثنا جرير (ح) وحدثنا أبو كريب.قال :حدثنا أيوب معاوية (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ،قال :حدثنا أبو معاوية ووكيع ، وابن ماجة (4142) قال :حدثنا أبو بكر.قال :حدثنا وكيع وأبو معاوية ،والترمذي (2513) قال :حدثنا أبو كريب ،قال:حدثنا أبو معاوية ووكيع.
- والتي في الصحيحين بلفظ.
«لا ينظر أحدكم إلى من فوقه في الخلق ، أو الخلق ، أو المال ، ولكن ينظر إلى من هو دونه» .
أخرجه الحميدي (1066) قال :حدثنا سفيان.وأحمد (2/243) قال : حدثنا سفيان ،والبخاري (8/128) قال :حدثنا إسماعيل ،قال :حدثني مالك.ومسلم (8/213) قال :حدثنا يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد.قال قتيبة :حدثنا وقال يحيى : أخبرنا المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي.
ثلاثتهم - سفيان ومالك ،والمغيرة - عن أبي الزناد ،عن الأعرج ، فذكره.

الفصل الرابع : في المسألة ، وفيه أربعة فروع
[الفرع] الأول : في ذمها مطلقاً
7623 - (خ م س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تزالُ المسألة بأحدكم ، حتى يلقى الله وليس في وجهه مُزعة لحم» وفي رواية «حتى يأتي يوم القيامة» أخرجه البخاري ومسلم ، وأخرج النسائي الرواية الثانية (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مُزعة) المزعة : قطعة من اللحم يسيرة ، كالنِّتفة من الشيء .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 268 في الزكاة ، باب من سأل الناس تكثراً ، ومسلم رقم (1040) في الزكاة ، باب كراهة المسألة للناس ، والنسائي 5 / 94 في الزكاة ، باب المسألة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (2/15) (4638) قال:حدثنا إسماعيل ، قال : أخبرنا معمر.وفي (2/88) (5616) قال :حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر.وعبد بن حميد (828) قال : أخبرنا عبد الرزاق ،قال : أخبرنا معمر.والبخاري (2/153) قال :وقال معلى ،قال :حدثنا وهيب ،عن النعمان بن راشد ،ومسلم (3/96) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ،قال :حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى ، عن معمر. (ح) وحدثني عمرو الناقد ، قال :حدثني إسماعيل بن إبراهيم ،قال : أخبرنا معمر.
كلاهما - معمر ، والنعمان بن راشد - عن عبد الله بن مسلم أخي الزهري.
2- وأخرجه البخاري (2/153) قال :حدثنا يحيى بن بكير ،ومسلم (3/96) قال :حدثني أبو الطاهر،قال: أخبرنا عبد الله بن وهب.والنسائي (945) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، عن شعيب.
ثلاثتهم - يحيى بن بكير ،وعبد الله بن وهب ،وشعيب بن الليث - عن الليث بن سعد ،عن عبيد الله بن أبي جعفر.
كلاهما - عبد الله بن مسلم ،وعبيد الله بن أبي جعفر - عن حمزة بن عبد الله بن عمر ،فذكره.

7624 - (د س ت) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «المَسَائل كُدوح يَكدَحُ بها لرجل وجهه ، فمن شاء أبقى على وجهه ، ومن شاء تركه ، إلا أن يسأل الرجلُ ذا سلطان ، أو في أمر لا يجد منه بُداً» أخرجه أبو داود والنسائي . -[145]-
وفي رواية الترمذي «المسألة كَدٌّ يكُدُّ الرجل بها وجهه ، إلا أن يسأل الرجل سُلْطَاناً ، أو في أمر لا بد منه» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كدوح) الكدوح : الخموش .
(ذي سلطان) سؤال السلطان : قيل : أراد به أن يطلب حقه من بيت المال .
(كدٌّ) الكد : السعي والتعب في طلب الرزق .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1639) في الزكاة ، باب ما تجوز فيه المسألة ، والترمذي رقم (681) في الزكاة ، باب ما جاء في النهي عن المسألة ، والنسائي 5 / 100 في الزكاة ، باب مسألة الرجل ذا السلطان ، وباب مسألة الرجل في أمر لابد له منه ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناد صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/10) قال :حدثنا حسن بن موسى ،قال:حدثنا شيبان بن عبد الرحمن.
2- وأخرجه أحمد (5/19) .والترمذي (681) قال :حدثنا محمود بن غيلان.والنسائي (5/100) قال: أخبرنا محمود بن غيلان.
كلاهما - أحمد، محمود - قالا :حدثنا وكيع ،قال : حدثنا سفيان.
3- وأخرجه أحمد (5/19) قال حدثنا بن جعفر.وفي (5/22) قال :حدثنا عفان.وأبو داود (1639) قال حدثنا حفص بن عمرو النمري.والنسائي (5/100) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان ،قال :حدثنا محمد بن بشر.
أربعتهم - محمد بن جعفر ،وعفان ، وحفص ،وابن بشر - عن شعبة.
ثلاثتهم - شيبان ،وسفيان ،وشعبة - عن عبد الملك بن عمير ،عن زيد بن عقبة ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.

7625 - (س) عائذ بن عمرو - رضي الله عنه - أن رجلاً «أتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فسأله فأعطاه ، فلما وضع رجلَه على أسْكُفَّة الباب ، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : لو تعلمون ما في المسألة ، ما مشى أحد إلى أحد يسأله شيئاً» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 5 / 94 و 95 في الزكاة ، باب المسألة ، وفي سنده عبد الله بن خليفة ، ويقال : خليفة بن عبد الله البصري ، وهو مجهول ، كما قال الحافظ في " التقريب " : ما روى عنه إلا بسطام بن مسلم ، ووهم من زعم أن شعبة روى عنه . أقول : لكن رواه الطبراني في " الكبير " من طريق قابوس عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو يعلم صاحب المسألة ماله فيها لم يسأل " فالحديث حسن بهذا الشاهد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/65) قال حدثنا روح بن عبادة.والنسائي (5/94) قال : أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي ،قال :حدثنا أمية بن خالد قال :حدثنا شعبة.
كلاهما - روح ،وشعبة - عن بسطام بن مسلم ،عن عبد الله بن خليفة الغبري ، فذكره.
* في رواية روح بن عبادة سماه (خليفة بن عبد الله) .

7626 - (خ) الزبير بن العوام - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لأن يأخذ أحدكُم أحْبُلَهُ ، ثم يأتي الجبلَ فيأتي بحُزْمة من حَطَب على ظهره فيبيعها ، خيرٌ له من أن يسأل الناس أعْطَوْهُ أم مَنَعوُه» . أخرجه البخاري (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أحبُله) الأحبل : جمع حبل .
__________
(1) 3 / 265 في الزكاة ، باب الاستعفاف عن المسألة ، وفي البيوع ، باب كسب الرجل وعمله بيده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/164) (1407) قال :حدثنا حفص بن غياث ،وفي (1/176) (1429) قال :حدثنا وكيع ،وابن نمير ،والبخاري (2/152) قال :حدثنا موسى ، قال :حدثنا وهيب.وفي (3/75) قال :حدثنا يحيى بن موسى ، قال :حدثنا وكيع ، (3/149) قال :حدثنا معلى بن أسد،قال:حدثنا وهيب.وابن ماجة (1836) قال :حدثنا علي بن محمد ، وعمرو بن عبد الله الأودي.قالا:حدثنا وكيع.
أربعتهم- حفص ، ووكيع ، وابن نمير ،ووهيب - عن هشام بن عروة، عن أبيه ، فذكره.

7627 - (خ م ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لأن يَحْتَطِبَ أحدكم حُزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحداً فيعطيه أو يمنعه» .
وفي أخرى قال : «والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم أحبُلَه ، فيحتطبَ على ظهره ...» وذكر الحديث .
وفي أخرى قال : «لأن يأُخذَ أحدكم أحبُله ، ثم يغدو - أحسبه قال : إلى الجبل - فَيَحْتَطِبَ ويتصدق خَيْر له من أن يسأل الناس» .
وفي أخرى : «لأن يغدو أحدكم فيحتطب على ظهره فيتصدق به و يستغني به عن الناس خير من أن يسأل الناس رجلاً أعطاه أو منعه ، ذلك بأن اليَدَ العُلْيَا خيْرٌ مِنَ اليَد السُّفْلى ، وابدأ بمن تَعُول» .
أخرجه البخاري إلا الآخرة ، وأخرج مسلم الأولى والآخرة ، وأخرج -[147]- الموطأ الثانية ، وأخرج النسائي الأولى والثانية ، وأخرج الترمذي الآخرة (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اليد العليا) : هي يد المعطي ، لأنها بالحقيقة تعلو على يد السائل صورة ومعنى .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 265 في الزكاة ، باب الاستعفاف عن المسألة ، وباب قول الله تعالى : {لا يسألون الناس إلحافاً} ، وفي البيوع ، باب كسب الرجل وعمله بيده ، وفي الشرب ، باب بيع الحطب والكلأ ، ومسلم رقم (1042) في الزكاة ، باب كراهية المسألة للناس ، والموطأ 2 / 998 و 999 في الصدقة ، باب ما جاء في التعفف في المسألة ، والترمذي رقم (680) في الزكاة ، باب ما جاء في النهي عن المسألة ، والنسائي 5 / 96 في الزكاة ، باب الاستعفاف عن المسألة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك الموطأ (617) .والحميدي (1057) قال :حدثنا سفيان وأحمد (2/243) قال: حدثنا سفيان والبخاري (2/152) قال :حدثنا عبد الله بن يوسف ،قال: أخبرنا مالك.والنسائي (5/96) قال : أخبرنا علي بن شعيب ، قال :أنبأنا معن.قال :أنبأنا مالك.
كلاهما - ومالك ، وسفيان بن عيينة - عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، فذكره.
وبلفظ: «لأن يأخذ أحدكم حبله ، ثم يغدو ، أحسبه قال : إلى الجبل فيحتطب ، فيبيع فيأكل ويتصدق ، خير له من أن يسأل الناس» ..
أخرجه أحمد (2/496) قال :حدثنا ابن نمير والبخاري (2/154) قال :حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال :حدثنا أبي.
كلاهما - عبد الله بن نمير ،وحفص بن غياث - عن الأعمش ، عن أبي صالح ،فذكره.
* صرح الأعمش بالسماع في رواية البخاري.
وبلفظ : «لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره ،خير له من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه» .
أخرجه أحمد (2/455) قال :حدثنا حجاج ،قال :حدثنا ليث.قال :حدثنا عقيل ،والبخاري (3/75و149) قال :حدثنا يحيى بن بكير.قال:حدثنا الليث ،عن عقيل ،ومسلم (3/97) قال :حدثني أبو الطاهر ويونس بن عبد الأعلى.قالا :حدثنا ابن وهب.قال : أخبرني عمرو بن الحارث.والنسائي (5/93) قال :أخبرنا أبو داود.قال :حدثنا يعقوب بن إبراهيم..قال :حدثنا أبي ،عن صالح.
ثلاثتهم - عقيل ،وعمرو بن الحارث ، وصالح بن كيسان - عن ابن شهاب ،عن أبي عبيد ،مولى عبد الرحمن بن عوف ، فذكره.
* الروايات متقاربة المعنى.

7628 - (د س) ثوبان - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال «مَنْ يَكْفُلُ لي [أن] لا يسأل الناس شيئاً وأتَكَفَّلُ له بالجنّة ؟ فقال ثوبان : أنا ، فكان لا يسأل أحداً شيئاً» أخرجه أبو داود .
وفي رواية النسائي قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «مَنْ يَضْمَنُ لي واحدة وله الجنة ؟ قال : وقال كلمة ، أن لا يسأل الناس شيئاً» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1643) في الزكاة ، باب كراهية المسألة ، والنسائي 5 / 96 في الزكاة ، باب فضل من لا يسأل الناس شيئاً ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (5/275) قال :حدثنا أسود بن عامر، قال :حدثنا شريك. وفي (5/276) قال :حدثنا محمد بن جعفر ،قال :حدثنا شعبة.وأبو داود (1643) قال :حدثنا عبيد الله بن معاذ ،قال :حدثنا أبي ،قال :حدثنا شعبة.
كلاهما - شريك ، وشعبة - عن عاصم الأحول ،عن أبي العالية ،فذكره.
1- أخرجه أحمد (5/277) قال :حدثنا وكيع ، وفي (5/281) قال :حدثنا يزيد بن هارون ،وأبو النضر،وابن ماجة (1837) قال :حدثنا علي بن محمد قال : حدثنا وكيع ،والنسائي (5/96) قال :أخبرنا عمرو بن علي ،قال :حدثنا يحيى.
أربعتهم - وكيع ، ويزيد بن أبو النضر ،يحيى - عن ابن أبي ذئب ،عن محمد بن قيس.
2- وأخرجه أحمد (5/279) قال :حدثنا محمد بن عبيد ،قال :حدثنا محمد بن عثمان ،وفي (5/281) قال :حدثنا يزيد بن ،قال : أخبرنا محمد بن إسحاق.
كلاهما - بن عثمان ، وابن إسحاق - عن العباس بن عبد الرحمن بن ميناء.
كلاهما - محمد بن قيس ،والعباس - عن عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية ، فذكره

7629 - (م س) معاوية - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا تُلْحِفُوا في المسألة ، فوالله لا يسألني أحد منكم شيئاً فتخرِجُ له مسألتُه مني شيئاً وأنا له كاره ، فيبارَكَ له فيما أعطيُتهُ» أخرجه مسلم والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1038) في الزكاة ، باب النهي عن المسألة ، والنسائي 5 / 97 و 98 في الزكاة ، باب الإلحاف في المسألة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (604) وأحمد (4/98) وعبد بن حميد (420) قال : أخبرنا عبد الرزاق ،والدارمي (1651) قال :أخبرنا سعيد بن منصور ، ومسلم (3/95) قال:حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، (ح) وحدثنا ابن أبي عمر المكي.والنسائي (5/97) قال : أخبرنا الحسين بن حريث.
سبعتهم - الحميدي ، وأحمد ، وعبد الرزاق ،وسعيد ،ومحمد بن عبد الله ، وابن أبي عمر ، والحسين - عن سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن وهب بن منبه ،عن أخيه همام ، فذكره.

7630 - (ط) عبد الله بن أبي بكر [بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري] (1) عن أبيه : «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- استعمل رُجلاً من بني عبد الأشْهَلِ على الصدقةِ ، فلما قَدِمَ سأله بعِيراً منها ، فَغَضِبَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى احْمَرَّ وَجْهُه ، وعُرِفَ الغضب في وجهه - وكان مما يُعْرَفُ [به الغضب في وجهه] : أن تحمرَّ عيناه - ثم قال : ما بالُ رجال يسألني أحدهم ما لا يَصْلحُ لي ولا له ، فإن منعته كَرهتُ مَنْعَهُ ، وإنْ أعطيتُهُ أعطيتُه مالا يصلح لي ولا له ؟ فقال الرجل : يا رسولَ الله ، لا أسألك منها شيئاً أبداً» أخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) في المطبوع : عبد الله بن أبي بكر الصديق ، وهو خطأ .
(2) 2 / 1000 في الصدقة ، باب ما يكره من الصدقة ، من حديث عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري عن أبيه أبي بكر وهو مرسل ، قال الزرقاني في " شرح الموطأ " : ورواه أحمد بن منصور البلخي عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن أنس .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل : أخرجه مالك (1951) عن عبد الله بن أبي بكر ، عن أبيه ، فذكره.
وقال الزرقاني في شرح الموطأ (4/551) ورواه أحمد بن منصور البلخى، عن مالك ،عن عبد الله ، عن أبيه ، عن أنس.

7631 - (خ م ت س) عروة بن الزبير - رضي الله عنه - أن حكيم بن حزام قال : «سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فأعطاني ، ثم سألتُه فأعطاني - زاد في رواية : ثم سألتُه فأعطاني - ثم قال لي : يا حكيم ، إن هذا المال خَضر حُلْو ، فَمَنْ أخذَه بسَخَاوَةِ نفسه بُورِكَ له فيه ، ومن أخذه بإشراف نفسه لم يُبَاركْ له فيه ، وكان كالذي يأْكلُ ولا يشبَعُ ، واليَدُ العُلْيا خير من اليد السفلى ، قال حكيم : فقلت : يا رسولَ الله ، والذي بَعَثَكَ بالحقِّ لا أرْزَأُ أحداً بَعدَكَ شيئاً حتى أُفارِقَ الدنيا ، فكان أبو بكر يدعو حَكيماً -[149]- لِيُعطِيَهُ عطاءه ، فيأْبى أن يقبلَ منه شيئاً ، ثم إن عمر دعاه ليُعْطِيه عطاءه ، فأبى أن يَقْبلَ منه شيئاً ، فقال عمر : يا معشر المسلمين إني أعرض على حكيم حقَّهُ الذي له مِنْ هذا الفيء ، فيأبَى أن يأخذه ، فلم يَرْزَأْ حكيم شيئاً أحداً من الناس بعدَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى تُوفيَ» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي .
وأخرجه النسائي إلى قوله : «حتى أُفارق الدنيا» وفي أخرى إلى قوله : «السفلى» (1) .
وزاد رزين بعد قوله : السفلى «ومَنْ يستَغْنِ يُغْنِهِ الله ، وَمْن يستَعفِفْ يُعفُّهُ الله ، فاسْتَغْنيت ، فْأغناني الله ، فما بالمدينة أكثر مِنَّا مالاً (2)» .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خَضِر) الخضر الناعم الطري ، والمراد به : أن المال محبوب إلى الناس -[150]-

(الارزاء) : يقال : ما رزأتُهُ شيئاً ، أي : ما أخذت منه شيئاً ، ولا أصَبْتُ ، وأصله من النقص فإن من أخذ شيئاً : فقد انتقصه شيئاً من ماله .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 265 في الزكاة ، باب الاستعفاف عن المسألة ، وفي الوصايا ، باب تأويل قول الله عز وجل : {من بعد وصية توصون بها أو دين} ، وفي الجهاد ، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم ، وفي الرقاق ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " هذا المال خضرة حلوة " ، ومسلم رقم (1035) في الزكاة ، باب أن اليد العليا خير من اليد السفلى ، والترمذي رقم (2465) في صفة القيامة ، باب رقم (30) ، والنسائي 5 / 101 في الزكاة ، باب مسألة الرجل في أمر لابد منه .
(2) هذا الزيادة بلفظ " ومن يستغن يغنه الله ، ومن يستعف يعفه الله " رواها مالك والبخاري ومسلم والدارمي ، والترمذي وغيرهم ، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، والفقرة الأخيرة ، رواها أحمد في " المسند " 3 / 44 بلفظ : " فما زال الله عز وجل يرزقنا حتى ما أعلم في الأنصار أهل بيت أكثر أموالاً منا " .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (553) وأحمد (3/434) والبخاري (8/116) قال :حدثنا علي بن عبد الله ، ومسلم (3/94) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو بن الناقد ،والنسائي (5/60) قال :أخبرنا قتيبة.
ستتهم - الحميدي ،وأحمد ، وعلي ، وأبو بكر ، وعمرو الناقد ،وقتيبة - قالوا :حدثنا سفيان.
2- وأخرجه الدارمي (1657 و2753) والبخاري (4/6 و113) قال :الدارمي :أخبرنا، وقال البخاري حدثنا محمد بن يوسف ،قال :حدثنا الأوزاعي.
3- وأخرجه البخاري (2/152) قال :حدثنا عبدان ،والترمذي (2463) قال :حدثنا سويد.
كلاهما - عبدان ،وسويد -قالا : أخبرنا عبد الله - بن المبارك - قال : أخبرنا يونس.
4- وأخرجه النسائي (5/101) قال : أخبرني الربيع بن سليمان بن داود ،قال :حدثنا إسحاق بن بكر،قال:حدثني أبي ، عن عمرو بن الحارث.
أربعتهم - سفيان ، والأوزاعي ،ويونس ،وعمرو - عن الزهري ، قال : أخبرني عروة وسعيد بن المسيب،فذكراه.
* وأخرجه النسائي (5/100) قال : أخبرنا عبد الحبار بن العلاء بن سفيان ،عن الزهري ،قال : أخبرني عروة ،فذكره.لم يذكر - سعيد بن المسيب -.
* وأخرجه النسائي (5/101) قال : أخبرنا أحمد بن سليمان ،قال :حدثنا مسكين بن بكير ،قال :حدثنا الأوزاعي ، عن الزهري ،عن سعيد بن المسيب.فذكره ، ولم يذكره (عروة) .
زاد الأوزاعي عند البخاري ،ويونس : قال حكيم : فقلت يارسول الله ،والذي بعثك بالحق لاأرزأ أحدا بعدك شيئا ، حتى أفارق الدنيا فكان أبو بكر يدعو حكيما ليعطيه العطاء فيأبى أن يقبل منه شيئا ، ثم إن عمر دعاه ليعطيه فيأبى أن يقبله فقال : يامعشر المسلمين إني أعرض عليه حقه الذي قسم الله من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه فلم يرزأ حكيم أحدا من الناس بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى توفي رحمه الله.

7632 - (ط) [زيد بن أسلم] عن أبيه - رحمه الله - قال : قال لي عبد الله بن الأرقم : «ادلُلْني على بعير من المطايا أستَحْمِلُ عليه أميرَ المؤمنين ، فقلت : نعم جملٌ من إبل الصدقة ، فقال عبد الله بن الأرقم : أتُحِبُّ لو أن رجلاً بادناً في يومٍ حارٍّ غَسلَ لك ما تحت إزارِه ورُفْغَيْهِ ، ثم أعطاكه فشربْتَه ؟ قال : فَغَضِبْتُ ، وقلت : يغفر الله لك ، لِمَ تَقُول مثل هذا لي ؟ قال : فإنما الصدقة أوساخُ الناس يَغْسِلُونها عنهم» أخرجه الموطأ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المطايا) جمع مطية ، وهي البعير ، لأنه يركب مطَاه ، أي ظهره .
(استحمل) استحملتُ فلاناً : إذا طلبتَ منه أن يعطيَكَ ما تركب عليه وتحمل عليه متاعك .
(بادناً) البادن : السمين ، بَدَّن الرجل : إذا سمن .
(رفغيه) الرفغ بضم الراء وفتحها : الإبط ، وقيل : أصل الفخذ ، وقيل : وسخ الظفر ، والأرفاغ : المغابن ، والمغابن كل موضع يجتمع للإنسان من بدنه وسخ وعرق وهي معاطِف الجلد .
__________
(1) 2 / 1001 في الصدقة ، باب ما يكره من الصدقة ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك (2952) عن زيد بن أسلم ،عن أبيه ، فذكره.

7633 - (د س) ابن الفراسي - رحمه الله - أن أباه قال لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- : أسأل يا رسول الله ؟ قال : «لا ، وإن كنتَ [سائلاً] ولا بد ، فاسأل الصالحين» أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1646) في الزكاة ، باب في الاستعفاف ، والنسائي 5 / 95 في الزكاة ، باب سؤال الصالحين ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أحمد (4/2234) وقال أبو عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد : وكتب به إلى قتيبة بن سعيد بن كتبت إليك بخطي وختمت الكتاب بخاتمي ونقشه: الله ولي سعيد -رحمه الله - وهو خاتم أبي و أبو داود (1646) .والنسائي (5/95) .
أربعتهم - أحمد بن حنبل ، وأبو داود ،وعبد الله أحمد ، والنسائي - عن قتيبة بن سعيد ،قال :حدثنا الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة ، عن بكر بن سوادة ،عن مسلم بن مخشي ،فذكره.

[الفرع] الثاني : في ذمها مع القدرة
7634 - (د ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «من سَألَ الناس ، وله ما يغنيه ، جاء يوم القيامة ومسألتُه في وجهه خُموش- أو خدوش ، أو كُدوح - قيل : يا رسول الله ، وما يغنيه ؟ قال : خمسون دِرْهماً ، أو قيمتها من الذهب» . أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) رواه وأبو داود رقم (1626) في الزكاة ، باب من يعطي من الصدقة وحد الغنى ، والترمذي رقم (650) في الزكاة ، باب ما جاء من تحل له الزكاة ، والنسائي 5 / 97 في الزكاة ، باب حد الغنى ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (1840) في الزكاة ، باب من سأل عن ظهر غنى ، والدارمي 1 / 386 في الزكاة ، باب من تحل له الصدقة ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (1/388) (3675) (1/441) (4207) قال :حدثنا وكيع ،والدارمي (1648) قال : أخبرنا أبو عاصم ،ومحمد بن يوسف ،وأبو داود (1626) قال : حدثنا الحسن بن علي ،قال : حدثنا يحيى بن آدم.وابن ماجة (1840) قال :حدثنا الحسين بن علي الخلال.قال :حدثنا يحيى بن آدم.والترمذي (651) قال :حدثنا محمود بن غيلان ،قال :حدثنا يحيى بن آدم والنسائي (5/97) قال : أخبرنا أحمد بن سليمان ،قال :حدثنا يحيى بن آدم.
أربعتهم - وكيع وأبو عاصم ،محمد بن يوسف ، ويحيى بن ادم - عن سفيان الثوري.
2- وأخرجه الدارمي (1647) قال : أخبرنا يزيد بن هارون، والترمذي (650) قال :حدثنا قتيبة وعلي بن حجر.
ثلاثتهم - يزيد ، وقتيبة ، وعلي عن شريك - كلاهما - سفيان ،وشريك - عن حكيم بن جبير ،عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد ،عن أبيه ، فذكره.
* في رواية يحيى بن آدم قال :فقال عبد الله بن عثمان لسفيان : حفظى أن شعبة لا يروي عن حكيم بن جبير،فقال سفيان : فقد حدثناه زبيد ،عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد.
* قال الترمذي : حديث حسن.وقد تكلم شعبة في حكيم بن جبير من أجل هذا الحديث.
* وقال النسائي : لا نعلم أحدا قال هذا الحديث:- عن زبيد - غير يحيى بن آدم ،ولانعرف هذا الحديث إلا من حديث حكيم بن جبير وحكيم ضعيف ، وسئل شعبة عن حكيم بن جبير.فقال : أخاف النار.وقد كان روى عنه قديما. «تحفة الأشراف» (7/9387) .

7635 - (د) سهل بن الحنظلية - رضي الله عنه - قال : «قدِمَ عُيينة بن حِصْن ، والأقرع بن حابس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فسألاه ، [فأمر لهما بما -[152]- سأَلاه] ، فأمر معاويةَ ، فكتب لهما ما سألا ، فأما الأقرع ، فأخذ كتابه فَلفَّه في عمامته وانطلق ، و أما عيينة : فأخذ كتابه وأتى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مكانه ، فقال : يا محمد ، أتُراني حامِلاً إلى قومي كتاباً لا أدري ما فيه ، كصحيفة المُتَلِّمس ؟ فأخبر معاوية بقوله رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : من سأل وِعنْدَه ما يغنيه ، فإنما يستكثر من النار ، قال النُّفَيْليّ - هو أحد رواته - في موضع آخر -[من جَمْرِ جهنم] ، فقالوا : يا رسول الله : وما يُغْنِيهِ ؟ قال النفيلي في موضع آخر : وما الغنى الذي لا تنبغي معه المسألة ؟ - قال : قدرُ ما يُغَدِّيه ويُعَشِّيه» وفي موضع آخر «أن يكون له شِبَعُ يوم وليلة ، أو ليلة ويوم» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كصحيفة المتلمس) : الصحيفة : الكتاب ، والمتلمس : عبد المسيح بن جرير الشاعر ، كان قدم هو وطرَفة بن العبد الشاعر ، على الملك عمرو بن المنذر ، فأقاما عنده ، فنقم عليهما أمراً ، فكتب لهما كتابين إلى عامله بهَجَر ، أو بعمان ، أو بالبحرين ، يأمره بقتلهما ، وقال لهما : إني قد كتبت لكما بصِلَة ، فاجتازوا بالحِيرة ، فأعطى المتلمس صحيفته صَبيّاً فقرأها فإذا فيها يأمر عامله بقتله ، فألقاها في الماء ، وذهب وقال لطرفة : افعل مثل -[153]- فعلي ، فإن صحيفتك مثل صحيفتي ، فأبى عليه ، ومضى بها إلى عامل الملك فأمضى فيه حكمه وقتله .
__________
(1) رقم (1629) في الزكاة ، باب من يعطى من الصدقة وحد الغنى ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أحمد (4/180) قال :حدثنا علي بن عبد الله ،قال :حدثني الوليد بن مسلم ،قال :حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ،وأبو داود (1629و2548) قال:حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي ،قال :حدثنا مسكين (يعني بن بكير) قال :حدثنا محمد بن مهاجر ،وابن خزيمة (2391 و2545) قال :حدثنا محمد بن يحيى بن قال :حدثنا النفيلي ،قال :حدثنا مسكين الحذاء ،قال :حدثنا محمد بن المهاجر.
كلاهما - عبد الرحمن بن يزيد ،ومحمد بن الهاجر - عن ربعية بن يزيد ،عن أبي كبشة السلولي ،فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.

7636 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «مَنْ سأل الناس تكُّثراً ، فإنما يسأل جَمْراً ، فليستقِل أو ليستكثر» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1041) في الزكاة ، باب كراهية المسألة للناس .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/231) .ومسلم (3/96) قال :حدثنا أبو كريب وواصل بن عبد الأعلي ،وابن ماجة (1838) قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
أربعتهم - أحمد بن حنبل ، وأبو كريب ، وواصل بن عبد الأعلى ، وأبو بكر بن أبي شيبة - عن محمد بن فضيل ، عن عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة ، فذكره.

7637 - (د س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «مَنْ سأل وله قيمة أوقية فقد ألحفَ ، قال قلت : ناقتي الياقوَتةُ هي خيرٌ من أوقية ، قال هشام : خيرٌ من أربعينَ دِرهماً فرجَعْتُ ولم أسأله» .
قال أبو داود : زاد هشام في حديثه «وكانت الأوقية على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أربعين درهماً» هذه رواية أبي داود .
وفي رواية النسائي قال : «سَرَّحَتْنِي أُمِّي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فأتَيتُ وقَعدْتُ فاستقبلني ، وقال : مَنْ استغنى أغناهُ الله ، ومَن استعفَّ أعفَّه الله ، ومن استكفَى كفاهُ الله ، ومن يسأل وله قيمةُ أوقية ، فقد ألحْفَ ، فقلت : ناقتي الياقوَتَةُ هي خير من أوقية ، فرَجعتُ ولم أسأله» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1628) في الزكاة ، باب من يعطي من الصدقة وحد الغنى ، والنسائي 5 / 98 في الزكاة ، باب من الملحف ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أحمد (3/7) قال :حدثنا أبو سعيد ،وفي (3/9) قال :حدثنا قتيبة بن سعيد ، وفي (3/9) قال :حدثنا الحكم بن موسى ،وأبو داود (1628) قال :حدثنا قتيبة بن سعيد، وهشام بن عمار ،والنسائي (5/98) قال أخبرنا قتيبة.وابن خزيمة (2447) قال :حدثنا زكريا بن يحيى بن أبان، قال :حدثنا عبد الله بن يوسف.
خمستهم - أبو سعيد ، وقتيبة ،والحكم ،وهشام، وابن يوسف - قالوا:حدثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال ، وعن عمارة بن غزية ، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد ، فذكره.

7638 - (ط د س) عطاء بن يسار - رضي الله عنه - «أن رجُلاً من بني أسد قال له : نزلتُ أنا وأهْلي ببقيع الغَرْقَدِ ، فقال لي أهلي : لو أتيْتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وسألته لنا شيئاً ؟ وجعلوا يذكرون من حاجتهم ، فأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فَوَجَدْتُ عِنده رجُلاً يَسألُهُ ، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : لا أجِدُ ما أعْطِيكَ ، فولّى الرجل وهو مُغْضَب يقول : لَعَمْري ، إنك لَتُعْطِي مَنْ شئتَ ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إنه لَيَغْضبُ عَلَيَّ أن لا أجِدَ ما أُعطِيهِ ، مَنْ سَألَ منكم وله أوقية أو عَدْلُها ، فقد سأل إلحْافاً ، قال الأَسدي ، فقلت : لَلَقْحَتُناَ خير مِنْ أوقية ، وكانت الأوقيةُ أربعين دِرْهَماً فَرَجَعْتُ ولم أسأله شيئاً ، فَقُدِمَ بعد ذلك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بشعير وزبيب ، فَقَسمَ لنا منه ، حتى أغنانا» أخرجه الموطأ وأبو داود والنسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لَقْحة) اللقحة : الناقة ذات اللبن .
__________
(1) رواه الموطأ 2 / 999 في الصدقة ، باب ما جاء في التعفف عن المسألة ، وأبو داود رقم (1627) في الزكاة ، باب من يعطي من الصدقة وحد الغنى ، والنسائي 5 / 98 و 99 في الزكاة ، باب إذا لم يكن له دراهم وكان له عدلها ، وهو حديث صحيح ، قال الزرقاني في " شرح الموطأ " : وإبهام الصحابي لا يضر ، لعدالة جميعهم ، فالحديث صحيح ، وقد نص على ذلك أحمد وغيره .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (1949) عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ،عن رجل من بني أسد ،فذكره.
وأخرجه أحمد (4/36) قال :حدثنا وكيع.قال :حدثنا سفيان.وفي (5/430) قال :حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ،وعن سفيان.وأبو داود (1627) قال :حدثنا عبد الله بن مسلمة ،عن مالك والنسائي (5/98) قال: قال : الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع ،عن ابن القاسم ،قال :أنبأنا مالك.
كلاهما -سفيان ، ومالك - عن زيد بن أسلم ، وعن عطاء بن يسار ، فذكره.
*رواية سفيان مختصرة على : «من سأل وله أوقية أو عدلها فقد سأل إلحافا» .
وقال الزرقاني في شرح الموطأ (4/547) .وإبهام الصحابي لا يضر لعدالة جميعهم فالحديث صحيح وقد نص على ذلك أحمد وغيره.

7639 - (س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «مَنْ سأل وله أربعون دِرْهَماً فهُوَ مُلْحِف» . -[155]- أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 5 / 98 في الزكاة ، باب من الملحف ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه النسائي (5/98) قال : أخبرنا أحمد بن سليمان ،قال :أنبأنا يحيى بن آدم. وابن خزيمة (2448) قال :حدثنا عبد الجبار بن العلاء.
كلاهما - يحيى بن آدم ، وعبد الجبار بن العلاء - عن سفيان بن عيينه ، عن داود بن شابور ،عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ،فذكره.

[الفرع] الثالث : فيمن تجوز له المسألة
7640 - (م د س) قبيصة بن مخارق الهلالي - رضي الله عنه - قال : «تحمَّلت حَمَالة ، فأتيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أسأله فيها ، فقال : أقِمْ حتى تأتيَنا الصدقةُ ، فنأمُرَ لك بها ، ثم قال : يا قبيصة ، إنَّ المسألةَ لا تحلّ إلا لأحد ثلاثة : رجلٍ تحمل حمالة ، فَحلَّتْ له المسألة حتى يُصيبَها ، ثم يُمْسِكُ ، ورجُل أصابتهُ جائحة اجتاحت ماله ، فحلّتْ له المسألة حتى يُصيب قوَاماً مِنْ عَيْش - أو قال : سِداداً مِنْ عَيْش - ورجل أصابته فاقة ، حتى يقول ثلاثة من ذوي الحِجَا من قومه : لقد أصابت فلاناً فاقة ، فحلّت له المسألة ، حتى يصيبَ قَوَاماً من عَيْش - أو قال : سِدَاداً من عيش - فما سِوَاُهنَّ من المسألة يا قبيصة سُحْت ، يأكلها صاحبها سُحْتاً» . أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حمالة) الحمالة بفتح الحاء : أن يقع حرب بين فريقين ، فيقتل بينهم -[156]- قتلى ، فيلتزم رجل أن يؤدي ديات القتلى من عنده ، طالباً للصلح وإطفاء الفتنة.
(جائحة) الجائحة : الآفة التي تعرض للإنسان فتستأصل ماله ، وتدعه محتاجاً إلى الناس .
(قِواماً) القِوام : ما يقوم به أمر الإنسان من مال ونحوه .
(سداد) السِّداد ، بكسر السين : ما يكفي المُعْوِزَ والمقل ، يقال : في هذا سداد من عوز .
(فاقة) الفاقة : الفقر .
(الحجا) : العقل .
(السحت) : الحرام ، سمي به ، لأنه يُسْحِت البركة ويذهبها ، أو لأنه يهلك آكله .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1044) في الزكاة ، باب من تحل له المسألة ، وأبو داود رقم (1640) في الزكاة ، باب ما تجوز فيه المسألة ، والنسائي 5 / 96 و 97 في الزكاة ، باب فضل من لا يسأل الناس شيئاً .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (819) قال :حدثنا سفيان.وأحمد (3/477) قال :حدثنا سفيان بن عيينه.وفي (5/60) قال :حدثنا إسماعيل قال : أخبرنا أيوب والدارمي (1685) قال :حدثنا مسدد وأبو نعيم. قالا :حدثنا حماد بن زيد.
ومسلم (3/97) قال :حدثنا يحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد.
كلاهما - عن حماد بن زيد وأبو داود (1640) قال :حدثنا مسدد ،قال:حدثنا حماد بن زيد ،والنسائي (5/88 و89) قال : أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي، عن حماد. (ح) وأخبرنا علي بن حجر قال :حدثنا إسماعيل بن عن أيوب. (ح) وأخبرنا محمد بن النضر بن مساور ،قال :حدثنا حماد.وفي (5/96) قال : أخبرنا هشام بن عمار ،قال :حدثنا يحيى (وهو ابن حمزة) ،قال :حدثنا الأوزاعي ،وابن خزيمة (2359) قال:حدثنا محمد بن بشار، وحفص بن عمرو الربالي.قالا :حدثنا عبد الوهاب ،قال :حدثنا أيوب. (ح) وحدثنا علي بن حجر ،قال :حدثنا إسماعيل (عيني بن إبراهيم) ،عن أيوب.وفي (2360) قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي ،قال: أخبرنا بشر (يعني ابن بكر) قال :قال الأوزاعي.وفي (2361) قال : حدثنا أحمد بن عبدة ،قال:حدثنا حماد بن (يعني ابن زيد) .
أربعتهم -سفيان بن عيينة ،أيوب وحماد بن زيد ، والأوزاعي - عن أبي بكر هارون بن رباب ، عن كنانة ابن نعيم العدوي ، فذكره.

