معاني

يراعي ان هناك عدم تنبه للفرق بين سبق تنزيل سورة البقرة 2هـ وتراخي تنزيل سورة الطلاق 5هـ**معاني كلمات القران الكريم في كل سورة



فهرس معاني الكلمات001 الفاتحة ►002 البقرة ►003 آل عمران ►004 النساء ►005 المائدة ►006 الأنعام ►007 الأعراف ►008 الأنفال ►009 التوبة ►010 يونس ►011 هود ►012 يوسف ►013 الرعد ►014 إبراهيم ►015 الحجر ►016 النحل ►017 الإسراء ►018 الكهف ►019 مريم ►020 طه ►021 الأنبياء ►022 الحج ►023 المؤمنون ►024 النور ►025 الفرقان ►026 الشعراء ►027 النمل ►028 القصص ►029 العنكبوت ►030 الروم ►031 لقمان ►032 السجدة ►033 الأحزاب ►034 سبأ ►035 فاطر ►036 يس ►037 الصافات ►038 ص ►039 الزمر ►040 غافر ►041 فصلت ►042 الشورى ►043 الزخرف ►044 الدخان ►045 الجاثية ►046 الأحقاف ►047 محمد ►048 الفتح ►049 الحجرات ►050 ق ►051 الذاريات ►052 الطور ►053 النجم ►054 القمر ►055 الرحمن ►056 الواقعة ►057 الحديد ►058 المجادلة ►059 الحشر ►060 الممتحنة ►061 الصف ►062 الجمعة ►063 المنافقون ►064 التغابن ►065 الطلاق ►066 التحريم ►067 الملك ►068 القلم ►069 الحاقة ►070 المعارج ►071 نوح ►072 الجن ►073 المزمل ►074 المدثر ►075 القيامة ►076 الإنسان ►077 المرسلات ►078 النبأ ►079 النازعات ►080 عبس ►081 التكوير ►082 الإنفطار ►083 المطففين ►084 الانشقاق ►085 البروج ►086 الطارق ►087 الأعلى ►088 الغاشية ►089 الفجر ►090 البلد ►091 الشمس ►092 الليل ►093 الضحى ►094 الشرح ►095 التين ►096 العلق ►097 القدر ►098 البينة ►099 الزلزلة ►100 العاديات ►101 القارعة ►102 التكاثر ►103 العصر ►104 الهمزة ►105 الفيل ►106 قريش ►107 الماعون ►108 الكوثر ►109 الكافرون ►110 النصر ►111 المسد ►112 الإخلاص ►113 الفلق ►114 الناس ►

الأربعاء، 21 يوليو 2021

ج32.مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير

 ج32.مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (المتوفى : 606هـ)
تحقيق : عبد القادر الأرنؤوط - التتمة تحقيق بشير عيون
الناشر : مكتبة الحلواني - مطبعة الملاح - مكتبة دار البيان

8786 - (م ت) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال : «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ضَليع الفم ، أَشْكَل العينين ، منهوس العقبين ، ضخم القدمين» -[230]- قيل لِسِمَاك : ما ضليع الفم ؟ قال: عظيم الفم . قيل : ما أشكل العينين ؟ قال : طويل شق العين . قيل : ما منهوس العقب ؟ قال : قليل لحم العقب . أخرجه مسلم .
وفي رواية الترمذي قال : «ضليع الفم ، أشكل العينين ، منهوس العقب» ولم يذكر : ما ضليع الفم ... إِلخ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ضليع الفم) : عظيمه .
(الشُّكلة في العين) : حمرة تكون في البياض ، والشهلة : حمرة في سوادها .
(منهوس القدمين والعقبين) : خفيف لحمهما ، وأصله : أن النَّهْس - بالسين المهملة - أخذ اللحم بأطراف الأسنان - وبالشين المعجمة - أخذه بالأضراس .
__________
(1) رواه مسلم (2339) في الفضائل ، باب صفة فم النبي صلى الله عليه وسلم وعينيه وعقبيه ، والترمذي رقم (3649) في المناقب ، باب رقم (25) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/86 و 88) قال : حدثنا أبو قطن. وفي (5/103) قال : حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (7/84) قال : حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا : حدثنا محمد بن جعفر، والترمذي (3646) قال : حدثنا أحمد بن منيع، قال : حدثنا أبو قطن. وفي (3647) . و «الشمائل» (9) قال : حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال : حدثنا محمد بن جعفر. وعبد الله بن أحمد (5/97) قال : حدثني أبو عمرو العنبري عبيد الله بن معاذ بن معاذ، قال : حدثنا أبي.
ثلاثتهم - أبو قطن، وابن جعفر، ومعاذ -قالوا : حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب، فذكره.

8787 - (م ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قلتُ لأبي الطفيل : «رأيتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ قال : نعم ، كان أبيض مليح الوجه» .
وفي رواية قال : «رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، وما على وجه الأرض اليومَ -[231]- رجلٌ رآه غيري ، قال : قلتُ : فكيف رأيتَه ؟ قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مَلِيحاً مُقَصَّداً» أخرجه مسلم . وفي رواية أبي داود مثله ، وقال : «كان أبيض مليحاً ، إذا مشى كأنه يهوي في صَبُوب» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَهوِي) : ينزل ويتدلَّى ، وتلك مشية القويِّ من الرجال ، يقال : هَوَى الشيءُ يهوي هَوِيّاً - بفتح الهاء - إذا نزل من فوق إلى أسفل ، وهو يهوي هُويّاً - بضم الهاء - إذا صَعِد .
(المقصّد) : الذي ليس بجسيم ولا قصير ، وقيل : هو من الرجال نحو الرَّبْعة .
__________
(1) رواه مسلم (2340) في الفضائل ، باب كان النبي صلى الله عليه وسلم أبيض مليح الوجه ، وأبو داود رقم (4864) في الأدب ، باب في هدي الرجل .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/454) قال : حدثنا يزيد بن هارون. والبخاري في «الأدب المفرد» (790) قال : حدثنا محمد بن سلام، قال : أخبرنا خالد بن عبد الله. (ح) وحدثنا محمد بن سلام، عن يزيد بن هارون. ومسلم (7/84) قال : حدثنا سعيد بن منصور، قال : حدثنا خالد بن عبد الله (ح) وحدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، قال : حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى. وأبو داود (4864) قال : حدثنا حسين بن معاذ بن خليف، قال : حدثنا عبد الأعلى. والترمذي في «الشمائل» (14) قال : حدثنا سفيان بن وكيع، ومحمد بن بشار، قالا : أخبرنا يزيد بن هارون.
ثلاثتهم - يزيد، وخالد، وعبد الأعلى - عن الجريري، فذكره.

8788 - (خ م د ت س) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال : «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أحسنَ الناس وجهاً ، وأحْسَنَه خَلْقاً ، ليس بالطويل البائن ، ولا بالقصير» .
وفي رواية قال : «كان مَرْبُوعاً ، بعيد ما بين المنكبَينِ ، له شعَر يبلغ شَحْمة أُذنيه ، رأيتُه في حُلَّةٍ حمراء ، لم أر شيئاً قطُّ أحسنَ منه» . -[232]-
وفي رواية «ما رأيتُ أحداً أحسنَ في حُلَّةٍ حمراء من النبي - صلى الله عليه وسلم-» .
قال البخاري : وقال بعض أصحابي عن مالك بن إسماعيل : «إِنَّ جُمَّتَهُ لتضرِبُ قريباً من مَنْكِبيه» قال أبو إسحاق : سمعته يحدّثُهُ غير مرة ، ما حَدَّثَ به قطُّ إلا ضَحِك .
وفي أخرى «عظيم الجُمَّةِ ، إِلى شحمة أُذُنيْه» . أخرجه البخاري ومسلم ، وأخرج أبو داود الرواية الثانية .
وله في أخرى قال : «ما رأيت من ذي لِمّة سوداء أحسنَ في حُلّةٍ حمراء من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، قال : ورأيت لِمّتَهُ تضرب قريباً من مَنكِبَيْهِ» .
وله في أخرى قال : «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مَرْبُوعاً ، عريضَ ما بين المنكبين ، كَثَّ اللِّحية ، تعلوه حمرةٌ ، جَُمّته إلى شَحْمة أُذُنَيْه ، لقد رَأَيته في حُلَّةٍ حمراء ما رأيتُ أحسن منه» .
وأخرج الترمذي : «ما رأيتُ أحسن في حلة حمراء من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، وإن جُمَّته لتضرب ما بين منكبيه ، لم يكن بالقصير ولا بالطويل ، بعيد ما بين المنكبين» (1) .
-[233]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اللِّمَّة) : الشعر الذي ألَمّ بالمنكبين ، أي : قاربهما .
(كثّ اللحية) : كثير شعرها .
(الجُمَّة) : الشعر الواصل إلى المنكبين .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 415 و 416 في الأنبياء ، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم ، ومسلم رقم (2337) في الفضائل ، باب في صفة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه كان أحسن الناس وجهاً ، وأبو داود رقم (4183) و (4184) و (4185) و (4186) في الترجل ، باب ما جاء في الشعر ، والترمذي رقم (3639) في المناقب ، باب في صفة النبي صلى الله عليه وسلم ، والنسائي 8 / 183 في الزينة ، باب اتخاذ الجمة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (4/228) قال : حدثنا أحمد بن سعيد أبو عبد الله. ومسلم (7/83) قال : حدثنا أبو كريب.
كلاهما - أحمد، وأبو كريب - قالا : حدثنا إسحاق بن منصور، قال : حدثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، فذكره.

8789 - (خ ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه - سُئل : «أكان وَجْهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مثل السيف ؟ قال : لا ، بل مثل القمر» أخرجه البخاري والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 416 في الأنبياء ، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم ، والترمذي رقم (3640) في المناقب ، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/281) قال : حدثنا أحمد بن عبد الملك. والدارمي (65) . والبخاري (4/228) قالا - البخاري، والدارمي - حدثنا أبو نعيم. والترمذي (3636) . وفي «الشمائل» (11) قال : حدثنا سفيان بن وكيع، قال : حدثنا حميد بن عبد الرحمن.
ثلاثتهم - أحمد بن عبد الملك، وأبو نعيم، وحميد - قالوا : حدثنا زهير عن أبي إسحاق، فذكره.

8790 - (ت) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال : «كان في سَاقَيْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حُمُوشة ، وكان لا يضحك إِلا تَبَسُّماً ، وكنتُ إذا نظرتُ إليه قلتُ : أكحل العينين ، وليس بأكحل - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(رجل أحمش الساقين) : دقيقهما ، وكذلك : حَمْش الساقين .
[[(الكَحَل في العين) : سواد يكون في مغارز الأجفان خِلْقة .]]
__________
(1) رقم (3648) في المناقب ، باب ما جاء في صفة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو حديث حسن ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/105) قال : حدثنا سريج بن النعمان. والترمذي (3645) . وفي «الشمائل» (226) قال : حدثنا أحمد بن منيع. وعبد الله بن أحمد (5/97) قال : حدثني شجاع بن مخلد أبو الفضل..
ثلاثتهم - سريج، وأحمد، وشجاع - قالوا : حدثنا عباد بن العوام، عن الحجاج - وهو ابن أرطأة - عن سماك بن حرب، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.

8791 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «كان -[234]- رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أَزْهَرَ اللون ، كأن عَرَقَهُ اللؤلؤ ، إِذا مشى تَكَفّأ ، وما مَسِسْتُ ديباجة ولا حريرة أليَن من كَفّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، ولا شَمِمْتُ مِسْكَة ولا عَنْبَرَة أطيب من رائحة النبي - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي أخرى قال : «ما شممتُ عنبراً قط ولا مِسْكاً ولا شيئاً أطيب من ريح النبي - صلى الله عليه وسلم- ، ولا مَسِسْتُ قط ديباجة ، ولا حريراً ألْيَنَ مَسَّاً من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه مسلم .
وفي رواية البخاري قال : «ما مَسِسْتُ حريراً ولا ديباجاً ألْيَنَ من كفِّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، ولا شممتُ ريحاً قط ، ولا عَرْفاً أطيبَ من ريح أو عَرْفِ النبي - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي رواية الترمذي قال : «خدمتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عشر سنين ، فما قال لي : أُفّ قَطُّ ، وما قال لشيء صنعتُه : لِمَ صنعته ؟ ولا لشيءٍ تركته : لِمَ تركته ؟ وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من أحسنِ الناس خُلُقاً ، وما مَسِسْتُ خَزّاً قطُّ ولا حريراً ولا شيئاً كان ألْيَنَ من كَفِّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، ولا شممت مِسْكاً قطُّ ولا عنبراً أطيب من عَرَق رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 420 في الأنبياء ، باب صفة النبي صلى الله عليه سلم ، ومسلم رقم (2330) في الفضائل ، باب طيب رائحة النبي صلى الله عليه وسلم ولين مسه ، والترمذي رقم (2016) في البر والصلة ، باب ما جاء في خلق النبي صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/228) قال : حدثنا يونس وحسن بن موسى. وفي (3/270) قال : حدثنا عفان، والدارمي (62) قال : أخبرنا حجاج بن منهال. ومسلم (7/81) قال : حدثني أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي قال : حدثنا حبان.
خمستهم - يونس، وحسن، وعفان، وحجاج، وحبان - قالو : حدثنا حماد بن سلمة، قال : حدثنا ثابت، فذكره.
- وفي رواية أخرى :
أخرى أحمد (3/227) قال : حدثنا يونس. وعبد بن حميد (1363) قال : حدثني سليمان بن حرب. والدارمي (63) قال : أخبرنا أبو النعمان. والبخاري (4/230) قال : حدثنا سليمان بن حرب. ثلاثتهم - يونس، وسليمان، وأبو النعمان - عن حماد بن زيد.
2 - وأخرجه أحمد (3/222) . وعبد بن حميد (1268) . ومسلم (7/81) قال : حدثني زهير بن حرب. ثلاثتهم - أحمد، وعبد، وزهير - قالوا : حدثنا هاشم بن القاسم، قال : حدثنا سليمان بن المغيرة.
كلاهما - حماد، وسليمان - عن ثابت.
- والرواية الثالثة :
أخرجها مسلم (7/81) والترمذي (2015) . وفي «الشمائل» (345) فذكره.
* قال - مسلم، والترمذي - : حدثنا قتيبة بن سعيد، قال : حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي، عن ثابت، فذكره.

النوع الثاني : في صفة شعره
8792 - (خ م د س) قتادة - رحمه الله- قال : «سألتُ أَنَساً - رضي الله عنه - عن شَعَرِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ فقال : شعر بين شَعَرين ، لا رَجِل ولا جَعد قَطِط ، كان بين أذنيه وعاتقه» .
وفي رواية قال : «كان رَجِلاً ، ليس بالسَّبْطِ ولا الجعد ، بين أذنيه وعاتقه» . وفي أخرى قال : «كان يضرب شعره منكبيه» .
وفي أخرى : «إلى أنصاف أذنيه» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي .
وفي رواية أبي داود : «كان شعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إِلى شَحْمة أذنيه» وفي رواية : «إلى أنصاف أذنيه» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 302 في اللباس ، باب الجعد ، وفي الأنبياء ، باب صفة النبي صلى الله عليه سلم ، ومسلم رقم (2338) في الفضائل ، باب صفة شعر النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبو داود رقم (4185) و (4186) في الترجل ، باب ما جاء في الشعر ، و النسائي 8 / 183 في الزينة ، باب اتخاذ الجمة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/135) قال : حدثنا بهز. وفي (3/203) قال : حدثنا يزيد. والبخاري (7/208) قال : حدثنا عمرو بن علي، قال : حدثنا وهب بن جرير.وفي (7/208) أيضا. قال : حدثنا مسلم - هو ابن إبراهيم -. ومسلم (7/83) قال : حدثنا شيبان بن فروخ. وابن ماجة (3634) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا يزيد بن هارون. والترمذي في «الشمائل» (27) قال : حدثنا وهب بن جرير.والنسائي (8/131) قال : أخبرنا محمد بن المثنى، قال : حدثنا وهب بن جرير.
خمستهم - بهز، ويزيد، ووهب، ومسلم، وشيبان - عن جرير، عن حازم، عن قتادة، فذكره.
وفي رواية مسلم بن إبراهيم زيادة : «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- ضخم اليدين لم أر بعده مثله» .

8793 - (ت د) عائشة - رضي الله عنها - قالت : «كنتُ أغتسلُ أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- من إناء ، وكان له شعر فوق الجُمة ودون الوَفْرة» .
وفي رواية أبي داود قال : «كان شعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فوق الوَفْرة ودون الجمة» (1) .
-[236]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الوَفْرة) : الشعر الواصل إلى شحمة الأذن .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4187) في الترجل ، باب ما جاء في الشعر ، والترمذي رقم (1755) في اللباس ، باب ما جاء في الجمة واتخاذ الشعر ، وإسناده حسن ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/108) قال : حدثنا سريج. وفي (6/118) قال : حدثنا سليمان بن داود. وأبو داود (4187) قال : حدثنا ابن نفيل. وابن ماجة (3635) قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم. قال: حدثنا ابن أبي فديك. والترمذي (1755) . وفي «الشمائل» (25) . قال : حدثنا هناد بن السري.
خمستهم - سريج، وسليمان بن داود، وابن نفيل، وابن أبي فديك، وهناد بن السري - عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.
* رواية سليمان بن داود وابن نفيل، وابن أبي فديك، وهناد مختصرة على : «كان شعر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فوق الوفرة ودون الجمة» .إلا أن هناد بن السري زاد في حديثه: «كنت أغتسل أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- من إناء واحد» .

8794 - (د ت) أم هانئ - رضي الله عنها - قالت : «قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مكة ، وله أربع غدائر» أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الغدائر) : الذوائب ، واحدتها : غديرة .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4191) في اللباس ، باب في الرجل يعقص شعره ، والترمذي رقم (1782) في اللباس ، باب رقم (39) ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/341 و 425) قال : حدثنا سفيان. وفي (6/425) قال : حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال : حدثنا إبراهيم بن نافع. وأبو داود (4191) قال : حدثنا النفيلي، قال : حدثنا سفيان. وابن ماجة (3631) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (1781) . وفي «الشمائل» (28) قال : حدثنا ابن أبي عمر، قال : حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (1781م) وفي «الشمائل» (31) قال : حدثنا محمد بن بشار، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال : حدثنا إبراهيم ابن نافع المكي.
كلاهما - سفيان، وإبراهيم - عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ، فذكره.
(*) قال الترمذي : قال محمد - يعني البخاري - : لا أعرف لمجاهد سماعا من أم هانئ.

8795 - (خ م د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : «كان أهل الكتاب يَسْدلون أشعارهم ، وكان المشركون يَفْرقون ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يعجبه موافقة أهل الكتاب فيما لم يُؤْمَر به ، فَسدَل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ناصيته ، ثم فَرَق بعد» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سَدل الشعر) : إرساله .
(يَفْرُقون) مفرق الرأس : وسطه ، وفَرَق الشعر : جعله فرقتين . -[237]-
(الناصية) : شعر مقدَّم الرأس .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 304 و 305 في اللباس ، باب الفرق ، وفي الأنبياء ، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم ، و في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب إتيان اليهود النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة ، وأبو داود رقم (4188) في الترجل ، باب ما جاء في الفرق .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (1/246) (2209) قال : حدثنا إسحاق بن عيسى. وفي (1/246) (2209) و (1/261) (2364) قال : حدثنا يعقوب. والبخاري (7/209) قال : حدثنا أحمد بن يونس. ومسلم (7/82) قال : حدثنا منصور بن أبي مزاحم، ومحمد بن جعفر بن زياد. وأبو داود (4188) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. وابن ماجة (3632) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا يحيى بن آدم. سبعتهم - إسحاق بن عيسى، ويعقوب، وأحمد بن يونس، ومنصور، وابن جعفر، وموسى بن إسماعيل، ويحيى بن آدم - عن إبراهيم بن سعد.
2 - وأخرجه أحمد (1/287) (2605) قال : حدثنا علي بن إسحاق، قال : أخبرنا عبد الله (ح) وعتاب، قال : حدثنا عبد الله. وفي (1/320) (2944) قال : حدثنا عثمان بن عمر. والبخاري (4/230) قال : حدثنا يحيى بن بكير، قال : حدثنا الليث. وفي (5/90) قال : حدثنا عبدان، قال : حدثنا عبد الله. ومسلم (7/83) قال : حدثني أبو الطاهر، قال : أخبرنا ابن وهب. والترمذي في «الشمائل» (30) قال: حدثنا سويد بن نصر، قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك. والنسائي (8/184) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، قال : حدثنا ابن وهب.
أربعتهم - عبد الله بن المبارك، وعثمان بن عمر، وليث، وابن وهب - عن يونس بن زيد.
كلاهما - إبراهيم بن سعد، ويونس بن يزيد - عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره.
والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (6215) عن علي بن شعيب، عن أبي ضمرة أنس بن عياض.
كلاهما - يحيى، وأبو ضمرة - عن محمد بن أبي يحيى، قال : حدثني عكرمة، فذكره.

8796 - (ط) محمد بن شهاب - رحمه الله - قال : «سَدَلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ناصيته ما شاء الله أن يَسْدُل ، ثم فَرَقَ بعد ذلك» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 948 في الشعر ، باب السنة في الشعر مرسلاً ، وهو موصول عن ابن عباس عند البخاري ومسلم وأبي داود كما في الحديث الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» (4/428) (1830) مالك عن زيد بن سعد عن ابن شهاب، فذكره.

8797 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت : «كنتُ إذا أردتُ أن أَفرِق شعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- صَدَعْتُ الفرقَ من يَافوخه ، وأرسلتُ ناصيتَهُ بين عينيه» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اليافوخ) : وسَطُ الرأس .
__________
(1) رقم (4189) في الترجل ، باب ما جاء في الفرق ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/90) قال : حدثنا معاوية بن عمرو قال : حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي (6/275) قال : حدثنا يعقوب، قال : حدثنا أبي. وأبو داود (4189) قال : حدثنا يحيى بن خلف، قال: حدثنا عبد الأعلى.
كلاهما - إبراهيم بن سعد والد يعقوب، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى - عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، فذكره.

8798 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - سُئِلَ عن شَيْبِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ فقال : «ما شَانَهُ الله ببيضاء» .
وفي رواية قال : «يكره أن يَنْتِفَ الرجل الشعرة البيضاء من رأسه ، أو لحيته ، قال : ولم يَخْضِب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، إنما كان البياض في عَنْفَقته ، وفي الصُّدغين ، وفي الرأس نَبْذ» أخرجه مسلم (1) .
-[238]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(في رأسه نَبذ من شيب) : شيء يسير ، هو مفتوح الأول ، ساكن الباء .
__________
(1) رقم (2341) في الفضائل ، باب شيبه صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (7/85) قال : حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، هارون بن عبد الله، جميعا عن أبي داود، قال : حدثنا شعبة عن خليد بن جعفر سمع أبا إياس فذكره.

8799 - (خ م) أبو جحيفة - رضي الله عنه - قال : «رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فرأيتُ بياضاً تحت شَفَته السفلى - العنفقة» .
وفي أخرى : «رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- هذه منه بيضاء - ووضع بعض أصابعه على عنفقته - قيل له : مثل من أنت يومئذ ؟ قال : أَبْرِي النَّبْلَ وأَرِيشُها» أخرجه البخاري ومسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بَرَيْتُ النبل) : إذا نَحَتَّه وأصلحته سهاماً يُرمَى بها .
(رِشْتُ السهم أريشه) : إذا عملت له ريشاً .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 412 في الأنبياء ، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم ، ومسلم رقم (2342) في الفضائل ، باب شيبه صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/308) قال : حدثنا إسماعيل بن عمر، قال : حدثنا يونس. وفي (4/309) قال : حدثنا سليمان بن داود، وأبو كامل. قالا : حدثنا زهير. والبخاري (4/227) قال : حدثنا عبد الله بن رجاء، قال : حدثنا إسرائيل. ومسلم (7/85) قال : حدثنا أحمد بن يونس، قال : حدثنا زهير. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال : أخبرنا أبو خيثمة. وابن ماجة (3628) قال : حدثنا محمد بن المثنى، قال : حدثنا أبو داود، قال : حدثنا زهير.
ثلاثتهم - يونس، وزهير أبو خيثمة، وإسرائيل - عن أبي إسحاق، فذكره.

8800 - (خ م ت) أبو جحيفة - رضي الله عنه - قال : «رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وكان الحسن بن علي يشبهه» .
وزاد البخاري في رواية «وأمر لنا النبي - صلى الله عليه وسلم- بثلاثة عشر قَلُوصاً ، فَقُبِضَ النبي - صلى الله عليه وسلم- قبل أن نقبضها» .
قال الحميدي : وزاد البرقاني - وذكره أبو مسعود الدمشقي - قال : -[239]- «فأبوا أن يعطونا شيئاً ، فأتينا أبا بكر فأعطاناها» .
قال الحميدي : ولم أجد ذلك فيما عندنا من أصل كتاب البخاري ، وعند البخاري فيه : «فقلتُ لأبي جحيفة : صفه لي ، قال : كان أبيض قد شَمِطَ» .
وعند مسلم فيه : «رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أبيض قد شاب» ، وفي رواية الترمذي مثله ، وزاد زيادة قد أوجب ذكرها في «كتاب الوعد» من حرف الواو .
وذكر الحميدي هذا الحديث مفرداً عن الذي قبله ، وهما بمعنى واحد ، فاقتدينا به ، وأفردناهما (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القَلوص) : الشابة من النوق ، وهي بمنزلة الجارية .
(الشمَط) : الشيب يخالطه السواد .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 411 في الأنبياء ، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم ، ومسلم رقم (2343) في الفضائل ، باب شيبه صلى الله عليه وسلم ، والترمذي رقم (3779) في المناقب ، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (890) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (4/307) قال : حدثنا يزيد. والبخاري (4/227) قال : حدثنا أحمد بن يونس. قال : حدثنا زهير. (ح) وحدثني عمرو بن علي، قال: حدثنا ابن فضيل. ومسلم (7/85) قال: حدثنا واصل بن عبد الأعلى، قال : حدثنا محمد بن فضيل. (ح) وحدثنا سعيد بن منصور. قال : حدثنا سفيان وخالد بن عبد الله. (ح) وحدثنا ابن نمير. قال : حدثنا محمد بن بشر. والترمذي (2826) قال : حدثنا واصل بن عبد الأعلى الكوفي. قال : حدثنا محمد بن فضيل. وفي (2827 و 3777) قال : حدثنا محمد بن بشار. قال : حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي في «فضائل الصحابة» (59) قال : أخبرنا عمرو بن علي. قال : حدثنا يحيى.
سبعتهم - سفيان، ويزيد، وزهير، ومحمد بن فضيل، وخالد، ومحمد بن بشر، ويحيى - عن إسماعيل بن أبي خالد، فذكره.
(*) وزاد ابن فضيل في روايته : «قلت لأبي جحيفة : صفه لي. قال : كان أبيض قد شمط، وأمر لنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بثلاث عشرة قلوصا. قال: فقبض النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل أن نقبضها» .

8801 - (خ) جرير بن عثمان - رحمه الله - قال : إنه سأل عبد الله بن بُسْر قال : «أرأيتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان شيخاً ؟ قال : كان في عنفقته شَعَرَات بيض» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 6 / 412 في الأنبياء ، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/187) قال : حدثنا حجاج بن محمد. وفي (4/188) قال : حدثنا أبو المغيرة. وفي (4/188) قال : حدثنا حسن بن موسى. وفي (4/190) قال : حدثنا أبو النضر. وعبد بن حميد (506) قال : أخبرنا يزيد بن هارون. والبخاري (4/227) قال : حدثنا عصام بن خالد.
ستتهم - حجاج، وأبو المغيرة، وحسن، وأبو النضر، ويزيد، وعصام - عن حريز بن عثمان، فذكره.

8802 - (م س) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال : «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قد شمِطَ مُقدَّمُ رأسه ولحيته ، فكان إِذا ادّهن لم يتبيَّن ، فإذا شَعثَ رأسه تَبَيَّنَ ، وكان كثيرَ شعرِ اللحية ، فقال رجلٌ : وجهه مثل السيف ؟ قال : لا ، بل مثل الشمس والقمر ، وكان مستديراً ، قال : ورأيتُ الخاتم عند كَتِفَيْهِ مثل بيضة الحمام ، يُشْبِهُ جسدَه» أخرجه مسلم .
وفي رواية النسائي قال : «سُئل جابر بن سمرة عن شيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ فقال : كان إذا دَهَنَ رأسَهُ لم يُرَ منه ، وإِذا لم يَدْهَن رُئِيَ منه» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
[[(الشعَث) : بُعْدُ العهد بالغسل وتسريح الشعر .]]
__________
(1) رواه مسلم رقم (2344) في الفضائل ، باب شيبه صلى الله عليه وسلم ، والنسائي 8 / 150 في الزينة ، باب الدهن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
* أخرجه أحمد (5/104) قال : حدثنا عبد الرزاق.وفي (5/104) قال : حدثنا أبو النضر. ومسلم (7/86) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا عبيد الله.
ثلاثتهم - عبد الرزاق، وأبو النضر، وعبيد الله - عن إسرائيل، عن سماك، فذكره. «مطولا» .
* وأخرجه أحمد (5/90 و 95) قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة. وفي (5/102 و 107) قال : حدثنا وكيع، قال : حدثنا إسرائيل. ومسلم (7/86) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة. وفي (7/86) قال : حدثنا ابن نمير، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى، قال : أخبرنا حسن بن صالح. والترمذي (3644) . وفي «الشمائل» (17) قال : حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني، قال : حدثنا أيوب بن جابر. وعبد الله بن أحمد (5/98) قال : حدثني يحيى بن عبد الله مولى بني هاشم سنة تسع وعشرين ومئتين، قال : حدثنا شعبة.
أربعتهم - شعبة، وإسرائيل، وحسن، وأيوب - عن سماك بن حرب، فذكره. مختصرا على «الخاتم» .
* وأخرجه أحمد (5/86 و 88) قال : حدثنا سليمان بن داود، قال : أخبرنا شعبة. وفي (5/90 و 95 و 100) قال : حدثنا بهز بن أسد، قال : حدثنا حماد بن سلمة. وفي (5/103) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. عن حماد بن سلمة. وفي (5/104) قال : حدثنا أبو كامل، قال : حدثنا حماد. ومسلم (7/85) . والترمذي في «الشمائل» (39) . والنسائي (8/150) .
ثلاثتهم - مسلم، والترمذي، والنسائي - عن محمد بن المثنى، قال : حدثنا أبو داود سليمان بن داود، قال : حدثنا شعبة. وفي «الشمائل» (44) قال الترمذي : حدثنا أحمد بن منيع، قال : حدثنا سريج بن النعمان، قال : حدثنا حماد بن سلمة.
كلاهما - شعبة، وحماد - عن سماك بن حرب، فذكره مختصرا على أوله.

8803 - (خ) محمد بن سيرين - رحمه الله - قال : «قلتُ لعبيد : عندنا من شعر النبي - صلى الله عليه وسلم- ، أَصبناه من قِبَلِ أنس - أو من قِبَلِ أهل أنس - قال : لأن يكون عندي شعرة منه أحبَّ إليّ من الدنيا وما فيها» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 1 / 238 في الوضوء ، باب الماء الذي يغسل به شعر الإنسان .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (170) قال : حدثنا مالك بن إسماعيل، قال : حدثنا إسرائيل، عن عاصم، عن ابن سيرين، فذكره.

8804 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- والحلاق يحلِقه ، وأطاف به أصحابه ، فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2325) في الفضائل ، باب قرب النبي عليه السلام من الناس .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (3/133) قال : حدثنا سليمان بن حرب.
2 - أخرجه أحمد (3/137) وعبد بن حميد (1273) . ومسلم (7/79) .قال : حدثنا محمد بن رافع. ثلاثتهم - أحمد، وعبد، وابن رافع - قالوا : حدثنا هاشم بن القاسم.
كلاهما - سليمان، هاشم - قالا : حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت، فذكره.

النوع الثالث : خاتم النبوة
8805 - (م) عبد الله بن سَرْجِس - رضي الله عنه - قال : «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وأكلتُ معه خُبْزاً ولحماً - أو قال : ثريداً - فقلت : يا رسول الله ، غفر الله لك ، قال : ولك - قال الراوي عنه ، فقلت : أستغفرَ لك رسول الله ؟ قال : نعم ، ولك ، ثم تلا هذه الآية : {واسْتَغْفِرْ لذنبكَ وللمؤمنين والمؤمناتِ} [محمد :19]- ثم قال : دُرتُ خَلْفه ، فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه ، عند ناغِض كَتِفِه اليُسْرَى جُمْعاً عليه خِيلانٌ ، كأمثال الثآليل» أخرجه مسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ناغضُ الكتف) : طرف العظم العريض الذي في أعلى طرفه .
(الخِيلان) : جمع خال ، وهو الشامة .
(جُمْعاً) قال الحميدي : لعله عنى جُمْع الكَفِّ ، وهو أن يجمعَ الرجلُ أصابعه ويعطفها إلى باطن الكف .
__________
(1) رقم (2346) في الفضائل ، باب إثبات خاتم النبوة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (867) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (5/82) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر. وفي (5/82) قال : حدثنا أبو سعيد، قال : حدثنا ثابت. وفي (5/82) قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة. وفي (5/82) قال : حدثنا هاشم بن القاسم، وأسود بن عامر، قالا : حدثنا شريك. ومسلم (7/86) قال : حدثنا أبو كامل، قال : حدثنا حماد - يعني ابن زيد -. (ح) وحدثني سويد بن سعيد، قال : حدثنا علي بن مسهر (ح) وحدثني حامد بن عمر البكراوي، قال : حدثنا عبد الواحد - يعني ابن زياد -. والترمذي في «الشمائل» (23) قال : حدثنا أحمد بن المقدام أبو الأشعث العجلي. قال : أخبرنا حماد بن زيد. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (295 و 421) قال: أخبرنا محمد بن بشار، عن محمد، قال : حدثنا شعبة. وفي (422) قال : أخبرنا أحمد بن عبدة، عن عبد الواحد بن زياد. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (5321) عن يحيى بن حبيب بن عربي، عن حماد بن زيد.
ثمانيتهم - سفيان، ومعمر، وثابت، وشعبة، وشريك، وحماد، وعلي، وعبد الواحد - عن عاصم الأحول، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة.

8806 - (ت) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال : «كان خاتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الذي بين كتفيه - غُدَّة حمراء مثل بيضة الحمام» . -[242]- أخرجه الترمذي (1) .
وقد تقدَّم في النوع الثاني في حديث جابر بن سمرة أيضاً لمسلم ذِكْر «الخاتم» .
__________
(1) رقم (3647) في المناقب ، باب ما جاء في خاتم النبوة ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : وقد تقدم برقم (8802) .

8807 - () السائب بن يزيد قال : «كان الخاتم مثل زِرّ الحجَلة ، وكان أشهل العينين ، منهوس العقب ، ضليع الفم» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، ومعناه في الصحيحين من حديث السائب بن يزيد وغيره .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين، ومعناه في الصحيحين من حديث السائب بن يزيد وغيره.

النوع الرابع : في مشيه
8808 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : «ما رأيتُ أحسنَ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، كأن الشمسَ تجري في وجهه ، قال : وما رأيتُ أحداً أسرع في مَشْيه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، لكأنما الأرضُ تُطْوَى له ، كنا إِذا مَشينا معه نَجْهَدُ أنفسَنا ، وإنه لغير مُكْتَرِث» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3650) في المناقب ، باب رقم (26) ، وفي سنده ابن لهيعة وهو ضعيف لكن تابعه عمرو بن الحارث عند ابن حبان رقم (2118) " موارد " ، فالحديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/350) قال : حدثنا حسن. وفي (2/380) قال : حدثنا قتيبة. والترمذي (3648) . وفي «الشمائل» (123) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد.
كلاهما - حسن بن موسى، وقتيبة بن سعيد - عن عبد الله بن لهيعة، قال : حدثنا أيبو يونس سليم بن جبير مولى أبي هريرة، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث غريب.

8809 - (د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «كان النبي - صلى الله عليه وسلم- إذا مشى كأنه يتوكَّأ» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4863) في الأدب ، باب في هدي الرجل ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1754) . وفي «الشمائل» (2) قال : حدثنا حميد بن مسعدة، قال : حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن حميد، فذكره.
وقال الترمذي : حديث أنس حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث حميد.
- وأخرجه أبو داود (4863) قال : حدثنا وهب بن بقية، قال : أخبرنا خالد - الطحان - عن حميد، فذكره.

8810 - () علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا مشى تكفّأ تكَفُّؤاً ، كأنما يَنحَطُّ من صَبَب» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين وقد تقدم معناه برقم (8784) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين وقد تقدم معناه برقم (8784) .

النوع الخامس : في كلامه
8811 - (خ م د ت) عائشة - رضي الله عنها - «أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- كان يحدّث حديثاً لو عَدَّهُ العادِ لأحصاه» .
وفي رواية عن عروة قالت : «أَلا يعجبك أبو فلان ؟ فجلس إلى جانب حجرَتي يحدّث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يُسمعني ذلك ، وكنت أُسَبِّحُ ، فقام قبل أن أقضيَ سُبحتي ، فلو أدركته لرددت عليه ، إِن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لم يكن يَسْرُد الحديث كسردكم» هذا لفظ البخاري ، وأخرج مسلم الأولى .
ولمسلم قال : «كان أبو هريرة يحدث ، ويقول : اسمعي يا رَبَّةَ الحُجرة ، اسمعي يا رَبة الحجرة - وعائشة تُصَلِّي - فلما قضت صلاتها ، قالت لعروة : ألا تسمع إلى هذا ومقالتِه آنِفاً ؟ إنما كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يُحدّث حديثاً لو عَدّه العادّ لأحصاه» وأخرج أبو داود الرواية الثانية .
وله في أخرى قال عروة : «جلس أبو هريرة إلى جنب حجرة عائشة ، وهي تُصلي ، فجعل يقول : اسمعي يا ربة الحجرة - مرتين» وذكر نحو رواية مسلم .
وفي رواية الترمذي قالت : «ما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يسرد كسَرْدِكم هذا ، ولكنه كان يتكلم بكلام يُبَيِّنُهُ ، فَصْل ، يحفَظُهُ مَنْ جَلَسَ إليه» (1) . -[244]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سُبحتي) السُّبْحَة : الصلاةُ النافلة .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 422 في الأنبياء ، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم ، ومسلم رقم (2493) في فضائل الصحابة ، باب من فضائل أبي هريرة ، وفي الزهد ، باب التثبت في الحديث ، والترمذي رقم (3643) في المناقب ، باب رقم (20) ، وأبو داود رقم (3654) و (3655) في العلم ، باب في سرد الحديث .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه الحميدي (247) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (6/118) قال : حدثنا علي بن إسحاق، قال : أخبرنا عبد الله. قال : أخبرنا يونس. وفي (6/138) قال : حدثنا وكيع. عن سفيان، عن أسامة. وفي (6/157) قال : حدثنا عثمان بن عمر. قال : حدثنا يونس، وفي (6/257) قال : حدثنا روح، قال : حدثنا أسامة بن زيد. والبخاري (4/231) قال : حدثني الحسن بن صباح البزار. قال : حدثنا سفيان. ومسلم (7/167) قال : حدثني حرملة بن يحيى التجيبي، قال : أخبرنا ابن وهب، قال : أخبرني يونس. وأبو داود (3654) قال : حدثنا محمد بن منصور الطوسي، قال : حدثنا سفيان بن عيينة، وفي (3655) قال : حدثنا سليمان بن داود المهري، قال : أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، وفي (4839) قال: حدثنا عثمان وأبو بكر ابنا أبي شيبة، قالا : حدثنا وكيع، عن سفيان، عن أسامة، والترمذي (3639) . وفي «الشمائل» (223) قال : حدثنا حميد بن مسعدة. قال : حدثنا حميد بن الأسود، عن أسامة بن زيد. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (413) قال : أخبرنا الحسين بن حريث. قال : حدثنا أبو أسامة، عن سفيان، عن أسامة بن زيد.
ثلاثتهم - سفيان بن عيينة، ويونس بن يزيد، وأسامة بن زيد - عن ابن شهاب الزهري.
2 - وأخرجه مسلم (8/229) قال : حدثنا هارون بن معروف، قال : حدثنا به سفيان بن عيينة، عن هشام.كلاهما - الزهري، وهشام بن عروة - عن عروة بن الزبير، فذكره.
(*) قال الحميدي عقب الحديث : لم يسمعه سفيان من الزهري.

8812 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يعيد الكلمة ثلاثاً ، لِتُعقَلَ عنه» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3644) في المناقب ، باب رقم (21) ، وقال : هذا حديث حسن صحيح غريب ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/213) . والبخاري (1/34، 35) قال : حدثنا عبدة بن عبد الله.وفي (8/67) . والترمذي (2723) قال البخاري والترمذي : حدثنا إسحاق بن منصور.
ثلاثتهم -أحمد بن حنبل، وعبدة، وإسحاق - عن عبد الصمد بن عبد الوارث.
2 - وأخرجه أحمد (3/221) قال : حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم.
3 - وأخرجه الترمذي (3640) . وفي «الشمائل» (224) قال : حدثنا محمد بن يحيى، قال : حدثنا أبو قتيبة سلمة بن قتيبة.
ثلاثتهم - عبد الصمد، وأبو سعيد، وأبو قتيبة - عن عبد الله بن المثنى، عن ثمامة، فذكره.
ورواية الباب لأبي قتيبة.

8813 - (د) رجل من الصحابة خَدَمَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- «أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- كان إذا حدّث حديثاً أعاده - ثلاث مرات» . أخرجه أبو داود ، وقال : رواه أبو سلام عن رجل خدم النبي - صلى الله عليه وسلم- (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3653) في العلم ، باب تكرير الحديث ، وهو حديث حسن يشهد له حديث أنس عند البخاري بلفظ : " كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً حتى تفهم " .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3653) قال : حدثنا عمرو بن مرزوق، قال : أخبرنا شعبة، عن أبي عقيل هاشم بن بلال، عن سابق بن ناجية، عن أبي سلام، فذكره.

8814 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : «كان في كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ترتيلٌ ، أو ترسيل» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ترتيل) الترتيل في القراءة : ترتيبها والتأنِّي فيها ، وكذلك الترسيل .
__________
(1) رقم (4838) في الأدب ، باب الهدي في الكلام ، وفي سنده مجهول .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4838) قال : حدثنا محمد بن العلاء، قال : حدثنا محمد بن بشر، عن مسعر، قال : سمعت شيخا في المسجد، فذكره.

8815 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت : «كان كلام رسول الله -[245]- صلى الله عليه وسلم- كلامَ فَصْل ، يفهمه كلُّ مَنْ سمعه» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4839) في الأدب ، باب الهدي في الكلام ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4839) قال : حدثنا عثمان وأبو بكر ابنا أبي شيبة، قالا : ثنا وكيع، عن سفيان، عن أسامة، عن الزهري، عن عروة، فذكره.

8816 - (د) عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِذا جَلَسَ يتحدث ، يُكْثِرُ أن يرفع طَرَفَهُ إلى السماء» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4837) في الأدب ، باب الهدي في الكلام ، وفيه عنعنة ابن إسحاق .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4837) قال : حدثنا عبد العزيز بن يحيى الحراني، قال : حدثني محمد - يعني ابن سلمة - عن محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة، عن عمر بن عبد العزيز، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، فذكره.

النوع السادس : في عَرَقِه
8817 - (خ م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أنَّ أُم سُليم كانت تَبْسُطُ للنبي - صلى الله عليه وسلم- نَطْعاً ، فيقيل عندها على ذلك النطع ، فإذا قام النبي - صلى الله عليه وسلم- أخَذَتْ من عَرَقِه وشَعرِه ، فجمعته في قارورة ، ثم جعلت في سُكٍّ ، قال : فلما حضرتْ أنسَ بن مالك الوفاة أوصَى أن يُجعل في حَنوطه من ذلك السُّكِّ ، قال : فجعل في حنوطه» هذه رواية البخاري .
ولمسلم قال : «كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يدخُلُ بيت أم سُلَيم ، فينام على فراشها ، وليست فيه ، قال : فجاء ذات يوم ، فنام على فراشها ، فأُتِيَتْ ، فقيل لها : هذا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- نائم في بيتك على فراشك ؟ قال : فجاءت ، وقد عَرِقَ ، واسْتنقَع عرقُهُ على قطعة أديم على الفراش ، ففتحت عَتيدتها ، فجعلت تُنَشِّفُ ذلك العرق ، فتعصره في قواريرها ، ففزع النبي - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : ما تصنعين يا أُمّ -[246]- سُليم ؟ فقالت : يا رسول الله ، نرجو بركته لِصبيَانِنا ، قال : أصبتِ» .
ولمسلم أيضاً قال : «دَخَلَ علينا النبي - صلى الله عليه وسلم- ، فَقَالَ عندنا فعَرِقَ وجاءت أُمّي بقارورة ، فجعلت تَسْلُتُ العَرَقَ فيها ، فاستيقظ النبي - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : يا أم سليم ، ما هذا الذي تصنعين ؟ قالت : هذا عَرَقُكَ نجعله في طيبنا ، وهو أطيب الطيب» وقد روى مسلم هذا عن أنس عن أم سليم نحوه . وفي رواية النسائي «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- اضطجع على نَطع فعرق ، فقامت أم سليم إلى عرقه ، فَنَشَّفَتْهُ ، فجعلته في قارورة ، فرآها النبي - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : ما هذا الذي تصنعين يا أم سليم ؟ فقالت : أجْعَلُ عرقَكَ في طيبي ، فضحك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قال الإنسانُ يقيل) : إذا سكن وأقام عند القائلة ، وهي شِدَّةُ الحرِّ وسطَ النهار .
(السُّكُّ) : شيء يتطيَّبُ به .
(الحنوط) : ما تُطيَّبُ به أكفانُ الميت خاصةً . -[247]-
(عتيد المرأة) : الإناءُ الذي تترك فيه ما يعزُّ عليها من متاعها .
(سَلَتَ الدَّمَ عن الجرح ، والعرَقَ عن الجسم) : مسحه بيده وجَمَعَه .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 59 في الاستئذان ، باب من زار قوماً فقال عندهم ، ومسلم رقم (2331) في الفضائل ، باب طيب عرق النبي صلى الله عليه وسلم والتبرك به ، والنسائي 8 / 218 في الزينة ، باب ما جاء في الأنطاع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (8/78) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد، قال : حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال : حدثني أبي عن ثمامة، فذكره.
وفي رواية : أخرجه أحمد (3:221) قال :حدثنا حجين بن المثنى.وفي (3:226) قال :حدثنا هاشم بن القاسم ومسلم (7/81) قال :حدثني محمد بن رافع، قال :حدثنا حجين بن المثنى.
كلاهما - حجين، وهاشم - قالا :حدثنا عبد العزبز بن أبي سلمة الماجشون، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. فذكره.
أخرجها أحمد (3/136) وعبد بن حميد (1268) . ومسلم (7/81) قال :حدثني زهير بن حرب.
ثلاثتهم -أحمد، وعبد، وزهير - قالوا :حدثنا هاشم بن القاسم، عن سليمان بن المغيرة.
وأخرجها أحمد (3:231) قال :حدثنا إسحاق بن منصور السلولي، قال :حدثنا عمارة بن زاذان..
كلاهما - سليمان وعمارة عن ثابت، فذكره.
وبلفظ آخر :
آخرجه النسائي (8/218) قال : أخبرنا محمد بن معمر، قال:حدثنا محمد بن عمر بن أبي الوزير أبو مطرف:حدثنا محمد بن موسى، عن عبد الله بن أبي طلحة فذكره.

النوع السابع : في شجاعته
8818 - (خ م د ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «كان فزعٌ بالمدينة ، فاستعار النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- فرساً من أبي طلحة ، يقال له : المندوب ، فركب ، فلما رجع ، قال : ما رأينا من شيء ، وإن وجدناه لبحراً» .
وفي رواية قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أحسنَ الناس وَجْهاً ، وكان أجودَ الناس ، وكان أشجع الناس ، ولقد فَزِعَ أهلُ المدينة ذات ليلةٍ ، فانطلق نَاسٌ مِن قِبَلِ الصَّوْتِ ، فتلقاهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- راجعاً ، وقد سبقهم إلى الصوت - وفي رواية : وقد استبرأ الخبر - وهو على فرس لأبي طلحة عُرْي ، في عُنُقِهِ السَّيفُ ، وهو يقول : لن تُرَاعُوا ، قال : وجدناه بحراً - أو إنه لبحر - قال : وكان فرسه يُبَطَّأُ» .
وفي أخرى مختصراً قال : «استقبلهم النبي - صلى الله عليه وسلم- على فرس عُرْي ، ما عليه سَرْجٌ ، في عنقه سيف» أخرجه البخاري ومسلم .
وللبخاري «أنَّ أهل المدينة فزِعوا مرة ، فركب النبي - صلى الله عليه وسلم- فرساً لأبي طلحة كان يقطِفُ - أو كان فيه قِطافٌ - فلما رجع قال : وجدنا هذا فرسكم بجراً ، وكان بعدُ لا يجارَى» . -[248]-
وله في أخرى قال : «فَزِعَ الناس ، فركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فرساً لأبي طلحة بطيئاً ، ثم خرج يركُض وحده ، فركب الناسُ يَرْكُضون خلفه ، فقال : لم تُراعوا ، إنَّه لبحرٌ ، فما سُبِقَ بعد ذلك اليوم» . وأخرج الترمذي الرواية الثانية ونحو الأولى .
وله في أخرى قال : «ركب النبي - صلى الله عليه وسلم- فرساً لأبي طلحة يقال له : مندوب ، فقال : ما كان من فَزَع ، وإن وجدناه لبحراً» . وأخرج أبو داود نحو الرواية الأولى ولم يذكر لفظة : «مندوب» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فَرَسٌ بحر) : إذا كان واسعَ الجري .
(استبرأ الشيءَ) : كشفه وحقَّق أمره .
(قَطَفَ الفرسُ في مشيه) : إذا ضيق خَطوه ، وأسرع مَشيه .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 44 في الجهاد ، باب اسم الفرس والحمار ، وباب الحمائل وتعليق السيف بالعنق ، ومسلم رقم (2307) في الفضائل ، باب في شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم وتقدمه للحرب ، وأبو داود رقم (4988) في الأدب ، باب رقم (87) ، والترمذي رقم (1685) في الجهاد، باب ما جاء في الخروج عند الفزع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/147) قال : حدثنا يونس. وفي (3/185) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وأبو كامل. وفي (3/271) قال : حدثنا عفان. وعبد بن حميد (1341) . والبخاري (4/47) قالا : حدثنا سليمان بن حرب. وفي (4/27) قال البخاري : حدثنا أحمد بن عبد الملك بن واقد. وفي (4/37) و (8/16) . وفي «الأدب المفرد» (303) قال : حدثنا عمرو بن عون. وفي (4/80) قال : حدثنا قتيبة. ومسلم (7/72) قال : حدثنا يحيى بن يحيى، وسعيد بن منصور، وأبو الربيع العتكي، وأبو كامل. وابن ماجة (2772) قال : حدثنا أحمد بن عبدة. والترمذي (1687) . والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (289) . كلاهما - الترمذي، والنسائي - عن قتيبة. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (1065) قال : أخبرنا أبو صالح محمد بن زنبور المكي.
جميعهم - يونس، وابن مهدي، وأبو كامل، وعفان، وسليمان، وأحمد بن عبد الملك، وعمرو، وقتيبة، ويحيى بن يحيى، وسعيد، والعتكي، وابن عبدة، وأبو صالح - عن حماد بن زيد.
2 - وأخرجه أحمد (3/163) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر «مختصرا» .
كلاهما - حماد، ومعمر - عن ثابت، فذكره.

النوع الثامن : في شيء من أخلاقه
8819 - (خ م ط د) عائشة - رضي الله عنها - قالت : «ما خُيِّر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بين أمرين قَطُّ ، إِلا أخذَ أيسرهما ، ما لم يكن إثماً ، فإن كان -[249]- إثماً كان أبعد الناس منه ، وما انتقم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لنفسه في شيء قَطُّ إلا أن تُنْتَهك حُرمَةُ الله فينتقم» أخرجه البخاري ومسلم والموطأ وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 419 في الأنبياء ، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي الأدب ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " يسروا ولا تعسروا " ، وفي الحدود ، باب إقامة الحدود والانتقام لحرمات الله ، وفي المحاربين ، باب كم التعزير والأدب ، ومسلم رقم (2327) في الفضائل ، باب مباعدته صلى الله عليه وسلم للآثام ، والموطأ 2 / 903 في حسن الخلق ، باب ما جاء في حسن الخلق ، وأبو داود رقم (4785) في الأدب ، باب في التجاوز في الأمر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه مالك «الموطأ» (563) . والحميدي (258) قال : حدثنا الفضيل بن عياض، عن منصور بن المعتمر. وأحمد (6/85) قال : حدثنا محمد بن مصعب، قال : حدثنا الأوزاعي. وفي (6/114) قال : حدثنا إبراهيم بن أبي العباس. قال : حدثنا أبو أويس، وفي (6/115) قال : حدثنا موسى بن داود. قال: أخبرنا مالك. وفي (6/181 و 189) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك، وفي (6/223) قال : حدثنا حجاج. قال : حدثنا ليث، قال : حدثني عقيل. وفي (6/262) قال : حدثنا إسحاق. قال : أخبرنا مالك. والبخاري (4/230) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف، قال : أخبرنا مالك. وفي (8/36) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، وفي (8/198) قال : حدثنا يحيى بن بكير. قال : حدثنا الليث، عن عقيل، وفي (8/216) قال: حدثنا عبدان، قال : أخبرنا عبد الله. قال : أخبرنا يونس، وفي «الأدب المفرد» (274) قال : حدثنا إسماعيل، قال : حدثني مالك. ومسلم (7/80) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه، (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال : قرأت على مالك. (ح) وحدثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم، جميعا عن جرير. (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة، قال : حدثنا فضيل بن عياض، كلاهما عن منصور، (ح) وحدثنيه حرملة بن يحيى. قال : أخبرنا ابن وهب. قال : أخبرني يونس. وأبو داود (4785) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك. والترمذي في «الشمائل» (349) قال : حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال : حدثنا فضيل بن عياض، عن منصور. ستتهم - مالك، ومنصور بن المعتمر، والأوزاعي، وأبو أويس عبد الله بن عبد الله، وعقيل بن خالد، ويونس بن يزيد - عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري.
2 - وأخرجه أحمد (6/162) قال : حدثنا حماد. وفي (6/191) قال : حدثنا يحيى. وفي (6/209) قال : حدثنا وكيع. ومسلم (7/80) قال : حدثنا أبو كريب، قال : حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثناه أبو كريب وابن نمير. جميعا عن عبد الله بن نمير.
أربعتهم - حماد بن أسامة أبو أسامة، ويحيى، ووكيع، وعبد الله بن نمير - عن هشام بن عروة.
3 - وأخرجه أحمد (6/162) قال : حدثنا سفيان بن عيينة، قال : حدثني عثمان بن عروة، قال سفيان : قال لي - يعني عثمان بن عروة -: هشام يخبر به عني.
ثلاثتهم - الزهري، وهشام وعثمان، ابنا عروة - عن عروة بن الزبير، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة.

8820 - (م د) عائشة - رضي الله عنها - قالت : «مَا ضَرَب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- شيئاً قَطُّ بيده ، ولا امرأةً ولا خادماً ، إلا أن يجاهد في سبيل الله ، وما نِيلَ منه شيء قَطُّ فينتقم من صاحبه ، إلا أن يُنْتَهَكَ شيء من محارمِ الله فينتقم» أخرجه مسلم .
هذا الحديث أخرجه الحميدي في أفراد مسلم ، فالأول في المتفق بين مسلم وبين البخاري ، فلو جمعناهما لجاز ، إلا أنَّا اقتدينا به .
وأخرج أبو داود طرفاً من هذا الحديث «ما ضرب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- خادماً ولا امرأةً قَطُّ» لم يزد على هذا (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2327) في الفضائل ، باب مباعدته صلى الله عليه وسلم للآثام ، وأبو داود رقم (4786) في الأدب ، باب التجاوز في الأمر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (6/31) قال : حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي. وفي (6/206) قال : حدثنا وكيع. وفي (6/229) قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (6/281) قال : حدثنا عامر بن صالح. والدارمي (2224) قال : حدثنا جعفر بن عون. ومسلم (7/80) قال : حدثنا أبو كريب، قال : حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير، قالا : حدثناه عبدة ووكيع. (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية. وابن ماجة (1984) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا وكيع. والترمذي في «الشمائل» (348) قال: حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، قال : حدثنا عبدة. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17051) عن إسحاق بن إبراهيم، عن عبدة. وفي (12/17262) عن إسحاق بن إبراهيم، عن وكيع.
سبعتهم - محمد بن عبد الرحمن، ووكيع، وأبو معاوية الضرير، وعامر بن صالح، وجعفر بن عون، وأبو أسامة، وعبدة بن سليمان - عن هشام بن عروة.
2- وأخرجه أحمد (6/130) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا حماد بن زيد. قال : حدثنا معمر ونعمان، أو أحدهما. وفي (6/232) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. وعبد بن حميد (1481) قال : أخبرنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر. وأبو داود (4786) قال : حدثنا مسدد. قال : حدثنا يزيد بن زريع. قال : حدثنا معمر. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/16625) عن محمد بن نصر، عن أيوب بن سليمان بن بلال، عن أبي بكر، وهو ابن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن أي عتيق وموسى بن عقبة. أربعتهم - معمر، ونعمان بن راشد، وابن أبي عتيق، وموسى بن عقبة - عن الزهري.
كلاهما - هشام، والزهري - عن عروة، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة، وأثبتنا رواية أحمد (6/31) .
* وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/16418) عن أبي بكر بن علي، عن إسماعيل بن إبراهيم، وهو أبو معمر القطيعي، عن علي بن هاشم، عن هشام بن عروة، عن بكر بن وائل، عن الزهري، عن عروة، فذكره.

8821 - (د ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «ما رأيتُ رجُلاً التقم أُذُنَ النبي - صلى الله عليه وسلم- فَيُنَحِّي رأسه ، وما رأيت رجلاً أخذ بيده فترك -[250]- يده ، حتى يكون الرجل هو الذي يَدَعَ يَدَه» أخرجه أبو داود .
وفي رواية الترمذي قال : «كان النبي - صلى الله عليه وسلم- إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزِع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده ، ولا يصرف وجهَه عن وجههِ ، حتى يكون الرجلُ هو يصرفه ، ولم يُرَ مُقَدِّماً ركبتيه بين يدي جليس له» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(التقم) : جعل في فيه مثل اللقمة .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4794) في الأدب ، باب في حسن العشرة ، والترمذي رقم (2492) في صفة القيامة ، باب رقم (47) ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4794) قال : حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا أبو قطن، قال : أخبرنا مالك عن ثابت، فذكره.
- وفي الرواية الثانية :
أخرجه ابن ماجة (3716) قال : حدثنا علي بن محمد. قال : حدثنا وكيع. والترمذي (2490) قال : حدثنا سويد بن نصر. قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك.
كلاهما - وكيع، وابن المبارك - عن أبي يحيى الطويل عمران بن زيد، عن زيد العمي، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.

8822 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «إن كانت الأَمَة لتَأخذ بيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- والعبد ، ويجيب إذا دُعِي» .
وفي رواية قال : «كانت الأمة من إماء المدينة لتأخذ بيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فَتَنْطَلِقُ به حيث شاءت» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 10 / 408 في الأدب ، باب الكبر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/174) قال : حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. وفي (3/215) قال : حدثنا عبد الصمد. وابن ماجة (4177) قال : حدثنا نصر بن علي، قال : حدثنا عبد الصمد، وسلم ابن قتيبة.
أربعتهم - ابن جعفر، وحجاج، وعبد الصمد، وسلم - قالوا : حدثنا شعبة عن علي بن زيد، فذكره.

8823 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «ما رأيتُ أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، كان إبراهيم مُسْتَرْضَعاً في عوالي المدينة، وكان ينطلق ونحن معه ، فيدخل البيت ، وإنه لَيُدَّخَن وكان -[251]- ظِئرُه قَيْناً فيأخذه فيقبله ، ثم يرجع ، قال عمرو : فلمّا تُوفِّي إِبراهيم ، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إنَّ إبراهيم ابني ، وإنه مات في الثَّدي ، وإنه له لظِئرين تكمِّلان رضاعه في الجنة» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2316) في الفضائل ، باب رحمته صلى الله عليه وسلم الصبيان والعيال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/112) قال : حدثنا سفيان، قال : حدثنا إسماعيل. والبخاري في «الأدب المفرد» (376) قال : حدثنا حرمي بن حفص، قال : حدثنا وهيب. ومسلم (7/76) قال : حدثنا زهير بن حرب ومحمد بن عبد الله بن نمير، قالا : حدثنا إسماعيل ابن علية، فذكره.

8824 - (م) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال : «صليتُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- صلاة الأولى ، ثم خرج إلى أهله ، وخرجت معه ، فاستقبله ولدان ، فجعل يمسح خَدّي أحدهم واحداً واحداً ، قال : وأما أنا فمسح خَدَّي ، فوجدت لِيَدِه برداً وريحاً ، كأنما أخرجها من جُؤنَةِ عَطَّار» أخرجه مسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جُؤْنَةُ العطار) : هي التي يُعِدُّ فيها الطيب ويدَّخِرُه .
__________
(1) رقم (2329) في الفضائل ، باب مباعدته صلى الله عليه وسلم للآثام واختياره من المباح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (7/80) قال : حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة القناد، قال : حدثنا : أسباط، وهو - ابن نصر الهمداني- عن سماك، فذكره.

8825 - (س) ابن أبي أوفى - رضي الله عنه - قال : «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يُكْثِر الذِّكْرَ ، ويُقِلُّ اللغو ، ويُطيل الصلاةَ ، ويُقْصِرُ الخطبة ، ولا يأنَفُ أن يمشيَ مع الأرملة والمسكين ، فيقضيَ له الحاجة» أخرجه النسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اللغو) : الهَذْر من القول .
__________
(1) 3 / 109 في الجمعة ، باب ما يستحب من تقصير الخطبة ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الدارمي (75) قال : حدثنا محمد بن حميد. والنسائي (3/108) وفي الكبرى (1642) قال : أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة.
كلاهما - محمد بن حميد، ومحمد بن عبد العزيز - عن الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن يحيى بن عقيل، فذكره.

8826 - (خ ت) الأسود بن يزيد النخعي – رحمه الله - قال : سألتُ عائشة - رضي الله عنها - : «ما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصنع في بيته ؟ قالت : يكون في مَهْنة أهله ، فإذا حضرَتِ الصلاة يتوضأ ويخرج إلى الصلاة» . أخرجه البخاري والترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المَهْنَة) : الصنعة ، والمراد : شُغلُ أهله وحوائجهم .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 136 و 137 في الأذان ، باب من كان في حاجة أهله فأقيمت الصلاة فخرج ، والترمذي رقم (2491) في صفة القيامة ، باب رقم (46) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/49) قال : حدثنا يحيى. وفي (6/126) قال : حدثنا محمد بن جعفر. وفي (6/206) قال : حدثنا وكيع ومحمد بن جعفر. والبخاري (1/172) قال : حدثنا آدم. وفي (7/84) قال : حدثنا محمد بن عرعرة. وفي (8/17) قال : حدثنا حفص بن عمر. والبخاري في «الأدب المفرد» (538) قال : حدثنا عبد الله بن رجاء وحفص بن عمر. والترمذي (2489) قال : حدثنا هناد، قال : حدثنا وكيع.
سبعتهم - يحيى، ومحمد بن جعفر، ووكيع، وآدم، ومحمد بن عرعرة، وحفص بن عمر، وعبد الله بن رجاء - عن شعبة، عن الحكم بن عتيبة، عن إبراهيم، عن الأسود بن يزيد، فذكره.
(*) الروايات متقاربة المعنى.

8827 - (ت) عبد الله بن الحارث بن جَزء - رضي الله عنه - قال : «ما رأيتُ أحداً أكثر تَبَسُّماً مِنْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي رواية قال : «ما ضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلا تَبَسُّماً» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3645) في المناقب ، باب رقم (22) ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/190) قال : حدثنا حسن. وفي (4/191) قال : حدثنا موسى. وأخرجه أحمد أيضا قال : حدثنا حجاج (ح) وأبو زكريا. والترمذي (3641) . وفي «الشمائل» (227) قال : حدثنا قتيبة.
خمستهم - حسن، وموسى، وحجاج، وأبو زكريا، وقتيبة - قالوا : حدثنا ابن لهيعة، عن عبيد الله بن المغيرة، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب.

8828 - (خ م ت د س) عائشة - رضي الله عنها - قالت : «كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يعجبه التيمُّن في تَنَعُّله وترجُّله وطَهوره وفي شأنِهِ كُلَّه» .
وفي رواية : «كان يحبُّ التَّيَمُّنَ ما استطاع» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود . -[253]-
وفي رواية الترمذي «كان يحبُّ التَّيمُّنَ في طَهُوره إذا تَطَّهر ، وفي تَرَجُّلِهِ إذا ترجَّل ، وفي انتعاله إذا انتعل» وأخرج النسائي نحوه .
وله في أخرى : «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يُحِبُّ التيمُّنَ يأخذُ بيمينه ويحبُّ التيمُّنَ في جميع أموره» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(التيمُّن) : الابتداء في الأفعال باليمين ، مثل أن يلبس نعله اليمنى قبل اليسرى .
(التَّنَعُّل) : لبس النعل .
(الترجُّل) : تسريح الشعر .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 235 في الوضوء ، باب التيمن في الوضوء والغسل ، وفي المساجد ، باب التيمن في دخول المسجد وغيره ، وفي الأطعمة ، باب التيمن في الأكل وغيره ، وفي اللباس ، باب يبدأ بالنعل اليمنى ، وباب الترجيل ، ومسلم رقم (268) في الطهارة ، باب التيمن في الطهور وغيره ، والترمذي رقم (608) في الصلاة ، باب ما يستحب من التيمن في الطهور ، وأبو داود رقم (4140) في اللباس ، باب في الانتعال ، والنسائي 1 / 78 في الطهارة ، باب بأي الرجلين يبدأ بالغسل .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/94) قال : حدثنا بهز، قال : حدثنا شعبة. وفي (6/130) قال : حدثنا عفان، قال :حدثنا شعبة. وفي (6/147) قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة.. وفي (6/187) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال : حدثنا شعبة. وفي (6/202) قال : حدثنا يحيى، عن شعبة، وفي (6/210) قال : حدثنا وكيع، قال : حدثنا أبي. والبخاري (1/53) قال : حدثنا حفص بن عمر، قال : حدثنا شعبة. وفي (1/116) قال : حدثنا سليمان بن حرب، قال : حدثنا شعبة. وفي (7/89) قال : حدثنا عبدان. قال : أخبرنا عبد الله، قال : أخبرنا شعبة وفي (7/198) قال: حدثنا حجاج بن منهال، قال : حدثنا شعتبة، وفي (7/211) قال : حدثنا أبو الوليد، قال : حدثنا شعبة. ومسلم (1/155 و 156) قال : حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، قال : أخبرنا أبو الأحوص. (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ. قال : حدثنا أبي، قال : حدثنا شعبة. وأبو داود (4140) قال : حدثنا حفص بن عمر ومسلم بن إبراهيم، قالا : حدثنا شعبة، وابن ماجة (401) قال : حدثنا هناد بن السري، قال : حدثنا أبو الأحوص. (ح) وحدثنا سفيان بن وكيع. قال : حدثنا عمر بن عبيد الطنافسي، والترمذي (608) . وفي «الشمائل» (34) قال : حدثنا هناد. قال : حدثنا أبو الأحوص. وفي «الشمائل» (85) قال : حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال : أخبرنا محمد بن جعفر. قال : أخبرنا شعبة. والنسائي (1/78 و 8/185) وفي الكبرى (115) قال : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال : حدثنا خالد، قال : حدثنا شعبة. وفي (1/205) قال : أخبرنا سويد بن نصر، قال : أنبأنا عبد الله، عن شعبة. وابن خزيمة (179) قال : حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال : حدثنا خالد - يعني ابن الحارث - قال: حدثنا شعبة. وفي (244) قال : حدثنا بندار. قال : حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة.
أربعتهم - شعبة، والجراح والد وكيع، وأبو الأحوص، وعمر بن عبيد - عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبيه، عن مسروق، فذكره.
(*) في رواية مسلم بن إبراهيم. عند أبي داود. قال مسلم : «وسواكه» . ولم يذكر : «في شأنه كله» .

8829 - (د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يجلس معنا في المسجد يُحدّثنا ، فإذا قام قمنا قياماً حتى نراه قد دَخَلَ بعضَ بيوت أزواجه ، فحدّثَنا يوماً ، فقمنا حين قام ، فنظرنا إلى أعرابي قد أدركه فَجَبَذَه بردائه ، فحمرّ رقَبته ، وكان رِداء خشناً فالتفت إِليه ، فقال -[254]- الأعرابي : احملني على بعيريَّ هذين ، فإنك لا تحملني من مالك ، ولا من مال أبيك ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : لا ، وأستغفرُ الله ، لا ، وأستغفر الله ، لا ، وأستغفر الله ، لا أحملك حتى تُقِيدَني من جَبْذَتِكَ التي جبذتني ، فكل ذلك يقول الأعرابي : والله لا أقيدكها ... فذكر الحديث ، قال : ثم دعا رجلاً فقال له : احمل له بعيريه هذين : على بعير شعيراً ، وعلى الآخر تمراً ، ثم التفت إلينا ، فقال : انْصَرِفُوا على بركة الله عز وجل» أخرجه أبو داود .
وعند النسائي مثله إلى قوله : «لا أقيدكها ، ثم قال : فقال ذلك ثلاث مرات ، كل ذلك يقول : لا والله لا أُقيدك ، فلما سمعنا قول الأعرابي ، أقبلنا إليه سِرَاعاً ، فالتفتَ إلينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : عزمتُ على مَنْ سَمِعَ كلامي أن لا يبرح مقامه حتى آذَن له ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لرجل من القوم : يا فلان ، احمل له على بعير شعيراً ، وعلى بعير تمراً ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : انصرفوا» .
وقال في رواية : «فقمنا معه حتى لما بلغ وسْطَ المسجد أدركه رجل...» وذكره (1) . -[255]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جَبَذه) وجَذَبه ، بمعنى ، وقيل : هو مقلوب منه .
(احملني) : أرْكِبْني وأَعْطني ما أركبه ، أو شيئاً أحمله معي .
(أقيد بها) القود : القصاص ، أَقَدْتُ فلاناً من فلان .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4775) في الأدب ، باب في الحلم ، والنسائي 8 / 33 و 34 في القسامة ، باب القود في الجبذة ، وفي سنده هلال بن أبي هلال المدني مولى بني كعب ، قال الذهبي : لا يعرف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/288) قال : حدثنا زيد بن الحباب. وأبو داود (3265) قال : حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، قال : أخبرني زيد بن الحباب. وفي (4775) قال : حدثنا هارون بن عبد الله، قال : حدثنا أبو عامر. وابن ماجة (2093) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا حماد بن خالد (ح) وحدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، قال : حدثنا معن بن عيسى. والنسائي (8/33) قال : أخبرني محمد بن علي بن ميمون، قال : حدثني القعنبي.
خمستهم - زيد بن الحباب، وأبو عامر العقدي، وحماد بن خالد، ومعن بن عيسى، والقعنبي - عن محمد بن هلال، عن أبيه، فذكره.
(*) رواية أبي داود (3265) وابن ماجة مختصرة على : «كانت يمين رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» لا وأستغفر الله.

8830 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «كنت أمشي مع النبي - صلى الله عليه وسلم- وعليه بُرْدٌ نَجْرَاني غليظ الحاشية ، فأدركه أعرابي ، فجبذه جبذة شديدة ، حتى نظرت إِلى صفحة عاتق رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قد أَثَّرَتْ بها حاشية البرد ، من شدة جَبْذته ، قال : يا محمد ، مُرْ لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، ثم أمر له بعطاء» .
وفي رواية نحوه ، وفيه «حتى إِذا انشق البرد ، وحتى بقيت حاشيته في عنق رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 10 / 234 في اللباس ، باب البرود والحبرة والشملة ، وفي الجهاد ، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ، وفي الأدب ، باب التبسم والضحك .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (3/153) قال : حدثنا إسحاق بن سليمان. والبخاري (4/115) قال : حدثنا يحيى بن بكير. وفي (7/188) قال : حدثنا إسماعيل بن عبد الله. وفي (8/29) قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي. ومسلم (3/103) قال : حدثني عمرو الناقد، قال : حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي. (ح) وحدثني يونس بن عبد الأعلى، قال : أخبرنا عبد الله بن وهب. وابن ماجة (3553) قال : حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال : حدثنا ابن وهب.
خمستهم - إسحاق، وابن بكير، وإسماعيل، وعبد العزيز، وابن وهب - عن مالك بن أنس.
2 - وأخرجه أحمد (3/210) . ومسلم (3/103) قال : حدثنا زهير بن حرب. كلاهما - أحمد وزهير - قالا : حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، عن همام بن يحيى.
3 - وأخرجه أحمد (3/224) . ومسلم (3/103) قال : حدثني سلمة بن شبيب.
كلاهما - أحمد، وسلمة - قالا : حدثنا أبو المغيرة، عن الأوزاعي.
4 - وأخرجه مسلم (3/103) قال : حدثني زهير بن حرب، قال : حدثنا عمر بن يونس، عن عكرمة بن عمار.
أربعتهم - مالك، وهمام، والأوزاعي، وعكرمة - عن إسحاق، فذكره.

8831 - (خ م د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «خدمت النبي - صلى الله عليه وسلم- عشر سنين ، والله ما قال لي أُفٍّ قط ، ولا قال لشيء : لم فعلت كذا ، وهلاّ فعلت كذا ؟» .
وفي رواية قال : «لمَّا قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- المدينة أخذ أبو طلحة -[256]- بيدي ، فانطلق بي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : يا رسول الله ، إن أنساً غلامٌ كَيِّسٌ ، فليخدُمْكَ ، قال : فخدمته في السفر والحضر ، والله ما قال لي لشيء صنعتُهُ : لِمَ صَنَعْتَ هذا هكذا ؟ ولا لشيء لم أصنعه : لِمَ لَمْ تصنع هذا هكذا ؟» .
وفي أخرى «قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- المدينة ليس له خادم ، فأخذ أبو طلحة بيدي ، فانطلق بي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-... ثم ذكره» . أخرجه البخاري ومسلم .
ولمسلم قال : «خدمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- تسع سنين ، فما أعلمه قال لي قط : لِمَ فعلت كذا وكذا ؟ ولا عاب عليَّ شيئاً قط» .
وفي أخرى له «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من أحسن الناس خُلُقاً ، فأرسلني يوماً لحاجة ، فقلت : والله لا أذهب ، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فخرجت حتى أَمُرَّ على صبيان ، وهم يلعبون في السوق ، فإذا برسول الله - صلى الله عليه وسلم- بقفاي من ورائي ، فنظرت إليه وهو يضحك ، فقال : يا أنيس ، ذهبتَ حيث أمرتُك ؟ قال : قلت : نعم ، أنا أذهبُ يا رسول الله ، قال أنس : والله لقد خدمته تسع سنين ، ما علمته قال لشيء صنعته : لم صنعت كذا وكذا ؟ أو لشيء تركته : هَلا فعلت كذا وكذا ؟» .
وأخرج أبو داود الرواية التي أولها «خدمت رسول الله» وزاد فيها -[257]- معنى آخر ، وقد ذكرت روايته في النوع الأول من هذا الفصل (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 383 و 384 في الأدب ، باب حسن الخلق والسخاء ، ومسلم رقم (2309) في الفضائل ، باب كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً ، وأبو داود رقم (4774) في الأدب ، باب في الحلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/195) قال : حدثنا حجاج. وعبد بن حميد (1268) قال : حدثني هاشم بن القاسم. وفي (1361) قال : حدثني سليمان بن حرب. والبخاري في «الأدب المفرد» (277) قال : حدثنا سليمان بن حرب. وأبو داود (2774) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة.
أربعتهم - حجاج، و هاشم، وسليمان، وعبد الله بن مسلمة - قالوا : حدثنا سليمان بن المغيرة.
2 - وأخرجه أحمد (3/197) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : حدثنا معمر.
3 - وأخرجه أحمد (3/227) قال : حدثنا يونس. والدارمي (63) قال : أخبرنا أبو النعمان. والبخاري في «الأدب المفرد» (277) قال : حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (7/73) قال : حدثنا سعيد بن منصور، وأبو الربيع. خمستهم عن حماد بن زيد.
4- وأخرجه أحمد (3/255) قال : حدثنا حسن بن موسى. والبخاري (8/17) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. ومسلم (7/73) قال : حدثنا شيبان بن فروخ. ثلاثتهم عن سلام بن مسكين.
والرواية الأخرى :
أخرجها مسلم (7/74) قال : حدثني أبو معن الرقاشي زيد بن يزيد. وأبو داود (4773) قال : حدثنا مخلد بن خالد، قال أبو معن : أخبرنا، وقال مخلد : حدثنا عمر بن يونس، قال : حدثنا عكرمة بن عمار، قال : حدثني إسحاق، فذكره.

8832 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إِذا صلَّى الغداة جاء خدم المدينة بآنيتهم فيها الماء ، فما يأتونه بإناء إلا غَمَس يده فيه ، فربما جاؤوه في الغداة الباردة فيغمس يده فيه» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2324) في الفضائل ، باب قرب النبي صلى الله عليه وسلم من الناس وتبركهم به .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/137) وعبد بن حميد (1274) ، ومسلم (7/79) قال :حدثنا مجاهد بن موسى، وأبو بكر بن النضر بن أبي النضر.، وهارون بن عبد الله.
خمستهم - أحمد، وعبد، ومجاهد، وأبو بكر، وهارون - عن هاشم بن القاسم، قال :حدثنا سليمان بن المغيرة بن ثابت، فذكره.

8833 - (د س) أبو سعيد الخدري- رضي الله عنه- قال : «بينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقسم قسماً ، أقبل رجُل ، فأكبّ عليه ، فَطَعَنَهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بعُرْجون كان معه ، فجرح وجهه ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : تعالَ فاستَقِدْ ، قال : بل عَفَوْتُ يا رسول الله» أخرجه أبو داود والنسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العُرْجُون) : قضيب العِذْق الأصفر .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4536) في البر ، باب القود من الضربة ، والنسائي 8 / 32 في القسامة ، باب القود من الطعنة ، وفي سنده عبيدة بن مسافع الديلي المدني ، لم يوثقه غير ابن حبان ، وقال الحافظ في " التهذيب " : قال ابن المديني : مجهول ولا أدري سمع من أبي سعيد أم لا ؟ .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (3/28) قال :حدثنا هارون (قال عبد الله بن أحمد. وسمعته أنا من هارون) وأبو داود (4536) قال :حدثنا أحمد بن صالح.والنسائي (8/32) قال : أخبرنا وهب بن بيان.
ثلاثتهم - هارون، وابن صالح. ووهب- قالوا :حدثنا ابن وهب. قال : أخبرني عمرو بن الحارث.
2- وأخرجه النسائي (8/32) قال : أخبرنا أحمد بن سعيد الرباطي، قال :حدثنا وهب بن جرير، قال: أنبأنا أبي، قال :سمعت يحيى.
كلاهما - عمرو، ويحيى بن أيوب - عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن عبيدة بن مسافع، فذكره.

8834 - (خ م د ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أحسن الناس خُلُقاً ، وكان لي أخ يقال له : أبو عمير -[258]- وهو فَطيم - كان إذا جاءنا ، قال : يا أبا عمير ، ما فعل النُّغَير ، لِنُغَرٍ كان يلعب به ، وربما حضرت الصلاة وهو في بيتنا ، فيأمر بالبساط الذي تحته ، فيكنس ثم يُنضَح ، ثم يقوم ونقوم خلفه ، فيصلي بنا» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي .
وعند أبي داود قال : «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يدخل علينا ولي أخ صغير يُكْنَى أبا عُمير ، وكان له نُغَرٌ يلعب به ، فمات ، فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم- ذات يوم ، فرآه حزيناً ، فقال : ما شأنه ؟ قالوا : مات نُغَرُه ، فقال : يا أبا عمير ، ما فعل النُّغَير ؟» .
وللترمذي قال : «إن كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ليخالِطُنا ، حتى يقول لأخ لي صغير : يا أبا عمير ، ما فعل النُّغَيْر ؟» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(النُّغَير) : تصغير النُّغَر ، وهو طائر صغير كالعصفور ، الجمع نِغران ، مثل : صُرَد وصِردان ، قاله الجوهري . (النضح) : الرشُّ ، ونضح الجسمُ عرقاً : إذا تندَّى بالعرق .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 436 في الأدب ، باب الانبساط إلى الناس ، وباب الكنية للصبي وقبل أن يولد الرجل ومسلم رقم (2150) في الأدب ، باب استحباب تحنك المولود عند ولادته ... ، وأبو داود رقم (4969) في الأدب ، باب ما جاء في الرجل يتكنى وليس له ولد ، والترمذي رقم (333) في الصلاة ، باب في الصلاة على البسط .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : تقدم تخريجه ورواية أبي داود أخرجها أحمد (3 278) قال :حدثنا محمد بن بشار والنسائي في اليوم والليلة (تحفة الأشراف) (1193) عن محمد بن عمر بن علي بن مقدم. كلاهما - ابن بشار، ومحمد بن عمر - عن سعيد بن عامر، عن شعبة، عن قتادة، فذكره.

8835 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال لي : يا بُنَيَّ» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (4151) في الآداب ، باب جواز قوله لغير ابنه : يا بني .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/285) قال :حدثنا عفان.ومسلم (6/177) قال :حدثنا محمد بن عبيد الغبري. وأبو داود (4964) قال :حدثنا عمرو بن عون، ومسدد، ومحمد بن محبوب. والترمذي (2831) قال :حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب.
ستتهم - عفان، ومحمد بن عبيد، وعمرو، ومسدد، وابن محبوب، ومحمد بن عبد الملك - عن أبي عوانة، عن أبي عثان، الجعد بن عثمان، أو ابن دينار، البصري، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وقد روي من غير هذا الوجه عن أنس، وأبو عثمان هذا شيخ ثقة وهو الجعد بن عثمان، ويقال ابن دينار وهو بصري، وقد روى عنه يونس بن عبيد وغير واحد من الأئمة.

الباب الثاني : في علاماته - صلى الله عليه وسلم - ، وفيه فصلان
الفصل الأول : فيما كان منها قبل مبعثه - صلى الله عليه وسلم-
8836 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - عن أبيه أنه حدثه قال : «خرجنا إلى الشام في أشياخ من قريش ، وكان معي محمد - صلى الله عليه وسلم- ، فأشرفنا على راهب في الطريق ، فنزلنا وحللنا رواحنا ، فخرج إلينا الراهب - وكان قبل ذلك لا يخرج إلينا - فجعل يتخلَّلُنَا ، حتى جاء فأخذ بيد محمد - صلى الله عليه وسلم- وقال : هذا سيد العالمين ، قال : فقال له أشياخٌ من قريش : وما علمك بما تقول ؟ قال : أجد صِفَتَه ونَعْته في الكتاب المنزل ، وإنكم حين أشرفتم لم يبق شجرٌ ولا حجرٌ -[260]- إلا خَرَّ له ساجداً ، ولا تسجد الجمادات إلا لنبيِّ ، وأعرفه بخاتم النبوة ، أسفل من غُضْروف كتفه مثل التفاحة ، ثم رجع فصنع طعاماً فأتانا به ، وكان محمدٌ في رعْيَةِ الإبل ، فجاء وعليه غَمَامَةٌ تُظلُّه ، فلما دنا وجد القوم قد سبقوه إلى شجرة ، فجلس في الشمس ، فمال فَيءُ الشجرة عليه ، وضَحَوا هم في الشمس ، فبينا هو قائم عليهم يناشدهم الله أن لا يذهبوا به إلى الروم ، ويقول : إن رأوه عَرَفُوهُ بالصّفَةِ وآذوه ، فبينا هو يناشدهم الله في ذلك التَفَتَ ، فإذا تسعة مِنَ الروم مقبلين نحو دَيْرِهِ ، فاستقبلهم ، وقال : ما جاء بكم ؟ قالوا : بَلَغَنَا عن أحبَارنا أن نبِيّاً من العرب خارج نحو بلادنا في هذا الشهر ، فلم يبق طريق إلا بُعِثَ إليه بأُناس ، وبُعِثْنَا إلى طريقك هذا ، قال : فهل خَلَفَكم أحدٌ خير منكم ؟ قالوا : إنما اخترْنا لطريقك هذه خِيرة ، قال لهم : أرأيتم أمراً أراد الله تبارك وتعالى أن يقضيه ، هل يستطيع أحدٌ مِنَ الناس أن يَرُدَّهُ ؟ قالوا : لا ، قال : فبايعوا هذا النبيَّ فإنه حق ، فبايعوه ، وأَقاموا مع الراهب ، ثم رجع إلينا ، فقال : أَنْشُدُكم أيّكم وليُّهُ ؟ قالوا : هذا - يعنوني - فما زال يناشدني حتى رددته مع رجالٍ ، فكان فيهم بلال ، وزوّده الراهب كعكاً وزيتاً» .
هذه الرواية ذكرها رزين هكذا عن علي عن أبيه ، وأخرج الترمذي عن أبي موسى الأشعري ، قال : «خرج أبو طالب إلى الشام ، وخرج معه -[261]- النبي - صلى الله عليه وسلم- في أشياخ من قريش» وذكر نحوه هذه الرواية ، وليس بين الألفاظ كثير اختلاف (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(غُضروف الكتف) : رأس لوحه .
(ضَحَوْا في الشمس) : برزوا لها .
(الأحْبَارُ) جمع حَبْر- بفتح الحاء وكسرها - وهو العالم .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3624) في المناقب ، باب ما جاء في بدء نبوة النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، وهو كما قال ، أقول : وذكر بلال فيه غير محفوظ وعده الأئمة وهماً ، فإن سن الني صلى الله عليه وسلم إذ ذاك اثنتا عشرة سنة ، وأبو بكر أصغر منه بسنتين ، وبلال لعله لم يكن ولد في ذاك الوقت .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3620) قال : حدثنا الفضل بن سهل أبو العباس الأعرج البغدادي، قال :حدثنا عبد الرحمن بن غزوان أبو نوح، قال : أخبرنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي بكر بن أبي موسى، فذكره.
وقال : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

8837 - (خ) عطاء بن يسار - رضي الله عنه - قال : «لقيتُ عبد الله بن عمرو بن العاص ، فقلت : أخبرني عن صفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في التوراة ، [فقال : أجلْ] ، [والله] إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن {يا أيها النبيُّ إِنا أرسَلنَاكَ شاهداً ومُبشِّراً ونَذِيراً} [الأحزاب : 45] وحِرْزاً للأميين ، أنت عبدي ورسولي ، سميتك المتوكِّل ، ليس بِفَظٍّ ولا غليظ ، ولا سَخَّابٍ في الأسواق ، ولا يدفع بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويصفح ، ولن يقبضَه اللهُ حتى يُقيمَ به الملةَ العوجاء بأن يقولوا : لا إله إلا الله ، ويفتح به أعيناً عُمْياً ، وآذاناً صُمّاً ، وقلوباً غُلْفاً» أخرجه البخاري (1) .
-[262]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الأُمِّيُّون) جمع الأُمِّيِّ ، وهم العرب ، وذلك أنَّهم لا يُحسنون الكتابةَ ، والذي لا يكتب يقال له : أِّمِّيٌّ .
(الفظُّ) : القاسي القلب ، الغليظ الجانب .
(السَّخَبُ) بالسين والصاد : الصِّيَاحُ والجلَبَةُ ، أي : ليس ممن ينافس في الدنيا وجمعها ، فيحضر الأسواق لذلك ، ويسخب معهم في ذلك .
(الغُلْف) بسكون اللام : جمع أغلف ، وهو الذي عليه غِلاف .
__________
(1) 4 / 287 في البيوع ، باب كراهية السخب في الأسواق ، وفي تفسير سورة الفتح ، باب {إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيرا} .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/174) (6622) قال :حدثنا موسى بن داود، ويونس بن محمد، قال: حدثنا فليح بن سليمان.والبخاري (3/87) . وفي الأدب المفرد (246) حدثنا محمد بن سنان، قال :حدثنا فليح بن سليمان. وفي (6/169) قال :حدثنا عبد الله، قال : حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة.وفي الأدب المفرد (247) قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال :حدثني عبد العزيز بن أبي سلمة.
كلاهما - فليح، وعبد العزيز - عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، فذكره.
* في رواية عبد العزيز بن أبي سلمة :هلال بن أبي هلال.

8838 - (ت) عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - قال : «مكتوب في التوراة : صفة محمد - صلى الله عليه وسلم- ، وعيسى بن مريم عليه السلام يُدفن معه» ، فقال أبو مودود المدني : قد بَقيَ في البيت (1) موضِعُ قبر . أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) أي في حجرة عائشة رضي الله عنها .
(2) رقم (3621) في المناقب ، باب رقم (1) ، وإسناده ضعيف ومع ذلك فقد قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3617) قال :حدثنا زيد بن أخزم الطائي البصري، حدثنا أبو قتيبة سلم بن قتيبة حدثني أبو مودود المدني، حدثنا عثمان بن الضحاك، عن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبيه عن جده، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب.

8839 - (م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أتاه جبريل عليه السلام - وهو يلعب مع الغلمان - فأخذه فصرعه فشقَّ عن قلبه فاستخرجه ، فاستخرج منه عَلَقة ، فقال : هذا حَظُّ الشيطان منك ، ثم غَسَلَهُ في طَسْتٍ من ذهبٍ بماء زمزم ، ثم لأَمَه ، ثم أعاده في مكانه ، وجاء الغلمان يسعون إِلى أمه - يعني ظِئره- فقالوا : إن محمداً قد قُتِلَ ، فاستقبلوه -[263]- وهو منتقع اللون ، قال أنس : وقد كنت أرى ذلك المخيط في صدره» . أخرجه مسلم .
واختصره النسائي قال : «إن الصلاة فرِضَتْ بمكة ، وإن ملَكين أتيا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فذهبا به إلى زمزم ، فَشَقَّا بطنه ، فأخرجا حشوه في طَسْتٍ من ذهب ، فغسلاه بماء زمزم ، ثم كبسا جوفه حكمة وعلماً» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العَلَقَةُ) : القِطْعةُ من الدم .
(منتقِع) يقال : انتُقِع لونه وامتُقِع : إذا تَغَيّر .
__________
(1) رواه مسلم رقم (162) في الإيمان ، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات ، والنسائي 1 / 224 و 225 في الصلاة ، باب أين فرضت الصلاة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/121) قال :حدثنا يزيد بن هارون.وفي (3/149) قال : حدثنا حسن بن موسى.
وفي (3/288) قال :حدثنا عفان.وعبد بن حميد (1308) قال :حدثنا حجاج بن منهال. ومسلم (1/101) قال :حدثنا شيبان بن فروخ.
خمستهم - يزيد، وحسن، وعفان، وحجاج، وشيبان - عن حماد بن سلمة، عن ثابت، فذكره.
وأخرجه النسائي (1/224) قال : أخبرنا سليمان بن داود، عن ابن وهب، قال : أخبرني عمرو بن الحارث، أن عبد ربه بن سعيد حدثه، أن البناني حدثه، فذكره.

8840 - (د) أبو موسى الأشعري- رضي الله عنه- قال : «أمرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أصحابه أن يأتوا النجاشي - قال : ... وذكر حديثه وموته وصلاةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على النجاشي - قال أبو موسى : فوجدناهم فأقمنا معهم ، قال : وسمعت النجاشي يقول : أشهد أن محمداً رسول الله ، وأنه الذي بَشَّر به عيسى ، ولولا ما أنا ما فيه من الملك ، وما تحملت من أمر الناس ؛ لأتيته حتى أحمل نعليه» أخرجه أبو داود .
وأول روايته قال : «أمرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن ننطلق إلى أرض -[264]- النجاشي ... - وذكر حديثه - فقال النجاشي : أشهد أنه رسول الله..» وذكر الحديث (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3205) في الجنائز ، باب في الصلاة على المسلم يموت في بلاد الشرك ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه عبد بن حميد (550) قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى.وأبو داود (3205) قال :حدثنا عباد بن موسى، قال :حدثنا إسماعيل يعني ابن جعفر.
كلاهما - عبيد الله، وإسماعيل - عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة بن أبي موسى، فذكره.

8841 - (خ) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : «ما سمعت عمر يقول لشيء قطُّ : إني لأظنه كذا إلا كان كما يظن ، بينما عمر جالس : إذ مَرَّ به رجل جميل ، فقال : لقد أخطأ ظني ، وإن هذا على دِينه في الجاهلية - أو لقد كان كاهنهم - عليَّ الرَّجُلَ ، فَدُعِيَ له ، فقال له عمر : لقد أخطأ ظني أو إنك على دينك في الجاهلية ، أو لقد كنت كاهنَهم ، فقال : ما رأيت كاليوم استُقبِل به رجل مسلم ، قال : فإني أعزِم عليك إلا ما أخبرتني ، قال : كنت كاهنَهم في الجاهلية ، قال : فما أعْجَبُ ما جاءتك به جِنيُّتك ؟ قال : بينما أنا يوماً في السوق جاءتني أعرف فيها الفزع ، قالت :
أَلَمْ تَر الجنَّ وإِبْلاسَهَا ... ويَأسَها من بعد إنكاسها (1)
ولحوقها بالقلاص وأَحلاسها
قال عمر : صدق ، بينا أنا نائم عند آلهتهم ، إذ جاء رجل بعِجْل فذبحه ، فصرخ به صارخ لم أسمع صارخاً أشد صوتاً منه ، يقول : يا جَليح أمرٌ نَجيح ، رجل فصيح ، يقول : لا إِله إلا الله ، فوثبَ القوم ، قلت : لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا ، ثم نادى : يا جَليح ، أمرٌ نجيح ، رجل فصيح ، يقول : -[265]- لا إله إلا الله ، فَقُمتُ ، فما نَشَبْنَا أن قيل : هذا نبي» أخرجه البخاري (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الإبلاس) : التحيّر والدَهش .
(إنكاسها) : انقلابها عن أمرها .
(إيناسها) من آنَسَتُ الشيء بمعنى أبصرتُه ، فكأن الجن يئست مما كانت تدركه ببعثة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- .
(القلاص) جمع القَلُوص : وهي الناقة الشَّابَّةُ .
(الأحلاس) جمع حِلْس : وهو الكساء الذي يكون على ظهر البعير .
(الجَليح) اسم رجل ، و (النَّجيح) السريع ، ويجوز أن يكون من النجح والنجاح ، وهو الظَّفر بالمطلوب .
(ما نَشِبْتُ) أي : ما لبثت .
__________
(1) وفي بعض النسخ : إيناسها .
(2) 7 / 135- 138 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب إسلام عمر بن الخطاب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (5/61) قال :حدثنا يحيى بن سليمان، قال :حدثني ابن وهب، قال:حدثني عمر- هو ابن محمد بن زيد - بن عبد الله بن عمر-أن سالما حدثه عن عبد الله بن عمر فذكره.

الفصل الثاني : فيما كان منها بعد مبعثه
8842 - (خ م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : حدثني أبو سفيان بن حرب من فيه إِلى فيَّ قال : «انطلقت في المدَّة التي كانت بيني وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، قال : فبينا أنا بالشام ، إذ جِيء بكتاب من النبي إلى -[266]- هِرَقل ، قال : وكان دِحْية الكلبيُّ جاء به ، فدفعه إلى عظيم بُصْرى ، فدفعه عظيم بُصرى إلى هِرَقْل ، فقال هرقل : هل هاهنا أحد من قوم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبيٌّ ؟ قالوا : نعم ، فَدُعيتُ في نَفَر من قريش ، فدخلنا على هِرَقل ، فأَجلسنا بين يديه ، فقال : أيُّكم أقرب نسباً من هذا الرجل الذي يزعم أنه نبيٌّ ؟ قال أبو سفيان : فقلت : أنا ، فأجلسوني بين يديه ، وأجلسوا أصحابي خَلْفي ، ثم دعا بتَرجُمانه ، فقال : قل لهؤلاء : إني سائلٌ هذا عن هذا الرجل الذي يزعم أنه نبيٌّ ، فإن كَذَبَني فَكَذِّبوه ، قال أبو سفيان : وايْمُ الله ، لولا أن يُؤثَرَ عَلَيَّ الكَذِبُ لكذَبتُه ، ثم قال لتُرجمانه ، سَلْهُ : كيف حَسَبه فيكم ؟ قال : قلت : هو فينا ذو حَسَب ، قال : فَهَل كان من آبائه من مَلِك ؟ قلت : لا ، قال : فهل كنتم تتهمونَهُ بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ قلت : لا ، قال : فهل يَتْبَعه أشراف الناس أو ضعفاؤهم ؟ قال : قلتُ : لا ، بل ضعفاؤهم ، قال : أيزيدون أم ينقصون ؟ قلت : لا ، بل يزيدون ، قال : هل يَرتَدُّ أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سَخْطةً له ؟ قال : قلت : لا ، قال : فهل قاتلتموه ؟ قلت : نعم ، قال : فكيف كان قتالكم إياه ؟ قال : قلت : يكون الحربُ بيننا وبينه سِجالاً ، يُصيب منَّا ونُصيب منه ، قال : فهل يَغْدِر ؟ قال : قلت : لا ، ونحن منه في هذه المدة ، لا ندري ما هو صانع فيها ؟ - قال : والله ما أمكنني من كلمة أُدخل فيها شيئاً غير هذه - قال : فهل قال هذا القولَ أحدٌ قبله ؟ -[267]- قلت : لا ، ثم قال لترجمانه : قل له : إني سألتك عن حسبه فيكم ، فزعمت أنه فيكم ذو حسب ، وكذلك الرسل تُبعَثُ في أحساب قومها ، وسألتك : هل كان من آبائه مَلك ؟ فزعمت أن لا ، فقلتُ : لو كان من آبائه مَلِكٌ ، قلتُ : رجل يطلب مُلك آبائه ، وسألتك عن أتباعه : أضُعَفاؤهم أم أشرافهم ؟ فقلتَ : بل ضعفاؤهم ، وهم أتباع الرسل ، وسألتك : هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ، فزعمت : أن لا ، فعرفتُ أنه لم يَكن لِيدَعَ الكذب على الناس ، ثم يذهبَ فيكذبَ على الله ، وسألتك : هل يرتدُّ أحد منهم عن دينه بعد أن يدخل فيه سَخطةً له ؟ فزعمت : أن لا ، وكذلك الإيمان إذا خالط بشاشةَ القلوب ، وسألتك : هل يزيدون أم ينقصون ؟ فزعمت أنهم يزيدون وكذلك الإيمان حتى يتم ، وسألتك : هل قاتلتموه ؟ فزعمت : أنكم قاتلتموه ، فتكون الحرب بينكم وبينه سِجالاً ، ينال منكم وتنالون منه ، وكذلك الرسُل تُبْتَلَى ، ثم تكون لها العاقبة ، وسألتك : هل يغدِر ؟ فزعمت : أنه لا يغدِر ، وكذلك الرسل لا تَغدِرُ ، وسألتك : هل قال هذا القول أحدٌ قبله ؟ فزعمت : أن لا ، فقلت : لو كان قال هذا القول أحد قبله ، قلت : رجل ائتمَّ بقول قيل قبله ، ثم قال : بما يأمركم ؟ قلنا : يأمرنا بالصلاة ، والزكاة ، والصِّلة ، والعفاف ، قال : إن يَكُ ما تقول حقاً : فإنه نبي ، وقد كنتُ أعلم أنه خارج ، ولم أكُ أظنه منكم ، ولو أني أعلم أني أخلُصُ إِليه لأحْبَبْتُ لقاءهُ ، ولو كنت عنده -[268]- لغسلتُ عن قدميه ، وليبلُغَنَّ ملكُه ما تحت قَدَميَّ ، ثم دعا بكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقرأه ، فإذا فيه : بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله ، إلى هرقل عظيم الروم ، سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد : فإني أدعوك بدِعاية الإِسلام ، أسْلِمْ تَسْلَم ، وأسْلِمْ يُؤْتِك الله أجرك مرتين ، فإن تولَّيت فإن عليك إثم الإرِيسيِّين و {يا أهلَ الكتابِ تعَالَوْا إِلى كلمةٍ سواء بيننا وبينكم أَن لا نَعبُد إلا الله وَلا نُشْرِك به شيئاً ولا يتخذَ بعضُنا بعضاً أرباباً مِن دون الله فإن تولّوْا فقولوا اشهدوا بأَنَّا مُسلِمون} [آل عمران : 64] فلما فرغ من قراءة الكتاب ارتفعت الأصوات عنده ، وكَثُرَ اللَّغَط ، وأمرَ بنا فأُخْرِجنا ، قال : فقلت لأصحابي حين خرجنا : لقد أمِرَ أمرُ ابنِ أبي كَبْشة ، إنه ليخافُهُ مَلِكُ بني الأصفر ، فما زلتُ مُوقِناً بأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنه سيظهر ، حتى أدخل الله عَلَيَّ الإسلام .
قال الزهري : فدعا هِرَقْلُ عظماء الروم ، فجمعهم في دارٍ له ، فقال : يا معشر الروم ، هل لكم في الفلاح والرشد آخرَ الأبد ، وأن يثبت لكم مُلككم ؟ قال : فحاصُوا حَيْصَة حُمُر الوحش إلى الأبواب فوجدوها قد أُغْلِقتْ ، قال : عَلَيَّ بهم ، فدعا بهم ، فقال : إني اختبرتُ شِدّتكم على دينكم ، فقد رأيت منكم الذي أحببتُ ، فسجدوا له ورضوا عنه» .
هذا لفظ حديث البخاري من رواية هشام بن يوسف وعبد الرزاق عن مَعْمَر . -[269]-
وعند مسلم من حديث محمد بن رافع وغيره عن عبد الرزاق عن معمر نحوه من أوله إلى قوله : «حتى أدخل الله عَلَيَّ الإِسلام» . وطرف من حديث صالح عن ابن شهاب بهذا الإسناد ، قال فيه : وزاد في الحديث «وكان قَيصَر لمَّا كَشَف الله عنه جنود فارس مَشَى من حِمْصَ إلى إِيلياء ، شكراً لما أبلاه الله» .
قال مسلم : وقال في الحديث : «من محمد عبد الله ورسوله» ، وقال : «إثم اليريسيِّين» ، وقال : «بداعية الإسلام» هذا القدر ذكره مسلم من رواية صالح .
قال الحميدي : وتمامها في كتاب البَرْقاني متصلاً بقوله : «شكرا ًلما أبلاه» : «فلما جاء قيصرَ كتابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، قال حين قرأه : التمسوا هاهنا أحداً من قومه ، نسألهم عن رسول الله ؟ قال ابن عباس : فأخبرني أبو سفيان بن حرب : أنه كان بالشام ، قَدِمُوا تُجَّاراً في المدة التي كانت بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وبين كفار قريش ، قال أبو سفيان : فوجدنا رسول قيصَرَ ببعض الشام ، فانطلق بي وبأصحابي حتى قدمنا إِيلياء ، فأُدْخِلنا عليه ، فإذا هو جالس في مجلس ملكه ، عليه التاج ، وإذا حوله عظماء الروم ، فقال لترجمانه : سَلْهم أيُّهم أقرب نسباً إلى هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟» . وذكر نحو ما تقدم من حديث معمر. وفي حديثه «فإن عليك إثم الأريسيِّين» يعني الحرّاثين ، وفي رواية «إثم الرَّكوسيين» . -[270]-
وللبخاري في رواية أخرى نحو حديث معمر ، وفيه : «قال ماذا يأمركم ؟ قلت : يقول : اعبدوا الله وحده ، ولا تشركوا به شيئاً ، واتركوا ما يقول آباؤكم ، ويأمرنا بالصلاة ، والصدق ، والعفاف والصلة» وقال في الجواب أيضاً : إعادة هذا الحديث ، وقال في أخرى : «فما زلتُ ذليلاً مستيقناً بأن أمره سيظهر ، حتى أدخل الله على قلبي الإسلام وأنا كاره ، قال : وكان ابن الناطور صاحبَ إِيلياء ، وهرقل أَسْقَفَهُ على نصارى الشام - يُحَدِّث : أن هرقل حين قَدِمَ إِيلياء ، أصْبحَ يوماً خبيث النفس ، فقال بعض بطارقته : قد استنكرنا هَيئتك - قال ابن الناطور : وكان هرقل حَزّاء ، ينظر في النجوم - فقال لهم حين سألوه : إني رأيت الليلةَ حين نظرت في النجوم مَلِكَ الختان قد ظهر ، فمن يختتن من هذه الأمة ؟ قالوا : ليس يختتن إلا اليهود ، فلا يَهُمَّنَّك شأنهم ، واكتب إلى مدائن ملكك فليقتلوا من فيها من اليهود ، فبينما هم على أمرهم أُتِيَ هرقلُ برجل أرسل به ملك غَسّان يخبر عن خبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فلما استخبره هرقل ، قال : اذهبوا ، فانظروا : أمختتِن هو ؟ فنظروا إليه ، فحدَّثوه أنه مختتِن ، وسأله عن العرب ؟ فقال : هم يخْتَتِنُون ، فقال هرقل : هذا مَلِكُ هذه الأمة قد ظهر ، ثم كتب هرقلُ إِلى صاحب له بِرُومية - وكان نظيره في العلم - وسار هرقل إلى حمص ، فلم يَرِمْ حمص حتى أتاه كتابٌ من صاحبه ، يوافق رأيَ هرقل على خروج النبي - صلى الله عليه وسلم- ، وأنه نبي ، فأذنَ هرقلُ لعظماء الروم في دَسْكَرة له -[271]- بحمص ، ثم أمر بأبوابها فغلقت ، ثم قال : يا معشر الروم ، هل لكم في الصلاح والرشد ، وأن يثبت ملككم ، فتبايعوا هذا النبي ؟ فحاصوا حَيْصةَ حُمُر الوحش إلى الأبواب ، فوجدوها قد غلِّقت ... ثم ذكر نحو ما في حديث معمرٍ إلى آخر هذا الفصل - ثم قال : فكان ذلك آخرُ شأنُ هرقل» .
وفي رواية الترمذي عن ابن عباس «أن أبا سفيان أخبره : أن هرقل أرسل إِليه في نَفَر من قريش ، وكانوا تجاراً بالشام ، فأتوه ... فذكر الحديث قال : ثم دعا بكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقُرئ ، فإذا فيه : بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم ، السلام على من اتبع الهدى ، أما بعد» هذا القدر أخرجه الترمذي في باب : كيف يكتب إلى أهل الشرك لحاجته إليه ، وهو فصل من الحديث بطوله ، ولم نثبت للترمذي علامة لقلة ما أخرج منه (1) .
-[272]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مادَّهم) أي : صالحهم إلى مدة استقرت بينهم .
(يؤثَرُ عليَّ الكذب) أي : يُروَى عَنِّي ويُنسَبَ إليَّ .
(الحرب سِجال) متماثلة : تارة لهؤلاء ، وتارة لهؤلاء ، وهو من المساجلة : المفاخرة ، وهي أن تصنع مثل صنيع قِرنك ، وأصله من السَّجْل ، وهو الدلو لأن لِكْلِّ واحدٍ من الواردين دَلواً مثل ما للآخر ، أو لكلِّ واحدٍ منهم يوم في الاستقاء .
(البشاشة) : انشراح القلب بالشيء ، والفرح بقبوله ، وأصله في اللقاء وهو الملاطفة في الملقى .
(الغَدْر) : ضد الوفاء ، وهو نقض العهد .
(صلة الأرحام) : كل ما أمر الله به أن يوصَل إلى الأقارب ، من أنواع البر والإحسان .
(العِفَّة والعَفَاف) : الكف عَمَّا لا يحلُّ لك .
(التجشُّم) : التكلُّف وإتعاب النفس في طلب الغرض والحاجات .
(الأريسيِّين) قال الحميديُّ : كذا وقع في رواية أصحاب الحديث «الأريسيُّون» «واليَريسيُّون» وأهل اللغة يقولون «الإرِّيسُون» واحدهم «إرِّيسٌ» بوزن قِنْديل ، وقد تفتح الهمزة ، وقد تخفَّفُ ، تقول : أرّس يُؤرّس تأريساً ، فهو إرّيس وأرِّيس ، وأَرَسَ يأرِسُ أرْساً فهو أريس، والأريس - مشدداً ومخففاً – الأكّار ، وهو الفلاح ، وقد يجمع على أراريس -[273]- وأرارسة ، وهي لغةٌ شاميَّةٌ ، وقال : وإنما قال : «عليك إثم الأكَّارين» لأن الغالب عليهم أن يكونوا أهل جهلٍ وجَفَاء وقِلَّةِ دِينٍ ، لا يرجعون إلى معرفة ، وقيل : إنَّ أهلَ السواد وما والاه كانوا أهل فِلاحة ، وهم رَعية كِسْرَى ، ودِينهم المجوسيَّة ، فأعلمه : أنَّه إن لم يؤمن - وهو من أهل الكتاب - كان عليه إثم المجوس الذي لا كتاب لهم . وفي بعض روايات هذا الحديث «اليَريسيون» وهم الحرَّاثون ، فإن صحت الرواية ، فقد أُبْدِلَ من الهمزة ياء ، وفي بعض الروايات «الرَّكوسِيِّين» وهم القائلون بالرَّكوسيَّة ، وهي دين بين النصارى والصابئين ، لعل بعض من لا يتديَّن بالنصرانية منهم يُبطن الرَّكوسيَّة ويتديَّن بها .
(اللغط) : اختلافُ الأصوات ، واختلاطُها ، والهَذَرُ من القول .
(لقد أَمِرَ أَمْرُ ابن أبي كبشة) أي : كبر شأنه وعظم واتَّسع ، وكان المشركون ينسبون النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- إلى أبي كبشة ، لأن أبا كبشة الخزاعي ، واسمه وَجْز ، كان خالف قريشاً في عبادة الأوثان ، وعبد الشِّعْرى العبور ، وهو النجم المعروف في نجوم السماء فلما خالفهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في عبادة الأصنام شبَّهوه به ، وقيل : كان جدَّ جدِّ النبي - صلى الله عليه وسلم- لأمه ، أرادوا : أنه نزع إليه في الشبه .
(بني الأصفر) بنو الأصفر : هم الروم ، سموا بذلك لما يعرض لألوانهم في الغالب من الصفرة . -[274]-
(حاصوا حَيْصة) أي : نفروا نفرةً ، وجالوا جَوْلَةً ، وهو من المحيص : المهرب ، والملجأ ، والميل من جهة إلى أخرى .
(وهرقل أَسْقَفَه على نصارى الشام) أي : جعله أُسْقُفاً ، والسَّقَفَ والسقِّيفي : مرتبة يلونها من قبل الملك ، والسقَف في اللغة : طول في انحناء ، ويحتمل أن يسمى أُسْقُفاً لخضوعه وانحنائه .
(الحَزّاء والحازي) الذي يحزر الأشياء ويقدِّرها بظنه ، ويقال لخارص النخل : الحازي : تقول منه : حَزَوت الشيء أحزوه وأحزيه ، لغتان ، ويقال للذي ينظر في النجوم : حَزَّاء ، من قِبل هذا ، لأنه ينظر في النجوم وأحكامها بظنه وتقديره ، فربما أصاب .
(فلم يَرِم) رام يريم : إذا زال من مكانه ، ولم يرم من مكانه ، أي : لم يبرح .
(الدَّسْكرة) : واحدة الدساكر ، وهي القصور .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 30 - 42 في بدء الوحي ، وفي الإيمان ، باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان ، وفي الشهادات ، باب من أمر بإنجاز الوعد ، وفي الجهاد ، باب قوله تعالى : {هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين} ، وباب هل يرشد المسلم أهل الكتاب أو يعلمهم الكتاب ، وباب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام والنبوة ، وباب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " نصرت بالرعب مسيرة شهر " ، وباب فضل الوفاء بالوعد ، وفي تفسير سورة آل عمران ، باب {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله} ، وفي الأدب ، باب صلة المرأة أمها ولها زوج ، وفي الاستئذان ، باب كيف يكتب إلى أهل الكتاب ، وفي الأحكام ، باب ترجمة الحكام ، ومسلم رقم (1773) في الجهاد ، باب كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل يدعوه إلى الإسلام ، ورواه أيضاً الترمذي رقم (2718) في الاستئذان ، ما جاء كيف يكتب لأهل الشرك .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/262) (2370) قال :حدثنا يعقوب، قال :حدثنا ابن أخي ابن شهاب.وفي (1/263) (2371) قال حدثنا يعقوب، قال :حدثنا أبي، عن صالح بن كيسان.وفي (1/263) (2372) قال :حدثنا عبد الرزاق، عن معمر.والبخاري (1/5و 4/66و9/94) .وفي الأدب المفرد) (1109) .وفي خلق أفعال العباد (63) قال :حدثنا أبو اليمان، الحكم بن نافع، قال : أخبرنا شعيب، وفي (1/20 3،/236 و4/54) وفي خلق أفعال العباد (630) قال : حدثنا إبراهيم بن حمزة، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان.وفي (4/22و123) .وفي خلق أفعال العباد (63) قال : حدثنا يحيى بن بكير، قال :حدثنا الليث، قال حدثني يونس.وفي (6/43) قال :حدثنا إبراهيم بن موسى، عن هشام، عن معمر. (ح) وحدثني عبد الله بن محمد، قال :حدثنا عبد الرزاق، قال :أخبرنا معمر. وفي (8/5) قال :حدثنا يحيى بن قال : حدثنا الليث، عن عقيل.وفي (8/72) قال : حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن، قال : أخبرنا عبد الله، قال : أخبرنا يونس.وفي خلق أفعال العباد (63) قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا الليث، قال : حدثنا يونس. وفي (64) قال : حدثنا عمرو بن زرارة، قال : حدثنا زياد، عن ابن إسحاق. مسلم (5/163) قال :حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وابن أبي عمر، ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد، قال ابن رافع، وابن أبي عمر :حدثنا.وقال الآخران : أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر.و (5/166) قال : حدثنا حسن الحلواني، وعبد بن حميد، قالا :حدثنا يعقوب، وهو ابن إبراهيم بن سعد - قال :حدثنا أبي، عن صالح.وأبو داود (5136) قال :حدثنا محمد بن يحيى، قال :حدثنا عبد الرزاق، عن معمر. والترمذي (2717) قال : حدثنا سويد، قال : أنبأنا عبد الله، قال : أنبأنا يونس، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (8450) عن أبي داود. سليمان بن سيف، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه.
سبعتهم - ابن أخي ابن شهاب، وصالح بن كيسان، ومعمر، وشعيب، ويونس، وعقيل، وابن إسحاق- عن الزهري، قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن عبد الله بن عباس أخبره، فذكره.
* - الروايات مطولة ومختصرة.