7641 - (د) أنس بن ملك - رضي الله عنه - أن رُجلاً من الأنصار «أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يسأله ، فقال : أمَا في بيتك شيء ؟ قال : بَلَى ، حِلْس نَلْبَسُ بعضَه ، ونَبْسُطُ بعضَهُ ، وقَعْب نَشْرَبُ فيه من الماء ، قال : ائتني بهما فأتاه بهما ، فأخذهما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بيده ، وقال : من يشتري هذين ؟ قال رجل : [أنا] آخذها بدرهم ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : مَنْ يزيد على درهم ؟ - مرتين أو ثلاثاً - قال رجل : أنا آخذهما بدرهَمْينِ ، فأعطاهما إياه ، فأخذ الدرهمين فأعطاهما الأنصاريَّ ، وقال : اشَترِ بأحدهما طعاماً ، فانبِذْه إلى -[157]- أهلك ، واشتر بالآخر قَدُّوماً فائْتِني به ، فأتاه به ، فشَدَّ فيه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عوداً بيده ، ثم قال : اذَهبْ فاحتَطِبْ وَبِعْ ، ولا أرَيَنَّكَ خَمْسة عشر يوماً ، ففعل ، فجاء وقد أصاب عشرةَ دراهم ، فاشترى ببعضها ثوباً ، وببعضها طعاماً ، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : هذا خْير لك من أن تجيء المسألة نُكْتَة في وجهك يومَ القيامة ، إن المسألة لا تَصْلُحُ إلا لثلاث : لذي فقر مُدْقِع ، أو لذي غُرْم مُفْظِع، أو لذي دم مُوِجع» أخرجه أبو داود .
واختصره [الترمذي] ، وقال : «باعَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- قَدَحاً وِحلْساً ، وقال : مَنْ يشتري هذا الحِلْس والقَدَحَ ؟ فقال رجُل : أَخذْتُهما بدِرْهَم ؟ فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: مَنْ يزيد على درهم ؟ فأعطاه رجل درهمين ، فباعهما منه» .
وأخرج النسائي منه أخصر من هذا ، قال : «باعَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- قدحاً وحِلْساًَ فيمن يزيد» وحيث أخرجا من الحديث هذا القدر لم نثبِتْ لهما علامة (1) .
-[158]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حِلسٌ) الحلس : الكساء يكون على ظهر البعير ، وسُمِّي به غيره من الأكسية التي تُمتهن وتداس .
(فقْر مدقع) الفقر المدقع هو الذي يُلْصِقُ صاحبه بالدَّقعاء ، وهي التراب ، وذلك من شدته ، وقيل : هو سوء احتمال الفقر .
(غرم مفظع) الغرم إذا ما تكلَّفت به ، والمفظع : الشديد الشنيع .
(دم موجع) الدم الموجع : هو أن يتحمل ديَّة ، فيسعى فيها حتى يؤديها إلى أولياء المقتول ، وإن لم يؤدِّها قُتل المتحمّل ، وهو نسيبه أو حميمه ، فيوجعه قتله .
__________
(1) رواه وأبو داود رقم (1641) في الزكاة ، باب ما تجوز فيه المسألة ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2198) في التجارات ، باب بيع المزايدة ، ورواه مختصراً الترمذي رقم (1218) في البيوع ، باب ما جاء في بيع من يزيد ، والنسائي 7 / 259 في البيوع ، باب البيع فيمن يزيد ، وأحمد في " المسند " 3 / 100 ، وفي سنده أبو بكر الحنفي عبد الله ، لا يعرف حاله ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث الأخضر بن عجلان ، وقال : والعمل على هذا عند بعض أهل العلم ، لم يروا بأساً ببيع من يزيد في الغنائم والمواريث وقد روى هذا الحديث المعتمر بن سليمان ، وغير واحد من أهل الحديث ، عن الأخضر بن عجلان .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (3/100) قال :حدثنا معتمر بن سليمان.
2- وأخرجه أحمد (3/100و 114) قال :حدثنا يحيى بن سعيد ،
3- وأخرجه أحمد (3/100) قال :حدثنا وكيع ، عن عبد الله بن عثمان.
4-وأخرجه أحمد (3/126) قال :حدثنا عبد الصمد ،والترمذي. (1218) قال :حدثنا حميد بن مسعدة.
كلاهما - عبد الصمد ،وحميد - عن عبيد الله بن شميط.
5- وأخرجه أبو داود (1641) قال :حدثنا عبد الله بن مسلمة ،وابن ماجة (2918) قال :حدثنا هشام بن عمار.
كلاهما - ابن مسلمة ،و هشام - عن عيسى بن يونس.
6- وأخرحه النسائي (7/259) قال :أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ،قال :حدثنا معتمر ، وعيسى بن يونس.
خمستهم - معتمر ، ويحيى ،وعبد الله ، وابن شميط ، وعيسى - عن الأخضر بن عجلان ، عن أبي بكر الحنفي ،فذكره.
* في رواية ابن شميط عند أحمد (3/126) لم يذكر الأخضر بن عجلان ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن لانعرفه إلا من حديث الأخضر بن عجلان.

7642 - (ت) حبشي بن جنادة - رضي الله عنه - قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع يقول - وهو واقف بعرفة ، وأتاه أعرابيٌّ ، فأخذ بطرف ردائه ، فسأله فيه ، فأعطاه إياه ، وذهب به ، فعند ذلك حُرِّمتِ المسألة ، فقال : رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إنَّ الصدقةَ لا تحلُّ لغني ، ولا لذي مِرّة سوي ، لا تَحِلُّ إلا لذي فقر مُدْقع ، أو غُرم مُفْظع ، أو دم موجع ، ومن سأل الناس ليُثرِيَ به ماله ، كان خموشاً في وجهه يوم القيامة ، ورَضْفاً يأْكله مِنْ جهنم ، فمن شاء فليُقِلّ ، ومن شاء فليُكْثِر» . -[159]- أخرجه الترمذي (1) .
وزاد رزين «وإني لأُعْطِي الرجلَ العطيةَ فَيَنْطلِقُ بها تحت إبطه ، وما هي إلا نار- أو قال : ينطلق بها جاعلها في بطنه ، وما هي إلا نار - فقال له عمر : ولم تعطي يا رسول الله ما هو نار ؟ فقال : أبى الله لي البخلَ ، وأبوا إلا مسألتي ، قالوا : وما الغنى الذي لا تنبغي معه المسألة ؟ قال : قَدْرُ ما يُغَدِّيه أو يعشِّيه» .
وفي رواية «أن يكون له شِبَعُ يومِ وليلة» .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مِرّة) المِرَّة : الشدة والقوة ، والسّوِي : التام الخلق السليم من الآفات .
(لِيُثرِي) الإِثراء : زيادة المال ، أثرى ماله : إذا كثر .
(رضفاً) : جمع رَضَفة وهي حجارة مُحْماة .
__________
(1) رقم (653) في الزكاة ، باب ما جاء من لا تحل له الصدقة ، وفي سنده مجالد بن سعيد ، وهو ضعيف ولأوله شاهد عند الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو ، بلفظ : " لا تحل الصدقة لغني ولذي مرة سوي " . والفقرة الثانية " ومن سأل الناس ليثري به ماله كان خموشاً في وجهه يوم القيامة " يشهد لها الحديث رقم (7612) المتقدم ، والحديث رقم (7614) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (653) قال :حدثنا علي بن سعيد الكندي ،وفي (654) قال :حدثنا محمود بن غيلان ،قال :حدثنا حدثنا يحيى بن آدم.
كلاهما - علي ،ويحيى - عن عبد الرحمن بن سليمان ،عن مجالد ،عن عامر الشعبي ،فذكره.
وقال الترمذي :هذا حديث غريب من هذا الوجه.قلت: لأن فيه مجالد بن سعيد ،وهو إلى الضعف أقرب.

[الفرع] الرابع : في أحاديث متفرقة
7643 - (ت د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال -[160]- رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «مَنْ نَزَلَتْ به فَاقَة فأنزلها بالناس لم تُسَدَّ فاقَتُه ، ومَنْ نزلتْ به فاقة فأنزلها بالله فيوشك الله له بِرِزْق عاجِل أو آجل» . أخرجه الترمذي .
وفي رواية أبي داود «أوشَكَ الله له بالغنى : إمَّا بَموتٍ عَاجِل ، أو غِنى عاجِل» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1645) في الزكاة ، باب في الاستعفاف ، والترمذي رقم (2327) في الزهد ، باب ما جاء في الهم في الدنيا وحبها ، وإسناده ضعيف ، ولكن له شواهد بمعناه يقوى بها ، وقال الترمذي : هذا حديث صحيح غريب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أحمد (1/389) (3696) و 1/442) (4219) قال :حدثنا وكيع وفي (1/407) (3869) قال :حدثنا أبو أحمد الزبيري ، وفي (1/442) (4220) قال :حدثنا عبد الرزاق ، قال: أخبرنا سفيان ،أبو داود (1645) قال :حدثنا مسدد ،قال :حدثنا عبد الله بن داود (ح) وحدثنا عبد الملك بن حبيب أبو مروان قال:حدثنا ابن المبارك ،والترمذي (2326) قال :حدثنا محمد بن بشار، قال:حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ،قال :حدثنا سفيان.
خمستهم - وكيع ، وأبو أحمد ، وسفيان وعبد الله بن داود ،وابن المبارك - عن بشير بن سلمان أبي إسماعيل ،عن سيار أبي حمزة عن طارق بن شهاب ، فذكره.
* في روايتي وكيع وأبي أحمد الزبيري : سيار أبي الحكم قال أحمد بن حنبل : الصواب : (سيار أبو حمزة) قال : و (سيار أبو الحكم.لم يحدث عن طارق بن شهاب بشيءِ.المسند (1/442) (4220) .
وقال الترمذي :هذا حديث حسن صحيح غريب.

7644 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : [قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- :] «لا يُسألُ بِوَجهِ الله إلا الجنة» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (1671) في الزكاة ، باب كراهية المسألة بوجه الله تعالى ، قال الحافظ السخاوي في " المقاصد الحسنة " : وهو عند الديلمي في مسنده من وجهين ، قال : والظاهر أن النهي فيه للتنزيه ، ولا يمنع استحباب الإجابة لمن سئل به ، بل قد ورد الترهيب من كلتيهما ، وانظر المقاصد صفحة 471 .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1671) قال :حدثنا أبو العباس القلوري ،قال :حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضري عن سليمان بن معاذ بن التميمي ،قال :حدثنا بن المنكدر ،فذكره.

7645 - () عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «شَرّ الناس الذي يُسألُ بِوَجْهِ الله ولا يُعْطِي به وقال : لا تَسألُوا بِوَجهِ الله إلا منه» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد ذكره السيوطي في " الجامع الصغير " ونسبه للبخاري في " التاريخ " ، والفقرة الأولى فيه جزء من حديث طويل ، رواه النسائي 5 / 83 و 84 في الزكاة ، باب من يسأل بالله عز وجل -[161]- ولا يعطي به ، وابن حبان رقم (1593) في الجهاد ، باب فضل الجهاد ، والدارمي 2 / 201 و 202 في الجهاد ، باب : أفضل الناس رجل ممسك برأس فرسه في سبيل الله ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين.

7646 - () عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - «سمع يوم عرفة رجلاً يسأل الناس ، فقال : أفي هذا اليوم ، وفي هذا المكان تسأل من غير الله ؟ فخَفَقَه بالدِّرَّة» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين.

7647 - () علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : «تَعْلَمُنَّ أَيُّها النَّاس : أن الطمع فَقْر ، وأنَّ الإياس غنى ، وأنَّ المرءَ إذا يئس عنه شيء استغنى عنه» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين

الفصل الخامس : في قبول العطاء
7648 - (خ م س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن عمر قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يعطني العَطَاءَ ، فأقول : أعْطِهِ مَنْ هُوَ أَفْقَر إليه مِني قال : فقال : خذه ، وإذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير مُشْرِف ولا سائل ، فَخُذه فَتَمَوَّله ، فإن شئتَ كُلْه ، وإن شئتَ تصَدَّقْ به ، وما لا ، فلا تُتْبِعه نَفْسَك ، قال سالم بن عبد الله : فلأجل ذلك كان عبد الله لا يسألُ أحداً شيئاً ، ولا يرُد شيئاً أعْطِيَهُ» . -[162]-
وفي رواية «خُذْهُ فَتَمَوَّلْهُ وتصدق به» وفي أخرى «أو تصدق به» ومن الرواة من قال فيه عن ابن عمر : «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يُعْطي عُمَرَ العطاءَ» فجعلهُ من مُسْنَدِ ابن عمر . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مُشرف) الإشرافُ على الشيء : الاطِّلاع عليه ، والتعرُّض له ، والمراد : وأنت غير طامع فيه ، ولا طالب له .
(ومالا) قوله : ومالا ، أي : ما لا يكون على هذه الصفة ، بل تكون نفسك تؤثره وتميل إليه ، فلا تتبعه نفسك ، واتركه ، فحذف هذه الجملة لدلالة الحال عليها .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 134 و 135 في الأحكام ، باب رزق الحكام والعاملين عليها ، وفي الزكاة ، باب من أعطاه الله شيئاً من غير مسألة ولا إشراف ، ومسلم رقم (1045) في الزكاة ، باب إباحة الأخذ لمن أعطى من غير مسألة ولا إشراف ، والنسائي 5 / 105 في الزكاة ، باب من آتاه الله مالاً من غير مسألة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (21) قال :حدثنا سفيان ، عن معمر ،وغيره وأحمد (1/17) (100) قال :حدثنا أبو اليمان ،قال : أخبرنا شعيب.وفي (2/99) (5749) قال :حدثنا يحيى بن غيلان ،قال :حدثنا رشدين،قال:حدثنا عمرو بن الحارث ،والدارمي (1655) قال :أخبرنا الحكم بن نافع ،عن شعيب بن أبي حمزة ،والبخاري (9/84) قال :حدثنا أبو اليمان ،قال : أخبرنا شعيب ومسلم (3/98) قال :حدثني أبو الطاهر ،قال : أخبرنا بن وهب ، قال: قال عمرو بن الحارث ،والنسائي (5/103) قال :أخبرنا سعيد بن عبد الرحمن أبو عبيد الله المخزومي ،قال :حدثنا سفيان ،وفي (5/104) قال : أخبرنا كثير بن عبيد، قال: حدثنا محمد بن حرب ،عن الزبيدي. (ح) وأخبرنا عمرو بن منصور وإسحاق بن منصور عن الحكم بن نافع ،قال : أنبأنا شعيب ، وابن خزيمة (2365) قال :محمد بن عزيز الأيلى أخبرنا ، أن سلامة ابن روح حدثهم ، عن عقيل.وفي (2366) قال : حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، قال :أخبرنا ابن وهب، قال : أخبرني عمرو بن الحارث.
ستتهم - معمر وشعيب ،وعمرو ، وسفيان بن عيينة ، والزبيدي ، وعقيل - عن الزهري ،قال :أخبرنا السائب بن يزيد ، عن حويطب بن عبد العزي.
2- وأخرجه أحمد (1/52) (371) قال:حدثنا حجاج ، قال :حدثنا ليث ،والدارمي (1656) قال :أخبرنا أبو الوليد ،قال :حدثنا الليث ، ومسلم (3/98و99) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد ،قال :حدثنا ليث (ح) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي ،قال :حدثنا بن وهب ،قال : أخبرني عمرو بن الحارث ، وأبو داود (1647و 2944) قال : حدثنا أبو الوليد الطيالسي ،قال :حدثنا الليث ،والنسائي (5/102) قال :أخبرنا قتيبة ،قال :حدثنا الليث ، وابن خزيمة (2364) قال :حدثنا الربيع بن سليمان المرادي ،قال :حدثنا شعيب، قال :حدثنا الليث.
كلاهما - الليث ،وعمرو بن الحارث - عن بكير بن عبد الله بن الأشج ، عن بسر بن سعيد.
كلاهما - حويطب ،وبسر - عن عبد الله بن السعدي ، فذكره.
وقال الليث في روايته : (ابن الساعدي) .
* أخرجه أحمد (1/40) (279) قال :حدثنا عبد الرحمن ،قال :حدثنا عبد الله بن المبارك ،عن معمر ، عن الزهري عن السائب بن يزيد ،عن عبد الله بن السعدي ،فذكره.ليس فيه (حويطب بن عبد العزى) .
* وأخرجه أحمد أيضا (1/40) (280) قال :حدثنا عبد الرزاق ،قال :حدثنا معمر ، عن الزهري ،عن السائب بن يزيد ، قال : لقي عمر عبد الله بن السعدي ،فذكره معناه.
* جاءت رواية عمرو بن الحارث في صحيح مسلم عن ابن شهاب عن السائب بن يزيد بن عبد الله بن السعدي.ليس فيه حويطب .وأشار المزي في «تحفة الأشراف» (8/10487) إلى وجود حويطب وتعقبه ابن حجر.والصواب أن فيه (حويطبا) كما جاء في رواية ابن خزيمة (2366) .وانظر «علل الدارقطني» السؤال (197) .و «تهذيب الكمال» (7/465) .
ومن رواية ابن عمر : أخرجه أحمد (2/99) و (5748) قال :حدثنا يحيى بن غيلان ،قال :حدثنا رشدين، ومسلم (3/98) قال :حدثني أبو الطاهر، قال : أخبرنا ابن وهب وابن خزيمة (2366) قال :حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، قال : أخبرنا ابن وهب.
كلاهما- رشدين، وابن وهب - عن عمرو بن الحارث ، عن ابن شهاب ، عن سالم بن عبد الله ، فذكره.

7649 - (خ م د س) عبد الله بن السعدي المالكي قال : «استَعملني عُمر - رضي الله عنه - على الصدقة ، فلما فرغتُ منها وأدَّيتُها أمَرَ لي بعمامة ، فقلت : إنما عَمِلْتُ لله ، وأجْري على الله ، فقال : خُذْ ما أُعْطِيتَ ، فإني عَمِلْتُ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فَعَمَّلَني ، فقلت مثل قولك ، فقال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إذا أُعطِيتَ شيئاً من غير أن تسأل ، فَكُل وتَصَدَّق» . -[163]-
وفي رواية : أن عمر قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُعطِيني العطاء ، فأقول : أعطِهِ مَنْ هوَ أُفْقَرُ إليه مني حتى أعطاني مرة مالاً ، فقلت : أعطه أفقر إليه مني ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : خُذْهُ ، وما جاءك من هذا المال وأنتَ غيرُ مُشْرف ولا سائل ، فَخُذْهُ ، وما لا ، فلا تُتْبِعْهُ نَفْسَك» . أخرجه البخاري ومسلم ، وأخرج أبو داود والنسائي الأولى (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فعمَّلني) : عمَّلت العامل : إذا أعطيتَه عمالتَه وهي أجرتُه .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 134 و 135 في الأحكام ، باب رزق الحكام والعاملين عليها ، وفي الزكاة ، باب من أعطاه الله شيئاً من غير مسألة ولا إشراف ، ومسلم رقم (1045) في الزكاة ، باب إباحة الأخذ لمن أعطى من غير مسألة ولا إشراف ، وأبو داود رقم (1647) في الزكاة ، باب في الاستعفاف ، والنسائي 5 / 103 و 104 في الزكاة ، باب من آتاه الله مالاً من غير مسألة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : تقدم.

7650 - (ط) عطاء بن يسار - رحمه الله - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- : أرسَلَ إلى عمر بن الخطاب بِعَطاء ، فردَّه عمر ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : لم رددته ؟ فقال : يا رسول الله ، أليْسَ أخْبَرْتَنَا أنَّ خَيْراً لأحدِنا أنْ لا يأخذ من أحدٍ شيئاً ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إنما ذلك عن المسألة ، فأما ما كان من غير مسألة ، فإنما هو رِزْقْ يرزُقُكَهُ الله ، فقال عُمَرُ : أمَا والذي نفسي بيده لا أسأَل أحداً شيئاً ، ولا يأتيني شيء من غير مسألة إلا أخذْتُهُ» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 998 في الصدقة ، باب ما جاء في التعفف عن المسألة مرسلاً ، قال الزرقاني في " شرح الموطأ " : يتصل من وجوه ، أقول : منها الحديثان اللذان قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (1947) عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، فذكره.
وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» (4/45) مرسلا ،قال :أبو عمر باتفاق الرواة يتصل من وجوه عن عمر.

7651 - (م) معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - قال عبد الله بن عامر اليَحْصُبيُّ : سمعتُهُ يقول : إيَّاكم والأحاديث ، إلا حديثاً كان في عهد عمر ، فإن عمر كان يُخيفُ الناسَ في الله ، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يقول : «مَنْ يُرِد الله به خيراً يُفَقِّهْهُ في الدين ، وسمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : إنما أنا خازِن ، فَمنْ أعْطيتُهُ عنِ طِيب نفْس فمُبارَك له فيه ، ومن أعطيتُهُ عن مسألة وَشَرَهٍ كان كالذي يأكلُ ولا يشبَعُ» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1037) في الزكاة ، باب النهي عن المسألة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/97و 100) قال:حدثنا يحيى بن إسحاق ، قال :حدثنا ابن لهيعة ، عن جعفر بن ربيعة.وفي (4/99) قال:حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ،عن معاوية بن صالح.ومسلم (3/94) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال :حدثنا زيد بن الحباب ، قال : أخبرني معاوية بن صالح.
كلاهما - جعفر ،ومعاوية - عن ربيعة ،عن يزيد الدمشقي ، عن عبد الله بن عامر ،فذكره.

7652 - (ط) محمد بن كعب القرظي (1) - رحمه الله - قال معاوية بن أبي سفيان وهو على المنبر : «أيُّها الناس ، إنَّه لا مانع لما أعطاه الله ، ولا مُعْطِي لما منع الله ، ولا ينفع ذا الجدِّ منهُ الجدُّ ، من يُرِدِ الله به خيراً يُفَقِّهْهُ في الدين ، ثم قال : سمعتُ هؤلاء الكلمات من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-[على هذه الأعواد]» أخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) في المطبوع : محمد بن عمرو القرظي ، وهو خطأ .
(2) 2 / 900 و 901 في القدر ، باب ما جاء في أهل القدر ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه مالك (1732) عن يزيد بن زياد عن محمد بن كعب الأقرظي ،فذكره.

7653 - (خ) عمرو بن تغلب - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أُتِي بمال - أو سَبيْ - فقسمه ، فأعطى رِجالاً ، وترك رِجالاً ، فَبَلَغَهُ أن الذي ترك عَتَبُوا ، فحمِدَ الله ، ثم أثنى عليه ، ثم قال : أما بعدُ ، فوالله إني لأعطي [الرَّجل] ، وأدَعُ الرجل ، والذي أدَعُ أحبُّ إليَّ مِنَ الذي أُعطي ، -[165]- ولكنِّي أُعطي أقواماً لما أرى في قلوبهم من الجزَعِ والهَلَع ، وأَكِلُ أقواماً إلى ما جعل الله في قُلُوبِهمْ من الغِنَى والخير ، منهم : عمرو بن تغلب ، فوالله ما أُحِب أن لي بكلمةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حُمْرَ النَّعَم» أخرجه البخاري (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الهلَع) : أشد الجزع الخوف .
__________
(1) 2 / 334 في الجمعة ، باب من قال في الخطبة بعد الثناء : أما بعد ، وفي الجهاد ، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم من الخمس ، وفي التوحيد ، باب قول الله تعالى : {إن الإنسان خلق هلوعا} .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/69) قال حدثنا عفان. (ح) وحدثنا وهب بن جرير والبخاري (2/23) قال :حدثنا محمد بن معمر ،قال :حدثنا أبو عاصم.وفي (4/114) قال :حدثنا موسى بن إسماعيل. وفي (9/191) قال :حدثنا أبو النعمان.
أربعتهم - عفان ،ووهب ،و أبو عاصم ،وأبو النعمان - عن جرير بن حازم ، عن الحسن ، فذكره.

الكتاب الثالث : في القضاء وما يتعلَّق به ، وفيه عشرة فصول
الفصل الأول : في ذم القضاء وكراهيته
7654 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَنْ جُعِلَ قَاضِياً بين النَّاس ، فقد ذُبح بغير سِكِّين» . -[166]-
وفي رواية «مَنْ وُلِّي القضاء» أخرجه أبو داود .
وفي رواية الترمذي «مَنْ وُلِّيَ القضاءَ ، أو جُعل قاضياً بين الناس فقد ذُبح بغير سِكِّين» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ذبح بغير سكين) معنى هذا الكلام : التحرز من طلب القضاء والحرص عليه ، يقول: من تصدَّى للقضاء ، فقد تعرض للذبح ، فليحذره ، وقوله : «بغير سِكِّين» يحتمل وجهين ، أحدهما : أن الذبح إنما يكون في العُرف بالسكين ، فعدل به عن العرف إلى غيره ، ليعلم أن الذي أراد به : ما يخاف عليه من هلاك دِينه ، دون هلاك بدنه ، والوجه الثاني : أن الذبح : الوَجْء الذي يقع به إراحةُ الذبيحة وخلاصها من الألم : إنما يكون بالسِّكِّين ، وإذا ذبح بغير السكين : كان ذبحه تعذيباً ، فضرب به المثل لذلك ، ليكون أبلغ في الحذر من الوقوع ، وأشد في التوقي منه .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3571) و (3572) في الأقضية ، باب في طلب القضاء ، والترمذي رقم (1325) في الأحكام ، باب ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في القاضي ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أحمد (2/365) قال :حدثنا الخزاعي.وأبو داود (3572) قال :حدثنا نصر بن علي ،قال : أخبرنا بشر بن عمر ،والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9/12995) عن محمد بن عبد الرحيم ،عن أبي سلمة منصور بن سلمة الخزاعي.
كلاهما - أبو سلمة الخزاعي ،وبشر بن عمر - عن عبد الله بن جعفر ، عن عثمان بن محمد الأخنس ،عن المقبري والأعرج ، فذكراه.
* وأخرجه أحمد (2/230) قال :حدثنا صفوان بن عيسى.قال : أخبرنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند وفي (2/365) قال :حدثنا الخزاعي أبو سلمة.قال : أخبرنا عبد الله بن جعفر ، عن عثمان بن محمد بن الأخنسي.وأبو داود (3571) قال :حدثنا نصر بن علي قال : أخبرنا فضيل بن سليمان. قال :حدثنا عمرو بن أبي عمرو ،ابن ماجة (2308) قال :حدثا أبو بكر بن أبي شيبة.قال :حدثنا معلى بن منصور عن عبد الله بن جعفر ،عن عثمان بن محمد والترمذي (1325) قال :حدثنا نصر بن علي الجهضمي.قال :حدثنا الفضيل بن سليمان ، عن عمرو بن أبي عمرو، والنسائي في الكبرى (الورقة 77) قال:أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن أبو يحيى البغدادي.قال :حدثنا معلى بن منصور.قال : حدثنا داود بن خالد (ح) وأخبرنا أبو داود سليمان بن سيف الحراني.قال : حدثنا أبو على ،هو الحنفي ،قال :حدثنا بن أبي ذئب.قال :حدثنا عثمان بن محمد الأخنسي.وقال أبو عبد الرحمن النسائي :عثمان بن محمد الأخنسي ليس بذلك القوي، وإنماذكرناه لئلا يخرج عثمان من الوسط ، ويجعل ابن أبي ذئب ، عن سعيد. (ح) وأخبرنا محمد بن عبد الرحيم.قال :أخبرنا أبو سلمة الخزاعي منصور بن سلمة قال :حدثنا عبد الله بن جعفر ، هو المخرمي ،عن عثمان بن محمد (قال أبو سلمة : وقد ذكره مرة أو مرتين ، عن الأعرج والمقبري) .وفي رواية ابن حيوة ، عن النسائي (تحفة الأشراف) (9/12995) عن محمد بن مثنى ، عن صفوان بن عيسى، عن عبد الله بن جعفر ، عن محمد بن عثمان الأخنسي ،قال : والصواب عثمان بن محمد.
أربعتهم - عبد الله بن سعيد ، وعثمان بن محمد ،وعمرو بن أبي عمرو ،وداود بن خالد - عن سعيد المقبري ، فذكره.
ليس فيه : عبد الرحمن الأعرج - وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب من هذ الوجه.

7655 - (د) بريدة بن الحصيب - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «القضاة ثلاثة : وَاحدٌ في الجنة ، واثنان في النار ، فأما الذي في الجنة : -[167]- فَرَجُلٌ عرف الحق وقضى به ، ورَجُلٌ عرَف الحق فَجَارَ في الحكم ، فهو في النار ، ورجلٌ قضى لِلَّناس على جَهْل ، فهو في النار» أخرجه أبو داود (1) .
وذكر رزين رواية قال : «فأمَّا الذي في الجنة : فهو رجلٌ قضى بكتاب الله وسنة نبيه ، لا يألو عن الحقِّ ، وأما اللذان في النار : فرُجلٌ قضى بجور ، وآخر افترى على القضاء فقضى بغير علم» .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا يألو) فلان لا يألو في كذا ، أي : لا يقصِّر فيه .
__________
(1) رقم (3573) في الأقضية ، باب في القاضي يخطئ ، ورواه أيضاً الطبراني وأبو يعلى من حديث ابن عمر ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح:
1-أخرجه أبو داود (3573) قال حدثنا محمد بن حسان السمتي ،وابن ماجة (2315) قال :حدثنا إسماعيل بن توبة.والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2009) عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، عن سعيد بن سليمان.
ثلاثتهم - محمد ، وإسماعيل ، وسعيد - عن خلف بن خليفة ،عن أبي هاشم.
2- وأخرجه الترمذي (2322) قال حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال :حدثني الحسن بن بشر ،قال :حدثنا شريك ، عن الأعمش ، عن سعيد بن عبيدة.
كلاهما -أبو هاشم ، وسعد - عن ابن بريدة ، فذكره.

7656 - (ت) عبد الله بن موهب - رحمه الله - أن عثمان بن عفان قال لابن عمر : اقْضِ بين الناس ، قال : أَوَ تُعَافِيني يا أمير المؤمنين ؟ قال : وما تكره من ذلك وقد كان أبوكَ يقضي ؟ قال : لأني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «مَنْ كان قاضياً فقضى بالعَدْلِ ، فَبَالْحَرِيِّ أن ينقلبَ منه كَفَافاً ، فما راجَعَهُ بعد ذلك» أخرجه الترمذي (1) . -[168]-
وفي رواية ذكرها رزين عن نافع : أنَّ ابنَ عمرَ قال لعثمان : «يا أمير المؤمنين ، لا أَقْضي بين رَجُلَيْن ، قال : فإن أباك كان يقضي ، فقال : إن أبي لو أشكل عليه شيء سألَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ، ولو أشكل على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- شيء سأل جبريل عليه السلام ، وإنِّي لا أَجِدُ مَنْ أسأله ، وسمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : من عَاذَ بالله ، فقد عاذَ بعظيم ، وسمعتُه يقول : من عَاذ بالله فأعيذُوه ، وإني أعوذ بالله أن تَجْعَلني قَاضِياً ، فأعفاه ، وقال : لا تُخْبِرْ أحداً» .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بالحريِّ) فلانٌ حَرِيٌّ أن يكرَم ، وبالحرَى أن يُكْرَم ، أي : هو أهل لذلك .
(عاذ) به : إذا لجأ إليه ، واحتمى بجانبه .
__________
(1) رقم (1322) في الأحكام ، باب ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في القاضي من حديث عبد الملك بن أبي جميلة ، عن عبد الله بن موهب عن عثمان رضي الله عنه ، وعبد الملك بن أبي جميلة ، قال الحافظ في " التقريب " : مجهول ، وقال في " التهذيب " : قال أبو حاتم : مجهول ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب ، وليس إسناده عندي بمتصل ، وقال المنذري في " الترغيب والترهيب " 3 / 132 في كتاب القضاء بعد نقل كلام الترمذي هذا : وهو كما قال ، فإن عبد الله بن موهب لم يسمع من عثمان رضي الله عنه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع : أخرجه الترمذي (1322) قال :حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال:حدثنا المعتمر بن سليمان ،قال : سمعت عبد الملك يحدث عن عبد الله بن موهب ،فذكره.
وقال الترمذي : حديث بن عمرو حديث غريب ، وليس إسناده.عندي بمتصل ، وعبد الملك الذي روى عنه المعتمر هذا ، وهو عبد الملك بن أبي جميلة.
وبنحوه.أخرجه أحمد (1/66) (476) قال :حدثنا عفان ، قال :حدثنا ابن سلمة ،قال : أنبأنا أبو سنان،عن يزيد بن موهب،فذكره.

7657 - (د) عبد الرحمن بن بشير الأزرق قال : «دخَلَ رَجُلانِ من أبوابِ كِنْدَة - وأبو مسعود الأنصاري جالس في حَلْقَة - فقالا : ألا رَجُل ينفذ بيننا ؟ فقال رجل من الحَلْقَة : أنا ، فأخذ أبو مسعود كَفَّاً من حصَى فرماه به ، ثم قال : مَهْ ؟! إنه كان يَكره التَسرُّع إلى الحكم» . أخرجه أبو داود (1) .
-[169]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ينفذ بيننا) رجل نافذ في أمره ، أي : ماضٍ ، أمره نافذ : مطاع ، وقولهم : أنى يُنفذ ما قال ؟ أي بالمخرج منه .
__________
(1) رقم (3577) في الأقضية ، باب في طلب القضاء والتسرع إليه ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3577) قال :حدثنا محمد بن العلاء ومحمد بن المثنى ،قالا :أخبرنا أبو معاوية، عن الأعمش ، عن رجاء الأنصاري، عن عبد الرحمن بن بشر الأنصاري الأزرق ،فذكره.

الفصل الثاني : في الحاكم العادل والجائر
7658 - (ت د) أنس - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «منْ ابْتَغى القضاءَ وسأل فيه شفعاءَ ، وُكِل إلى نفسه ، ومَن أُكرِهَ عليه ، أنزل الله عليه ملَكاً يُسَدِّده» .
وفي رواية : «من سأل القضاءَ وُكِلَ إلى نفسه ، وَمَنْ جُبِرَ عليه ، ينزل عليه ملك يُسَدّدهُ» أخرجه الترمذي .
وفي رواية أبي داود قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «مَنْ طَلَبَ القضاء واستعان عليه ، وُكل إليه ، ومَنْ لَم يطلبه ، ولم يَسْتَعِنْ عليه ، أنزل الله مَلَكاً يُسَدِّده» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3578) في الأقضية ، باب في طلب القضاء والتسرع إليه ، والترمذي رقم (1323) و (1324) في الأحكام ، باب ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في القاضي ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، وهو كما قال ، قال الحافظ : وله طرق .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/118) قال :حدثنا وكيع.وفي (3/220) قال :حدثنا أسود بن عامر ، وأبو داود (3578) قال :حدثنا محمد بن كثير.وابن ماجة (22309) قال :حدثنا علي بن محمد ، ،ومحمد بن إسماعيل ، وقالا :حدثنا وكيع والترمذي (1323) قال :حدثنا هناد ،قال :حدثنا وكيع.
ثلاثتهم - وكيع ، وأسود ، وابن كثير - قالوا: حدثنا إسرائيل ،عن عبد الأعلى بن عامر الثعلبي ، عن بلال بن أبي موسى ،فذكره.
ورواية الترمذي الثانية : أخرجها برقم (1324) قال :حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن ،قال :أخبرنا يحيى بن حماد ،عن أبي عوانة، عن عبد الأعلى الثعلبي ،عن بلال بن مرداس الفزاري عن خيثمة ،فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب، وهو أصح من حديث إسرائيل عن عبد الأعلى.

7659 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَنْ طَلَبَ قضاء المسلمين حتى يناله ، ثم غَلَبَ عَدْلُهُ جَوْرَه ، فله الجنة ، ومَنْ غَلَبَ جَورُه عدلَه ، فله النار» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3575) في الأقضية ، باب في القاضي يخطئ ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3575) قال :حدثنا عباس العنبري قال حدثنا عمر بن يونس ،قال :حدثنا ملازم ابن عمرو ،قال :حدثني موسى بن نجدة عن جده يزيد بن عبد الرحمن ، وهو أبو كثير ،فذكره.

7660 - (ط) سعيد بن المسيب - رحمه الله - «أن مُسْلِماً ويَهُودِياً اختصما إلى عمر ، فرأى الحقَّ لليهودي ، فقضى له عمرُ به ، فقال له اليهوديُّ : والله لقد قَضَيتَ بالحقِّ ، فضربه عمر بالدِّرَّة ، وقال : وما يُدريك ؟ فقال اليهوديُّ : والله إنَّا نجد في التوراة أنهُ ليس من قاضٍ يقضي بالحق إلا كان عن يمينه مَلَك وعن شماله مَلَك يُسَدِّدانه ، ويُوفِّقَانِه للحق ما دام مع الحق ، فإذا ترك الحقَّ عَرَجا وتركاه» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 719 في الأقضية ، باب الترغيب في القضاء بالحق ، وفي سماع سعيد بن المسيب من عمر بن الخطاب خلاف ، والأكثر على أنه لم يسمع منه ، قال الحافظ في " التهذيب " 4 / 87 : وقد وقع لي حديث بإسناد صحيح لا مطعن فيه ، فيه تصريح لسماعه من عمر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل : أخرجه مالك (1461) عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب ، فذكره.

7661 - (ت) [عبد الله] بن أبي أوفى - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إن الله مع القاضي ما لم يَجُرْ ، فإذا جار : تخلَّى عنه ، ولزمه الشيطانُ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1330) في الأحكام ، باب ما جاء في الإمام العادل ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، وهو كما قال ، ورواه أيضاً الطبراني عن ابن مسعود مرفوعاً بلفظ : " إن الله مع القاضي ما لم يحف عمداً " ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (2312) قال :حدثنا أحمد بن سنان ،قال :حدثنا محمد بن بلال ، عن عمران القطان ،عن حسين ،-يعني أبو عمران -. عن أبي إسحاق الشيباني ،فذكره.
وأخرجه الترمذي (1330) قال : حدثنا عبد القدوس بن محمد ،أبو بكر العطار ،قال :حدثنا عمرو بن عاصم ، قال :حدثنا عمران القطان ،عن أبي إسحاق الشيباني (ليس فيه حسين بن عمران) .
وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عمران القطان.

الفصل الثالث : في أجر المجتهد
7662 - (خ م د) عمرو بن العاص - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إِذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب ، فله أجران ، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ ، فله أجر» .
قال راويه : فحدثت أبا بكر بن حزم ، فقال : هكذا حدَّثني أبو سلمةَ عن أبي هريرة ، أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 268 في الاعتصام ، باب أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ ، ومسلم رقم (1716) في الأقضية ، باب بيان أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ ، وأبو داود رقم (3574) في الأقضية ، باب في القاضي يخطئ .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/198) قال :حدثنا عبد الله بن يزيد ،قال :حدثنا حيوة، وفي (4/204) قال :حدثنا أبو سلمة قال : أخبرنا بكر بن مضر.وفي (4/204) قال :حدثنا أبو سعيد، قال:حدثنا عبد الله بن جعفر، والبخاري (9/132) قال :حدثنا عبد الله بن يزيد ،قال :حدثنا حيوة، ومسلم (5/131) و132) قال :حدثنا :يحيى بن يحيى التميمي ،قال : أخبرنا عبد العزيز بن محمد. (ح) وحدثني إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن أبي عمر.
كلاهما عن عبد العزيز بن محمد. (ح) وحدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي.قال: أخبرنا مروان ، (يعني ابن محمد الدمشقي) قال :حدثنا الليث بن سعد.وأبو داود (3574) قال :حدثنا عبد الله بن عمر بن ميسرة.قال :حدثنا عبد العزيز ،يعني ابن محمد.وابن ماجة (2314) قال :حدثنا هشام بن عمار،قال:حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي ،والنسائي في الكبرى (الورقة 77ب) قال أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ،قال : أخبرنا عبد العزيز بن محمد. (ح) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم ،قال : أخبرنا المقرئ ،قال :حدثنا حيوة بن شريح.
خمستهم - حيوة بن شريح ، وبكر ، وعبد الله بن جعفر، وعبد العزيز ، والليث - عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث ،عن بسر بن سعيد ، عن أبي قيس ، فذكره.
* لم يذكر بكر بن مضر - ولا (يحيى بن يحيى) حديث أبي هريرة.

7663 - (ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب ، فله أجران ، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ ، فله أجر واحد» أخرجه الترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1326) في الأحكام ، باب ما جاء في القاضي يصيب ويخطئ ، والنسائي 8 / 224 في القضاء ، باب الإصابة في الحكم ، وهو حديث صحيح ، ورواه البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمر ، وأبي هريرة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1326) قال: حدثنا الحسين بن مهدي ،والنسائي (8/23) قال : أخبرنا إسحاق بن منصور.
كلاهما - الحسين ، وإسحاق - قالا :حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ،عن سفيان الثوري، عن يحيى بن سعيد ، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عن أبي سلمة ، فذكره.

7664 - (ط) يحيى بن سعيد «أن أبا الدرداءِ كَتَبَ إلى سَلْمانَ الفارسيِّ - رضي الله عنهما - : أن هَلُمَّ إلى الأرضِ المقدَّسةِ ، فكتبَ إِليه سلمانُ : -[172]- إنَّ الأرضَ لا تُقَدِّسُ أحداً ، وإنما يُقَدِّسُ الإِنسانَ عَملُهُ ، وقد بلغني أنك جُعِلْتَ طبيباً تُدَاوِي ، فإن كنتَ تُبْرِئُ فَنِعِمَّا لك ، وإن كنتَ مُتَطَبِّباً ، فاحذر أن تقتل إنساناً فتدخُلَ النار ، فكان أبو الدرداء إذا قضى بين اثنين ، ثم أدبرا عنه ، نَظَرَ إليهما ، فقال : مُتَطَبِّب واللهِ ، ارجعا إِليَّ ، أعِيدَا عليَّ قصتَكُما» أخرجه الموطأ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(متطبِّباً) الطبيب في الأصل : الحاذق بالأمور ، العارف بها ، وقد كنى به هاهنا عن القضاء والحكم بن الخصوم ، وإنما كنى به عنه لأنه بمنزلة القاضي بين الخصوم ، وفصل الحكم بينهم بمنزلة الطبيب من إصلاح البدن ، والمتطبِّب : الذي يعاني الطب وهو لا يعرفُهُ معرفةً جيدة .
__________
(1) 2 / 769 في الوصية ، باب جامع القضاء وكراهيته ، وإسناده منقطع ، قال الزرقاني في " شرح الموطأ " : لكن أخرجه الدينوري في المجالسة من وجه آخر عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن هبيرة قال : كتب أبو الدرداء إلى سلمان الفارسي أن هلم إلى الأرض المقدسة ... الحديث .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع : أخرجه مالك (1539) عن يحيى بن سعيد ،فذكره.
وقال الزرقاني في شرح الموطأ (4/93) وهذا منقطع ، لكن أخرجه الدينوري في المجالسة من وجه آخر عن يحيى بن سعيد ، عن عبيد الله بن هبيرة.

الفصل الرابع : في الرِّشوة
7665 - (ت د) أبو هريرة وعبد الله بن عمر - رضي الله عنهم - أنَّ -[173]- رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لَعَنَ الراشِي والمرتشي في الحكم» أخرجه الترمذي (1) . وأخرجه أبو داود عن ابن عمر وحده (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الراشي) : الذي يعطى الرشوة ، و (المرتشي) : الذي يأخذها ، وإنما يلحقهما اللعن معاً إذا استويا في القصد ، فرشا المعطي لينال به باطلاً ، ويتوصل به إلى ظلم ، فأما إذا أعطى ليتوصل به إلى حق ، أو يدفع به عن نفسه ظلماً ، فإنه غير داخل في هذا الوعيد ، وأما المرتشي : فإن الرشوة على الحاكم حرام أبطل بها حقاً أو دفع بها باطلاً .
__________
(1) رقم (1336) في الأحكام ، باب ما جاء في الراشي والمرتشي في الحكم ، وهو حديث صحيح .
(2) رواه أبو داود رقم (3580) في الأقضية ، باب في كراهية الرشوة ، ورواه أيضاً ابن ماجة ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح:
1- عن أبي هريرة ،أخرجه أحمد (2/387) قال :حدثنا عفان ،والترمذي (1336) قال :حدثنا قتيبة.
كلاهما - عفان ،وقتيبة - قالا :حدثا أبو عوانة ،عن عمر بن أبي سلمة ،عن أبيه ، فذكره.
وقال الترمذي : حديث حسن صحيح :.
2- وعن عبد الله بن عمرو ،أخرجه أحمد (2/164) (6532) قال :حدثنا وكيع.وفي (2/190) (6778) قال :حدثنا حجاج. (ح) ويزيد.وفي (2/190) (6779) و2/194) (6830) قال :حدثنا عبد الملك بن عمرو ،وفي (2/212) (6984) قال :حدثنا أبو نعيم وأبو داود (3580) قال :حدثنا أحمد بن يونس.وابن ماجة (2313) قال :حدثنا علي بن محمد ،قال :حدثنا وكيع.والترمذي (1337) قال:حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى ،قال :حدثنا أبو عامر العقدي.
ستتهم - وكيع ، وحجاج بن محمد ، ويزيد بن هارون ،وعبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي ، وأبونعيم، وأحمد بن يونس - عن ابن أبي ذئب ،عن خاله الحارث بن عبد الرحمن ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، فذكره.

7666 - (ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال : بَعَثَني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِلى اليمن ، فَلَمَّا سِرْتُ أرسَلَ في أَثري ، فَرُدِدتُ ، فقال : أتدري : لِمَ بَعَثْتُ إليك ؟ لا تُصِيبَنَّ شيئاً بغير إذني ، فإنه غُلول {ومن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يومَ القيامة} [آل عمران : 161] لهذا دَعَوتكَ ، فامْضِ لِعَمَلِكَ» أخرجه الترمذي (1) .
-[174]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(غلول) الغلول : الخيانة في الغنيمة .
__________
(1) رقم (1335) في الأحكام ، باب في هدايا الأمراء ، وفي سنده داود بن يزيد الأودي الزعافري ، وهو ضعيف ، ولكن في الباب من حديث عدي بن عميرة وأبي هريرة عند مسلم ، ومن حديث المستورد بن شداد عند أبي داود بمعناه ، فهو حديث حسن بشواهده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1335) قال :حدثنا أبو كريب ،قال :حدثنا أبو أسامة عن داود بن يزيد الأودي،عن المغيرة بن شبيل ، عن قيس بن أبي حازم فذكره.
وقال الترمذي : حديث غريب ،لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

الفصل الخامس : في آداب القاضي
7667 - (د ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : «بَعَثَني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن قاضياً ، فقلتُ : يا رسولَ الله ، تُرْسِلُني وأنا حَدَثُ السّن ، ولا عِلْمَ لي بالقضاء ؟ فقال : إِن الله سَيَهْدِي قلبكَ ، ويُثَبِّتُ لسانك ، فإذا جلس بين يديك الخصمان ، فلا تَقْضِيَنَّ حتى تَسْمَعَ من الآخر ، كما سمعتَ من الأول ، فإنه أحْرَى أن يتبَّينَ لك القضاءُ ، قال : فما زِلْتُ قاضياً ، أو ما شككتُ في قضاء بعدُ» أخرجه أبو داود .
وأخرجه الترمذي ، قال : قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إذا تقاضى إِليك رجلان ، فلا تَقْضِ للأَول ...» وذكر الحديث (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3582) في الأقضية ، باب كيف القضاء ، والترمذي رقم (1331) في الأحكام ، باب ما جاء في القاضي لا يقضي بين الخصمين حتى يسمع كلامهما ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أحمد (1/90) (690) (و1/143) (1210) و1/150) (1284) قال:حدثنا حسين بن علي ،عن زائدة.وفي (1/96) (745) قال :حدثنا وكيع عن شريك. وفي (1/111) (882) قال :حدثنا أسود بن عامر ،قال :حدثنا شريك.وأبو داود (3582) قال :حدثنا عمرو بن عون ،قال : أخبرنا شريك ، والترمذي (1331) قال :حدثنا هناد ،قال :حدثنا حسين الجعفي ،عن زائدة.وعبد الله بن أحمد (/149) (1279) قال :حدثني محرز بن عون بن أبي عون ،قال :حدثنا شريك،وفي (1280) قال :حدثني أبو الربيع الزهراني ،وحدثنا علي بن حكيم الأودي.وحدثنا محمد بن جعفر الوركاني.وحدثنا زكريا بن يحيى بن زحمويه.وحدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة الحضرمي ، وحدثنا داود بن عمرو الضبي.قالوا :حدثنا شريك وفي (2181 و1282) قال :حدثنا محمد بن سليمان بن لوين،قال :حدثنا محمد بن جابر. (ح) قال لوين : وحدثنا شريك ،وفي (1/150) (1284) قال حدثني أبو بكر بن أبي شيبة.قال :حدثنا حسين بن علي ،عن زائدة.
ثلاثتهم - زائدة ، وشريك ، ومحمد بن جابر - عن سماك ، عن حنش ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن.

7668 - (د) عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - قال : «قضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أن الخصمين يقعدان بين يَدَي الحكَم» . -[175]-
أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3588) في الأقضية ، باب كيف يجلس الخصمان بين يدي القاضي ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أحمد (4/4) قال :حدثنا خلف بن الوليد ،وأبو داود (3588) قال:حدثنا أحمد بن يحيى منيع.
كلاهما - خلف ، وابن منيع - عن عبد الله بن المبارك ، قال :حدثنا مصعب بن ثابت ،فذكره.
قلت : فيه مصعب بن ثابت ،ضعيف الحديث ،وقال :عنه الحافظ في التهذيب (10/159) قال الذهبي تفرد عنه ابن المبارك وهو الأول ارسل عن جده.

7669 - (خ م د ت س) أبو بكرة - رضي الله عنه - قال ابنه عبد الرحمن بن أبي بكرة : كتَبَ أبي ، وكتبتُ له إلى ابنه عبد الله بن أبي بكرة وهو قاض بسِجِسْتان «أن لا تَحْكُمَ بين اثنين وأنت غضبان ، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : لا يحكم أحد بين اثنين وهو غضبان» .
وفي رواية : «لا يَقْضِيَنَّ حكم بين اثنين وهو غضبان» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي .
وفي رواية أبي داود : أنه كتب إلى ابنه ، قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا يقضي الحكَم بين اثنين وهو غضبان» .
وفي أخرى للنسائي : قال عبد الرحمن بن أبي بكرة : كتبَ إليَّ أبو بكرة يقول : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «لا يَقْضِيَنَّ في قضاء بقضاءَين ولا يَقْضِيَنَّ أحد بين خصمين وهو غضبان» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 120 و 121 في الأحكام ، باب هل يقضي الحاكم أو يفتي وهو غضبان ، ومسلم رقم (1717) في الأقضية ، باب كراهية قضاء القاضي وهو غضبان ، والترمذي رقم (1334) في الأحكام ، باب لا يقضي القاضي وهو غضبان ، وأبو داود رقم (3589) في الأقضية ، باب القاضي يقضي وهو غضبان ، والنسائي 8 / 237 و 238 في القضاة ، باب ذكر ما ينبغي للحاكم أ ن يجتنبه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (792) قال :حدثنا سفيان.وأحمد (5/36) قال:حدثنا وكيع.قال :حدثنا سفيان (ح) وعبد الرحمن ، عن سفيان.وفي (5/37) قال :حدثنا هشيم.وفي (5/38) قال :حدثنا سفيان.وفي (5/46) قال حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي.وفي (5/52) قال : حدثنا محمد بن جعفر قال:حدثنا شعبة. و البخاري (9/82) قال :حدثنا آدم ،قال :حدثنا شعبة.ومسلم (5/132) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد ،قال :حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثناه يحيى بن يحيى ،قال : أخبرنا هشيم (ح) وحدثنا شيبان بن فروخ ،قال : حدثنا حماد بن سلمة (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ،قال :حدثنا وكيع عن سفيان (ح) وحدثنا محمد بن المثنى ،قال :حدثنا محمد بن جعفر ،عن شعبة (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ ،قال :حدثنا أبي ، عن شعبة (ح) وحدثنا أبو كريب ، قال :حدثنا حسين بن علي ، عن زائدة.و،أبو داود (3589) قال : حدثنا أحمد بن كثير ،قال : أخبرنا سفيان.وابن ماجة (2316) قال :حدثنا هشام بن عمار ومحمد بن عبد الله بن يزيد ،وأحمد بن ثابت الجحدري ،قالوا :حدثنا سفيان بن عيينه ، والترمذي (1334) قال :حدثنا قتيبة ،قال :حدثنا أبو عوانة والنسائي (8/237) قال : أخبرنا قتيبة ،قال : حدثنا أبو عوانة.وفي الكبرى (الورقة- 78 أ) قال: أخبرنا علي بن حجر ،قال : أخبرنا هشيم.ثمانيتهم - سفيان بن عيينة ،وسفيان الثوري ، وهشيم ،وعبد الرحمن المحاربي ، وشعبة ،وأبو عوانة وحماد بن سلمة ، وزائدة - عن عبد الملك بن عمير.
2- وأخرجه النسائي (8/247) قال : أخبرنا الحسين بن منصور بن جعفر ،قال :حدثنا مبشر بن عبد الله، قال :حدثنا سفيان بن حسين ، عن جعفر بن إياس.
كلاهما - عبد الملك ، وجعفر بن إياس - عن عبد الرحمن بن أبي بكرة فذكره.
* في رواية جعفر بن إياس زاد في أوله.: «لا يقضين أحد في قضاء بقضاءين...»

7670 - (د) عوف بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-[176]- «قضى بين رجلين ، فقال المقضيُّ عليه لَمَّا أدبر : حَسْبيَ الله ونعم الوكيل ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إِن الله يَلُومُ على العَجْز ، ولكن عليكَ بالكَيْس ، فإذا غلبك أمر ، فقل حَسبيَ الله ونعم الوكيل» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3627) في الأقضية ، باب الرجل يحلف على حقه ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أحمد (6/24) قال :حدثنا حيوة بن شريح وإبراهيم بن أبي العباس.وأبو داود (3627) قال:حدثنا عبد الوهاب بن نجدة وموسى بن مروان الرقي.والنسائي في عمل اليوم واليلة (626) قال : أخبرنا عمرو بن عثمان.
خمستهم- حيوة ،وإبراهيم، وعبد الوهاب ،وموسى ، وعمرو - عن بقية بن الوليد ، وعن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان ، عن سيف ، فذكره.
* قال أبو عبد الرحمن النسائي : سيف لا أعرفه.

7671 - (خ) أبو جمرة - رحمه الله - قال : «كنت أُتَرْجِمُ بين ابن عباس والناس» أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .
__________
(1) رواه البخاري تعليقاً 12 / 162 في الأحكام ، باب ترجمة الحكام وهل يجوز ترجمان واحد وقد وصله البخاري في " صحيحه " 1 / 166 في العلم ، باب من أجاب الفتيا بإشارة اليد والرأس وهو عند مسلم موصولاً أيضاً رقم (17) في الإيمان ، باب الأمر بالإيمان بالله تعالى الخ ... .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (ح) (7195) معلقا وقال الحافظ في «الفتح» (13/199) هذا طرف من حديث أخرجه المؤلف في العلم من رواية شعبة ،عن أبي جمرة

7672 - (خ) عمر وعلي - رضي الله عنهما - قالا : «يقضي القاضي والحاكم في المسجد ، فإذا أتى على حَدٍّ أُقِيم خارج المسجد» . أخرجه البخاري في ترجمة باب بمعناه (1) .
__________
(1) ذكره البخاري تعليقاً 13 / 138 في الأحكام ، باب من حكم في المسجد حتى إذا أتى على حد أمر أن يخرج من المسجد فيقام ، قال الحافظ في " الفتح " : أما أثر عمر ، فوصله ابن أبي شيبة وعبد الرزاق كلاهما من طريق طارق بن شهاب ، قال : أتي عمر بن الخطاب برجل في حد فقال : أخرجاه من المسجد ثم أخذاه ، وسنده على شرط الشيخين ، وأما أثر علي فوصله ابن أبي شيبة من طريق ابن معقل أن رجلاً جاء إلى عمر فساره ، فقال : يا قنبر أخرجه من المسجد فأقم عليه الحد ، وفي سنده من فيه مقال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في الأحكام - باب من حكم من المسجد وقال الحافظ في «الفتح» (13/167) أما أثر عمر فوصله ابن أبي شيبة وعبد الرزاق كلاهما من طريق طارق بن شهاب ، وسنده على شرط الشيخين وأما أثر علي : فوصله ابن أبي شيبة من طريق ابن معقل ،وفي سنده من فيه مقال.

الفصل السادس : في كيفية الحكم
7673 - (د ت) الحارث بن عمرو - يرفعه إلى معاذ - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- لَمَّا أراد أن يبعثَ معاذاً إلى اليمن ، قال له : «كيف تقضي إذا عَرَضَ لك قضاء ؟ قال : أقْضي بكتاب الله ، قال : فإن لم تجد في كتاب الله ؟ قال : أقضي بِسُنَّةِ رسول الله ، قال : فإن لم تجد في سُنَّةِ رسول الله ؟ قال : أجتهد رأيي ، ولا آلُو ، قال : فضرب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صَدْرَهُ ، وقال : الحمد لله الذي وَفَّق رسولَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- لِمَا يُرضي رسولَ الله» .
وفي رواية : «أن مُعَاذاً سألَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : يا رسول الله بمَ أقضي ؟ قال : بكتابِ الله ، قال : فإن لم أجد ؟ قال : بِسُنَّةِ رسولِ الله ، قال : فإن لم أجد ؟ قال : استَدِقَّ الدنيا ، وتَعَظَّمْ في عَيْنِكَ ما عند الله ، واجتهد رأيَك ، فسيسدِّدك الله للحق» أخرجه أبو داود .
وفي رواية الترمذي : عن الحارث بن عَمرو ، عن رجل من أصحاب معاذ : «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بعث معاذاً إلى اليمن ، فقال : كيف -[178]- تَقْضي ؟ ... وذكر الرواية الأولى إلى قوله : رسولَ رسولِ الله» ولم يذكر «ولا آلو» .
وفي رواية عن الحارث عن أُناسٍ من أهل حِمْص عن معاذ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بنحوه (1) .
-[179]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أجتهد رأيي) الاجتهاد : بذلُ الوسع في طلب الأمر ، والمراد به هاهنا : رد القضية التي تعرض للحاكم من طريق القياس إلى الكتاب والسنة ، ولم يرد الرأي يعرض له من قبل نفسه من غير أصل كتاب ولا سُنَّةٍ ، وفي هذا الحديث إثبات القياس على منكريه ، وإيجاب الحكم به .
(استدق) الدنيا : أي احتقرها واستصغرها .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3592) و (3593) في الأقضية ، باب اجتهاد الرأي في القضاء ، والترمذي رقم (1327) و (1328) في الأحكام ، باب ما جاء في القاضي كيف يقضي ، وقال الترمذي : هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وليس إسناده عندي بمتصل ، وقال الحافظ في " التلخيص " : وقال البخاري في تاريخه : الحارث بن عمرو عن أصحاب معاذ ، وعنه أبو عون لا يصح ، ولا يعرف إلا بهذا ، وقال الدارقطني في " العلل " : رواه شعبة عن أبي عون هكذا ، وأرسله ابن مهدي وجماعات عنه ، والمرسل أصح . ا هـ . وقال الحافظ : وقال ابن الجوزي في " العلل المتناهية " : لا يصح ، وإن كان الفقهاء كلهم يذكرونه في كتبهم ويعتمدون عليه ، وإن كان معناه صحيحاً . أقول : وقد تلقاه بعض العلماء بالقبول ، فقد قال أبو بكر ابن العربي في " شرح الترمذي " : اختلف الناس في هذا الحديث ، فمنهم من قال : إنه لا يصح ، ومنهم من قال : هو صحيح ، والدين القول بصحته ، فإنه حديث مشهور يرويه شعبة بن الحجاج ، رواه عنه جماعة من الفقهاء والأئمة ، منهم يحيى بن سعيد ، وعبد الله بن المبارك ، وأبو داود الطيالسي ، والحارث بن عمرو الهذلي الذي يروي عنه ، وإن لم يعرف إلا بهذا الحديث ، فيكفي برواية شعبة عنه ، وبكونه ابن أخ للمغيرة بن شعبة في التعديل له والتعريف به ، وغاية حظه في مرتبته أن يكون من الأفراد ، ولا يقدم ذلك فيه ولا أحد من أصحاب معاذ مجهولاً ، ويجوز أن يكون في الخبر إسقاط الأسماء عن جماعة ، ولا يدخله ذلك في حيز الجهالة ، إنما يدخل في المجهولات إذا كان واحداً ، فيقال : حدثني رجل ، حدثني إنسان ولا يكون الرجل للرجل صاحباً حتى يكون له به اختصاص ، فكيف وقد زيد تعريفاً بهم أن أضيفوا إلى بلد ، وقد خرج البخاري الذي شرط الصحة في حديث عروة البارقي : سمعت الحي يتحدثون عن عروة ولم يكن ذلك الحديث في جملة المجهولات ، وقال مالك في القسامة : أخبرني رجال من كبراء قومه ، وفي الصحيح عن الزهري : حدثني رجال عن أبي هريرة : من صلى على جنازة . أقول : وقد صححه ابن القيم في " إعلام الموقعين " ، وممن صححه من المتأخرين الشيخ زاهد الكوثري في مقالاته .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/230) قال : حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/242) قال : حدثنا عفان. وعبد بن حميد (124) قال : حدثنا سليمان بن حرب. والدارمي (170) قال : حدثنا يحيى بن حماد. وأبو داود (3593) قال : حدثنا مسلم. قال : حدثنا يحيى. والترمذي (1328) قال : حدثنا محمد بن بشار. قال : حدثنا محمد بن جعفر ،وعبد الرحمن بن مهدي.
ستتهم - محمد بن جعفر ، وعفان ، وسليمان ، ويحيى بن حماد ، ويحيى بن سعيد القطان ، وابن مهدي- عن شعبة ، عن أبي عون محمد بن عبيد الله الثقفي ، عن الحارث بن عمرو بن أخي المغيرة بن شعبة ، عن ناس من أصحاب معاذ من أهل حمص ، فذكروه.
(*) قال الترمذي : هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وليس إسناده عندي بمتصل.
* أخرجه أحمد (5/236) قال : حدثنا وكيع. وأبو داود (3592) قال : حدثنا حفص بن عمر. والترمذي (1327) قال : حدثنا هناد. قال : حدثنا وكيع.
كلاهما - وكيع ،وحفص - عن شعبة ، عن أبي عون الثقفي ، عن الحارث بن عمرو ، عن رجال من أصحاب معاذ ، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما بعثه إلى اليمن.
وفي رواية حفص : «..... أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما أراد أن يبعث معاذا إلى اليمن...» ليس فيه ، أي في رواية وكيع وحفص : «عن معاذ» .
قال الترمذي : هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه وليس إسناده عندي بمتصل. وقال الدارقطني في «العلل» : رواه شعبة عن أبي عون هكذا ، وأرسله ابن مهدي وجماعات عنه ، والمرسل أصح. وقال ابن الجوزي في «العلل المتناهية» : لا يصح.
قلت : لا يصح وقد ضعفه عشرة من الأئمة منهم البخاري والحافظ وغيرهم.

7674 - (س) عبد الرحمن بن يزيد : قال : أكثروا على عبد الله [ابن مسعود] ذات يوم ، فقال عبد الله : «إنه قد أتى علينا زمانٌ ولسنا نقضي ولَسْنَا هُنالك ، ثم إنَّ الله عز وجل قَدَّرَ علينا : أنْ بلغنا ما ترون ، فمن عرض له منكم قضاءٌ بعد اليوم ، فليقضِ بما في كتاب الله ، فإن جاءه أمرٌ ليس في كتاب الله ، فَلْيَقْضِ بما قضى به نبيُّه - صلى الله عليه وسلم- ، فإن جاءَ أَمْر ليس في كتاب الله ، ولا قضى به نبيُّه ، فَلْيَقْضِ بما قضى به الصالحون ، فإن جاءه أمرٌ ليس في كتاب الله ، ولا قضى به نبيه - صلى الله عليه وسلم- ، ولا قضى به الصالحون ، فليجتهد رأيَهُ ، ولا يَقُلْ : إني أخاف ، فإن الحلال بَيِّن ، والحرام بيِّن ، وبين ذلك أمورٌ مُتشابِهات (1) ، فَدَعْ ما يَرِيبُكَ إلى ما لا يَريبُك» أخرجه النسائي (2) .
__________
(1) في نسخ النسائي المطبوعة : مشتبهات .
(2) 8 / 230 في القضاة ، باب الحكم باتفاق أهل العلم ، وإسناده حسن ، وقال النسائي : هذا الحديث جيد جيد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (8/230) أخبرنا محمد بن العلاء ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش، عن عمارة - هو ابن عمير - عن عبد الرحمن بن يزيد ، فذكره.
وقال النسائي : هذا الحديث جيد جيد.

7675 - (س) شريح القاضي أنه كتب إلى عمر يسأله ، فكتب إليه : «أن اقْضِ بما في كتاب الله ، فإن لم يكن في كتاب الله ، فبسنَّةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فإن لم يكن في كتاب الله تعالى ، ولا في سنة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فاقْضِ بما قضى به الصالحون ، فإن لم [يكن في كتاب الله تعالى ، ولا في سنة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، ولم] يقض به الصالحون ، فإن شئت فَتَقَدَّمْ ، وإن شئت فتأخَّر ، ولا أَرى التأخُّر إلا خيراً لك ، والسلام» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 231 في القضاة ، باب الحكم باتفاق أهل العلم ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (8/231) أخبرنا محمد بن بشار ، قال: حدثنا أبو عامر ، قال : حدثنا سفيان ، عن الشيباني ، عن الشعبي ، عن شريح ، فذكره.

7676 - (د) عمر بن الخطاب (1) - رضي الله عنه - قال - وهو على المنبر - : «يا أيها الناس ، إن الرأْيَ إنما كان من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مُصِيباً ، لأنَّ الله كان يُريه ، وإنما هُو منا الظَّنُ والتَّكَلُّفُ» أخرجه أَبو داود (2) .
__________
(1) في المطبوع : عبد الله بن عمر ، وهو خطأ .
(2) رقم (3586) في الأقضية ، باب في قضاء القاضي إذا أخطأ من حديث ابن شهاب عن عمر ، وإسناده منقطع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3586) حدثنا سليمان بن داود المهري ، أخبرنا ابن وهب ، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب ، أن عمر بن الخطاب ،فذكره.
قلت : إسناده منقطع بين الزهري ، وعمر بن الخطاب.

7677 - (خ م ط ت د س) أم سلمة - رضي الله عنها - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- سمع جَلَبةَ خَصم بباب حُجرته ، فخرج إليهم ، فقال : إنما أنا بشر ، وإنَّه يأتيني الخصم ، فلعل بعضَهم أن يكون أبلغ من بعض ، فأحْسِبُ أنه صادق ، فأقضي له ، فمن قَضَيْتُ له بحقِّ مسلم ، فإنما هي قطعة من النار ، فَلْيَحْمِلْها أو يَذَرْها» . -[181]-
وفي رواية أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إنما أنا بَشَر ، وإنكم تختصمون إليَّ ، ولَعَلَّ بعضكم أن يكونَ ألْحَنَ بحُجَّتِهِ من بعض ، فأقضي نحو ما أسمع ، فمن قضيتُ له بحَقِّ أخيه ، فإنما أقْطَعُ له قطعة من النَّار» .
وفي أخرى نحوه ، وقال : «فمن قضيتُ له من [حقِّ] أخيه شيئاً فلا يأخذْه ... الحديث» أخرجه البخاري ومسلم ، وأخرج الباقون الرواية الثانية .
وفي أخرى لأبي داود : «أن رَجُلَيْنِ أتَيَا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يَخْتَصِمانِ في مواريثَ لهما ، ولم يكن لهما بَيِّنَة إلا دعواهما ، فقال : لَعَلَّ بعضَكم أن يكون ألْحَنَ بحجته ... وذكر الحديث ، وفي آخره : فبكى الرجلان ، وقال كلُّ واحد منهما لصاحبه : حَقِّي لَكَ ، فقال لهما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أمّا إذ فَعَلْتُما كذلكَ فاقْتَسِما ، فَتَوَخَّيَا الحقَّ ، ثم اسْتَهما ، ثم تحالا» .
وفي أخرى لأبي داود بهذا ، قالت : «يختصمان في مواريثَ وأشياءَ قد دَرَسَتْ ، فقال : إني إنما أقضي بينكما برأيي فيما لم يُنزَلْ عليَّ فيه» (1) .
-[182]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ألحن) فلان ألحن بحجته من فلان : أقوم بها منه ، وأقدر عليها ، من اللحَن - بفتح الحاء - الفطنة ، فأما لَحْن الكلام ، فهو ساكن الحاء ، قاله الخطابي .
(فتوخيا واسْتَهما) التوخِّي : قصد الحق واعتماده ، والاستهام : الاقتراع ، أي : اقترعا على ما قد اختصمتما فيه بعد أن تقسماه ، ولم يقنع لهما بالتوخِّي حتى ضم إليه القرعة ، لأن التوخِّي إنما هو غالب الظن ، والقرعة : نوع من البيِّنة ، فهي أقوى من التوخِّي ، ثم أمرهما بعد ذلك بالتحليل ، ليكون انفصالهما عن يقين وطيبة نفس ، لأن التحليل إنما يكون فيما هو في الذمة .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 212 في الشهادات ، باب من أقام البينة بعد اليمين ، وفي المظالم ، باب إثم من خاصم في باطل وهو يعلمه ، وفي الحيل ، باب إذا غصب جاريته فزعم أنها ماتت فقضى بقيمة الجارية الميتة ثم وجد صاحبها فهي له ، وفي الأحكام ، باب موعظة الإمام للخصوم ، وباب من قضى له بحق أخيه فلا يأخذه ، وباب القضاء في كثير المال وقليله ، ومسلم رقم (1713) في الأقضية ، باب الحكم بالظاهر واللحن بالحجة ، والموطأ 2 / 719 في الأقضية ، باب الترغيب في القضاء بالحق ، وأبو داود رقم (3583) و (3584) في الأقضية ، باب في قضاء القاضي إذا أخطأ ، والترمذي رقم (1339) في الأحكام ، باب ما جاء في التشديد على من يقضى له ، والنسائي 8 / 233 في القضاة ، باب الحكم بالظاهر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك «الموطأ» (448) عن هشام بن عروة. والحميدي (296) قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا هشام بن عروة. وأحمد (6/203) قال : حدثنا يحيى ، عن هشام. وفي (6/290) قال : حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا هشام. وفي (6/307) قال : حدثنا وكيع. قال : حدثنا هشام بن عروة. وفي (6/308) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر ، عن الزهري. (ح) وحدثنا يعقوب. قال : حدثني أبي ، عن صالح.قال ابن شهاب. والبخاري (3/171) و (9/89) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال : حدثني إبراهيم بن سعد ، عن صالح ، عن ابن شهاب. وفي (3/235 و 9/86) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة ، عن مالك ، عن هشام بن عروة. وفي (9/32) قال : حدثنا محمد بن كثير ، عن سفيان ، عن هشام. وفي (9/90) قال : حدثنا أبو اليمان. قال : أخبرنا شعيب،عن الزهري. ومسلم (5/128 و 129) قال : حدثنا يحيى بن يحيي التيميمي. قال : أخبرنا أبو معاوية ، عن هشام بن عروة. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا أبو كريب ، قال: حدثنا بن نمير.كلاهما عن هشام بن عروة (ح) وحدثني حرملة بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الله بن وهب. قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهاب. (ح) وحدثناه عمرو الناقد، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال : حدثنا أبي ، عن صالح. (ح) وحدثنا عبد بن حميد ،قال : أخبربنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر. كلاهما عن الزهري. وأبو داود (3583) قال : حدثنا محمد بن كثير ، قال : أخبرنا سفيان، عن هشام بن عروة. وابن ماجة (2317) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا وكيع. قال : حدثنا هشام بن عروة. والترمذي (1339) قال : حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني. قال : حدثنا عبدة بن سليمان ، عن هشام بن عروة. والنسائي (8/233) قال : أخبرنا عمرو بن علي. قال : حدثنا يحيى. قال :حدثنا هشام بن عروة. وفي (8/247) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال : حدثنا وكيع، عن هشام بن عروة.
كلاهما - هشام بن عروة ، وابن شهاب الزهري - عن عروة بن الزبير ، عن زينب بنت أبي سلمة ، فذكرته.

7678 - (د س) الأشعث بن قيس قال : إنه اشتَرى رَقِيقاً مِنْ الخُمس مِنْ عبد الله [بن مسعود] بعشرين ألفاً ، فأرسَلَ عبد الله إليه في ثمنهم ، فقال : إنَّما آخذهم بعشرة آلاف ، قال عبد الله : فاختر رَجُلاً يكون بيني وبينك ، فقال الأشعث : كُنْ أنت بيني وبين نفسك ، قال عبد الله : فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «إِذا اختلف البَيِّعَانِ ، وليس بينهما بَيِّنَة ، فهو ما يقول رَبُّ السِّلْعة ، أو يتتاركان» .
وفي رواية : أن ابن مسعود «بَاعَ مِن الأشعَث بن قَيْس رقيقاً» فذكر معناه ، والكلام يزيد وينقص أخرجه أبو داود .
وأخرج النسائي المُسنَدَ منه فقط . وفي رواية عن عبد الملك بن عُبَيد قال : «حضرنا أبا عبيدة بن عبد الله -[183]- ابن مسعود أَتاه رجلان تَبَايَعَا سلعة ، فقال أحدهما : أخذتُها بكذا ، وقال هذا : بعتها بكذا وكذا ، فقال أبو عبيدة : أُتِيَ ابنُ مسعود في مثل هذا ، فقال : حضرتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أُتِيَ بمثل هذا ، فأمَرَ البائع أن يُسْتَحلَف ، ثم يختار المبتاع ، فإن شاءَ أخذ ، وإن شاء ترك» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3511) في البيوع ، باب إذا اختلف البيعان والمبيع قائم ، والنسائي 7 / 302 و 303 في البيوع ، باب اختلاف المتابعين بالثمن ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3511) قال : حدثنا محمد بن يحيى بن فارس. والنسائي (7/302) قال : أخبرنا محمد بن إدريس.
كلاهما - محمد بن يحيى ، ومحمد بن إدريس - قالا : حدثنا عمر بن حفص بن غياث ، قال : حدثنا أبي، عن أبي عميس ، قال : أخبرني عبد الرحمن بن قيس بن محمد بن الأشعث ، عن أبيه ، عن جده ، فذكره.
(*) في رواية محمد بن إدريس : - عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث - وليس فيها قصة الأشعث.
قلت : عبد الرحمن بن قيس بن محمد بن الأشعث مجهول الحال كما قال الحافظ ، وحفص بن غياث مجهول.

الفصل السابع : في الدعاوى والبيانات والأيمان
البينة واليمين
7679 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال في خطبته : «البَيِّنةُ على المدَّعي ، واليمين على المدَّعَى عليه» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1341) في الأحكام ، باب ما جاء في أن البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه ، وإسناده ضعيف ، وقد أخرجه البيهقي 10 / 252 من حديث ابن عباس ، وحسن إسناده الحافظ في " الفتح " والحديث في " الصحيحين " بلفظ : " لكن اليمين على المدعى عليه " وسيأتي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1341) قال : حدثنا علي بن حجر ، قال : أنبأنا علي بن مسهر وغيره ، عن محمد بن عبيد الله ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، فذكره.
(*) قال الترمذي : هذا حديث في إسناده مقال. ومحمد بن عبيد الله العرزمي يضعف في الحديث من قبل حفظه ، ضعفه ابن المبارك وغيره.
قلت : في إسناده مجمد بن عبيد الله العرزمي. قال الحافظ : متروك.

7680 - (خ م د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لَوْ يُعْطَى الناسُ بِدَعَاوِيهم ، لادَّعَى قوم دمَاءَ رجال -[184]- وأمْوالَهم ، ولكن اليمين على المدَّعَى عليه» أخرجه مسلم .
وله وللبخاري أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قضى باليمين على المدَّعى عليه .
وللبخاري : أن امرأتين كانتا تَخْرِزانِ في بَيْت ، أو في الحُجْرَةِ (1) ، فخرَجتْ إحْدَاهُمَا ، وقد أُنْفِذَ بإشْفىً (2) في كَفِّها ، فادَعتْ على الأخرى ، فَرُفِعَ ذلك إلى ابن عباس ، فقال ابن عباس : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لَوْ يُعطَى الناسُ بِدَعْوَاهم ، لَذَهَبَ دِمَاؤُهُم وأمْوَالُهُم ، ذَكِّرُوها بالله ، واقرؤوا عليها : {إِن الذين يَشترون بِعَهْدِ الله} [آل عمران : 77] فذكَّروها فاعترفت ، فقال ابن عباس : قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : اليَمينُ على المدَّعَى عليه» وأخرج الترمذي وأبو داود الرواية الثانية ، وأخرج النسائي الرواية الثالثة (3) .
__________
(1) وفي أكثر النسخ بواو العطف : وفي الحجرة ، وهو الصواب .
(2) الاشفى : آلة الخرز للإسكاف ، ينون ولا ينون .
(3) رواه البخاري 8 / 160 في تفسير سورة آل عمران ، باب قوله تعالى : {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً} ، وفي الرهن ، باب إذا اختلف الراهن ونحوه فالبينة على المدعي واليمين على المدعى عليه في الأموال والحدود ، ومسلم رقم (1711) في الأقضية ، باب اليمين على المدعى عليه ، وأبو داود رقم (3619) في الأقضية ، باب اليمين على المدعى عليه ، والترمذي رقم (1343) في الأحكام ، باب ما جاء في البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه ، والنسائي 8 / 248 في القضاة ، باب عظة الحاكم على اليمين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (1/342) (3188) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (1/351) (3292) قال : حدثنا يزيد. وفي (1/363) (3427) قال : حدثنا أبو كامل. والبخاري (3/187) قال : حدثنا خلاد بن يحيى. وفي (3/233) قال : حدثنا أبو نعيم. ومسلم (5/128) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال: حدثنا محمد بن بشر. وأبو داود (3619) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي. والترمذي (1342) قال :حدثنا محمد بن سهل بن عسكر البغدادي ، قال : حدثنا محمد بن يوسف. والنسائي (8/248) قال: أخبرنا علي بن سعيد بن مسروق ، قال : حدثنا يحيي بن أبي زائدة.
تسعتهم - عبد الرحمن ، ويزيد ، وأبو كامل ، وخلاد ، وأبو نعيم ، ومحمد بن بشر ، والقعنبي ، ومحمد بن يوسف، ويحيى بن أبي زائدة -عن نافع بن عمر.
2- وأخرجه أحمد (1/356) (3348) قال: حدثنا وكيع ، عن محمد بن سليم.
3- وأخرجه البخاري (6/43) قال : حدثنا نصر بن علي بن نصر ، قال : حدثنا عبد الله بن داود. ومسلم (5/128) قال : حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح ، قال : أخبرنا ابن وهب. وابن ماجة (2321) قال : حدثنا حرملة بن يحيى المصري. قال : حدثنا عبد الله بن وهب. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5792) عن محمد بن عبد الأعلى ، عن خالد بن الحارث. ثلاثتهم - عبد الله بن داود، وعبد الله بن وهب ، وخالد بن الحارث - عن ابن جريج.
ثلاثتهم - نافع بن عمر ، ومحمد بن سليم ، وابن جريج - عن عبد الله بن أبي مليكة ، فذكره.
(*) رواية محمد بن سليم ، وخلاد ، وأبي نعيم ، ومحمد بن بشر ، والقعنبي ،ومحمد بن يوسف ، مختصرة على : «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قضى أن اليمين على المدعى عليه» .