8843 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : «كان الجن يصعدون إِلى السماء ، يستمعون الوحي ، فإِذا سمعوا الكلمة زادوا عليها تِسعاً ، فأما الكلمة : فتكون حقاً ، وأما ما زادوا : فيكون باطلاً ، فلما بُعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مُنعت الجنُّ مقاعِدَها من السماء بالشُّهب ، قال : ولم تكن النجوم يُرمَى بها قبل ذلك ، فقال لهم إِبليس : ما هذا إلا لأمرٍ حدث ، فبعث جنوده ، فوجدوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قائماً يصلي بين جبلين بمكة ، فأتوه فأخبروه ، -[275]- فقال : هذا الحدَث الذي حَدَث في الأرض» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3321) في التفسير ، باب ومن سورة الجن ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/274) (2482) قال :حدثنا أبو أحمد، قال :حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق. وفي (1/323) (2979) قال :حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن سماك.والترمذي (3324) قال : حدثنا محمد بن يحيى، قال :حدثنا محمد بن يوسف، قال :حدثنا إسرائيل، قال :حدثنا أبو إسحاق. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (5588) عن أبي داود الحراني، عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق.
كلاهما - أبو إسحاق، وسماك - عن سعيد بن جبير، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.

الباب الثالث : في بدء الوحي وكيفية نزوله
8844 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها - قالت : «أولُ ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من الوحي : الرؤيا الصالحةُ في النوم ، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فَلَق الصبح ، ثم حُبِّب إليه الخلاء ، وكان يخلو بغار حِراء ، فيتَحَنَّث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد قبل أن ينْزِع إلى أهله ، ويتزوَّد لذلك ، ثم يرجع إلى خديجة ، فيتزود لمثلها ، حتى جاءه الحق - وفي رواية : حتى فجأه الحق - وهو في غار حراء ، فجاءه الملك ، فقال : اقرأ ، قال : قلت: ما أنا بقارئ ، قال : فأخذني فغَطّني ، حتى بلغ مني الجَهْد ، ثم أرسلني ، فقال: اقرأ ، فقلت : ما أنا بقارئ ، قال : فأخذني فغطني الثانية ، حتى بلغ مني الجَهْد ، ثم أرسلني ، فقال : اقرأ ، فقلت : ما أنا بقارئ ، فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجَهد ، ثم أرسلني فقال : {اقرأ باسم ربك الذي خلق . -[276]- خلق الإِنسانَ مِن عَلَق . اقرأ وربُّك الأكرم . الذي علَّم بالقلم . علَّم الإِنسان ما لم يعلم} فرجع بها رسولُ الله - صلىالله عليه وسلم- يَرْجُف فؤاده ، فدخل على خديجة بنت خُويلد ، فقال : زمِّلوني ، زمِّلوني ، فزمَّلوه حتى ذهب عنه الرَّوْع ، فقال لخديجة - وأخبرها الخبر - لقد خشيتُ على نفسي ، فقالت له خديجة : كلا ، أبشر ، فوالله لا يُخزيك الله أبداً ، إنك لَتَصِلُ الرحم ، وتَصْدُق الحديث ، وتحمل الكَلَّ ، وتَكسِب المعدوم ، وتَقْرِي الضيف ، وتُعين على نوائب الحق ، فانطلقتْ به خديجة ، حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العُزَّى بن قصي - وهو ابن عم خديجة ، أخي أبيها - وكان امرءاً تَنَصّر في الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العِبْرانيّ ، فكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب ، وكان شيخاً كبيراً قد عمي ، فقالت له خديجة : يا ابن عم ، اسمع من ابن أخيك ، فقال له ورقة : يا ابن أخي ، ماذا ترى ؟ فأخبره رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- خبر ما رأى ، فقال له ورقة : هذا الناموس الذي نزَّل على موسى ، يا ليتني فيها جَذَعاً ، ليتني أكون حَيّاً إِذ يُخْرِجُكَ قومُك ، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أوَ مُخْرِجيّ هم ؟ قال : نعم ، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت بِهِ إِلا عُودي ، وإن يُدْرِكْني يومُك حَياً أنْصُرْك نصراً مُؤَزَّراً ، ثم لم يَنْشَبْ ورقة أن تُوُفِّيَ ، وفَتَرَ الوَحي» .
قال البخاري : وتابعه هلال بن رَدَّاد عن الزهري ، وقال يونس ومعمر : -[277]- «ترجف بوادره» وفي حديث معمر عن الزهري عند مسلم «فوالله لا يحزنك الله أبداً» بالحاء والنون .
وزاد البخاري في رواية أخرى قال : «وفتر الوحي فترة ، حتى حزن النبي - صلى الله عليه وسلم- فيما بلغنا - حزناً غدا منه مراراً يَتَردَّى من رؤوس شواهق الجبال ، فكلما أوفَى بِذِرْوَةِ جبل لكي يُلْقِيَ نفسه منه : تبدّى له جبريل ، فقال : يا محمد إنك رسولُ الله حقاً ، فَيسْكُن لذلك جأشُه وتقر نفسه فيرجع ، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك ، فإذا أوفى بذروة جبل تبدَّى له جبريل ، فقال له مثل ذلك» (1) .
وأخرج الترمذي طرفاً من هذا الحديث قالت : «أول ما ابتُدئ بهِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من النبوة حين أراد الله كرامته ورحمة العباد به : أن لا يرى رؤيا إلا جاءَت كفَلَق الصبح ، فمكث على ذلك ما شاء الله أن يمكث ، وحُبَّب إِليه الخلوة ، فلم يكن شيء أحبَّ إليه من أن يخلو» .
هذا القدر أخرجه منه الترمذي ، ولقلة ما أخرج منه لم نثبت له علامة (2) . -[278]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(التحنُّث) : التعبُّد [وهو] أن يفعل فعلاً يخرج به من الحنث ، وهو الإثم .
(نزعت إلى أهلي) أي : رَجعتُ .
(غطَّه) إذا حطه بشدة كما يغطه في الماء إذا بالغ في حطه فيه .
(الجَهْدُ) : بفتح الجيم : المشقَّة ، وبضمها : الطاقة ، وقيل : هما لغتان .
(زمّلوني) التزميل والتدثير واحد ، وهو التغطية والتلفُّف في الثوب .
(الكَلَّ) : الأثقال والحوائج المهمَّةُ والعِيال ، وكُلّ ما يتكلَّفه الإنسان من الأحوال ، ويحمله عن غيره ، فهو كَلّ ، وجعل الكَسْبَ لنفسه وأنَّه يصل إلى كلِّ معدوم ويناله ، فلا يتعذَّر عليه لتعذره ، وقيل : «يكسِبُ المعدوم» أي : يعطي الشيء المعدوم غيره ، ويوصله إلى كل من هو معدوم عنده ، يقال : كسبت مالاً : وكسّبْتُ زيداً مالاً : أي أعنته على كسبه ، ومنهم من عدَّاه بالألف ، يقال : أكسبتُ زيداً مالاً ، أي : جعلته يكسبه والقول الثاني أولى القولين ، لأنه أشبه بما قبله في باب التفضُّل والإنعام ، إذا لا إنعام أن يكسب هو لنفسه مالاً كان معدوماً عنده ، وباب الحظ والسعادة في الاكتساب غير باب التفضل والإنعام .
(الناموس) : صاحبُ سِرِّ الملك الذي لا يحضر إلا بخير ، ولا يُظْهِر إلا الجميل ، وسمّي جبريل -عليه السلام- ناموساً ، لأنه مخصوص بالوحي والغيب الذي لا يطَّلع عليهما أحدٌ من الملائكة سواه . -[279]-
(جَذَعاً) الجذَع هاهنا : كناية عن الشباب ، يقول : يا ليتني كنتُ شاباً عند ظهورك لأنصرك وأعينك " نصراً مؤزراً " أي : مؤكَّداً قوياً .
(ترجُف بوادره) تَخْفِق و «بوادره» جمع بادرةٍ ، وهي اللحمة تكون بين عنق الإنسان ومنكبه، وكذلك في غير الإنسان .
(يتردَّى) التردَّي : الوقوع من موضعٍ عالٍ .
(الشواهق) : الجبال العالية ، الواحد : شاهق .
(أوفَى) : أشرف على الشيء «وذِرْوَة» كل شيء : أعلاه .
(الجأش) : الجنان والقلب .
__________
(1) هذه الزيادة من بلاغات الزهري ، كما ذكره الحافظ في " الفتح " ، وليست موصولة .
(2) رواه البخاري 1 / 21 - 27 في بدء الوحي ، وفي الأنبياء ، باب {واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصاً} ، وفي تفسير سورة {اقرأ باسم ربك الذي خلق} ، وفي التعبير ، باب أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة ، ومسلم رقم (160) في الإيمان ، باب بدء الوحي برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورواه أيضاً الترمذي رقم (3636) في المناقب ، باب رقم (13) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (6/153) قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال :حدثنا ابن مبارك ، عن معمر ويونس.وفي (6/223) قال :حدثنا حجاج.قال :أخبرنا ليث بن سعد.قال :حدثني عقيل بن خالد.وفي (6/232) قال : حدثنا عبد الرزاق.
قال :حدثنا معمر والبخاري (1/3و6/214 و215و9/37) قال :حدثنا يحيى بن بكير.قال :حدثنا الليث، عن عقيل.وفي (4/184 و6/216) قال :حدثنا عبد الله بن يوسف.قال :حدثنا الليث.قال : حدثني عقيل.وفي (6/214) قال :حدثني سعيد بن مروان. قال :حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة. قال: أخبرنا أبو صالح سلمويه.قال :حدثني عبد الله، عن يونس بن يزيد.وفي (6/216 و9/37) قال:حدثنا عبد الله بن محمد.قال :حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر.ومسلم (1/97 و98) قال: حدثني أبوالطاهر، أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن سرح.قال : أخبرنا ابن وهب. قال : أخبرني يونس (ح) وحدثني محمد بن رافع.قال :حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر. (ح) وحدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث.قال : حدثني أبي، عن جدي، قال : حدثني عقيل بن خالد.والترمذي (3632) قال :حدثنا الأنصاري إسحاق بن موسى، قال : حدثنا يونس بن بكير.قال : أخبرنا محمد بن إسحاق.
أربعتهم - معمر، ويونس بن يزيد، وعقيل بن خالد، وابن إسحاق - عن ابن شهاب الزهري، عن عروة ابن الزبير، فذكره.
*الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة.

8845 - (خ م ت) يحيى بن أبي كثير قال : «سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أول ما نزل من القرآن قال : {يَا أَيُّها المُدثِّر} قلت : يقولون {اقْرأ باسمِ ربك} قال أبو سلمة : سألت جابراً عن ذلك ، فقلت له مثل قلتَ لي ، فقال لي جابر : لا أُحَدثك إلا ما حدثنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، قال : جاورت بحراءٍ شهراً ، فلما قضيت جواري ، هَبَطت ، فنوديت ، فنظرتُ عن يميني فلم أرَ شيئاً ، ونظرت عن شمالي فلم أر شيئاً ، ونظرت خلفي ، فلم أر شيئاً ، فرفعت رأسي ، فرأيت شيئاً ، فأتيت خديجة ، فقلت : دَثِّروني ، فدَثَّروني ، وصبُّوا عليَّ ماء بارداً ، فنزلت {يَا أَيُّها المدثر . قُمْ فأَنذِر . ورَبَّكَ فكَبِّر . وثيابَكَ فطهر . والرجز فاهجُرْ} [المدثر : 1-5] وذلك قبل أن تفرض الصلاة» . -[280]-
وفي رواية «فلما قضيت جواري هبطتُ فاسْتَبْطَنْتُ الوادي ، فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي ، فلم أر أحداً ، ثم نوديت ، فنظرت فلم أر أحداً ، ثم نوديت ، فرفعت رأسي ، فإِذا هو قاعد على عرشٍ في الهواء - يعني جبريل - فأخذتني رَجْفة شديدة ، فأتيت خديجة ، فقلت : دَثِّرُوني فدثَّروني ، وصبُّوا عليَّ ماءً بارداً ، فأنزل الله عز وجل {يَا أيها المدثر . قُمْ فَأَنذِر . وربكَ فَكَبِّر . وثيابَكَ فطهر}» .
وفي رواية «فإِذا هو جالِسٌ على العرشِ بين السماء والأرض» .
وفي رواية عن أبي سلمة عن جابر قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم- يحدِّث عن فترة الوحي ، فقال لي في حديثه : «فبينا أنا أمشي ، سمعتُ صوتاً من السماء ، فرفعت رأسي ، فإذا الملَك الذي جاءني بحراءٍ جالس على كرسي بين السماء والأرض ، فجُئِثْتُ منه رُعْباً ، فرجعت ، فقلت : زمِّلوني زمِّلوني ، فدثَّروني ، فأنزل الله عز وجل {يَا أَيُّهَا المُدثِر . قُم فَأَنذِر . وربكَ فكَبِّر . وثيابكَ فطهر . والرجز فاهجر} قبل أن تُفرض الصلاة . والرجز هي الأوثان» .
وفي أخرى «فجُئِثْت منه حتى هَوَيتُ إلى الأرض» وفيه قال أبو سلمة : «والرجز الأوثان» قال : «ثم حَمِي الوحيُ ، وتتابع» .
وأول هذه الرواية : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «ثم فتر الوحي عني فترة ، فبينا أنا أمشي - ثم ذكر نحوه» . -[281]- أخرجه البخاري ومسلم ، وأخرج الترمذي نحو الرواية الثالثة (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جِواري) المجاورة ، أراد بها : لزومَ المكان والاعتكاف فيه .
(فجُئِثْتُ منه) يقال : «جُئِثْت» بهمزة قبل ثاء ، وبثاءين ، وبياءٍ وتاء : كلمة بمعنى فَزِعْتُ ، والذي في الرواية : الأول .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 26 و 27 في بدء الوحي ، وفي بدء الخلق ، باب ذكر الملائكة ، وفي تفسير سورة المدثر ، وفي تفسير سورة {اقرأ باسم ربك الذي خلق} ، وفي الأدب ، باب رفع البصر إلى السماء ، ومسلم رقم (161) في الإيمان ، باب بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:1- أخرجه أحمد (3/306) قال :حدثنا الوليد بن مسلم، قال :حدثنا الأوزاعي. (ح) وحدثنا وكيع، قال : حدثنا علي بن المبارك.وفي (3/306 و392) قال :حدثنا عفان، قال :أخبرنا أبان العطار.والبخاري (6/200) قال :حدثنا يحيى، قال:حدثنا وكيع، عن علي بن المبارك (6/201) قال:حدثني محمد بن بشار ، قال :حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وغيره، قالا :حدثنا حرب بن شداد. وفي (6/201) قال :حدثنا إسحاق بن منصور، قال :حدثنا عبد الصمد، قال : حدثنا حرب. مسلم (1/99) قال :حدثنا زهير بن حرب.قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال :حدثنا الأوزاعي.وفي (1/99) قال:حدثنا محمد بن المثنى، قال :حدثنا عثمان بن عمر، قال : أخبرنا علي بن المبارك.والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3152) عن محمود بن خالد، عن عمر بن عبد الواحد، عن الأوزاعي.
أربعتهم- الأوزاعي، وعلي، وأبان، وحرب بن شداد - عن يحيى بن أبي كثير.
2- وأخرجه أحمد (3/325) قال :حدثنا حجاج، قال : حدثنا ليث، قال :حدثنا عقيل. وفي (3/377) قال :حدثنا روح، قال :حدثنا محمد بن أبي حفصة. وفي (3/377) قال :حدثنا عبد الرزاق، عن معمر. والبخاري (1/4و6/201 و8/58) قال : حدثنا يحيى بن بكير، قال :حدثنا الليث، عن عقيل. وفي (4/141 و6/202) قال :حدثنا عبد الله بن يوسف، قال : أخبرنا الليث، قال : حدثني عقيل. وفي (6/201) قال :حدثني عبد الله بن محمد، قال :حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا معمر. وفي (6/214) قال :حدثني سعيد بن مروان، قال :حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، قال : أخبرنا أبو صالح سلمويه، قال : حدثني عبد الله، عن يونس بن يزيد.ومسلم (1/98) قال : حدثني أبو الطاهر قال : أخبرنا ابن وهب، قال : حدثني يونس. (ح) وحدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث، قال :حدثني أبي، عن جدي، قال :حدثني عقيل بن خالد. وفي (1/99) قال :حدثني محمد بن رافع، قال :حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا معمر.والترمذي (3325) قال : حدثنا عبد بن حميد، قال : أخبرنا عبد الرزاق، قال : حدثنا معمر.والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (3152) عن محمد بن رافع، عن حجين بن المثنى، عن الليث.
خمستهم - عقيل، وابن أبي حفصة، ومعمر، ويونس، والليث - عن ابن شهاب.
كلاهما - يحيى بن أبي كثير، وابن شهاب - عن أبي سلمة، فذكره..

8846 - (خ م ط ت س) عائشة - رضي الله عنها - أن الحارث بن هشام سأل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : «يا رسولَ الله ، كيف يأتيك الوحي ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أحياناً يأتيني في مثل صَلْصَلةِ الجرس - وهو أشدُّه عليّ - فيَفْصِم عني وقد وَعَيْتُ ما قال ، وأحياناً يتمثل لي الملَك رجلاً فيكلِّمني ، فأعِي ما يقول . قالت عائشة : ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جَبينه ليتفصّد عَرقاً» . أخرجه البخاري ومسلم ، والموطأ والترمذي ، واللفظ للبخاري .
وفي رواية النسائي إلى قوله : «فيفصم عني وقد وعيت عنه» ثم قال : -[282]- «وهو أشدُّ عليَّ ، وأحياناً يأتيني في مثل صورة الفتى ، فيَنْبذه إليَّ» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الصلصلة) : صوت الأشياء الصلبة اليابسة .
(فَصَم عني) : انفصل عني وفارقني .
(وعيت الكلام) : إذا حفظته وعرفته .
(ليَتَفَصَّدُ عَرَقاً) أي : جرى عرقه كما يجري الدم من الفِصَاد .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 17 و 18 في بدء الوحي ، وفي بدء الخلق ، باب ذكر الملائكة ، ومسلم رقم (2333) في الفضائل ، باب عرق النبي صلى الله عليه وسلم ، والموطأ 1 / 202 و 203 في القرآن ، باب ما جاء في القرآن ، والترمذي رقم (3638) في المناقب ، باب رقم (15) ، والنسائي 2 / 146 - 147 في الافتتاح ، باب جامع ما جاء في القرآن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (الموطأ) (143) .والحميدي (256) قال :حدثنا سفيان وأحمد (6/58و202) قال :حدثنا أبو أسامة حماد.وفي (6/158) قال :حدثنا محمد بن بشر.وفي (6/163) قال :حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا معمر. وفي (6/256) قال :قرأت على عبد الرحمن : مالك.وعبد بن حميد (1490) قال :أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر.والبخاري (1/2) وفي خلق أفعال العباد (55) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف، قال :أخبرنا مالك.وفي (4/136) ، وفي خلق أفعال العباد. (55) قال:حدثنا فروة.قال : حدثنا علي بن مسهر.وفي خلق أفعال العباد (55) قال :حدثنا : إسماعيل. قال: حدثنا مالك. (ح) وحدثنا مالك بن إسماعيل.قال : حدثنا ابن عيينة.ومسلم (7/82) قال:حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء.قال :حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثنا أبو كريب.قال :حدثنا أبو أسامة وابن بشر. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير.قال: حدثنا محمد بن بشر.والترمذي (3634) قال :حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري.قال :حدثنا معن.قال : حدثنا مالك.والنسائي (2 /146) ، وفي الكبرى (915) ،، وفي فضائل القرآن (4) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم.قال : أنبأنا سفيان.وفي (2/147) وفي الكبرى (916) قال : أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع عن ابن القاسم.قال : حدثني مالك.
ستتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، وأبو أسامة حماد بن أسامة، ومحمد بن بشر، ومعمر، وعلي بن مسهر - عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.
* أخرجه أحمد (6/158و257) قال :حدثنا عامر بن صالح الزبيري.قال : حدثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن الحارث بن هشام، أنه سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.... فذكر نحوه.
* رواية أبي أسامة مختصرة على : «إن كان لينزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الغداة الباردة : ثم تفيض جبهته عرقا.» .
* الروايات ألفاظها متقاربة.

8847 - (ت) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا نزل عليه الوحي : يُسْمَع عند وجهه كدَوِيِّ النحل ، فأُنْزِل عليه يوماً فمكثنا ساعة ، ثم سُرِّي عنه ، فقرأ : {قد أَفلَحَ المؤمنون} إلى عشر آيات منها من أولها [المؤمنون : 1-10] وقال : من أقام هذه العشر آيات دخل الجنة ، ثم استقبل القِبْلة ورفع يديه وقال : اللهم زِدْنا ولا تنقصنا ، وأكْرِمنا ولا تُهِنَّا ، وأَعْطِنَا ولا تَحْرِمنا ، وآثِرنا ولا تُؤثْر علينا ، اللهم أرضِنا وارضَ عنا» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3171) في التفسير ، باب ومن سورة المؤمنين ، ورواه أيضاً الحاكم ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أحمد (1/34) (223) .والترمذي (3173) قال : حدثنا محمد بن أبان.والنسائي في الكبري (1348) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن أبان، وإسحاق - عن عبد الرزاق، قال : أخبرني يونس بن سليم، قال : أملى علي يونس بن يزيد الأيلي، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبد القاري، فذكره.
* أخرجه عبد بن حميد (15) .والترمذي (3173) قال : حدثنا يحيى بن موسى، وعبد بن حميد، وغير واحد.قالوا :حدثنا عبد الرزاق ، عن يونس بن سليم، عن الزهري، عن عروه بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبد القاري، فذكره.ليس فيه - يونس بن يزيد -.
* قال النسائي: هذا حديث منكر، لا نعرف أحدا رواه غير يونس بن سليم، ويونس بن سليم لا نعرفه، والله أعلم.

8848 - (م) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال : «كان نبي الله - صلى الله عليه وسلم- إذا أُنزِلَ عليه كُرِب لذلك ، وتربَّدَ له وجهه» .
وفي رواية : «كان إذا أُنزِل عليه الوحي نكَّسَ رأسه ، ونكَّس أصحابه رؤوسهم ، فلما أبلَّ (1) رفع رأسه ورفعوا» .
وفي رواية : «كان إذا أُنْزِل عليه الوحي عرفنا ذلك فيه ، وغَمض عينيه ، وتربّد وجهه ، فنزل عليه يوماً فسكتنا ، فلما سُرِّي عنه قال : خذوا عني ، خذوا عني ، قد جعل الله لَهُنَّ سبيلا ، البِكْر بالبِكر جَلْدُ مائة ، ثم نَفْيُ عام ، والثَّيِّب بالثَّيِّب جلد مائة ثم الرجم» أخرجه مسلم (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تربّد) الرُّبدة في الألوان : غُبْرَةٌ مع سواد .
(أبلَّ) المريضُ من مرضه : إذا زال عنه ، وكذلك المغمى عليه ، والمراد : زوالُ ما كان يعرِض عند نزول الوحي ، وكذلك سُرِّي عنه ، أي : كشف عنه ذلك .
__________
(1) وفي نسخ مسلم المطبوعة : أتلي عنه ، أي ارتفع عنه الوحي .
(2) رقم (1690) في الحدود ، باب رجم الثيب في الزنا ، ورقم (2334) و (2335) في الفضائل ، باب عرق النبي صلى الله عليه وسلم في البرد وحين يأتيه الوحي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/317) قال: حدثنا عفان، قال : حدثنا حماد قال : أخبرنا قتادة، وحميد.
2- وأخرجه أحمد (5/313) والدارمي (2333) قال : أخبرنا عمرو بن عون ومسلم (5/115) قال:حدثنا يحيى بن يحيى التميمي (ح) وحدثنا عمرو الناقد. وأبو داود (4416) قال :حدثنا وهب ابن بقية، ومحمد بن الصباح بن سفيان. والترمذي (1434) قال :حدثنا قتيبة.والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (5083) عن قتيبة.
سبعتهم - أحمد، وعمرو بن عون، ويحيى بن يحيى، وعمرو الناقد، ووهب، وابن الصباح، وقتيبة - عن هشيم قال : أخبرنا منصور (هو ابن زاذان) .
3- وأخرجه أحمد (5/318) قال :حدثنا محمد بن جعفر، قال :حدثنا سعيد (هو بن أبي عروبة) وفي (5/320) قال : حدثنا شعبة (ح) وحدثنا حجاج قال : سمعت شعبة. وفي (5/320) قال : حدثنا عبد الله بن بكر قال :حدثنا سعيد. والدارمي قال : أخبرنا بشر بن عمر الزهراني، قال :حدثنا حماد بن سلمة ومسلم (5/115) قال :حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا :حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة (ح) وحدثنا محمد بن بشار قال :حدثنا معاذ بن هشام قال : حدثني أبي وفي (7/82) قال : حدثنا محمد بن المثنى قال : حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا سعيد. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال:حدثنا معاذ بن هشام قال :حدثنا أبي.وأبو داود (4415) قال : حدثنا مسدد، قال :حدثنا يحيى، عن سعيد بن أبي عروبة والنسائي (في فضائل القرآن) (5) قال : أخبرنا عمرو بن يزيد، قال : حدثنا سيف بن عبيد الله قال : حدثنا سرار هو بن مجشر عن سعيد بن وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (5083) عن محمد بن عبد الأعلى، عن يزيد بن زريع وعن سعيد أبي عروبة (ح) وعن شعيب بن يوسف عن يحيى القطان، عن سعيد بن أبي عروبة.
خمستهم - سعيد، وشعبة، وحماد، وهشام، وسرار - عن قتادة.
4- أخرجه النسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (5083) عن أحمد بن حرب الموصلي، عن قاسم بن يزيد بن الجرمي، عن سفيان، عن يونس بن عبيد.
أربعتهم - منصور، وقتادة، وحميد، ويونس، عن الحسن، عن حطان بن عبد الله الرقاشي، فذكره.
5-أخرجه عبد الله بن أحمد (5/327) قال :حدثنا شيبان بن أبي شيبة، قال : حدثنا جرير بن حازم، قال: حدثنا الحسن قال : قال عبادة فذكره. ليس فيه (حطان بن عبد الله الرقاشي) .
6- وأخرجه ابن ماجة (2550) قال : حدثنا بكر بن خلف أبو بشر، قال :حدثنا يحيى بن سعيد، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن يونس بن جبير، عن حطان بن عبد الله، عن عبادة بن الصامت، فذكره.

8849 - () أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : «كان إذا جاء الوحي لا يخفى علينا ، وإذا جاء ليس أحد يرفَع طَرَفَهُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حتى -[284]- ينقضي الوحي» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين، لم أهتد إليه.

8850 - (خ م س) يعلى بن أمية - رضي الله عنه - كان يقول لعمر : «ليتني أرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حين ينزل عليه الوحي ، فلما كان النبي - صلى الله عليه وسلم- بالجِعرَّانة وعليه ثوب قد أُظِلَّ به عليه ، ومعه ناس من أصحابه فيهم عمر ، إذ جاءه رجل مُتضمِّخ بطِيب ، فقال : يا رسول الله ، كيف ترى في رجل أحرم في جُبَّة بعد ما تَضَمَّخ بطِيب ؟ فنظر النبي - صلى الله عليه وسلم- ساعة ، ثم سكت ، فجاءه الوحيُ ، فأشار عمر إلى يَعْلَى : أن تعال ، فجاء يعلى فأدخل رأسه ، فإذا هو مُحَمرُّ الوجه ، يَغِطّ لذلك ساعة ، ثم سُرّي عنه ، قال : أين الذي سألني عن العمرة آنفاً ؟ فالتُمِسَ الرجل ، فجيء به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : أمّا الطِّيب الذي بك فاغسله ثلاث مرات ، وأما الجُبَّة : فانزعها ، ثم اصنع في عمرتك كما تصنع في حجك» .
وفي رواية قال : «كنتُ مع النبي - صلى الله عليه وسلم- ، فأتاه رجل عليه أثر صُفرة ... بنحوه» أخرجه البخاري ومسلم .
وفي رواية النسائي : قال صفوان بن يعلى : قال أبي : «ليتني أرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يُنزَل عليه ، فبينما نحن بالجِعْرَانة - والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في قُبَّةٍ - فأتاه الوحي ، فأشار إليَّ عمر : أن تعال ، فأدخلتُ رأسي القبّة ، فأتاه رجل -[285]- قد أحرم في جُبَّةٍ بعمرة متضمِّخٌ بطيب ، فقال : يا رسول الله ، ما تقول في رجل أحرم في جُبَّةٍ ؟ إذ أنزل عليه الوحي ، فجعل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يغِطَّ لذلك فسُرِّي عنه ، فقال : أين الرجل الذي سألني آنفاً ؟ فأتى الرجلُ ، فقال : أما الجُبَّةُ فاخلعها ، وأما الطِّيب : فاغسله ، ثم أحدِثْ إحراماً» .
قال النسائي : قوله : «ثم أحدِثْ إحراماً» ما أعلم أحداً قاله غير نوح بن حبيب ، ولا أحسبه محفوظاً ، والله أعلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(التَّضمُّخ بالطيب) : التلطُّخُ به .
(الغطيط) : صوت نَفَس النائم .
__________
(1) رواه البخاري تعليقاً 3 / 311 في الحج ، باب غسل الخلوق ثلاث مرات من الثياب ، وقد وصله مسلم رقم (1180) في الحج ، باب ما يباح للمحرم بحج أو عمرة ، والنسائي 5 / 130 في الحج ، باب الجبة في الإحرام .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (790) قال : حدثنا سفيان، قال :حدثنا عمرو.وفي (791) قال: حدثنا سفيان، قال :حدثنا ابن جريج.وأحمد (4/222) قال :حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج. وفي (4/224) قال :حدثنا سفيان، عن عمرو، والبخاري (2/167) قال : قال أبو عاصم أخبرنا بن جريج.وفي (3/6 و6/224) قال : حدثنا أبو نعيم.قال : حدثنا همام.وفي (3/21) قال :حدثنا أبو الوليد.قال :حدثنا همام.وفي (5/199) قال :حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال :حدثنا إسماعيل. قال:حدثنا ابن جريج.وفي (6/224) قال :قال مسدد حدثنا يحيى، عن بن جريج.ومسلم (4/3و4و5) قال :حدثنا شيبان بن فروخ.قال :حدثنا همام. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر.قال :حدثنا سفيان، عن عمرو. (ح) وحدثني زهير بن حرب.قال :حدثنا إسماعيل بن إبراهيم (ح) وحدثنا عبد بن حميد.قال : أخبرنا محمد بن بكر، قالا :أخبرنا ابن جريج. (ح) وحدثنا علي بن خشرم.قال : أخبرنا عيسى، عن بن جريج. (ح) وحدثنا عقبة بن مكرم العمي ومحمد بن رافع.قالا :حدثنا وهب بن جرير بن حازم.قال : حدثنا أبي، قال :سمعت قيسا. (ح) وحدثني إسحاق بن منصور.قال : أخبرنا أبو علي عبيد الله بن عبد المجيد.قال : حدثنا رباح بن أبي معروف.وأبو داود (1819) قال :حدثنا محمد بن كثير. قال : أخبرنا همام. وفي (1820) قال :حدثنا محمد بن عيسى، عن هشيم.عن الحجاج وفي (1821) قال :حدثنا يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب الهمداني الرملي. قال :حدثني الليث.وفي (1822) قال :حدثنا عقبة بن مكرم.قال :حدثنا وهب بن جرير.قال :حدثنا أبي.قال : سمعت قيس بن سعد.والترمذي (836) قال :حدثنا ابن أبي عمر.قال :حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار.والنسائي (5/130) وفي فضائل القرآن (6) قال : أخبرنا نوح بن حبيب القومسي.قال : حدثنا يحيى بن سعيد.قال :حدثنا بن جريج.وفي (5/142) قال : أخبرنا محمد بن منصور.قال : حدثنا سفيان، عن عمرو. (ح) وأخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم.قال :حدثنا وهب بن جرير.قال :حدثنا أبي قال : سمعت قيس بن سعد.وفي فضائل القرآن (7) قال: أخبرنا عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار.عن سفيان، عن عمرو، وفي الكبري (55-ب) قال : أخبرنا عيسى بن حماد.قال : أخبرنا الليث.وابن خزيمة (2670) قال :حدثنا محمد بن بشار.قال :حدثنا يحيى بن سعيد.عن ابن جريج.وفي (2671) قال :حدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن.قالا :حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار.وفي (2672) قال:حدثنا محمد بن هشام، قال :حدثنا هشيم عن الحجاج.
سبعتهم - عمرو، وابن جريج، وهمام، وقيس بن سعد، ورباح بن أبي معروف، والحجاج بن أرطاة، والليث - عن عطاء بن أبي رباح، عن صفوان بن يعلى، عن أبيه، فذكره.
* في رواية الليث : (عن ابن يعلى بن، عن أبيه) .
* وأخرجه أحمد (4/224) قال : حدثنا هشيم.قال : حدثنا منصور وعبد الملك. وفي (4/224) قال حدثنا ابن نمير. قال :حدثنا عبد الملك.وأبو داود (1820) قال :حدثنا محمد بن عيسى. قال :حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر.والترمذي (835) قال :حدثنا قتيبة.قال :حدثنا عبد الله بن إدريس، عن عبد الملك بن أبي سليمان، والنسائي في الكبرى (55-ب) قال : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم.قال :حدثنا هشيم، عن منصور. (ح) وحدثنا هشيم، عن عبد الملك.وابن خزيمة (2672) قال :حدثنا محمد بن هشام.قال :حدثنا هشيم.عن منصور وعبد الملك وابن أبي ليلى.
أربعتهم - منصور، وعبد الملك، وأبو بشر، وابن أبي ليلى - عن عطاء بن أبي رباح، عن يعلى بن أمية، فذكره.ليس فيه (صفوان بن يعلى) .
* الروايات مطولة ومختصرة.

8851 - (خ م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما – قال : - في قوله عز وجل {لا تُحرِّكْ به لِسانَكَ لتَعْجَل به} [القيامة : 16]- قال : «كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يُعالج من التنزيل شِدة ، وكان مما يُحرِّك به شفتيه - قال ابن جبير : فقال لي ابن عباس : أنا أحرِّكهما كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يحرِّكهما ، وقال سعيد : أنا أحرِّكهما كما كان ابنُ عباس يحرِّكهما ، فحرَّك شفتيه - فأنزل الله عز وجل : {لا تُحَرِّك به لسانَكَ لتعجلَ به . إِن علينا جَمْعَهُ وقُرآنَهُ} قال : -[286]-جمعَه في صدرك ، ثم تقرؤه ، {فإذا قرأناه فاتّبع قرآنه} قال : فاستمع [له] وأنصت {ثم إنَّ علينا} [ثم إن علينا] أن تقرأه ، قال : فكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا أتاه جبريل بعد ذلك استمع ، فإذا انطلق جبريل قرأه النبي - صلى الله عليه وسلم- كما أقرأه» .
وفي رواية : «كما وعده الله عز وجل» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 27 و 28 في بدء الوحي ، وفي تفسير سورة القيامة ، وفي فضائل القرآن ، باب قول الله تعالى : {لا تحرك به لسانك} ، ومسلم رقم (448) في الصلاة ، باب الاستماع للقراءة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه الحميدي (527) قال : حدثنا سفيان.وأحمد (1/220) (1910) قال :حدثنا سفيان.وفي (1/343) (3191) قال :حدثنا عبد الرحمن، عن أبي عوانة.والبخاري (1/4) وفي خلق أفعال العباد صفحة (45) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل، قال :حدثنا أبو عوانة.وفي (6/202) وفي خلق أفعال العباد صفحة (46) قال :حدثنا الحميدي، قال :حدثنا سفيان.وفي (6/202) وفي خلق أفعال العباد صفحة (45) قال :حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل.وفي (6/203و240) قال :حدثنا قتيبة بن سعيد، قال :حدثنا جرير وفي (9/187) قال :حدثنا قتيبة بن سعيد، قال :حدثنا أبو عوانة.وفي خلق أفعال العباد صفحة (45) قال :حدثنا قتيبة بن سعيد، قال :حدثنا أبو عوانة، وجرير.ومسلم (2/34) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، كلهم عن جرير بن عبد الحميد. وفي (2/35) قال :حدثنا قتيبة بن سعيد، قال :حدثنا أبو عوانة. والترمذي (3329) قال :حدثنا ابن أبي عمر، قال :حدثنا سفيان بن عيينة والنسائي (2/149) .وفي السنن الكبرى (917) قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال :حدثنا أبو عوانة.وفي فضائل القرآن (3) قال :أخبرنا هناد بن السري، عن عبيدة.
خمستهم - سفيان، وأبوعوانة، وإسرائيل، وجرير، وعبيدة بن حميد - عن موسى بن أبي عائشة.
2- وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (5585) عن أحمد بن عبدة الضبي، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار.
3- وأخرجه النسائي في الكبري تحفة الأشراف (5591) عن أحمد بن سليمان، عن عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق.
ثلاثتهم - موسى، وعمرو، وأبو إسحاق - عن سعيد بن جبير، فذكره.
* أخرجه الحميدي (528) قال :حدثنا سفيان، قال عمرو : عن سعيد بن جبير.ولم يذكره فيه : (عن ابن عباس) قال : كان النبي...فذكره.

8852 - (خ م س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان يلقاه جبريلُ في كل ليلة من رمضان ، فيُدارسه القرآن ، فَلَرَسولُ الله حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة» .
وفي رواية نحوه قال : «وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان ، حتى ينسلخ ، يعرض عليه النبي - صلى الله عليه وسلم- القرآن» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي .
وأخرج النسائي عقيب هذا الحديث حديثاً عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : «مَا لَعَنَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من لَعْنَةٍ تُذْكَر ، وكان إِذا كان قريبَ عهد بجبريل يدارسه ، كان أجود بالخير من الريح المرسلة» .
قال النسائي : هذا خطأ ، والصواب : حديث يونس بن يزيد ، أحد -[287]- رواة حديث ابن عباس (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 29 في بدء الوحي ، وفي الصوم ، باب أجود ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يكون في رمضان ، وفي بدء الخلق ، باب ذكر الملائكة ، وفي الأنبياء ، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي فضائل القرآن ، باب كان جبريل يعرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم ، ومسلم رقم (2308) في الفضائل ، باب كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير من الريح المرسلة ، والنسائي 4 / 125 في الصيام ، باب الفضل والجود في شهر رمضان .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/230) (2042) قال: حدثنا يعلى.وفي (1/326) (3012) قال :حدثنا محمد بن عبيد.وعبد بن حميد (647) قال :حدثنا يعلى بن عبيد.
كلاهما - يعلى، ومحمد - عن محمد بن إسحاق.
2- وأخرجه أحمد (1/288) (2616) قال :حدثنا عتاب، قال:حدثنا عبد الله.وفي (1/373) (3539) وعبد بن حميد (647) قالا :حدثنا عثمان بن عمر والبخاري (1/4و4/229) قال :حدثنا عبدان، قال:حدثنا عبد الله. وفي (4/137) قال :حدثنا محمد بن مقاتل، قال : أخبرنا عبد الله. ومسلم (7/73) قال:حدثنا أبو كريب، قال :حدثنا ابن المبارك.والنسائي (4/125) وفي فضائل القرآن (18) قال : أخبرنا سليمان بن داود، عن ابن وهب.
ثلاثتهم - عثمان، وعبد الله بن المبارك.وابن وهب - عن يونس.
3- وأخرجه أحمد (1/363) (3425) قال :حدثنا أبو كامل.والبخاري (3/33) .وفي الأدب المفرد (292) قال :حدثنا موسى بن إسماعيل.وفي (6 /229) قال :حدثنا يحيى بن قزعة.ومسلم (7/73) قال:حدثنا منصور بن أبي مزاحم (ح) وحدثنا أبو عمران محمد بن جعفر بن زياد.والترمذي في الشمائل (353) قال :حدثنا عبد الله بن عمران أبو القاسم القريشي المكي.وابن خزيمة (1889) قال :حدثنا عبد الله بن عمران العابدي.
ستتهم -أبو كامل، وموسى، ويحيى، ومنصور، وأبو عمران، وعبد الله بن عمران - عن إبراهيم بن سعد.
4-وأخرجه أحمد (1/366) (3469) قال :حدثنا عبد الرزاق.والبخاري (4/137) قال :حدثنا محمد بن مقاتل، قال : أخبرنا عبد الله.ومسلم (7/73) قال :حدثنا عبد بن حميد، قال : أخبرنا عبد الرزاق.
كلاهما - عبد الرزاق، وعبد الله - عن معمر.
5-وأخرجه البخاري (1/5) قال :حدثنا بشر بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله، قال:أخبرنا يونس، ومعر.
أربعتهم - محمد، ويونس، وإبراهيم، ومعمر - عن الزهري، قال :حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره.

8853 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : «كان يعرض (1) على النبي - صلى الله عليه وسلم- القرآن كُلَّ عامٍ مرة ، فعُرِض [عليه] مرتين في العام الذي قبض فيه» أخرجه البخاري (2) .
__________
(1) أي جبريل عليه السلام .
(2) 9 / 42 في فضائل القرآن ، باب كان جبريل يعرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي الاعتكاف في العشر الأوسط من رمضان .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/336) قال :حدثنا يحيى بن آدم.وفي (2/355) قال: حدثنا أسود بن عامر.وفي (2/401) قال :حدثنا سليمان بن داود الهاشمي. والدارمي (1786) قال :حدثنا عاصم بن يوسف.والبخاري (3/67) قال :حدثنا عبد الله بن أبي شيبة.وفي (6/229) قال :حدثنا خالد بن يزيد.وأبو داود (2466) قال : حدثنا هناد.وابن ماجة (1769) قال :حدثنا هناد بن السري.والنسائي في فضائل القرآن (17) قال : أخبرنا عمرو بن منصور.قال :حدثنا عاصم بن يوسف.وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (8/12844) عن موسى بن حزام الترمذي، ثقة، عن يحيى بن آدم.
سبعتهم - يحيى بن آدم، وأسود بن عامر، وسليمان بن داود، وعاصم بن يوسف، وعبد الله بن أبي شيبة، وخالد بن يزيد، وهناد - عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي صالح، فذكره.

8854 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «إن الله تابَعَ الوحيَ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قبل وفاته ، حتى توفاه أكثر ما كان الوحي ، ثم تُوفِّي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بعدُ» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) 9 / 6 و 7 في فضائل القرآن ، باب كيف نزول الوحي وأول ما نزل ، ومسلم رقم (3015) في التفسير .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/236) والبخاري (6/224) قال :حدثنا عمرو بن محمد. ومسلم (8/238) قال :حدثني عمرو بن محمد بن بكير الناقد، والحسن بن علي الحلواني، وعبد بن حميد، والنسائي في فضائل القرآن (8) قال : أخبرنا إسحاق بن منصور.
خمستهم - أحمد، وعمرو، والحسن، وعبد، وإسحاق - عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال : حدثنا أبي، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، فذكره.

8855 - (خ م) أبو عثمان النهدي - رحمه الله - أن سلمان قال : «لا تكونن إِن استطعت أولَ من يدخل السوق ، ولا آخر من يخرج منها ، فإنها معركة الشيطان ، وبها يَنصِب رايتَهُ ، قال أبو عثمان : وأنبئت أن جبريل أتى النبي - صلى الله عليه وسلم- وعنده أم سلمة ، قال : فجعل يتحدّث ، ثم قام ، فقال نبيُّ -[288]- الله - صلى الله عليه وسلم - لأم سلمة : من هذا ؟ - أو كما قال- قالت : هذا دِحية [الكلبيُّ] ، قال : فقالت أم سلمة : أيمُ الله! ما حسبتُه إلا إياه ، حتى سمعتُ خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم- يخبر [خبر] جبريل» أو كما قال ، قال سليمان التيميُّ : فقلت لأبي عثمان : ممن سمعت هذا الحديث ؟ قال : من أسامة بن زيد . أخرجه مسلم .
وأخرج البخاري منه قوله : «أُنبئتُ أنَّ جبريل ...» إلى آخره ولم يذكر ما قبله (1) .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 4 في فضائل القرآن ، باب كيف نزل الوحي وأول ما أنزل ، وفي الأنبياء ، باب علامات النبوة في الإسلام ، ومسلم رقم (2451) في فضائل الصحابة ، باب من فضائل أم سلمة رضي الله عنها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4/250) قال :حدثني عباس بن الوليد.وفي (6/223) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل ومسلم (7/144) قال :حدثني عبد الأعلى بن حماد ومحمد بن عبد الأعلى القيسي.
أربعتهم - عباس، وموسى، وعبد الأعلى، محمد - عن المعتمر بن سليمان، قال : سمعت أبي قال: حدثنا أبو عثمان، فذكره.

8856 - () عبد الله بن عباس رضي الله عنهما (1) قال : «دخلتُ مع أبي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فلما سلمنا عليه لم يأذن لنا ، فانصرفنا ، فقال لي أبي : أما ترى كيف لم يأذن لنا ؟ قلت : لعله كان في سِرٍّ مع الذي كان يناجيه ، فقال لي : وكان معه أحد ؟ قلت : نعم ، قال : ذاك الذي شغله ، فأخبرتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال لي : أنت رأيته ؟ أو كما قال - قلتُ : نعم ، قال : ذاك جبريل...» وذكر الحديث أخرجه ... (2) .
__________
(1) في المطبوع بياض .
(2) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين على الأصول، لم أهتد إليه.

8857 - (خ) يوسف بن ماهك قال : «إني عند عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - إذ جاءها عراقيٌّ ، فقال : أيُّ الكفن خير ؟ قالت : ويحك! -[289]- وما يضرُّكَ ؟ قال : يا أم المؤمنين ؟ أريني مُصحَفَكِ ، قالت : لم ؟ قال : لَعَلِّي أُؤلِّف القرآن عليه ، فإنه يُقرَأ غيرَ مؤلَّف ، قالت : وما يَضُرُّك أيِّهُ قرأتَ قبلُ ؟ إنما أنزلت أولَ ما نزل سورة المفصَّل فيها ذكر الجنة والنار ، حتى إذا ثاب الناس إلى الإِسلام نزل الحلال والحرام ، ولو نزل أول شيء : لا تشربوا الخمر ، لقالوا : لا نَدَعُ الخمر أبداً ، ولو نزل : لا تَزْنوا ، لقالوا : لا نَدَعُ الزنا أبداً ، لقد نزل بمكة على محمد - صلى الله عليه وسلم- وإني لجاريةٌ ألعبُ {بل الساعةُ موْعِدُهُم والساعةُ أَدْهَى وأَمَرُّ} [القمر : 46] وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده ، قال : فأخرجتْ له المصحف فأملت عليه آيَ السور» .
وله في أخرى مختصراً قال : قالت عائشة : «لقد أُنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم- وإني لجارية ألعب {بل الساعةُ موعِدُهم والساعةُ أَدْهى وأمرُّ}» . أخرجه البخاري (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ثاب) : رجع .
__________
(1) 9 / 36 في فضائل القرآن ، باب تأليف القرآن ، وفي تفسير سورة اقتربت ، باب {بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر} .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (6/179و228) قال :حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا هشام بن يوسف والنسائي في فضائل القرآن (12) قال : أخبرنا يوسف بن سعيد.قال :حدثنا حجاج.
كلاهما - هشام بن يوسف، حجاج بن محمد - عن ابن جريج، قال :أخبرني يوسف بن ماهك فذكره.

8858 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لا يعرف فَصْل السورة حتى ينزل عليه : بسم الله الرحمن -[290]- الرحيم» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (788) في الصلاة ، باب من جهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (788) قال :حدثنا قتيبة بن سعيد، قال :حدثنا سفيان عن عمرو، عن سعيد بن جبير.فذكره.
* أخرجه الحميدي (528) .وأبو داود (788) قال :حدثنا أحمد بن محمد المروزي، وابن السرح.
ثلاثتهم - الحميدي، وأحمد بن محمد، وابن السرح - قالوا :حدثنا سفيان، عن عمرو، عن سعيد بن جبير ولم يذكر فيه : (عن ابن عباس) .

8859 - () أبو هريرة - رضي الله عنه (1) - قال : «لم يكن يَعرف كمال السور ولا نفادها إلا ببسم الله الرحمن الرحيم» أخرجه ... (2) .
__________
(1) في المطبوع بياض .
(2) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وهو بمعنى الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذه الرواية أخرجها رزين.

8860 - (د) الشعبي ، وأبو مالك ، وقتادة ، وثابت بن عمارة «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لم يكتب بسم الله الرحمن الرحيم ، حتى نزلت سورة النمل» . أخرجه أبو داود هكذا عن هؤلاء المذكورين (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (778) تعليقاً في الصلاة ، باب من جهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، وهو مرسل .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود رقم (778) بدون سند.

8861 - (خ م ت) البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال : «إن آخر سورة أنزلت تامة : سورة التوبة ، وإن آخر آية نزلت : آية الكلالة» .
وفي رواية «آخِرُ آية نزلت كاملة» أخرجه البخاري ومسلم .
ولمسلم أنه قال : «آخر آية نزلت : يستفتونك» . وأخرج الترمذي قال : «آخر آية أُنزلت ، أو آخر شيء أنزل {يستفتونكَ قُلِ الله يُفْتِيكم في الكلالة} [النساء : 176] (1)» .
__________
(1) رواه البخاري 8 / 201 في تفسير سورة النساء ، باب {ويستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} ، وفي تفسير سورة براءة ، باب قوله : {براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين} ، وفي المغازي ، باب حج أبي بكر بالناس ، وفي الفرائض ، باب {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} ، ومسلم رقم (1618) في الفرائض ، باب آخر آية أنزلت آية الكلالة ، والترمذي رقم (3044) و (3045) في التفسير ، باب ومن سورة النساء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (4/298) قال : حدثنا حجين.والبخاري (5/212) قال :حدثني عبد الله بن رجاء. وفي (8/190) قال :حدثنا عبيد الله بن موسى.
ثلاثتهم - حجين، وابن رجاء، وعبيد الله - عن إسرائيل.
2- وأخرجه البخاري (6/63) قال: حدثنا سليمان بن حرب وفي (6/80) قال :حدثنا أبو الوليد. ومسلم (5/61) قال :حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا :حدثنا محمد بن جعفر.وأبو داود (2888) قال:حدثنا مسلم بن إبراهيم.والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (1870) عن بندار عن غندر (ح) وعن يوسف بن حماد، عن سفيان بن حبيب.
خمستهم - سليمان وأبو الوليد، وابن جعفر (غندر) ، ومسلم، وسفيان عن شعبة.
3- وأخرجه مسلم (5/61) قال :حدثنا علي بن خشرم، قال : أخبرنا وكيع.والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (1825) عن علي بن حجر، عن سعدان بن يحيى.
كلاهما - وكيع، وسعدان - عن إسماعيل بن أبي خالد.
4-وأخرجه مسلم (5/61) قال :حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال : أخبرنا عيسى بن يونس، قال:حدثنا زكريا.
5- وأخرجه مسلم (5/62) قال :حدثنا أبوكريب، قال :حدثنا يحيى بن آدم، قال :حدثنا عمار بن رزيق.
خمستهم - إسرائيل، وشعبة، وإسماعيل، وزكريا، وعمار- عن أبي إسحاق، فذكره.

8862 - (م) عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال : قال لي ابن عباس : «تدري آخر سورة من القرآن نزلت جميعاً ؟ قلت : نعم {إِذا جاء نصرُ الله والفتح} قال : صَدَقْتَ» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (3024) في التفسير .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (8/242) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وهارون بن عبد الله ، وعبد بن حميد، قال عبد :أخبرنا.وقال الآخران : حدثنا جعفر بن عون.وفي (8/243) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا أبو معاوية والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (5830) عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن وأحمد بن سليمان، كلاهما عن جعفر بن عون.

8863 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال : «آخر سورة أنزلت سورة المائدة والفتح» أخرجه الترمذي ، وقال : وقد روي عن ابن عباس أنه قال : «آخر سورة أنزلت : {إِذا جاءَ نصرُ الله والفتح}» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3065) في التفسير ، باب ومن سورة المائدة ، وإسناده حسن ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3063) قال :حدثنا قتيبة، قال :حدثنا عبد الله بن وهب، عن حيي، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، فذكره.
وقال :هذا حديث حسن غريب.
وبنحوه أخرجه أحمد (2/176) (6643) قال :حدثنا حسن قال :حدثنا بن لهيعة، قال :حدثني حيي بن عبد الله أن أبا عبد الرحمن الحبلي حدثه، فذكره..

8864 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : «آخر آية نزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم- : آية الربا» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 8 / 153 في تفسير سورة البقرة ، باب {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (6/40) قال :حدثنا قبيصة بن عقبة، قال :حدثنا سفيان عن عاصم عن الشعبي، فذكره.

8865 - (د ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يعرض نفسه بالموقف ، فيقول : ألا رجل يحملني إلى قومه ؟ فإن قريشاً منعوني أن أُبَلِّغَ كلام ربي» أخرجه أبو داود والترمذي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4734) في السنة ، باب في القرآن ، والترمذي رقم (2926) في ثواب القرآن ، باب عرض النبي صلى الله عليه وسلم على تبليغ القرآن ، وإسناده صحيح ، وقال الترمذي : هذا حديث صحيح غريب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/390) قال :حدثنا أسود بن عامر.والدارمي (3357) قال :حدثنا محمد بن يوسف.والبخاري في خلق أفعال العباد (13و28) قال :حدثنا محمد بن كثير.وأبو داود (4734) قال: حدثنا محمد بن كثير، وابن ماجة (201) قال :حدثنا محمد بن يحيى، قال :حدثنا عبد الله بن رجاء، والترمذي (2925) قال :حدثنا محمد بن إسماعيل، قال :حدثنا محمد بن كثير.والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (2241) عن عمرو بن منصور، عن عبد الله بن رجاء.
أربعتهم -أسود، ومحمد بن يوسف، ومحمد بن كثير، وابن رجاء - عن إسرائيل، قال :حدثنا عثمان بن المغيرة الثقفي، عن سالم بن أبي الجعد، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث غريب صحيح.

الباب الرابع : في الإسراء وما يتعلَّق به
8866 - (خ م ت س) قتادة بن دعامة عن أنس عن مالك بن صعصعة : أنَّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم- حدثهم عن ليلة أُسْرِيَ به ، قال : «بينما أنا في الحَطيم - وربما قال في الحِجْر - مضطجعاً - ومنهم من قال : بين النائم واليقظان - إِذ أتاني آت فَقدّ - قال : فسمعته يقول : فشقَّ (1) - ما بين هذه ، فقلت للجارود (2) ، وهو إلى جنبي : ما يعني به ؟ قال : من ثُغْرة نحره إلى شِعْرَتِهِ ، وسمعته يقول : مَن قَصِّه إِلى شِعْرَتِه ، فاستخرج قلبي ، ثم أُتيتُ بِطَسْت من ذهب مملوءة إيماناً ، فَغُسِلَ قَلبي ، ثم حُشِي ، ثم أعيد ، ثم أُتيت بدابَّة دون البغل وفوق الحمار ، أبيض ، فقال له الجارود : هو البراق يا أبا حمزة ؟ فقال أنس : نعم ، يَضَعُ خَطْوَهُ عند أقصى طَرْفِهِ ، فَحُمِلْتُ عليه ، فانطلق بي جبريل عليه السلام ، حتى أتى السماء الدنيا ، فاستفتح ، فقيل : مَنْ هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : وقد أُرسل إليه ؟ قال : نعم ، قيل : مَرْحباً به ، فلنعم المجيء جاء ، [ففتح] ، فلما خَلَصتُ فإذا فيها آدم ، فقال : [هذا] أبوك آدم ، فسلِّمْ عليه ، فسلمتُ عليه ، فردّ السلام ، وقال : -[293]- مَرْحَباً بالابن الصالح ، والنبي الصالح ، ثم صَعِد حتى أتى السماء الثانية ، فاستفتح ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قال : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : وقد أُرسل إليه ؟ قال : نعم ، قيل : مرحباً به ونعم المجيء جاء ، ففتح ، فلما خلصتُ ، فإذا يحيى وعيسى وهما ابنا خالة ، قال : هذا يحيى وعيسى فسلّم عليهما ، فسلّمت فردَّا ، ثم قالا : مرحباً بالأخ الصالح ، والنبي الصالح ، ثم صَعِدَ بي إلى السماء الثالثة فاستفتح ، فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : وقد أُرسل إليه ؟ قال : نعم ، قيل : مرحباً به ، فنعم المجيء جاء ، فلما خَلَصتُ ، فإذا يوسف ، قال : هذا يوسف فسلِّم عليه ، فسلَّمتُ عليه فردَّ ، ثم قال : مرحباً بالأخ الصالح ، والنبي الصالح ، ثم صَعِدَ بي حتى أتى السماء الرابعة ، فاستفتح ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، فقال : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم ، قيل : مرحباً به فنعم المجيء جاء ففتح ، فلما خَلَصت ، فإذا إدريس ، قال : هذا إدريس فسلِّم عليه ، فسلَّمتُ عليه ، فردَّ ، ثم قال : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح ، ثم صَعِدَ بي حتى أتى السماء الخامسة فاستفتح ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم ، قيل : مرحباً به فنعم المجيء جاء ، فلما خلصتُ ، فإذا هارون ، قال : هذا هارون فسلِّمْ عليه ، فسلَّمت عليه ، فردَّ ، ثم قال : مرحباً بالأخ الصالح والنبي -[294]- الصالح ، ثم صَعِد حتى أتى السماء السادسة فاستفتح ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم ، قيل : مرحباً به ، فنعم المجيء جاء ، فلما خَلَصتُ ، فإذا موسى ، قال : هذا موسى ، فسلِّمْ عليه ، فسلَّمت عليه فردَّ ، ثم قال : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح ، فلما جاوزته بكى ، فقيل : ما يبكيك ؟ قال : أبكي ؛ لأن غلاماً بُعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي ، ثم صَعِدَ بي إلى السماء السابعة ، فاستفتح جبريل ، فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : وقد بُعِثَ إليه ؟ قال : نعم ، قيل : مرحباً به فنعم المجيءُ جاء ، فلما خلَصتُ ، فإذا إبراهيم ، قال : هذا أبوك فسلِّمْ عليه ، فسلَّمت عليه ، فردَّ السلام ، ثم قال : مرحباً بالابن الصالح والنبي الصالح ، ثم رُفِعْتُ إلى سِدْرة المنتهى ، فإذا نَبِقُها مثلُ قِلال هَجَر ، وإذا وَرَقُها مثل آذان الفِيَلة ، قال : هذه سِدْرة المنتهى ، فإذا أربعةُ أنهار : نهرانِ باطنان ، ونهران ظاهران ، فقلت : ما هذان يا جبريل ؟ قال : أما الباطنان : فنهران في الجنة ، وأما الظاهران : فالنِّيل والفرات ، ثم رُفِعَ لي البيتُ المعمور ، ثم أُتِيتُ بإناءٍ من خمر ، وإناءٍ من لَبَن ، وإناءٍ من عسل ، فأخذت اللَّبَن ، فقال : هي الفطرة التي أنت عليها وأُمَّتُك ، قال : ثم فُرضت عليَّ الصلاة ، خمسين صلاةً كل يوم ، فرجعت فمررت على موسى ، فقال : بِمَ أُمرت ؟ قلت : أُمِرتُ بخمسين صلاةً كل -[295]- يوم ، قال : إن أُمَّتَك لا تستطيع خمسين صلاةً كل يوم ، وإني والله قد جَرَّبتُ الناس من قبلك ، وعالجت بني إسرائيل أشدَّ المعالجة ، فارجع إلى ربَّك فاسأله التخفيف لأُمَّتِك ، فرجعتُ فوضع عني عشراً ، فرجعت إلى موسى فقال مثله ، فرجعت ، فوضع عني عشراً ، فرجعت إلى موسى ، فقال مثله ، فرجعت فوضع عني عشراً ، فرجعت إلى موسى ، فقال مثله ، فرجعت فأمرت بعشر صلواتٍ كل يوم ، فقال مثله ، فرجعتُ فأمرتُ بخمس صلواتٍ كل يوم ، فرجعت إلى موسى ، فقال : بم أُمرت ؟ قلت : بخمس صلوات كل يوم ، قال : إن أُمَّتَك لا تستطيع خمس صلواتٍ كل يوم ، وإني قد جربت الناس قبلك ، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأُمَّتك ، قال : سألت ربِّي حتى استحييت ، ولكن أرضَى وأُسَلّم ، فلما جاوزت ، نادى منادٍ : أمضيتُ فريضتي ، وخفَّفْت عن عبادي» .
وفي رواية : «بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان» وفيه : «ثم غُسِل البطن بماء زمزم ، ثم مُلئ حكمةً وإيماناً» وفيه : «فَرُفِعَ لي البيتُ المعمور ، فسألت جبريل ؟ فقال : هذا البيتُ المعمور ، يصلِّي فيه كلَّ يوم سبعون ألف مَلَكٍ ، إِذا خرجوا لم يعودوا آخرَ ما عليهم» وفي آخره : «فخفَّفْتُ عن عبادي ، وأجْزِي بالحسنة عشراً» .
وفي أخرى : «بينا أنا عند البيت ، بين النائم واليقظان ؛ إِذ سمعتُ قائلاً يقول : أحَدُ الثلاثة ، بين الرجلين ، فأُتيت ، فانطُلِق بي ، فأُتيتُ -[296]- بَطَسْتٍ من ذهب ، فيها من ماء زمزم ، فشُرِح صدري إلى كذا وكذا - يعني إلى أسفل بطنه» .
وفي أخرى «فأُتيتُ بِطَسْتٍ من ذهب ممتلئٍ حكمةً وإيماناً ، فَشُقَّ من النحر إلى مَراقِّ البطن ، فَغُسِلَ بماء زمزم» أخرجه البخاري ومسلم . وأخرجه النسائي نحوه وأخصَرَ منه ، وهذا أتم وأطول . وأخرجه الترمذي إلى قوله : «فغسله بماءِ زمزمَ ، ثم أُعيد مكانَه ، ثم حُشِيَ إيماناً وحكمة» قال الترمذي : وفي الحديث قصة طويلة ، ولم يذكرها (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ثُغْرَة النَّحْر) الثُّغرة : النقرة التي بين الترقوتين .
(القَص) : رأس الصدر ، وقيل : وسطه .
(سِدْرة المنتهى) السدر : شجر معروف ، وأما سدرة المنتهى فهي شجرة في أقصى الجنة ، إليها ينتهي عِلْمُ الأولين والآخرين .
(نَبِقها مثل قِلال هَجَر) النَّبِق : معروف ، أراد : ثمرة سدرة المنتهى ، و «القلال» جمع قُلَّةٍ ، وهي الحُبُّ يسع مزادةً من الماء ، ونُسبَتْ إلى «هجر» لأنها تعرف بها .
__________
(1) القائل قتادة .
(2) قال الحافظ في " الفتح " : لم أر من نسبه من الرواة ، ولعله ابن أبي سبرة البصري صاحب أنس .
(3) رواه البخاري 6 / 217 - 219 في بدء الخلق ، باب ذكر الملائكة ، وفي الأنبياء ، باب قول الله تعالى : {وهل أتاك حديث موسى . إذ رأى ناراً} ، وباب قول الله تعالى : {ذكر رحمة ربك عبده زكريا} ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب المعراج ، ومسلم رقم (164) في الإيمان ، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم ، والترمذي رقم (3343) في التفسير ، باب ومن سورة ألم نشرح ، والنسائي 1 / 217 و 218 في الصلاة ، باب فرض الصلاة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: وقد تقدم.

8867 - (خ م ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «قال شريك بن عبد الله بن أبي نَمِر: إنه سمع أنَسَ بن مالك يقول ليلة أُسري برسول الله - صلى الله عليه وسلم- من مسجد الكعبة : أنه جاءه ثلاثة نَفَر - قبل أَن يُوحَى إِليه - (1) وهو نائم في المسجد الحرام ، فقال أولهم : أَيُّهم هو ؟ فقال أوسطهم : هو خيرهم ، فقال آخرهم : خذوا خيرهم ، فكانت تلك الليلة ، فلم يرهم حتى أتوه ليلة أخرى ، فيما يَرَى قلبُه وتنام عينه ، ولا ينام قلبه - وكذلك الأنبياء تنام عيونُهم ، ولا تنام قلوبهم فلم يكلموه - حتى احتملوه ، فوضعوه عند بئر زمزم ، فتولاه منهم جبريل عليه السلام ، فشقَّ جبريل ما بين نحره إلى لَبَّته حتى فرغ من صدره وجوفه ، وغَسَله من ماء زمزم ، حتى أنْقَى جوفه ، ثم أُتي بِطَست من ذهبٍ فيه تَوْر من ذهب ، محشو إيماناً وحكمة ، فَحشى به صدرَه ولغَاديدَهُ - يعني عروقَ حَلْقِه - ثم أطبقه ، ثم عرج به إلى السماء الدنيا ، فضرب باباً من أبوابها ، فناداه أهل السماء : مَنْ هذا ؟ قال : جبريل ، قال : ومن معك ؟ قال : معي محمد ، قال : وقد بُعِث إليه ؟ قال : نعم ، قالوا : فمرحباً به وأهلاً ، واستبشر به أهل السماء ، لا يعلم أهل السماء ما يريد الله في الأرض حتى يُعلِمهم ، فوجد -[298]- في السماء الدنيا : آدم عليه السلام ، فقال له جبريل : هذا أبوك [آدم] فسلِّم عليه ، [فسلَّم عليه] ، ورَدَّ عليه ، وقال : مرحباً وأهلاً يا بني ، نعم الابن أنت ، فإذا هو في السماء الدنيا بنهرين يَطَّرِدان ، فقال : ما هذان النهران يا جبريل ؟ قال : هذا النيل ، والفرات - عنصرهما - قال : ثم مضى به في السماء ، فإذا هو بنهرٍ آخر عليه قصرٌ من لُؤلُؤ وزَبَرْجَد ، فضرب بيده ، فإذا هو مسك أذفر ، قال : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا الكوثر الذي خَبأ لك ربُّك ، ثم عرج به إلى السماء الثانية ، فقالت له الملائكة مثل ما قالت الأولى : مَنْ هذا ؟ قال : جبريل ، قالوا : ومن معك ؟ قال : محمد ، قالوا : وقد بعث إليه ؟ قال : نعم ، قالوا : مرحباً به وأهلاً ، قال : ثم عرج به إلى السماء الثالثة ، وقالوا مثل ما قالت الأولى والثانية ، ثم عرج به إلى الرابعة ، فقالوا له مثل ذلك ، ثم عرج به إلى الخامسة ، فقالوا مثل ذلك ، ثم عرج به إلى السادسة ، فقالوا مثل ذلك ، ثم عرج به إلى السابعة ، فقالوا له مثل ذلك ، كلُّ سماء فيها أنبياء قد سَمَّاهم ، فأوعيتُ منهم إدريس في الثانية ، وهارون في الرابعة ، وآخر في الخامسة - ولم أحفظ اسمه - وإبراهيم في السادسة ، وموسى في السابعة ، بتفضيل كلام الله تعالى ، فقال موسى : ربِّ ، لم أظُنّ أن ترفع عليَّ أحداً ، ثم علا به فوق ذلك مما لا يعلمه أحد إلا الله ، حتى جاء سِدْرة المنتهى ، ودَنا الجبَّار ربُّ العزة ، فتدلى حتى كان قابَ قوسين أو أدنى (2) ، فأوحى الله إليه فيما يوحى إليه -[299]- خمسين صلاةً على أُمَّتك كل يوم وليلة ، ثم هبط حتى بلغ موسى ، فاحتبسه موسى ، فقال : يا محمد ماذا عَهِدَ إِليك ربُّك ؟ قال : عَهِدَ إليَّ خمسين صلاةً كلَّ يوم وليلة ، قال : إنَّ أُمَّتك لا تستطيع ذلك ، فارجع فليخفِّفْ عنك ربُّك وعنهم ، فالتفت النبي - صلى الله عليه وسلم- إلى جبريل - كأنه يستشيره في ذلك - فأشار إليه جبريل : أن نعم إن شئت ، فعلا به إلى الجبار تعالى ، فقال وهو مكانه : يا رب خَفِّفْ عنا ، فإن أُمِّتي لا تستطيع هذا ، فَوضع عنه عشر صلوات ، ثم رجع إلى موسى فاحتبسه ، فلم يزل يردِّده موسى إلى ربِّه حتى صارت إلى خمس صلوات ، ثم احتبسه موسى عنه الخمس ، فقال : يا محمد ، لقد راودتُ بني إسرائيل قومي على أدنى من هذا ، فضعفوا وتركوه ، وأُمَّتُك أضعفُ أجساداً وقلوباً وأبداناً وأبصاراً وأسماعاً ، فارجع فليخفِّفْ عنك ربك ، كُلُّ ذلك يلتفت النبي - صلى الله عليه وسلم- إلى جبريل ليُشِير عليه ، فلا يكره ذلك جبريل ، فرفعه عند الخامسة ، فقال : يا رب ، إن أُمَّتي ضعفاء ، أجسادهم وقلوبهم وأسماعهم وأبدانهم ، فخفِّف عنا ، فقال الجبار : يا محمد ، قال : لَبَّيْكَ وسَعْدَيك ، قال : لا يُبَدَّلُ القولُ لدَيَّ ، كما فرضتُ عليك في أمِّ الكتاب ، فكلُّ حسنة بعشر أمثالها ، فهي خمسون في أم الكتاب وهي خمسٌ عليك ، فرجع إلى موسى ، فقال : كيف فعلت ؟ فقال : خَفَّفَ عَنَّا ، أعطانا بكلِّ حسنة عشر أمثالها ، فقال موسى : قد والله راودتُ بني إسرائيل على أدنَى من ذلك ، فتركوه ، -[300]- فارجع إلى ربِّك فليخفِّفْ عنك أيضاً ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : يا موسى ، قد والله استحييتُ من ربي مما أختَلِفُ ، قال : فاهبط بسم الله ، فاستيقَظَ وهو في المسجد الحرام» . هذا لفظ حديث البخاري .
وأدرج مسلم حديث شريك عن أنس الموقوف عليه على حديث ثابت البُنَاني المسند ، وذكر من أول حديث شريك طرفاً ، ثم قال : «وساق الحديث نحو حديث ثابت» ، قال مسلم : «وقدم [فيه شيئاً] وأخَّر ، وزاد ونقص ، وليس في حديث ثابت من هذه الألفاظ إلا ما نورده على نَصِّه» .
أخرجه مسلم وحده من حديث حماد بن سَلَمَة عن ثابت ، عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «أُتيتُ بالبراق - وهو دابَّةٌ أبيضُ طويل ، فوق الحمار ودون البغل - يضع حافِرَه عند منتهى طرفه ، قال : فركبته حتى أتيتُ بيتَ المقدس ، قال : فربطته بالحَلْقةِ التي يَرْبِطُ بها الأنبياء ، قال : ثم دخلت المسجد ، فصلَّيت فيه ركعتين ، ثم خرجت ، فجاءني جبريل بإناء من الخمر وإناء من لبن ، فاخترت اللبن ، فقال جبريل : اخترت الفِطرة ، قال : ثم عرج بنا إلى السماء ، فاستفتح جبريل ، فقيل : مَن أنت ؟ قال : جبريل ، قيل : ومَنْ مَعَكَ ؟ قال : محمد ، قيل : وقد بُعث إليه ؟ قال : قد بُعِثَ إليه ، ففتح لنا ، فإذا أنا بآدم ، فرحَّبَ بي ودعا لي بخير ، ثم عرج بنا إلى السماء الثانية ، فاستفتح جبريل ، فقيل : من أنت ؟ قال : جبريل ، -[301]- قيل : ومَنْ معك ؟ قال : محمد ، قيل : وقد بعث إليه ؟ قال : قد بعث إليه ، فَفُتحَ لنا ، فإذا أنا بابني الخالة عيسى بن مريم ، ويحيى بن زَكريا ، فَرَحبَا [بي] ودَعَوا لي بخير ، ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة ، فاستفتح جبريل ، فقيل : من أنت ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : وقد بُعِثَ إليه ؟ قال : قد بعث إليه ، ففتح لنا ، فإذا أنا بيوسف ، إذا هو قد أُعْطِيَ شَطر الحسن ، قال : فرحّب بي ، ودعا لي بخير ، ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة ، فاستفتح جبريل ، فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : وقد بُعِثَ إليه ؟ قال : قد بعث إليه ، ففتح لنا ، فإذا أنا بإدريس ، فرحّب ودعا لي بخير ، قال الله عز وجل : {ورفعناه مكاناً عليّاً} [مريم : 57] ، ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة ، فاستفتح جبريل ، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومَنْ مَعك ؟ قال : محمد ، قيل : وقد بعث إليه ؟ قال : قد بعث إليه ، ففتح لنا ، فإذا أنا بهارون ، فرحب ودعا لي بخير ، ثم عرج بنا إلى السماء السادسة ، فاستفتح جبريل ، قيل : مَن هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : وقد بُعِثَ إليه ؟ قال : قد بُعِثَ إليه ، ففتح لنا ، فإذا أنا بموسى عليه السلام ، فرحّب ودعا لي بخير ، ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل ، فقيل : من هذا ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : وقد بُعث إليه ؟ قال : قد بُعِثَ إليه ، -[302]- ففتح لنا ، فإذا أنا بإبراهيم عليه السلام ، مُسنِداً ظهره إلى البيت المعمور ، فإذا هو يدخله كلَّ يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إِليه ، ثم ذهب بي إلى سِدرة المنتهى ، فإذا أوراقُها كآذان الفِيَلة ، وإذا ثَمَرُها كالقلال ، قال : فلما غَشِيها من أمر الله - عز وجل - ما غَشِيَ تَغيَرتْ ، فما أحدٌ من خلق الله تعالى يستطيع أن يَنْعَتها من حسنها ، فأوحى [الله] إليَّ ما أوحى ، ففرض عليَّ خمسين صلاةً في كلِّ يوم وليلة ، فنزلتُ إلى موسى ، فقال : ما فرض ربك على أمتك ؟ قلت : خمسين صلاة ، قال : ارجع إلى ربِّك ، فاسأله التخفيف ، فإن أُمَّتك لا تطيق ذلك ، فإني قد بَلَوْتُ بني إسرائيل وخَبَرْتُهُمْ ، قال : فرجعتُ إلى ربي ، فقلت : يا ربِّ ، خَفِّف عن أمتي ، فحطّ عني خمساً ، فرجعت إلى موسى ، فقلت : حَطَّ عني خَمْساً ، فقال : إن أُمَّتك لا يطيقون ذلك ، فارجع إلى ربِّك ، فاسأله التخفيف ، قال : فلم أزل أرجع بين ربِّي تبارك وتعالى ، وبين موسى عليه السلام ، حتى قال : يا محمد ، إنَّهن خمس صلوات كل يوم وليلة ، بكل صلاة عشر ، فذلك خمسون صلاةً ، ومَنْ هَمَّ بحسنةٍ فلم يعملْها كُتِبَتْ له حسنة ، فإن عَمِلَها كُتِبَتْ له عشراً ، ومَن هَمَّ بسيئةٍ ولم يعملْها لم تكتبْ شيئاً ، فإن عملها كُتِبَتْ سيئةً واحدة ، قال : فنزلت فانتهيت إلى -[303]- موسى فأخبرته ، فقال : ارجع إلى ربِّك فاسأله التخفيف ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : قد رجعت إلى ربي حتى استحييتُ منه» .
وأخرج مسلم طرفاً منه ، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «أُتيتُ ، فانطلقوا بي إلى زمزم ، فَشُرِح عن صدري ، ثم غُسِلَ بماء زمزم ، ثم أنزلت» ، لم يزد مسلم على هذا من هذه الرواية . وقد أتمها أبو بكر البرقاني في كتابه قال : «ثم أُنزِلَتْ طَسْتٌ من ذهب ممتلئة إيماناً وحكمة ، فَحُشِي بها صدري ، ثم عرج بي الملك إلى السماء الدنيا ...» وذكر الحديث على سياق ما سبق من الروايات ونحوها .
وأخرجه النسائي من رواية سعيد بن عبد العزيز [عن يزيد بن أبي مالك] عن أنس نحو هذا الحديث ، إلا أن حديثه أخصر وأقل لفظاً ، والمعنى واحد ، وقال في آخرها : «فرجعت إلى ربي فسألته التخفيف ، فقال : إني يوم خلقت السماوات والأرض فَرْضت عليك وعلى أُمَّتك خمسين صلاة ، فخمسٌ بخمسين ، فقم بها أنت وأُمَّتك ، فَعَرَفْتُ أنَّها من الله تبارك وتعالى صِرَّى - يقول : حَتْمٌ - فلم أرجع» .
وفي رواية الترمذي طرف مختصر : «أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أُتِيَ بالبراق ليلةَ أُسري به مُلْجَماً مُسْرَجاً ، فاستصعب عليه ، فقال له جبريل : أبمُحَمَّدٍ -[304]- تفعل هكذا ؟ ما ركبك أحد أكرم على الله منه ، فارْفَضَّ عرقاً» (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اللَّبَّة) : موضع وسط القلادة من صدر الإنسان .
(اللَّغاديد) : اللحمات التي بين الحنك وصفحة العنق ، واحدها : لُغْدود .
(يَطَّردان) أي : يجريان .
(عنصرهما) العنصر: الأصل الذي يكون منه الشيء .
(مِسك أَذْفَر) : شديد الرائحة .
(التدَلِّي) : النزول من العلو ، و «قابُ القوس» : قَدْرُه ، والمراد في الحديث : جبريل ، وأنه كان مع النبي - صلى الله عليه وسلم- في هذه الحالة بهذا القدر .
(المراودَة) : المراجعة ، وتكرار القول لمن تريد منه قولاً أو فعلاً ، وفي إحدى الروايات : «داورت» فإن كانت كذلك ، فالمراد به : الإطافة بالشيء والإلمام به ، وهو قريب من الأول .
(صِرَّى) يقال في اليمين : هي مني صِرَّى - بوزن معزى (4) أي : عزيمة وجِدٌّ ، وهي مشتقة من : أصررت على الشيء - إذا دمت ولزمته . -[305]-
(فارفضَّ عرقاً) أي : جرى عرقُه وسال .
__________
(1) قال النووي : في رواية شريك أوهام أنكرها العلماء ، من جملتها أنه قال : " قبل أن يوحى إليه " وهو غلط لم يوافق عليه ، والإجماع على أن الصلاة فرضت ليلة الإسراء ، وفي سياق الحديث جواب جبريل على سؤال خزنة السماوات " نعم بعث إليه " ، وقال ابن كثير في التفسير : إن شريك بن عبد الله بن أبي نمر اضطرب في الحديث وساء حفظه ولم يضبطه .
(2) وهذه الجملة مما يدل على اضطراب هذه الرواية .
(3) رواه البخاري 13 / 399 - 406 في التوحيد ، باب ما جاء في {وكلم الله موسى تكليما} ، وفي الأنبياء ، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم ، ومسلم رقم (162) في الإيمان ، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات ، والنسائي 1 / 221 في الصلاة ، باب فرض الصلاة ، والترمذي رقم (3130) في التفسير ، باب ومن سورة بني إسرائيل .
(4) في المطبوع : شعرى .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/148و153) قال :حدثنا حسن بن موسى.وفي (3/286) قال :حدثنا عفان.وعبد بن حميد. (1210) قال :حدثني سليمان بن حرب.ومسلم (1/99) قال:حدثنا شيبان بن فروخ.والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف 385) عن إسحاق بن إبراهيم، عن عفان.
أربعتهم - حسن، وعفان، وسليمان، وشيبان - عن حماد بن سليمة، عن ثابت، فذكره.
* رواية حسن عند أحمد (3/153) وسليمان، وعفان عند النسائي مختصرة على البيت المعمور.
* رواية عفان عند أحمد (3/286) مختصرة على حسن يوسف عليه السلام.

8868 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : كان أبو ذرٍّ يُحَدِّث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «فُرج سَقْفُ بيتي وأنا بمكة ، فنزل جبريل عليه السلام ، ففرَج صدري ، ثم غسله ماء زمزم ، ثم جاء بطَسْتٍ من ذهب ممتلئ حكمةً وإيماناً ، فأفرغها في صدري ، ثم أطبقه ، ثم أخذ بيدي ، فعرج بي إلى السماء ، فلما جئنا إلى السماء الدنيا قال جبريل لخازن السماء الدنيا : افتح ، قال : من هذا ؟ قال : هذا جبريل ، قال : هل معك أحد ؟ قال : نعم ، معي محمد - صلى الله عليه وسلم- ، قال : فأرسل إليه ؟ قال : نعم ، ففتح ، قال : فلما عَلَوْنا السماء الدنيا ، فإذا رجل عن يمينه أسْوِدة ، وعن يساره أَسْوِدة ، قال : فإذا نظر قِبَلَ يمينه ضَحِكَ ، وإذا نظر قِبَلَ شماله بكى ، قال : فقال : مَرْحباً بالنبي الصالح ، والابن الصالح ، قال : قلتُ : يا جبريل مَنْ هذا ؟ قال : هذا آدم عليه السلام ، وهذه الأسودة عن يمينه وعن شماله نَسَمُ بَنيه ، فأهل اليمين أهل الجنة ، والأسوِدة التي عن شماله أهل النار ، فإذا نظر قِبَلَ يمينه ضَحِكَ ، وإذا نظر قِبَلَ شماله بكى ، قال : ثم عرج بي جبريل ، حتى أتى السماء الثانية ، فقال لخازنها : افتح ، قال : فقال له خازنها مثل ما قال خازن السماء الدنيا ، ففتح - فقال أنس بن مالك : فذكر أنه وجد في السماوات : آدم وإدريس وعيسى وموسى وإبراهيم عليهم السلام ، [ولم] يُثبتْ كيف منازلهم ، غير أنه ذكر [أنه] قد وجد آدم في السماء -[306]- الدنيا ، وإبراهيم في السماء السادسة - قال : فلما مَرَّ جبريل ورسول الله بإدريس صلوات الله وسلامه عليهم ، قال : مَرْحباً بالنبي الصالح ، والأخ الصالح ، قال : ثم مَرَّ ، فقلت : مَنْ هذا ؟ قال : هذا إِدريس ، قال : ثم مررت بموسى ، فقال : مرحباً بالنبي الصالح ، والأخ الصالح ، قال : قلت: مَن هذا ؟ قال: هذا موسى ، ثم مَرَرْتُ بعيسى ، فقال : مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح ، قال : قلتُ : من هذا ؟ قال : هذا عيسى بن مريم ، قال : ثم مررت بإبراهيم عليه السلام ، قال : مرحباً بالنبي الصالح ، والابن الصالح ، قال : قلت: من هذا ؟ قال : إبراهيم» .
قال ابن شهاب ، وأخبرني ابن حزم ، أن ابن عباس وأبا حبَّة الأنصاري يقولان : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «ثم عرج بي حتى ظَهَرْتُ لِمُسْتَوى أسمعُ فيه صَرِيفَ الأقلام» . قال ابن حزم وأنس بن مالك : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «ففرض الله على أمتي خمسين صلاة ، قال : فرجعت بذلك ، حتى أمُرَّ بموسى فقال موسى عليه السلام : ماذا فَرَضَ ربك على أمتك ؟ قال : قلتُ : فرض عليهم خمسين صلاة ، قال لي موسى : فراجع ربّك ، فإن أُمَّتك لا تطيق ذلك ، فراجعت ربِّي ، فوضع شَطْرها ، قال : فرجعت إلى موسى فأخبرته ، قال : راجع ربك ، فإن أُمَّتك لا تطيق ذلك ، قال : فراجعت ربي ، فقال : هي خمس ، وهي خمسون ، -[307]- لا يُبَدَّلُ القولُ لَدَيَّ ، قال : فَرَجَعْتُ إلى موسى ، فقال : راجع ربَّك ، فقلت : قد استحييتُ من ربِّي ، قال : ثم انطلق بي جبريل حتى نأتي سدرة المنتهى ، فغشيها ألوانٌ ، لا أدري ما هي ؟ قال : ثم أُدخِلت الجنة ، فإذا فيها جنابِذُ اللؤلؤ ، وإذا تُرابها المسك» أخرجه البخاري ومسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الجنابذ) : القصور .
(الأسوِدَة) جمع سواد ، والسواد : الشخص ، إنساناً كان أو غيره أراد : وحوله أشخاص .
(نَسَم بنيه) النسم جمع نَسَمة، وهي كلُّ شيء فيه روح ، وقيل : «النسمَة» النفس والروح .
(ظَهَرْتُ لمستوى) أي : علوتُ وارتفعت ، وصِرْتُ على ظهره ، والمستوَى : المكان المستوي .
(صريف الأقلام) الصريف : الصوت ، ومنه : صريف البَكرة ، وصريف ناب البعير .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 388 - 392 في الصلاة ، باب كيف فرضت الصلوات في الإسراء ، وفي الأنبياء ، باب ذكر إدريس عليه السلام ، ومسلم رقم (163) في الإيمان ، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات وفرض الصلوات .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (1/97) قال :حدثنا يحيى بن بكير.قال حدثنا الليث وفي (2/191و4/164) قال :حدثنا عبدان.قال :أخبرنا عبد الله.وفي (4/164) قال :حدثنا أحمد بن صالح.قال :حدثنا عنبسة.ومسلم (1/102) قال :حدثني حرملة بن يحيى التجيبي قال : أخبرنا بن وهب.والنسائي في الكبرى (306) قال :أخبرنا يونس بن عبد الأعلى. قال : أخبرنا ابن وهب.
أربعتهم - الليث بن سعد ، وعبد الله بن المبارك. وعنبسة بن خالد، وابن وهب عن يونس، عن بن شهاب، عن أنس بن مالك، فذكره.

8869 - (م س ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : «لَمَّا أُسْرِيَ برسول الله - صلى الله عليه وسلم- انْتُهِيَ به إِلى سِدرة المنتهى ، وهي في السماء السادسة ، وإليها ينتهي ما يُعرَج به من الأرض فيقبض منها ، وإليها ينتهي ما يهبط من فوقها فَيُقْبَض منها - قال : {إِذ يَغشى السدرة ما يغشى} [النجم : 16] قال : فَرَاشٌ من ذَهَب ، قال : فأُعْطِي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ثلاثاً : أُعطيَ الصلوات الخمس ، وخواتيم سورة البقرة ، وغُفِرَ لمن لم يُشرك بالله من أمته شيئاً المقحِمَات» أخرجه مسلم والنسائي .
وفي رواية الترمذي قال : «لَمَّا بلغ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سدرةَ المنتهى ، قال : انتهى إليها ما يَعْرُج من الأرض ، وما ينزل من فوق ، فأعطاه الله [عندها] ثلاثاً لم يُعْطَهُنَّ نبي قبله : فُرضت عليه خمس [صلوات] ، وأُعْطِي خوَاتيمَ سورة البقرة ، وغَفَرَ لأُمَّته المقحمات ما لم يُشرِكُوا باللهِ شيئاً ، قال ابن مسعُود : {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يغشى} قال : السدرةُ في السماء السابعة ، قال سفيان : فَراش من ذهب ، وأشار سفيان بيده فأرعدها» .
وفي رواية «إليها ينتهي علم الخلائق ، لا علم لهم بما فوق ذلك» (1) . -[309]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فَراش من ذهب) الفَراش : هذا الحيوان الذي يَرمي نفسه في النار وضوء السراج .
(المقحِمات) : هي الذنوب التي تقحم صاحبها في النار ، أي : تلقيه فيها .
__________
(1) رواه مسلم رقم (173) في الإيمان ، باب في ذكر سدرة المنتهى ، والترمذي رقم (3272) في التفسير ، باب ومن سورة النجم ، والنسائي 1 / 223 و 224 في الصلاة ، باب فرض الصلاة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/387) (3665) و (1/422) (4011) قال :حدثنا ابن نمير، ومسلم (1/109) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال :حدثنا أبو أسامة (ح) وحدثنا ابن نمير، وزهير بن حرب، جميعا عن عبد الله بن نمير والنسائي (1/223) .وفي الكبرى (307) قال :أخبرنا أحمد بن سليمان قال :حدثنا يحيى بن آدم.
ثلاثتهم - عبد الله بن نمير، وأبو أسامة، ويحيى بن آدم - قالوا :حدثنا مالك بن مغول، عن الزبير بن عدي، عن طلحة بن مصرف، عن مرة، فذكره.
* أخرجه الترمذي (3276) قال :حدثنا ابن أبي عمر، قال :حدثنا سفيان، عن مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف، عن مرة، فذكره..ليس فيه (الزبير بن عدي) .

8870 - (ت) زر بن حبيش - رحمه الله - قال : قلت لحذيفة : «أَصَلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في بيت المقدس ؟ قال : لا ، فقلت : بلى ، قال : أنت تقول ذلك يا أصلع لي ؟ بم تقوله ؟ قلتُ : بالقرآن ، بيني وبينك القرآن ، فقال حذيفة : من احتج بالقرآن [فقد أفلح]- قال سفيان : يقول : قد احتج ، وربما قال : قد فَلَج - وأين هو ؟ فقرأت {سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجدِ الحرام إِلى المسجدِ الأَقْصَى} [الإسراء : 1] قال : أفتراه صلَّى فيه ؟ قلت : لا ، قال : أَمَا لو صلَّى فيه لَكُتِبَتْ عليكم الصلاة فيه ، كما كتبت عليكم الصلاة في المسجد الحرام ، ثم قال حذيفة : أُتِيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بدابة طويلة الظهر ممدودة - هكذا - خَطْوهُ مَدُّ بَصره ، فما زايلا ظَهْرَ البُراق حتى رأيا الجنة والنار ، ووعْدَ الآخرة أجمع ، ثم رجعا عودَهما على بدئهما ، قال : ويتحدثون أنه ربطه لمَ ؟ أيَفِر منه ؟ إنما سخَّره له عالم الغيب والشهادة» أخرجه الترمذي (1) .
-[310]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فلج) فَلَجَ الرجل على خصمه يفلُج فَلْجاً : إذا غلبه وظفر به .
__________
(1) رقم (3146) في التفسير ، باب ومن سورة بني إسرائيل ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (448) قال :حدثنا سفيان، قال :حدثنا مسعر.وأحمد (5/387) قال :حدثنا أبو النضر، قال :حدثنا شيبان.وفي (5/390) قال :حدثنا إسماعيل بن عمر ، قال :حدثنا سفيان.وفي (5/392) قال :حدثنا يونس، قال :حدثنا حماد - يعني ابن سلمة - وفي (5/392) أيضا قال :حدثنا حسن بن موسى، قال :حدثنا حماد بن سلمة.وفي (5/394) قال :حدثنا (سقط شيخ أحمد) قال: حدثنا حماد بن سلمة. والترمذي (3147) قال: حدثنا بن أبي عمر.قال: حدثنا سفيان، عن مسعر، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف 3324) عن محمد بن بشار، عن يحيى، عن سفيان.
أربعتهم - مسعر، وشيبان، وسفيان الثوري، وحماد بن سلمة - عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، فذكره.
* رواية سفيان مختصرة.

8871 - (ت) بريدة بن الحصيب - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «انتهينا إلى بيت المقدس ، قال جبريل كذا بإصبعه فخرق به الحَجَر ، وشَدَّ به البراق» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3131) في التفسير ، باب ومن سورة بني إسرائيل ، وإسناده ضعيف ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3132) قال :حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال :حدثنا أبو تميلة، عن الزبير ابن جنادة، عن ابن بريدة، فذكره.

8872 - (خ م ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أنه سمعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقولُ : «لما كَذَّبتني قريش قُمتُ في الحِجْرِ ، فَجَلَّى الله لي بيتَ المقدس ، فطفِقْت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي .
وزاد البخاري في رواية قال : «لما كَذَّبني قريش حين أُسْرِيَ بي إلى بيت المقدس ...» وذكر الحديث (1) .
__________
(1) رواه البخاري 7 / 152 و 153 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب الإسراء ، وفي تفسير سورة الإسراء ، باب قوله : {أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام} ، ومسلم رقم (170) في الإيمان ، باب ذكر المسيح بن مريم والمسيح الدجال ، والترمذي رقم (3132) في التفسير ، باب ومن سورة بني إسرائيل .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/377) قال :حدثنا يعقوب، قال :حدثنا أبي، عن صالح، وفي (3/377) أيضا قال :حدثنا عبد الرزاق، عن معمر.والبخاري (5/66) قال :حدثنا يحيى بن بكير، قال:حدثنا الليث عن عقيل، وفي (6/104) قال : حدثنا أحمد بن صالح،.قال :حدثنا ابن وهب، قال : أخبرني يونس.ومسلم (1/108) قال :حدثنا قتيبة بن سعيد، قال :حدثنا ليث، عن عقيل، والترمذي (3133) قال :حدثنا قتيبة ، قال :حدثنا الليث، عن عقيل.والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3151) عن قتيبة، عن الليث، عن عقيل.
أربعتهم - صالح، معمر ، وعقيل، ويونس - عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.

8873 - (م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «أتيت موسى ليلةَ أُسْريَ بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره» أخرجه مسلم والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2375) في الفضائل ، باب من فضائل موسى عليه السلام ، والنسائي 3 / 215 في قيام الليل ، باب ذكر صلاة نبي الله موسى عليه السلام .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (3/215) وفي الكبرى (1237) قال: أخبرنا محمد بن علي بن حرب، قال:حدثنا معاذ بن خالد، قال : أنبأنا حماد بن سلمة، عن سليمان التيمي، عن ثابت، فذكره.

الباب الخامس : في معجزاته ودلائل نبوته - صلى الله عليه وسلم - ، وفيه سبعة فصول
الفصل الأول : في إخباره عن المغيبات
8874 - (خ م) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا هَلَكَ كِسرى فلا كسرى بعده ، وإذا هلَكَ قَيْصَرُ فلا قيصر بعده ، والذي نفسي بيده : لَتُنْفَقَنَّ كنوزهما في سبيل الله» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 461 في الأنبياء ، باب علامات النبوة في الإسلام ، وفي الجهاد ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " أحلت لكم الغنائم " ، وفي الأيمان ، باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم ، ومسلم رقم (2919) في الفتن ، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/92) قال :حدثنا إبراهيم بن مهدي، قال : حدثنا أبو عوانة.وفي (5/105) قال :حدثنا حسن بن موسى، قال :حدثنا شيبان.والبخاري (4/104) قال :حدثنا إسحاق.-وهو ابن إبراهيم - سمع جريرا.وفي (4/246) قال :حدثنا قبيصة، قال :حدثنا سفيان.وفي (8/160) قال :حدثنا موسى، قال :حدثنا أبو عوانة.ومسلم (8/187) قال :حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جرير. وعبد الله بن أحمد (5/99) قال :حدثني محمد بن أبي بكر، قال حدثنا أبو عوانة.
أربعتهم - أبو عوانة، وشيبان، وجرير، وسفيان - عن عبد الملك بن عمير ، فذكره.

8875 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إذا هَلَكَ كسرى فلا كسرى بعده ، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده ، والذي نفسي بيده ، لَتُنْفَقَنَّ كنوزهما في سبيل الله» . -[312]-
وفي رواية أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «هَلَكَ كِسرَى ثم لا يكون كسرى ، وقيصَرُ لَيَهلِكنَّ ثم لا يكون قيصر بعده ، ولَتُنْفَقَنَّ كنوزهما في سبيل الله» .
زاد في رواية في آخره : «وسَمّى الحربَ خَدْعة» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحرب خَدْعة) تروى بفتح الخاء ، وهي اللغة الفُصحى ، وهي المرة الواحدة من الخِداع ، يعني : أنَّ الحرب بمرة واحدة من الخداع يبلغ فيها الغرض ، لأن الخصم متى انخدع غُلِبَ وقُهِر ، وتروى بضم الخاء ، وهي الاسم من الخداع ، وقد روى بضم الخاء وفتح الدال - بوزن هُمَزَة - أي : إنَّ الحرب تخدع الرجال كثيراً .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 460 في الأنبياء ، باب علامات النبوة في الإسلام ، وفي الجهاد ، باب الحرب خدعة ، وباب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " أحلت لكم الغنائم " ، وفي الأيمان والنذور ، باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم ، ومسلم رقم (2918) في الفتن ، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت ، والترمذي رقم (2127) في الفتن ، باب ما جاء في الفتن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (1094) قال :حدثنا سفيان.وأحمد (2/233) قال :حدثنا عن الأعلى، عن معمر.وفي (2/240) قال :حدثنا سفيان.وفي (2/271) قال :حدثنا عبد الرزاق.قال: أخبرنا معمر.والبخاري (4/246) قال :حدثنا يحيى بن بكير، قال :حدثنا الليث، عن يونس.وفي (8/160) قال :حدثنا أبو اليمان.قال: أخبرنا شعيب.ومسلم (8/186و187) قال :حدثنا عمرو الناقد وابن أبي عمر، قالا :حدثنا سفيان (ح) وحدثني حرملة بن يحيى.قال : أخبرنا ابن وهب، قال :أخبرني يونس. (ح) وحدثني بن رافع وعبد بن حميد، عن عبد الرزاق.قال :أخبرنا معمر.والترمذي (2216) قال :حدثنا سعيد بن عبد الرحمن.قال :حدثنا سفيان.
أربعتهم - سفيان بن عيينة، ومعمر بن راشد، ويونس بن يزيد، وشعيب، بن أبي حمزة- عن بن شهاب الزهري.قال : أخبرني سعد بن المسيب. فذكره.
وبلفظ «تقسمن» بدلا من «تنفقن» .
أخرجه أحمد (2:313) .والبخاري (4/77) قال :حدثنا عبد الله بن محمد. ومسلم (8/187) قال :حدثنا محمد بن رافع.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق بن همام، قال:حدثنا معمر، عن همام بن منبه، فذكره.
وأخرجه أحمد 20/501) قال :حدثنا يزيد.قال أخبرنا محمد والبخاري (4/408) قال :حدثنا أبو اليمان.قال: أخبرنا شعيب.
كلاهما - محمد بن إسحاق، وشعيب بن أبي حمزة - عن أبي الزناد عن الأعرج، فذكره.

8876 - (م) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال عامر بن سعد بن أبي وقاص : كتبت إلى جابر بن سَمُرة مع غُلامي نافع : أن أخبرني بشيء سمعتَهُ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-. فكتب إليَّ : «سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يوم جمعة ، -[313]- عَشِيَّةَ رُجَمَ الأسلميَّ ، قال : لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة ، أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة ، كُلُّهم من قريش ، وسمعته يقول : عُصَيْبَة من المسلمين يفتتحون البيت الأبيض : بيتَ كِسرى - أو آل كِسرى - وسمعته يقول : إنَّ بين يدي الساعة كذَّابين ، فاحذروهم ، وسمعته يقول : إذا أعطى الله أحدَكم خَيْراً فليبدأْ بنفسه وأهلِ بيته ، وسمعته يقول : أنا الفَرَط على الحوض» .
وفي رواية سماك بن حرب عن جابر بن سمرة : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لَتَفْتَحَنَّ عصابةٌ من المسلمين [أو من المؤمنين] كَنْزَ آلِ كِسرَى الذي في الأبيض» .
وفي رواية أخرى قال : «لَنْ يَبْرَحَ هذا الدين قائماً يقاتِل عليه عصابةٌ من المسلمين حتى تقوم الساعة» أخرجه مسلم (1) . وقد تقدم بعضُ الحديث في «كتاب الخلافة» من حرف الخاء .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الفَرَط) : الذي يتقدَّم الورّاد ، فيهيئ لهم الحبال والدِّلاء والحياض ويستقي لهم ، وهو فَعَل بمعنى فاعل ، يقال : رجل فَرَطٌ ، وقوم فرط .
__________
(1) رقم (1822) في الإمارة ، باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش ، ورقم (2919) في الفتن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/86و87) قال حدثنا حماد بن خالد، قال :حدثنا بن أبي ذئب.وفي (5/89) قال :حدثنا عبد الله بن محمد.وقال عد الله بن أحمد وسمعته أنا من عبد الله بن محمد - قال : حدثنا حاتم بن إسماعيل.ومسلم (6/4و7/71) قال :حدثنا قتيبة بن سعيد، وأبو بكر بن أبي شيبة، قالا :حدثنا حاتم بن إسماعيل.وفي (6/4) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال :حدثنا بن أبي فديك، قال :حدثنا ابن أبي ذئب.
كلاهما - ابن أبي ذئب، وحاتم - عن المهاجر بن مسمار، عن عامر بن سعد، فذكره
رواية مسلم (7/71) مختصرة على «الحوض» .
وفي رواية سماك بن حرب
أخرجه أحمد (5/89) قال :حدثنا عفان، قال :حدثنا أبو عوانة.وفي (5/103) قال :حدثنا محمد بن جعفر، قال :حدثنا شعبة.وفي (5/104) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا إسرائيل (ح) وأبو نعيم قال: حدثنا إسرائيل. ومسلم (8/187) قال :حدثنا قتيبة بن سعيد، وأبو كامل الجحدري، قالا :حدثنا أبو عوانة.وفي (8/187) قال :حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار قالا :حدثنا محمد بن جعفر، قال :حدثنا شعبة و «عبد الله بن أحمد» (5/100) قال :حدثني عمران بن بكار بن الحمي، قال :حدثنا أحمد (يعني بن خالد الوهبي) قال :حدثنا قيس.
أربعتهم - أبو عوانة، وشعبة، وإسرائيل، وقيس - عن سماك بن حرب، فذكره.
وفي الرواية الثانية :
أخرجه أحمد (5/92و94) قال :حدثنا أسود بن عامر، قال:حدثنا شريك.وفي (5/103) قال :حدثنا محمد بن جعفر، قال :حدثنا شعبة.وفي (5/105) قال :حدثنا محمد بن عبد الله الزبيري، وخلف بن الوليد، قالا :حدثنا إسرائيل.وفي (5/106) قال :حدثنا معاوية بن عمرو، قال :حدثنا زائدة.وفي (5/108) قال حدثنا عبد الرحمن، قال :حدثنا زائدة.ومسلم (6/53) قال :حدثنا محمد بن المثني، ومحمد بن بشار، قالا :حدثنا محمد بن جعفر، قال :حدثنا شعبة.وعبد الله بن أحمد (5/98) قال حدثني محمد، قال :حدثنا عمرو، قال :حدثنا أسباط.
خمستهم - شريك، وشعبة، وإسرائيل، وزائدة، وأسباط - عن سماك بن حرب، فذكره.
في رواية شريك قال : سمعته من أخيه إبراهيم بن حرب.
في رواية أحمد (5/106 و108) قال جابر بن سمرة : نبئت أن النبي -صلى الله عليه وسلم-
في رواية عبد الله بن أحمد (5/98) عن جابر، عمن حدثه، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

8877 - (خ) عدي بن حاتم - رضي الله عنه - قال : «بينما أنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم- ، إذ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة ، ثم أتاه آخر فشكا إليه قَطْع السبيل -[314]- فقال : يا عديُّ ، هل رأيت الحِيرَة ؟ قلت : لم أرها ، وقد أنبئت عنها ، قال : إن طالت بك حياةٌ لَتَرَيَنَّ الظَّعينة ترتحل من الحِيرة حتى تطوف بالكعبة ، لا تخاف أحداً إِلا الله تعالى - قلت فيما بيني وبين نفسي : فأين دُعَّارُ طَيِّء الذين سعَّروا في البلاد ؟ - ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى ، قلت : كِسرى بن هُرْمُز ؟ قال : كسرى بن هرمز، ولئن طالت بك حياة لَتَرَيَنَّ الرجل يُخرج مِلء كَفِّه من ذهب أو فضة يطلب من يَقْبَلُهُ منه ، فلا يجد أحداً يقبله منه ، ولَيَلْقِيَنَّ الله أحدُكم يوم يلقاه وليس بينه وبينه حجاب ولا تَرْجمان يُترجم له ، فليقولنَّ : ألم أبعث إليك رسولاً فيُبلِّغك ؟ فيقول : بلى يا رب ، فيقول : ألم أعطك مالاً ، وأُفْضِلْ عليك ؟ فيقول : بلى ، فينظر عن يمينه ، فلا يرى إلا جهنم ، [وينظر عن يساره فلا يرى إلا جهنم] قال عديٌّ : فسمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم- يقول : اتقوا النار ولو بِشِقِّ تَمرة ، فمن لم يجد شِقَّ تمرة فبكلمة طيبة ، قال عديٌّ : فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله ، وكنتُ فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز ، ولئن طالَت بكم حياة لَتَرَوُنَّ ما قال النبي أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم- يُخرج ملء كفه ...» . أخرجه البخاري (1) .
-[315]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الظعينة) : المرأة ما دامت في الهودج ، هذا هو الأصل ، ثم سميت به المرأةُ ظعينةً وإن لم تكن في هودجٍ ولا مسافرة .
(الدُعَّار) بالدال المهملة : قُطَّاعُ الطريق ، والذي يُخيفون الناس في مقاصدهم ، وأصل الدَّعر : الفساد .
(سَعّروا البلاد) : مَلؤوها شراً وفساداً ، مأخوذ من استعار النار وهو إيقادها والتهابها .
__________
(1) 6 / 450 و 451 في الأنبياء ، باب علامات النبوة في الإسلام .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/256) قال :حدثنا وكيع، قال :حدثنا سعدان الجهني، وفي (4/256) قال: حدثنا عبد الرحمن وابن جعفر، قالا :حدثنا شعبة.والبخاري (2/135و4/240) قال :حدثنا عبد الله بن محمد، قال :حدثنا أبو عاصم النبيل، قال : أخبرنا سعدان بن بشر قال :حدثنا مجاهد.وفي (4/239) قال :حدثني محمد بن الحكم، قال: أخبرنا النضر قال :أخبرنا إسرائيل، قال : أخبرنا سعد الطائي وفي خلق أفعال العباد (53) قال :حدثنا محمد بن الحكم قال حدثنا النضر بن شميل قال :حدثنا إسرائيل قال :حدثنا سعد الطائي.والنسائي (5/74) قال :أخبرنا نصر بن علي عن خالد قال :حدثنا شعبة.
ثلاثتهم - سعدان بن بشر الجهني، وشعبة، وسعد أبو مجاهد الطائي - عن محل بن خليفة الطائي فذكره.

8878 - (م) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إنَّكم ستفتحون أرضاً يُذكر فيها القيراط - وفي رواية : ستفتحون مصرَ ، وهي أرض يسمّى فيها القيراط - فاسْتَوْصُوا بأهلها خيراً ، فإن لهم ذِمَّة ورَحِماً» .
وفي أخرى «فإن فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها ، فإن لهم ذِمَّة ورَحماً - أو قال : ذِمَّة وصِهراً - فإذا رأيتَ رجلين يختصمان [فيها] في موضِع لَبِنَة فاخرج منها ، قال : فمرَّ بربيعة وعبد الرحمن ابني شُرَحبيل بن حَسَنة يتنازعان في موضع لَبِنَة ، فخرج منها» وفي أخرى : «فرأيت ، فخرجتُ» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2543) في فضائل الصحابة ، باب وصية النبي صلى الله عليه وسلم بأهل مصر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/173) . ومسلم (7/191) قال :حدثني زهير بن حرب، وعبيد الله بن سعيد.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وزهير، وعبد الله - قالوا : حدثنا وهب بن جرير، قال :حدثنا أبي قال :سمع حرملة المصري، يحدث عن عبد الرحمن بن شماسة، عن أبي بصرة، فذكره.
وأخرجه أحمد (5/174) قال :حدثنا هارون ومسلم (1907) قال :حدثني أبو الطاهر (ح) وحدثني هارون بن سعد الأيلى.
كلاهما -هارون بن وأبو الطاهر بن سرح.
عنا بن وهب، قال :حدثني حرملة. وهو بن عمران التجيبي، عن عبد الرحمن بن شماسة المهري، قال: سمعت أباذر فذكره. (ليس فيه أبو بصرة) .

8879 - (م د ت) ثوبان - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إن الله زَوَى لِي الأرضَ ، فرأيتُ مشارقها ومغاربها ، وإن أُمَّتي سيبلغ ملكُها ما زُوِيَ لي منها ، وأُعطيتُ الكنزين الأحمر والأبيض ، وإني سألت ربي لأمتي : أن لا يهلكها بِسَنَةٍ عامَّة ، وأن لا يُسَلِّط عليهم عدوَّاً من سوى أنفسهم ، فيستبيحَ بَيْضتَهم ، وإن ربي قال : يا محمد ، إذا قضيتُ قضاءً فإنه لا يُرَدُّ ، وإني أعطيتك لأمتك : أن لا أهلكهم بِسَنَةٍ عامَّة ، ولا أسلّط عليهم عدوّاً [من] سوى أنفسهم يستبيحُ بيضتَهم ، ولو اجتمع عليهم مَنْ بأقطارها - أو قال : من بين أقطارها- حتى يكون بعضهم يُهْلِك بعضاً ، ويَسبي بعضهم بعضاً» .
وفي رواية : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إن الله زَوَى لي الأرض حتى رأيتُ مشارقها ومغاربها ، وأعطاني الكنزين : الأحمر والأبيض» ثم ذكر نحوه . أخرجه مسلم .
وزاد أبو داود «وإنما أخاف على أُمَّتي الأئمة المضلِّين ، وإذا وُضِعَ السيف في أُمَّتي لم يَرفع عنها إلى يوم القيامة ، ولا تقوم الساعة حتى تلتحق قبائل من أُمَّتي بالمشركين ، وحتى تعبد قبائل من أُمَّتي الأوثان ، وإنه سيكون في أُمَّتي كذَّابون ثلاثون ، كُلُّهم يزعم أنه نبيٌّ ، وأنا خاتم النبيين ، لا نبيَّ بعدي ولا تزال طائفة من أُمَّتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتيَ أمر الله» . -[317]-
وقد أخرج مسلم بعض هذه الزيادة عن ثوبان ، وهي قوله : «لا تزال طائفة من أُمَّتي ظاهرين ... إلى آخرها» .
وقد أخرج الترمذي الزيادة كلها مفردة ، وهو مذكور في «كتاب الفتن» من حرف الفاء (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بسَنَةٍ عامَّة) السَّنَةُ : الجَدْبُ والشِّدَّة . والعامَّة : التي تَعُمُّ الكُلَّ .
(زُوِيَ لي) زَويت الشيء لفلان ، أي : جمعته له وضممته إليه ، وقوله : «وإن ملك أُمَّتي سيبلغ ما زُوِيَ لي منها» من معجزاته - صلى الله عليه وسلم-، لأن ملك أُمَّته بلغ من المشارق والمغارب كثيراً واسعاً ، أمَّا من الغرب : فإلى منتهى الأرض وأمَّا من الشرق : فإلى أقاصي العِمارة ، والباقي من الشرق يسيرٌ بالنسبة إلى المملوك منه ، وأما جهة الجنوب وجهة الشمال : فلم يبلغ ملك الأمة الإسلامية فيهما كثيراً مبلَغَه في جِهَتي الشرق والغرب ، فكان هذا منه - صلى الله عليه وسلم- إخباراً عما يقع في المستقبل .
وقال الخطابي : قوله : ما زُوِيَ لي منها «يتوهم بعض الناس : أن -[318]- حرف «من» هاهنا معناه : التبعيض ، وليس كذلك ، وإنما معناه : التفصيل للجملة المتقدِّمة ، والتفصيل لا يناقض الجملة ، ولا يُبطل شيئاً منها، لكنه يأتي عليها شيئاً شيئاً ، ويستوفيها جزءاً جزءاً ، والمعنى : أنَّ الأرض زُوِيَت جملتها له مرة واحدة ، ثم يُفتَح له جزءٌ جزءٌ منها ، حتى يأتيَ عليها كُلَّها فيكون هذا معنى التبعيض فيها ، وهذا القول كما تراه .
والذي ينبغي أن يقال في ذلك : إن قوله : «زويت لي الأرض» أي : جمعت ، فرأيت مشارقها ومغاربها ، اعتراف منه أنه لما زويت له ، لم ير إلا مشارقها ومغاربها ، وقوله : «وسيبلغ ملك أُمَّتي ما زُوِيَ لي منها» يعني المشارق والمغارب التي رآها ، لأنه لما قصَر رؤيته على المشارق والمغارب ، كان كأنما زُوي له من الأرض ما رآه منها ، وهذا ظاهر ، فإنا نَعلم أن الأرض إذا زويت له فنظر إليها فإنه يبقى منها أماكن لا يراها ، وهي ما كان من الجهة المقابلة لموضع نظره مما تحت الأرض ، فيكون معنى قوله : «ما زُوي لي منها» أي : ما وقع نظري عليه منها ، فيكون «من» للتبعيض حقيقة في هذا المكان ، وهذا يقتضي أنَّ ملك الأُمَّة لا يستوعب الأرض جميعها ، لأنه قصَر ملك أُمَّته على ما رآه منها ، ويعضدُ ذلك : كون الحالة هكذا .
(بَيْضَةُ الناس) : مجتمعهم ومعظمهم ، وبيضَةُ البلد : وسطُه ومعظمه ، -[319]- و «استباحهم» : جعلهم مُبَاحاً ، يأخذهم أسراً وقتلاً ، ويتصرُّف فيهم كيف شاء .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2889) في الفتن ، باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض ، والترمذي رقم (2177) في الفتن ، باب ما جاء في سؤال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً في أمته ، أبو داود رقم (4252) في الفتن ، باب ذكر الفتن ودلائلها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (5/278) قال :حدثنا سليمان بن حرب.وفي (5/284) قال:حدثنا عفان ومسلم (8/171) قال :حدثنا أبو الربيع العتكي، وقتيبة بن سعيد وأبو داود (4252) قال :حدثنا سليمان بن حرب، ومحمد بن عيسى والترمذي (2176) قال :حدثنا قتيبة.
خمستهم - سليمان ، وعفان، وأبو الربيع، وقتيبة، ومحمد بن عيسى - عن حماد بن زيد، عن أيوب.
2- وأخرجه مسلم (8/171) قال :حدثني زهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن المثنى، وبن بشار، عن معاذ بن هشام، قال :حدثني أبي وابن ماجة (3952) قال :حدثنا هشام بن عمار، قال :حدثنا محمد بن شعيب بن شابور، قال :حدثنا سعيد بن بشير.
كلاهما -هشام، وسعيد - عن قتادة.
كلاهما - أيوب، وقتادة - عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، فذكره.
3- أخرجه أحمد (5/278) قال :حدثنا عبد الرحمن.وفي (5/278) قال :حدثنا سليمان بن حرب.وفي (5/284) قال:حدثنا عفان.والدارمي (215 و2755) قال : أخبرنا سليمان بن حرب.وأبو داود (4252) قال :حدثنا سليمان بن حرب.ومحمد بن عيسى.والترمذي (2229) قال :حدثنا قتيبة.
خمستهم - عبد الرحمن، وسليمان، وعفان، ومحمد، وقتيبة - عن حماد بن زيد، عن أيوب.
4-وأخرجه ابن ماجة (3952) قال :حدثنا هشام بن عمار ، قال :حدثنا محمد بن شعيب بن شابور، قال:حدثنا سعيد بن بشر، عن قتادة.