القضاء بالشاهد واليمين
7681 - (م د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «قضى بيمين وشاهِد» أخرجه مسلم وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1712) في الأقضية ، باب القضاء باليمين والشاهد ، وأبو داود رقم (3607) في الأقضية ، باب القضاء باليمين والشاهد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح.
1 - أخرجه أحمد (1/248) (2224) و (1/315) (2888) و (1/) (2969) قال : حدثنا زيد بن الحباب. وفي (1/323) (2970) قال : حدثني عبد الله بن الحارث. ومسلم (5/128) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، قالا : حدثنا زيد - وهو ابن حباب -. وأبو داود (3608) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، والحسن بن علي ، أن زيد بن الحباب حدثهم. وابن ماجة (2370) قال : حدثنا أبو إسحاق الهروي إبراهيم بن عبد الله بن حاتم ، قال : حدثنا عبد الله بن الحارث المخزومي. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (6299) عن عبيد الله بن سعيد ، عن عبد الله بن الحارث ، كلاهما - زيد بن حباب ، وعبد الله بن الحارث - عن سيف بن سليمان المكي ، عن قيس بن سعد.
2 - وأخرجه أبو داود (3609) قال : حدثنا محمد بن يحيى ، وسلمة بن شبيب ، قالا : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا محمد بن مسلم.
كلاهما - قيس بن سعد ، ومحمد بن مسلم - عن عمرو بن دينار ، فذكره.

7682 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «قضى باليمينِ مع الشَّاهدِ الواحدِ» أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3610) و (3611) في الأقضية ، باب القضاء باليمين والشاهد ، والترمذي رقم (1343) في الأحكام ، باب ما جاء في اليمين مع الشاهد ، وهو حديث حسن ، وقال الترمذي : وهذا حديث حسن غريب ، وفي الباب عن علي وجابر وابن عباس وسرَّق .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3610) قال : حدثنا أحمد بن أبي بكر أبو مصعب الزهري. قال : حدثنا الدراوردي. وفي (3611) قال : حدثنا محمد بن داود الإسكندراني. قال : حدثنا زياد - يعني ابن يونس. قال : حدثني سليمان بن بلال. وابن ماجة (2368) قال : حدثنا أبو مصعب المديني أحمد بن عبد الله الزهري، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي. قالا : حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي. والترمذي (1343) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد.
كلاهما - عبد العزيز الدراوردي، وسليمان بن بلال - عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، فذكره.
(*) قال سليمان بن بلال : فلقيت سهيلا فسألته عن هذا الحديث. فقال : ما أعرفه. فقلت له : إن ربيعة أخبرني به عنك. قال : فإن كان ربيعة أخبرك عني فحدث به عن ربيعة عني.
(*) وقال أبو داود : وزادني الربيع بن سليمان المؤذن في هذا الحديث. قال : أخبرني الشافعي،عن عبد العزيز. قال : فذكرت ذلك لسهيل. فقال : أخبرني ربيعة ، وهو عندي ثقة ، أني حدثته إياه ، ولا أحفظه. قال عبد العزيز : وقد كان أصابت سهيلا علة أذهبت بعض عقله ونسي بعض حديثه فكان سهيل بعد يحدثه عن ربيعة عنه ، عن أبيه.

7683 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- «قضى باليمينِ مع الشاهدِ الواحدِ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1344) في الأحكام ، باب ما جاء في اليمين مع الشاهد ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/305) . وابن ماجة (2369) قال : حدثنا محمد بن بشار. والترمذي (1344) قال : حدثنا محمد بن بشار ، ومحمد بن أبان.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل ، وابن بشار ، وابن أبان - قالوا : حدثنا عبد الوهاب ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، فذكره.

7684 - (ط ت) محمد بن علي [الباقر] : أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «قضى باليمينِ مع الشَّاهدِ» أخرجه الموطأ والترمذي .
وزاد الترمذي : قال : «وقَضى بِها عَليّ فيكم» (1) .
__________
(1) رواه الموطأ 2 / 711 في الأقضية ، باب القضاء باليمين مع الشاهد ، والترمذي رقم (1345) في الأحكام ، باب ما جاء في اليمين مع الشاهد ، وإسناده منقطع ، لكن يشهد له ما قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (3/491) عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، فذكره.
وأخرجه الترمذي (1345) حدثنا علي بن حجر ، أخبرنا إسماعيل بن جعفر ، حدثنا جعفر بن محمد ، عن أبيه ، فذكره.
قال أبو عيسى : وهذا أصح ، وهكذا روى سفيان الثوري ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا.

7685 - (د) الزبيب العنبري - رضي الله عنه - قال : «بَعَثَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- جَيْشاً إلى بني العَنْبَر ، فَأَخَذُوهُمْ برُكْبَةَ من ناحية الطائف فاسْتَاقُوهُمْ إِلى نبيِّ الله - صلى الله عليه وسلم- ، قال : فَرَكِبْتُ فَرَسِي ، فَسَبَقْتُهُمْ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقلت : السلامُ عليكَ يا رسولَ الله ورحمةُ الله وبركاتُه ، أتَانَا جُنْدُك فأخذونا ، وقد كُنَّا أسلَمْنا وخضْرَمْنَا آذان النَّعَمِ ، فلما قَدِمَ بَلْعَنْبَر ، قال لي نَبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم- : هل لكم بَيِّنَة على أنكم أسْلَمْتُمْ قَبلَ أن تُؤخَذُوا في -[186]- هذه الأيام ؟ قلتُ : نعمْ ، قال : مَنْ بَيِّنَتُكَ ؟ قلت : سَمُرةُ ، رجل من بني العنبر، ورجل آخر سَمَّاه له ، فشهد الرجل ، وأبَى سمرةُ أن يشهدَ ، قال : فقال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : قد أبى سمرةُ أن يشهدَ ، أفتحلف مع شاهدك الآخر ؟ قلتُ : نعم ، فاستحلفني فحلفتُ بالله : لقد أسلمنا يوم كذا وكذا ، وخَضْرَمْنا آذان النَّعَم ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : اذهَبُوا فقاسِمُوهم أنْصَافَ الأمْوالِ ، ولا تَمَسُّوا ذَرَارِيهِمْ ، ولولا أنَّ الله لا يحب ضلالةَ العَمَلِ ما رَزَأْنَاكمْ عِقالاً ، فقال الزُّبَيب : فَدَعَتني أُمِّي، فقالت : هذا الرجل أخذ زِرْبيَّتي ، فانصرفْتُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فأخبرته ، فقال لي : احْبِسهُ ، فأخذتُ بتَلْبيبه ، وقمت معه مكاننا ، ثم نظر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلينا قائمين ، فقال : ما تريد بأسيرك ؟ فأرسلتُه من يدي ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- للرجل : رُدَّ عليه زربيَّة أمِّه التي أخذت منها ، فقال : يا رسول الله ، إنَّها خَرَجَتْ من يَدِي ، قال : فاخْتَلَعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سيفَ الرجل فأَعطانِيه ، وقال للرجل : اذهَبْ فَزِدْه آصُعاً من طعام ، فأعطاني (1) آصعاً من شعير» أخرجه أبو داود (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خَضْرَمْنَا) خضرمتُ أذن البعير: إذا قطعتَ طرفها ، وكان هذا -[187]- في الجاهلية ، فلما جاء الله بالإسلام ، أمر النبي - صلى الله عليه وسلم- أن يخضرموا من غير الموضع الذي كان يخضرم فيه أهل الجاهلية علامة بين المسلم وغير المسلم ، وهو الذي أراد هؤلاء القوم ، يعنون أنهم خضرَمُوا خضرَمة الإسلام .
(ما رزأْناكم) يقول : ما رزأته شيئاً : ما أصبت منه شيئاً ، ولا نقصته وهذه في اللغة الفصحى ، فأما «رزيناكم» فإنما يكون على ترك الهمز وقلبه ياء ، وليس بفصيح ، وقد قالوا : في قرأت : قريت ، شاذاً .
(فأخذت بتلبيبه) : جمعت عليه ثوبه وقبضته من مقدَّمه ، تجرُّه به .
(زربيَّة) الزربيَّة : القطيفة ، وجمعها زرابي .
(آصعا) الآصع جمع صاع ، وهو مكيال يسع خمسة أرطال وثلثاً ، أو ثمانية أرطال ، على اختلاف المذهبين في المد .
__________
(1) في نسخ أبي داود المطبوعة : فزادني .
(2) رقم (3612) في الأقضية ، باب القضاء باليمين والشاهد ، وهو حديث حسن بشواهده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3612) حدثنا أحمد بن عبدة ، ثنا عمار بن شعيب بن عبد الله بن الزبيب العنبري ، حدثني أبي ، قال : سمعت جدي الزبيب يقول.. فذكره.

القضاء بالشاهد الواحد
7686 - (خ) عبد الله بن عبد الله بن أَبي مليكة - رحمه الله - «أن بني صهيب - مولى بني جُدعان - ادَّعَوْا بيتين وحُجرة : أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أَعطى ذلك صُهيباً ، فقال مروان : مَنْ يشهد لكم على ذلك ؟ قالوا : ابنُ عُمر ، فدعاه ، فشهد لأَعْطَى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صهيباً بيتين وحُجرة ، فقضى مروان بشهادته لهم» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 5 / 174 و 175 في الهبة ، باب لا يحل لأحد أن يرجع في هبته وصدقته .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (3/215) قال : حدثنا إبراهيم بن موسى ، قال : أخبرنا هشام بن يوسف ، أن ابن جريج أخبرهم. قال : أخبرني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة ، فذكره.

تعارض البينة
7687 - (د س) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - «أنّ رَجُلَين تعارضا ، وادَّعَيَا بعِيراً على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فبعث كلُّ واحد منهما شاهدين ، فَقَسَّمةُ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بينهما نصفين» . وفي رواية : «أن رَجُلَينِ ادَّعَيا بَعِيراً أو دابة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- ليست لواحد منهما بَيِّنة ، فجعله النبي - صلى الله عليه وسلم- بينهما» أخرجه أبو داود .
وفي رواية النسائي : «أن رَجُلَين اختصما إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- في دابة ، ليس لواحد منهما بيِّنة ، فقضى بها بينهما» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ادّعيَا بعيراً فجعله بينهما) قال الخطابي : يشبه أن يكون هذا البعير ، أو الدابة : كان في أيديهما معاً ، فجعله النبي - صلى الله عليه وسلم- بينهما ، لاستوائهما في الملك باليد ، ولولا ذلك : لم يكونا بنفس الدعوى يستحقانه لو كان الشيء في يد غيرهما ، وفي الرواية الأخرى قال : «فأحضر كلُّ واحد منهما شاهدين ، فقسمه بينهما» وذلك لأن الشهادات تقابَلَتْ فسقطت ، فعاد الحكم إلى الأول ، وحينئذ يجوز -[189]- أن يكون البعير قد كان في يد غيرهما ، فلما أقاما الشهادة انتزعه ممن هو في يده وقسمه بينهما .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3613) و (3614) و (3615) في الأقضية ، باب القضاء باليمين والشاهد ، والنسائي 8 / 248 في القضاة ، باب القضاة فيمن لم تكن له بينة ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (4/402) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. وأبو داود (3613) قال : حدثنا محمد بن منهال الضرير ، قال : حدثنا يزيد بن زريع ، قال : حدثنا ابن أبي عروبة. وفي (3614) قال : حدثنا الحسن بن علي ، قال : حدثنا يحيى بن آدم ، قال : حدثنا عبد الرحيم بن سليمان ، عن سعيد بن أبي عروبة. وفي (3615) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا حجاج بن منهال ، قال : حدثنا همام. وابن ماجة (2330) قال : حدثنا إسحاق بن منصور ، ومحمد بن معمر ، وزهير بن محمد قالوا : حدثنا روح بن عبادة ، قال : حدثنا سعيد. والنسائي (8/248) قال : أخبرنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا عبد الأعلى ، قال : حدثنا سعيد. ثلاثتهم - شعبة ، وابن أبي عروبة ، وهمام - عن قتادة ، عن سعيد بن أبي بردة.
2 - وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9130) عن علي بن محمد بن علي ، عن محمد بن كثير المصيصي ، عن حماد بن سلمة ، عن قتادة ، عن النضر بن أنس بن مالك.
كلاهما - سعيد بن أبي بردة ، والنضر بن أنس - عن أبي بردة ، فذكره.
(*) في رواية همام : «... فبعث كل واحد منهما بشاهدين...» الحديث.
قلت : ضعفه الألباني. ابن ماجة (2330) ، أبو داود (3613) ، والنسائي (5424) .

القرعة على اليمين
7688 - (خ د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «عَرَضَ على قوم اليمينَ ، فتسارعوا إِليه ، فأمر أن يُسْهَم بينهم في اليمين ، أيُّهم يحلف ؟» أخرجه البخاري .
وفي رواية أبي داود : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا أُكْرِهَ الاثنان على اليمين ، واستحبَّاها ، فَلْيَسْتَهِما عليه (1)» .
وفي أخرى له : «أن رجلين اختصما في متاع إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، ليس لواحد منهما بَيِّنة ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : استَهِمَا على اليمين ، ما كان أحبَّا ذلك ، أو كرها» (2) .
__________
(1) في نسخ أبي داود المطبوعة : أو استحباها فليستهما عليها .
(2) رواه البخاري 5 / 210 و 211 في الشهادات ، باب إذا تسارع قوم في اليمين ، وأبو داود رقم (3616) و (3617) و (3618) في الأقضية ، باب الرجلين يدعيان شيئاً وليست لهما بينة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/317) . والبخاري (3/234) قال : حدثنا إسحاق بن نصر. وأبو داود (3617) قال : حدثنا أحمد بن حنبل وسلمة بن شبيب. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/14698) عن محمد بن رافع.
أربعتهم - أحمد بن حنبل ، وإسحاق ، وسلمة ، وابن رافع - عن عبد الرزاق بن همام. قال : حدثنا معمر ، عن همام بن منبه ، فذكره.

موضع اليمين
7689 - (ط) أبو غطفان بن طريف - رحمه الله - قال : «اختصَمَ زيد بن ثابت ، وابن مطيع إلى مَروان في دار كانت بينهما ، فقضى مَرْوَان على زيد -[190]- ابن ثابت باليمينِ على المِنْبَرِ ، فقال زيد : أحْلِفُ له مكاني هذا ، فقال مروانُ : لا ، إلا عند مَقاطِع الحقُوق ، فجعل زيد يَحْلِفُ أن حَقَّهُ لحقٌّ ، وأبى أَن يحلِفَ على المنبرِ ، فجعل مَرْوَانُ يَعجَبُ من ذلك» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 728 في الأقضية ، باب جامع ما جاء في اليمين على المنبر ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (4/5) عن داود بن الحصين أنه سمع أبا غطفان بن طريف المري ، فذكره.

صورة اليمين
7690 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لرجُل حلَّفهُ : «احِلفْ باللهِ الذي لا إله إلا هو ما له عندك شيء» يعني للمدَّعي . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3620) في الأقضية ، باب كيف اليمين ، وإسناده ضعيف لكن يشهد له ما قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/253) (2280) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا حماد بن سلمة. وفي (1/288) (2613) و (2/70) (5379) قال : حدثنا حسن بن موسى ، قال : حدثنا حماد بن سلمة. وفي (1/296) (2695) قال : حدثنا أسود بن عامر ، قال : حدثنا شريك. وفي (1/322) (2959) قال: حدثنا هاشم بن القاسم ، قال : حدثنا شريك. وأبو داود (3275) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل، قال : حدثنا حماد. وفي (3620) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا أبو الأحوص. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5431) عن هناد ، عن أبي الأحوص. (ح) وعن محمد بن إسماعيل بن سمرة ، عن وكيع ، عن سفيان.
أربعتهم - حماد بن سلمة ، وشريك ، وأبو الأحوص ، وسفيان - عن عطاء بن السائب ، عن أبي يحيى. فذكره.
(*) وزاد في رواية شريك :
«فنزل جبريل على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال : إنه كاذب ، إن له عنده حقه ، فأمره أن يعطية حقه ، وكفارة يمينه معرفته أن لا إله إلا الله ، أو شهادته» .
(*) ورواية أبي الأحوص مختصرة على :
«أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال - يعني لرجل حلّفه - : احلف بالله الذي لا إله إلا هو ما له عندك شيء. يعني للمدَّعِي» .
(*) وفي رواية وكيع : «فقال للمدعي : أقم البينة ، فقال : نعم ، وقال للآخر : احلف ، فحلف» .
(*) وفي رواية شريك : «أبو يحيى الأعرج» . قال ابن حجر : إن شريكا رواه عن عطاء بن السائب ، عن أبي يحيى الأعرج ، عن ابن عباس ، فالأعرج هو «مصدع» وهو وهم من شريك في قوله «الأعرج» . وإنما هو «عن أبي يحيى» حسب. كذا في رواية حماد بن سلمة عند أحمد أيضا. «النكت الظراف» (5431) .وقال المزي : إنما هو زياد ، سماه أحمد بن حنبل ، والبخاري ، أبو داود وغيرهم. وذكر له البخاري في «التاريخ» (3/378 الترجمة 1271) هذا الحديث. «تحفة الأشراف» (5431) .
وإسناده ضعيف.

الفصل الثامن : في العدالة والشهادة ، وفيه فرعان
الفرع الأول : في شهادة المسلمين
7691 - (د) عمرو بن شعيب - رحمه الله - عن أبيه ، عن جده : أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا تجوزُ شهادةُ خائن ولا خائنة ، ولا زان ولا زانية ، ولا ذي غِمْرٍ على أخيه» . -[191]-
وفي رواية : «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ردَّ شهادة الخائنِ والخائنةِ ، وذي الغِمْر على أخيه ، وردَّ شهادةَ القانع لأهل البيت ، وأجازها لغيرهم» . أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خائن) أراد بالخيانة : الخيانة في الدِّين والمال والأمانات ، فإن من ضَيَّع شيئاً من أوامر الله ، أو ركب شيئاً مما نهاه الله عنه ، فلا يكون عدلاً .
(ذو غِمر) الغِمر - بكسر الغين - الحقد .
(القانع) : السائل المستطعم ، وقيل : هو المنقطع إلى القوم يخدمهم ، وذلك مثل الأجير والوكيل ، تردُّ شهادتُه للتهمة في جرّ النفع إلى نفسه ، لأن التابع لأهل البيت ينتفع بما يصير إليهم .
(ظنين) الظنين ، بالظاء : المتهم .
__________
(1) رقم (3600) و (3601) في الأقضية ، باب من ترد شهادته ، وإسناده حسن ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2366) في الأحكام ، باب من لا تجوز شهادته ، وفي سنده حجاج بن أرطاة ، وهو مدلس ، ورواه بالعنعنة ، ورواه الدارقطني ص / 529 ، وفي سنده آدم بن فائد وهو ضعيف ، وقال الحافظ في " التلخيص " بعد أن أورد رواية أبي داود : وسنده قوي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/181) (6698) قال : حدثنا يزيد ، عن محمد بن راشد ، عن سليمان بن موسى. وفي (2/204) (6899) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا محمد بن راشد ، عن سليمان بن موسى.وفي (2/208) (6940) قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا الحجاج. (ح) ومعمر بن سليمان الرقي ، عن الحجاج بن أرطاة. وفي (2/225) (7102) قال : حدثنا هاشم وحسين ، قالا : حدثنا محمد بن راشد ، عن سليمان بن موسى. وأبو داود (3600) قال : حدثنا حفص بن عمر ، قال : حدثنا محمد بن راشد ، قال : حدثنا سليمان بن موسى. وفي (3601) قال : حدثنا محمد بن خلف بن طارق الرازي، قال : حدثنا زيد بن يحيى بن عبيد الخزاعي ، قال : حدثنا سعيد بن عبد العزيز ، عن سليمان بن موسى. وابن ماجة (2366) قال : حدثنا أيوب بن محمد الرقي ، قال : حدثنا معمر بن سليمان. (ح) وحدثنا محمد بن يحيى ، قال : حدثنا يزيد بن هارون. قالا : حدثنا حجاج بن أرطاة.
كلاهما - سليمان بن موسى ، وحجاج - عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، فذكره.
في سند ابن ماجة حجاج بن أرطاة وهو مدلس وقد عنعن.

7692 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا تجوز شهادةُ خائن ولا خائنة ، ولا مجلودٍ حَدّاً ولا ذي غِمر على أخيه ، ولا مجرَّب شهادة ، ولا القَانِع لأهلِ البيت ، ولا ظنين في ولاءٍ ولا قرابة» -[192]- قال الفزاري : «القانع» : التابع . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2299) في الشهادات ، باب ما جاء فيمن لا تجوز شهادته ، وفي سنده يزيد بن زياد الدمشقي ، وهو ضعيف ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب ، وفي الباب عن عبد الله بن عمرو . أقول : ويشهد لبعضه الحديث الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2298) قال : حدثنا قتيبة. قال : حدثنا مروان الفزاري ، عن يزيد بن زياد الدمشقي ، عن الزهري ، عن عروة ، فذكره.
* قال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن زياد الدمشقي، ويزيد يضعف في الحديث، ولا يعرف هذا الحديث من حديث الزهري إلا من حديثه.
وفي سنده يزيد بن زياد الدمشقي ،وهو ضعيف.

7693 - (ط) مالك بن أنس قال : بلغني أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- قال : «لا تجوزُ شهادةُ خَصم ولا ظَنِين» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) بلاغاً 2 / 720 في الأقضية ، باب ما جاء في الشهادات ، وإسناده معضل ، قال الزرقاني في " شرح الموطأ " :أخرجه البزار وقاسم بن ثابت وغيرهما من طرق كثيرة من رواة الحجازيين والعراقيين والشاميين والمصريين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (3/490) بلاغا.
والحديث إسناده معضل ،قال الزرقاني في «شرح الموطأ» أخرجه البزار وقاسم بن ثابت ، وغيرهما من طرق كثيرة من رواة الحجازيين والعراقيين والشاميين والمصريين.

7694 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «لا تجوزُ شهادةُ بدويّ على صاحبِ قرية» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شهادة بدوي) إنما كره شهادة البدوي ، لما فيه من الجفاء في الدِّين والجهل بأحكام الشريعة ، لأنهم في الغالب لا يضبطون الشهادة على وجهها ، لقلة معرفتهم بشروطها ، وإليه ذهب مالك ، والناس على خلافه ، فيجيزون شهادة البدوي على الحضري ، والحضري على البدوي .
__________
(1) رقم (3602) في الأقضية ، باب شهادة البدوي على أهل الأمصار ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2367) في الأحكام ، باب من لا تجوز شهادته ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3602) قال : حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني. قال : أخبرنا ابن وهب. قال : أخبرني يحيى بن أيوب ،ونافع بن يزيد. وابن ماجة (2367) قال : حدثنا حرملة بن يحيى. قال : حدثنا عبد الله بن وهب. قال : أخبرني نافع بن يزيد.
كلاهما - يحيى بن أيوب ، ونافع بن يزيد - عن ابن الهاد ، عن محمد بن عمرو بن عطاء ، عن عطاء بن يسار ، فذكره.

7695 - (ط) هشام بن عروة - رحمه الله - قال : «كان عبد الله بن -[193]- الزبير يقضي بشهادة الصبيان فيما بينهم من الجراحِ» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 726 في الأقضية ، باب القضاء في شهادة الصبيان ، وإسناده صحيح ، قال أبو عمر بن عبد البر : اختلف عن ابن الزبير في ذلك ، والأصح أنه كان يجيزها إذا جيء بهم في حال نزول النازلة ، وروي مثله عن علي من طرق ضعيفة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» بشرح الزرقاني (3/499) عن هشام بن عروة ، فذكره.
قال ابن عبد البر : اختلف عن ابن الزبير في ذلك، والأصح أنه كان يجيزها إذا جيء بهم في حال نزول النازلة، وروي مثله عن علي من طرق ضعيفة.

7696 - (خ) أنس - رضي الله عنه - (1) قال : «شهادةُ العبدِ إذا كان عدلاً جائزة» أخرجه البخاري (2) في ترجمة باب بغير إسناد (3) .
__________
(1) في المطبوع : مالك بن أنس ، ورمز له بعلامة الموطأ ، وهو خطأ .
(2) في المطبوع : أخرجه الموطأ ، وهو خطأ .
(3) رواه البخاري تعليقاً 5 / 196 في الشهادات ، باب شهادة الإماء والعبيد ، قال الحافظ في " الفتح " : وصله ابن أبي شيبة من رواية المختار بن فلفل قال : سألت أنساً عن شهادة العبيد فقال : جائزة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
رواه البخاري تعليقا (5/196) في الشهادات ، باب شهادة الإماء والعبيد ، قال الحافظ في «الفتح» : وصله ابن أبي شيبة من رواية المختار بن فلفل قال : سألت أنسا عن شهادة العبيد فقال : جائزة.

7697 - (ط) ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال : «قَدِمَ رَجُل مِنَ العِراق على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، فقال : جئتُك لأمر ما لَه رأس ولا ذَنَب ، فقال عمر : وما ذاك ؟ قال : شهادةُ الزُّورِ ظَهرتْ بأرضنا ، قال : وقد كانَ ذلك ؟ قال : نعم ، فقال عمر بن الخطاب : واللهِ لا يُؤسَرُ رَجُل في الإسلام بغير العُدول» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 720 في الأقضية ، باب ما جاء في الشهادات ، وإسناده منقطع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (3/489) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، فذكره.

7698 - (ت د) أيمن بن خريم [الأسدي]- رحمه الله - : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- «قام خطيباً ، فقال : أيُّها الناسُ ، عَدَلت شهادةُ الزُّورِ إشراكاً بالله ، ثم قرأ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأوثانِ واجتَنِبُوا قَولَ الزُّورِ} [الحج : 30]» . -[194]-
أخرجه الترمذي ، وقال : وقد اختلفوا في رواية هذا الحديث [عن سفيان بن زياد] ، ولا نَعْرِفُ لأيمن سَمَاعاً من النبي - صلى الله عليه وسلم- .
وأخرجه أبو داود عن خريم بن فاتك قال : «صلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الصبح ، فلما انصرف قام قائماً ، فقال : عَدَلَتْ شهادةُ الزُّورِ بالإِشراكِ [بالله]- ثلاث مرات - ثم قرأ الآية إلى قوله : {غَيرَ مُشركينَ بِه}» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2300) و (2301) في الشهادات ، باب ما جاء في شهادة الزور ، وأبو داود رقم (3599) في الأقضية ، باب في شهادة الزور ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2372) في الأحكام ، باب شهادة الزور ، وإسناده ضعيف ، لكن يشهد له حديث أنس عند البخاري ومسلم قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الكبائر ؟ قال : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، وقتل النفس ، وشهادة الزور ، وحديث أبي بكرة أيضاً في " الصحيحين " : ألا أنبئكم بأكبر الكبائر (ثلاثاً) الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، وشهادة الزور .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/321) . وأبو داود (3599) قال : حدثنا يحيى بن موسى البلخي. وابن ماجة (3272) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. والترمذي (2300) قال : حدثنا عبد بن حميد.
أربعتهم - أحمد ، ويحيى ، وأبو بكر ، وعبد - قالوا : حدثنا محمد بن عبيد ، قال : حدثنا سفيان العصفري ، عن أبيه ، عن حبيب ، فذكره.
إسناده ضعيف.

7699 - (خ) عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي - رحمه الله - قال : سمعتُ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول : «إن ناساً كانوا يُؤخَذون بالوحي في عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وإن الوحي قَدِ انقطع ، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم ، فمن أظْهَرَ لَنَا خيراً أَمِنَّاهُ ، وقَرَّبْنَاهُ ، وليس لنا من سَرِيرتِهِ شيء ، الله يُحَاسِبُهُ في سريرته ، ومَنْ أظهر لنا سُوءاً لم نَأْمَنْهُ ، ولم نُصَدِّقه ، وإن قال : إنَّ سريرتَه حسنة» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 5 / 185 في الشهادات ، باب الشهداء العدول .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (5/185) حدثنا الحكم بن نافع ، أخبرنا شعيب بن الزهري ، قال : حدثني حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، أن عبد الله بن عتبة ، قال : سمعت عمر بن الخطاب ، فذكره.

7700 - (م ط د ت) زيد بن خالد - رضي الله عنه - أن رسولَ الله -[195]-صلى الله عليه وسلم- قال : «أَلا أُخبِرُكم بخيْرِ الشُّهداء ؟ الذي يأتي بشهادَتِهِ قَبْلَ أنْ يُسأَلها» أخرجه مسلم والموطأ والترمذي وأبو داود .
وزاد أبو داود قال : «أو يخبر بشهادته» قال : أبو داود : شك أحد رواته أيتهما قال ، وقال مالك : «هو الذي يُخْبِرُ بالشهادة التي لا يَعْلَمُ بها الذي هي له ، فيأتي بها الإمامَ ، فَيَقْضي له بها» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1719) في الأقضية ، باب بيان خير الشهود ، والموطأ 2 / 720 في الأقضية ، باب ما جاء في الشهادات ، وأبو داود رقم (3596) في الأقضية ، باب في الشهادات ، والترمذي رقم (2296) في الأحكام ، باب ما جاء في الشهداء أيهم خير .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه مالك في «الموطأ» (448) . وأحمد (4/115) قال : حدثنا إسحاق بن عيسى. وفي (5/193) قال : حدثنا أبو نوح قراد. ومسلم (5/132) قال : حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (3596) قال : حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني ، وأحمد بن السرح ، قالا : أخبرنا ابن وهب. والترمذي (2295) قال : حدثنا الأنصاري - إسحاق بن موسى- ،قال : حدثنا معن. وفي (2296) قال : حدثنا أحمد بن الحسن ، قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (3754) عن محمد بن سلمة ، والحارث بن مسكين ، عن ابن القاسم.
سبعتهم - إسحاق، وأبو نوح ، ويحيى ، وابن وهب ، ومعن ، وعبد الله ، وابن القاسم- عن مالك ، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان.
2 - وأخرجه أحمد (5/193) . وابن ماجة (2364) قال : حدثنا علي بن محمد ، ومحمد بن عبد الرحمن الجعفي. والترمذي (2297) قال : حدثنا بشر بن آدم ابن بنت أزهر السمان. أربعتهم - أحمد ، وعلي ، ومحمد ، وبشر - قالوا : حدثنا زيد بن حباب ، قال : حدثني أبي بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي ، قال : حدثني أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، قال : حدثني عبد الله بن عمرو بن عثمان ، قال : حدثني خارجة بن زيد بن ثابت.
كلاهما - عبد الله ، وخارجة - عن ابن أبي عمرة الأنصاري ، فذكره.
(*) قال الترمذي : اختلفوا على مالك في رواية هذا الحديث ، فروى بعضهم عن أبي عمرة ، وروى بعضهم عن ابن أبي عمرة ، وهو عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري ، وهذا أصح ، لأنه قد روي من غير حديث مالك عن عبد الرحمن بن أبي عمرة ،عن زيد بن خالد.
(*) في المطبوع من سنن ابن ماجة : «محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان» ، ولم يشر المزي في «تحفة الأشراف» إلى هذا الخلاف، بل أحال رواية ابن ماجة على رواية الترمذي ، ونعتقد أن هذا هو الصواب ، لأن رواية الترمذي توافق رواية أحمد ، ويكون ما وقع في ابن ماجة خطأ.

7701 - (د س) خزيمة بن ثابت - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ابْتَاعَ فَرَساً من أعرابي ، فَاسْتَتْبَعَه إلى منزله ليقضيَه ثمنَ فرسهِ ، فأسرعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المشيَ ، وأبْطَأ الأعرابيُّ بالفرس ، فَطَفِقَ رجال يعترضون الأعرابيَّ ، يساوِمُونَهُ بالفَرَسِ ، لا يشعرون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ابتاعه ، فنادى الأعرابيُّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : إِن كُنْتَ مُبتَاعاً هذا الفَرَس وإلا بِعتُه ، فقام النبي - صلى الله عليه وسلم- حين سَمِعَ نِدَاءَ الأعرابيِّ ، فقال : أَوَلَيسَ قد ابتعتُهُ منك ؟ قال الأعرابي : لا ، والله ما بِعْتُكَهُ ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : بلى قدِ ابتَعتُهُ مِنْكَ ، فَطَفِقَ الأَعرابيُّ يقول : هَلُمَّ شهيداً فقال خزيمة : أنا أشهد أنك قد بايعته ، فأقبل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- على خزيمة ، فقال : -[196]- بِمَ تَشْهَدُ ؟ قال : بِتَصْدِيقكَ يا رسولَ الله ، فجعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- شهادةَ خزيمةَ شهادةَ رَجُلين» أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
وزاد رزين ، فقال الأعرابيُّ : «أهذا رسول الله ؟ فقال له أبو هريرة : كفى بك جهْلاً أن لا تَعرِف نبيَّكَ ، صدق الله {الأَعرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وأَجْدَرُ أَنْ لا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزلَ اللهُ على رسولِهِ} [التوبة : 97] فاعترف الأعرابيُّ بالبيع» .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3607) في الأقضية ، باب إذا علم الحاكم صدق الشاهد الواحد يجوز له أن يحكم به ، والنسائي 7 / 302 في البيوع ، باب التسهيل في ترك الإشهاد على البيع ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3607) حدثنا محمد بن يحيى بن فارس ، أن الحكم بن نافع حدثهم ، أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، عن عمارة بن خزيمة ، أن عمه حدثه ، فذكره.
وأخرجه النسائي (7/301) أخبرنا الهيثم بن مروان بن الهيثم بن عمران ، قال : حدثنا محمد بن بكار ، قال : حدثنا -يحيى وهو ابن حمزة - عن الزبيدي ، أن الزهري أخبره عن عمارة بن خزيمة ، أن عمه حدثه، فذكره.

الفرع الثاني : في شهادة الكفار
7702 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا تُصَدِّقوا أهل الكتاب بما يُحَدِّثونكم عن الكتاب ، ولا تُكَذِّبوهم ، وقولوا : آمَنَّا باللهِ وما أُنزل إلينا ، لأن الله تعالى أخبر أنَّهُمْ كَتَبُوا بأيديهم ، وقالوا : هذا من عند الله» .
وفي رواية قال : «كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعِبْرانية ، ويفسِّرونها بالعربية لأهل الإسلام ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : لا تُصَدِّقوا أهل -[197]- الكتاب ...» وذكر الحديث . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 8 / 129 في تفسير سورة البقرة ، باب {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا} ، وفي الاعتصام ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء " ، وفي التوحيد ، باب ما يجوز من تفسير التوراة وغيرها من كتب الله بالعربية وغيرها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (6/25 و 9/136 و 193) . قال : حدثنا محمد بن بشار. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (15405) عن محمد بن المثنى.
كلاهما - محمد بن بشار ، ومحمد بن المثنى - عن عثمان بن عمر ، قال : أخبرنا علي بن المبارك ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، فذكره.

7703 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : «يا مَعشَرَ المسلمين ، كيف تسألونَ أهلَ الكتابِ عن شيء ؟ وكتابُكم الذي أنزل الله على نَبِيِّكمْ أحْدَثُ الكُتُبِ باللهِ ، تقرؤونه مَحْضاً لم يُشَبْ ، وقد حَدَّثكم الله أن أهَل الكتاب بَدَّلُوا كتابَ الله ، وغَيّرُوه ، وكتبوا بأيديهم الكتاب ، وقالوا : هذا من عند الله ، ليشتروا به ثمناً قليلاً ؟ أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مَسأَلَتِهم ؟ ولا والله ، ما رأينا مِنْهُمْ رجلاً قطُّ يسأَلكم عَنِ الذي أُنزل عليكم» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 13 / 282 في الاعتصام ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء " ، وفي الشهادات ، باب لا يسأل أهل الشرك عن الشهادة وغيرها ، وفي التوحيد ، باب قول الله تعالى : {كل يوم هو في شأن} .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري في الاعتصام (26 : 2) عن موسى بن إسماعيل ، عن إبراهيم بن سعد. وفي التوحيد (42 : 2) عن أبي اليمان ، عن شعيب. وفي الشهادات (30) عن يحيى بن بكير ، عن الليث ، عن يونس.
ثلاثتهم عن محمد بن مسلم ، عن عبيد الله ، عن ابن عباس، فذكره.تحفة الأشراف (5/69)

7704 - (د) أبو نملة - الأنصاري - رضي الله عنه - قال : بينما هو جالس عندَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وعِنْدَهُ رجل مِنَ اليهود : مُرَّ بجنازَة ، فقال : يا محمد ، هل تتكَلَّمُ هذه الجنازة ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : الله أعلمُ ، قال اليهوديُّ : إِنها تتكلَّم ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «ما حَدّثكُم أَهلُ الكتاب فلا تُصَدِّقُوهم ، ولا تُكَذِّبوهم ، وقولوا : آمنَّا بالله ورُسُلهِ ، -[198]- فإن كان باطلاً لم تصدِّقُوه ، وإن كان حقّاً لم تكذِّبوه» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3644) في العلم ، باب رواية حديث أهل الكتاب ، ورواه أيضاً ابن حبان رقم (110) موارد ، وفي سنده ابن أبي نملة لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات ، وللشطر الأخير منه شاهد تقدم من حديث أبي هريرة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/136) قال : حدثنا حجاج ، قال : أخبرنا ليث بن سعد، قال : حدثني عقيل. (ح) وحدثنا عثمان بن عمر. قال : حدثنا يونس. وأبو داود (3644) قال : حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت ،قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر.
ثلاثتهم - عقيل ، ويونس ، ومعمر - عن ابن شهاب الزهري ، عن ابن أبي نملة. فذكره.
وفي سنده ابن أبي نملة لم يوثقه غير ابن حبان.

7705 - (د) [عامر] الشعبي - رحمه الله - «أن رجلاً من المسلمين حَضَرَتهُ الوَفاةُ بِدَقُوقا (1) هذه ، ولم يجد أحد من المسلمين يُشهِدُه على وصيَّتِه ، فأَشهدَ رجلين من أهل الكتابِ ، فَقَدِمَا الكوفة ، فأتَيَا أبا موسى الأشعريَّ ، فأخبراه ، وقَدِمَا بتركتِه ، ووصيَّتِه ، قال أبو موسى : هذا أمرٌ لم يكن بعد الذي كان في عهد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فأحلَفَهُما بعد العصر بالله : ما خانا ، ولا كذبا ، ولا بَدَّلا ، ولا كَتَما ، ولا غَيَّرَا ، وإنّها لَوَصِيَّةُ الرجل وتركتُه ، فأمضى شهادتهما» أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) بلد بين بغداد وإربل ، تقصر وتمد .
(2) رقم (3605) في الأقضية ، باب شهادة أهل الذمة ، وفي الوصية في السفر ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3605) قال : حدثنا زياد بن أيوب ، قال :حدثنا هشيم ، قال أخبرنا زكريا ، عن الشعبي ، فذكره.

7706 - (خ) حميد بن عبد الرحمن - رحمه الله - قال : سمعتُ معاوية - رضي الله عنه - يحدِّثُ رهطاً من قريش بالمدينة - وذكر كعبَ الأحبار - فقال : «إن كان لمِنْ أصدقِ هؤلاء المحدِّثين الذين يُحدِّثونَ عن الكِتاب (1) ، وإنْ كُنَّا مع ذلك لَنَبْلُو عليهِ الكَذِبَ (2)» أخرجه البخاري (3) .
__________
(1) الذي في نسخ البخاري المطبوعة : عن أهل الكتاب .
(2) انظر ما قال الحافظ في " الفتح " 13 / 282 حول كعب الأحبار .
(3) تعليقاً 13 / 281 في الاعتصام ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء " ، قال البخاري : وقال أبو اليمان ، أخبرنا شعيب عن الزهري ، أخبرني حميد ابن -[199]- عبد الرحمن ، سمع معاوية ... فذكره : قال الحافظ في " الفتح " : كذا عند الجميع ، ولم أره بصيغة " حدثنا " ، وأبو اليمان من شيوخ البخاري فإما أن يكون أخذه عنه مذاكرة ، وإما أن يكون ترك التصريح بقوله : حدثنا لكونه أثراً موقوفاً ، ويحتمل أن يكون مما فاته سماعه ، ثم وجدت الإسماعيلى أخرجه عن عبد الله بن العباس الطيالسي عن البخاري قال : حدثنا أبو اليمان ، ومن هذا الوجه أخرجه أبو نعيم ... فذكره ، فظهر أنه مسموع له وترجح الاحتمال الثاني ، ثم وجدته في " التاريخ الصغير " للبخاري ، قال : حدثنا أبو اليمان .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا (13/281) في الاعتصام ، باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم- : «لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء» قال البخاري :وقال أبو اليمان ، أخبرنا شعيب عن الزهري ، أخبرني حميد بن عبد الرحمن ، سمع معاوية... فذكره.
قال الحافظ في «الفتح» : كذا عند الجميع ، ولم أره بصيغة «حدثنا» وأبواليمان من شيوخ البخاري ، فإما أن يكون أخذه عنه مذاكرة ، وإما أن يكون ترك التصريح بقوله : حدثنا لكونه أثرا موقوفا ، ويحتمل أن يكون مما فاته سماعه ، ثم وجدت الإسماعيلي أخرجه عن ابن عباس الطيالسي عن البخاري قال : حدثنا أبو اليمان. ومن هذا الوجه أخرجه أبو نعيم... فذكره.فظهر أنه مسموع له وترجح الاحتمال الثاني.
قال الشيخ الأرناؤوط : ثم وجدته في التاريخ الصغير للبخاري. وقال : حدثنا أبو اليمان.

الفصل التاسع : في الحبس والملازمة
7707 - (د ت س) بهز بن حكيم [بن معاوية] عن أبيه ، عن جده - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «حبس رَجُلاً في تُهمة» .
أخرجه أبو داود ، وزاد الترمذي والنسائي : «ثم خَلَّى سبيله» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3630) في الأقضية ، باب في الحبس في الدين وغيره ، والترمذي رقم (1417) في الديات ، باب ما جاء في الحبس في التهمة ، والنسائي 8 / 67 في السارق ، باب امتحان السارق بالضرب والحبس ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/447) قال : حدثنا عفان ،قال : حدثنا حماد بن سلمة ،قال: أخبرنا أبو قزعة سويد بن حجير الباهلي. وفي (5/2 و 4) قال : حدثنا إسماعيل، قال : أخبرنا بهز بن حكيم. وفي (5/2) قال : حدثنا عبد الرزاق ،قال : حدثنا معمر ، عن بهز بن حكيم بن معاوية. وأبو داود (3630) قال : حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي ، قال : أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر ، عن بهز بن حكيم. وفي (3631) قال : حدثنا محمد بن قدامة ومؤمل بن هشام ،قال ابن قدامة : حدثني إسماعيل ،عن بهز بن حكيم. والترمذي (1417) قال : حدثنا علي بن سعيد الكندي، قال : حدثنا ابن المبارك ، عن معمر ، عن بهز بن حكيم. والنسائي (8/66 و 67) قال : أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام ،قال : حدثنا أبو أسامة ، قال : أخبرني ابن المبارك، عن معمر ، عن بهز بن حكيم. (ح) وأخبرنا علي بن سعيد بن مسروق ،قال : حدثنا عبد الله بن المبارك ، عن معمر ، عن بهز بن حكيم.
كلاهما - أبو قزعة ، وبهز بن حكيم - عن حكيم بن معاوية ، فذكره.
(*) رواية أبي داود (3630) مختصرة على : «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حبس رجلا في تهمة» .
(*) ورواية الترمذي ، وعلي بن سعيد بن مسروق مختصرة على : «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حبس رجلا في تهمة ثم خلى سبيله» .
(*) ورواية أبي أسامة مختصرة على : «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حبس ناسا في تهمة» .

7708 - (د) وعنه عن أبيه عن جده : أن أخاه ، أو عمه «قام إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يخطب ، فقال : جيراني بِم أُخِذُوا ؟ فأعرض عنه ، ثم ذكر شيئاً ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : خَلُّوا [له عن] جيرانه» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3631) في الأقضية ، باب في الحبس في الدين وغيره ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3631) حدثنا محمد بن قدامة ،ومؤمل بن هشام ، قال ابن قدامة : حدثني إسماعيل ، عن بهز بن حكيم ، عن أبيه ، عن جده ، قال ابن قدامة : إن أخاه أو عمه ، وقال مؤمل فذكره.

7709 - (د) هرماس بن حبيب [التميمي العنبري]- رحمه الله - رجل من أهل البادية ، عن أبيه ، عن جده ، أنه قال : «أتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بغريم لي ، فقال لي : الزَمه ، ثم قال : يا أخا بني تميم ، ما تريد أن تفعل بأَسيرك ؟» أخرجه أبو داود (1) .
وزاد رزين : «فأَطلقته» .
__________
(1) رقم (3629) في الأقضية ، باب في الحبس في الدين وغيره ، وفي سنده مجاهيل .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3629) قال : حدثنا معاذ بن أسد. وابن ماجة (2428) قال : حدثنا هدية بن عبد الوهاب.
كلاهما - معاذ ، وهدية - قالا : حدثنا النضر بن شميل. قال : أخبرنا هرماس بن حبيب -رجل من أهل البادية - عن أبيه ، عن جده ، فذكره.
وفي إسناده مجاهيل.

الفصل العاشر : في قضايا حَكَمَ فيها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-
7710 - (خ م د ت س) عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - عن أبيه : «أن رَجُلاً من الأنصار خاصَمَ الزبير عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في شِراج الحَرَّة التي يَسْقُون فيها النخل ، فقال الأنصاريُّ : سَرِّحِ الماءَ يَمُرُّ ، فأَبى عليه ، فاختصما عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- للزبير : اسقِ يا زبيرُ ، ثم أرسل إلى جارك ، فغضب الأنصاريُّ ، ثم قال لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- : أنْ كان ابنَ عمَّتِك ؟ فتلوَّنَ وجهُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، ثم قال للزبير : اسق يا زبير ، ثم احبِس الماء حتى يرجع إلى الجَدْر ، فقال الزبير : والله إنِّي لأحْسِبُ هذه -[201]- الآية نزلت في ذلك {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنونَ حتى يُحَكِّموك فيما شَجَرَ بَينَهُمْ ...} الآية [النساء : 65]» أخرجه البخاري ومسلم .
وللبخاري عن عروة - ولم يذكر عبد الله بن الزبير - قال : «خاصم الزبير رجلاً» ... وذكر نحوه ، وزاد : «فاستوعَى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حينئذ للزبير حَقَّه ، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قبل ذلك قد أشار على الزبير برأي ، أراد فيه سَعة له وللأَنصاري ، فلما أَحْفَظَ الأنصاريُّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ، استوعى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- للزبير حقَّه في صريحِ الحكم ، قال عروة : قال الزبير : والله ما أحسِبُ هذه الآية نزلت إلا في ذلك {فَلا ورَبِّكَ لا يُؤْمِنون...} الآية» وأخرج أبو داود والترمذي والنسائي : الرواية الأولى (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شراج الحَرة) الحرة : الأرض ذات الحجارة السود ، و (الشِراج) : جمع شَرجة وهي مسيل الماء من الحَزن إلى السهل . -[202]-
(الجَدْر) والجدار : الحائط ، وقيل : الجَدر ، أصل الجدار ، قال الخطابي : هكذا الرواية : الجَدْر ، قال : والمتقنون من أهل الرواية يقولون : حتى يبلغ الجذر - يعني بالذال المعجمة - وهو مبلغ تمام الشرب ، ومنه : جَذر الحساب .
(الاشتجار) : الاختلاف ، وشجر الأمر بين القوم ، أي : خاضوا فيه واختصموا .
(فاستوعى) الأمر : إذا استوفاه واستكمله .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 26 - 29 في الشرب ، باب سكر الأنهار ، وباب شرب الأعلى قبل الأسفل ، وباب شرب الأعلى إلى الكعبين ، وفي الصلح ، باب إذا أشار الإمام بالصلح فأبى حكم عليه بالحكم المبين ، وفي تفسير سورة النساء ، باب {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم} ، ومسلم رقم (2357) في الفضائل ، باب وجوب اتباعه صلى الله عليه وسلم ، وأبو داود رقم (3637) في الأقضية ، باب أبواب من القضاء ، والترمذي رقم (1363) في الأحكام ، باب ما جاء في الرجلين يكون أحدهما أسفل من الآخر في الماء ، والنسائي 8 / 245 في القضاة ، باب إشارة الحاكم بالرفق .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/4) قال : حدثنا هاشم بن القاسم. وعبد بن حميد (519) قال : حدثني أبو الوليد. والبخاري (3/145) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف.
ومسلم (7/90) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. (ح) وحدثنا محمد بن رمح. وأبوداود (3637) قال : حدثنا أبو الوليد الطيالسي. وابن ماجة (15 و2480) قال : حدثنا محمد بن رمح بن المهاجر المصري. والترمذي (1363 و 3027) قال : حدثنا قتيبة. والنسائي (8/245) قال : أخبرنا قتيبة.
خمستهم - أبو الوليد ، وهاشم ، وعبد الله بن يوسف، وقتيبة ، ومحمد بن رمح - عن الليث ، عن الزهري ، عن عروة بن الزبير ، فذكره.

7711 - (ط د) ثعلبة بن أَبي مالك - رحمه الله - سَمِع كبراءهم يذكرون «أن رَجُلاً من قريش كان له سَهْم في بني قُريظة ، فخاصم إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في سَيْلِ مَهْزور ومُذَيْنب الذي يقتسمون ماءه ، فقضى [بينهم] رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أن الماء إلى الكعبين لا يحبس الأعلى على الأسفل» .
أخرجه الموطأ وأبو داود ، ولم يذكر أبو داود «ومُذَينب» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مهزور) بتقديم الزاي على الراء : وادي بني قريظة بالحجاز ، وبتقديم -[203]- الراء على الزاي : موضع سوق المدينة .
و (مذينب) : اسم موضع بالمدينة .
__________
(1) رواه الموطأ 2 / 744 في الأقضية ، باب القضاء في المياه ، بلاغاً ، وقد وصله أبو داود رقم (3638) في الأقضية ، باب أبواب من القضاء ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2481) في الرهون ، باب الشرب من الأودية ومقدار حبس الماء ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3638) قال : حدثنا محمد بن العلاء، قال : حدثنا أبو أسامة ، عن الوليد ، يعني ابن كثيرا عن أبي مالك بن ثعلبة ، عن أبيه ثعلبة بن أبي مالك ، فذكره.
وهو عن مالك (الموطأ) (1497) عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، فذكره بلاعا وقال الزرقاني في شرح الموطأ (4/37) قال ابن عبد البر : لاأعلمه يتصل به وجه من الوجوه مع أنه حديث مدني مشهور عند أهل المدينة مستعمل فيه بهذا اللفظ عن النبي يثبت ا.هـ وهو تقصير شريد من مثلها فله إسناد موصول عن عائشة عند الدارقطني في الغرائب و الحاكم وصححاه. وأخرجه أبو داود وابن ماجة من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وإسناده حسن ، وأخرج ابن ماجة نحوه من حديث ثعلبة بن أبي مالك القرظي ، وقال البيهقي. إنه مرسل ثعلبة من الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة. ا.هـ.
قلت : ثعلبة بن أبي مالك مختلف في صحبته ،وقال العجلي : تابعي ثقة.

7712 - (د) عمرو بن شعيب - رحمه الله - عن أبيه عن جده أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - «قضى في سَيْل المهزورِ : أن يُمسَكَ حتى يبلغَ الكعبين ، ثم يُرسلَ الأعلى على الأسفل» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3639) في الأقضية ، باب أبواب من القضاء ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (2482) في الرهون ، باب الشرب من الأودية ومقدار حبس الماء ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3639) . وابن ماجة (2482) قالا : حدثنا أحمد بن عبدة ، قال : حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن ، قال : حدثني أبي : عبد الرحمن بن الحارث ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، فذكره.

7713 - (د ط) حرام بن سعد بن محيصة - رحمه الله - «أنَّ ناقة للبراء بن عازب دخلت حائطاً لرجل من الأنصار ، فأفسدت فيه ، فقضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أنَّ على أهلِ الأموال حفظَها بالنهار ، وعلى أهل المواشي حفظَها بالليل» وفي رواية : عن حرام بن مُحَيِّصَة عن البراء قال : «كانت له ناقة ضارية ، فدخلت حائطاً ، فأَفْسَدَتْ فيه ، فَكُلِّمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-[فيها] ، فقضى : أن حفظَ الحوائط بالنهار على أهلها ، وأن حفظَ الماشيةِ بالليل على أهلها ، وأنَّ على أهل الماشيةِ ما أصابت ماشِيَتُهُمْ بالليل» أخرجه أبو داود ، قال : حرام بن محيصة ، ولم يذكر «ابن سعد» ، وقال في الرواية الأولى «عن أبيه» .
وأخرجه الموطأ عن حرام بن سعد بن محيصة «أن ناقة للبراء بن عازب دخلت حائطَ رجل فأفسدت فيه ، فقضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أنَّ على أهل -[204]- الحوائط حفظَها بالنهار ، وأن ما أفْسَدَتِ المواشي بالليل ضامن (1) على أهلها» هكذا رواه يحيى بن يحيى عن مالك ، قالوا : والصواب «حرام بن سعد» لا ابن سعيد (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحوائط) جمع حائط ، وهو البستان من النخيل وغيره .
__________
(1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ " : قال الباجي : أي مضمون .
(2) رواه الموطأ 2 / 747 و 748 في الأقضية ، باب القضاء في الضواري والحريسة مرسلاً ، وقد وصله أبو داود رقم (3569) و (3570) في الأقضية ، باب المواشي تفسد زرع قوم ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (4/47) عن ابن شهاب ، عن حرام بن سعد بن محيصة ، فذكره.
وأخرجه أبو داود (3569) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت المروزي ،قال :حدثنا عبد الرزاق ،قال: أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن حرام بن محيصة ، فذكره.

7714 - (ت) رافع بن خديج - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «من زرع في أرض قوم بغير إذنهم ، فليس له من الزرع شيء ، وله نفقته» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1366) في الأحكام ، باب ما جاء فيمن زرع في أرض قوم بغير إذنهم ، ورواه أيضاً أبو داود رقم (3403) في البيوع ، باب في زرع الأرض بغير إذن صاحبها ، وفي سنده شريك بن عبد الله النخعي ، وهو صدوق ، يخطئ كثيراً ، تغير حفظه ، ومع ذلك فقد قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، والعمل على هذا عند أهل العلم ، وهو قول أحمد وإسحاق ، وقال الترمذي : وسألت محمد بن إسماعيل - يعني البخاري - عن هذا الحديث فقال : هو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

1- أخرجه أحمد (3/465) قال : حدثنا وكيع ، وأبو كامل. وفي (4/141) قال : حدثنا أسود بن عامر، والخزاعي. وأبو داود (3403) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. وابن ماجة (2466) قال : حدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة. والترمذي (1366) قال : حدثنا قتيبة. ستتهم - وكيع ، وأبو كامل ، وأسود، والخزاعي ، وقتيبة ، وعبد الله بن عامر - قالوا : حدثنا شريك بن عبد الله النخعي ، عن أبي إسحاق.
2- وأخرجه الترمذي (1366) قال : قال محمد : حدثنا معقل بن مالك البصري ، قال : حدثنا عقبة بن الأصم.
كلاهما - أبو إسحاق ، وعقبة بن الأصم - عن عطاء ، فذكره.
قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث أبي إسحاق ، إلا من هذا الوجه. وقال: سألت محمد بن إسماعيل - يعني البخاري - عن هذا الحديث ، فقال : هو حديث حسن ، وقال : لا أعرفه من حديث أبي إسحاق ، إلا من رواية شريك.

7715 - (د) أبو سعيد [الخدري]- رضي الله عنه - قال : «اختصَم إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- رَجُلان في حريم نخلة ، فأمر بها فَذُرِعت ، فَوجِدت سبع أذرع - وفي أخرى : خمس أذرع ، فقضى بذلك» وفي رواية : «فأمر بجريدة من جريدها فَذُرِعتْ» أخرجه أبو داود (1) .
-[205]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حريم النخلة) : الأرض التي حولها قريباً منها .
__________
(1) رقم (3640) في الأقضية ، باب أبواب من القضاء ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3640) قال : حدثنا محمود بن خالد ، أن محمد بن عثمان ، حدثهم ، قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد ، عن أبي طوالة ، وعمرو بن يحيى ، عن أبيه ، فذكره.

الكتاب الرابع : في القتل ، وفيه أربعة فصول
الفصل الأول : في النهي عن القتل وإثمه
7716 - (خ) سعيد بن العاص عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لَنْ يزالَ المؤمِنُ في فُسحَة من دِينه ما لم يُصِبْ دماً حراماً» ، قال : وقال ابن عمر: «إنَّ من وَرَطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفكُ الدَّم الحرام بغير حِلِّه» أخرجه البخاري (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وَرَطات الأمور) جمع وَرْطة ، وهي الهلاك ، قال : وأصل الورطة : أرضٌ مطمئنة ، لا طريق فيها ، يقال : أورطهُ ورطة ، أي : أوقَعَه في الورطة .
__________
(1) 12 / 165 في الديات في فاتحته .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/94) (5681) قال : حدثنا أبو النضر. وعبد بن حميد (856) قال : حدثني ابن أبي شيبة ، قال : حدثنا محمد بن كناسة الأسدي. والبخاري (9/2) قال : حدثنا علي.
ثلاثتهم - أبو النضر ، ومحمد بن كناسة ، وعلي بن المديني - عن إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص ، عن أبيه ، فذكره.
* أخرجه البخاري (9/2) قال : حدثني أحمد بن يعقوب ، قال : حدثنا إسحاق بن سعيد ، قال : سمعت أبي يحدث عن عبد الله بن عمر ، قال : إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله.

7717 - (د) خالد بن دهقان - رضي الله عنه - قال : كُنَّا في غزوة القسطنطينية بذُلُقْيَة ، فأقبل رجل من أهل فِلَسطين من أشرافهم وخيارهم يعرفون ذلك [له] ، يقال له : هانئ بن كُلثوم بن شريك الكِناني ، فسلَّم على عبد الله بن أبي زكريا ، وكان يعرف له حقَّه ، قال لنا خالد : فحدثنا عبد الله بن أبي زكريا ، قال : سمعت أم الدرداء تقول : سمعت أبا الدرداء يقول : سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «كُلُّ ذَنب عسى الله أَن يغفرَه ، إلا من مات مُشْرِكاً ، أو مُؤمِن قَتَلَ مؤمناً متعمداً» فقال هانئ بن كلثوم : سمعتُ محمود بن الربيع يحدِّث عن عبادة بن الصامت ، أنه سمعه يحدثه عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أنه قال : «مَنْ قَتَلَ مؤمناً ، فَاغْتَبَطَ (1) بقتله : لم يَقْبل الله منه صَرفاً ولا عدلاً» قال لنا خالد : ثم حدثنا ابن أبي زكريا عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أنه قال : «لا يزالُ المؤمن مُعْنقاً صالحاً ما لم يُصِب دماً حراماً ، فإذا أصاب دماً حراماً بَلَّح» قال أبو داود : وحدَّث هانئ بن كلثوم عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- مثله سواء - قال خالد [بن دهقان] ، سألت يحيى بن يحيى الغَسَاني عن قوله : «اغتَبَط بقتله» قال : الذين يقاتلون في الفتنة ، فيَقتل أحدُهم ، فيرى أنه على هُدى لا يستغفر الله ، يعني من ذلك . أخرجه أبو داود (2) .
-[207]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فاغتبط بقتله) هكذا جاء هذا الحديث في «سنن أبي داود» رحمه الله «من قتل مؤمناً فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً» وقال في آخر الحديث : قال خالد بن دِهقان - هو راوي الحديث - سألتُ يحيى بن يحيى الغسَّاني عن قوله «اغتبط بقتله» قال : الذين يقاتلون في الفتنة ، فيقتل أحدهم فيرى أنه على هدى لا يستغفر الله - يعني من ذلك - وهذا التفسير يدل على أنه من الغِبطة - بالغين المعجمة - وهي الفرح والسرور وحسن الحال ، وذلك : أن القاتل إذا قتل خصمه فإنه يفرح بقتله ، فإذا كان المقتول مؤمناً وفرح بقتله دخل في هذا الوعيد ، بخلاف ما إذا حزن لقتله وندم عليه ، والذي جاء في «معالم السنن» للخطابي رحمه الله في شرح هذا الحديث ، قال : «من قتل مؤمناً فاعتبط قتله...» وذكر الحديث ، ولم يذكر قول خالد ليحيى ، ولا تفسير يحيى ، ثم قال : في معنى قوله «اعتبط قتله» أي : قتَله ظلماً ، لا عن قصاص ، يقال : عَبَطت الناقةُ واعتبطتها : إذا نَحَرْتَها من غير داءٍ أو آفة تكون بها ، ومات فلان عبطة : إذا مات شاباً قبل أوان الشيب والهرم ، قال أمية بن أبي الصامت : «مَنْ لم يَمُتْ عبطةً يَمُتْ هرماً» وهذا القول من الخطابي يخالف ما فسّره يحيى بن يحيى الغساني في آخر الحديث ، وجاء في التهذيب للأزهري قال : وفي -[208]- الحديث «مَنِ اعتبط مؤمناً قتلاً فإنه قود» أي : قتله بلا جناية توجب ذلك ، فإنه يقاد به ، وكل من مات بغير علة ، فقد اعتبط .
(صَرفاً) الصرف : النفل ، وقيل : التوبة .
(والعدل) : الفرض ، وقيل : الفدية .
(معنِقاً) الإعناق : ضرب من السير سريع وسيع ، والمراد به : خِفَّة الظهر من الآثام ، يعني أنه يسير سير المخفّ .
(بلَّح) : إذا أعْيى وانقطع ، يروى بتشديد اللام وتخفيفها ، والتخفيف فيها قليل .
__________
(1) في بعض نسخ أبي داود المطبوعة : فاعتبط ، بالعين .
(2) رقم (4270) في الفتن ، باب في تعظيم قتل المؤمن ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4270) قال : حدثنا مؤمل بن الفضل ، قال : حدثنا محمد بن شعيب ، فذكره.

7718 - (س) معاوية - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «كلُّ ذَنْب عسى الله أن يغفِرَهُ إلا الرَّجل يقتلُ المؤمِنَ مُتَعَمِّداً ، أو الرجل يموتُ كافراً» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 7 / 81 في تحريم الدم في فاتحته ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/99) ، والنسائي (7/81) قال : أخبرنا محمد بن المثنى.
كلاهما - أحمد بن حنبل ، وابن المثنى - قالا : حدثنا صفوان بن عيسى ، قال : أخبرنا ثور بن يزيد ، عن أبي عون ، عن أبي إدريس ، فذكره.

7719 - (س) بريدة - رضي الله عنه - قال : قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : «قَتْلُ المُؤمِنِ أعْظَمُ عِنْدَ الله من زَوال الدنيا» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 7 / 83 في تحريم الدم ، باب تعظيم الدم ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (7/83) قال : أخبرنا الحسن بن إسحاق المروزي ، ثقة ، قال : حدثني خالد بن خداش ، قال : حدثنا حاتم بن إسماعيل ، عن بشير بن المهاجر ، عن عبد الله بن بريدة ، فذكره.
قلت : قال أبو القاسم البغوي حدثني محمد بن علي الجوزجاني قال : قلت لأبي عبد الله -يعني أحمد بن حنبل- سمع عبد الله من أبيه شيئا؟ قال: ما أدري عامة ما يروي عن بريدة عنه وضعف حديثه. وقال إبراهيم الحربي:عبد الله أتم من سليمان ولم يسمعا من أبيهما،وفيما روى عبد الله عن أبيه أحاديث منكرة.

7720 - (ت س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لَزَوالُ الدُّنيا أهْونُ على الله مِن قتلِ رجل مسلم» -[209]- أَخرجه النسائي والترمذي ، وقال الترمذي : وقد روي موقوفاً عليه ، وهو أصح (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1345) في الديات ، باب ما جاء في تشديد قتل المؤمن ، والنسائي 7 / 82 و 83 في تحريم الدم ، باب تعظيم الدم ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1395) قال : حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف ، ومحمد بن عبد الله بن بزيع. والنسائي (7/82) قال: أخبرنا يحيى بن حكيم البصري. ثلاثتهم - يحيى بن خلف، ومحمد ، ويحيى بن حكيم - قالوا : حدثنا ابن أبي عدي ، عن شعبة ، عن يعلى بن عطاء ، عن أبيه ، فذكره.
* أخرجه الترمذي (1395) . والنسائي (7/82) .
كلاهما - الترمذي ، والنسائي - عن محمد بن بشار ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. والنسائي (7/82) قال : أخبرنا عمرو بن هشام ، قال : حدثنا مخلد بن يزيد ، عن سفيان ، عن منصور.
كلاهما - شعبة ، ومنصور - عن يعلى بن عطاء ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو ، فذكره موقوفا.
* قال الترمذي : حديث عبد الله بن عمرو ، هكذا رواه ابن أبي عدي ، عن شعبة ، عن يعلى بن عطاء ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وروى محمد بن جعفر ، وغير واحد ، عن شعبة ، عن يعلى بن عطاء ، فلم يرفعه ، وهكذا روى سفيان الثوري ، عن يعلى بن عطاء موقوفا. وهذا أصح من الحديث المرفوع.

7721 - (ت) أبو الحكم البجلي قال : سمعت أبا هريرة وأبا سعيد - رضي الله عنهما- يذكران عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لو أنَّ أهْلَ السَّماءِ وأَهْلَ الأَرضِ اشتركوا في دَمِ مؤمن لأكبَّهُمُ الله في النار» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1398) في الديات ، باب الحكم في الدماء ، وإسناده ضعيف ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1398) قال : حدثنا الحسين بن حريث ، قال : حدثنا الفضل بن موسى ، عن الحسين بن واقد ، عن يزيد الرقاشي ، قال : حدثنا أبو الحكم البجلي ، فذكره.
قلت : فيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف.

7722 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «الإيمانُ قَيَّدَ الفَتْكَ ، لا يَفْتِكُ مؤمِن» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الإيمان قيَّد الفَتْك) الفتك : القتل على غفلةٍ وغِرَّة ، ومعنى الحديث : أن الإيمان يمنع المؤمن أن يفتك بأحد ، ويحميه أن يُفْتَك به ، فكأنه قد قيَّد الفاتك ، ومنعه ، فهو له قيد .
__________
(1) رقم (2769) في الجهاد ، باب في العدو يؤتى على غرة ويتشبه بهم ، وإسناده ضعيف ، ولكن له شواهد يقوى بها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أبو داود (2769) قال : حدثنا محمد بن حزابة ، قال : حدثنا إسحاق ، يعني ابن منصور. قال : حدثنا أسباط الهمداني ، عن السدي ، عن أبيه ، فذكره.

7723 - (خ م ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «ليسَ من نَفس تُقْتَل ظُلماً إلا كانَ على ابنِ آدمَ الأول كِفْل مِن دَمِها ، لأنه سَنَّ القتل أولاً» وفي رواية «لأنه كان أولَ من -[210]- سَنَّ القتل» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كِفل) الكِفْل : الحظُّ والنصيب .
__________
(1) رواه البخاري 12 / 169 في الديات ، باب قول الله تعالى : {ومن أحياها} ، وفي الأنبياء ، باب خلق آدم صلوات الله عليه وذريته ، وفي الاعتصام ، باب إثم من دعا إلى ضلالة أو سن سنة سيئة ، ومسلم رقم (1677) في القسامة ، باب إثم من سن القتل ، والترمذي رقم (2675) في العلم ، باب الدال على الخير كفاعله ، والنسائي 7 / 82 في تحريم الدم في فاتحته .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (118) قال : حدثنا سفيان (بن عيينة) . وأحمد (1/383) (3630) قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (1/430) (4092) قال : حدثنا يحيى ، عن سفيان. وفي (1/433) (4123) قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا سفيان. والبخاري (4/162) قال : حدثنا عمر بن حفص بن غياث ، قال : حدثنا أبي. وفي (9/3) قال : حدثنا قبيصة ، قال : حدثنا سفيان (الثوري) . وفي (9/127) قال : حدثنا الحميدي ، قال : حدثنا سفيان (بن عيينة) . ومسلم (5/106) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، قالا : حدثنا أبو معاوية. وفي (5/107) قال : حدثناه عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا جرير. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا جرير ، وعيسى بن يونس. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر ، قال : حدثنا سفيان (بن عيينة) . وابن ماجة (2616) قال : حدثنا هشام بن عمار ، قال : حدثنا عيسى بن يونس. والترمذي (2673) قال : حدثنا محمود بن غيلان، قال : حدثنا وكيع ، وعبد الرزاق ، عن سفيان (الثوري) . (ح) وحدثنا ابن أبي عمر ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (7/81) قال : أخبرنا عمرو بن علي ، عن عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان (الثوري) . وفي الكبرى تحفة الأشراف (9568) عن علي بن خشرم ، عن ابن عيينة.
ستتهم - سفيان بن عيينة ، وأبو معاوية ، وسفيان الثوري ، وحفص بن غياث ، وجرير ، وعيسى بن يونس - عن سليمان الأعمش ، عن عبد الله بن مرة ، عن مسروق ، فذكره.
* صرح الأعمش بالتحديث في رواية حفص بن غياث عنه.

7724 - (س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «يَجِيءُ الرَّجُلُ آخِذاً بيدِ الرجلِ ، فيقول : يا ربِّ ، هذا قتلني ، فيقول الله عز وجل : لِمَ قتلتَه ؟ فيقول : قتلتُه لتكونَ العِزَّةُ لكَ ، فيقول : فإنَّها لي ، ويجيءُ الرجل آخذاً بيدِ الرجلِ فيقول : إنَّ هذا قَتَلَني ، فيقول الله عز وجل : لِمَ قتلتَه ؟ فيقول : لتكونَ العِزَّةُ لفلان ، فيقول : فإنَّها ليست لفلان ، فيبوءُ بإثمه» أخرجه النسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فيبوء بإثمه) باء بإثمه : إذا احتمله ورجع به .
__________
(1) 7 / 84 في تحريم الدم ، باب تعظيم الدم ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (7/84) قال : أخبرنا إبراهيم بن المستمر ، قال : حدثنا عمرو بن عاصم، قال : حدثنا معتمر ، عن أبيه ، عن الأعمش ، عن شقيق بن سلمة ، عن عمرو بن شرحبيل ، فذكره.
قلت : فيه عنعنة الأعمش.

7725 - (س) جندب [بن عبد الله بن سفيان البجلي]- رضي الله عنه - قال: حدثني فلان : أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «يجيءُ المقتولُ بقاتِله يومَ -[211]- القيامةِ ، فيقول : سَلْ هذا ، فيمَ قتلني ؟ فيقول : قتلتُه على مُلْكِ فلان ، قال جندب : فَاتَّقِها» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 7 / 84 في تحريم الدم ، باب تعظيم الدم ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (7/84) أخبرنا عبد الله بن محمد بن تميم ، قال : حدثنا حجاج ، قال : أخبرني شعبة ، عن أبي عمران الجوني ، قال : قال جندب : حدثني فلان ، فذكره.

7726 - (خ م د) المقداد بن الأسود - رضي الله عنه - قال عبيد الله بن عَدِي بن الخيار : إن المقداد بن عمرو الكندي - وكان حليفاً لبني زُهرة ، وكان ممَّن شهد بدراً مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أخبره أنه قال لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- : «أَرأَيتَ إِن لقِيتُ رجلاً من الكُفارِ فَاقْتَتَلْنا ، فَضَرَب إِحدى يديَّ بالسيف فقطعها ، ثم لاذَ مِنِّي بشجرة ، فقال : أسلمتُ لله ، أَأقْتُلُه يا رسولَ الله بعد أن قالها ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : لا تقتُلْه ، فقال : يا رسولَ الله ، قَطَعَ إِحدى يديَّ ، ثم قال ذلك بعدما قطعها ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : لا تقْتُلْه ، فإن قتَلْتَه فإنَّهُ بمنزلتكَ قبل أن تقتلَه، وإنك بمنزلَتِه قبلَ أن يقول كلمَته التي قال» وفي رواية «فَلَمَّا أَهْوْيتُ لِقَتْلِهِ ، قال : لا إله إلا الله...» وذكره . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لاذ) لاذ به : إذا التجأ إليه واحتمى به .
(فإنك مثله) أي مثله في إباحة الدم ، لأن الكافر قبل أن يُسلم مباح -[212]- الدم ، فإذا أسلم فقتله أحد ، فإن قاتلَه مباحُ الدم بحق القصاص .
__________
(1) رواه البخاري 12 / 166 و 167 في الديات في فاتحته ، وفي المغازي ، باب شهود الملائكة بدراً ، ومسلم رقم (95) في الإيمان ، باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال : لا إله إلا الله ، وأبو داود رقم (2644) في الجهاد ، باب على ما يقاتل المشركون .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/3) قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن عبد الرحمن بن إسحاق. وفي (6/4) قال : حدثنا يعقوب ، قال : حدثنا ابن أخي ابن شهاب. وفي (6/5) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا ابن جريج. وفي (6/6) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر. والبخاري (5/109) قال : حدثنا أبو عاصم ، عن ابن جريج. (ح) وحدثني إسحاق ، قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، قال : حدثنا ابن أخي ابن شهاب. وفي (9/3) قال : حدثنا عبدان ، قال : حدثنا عبد الله ، قال : حدثنا يونس. ومسلم (1/66 و 67) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا ليث. (ح) وحدثنا محمد بن رمح ، قال : أخبرنا الليث. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ، وعبد بن حميد ، قالا : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر. (ح) وحدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري ، قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي. (ح) وحدثنا محمد بن رافع ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا ابن جريج. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس. وأبو داود (2644) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، عن الليث. والنسائي في (الكبرى الورقة 115 - أ) قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا الليث.
سبعتهم - عبد الرحمن بن إسحاق ، وابن أخي ابن شهاب ، وابن جريج ، ومعمر ، ويونس ، والليث ، والأوزاعي - عن ابن شهاب الزهري ، عن عطاء بن يزيد الليثي ، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار ، فذكره.

7727 - () عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- للمقداد : «إذا كانَ رجل مُؤمِن يُخْفي إيمانَه مع قوم كفار ، فأظْهَر إِيمانَهُ فقتلتَه ، فكذلك كنتَ أنت تُخفي إيمانك من قبل» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد ذكره البخاري تعليقاً 12 / 168 في الديات في فاتحته ، قال الحافظ في " الفتح " : وصله البزار والدارقطني في " الأفراد " والطبراني في " الكبير " من رواية أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم والد محمد بن أبي بكر المقدم عن حبيب ، قال الدارقطني : تفرد به حبيب ، وتفرد به أبو بكر عنه ، قلت : القائل الحافظ ابن حجر : قد تابع أبا بكر سفيان الثوري ، لكنه أرسله ، أخرجه ابن أبي شيبة عن وكيع عنه ، وأخرجه الطبري من طريق أبي إسحاق الفزاري عن الثوري كذلك .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ذكره البخاري تعليقا (12/168) في الديات في فاتحته.
قال الحافظ في الفتح وصله البزار والدارقطني في الأفراد، والطبراني في الكبير من رواية أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم -والد محمد بن أبي بكر المقدم- عن حبيب، قال الدارقطني : تفرد به حبيب ، وتفرد به أبو بكر عنه ، قلت : -القائل الحافظ ابن حجر- قد تابع أبا بكر سفيان الثوري ، لكن أرسله ، أخرجه ابن أبي شيبة ، عن وكيع عنه ، وأخرجه الطبري من طريق أبي إسحاق الفزاري عن الثوري كذلك.

7728 - (د) حارثة بن مضرب عن فُرات بن حَيَّان - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمر بقتله - وكان عَيْناً لأبي سفيانَ ، وحليفاً لرجل من الأنصار ، فمرَّ بحلْقة من الأنصار ، فقال : إِني مسلم ، فقال رجل من الأنصار : إنه يا رسولَ الله يقول : إِني مُسلم ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إنَّ منكم رجالاً نَكِلُهُمْ إلى إيمانهم ، منهم فُراتُ بن حَيَّان» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2652) في الجهاد ، باب في الجاسوس الذمي ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/336) قال : حدثنا علي بن عبد الله ، قال : حدثنا بشر بن السري. وأبو داود (2652) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثني محمد بن محبب أبو همام الدلال. وعبد الله بن أحمد (4/336) قال : حدثني أبو خيثمة ، قال : حدثنا بشر بن السري.
كلاهما - بشر ، ومحمد بن محبب - عن سفيان بن سعيد الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن حارثة بن مضرب ، فذكره.

الفصل الثاني : فيما يبيح القتل
7729 - (خ م د ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا يَحِلُّ دَمُ امرئ مسلم يشهدُ أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، إلا بإحدى ثلاث : الثَّيِّبُ الزَّاني ، والنّفْسُ بالنَّفْسِ ، والتَّارِكُ لدينهِ ، المفارقُ للجمَاعَةِ» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود والنسائي .
وللنسائي قال : «والله الذي لا إله غيره ، لا يَحلُّ دَمُ امرئ مسلم يشهدُ أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، إلا ثلاثةُ نَفَر : التاركُ للإسلام المفارقُ للجماعة ، والثَّيِّبُ الزَّاني ، والنَّفْسُ بالنفسِ» .
وفي رواية للبخاري «النفسُ بالنفسِ ، والثَّيِّبُ الزاني ، والمفارِقُ (1) من الدين التارِكُ للجماعةِ» (2) .
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح " : كذا في رواية أبي ذر عن الكشميهني ، وللباقين : والمارق من الدين .
(2) رواه البخاري 12 / 176 في الديات ، باب قول الله تعالى : {النفس بالنفس والعين بالعين} ، ومسلم رقم (1676) في القسامة ، باب ما يباح به دم المسلم ، وأبو داود رقم (4352) في الحدود ، باب الحكم فيمن ارتد ، والترمذي رقم (1402) في الديات ، باب ما جاء لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث ، والنسائي 7 / 90 و 91 في تحريم الدم ، باب ذكر ما يحل به دم المسلم ، وفي القسامة ، باب القود .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (119) قال : حدثنا سفيان بن عيينة. وأحمد (1/382) (3621) (1/428) (4065) قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (1/444) (4245) قال : حدثنا وكيع. وفي (1/465) (4429) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. والدارمي (2303 و2451) قال: حدثنا يعلى. والبخاري (9/6) قال : حدثنا عمر بن حفص ، قال : حدثنا أبي. ومسلم (5/106) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا حفص بن غياث ، وأبو معاوية ، ووكيع. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال : حدثنا أبي. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ، وعلي بن خشرم ، قالا : أخبرنا عيسى بن يونس. (ح) وحدثنا أحمد بن حنبل ، ومحمد بن المثنى ، قالا : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان الثوري. (ح) وحدثني حجاج بن الشاعر ، والقاسم بن زكريا ، قالا : حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن شيبان.وأبو داود (4352) قال : حدثنا عمرو بن عون ، قال : أخبرنا أبو معاوية. وابن ماجه (2534) قال : حدثنا علي بن محمد ، وأبو بكر بن خلاد الباهلي ، قالا : حدثنا وكيع. والترمذي (1402) قال : حدثنا هناد ، قال : حدثنا أبو معاوية. والنسائي (7/90) قال : أخبرنا إسحاق بن منصور ، قال : أنبأنا عبد الرحمن ، عن سفيان الثوري. وفي (8/13) قال : أخبرنا بشر بن خالد ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، عن شعبة.
عشرتهم - سفيان بن عيينة ، وأبو معاوية ، ووكيع ، وشعبة ، ويعلى بن عبيد ، وحفص بن غياث ، وعبد الله بن نمير ، وعيسى بن يونس ، وسفيان الثوري ، وشيبان - عن الأعمش ، قال : سمعت عبد الله بن مرة يحدث ، عن مسروق ، فذكره.
* في رواية سفيان الثوري ، وشيبان ، قال الأعمش: فحدثت به إبراهيم ، فحدثني عن الأسود ، عن عائشة بمثله.