8880 - (خ م د ت س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «هل لكم من أنماط ؟ قلت : وأنّى تكون لنا الأنماط ؟ قال : أما إنَّها ستكون لكم الأنماط ، فكانت ، قال : فأنا أقول لها - يعني امرأته - أخِّري عنَّا أنماطَك ، فتقول : ألم يقل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : ستكون لكم الأنماط ؟ فأدَعُها» .
أخرجه البخاري ومسلم والترمذي ، وانتهت رواية أبي داود عند قوله : «ستكون لكم الأنماط» .
وفي رواية النسائي قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «هل تزوجتَ ؟ قلتُ : نعم ، قال: اتخذتم أنماطاً ؟ ... وذكر الحديث إلى قوله : ستكون» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أنماط) الأنماط جمع نَمَط ، وهو من البُسط معروف .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 462 في الأنبياء ، باب علامات النبوة في الإسلام ، وفي النكاح ، باب الأنماط ونحوها للنساء ، ومسلم رقم (2083) في اللباس ، باب جواز اتخاذ الأنماط ، وأبو داود رقم (4145) في اللباس ، باب في الفرش ، والترمذي رقم (2775) في الأدب ، باب ما جاء في الرخصة في اتخاذ الأنماط ، والنسائي 6 / 136 في النكاح ، باب الأنماط .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه الحميدي (1227) .والبخاري (7/28) قال :حدثنا قتيبة بن سعيد، ومسلم (6/146) قال:حدثنا قتيبة بن سعيد، وعمرو الناقد، وإسحاق بن إبراهيم.وأبو داود (4145) قال : حدثنا ابن السرح.والنسائى (6/136) قال : أخبرنا قتيبة.
خمستهم - الحميدي، وقتيبة، والناقد، وإسحاق، وابن السرح، عن سفيان (ابن عيينة) .
2- وأخرجه أحمد (3/294) قال حدثنا عبد الرزاق.وفي (3/301) قال :حدثنا وكيع.والبخاري (4/249) قال :حدثنا عمرو بن عباس، قال :حدثنا بن مهدي، ومسلم (6/146) قال :حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال :حدثنا وكيع. (ح) وحدثنيه محمد بن المثنى، قال : حدثنا عبد الرحمن والترمذي (2774) قال :حدثنا محمد بن بشار، قال :حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
ثلاثتهم - عبد الرزاق، ووكيع، وابن مهدي - عن سفيان الثوري.
كلاهما - ابن عيينة - والثوري - عن محمد بن المنكدر، فذكره.

8881 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : -[320]- «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كلِّ مائةٍ سنةٍ من يُجَدِّد لها دينَها» . أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(من يجدِّدُ لها دينَها) قد تكلَّم العلماءُ في تأويل هذا الحديث ، كُلُّ واحد في زمانه ، وأشاروا إلى القائم الذي يجدِّد للناس دينَهم على رأس كلِّ مائةِ سنةٍ ، وكأنَّ كل قائل قد مال إلى مذهبه وحمل تأويل الحديث عليه ، والأولى أن يحمل الحديث على العموم ، فإن قوله - صلى الله عليه وسلم- : «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنةٍ من يُجدِّد لها دِينَها» ولا يلزم منه أن يكون المبعوث على رأس المائة رجلاً واحداً ، وإنما قد يكون واحداً ، وقد يكون أكثر منه فإن لفظة «مَنْ» تقع على الواحد والجمع ، وكذلك لا يلزم منه أن يكون أراد بالمبعوث : الفقهاء خاصة ، كما ذهب إليه بعض العلماء ، فإن انتفاع الأمة بالفقهاء ، وإن كان نفعاً عامَّاً في أمور الدين ، فإن انتفاعهم بغيرهم أيضاً كثير مثل أولي الأمر ، وأصحاب الحديث والقُرَّاء والوعَّاظ ، وأصحاب الطبقات من الزّهاد ، فإن كل قوم ينفعون بفنّ لا ينفع به الآخر ، إذ الأصل في حِفْظِ الدِّين حفظُ قانون السياسة ، وبث العدل والتناصف الذي به تحقن الدماء -[321]- ويتمكَّن من إقامة قوانين الشرع ، وهذا وظيفة أُولي الأمر ، وكذلك أصحاب الحديث : ينفعون بضبط الأحاديث التي هي أدلّة الشرع ، والقُرَّاء ينفعون بحفظ القراءات وضبط الروايات ، والزُّهاد ينفعون بالمواعظ والحث على لزوم التقوى والزهد في الدنيا ، فكل واحد ينفع بغير ما ينفع به الآخر ، لكن الذي ينبغي أن يكون المبعوث على رأس المائة : رجلاً مشهوراً معروفاً ، مشاراً إليه في كل فن من هذه الفنون ، فإذا حُمِلَ تأويل الحديث على هذا الوجه كان أولى ، وأبعدَ من التهمة ، وأشبه بالحكمة ، فإن اختلاف الأئمة رحمة ، وتقرير أقوال المجتهدين متعيِّن ، فإذا ذهبنا إلى تخصيص القول على أحد المذاهب ، وأوّلنا الحديث عليه ، بقيت المذاهب الأخرى خارجةً عن احتمال الحديث لها ، وكان ذلك طعناً فيها .
فالأحسن والأجدر أن يكون ذلك إشارة إلى حدوث جماعةٍ من الأكابر المشهورين على رأس كل مائةِ سَنَةٍ يجدَّدون للناس دِينَهم ، ويحفظون مذاهبهم التي قلّدوا فيها مجتهديهم وأئمتهم .
ونحن نذكر الآن المذاهب المشهورة في الإسلام التي عليها مدار المسلمين في أقطار الأرض ، وهي مذهب الشافعي ، وأبي حنيفة ، ومالك ، وأحمد ، ومذهب الإمامية (*) ، ومن كان المشار إليه من هؤلاء على رأس كل مائة سنة ، وكذلك من كان المشار إليه من باقي الطبقات . -[322]-
وأما من كان قبل هذه المذاهب المذكورة ، فلم يكن الناس مجتمعين على مذهب إمام بعينه ، ولم يكن قبل ذلك إلا المائة الأولى ، كان على رأسها من أُولي الأمر : عمر بن عبد العزيز ، ويكفي الأمة في هذه المائة وجوده خاصة ، فإنه فَعَلَ في الإسلام ما ليس بخافٍ .
وكان من الفقهاء بالمدينة : محمد بن علي الباقر ، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصِّديق ، وسالم بن عبد الله بن عمر .
وكان بمكة منهم : مجاهد بن جبر ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وعطاء بن أبي رباح .
وكان باليمن : طاوس ، وبالشام : مكحول ، وبالكوفة : عامر بن شَراحيل الشعبي ، وبالبصرة: الحسن البصري ، ومحمد بن سيرين .
وأما القُرَّاء على رأس المائة الأولى ، فكان القائم بها عبد الله بن كثير .
وأما المحدِّثون فـ : محمد بن شهاب الزهري ، وجماعةٌ كثيرة مشهورون من التابعين وتابع التابعين .
وأما من كان على رأس المائة الثانية ، فمن أُولي الأمر : المأمون بن الرشيد ، ومن الفقهاء : الشافعي ، والحسن بن زياد اللؤلؤي من أصحاب أبي حنيفة ، وأشهب بن عبد العزيز من أصحاب مالك ، وأما أحمد : فلم يكن يومئذ مشهوراً ، فإنه مات سنة إحدى وأربعين ومائتين . -[323]-
ومن الإمامية (*) : علي بن موسى الرضى ، ومن القراء : يعقوب الحضرمي ، ومن المحدّثين : يحيى بن معين ، ومن الزهاد : معروف الكرخي .
وأما من كان على رأس المائة الثالثة ، فمن أُولي الأمر: المقتدر بأمر الله ، ومن الفقهاء : أبو العباس بن سريج من أصحاب الشافعي ، وأبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي من أصحاب أبي حنيفة ، . . . (2) من أصحاب مالك ، وأبو بكر بن هارون الخلال من أصحاب أحمد ، وأبو جعفر محمد بن يعقوب الرازي من الإمامية (*) .
ومن المتكلِّمين : أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري .
ومن القُرَّاء : أبو بكر أحمد بن موسى بن مجاهد .
ومن المحدِّثين : أبو عبد الرحمن بن شعيب النسائي .
وأما من كان على رأس المائة الرابعة ، فمن أُولي الأمر : القادر بالله ، ومن الفقهاء : أبو حامد أحمد بن طاهر الإسفراييني من أصحاب الشافعي ، وأبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي من أصحاب أبي حنيفة ، وأبو محمد عبد الوهاب بن علي بن نصر من أصحاب مالك ، وأبو عبد الله الحسين بن علي بن حامد ، من أصحاب أحمد .
ومن الإمامية (*) : المرتضى الموسوي أخو الرضى الشاعر .
ومن المتكلِّمين : القاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني ، والأستاذ أبو بكر محمد بن الحسن بن فَوْرك . -[324]-
ومن المحدِّثين : أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري المعروف بالحاكم [ابن] البيِّع .
ومن القُرَّاء : أبو الحسن علي بن أحمد الحمامي .
ومن الزُّهاد : أبو بكر محمد بن علي الدينوري .
وأما من كان على رأس المائة الخامسة ، فمن أولي الأمر : المستظهر بالله .
ومن الفقهاء : الإمام أبو حامد محمد بن محمد الغزالي من أصحاب الشافعي ، والقاضي فخر الدين محمد بن علي الأرسابندي المروزي من أصحاب أبي حنيفة ، . . . (3) من أصحاب مالك ، وأبو الحسن علي بن عبيد الله الزاغوني من أصحاب أحمد .
ومن المحدِّثين : رزين بن معاوية العبدري .
ومن القُرَّاء : أبو العز محمد بن الحسين بن بندار القلانسي .
هؤلاء كانوا المشهورين في هذه الأزمنة المذكورة .
وقد كان قبيل كل مائة أيضاً من يقوم بأمور الدين ، وإنما المراد بالذكر من انقضت المائة وهو حي عالم مشهور مشار إليه .
__________
(1) رقم (4291) في الملاحم ، باب ما يذكر في قرن المائة ، وإسناده صحيح ، ورواه أيضاً الحاكم وصححه ووافقه الذهبي .
(2) كذا في الأصل بياض .
(3) كذا في الأصل بياض .

(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة :
ذكر ابن الأثير رحمه الله هنا (11 / 321 - 323) :
المذاهب المشهورة في الإسلام وعد منها مذهب الإمامية
وذكر أيضاً المجددين وذكر منهم على رأس المائة الثالثة أبو جعفر محمد بن يعقوب الرازي من الإمامية .
الجواب [عن ذلك] على قسمين :
"الأول: في حال ثبوت هذا الأمر عن ابن الأثير كما هو ظاهر في المطبوع الذي اعتمد فيه على عدد من المخطوطات بتحقيق الشيخ عبد القادر الأرناؤوط رحمه الله ، وكذلك في نقل العلماء عنه كصاحب عون المعبود ، فيجاب عن ذلك بأن هذه زلة من ابن الأثير رحمه الله وخطأ محض ، ولعله عذره في ذلك أنه لم يكن على معرفة تامة بأحوال هؤلاء الرافضة وما عندهم من مخالفات عقدية ، وهذا لا يسقط عنه اللوم تماما وإنما يخفف عنه اللوم ويعتذر به لابن الأثير لما علم عنه من خدمة السنة النبوية .
الثاني: قد ذكر ابن خلكان في الوفيات أن جماعة ساعدوا ابن الأثير في الاختيار والكتابة أثناء كتابته لتصانيفه ، فلعل أحدهم له ميول رافضية قد أدخل مثل هؤلاء الرافضة ضمن المجددين."
[الشيخ عبد الرحمن الفقيه]

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4291) قال :حدثنا سليمان بن داود المهدي قال :أخبرنا ابن وهب، قال : أخبرني سعيد بن بن أبي أيوب، عن شراحيل بن زيد المعافري، عن أبي علقمة، فذكره.

8882 - (خ م د) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما – قال : «قام فينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مَقَاماً ، فما تركَ شيئاً يكون من مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدّثَهُ ، حَفِظَه من حَفِظَه ونَسِيَه من نَسِيَه ، قد علمه أصحابي -[325]- هؤلاء ، وإنه ليكون منه الشيء قد نسيته ، فأراه فأذكر كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ، ثم إذا رآه عرفه» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 433 في القدر ، باب {وكان أمر الله قدراً مقدورا} ، ومسلم رقم (2891) في الفتن ، باب إخبار الني صلى الله عليه وسلم فيما يكون إلى قيام الساعة ، وأبو داود رقم (4240) في الفتن ، باب ذكر الفتن ودلائلها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/385و401) قال :حدثنا وكيع، قال :حدثنا سفيان.وفي (5/389) قال :حدثنا عبد الرزاق، قال :أخبرنا سفيان.والبخاري (8/154) قال :حدثنا موسى بن مسعود، قال:حدثنا سفيان.ومسلم (8/172) قال :حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال :حدثنا وكيع، عن سفيان. وفيه (8/.172) قال :حدثنا عثمان بن أبي شيبة، إسحاق بن إبراهيم ، قال عثمان : حدثنا. وقال إسحاق : أخبرنا جرير.وأبو داود (4240) قال :حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال :حدثنا جرير.
كلاهما -سفيان، وجرير - عن الأعمش، عن أبي وائل، فذكره.

8883 - (م) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما - قال : «أخبرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بما هو كائن إلى أن تقومَ الساعة ، فما منه شيء إلا وقد سألته ، إلا أني لم أسأله : ما يُخرِج أهل المدينة من المدينة ؟» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2891) في الفتن ، باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم فيما يكون إلى قيام الساعة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/386) قال :حدثنا محمد بن جعفر.ومسلم (8/172) قال :حدثنا محمد بن بشار، قال : حدثنا محمد بن جعفر. (ح) رحدثني أبو بكر بن نافع، قال :حدثنا غندر. وفي (8/173) قال :حدثنا محمد بن المثنى، قال : حدثني وهب بن جرير.
كلاهما - محمد بن جعفر غندر، ووهب - عن عدي بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد، فذكره.

8884 - (م) عمرو بن أخطب الأَنصاري - رضي الله عنه - قال : «صَلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يوماً الفجرَ ، وصَعِدَ على المنبر ، فخطبنا حتى حَضَرت الظهرُ ، فنزل فصلى ، ثم صعد المنبر ، فخطبنا حتى حضرت العصر ، ثم نزل فصلى ، ثم صعد المنبر حتى غربت الشمس ، فأخبرَنا بما [كان ، وبما] هو كائن إِلى يوم القيامة ، قال : فأعلمُنا أحفظُنا» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2892) في الفتن ، باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم فيما يكون إلى قيام الساعة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/341) .ومسلم عن شعبة (8/173) قال :حدثني يعقوب بن إبراهيم الدورقي وجحاج بن الشاعر.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ويعقوب، وحجاج - عن أبي عاصم، قال : أخبرنا عرزة بن ثابت، قال : أخبرنا علباء بن أحمر، فذكره.

8885 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - : «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قَدِم من سفرٍ ، فلما كان قُرْبَ المدينة هَاجَتْ ريحٌ شديدةٌ ، تكاد أن -[326]- تَدْفِنَ الراكب ، فزعم أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : بُعِثَتْ هذه الريحُ لموت منافق ، فلما قدمنا المدينة إذا عظيم من المنافقين قد مات» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2782) في صفات المنافقين وأحكامهم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/315) قال حدثنا أبو معاوية.وعبد بن حميد (1029) قال :حدثنا إبراهيم بن الأشعث، قال :حدثنا فضيل بن عياض.ومسلم (8/124) قال :حدثني أبو كريب محمد بن العلاء، قال :حدثنا حفص (يعني ابن غياث) .
ثلاثتهم - أبو معاوية، وفضيل، وحفص - عن الأعمش، عن أبي سفيان، فذكره.

8886 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : «لما فُتِحَتْ خيبر أُهْدِيَتْ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- شاة فيها سم ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : اجمعوا لي مَنْ كان هاهنا من اليهود ، فجمعوا له ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إني سائلكم عن شيء ، فهل أنتم صادِقيَّ عنه ؟ قالوا : نعم يا أبا القاسم ، فقال لهم رسول - صلى الله عليه وسلم- : مَن أبوكم ؟ قالوا : فلان ، قال : كذبتم ، بل أبوكم فلان ، قالوا : صَدَقتَ وبَرَرْتَ ، فقال : هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه ؟ قالوا : نعم يا أبا القاسم ، وإن كَذَبنَاكَ عرفتَ كما عرفته في أبينا ، قال لهم : مَنْ أهل النار ؟ قالوا : نكون فيها يسيراً ، ثم تخلفونا فيها ، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : اخسؤوا فيها ، واللهِ لا نَخْلُفكم فيها أبداً ، قال : هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه ؟ قالوا : نعم يا أبا القاسم ، قال : هل جعلتم في هذه الشاة سُماً ؟ قالوا : نعم ، قال : فما حملكم على هذا ؟ قالوا : أردنا إن كنت كاذباً نستريحُ منك ، وإن كنتَ صادقاً (1) لم يَضُرَّك» أخرجه البخاري (2) .
-[327]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اخسؤوا) خَسَأت الكلب : إذا طَرَدْتَهُ وأَبعَدتَهُ .
__________
(1) في نسخ البخاري المطبوعة : وإن كنت نبياً .
(2) 6 / 195 في الجهاد ، باب إذا غدر المشركون بالمسلمين هل يعفى عنهم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/451) قال :حدثنا حجاج بن محمد، والدارمي (70) قال أخبرنا عبد الله بن صالح، البخاري (4/121و5/179) قال :حدثنا عبد الله بن يوسف.وفي (7/180) قال :حدثنا قتيبة.والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9/13008) عن قتيبة
أربعتهم - حجاج بن محمد، وعبد الله بن صالح، عبد الله بن يوسف، وقيتبة - عن الليث بن سعد قال :حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره.

8887 - (خ م د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن امرأةً يَهُودِيَّة أتَتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بشاةٍ مسمومة ، فجيء بها إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فسألها عن ذلك ؟ فقالت : أردتُ لأقتلَكَ ، فقال : ما كان الله ليُسَلِّطَكِ على ذلك - أو قال : عليَّ - قالوا : ألا نقتلها ؟ [قال : لا] قال : فما زلت أعرفها في لَهَواتِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اللهوات) : جمع لَهاة ، وهي الهنَة التي في أقصى الفم .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 169 في الهبة ، باب قبول الهدية من المشركين ، ومسلم رقم (2190) في السلام ، باب السم ، وأبو داود رقم (4508) في الديات ، باب فيمن سقى رجلاً سماً أو أطعمه فمات أيقاد منه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/218) ، ومسلم (7/15) قال :حدثنا هارون بن عبد الله.
كلاهما - أحمد، وهارون - قالا :حدثنا روح بن عبادة.
2- وأخرجه البخاري (3/214) وفي الأدب المفرد (243) قال :حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب. ومسلم (7/14) وأبو داود (4508) قالا -مسلم أبو داود-حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي.
كلاهما - عبد الله، ويحيى - قالا :حدثنا خالد بن الحارث.

8888 - (د) محمد بن شهاب الزهري قال : كان جابر يحدّثُ «أن يهوديةً من أهل خيبر سَمَّت شاة مَصْلِيَّةً ، ثم أهْدَتْها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فأخذ [رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-] الذراع ، وأكل منها ، وأكل رَهْط من أصحابه معه ، ثم قال لهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : ارفعوا أيديكم ، وأرسل رسول - صلى الله عليه وسلم- إلى اليهودية ، فدعاها ، فقال لها : سَمَمْتِ هذه الشاةَ ؟ قالت اليهودية : مَنْ أخبرك ؟ قال : أخبرتني -[328]- هذه الذراعُ التي بيدي ، قالت : نعم ، قال : وما أردتِ إلى ذلك ؟ قالت : قلت : إِن كان نَبياً لم تَضُرَّه ، وإن لم يكن نبياً استرحنا منه ، فعفا عنها [رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-] ولم يعاقبها ، وتُوُفِّي [بعض] أصحابه الذين أكلوا من الشاة ، واحتَجَم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على كاهله من أجل الذي أكل من الشاة ، حَجَمه أبو هِنْد بِالقَرْن والشَّفْرة ، وهو مولى لبني بَياضةَ من الأنصار» .
وفي رواية أبي سلمة نحوه ، وفيها : «فمات بِشْر بن البراء بن مَعْرور الأنصاري ، فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلى اليهودية : ما حَمَلَكَ على الذي صنعتِ ؟ ... فذكر نحوه ، فأمر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقُتلت» ولم يذكر أمر الحجامة أخرجه أبو داود (1) .
وهذا الحديث موضعه الفصل الثاني من هذا الباب ، وإنما ذكرناه هاهنا ليجيء في جملة أحاديث الشاة المسمومة .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مَصْلِيَّة) شاة مَصْلِيَّة ، أي : مشوية .
(الكاهل) : مابين الكتفين .
__________
(1) رقم (4510) في الديات ، باب فيمن سقى رجلاً سماً أو أطعمه فمات أيقاد منه ، وإسناده منقطع ، فإن الزهري لم يسمع من جابر بن عبد الله لكن يشهد له الأحاديث التي قبله ، فهو بها صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الدارمي (69) قال :أخبرنا الحكم بن نافع، قال : أخبرنا شعيب بن أبي حمزة.وأبو داود (4510) قال :حدثنا سليمان بن داود المهري، قال :حدثنا ابن وهب، قال : أخبرني يونس.
كلاهما - شعيب، ويونس - عن الزهري، فذكره.

8889 - (د) عاصم بن كليب عن أبيه عن رجل من الأنصار قال : «خرجنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في جنازة ، فرأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو على القبر -[329]- يُوصِي الحافر ، يقول : أوسِعْ من قِبَل رجليه ، أوسِعْ من قِبَل رأسه ، فلما رجع استقبله داعِي امرأة ، فأجاب ونحن معه ، فجيء بالطعام ، فوَضَع يده ، ثم وضع القوم ، فأكلوا ، فَفَطَنَ آباؤنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- يلُوكُ لقمة في فمه ، ثم قال : أجدُ لحم شاة أُخذت بغير إذن أهلها، فأرسلت المرأة تقول : يا رسول الله ، إني أرسلت إلى النَّقِيع (1) - وهو موضع تُباعُ فيه الغنم - لتشتَري لي شاة ، فلم توجد ، فأرسلت إلى جارٍ لي قد اشترى شاة : أن يرسل بها إليَّ بثمنها ، فلم يوجد ، فأرسلتُ إلى امرأته ، فأرسلتْ إليَّ بها ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أطعمي هذا الطعام الأسْرَى» أخرجه أبو داود (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يلوك) لاك اللقمة في فيه يلوكها : إذا مضعها .
__________
(1) وفي بعض النسخ : البقيع ، قال الخطابي : أخطأ من قال بالموحدة .
(2) رقم (3332) في البيوع ، باب في اجتناب الشبهات ، وإسناده صحيح ، ورواه أيضاً البيهقي ، ولفظ الحديث إلى البيهقي أقرب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/293) قال :حدثنا معاوية بن عمرو.قال :حدثنا أبو إسحاق، عن زائدة.وفي (5/408) قال :حدثنا محمد بن فضيل.وأبو داود (3332) قال :حدثنا محمد بن العلاء.قال : أخبرنا ابن إدريس.
ثلاثتهم - زائدة، ومحمد بن فضيل، وابن إدريس - عن عاصم بن كليب، عن أبيه، فذكره.

8890 - (خ م س) عائشة - رضي الله عنها - أن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم- قلن : «يا رسولَ الله ، أيُّنا أسْرَعُ بك لُحوقاً ؟ قال : أطولكن يداً ، فأخذوا قَصَبة يذرعونها ، فكانت سَوْدةُ أطولهن يداً ، فعلمنا بعدُ : أنما كان طولُ يدها الصدقة ، وكانت أسرعَنا لحوقاً به ، وكانت تحب الصدقة» . أخرجه البخاري ومسلم .
ولمسلم قالت : قال رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم- : «أسرعكن لحوقاً بي أطولكن -[330]- يداً ، قالت : فكنَّ يتطاولن ، أَيَّتُهن أطول يداً ، فكانت أطولنا يداً زينب لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 226 و 227 في الزكاة ، باب أي الصدقة أفضل وصدقة الشحيح الصحيح ، ومسلم رقم (2452) في فضائل الصحابة ، باب من فضائل زينب رضي الله عنها ، والنسائي 5 / 66 و 67 في الزكاة ، باب فضل الصدقة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم. (7/144) قال :حدثنا محمود بن غيلان أبو أحمد.قال : حدثنا الفضل بن موسى السيناني، قال : أخبرنا طلحة بن يحيى بن طلحة عن عائشة بنت طلحة فذكرته.

8891 - (د) هلال بن عمرو قال : سمعت علياً يقول : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «يخرج رجل من وراء النهر ، يقال له : الحارث ، على مقدمته رجل يقال له : منصور ، يُوَطِّئ - أو يُمَكِّنُ - لآل محمد كما مكَّنَتْ قريش لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وجب على كل مؤمنٍ نصرُه ، أو قال : إجابتُه» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4290) في المهدي ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4290) قال :حدثت عن هارون بن المغيرة، قال :حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن مطرف بن ييرف، عن أبي الحسن، عن هلال بن عمرو، فذكره.

8892 - () ابن أبي كثير قال : قال أبو سهم : «مَرَّت بي امرأة في المدينة ، فأخذتُ بكَشْحها ، ثم أطلقتها ، فأصبح رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في المدينة يبايعُ الناسَ ، فأتيته ، فقال : ألستُ صاحبَ الجَبْذة بالأمس ؟ قلت : بلى ، فإني لا أعود يا رسول الله ، فبايعني» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد رواه أحمد في " المسند " 5 / 293 ، وإسناده حسن ، وذكره الحافظ في " الإصابة " ونسبه إلى النسائي والبغوي وقال : إسناده قوي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث أخرجه رزين.

الفصل الثاني : في تكليم الجمادات له ، وانقيادها إليه - صلى الله عليه وسلم -
8893 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : «كنتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بمكة ، فخرجنا في بعض نواحيها ، فما استقبلَه شَجَر ولا جبل إلا وهو يقول : السلام عليك يا رسول الله» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3630) في المناقب ، باب رقم (8) ، وإسناده ضعيف ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الدارمي (21) قال :حدثنا فروة.والترمذي (3626) قال :حدثنا عباد بن يعقوب الكوفي.
كلاهما - فروة، وعباد - قالا :حدثنا الوليد بن أبي ثور.عن إسماعيل السدي، عن عباد بن أبي يزيد.وفي رواية فروة : عباد أبي يزيد، فذكره.

8894 - (م ت) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إنَّ بمكةَ حجراً كانَ يُسَلِّم عَلَيَّ لَيَالِيَ بُعِثْتُ ، إِني لأعرفه الآن» أخرجه مسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2277) في الفضائل ، باب فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم وتسليم الحجر عليه قبل النبوة ، والترمذي رقم (3628) في المناقب ، باب رقم (7) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1-أخرجه أحمد (5/89 و95) والدارمي (20) قال :حدثنا محمد بن سعيد.ومسلم (7/58) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
ثلاثتهم أحمد، ومحمد بن سعيد، وأبو بكر - عن يحيى بن أبي بكير، قال :حدثنا إبراهيم بن طهمان.
2- أخرجه أحمد (5/105) والترمذي (3624) قال :حدثنا محمد بن بشار، ومحمود بن غيلان.
ثلاثتهم - أحمد، وابن بشار، محمود - عن سليمان بن داود - أبو داود الطيالسي - قال: حدثنا سليمان بن معاذ الضبي كلاهما - ابن طهمان، وسليمان - عن سماك بن حرب، فذكره.

8895 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : «جاء أعرابي إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : بِمَ أعْرِفُ أنكَ رسول الله ؟ قال : إن دعوتُ هذا العِذْق من النخلة تشهد أني رسول الله ؟ فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فجعل الْعِذْقُ ينزل من النخلة ، حتى سقط إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وقال : السلام عليك يا رسول الله ، ثم قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : ارجع -[332]- إلى مَوضِعك ، فعاد إِلى موضعه والتأم ، فأسْلَمَ الأعرابيُّ عند ذلك» . أخرجه الترمذي ، ولم يذكر «سلام العذق على النبي - صلى الله عليه وسلم-» (1) .
__________
(1) رقم (3632) في المناقب ، باب رقم (9) ، وفي سنده شريك القاضي ، وفيه كلام ، ومع ذلك فقد قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/223) (1954) قال :حدثنا أبو معاوية.والدارمي (24) قال :أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال :حدثنا جرير، وأبومعاوية.
كلاهما - أبو معاوية، و جرير - عن الأعمش، عن أبي ظبيان، فذكره.
* وأخرجه الترمذي (3628) قال :حدثنا محمد بن إسماعيل، قال :حدثنا محمد بن سعيد، قال :حدثنا شريك، عن سماك، عن أبي ظبيان، عن بن عباس، فذكرته.

8896 - (خ م) معن بن عبد الرحمن قال : سمعت أبي ، قال : سألتُ مسروقاً : «من آذن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- بالجن ليلةَ استمعوا القرآن ؟ فقال : حدثني أبوك - يعني : عبد الله بن مسعود - أنه قال : آذَنَتْ بهم شجرة» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 7 / 131 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب ذكر الجن ، ومسلم رقم (450) في الصلاة ، باب الجهر بالقراءة في الصبح والقراءة على الجن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (5/58) قال:حدثنا عبيد الله بن سعيد.ومسلم (2/37) قال :حدثنا سعيد بن محمد الجرمي، وعبيد الله بن سعيد.
كلاهما - عبيد الله، وسعيد بن محمد - قالا :حدثنا أبو أسامة، قال :حدثنا مسعر، عن معن بن عبد الرحمن، قال :سمعت أبي، قال :فذكره..
* أخرجه الحميدي (123) قال :حدثنا سفيان، عن مسعر، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، قال :قال لي مسروق : أخبرني أبوك أن شجرة أنذرت النبي -صلى الله عليه وسلم- بالجن.

8897 - (خ س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : «كان في مسجد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- جِذْعٌ في قِبلته ، يقوم إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في خطبته ، فلما وُضِعَ المِنْبَرُ سمعنا للجِذْعِ مثل أصواتِ العِشار ، حتى نزل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فوضع يده عليه» .
قال الحسن : «كان واللهِ يَحِنُّ لِمَا كان يسمع عنده من الذِّكر» .
وفي رواية قال : «كانَ المسجد مسقوفاً على جُذوع من نَخْل ، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا خطب يقوم إلى جِذع منها» ... وذكر نحوه .
وفي رواية : «أن امرأة من الأنصار قالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- : ألا أجْعَلُ -[333]- لك شيئاً تَقْعُدُ عليه ؟ فإن لي غلاماً نجاراً ، قال : إن شئتِ ، قال : فَعَمِلَتْ له المنبر ، فلما كان يومُ الجمعة قعد النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- على المنبر الذي صُنِع له ، فصاحت النَّخلةُ التي كان يخطب عندها ، حتى كادت تنشق - وفي أخرى : فصاحت النخلة صياح الصبيْ - فنزل النبي - صلى الله عليه وسلم- حتى أخذها فضمها إليه ، فجعلت تَئِنُّ أنين الصبيِّ الذي يُسَكَّت ، حتى استقرت» قال : بكت على ما كانت تسمع من الذكر . أخرجه البخاري .
وفي رواية النسائي قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا خطبَ يَسْتَنِدُ إلى جِذع نخلة من سَواري المسجد ، فلما صُنِعَ المنبر واستوى عليه اضطربت تلك السارية تَحِنُّ كحنين الناقة ، حتى سمعها أهل المسجد ، حتى نزل إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فاعتنقها» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العشار) جمع عُشَراء ، وهي الناقة الحامل التي أتى عليها عشرة أشهر من حملها .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 322 في الجمعة ، باب الخطبة على المنبر ، وفي المساجد ، باب الاستعانة بالنجار والصناع في أعواد المنبر والمسجد ، وفي البيوع ، باب النجار ، وفي الأنبياء ، باب علامات النبوة في الإسلام ، والنسائي 3 / 102 في الجمعة ، باب مقام الإمام في الخطبة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/300) قال :حدثنا وكيع.والبخاري (1/122و3/80) قال :حدثنا خلاد بن يحيى.وفي (4/237) قال :حدثنا أبونعيم.
ثلاثتهم - وكيع، وخلاد، وأبو نعيم - قالوا :حدثنا عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه، فذكره.
أخرجه أحمد (3/295) قال :حدثنا عبد الرزاق وروح.وفي (3/324) قال :حدثنا محمد بن بكر.والنسائي (3/102) قال : أخبرنا عمرو بن سواد بن الأسود، قال : أنبأنا ابن وهب.
أربعتهم - عبد الرزاق، وروح، وابن بكر، وابن وهب - عن ابن جريج قال : أخبرني أبو الزبير، فذكره.
وفي الرواية الأخرى :
أخرجه أحمد (3/306) .وابن ماجة (1417) قال :حدثنا أبو بشر بن بكر بن خلف.
كلاهما - أحمد وأبو بشر قالا :حدثنا محمد بن أبي عدي، عن سليمان التيمي،.عن أبي النضر، فذكره.

8898 - (خ ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : «كان -[334]- رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يخطب إلى جذع ، فلما اتُّخِذَ المنبرُ تحوَّل إِليه ، فحنّ الجذع ، فأتاه فمسح بيده عليه» . وفي رواية «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- لما أسَنَّ وكَبِرَ ، قيل : ألا نتخذ لك منبراً ؟ ..» وذكر الحديث ، وفيه : «فنزل إليه فاحتضنه ، وسَارَّه بشيء» . أخرجه البخاري .
وفي رواية الترمذي : «فأتاه فالتزمه ، فَسَكَنَ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 331 و 332 في الأنبياء ، باب علامات النبوة في الإسلام ، والترمذي رقم (505) في الصلاة ، باب ما جاء في الخطبة على المنبر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الدارمي (31) قال : أخبرنا عثمان بن عمر.والبخاري (4/237) قال :حدثنا محمد بن المثنى، قال :حدثنا يحيى بن كثير أبو غسان. (ح) قال : وقال عبد الحميد : أخبرنا عثمان بن عمر.والترمذي (505) قال :حدثنا أبو حفص عمرو بن علي الفلاس، قال :حدثنا عثمان بن عمر، ويحيى بن كثير أبو غسان العنبري.
كلاهما - عثمان بن عمر، ويحيى بن كثير - قالا :حدثنا معاذ بن العلاء، عن نافع، فذكره.
*في رواية يحيى بن كثير عند البخاري قال :حدثنا أبو حفص وأسمه عمر بن العلاء أخو أبي عمرو بن العلاء.
* قال المزي : عبد الحميد هذا يقال :إنه عبد بن حميد.والله أعلم.هكذا رواه البخاري.وقيل : إن قوله : -عمر بن العلاء-، وهم.والصواب : معاذ بن العلاء كما وقع في

8899 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خطب إلى لِزْقِ جِذْعِ ، واتخذوا له مِنْبَراً يخطب عليه ، فحنَّ الجذع حنين الناقة ، فنزل النبي - صلى الله عليه وسلم- فمسَّهُ ، فسكن» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3631) في المناقب ، باب رقم (9) ، وهو حديث صحيح ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب ، قال : وفي الباب عن أُبي ، وجابر ، وابن عمر ، وسهل بن سعد ، وابن عباس ، وأم سلمة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الدارمي (42) قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي خلف. والترمذي (3627) قال حدثنا محمود بن غيلان وابن خزيمة (1777) قال : حدثنا محمد بن بشار
ثلاثتهم - ابن أبي خلف، وابن غيلان، وابن بشار -.
قالوا : حدثنا عمر بن يونس، عن عكرمة بن عمار، عن إسحاق، فذكره.

الفصل الثالث : في زيادة الطعام والشراب
8900 - (خ م) عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال : «كنا في -[335]- سفر مع النبي - صلى الله عليه وسلم- وإنا أسْرَيْنَا ، حتى إذا كنا في آخر الليل وقعنا وقعة ، ولا وقعةَ عند المسافر أحْلَى منها ، فما أيقظنا إلا حَرُّ الشمس ، فكان أولَ من استيقظ فلان ، ثم فلان ، ثم فلان - يسميهم أبو رجاء العُطاردي ، فَنَسِي عوف - ثم عمر بن الخطاب الرابع ، وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا نام لم نُوقظه حتى يكون هو يستيقظ ؛ لأنا لا ندري ما يحدُثُ له في نومه ، فلما استيقظ عمر ، ورأى ما أصاب الناس ، وكان رجلاً جليداً - وعند مسلم : وكان أجوف جليداً - كَبَّر ورفع صوته بالتكبير ، فما زال يكبِّر ويرفعُ صوته بالتكبير حتى استيقظ لصوته النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ، فلما استيقظ شَكوْا إليه الذي أصابهم ، فقال : لا ضَيْرَ- أو لا يضِيرُ - ارتَحِلُوا ، فارتحل ، فسار غير بعيد ، ثم نزل ، فدعا بالوَضوء ، فتوضأ ، ونُودِيَ بالصلاة ، فصلَّى بالناسِ ، فلما انْفَتَلَ من صلاته إذا هو برجل معتزل لم يُصَلِّ مع القوم ، فقال : ما منعك يا فلان أن تصلي مع القوم ؟ قال : أصابتني جَنَابَةٌ ولا ماء ، قال : عليك بالصعيد فإنه يكفيك ، ثم سار النبي - صلى الله عليه وسلم- ، فاشتكى إليه الناس من العطش ، فنزل ، فدعا فلاناً - كان يسميه أبو رجاء ، ونسيه عوف - ودعا عليّاً ، فقال : اذهبا فابغِيا الماء ، فانطلقا ، فتلقَّيَا امرأة بين مزادتين - أو سطيحتين - من ماء ، على بعير لها ، فقالا لها : أين الماء ؟ فقالت : عَهْدي بالماء أمسِ هذه الساعة ، ونَفَرُنا خُلوف (1) ، قالا لها : انطلقي إذاً ، قالت : إلى أين ؟ قالا : إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، -[336]- قالت : الذي يقال له : الصابئ ؟ ، قالا : هو الذي تعنين ، فانطلقي فجاءا بها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- ، وحَدَّثاه الحديث ، قال : فاستَنْزَلوها عن بعيرها ، ودعا النبي - صلى الله عليه وسلم- بإناء ، فأفرغ فيه من أفواه المزادتين - أو السطيحتين - وأوكأ أفواههما ، وأطلق العَزالي ، ونُودِي في الناس : اسْقُوا واستقوا ، فسقى من شاء ، واستقى من شاء ، وكان آخرَ ذلك : أن أعطى الذي أصابته الجنابة إناءاً من ماء ، فقال : اذهب فأفرغه عليك ، وهي قائمة تنظر إلى ما يفعل بمائها ، وايم الله لقد أُقْلِع عنها ، وإنه ليخيَّل إلينا أنها أشَدُّ مِلْئةً منها حين ابتُدأ فيها ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم- : اجمعوا لها ، فجمعوا لها من بين عَجْوة ودقيقةٍ وسَويقة ، حتى جمعوا لها طعاماً ، فجعلوه في ثوب ، وحملوها على بعيرها ، ووضعوا الثوب بين يديها ، وقال لها : تعلمِين ما رَزِئنا من مائك شيئاً ، ولكن الله هو الذي أسقانا ، فأتت أهلها وقد احتُبِست عنهم ، وقالوا : ما حَبَسَكِ يا فلانة ؟ قالت : العَجَبُ ، لَقِيني رجلان ، فذهبا بي إلى هذا الصّابئ ، ففعل كذا وكذا ، والله إنه لأسْحَرُ الناسِ من بين هذه وهذه - وقالت : بإصبعيها السبابة والوسطى ، فرفعتهما إلى السماء وتعني : السماء والأرض - أو إنه لرسول الله حقاً ، فكان المسلمون بعدُ يُغِيرون على من حولها من المشركين ، ولا يصيبون الصِّرْمَ الذي هي منه ، فقالت يوماً لقومها : ما أرى إلا أن هؤلاء القوم يَدعونكم عمداً ، فهل لكم في الإسلام ؟ فأطاعوها ، فدخلوا في الإسلام» . -[337]-
وفي رواية «إنَّ أوَّل من استيقظ أبو بكر ، ثم استيقظ عمر ، فقعد أبو بكر عند رأسه ، فجعل يكبِّر ، ويرفع صوته ، حتى استيقظ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ، وإنه عليه الصلاة والسلام قال : ارتَحِلوا ، فسار [بنا] حتى إذا ابيَضَّتِ الشمس نزل فصلَّى بنا الغداة ، قال عمران : ثم عَجَّلَني في ركبٍ بين يديه نطلب الماء ، وقد عَطِشْنَا عَطَشاً شدِيداً ، فبينا نحن نسير إذا بامرأةٍ سادلةٍ رِجلَيْها بين مزادتين ، فقلنا لها : أين الماء ؟ قالت : هيهات هيهات ، لا ماءَ لكم ، فقلنا : كم بين أهلِكِ وبين الماءِ ؟ قالت : مسيرةُ يوم وليلة ... وذكره ، قال : فاستقبلنا بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فسألها فأخبرتْهُ بمثل الذي أخبرتنا ، وأخبرتْهُ أنها مُوتِمَة ، فأمر براويتها فأُنيخت ، فمَجَّ في العَزْلاوَين العُلياوَين ، ثم بعث براويتها ، فشربنا ، ونحن أربعون رجلاً عطاشاً (2) حتى رَوِينا ، وملأَنا كل قِرْبةٍ معنا وإِداوةٍ ، وغَسّلْنَا صاحِبَنَا ، غير أنَّا لم نَسْقِ بعيراً ، وهي تكاد تنضرج بالماء - يعني : المزادتين - ثم قال : هاتُوا ما عندكم ، فجمعنا لها من كِسَرٍ وتَمْر ، وصَرَّ لها صُرَّةً ، فقال لها : اذهبي ، فأطعمي هذا عيالَكِ ، واعلمي أنا لم نرزأ من مائك شيئاً ، وإنما الله سقانا ، فلما أتت أهلها قالت : لقد لقيت أسْحَرَ البشر ، [أ] و إنه لنبيٌّ كما زعم ، وكان من أمره ذَيْتَ وذَيْتَ ، فهدى الله ذلك الصِّرْمَ بتلك المرأة ، فأسْلَمَتْ وأسلموا» أخرجه البخاري ومسلم (3) . -[338]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جليداً) الجليد : الجَلْدُ القويُّ في نفسه وجسمه .
(الأجوف) : الضخم الجوف ، العظيمه .
(الضيرُ والضرَر) : المضرة ، و (لا يضير) لا يضرُّ ، إلا أنه تفعل من الضير .
(الصعيد) : وجه الأرض ، وقيل : التراب خاصة .
(المزادة) : القِربة والراوية .
(النفر) : جماعة القوم ، وقيل : هم من ثلاثة إلى عشرة .
(الخُلوف) : الغُيَّب عن الحي ، والمعنى : أن الرجال قد خرجوا من الحيِّ ، وأقام النساء ، وقيل : إنَّ الخلوف من الأضداد ، يكون بمعنى المقيمين ، والراحلين .
(الصابئ) : الذي خرج من دِينٍ إلى دِينٍ آخَرَ ، وكان المشركون يُسَمُّونَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : الصابئ ، لمفارقته دِينَهم .
(العَزالِي) : أفواه المزادة السفلى ، واحدها : عَزلاء .
(الإيكاء) : الشدُّ والربط ، و" الوكاء " : ما يشد به رأس القِرْبة وغيرها من خيط ونحوه . -[339]-
(ما رَزأنا) أي : ما أخذ منا ولا نقصنا .
(الصِّرْم) : طائفة من القوم ينزلون بإبلهم ناحيةً من الماء منفردين .
(امرأة موتمة) أي : ذات أيتام .
(تنضرج) المزادة بالماء ، أي : تنشق من الامتلاء .
(ذَيت وذَيت) : كيت وكيت ، وكذا وكذا وهي من ألفاظ الكنايات .
__________
(1) وفي بعض النسخ : خلوفاً ، بالنصب على أنه حال سد مسد الخبر .
(2) في نسخ مسلم المطبوعة : عطاش .
(3) رواه البخاري 1 / 379 - 384 في التيمم ، باب الصعيد الطيب وضوء المسلم يكفيه من الماء ، وباب التيمم ضربة ، وفي الأنبياء ، باب علامات النبوة في الإسلام ، ومسلم رقم (682) في المساجد ، باب قضاء الصلاة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/434) قال :حدثنا يحيى، عن عوف.والدارمي (749) قال: أخبرنا محمد بن العلاء قال :حدثنا أبوأسامة قال :حدثنا عوف.والبخاري (1/93) قال:حدثنا مسدد، قال :حدثني يحيى بن سعيد، قال :حدثنا عوف.وفي (1/96) قال : حدثنا عبدان، قال : حدثنا أخبرنا عبد الله، قال : أخبرنا عوف.وفي (4/232) قال :حدثنا أبو الوليد.قال :حدثنا سلم بن زريد، ومسلم (2/140) قال:حدثني أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي، قال : حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد، قال :حدثنا سلم بن زربر العطاردي.وفي (2/141) قال :حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال : أخبرنا النضر بن شميل، قال :حدثنا عوف بن أبي جميلة الأعرابي.والنسائي (1/171) وفي الكبرى (302) قال : أخبرنا سويد بن نصر، قال :حدثنا عبد الله، عن عوف.وابن خزيمة (113و 271و987 و997) قال :حدثنا بندار، قال :حدثنا يحيى بن سعيد، وابن أبي عدي ومحمد بن جعفر، وسهل بن يوسف وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي. قالوا: حدثنا عوف.
كلاهما - عوف، وسلم - عن أبي رجاء العطاردي، فذكره.

8901 - (م د) أبو قتادة الأنصاري - رضي الله عنه - قال : «خطبنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : إنكم تسيرون عَشِيَّتكم وليلتكم ، وتأتون الماء إن شاء الله غداً ، فانطلق الناسُ لا يَلْوِي أحد على أحد ، قال أبو قتادة : فبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يسير حتى ابْهارّ الليلُ ، وأنا إلى جنبه ، قال : فنعسَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فمال عن راحلته ، فأتيته فدَعَمْتُه من غير أن أُوقِظَه ، حتى اعتدل على راحلته ، قال : ثم سار حتى إذا تَهَوَّر الليلُ مال عن راحلته ، قال : فدعَمْتُه ، من غير أن أُوقِظَهُ ، حتى اعتدل على راحلته ، قال : ثم سار حتى إذا كان من آخر السَّحَر مَال مَيْلةً هي أشدُّ من الميْلَتين الأُوليين ، حتى كاد يَنْجَفِلُ ، فأتيته فدعمتُهُ ، فرفع رأسَهُ ، فقال : من هذا ؟ قال : أبو قتادة ، قال : متى كان هذا مَسِيرُكَ مِنِّي ؟ قلت : ما زال هذا مسيري منذُ الليلة ، قال : حَفِظَكَ الله بما حفِظت به نبيَّه ، ثم قال : هل ترانا نخفى على الناس ؟ ثم قال : هل ترى من أحد ؟ قلت : هذا راكب ، ثم قلت : هذا راكب آخرُ ، حتى اجتمعنا -[340]- فكنَّا سبعةَ رَكْبٍ ، قال : فمال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الطريق ، فوضع رأسه ، ثم قال : احفظوا علينا صلاتنا ، فكان أولَ من استيقظ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، والشمس في ظهره ، قال : فقمنا فَزِعين ، ثم قال : اركبوا فركبنا ، فَسِرْنا حتى إذا ارتفعت الشمس نزل ، ثم دعا بِميضأةٍ كانت معي ، فيها شيء من ماء ، قال : فتوضأ منها وُضوءاً دون وُضوء ، قال : وبقي فيها شيء من ماءٍ ، ثم قال لأبي قتادة : احفظ علينا مِيضأتك ، فسيكون لها نبأ ، ثم أَذَّن بلال بالصلاة ، فصلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ركعتين ، ثم صلى الغداة ، فصنع كما كان يصنع كلَّ يوم ، قال : وركب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وركبنا معه ، قال : فجعل بعضُنا يهمِس إلى بعض : ما كفَّارةُ ما صنعنا بتفريطنا في صلاتنا ؟ ثم قال : أمَا لكم فيَّ أسوةٌ حسنة (1) ؟ ثم قال : أما إنَّه ليس في النوم تفريط ، إنما التفريط على من لم يُصَلِّ الصلاة حتى يجيءَ وقت الصلاة الأخرى ، فمن فعل ذلك فليصلها حين يَنْتَبِهُ لها ، فإذا كان الغَدُ فليُصلها عند وقتها ، ثم قال : ما ترون الناس صنعوا ؟ قال : أصبح الناس فَقَدُوا نَبِيَّهم ، فقال أبو بكر وعمر: رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بعدَكم ، لم يكن ليُخَلِّفكم ، وقال الناس : إنَّ رسول الله بين أيديكم ، فإن يطيعوا أبا بكر وعمر يرْشُدُوا ، قال : فانتهينا إلى الناس حين امتدَّ النهارُ وحَمِيَ كُلُّ شيء ، وهم يقولون : يا رسول الله هلكنا عَطَشاً (2) ، قال : لا هُلْكَ عليكم ، ثم قال : أطلقوا لي غُمْري ، قال : ودعا بالميضأة ، فجعل -[341]- رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يصبّ ، وأبو قتادة يسقيهم ، فلم يَعْدُ أن رأى الناسُ ماءً في الميضأة ، تكابُّوا عليها ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : أحسِنوا الملأَ ، كلّكم سَيَرْوى ، قال : ففعلوا ، فجعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يصبُّ وأَسْقِيهم ، حتى ما بقي غيري وغيرُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، قال : ثم صَبَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال لي : اشرب ، فقلت : لا أشرب حتى تشرَبَ يا رسول الله ، قال : إن ساقي القوم آخرهم ، قال : فشرِبت ، وشرِبَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، قال : فأتى الناسُ الماء جامِّين رِواء» .
قال : فقال عبد الله بن رباح : إِني لأُحَدِّثُ الناس هذا الحديث في مسجد الجامع ؛ إذ قال عمران بن حُصين : «انظر أيُّها الفتى كيف تحدِّث ؟ فإني أحدُ الركب تلك الليلة ، قال : فقلت : فأنتَ أعلمُ بالحديث ، فقال : ممن أنتَ ؟ قلت : من الأنصار ، قال : حَدِّث ، فأنت أعلم بحديثكم ، قال : فحدَّثت القوم ، فقال عمران : شهِدتُ تلك الليلة ، وما شعرت أن أحداً حفِظَه كما حفظتُهُ» أخرجه مسلم .
وأخرج أبو داود بعض هذا الحديث في «باب : من نام عن صلاة أو نسيها لحاجته إليه» وهذا لفظه قال : «إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان في سفرٍ له ، فمال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، ومِلتُ معه ، فقال : انظر ، فقلت : هذا راكب ، هذان راكبان ، هؤلاء ثلاثة ، حتى صِرْنَا سبعةً ، فقال : احفظوا علينا صلاتنا -[342]- يعني الفجر - فَضُرِبَ على آذانهم ، فما أيقظهم إلا حَرُّ الشمس ، فقاموا وساروا هُنَيَّة ، ثم نزلوا فتوضؤوا ، وأذّن بلال ، فصلّوا ركعتي الفجر ، ثم صلّوا الفجر وركبوا ، فقال بعضهم لبعض : قد فرّطنا في صلاتنا ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم- : إِنَّه لا تفريط في النوم ، إِنما التفريط في اليقظة ، فإذا سها أحدكم عن صلاة فليصلها حين يذكرها ، ومن الغَدِ للوقت» (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا يلوي) على كذا ، أي : لا يعطف عليه ، ولا يلتفت ، وألوى رأسه ولواه : أماله من جانب إلى جانب .
(ابهارَّ) الليل : مضى نصفه ، وقيل : استنار بكواكبه .
(دَعَمْتُه) : أقمتُه وأسنَدْتُه .
(تهوَّر) الليل : ذهب معظمه ، وبقي أيسره .
(يَنْجَفِل) : ينقلب عن راحلته ويسقط .
(يهمس) الهمس : الكلام الخفيُّ .
(أحسِنوا المَلأَ) بفتح الميم واللام وبالهمز : الخُلُق ، وجمعه : أملاء ، وكثير من قرَّاء الحديث يقولون : المِلْء - بكسر الميم وسكون اللام - قال -[343]- ابن الجوزي : وسمعت [ابن] الخشَّاب يقرؤها كذلك ، وفسّرها فقال : ملء القِرَب ، وأُنكِرَ عليه ذلك .
(النبأ) : الخبر ، والمراد : أنها يكون لها شأن يتحدَّث به الناس .
(الغُمَر) : القَدَح الصغير .
(جامّين) أي : مستريحين من التَّعَب والإعياء .
(الرِّواء) : جمع راوٍ ، وهو المستكفي من الماء .
(فلْيصلّها حين يذكرها ومن الغد للوقت) قال الخطابيُّ : لا أعلم أحداً من الفقهاء قال بهذا ، ولا عمل به وجوباً ، ويشبه أن يكون الأمر به استحباباً لتحرز فضيلة الوقت في القضاء عند مصادفة الوقت ، والله أعلم .
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة : أما لكم في أسوة .
(2) في نسخ مسلم المطبوعة : هلكنا ، عطشنا .
(3) رواه مسلم رقم (681) في المساجد ، باب قضاء الصلاة الفائتة واستحباب تعجيل قضائها ، وأبو داود رقم (437) و (438) و (439) و (440) و (441) في الصلاة ، باب فيمن نام عن الصلاة أو نسيها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/298) قال : حدثنا يزيد بن هارون، قال : أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت. (ح) قال حماد : وحدثنا حميد الطويل، عن بكر بن عبد الله المزني. وفي (5/302) قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة، عن قتادة. ومسلم (2/138) قال : حدثنا شيبان بن فروخ، قال : حدثنا سليمان، يعني ابن المغيرة. قال : حدثنا ثابت. وعبد الله بن أحمد في «زياداته على المسند» (5/298) قال : حدثنا إبراهيم بن الحجاج. قال : حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت. وفي (5/298) قال : حدثنا إبراهيم. قال : حدثنا حماد، عن حميد، عن بكر بن عبد الله. وابن خزيمة (410) قال : حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي. قال : حدثنا بهز - يعني ابن أسد. قال : حدثنا حماد - يعني ابن سلمة - قال : أخبرنا ثابت البناني.
ثلاثتهم - ثابت البناني، وبكر بن عبد الله، وقتادة - عن عبد الله بن رباح، فذكره.
(*) رواية قتادة : ليس فيها حديث عمران بن حصين.
* وجاء مختصرا على : «ذكروا للنبي -صلى الله عليه وسلم- نومهم عن الصلاة. فقال : إنه ليس في النوم تفريط، إنما التفريط في اليقظة، فإذا نسي أحدكم صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها» .
أخرجه أحمد (5/305) قال : حدثنا هاشم. قال : حدثنا المبارك، عن بكر بن عبد الله. وأبو داود (441) قال : حدثنا العباس العنبري. قال : حدثنا سليمان بن داود. وهو الطيالسي. قال : حدثنا سليمان - يعني ابن المغيرة - عن ثابت. والترمذي (177) قال : حدثنا قتيبة. قال : حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت البناني. والنسائي (1/294) . وفي الكبرى (1499) قال : أخبرنا قتيبة. قال : حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت. وفي (1/294) . وفي الكبرى (1500) قال : أخبرنا سويد بن نصر. قال : أنبأنا عبد الله - وهو ابن المبارك - عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت.
كلاهما - بكر بن عبد الله، وثابت البناني - عن عبد الله بن رباح، فذكره.
* وجاء مختصرا على : «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما ناموا عن الصلاة حتى طلعت الشمس. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : فليصلها أحدكم من الغد لوقتها» .
أخرجه أحمد (5/309) . والنسائي (1/295) . وفي الكبرى (1501) قال : أخبرنا عمرو بن علي. وابن خزيمة (990) قال : حدثنا إسحاق بن منصور.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وعمرو بن علي، وإسحاق بن منصور - عن سليمان بن داود أبي داود الطيالسي. قال : حدثنا شعبة، عن ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح، فذكره.
* وجاء مختصرا على : «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان في سفر له، فمال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وملت معه، فقال : انظر. فقلت : هذا راكب، هذان راكبان، هؤلاء ثلاثة، حتى صرنا سبعة، فقال : احفظوا علينا صلاتنا - يعني صلاة الفجر - فضرب على آذانهم، فما أيقظهم إلا حر الشمس. فقاموا فساروا هنية، ثم نزلوا فتوضؤوا وأذن بلال، فصلوا ركعتي الفجر، ثم صلوا الفجر، وركبوا. فقال بعضهم لبعض. قد فرطنا في صلاتنا. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : «إنه لا تفريط في النوم، إنما التفريط في اليقظة، فإذا سها أحدكم عن صلاة فليصلها حين يذكرها، ومن الغد للوقت» .
أخرجه أبو داود (437) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. قال : حدثنا حماد، عن ثابت البناني. وفي (438) قال : حدثنا علي بن نصر. قال : حدثنا وهب بن جرير. قال : حدثنا الأسود بن شيبان. قال : حدثنا خالد بن سُمَير.
كلاهما - ثابت، وخالد بن سمير - عن عبد الله بن رباح، فذكره.
* وجاء مختصرا على : «ذكروا تفريطهم في النوم. فقال : ناموا حتى طلعت الشمس. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «ليس في النوم تفريط، إنما التفريط في اليقظة، فإذا نسي أحدكم صلاة أو نام عنها، فليصلها إذا ذكرها، ولوقتها من الغد» .
قال عبد الله بن رباح : فسمعني عمران بن الحصين، وأنا أحدث بالحديث. فقال : يا فتى انظر كيف تحدث. فإني شاهد للحديث مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : فما أنكر من حديثه شيئا.
أخرجه ابن ماجة (698) . وابن خزيمة (989) قالا : حدثنا أحمد بن عبدة. قال : حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن عبد الله بن رباح. فذكره.
* وجاء مختصرا على : «ساقي القوم آخرهم» .
أخرجه أحمد (5/303) قال : حدثنا ابن مهدي. قال : حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت. وفي (5/305) قال : حدثنا هاشم. قال : حدثنا المبارك، عن بكر بن عبد الله. والدارمي (2141) قال : حدثنا عفان بن مسلم.قال: حدثنا حماد بن سلمة، وسليمان بن المغيرة، عن ثابت. وابن ماجة (3434) قال : حدثنا أحمد بن عبدة وسويد بن سعيد. قالا : حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت البناني. والترمذي (1894) قال: حدثنا قتيبة. قال : حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت البناني. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12086) عن قتيبة، عن حماد بن زيد، عن ثابت.
كلاهما - ثابت، وبكر بن عبد الله - عن عبد الله بن رباح، فذكره.
* وجاء مختصرا على : «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان في سفر له فعطشوا، فانطلق سرعان الناس، فلزمت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تلك الليلة. فقال : حفظك الله بما حفظت به نبيه» .
أخرجه أبو داود (5228) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. قال : حدثنا حماد، عن ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح الأنصاري، فذكره.