7730 - (د س) عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : -[214]- «لا يَحِلُّ دَمُ امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، إلا في إحدى ثلاث : زِناً بعد إِحْصَان ، فإنَّه يُرجَمُ ، ورجل خَرَجَ محارباً لله ورسوله ، فإنَّهُ يقتَلُ أو يصلَبُ ، أو يُنفى من الأرض ، أو يَقتُلُ نَفساً ، فيقتَلُ بها» أخرجه أبو داود والنسائي .
وللنسائي من رواية عمرو بن غالب قال : قالت عائشة : «يا عَمْرُو أمَا عَلِمْتَ أنه لا يَحِلُّ دَمُ امرئ مسلم إلا بثلاثة : نفس بنفس ، أو رجل زَنَى بعدما أحَصَنَ ، أَو كَفَرَ بعد إسلامِهِ» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4353) في الحدود ، باب الحكم فيمن ارتد ، والنسائي 7 / 91 في تحريم الدم ، باب تعظيم الدم ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4353) قال : حدثنا محمد بن سنان الباهلي. والنسائي (7/101) قال : أخبرنا العباس بن محمد الدوري قال : حدثنا أبو عامر العقدي. وفي (8/23) قال : أخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله قال : حدثني أبي.
ثلاثتهم - محمد بن سنان ، وأبو عامر العقدي ، وحفص بن عبد الله - عن إبراهيم بن طهمان ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن عبيد بن عمير ، فذكره.

7731 - (ت د س) أبو أمامة بن سهل بن حنيف - رضي الله عنه - أن عثمان بن عَفّان أشرف يوم الدار ، فقال : «أنشُدكم بالله ، أَتعْلَمُونَ أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : لا يحِلُّ دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث : زِناً بعد إِحصان ، أو كُفر بعد إسلام ، أو قتلِ نَفْس بغيرِ حقّ ، فيقتل به ؟ فواللهِ ما زَنَيْتُ في جاهلية ولا إِسلام ، ولا ارتَددْتُ منذ بايعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ولا قتلتُ النَّفسَ التي حرَّمَ الله ، فَبمَ تقتلونني ؟» أخرجه الترمذي .
وفي رواية النسائي عن أبي أمامة بن سهل ، وعبد الله بن عامر بن ربيعة قال : «كُنَّا مع عثمان وهو محصور ، وكنا إذا دخلنا مَدخَلاً نسمع كلامَ مَنْ -[215]- بالبَلاطِ ، فدخل عثمان يوماً ، ثم خرج فقال : اللهم إنَّهم ليتواعَدُوني بالقتل ، قلنا : يَكْفِيكَهُمُ الله ، قال : ولِمَ يقتلونني ؟ سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : ...» وذكر الحديث بنحوه .
وله في أخرى : قال عثمان : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «لا يَحِلُّ دمُ امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث : أن يزنيَ بعدما أحصن ، أو يَقتُلَ إنساناً فَيُقتل ، أو يكفر بعد إسلامهِ فيقتَل» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2159) في الفتن ، باب ما جاء لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث ، والنسائي 7 / 92 في تحريم الدم ، باب ذكر ما يحل به دم المسلم ، ورواه أيضاً أبو داود رقم (4502) في الديات ، باب الإمام يأمر بالعفو في الدم ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/61) (437) قال : حدثنا سليمان بن حرب ، وعفان. وفي (1/65) (468) قال : حدثنا عفان. وفي (1/70) (509) قال : حدثنا سليمان بن حرب. والدارمي (2302) قال : أخبرنا أبو النعمان. وأبو داود (4502) قال : حدثنا سليمان بن حرب. وابن ماجة (2533) قال : حدثنا أحمد بن عبدة. والترمذي (2158) قال : حدثنا أحمد بن عبدة الضبي. وعبد الله بن أحمد (1/62) (438) قال : حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري.
خمستهم - سليمان ، وعفان ، وأبو النعمان ، وأحمد بن عبدة ، وعبيد الله - قالوا : حدثنا حماد بن زيد، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، قال : حدثنا أبو أمامة بن سهل بن حنيف ، فذكره.
* وأخرجه النسائي (7/91) قال : أخبرني إبراهيم بن يعقوب ، قال : حدثنا محمد بن عيسى ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، قال : حدثني أبو أمامة بن سهل ، وعبد الله بن عامر بن ربيعة ، قالا : كنا مع عثمان ، فذكرا معناه.
* قال الترمذي : هذا حديث حسن ، ورواه حماد بن سلمة عن يحيى بن سعيد فرفعه. وروى يحيى بن سعيد القطان وغير واحد ، عن يحيى بن سعيد الأنصاري هذا الحديث فأوقفوه ولم يرفعوه.

7732 - (س) مخارق بن عبد الله - رضي الله عنه - قال : «جاء رجل إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقال : الرَّجُلُ يأتيني فيأخذُ مالي ؟ قال : ذكِّرْهُ بالله ، قال : فإن لم يَذَّكَّرْ ، قال : فاستَعِنْ عليه مَنْ حَولَكَ مِن المسلمينَ ، قال : فإن لم يكن حَوْلي أحد من المسلمين ؟ قال : فاستَعِنْ عليه بالسُّلطانِ ، قال : فإن نأى السلطانُ عني ؟ قال : قاتِلْ دونَ مَالِكَ ، حتى تكون من شُهداء الآخِرَةِ ، أو تَمْنَعَ مالَكَ» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 7 / 113 في تحريم الدم ، باب ما يفعل من تعرض لماله ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/294) قال : حدثنا حسن ، قال : حدثنا زهير. وفي (5/294) قال : حدثنا حسين بن محمد ، قال : حدثنا سليمان بن قرم. والنسائي (7/113) قال : أخبرنا هناد بن السري في حديثه ، عن أبي الأحوص. (ح) وأخبرني علي بن محمد بن علي ، قال : حدثنا خلف بن تميم ، قال : حدثنا أبو الأحوص.
ثلاثتهم - زهير ، وسليمان بن قرم ، وأبو الأحوص - عن سماك بن حرب ، عن قابوس بن المخارق ، فذكره.
* في رواية علي بن محمد. قال خلف بن تميم : وسمعت سفيان الثوري يحدث بهذا الحديث.

7733 - (ت) جندب بن عبد الله - رضي الله عنه - أن رسول الله -[216]- صلى الله عليه وسلم- قال : «حَدُّ الساحر ضَربة بالسيف» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1460) في الحدود ، باب ما جاء في حد الساحر ، وفي سنده إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف ، وقال الترمذي : هذا حديث لا نعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه ، وإسماعيل بن مسلم المكي يضعف في الحديث ، ويروى عن الحسن أيضاً ، والصحيح عن جندب موقوف ، والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم ، وهو قول مالك بن أنس ، وقال الشافعي : إنما يقتل الساحر إذا كان يعمل في سحره ما يبلغ به الكفر ، فإذا عمل عملاً دون الكفر ، فلم نر عليه قتلاً .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1460) قال : حدثنا أحمد بن منيع ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن إسماعيل بن مسلم ، عن الحسن ، فذكره.
قال الترمذي : هذا حديث لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه ، وإسماعيل بن مسلم المكي يضعف في الحديث. والصحيح عن جندب موقوف.
والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وغيرهم ، وهو قول مالك بن أنس ، وقال الشافعي: إنما يقتل الساحر إذا كان يعمل في سحره ما يبلغ به الكفر ، فإذا عمل عملا دون الكفر ، فلم نر عليه قتلا.

7734 - (ط) عبد الرحمن بن سعد بن زرارة بلغه : «أن حَفْصَةَ زوجَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قَتَلَتْ جارية لها سَحَرَتْهَا ، وقد كانت دَبَّرَتْها ، فأمَرَتْ بها فَقُتِلَتْ» أخرجه الموطأ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(دبَّرتها) التدبير : تعليق عتق العبد بموت سيده .
__________
(1) 2 / 871 في العقول ، باب ما جاء في الغيلة والسحر ، وإسناده منقطع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (4/249) عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زارارة ، فذكره. وإسناده منقطع.

الفصل الثالث : فيمن قتل نفسه
7735 - (خ م ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «من تَرَدَّى مِنْ جَبَل فقتلَ نفسَه ، فهو في نار جهنم يتردَّى فيها ، خالداً مُخَلَّداً فيها أبداً ، وَمَنْ تَحَسَّى سُمَّاً فقتلَ نفسَهُ ، فَسُمُّهُ في يده -[217]- يتحَسَّاه في نار جهنم ، خالداً مخلَّداً فيها أبداً ، ومَنْ قتل نفسَهُ بحديدَة ، فحديدتُه في يده ، يتوجَّأُ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مُخَلَّداً فيها أبداً» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي .
إلا أن النسائي زاد في روايته بعد قوله : بحديدة : «ثم انقطعَ عليَّ شيء» خالد (1) [يقول : كانت حديدته يجأ بها في بطنه] وأخرج أبو داود مثل فصل السُّمِّ .
وهذا لفظه ، قال : «مَن حَسا سُمّاً ، فسمه في يده يتحسَّاه في نار جهنمَ خالداً مُخَلَّداً فيها أبداً» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تردَّى) التردِّي : الوقوع من الموضع العالي .
(يتوجَّأ) وجأته بالسِّكِّين : إذا ضربته بها ، وهو يتوجأ بها ، أي : يضرب بها نفسه .
__________
(1) العبارة في الأصول المخطوطة : ثم انقطع على شيء حاد ، وفيها تحريف ، وخالد ، هو خالد بن الحارث بن عبيد بن سليمان ، ويقال : ابن الحارث بن سليم بن عبيد بن سفيان الهجيمي أبو عثمان البصري ، أحد الرواة .
(2) رواه البخاري 10 / 261 في الطب ، باب شرب السم والدواء به وما يخاف منه والخبيث ، ومسلم رقم (109) في الإيمان ، باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه ، والترمذي رقم (2044) و (2045) في الطب ، باب ما جاء فيمن قتل نفسه بسم أو غيره ، والنسائي 4 / 66 و 67 في الجنائز ، باب ترك الصلاة على من قتل نفسه ، وأبو داود رقم (3872) في الطب ، باب في الأدوية المكروهة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/245) قال :حدثنا أبو معاوية.وفي (2/478) قال :حدثنا وكيع.وفي (2/488) قال حدثنا محمد بن جعفر ، قال :حدثنا شعبة.والدارمي (2367) قال :حدثنا يعلى بن عبيد.والبخاري (7/180) قال :حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب ، قال :حدثنا خالد بن الحارث ، قال :حدثنا شعبة ومسلم (1/72) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وأبو سعيد الأشج ، قالا: حدثنا وكيع. (ح) وحدثني زهير بن حرب ، قال :حدثنا جرير (ح) وحدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي ، قال :حدثنا عبثر (ح) ويحيى بن حبيب الحارثي ، قال :حدثنا خالد ، يعني بن الحاثر ،قال :حدثنا شعبة. وأبو داود (3872) قال :حدثنا أحمد بن حنبل ، قال :حدثنا أبو معاوية. وابن ماجة (3460) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،قال :حدثنا وكيع.والترمذي (2043) قال :حدثا أحمد بن منيع ،قال :حدثنا عبيدة بن حميد.وفي (2044) قال :حدثنا محمود بن غيلان،قال :حدثنا أبو داود.عن شعبة. (ح) وحدثنا محمد بن العلاء،قال:حدثنا وكيع وأبو معاوية.والنسائي (4/66) قال : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ،قال :حدثنا خالد ،قال :حدثنا شعبة.
سبعتهم - أبو معاوية ، ووكيع، وشعبة ، ويعلى بن عبيد ، وجرير ، وعبثر بن القاسم ، وعبيدة بن حميد - عن سليمان الأعمش ، عن أبي صالح ذكوان ،فذكره.
* في رواية عبيدة بن حيمد : «عن أبي هريرة ، أراه رفعه» .
* الروايات مطولة ومختصرة.

7736 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «الذي يخنُقُ نفسه : يخنُقُها في النار ، والذي يَطْعُنُ نفسهُ يطعُنُها في -[218]- النار» أخرجه البخاري (1) .
هذا الحديث أخرجه الحميدي في أفراد البخاري ، ويجوز أن يكون من جملة الحديث الذي قبله ، ولكنا اتَّبعناه في فعله .
__________
(1) 3 /180 في الجنائز ، باب ما جاء في قاتل النفس .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/435) قال :حدثنا يحيى ، عن ابن عجلان.والبخاري (2/121) قال :حدثنا أبو اليمان ، قال : أخبرنا شعيب.
* رواية شعيب بن أبي حمزة ليس فيها : «والذي يتقحم فيها يتقحم في النار.»

7737 - (خ م) الحسن البصري قال : حدثنا جندب بن عبد الله - رضي الله عنه - في هذا المسجد ، فما نسينا منه حديثاً ، وما نخافُ أن يكونَ جندب كذبَ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «كان برجل جِرَاح فقتل نفسَهُ ، فقال الله : بَدَرَني بنفسه ، فحرَّمْتُ عليه الجنة» .
وفي أخرى قال : «كانَ فيمن كانَ قبلَكم رجل به جُرح فجزع ، فأخذ سِكِّيناً فحزَّ بها يده ، فما رَقأَ الدمُ حتى مات ، فقال الله : بادرني عبدي بنفسه...» الحديث أخرجه البخاري ومسلم .
وفي رواية : «أن رَجُلاً مِمَّن كان قبلكم خرَجَتْ به قَرحة ، فلما آذته انتزعَ سَهماً من كِنانَتِهِ ، فنكأها ، فلم يَرْقأ الدَّمُ حتى مات ، قال ربكم : حَرَّمْتُ عليه الجنة ، ثم مَدَّ يده إلى المسجد ، فقال : إي واللهِ ، لقد حدَّثني بها جندب بن عبد الله عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في هذا المسجد» (1) .
-[219]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كنانته) الكنانة : الجعبة التي يكون فيها النُّشّاب .
(فنكأ) نكأت القرحة : إذا فجرتها ونخستَها .
(فلم يرقأ) رَقأ الدمُ : إذا انقطع .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 362 في الأنبياء ، باب ما ذكر عن بني إسرائيل ، ومسلم رقم (113) في الإيمان ، باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/312) قال : حدثنا عبد الصمد ، قال : حدثنا عمران- يعني القطان. والبخاري (4/208) قال : حدثني محمد ، قال : حدثني حجاج ، قال : حدثنا جرير. ومسلم (1/74) قال : حدثني محمد بن رافع ، قال : -حدثنا الزبيري - وهو محمد بن عبد الله بن الزبير- قال : حدثنا شيبان. وفي (1/75) قال : حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ، قال : حدثنا وهب بن جرير ، قال : حدثنا أبي.
ثلاثتهم - عمران القطان ، وجرير ، وشيبان - عن الحسن ، فذكره.

7738 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : «شَهِدْنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- خَيْبَرَ ، فقال لرجل ممن يُدْعَى بالإسلام : هذا من أهل النار ، فَلَمَّا حَضَرَ القتالُ ، قَاتَلَ الرَّجُلُ قِتالاً شديداً ، فأصابتْهُ جراحة ، فقيل له : يا رسولَ الله ، الذي قلتَ له آنفاً : إنَّهُ من أهل النار ، فإنَّه قد قاتل اليوم قِتالاً شديداً ، وقد مات ؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: إلى النار ، فكاد بعضُ المسلمين أن يرتابَ ، فبينما هُمْ على ذلك ، إذ قيل له : إنه لم يَمُتْ ، ولكن به جِراح شدِيدة ، فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح ، فقتل نفسه ، فأُخبر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : الله أكبرُ ، أَشهد أنِّي عبد الله ورسوله ، ثم أمر بلالاً فنادى في الناس : إنه لنْ يدخلَ الجنة إلا نَفْسٌ مسلمة ، وإن الله لَيُؤيِّدُ هذا الدينَ بالرَّجُلِ الفَاجرِ» .
وفي رواية عن عبيد الله بن كعب قال : «أخبرني من شهد مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- خيْبَرَ...» الحديث أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 125 في الجهاد ، باب إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر ، وفي المغازي ، باب غزوة خيبر ، وفي القدر ، باب العمل بالخواتيم ، ومسلم رقم (111) في الإيمان ، باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/309) قال : حدثنا عبد الرزاق ،قال : حدثنا معمر. (ح) وحدثنا أبو اليمان. قال أخبرنا شعيب. والدارمي (2520) قال : أخبرنا الحكم بن نافع قال : أخبرنا شعيب. والبخاري (4/88 و 5/169) قال : حدثنا أبو اليمان ،قال : أخبرنا شعيب. وفي (4/88) قال : حدثني محمود بن غيلان ،قال : حدثنا عبد الرزاق ،قال : أخبرنا معمر. وفي (8/154) قال : حدثنا حبان بن موسى، قال : أخبرنا عبد الله. قال : أخبرنا معمر. ومسلم (1/73) قال : حدثنا محمد بن رافع وعبد بن حميد. جميعا عن عبد الرزاق. قال ابن رافع : حدثنا عبد الرزاق ،قال : أخبرني معمر. والنسائي في الكبرى (الورقة 119 - أ) قال : أخبرني عمران بن بكار بن راشد. قال : حدثنا أبو اليمان ،قال : أخبرنا شعيب.
كلاهما - معمر ، وشعيب - عن الزهري ،قال : أخبرني سعيد بن المسيب ، فذكره.
* أخرجه النسائي في الكبرى الورقة (119- أ) قال : أخبرنا عبد الملك بن عبد الحميد ،قال : أخبرنا أحمد بن شبيب ،قال : حدثنا أبي ، عن يونس ، عن ابن شهاب ،قال : أخبرني سعيد بن المسيب وعبد الرحمن بن عبد الله بن كعب ، أن أبا هريرة قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر» مختصر.
* رواية شعيب عند الدارمي والنسائي مختصرة على «إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر» .

7739 - (خ م) سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «التَقَى هو والمشركونَ ، فاقتَتَلوا ، فلما مالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إلى عَسْكَرِهِ ، ومالَ الآخرونَ إلى عَسكَرِهم ، وفي أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- رَجُل لا يَدَع لهم شاذَّة ولا فاذَّة إلا اتَّبَعَها ، يضربُها بسيفه - فقالوا : ما أجْزَأَ مِنَّا اليومَ أحدٌ كما أجزأَ فلان ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أمَا إنَّهُ من أهلِ النَّارِ - وفي رواية : قال : أيُّنَا من أهلِ الجنَّةِ ، إن كانَ هذا من أهلِ النارِ ؟ - فقال رجل مِنَ القوم : أنا صاحِبُهُ أبداً ، قال : فخرج معَهُ ، كُلَّمَا وَقفَ وقَفَ معه ، وإذا أسْرَعَ أَسْرَعَ مَعَهُ ، قال : فَجُرِحَ الرجل جُرْحاً شديداً ، فاستَعجَلَ الموتَ ، فوضع سَيفَهُ بالأرضِ ، وذُبَابَهُ بين ثَدْيَيْهِ ، ثم تحامَلَ على سيفهِ فقتلَ نفسَهُ ، فخرج الرجلُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : أشهدُ أنَّك رسولُ الله ، قال : وما ذاك ؟ قال : الرجلُ الذي ذكرتَ آنفاً أنهُ من أهلِ النارِ ، فأعظمَ الناسُ ذلك ، فقلت : أنا لكم به ، فخرجتُ في طلبه ، حتى جُرِحَ جُرحاً شديداً ، فاستعجل الموتَ ، فوضع نَصْلَ سَيفِهِ بالأرض وذُبَابَهُ بين ثَديَيهِ ، ثم تحامَلَ عليه فقتلَ نفسَهُ ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عند ذلك : إنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عملَ أهل الجنَّةِ فيما يبدو للناس وهو من أهل النار ، وإن الرجل ليعملُ عملَ أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة» .
وفي رواية نحوه بمعناه ، وفي آخره : من قوله عليه السلام : «وإنما -[221]- الأعمال بالخَواتيم ، أو بخَواتيمها» أخرجه البخاري ومسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شاذة) الشاذَّة : التي انفردت من الجماعة ، وكذلك الفاذّة ، وأصله في الغنم ، ثم نقل إلى كل مَنْ فَارَق جماعة وانفرد عنها .
(ذبابه) ذُبَاب السيف : طرف رأسه .
(تحامل) عليه ، أي : اتكأ على السيف ، وجعله حاملاً له ، وأصله من تكلف الأمر على مشقة .
(أجرى) أجريت في الحرب وغيرها : إذا فعلتَ فعلاً ظهر أثره وقُمتَ فيه مَقَاماً لم يقمه غيرك .
(نصل سيفه) نصل السيف : حديدة ، وقد جعله هاهنا طرَفُه الأعلى الذي يدخل في المقبض .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 436 في القدر ، باب العمل بالخواتيم ، وفي الجهاد ، باب لا يقول : فلان شهيد ، وفي المغازي ، باب غزوة خيبر ، وفي الرقاق ، باب الأعمال بالخواتيم وما يخاف منها ، ومسلم رقم (112) في الإيمان ، باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/331) قال : حدثنا أبو النضر ، قال : حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن عبد الله بن دينار -. وفي (5/335) قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا أبو غسان ، محمد بن مطرف. وعبد بن حميد (457) قال : حدثني خالد بن مخلد ، قال : حدثني سليمان بن بلال. وفي (459) قال : حدثني عبد الله بن مسلمة ، قال : حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. والبخاري (4/44 و 5/168) قال : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن. وفي (5/170) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة ، قال: حدثنا ابن أبي حازم. وفي (8/128) قال : حدثنا علي بن عياش ، قال : حدثنا أبو غسان. وفي (8/155) قال : حدثنا سعيد بن أبي مريم ، قال : حدثنا أبو غسان. ومسلم (1/74 و 8/49) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا يعقوب ، وهو ابن عبد الرحمن القاري ، حي من العرب.
خمستهم - عبد الرحمن بن عبد الله ، وسليمان بن بلال ، وعبد العزيز بن أبي حازم ، ويعقوب ، وأبو غسان - عن أبي حازم ، فذكره.
* زاد أبو غسان في روايته : «وإنما الأعمال بخواتيمها» .
* رواية سليمان بن بلال مختصرة على آخر الحديث.

7740 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن الطُّفَيل بن عمرو الدَّوسيَّ أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : «يا رسولَ الله ، هل لَكَ في حِصْن حَصِين ومَنَعَة ؟ قال : حِصْن كان لِدَوس في الجاهليةِ ، فأبى ذلك النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- للذي ذَخَرَ الله للأَنصار ، فلما هاجَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِلى المدينة ، هاجَرَ إليه -[222]- الطُّفَيْلُ بن عمرو ، وهاجر معه رجل من قومه ، فاجتَوَوُا المدينة ، فَمَرضَ فَجَزَع جَزَعاً شديداً ، فأخذ مَشَاقِصَ ، فقطع بها بَرَاجِمَهُ ، فَشَخَبَتْ يداه حتى مات ، فرآه الطفيل بن عمرو في منامه في هيئة حسنة ، ورآه مُغَطِّياً يديه ، فقال له : ما صنع بك ربك ؟ فقال : غفر لي بهجرتي إلى نبيه ، فقال : مالي أراك مغطيّاً يديك ؟ قال : قيل لي : لن نُصلِحَ مِنْكَ ما أفسدتَ ، فَقَصَّهَا الطفيل على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : اللهمَّ وَلِيَدَيْهِ فاغْفِرْ» أخرجه مسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فاجتووا) الاجتواء : أن تستوخم المكان ولا يوافقك .
(مشاقص) جمع مِشْقص ، وهو سهم له نصل عريض ، وقيل : طويل .
(براجمه) البراجم : العُقَد التي تكون في ظاهر الأصابع ، وهي رؤوس السلاميات .
(شَخَبتْ) تشخب : سالت ، بالخاء المعجمة .
__________
(1) رقم (116) في الإيمان ، باب الدليل على أن من قتل نفسه لا يكفر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم في الإيمان (48) عن أبي بكر بن أبي شيبة ، وإسحاق بن إبراهيم.كلاهما عن سليمان بن حرب ، عن حماد بن زيد ، عن حجاج الصواف ، عن محمد بن مسلم ،عن فذكره الأشراف (2/292) .

7741 - (د) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال : «مَرِضَ رجُل ، فَصِيحَ عليه ، فجاء جاره إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : إن فُلاناً قد مات ، قال : وما يُدْرِيكَ ؟ قال : أنا سمعت ذلك ، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إنَّه لم -[223]-يَمُتْ ، فَرَجَعَ ، فَصيحَ عليه ، فجاء إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : إنه قد مات ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : إنه لم يمت ، فرجعَ فصيحَ عليه ، فقالت امرأته : انْطَلِقْ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فأخْبِرْهُ ، فقال الرجل : اللهم العَنْهُ ، قال : ثم انطلق الرجل ، فرآه قد نَحَرَ نفسه بِمشْقَص ، فجاء رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فأخبره أنه قد مات ، قال : وما يدريك ؟ قال : رأيتُه ينْحَرُ نفسَه بِمَشَاقِصَ معه ، قال : أنت رأيتَه ؟ قال : نعم ، قال : إِذاً لا أُصلي عليه» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3185) في الجنائز ، باب الإمام يصلي على من قتل نفسه ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

1- أخرجه أحمد (5/87) قال : حدثنا عبد الرزاق. وفي (5/107) قال : حدثنا حجاج. وعبد الله بن أحمد (5/97) قال : حدثني محمد بن عبد الله بن نمير ، قال : حدثنا إسحاق- يعني ابن منصور السلولي-.
ثلاثتهم - عبد الرزاق ، وحجاج ، وإسحاق - عن إسرائيل.
2- وأخرجه أحمد (5/91) قال : حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي. وفي (5/92 و94) قال : حدثنا حسن بن موسى. ومسلم (3/66) قال : حدثنا عون بن سلام الكوفي. وأبو داود (3185) قال : حدثنا ابن نفيل. والنسائي (4/66) قال : أخبرنا إسحاق بن منصور ، قال : أنبأنا أبو الوليد.
خمستهم - حميد ، وحسن ، وعون ، وابن نفيل ، وأبو الوليد - عن زهير أبي خيثمة.
3- وأخرجه أحمد (5/91 و 94) قال : حدثنا أسود بن عامر. وفي (5/92 ، 94) قال : حدثنا أبو كامل. وابن ماجة (1526) وعبد الله بن أحمد (5/94) قالا : حدثنا عبد الله بن عامر بن زراراة. وعبد الله بن أحمد (5/96) قال : حدثني سويد بن سعيد.
أربعتهم - أسود ، وأبو كامل ، وعبد الله بن عامر ، وسويد - قالوا :حدثنا شريك بن عبد الله.
4- وأخرجه أحمد (5/102 و 107) والترمذي (1068) قال : حدثنا يوسف بن عيسى.
كلاهما - أحمد ، ويوسف - قالا : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا إسرائيل ، وشريك.
ثلاثتهم - إسرائيل ، وزهير ، وشريك - عن سماك فذكره.

الفصل الرابع : فيما يجوز قتله من الحيوانات وما لا يجوز
الفواسق الخمس
7742 - (خ م ط ت س) عائشة - رضي الله عنها - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «خَمْس من الدوابِّ كلُّهن فاسق ، يُقْتَلْنَ في الحرَم : الغُرابُ ، والحِدَأةُ ، والعقربُ ، والفَأْرَةُ ، والكلب العقُورُ» أخرجه البخاري ومسلم .
ولمسلم قالت : «أمَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بقتْلِ خمسِ فواسِقَ في الحلِّ والحرم» قال : ثم ذكر مثل حديث يزيد بن زريع . -[224]-
وفي حديث يزيد : «الحُدَيَّا» ، مكان «الحِدَأة» ، وله قالت : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «أربَع كُلُّهُنَّ فواسق يُقتَلْنَ في الحلِّ والحرم : الحِدَأةُ ، والغرابُ ، والفأْرَةُ ، والكلب العقُور ، قال : فقلت للقاسم بن محمد : أَفَرَأيتَ الحَيَّةَ ؟ قال : تُقْتَلُ بصُغْرٍ لها» .
وفي أخرى «خمس فواسقُ يقتَلَنَ في الحرم : العقربُ ، والفأْرَةُ ، والحُدَيَّا ، والغرابُ ، والكلبُ العقورُ» .
وأخرج الموطأ الرواية الرابعة ، إلا أنهُ أخرجها مرسلة عن عروة . وأخرج الترمذي الأولى .
وفي رواية النسائي قال : «خمس يقتلهنَّ المحرِمُ : الحيَّةُ ، والعقربُ ، والفأْرةُ ، والغرابُ الأبْقَعُ ، والكلبُ العَقورُ» .
ولمسلم بنحوه ، وفيه : «والغرابُ الأبقع ، والحيَّةُ بدل العقرب» (1) .
-[225]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فواسق) أصل الفسق : الخروجُ عن الاستقامة ، والجَورُ ، وقيل للعاصي : فاسق لذلك ، وإنما سميت هذه الحيوانات الخمس فواسق على سبيل الاستعارة لخبثهن ، وقيل : لخروجهن من الحرمة بقوله - صلى الله عليه وسلم- ، وأراد بالكلب العقور : كل سبع يعقر ، كالأسد ، والذئب ، والنمر ، والكلب ، ونحو ذلك ، وقيل : أراد بفسقها تحريم أكلها ، لقوله تعالى وقد ذكر ما حرَّم من الميتة والدم ولحم الخنزير إلى آخر الآية ، ثم قال : {ذلكم فسق} [المائدة : 3] .
(الغراب الأبقع) : الذي فيه سواد وبياض ، والبقَع في الطير والكلاب كالبلَق في الدواب .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 30 - 33 في الحج ، باب ما يقتل المحرم من الدواب ، وفي بدء الخلق ، باب قول الله تعالى : {وبث فيها من كل دابة} ، ومسلم رقم (1198) في الحج ، باب ما يندب للمحرم وغيره قتله من الدواب في الحل والحرم ، والموطأ 1 / 357 في الحج ، باب ما يقتل المحرم من الدواب ، والترمذي رقم (837) في الحج ، باب ما جاء فيما يقتل المحرم من الدواب ، والنسائي 5 / 208 في الحج ، باب ما يقتل في الحرم من الدواب ، وباب قتل الحية في الحرم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (6/33) قال : حدثنا عبد الأعلى ، عن معمر. وفي (6/87) قال : حدثنا بشر بن شعيب ،قال : أخبرني أبي. وفي (6/164) قال : حدثنا عبد الرزاق ،قال : حدثنا معمر. وفي (6/164 و259) قال : حدثنا يعقوب ، عن ابن أخي ابن شهاب. وفي (6/259) قال : حدثنا يونس. قال : حدثنا يزيد بن زريع ،قال : حدثنا معمر. والدارمي (1824) قال : أخبرنا إسحاق ،قال : أخبرنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. والبخاري (3/17) قال : حدثنا يحيى بن سليمان. قال : حدثني ابن وهب. قال : أخبرني يونس ، وفي (4/157) قال : حدثنا مسدد. قال : حدثنا يزيد بن زريع. قال: حدثنا معمر. ومسلم (4/18) قال : حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري ،قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا معمر. (ح) وحدثناه عبد بن حميد، قال : أخبرنا عبد الرزاق ،قال : أخبرنا معمر. (ح) وحدثني أبو الطاهر وحرملة. قالا : أخبرنا ابن وهب ،قال : أخبرني يونس. والترمذي (837) قال : حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ،قال : حدثنا يزيد بن زريع ،قال : حدثنا معمر.
والنسائي (5/209) قال : أخبرني عبد الرحمن بن خالد الرقي القطان. قال : حدثنا حجاج. قال : قال ابن جريج : أخبرني أبان بن صالح. وفي (5/210) قال : أخبرنا يونس بن عبد الأعلى. قال : أنبأنا ابن وهب ،قال : أخبرني يونس. (ح) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم ،قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أنبأنا معمر.
خمستهم - معمر ، وشعيب بن أبي حمزة ، وابن أخي ابن شهاب ، ويونس ، وأبان بن صالح - عن ابن شهاب الزهري.
2- وأخرجه أحمد (6/122) قال : حدثنا عفان ،قال : حدثنا حماد بن سلمة. وفي (6/231) قال : حدثنا ابن نمير. وفي (6/261) قال : حدثنا يونس ،قال : حدثنا حماد ، يعني ابن زيد. ومسلم (4/18) قال : حدثنا أبو الربيع الزهراني ،قال : حدثنا حماد ، وهو ابن زيد. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب ، قالا : حدثنا ابن نمير. والنسائي (5/208) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أنبأنا وكيع. وفي (5/211) قال : أخبرنا أحمد بن عبدة. قال : أنبأنا حماد.
أربعتهم - حماد بن سلمة ، وعبد الله بن نمير ، وحماد بن زيد ، ووكيع - عن هشام بن عروة.
كلاهما - الزهري ، وهشام بن عروة - عن عروة بن الزبير ، فذكره.

7743 - (خ م س) حفصة - رضي الله عنها - قالت : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «خمس من الدواب لا حرج على منْ قتلهن : الغرابُ ، والحِدَأةُ ، والعقرب ، والكلب العقور» .
وفي أخرى : «خمس من الدواب كلُّها فاسق...» وذكره بتقديم وتأخير .
وفي رواية : أن رجلاً سأل ابن عمر - رضي الله عنهما - : «ما يقتل المحرم من الدواب ؟ فقال : أخبرتني إحدى نسوةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- : أنه أمَرَ - أو أُمِرَ - أن تُقتل الفأْرَةُ ، والعقربُ ، والحِدَأةُ ، والكَلْبُ العَقُورُ ، والغرابُ» أخرجه البخاري ومسلم .
ولمسلم قال : «حدَّثتني إحدى نسوةِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- : أنه كان يأمُرُ بقتل -[226]-
الكلب العقور، والفَأْرَة ، والعقرب ، والحُدَيَّا ، والغراب ، والحَيَّةِ» كذا في رواية شيبان بن فَرُّوخِ قال : «وفي الصلاة أيضاً» وأخرج النسائي الرواية الأولى (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا حرَجَ) الحَرَج : الضِّيق والإثم .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 29 في الحج ، باب ما يقتل المحرم من الدواب ، وفي بدء الخلق ، باب قول الله تعالى : {وبث فيها من كل دابة} ، ومسلم رقم (1199) و (1200) في الحج ، باب ما يندب للمحرم وغيره قتله من الدواب في الحل والحرم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (3/17) قال : حدثنا أصبغ. ومسلم (4/18) قال : حدثني حرملة بن يحيى. والنسائي (5/210) قال : أخبرنا عيسى بن إبراهيم. وابن خزيمة (2665) قال : حدثنا عيسى بن إبراهيم الغافقي.
ثلاثتهم - أصبغ ، وحرملة ، وعيسى - عن عبد الله بن وهب ، عن يونس ، عن ابن شهاب ، عن سالم بن عبد الله بن عمر ، عن عبد الله بن عمر، فذكره.
* وأخرجه أحمد (6/285) قال : حدثنا سريج بن النعمان ،قال : حدثنا أبو عوانة. وفي (6/336 و 380) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا أبو عوانة. والبخاري (3/17) قال : حدثنا مسدد ،قال : حدثنا أبو عوانة. ومسلم (4/19) قال : حدثنا أحمد بن يونس ،قال : حدثنا زهير. (ح) وحدثنا شيبان بن فروخ ،قال : حدثنا أبو عوانة.
كلاهما - أبو عوانة ، وزهير بن معاوية - قالا : حدثنا زيد بن جبير ، قال : سأل رجل ابن عمر ما يقتل الرجل من الدواب وهو محرم ؟ قال : حدثتني احدى نسوة النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يأمر بقتل الكلب العقور ، والفأرة ، والعقرب ، والحديا ، والغراب والحية. ، قال : وفي الصلاة أيضا.

7744 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «خمس قتلهنَّ حلال في الحرم : الحيَّةُ ، والعقربُ ، والحِدَأةُ ، والفأْرةُ ، والكلبُ العقورُ» أخرجه أبو داود (1) .
وقد تقدَّم في «كتاب الحج» من «باب الإِحرام» شيء من هذه الأحاديث فيما يقتله المحرم .
__________
(1) رقم (1847) في الحج ، باب ما يقتل المحرم من الدواب ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1847) قال: حدثنا علي بن بحر ،قال : حدثنا حاتم بن إسماعيل. وابن خزيمة (2666) قال : حدثنا علي بن عبد الرحمن بن المغيرة المصري. قال : حدثنا سعيد بن الحكم ، وهو ابن أبي مريم. قال : أخبرنا يحيى بن أيوب. (ح) وحدثنا محمد بن يحيى ،قال : حدثنا ابن أبي مريم ،قال : أخبرنا يحيى بن أيوب. وفي (2667) قال : حدثنا محمد بن يحيى ،قال : حدثنا ابن بحر. قال : حدثني حاتم.
كلاهما - حاتم بن إسماعيل ، ويحيى بن أيوب - عن محمد بن عجلان ، عن القعقاع بن حكيم ، عن أبي صالح ، فذكره.
* في رواية محمد بن يحيى «...الحية ،والذئب ، والنمر» .

الحيَّات
7745 - (خ م س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : «بَيْنَا نحنُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في غَار بمنى ، إذ نزلت عليه {والمرسلاتِ} فإنَّهُ لَيتلُوها ، وإنَّا لَنَتَلَقَّاها - وفي رواية: وإِنِّي لأتلقاها - من فِيه ، وإن فَاهُ لَرَطْب بها ، إِذ وَثَبتْ علينا حَيَّة ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : اقتلوها ، فابْتَدَرْناها لنقتلَها ، فَسبَقَتْنا ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : وُقِيَتْ شَرَّكم ، وَوُقِيتُمْ شَرَّها» أخرجه البخاري ومسلم . -[227]-
إلا أن قوله : «بِمنى» للبخاري دون مسلم .
وقد جاء الحديث في أفراد البخاري أيضاً بإسقاط لفظة «مِنى» .
وفي أفراد مسلم : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أمَرَ مُحْرِماً بقتل حَيَّة بِمنى» .
وفي رواية النسائي قال : «كُنَّا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بالخَيْفِ من مِنى ، حين نزلت {والمرسلاتِ عُرْفاً} فخرجت حيَّة ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : اقتلوها ، فابْتَدَرْنَاها ، فدخلتْ في جُحْرِها» .
وفي أخرى قال : «كنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- لَيْلَةَ عرفَةَ التي قبل يوم عرفةَ ، فإذا حِسُّ الحيَّةِ ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : اقتلوها ، فدخلتْ شقَّ جُحْرِها ، فأدخلنا عُوداً فَقَلَعْنَا بعض الجحر ، وأخذنا سَعْفَة ، فأضْرَمنا فيها ناراً ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : وقاها الله شَرَّكم ، ووقاكم شَرَّها» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 35 في الحج ، باب ما يقتل المحرم من الدواب ، وفي بدء الخلق ، باب قوله تعالى : {وبث فيها من كل دابة} ، وفي تفسير سورة {والمرسلات} ، ومسلم رقم (2234) في السلام ، باب قتل الحيات وغيرها ، والنسائي 5 / 208 و 209 في الحج ، باب قتل الحية في الحرم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (1/378) (3586) قال : حدثنا حفص بن غياث. وفي (1/428) (4069) و (1/456) (4357) قال : حدثنا أبو معاوية. والبخاري (3/17) و (6/205) قال : حدثنا عمر بن حفص بن غياث ، قال : حدثنا أبي. وفي (6/204) قال : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا جرير. ومسلم (7/40) قال : حدثنا يحيى بن يحيى ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وأبو كريب ، وإسحاق بن إبراهيم ، قال يحيى ، وإسحاق : أخبرنا، وقال الآخران : حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد ، وعثمان بن أبي شيبة ، قالا : حدثنا جرير. (ح) وحدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا حفص، يعني ابن غياث. (ح) وحدثنا عمر بن حفص بن غياث ، قال : حدثنا أبي. والنسائي (5/208) قال : أخبرنا أحمد بن سليمان، قال : حدثنا يحيى بن آدم ، عن حفص بن غياث. وابن خزيمة (2668) قال : حدثنا محمد بن العلاء بن كريب ، قال : حدثنا حفص يعني ابن غياث.
ثلاثتهم - حفص بن غياث ، وأبو معاوية ، وجرير - عن الأعمش ، قال : حدثني إبراهيم.
2- وأخرجه أحمد (1/458) (4377) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا أبي ، عن ابن إسحاق ، قال : وحدثني عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي.
كلاهما - إبراهيم ، وعبد الرحمن بن الأسود - عن الأسود بن يزيد ، فذكره.
* راوية أبي كريب ، عن حفص بن غياث مختصرة على : «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر محرما بقتل حية بمنى» .

7746 - (خ م ط د ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنه سمعَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبُ على المنبر يقول : «اقتلوا الحَيَّاتِ ، واقتلوا ذا الطُفْيَتَيْنِ والأَبْتَر ، فإنهما يَطْمسان البَصَرَ ، ويُسْقِطانِ الحَبَل» قال عبد الله : فبينا أنا أطاردُ حَيَّة أقتلُها ، ناداني أبو لبابةَ : لا تقتُلْها ، فقلت : إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمر بقتل الحيَّات ، فقال: إِنَّهُ نهى بعد ذلك عن ذوات البيوت ، وهنَّ العوامر .
وفي رواية : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «اقتلوا الحَيَّاتِ ، وذا الطفيتين ، -[228]- والأبترَ ، فإنهما يستسقطان الحبل ، ويلتمسانِ البَصَر ، فكان ابن عمر يقتل كلَّ حيَّة وجدها ، فأبصره أبو لُبابة بن عبد المنذر ، أو زيد بن الخطاب ، وهو يطارد حَيَّة ، فقال : إنه قد نُهِيَ عن ذوات البيوتِ» . أخرجه البخاري ومسلم .
ولمسلم قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «يأمر بقتل الكلاب ، يقول : اقتلوا الحيَّات والكلابَ ، واقتلوا ذا الطُفْيَتَيْن والأبْترَ ، فإِنهما يَلْتَمِسَانِ البَصَرَ ، ويَسْتَسْقِطانِ الحبَالَى» .
قال الزهري : ونُرى ذلك من سُمَّيْهِما ، والله أعلم .
قال سالم : قال عبد الله بن عمر : «فلبثت لا أترك حيَّة أراها إِلا قتلتُها ، فبينا أنا أطارد حيَّة يوماً من ذواتِ البيوتِ ، مَرَّ بي زيد بن الخطاب أَو أبو لبابة ، وأنا أطاردها ، فقال : مَهْلاً يا عبد الله ، فقلت : إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمَرَ بقتلهنَّ ، قال : إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نَهى عن ذواتِ البيوتِ» .
وفي رواية قال : «حتى رآني أبو لبابة بن عبد المنذر وزيد بن الخطاب فقالا : إنه قد نهى عن ذواتِ البيوتِ» .
وفي رواية : «اقتلوا الحيَّات» ولم يقل : «ذا الطُّفْيَتَيْنِ والأبتر» .
وفي رواية : قال نافع : «إن أبا لبابة كلَّم ابن عمر ليفتح له باباً في داره يستقرب به إلى المسجد ، فوجد الغِلْمَةُ جِلْدَ جانّ ، فقال عبد الله : التمسوهُ -[229]- فاقتلوه ، فقال أبو لبابة : لا تقتلوه ، فإنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن قتل الجِنَّان التي في البيوت» .
وفي أخرى قال : «كان ابن عمر يقتلُ الحيَّاتِ كلَّهن ، حتى حدَّثنا أبو لبابة البدريُّ : أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن قتل جِنَّان البيوت ، فأمسك» .
وفي أخرى : أنه سمع أبا لبابة يخبر ابن عمر : «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن قتل الجِنَّانِ» .
وفي أخرى عن نافع عن ابن عمر عن أبي لُبابة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- : «أنه نهى عن قتل الجِنَّان التي في البيوت» .
وفي أخرى : عن نافع : «أن أبا لبابة بن عبد المنذر الأنصاريَّ ، وكان مسكنُه بقُباءَ ، فانتقل إِلى المدينة ، فبينما عبد الله بن عمر جالساً معه ، يفتح خَوْخَة له ، إذا هُمْ بِحَيَّة مِن عوامر البيوتِ ، فأرادوا قَتْلَها ، فقال أبو لبابة : إنه قد نهي عنهن - يريد عَوَامِرَ البيوتِ - وأُمر بقتل الأبتر ، وذي الطُفْيَتيْن ، وقيل : هما اللذان يَلتَمِعَانِ البصر ، ويَطْرحان أولاد النساء» .
وفي أخرى قال : «كان عبد الله بن عمر يوماً عند هَدْم له ، فرأى وَبِيصَ جانّ ، فقال : اتَّبعوا هذا الجانَّ فاقتلوه ، فقال أبو لبابة الأَنصاري : إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن قتل الجِنَّانِ التي تكون في البيوت ، إلا الأبتر، وذا الطُفْيَتَيْنِ ، فإنهما اللَّذانِ يخطَفَانِ البصرَ ، ويتبعان ما في بطون النساء» .
وفي أخرى : «أن أبا لبابةَ مَرَّ بابن عمر ، وهو عند الأطُم الذي عند -[230]- دار عمر بن الخطاب ، يرصدُ حَيَّة...» بنحو ذلك .
وأخرج أبو داود الرواية الأولى ، وأخرجها الترمذي إلى قوله : «ويُسْقِطَانِ الحَبَل» .
قال نافع : «إن ابن عمر وَجدَ بعد ذلك - يعني بعدما حدَّثه أبو لبابة - حيَّة في داره ، فأمر بها فأُخْرِجَتْ إلى البقيع ، قال نافع : ثم رأيتها بعدُ في بيتهِ» .
وفي رواية لأبي داود عن أبي لبابة أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- : «نهى عن قتل الجِنَّانِ التي تكون في البيوتِ ، إلا أن يكون ذا الطفيتين والأبتر ، فإنهما يخطَفان البصر ، ويطرحان ما في بطون النساء» وأخرج الموطأ هذه الرواية التي لأبي داود إلى قوله : «البيوت» لم يزد .
هذا الحديث قد اشترك فيه حديث ابن عمر ، وأبي لبابة ، وما أمكن إفراد رواية كل واحد منهما ، فَجُعِلا حديثاً واحداً (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الطُّفْيتين) الطُّفية : خوصة المُقْلِ ، وجمعها طُفى ، وجنسه طُفْي ، وكأنه شبه الخطين الأسودين اللذين على ظهر الحية بخوصتين من خوص المقل ، وقيل : -[231]- الطفية : الحية ، فإن صح هذا : فلعل المراد : اقتلوا كل حية ، ما كان منها له ولد ، وما لا ولد له ، وهو الأبتر ، وثَنَّى الطُفْيَتَيْن - على هذا القول - لأن الغالب أن يفرخ زوجين ، والقول الأول .
(جِنَّان) الجنّان - جمع جان - وهي الحية الدقيقة .
(خوخة) الخوخة : النافذة بين البيتين ، والنافذة التي يدخل منها الضوء .
(وبيص) الوبيص : البريق واللَّموع .
(أُطُم) الأُطُم : البناء المرتفع .
(العوامر) : الحيات التي تكون في البيوت ، سُمِّيت عوامر لطول أعمارها .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 248 في بدء الخلق ، باب قول الله تعالى : {وبث فيها من كل دابة} ، وفي المغازي ، باب شهود الملائكة بدراً ، ومسلم رقم (2233) في السلام ، باب قتل الحيات وغيرها ، والموطأ 2 / 975 و 976 في الاستئذان ، باب ما جاء في قتل الحيات وما يقال في ذلك ، وأبو داود رقم (5252) و (5253) و (5254) و (5255) في الأدب ، باب قتل الحيات ، والترمذي رقم (1483) في الأحكام ، باب ما جاء في قتل الحيات .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (620) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (2/9) (4557) قال : حدثنا سفيان. وفي (2/121) (6025) قال : حدثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة ، قال : أخبرني أبي. وفي (3/452) قال : حدثنا عبد الرزاق ،قال : حدثنا معمر.والبخاري (4/154) قال : حدثنا عبد الله بن محمد، قال : حدثنا هشام بن يوسف ، قال : حدثنا معمر. ومسلم (7/38) قال : حدثني عمرو بن محمد الناقد ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا حاجب بن الوليد ، قال : حدثنا محمد بن حرب ، عن الزبيدي. (ح) وحدثنيه حرملة بن يحيى ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس. (ح) وحدثنا عبد بن حميد ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر. (ح) وحدثنا حسن الحلواني ، قال : حدثنا يعقوب ، قال : حدثنا أبي ، عن صالح. وأبو داود (5252) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا سفيان. وابن ماجة (3535) قال : حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح ، قال : حدثنا عبد الله بن وهب ، قال : أخبرني يونس. والترمذي (1483) قال : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا الليث.
سبعتهم - سفيان بن عيينة ، وشعيب ، ومعمر ، والزبيدي ، ويونس ، وصالح ، والليث - عن ابن شهاب الزهري ، عن سالم ، فذكره.
وفي رواية الزبيدي : «سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمر بقتل الكلاب يقول : اقتلوا الحيات والكلاب...» .
وفي رواية صالح : «... حتى رآني أبو لبابة بن عبد المنذر وزيد بن الخطاب ، فقالا : إنه قد نهي عن ذوات البيوت» .
وفي رواية شعيب بن أبي حمزة ، ويونس ، والليث ، لم يذكروا فيه حديث أبي لبابة بن عبد المنذر ، أو زيد ابن الخطاب.

7747 - (خ م ط) عائشة - رضي الله عنها - قالت : «أمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بقتلِ الأبترِ ، وقال : إنه يُصيبُ البَصَرَ ، ويُذهب الحبَلَ» .
وفي رواية قال : «اقتلوا ذا الطُّفْيَتَيْن ، فإنه يلتمس البصر ، ويصيب الحبل» .
وفي أخرى «الأبترَ وذا الطفيتين» أخرجه البخاري ومسلم .
وفي رواية الموطأ : «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نَهَى عن قتل الجِنَّان التي في البيوت ، إِلا ذا الطُّفْيَتَين والأبترَ ، فإنهما يخطَفَانِ البَصَرَ ويَطْرحانِ ما في بُطونِ النِّساء» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 252 في بدء الخلق ، باب {وبث فيها من كل دابة} ، و مسلم رقم (2232) في السلام ، باب قتل الحيات وغيرها ، والموطأ 2 / 976 في الاستئذان ، باب ما جاء في قتل الحيات وما يقال في ذلك .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/29) قال : حدثنا عباد بن عباد. وفي (6/52) قال : حدثنا يحيى ووكيع. وفي (6/134) قال : حدثنا عفان ،قال : حدثنا حماد بن سلمة. وفي (6/230) قال : حدثنا ابن نمير. والبخاري (4/156) قال : حدثنا عبيد بن إسماعيل. قال : حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا مسدد. قال : حدثنا يحيى. ومسلم (7/37) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا عبدة بن سليمان وابن نمير. (ح) وحدثنا أبو كريب. قال : حدثنا عبدة. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم. قال : أخبرنا أبو معاوية. وابن ماجة (3534) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا عبدة بن سليمان. ثمانيتهم - عباد بن عباد ، ويحيى بن سعيد القطان ، ووكيع ، وحماد بن سلمة ، وعبد الله بن نمير ، وأبو أسامة حماد بن أسامة ، وعبدة بن سليمان ، وأبو معاوية محمد بن خازم - عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، فذكره.
* في رواية مسدد : «أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقتل الأبتر...» .
* وفي رواية أبي معاوية : «الأبتر وذو الطفيتين.»

7748 - (م ط ت د) أبو السائب [مولى هشام بن زهرة] «أنه -[232]- دخل على أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - في بيته ، قال : فوجدته يصلِّي ، فجلست أنتظره ، حتى يقضي صلاته ، فسمعت تحريكاً في عراجينَ في ناحية البيت ، فالتفتُّ ، فإذا حيَّة ، فوثبتُ لأقتُلَها ، فأشار إِليَّ : أن اجلس ، فجلست ، فلما انصرف أشار إلى بيت في الدار ، فقال : أترى هذا البيت ؟ فقلت : نعم ، فقال : كان فيه فَتى مِنَّا حديثُ عَهْد بِعُرس ، قال : فخرجنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى الخَنْدَقِ ، فكان ذلك الفتى يستأذِنُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بأنصافِ النَّهار ، فيرجع إلى أهله ، فاستأذنه يوماً ، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : خذ عليكَ سِلاحكَ ، فإنِّي أخشى عليك قريظَةَ ، فأخذَ الرجلُ سِلاحَهُ ثم رجع ، فإذا امرأتُه بين البابين قائِمة ، فأهوى إليها بالرُّمْحِ لِيَطْعُنَها به ، وأصابته غَيْرَة ، فقالت له : اكفُفْ عليكَ رُمحَكَ ، وادخُلِ البيت حتى تنظر ما الذي أخرجني ، فدخل ، فإذا بحيَّة عظيمة منطوية على الفراش ، فأهوى إليها بالرُّمح ، فانتظمها به ، ثم خرج ، فركزه في الدار ، فاضطربت عليه ، فما يُدْرَى أيُّهما كان أسرعَ موتاً ، الحية أم الفتى ؟ قال : فجئنا إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وذكرنا ذلكَ له ، وقلنا : ادْعُ الله أن يُحْييه لنا ، فقال : استغفروا لصاحبكم ، ثم قال : إنَّ بالمدينة جِنّاً قد أسلَمُوا ، فإذا رأيتم منهم شيئاً فآذنوه ثلاثة أيام ، فإِن بَدَا لكم بَعْدَ ذلك فاقتلوه ، فإِنما هو شيطان» .
وفي رواية نحوه ، وقال فيه : إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إِن لهذه -[233]- البيوت عوامِرَ ، فإذا رأيتم منها شيئاً فَحَرِّجُوا عليها ثلاثاً ، فإِن ذهب ، وإلا فاقتلوه ، فإنه كافر، وقال لهم : اذهبوا فادفنوا صاحبكم» أخرجه مسلم والموطأ وأبو داود .
وأخرجه الترمذي مُجْمَلاً مثل حديث قبله مختصراً ، وقال : وفي الحديث قصة ، ولم يذكرها .
وفي أخرى لأبي داود أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «الهوامُّ من الجنِّ ، فمن رأى في بيته شيئاً منها ، فليحَرِّجْ عليها ثلاث مرار ، فإِن عاد فليقتله ، فإنه شيطان» .
وفي أخرى للترمذي قال : «إنَّ لبيوتِكم عُمَّاراً ، فَحَرِّجوا عليهنَّ ثلاثاً ، فإن بدا لكم بعد ذلك منهنَّ شيء فاقْتُلُوه» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فليحرِّج عليها) التحريج : أن يقول لها : أنتِ في حرج إن عدتِ إلينا فلا تلومينا أن نضيِّق عليك بالطرد والتتبُّع .
(عراجين) العراجين - جمع عرجون - وهو ساعد العذق ، والمراد به هاهنا : الأخشاب التي تسقف بها السقوف .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2236) في السلام ، باب قتل الحيات وغيرها ، والموطأ 2 / 976 و 977 في الاستئذان ، باب ما جاء في قتل الحيات وما يقال في ذلك ، وأبو داود رقم (5256) و (5257) في الأدب ، باب في قتل الحيات ، والترمذي رقم (1484) في الأحكام ، باب ما جاء في قتل الحيات .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه مالك في الموطأ (604) .وأحمد (3/41) قال : حدثنا يونس ، قال : حدثنا ليث ، عن ابن عجلان. ومسلم (7/04) قال : حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح ، قال : أخبرنا عبد الله بن وهب ، قال : أخبرني مالك بن أنس. وفي (7/41) قال : حدثنا زهير بن حرب ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن ابن عجلان. وأبو داود (5257) قال : حدثنا يزيد بن موهب الرملي ، قال : حدثنا الليث ، عن ابن عجلان. وفي (5258) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى ، عن ابن عجلان. وفي (5259) قال : حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني مالك. والترمذي (1484) قال : حدثنا الأنصاري- وهو إسحاق بن موسى - قال : حدثنا معن ، قال : حدثنا مالك. والنسائي في عمل اليوم والليلة (970) قال : أخبرنا الربيع بن سليمان ، قال : حدثنا شعيب بن الليث ، قال : حدثنا الليث ، عن ابن عجلان. وفي (971) قال : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، قال : حدثنا يحيى ، عن ابن عجلان. وفي (972) : الحارث بن مسكين -قراءة عليه وأنا أسمع- عن ابن القاسم ،قال : حدثنا مالك. وفي الكبرى تحفة الأشراف (4413) عن علي بن شعيب ، عن معن ، عن مالك.
كلاهما - مالك ، وابن عجلان - عن صيفي مولى ابن أفلح أبي سعيد.
2- وأخرجه مسلم (7/41) قال : حدثني محمد بن رافع ، قال : حدثنا وهب بن جرير بن حازم. والنسائي في عمل اليوم واليلة (973) قال : أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام ، قال : حدثنا يزيد.
كلاهما - وهب ، ويزيد - عن جرير بن حازم ، عن أسماء بن عبيد.
كلاهما - صيفي ، وأسماء - قال صيفي : أخبرني أبو السائب مولى بني هشام ، وقالت أسماء : عن رجل يقال له السائب- وهو عندنا أبو السائب - فذكره.
* أخرجه أحمد (3/27) قال : حدثنا ابن نمير ، قال : أخبرنا عبيد الله. والترمذي (1484) قال : حدثنا هناد ، قال : حدثنا عبدة ، عن عبيد الله بن عمر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (969) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ ، قال : حدثنا سفيان ، عن ابن عجلان ، عن سعيد.
كلاهما - عبيد الله ، وسعيد - عن صيفي مولى أبي السائب ، فذكره. ولم يذكر أبا السائب.

7749 - (ت د) [عبد الرحمن] بن أبي ليلى - رضي الله عنه - عن أبيه أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «سُئِلَ عن جِنان البيوت ؟ فقال : إذا رأيتم منهن شيئاً في مساكنكم ، فقولوا : نَنْشُدُكَ العَهْدَ الذي أَخذَ عليكم نوح ، وننشُدك العهد الذي أَخذ عليكم سليمان بن داود أن لا تؤذوا ولا تتراؤَوْا لنا ، فإن عُدنَ فاقتلوهُنَّ» أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1485) في الأحكام ، باب ما جاء في قتل الحيات ، وأبو داود رقم (5260) في الأدب ، باب في قتل الحيات ، وفي سنده محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو صدوق سيء الحفظ جداً ، كما قال الحافظ في " التقريب " ومع ذلك فقد قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (5260) قال : حدثنا سعيد بن سليمان ، عن علي بن هاشم. والترمذي (1485) قال : حدثنا هناد. قال : حدثنا ابن أبي زائدة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (968) قال : أخبرني هلال ابن العلاء ، عن أبيه ، قال : حدثنا علي بن هاشم.
كلاهما - علي بن هاشم ، ويحيى بن أبي زائدة - عن ابن أبي ليلى ، عن ثابت البناني ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى. فذكره.
* قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، لا نعرفه من حديث ثابت البناني ، إلا من هذا الوجه ، من حديث ابن أبي ليلى.
وفي سنده محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو صدوق سيء الحفظ جدا ،كما قال الحافظ في التقريب.

7750 - (ط) محمد بن شهاب أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - «أمر بِقَتْلِ الحيَّاتِ في الحرم» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 357 في الحج ، باب ما يقتل المحرم من الدواب ، وإسناده منقطع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/385) عن ابن شهاب ، فذكره.
والحديث إسناده منقطع.

7751 - (د س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «اقتلوا الحياتِ كلّهن ، فمن خاف ثأرَهنَّ فَلَيْسَ مِني» .
وفي رواية «اقتلُوا الكبار كلَّها ، إلا الجانَّ الأبيض الذي كأنه قضيب فضة» أخرجه أبو داود .
وفي رواية النسائي قال : «أَمَرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بقتل الحيات ، وقال : مَنْ خَافَ ثَأْرَهُنَّ فليس منَّا» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (5249) و (5261) في الأدب ، باب في قتل الحيات ، والنسائي 6 / 51 في الجهاد ، باب من خان غازياً في أهله ، وإسناده ضعيف ، لكن يشهد له ما بعده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (5249) قال : حدثنا عبد الحميد بين بيان السكري ، عن إسحاق بن يوسف. والنسائي (6/51) قال : أخبرنا أبو محمد موسى بن محمد - هو الشامي - قال : حدثنا ميمون بن الأصبغ، قال : حدثنا يزيد بن هارون.
كلاهما - إسحاق بن يوسف ، ويزيد - عن شريك ، عن أبي إسحاق ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، فذكره.
قلت : إسناده ضعيف.

7752 - (د) أَبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «ما سَالَمنَاهُمْ منُذ حارَبْنَاهُمْ ، فمن ترك منهم شيئاً خِيفة فليس منا» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5248) في الأدب ، باب قتل الحيات ، وفي سنده محمد بن عجلان ، وهو صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة ، لكن يشهد له ما قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (1156) ، وأحمد (2/247) قال الحميدي : حدثنا.وقال أحمد : قرئ على سفيان : سمعت ابن عجلان ، عن بكير بن عبد الله ، عن عجلان ، فذكره.
* وأخرجه أحمد (2/432) قال : حدثنا يحيى. وفي (2/520) قال : حدثنا صفوان. وأبو داود (5248) قال : حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، قال : حدثنا سفيان.
ثلاثتهم - يحيى بن سعيد ، وصفوان بن عيسى ، وسفيان بن عيينة - عن ابن عجلان. قال : سمعت أبي، فذكره ، ليس فيه بكير بن عبد الله.
وفي سنده محمد بن عجلان وهو صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة.

7753 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «مَنْ ترك الحيات مخافةَ طلبهن ، فليس منَّا ، ما سالمناهنَّ منذ حاربناهُنَّ» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5250) في الأدب ، باب في قتل الحيات ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/230) (2037) . وأبو داود (5250) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة.
كلاهما - أحمد ، وعثمان بن أبي شيبة - عن عبد الله بن نمير ، قال : حدثنا موسى بن مسلم الطحان الصغير ، قال : سمعت عكرمة يرفع الحديث -فيما أرى- إلى ابن عباس ، فذكره.
* أخرجه أحمد (1/348) (3254) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : معمر ، عن أيوب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : لا أعلمه إلا رفع الحديث قال : «كان يأمر بقتل الحيات ، ويقول : من تركهن خشية أو مخافة تأثير فليس منا» .
قلت : في حديث معمر عن غير الزهري وابن طاووس مقال.

7754 - (د) العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - قال : «يا رسول الله إنَّا نريد أن نَكْنِسَ زمزم ، وإن فيها من هذه الجنّان - يعني الحيات الصغار - فأمر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بقتلهن» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5251) في الأدب ، باب في قتل الحيات ، إسناده منقطع ، ورواية عبد الرحمن بن سابط عن العباس بن عبد المطلب مرسلة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (5251) قال : حدثنا أحمد بن منيع ، قال : حدثنا مروان بن معاوية ، عن موسى الطحان ، عن عبد الرحمن بن سابط ، فذكره.
والحديث إسناده منقطع ، ورواية عبد الرحمن بن سابط عن العباس بن عبد المطلب مرسلة.

7755 - () عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما (1) - قال : «الحيات أجناس : الجِنانُ ، والأفاعي ، والأساوِدُ» أخرجه ... (2) .
__________
(1) هذا المقطع سقط من المطبوع .
(2) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد ذكره البخاري تعليقاً 6 / 247 في بدء الخلق ، باب قوله تعالى : {وبث فيها من كل دابة} ، قال الحافظ في " الفتح " : هو قول أبي عبيدة في تفسير سورة القصص .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ذكره البخاري تعليقا (6/247) في بدء الخلق ، باب قوله تعالى : وبث فيها من كل دابة.قال الحافظ في الفتح هو قول أبي عبيدة في تفسير سورة القصص.

الوزغ
7756 - (خ م س) عائشة - رضي الله عنها - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال للوزغ : الفُوَيسق ، ولم أسمعه أمر بقتله» أخرجه البخاري ومسلم .
وأخرجه النسائي إلى قوله : «الفويسق» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الوزغ) : نوع من حشرات الأرض معروف ، ويُسمى : سام أبرص .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 252 في بدء الخلق ، باب قوله تعالى : {وبث فيها من كل دابة} ، وفي الحج ، باب ما يقتل المحرم من الدواب ، ومسلم رقم (2239) في السلام ، باب استحباب قتل الوزغ ، والنسائي 5 / 209 في الحج ، باب قتل الوزغ .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/87) قال : حدثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة ،قال : وأخبرني أبي. وفي (6/155) قال : حدثنا حجاج. قال : حدثنا ليث ، قال : حدثني عقيل. وفي (6/271) قال: حدثنا يعقوب ، قال : حدثنا أبو أويس. وفي (6/279) قال : حدثنا عامر بن صالح، قال : حدثنا يونس بن يزيد. والبخاري (3/17) قال : حدثنا إسماعيل ،قال : حدثني مالك. وفي (4/156) قال : حدثنا سعيد بن عفير ، عن ابن وهب ،قال : حدثني يونس. ومسلم (7/42) قال : حدثني أبو الطاهر وحرملة قالا : أخبرنا ابن وهب ،قال : أخبرني يونس، وابن ماجة (3230) قال : حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح. قال : حدثنا عبد الله بن وهب ، قال : أخبرني يونس. والنسائي (5/209) قال : أخبرنا وهب بن بيان. قال : حدثنا ابن وهب. قال : أخبرني مالك ويونس.
خمستهم - شعيب بن أبي حمزة ، وعقيل ، وأبو أويس عبد الله بن عبد الله، ويونس بن يزيد، ومالك - عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، عن عروة ، فذكره..

7757 - (م د) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمَرَ بقتل الوزَغ ، وسماه : فويسقاً» أخرجه مسلم وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2238) في السلام ، باب استحباب قتل الوزغ ، وأبو داود رقم (5262) في الأدب ، باب في قتل الأوزاغ .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد. (1/176) (1523) .وعبد بن حميد (141) .ومسلم (7/42) قال:حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، وعبد بن حميد.وأبو داود (5262) قال :حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل.
ثلاثتهم - أحمد ،وعبد بن حميد ، وإسحاق - عن عبد الرزاق ، قال :حدثنا معمر ، عن الزهري ، عن عامر بن سعد ، فذكره.

7758 - (م ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَنْ قَتَلَ وَزَغَة في أول ضربة فله كذا وكذا حسنة ، ومن قتلها في الضربة الثانية ، فله كذا وكذا حسنة دون الأولى ، وإن قتلها في الضربة الثالثة : فله كذا وكذا حسنة ، لدون الثانية» . -[237]-
وفي رواية «مَنْ قَتَل وزغاً في أول ضربة كُتِبَ له مائةُ حسنة ، وفي الثانية دون ذلك ، وفي الثالثة دون ذلك» .
زاد في رواية «في أول ضربة سبعين حسنة» أخرجه مسلم .
وأخرج أبو داود الأولى والثالثة ، وأخرج الترمذي الأولى (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2240) في السلام ، باب استحباب قتل الوزغ ، وأبو داود رقم (5263) و (5264) في الأدب ، باب في قتل الأوزاغ ، والترمذي رقم (1482) في الأحكام ، باب ما جاء في قتل الوزغ .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/355) قال : حدثنا حسن ، قال : حدثنا زهير. ومسلم (7/42) قال: حدثنا يحيى بن يحيى ، قال : أخبرنا خالد بن عبد الله. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد ،قال : حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثني زهير بن حرب ، قال : حدثنا جرير. (ح) وحدثنا محمد بن الصباح ، قال : حدثنا إسماعيل، يعني ابن زكريا. (ح) وحدثني أبو كريب ،قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان. وأبو داود (5263) قال : حدثنا محمد بن الصباح البزاز ،قال : حدثنا إسماعيل بن زكريا. وابن ماجة (3229) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ،قال : حدثنا عبد العزيز بن المختار. والترمذي (1482) قال : حدثنا أبو كريب. قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان.
سبعتهم - زهير ، وخالد ، وأبو عوانة ، وجرير ، وإسماعيل بن زكريا ، وسفيان الثوري ، وعبد العزيز بن المختار - عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، فذكره.

7759 - (خ م س) أم شريك - رضي الله عنها - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمرها بقتل الأوزاغ» وفي رواية «أمَرَ» أخرجه البخاري ومسلم والنسائي .
وللبخاري «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أمَرَ بقتل الأوْزاغ ، قال : وكان ينفخ على إِبراهيم» .
وفي رواية للنسائي «أن امرأة دخلت على عائشة وبيدها عُكّاز ، فقالت : ما هذا ؟ فقالت : لهذه الوزَغ ، لأن نبي الله - صلى الله عليه وسلم- حدثنا : أنه لم يكن شيء إلا يُطفئ على إبراهيم عليه السلام ، إلا هذه الدابة ، فأمرَنا بقتلها ، ونَهَى عن قتل الجِنَّانِ ، إلا ذا الطُّفْيَتَيْنِ والأبتر ، فإنهما يَطْمِسان البصر ، ويُسْقِطان ما في بُطون النساء» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 252 في بدء الخلق ، باب قوله تعالى : {وبث فيها من كل دابة} ، وفي الأنبياء ، باب قوله تعالى : {واتخذ الله إبراهيم خليلا} ، ومسلم رقم (2237) في السلام ، باب استحباب قتل الوزغ ، والنسائي 5 / 209 في الحج ، باب قتل الوزغ .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (350) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (6/421) قال : حدثنا يحيِى بن سعيد ، عن ابن جريج. (ح) وابن بكر. قال : حدثنا ابن جريج. (ح) وروح. قال : حدثنا ابن جريج. وفي (6/462) قال : حدثنا سفيان بن عيينة. وعبد بن حميد (1559) قال : حدثنا عبيد الله بن موسى. قال : حدثنا ابن جريج. والدارمي (2006) قال : أخبرنا أبو عاصم ، عن ابن جريج. والبخاري (4/156) قال : حدثنا صدقة. قال : أخبرنا ابن عيينة. وفي (4/171) قال : حدثنا عبيد الله بن موسى أو ابن سلام عنه. قال : أخبرنا ابن جريج.
ومسلم (7/41) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وإسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عمر، قال إسحاق أخبرنا، وقال الآخرون : حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (7/42) قال : حدثني أبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب. قال : أخبرني ابن جريج. (ح) وحدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف. قال : حدثنا روح ، قال : حدثنا ابن جريج. (ح) وحدثنا عبد بن حميد ، قال : أخبرنا محمد بن بكر. قال : أخبرنا ابن جريج. وابن ماجة (3228) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (5/209) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ. قال : حدثنا سفيان.
كلاهما - سفيان بن عيينة ، وابن جريج - عن عبد الحميد بن جبير بن شيبة ، عن سعيد بن المسيب ، فذكره.

الكلاب
7760 - (خ م ط ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «أمَرَ بقتل الكلاب» . وفي رواية «فأرسل في أقطار المدينة أن تُقتَل» .
وفي أخرى «كان يأمر بقتل الكلاب فَتَنْبَعِثُ في المدينة وأطرافها ، فلا نَدَعُ كلباً إلا قتلناه ، حتى إِنا لنقتل كلب المُرَيَّةِ من أهل البادية يَتْبعُها» .
وفي أخرى «أنه أمَرَ بقتل الكلاب إلا كلب صيد ، أو كلب غنم ، أو ماشية ، فقيل لابن عمر : إن أبا هريرة يقول : أو كلبَ زَرْع ، فقال ابن عمر : إن لأبي هريرة زَرْعاً» أخرجه البخاري ومسلم .
وأخرج الموطأ والنسائي الأولى ، وأخرج الترمذي الرابعة .
وللنسائي مثل الرابعة إِلى قوله : «ماشية» ولم يذكر كلب غَنَم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 256 في بدء الخلق ، باب قوله تعالى : {وبث فيها من كل دابة} ، ومسلم رقم (1570) في المساقاة ، باب الأمر بقتل الكلاب ، والموطأ 2 / 969 في الاستئذان ، باب ما جاء في أمر الكلاب ، والترمذي رقم (1488) في الصيد ، باب ما جاء من أمسك كلباً ما ينقص من أجره ، والنسائي 7 / 184 في الصيد ، باب الأمر بقتل الكلاب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه مالك الموطأ (600) . والدارمي (2013) قال : أخبرنا خالد بن مخلد. والبخاري (4/158) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (5/35) قال : حدثنا يحيى بن يحيى. وابن ماجه (3202) قال: حدثنا سويد بن سعيد. والنسائي (7/184) قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد.
خمستهم - خالد ، وعبد الله ، ويحيى ، وسويد ، وقتيبة - عن مالك بن أنس.
2- وأخرجه مسلم (5/35) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا أبو أسامة ، قال : حدثنا عبيد الله.
كلاهما - مالك ، وعبيد الله - عن نافع ، فذكره.

7761 - (م د ت س) عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه - قال : «أمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بقتل الكلاب ، ثم قال : ما بالهم وبالُ الكلاب ؟ ثم رَخَّصَ في كلب الصيد ، وكلب الغنم ، وقال : إذا وَلَغَ الكلب في الإناء فاغْسِلُوهُ سبع -[239]- مرات ، وعَفرُوهُ الثامنة في التراب» هذه رواية مسلم .
وفي رواية الترمذي قال : «إنِّي لَمِمَّنْ يرفَعُ أغصان الشجرة عن وجه رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يخطُب ، قال : لولا أن الكلابَ أُمَّة من الأُمم لأمرت بقتلها ، فاقتلوا منها كلَّ أسودَ بهيم ، وما مِنْ أهل بيت يرتَبطون كلباً إلا نقص كلَّ يوم من عملهم قيراط ، إلا كلبَ صيد ، أو كلب حَرْث ، أو كلبَ غنم» .
وله أيضاً مختصراً قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لولا أن الكلاب أُمَّة من الأمم لأمَرْتُ بقتلها ، فاقتلوا منها كل أسودَ بهيم» . أخرجه أبو داود مختصراً مثل الترمذي .
وأخرجه النسائي مثل الترمذي بطوله ، ولم يذكر «أغصان الشجرة» ، وذكر عوض «الغنم» : «ماشية» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بهيم) البهيم من الألوان : الذي لا يخالطه لون آخر ، يقال : أسود بهيم : لا لون معه غيره ، وكذلك أبيض بهيم ، وأحمر بهيم .
__________
(1) رواه مسلم رقم (280) في الطهارة ، باب حكم ولوغ الكلب ، ورقم (1573) في المساقاة ، باب الأمر بقتل الكلاب ، وأبو داود رقم (2845) في الصيد ، باب ما جاء في اتخاذ الكلب للصيد ، والترمذي رقم (1486) و (1489) في الصيد ، باب ما جاء في قتل الكلاب ، وباب ما جاء من أمسك كلباً ما ينقص من أجره .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/86) قال : حدثنا يحيى ، وفي (5/56) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، وبهز. والدارمي (743 و2012) قال : أخبرنا وهب بن جرير. ومسلم (1/162 و5/36) قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ ، قال : حدثنا أبي.وفي (1/162 و5/36) قال : وحدثنيه يحيى بن حبيب الحارثي ، قال : حدثنا خالد- يعني ابن الحارث. (ح) وحدثني محمد بن حاتم ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثني محمد بن الوليد ، قال : حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/36) قال : وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا النضر (ح) وحدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا وهب بن جرير. وأبو داود (74) قال : حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وابن ماجة (365 و 3200) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا شبابة. وفي (3201) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا عثمان بن عمر. (ح) وحدثنا محمد بن الوليد ، قال : حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (1/54 و177) وفي الكبرى (70) قال : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ، قال : حدثنا خالد. وفي (1/177) قال : أخبرنا عمرو بن يزيد ، قال : حدثنا بهز بن أسد.
تسعتهم - يحيى بن سعيد ، ومحمد بن جعفر ، وبهز بن أسد ، ووهب بن جرير ، ومعاذ ، وخالد بن الحارث ، والنضر ، وشبابة ، وعثمان بن عمر - عن شعبة ، عن أبي التياح يزيد بن حميد ، قال : سمعت مطرفا ، فذكره.

7762 - (م د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : «أَمَرَنا -[240]- رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بقتل الكلاب ، حتى إِن المرأَة تقدُمُ بكلبها من البادية فنقتله ، ثم نهى بعدُ عن قتلها ، وقال : عليكم بالأسود البهيم ذي النقطتين (1) ، فإنه شيطان» أخرجه مسلم .
وأخرجه أبو داود وقال : «عليكم بالأسود» ، ولم يذكر «النقطتين (1)» (2) .
__________
(1) في الأصل والمطبوع : ذي الطفيتين وهو خطأ ، والتصحيح من نسخ مسلم المطبوعة .
(2) رواه مسلم رقم (1572) في المساقاة ، باب الأمر بقتل الكلاب ، وأبو داود رقم (2846) في الصيد ، باب ما جاء في اتخاذ الكلب للصيد وغيره .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/333) قال : حدثنا روح. ومسلم (5/36) قال : حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خلف ، قال : حدثنا روح. (ح) وحدثني إسحاق بن منصور ، قال : أخبرنا روح بن عبادة. وأبو داود (2846) قال : حدثنا يحيى بن خلف ، قال : حدثنا أبو عاصم.
كلاهما - روح ، وأبو عاصم - عن ابن جريج ، قال : أخبرني أبو الزبير ، فذكره.

7763 - () أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «أمَرَ يوماً بقتل الكلاب ، حتى إن المرأة لتأتي من باديتها بالكلب فنقتله ، وحتى إنّا لنقتل كلب الحائط الصغير ، وندع كلب الحائط الكبير ، قال : وسمعته يقول : ما من أهل بيت يَرْتَبِطُون كلباً إلا نَقَصَ كل يوم من عملهم قيراط ، إلا كلبَ صيد ، أو حرث ، أو كلب غنم» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
من زيادات رزين.

النمل
7764 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن قتل أربع من الدواب : النملة ، والنحلة ، والهدهد ، والصُّرد» أخرجه أبو داود (1) . -[241]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(النمل والهدهد) قال الخطابي : أما نهيه عن قتل النمل : فإنما أراد نوعاً منه خاصاً ، وهو الكبار ذوات الأرجل ، لأنها قليلة الأذى والضرر ، وأما النحل : فلما فيها من المنفعة ، وأما الهدهد والصرد : فإنما نهي عن قتلهما لتحريم لحمهما ، وذلك : أن الحيوان إذا نهي عن قتله ، ولم يكن ذلك لحرمته ولا لضرر فيه : كان ذلك لتحريم لحمه ، ألا ترى أن النبي - صلى الله عليه وسلم- نهى عن ذبح الحيوان إلا لمأكلة ، وقيل : إن الهدهد منتن اللحم ، فيلتحق بالجلالة ، وأما الصرد : فإن العرب تتشائم وتتطير بصورته وشخصه ، ويقال : إنما كرهوا من اسمه معنى التصريد ، وهو الشرب دون الرَّيّ ، والعطاء القليل .
__________
(1) رقم (5267) في الأدب ، باب في قتل الذر ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (3067) ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/332) (3067) . وعبد بن حميد (651) . والدارمي (2005) قال : أخبرنا محمد بن يحيى. وأبو داود (5267) قال : حدثنا أحمد بن حنبل. وابن ماجة (3224) قال : حدثنا محمد بن يحيى.
ثلاثتهم - أحمد ، وعبد ، ومحمد بن يحيى - عن عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، فذكره.
* أخرجه أحمد (1/347) (3242) قال : حدثنا يحيى ، عن ابن جريج ، قال : حدثت عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، فذكره. وقال : يحيى ، ورأيت في كتاب سفيان : عن ابن جريج ، عن ابن أبي لبيد ، عن الزهري.