8902 - (خ م ط ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وحانت صلاة العصر ، فالتمس الناسُ الوضوء ، فلم يجدوه ، فأُتِيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بوَضوء ، فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في ذلك الإناء يَدَهُ ، وأمر الناسَ أن يتوضئوا منه ، قال : فرأيت الماء يَنْبُع من تحت أصابعه ، فتوضأ الناس ، حتى توضؤوا من عند آخرهم» .
وفي رواية قال : «إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- دعا بماءٍ ، فأُتِيَ بقَدَح رَحْراح ، فجعل القومُ يتوضؤون ، فحزَرتُ ما بين الستين إلى الثمانين ، قال : فجعلت أنظر إلى الماء ينبع من بين أصابعه» أخرجه البخاري ومسلم . -[344]-
وللبخاري قال : «حضرت الصلاةُ ، فقام من كان قريبَ الدار إلى أهله ، وبقي قوم ، فأُتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بِمَخْضَب من حجارة فيه ماء ، فصَغُرَ المخضب عن أن يبسط فيه كفّه ، فتوضأ القومُ كُلُّهم ، فقلنا : كم كنتم ؟ قال : ثمانين وزيادة» .
وله في أخرى قال : «خرج النبي - صلى الله عليه وسلم- في بعض مخارجه ، ومعه ناس من أصحابه ، فانطلقوا يسيرون ، فحضرتِ الصلاةُ ، فلم يجدوا ماءً يتوضَّؤون به ، فانطلق رجل من القوم ، فجاءَ بِقَدَحٍ من ماءٍ يسير ، فأخذه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- فتوضأ ، ثم مَدَّ أصابعه الأربعَ على القدح ، ثم قال : قوموا ، فتوضأ القوم حتى بلغوا فيما يريدون من الوضوء ، وكانوا سبعين ، أو نحوه» .
ولهما في رواية قال : «أُتي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بإِناءٍ وهو بالزوراء ، فوضع يده في الإناء ، فجعل الماء ينبع من بين أصابعه ، فتوضأ القوم» . قال قتادة : قلت لأنس : كم كنتم ؟ قال : ثلاثمائة ، أو زُهَاء ثلاثِمائة .
ولمسلم «أنَّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم- كان وأصحابه بالزوراء - قال : والزَّوراءُ بالمدينة عند السوق- والمسجد فيما ثَمَّهْ (1) ، دعا بِقَدَحٍ فيه ماء ، فوضع كَفَّه فيه ، فجعل ينبع من بين أصابعه ، فتوضأ جميع أصحابه ، قال : قلت : كم كانوا يا أبا حمزة ؟ قال : كانوا زُهاء ثلاثمائة» . وأخرج الموطأ والترمذي والنسائي الرواية الأولى . -[345]-
وللنسائي قال : «طَلَبَ [بعضُ] أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وَضُوءاً ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: هل مع أحدٍ منكم ماء ؟ فوضع يده في الماء ، ويقول : توضؤوا بسم الله ، فرأيت الماء يخرج من بين أصابعه ، حتى توضؤوا من عند آخِرهم ، قال [ثابت] : قلت لأنس : كم تراهم ؟ قال : نحواً من سبعين» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المِخْضَب) : كالإجَّانة .
(زُهاء) كذا : قَدْر كذا وما يقاربه .
__________
(1) ثم وثمه : بفتح الثاء ، بمعنى هناك وهنا ، فثم للبعيد ، وثمه للقريب ، وفي الأصل . في ماء ثمه ، وما أثبتناه من نسخ مسلم المطبوعة .
(2) رواه البخاري 1 / 236 في الوضوء ، باب التماس الوضوء إذا حانت الصلاة ، وفي الأنبياء ، باب علامات النبوة في الإسلام ، ومسلم رقم (2279) في الفضائل ، باب في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ، والموطأ 1 / 32 في الطهارة ، باب جامع الوضوء ، والنسائي 1 / 60 في الطهارة ، باب الوضوء من الإناء ، والترمذي رقم (3635) في المناقب ، باب رقم (12) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (46) . وأحمد (3/132) قال : قرأت على عبد الرحمن. والبخاري (1/54) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (4/233) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة. ومسلم (7/59) قال : حدثني إسحاق بن موسى الأنصاري، قال : حدثنا معن (ح) وحدثني أبو الطاهر، قال : أخبرنا ابن وهب. والترمذي (3631) قال : حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال : حدثنا معن. والنسائي (1/60) قال : أخبرنا قتيبة.
ستتهم - عبد الرحمن، وابن يوسف، وابن مسلمة، ومعن، وابن وهب، وقتيبة - عن مالك، عن إسحاق بن عبد الله، فذكره.

8903 - (خ م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : «عَطِشَ الناس يوم الحُدَيبيَة ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- بين يديه رَكْوة ، فتوضأ منها ، ثم أقبل الناس نحوه - وفي رواية : جَهَش الناس نحوه - فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : ما لكم ؟ قالوا : يا رسولَ الله ، ليس عندنا ماءٌ نتوضأ به ولا نشرب ، إِلا ما في رَكوتك قال : فوضع النبي - صلى الله عليه وسلم- يده في الرَّكوة ، فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون ، قال : فشربنا وتوضأنا ، قال : فقلت لجابر : كم كنتم يومئذ ؟ قال : لو كنا مائةَ ألفٍ لكفانا ، كنّا خَمْسَ عشرةَ مائة» . -[346]-
هذا حديث البخاري ، وهو أتم ، ولم يُخَرِّج مسلم منه إلا قوله : «لو كُنَّا مائةَ ألفٍ لكفانا ، كُنَّا خمس عشرةَ مائة» .
وله أيضاً في رواية أخرى عن سالم بن أبي الجَعْد ، قال : قلت لجابر : «كم كنتم يومئذ ؟ قال : ألفاً وأربعمائة» لم يزد . وللبخاري أن جابراً قال : «قد رأيتُني مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وقد حَضَرتِ العصرُ ، وليس معنا ماءٌ غيرُ فَضْلةٍ ، فَجُعِلَ في إناءٍ ، فأتى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-[به] ، فأدخل يده فيه ، وفَرّج بين أصابعه ، وقال : حَيَّ على أهلِ الوضوء ، والبَرَكَةُ من الله ، فلقد رأيت الماءَ ينفجَّر من بين أصابعه ، فتوضأ الناس وشربوا ، فجعلتُ لا آلو ما جَعلْتُ في بطني منه ، وعلمت أنه بركة ، فقلت لجابر : كم كنتم يومئذ ؟ قال : ألفٌ وأربعمائة» (1) .
قال البخاري : وقال حصين وعمرو بن مُرَّة عن سالم عن جابر : «خمس عشرة مائة» .
وأخرج مسلم من رواية حُصَين وعمرو بن مرة بالإسناد .
وللبخاري من حديث ابن المسيب : أن قتادة قال : لقد بلغني أن جابر بن عبد الله كان يقول : «كانوا أربع عشرة مائة» ، فقال سعيد : حدّثني جابر بن عبد الله قال : «كانوا خمس عشرة مائة ، الذين بايعوا النبي - صلى الله عليه وسلم- يوم الحديبية» . -[347]-
قال البخاري : وتابعه أبو داود عن قُرَّة عن قتادة ، وقد قال بعض الرواة : عن سعيد بن أبي عَرُوبة عن قتادة عن ابن المسيب قال : «نسي جابر ، كانوا خمس عشرةَ مائة» ولم يقل : حدَّثني جابر (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الجَهش) : أن يفزَعَ الإنسان إلى الإنسان ، وهو مع ذلك يريد أن يبكي كالصبي يفزَعُ إلى أُمِّه .
__________
(1) والتقدير : نحن يومئذ ألف وأربعمائة ، ويجوز النصب على خبر كان : كنا ألفاً وأربعمائة .
(2) رواه البخاري 6 / 429 في الأنبياء ، باب علامات النبوة في الإسلام ، وفي المغازي ، باب غزوة الحديبية ، وفي تفسير سورة الفتح ، باب {إذ يبايعونك تحت الشجرة} ، وفي الأشربة ، باب شرب البركة والماء المبارك ، ومسلم رقم (1856) في الإمارة ، باب استحباب مبايعة الإمام بجيش عند إرادة القتال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/298) قال : حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (6/26) قال : حدثنا محمد بن المثنى. وابن بشار. قالا : حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (2242) عن علي بن الحسين الدرهمي، عن أمية بن خالد.
كلاهما - ابن جعفر، وأمية - عن شعبة، عن عمرو بن مرة.
2 - وأخرجه أحمد (3/353) قال : حدثنا هاشم. وفي (3/365) قال : حدثنا عفان. وعبد بن حميد (1115) قال : حدثني أبو الوليد. والدارمي (27) قال : أخبرنا أبو الوليد الطيالسي، وسعيد بن الربيع أربعتهم - هاشم، وعفان، وأبو الوليد، وسعيد - قالوا: حدثنا شعبة، قال : أخبرنا عمرو بن مرة، وحصين بن عبد الرحمن.
3 - وأخرجه أحمد (3/329) قال : حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. قال : حدثنا عبد العزيز بن مسلم. والبخاري (4/234) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل، قال : حدثنا عبد العزيز بن مسلم. وفي (5/156) قال : حدثنا يوسف بن عيسى، قال : حدثنا ابن فضيل. ومسلم (2/26) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، قالا : حدثنا عبد الله بن إدريس. (ح) وحدثنا رفاعة بن الهيثم، قال : حدثنا خالد - يعني الطحان -. وابن خزيمة (125) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال : حدثنا هشيم خمستهم - عبد العزيز، وابن فضيل، وابن إدريس، وخالد، وهشيم - عن حصين.
4- وأخرجه أحمد (1/401) (3807) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا سفيان. والبخاري (7/148) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد، قال : حدثنا جرير. ومسلم (6/26) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، عن جرير. والنسائي (1/60) . وفي الكبرى (81) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال : أنبأنا عبد الرزاق، قال : أنبأنا سفيان. كلاهما - جرير، وسفيان - عن الأعمش.
ثلاثتهم - عمرو بن مرة، وحصين، والأعمش - عن سالم بن أبي الجعد، فذكره.
الروايات مطولة ومختصرة.

8904 - (خ) البراء بن عازب - رضي الله عنه – قال : «تَعُدُّون أنتم الفتحَ فتحَ مكة ، وقد كان فتحُ مكة فتحاً ، ونحن نَعُدُّ الفتح بيعةَ الرضوان يوم الحديبية ، كُنَّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أربع عشرة مائة - والحديبية بئرٌ - فنزحناها ، فلم نَتْرُكْ فيها قَطْرة ، فبلغ ذلك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ، فأتاها ، فجلس على شَفيرها ، ثم دعا بإناءٍ من ماء ، فتوضأ ، فمضمض ودعا ، ثم صَبَّه فيها ، فتركناها غير بعيد ، ثم إنها أصْدَرَتْنَا ما شئنا نحن وركابُنا» .
وفي رواية نحوه ، إلا أنه قال : «ائتوني بدَلْو من مائها ، فأُتِيَ به -[348]- فبصَق ودعا ، ثم قال : دعوها ساعةً ، قال : فأروَوْا أنفسَهم وركابَهم حتى ارتحلوا» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 6 / 429 في الأنبياء ، باب علامات النبوة في الإسلام ، وفي المغازي ، باب غزوة الحديبية .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه أحمد (4/290 و 301) قال : حدثنا وكيع. وفي (4/290) قال : حدثنا أبو أحمد. والبخاري (234) قال : حدثنا مالك بن إسماعيل. وفي (5/156) قال : حدثنا عبيد الله بن موسى أربعتهم - وكيع، وأبو أحمد، ومالك، وعبيد الله - عن إسرائيل.
2 - وأخرجه البخاري (5/156) قال : حدثني فضل بن يعقوب. قال : حدثنا الحسن بن محمد بن أعين، قال : حدثنا زهير.
كلاهما - إسرائيل، وزهير - عن أبي إسحاق، فذكره.

8905 - (ط) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال : «خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عام غزوة تَبُوك ، فكنا نجمع لصلاة الظهر والعصر جميعاً ، والمغرب والعشاء جميعاً ، فلما كان ذاتَ ليلة قال : إنكم تأتون غَداً - إن شاء الله - عينَ تبوك ، وإنكم لن تأتوها حتى يضْحى النهار ، فمن جاءها منكم فلا يَمَسَّ من مائها شيئاً حتى آتي ، فجئناها وقد سبَقَنا إليها رجلان ، والعينُ تَبِضُّ بشيء من ماء ، فسألهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : [هل مَسَسْتُما من مائها شيئاً ؟ قالا : نَعَمْ ، فَسَبَّهُمَا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-] وقال لهما ما شاء الله أن يقول ، ثم غَرَفُوا بأيديهم من العين قليلاً [قليلاً] ، حتى اجتمع شيء ، وغَسَلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فيه يديه ووجهه ، ثم أعاده فيها ، فَجَرَتِ العينُ بماء كثير - أو قال : غَزِير - فاستسقى الناسُ ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : يا معاذُ ، يُوشِكُ إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد مُلئ جناناً» أخرجه الموطأ (1) .
وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي حديث جمع الصلاة وحده ، فلذلك لم نُعْلِمْ عليه علاماتهم ، وقد ذكرناه في كتاب الصلاة .
-[349]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تَبِضُّ) : ترشح بشيء يسير من الماء ، والبضاضة : اليسير من الماء .
__________
(1) 1 / 143 و 144 في قصر الصلاة في السفر ، باب الجمع بين الصلاتين في الحضر والسفر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» صفحة (108) . وأحمد (5/228) قال : حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا قرة بن خالد. وفي (5/230) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أنبأنا سفيان. (ح) وأبو أحمد، قال : حدثنا سفيان. وفي (5/233) قال : حدثنا حماد بن خالد، قال : حدثنا هشام بن سعد. وفي (5/236) قال : حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (5/237) قال : قرأت على عبد الرحمن بن مهدي، قال : حدثنا مالك. وفي (5/238) قال : حدثنا روح، قال : حدثنا مالك بن أنس. والدارمي (1523) قال : أخبرنا أبو علي الحنفي، قال : حدثنا مالك بن أنس. ومسلم (2/151) قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال : حدثنا زهير. وفي (2/152) قال : حدثنا يحيى بن حبيب، قال : حدثنا خالد - يعني ابن الحارث - قال : حدثنا قرة بن خالد. وفي (7/60) قال : حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال : حدثنا أبو علي الحنفي، قال : حدثنا مالك - وهو ابن أنس -. وأبو داود (1206) قال: حدثنا القعنبي، عن مالك. وفي (1208) قال : حدثنا يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب الرملي الهمداني، قال : حدثنا المفضل بن فضالة، والليث بن سعد، عن هشام بن سعد. وابن ماجة (1070) قال : حدثنا علي بن محمد، قال : حدثنا وكيع، عن سفيان. والنسائي (1/285) . وفي الكبرى (1480) قال : أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع - عن ابن القاسم، قال : حدثني مالك. وابن خزيمة (966) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال : حدثنا قرة. وفي (968) و (1704) قال : حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال : أخبرنا ابن وهب، أن مالكا حدثه.
خمستهم - مالك بن أنس، وقرة بن خالد، وسفيان، وهشام بن سعد، وزهير - عن أبي الزبير المكي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة.

8906 - (خ ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : «كُنَّا نعد الآياتِ بركة ، وأنتم تعدّونها تخويفاً ، كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في سفَر ، فقلّ الماء ، فقال : اطلبوا لي فضلة من ماء ، فجاءوا بإناءٍ فيه ماءٌ قليل ، وأدخل يده في الإناء ، ثم قال : حيَّ على الطَّهور المباركِ ، والبركةُ من الله تعالى ، فلقد رأيتُ الماء ينبع من بين أصابع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل» أخرجه البخاري والترمذي .
وفي رواية النسائي قال : «كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم- ، فلم يجدوا ماء فأُتِيَ بِتَوْر ، فأدخل يدَه ، فلقد رأيتُ الماء يتفجَّر من بين أصابعه ، ويقول : حَيَّ على الطَّهور ، والبركة من الله تعالى» .
قال الأعمش : فحدثني سالم بن أبي الجعد قال : قلت لجابر : «كم كنتم يومئذ ؟ قال : ألف وخمسمائة» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 432 و 433 في الأنبياء ، باب علامات النبوة في الإسلام ، والترمذي رقم (3637) في المناقب ، باب رقم (14) ، والنسائي 1 / 60 في الطهارة ، باب الوضوء من الإناء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (1/396) (3762) قال : حدثنا معاوية بن هشام، قال : حدثنا سفيان. وفي (1/401) (3807) قال :حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا سفيان.والدارمي (30) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال : حدثنا أبو الجواب، عن عمار بن رزيق. والنسائي (1/60) . وفي الكبرى (80) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال : أنبأنا عبد الرزاق، قال : أنبأنا سفيان.
كلاهما - سفيان، وعمار بن رزيق - عن الأعمش.
2 - وأخرجه أحمد (1/460) (4393) قال : حدثنا الوليد بن القاسم بن الوليد. والدارمي (29) قال : حدثنا عبيد الله بن موسى. والبخاري (4/235) قال : حدثني محمد بن المثنى، قال : حدثنا أبو أحمد الزبيري. والترمذي (3633) . وابن خزيمة (204) قالا : حدثنا محمد بن بشار، قال : حدثنا أبو أحمد الزبيري. ثلاثتهم - الوليد، وعبيد الله، وأبو أحمد - عن إسرائيل، عن منصور.
كلاهما - الأعمش، ومنصور - عن إبراهيم، عن علقمة، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة.

8907 - (خ م) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قال : «خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في غزوة ، فأصابَنا جَهْد ، حتى هممنا أن نَنْحَرَ بعض -[350]- ظَهرنا ، فأمَرَنَا نَبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فجمعنا تزاودنا ، فَبَسَطْنَا له نِطَعاً ، فاجتمع زَادُ القوم على النِّطَع ، قال : فتطاولتُ لأحْزرَهُ كم هو ؟ قال : حَزرَتُه ، فإذا هو كرَبضة العَنْزِ ، ونحن أربع عشرة مائة ، قال : فأكلنا حتى شَبِعْنا جميعاً ، ثم حشونا جُرُبنا ، فقال نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم- : فهل من وَضُوء ؟ قال : فجاء رجل بإِداوةٍ فيها نُطْفَة ، فأفرغها في قَدَح ، فتوضأنا كُلُّنا ، نُدَغْفِقُهُ دَغْفَقَةً ، أربع عشرة مائة ، قال : ثم جاء بعدُ ثمانية ، فقالوا : هل من طَهور ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : فَرغ الوَضوء» .
قال الحميدي : ذكره أبو مسعود [الدمشقي] في أفراد مسلم ، وفيه زيادة توجب له ذلك ، وإن كان ما فيه من ذكر «الأزواد» بمعنى ما أخرجه البخاري في معنى «الأزواد» .
وهذا لفظ البخاري قال سلمة : «خَفَّتْ أزواد القوم وأمْلَقوا ، فأتوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- في نَحْرِ إبِلِهم ، فأذِن لهم ، فلقيهم عمر [فأخبروه] ، فقال : ما بقاؤكم بعد إبلكم ؟ فدخل على النبيٌّ - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : يا رسول الله ، ما بقاؤهم بعد إبلهم ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : نادِ في الناس يأتوا بفَضْل أزوادهم ، فَبُسِطَ لذلك نِطَعٌ ، وجعلوه على النِّطَع ، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فدعا وبَرَّك عليه ، ثم دعاهم بأوعيتهم ، فاحتَثى الناس حتى فرغوا ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : أشهد أن لا إلا الله ، وأني رسول الله» . -[351]-
وأخرج الحميدي رواية مسلم في أفراده ، ورواية البخاري في أفراد البخاري ونبَّه عليه ، والروايتان مشتركتان في معنى واحد ، وإن انفردت إِحداهما بزيادة ، فلذلك جعلناهما حديثاً واحداً (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تزاودنا) التزاود : ما يتزوده الإنسان في سفره من زاد وغيره .
(النطفة) : الماء القليل ، ومنه سُمَّي ماءُ الرجل : نُطفة .
(نُدَغْفِقُه) دغفقت الماء دَغْفَقَةً : إذا صَبَبْتَه صباً كثيراً .
(الإملاق) : الإفتقار ، والمراد : أنهم احتاجوا إلى الزاد .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 92 في الشركة ، باب الشركة في الطعام والنهد والعروض ، وفي الجهاد ، باب حمل الزاد في الغزو ، ومسلم رقم (1729) في اللقطة ، باب استحباب خلط الأزواد إذا قلت والمؤاناة فيها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم (5/139) قال : حدثني أحمد بن يوسف الأزدي، قال : حدثنا النضر - يعني ابن محمد اليمامي - قال : حدثنا عكرمة - وهو ابن عمار -، عن إياس بن سلمة، فذكره.
- وفي الرواية الثانية :
أخرجها البخاري (3/180) . و (4/66) قال : حدثنا بشر بن مرحوم، قال : حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن يزيد بن أبي عبيد، فذكره.

8908 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : «كُنَّا مع النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : في مسير ، فَنَفِدَتْ أزواد القوم ، حتى هَمَّ بنحر بعض حمائلهم ، قال : فقال عمر : يا رسول الله ، لو جَمَعتْ ما بَقِيَ من أزواد القوم ، فدعوت الله عليها ؟ قال : ففعل ، فجاء ذُو البُرِّ بِبُرّهِ ، وذو التمر بتمره - قال : وقال مجاهد : وذو النَّواة بنواه - قلنا : وما كانوا يصنعون بالنوى ؟ قال : يَمَصُّونه ويشربون عليه الماء ، قال : فدعا عليها ، حتى ملأ القومُ أزودتهم ، قال : فقال -[352]- عند ذلك : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، لا يلقَى الله بهما عبدٌ غير شاكٍّ فيهما إلا دخل الجنة» .
وفي رواية عنه ، أو عن أبي سعيد - شك الأعمش - قال : «لما كان يومُ غزوةِ تبوك ، أصاب الناسَ مجاعة ، فقالوا : يا رسول الله ، لو أذنتَ لنا فنحرنا نواضحنا فأكلنا وادّهَنا ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : افعلوا ، فجاء عمر فقال : يا رسول الله ، إن فعلتَ قَلَّ الظَّهْر ، ولكن ادْعُهُم بفَضل أزوادهم ، ثم ادع الله لهم عليها بالبركة ، لعل الله أن يجعل في ذلك (1) ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : نعم ، قال : فدعا بِنِطَعٍ ، فبسطه ، ثم دعا بفضل أزوادهم ، فجعل الرجل يجيء بكفِّ ذُرَةٍ ، قال : ويجيء الآخر بكف تَمْرٍ ، ويجيء الآخر بِكِسْرَة ، حتى اجتمع على النِّطَع من ذلك شيء يسير ، قال : فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بالبركةِ ، ثم قال : خذوا في أوعيتكم ، قال : فأخذوا في أوعيتهم ، حتى ما تركوا في العسكرِ وِعاءً إلا ملؤوه ، قال : وأكلوا حتى شَبِعوا ، وفَضَلتْ فَضَلةٌ ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : أشهدُ أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، لا يلقَى الله بهما عبدٌ غير شاكٍّ فَيُحْجَبَ عن الجنة» أخرجه مسلم (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حمائلنا) الحمائل والحمالات - جمع حَمَل ، أو جمع حِمال - فيكون جمع الجمع . -[353]-
(النواضح) : الإبل التي يستقى عليها الماء .
__________
(1) أي بركة أو خيراً .
(2) رقم (27) في الإيمان ، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/421) قال : حدثنا فزارة بن عمرو. قال : أخبرنا فليح، عن سهيل بن أبي صالح. ومسلم (1/41) قال : حدثنا أبو بكر بن النضر بن أبي النضر. قال : حدثني أبو النضر هاشم بن القاسم. قال : حدثنا عبيد الله الأشجعي، عن مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف. والنسائي في «الكبرى، «الورقة 118 - ب» ، قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي النضر البغدادي. قال : حدثني أبو النضر هاشم بن القاسم. قال : حدثنا عبيد الله الأشجعي، عن مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف. (ح) وأخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك. قال : حدثنا مصعب بن عبد الله، قال : حدثنا عبد العزيز، عن سهيل، عن سليمان الأعمش. (ح) وأخبرنا أحمد بن سليمان. قال : حدثنا قتادة بن الفضل، عن الأعمش.
ثلاثتهم - سهيل، وطلحة، والأعمش - عن أبي صالح، فذكره.
* أخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 118 - ب» قال : أخبرنا موسى بن عبد الرحمن. قال: حدثنا أبو أسامة، عن مالك، عن طلحة، عن أبي صالح. قال : بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مسير له إذ نفدت أزودة القوم.. وساق الحديث مرسلا.
(*) رواه مسلم (1/42) من حديث أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أو عن أبي سعيد «شك الأعمش» . وقد سبق في مسند أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- حديث (4175) .
(*) الروايات ألفاظها متقاربة، وأثبتنا لفظ طلحة بن مصرف عند مسلم (1/41) .

8909 - (خ م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : «لمَّا حُفِرَ الخَندق رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم- خَمْصاً ، فانكَفَأتُ إلى امرأتي ، فقلت : هل عِندكِ شيء ؟ فإني رأيتُ برسول الله - صلى الله عليه وسلم- خَمْصاً شديداً ، فأخرجَتْ إليَّ جِراباً فيه صاع من شعير ، ولنا بُهَيمَةٌ دَاجِن ، فذَبَحتُها ، وطَحَنَتْ ، ففرغَتْ إلى فراغي ، وقَطَّعَتْها في بُرْمَتِها ، ثم ولّيْتُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقالت : لا تفضحني برسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ومَنْ معهُ ، فجئته فساررته ، فقلت : يا رسول الله ، ذبحنا بهيمةً لنا ، وطحَنتُ صاعاً من شعير كان عندنا ، فتعال أنت ونَفَرٌ معك ، فصاح النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ، وقال : يا أهل الخندق ، إن جابراً قد صنع سُؤْراً فحَيَّهلا بكم ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : لا تُنْزِلَنَّ بُرْمتَكم ، ولا تَخبِزُنَّ عَجِينَتَكم حتى أجيء ، فجئت ، وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يَقْدم الناس ، حتى جئت امرأتي ، فقالت : بكَ ، وبكَ ، فقلت : قد فعلتُ الذي قلتِ ، فأخرجت عجيناً ، فبصق فيه وبارك ، ثم عمد إلى بُرْمَتِنا فبصق وبارك ، ثم قال : ادعِي لي خابزةً فلتخبِزْ معكِ ، واقْدَحِي من بُرمَتكم ، ولا تُنزلوها ، وهم ألف ، فأُقسِمُ بالله لأَكلوا حتى تركوه وانحرفوا ، وإن بُرْمَتنا لَتَغِطُّ كما هي ، وإِن عجيننا لَتخْبَزُ كما هو» أخرجه البخاري ومسلم . وللبخاري من حديث عبد الواحد (1) بن أيمن عن أبيه ، قال : أتيتُ جابراً -[354]- فقال : «إنا يوم الخندق نَحفِر ، فعرضَتْ كُدْيةٌ شديدة ، فجاؤوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ، فقالوا : هذه كُديةٌ عَرَضَت في الخندق ، فقال : أنا نازل ، ثم قام وبَطْنُه معصوبٌ - ولبِثنا ثلاثة أيام لا نَذُوقُ ذَواقاً - فأخذ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- المِعْوَلَ ، فعاد كَثيباً أَهْيَلَ - أو أَهيَم - فقلت : يا رسول الله ، ائذن لي إلى البيت ، فقلت لامرأتي : إني رأيتُ بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- شيئاً ، ما في ذلك صَبْرٌ ، فعندكِ شيء ؟ قالت : عندي شعيرٌ وعَنَاق ، فذبحتُ العَنَاق ، وطحَنَتِ الشعير ، حتى جعلنا اللحم في البُرْمة ، ثم جئت النبي - صلى الله عليه وسلم- ، والعجينُ قد انكسر ، والبُرْمة بين الأثافيِّ ، قد كادت أن تنضَج ، فقلت : طُعَيِّمٌ لي ، فَقُمْ أنت يا رسولَ الله ورجل أو رجلان ، قال : كم هو ؟ فذكرت له ، قال : كثير طَيِّب ، قل لها : لا تَنْزِع البُرْمَةََ ، ولا الخبزَ من التَّنُّور حتى آتي ، فقال : قوموا ، فقام المهاجرون والأنصار ، فلما دخل على امرأته قال : ويحكِ ، جاء النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بالمهاجرين والأنصار ومَنْ معهم ، قالت : هل سألك ؟ قلت : نعم ، فقال : ادخلوا ، ولا تضاغطُوا ، فجعل يُكَسِّر الخبز ، ويجعل عليه اللحم ، ويُخَمِّر البُرمَة والتَّنُّور إذا أخذ منه ، ويقرِّب إلى أصحابه ، ثم ينزع ، فلم يزل يَكْسِر ويغرف حتى شبعوا ، وبقيَ منه [بقيَّةٌ] ، فقال : كلي هذا وأهْدِي ، فإن الناس أصابتهم مجاعة» (2) .
-[355]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الخمص والخميص) : الضامر البطن .
(البُهَيمة) : تصغير البَهمة ، وهي ولد الضأن ، ويقع على المذكَّر منها والمؤنث ، و «السِّخال» أولاد المعزى ، فإذا اجتمعت البهائم والسِّخَال ، قلت لها جميعاً : بِهام وبُهْم .
(الداجن) : الشاة التي تألف البيت وتتربَّى فيه .
(السؤر) : لفظة فارسية ، معناها : الوليمة والطعام الذي يدعى إليه ، قال الأزهري : في هذا أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قد تكلَّم بالفارسية .
(حَيَّهلا) : كلمتان جُعلتا كلمة واحدة ، ومعناها : تعالَوْا وعَجِّلوا .
(اقدحي) قَدَحتُ القِدْر : إذا غرفت ما فيها، والقديح : المرق ، فعيل بمعنى مفعول ، والمِقدحة : المغرفة .
(لتَغِط) غَطَّتِ القِدْرُ تَغِط : غَلَتْ ، وغطيطها : صوتها .
(الكُدْية) : حجر صلب يَعْرِض لحافر البئر فيتعبه حفره .
(الكَثيب) : المجتمع من الرمل .
(أَهيل) انهل وانهال الرمل : إذا سال وجرى ، وهِلْتُه أنا فانهال، وأهلته : لغة فيه ، وأما «أهيم» فهو من الهيام ، وهو الرمل الذي يكون تراباً دقاقاً يابساً . -[356]-
(العَناق) : الأنثى من ولد المعز .
(الأثافي) : الحجارة التي تنصب القدر عليها .
(المضاغطة) : المزاحمة في باب أو نحو ذلك .
__________
(1) في الأصل والمطبوع : عبد الرحمن بن أيمن ، والتصحيح من نسخ البخاري المطبوعة وكتب الرجال .
(2) رواه البخاري 7 / 304 و 305 في المغازي ، باب غزوة الخندق ، وفي الجهاد ، باب من تكلم بالفارسية ، ومسلم رقم (2039) في الأشربة ، باب جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق برضاه بذلك .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه أحمد (3/377) قال : حدثنا يعقوب، قال : حدثنا أبي، عن ابن إسحاق.
2- وأخرجه البخاري (4/90) ، (5/139) قال : حدثنا عمرو بن علي. ومسلم (6/117) قال : حدثني حجاج بن الشاعر.كلاهما - عمرو، وحجاج - عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، قال : أخبرنا حنظلة ابن أبي سفيان.
كلاهما - ابن إسحاق، وحنظلة - عن سعيد بن ميناء، فذكره.

8910 - (خ م ط ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال أبو طلحة لأم سُليم : «قد سَمِعْتُ صوتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ضعيفاً ، أعرِفُ فيه الجوع ، فهل عندكِ من شيء ؟ فقالت : نعم ، فأخرجَتْ أقراصاً من شعير ، ثم أخَذَتْ خِمَاراً لها ، فلفَّتِ الخبز ببعضه ، ثم دستْهُ تحت ثوبي ، وردَّتْني ببعضه ، ثم أرسلَتْني إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، قال : فذهبتُ به ، فوجدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- جالساً في المسجد ، ومعه الناس ، فقمت عليهم ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : أرسلك أبو طلحة ؟ قلت : نعم ، قال : أَلِطَعَام ؟ قلت : نعم ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لمن معه : قوموا ، فانطلقوا ، وانطلقتُ بين أيديهم ، حتى جئتُ أبا طلحة ، فأخبرته ، فقال أبو طلحة : يا أم سُليم ، قد جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بالناس ، وليس عندنا ما نُطْعِمهم ، فقالت : الله ورسوله أعلم ، فانطلق أبو طلحة حتى لَقِيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- معه ، حتى دخلا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : هَلُمِّي ما عِندَكِ يا أم سليم ، فأتت بذلك الخبز ، فأمرَ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فَفُتّ ، وعَصَرَتْ عليه أم سليم عُكَّةً لها ، فآدَمَته ، ثم قال فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ما شاء الله أن يقول ، ثم قال : ائذن -[357]- لعشرة ، فأذِن لهم ، فأكلوا حتى شبعوا ، ثم خرجوا ، ثم قال : ائذن لعشرة ، فأذن لهم ، فأكلوا حتى شبعوا ، ثم خرجوا ، ثم قال : ائذن لعشرة ، حتى أكل القوم كلهم وشبعوا ، والقوم سبعون رجلاً - أو ثمانون» . أخرجه البخاري ومسلم .
وللبخاري نحوه «أن أم سُلَيم عَمَدت إلى مُدٍّ من شعير ، جَشَّتْهُ وجعلت منه خَطيفة ، وعصرت عليه عُكَّةً لها ، ثم بعثتني إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فأتيته وهو في أصحابه ، فدعوتُه ، فقال : ومن معي ، فجئت ، فقلت : إنه يقول : ومَنْ معي ، فخرج إليه أبو طلحة ، فقال : يا رسول الله ، إنما هو شيء صَنَعَتْهُ لك أم سُليم ، فدخل ، فجيء به ، وقال : أدخِلْ عليَّ عشرة - حتى عدَّ أربعين - ثم أكل النبي - صلى الله عليه وسلم- ، ثم قام ، فجعلت أنظر : هل نقص منها شيء ؟» .
ولمسلم قال : «بعثني أبو طلحة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لأدعوه ، وقد جعل طعاماً ، قال : فأقبلت ورسول الله مع الناس ، فنظر إليَّ ، فاستحييت فقلت : أجِبْ أبا طلحة ، فقال للناس : قوموا ، فقال أبو طلحة : يا رسول الله إنما صنعت لك شيئاً ، فمسها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، ودعا فيها بالبركة ، ثم قال : أدخل نفراً من أصحابي عشرة ، وقال : كلوا ، وأخرج لهم شيئاً من بين أصابعه ، فأكلوا حتى شبعوا ، فخرجوا ، فقال : أدخل عشرة ، فأكلوا حتى خرجوا ، فما زال يُدْخِلُ عشرة ، ويُخْرِجُ عشرة ، حتى لم يبق منهم -[358]- أحدٌ إِلا دخل فأكل ، حتى شبع ، ثم هيَّأها ، فإذا هي مثلها حين أكلوا منها» .
وفي أخرى نحوه ، وفي آخره : «ثم أخذ ما بقي ، فجمعه ثم دعا فيه بالبركة ، قال : فعاد كما كان ، فقال : دونكم هذا» .
وفي أخرى قال : «أمر أبو طلحة أمَّ سليم أن تصنعَ للنبي - صلى الله عليه وسلم- طعاماً لنفسه خاصة ، ثم أرسلتني إليه .. ، وقال فيه : فوضع النبي - صلى الله عليه وسلم- يده فيه ، وسمَّى عليه ، ثم قال : ائذن لعشرة ، فأَذِنَ لهم فدخلوا ، فقال : كلوا وسمُّوا الله ، فأكلوا حتى فعل ذلك بثمانين رجلاً ، ثم أكل النبي - صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك وأهلُ البيت ، وتركوا سُؤْراً» .
وفي أخرى بهذه القصة ، وفيه «فقام أبو طلحة على الباب ، حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : يا رسول الله ، إنما كان شيئاً يسيراً (1) ، فقال : هَلُمَّه ، فإن الله سيجعل فيه البركة» .
وفي أخرى بنحو هذا ، وفيه : «ثم أكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأكل أهل البيت ، ثم أفضلوا ما بلغوا جيرانهم» .
وفي أخرى قال : «رأى أبو طلحة رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- مضطجعاً في المسجد ، يَتَقَلَّب ظَهراً لبطن ، فظنه جائعاً .. وساق الحديث ، وقال فيه : ثم أكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، وأبو طلحة ، وأمُّ سُليم ، وأنس ، وفَضَلَتْ فَضْلةٌ فأَهدَوْا منها لجيراننا» . -[359]-
وفي أخرى : أنه سمع أنس بن مالك يقول : «جئتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يوماً ، فوجدته جالساً مع أصحابه قد عَصَّبَ بطنه بعِصابة - قال أسامة بن زيد : وأنا أشُكُّ : على حجر - قال : فقلت لبعض أصحابه : لِمَ عصَّبَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بطنه ؟ فقالوا : من الجوع ، فذهبت إلى أبي طلحة - وهو زوج أُمِّ سُلَيم بنت مِلْحان – فقلت : يا أبتاه ، قد رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عَصَّبَ بطنه بعِصابة ، فسألت بعض أصحابه ؟ فقالوا : من الجوع ، فدخل أبو طلحة على أُمِّي ، فقال : هل من شيء ؟ فقالت : نعم ، عندي كِسَرٌ من خبز وتمرات ، فإن جاءنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحده أشبعناه ، وإن جاءنا آخر معه قَلَّ عنهم...» ثم ذكر سائر الحديث .
وأخرج الموطأ والترمذي الرواية الأولى ، إلا أن الموطأ قال : «ائذن لعشرة - ست مرات» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العُكَّة) : الوعاء الذي يكون فيه السَّمْن . -[360]-
(فآدَمَتْه) أي : خلطته بالخبز ، وجعلته له أُدماً .
(جَشَّتْهُ) أي : طحنته طحناً قليلاً لتطبخه .
(الخطيفة) : أن يؤخذ قليل لبن ويذرَّ عليه دقيق ، ثم يطبخ فيلعقه الناس .
(هلمه) هَلُمَّ بمعنى تعال ، والهاء : هاء السكت .
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة : شيء يسير ، وعلى هذا تكون " كان " تامة ، لا تحتاج إلى خبر .
(2) رواه البخاري 9 / 460 في الأطعمة ، باب من أكل حتى شبع ، وباب من أدخل الضيفان عشرة عشرة ، وفي المساجد ، باب من دعى لطعام في المسجد ، وفي الأنبياء ، باب علامات النبوة في الإسلام ، وفي الأيمان والنذور ، باب إذا حلف أن لا يأتدم فأكل تمراً بخبز ، ومسلم رقم (2040) في الأشربة ، باب جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق برضاه ، والموطأ 2 / 927 و 928 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم ، باب ما جاء في الطعام والشراب ، والترمذي رقم (3634) في المناقب ، باب رقم (11) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (577) . وعبد بن حميد (8371) قال : حدثنا روح بن عبادة. والبخاري (1/115) و (4/234) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (7/89) قال : حدثنا إسماعيل. وفي (8/174) قال : حدثنا قتيبة. ومسلم (6/118) قال : حدثنا يحيى بن يحيى. والترمذي (3630) قال : حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال : حدثنا معن. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (200) عن قتيبة.
ستتهم - روح، وابن يوسف، وإسماعيل، وقتيبة، ويحيى، ومعن - عن مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، فذكره.

8911 - (خ ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - كان يقول : «الله الذي لا إله إلا هو ، إِن كُنْتُ لأعْتَمِدُ بكَبدي على الأرض من الجوع ، وإن كنت لأشُدّ الحجرَ على بطْني من الجوع ، ولقد قعدتُ يوماً على طريقهم الذي يخرجون منه ، فَمَرَّ أبو بكر ، فسألته عن آيةٍ من كتاب الله ؟ ما سألته إلا ليَسْتَتْبِعني (1) ، فمرَّ فلم يفعل ، ثم مَرَّ عُمر ، فسألته عن آيةٍ من كتاب الله ؟ ما سألته إلا ليَسْتَتْبِعَنَي (1) ، فمرَّ فلم يفعل ، ثم مرَّ [بي] أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم- ، فَتَبَسَّمَ حين رآني ، وعرف ما في وجهي وما في نفسي ، ثم قال : يا أبا هرّ ، قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : الحَقْ ، ومضى فاتَّبعته ، فدخل ، فاستأذن ، فأذِنَ لي فدخل ، فوجد لبناً في قدح ، فقال : من أين هذا اللبن ؟ قالوا : أهداه لك فلان ، أو فلانة ، قال : أبا هرّ ، قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : الحَقْ إلى أهل الصُّفَّة - فادعُهُم لي - قال : وأهل الصُّفة أضياف الإِسلام ، لا يأوون إلى أهلٍ ولا مال ، ولا إلى أحدٍ ، إذا أتته صدقةٌ -[361]- بعث بها إليهم ، ولم يتناولْ منها شيئاً ، وإذا أتته هَدِيَّةٌ أرسل إليهم ، وأصاب منها وأشركهم فيها - فساءني ذلك ، وقلت : وما هذا اللبن في أهل الصُّفة ؟ كنت أحقَّ أن أصيب من هذا اللبن شَرْبةً أتقوَّى بها ، فإذا جاؤوا أمرني ، فكنت أنا أُعطيهم ، وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن ؟ ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله بُدٌّ ، فأتيتُهم فَدَعَوْتُهم ، فأقبلوا واستأذنوا ، فأذن لهم ، وأخذوا مجالسهم من البيت ، فقال : يا أبا هِرٍّ ، قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : خذ فأعطهم ، قال : فأخذتُ القَدَحَ ، فجعلت أعطيه الرَّجُلَ ، فيشرب حتى يَروَى ، ثم يردُّ عليَّ القَدَح ، فأعطيه الآخر ، فيشرب حتى يَرْوَى ، ثم يردُّ عليَّ القَدَحَ ، فأعطيه الآخر ، فيشرب حتى يَرْوَى ، ثم يردُّ عليَّ القدح ، حتى انتهيت إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وقد رَوِيَ القوم كُلُّهم ، فأخذ القَدَح ، فوضعه على يده ، فنظر إليَّ ، فتبسّم ، فقال : يا أبا هِرّ ، قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : بقيتُ أنا وأنت ، قلت : صدقت يا رسول الله ، قال : فاقعد فاشرب ، فقعدتُ فشربت ، فقال : اشرب ، فشربت ، فما زال يقول : [اشرب] حتى قلت : لا ، والذي بعثك بالحق ، ما أجِدُ له مَسْلَكاً ، قال : فأرني فأعطيته [القَدَح] فحمد الله وسمَّى ، وشرب الفضلة» أخرجه البخاري .
وأخرجه الترمذي ، وأولُ حديثه : قال أبو هريرة : «كان أهل الصُّفَّةِ -[362]- أضيافَ الإسلام ، لا يأوون إلى أهل ولا مال ، واللهِ الذي لا إله إلا هو...» وذكر الحديث (2) .
__________
(1) وفي بعض النسخ : ليشبعني .
(2) رواه البخاري 11 / 27 في الاستئذان ، باب إذا دعي الرجل فجاء هل يستأذن ، وفي الرقاق ، باب كيف كان عيش النبي صلى لله عليه وسلم وأصحابه وتخليهم عن الدنيا ، والترمذي (2479) في صفة القيامة ، باب رقم (37) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/515) قال : حدثنا روح. والبخاري (8/67) قال : حدثنا أبو نعيم. (ح) وحدثنا محمد بن مقاتل. قال : أخبرنا عبد الله. وفي (8/119) قال : حدثنا أبو نعيم بنحو من نصف هذا الحديث. والترمذي (2477) قال : حدثنا هناد. قال : حدثنا يونس بن بكير. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/14344) عن أحمد بن يحيى، عن أبي نعيم.
أربعتهم - روح بن عبادة، وأبو نعيم، وعبد الله بن المبارك، ويونس - عن عمر بن ذر، قال : حدثنا مجاهد، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة.

8912 - (خ م) عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق - رضي الله عنهما - قال : «كُنَّا مع النبي - صلى الله عليه وسلم- ثلاثين ومائة ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم- : هل مع أحد منكم طعاماً ؟ فإذا مع رجل صاعٌ من طعام ، أو نحوه ، فعُجِن ، ثم جاء رجل مُشْعانٌّ طويل بغنم يسوقها ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : أبَيْعاً أم عَطيَّة ؟ أو قال : هِبَةً ؟ قال : لا ، بل بيعٌ ، فاشترى منه شاةً ، فَصُنِعَتْ ، وأمر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بِسَوَادِ البطن أن يُشْوَى ، وايْمُ الله ما في الثلاثين والمائة إلا قد حَزَّ له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- حَزّةً من سواد بطنها ، إن كان شاهداً أعطاها إياه ، وإن كان غائباً خَبَأ له ، فجعل منها قَصْعتين ، فأكلوا أجمعون ، وشبعنا ، ففضلت القصعتان ، فحملناه على البعير» .
وفي رواية : «ففضل في القصعتين ، فحملته على البعير - أو كما قال» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
-[363]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مشعانُّ) الرأس - بالنون - : إذا كان منتفش الشعر ثائر الرأس .
(سواد البطن) : الكبد .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 170 في الهبة ، باب قبول الهدية من المشركين ، وفي البيوع ، باب الشراء والبيع مع المشركين وأهل الحرب ، وفي الأطعمة ، باب من أكل حتى شبع ، ومسلم رقم (2057) في الأشربة ، باب إكرام الضيف وفضل إيثاره .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/197) (1703) و (198) (1711) قال : حدثنا عارم. والبخاري (3/105 و 214) قال : حدثنا أبو النعمان. وفي (7/90) قال : حدثنا موسى. ومسلم (6/129) قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، وحامد بن عمر البكراوي، ومحمد بن عبد الأعلى.
خمستهم - أبو النعمان عارم، وموسى بن إسماعيل، وعبيد الله، وحامد، ومحمد بن عبد الأعلى - عن المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أبي عثمان، فذكره.
(*) واللفظ للبخاري (3/214) .

8913 - (ت) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - قال : «كُنَّا مع النبي - صلى الله عليه وسلم- نتداول من قَصعة من غُدوة حتى الليل ، يقوم عشرة ، ويقعد عشرة ، فقلت : فما كانت تُمَدُّ ؟ قال : من أيِّ شيء تَعْجَبُ ؟ ما كانت تُمَدُّ إلا من هاهنا - وأشار بيده إلى السماء» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3629) في المناقب ، باب في إثبات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وما قد خصه الله به ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/12) قال : حدثنا علي بن عاصم. وفي (5/18) قال : حدثنا يزيد بن هارون. والدارمي (57) قال : أخبرنا عثمان بن محمد، قال: حدثنا يزيد بن هارون. والترمذي (3625) قال : حدثنا محمد بن بشار، قال : حدثنا يزيد بن هارون. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (4639) عن محمد بن بشار، عن يزيد بن هارون. (ح) وعن محمد بن عبد الأعلى، عن معتمر بن سليمان.
ثلاثتهم - علي، ويزيد، ومعتمر - عن سليمان التيمي، عن أبي العلاء بن الشخير، فذكره.

8914 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - «أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- جاءه رجل يستطعمه ، فأطعمه شَطْرَ وَسْقِ شعير ، فما زال الرجل يأكل منه وامرأتُه وضيفُهما حتى كالَهُ فَفني ، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : لو لم تَكِلْهُ لأكلتم منه ، ولقام لكم» أخرجه مسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شطر) كل شيء : نِصْفُه .
(الوَسْق) : ستون صاعاً .
__________
(1) رقم (2281) في الفضائل ، باب في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/337) قال : حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. وفي (3/347) قال : حدثنا موسى، قال : حدثنا ابن لهيعة. ومسلم (7/60) قال : حدثني سلمة بن شبيب، قال : حدثنا الحسن بن أعين، قال : حدثنا معقل.
كلاهما - ابن لهيعة، ومعقل - عن أبي الزبير، فذكره.

8915 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - «أنَّ امرأةً (1) كانت -[364]- تُهدي للنبي - صلى الله عليه وسلم- في عُكةٍ لها سَمْناً ، فيأتيها بَنُوها ، فيسألون الأُدُم ، وليس عندهم شيء ، فتعمِد إلى العُكَّة التي كانت تُهدي منها للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فتجد فيها سمناً ، فما زالت تُقيم لها أُدْم بيتها حتى عَصَرَتْهَا ، فأتت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : عصرتيها ؟ قالت : نعم ، قال : لو تركتيها ما زال قائماً» أخرجه مسلم (2) .
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة : أن أم مالك .
(2) رقم (2280) في الفضائل ، باب في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/340) . قال : حدثنا حسن، قال : حدثنا ابن لهيعة. ومسلم (7/59) قال : حدثني سلمة بن شبيب، قال : حدثنا الحسن بن أعين، قال : حدثنا معقل.
كلاهما - ابن لهيعة، ومعقل - عن أبي الزبير، فذكره.

8916 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : «أتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يوماً بِتُمَيرات ، فقلت : يا رسول الله ، ادع فيهن بالبركة ، فَضَمَّهُنَّ ، ثم دعا لي فيهن [بالبركة] ، ثم قال : خذهُنّ ، فاجعلهن في مِزْوَدك هذا - أو في هذا المزود - فكلما أردتَ أن تأخذ منه شيئاً أَدْخِلْ يدك فيه ، خُذْ ، ولا تَنْثُره نَثْراً ، قال : ففعلت ، فلقد حَمَلْتُ من ذلك التمر كذا وكذا مِنْ وَسْق في سبيل الله ، فكنا نأكل منه ونُطعِم ، وكان لا يفارق حَقوِي ، حتى كان يوم قُتل عثمان انقطع» . أخرجه الترمذي (1) . وزاد رزين «من حقوي ، فسقط فحزنت عليه حزناً شديداً» .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحَقْو) مَشَدُّ الإزار ، وسمِّي الإزار نفسه حقواً لذلك .
__________
(1) رقم (3838) في المناقب ، باب مناقب أبي هريرة رضي الله عنه ، وهو حديث حسن ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ، وقد روي من غير هذا الوجه عن أبي هريرة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
تقدم تخريجه.

الفصل الرابع : في إجابة دعائه - صلى الله عليه وسلم -
8917 - (خ م س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : «بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يُصَلّي عند البيت ، وأبو جهل وأصحابٌ له جلوس ، وقد نُحِرتْ جَزور بالأمس ، فقال أبو جهل : أيُّكم يقومُ إلى سَلا جَزور بني فلان ، فيأخذُه فيضَعُه بين كَتِفَيْ محمدٍ إذا سجد ؟ فانبعث أشقَى القوم فأخذه ، فلما سجد النبي - صلى الله عليه وسلم- وضَعَهُ بين كتفيه ، فاستضحكوا ، وجعل بعضُهم يميل على بعض ، وأنا قائم أنظر ، فلو كانت لي مَنَعةٌ طَرَحتُهُ عن ظهر رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ساجد ما يرفع رأسه ، حتى انطلق إنسان فأخبر فاطمةَ فجاءت - وهي جُوَيْرِيَة - فطرحته عنه ، ثم أقبلت عليهم تَسُبُّهم ، فلما قضى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- صلاته رفع صوته ، ثم دعا عليهم - وكان إذا دعا دعا ثلاثاً ، وإذا سأل سأل ثلاثاً - ثم قال : اللهم عليك بقريش - ثلاث مرات - فلما سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك ، وخافوا دعوته ، ثم قال : اللهم عليك بأبي جهل بن هشام ، وعُتْبة بن ربيعة ، وشيبةَ بن ربيعة ، والوليد بن عتبة ، وأميةَ بن خلف ، وعُقْبةً بن أبي مُعَيْط ، وذكر السابع - ولم أحفظه - قال : فوالذي بعث محمداً بالحق ، لقد -[366]- رأيتُ الذين سَمَّى صَرْعَى ، ثم سُحِبُوا إلى القَليب ، قليب بَدْر» .
وفي رواية «فأشهدُ بالله لقد رأيتُهم صرعى ، قد غَيَّرتهم الشمس ، وكان يوماً حارّاً» وقال بعض الرواة : «الوليد بن عتبة» غلط في هذا الحديث .
وفي رواية «ذكر السابع ، وهو عمارة بن الوليد» وفيها «فَيَعْمِد إلى فَرْثها ودَمها وسلاها ، فيجيء به ، ثم يُمهله حتى إذا سجد وضعه بين كتفيه» أخرجه البخاري ومسلم ، وأخرجه الترمذي مختصراً (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(السلا) : الذي يكون فيه الولد في بطن أمه ، وقيل : هو الكَرِش .
(الجزور) : البعير ذكراً كان أو أنثى ، إلا أن اللفظة مؤنثة .
(المنعة) : القوة والشِّدَّة التي يمتنع بها الإنسان على من يريده بأذى أو غيره .
(القَليب) : البئر التي هي غير مطوية .
(الفَرْث) : ما يكون في الكرش .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 301 - 303 في الوضوء ، باب إذا ألقي على ظهر المصلي قذر أو جيفة لم تفسد عليه صلاته ، وفي سترة المصلي ، باب المرأة تطرح عن المصلي شيئاً من الأذى ، وفي الجهاد ، باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة ، وباب طرح المشركين في البئر ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المشركين بمكة ، وفي المغازي ، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على كفار قريش ، ومسلم رقم (1794) في الجهاد ، باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين ، والنسائي 1 / 161 و 162 في الطهارة ، باب فرث ما يؤكل لحمه يصيب الثوب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/393) (3722) قال : حدثنا محمد، قال : حدثنا شعبة. وفي (1/393) (3723) قال : حدثنا خلف، قال : حدثنا إسرائيل. وفي (1/397) (3775) قال : حدثنا حسن بن موسى، قال : حدثنا زهير. وفي (1/417) (3962) قال : حدثنا وهب بن جرير، قال : حدثنا شعبة. والبخاري (1/69) و (4/127) قال : حدثنا عبدان بن عثمان، قال : أخبرني أبي، عن شعبة. وفي (1/69) قال : حدثني أحمد بن عثمان، قال : حدثنا شريح بن مسلمة، قال : حدثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه. وفي (1/138) قال : حدثنا أحمد بن إسحاق السرماري، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى، قال : حدثنا إسرائيل. وفي (4/53) قال : حدثنا عبد الله بن أبي شيبة، قال : حدثنا جعفر بن عون، قال : حدثنا سفيان. وفي (5/57) قال : حدثني محمد بن بشار، قال : حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة. وفي (5/94) قال: حدثني عمرو بن خالد، قال : حدثنا زهير. ومسلم (5/179) قال : حدثنا عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان الجعفي، قال: حدثنا عبد الرحيم - يعني ابن سليمان -، عن زكريا. وفي (5/180) قال: حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا جعفر بن عون، قال : أخبرنا سفيان. وفي (5/181) قال : حدثني سلمة بن شبيب، قال : حدثنا الحسن بن أعين، قال: حدثنا زهير. والنسائي (1/161) . وفي الكبرى (288) قال : أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم، قال : حدثنا خالد - يعني ابن مخلد - قال : حدثنا علي - وهو ابن صالح. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (9484) عن أحمد بن سليمان، عن جعفر بن عون، عن سفيان. (ح) وعن إسماعيل بن مسعود، عن خالد بن الحارث عن شعبة. وابن خزيمة (785) قال : حدثنا بندار، قال : حدثنا محمد - يعني ابن جعفر، قال: حدثنا شعبة.
سبعتهم - شعبة، وإسرائيل، وزهير، ويوسف بن إسحاق، وسفيان، وزكريا بن أبي زائدة، وعلي بن صالح - عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، فذكره.
(*) رواية زهير مختصرة على : «استقبل النبي -صلى الله عليه وسلم- الكعبة، فدعا على نفر من قريش، على شيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأبي جهل بن هشام، فأشهد الله، لقد رأيتهم صرعى، قد غيرتهم الشمس، وكان يوما حارّا» .

8918 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «كان رجل نصرانيٌّ (1) أسلم ، فقرأ البقرة وآل عمران ، وكان يكتب الوحي للنبي - صلى الله عليه وسلم- فعاد نصرانياً ، فكان يقول : ما يدري محمد إلا ما كتبت له ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : اللهم اجعله آية ، فأماته الله ، فدفنوه ، فأصبح وقد لفظته الأرض ، فقالوا : هذا فعل محمد وأصحابه ، لما هَرَب منهم نبشوا عن صاحبنا ، فألقوه ، فحفروا له وأعمقوا ما استطاعوا ، فأصبحوا وقد لفظته الأرض ، فقالوا مثل الأول ، فحفروا له وأعمقوا ، فلفظته الثالثة فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه بين حجرين ، ورضموا عليه الحجارة» . أخرجه البخاري ، ومسلم إلى قوله : «فألقوه» .
وفي رواية قال : «كان منا من بني النجار رجل قد قرأ البقرة وآل عمران ، وكان يكتب لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فانطلق هارباً حتى لحق بأهل الكتاب ، فأُعجبوا به ، فرفعوه ، فما لبث أن قَصَم الله عُنُقه فيهم ، فحفروا له ، فَوَارَوْهُ ، فأصبحتِ الأرض قد نَبَذته على وجهها ، ثم عادوا ، فعادت - ثلاث مرات - فتركوه منبوذاً» (2) .
-[368]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لَفَظَتْه) الأرض أي : ألقتْهُ من بطنها إلى ظهرها .
(رضَموا) عليه الحجارة ، أي : جمعوها عليه ، والرِّضام : الحجارة .
(قَصَم) الله عنقه ، أي : دَقَّها .
(نبذته) المنبوذ : المُلقى المرميُّ على وجه الأرض ، ونبذتُه أنا : ألقيتُه .
__________
(1) في نسخ البخاري المطبوعة : نصرانياً .
(2) رواه البخاري 6 / 460 في الأنبياء ، باب علامات النبوة في الإسلام ، ومسلم رقم (2781) في المنافقين في فاتحته .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (4/346) قال : حدثنا أبو معمر. قال : قال : حدثنا عبد الوارث، قال : حدثنا عبد العزيز، فذكره.

8919 - (خ د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - «أن أباه تُوفِّي وترك عليه ثلاثين وَسْقاً لرجل من اليهود ، فاستنظره جابر ، فأبى أن يُنْظِره ، فكلّم جابر رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ليشفع إليه ، فجاءه رسول الله ، فكلَّم اليهوديَّ ليأخذ ثمر نخله بالذي له ، فأبى ، فدخل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- النخل ، فمشى فيها ، ثم قال لجابر : جُدَّ له ، فأوفِ الذي له ، فجَدَّه بعد ما رجع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فأوفاه ثلاثين وَسْقاً ، وفَضَلَتْ له سبعة عشر وسقاً ، فجاء جابر رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ليخبره بالذي كان ، فوجده يصلِّي العصر ، فلما انصرف أخبره بالفَضْل ، فقال : أخبر بذلك ابنَ الخطاب ، فذهب جابر إلى عمر فأخبره ، فقال عمر : لقد عَلمتُ حين مشى فيها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لَيُبَارَكَنّ فيها» .
وفي رواية قال : «تُوُفِّي أبي وعليه دَيْنٌ ، فعرضتُ على غُرَمائه أن يأخذوا التمر بما عليه ، فأبَوا ، ولم يَرَوْا أنَّ فيه وَفاء ، فأتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم- ، فذكرت ذلك له ، فقال : إذا جَدَدته فوضعته في المِرْبَد آذِنِّي ، فلما جَدَدْتُه -[369]- ووضعتُه في المربد آذنتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فجاء ومعه أبو بكر وعمر ، فجلس عليه ودعا بالبركة فيه ، ثم قال : ادعُ غرماءك فأوفهم ، فما تركتُ أحداً له دَيْنٌ على أبي إلا قضيته ، وفَضَلَ ثلاثة عشر وسقاً : سبعة عجوة ، وستة لون - أو ستة وسبعة - فوافيت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- المغرب ، فذكرت ذلك له ، فضحك ، وقال : ائتِ أبا بكر وعمر فأخبرهما فأخبرتُهما ، فقالا : لقد علمنا إذْ صَنَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ما صنع أن سيكون» .
وقال في رواية : «صلاة العصر» وفي رواية «صلاة الظهر» .
وفي أخرى قال : «تُوُفِّي عبد الله بن عمرو بن حَرام وعليه دَيْنٌ ، فاستعنتُ بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- على غرمائه أن يَضَعوا من دَيْنِهِ ، فطلب إليهم ، فلم يفعلوا ، فقال لي النبي - صلى الله عليه وسلم- : اذهب ، فَصَنِّف تمرك أصنافاً : العجوة على حِدَة ، وَعذق زيد على حدة ، ثم أرسِلْ إلَيَّ ، ففعلت ، ثم أرسلتُ إليه ، فجلس على أعلاه - أو في وسطه - ثم قال : كِلْ للقوم ، فَكِلتُ لهم ، حتى أوفيتهم الذي لهم ، وبقي تمري كأنه لم ينقص منه شيء» . وفي رواية «فما زال يَكِيلُ لهم حتى أَدَّى» .
وفي أخرى نحوه ، وفيه زيادة ، قال جابر : «أُصِيبَ عبد الله ، وترك عيالاً ودَيناً ، فطلبتُ إلى أصحاب الدَّيْن أن يَضَعوا بعضاً ، فأبوا ، فأتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم- فاستشفعت به عليهم ، فأبوا ، فقال : صَنِّف تمرك ، كلَّ شيء على -[370]- حدة ، ثم أحضرهم ، حتى آتيَك ، ففعلت ، ثم جاء فقعد معه ، وكال لكل رجلٍ حتى استوفى ، وبقي التمر مكانه ، كأنه لم يُمَسّ ، وغزوتُ مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- على ناضح لنا ، فأزحَفَ الجمل ، فتخلَّف عليَّ ، فوكَزَهُ ... ثم ذكر نحو ما تقدَّم من أمر الجمل ، وبيعه وسؤاله عَمَّا تزوَّج ، وجوابه وإتيانه أهلَهُ ، ولوم خاله له ... وفي آخره : فلما قدم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- غَدَوْتُ إليه بالجمل ، فأعطاني ثمن الجمل ، والجملَ وسَهْمي مع القوم» .
وفي أخرى «أنَّ أباه استُشْهِد يوم أحد ، وترك سِتَّ بنات ، وترك عليه دَيناً ، فلما حضر جِداد النخل أتيت فقلت : يا رسولَ الله ، قد علمتَ أن وَالِدي استُشهد يوم أحد وترك دَيناً كثيراً ، وأُحِبُّ أن يراك الغرماء ، فقال : اذهب فَبْيدِر كلَّ تمرٍ على ناحية ، ففعلت ، ثم دعوته ، فلما رأوه أُغروا بي تلك الساعة ، فلما رأى ما يصنعون طاف حول أعظمها بَيْدراً ، ثلاث مرات ، ثم جلس عليه ، ثم قال : ادعُ أصحابك ، فما زال يكيل لهم ، حتى أدَّى الله أمانة والدي ، وأنا والله راضٍ أن يؤدِّيَ الله أمانة والدي ولا أرجع إلى أخواتي بتمرة ، فَسَلَّم الله البيادر كُلَّها ، حتى إني أنظر إلى البيدر الذي عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- كأنه لم ينقص تمرةً واحدة» .
وفي أخرى : «أن أباه توفي وعليه دَيْن ، قال : فأتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فقلت : إن أبي ترك عليه دَيناً ، وليس عندي إلا ما يُخرِج نخلُه ، ولا يبلغ -[371]- ما يخرج سنتين ما عليه ، فانطلِقْ معي لكيلا يُفحِشَ عليَّ الغرماء ، فمشى حول بَيْدر من بيادر التمر ، فدعا ، ثم أخَّر ، ثم جلس عليه ، فقال : تمزَّعوه ، فأوفاهم الذي لهم وبقي مثل ما أعطاهم» .
وفي أخرى : «أن أباه قتل يوم أحُد شهيداً ، فاشتد الغرماء في حقوقهم ، فأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فكلّمته ، فسألهم أن يقبلوا ثمر حائطي ، ويُحَلِّلوا أبي ، فأبوْا ، فلم يعطهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حائطي ، ولم يكسره لهم ، ولكن قال : سأغدو عليك ، فغدا علينا حين أصبح ، وطاف في النخل ، ودعا في ثمرها بالبركة ، فجدَدْتُها ، فقضيتهم حقوقهم ، وبقي لنا من ثمرنا بقية ، ثم جئت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فأخبرته بذلك ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لعمر وهو جالس : اسْمَعْ يا عمر ، فقال عمر : ألاَّ يكون قد علمنا أنك رسولُ الله ، والله إنك لرسول الله» هذه روايات البخاري . وفي رواية أبي داود «أن أباه توفي وترك عليه ثلاثين وَسْقاً لرجل من اليهود ، فاستنظره جابر فأبى ، فكلّم جابر رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ليشفع له إليه ، فجاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فكلَّم اليهوديَّ ليأخذ ثمر نخله بالذي له عليه فأبى عليه فكلَّمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن يُنْظِرَه ... وساق الحديث» كذا ذكره أبو داود ، وأخرج النسائي معظم روايات البخاري . وله في أخرى قال : «كان ليهودي على أبي تمر ، فقتل يوم أحد ، وترك -[372]- حديقتين ، وتمرُ اليهوديِّ يستوعب ما في الحديقتين ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : هل لك أن تأخذ العام نصفَه ، وتؤخِّر نصفه ؟ فأبى اليهوديُّ ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : هل لك أن تأخذَ الجداد ؟ فأبى ، قال : فآذِّني ، فآذنته ، فجاء هو وأبو بكر ، فجعل يُجَدّ ويُكال من أسفل النخل ، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يدعو بالبركة ، حتى وفَينا جميع حقه من أصغَرِ الحديقتين ، ثم أتيتهم برطبٍ وماءٍ فأكلوا وشربوا ، ثم قال : هذا من النعيم الذي تُسألون عنه» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فاستنظرَه) الاستنظار : طلبُ التأخير إلى وقت آخر ، وأنظرتُه : أخَّرتُه .
(الجداد) : قطع ثمر النخل ، وهو الصرام .
(على حدة) : منفرداً ، يعني كل جنس وحده .
(عَذْق زيد) : نوع من التمر بالمدينة معروف ، وكذلك اللِّيْنَة والعجوة ، وقيل : «اللِّينة ، واللون» واحد الألوان ، وهو عند أهل المدينة : -[373]- كل تمر ليس بعجوة ، وقيل : «اللينة» جميع النخل من غير استثناء ، والأول أشبه .
(المِربد) : موضع التمر الذي يُجْمَع فيه .
(البَيْدَرة) : جمع الثمرة في البَيْدر ، وهو المكان الذي تجمع فيه قبل نَقْلِها إلى البيوت ، وكذلك موضع الغَلاَّت يسمى بَيْدراً .
(أغريت) فلاناً بفلان : إذا حملته على قصده ، والمراد : أنهم لَجُّوا في مطالَبَتي وألَحَّوا .
(تمزَّعوه) أي : تفرَّقوه واقتسِموا .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 288 في البيوع ، باب الكيل على البائع والمعطي ، وفي الاستقراض ، باب إذا قضى دون حقه أو حلله فهو جائز ، وباب إذا قاص أو جازفه في الدين تمراً بتمر أو غيره ، وباب الشفاعة في وضع الدين ، وفي الصلح ، باب الصلح بين الغرماء وأصحاب الميراث والمجازفة في ذلك ، وفي الوصايا ، باب قضاء الوصي ديون الميت بغير محضر من الورثة ، وفي الأنبياء ، باب علامات النبوة في الإسلام ، وفي المغازي ، باب {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما} ، والنسائي 6 / 245 و 246 في الوصايا ، باب قضاء الدين قبل الميراث ، وأبو داود رقم (2884) في الوصايا ، باب ما جاء في الرجل يموت وعليه دين وله وفاء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه البخاري (3/154) قال : حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال : حدثنا أنس. وأبو داود (2884) قال: حدثنا محمد بن العلاء، أن شعيب بن إسحاق حدثهم. وابن ماجة (2434) قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، قال : حدثنا شعيب بن إسحاق. كلاهما - أنس، وشعيب - عن هشام بن عروة.
2- وأخرجه البخاري (3/245) قال : حدثني محمد بن بشار. والنسائي (6/246) قال : أخبرنا محمد بن المثنى. كلاهما - ابن بشار، وابن المثنى - عن عبد الوهاب، قال : حدثنا عبيد الله.
كلاهما - هشام، وعبيد الله - عن وهب بن كيسان، فذكره.

8920 - (خ) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : «كان بالمدينة يهوديٌّ ، وكان يُسلِفُني في تمري إلى الجداد ، وكانت لجابر الأرض التي بطريق رُومة ، فَخَنَسَتِ النَّخْلُ عاماً ، فجاءني يهوديٌّ عند الجداد ، ولم أجِدَّ منها شيئاً ، فجعلت أستنظره إلى قابل ، فيأبى ، فأُخْبِرَ بذلك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال لأصحابه : امشوا نستنظرْ لجابر من اليهوديِّ ، فجاءوني في نخلي ، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يكلِّم اليهوديَّ ، ويقول : لا أُنظِر ، فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فطاف بالنخل ، ثم جاءه فكلَّمه فأبى ، فقمت ، فجئتُ بقليل رطب ، فوضعته بين يدي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فأكل ، ثم قال : أين عَرِيشُكَ يا جابر ؟ فأخبرته ، فقال : افرش لي فيه ، ففرشته ، فدخل فرقد ، ثم استيقظ ، فجئته -[374]- بقبضة أخرى ، فأكل منها ، ثم قام فكلَّم اليهوديَّ ، فأبى عليه ، فقام في الرِّطاب ، وطاف في النخل الثانية ، ثم قال : يا جابر ، جُدَّ واقضِ ، فوقعتُ في الجداد ، فجددت منها ما قضيته ، وفَضَلَ مثله ، فخرجتُ حتى جئتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فبشَّرته ، فقال : أشهد أني رسولُ الله» . أخرجه البخاري (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فخنَسَتِ النَّخْلُ) أي : أن النخل تأخَّرت عن قبول الإبَّار ، ولم يؤثِّرْ فيها التأبير الكامل ، فلم تستكمل حملها .
__________
(1) 9 / 491 و 492 في الأطعمة ، باب الرطب والتمر ، وانظر شرح الحديث وتحقيق جملة " فخنست النخل " في " الفتح " .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (7/103) قال : حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال : حدثنا أبو غسان. قال : حدثني أبو حازم، عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة، فذكره.

8921 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : «كنتُ أدعو أمّي إلى الإسلام ، وهي مشركة ، فدعوتُها يوماً ، فأسمعتني في رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ما أكره ، فأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وأنا أبكي ، فقلت : يا رسول الله ، إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام ، فتأبى عليَّ ، فدعوتُها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره ، فادع الله تعالى أن يَهْدِيَ أُمَّ أبي هريرة ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : اللهم اهدِ أُمَّ أبي هريرة ، فخرجتُ مُستبشراً بدعوة النبيِّ ، فلما جئت فَصِرتُ إلى الباب وقَرُبتُ منه ، فإذا هو مُجافٌ ، فسَمِعَتْ أُمِّي خَشْفَ قَدَميَّ ، فقالت : مكانك يا أبا هريرة ، وسمعتُ خَضْخَضة الماء ، فاغْتَسَلتْ ولبسَتْ دِرْعَها ، وعجِلَتْ عن خمارها ، ففتحتِ الباب ، ثم قالت : يا أبا هريرة ، أشهدُ -[375]- أن لا إله إلا الله وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله ، قال : فرجعتُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فأتيتُه وأنا أبكي من الفرح ، فقلت : يا رسول الله ، أبشر فقد استجاب الله دعوتك ، وهدى أُمَّ أبي هريرة ، فحمد الله وقال خيراً ، قال : فقلت : يا رسولَ الله ، ادعُ اللهَ أن يُحبِّبَنِي [أنا] وأُمِّي إلى عباده المؤمنين ، ويحبِّبهم إلينا ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : اللهم حبّبْ عُبيدَكَ هذا - يعني أبا هريرة - وأُمَّه إلى عبادك المؤمنين ، وحبّبْ إليهما المؤمنين ، فما خَلْقٌ من مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبَّني» أخرجه مسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أجَفْتُ الباب) : إذا أغلقته ، فهو مُجاف .
(خَشْفَ قَدَمَيّ) الخشَف والخشفة : الصوت والحركة .
__________
(1) رقم (2491) في فضائل الصحابة ، باب من فضائل أبي هريرة الدوسي رضي الله عنه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/319) قال : حدثنا عبد الرحمن. والبخاري في «الأدب المفرد» (34) قال : حدثنا أبو الوليد، وهشام بن عبد الملك.ومسلم (7/165) قال : حدثنا عمرو الناقد، قال : حدثنا عمر بن يونس اليمامي.
ثلاثتهم - عبد الرحمن، وأبو الوليد، وعمر بن يونس - قالوا : حدثنا عكرمة بن عمار، عن أبي كثير، يزيد بن عبد الرحمن، فذكره.

8922 - (خ م ت) السائب بن يزيد - رضي الله عنه - قال : «ذهبَت بي خالتي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقالت : يا رسول الله ، إن ابنَ أختي وجِعٌ ، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة ، فتوضأ فشربتُ من وَضوئه ، ثم قمت خلف ظهره ، فنظرتُ إلى خاتم النُّبوَّةِ بين كتفيه مثل زِرّ الحجَلة» .
وقال الجعيد : رأيتُ السائبَ بن يزيد ابن أربع وتسعين جَلْداً معتدلاً ، -[376]-
فقال : «قد علمتُ ما مُتِّعْتُ به سمعي وبصري إلا بدعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه البخاري ومسلم ، وأخرجه الترمذي إلى قوله : «زِرّ الحجلة» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 257 في الوضوء ، باب استعمال فضل وضوء الناس ، وفي الأنبياء ، باب كنية النبي صلى الله عليه وسلم ، وباب خاتم النبوة ، وفي المرضى ، باب من ذهب بالصبي المريض ليدعى له ، وفي الدعوات ، باب الدعاء للصبيان بالبركة ومسح رؤوسهم ، ومسلم رقم (2345) في الفضائل ، باب إثبات خاتم النبوة ، والترمذي رقم (3646) في المناقب ، باب رقم (23) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :1- أخرجه البخاري (1/59) قال : حدثنا عبد الرحمن بن يونس. وفي (4/227) قال : حدثنا محمد بن عبيد الله. وفي (7/156) قال : حدثنا إبراهيم بن حمزة. وفي (8/94) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. ومسلم (7/86) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد، ومحمد بن عباد. والترمذي (3643) . وفي «الشمائل» (16) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (3794) عن قتيبة بن سعيد. خمستهم - عبد الرحمن، ومحمد بن عبيد الله، وإبراهيم بن حمزة، وقتيبة، ومحمد بن عباد - عن حاتم بن إسماعيل.
2- وأخرجه البخاري (4/226) قال : حدثني إسحاق بن إبراهيم، قال : أخبرنا الفضل بن موسى.
كلاهما - حاتم، والفضل - عن الجعد بن عبد الرحمن، فذكره.

8923 - (ت) أبو زيد بن أخطب - رضي الله عنه - قال : «مسح رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بيده على وجهي ، ودعا لي» «قال عَزْرَةُ : فلقد رأيته بعد ما عاش عشرين ومائة سنة ، وليس في لحيته إلا شُعيرات تُعدُّ بِيض» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3633) في المناقب ، باب رقم (10) ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 341 ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/77) قال : حدثنا حرمي بن عمارة. وفي (5/341) قال : حدثنا أبو عاصم. والترمذي (3629) قال : حدثنا بندار، قال : حدثنا أبو عاصم.
كلاهما - حرمي، وأبو عاصم - قالا : حدثنا عزرة بن ثابت، قال : حدثنا علباء بن أحمر، فذكره.

8924 - (د) يزيد بن عبد الرحمن - رحمه الله - قال : «رأيتُ أثرَ ضَرْبة في ساق سلمة ، فقلت : ما هذه ؟ قال : أصابتني يوم خيبر ، فقال الناس : أصيب سلمة ، فأُتي بي النبي - صلى الله عليه وسلم- ، فنفث فيَّ ثلاث نفثات ، فما اشتكيتها حتى الساعة» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3894) في الطب ، باب كيف الرقى ، والحديث عند البخاري 7 / 364 في المغازي ، باب غزوة خيبر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري في المغازي (39 : 12) عن مكي بن إبراهيم، وأبو داود في الطب (19: 5) عن أحمد بن أبي سريج الرازي، عن مكي «بن إبراهيم» .
كلاهما عن يزيد بن أبي عبيد، فذكره. «تحفة الأشراف 4/47» .

الفصل الخامس : في كَفِّ الأعداء عنه - صلى الله عليه وسلم -
8925 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال أبو جهل : «هل يُعَفِّرُ محمدٌ وجهه بين أظهركم ؟ قيل : نعم ، قال : واللاتِ والعُزَّى لئن رأيته يفعل ذلك ، لأطأنّ رقبته ، أو لأُعَفِّرن وجهه في التراب ، قال : فأتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يصلّي ، [زعم] ليطأ على رقبته ، قال : فما فجأهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ، ويتَّقي بيديه ، فقيل له : مالك ؟ فقال : إن بيني وبينه لخندقاً من نار وهَوْلاً وأجنحة ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : لو دنا مِنِّي لاختطَفَتهُ الملائكة عُضواً عضواً ، فأنزل الله - لا ندري في حديث أبي هريرة أو شيء بلغه - {كلا إِن الإِنسان ليطغى} - إلى قوله - {كلا لا تُطعهُ} [العلق : 6 - 19] قال : وأمره بما أمره به» زاد في رواية «{فَليَدْعُ ناديه} يعني : قومه» أخرجه مسلم .
وفي رواية قال : «قال أبو جهل : لئن رأيتُ محمداً يصلى عند الكعبة لأطأنَّ على رقبته ، فبلغ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : لو فَعَلَه لأخَذَتْهُ الملائكة» (1) .
-[378]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(التعفير) : التمريغ في التراب .
(نكص على عقبيه) : رجع إلى ورائه القهقرى .
(الاختطاف) : الاستلاب بسرعة .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2797) في صفات المنافقين ، باب قوله تعالى : {إن الإنسان ليطغى . أن رآه استغنى} .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/370) قال : حدثنا عارم. ومسلم (8/130) قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ ومحمد بن عبد الأعلى القيسي. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/13436) عن محمد بن عبد الأعلى.
ثلاثتهم - عارم محمد بن الفضل، وعبيد الله، ومحمد بن عبد الأعلى - عن معتمر بن سليمان، عن أبيه. قال : حدثني نعيم بن أبي هند، عن أبي حازم، فذكره.

8926 - (خ ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : «قال أبو جهل : لئن رأيتُ محمداً يصلي عند البيت لأطأن على عنقه ، فبلغ ذلك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال : لو فعله لأخذته الملائكة عياناً» . أخرجه الترمذي ، وأخرجه البخاري إلى قوله : «الملائكة» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 8 / 557 في تفسير سورة اقرأ ، باب قوله تعالى : {كلا لئن لم ينته لنسفعن بالناصية} ، والترمذي رقم (3345) في التفسير ، باب ومن سورة اقرأ .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/248) (2225) قال : حدثنا إسماعيل بن يزيد الرقي أبو يزيد، قال : حدثنا فرات. عن عبد الكريم. وفي (1/248) (2226) قال : حدثنا أحمد بن عبد الملك. قال : حدثنا عبيد الله عن عبد الكريم. وفي (1/256) (2321) قال : حدثنا عبد الله بن محمد «قال عبد الله بن أحمد» : وسمعته أنا منه. قال : حدثنا أبو خالد الأحمر. عن داود. وفي (1/329) (3045) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا وهيب. قال : حدثنا داود. وفي (1/368) (3483) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. عن عبد الكريم. والبخاري (6/216) قال : حدثنا يحيى. قال : حدثنا عبد الرزاق. عن معمر. عن عبد الكريم الجزري. والترمذي (3348) قال : حدثنا عبد بن حميد. قال : أخبرنا عبد الرزاق. عن معمر. عن عبد الكريم الجزري. وفي (3349) قال : حدثنا أبو سعيد الأشج. قال : حدثنا أبو خالد. عن داود بن أبي هند. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (6082) عن أبي سعيد الأشج. عن أبي خالد الأحمر. عن داود بن أبي هند. وفيها (6148) عن محمد بن رافع. عن عبد الرزاق. عن معمر. عن عبد الكريم الجزري. (ح) وعن عبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي. عن عبيد الله بن عمرو الرقي. عن عبد الكريم.
كلاهما - عبد الكريم. وداود - عن عكرمة. فذكره.

8927 - (خ م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : «غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- غَزَاةً قِبَلَ نَجْد ، فأدركنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في القائلة في وادٍ كثير العِضَاهِ ، فنزل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- تحت شجرة فَعلّق سيفه بِغُصْنٍ مِنْ أغصانها ، وتفرَّق الناس في الوادي يستظلُّون بالشجر ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إنَّ رجلاً أتاني وأنا نائم ، فأخذ السيف فاستيقظتُ وهو قائم على رأسي ، والسيف صَلْتاً في يده ، فقال : من يَمْنَعُكَ مني ؟ قلت : الله ، فشام السيفَ ، فها هو ذا جالسٌ ، ثم لم يعرِض له رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وكان مَلِكَ قومه -[379]- فانصرَفَ حين عفا عنه ، فقال : لا أكون في قومٍ هُمْ حَرْبٌ لك» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العِضاه) : كل شجر له شوك ، كالسلَم والأرَاك .
(سيف صَلْت) : إذا كان خارجاً من غمده .
(شِمْتُ السيف) : إذا أغمدته ، وإذا سَلَلْته ، فهو من الأضداد .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 71 في الجهاد ، باب تفرق الناس عن الإمام عند القائلة ، وباب من علق سيفه بالشجر في السفر عند القائلة ، وفي المغازي ، باب غزوة ذات الرقاع ، وباب غزوة بني المصطلق ، ومسلم رقم (843) في الفضائل ، باب توكله صلى الله عليه وسلم على الله وعصمة الله تعالى له من الناس .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/311) . والبخاري (4/47 و 48 و 5/146) . ومسلم (7/62) قال : حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. وأبو بكر بن إسحاق. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (2276) عن عمرو بن منصور. خمستهم - أحمد. والبخاري. وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. وأبو بكر. وعمرو بن منصور - عن أبي اليمان. قال : أخبرنا شعيب.
2 - وأخرجه عبد بن حميد (1082) . والبخاري (5/148) قال : حدثنا محمود. ومسلم (7/62) قال : حدثنا عبد بن حميد. كلاهما - عبد بن حميد. ومحمود - عن عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر.
3 - وأخرجه البخاري (4/48) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. ومسلم (7/62) قال : حدثني أبو عمران محمد بن جعفر بن زياد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (2276) عن محمد بن إسماعيل ابن إبراهيم. عن سليمان بن داود.
ثلاثتهم - موسى بن إسماعيل. وأبو عمران. وسليمان بن داود - عن إبراهيم بن سعد.
4 - وأخرجه البخاري (5/146) قال : حدثنا إسماعيل. قال : حدثني أخي. عن سليمان. عن محمد بن أبي عتيق.
أربعتهم - شعيب. ومعمر. وإبراهيم بن سعد. وابن أبي عتيق - عن الزهري.
في رواية شعيب. قال : عن الزهري. قال : حدثني سنان بن أبي سنان الدؤلي. وأبو سلمة بن عبد الرحمن. فذكراه.
وفي رواية معمر. قال : عن الزهري. عن أبي سلمة. فذكره «ولم يذكر سنانا» .
وفي رواية إبراهيم بن سعد. وابن أبي عتيق. قالا : عن الزهري. عن سنان بن أبي سنان. فذكره «ولم يذكر أبا سلمة» .

الفصل السادس : فيما سئل عنه - صلى الله عليه وسلم -
8928 - (م) ثوبان - رضي الله عنه - قال : «كنت قائماً عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فجاء حَبرٌ من أحبار اليهود ، فقال : السلام عليك يا محمد ، فدفعته دَفعةً كاد يُصرَع منها ، فقال : لم تدفعني ؟ فقلت : ألا تقول : يا رسولَ الله ؟ فقال اليهودي : إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله ، فقال -[380]- رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إن اسمي محمدٌ الذي سمّاني به أهلي ، فقال اليهوديُّ : جئت أسألك ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : أينفعك شيء إن حدَّثتك ؟ قال : أسمع بأُذني فنكتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بعودٍ معه ، فقال : سَلْ ، فقال اليهودي : أين يكون الناس يوم تُبَدَّل الأرض غير الأرض والسماوات ؟ فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : في الظلمة ، دون الجِسْر ، قال : فمن أولُ الناس إجازة ؟ قال : فقراء المهاجرين ، قال اليهوديُّ : فما تُحفتهم حين يَدْخُلون الجنة ؟ قال : زيادةُ كَبِد النون ، قال : فما غِذاؤهم على إثرِها ؟ قال : يُنحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها ، قال : فما شرابُهم ؟ قال : من عين تُسَمَّى سلسبيلاً ، قال : صدقت ، قال: وجئت أسألك عن شيء لا يعلمه أحد إلا نبيٌّ ، أو رجل أو رجلان ، قال : ينفعك إن حدَّثتك ؟ قال : أسمع بأُذنيَّ ، قال : جئت أسألك عن الولد ؟ ، قال : ماءُ الرجل أبيض ، وماءُ المرأة أصفر ، فإذا اجتمعا ، فعلا مَنيُّ الرجل مَنيَّ المرأة أذكرا بإذن الله ، وإذا علا منيُّ المرأة منيَّ الرجل آنثا بإِذن الله ، قال اليهوديُّ : لقد صدقت ، وإنك لنبيٌّ ، ثم انصرف فذهب ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : لقد سألني هذا عن الذي سأَلني عنه ، وما لي علم بشيء منه ، حتى آتاني الله عز وجل به» .
وفي رواية مثله ، غير أنه قال : «كنت قاعداً عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» -[381]- وقال : «زائدةُ كَبِد النون» ، وقال : «أذكر وآنث» ، ولم يقل : «أذكرا وآنثا» أخرجه مسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تُحفتهم) التحفة : ما تعطيه غيرك من البرِّ والإحسان والهدية .
(النون) : الحوت ، وجمعه نينان .
(أذْكرتِ المرأةُ) : إذا ولدت ذَكَراً ، وآنَثَت : إذا وَلَدَتْ أنثى .
__________
(1) رقم (315) في الحيض ، باب بيان صفة مني الرجل والمرأة وأن الولد مخلوق من مائهما .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم (1/173) قال : حدثني الحسن بن علي الحلواني. قال : حدثنا أبو توبة «وهو الربيع بن نافع» . وفي (1/174) قال : حدثنيه عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. قال : أخبرنا يحيى بن حسان. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (2106) عن محمود بن خالد. عن مروان بن محمد.
ثلاثتهم - أبو توبة. ويحيى. ومروان - عن معاوية بن سلام. عن زيد - يعني أخاه - أنه سمع أبا سلام. قال : حدثني أبو أسماء الرحبي. فذكره.

8929 - (ت س) صفوان بن عسال (1) - رضي الله عنه - قال : قال بعض اليهود لصاحبه : «اذهب بنا إلى هذا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ، فقال صاحبه : لا تقل نبيٌّ ، إنه لو سمعك كان له أربعة أعين ، فأتيا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فسألاه عن تِسع آيات بيِّنات ، فقال لهم : لا تشركوا بالله شيئاً ، ولا تَسْرِقوا ، ولا تَزْنوا ، ولا تَقْتُلوا النفس التي حرَّم الله إلا بالحق ، ولا تمشوا ببريءٍ إلى ذي سلطان ليقتله ، ولا تَسْحَروا ، ولا تأْكلوا الربا ، ولا تَقْذِفوا مُحْصَنَةً ، ولا تُوَلُّوا الأدبار يوم الزَّحف ، وعليكم خاصة اليهود : أن لا تَعدُوا في السبت ، فَقَبَّلا يده ورجله ، وقالا : نشهد أنك نبي ، فقال : ما يمنعكما أن تَتَّبِعاني ؟ قالا : إن داود دعا ربَّه أن لا يزالَ من ذريته نبيٌّ ، وإنا نخاف إن اتَّبعناك أن تقتلنا اليهود» -[382]- أخرجه الترمذي والنسائي (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الزحف) : القتال ، والمراد به : الجهاد في سبيل الله .
__________
(1) في المطبوع : صفوان بن عباد وهو تحريف .
(2) رواه الترمذي رقم (2733) في الاستئذان ، باب ما جاء في قبلة اليد والرجل ، والنسائي 7 / 111 في تحريم الدم ، باب السحر ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 240 ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال ، قال : وفي الباب عن يزيد بن الأسود ، وابن عمر ، وكعب بن مالك .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/239) قال : حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثناه يزيد. وفي (4/240) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وابن ماجة (3705) قال : حدثنا أبو بكر. قال : حدثنا عبد الله بن إدريس. وغندر. وأبو أسامة. والترمذي (2733) قال : حدثنا أبو كريب. قال : حدثنا عبد الله بن إدريس. وأبو أسامة. وفي (3144) قال : حدثنا محمود بن غيلان. قال : حدثنا أبو داود. ويزيد بن هارون. وأبو الوليد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (4951) عن أبي كريب. وأبي قدامة. كلاهما عن ابن إدريس. (ح) وعن أبي كريب. عن ابن إدريس.
سبعتهم - محمد بن جعفر «غندر» . ويزيد. ويحيى. وابن إدريس. وأبو أسامة. وأبو داود. وأبو الوليد - عن شعبة. قال : حدثني عمرو بن مرة. عن عبد الله بن سلمة. فذكره.
(*) رواية ابن ماجة مختصرة على : «أن قوما من اليهود قبلوا يد النبي -صلى الله عليه وسلم- ورجليه» .

8930 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «بلغ عبد الله بن سَلام مقدمُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- المدينة - قال : وفي رواية : وهو في أرض يَخْترِف - فأتاه وقال : إني سائلك عن ثلاثٍ لا يعلمهن إلا نبيٌّ : ما أولُ أشراط الساعة ؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة ؟ ومن أيِّ شيء يَنْزِع الولد إلى أبيه ؟ ومن أي شيء ينزع إلى أخواله ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : خبَّرني بهنّ آنفاً جبريل ، قال : فقال عبد الله : ذاك عدوّ اليهود من الملائكة - زاد في رواية : فقرأ هذه الآية {مَنْ كان عَدُواً لجبريلَ فإنه نَزَّله على قلبك} [البقرة : 97]-
فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أما أولُ أشراط الساعة : فنارٌ تَحْشُرُ الناسَ من المشرق إلى المغرب ، وأما أولُ طعام يأْكله أهل الجنة فزيادة كَبِد حُوت ، وأما الشَّبَه في الولد : فإن الرجل إذا غَشِيَ المرأة ، فسبَقها ماؤه كان الشبه له ، وإذا سبقت كان الشبه لها ، قال : أشهد أنك رسولُ الله ، ثم قال : يا رسول الله -[383]- إن اليهودَ قومٌ بُهْت ، فإن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم بَهَتوني عندك ، فجاءت اليهود ، ودخل عبدُ الله البيتَ ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أيُّ رجل فيكم عبد الله بن سلام ؟ قالوا : أعلمُنا ، وابنُ أعْلمنا ، وأخيرنا وابن أخيرنا ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أفرأيتم إن أسلَمَ عبد الله ؟ قالوا : أعاذه الله من ذلك - زاد في رواية : فأعاد عليهم ، فقالوا : مثل ذلك - قال : فخرج عبدُ الله إليهم ، فقال : أشهد أن لا إِله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله ، فقالوا : شرُّنا وابن شرِّنا ، ووقعوا فيه» زاد في رواية : قال - يعني ابنَ سلام - «هذا الذي كنت أخافه يا رسولَ الله» أخرجه البخاري (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الاختراف) : جني الثمار من الشجر .
(الأشراط) : العلامات ، وأشراط الساعة : العلامات التي تتقدَّمُها ، مثل خروج الدجال ، وطلوع الشمس من المغرب .
(يَنْزِعُ الولد) إلى أبيه أو إلى أُمِّه : إذا جاء يشبه أحدهما .
(قوم بُهْت) بَهَتَ فلان فلاناً : إذا كذب عليه ، فهو باهت ، وقوم بُهت .
__________
(1) 6 / 261 في الأنبياء ، باب خلق آدم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/108) قال : حدثنا ابن أبي عدي. وفي (3/189) قال : حدثنا إسماعيل. وعبد بن حميد (1389) قال : أخبرنا يزيد بن هارون. والبخاري (4/160) قال : حدثنا محمد بن سلام. قال : أخبرنا الفزاري «مروان» . وفي (5/88) قال : حدثني حامد بن عمر. عن بشر بن المفضل. وفي (6/23) قال : حدثنا عبد الله بن منير. سمع عبد الله بن بكر. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (604) عن إسماعيل بن مسعود. عن بشر بن المفضل. وفي «فضائل الصحابة» (150) قال : أخبرنا محمد بن المثنى. قال : حدثنا خالد «ابن الحارث» .
سبعتهم - ابن أبي عدي. وإسماعيل. ويزيد. والفزاري. وبشر. وابن بكر. وخالد - عن حميد الطويل.فذكره.
* أخرجه أحمد (3/271) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا حماد. قال : أخبرنا ثابت. وحميد. فذكراه

الفصل السابع : في معجزات متفرقة
8931 - (م) عبادة بن الوليد [بن عبادة بن الصامت] رحمه الله هذا حديث عبادة بن الوليد عن أبي اليَسَر وجابر : قد مَرّ أوّلُه في «كتاب الدَّين والقَرْض» ، من حرف الدال ، وبعضه في «كتاب فضيلة المسجد» ، وبعضه في «كتاب السّبّ واللعن» ، وبعضه في «كتاب الصلاة» ، لأن كل واحدٍ من أحاديثه حديث منفرد مستقل بنفسه ، وقد جاءت في بعض الصحاح متفرقة ، قد ذكرناها كذلك وسردها مسلم حديثاً واحداً ، وأوردها الحميديُّ في مسند أبي اليَسَر ، وكان معظم معاني الحديث يتضمن ذكر المعجزات ، فأوردناه بطوله في هذا الباب ، لئلا يخلو الكتاب من ذكر الحديث مسروداً على حالته ، وإن كان قد جاء مفرقاً في أبوابه .
قال عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت : «خرجتُ أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحي من الأنصار قبل أن يَهْلِكوا ، فكان أولُ من لقينا أبا اليَسَر صاحبَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-. ومعه غلام له ، معه ضِمَامة من صُحف ، وعلى أبي اليَسر بُرْدة ومَعافِرِيّ ، وعلى غلامه بردة ومعافريّ ، فقال له أبي : يا عَمّ ، إني -[385]- أرى في وجهك سَفْعَةً من غَضَب ، قال : أجل ، كان لي على فلان بن فلان الحَرَامي (1) مالٌ ، فأتيت أهْلَهُ ، فسلّمتُ ، فقلتُ : أثمَّ هو ؟ قالوا : لا ، فخرج عليَّ ابنٌ له جَفْر ، فقلت : أين أبوك ؟ قال : سَمِعَ صوتَك فدخل أريكةَ أُمي ، فقلت : اخرج إليَّ ، فقد علمتُ أين أنت ، فخرج ، فقلت : ما حملك على أن اختبأتَ مني ؟ فقال : أنا والله أُحَدِّثك ، ثم لا أكْذِبك ، خشيتُ والله أن أحدِّثكَ فأكذبك ، وأن أعِدَك فأُخْلِفَكَ ، وكنتُ صاحبَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وكنتُ والله مُعْسِراً ، قال : قلت : آلله ؟ قال : آلله ، قال : قلت : آلله ؟ قال : آلله ، [قال : قلت : آلله ؟ قال : آلله] ، قال: فأتَى بصحيفته ، فمحاها بيده ، وقال : فإن وجدت قضاءً فاقضني ، وإلا فأنت في حِلٍّ ، فأشهدُ بَصَرُ عينيَّ هاتين - ووضع إصبعيه على عينيه - وسَمْعُ أذنيَّ هاتين ، ووعاه قلبي هذا - وأشار إلى نياط قلبه - رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-. وهو يقول : من أنظر معسراً أو وضع عنه ، أظلَّه الله في ظله . قال : فقلت له أنا : يا عَمِّ ، لو أنك أخذتَ بُردةَ غلامك وأعطيتَه مَعافِريَّكَ ، وأخذتَ معافريَّه وأعطيتَه بردتَكَ ، فكانت عليك حُلَّةٌ ، وعليه حُلَّةٌ ؟ فمسح رأسي ، وقال : اللهم بارك فيه ، يا ابن أخي ، بَصَرُ عَيْنَيَّ هاتين ، وسَمْعُ أذنيَّ هاتين ، ووعاه قلبي هذا - وأشار إلى -[386]- نياطِ قلبه - رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يقول : أطعموهم مما تأكلون ، وأَلبِسوهم مما تَلْبَسون ، وكان أنْ أُعطيتُه من متاع الدنيا أهوَنَ عليَّ من أن يأخذ من حسناتي يوم القيامة . ثم مضينا حتى أتينا جابر بن عبد الله في مسجده وهو يصلِّي في ثوب واحد مشتملاً [به] ، فتخطَّيتُ القومَ ، حتى جلستُ بينه وبين القبلة ، فقلت : يرحمك الله ، أتُصَلِّي في ثوب واحد ، ورداؤك إلى جنبك ؟ قال : فقال بيده في صدري هكذا - وفرّق بين أصابعه وقَوسَّها - وقال : أردتُ أن يَدْخُلَ عليَّ الأحمق مثلُك ، فيراني كيف أصنع ، فيصنع مثله ، أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في مسجدنا هذا وفي يده عُرْجونُ ابنِ طاب ، فرأى في قِبلة المسجد نُخامةً ، فَحَكَّها بالعرجون ، ثم أقبل علينا ، فقال : أيُّكم يُحب أن يُعْرِض الله عنه ؟ قال : فجشِعنا (2) ، ثم قال : أيُّكم يحب أن يُعْرِض الله عنه ؟ قلنا : لا أَيُّنَا يا رسولَ الله ، قال : فإن أحدَكم إذا قام يصلي فإن الله تبارك وتعالى قِبَلَ وجهه ، فلا يَبْصُقَنَّ قِبَلَ وجهه ، ولا عن يمينه ، وليَبْصُق عن يساره ، تحت رِجْله اليسرى ، فإن عَجِلَتْ به بادرة فليَقُلْ بثوبه هكذا - ثم طوى ثوبه بعضه على بعض - فقال : أروني عَبيراً ، فقام فتى من الحيِّ يشتد إلى أهله ، فجاء بِخَلُوق في راحته ، فأخذه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فجعله على رأس العرجون -[387]- ثم لَطَخ به على أثر النُخامة ، فقال جابر : فمن أجل ذلك جعلتم الخَلوق في مساجدكم .
سِرنَا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في غزوة بَطْنِ بُواط ، وهو يطلب المجْدِيَّ بن عمرو الجُهنيَّ ، وكان الناضحُ يعتقبه منا الخمسة ، والستة ، والسبعة ، فدارت عُقْبة رجل من الأنصار على ناضح له ، فأناخه فركبه ، ثم بعثه ، فتلدّن عليه بعضَ التلدُّن ، فقال له : شَأْ ، لَعَنَكَ الله ، فقال رسول الله : من هذا اللاعنُ بعيرَه ؟ قال : أنا يا رسول الله ، قال : انزِل عنه ، فلا تَصْحَبنا بملعون ، لا تَدْعوا على أنفسكم ، ولا تدعوا على أولادكم ، ولا تدعوا على أموالكم ، لا تُوافقوا من الله ساعةً يُسأل فيها عطاءً فيستجيب لكم .
سِرْنَا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حتى إذا كُنَّا عُشيشية ، ودنونا ماءً من مياه العرب ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : من رجل يتقدَّمُنا فيُمْدُرُ الحوضَ ، فَيَشرب ويَسقينا ؟ قال جابر : فقمت ، فقلت : هذا رجل يا رسول الله ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : أيُّ رجل مع جابر ؟ فقام جَبّار بن صَخر ، فانطلقنا إلى البئر ، فنزعنا في الحوض سَجْلاً أو سَجْلين ، ثم مَدَرناه ، ثم نزعنا فيه حتى أفْهَقْناه ، فكان أولَ طالعٍ علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال : أتأذنان ؟ قلنا : نعم يا رسولَ الله ، فأشرع ناقَتَه ، فَشَرِبَتْ ، شَنَقَ لها ، فَشَجَتْ ، فبالت ، ثم عَدَلَ بها فأناخها ، ثم جاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى الحوض فتوضأ منه ، ثم قمت فتوضأت من مُتَوَضّأِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فذهب جَبَّار بن صخر يقضي حاجتَه -[388]- فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ليصلِّيَ ، وكانت عليَّ بُردةٌ ، ذَهبتُ أن أخالفَ بين طَرَفيها فلم تبلغ لي ، وكانت لها ذباذب فَنكَستُها ، ثم خالفتُ بين طَرَفيها ، ثم تواقَصْتُ عليها ، ثم جئت حتى قمت عن يسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فأخذ بيدي فأدارَني حتى أقامني عن يمينه ، ثم جاء جبَّار بن صخر فتوضأ ، ثم جاء فقامَ عن يسار رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فأخذ [رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-] بأيدينا جميعاً ، فدفَعَنا حتى أقامنا خَلْفه ، فجعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَرمُقُني وأنا لا أشعر ، ثم فَطَنْتُ [به] فقال هكذا بيده - يعني : شُدَّ وسَطَكَ - فلما فرغ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : يا جابر ، قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : إِذا كان واسعاً فخَالِفْ بين طرفيه ، وإذا كان ضَيِّقاً فاشدُده على حَقوك .
سِرْنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وكان قُوتُ كلِّ رجل منَّا في كلّ يوم تمرةً فكان يَمُصُّهَا ، ثم يَصُرُّها في ثوبه ، وكُنَّا نَخْتَبِط بِقِسِيِّنا ونأكل ، حتى قرِحَت أشداقُنا فأُقْسِمُ : أُخطِئَها رجلٌ منا يوماً ، فانطلقنا به نَنْعَشُهُ ، فشهدنا له : أنه لم يُعْطَهَا ، فأُعطِيَها ، فقام فأخذها .
سِرْنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حتى نزلنا وادياً أفْيحَ ، فذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقضي حاجته ، فاتبَعْتُهُ بإِدَاوَةٍ من ماء ، فنظر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فلم يَرَ شيئاً يستتر به ، فإِذا شجرتان بشاطئ الوادي ، فانطلق رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى إحداهما ، فأخذ بغصن من أغصانها ، فقال : انقادِي عَلَيَّ بإذن الله ، فانقادت -[389]- معه كالبعير المخشوش الذي يُصانع قائده ، حتى أتى الشجرةَ الأخرى ، فأخذ بغصنٍ من أغصانها ، فقال : انقادي عليَّ بإذن الله ، فانقادتْ معه كذلك ، حتى إِذا كان بالْمَنْصَفِ مما بينهما لأمَ بينهما - يعني جمعَهما - فقال : التَئِما عليَّ بإذن الله ، فالتأمتا ، قال جابر : فخرجت أُحْضِرُ ، مخافَةَ أن يحِسّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بقُربي فيبتعدَ [وقال محمد بن عباد : فيتبعَّدَ] فجلست أحدِّث نفسي ، فحانت مني لَفْتة ، فإِذا أنا برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-[مُقبِلاً] وإذا الشجرتان قد افترقتا ، فقامت كل واحدة منهما على ساق ، فرأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وقف وقفة ، فقال برأسه هكذا - وأشار [أبو إسماعيل] الراوي برأسه يميناً وشمالاً - ثم أقبل ، فلما انتهى إليَّ قال : يا جابر ، هل رأيتَ مَقامي ؟ قلت : نعم يا رسول الله ، قال : فانطلِق إلى الشجرتين فاقطَعْ من كل واحدة منهما غُصْناً ، فأقبِل بهما ، حتى إذا قمتَ مقامي ، فأرسل غصناً عن يمينك ، وغُصناً عن يسارك ، قال جابر : فقمت فأخذت حجراً فكسرته ، وحَسَرْتُهُ فانْذَلَقَ لي ، فأتيتُ الشجرتين فقطعتُ من كلِّ واحدة منهما غُصْناً ، ثم أقبلتُ أجرُّهُما ، حتى قمتُ مقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أرسَلْتُ غُصناً عن يميني وغصناً عن يساري ، ثم لَحِقته ، فقلت : قد فعلتُ يا رسول الله فعَمَّ ذاك ؟ قال : إني مررت بقبرين يُعَذّبان ، فأحببتُ بشفاعتي أن يُرَفَّه عنهما ما دام الغصنان رَطْبين ، قال : فأتينا العسكر ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : يا جابر ، نادِ بِوَضوء ، فقلت : ألا وَضوء ؟ ألا وَضوء ؟ -[390]- ألا وَضوء ؟ قال : قلت: يا رسول الله ، ما وجدتُ في الرَّكْب من قَطْرة ، وكان رجل من الأنصار يُبَرِّد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- الماء في أشجابٍ له على حِمارة من جريد ، قال : فقال لي : انطلق إلى فلان [بن فلان] الأنصاري ، فانْظُر : هل في أشجابه من شيء ؟ قال : فانطلقتُ إِليه ، فنظرتُ فيها ، فلم أجد [فيها] إلا قَطْرةً في عَزْلاءِ شَجبٍ منها ، لو أني أُفرِغُه لَشَرِبَهُ يابِسُهُ ، فأتيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فقلت : يا رسول الله ، [إِني] لم أجد فيها إلا قطرةً في عَزْلاءِ شَجْبٍ منها لو أني أُفرِغه لَشَرِبه يابِسهُ ، قال : اذهب فائتِني به ، فأتيتُه به ، فأخذه بيده فجعل يتكلم بشيء لا أدري ما هو ، ويَغْمِزه بيديه ، ثم أعطانيه ، فقال : يا جابر نادِ بجَفْنَةٍ ، فقلت : يا جفنةَ الرَّكْب ، فأُتيتُ بها تُحْمَلُ ، فوضعتُها بين يديه فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بيده في الجفنة هكذا - فبسطها وفرَّق بين أصابعه - ثم وضعها في قَعْر الجَفْنَة ، وقال : خذ يا جابر ، فَصُبَّ عليَّ ، وقل : بسم الله ، فصببتُ عليه ، وقلت : بسم الله ، فرأيتُ الماءَ يَفُورُ من بين أصابع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فارتْ الجَفْنَةُ ودارت حتى امتلأت ، فقال : يا جابر ، نادِ : مَنْ كان له حاجة بماء ؟ قال : فأتى الناسُ ، فاستَقَوا حتى رَوُوا ، قال : فقلت : هل بقي أحد له حاجة ؟ فرفع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يده من الجَفْنَةِ وهي مَلأى ، وشكا الناسُ إلى رسولِ الله الجوعَ ، فقال : عسى الله أن يُطعمكم ، فأتينا سِيفَ البحر ، فزَخَر البحرُ زَخْرةً فألقى دابَّةً فأورَينا على شِقَّها النار ، -[391]- فاطَّبخنا واشتوينا ، وأكلنا حتى شبعنا ، قال جابر : فدخلتُ أنا وفلان وفلان - حتى عدّ خمسة - في حِجاج عينها ، ما يرانا أحد حتى خرجنا ، فأخذنا ضِلَعاً من أضلاعه فقوَّسناه ، ثم دَعَونا بأعظم رجل في الرَّكْب ، وأعظم جَمَلٍ في الرَّكْب ، وأعظم كِفْل في الرَّكْب ، فدخل تحته ، ما يُطأطئُ رأسَهُ» أخرجه مسلم (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ضمامة) الإضمامة من الكتب : الرزمة المجتمعة منها ، والذي جاء في مسلم «ضمامة» بغير ألف .
(المعافريُّ) : ثوب ينسب إلى معافر ، وهو موضع باليمن .
(السُفْعة) : تغيرُّ اللونِ من الغضب ، وأصله من سفَعَتْهُ النار : إذا غيَّرت لونَه .
(غلام جَفْر) أي : مشتدٌّ قويٌّ ، وأصله من أولاد المعز إذا أتى عليه أربعة أشهر وفصل عن أمه ، وأخذ في المرعى ، فهو جَفْر .
(أريكة) الأريكة : السرير المنضَّدُ عليه فرش ، ودونه ستر ، وقيل : كل ما اتَّكِئ عليه .
(نياط القلب) : هو العرق المعلَّق بالقلب . -[392]-
(الحُلَّة) : ثوبان من جنسٍ واحد .
(العُرجون) : العود الذي يكون فيه شماريخ عِذْق الرطب .
(عَذْق ابن طاب) : نوع من رطب المدينة .
(النُخامة) : البزقة التي تخرج من أقصى الحلق من مخرج الخاء المعجمة .
(الجشع) : الفَزَع والخوف ، هكذا روينا هذه اللفظة في كتاب مسلم وفي كتاب الحميديِّ بالجيم ، وقد ذكرها الحافظ أبو موسى الأصفهاني في كتابه في «تتمة الغربيين» بالخاء المعجمة من الخشوع ، وهو الاستكانة والخضوع .
(العبير) : طيب مخلوط ، وقيل : العبير عند العرب : الزعفران .
(الاشتداد) : العَدْو .
(الخَلوق) : طيب له لون أحمر أو أصفر.
(التعقُّب) : ركوب الرفقة على بعير ، واحداً بعد واحد ، أي يركب هذا عَقِب هذا ، والعُقبة : هي تلك الفعلة .
(فتلدَّن) تلدَّن البعير : إذا توقَّف في المشي وتمكَّث على راكبه .
(عُشيشية) : تصغير عَشِيَّة على غير قياس .
(مدرتُ الحوض) : لطخته بالطين تصلحه به وتسدُّ ثقبه .
(السَّجل) : الدَّلو العظيمة .
(نزعت الدلو) : جذبتُها واستقيت بها الماء من البئر .
(أفهقت الحوض) ملأته ، وأصفقته (4) : جمعت الماء فيه ، ومنه قولهم : -[393]- أصْفَقُوا على الأمر ، أي : اجتمعوا عليه .
(أشرع) ناقته : إذا أوردها الماء .
(شَنَق لبعيره) : جذب زمامه إليه بعد أن كان أرخاه .
(فشجَت) أي : قطعت الشرب ، ومنه شَجَجْتُ المفازة : قطعتُها بالسير هذا الذي فسره الحميديُّ في شرح كتابه «الجمع بين الصحيحين» والذي رواه الخطابيُّ في غريبه قال : «فأشرع ناقته فشربت ، وشنق لها ففشجت وبالت» وقال : معناه تفاجَّت ، وفَرَّقت ما بين رجليها لتبول ، والذي جاء في كتاب مسلم «فشجّت» كما رواه الحميديُّ بتشديد الجيم ، والله أعلم .
(ذباذب) الذباذب : كُلُّ ما يتعلَّق من الشيء فيتحرك ، والذَّبْذَبَةُ : حركة الشيء المعلَّق .
(تواقَصْتُ) عليها : أمسكتها بعنقي ، وهو أن يحني عليها رقبتَه .
(نختبط) الاختباط : ضرب الشجر بالعصا ليتناثر ورقُها .
(قَرِحت أشداقنا) : تجرَّحت من أكل الخَبَط .
(أُخْطِئَها) : يعني أنهم غَفَلوا عن رجل منهم ، فلم يعطوه التمرة التي تخصه نسياناً .
(ننعشه) : نشهد له ، كأنه قد عثر فانتعش ، فقام فأخذها لما أُعطيها .
(الأفيح) : الواسع . -[394]-
(البعير المخشوش) : الذي قد جعل في أنفه الخشاش ، وهو عُوَيد يجعل في أنفه ليكون أسرع لانقياده .
(المَنصف) : موضع النصف بين الشيئين .
(الإحضار) : العَدْو والسعي ، و (رويداً) على مَهَل .
(فانذلق) : صار له حَدٌّ يقطع به ، وذَلقُ كل شيء : حدُّه ، وأذلقتُ الشيء : إذا حددتَه .
(حَسَرته) : قطعته ، وهو من حَسَرْتُ الشعر : إذا أزلته من موضعه ، وحسرتُ الذراع : إذا كشفتها ، فكأنه كشف نواحي الحجر بالتقطيع ، لتنفلق له شظية من شظاياه يقطع بها غصن الشجرة .
(الأشجاب) : جمع شَجْب ، وهو ما أخلق من الأسقية وبَلي .
(حمارة) الحمارة : ثلاثة أعواد يشد بعض أطرافها إلى بعض ، ويخالَفُ بين أرجلها ، ويعلَّق عليها السقاء [ليبرد الماء] .
(العَزْلاء) : أحد عزالي المزادة ، وهو فمها الذي يخرج منه الماء .
(سِيف البحر) : ساحله وجانبه .
(زَخَر) البحرُ يَزْخَرُ : إذا هاج وارتفعت أمواجه .
(أورينا) : أوقدنا النار .
(حِجاج العين) : العظم المستدير حولها ، الذي مجموع العين فيه . -[395]-
(الركب) : جمع راكب ، والمراد به : الرّفقة كُلُّهم .
(الكفل) : العَجُز .
__________
(1) قال القاضي عياض : رواه الأكثرون بفتح الحاء وبالراء نسبة إلى بني حرام ، ورواه الطبري وغيره بالزاي المعجمة مع كسر الحاء ، ورواه ابن ماهان " الجذامي " بجيم مضمومة وذال معجمة .
(2) قال النووي : رواه الجمهور " خشعنا " بالخاء المعجمة من الخشوع ، وهو الخضوع والتذلل وغض البصر والسكون ، ورواه جماعة : فجشعنا ، وكلاهما صحيح .
(3) رقم (3006) و (3007) و (3008) و (3009) و (3010) و (3011) و (3012) و (3013) و (3014) في الزهد ، باب حديث جابر الطويل وقصة أبي اليسر .
(4) كما جاء في رواية : أصفقناه ، والمحفوظ : أفهقناه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم (8/231) قال : حدثنا هارون بن معروف. ومحمد بن عباد. وأبو داود (485 و634 و 1532) قال : حدثنا هشام بن عمار. وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي. ويحيى بن الفضل السجستاني.
خمستهم - هارون. وابن عباد. وهشام. وسليمان. والسجستاني - قالوا : حدثنا حاتم بن إسماعيل. عن يعقوب بن مجاهد أبي حزرة. عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت. فذكره.
* أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (187) قال : حدثنا محمد بن عباد. قال : حدثنا حاتم بن إسماعيل. وفي (738) قال : حدثنا إسحاق. قال : أخبرنا حنظلة بن عمرو الزرقي المدني.
كلاهما - حاتم. وحنظلة - عن يعقوب بن مجاهد أبي حزرة. عن عبادة بن الوليد. فذكره مختصرا على أوله «حديث أبي اليسر» .