الكتاب الخامس : في القصاص ، وفيه أربعة فصول
الفصل الأول : في النفس ، وفيه اثنا عشر فرعاً
الفرع الأول : في العمد
7765 - (د ت) أبو شريح [الخزاعي]- رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَنْ أُصِيبَ بِقَتْل أو خَبْل ، فإنه يختار إحدى ثلاث : إما أن يَقْتَص ، وإما أن يَعْفُوَ ، وإما أن يأخذَ الدِّيةَ ، فإِن أراد الرابعة ، فخذوا على يديه ، ومن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم» .
وفي رواية قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «ألا إنَّكم - مَعْشَرَ خُزاعةَ - قتلتم هذا القتيلَ من هُذيل ، وإِني عاقله ، فمن قُتِلَ له بعدَ مقالتي هذه قَتيل ، -[243]- فأهْلُهُ بين خِيرتين ، بين أن يأخذوا العَقْلَ ، وبين أن يقتلوا» أخرج الثانية أبو داود ، والأولى ذكرها رزين (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خبل) الخَبْل - بسكون الباء - الفساد في الأصل ، والمراد به في الحديث : قطع الأعضاء ، كاليد والرجل ونحو ذلك ، يقال : لنا في بني فلان دماء وخبول : يريد بالخبول : قطع الأيدي والأرجل ونحو ذلك .
(عاقلة) العقل : الدية ، والعاقلة : الجماعة من أولياء القاتل الذين يتحملون عنه الدية ، وأصل العقل : أن أولياء القاتل يعقلون الإبل في فناء أولياء المقتول ليسلموها إليهم ، ثم نقل فَسُمِّي به الدية ، سواء كانت إبلاً أو ذهباً ، أو غير ذلك .
__________
(1) بل قد روى أبو داود كلا الروايتين ، الأولى رواها رقم (4496) في الديات ، باب الإمام يأمر بالعفو ، والثانية رقم (4504) في الديات ، باب ولي العهد يرضى بالدية ، وروى الرواية الثانية أيضاً الترمذي رقم (1406) في الديات ، باب ما جاء في حكم ولي القتيل والقصاص والعفو ، وروى الأولى الدارمي 2 / 188 في الديات ، باب الدية في قتل العمد ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/31) قال : حدثنا محمد بن سلمة الحراني. (ح) ويزيد بن هارون. والدارمي (2356) قال : أخبرنا يزيد بن هارون. وأبو داود قال : حدثنا موسى بن إسماعيل، قال : حدثنا حماد. وابن ماجه (2623) قال : حدثنا عثمان وأبو بكر ابنا أبي شيبة ،قالا : حدثنا أبو خالد الأحمر. (ح) وحدثنا أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة. قالا : حدثنا جرير، وعبد الرحيم بن سليمان.
ستتهم - محمد بن سلمة ، ويزيد ، وحماد بن سلمة ، وأبو خالد الأحمر ، وجرير ، وعبد الرحيم بن سليمان - عن محمد بن إسحاق ، عن الحارث بن فضيل ، عن سفيان بن أبي العوجاء ، فذكره.
في رواية ابن ماجة : عن الحارث بن فضيل ، أظنه عن ابن أبي العوجاء ، واسمه سفيان.

7766 - (خ م د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لما فُتِحَتْ مكة - قام فقال : «مَنْ قُتِل له قتيل ، فهو بخَيْرِ النَّظَرَيْن : إما أن يُودَى ، وإِما أن يُقادَ ، فقام رَجُلٌ من أهل اليمن ، يقال له : أبو شاه ، فقال : يا رسولَ الله ، اكتُبْ لي ، قال العباس : اكتبوا لي ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : اكتبوا لأبي شاه» أخرجه أبو داود . -[244]-
وفي رواية الترمذي «لما فتح الله على رسوله مكة ، قام في الناس ، فحمِد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : مَنْ قُتِلَ له قتيل ، فهو بخير النظرين : إما أن يعفوَ ، وإما أن يقتُلَ» .
وفي رواية النسائي : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «من قُتِلَ له قتيل ، فهو بخير النظرين : إما أن يقادَ ، وإما أن يُفْدَى» (1) .
وقد أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود بأطول من هذا ، وقد ذُكر في «غَزوة الفتح» من «كتاب الغزوات» في حرف الغين (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يُودَى) وَدَيْتُ القتيل : إذا أعطيتَ ديته .
(يقاد) القود : قتل القاتل ، أقدت فلاناً من فلان : مكَّنته من قتله .
(يُفدَى) أراد بالفدية هاهنا : الدية .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4505) في الديات ، باب ولي العهد يرضى بالدية ، والترمذي رقم (1405) في الديات ، باب ما جاء في حكم ولي القتيل والقصاص والعفو ، والنسائي 8 / 38 في القسامة ، باب هل يؤخذ من قاتل العمد الدية إذا عفا ولي المقتول عن القود ، وهو حديث صحيح .
(2) تقدم في كتاب الغزوات ج 8 حديث رقم (6153) فليراجع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/238) قال : حدثنا الوليد. قال : حدثنا الأوزاعي. (ح) وأبو داود. قال : حدثنا حرب. والدارمي (2603) قال : أخبرنا معاذ بن هانئ من أهل البصرة. قال : حدثنا حرب ابن شداد. والبخاري (1/38 و9/6) قال : حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين. قال : حدثنا شيبان. وفي (3/164) قال : حدثنا يحيى بن موسى. قال : حدثنا الوليد بن مسلم. قال : حدثنا الأوزاعي. ومسلم (4/110و 111) قال : حدثني زهير بن حرب وعبيد الله بن سعيد. جميعا عن الوليد. قال زهير : حدثنا الوليد بن مسلم. قال : حدثنا الأوزاعي. (ح) وحدثني إسحاق بن منصور. قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى ، عن شيبان. وأبو داود (2017) قال : حدثنا أحمد بن حنبل. قال : حدثنا الوليد بن مسلم. قال : حدثنا الأوزاعي. (ح) وقال أبو داود : وزاد فيه ابن المصفى ، عن الوليد ، عن الأوزاعي. وفي (3649) قال : حدثنا مؤمل. قال : حدثنا الوليد. (ح) وحدثنا العباس بن الوليد بن مزيد. قال : أخبرني أبي ، عن الأوزاعي. وفي (4505) قال : حدثنا عباس بن الوليد قال : أخبرني أبي ، قال : حدثنا الأوزاعي. (ح) وحدثنا أحمد بن إبراهيم. قال : حدثني أبو داود. قال : حدثنا حرب بن شداد. وابن ماجة (2624) قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. قال : حدثنا الوليد. قال : حدثنا الأوزاعي. والترمذي (1405 و 2667) قال : حدثنا يحيى بن موسى ومحمود بن غيلان. قالا : حدثنا الوليد بن مسلم. قال : حدثنا الأوزاعي. والنسائي (8/38) قال : أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن أشعث. قال : حدثنا أبو مسهر. قال : حدثنا إسماعيل وهو ابن عبد الله بن سماعة. قال : أنبأنا الأوزاعي. (ح) وأخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد. قال : أخبرني أبي قال : حدثنا الأوزاعي.
ثلاثتهم - عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ، وحرب بن شداد ، وشيبان بن عبد الرحمن - عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، فذكره.
* أخرجه النسائي (8/38) قال : أخبرنا إبراهيم بن محمد. قال أنبأنا ابن عائذ. قال : حدثنا يحيى ، هو ابن حمزة. قال : حدثنا الأوزاعي. قال : حدثنا يحيى بن أبي كثير. قال : حدثني أبو سلمة ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : من قتل له قتيل... مرسل.

7767 - (خ س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : «كان في بني إسرائيل قِصاص ، ولم يكن فيهم دِية ، فقال الله تعالى لهذه الأمة : {كُتِبَ عليكم القِصاص في القتلَى الْحُرّ بالحرّ والعبدُ بالعبد والأُنثى بالأُنثى -[245]- فمن عُفي لَه من أخيه شيء فاتِّباع بالمعروف وأداءٌ إليه بإِحسان} [البقرة : 178] فالعفو : أن يقبل الدية في العمد «واتِّباع بالمعروف» ، قال : يتَّبع هذا بالمعروف ، «وأداءٌ إليه بإحسان» يؤدِّي هذا بإحسان {ذَلِكَ تَخفيف مِن ربكم ورحمة} مما كتب على من كان قبلكم ، إِنما هو القِصاص وليس الدية» أخرجه البخاري والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 8 / 133 في تفسير سورة البقرة ، باب قوله تعالى : {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى} ، وفي الديات ، باب من قتل له قتيل فهو بخير النظرين ، والنسائي 8 / 37 في القسامة ، باب تأويل قوله عز وجل : {فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان} .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (4498) حدثنا الحميدي ، حدثنا سفيان ، حدثنا عمر ، وقال: سمعت مجاهدا ، قال : سمعت ابن عباس ، فذكره.
وأخرجه النسائي (8/36) قال الحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع - عن سفيان ، عن عمرو ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، فذكره.

7768 - () عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «مَنْ قَتَلَ رجلاً مؤمناً عمداً ، فهو قَوَد به ، ومن حال دونه ، فعليه لعنةُ الله وغضبُه ، ولا يقبل الله منه صَرفاً ، ولا عَدْلاً» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وهو بمعنى حديث ابن عباس الذي رواه أبو داود رقم (4539) و (4540) و (4591) في الديات ، باب فيمن قتل في عميا بين قوم ، والنسائي 8 / 40 في القسامة ، باب من قتل بحجر أو سوط ، وإسناده حسن ، وسيأتي رقم (7170) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه رزين ، وهو بمعنى حديث ابن عباس الذي رواه أبو داود رقم (4539 و4540 و4591) في الديات ، باب فيمن قتل في عميا بين قوم. والنسائي (8/40) في القسامة ، باب قيمن قتل بحجر أو سوط.

7769 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا أُعفي من قتلَ بعد أخذ الدية» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا أُعفي من قتل بعد أخذ الدية) هذا دعاء عليه ، أي : لا كثر ماله ولا استغنى .
__________
(1) رقم (4507) في الديات ، باب من يقتل بعد أخذ الدية ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/363) قال : حدثنا عفان. وأبو داود (4507) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل.
كلاهما - عفان ، وموسى - قالا : حدثنا حماد بن سلمة ، قال : أخبرنا مطر الوراق ، قال : وأحسبه عن الحسن ، فذكره.
قلت : مطر الوراق، ضعيف قال عبد الله: سألت أبي عن مطر الوراق فقال: كان يحيى بن سعيد يشبه مطر الوراق بابن أبي ليلى في سوء الحفظ وابن أبي ليلى مضطرب الحديث ، وقال النسائي : مطر ليس بالقوي ، وذكر الحديث ابن عدي في الكامل (3/396) : قال : كتب إلى محمد بن الحسن ، ثنا عمرو بن علي قال : سألت يحيى عن حديث مطر ، عن الحسن أن رسول الله قال : «لا أعافي أحدا قتل بعد أخذ الدية» ، فقال: حدثنا موسى بن سيار قال : ثنا الحسن أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «لا أعافي أحدا قتل بعد عفوه وأخذ الدية» .
فقلت : أريد حديث مطر فحدثني به بعد شدة.

الفرع الثاني : في الخطأ وعمد الخطأ
7770 - (د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وفي رواية : قال طاوس : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «من قُتِلَ في عِمِّيَّا في رمي (1) يكون بينهم بالحجارة - أو قال : بالسياط - أو ضُرِبَ بعصاً فهو خطأ ، وعَقْلُه عَقْلُ الخطأ ، ومن قُتِلَ عَمداً فهو قَود ، ومن حال دونه ، فعليه لعنةُ الله وغضبُه ، لا يقبل منه صرف ولا عدل» . أخرجه أبو داود والنسائي (2) .
__________
(1) في بعض النسخ : في رميا .
(2) رواه أبو داود رقم (4539) و (4540) و (4591) في الديات ، باب فيمن قتل في عميا بين قوم ، والنسائي 8 / 40 في القسامة ، باب من قتل بحجر أو سوط ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4540) قال : حدثنا محمد بن أبي غالب ، قال : حدثنا سعيد بن سليمان. وفي (4591) قال : حدثت عن سعيد بن سليمان. وابن ماجة (2635) قال : حدثنا محمد بن معمر ، قال: حدثنا محمد بن كثير. والنسائي (8/39) قال : أخبرنا هلال بن العلاء بن هلال ، قال : حدثنا سعيد بن سليمان. وفي (8/40) قال : أخبرنا محمد بن معمر ، قال : حدثنا محمد بن كثير.
كلاهما - سعيد بن سليمان ، ومحمد بن كثير - عن سليمان بن كثير ، عن عمرو بن دينار ، عن طاووس ، فذكره.
* أخرجه أبو داود (4539) قال : حدثنا محمد بن عبيد ، قال : حدثنا حماد. (ح) وحدثنا ابن السرح ، قال : حدثنا سفيان.
كلاهما - حماد ، وسفيان - عن عمرو ، عن طاووس ، قال : من قتل ، وقال ابن عبيد : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : من قتل ، فذكره. (أرسله محمد بن عبيد ، وجعله ابن السرح من قول طاووس) .

7771 - (م د س) وائل بن حُجر - رضي الله عنه - قال : «إني لقاعد مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، إذ جاء رجل يقود آخرَ بِنِسعَة ، فقال : يا رسولَ الله ، هذا قتلَ أخي ، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أقتلتَه ؟ - فقال (1) : إنه لو لم يعترف أقمتُ عليه البينة - قال : نعم قتلته ، قال : كيف قتلته ؟ قال : كنت أنا وهو نختبط من شجرة ، فسَبَّني فأغضبني ، فضربته بالفأس على قَرْنه فقتلته ، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : هل لك من شيء تؤدِّيه عن نفسك ؟ قال : -[247]- مالي من مال إلا كسائي وفأسي ، قال : أتُرى قومَك يشرونك ؟ قال : أنا أهون على قومي من ذلك ، فرمى إليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بِنِسعَته ، وقال : دونكَ صَاحبك ، فانطلَقَ به الرجل ، فلما ولّى قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إن قَتَلهُ فهو مِثلُهُ ، فرجع إليه ، فقال : بلغني أنك قلتَ : إن قتله فهو مثله ، وما أخذتُه إلا بأمرك ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أمَا ترِيدُ أن يَبُوءَ بإثمه وإثم صاحِبِكَ ؟ قال : بَلَى يا نَبيَّ الله ، فإن ذاك كذلك ؟ قال : فرمَى بنِسْعَتِهِ ، وخَلَّى سبيله» . أخرجه مسلم .
وفي رواية لأَبي داود قال : «جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- بحَبَشِيّ ، فقال : إن هذا قتل ابن أخي ، قال : كيف قتلته ؟ قال : ضربتُ رأسه بالفأس ولم أُرِدْ قتلَه ، قال : هل لك مال تؤدِّي دِيَتَهُ ؟ قال : لا ، قال : أرأيتَ إِن أرسلتُكَ تسألُ الناس تجمع ديته ؟ قال : لا ، قال : فَموَاليك يُعطُونكَ ديته ؟ قال : لا ، قال للرجل : خذه ، فخرج به ليقتلَه ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أما إنه إن قتله كان مثلَه ، فبلغ به الرجلُ حيث سمع قولَه ، فقال : هو ذا ، فَمُر به ما شئتَ ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أرْسِلْهُ - وقال مرة : دَعْهُ - يبوء بإثم صاحبه وإثمه ، فيكون من أصحاب النار ، قال : فأرسله» .
وفي أخرى له قال : «كنتُ عند النبي - صلى الله عليه وسلم- ، إِذ جيء برَجُل قاتل في عنقه النِّسْعَةُ ، قال : فدعا وليَّ المقتول ، فقال : أتعفو ؟ قال : لا ، قال : أفتأخذ الدية ؟ قال : لا ، قال : أفتقتل ؟ قال : نعم ، قال : اذهَبْ به ، [فلما -[248]- ولَّى قال : أتعفو ؟ قال : لا ، قال : أفتأخذ الدية ؟ قال : لا ، قال : أفتقتل ؟ قال : نعم ، قال : اذهب] ، فلما كان في الرابعة ، قال : أمَا إنك إن عَفَوْتَ عنه يبوء بإثمه وإثم صاحبه ؟ قال : فعفا عنه ، فأنا رأيتُهُ يَجُرُّ النِّسْعَةَ» وأخرجه النسائي مثل الأولى (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(النِّسعَة) : سير يضفر على شبه الأعِنَّة ، تشد به الرحال ، ويجمع على النسوع والأنساع .
(نختبط) الاختباط : ضرب الشجر بالعصا ليتناثر ورقه .
(إن قتله فهو مثله) يحتمل وجهين : أحدهما : أنه لم ير لصاحب الدم أن يقتله ، لأنه ادعى أنَّ قتله كان خطأً أو شبه العمد ، فأورث ذلك شبهة في وجوب القتل ونفي القود ، والوجه الآخر : أن يكون معناه : أنه إذا قتله كان مِثله في حكم البواء ، فصارا متساويين ، لا فضل للمقتص إذا استوفى حقه من المقتص منه .
__________
(1) هذا قول القائد الذي هو ولي القتيل ، أدخله الراوي بين سؤال النبي صلى الله عليه وسلم وبين جواب القاتل ، يريد أنه لا مجال له في الإنكار .
(2) رواه مسلم رقم (1680) في القسامة ، باب صحة الإقرار بالقتل وتمكين ولي القتيل من القصاص واستحباب طلب العفو منه ، أبو داود رقم (4499) و (4500) و (4501) في الديات ، باب الإمام يأمر بالعفو في الدم ، والنسائي 8 / 13 - 18 في القسامة ، باب القود .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الدارمي (2364) قال : أخبرنا أحمد بن عبد الهمداني. قال : حدثنا أبو أسامة ، عن عوف ، عن حمزة أبي عمرو. ومسلم (5/109) قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري : قال : حدثنا أبي قال : حدثنا أبو يونس ، عن سماك بن حرب. (ح) وحدثني محمد بن حاتم. قال : حدثنا سعيد بن سليمان. قال : حدثنا هشيم. قال : أخبرنا إسماعيل بن سالم. وأبو داود (4499) قال : حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة الجشمي. قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن عوف. قال : حدثنا حمزة أبو عمر العائذي. وفي (4500) قال : حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة. قال : حدثنا يحيى بن سعيد. قال : حدثني جامع بن مطر. وفي (4501) قال : حدثنا محمد بن عوف الطائي. قال : حدثنا عبد المقدوس بن الحجاج. قال : حدثنا يزيد بن عطاء الواسطي ، عن سماك. والنسائي (8/14 و 244) قال : أخبرنا محمد بن بشار. قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن عوف بن أبي جميلة. قال : حدثني حمزة أبو عمر العائذي. وفي (8/15) قال : أخبرنا محمد بن بشار. قال : حدثنا يحيى. قال : حدثنا جامع بن مطر الحبطي. (ح) وأخبرنا عمرو بن منصور. قال : حدثنا حفص بن عمر ، وهو الحوضي. قال : حدثنا جامع بن مطر. (ح) وأخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال : حدثنا خالد. قال : حدثنا حاتم ، عن سماك. وفي (8/16) قال : أخبرنا زكريا بن يحيى. قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ. قال : حدثنا أبي. قال : حدثنا أبو يونس ، عن سماك بن حرب. وفي (8/17) قال : أخبرنا محمد بن معمر. قال : حدثنا يحيى بن حماد ، عن أبي عوانة عن إسماعيل بن سالم.
أربعتهم - حمزة أبو عمرو ، وسماك، عن إسماعيل بن سالم ، وجامع بن مطر - عن علقمة بن وائل ، فذكره.
* وأخرجه النسائي (8/13) قال : أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم. قال : حدثنا إسحاق ، عن عوف الأعرابي ، عن علقمة بن وائل الحضرمي ، فذكره. ليس بين عوف وعلقمة أحد.

7772 - (د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : «قُتِلَ رجل -[249]- على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فَرُفِعَ ذلك إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، فَدَفَعَهُ إلى وَلِيِّ المقتول ، فقال القاتل : يا رسولَ الله ، ما أردتُ قَتْلَهُ ، قال : فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- للوليِّ : أما إِنه إِن كان صادقاً ثم قَتَلْتَهُ دخلتَ النار ، قال : فخلَّى سبيله ، قال : وكان مكتوفاً بِنسْعَة ، فخرج يَجُرُّ نِسْعَتَهُ ، فسُمِّيَ ذا النسعة» أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه والترمذي رقم (1407) في الديات ، باب ما جاء في حكم ولي القتيل في القصاص والعفو ، وأبو داود رقم (4498) في الديات ، باب الإمام يأمر بالعفو في الدم ، والنسائي 8 / 13 في القسامة ، باب القود ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4498) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة. وابن ماجة (2690) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد. والترمذي (1407) قال : حدثنا أبو كريب. والنسائي (8/13) قال : أخبرنا محمد بن العلاء وأحمد بن حرب.
خمستهم - عثمان ، وأبو بكر ، وعلي بن محمد ، ومحمد بن العلاء أبو كريب ، وأحمد بن حرب - عن أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، فذكره.
قلت : الأعمش مدلس وقد عنعن ، وقد نص بعض الأئمة على أنه لم يسمع من أبي صالح ، وهو مولى أم هانئ قال ابن أبي حاتم في المراسيل: قال أحمد بن حنبل: لم يسمع من شمر بن عطية قال :وقال أبي: لم يسمع من أبي صالح مولى أم هانئ.

الفرع الثالث : في الولد والوالد
7773 - (ت) سراقة بن مالك - رضي الله عنه - قال : «حَضَرْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يُقيدُ الأبَ من ابنه ، ولا يُقِيدُ الابنَ من أبيه» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1399) في الديات ، باب ما جاء في الرجل يقتل ابنه يقاد منه أم لا ، وإسناده ضعيف ، ولكن له شاهد عند البيهقي 8 / 38 من حديث محمد بن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، وإسناده حسن ، وقال الترمذي : والعمل على ذلك عند أهل العلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1399) قال : حدثنا علي بن حجر ، قال : حدثنا إسماعيل بن عياش ، قال : حدثنا المثنى بن الصباح ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، فذكره.
قلت : المثنى بن صباح نزيل مكة ضعيف اختلط بآخره ، إسماعيل بن عباس فخلط في غير أهله أي في غير الشام ، قال محمد بن عثمان بن أبي شيبة عنه ثقة فيما روى عن الشاميين ، وأما روايته عن أهل الحجاز فإن كتابه ضاع مخلط في حفظه عنهم.

7774 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «لا تُقَامُ الحدود في المساجد ، ولا يُقتَل الوالد بالولد» أخرجه الترمذي (1) . -[250]-
وفي رواية رزين «ولا يقتل بالولد الوالد» .
__________
(1) رقم (1401) في الديات ، باب ما جاء في الرجل يقتل ابنه يقاد منه أم لا ، وإسناده ضعيف ، ولكن يشهد له حديث البيهقي كما في الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الدارمي (2362) قال :أخبرنا جعفر بن عون. وابن ماجة (2599) قال : حدثنا سويد بن سعيد ، قال : حدثنا علي بن مسهر (ح) وحدثنا الحسن بن عرفة ، قال : حدثنا أبو حفص الأبار. وفي (2661) قال : حدثنا سويد بن سعيد ، قال : حدثنا علي بن مسهر. والترمذي (1401) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا ابن أبي عدي.
أربعتهم - جعفر بن عون ، وعلي بن مسهر ، وأبو حفص الأبار ، وابن أبي عدي - عن إسماعيل بن مسلم، عن عمرو بن دينار ، عن طاووس ، فذكره.
رواية ابن ماجة (2599) مختصرة على : «لا تقام الحدود في المساجد» .
ورواية ابن ماجة (2661) مختصرة على : «لا يقتل بالولد الوالد» .
قلت : في إسناده إسماعيل بن مسلم قال عبد الله عن أبيه :أسند عن عمرو بن دينار أحاديث مناكير ليس أراه بشيء.

7775 - (ت) عمر - رضي الله عنه - قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «لا يُقاد الوالد بالولد» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1400) في الديات ، باب ما جاء في الرجل يقتل ابنه يقاد منه أم لا ، وإسناده ضعيف ، ولكن يشهد له الأحاديث التي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أحمد (1/22) (147) قال : حدثنا أبو سعيد ، قال : حدثنا عبد الله بن لهيعة. وفي (148) قال : حدثنا حسن ، قال : حدثنا ابن لهيعة. وفي (1/49) (346) قال : حدثنا أبو المنذر أسد بن عمرو ، أراه عن حجاج. وعبد بن حميد (41) قال : حدثني ابن أبي شيبة ، قال : حدثنا أبو خالد الأحمر ، عن حجاج. وابن ماجة (2662) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا أبو خالد الأحمر ، عن حجاج. والترمذي (1400) قال : حدثنا أبو سعيد الأشج ، قال : حدثنا أبو خالد الأحمر ، عن الحجاج بن أرطاة.
كلاهما - ابن لهيعة ،وحجاج - عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، فذكره.

7776 - (د س) أبو رمثة - رضي الله عنه - قال : «انطلقت مع أبي نحو النبي - صلى الله عليه وسلم- ، ثم إِن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لأبي : ابنُك هذا ؟ قال : ابني (1) ورب الكعبة ، قال : حقاً ؟ قال : أشهد به ، قال : فتبسَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ضاحكاً من حلف أبي ، ومن ثَبْت شَبَهي في أبي ، ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أما إنه لا يجني عليك ، ولا تجني عليه ، وقرأ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- {وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أخرى}» أخرجه أبو داود .
وفي رواية النسائي قال : «أتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- مع أبي ، فقال : من هذا معك ؟ فقال : ابني ، أشهد به ، قال : أما إِنك لا تجني عليه ، ولا يجني عليك» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا يجني عليك) يعني أن الإنسان لا يؤاخذ بجناية غيره ، إنما يؤاخذ بجناية نفسه .
__________
(1) في نسخ أبي داود المطبوعة : إي .
(2) رواه أبو داود رقم (4495) في الديات ، باب لا يؤخذ أحد بجريرة أخيه أو أبيه ، والنسائي 8 / 53 في القسامة ، باب هل يؤخذ أحد بجريرة غيره ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (866) قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا عبد الملك بن سعيد بن أبجر. وأحمد (2/226) و (4/163) قال : حدثنا وكيع. قال : حدثنا سفيان. وفي (2/226) قال : حدثنا أبو نعيم. قال : حدثنا سفيان. وفي (2/226) قال : حدثنا هشام بن عبد الملك وعفان. قالا : حدثنا عبيد الله بن إياد. وفي (4/163) قال : حدثنا هشيم. قال : أخبرنا عبد الملك بن عمير. وفي (4/163) قال : حدثنا سفيان بن عيينة. قال : حدثني عبد الملك بن أبجر. وفي (4/163) قال : حدثنا وكيع ، عن علي بن صالح. والدارمي (2393) قال : أخبرنا يونس بن محمد. قال : حدثنا جرير ، يعني ابن حازم. قال:سمعت عبد الملك بن عمير.
وفي (2394) قال : أخبرنا أبو الوليد. قال : حدثنا عبيد الله بن إياد. وأبو داود (4065 و4206 و4495) قال : حدثنا أحمد بن يونس. قال : حدثنا عبيد الله ، يعني ابن إياد. وفي (4207) قال : حدثنا محمد بن العلاء. قال : حدثنا ابن إدريس. قال : سمعت ابن أبجر. وفي (4208) قال : حدثنا ابن بشار. قال : حدثنا عبد الرحمن. قال : حدثنا سفيان. والترمذي (2812) وفي الشمائل (65) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال : حدثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط. وفي الشمائل (43) قال : حدثنا علي بن حجر. قال : أخبرنا شعيب بن صفوان ، عن عبد الملك بن عمير. وفي (45) قال : حدثنا أحمد بن منيع. قال : أخبرنا هشيم. قال : أخبرنا عبد الملك بن عمير. وعبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (2/226) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا حسين بن علي ، عن ابن أبجر. وفي (2/227) قال : حدثني سعيد بن أبي الربيع السمان. قال : حدثنا أبو عوانة ، عن عبد الملك بن عمير. وحدثني أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا محمد بن بشر ، عن علي بن صالح. وفي (2/227) قال : حدثني عمرو بن محمد بن بكير الناقد. قال : حدثنا هشيم غير مرة. قال: أخبرني عبد الملك بن عمير. وفي (2/227 و 4/163) قال : حدثنا محمد بن بكار. قال : حدثنا قيس بن الربيع الأسدي. وفي (2/227) قال : حدثني جعفر بن حميد الكوفي.
قال : حدثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط. وفي (2/228) قال : حدثني أبي وأبو خيثمة زهير بن حرب. قالا : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال : حدثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط. وفي (2/228) قال : عبد الله بن أحمد : حدثني شيبان بن أبي شيبة. قال : حدثنا جرير ، يعني ابن حازم. قال : حدثنا عبد الملك بن عمير. وفي (4/163) قال : حدثنا العباس الدوري. قال : حدثنا عمر بن حفص بن غياث. قال : حدثنا أبي ، عن الشيباني. والنسائي (3/185) قال : أخبرنا محمد بن بشار. قال : حدثنا عبد الرحمن قال : حدثنا عبيد الله بن إياد. وفي (8/53) قال : أخبرني هارون بن عبد الله. قال : حدثنا سفيان. قال : حدثني عبد الملك بن أبجر. وفي (8/140) قال : أخبرنا محمد بن بشار. قال : حدثنا عبد الرحمن ، عن سفيان. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي. قال : حدثنا عبد الرحمن ، عن سفيان. وفي (8/204) قال : أخبرنا العباس بن محمد ، قال : أنبأنا أبو نوح. قال : حدثنا جرير بن حازم ، عن عبد الملك بن عمير.

الفرع الرابع : في الجماعة بالواحد ، والحرّ بالعبد
7777 - (خ ط) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - «أن غُلاماً قُتِلَ غِيلة ، فقال عمر : لو اشترك فيه أهل صنعاءَ لقتلتهم» قال البخاري : وقال مغيرة بن حكيم عن أبيه : «إن أربعة قتلوا صَبيّاً ، فقال عمر مثله...» أخرجه البخاري (1) .
وفي رواية الموطأ عن ابن المسيب : أن عمر بن الخطاب «قتل نَفَراً خمسة ، أو سبعة برجل واحد ، قتلوه قتلَ غِيلة ، وقال عمر : لَوْ تمالأ عليه أهل صنعاءَ لقتلتهم جميعاً» .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(غِيلة) قتل فلان غِيلة، بكسر الغين : إذا قتل خديعة ومكراً من غير أن يعلم أنه يراد به ذلك .
__________
(1) تعليقاً 12 / 200 في الديات ، باب إذا أصاب قوم من رجل هل يعاقب أو يقتص منهم كلهم ، ومالك في الموطأ 2 / 871 في العقول ، باب ما جاء في الغيلة والسحر ، قال الحافظ في " الفتح " : وهذا الأثر موصول إلى عمر بأصح إسناد ، وقد أخرجه ابن أبي شيبة عن عبد الله بن نمير عن يحيى القطان من وجه آخر عن نافع ولفظه : أن عمر قتل سبعة من أهل صنعاء برجل ... إلخ ثم ذكر الحافظ رواية الموطأ التي بعد هذه ، وقال : ورواية نافع أوصل وأوضح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في الديات (21) قال لي ابن بشار : حدثنا يحيى ،عن عبيد الله ، عن نافع، عن ابن عمر. قال الحافظ في الفتح وهذا الأثر موصول إلى عمر بأصح إسناد ، وقد أخرجه ابن أبي شيبة عن عبد الله بن نمير ،عن يحيى القطان -من وجه آخر- عن نافع ولفظه : أن عمر قتل سبعة من أهل صنعاء برجل.. إلخ ، ثم ذكر الحافظ رواية الموطأ التي بعد هذه ، وقال : ورواية نافع أوصل وأوضح.
وأخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (4/248) عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب ، أن عمر ، فذكره.

7778 - (د ت س) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَنْ قتل عبدَه قتلناه ، ومَنْ جَدَعَ عبده جدعناه» . -[252]-أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي .
وزاد النسائي في رواية أخرى «ومن خصَى عبده خصيناه» .
وفي رواية لأبي داود : ثم إن الحسن نَسِيَ هذا الحديث فكان يقول : «لا يُقْتَلُ حُرٌّ بعبد» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مَنْ قتل عَبْدَهُ قتلناه ، ومن جَدَعَ عبده جدعناه) قال الخطابي : قد تأول بعضهم هذا الحديث على أنه إنما جاء في عبدٍ كان يملكه فزال عنه ملكه ، وصار كفؤاً له بالحرية ، فإن قتله كان مقتولاً به ، قال : وقول أبي داود : إن الحسن نسي هذا الحديث ، فكان يقول : «لا يقتل حر بعبد» يحتمل أن الحسن لم ينس الحديث ، ولكن كأنه تأوله على غير معنى الإيجاب ، ورآه نوعاً من الزجر لِيَرْتَدِعُوا ، كما قال - صلى الله عليه وسلم- في شارب الخمر : «إذا شرب فاجلدوه فإن عاد فاجلدوه ، ثم قال في الرابعة ، أو الخامسة : فإن عاد فاقتلوه ، ثم جيء به ، وقد شرب الخمر أربعاً أو خمساً فلم يقتله» وإلا فالمذهب المتفق عليه : أن المولى لا يقاد بعبده ، ولا يُقتص منه ، وإنما الخلاف جاء فيمن قتل عبدَ -[253]- غيره ، فذهب أبو حنيفة إلى أنه يقاد به ، وذهب الشافعي إلى نفي القود ، والجدع : قطع الأنف أو الأذن .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4515) و (4516) و (4517) و (4518) في الديات ، باب من قتل عبده ، أو مثل به أيقاد منه ، والترمذي رقم (1414) في الديات ، باب ما جاء في الرجل يقتل عبده ، والنسائي 8 / 21 في القسامة ، باب القود من السيد للمولى ، ورجاله ثقات ، إلا أن فيه عنعنة الحسن البصري ، وفي سماعه من سمرة خلاف ، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (5/10) قال : حدثنا أبو النضر ، قال : حدثنا شعبة. وفي (5/11) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا أبو عوانة. وفي (5/11) أيضا قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. وفي (5/12) قال : حدثنا عبد الوهاب الخفاف ، قال : حدثنا سعيد. وفي (5/12) أيضا قال : حدثنا هشيم ، قال : أنبأنا شعبة ، وغيره. وفي (5/19) قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، وابن جعفر ، قالا: حدثنا سعيد. والدارمي (2363) قال : أخبرنا سعيد بن عامر ، عن سعيد. وأبو داود (4515) قال: حدثنا علي بن الجعد ، قال : حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا حماد. وفي (4516) قال : حدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا معاذ بن هشام ، قال : حدثني أبي. وفي (4517) قال : حدثنا الحسن بن علي ، قال : حدثنا سعيد بن عامر ، عن ابن أبي عروبة. وابن ماجة (2663) قال: حدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا وكيع ، عن سعيد بن أبي عروبة. والترمذي (1414) قال : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا أبو عوانة. والنسائي (8/20) قال : أخبرنا محمود بن غيلان - هو المروزي - قال : حدثنا أبو داود الطيالسي ، قال : حدثنا هشام. وفي (8/21) قال : أخبرنا نصر بن علي ، قال : حدثنا خالد ، قال : حدثنا سعيد. وفي (8/21) قال : أخبرنا قتيبة ، قال : حدثنا أبو عوانة. وفي (8/26) قال: أخبرنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. وفي (8/26) أيضا قال : أخبرنا محمد بن المثنى ، ومحمد بن بشار ، قالا : حدثنا معاذ بن هشام ، قال : حدثني أبي.
خمستهم - شعبة ، وأبو عوانة ، وسعيد بن أبي عروبة ، وحماد ، وهشام - عن قتادة.
2- وأخرجه أحمد (5/18) قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا هشام.
3- وأخرجه أحمد (5/18) قال : حدثنا يزيد بن هارون ، عن أبي أمية ، شيخ له.
ثلاثتهم - قتادة ، وهشام ، وأبو أمية - عن الحسن ، فذكره.
قلت : فيه عنعنة الحسن وهو على إمامته مدلس ، وفي سماع الحسن من سمرة خلاف وإن كان الراجح أنه لم يسمع منه سوى حديث العقيقة.

الفرع الخامس : في المسلم بالكافر
7779 - (خ ت س) أبو جحيفة - رضي الله عنه - قال : قلت لعلي : «يا أمير المؤمنين ، هل عندكم سوداءُ في بيضاءَ ليس في كتاب الله ؟ قال : لا ، والذي فَلَقَ الحبَّة وبَرَأ النَّسَمَةَ ، ما علمتُه ، إلا فهماً يُعطيه الله رَجُلاً في القرآن ، وما في هذه الصحيفة ، قال : قلت : وما في هذه الصحيفة ؟ قال : فيها العقل وفَكاك الأسير ، وأن لا يقتل مؤمن بكافر» أخرجه البخاري والترمذي والنسائي هكذا مختصراً (1) .
وقد أخرج مسلم ، وأبو داود هذا المعنى عن عليٍّ من غير رواية أبي جحيفة وقد ذكرنا ذلك في «كتاب العلم» من «حرف العين» ، وفي «فضل المدينة» ، من «كتاب الفضائل» .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فَلَقَ الحبةَ) فَلْق الحَبَّةِ : شقُّها للإنبات . -[254]-
(وبرأ النسمة) البرء : الخلق ، والنسمة : كل ذي رُوح .
__________
(1) رواه البخاري 12 / 230 في الديات ، باب لا يقتل المسلم بالكافر ، وفي العلم ، باب كتابة العلم ، وفي الجهاد ، باب فكاك الأسير ، والترمذي رقم (1412) في الديات ، باب ما جاء في لا يقتل مسلم بكافر ، والنسائي 8 / 23 في القسامة ، باب سقوط القود من المسلم للكافر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (40) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (1/79) (599) قال : حدثنا سفيان. والدارمي (2361) قال : أخبرنا إسحاق ، قال : أخبرنا جرير. والبخاري (1/38) قال : حدثنا محمد بن سلام ، قال : أخبرنا وكيع ، عن سفيان. وفي (4/84) قال : حدثنا أحمد بن يونس ، قال : حدثنا زهير. وفي (9/13) قال : حدثنا صدقة بن الفضل ، قال : أخبرنا ابن عيينة. وابن ماجة (2658) قال : حدثنا علقمة بن عمرو الدارمي ، قال :حدثنا أبو بكر بن عياش.
والترمذي (1412) قال : حدثنا أحمد بن منيع ، قال : حدثنا هشيم. والنسائي (8/23) قال : أخبرنا محمد بن منصور ، قال : حدثنا سفيان.
خمستهم - سفيان بن عيينة ، وجرير ، وسفيان الثوري ، وزهير ، وأبو بكر بن عياش - عن مطرف بن طريف ، عن عامر الشعبي ، عن أبي جحيفة ، فذكره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قائمة مؤلفات ابن تيمية

قائمة مؤلفات ابن تيمية  ابن تيمية فقيه ومحدث ومفسر وعالم مسلم مجتهد منتسب إلى المذهب الحنبلي . وهو أحد أبرز العلماء المسلمين خلال النصف الث...