8932 - (س) أبو سكينة – [رجل من المحرَّرين] عن رجلٍ من أصحاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «لما أمر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بحَفْر الخندق عرضَتْ لهم صخرة حالت بينهم وبين الحفر ، فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأخذ المِعوَلَ ، ووضع رداءه ناحية الخندق ، وقال : {وتَمّت كلمات ربك صدقاً وعدلاً لا مبدِّل لكلماته وهو السميع العليم} [الأنعام : 115] فندَرَ ثُلُثُ الحَجَرِ ، وسلمان الفارسي قائم ينظر ، فبرق مع ضربة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بَرْقَةٌ ، ثم ضرب الثانية ، وقال : {وتمت كلمات ربك صدقاً وعدلاً لا مبدِّل لكلماته وهو السميع العليم} فندَرَ الثلث الآخر ، فبرقت [بَرْقَةٌ] ، فرآها سلمان ، ثم ضرب الثالثة ، وقال : {وتمت كلمات ربك صدقاً وعدلاً لا مبدِّل لكلماته وهو السميع العليم} فندر الثلث الباقي ، وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فأخذ رداءه وجلس ، قال سلمان : يا رسول الله ، رأيتك حين ضربتَ ، ما تضربُ ضربةً إلا كانت معها برقةٌ قال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : يا سلمان ، رأيتَ ذلك ؟ قال : إِي ، والذي بعثك بالحق يا رسولَ الله ، قال : فإني حين ضربتُ الضربة الأولى : رُفِعَتْ لي مدائن كسرى وما حولها ، ومدائن كثيرة ، حتى رأيتُها بِعَينَيَّ ، فقال [له] : مَنْ حضره من أصحابه : يا رسولَ الله ، ادع الله أن يفتحها علينا ، ويُغَنِّمنا دِيَارَهم . -[396]- ويخربَ بأيدينا بلادهم ، قال : فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بذلك ، ثم ضربتُ الضربة الثانية ، فَرُفِعَتْ لِي مدائن قَيْصَر وما حولها ، حتى رأيتها بعينيَّ ، قالوا : يا رسولَ الله ، ادع الله أن يفتحها علينا ويغنِّمنا ديارهم ويخرب بأيدينا بلادهم ، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-[بذلك] ، ثم ضربت الثالثة فَرُفِعَتْ لِي مدائن الحبشة وما حولها من القُرَى ، حتى رأيتها بعينيّ ، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عند ذلك : دَعُوا الحبشةَ ما وَدَعُوكم ، واتركوا التُّرك ما تَركوكم» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 6 / 43 في الجهاد ، باب غزوة الترك والحبشة ، وروى أبو داود المرفوع منه رقم (4302) في الملاحم ، باب النهي عن تهييج الترك والحبشة ، ورواه أيضاً الطبراني في " الكبير " و" الأوسط " من حديث ابن مسعود ، وله شاهد عند الطبراني من حديث معاوية ، وبعضها يشهد لبعض فهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4302) قال : حدثنا عيسى بن محمد الرملي. والنسائي (6/43) قال : أخبرنا عيسى بن يونس.
كلاهما - عيسى بن محمد. وعيسى بن يونس - قالا : حدثنا ضمرة. عن أبي زرعة السيباني. عن أبي سكينة. رجل من المحررين. فذكره.
(*) رواية عيسى بن محمد مختصرة على : «دعوا الحبشة ما ودعوكم. واتركوا الترك ما تركوكم» .

8933 - (خ م ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : «انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بشقين ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : اشهدوا»
وفي أخرى : «ونحن معه ، فقال : اشهدوا ، اشهدوا» .
وفي أخرى قال : «بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بِمنى ، إذِ انْفَلَق القمر فِلْقتين : فِلْقةً وراء الجبل ، وفِلقةً دونه ، فقال لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : اشهدوا» أخرجه البخاري ومسلم .
وللبخاري قال : وقال مسروق عن عبد الله : «بمكة» وأخرج الترمذي -[397]- مثله (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 464 في الأنبياء ، باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه وسلم آية فأراهم انشقاق القمر ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب انشقاق القمر ، وفي تفسير سورة {اقتربت الساعة} ، ومسلم رقم (2800) في صفات المنافقين ، باب انشقاق القمر ، والترمذي رقم (3281) و (3283) في التفسير ، باب ومن سورة القمر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه الحميدي. وأحمد (1/377) (3583) . والبخاري (4/251) قال : حدثنا صدقة بن الفضل. وفي (6/178) قال : حدثنا علي بن عبد الله. ومسلم (8/132) قال : حدثنا عمرو الناقد. وزهير بن حرب. والترمذي (3287) قال : حدثنا ابن أبي عمر. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9336) عن عبيد الله بن سعيد. ثمانيتهم - الحميدي. وأحمد. وصدقة. وعلي بن عبد الله. وعمرو الناقد. وزهير. وابن أبي عمر. وعبيد الله - عن سفيان بن عيينة. قال : حدثنا ابن أبي نجيح. عن مجاهد.
2 - وأخرجه أحمد (1/447) (4270) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال: حدثنا شعبة. وفي (1/456) (4360) قال : حدثنا أبو معاوية. والبخاري (5/62) قال : حدثنا عبدان. عن أبي حمزة. وفي (5/62) قال : حدثنا عمر بن حفص. قال : حدثنا أبي. وفي (6/178) قال : حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى. عن شعبة. وسفيان. ومسلم (8/132) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وأبو كريب. وإسحاق بن إبراهيم. جميعا عن أبي معاوية (ح) وحدثنا عمر بن حفص بن غياث. قال : حدثنا أبي (ح) وحدثنا منجاب بن الحارث التميمي. قال : أخبرنا ابن مسهر. (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري. قال : حدثنا أبي. قال : حدثنا شعبة وفي (8/133) قال : حدثنيه بشر بن خالد. قال : أخبرنا محمد بن جعفر (ح) وحدثنا محمد بن بشار. قال : حدثنا ابن أبي عدي. كلاهما عن شعبة. والترمذي (3285) قال : حدثنا علي بن حجر. قال : أخبرنا علي بن مسهر. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9336) عن محمد بن عبد الأعلى. عن خالد بن الحارث. عن شعبة. ستتهم - شعبة. وأبو معاوية. وأبو حمزة. وحفص بن غياث. وسفيان. وعلي بن مسهر - عن سليمان الأعمش. عن إبراهيم.
كلاهما - مجاهد. وإبراهيم - عن أبي معمر. فذكره.

8934 - (م ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما – مثل حديث قبله قال : «انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فِلقتين ، فستر الجبلُ فلقة ، وكانت فِلْقَةٌ فوق الجبل ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : اللهم اشهد» . أخرجه مسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2801) في صفات المنافقين ، باب انشقاق القمر ، والترمذي رقم (3284) في التفسير ، باب ومن سورة القمر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم (8/133) قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ. قال : حدثنا أبي. (ح) وحدثنيه بشر بن خالد. قال : أخبرنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثنا محمد بن بشار. قال : حدثنا ابن أبي عدي. والترمذي (2182) و (3288) قال : حدثنا محمود بن غيلان. حدثنا أبو داود.
أربعتهم - معاذ. ومحمد بن جعفر. وابن أبي عدي. وأبو داود - عن شعبة. عن الأعمش. عن مجاهد. فذكره.
* وقع في النسخ المطبوعة من «خلق أفعال العباد» : حدثنا إبراهيم بن حمزة. قال : حدثنا ابن أبي حازم. عن يزيد. عن محمد. عن أبي سلمة. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. قال : قال لي النبي -صلى الله عليه وسلم-:
«اقرأ في سبع ولا تنثره» .
وصوابه «عبد الله بن عمر» .

8935 - (خ م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : «إن القمر انشق في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 8 / 474 في تفسير سورة {اقتربت الساعة} ، وفي الأنبياء ، باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه وسلم آية فأراهم انشقاق القمر ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب انشقاق القمر ، ومسلم رقم (2803) في صفات المنافقين ، باب انشقاق القمر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (4/251) قال : حدثني خلف بن خالد القرشي. وفي (5/62) قال : حدثنا عثمان بن صالح. وفي (6/178) قال: حدثنا يحيى بن بكير. ومسلم (8/133) قال : حدثنا موسى بن قريش التميمي. قال : حدثنا إسحاق بن بكر بن مضر.
أربعتهم - خلف. وعثمان. ويحيى. وإسحاق - قالوا : حدثنا بكر بن مضر. قال : حدثني جعفر بن ربيعة. عن عراك بن مالك. عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود. فذكره.

8936 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «أنَّ أهل مكة سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : أن يُرِيَهم آية ، فأراهم انشقاق القمر» .
وفي أخرى : «فأراهم القمر شِقَّتين» أَخرجه البخاري ومسلم .
وزاد الترمذي «فنزلت {اقتربت الساعة وانشق القمر} - إلى – {سِحْرٌ -[398]- مستمر} [القمر : 1 - 2] يقول : ذاهب» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 8 / 475 في تفسير سورة {اقتربت الساعة} ، وفي الأنبياء ، باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه وسلم آية فأراهم انشقاق القمر ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب انشقاق القمر ، ومسلم رقم (2802) في صفات المنافقين ، باب انشقاق القمر ، والترمذي رقم (3282) في التفسير ، باب ومن سورة القمر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/165) . وعبد بن حميد (1185) . ومسلم (8/133) قال : حدثنيه محمد بن رافع. والترمذي (3286) قال : حدثنا عبد بن حميد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (1334) عن إسحاق بن إبراهيم.
أربعتهم - أحمد. وعبد. وابن رافع. وإسحاق - عن عبد الرزاق.
* وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (1334) عن محمد بن عبد الأعلى. عن محمد بن ثور.
كلاهما - عبد الرزاق. وابن ثور - عن معمر.
2 - وأخرجه أحمد (3/207) . والبخاري (4/251) و (6/178) قال : حدثنا عبد الله بن محمد. ومسلم (8/133) قال : حدثني زهير بن حرب. وعبد بن حميد. أربعتهم - أحمد. وعبد الله. وزهير. وعبد - قالوا : حدثنا يونس بن محمد. قال : حدثنا شيبان.
3 - وأخرجه أحمد (3/220) قال : حدثنا عبد الوهاب. والبخاري (4/251) قال : وقال لي خليفة : حدثنا يزيد بن زريع. وفي (5/62) قال : حدثني عبد الله بن عبد الوهاب. قال : حدثنا بشر بن المفضل. ثلاثتهم - عبد الوهاب. ويزيد. وبشر - قالوا : حدثنا سعيد بن أبي عروبة.
4 - وأخرجه أحمد (3/275) قال : حدثنا أبو داود. وفيه (3/275) قال : حدثنا محمد بن جعفر. وحجاج. والبخاري (6/178) قال : حدثنا مسدد. قال : حدثنا يحيى. ومسلم (8/133) قال : حدثنا محمد بن المثنى. قال : حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (ح) وحدثنا ابن بشار. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومحمد بن جعفر. وأبو داود. وعبد الله بن أحمد (3/278) قال : حدثنا أبو عبد الله السلمي. قال : حدثني أبو داود. أربعتهم - أبو داود. وابن جعفر. وحجاج. ويحيى - عن شعبة.
أربعتهم - معمر. وشيبان. وسعيد. وشعبة - عن قتادة. فذكره.

8937 - (ت) جبير بن مطعم - رضي الله عنه - قال : «انشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فصار فرقتين ، فقالت قريش : سَحَرَ محمد أعيننا ، فقال بعضهم : لئن كان سَحرَنا ما يستطيع أن يسحرَ الناس كُلَّهم» . أخرجه الترمذي (1) .
وزاد رزين «فكانوا يتلقَّوْن الرُّكبان ، فيخبِرُونهم بأنَّهم قد رَأَوْهُ فيكذبونهم» .
__________
(1) رقم (3285) في التفسير ، باب وسورة القمر ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/81) . والترمذي (3289) قال : حدثنا عبد بن حميد. كلاهما - أحمد. وعبد - قالا : حدثنا محمد بن كثير. قال : حدثنا سليمان بن كثير عن حصين. عن محمد بن جبير بن مطعم. فذكره.

8938 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها – قالت : قلت للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- : «هل أتى عليك يومٌ كان أشدَّ مِنْ يوم أُحُد ؟ قال : لقد لَقِيتُ من قومك ، وكان أشَدَّ ما لقيتُ منهم يوم العقَبة ، إذ عَرَضتُ نفسي على ابن عبدِ يالِيل بن عبد كلال ، فلم يُجبني إلى ما أردتُ ، فانطلقت وأنا مهمومٌ على وجهي ، فلم أستفق إلا وأنا بقَرْن الثعالب ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابةٍ قد أظلَّتني ، فنظرت فإِذا فيها جبريل ، فناداني ، فقال : إِن الله قد سمع قولَ قومِكَ لك ، وما ردُّوا عليك ، وقد بعثَ إليك مَلَكَ الجبال لتأمر بما شئتَ فيهم ، فناداني مَلَكُ الجبال ، فسلَّم -[399]- عليَّ ، ثم قال : يا محمد ، إنَّ الله قد سمع قولَ قومِكَ لك ، وأنا مَلَكُ الجبال ، وقد بعثني ربُّكَ إليك لتأمرني بأمرك ، فما شئت ، إنْ شئتَ أطبقتُ عليهم الأخشبين ، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : بل أرجو أن يُخرِجَ الله من أصلابهم مَنْ يَعبد الله وحده لا يُشْرِكُ به شيئاً» أخرجه البخاري ومسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الأخشبان) : جبلا مكة المحيطان بها ، وكل جبلٍ عظيم فهو أخشب .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 224 و 225 في بدء الخلق ، باب ذكر الملائكة ، وفي التوحيد ، باب {وكان الله سميعاً بصيراً} ، ومسلم رقم (1795) في الجهاد ، باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (4/139) و (9/144) قال : حدثني عبد الله بن يوسف. ومسلم (5/181) قال : حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح. وحرملة بن يحيى. وعمرو بن سواد العامري. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (1/16700) عن أبي الطاهر.
أربعتهم - عبد الله بن يوسف. وأبو الطاهر. وحرملة بن يحيى. وعمرو بن سواد العامري - عن ابن وهب. قال : أخبرني يونس. عن ابن شهاب. قال : حدثني عروة بن الزبير. فذكره.

8939 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إن عفريتاً من الجن تفلَّت [عليَّ] البارحةَ ليقطع عليَّ صلاتي ، فأمكنني الله منه ، فذَعَتُّهُ ، فأردت أن أربِطَهُ بِسَارِيَةٍ من سواري المسجد ، حتى تصبحوا وتنظروا إليه كُلُّكم ، فذكرت قول أخي سليمان : {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلكاً لا ينبغي لأحد من بعدي} [ص : 35] فردَّه الله خاسِئاً» .
وفي رواية : «فأخذتُه» بدل «فذعَتُّه» أخرجه البخاري ومسلم (1) . -[400]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ذَعَتُّهُ) : خنقته ، والذعتُ : أشدُّ الخنق .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 461 في المساجد ، باب الأسير أو الغريم يربط في المسجد ، وفي العمل في الصلاة ، باب ما يجوز من العمل في الصلاة ، وفي بدء الخلق ، باب صفة إبليس وجنوده ، وفي الأنبياء ، باب قول الله تعالى : {ووهبنا لداود سليمان} ، وفي تفسير سورة ص ، ومسلم رقم (541) في المساجد ، باب جواز لعن الشيطان في أثناء الصلاة والتعوذ منه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :أخرجه أحمد (2/298) قال : حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (1/124) و (6/156) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أخبرنا روح ومحمد بن جعفر. وفي (2/81) و (4/151) قال : حدثنا محمود. قال : حدثنا شبابة. وفي (4/197) قال : حدثني محمد بن بشار. قال : حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (2/72) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم وإسحاق بن منصور. قالا : أخبرنا النضر بن شميل. (ح) وحدثنا محمد بن بشار. قال : حدثنا محمد- هو ابن جعفر. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا شبابة. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/14384) عن بندار. عن غندر.
أربعتهم - محمد بن جعفر غندر. وروح بن عبادة. وشبابة. والنضر بن شميل - عن شعبة. عن محمد بن زياد. فذكره.

8940 - (خ م د) أبو حميد الساعدي - رضي الله عنه - قال : «خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في غزوة تَبُوك ، فأتينا واديَ القُرى على حديقةٍ لامرأة ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : اخْرِصوها ، فخرصناها ، وخرصها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عَشَرة أوسُق ، وقال : أحْصِيها ، حتى نرجع إليكِ إن شاء الله ، وانطلقنا حتى قَدِمنا تبوكَ ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : سَتَهُبُّ عليكم الليلةَ ريحٌ شديدة ، فلا يَقُمْ فيها أحد منكم ، فمن كان له بعير فليشدَّ عِقاله ، فهبَّتْ ريح شديدة ، فقام رجل ، فحملَتْه الريح حتى ألقَتْهُ بجبلي طَيء ، وجاء رسولُ ابن العَلْماء صاحبِ أيْلة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بكتاب ، وأهدى له بغلة بيضاء ، فكتب إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، وأهدى له بُرداً ، ثم أقبلنا حتى قدمنا وادي القرى ، فسأل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المرأة عن حديقتها : كم بلغ ثمرها ؟ فقالت : عشرة أوسق ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إني مُسْرِعٌ ، فمن شاء منكم فليُسرع معي ، ومن شاء فليمكث ، فخرجنا حتى أشرفنا على المدينة ، فقال : هذه طابةٌ ، وهذا أُحُدٌ ، وهو جبل يحبنا ونحبه ، ثم قال : إنَّ خير دور الأنصار : دار بني النجار ، ثم دارُ بني عبد الأشهل ، ثم دار بني الحارث بن الخزرج ، ثم دار بني ساعدة ، وفي كل دور الأنصار خير ، فلحقنا سعد بن عُبادة ، فقال أبو أسيد : ألم تر أنَّ -[401]- رسول الله - صلى الله عليه وسلم- خَيَّر دور الأنصار ، فَجَعَلَنَا آخراً ، فأدرك سعدٌ رسولَ الله - صلى الله عليه
وسلم- فقال : يا رسولَ الله ، خَيَّرْتَ دور الأنصار ، فجعلتنا آخراً ؟ فقال : أو ليس بحَسبكم أن تكونوا من الخيار؟» أخرجه البخاري ومسلم .
وأخرج بعضه ، ولم يذكر فيه حديث الرِّيح ، وانتهى حديثه عند قوله : «إني مسرعٌ ، فمن شاء منكم فليسرعْ ، ومن شاء منكم فليمكث» إلا أنه قال : «إني مُتَعَجِّلٌ إلى المدينة ، فمن أراد منكم أن يتعجّل معي فليتعجّل» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اخرصوا) خَرْص النخل : حزر مقدار ثمرها .
(طابة) : اسم المدينة ، سماها به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وكذلك «طيبة» وهما من الطيب .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 272 و 273 في الزكاة ، باب خرص التمر ، ومسلم رقم (1392) في الفضائل ، باب في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبو داود رقم (3079) في الخراج والإمارة ، باب إحياء الموات .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/424) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا وهيب بن خالد.و الدارمي (2498) قال : أخبرنا عبد الله بن مسلمة. قال : حدثنا سليمان بن بلال. والبخاري (2/154) و (4/119) قال : حدثنا سهل بن بكار. قال : حدثنا وهيب. وفي (3/26) و (5/41) و (6/9) قال : حدثنا خالد بن مخلد. قال : حدثنا سليمان. ومسلم (4/123) و (7/61) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا عفان. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أخبرنا المغيرة بن سلمة. قالا : حدثنا وهيب. وأبو داود (3079) قال : حدثنا سهل بن بكار. قال : حدثنا وهيب بن خالد. وابن خزيمة (2314) قال : حدثنا محمد بن يحيى. قال : حدثنا عفان بن مسلم. قال : حدثنا وهيب.
كلاهما - وهيب بن خالد. وسليمان بن بلال - عن عمرو بن يحيى. عن عباس بن سهل. فذكره.
(*) والروايات مطولة ومختصرة. واللفظ لمسلم.

الكتاب الثاني من حرف النون : في النكاح ، وفيه أربعة أبواب
الباب الأول : في المقدِّمات ، وفيه أربعة فصول
الفصل الأول : في زواج رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وأزواجه رضي الله عنهن
عائشة
8941 - (خ م ت) عروة عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «أُريتكِ في المنام ثلاث ليال ، جاءني بكِ الملَكُ في سَرَقةٍ من حرير ، فيقول : هذه امرأتُكَ ، فأكشفُ عن وجهكِ ، فإذا أنتِ هي ، فأقول : إِن يَكُ من عند الله يُمضِهِ» وفي رواية : «أُرِيتُكِ في المنام مرتين..» وذكر نحوه . أخرجه البخاري ومسلم .
وفي رواية الترمذي : «أنَّ جبريلَ جاء بصورتها في خِرقة حريرٍ خضراءَ -[403]- إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقال : هذه زوجتُكَ في الدنيا والآخرة» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(السّرَقة) : واحدة السَّرق ، وهي الشُقَق البيض من الحرير خاصة .
__________
(1) رواه البخاري 7 / 175 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وقدومها المدينة وبنائه بها ، وفي النكاح ، باب نكاح الأبكار ، وباب النظر إلى المرأة قبل التزويج ، وفي التعبير ، باب كشف المرأة في المنام ، وباب ثياب الحرير في المنام ، ومسلم (2438) في فضائل الصحابة ، باب في فضل عائشة رضي الله عنها ، والترمذي رقم (3875) في المناقب ، باب من فضل عائشة رضي الله عنها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/41) قال : حدثنا ابن إدريس. وفي (6/128) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا وهيب. وفي (6/161) قال : حدثنا حماد بن أسامة.والبخاري (5/71) قال : حدثنا معلى. قال : حدثنا وهيب. وفي (7/6) و (9/46) . قال : حدثنا عبيد بن إسماعيل. قال : حدثنا أبوأسامة. وفي (7/18) قال : حدثنا مسدد. قال : حدثنا حماد بن زيد. وفي (9/46) قال : حدثنا محمد. قال : أخبرنا أبو معاوية. ومسلم (7/134) قال : حدثنا خلف بن هشام وأبو الربيع. جميعا عن حماد بن زيد. واللفظ لأبي الربيع. قال : حدثنا حماد. (ح) وحدثنا ابن نمير. قال : حدثنا ابن إدريس. (ح) وحدثنا أبو كريب. قال : حدثنا أبو أسامة.
خمستهم - عبد الله بن إدريس. ووهيب بن خالد. وأبو أسامة حماد بن أسامة. وحماد بن زيد. وأبو معاوية الضرير - عن هشام بن عروة. عن أبيه. فذكره.

8942 - (خ) عروة بن الزبير (1) - رضي الله عنهما - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- «خطب عائشة إلى أبي بكر ، فقال له أبو بكر : إنما أنا أخوك ، فقال : أنت أخي في دِين الله وكتابه ، وهي لي حلال» أخرجه البخاري هكذا مرسلاً (2) .
__________
(1) في المطبوع : عائشة وهو خطأ .
(2) 9 / 106 في النكاح ، باب تزويج الصغار من الكبار ، قال الحافظ في " الفتح " : قال الإسماعيلي : ليس في الرواية ما ترجم به الباب ، وصغر عائشة عن كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم معلوم من غير هذا الخبر ، ثم الخبر الذي أورده مرسل ، فإن كان يدخل مثل هذا في الصحيح ، فيلزمه في غيره من المراسيل ، قلت : - القائل ابن حجر - الجواب عن الأول يمكن أن يؤخذ من قول أبي بكر : إنما أنا أخوك ، فإن الغالب في بنت الأخ أن تكون أصغر من عمها وأيضاً فيكفي ما ذكر في مطابقة الحديث للترجمة ولو كان معلوماً من خارج ، وعن الثاني : أنه وإن كان صورة سياقه الإرسال فهو من رواية عروة في قصة وقعت لخالته عائشة وجده لأمه أبي بكر ، فالظاهر أنه حمل ذلك عن خالته عائشة ، أو عن أمه أسماء بنت أبي بكر ، وقال ابن عبد البر : إذا علم لقاء الراوي لمن أخبر عنه ولم يكن مدلساً ، حمل ذلك على سماعه ممن أخبر عنه ولو لم يأت بصيغة تدل على ذلك ، ومن أمثلة ذلك رواية مالك عن ابن شهاب عن عروة في قصة سالم مولى أبي حذيفة . قال ابن عبد البر : هذا يدخل في المسند للقاء عروة عائشة وغيرها من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، وللقائه سهلة زوج أبي حذيفة أيضاً ، وقال الحافظ : وأما الإلزام : فالجواب عنه أن -[404]- القصة المذكورة لا تشتمل على حكم متأصل فوقع فيها التساهل في صريح الاتصال ، فلا يلزم من ذلك إيراد جميع المراسيل في الكتاب الصحيح ، نعم الجمهور على أن السياق المذكور مرسل ، وقد صرح بذلك الدارقطني وأبو مسعود وأبو نعيم والحميدي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (ح 5081) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. قال : حدثنا الليث. عن يزيد. عن عراك. فذكره.
قلت : الحديث ظاهره الإرسال. انظر كلام الحافظ في «الفتح» على هذا الحديث.

8943 - (خ) عائشة - رضي الله عنها - قالت : «قلت : يا رسول الله أَرأيتَ لو نزلتَ وادياً فيه شجر قد أُكل منها ، ووجدتَ شجراً لم يؤكل منها ، في أَيِّها كنت تُرتِع بَعِيرَك ؟ قال : في التي لم يُرتَعْ منها» يعني : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- لم يتزوج بِكراً غيرها . أخرجه البخاري (1) .
وقد أخرج الحميديُّ هذه الأحاديث الثلاثة حديثاً واحداً في المتفق عليه بين البخاري ومسلم ، وكل واحد منها منفرد برأسه مستقل بمعناه ، ثم الثاني والثالث من أفراد البخاري .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الرتْع) : الاتِّساع في الخِصْب ، ورتَعَ البعير ، وأرتعه صاحبه : أرسله في المرعى ، واختاره له .
__________
(1) 9 / 104 في النكاح ، باب نكاح الأبكار .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (7/6) قال : حدثنا إسماعيل بن عبد الله. قال : حدثني أخي. عن هشام بن عروة. عن أبيه.فذكره.

8944 - (خ م د س) عائشة - رضي الله عنها - قالت : «تزوجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأنا بنت ست سنين ، فقدمنا المدينة ، فنزلنا في بني الحارث بن الخزرج ، فوُعِكْتُ ، فتمرَّق شعري ، فوفَّى جُمَيْمةً ، فأتتني أُمِّي - أُمُّ رومان - وإني لفي أُرجوحة ، ومعي صواحب لي ، فأتيتُها لا أدري ما تريد مني ؟ -[405]- فأخذتْ بيدي حتى أوقفتني على باب الدار ، وإني لأنْهَجُ ، حتى سَكَنَ بَعْضُ نَفَسي ، ثم أخذتْ شيئاً من ماءٍ فَمَسَحَتْ به وجهي ورأسي ، ثم أدخلتني الدار ، فإذا نِسوةٌ من الأنصار في البيت ، فَقُلْنَ : على الخير والبركة ، وعلى خير طائر ، فأسلمتْني إليهن ، فأصلحْنَ من شأني ، فلم يَرُعْنِي إلا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-[ضحى] ، فأسلمنني إليه ، وأنا يومئذ بنتُ تسع سنين» .
وفي رواية نحوه ، إلا أنَّ فيه «فأخذتْ بيدي ، فأوقَفَتْني على الباب ، فقلت : هَهْ ، هَهْ ، حتى ذهب نَفَسي» وفيه : «فغسلنَ رأسي ، وأصلحنني ، فلم يَرُعني إلا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فأسلمنني إليه» .
وفي أخرى «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- تزوجها وهي بنت ست سنين ، وأُدْخِلَتْ عليه وهي بنت تسع ، ومكثت عنده تسعاً» .
وفي أخرى «عن عروة» ولم يقل : «عن عائشة» مثله .
وفي أخرى عن عروة قال : «توفيت خديجةُ قبلَ مَخرَجِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة بثلاث سنين ، فلبث سنتين - أو قريباً من ذلك - ونكح عائشة وهي بنت ست سنين ، وبنى بها وهي بنت تسع سنين» .
وهذا أيضاً موقوف على عروة . أخرجه البخاري ومسلم .
ولمسلم عن عائشة : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- تزوجها وهي بنت سبع سنين ، -[406]- وَزُفَّتْ إليه وهي بنت تسع سنين ، ولُعَبُهَا معها ، ومات عنها وهي بنت ثماني عشرة» . وفي أخرى «تزوجها وهي بنت ست سنين ، وبنى بها وهي بنت تسع ، ومات عنها وهي بنت ثماني عشرة» .
وفي رواية أبي داود قالت : «تزوجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأنا ابنة سبع - زاد في رواية : أو ست - ودخل بي وأنا ابنة تسع» .
وفي أخرى له قالت : «لما قَدِمنا المدينةَ جاءني نسوة وأنا ألعب على أرجوحة ، وأنا مُجَمَّمةٌ ، فذهبن بي ، وهيّأنني وَصَنعْنَني ، ثم أتين بي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وأنا بنت تسع سنين» .
وفي رواية بهذا الحديث ، قالت : «وأنا على أُرجوحة ، ومعي صواحبي ، فأدخلنني بيتاً ، فإذا نسوة من الأنصار ، فقلن : على الخير والبركة» .
وفي أخرى قالت : «فَقَدِمنا المدينة ، فنزلنا في بني الحارث بن الخزرج فوالله إني لَعَلَى أُرْجُوحَة بين عَذْقين ، فجاءتني أُمِّي ، فأنزلتني ولي جُمَيْمة..» وساق الحديث .
وفي رواية النسائي قالت : «تزوج بي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وأنا بنت ست ، وبنى بي وأنا بنت تسع» .
وفي أخرى : «تزوجني لتسع سنين ، وصحبتُه تسعاً» . -[407]-
وفي أخرى : «تزوجها وهي بنت تسع ، ومات عنها وهي بنت ثماني عشرة» .
وفي أخرى : «تزوجني وأنا ابنة تسع سنين وأنا ألعب بالبنات» (1) .
وفي رواية ذكرها رزين نحواً من ذلك ، وفيه : «فلم أنشَبْ أن جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ودخل ، وذلك ضُحى ، ثم أُهدِي إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- لَبَنٌ ، فقال للنسوة : اشربنَ منه ، واسقين صاحبتكم - يعنيني - فقلن : ما نريد ، واستحيين ، فقال : لا تجمعن جُوعاً وكَذِباً ، اشرَبنْ منه ، فَشَرِبْنَ» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تمرَّق) الشعر ، وامَّرَقَ : سقط وانتشر من مرض أو عِلَّةٍ تَعرِض له .
(جُمَيْمة) تصغير الجُمَّة ، وجُمَّة الإنسان : مجمع شَعر ناصيته . -[408]-
(وفَى) : إذا كثر .
(هَهْ هَهْ) حكاية تتابع النفَسِ من التهيج ، وقيل : أرادت حكاية صوت البكاء .
(العَذق) بفتح العين : النخلة نفسها .
(مجمَّمة) لها جُمَّة ، كما يكون شعر الصغار .
__________
(1) رواه البخاري 7 / 175 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب تزويج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة ، وفي النكاح ، باب إنكاح الرجل ولده الصغار ، وباب تزويج الأب ابنته من الإمام ، وباب الدعاء للنساء اللاتي يهدين العروس وللعروس ، وباب من بنى بامرأة وهي بنت تسع سنين ، وباب البناء بالنهار بغير مركب ولا نيران ، ومسلم رقم (1422) في النكاح ، باب تزويج الأب البكر الصغيرة ، وأبو داود رقم (2121) في النكاح ، باب في تزويج الصغار ورقم (4933) و (4934) و (4935) و (4936) و (4937) في الأدب ، باب في الأرجوحة ، والنسائي 6 / 82 في النكاح ، باب إنكاح الرجل ابنته الصغيرة .
(2) رواه أحمد في " المسند " 6 / 438 و 452 و 453 و 458 من حديث أسماء بنت يزيد بن السكن مطولاً ومختصراً بإسنادين ، وابن ماجة مختصراً رقم (3298) في الأطعمة ، باب عرض الطعام ، وقواه المنذري في " الترغيب والترهيب " 4 / 29 ، و له شاهد عند الطبراني في " الصغير والكبير " ، فهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: 1 - أخرجه الحميدي (231) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (6/118) قال : حدثنا سليمان بن داود. قال: أخبرنا عبد الرحمن. وفي (6/280) قال : حدثنا حسن بن موسى. قال : حدثنا حماد بن سلمة. والدارمي (2266) قال :أخبرنا إسماعيل بن خليل. قال : أخبرنا علي بن مسهر. والبخاري (5/70) و (7/27 و 28) قال : حدثنا حدثني فروة بن أبي المعزاء.قال: حدثنا علي بن مسهر.وفي (7/22) قال : محمد بن يوسف. قال : حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا معلى بن أسد. قال : حدثنا وهيب. ومسلم (4/141 و 142) قال : حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال : حدثنا أبو أسامة (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : وجدت في كتابي : عن أبي أسامة. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا أبو معاوية (ح) وحدثنا ابن نمير. قال : حدثنا عبدة. هو ابن سليمان. وأبو داود (2121) قال: حدثنا سليمان بن حرب وأبو كامل. قالا : حدثنا حماد بن زيد. وفي (4933 و 4935) . قال : حدثنا مووسى بن إسماعيل. قال : حدثنا حماد. وفي (4933 و 4936) قال : حدثنا بشر بن خالد. قال: أخبرنا أبو أسامة. وفي (4934) قال : حدثنا إبراهيم بن سعيد. قال : حدثنا أبو أسامة. وابن ماجة (1876) قال : حدثنا سويد بن سعيد. قال : حدثنا علي بن مسهره. والنسائي (6/82) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أنبأنا أبو معاوية. (ح) وأخبرنا محمد بن النضر بن مساور. قال : حدثنا جعفر بن سليمان. وفي (6/131) قال : أخبرنا محمد بن آدم. عن عبدة. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (12/16677) عن محمد بن رافع. عن عبد الرزاق. عن معمر. جميعهم - سفيان بن عيينة.وعبد الرحمن بن أبي الزناد. وحماد بن سلمة. وعلي بن مسهر. وحماد بن أبو أسامة. وسفيان الثوري. ووهيب. وأبو معاوية. وعبدة بن سليمان. وحماد بن زيد. وجعفر بن سليمان. ومعمر - عن هشام بن عروة.
2 - وأخرجه مسلم (4/142) قال : حدثنا عبد بن حميد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/16677) عن محمد بن رافع.كلاهما - عبد بن حميد. ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر. عن الزهري.
كلاهما - هشام بن عروة. والزهري - عن عروة بن الزبير. فذكره.
* وأخرجه البخاري (5/71) قال : حدثني عبيد بن إسماعيل. قال : حدثنا أبو أسامة. عن هشام. عن أبيه. قال : توفيت خديجة قبل مخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة بثلاث سنين فلبث سنتين أو قريبا من ذلك. ونكح عائشة وهي بنت ست سنين ثم بنى بها وهي بنت تسع سنين. مرسل.
* وأخرجه البخاري (7/27) قال : حدثنا قبيصة بن عقبة. قال : حدثنا سفيان. عن هشام بن عروة. عن عروة. تزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- عائشة وهي ابنة ست. وبنى بها وهي ابنة تسع. ومكثت عنده تسعا. «مرسل» .

حفصة
8945 - (خ س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : «إنَّ عمر حين تَأيَّمَتْ حفصةُ من خُنَيْس بن حذافة السّهمي - وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قد شهد بدراً ، توفي بالمدينة - قال عمر : فلقيت عثمان بن عفان فعَرضتُ عليه حفصةَ ، فقلت : إن شئت أنكحتك حفصة ابنة عمر ، فقال : سأنظر في أمري ، فلبثت ليالي ، ثم لقيني ، فقال : قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا ، قال عمر : فلقيت أبا بكر الصديق ، فقلت : إن شئت أنكحتك حفصة ابنة عمر ، فصمَتَ أبو بكر ، فلم يَرْجِع إليَّ شيئاً ، فكنت أوجَدَ عليه مني على عثمان ، فلبِثْت لياليَ ، ثم خطبها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فأنكحتُها إياه ، فلقيني أبو بكر ، فقال : لعلّك وجدت عليّ حين عرضتَ عليَّ حفصة فلم أرجع إليك شيئاً ، قال : فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت عليَّ إلا أنني كنت علمت أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قد ذكرها ، فلم أكن لأُفْشِيَ سِرَّ -[409]- رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ولو تركَها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لَقَبِلْتُها» . يقال : انفرد معمر بقوله فيه : «إلا أني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يذكرها» وسائر الرواة يقول : «علمت» .
قال فيه الراوي عن معمر : حبيش - بالحاء المهملة والشين المعجمة والباء - وهو تصحيف ، وإنما هو بالخاء المعجمة والنون والسين المهملة .
واختصر البخاري رواية معمر ، احترازاً مما وقع للراوي فيه ، فقال : «إن عمر حين تأَيَّمت حفصةُ من ابن حذافة السهمي» ولم يسمّه ، وقطعه عند قوله : «قال عمر : فلقيت أبا بكر ، فقلت : إن شئت أنكحتك حفصة» لم يزد ، أخرجه البخاري والنسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تأيَّمت المرأة) : مات زوجها أو فارقها ، وقيل : الأيِّم : التي لا زوج لها تزوجت أو لم تتزوج ، والرجل أيضاً : أيِّم .
(الموجدة) : الغضب والغيظ .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 152 في النكاح ، باب عرض الإنسان ابنته أو أخته على أهل الخير ، وباب من قال : لا نكاح إلا بولي ، وباب تفسير ترك الخطبة ، وفي المغازي ، باب شهود الملائكة بدراً ، والنسائي 6 / 83 في النكاح ، باب إنكاح الرجل ابنته الكبيرة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/12) (74) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر. والبخاري (5/106) و (7/24) قال : حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب. وفي (7/17) قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال : حدثنا إبراهيم بن سعد. عن صالح بن كيسان. وفي (7/20) قال : حدثنا عبد الله بن محمد. قال : حدثنا هشام. قال : أخبرنا معمر. والنسائي (6/77) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أنبأنا عبد الرزاق. قال : أنبأنا معمر. وفي (6/83) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك. قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال : حدثنا أبي - عن صالح.
ثلاثتهم - معمر. وشعيب. وصالح - عن الزهري. عن سالم بن عبد الله بن عمر. عن أبيه. عن عمر. فذكره.

8946 - (د س) عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-[410]- طلّق حفصة ، ثم ارجعها» أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2283) في النكاح ، باب في المراجعة ، والنسائي 6 / 213 في الطلاق ، باب الرجعة ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه عبد بن حميد (43) قال : حدثني ابن أبي شيبة. قال : حدثنا يحيى بن آدم. والدارمي (2269) قال : حدثنا إسماعيل بن خليل وإسماعيل بن آبان. وأبو داود (2283) قال : حدثنا سهل بن محمد بن الزبير العسكري. وابن ماجة (2016) قال : حدثنا سويد بن سعيد وعبد الله بن عامر بن زرارة ومسروق بن المرزبان. والنسائي (6/213) قال : أخبرنا عبدة بن عبد الله. قال : أنبأنا يحيى بن آدم. (ح) وأنبأنا عمرو بن منصور. قال : حدثنا سهل بن محمد أبو سعيد.
سبعتهم - يحيى بن آدم. وإسماعيل بن خليل. وإسماعيل بن أبان. وسهل. وسويد. وعبد الله بن عامر. ومسروق - عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. عن صالح بن صالح بن حي. عن سلمة بن كهيل. عن سعيد بن جبير. عن ابن عباس. فذكره.

أم سلمة
8947 - (س) عمر بن أبي سلمة عن أم سلمة «لما انقضت عِدَّتها بعث إليها أبو بكر يخطبها ، فلم تزَوّجْه ، فبعث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عمر بن الخطاب يخطبها عليه ، فقالت : أخبِرْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أني امرأة غَيْرَى ، وأني امرأةٌ مُصْبِيَة ، ليس أحد من أوليائي شاهد ، فأتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فذكر ذلك له ، فقال : ارجع إليها ، وقل لها : أمَّا قولكِ : إني امرأة غَيْرَى ، فسأدعو الله عز وجل فَيُذْهِبُ غَيْرتَكِ ، وأما قولكِ : إني امرأة مصبية ، فَسَتُكْفَيْن صبيانكِ ، وأما قولك : ليس أحدٌ من أوليائي شاهد ، فليس أحد من أوليائكِ شاهد ولا غائب يَكْرَهُ ذلك ، فقالت لابنها : يا عمر ، قُمْ فزوّجْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فزوّجه» أخرجه النسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(امرأة غَيْرَى) : كثيرة الغيرة .
(امرأة مُصْبِية) : ذات صبيان وأولاد صغار .
__________
(1) 6 / 81 في النكاح ، باب إنكاح الابن أمه ، وهو حديث صحيح ، وانظر ما قاله الحافظ في " الإصابة " في ترجمة أم سلمة رضي الله عنها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/295) و (317) قال : حدثنا يزيد. وفي (6/313) قال : حدثنا عفان. والنسائي (6/81) قال : أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم. قال : حدثنا يزيد.
كلاهما - يزيد بن هارون. وعفان - قالا : حدثنا حماد بن سلمة. عن ثابت البناني. قال : حدثني ابن عمر بن أبي سلمة. عن أبيه. فذكره.
(*) وزاد عفان في رواية حديث لأبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد رضي الله عنه. وقد تقدم في مسنده حديث رقم (7093) .وفاتنا أن نذكر هذا الإسناد فيه.
* أخرجه أحمد (6/314) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا جعفر بن سليمان. عن ثابت. قال : حدثني عمر بن أبي سلمة. «وقال سليمان بن المغيرة : ابن عمر بن أبي سلمة» مرسل.

زينب بنت جحش
8948 - (م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «لما انقضت عدة زينبَ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لزيد : اذهب فاذكرْها عليَّ ، قال : فانطلق زيد حتى أتاها وهي تُخَمِّر عجينَها ، قال : فلما رأيتها عَظُمَتْ في صدري ، حتى ما أستطيع أن أنظر إليها : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ذكرها ، فولّيتُها ظهري ، ونكصْتُ على عَقِبي ، فقلت : يا زينب ، أرسلني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَذكُركِ قالت : ما أنا بِصانِعةٍ شيئاً حتى أُوامِرَ رَبِّي ، فقامت إلى مسجدها ، ونزل القرآن ، وجاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فدخل عليها بغير إذنٍ ، قال : فلقد رأيتُنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أطعَمَنا الخبزَ واللحم حين امتدَّ النهار ، فخرج الناس ، وبقي رجال يتحدَّثون في البيت بعد الطعام ، فخرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- واتَّبعتُه ، فجعل يَتَتَبَّعُ حُجَر نسائه ، ويُسلِّم عليهن ويَقُلْنَ : يا رسولَ الله ، كيف وجدتَ أهلك ؟ قال : فما أدري ، أنا أخبرته : أن القوم قد خرجوا ، أو غيري ، قال : فانطلق حتى دخل البيت ، فذهبت أدخل معه ، فألقَى السِّتْر بيني وبينه ، ونزل الحجاب ، قال : ووُعِظ القوم بما وُعِظُوا به» .
زاد في رواية «ذكر الآية {لا تدخلوا بيوت النبي} - إلى قوله - {لا يَسْتَحْي من الحق} [الأحزاب : 53]» .
[وفي رواية أبي كامل ، قال : سمعت أنساً يقول : «ما رأيت رسول الله -[412]- صلى الله عليه وسلم- أوْلَمَ على امرأةٍ ما أوْلَم على زينب ، فإنه ذبح شاة» أخرجه مسلم .
وقد أخرج هذا المعنى في ذكر الوليمة ، وتحدُّثِ القوم ، ونزولِ الآية : البخاري والترمذي والنسائي ، وقد تقدَّم ذكر ذلك في تفسير سورة الأحزاب من «كتاب تفسير القرآن» ، من حرف التاء ، ولم نثبت هاهنا إلا علامة مسلم ، حيث انفرد بالزيادة التي في أول الحديث ، وأضفنا إليه علامة النسائي ، فإنه أخرج الزيادة التي في أول الحديث .
وهذا لفظه ، قال : «لما انقضت عِدَّةُ زينبَ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لزيد : اذكرها عليَّ ، قال زيد : فانطلقت ، فقلت : يا زينبُ ، أبشري ، أرسلني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يذكرك ، فقالت : ما أنا بصانعة شيئاً حتى أُوامِرَ رَبِّي ، فقامت إلى مسجدها ، ونزل القرآن ، وجاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فدخل بغير إذْنٍ» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1428) في النكاح ، باب زواج زينب بنت جحش ونزول الحجاب وإثبات وليمة العرس ، والنسائي 6 / 79 في النكاح ، باب صلاة المرأة إذا خطبت واستخارتها ربها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/195) قال : حدثنا بهز. (ح) وحدثنا هاشم. وعبد بن حميد (1206) قال : حدثنا هاشم. ومسلم (4/148) قال : حدثنا محمد بن حاتم. قال : حدثنا بهز (ح) وحدثني محمد بن رافع. قال : حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم. والنسائي (6/79) . وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (410) قال : أخبرنا سويد بن نصر. قال : أنبأنا عبد الله. وفي الكبرى أيضا «تحفة - 410» عن عمرو بن محمد بن الحسن. عن أبيه.
أربعتهم - بهز. وهاشم. وعبد الله بن المبارك. ومحمد بن الحسن - عن سليمان بن المغيرة. عن ثابت. فذكره.
وأخرجه أحمد (3/246) . ومسلم (4/146) . قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
كلاهما - أحمد. وأبو بكر - قالا : حدثنا عفان. قال : حدثنا حماد بن سلمة. عن ثابت فذكره. مختصرا على قصة الوليمة. والحجاب.

أم حبيبة بنت أبي سفيان
8949 - (د س) حبيبة بنت أبي سفيان - رضي الله عنها - من حديثها «أنها كانت تحت عبد الله بن جَحْش ، فمات بأرض الحبشة ، فزوَّجها النجاشِيُّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وأمهرها عنه أربعة آلاف ، وبعث بها إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- مع شُرَحبيل بن حَسَنة» . -[413]-
وفي رواية «أنَّ النجاشيَّ زوَّجَ أُمَّ حبيبةَ بنت أبي سفيان من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- على صداقِ أربعةِ آلاف درهم ، وكتب بذلك إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فَقَبِلَ» أخرجه أبو داود .
وفي رواية له «أنها كانت تحت عبد الله بن جحش ، فهلك عنها - وكان فيمن خرج إلى أرض الحبشة - فزوَّجها النجاشيُّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وهي عندهم»
وفي رواية النسائي «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- تزوجها وهي بأرض الحبشة ، زوجها النجاشيُّ ، وأمهرها أربعة آلاف ، وجَهَّزَها من عنده ، وبعث بها مع شرحبيل بن حسنة ، ولم يبعث إليها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بشيء ، وكان مهورُ نسائه أربعمائة درهم» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مهرتُ) المرأة وأمهرتُها : إذا جعلت لها مَهراً وسقت إليها مهرها .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2107) و (2108) في النكاح ، باب الصداق ، والنسائي 6 / 119 في النكاح ، باب القسط في الأصدقة ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/427) قال : حدثنا إبراهيم بن إسحاق. قال : قال : حدثنا عبد الله بن المبارك. (ح) وعلي بن إسحاق. قال : أنبأنا عبد الله. وأبو داود (2186) قال : حدثنا محمد بن يحيى بن فارس. قال : حدثنا عبد الرزاق وفي (2107) قال : حدثنا حجاج بن أبي يعقوب الثقفي. قال : حدثنا معلى بن منصور. قال : حدثنا ابن المبارك والنسائي (6/119) قال : أخبرنا العباس بن محمد الدوري. قال : حدثنا علي بن الحسن بن شقيق. قال : أنبأنا عبد الله بن المبارك.
كلاهما - عبد الله بن المبارك. وعبد الرزاق - عن معمر. عن الزهري. عن عرة. فذكره.
أخرجه أبو داود (2108) قال : حدثنا محمد بن حاتم بن بذيع قال : حدثنا علي بن الحسن بن شقيق. عن ابن المبارك عن يونس. عن الزهري. فذكره.

صفيَّة رضي الله عنها
8950 - (خ م د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «قَدِمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- خيبر ، فَلَما فتح الله عليه الْحِصْنَ ذُكِرَ له جمالُ صفية بنتِ حُيَيِّ بن أخطَب ، وقد قُتِلَ زوجها ، وكانت عروساً ، فاصطفاها رسولُ الله -[414]- صلى الله عليه وسلم- لنفسه ، فخرج بها حتى بَلَغْنَا سَدَّ الرَّوحاء ، فبنَى بها ، ثم صنع حَيْساً في نِطَعٍ صغير ، ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : آذِنْ من حَولَكَ ، فكانت تلك وليمةَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- على صَفية ، ثم خرجنا إلى المدينة ، قال : فرأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يُحَوِّي لها وراءه بعَباءة ، ثم يَجْلِسُ عند بعيره فيضع ركبته ، فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب» .
وفي رواية «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلى الصبح [قريباً من خيبر] بغَلَس ، ثم ركب ، فقال : الله أكبر ، خَرِبَت خيبر ، إنا إذا نَزَلنا بساحةِ قومٍ فساء صباحُ المنذَرين ، فخرجوا يَسْعَون في السِّكك ، ويقولون : محمد والخميس - قال : والخميس : الجيش - فظهر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عليهم ، فقتل المقاتلة ، وسبى الذراريَّ ، فصارت صفية لدِحْية الكَلْبي ، وصارت لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ثم تزوجها ، وجعل عِتْقَهَا صداقَها ، فقال عبد العزيز لثابت : يا أبا محمد ، أنت سألت أنساً ما مَهَرَها ؟ قال : أمهرها نَفْسَها ، فتبسم» . زاد في رواية : «فحرك ثابت رأسه ، تصديقاً له» . أخرجه البخاري ومسلم .
وللبخاري قال : «سَبَى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- صفية ، فأعتقها وتزوجها ، فقال ثابت لأنس : ما أصدقها ؟ قال : نَفْسَها فأعتقها» .
وفي أخرى له : «أن صفية كانت في السبي ، فصارت إلى دِحية ، ثم -[415]- صارت إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي أخرى له : «أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أقام على صفية بنت حُيَيِّ بطريق خيبر ثلاثة أيام ، حتى أعْرَس بها ، وكانت فيمن ضُرِبَ عليها الحجاب» .
زاد في رواية : «فأصبنا من لحوم الْحُمُرِ ، فنادى منادي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- : إنَّ الله ورسولَه يَنْهيانِكم عن لحوم الحمر ، فإنها رِجْس» . ومنهم من قال : عنه «فإنها رجس ، أو نَجَس» وأن المنادي «كان أبو طلحة» .
وفي رواية لمسلم عن أنس : «كنتُ رِدف أبي طلحة يوم خيبر ، وقَدَمي تَمَسّ قدم النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، قال : فأتينا حين بَزَغَتِ الشمس ، وقد أخرجوا مواشيهم ، وخرجوا بفؤوسهم ومكاتلهم ومرورهم ، فقالوا : هذا محمد والخميس ، قال : فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : خربت خيبر ، إنا إِذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذَرين ، وقال : وهَزَمَهم الله ، ووقعت في سهم دحية جاريةٌ جميلة ، فاشتراها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بسبعة أَرْؤُس ، ثم دفعها إلى أُمِّ سُلَيم تُصَنِّعُها وتُهيِّئُها ، قال : وأحسبه قال : وتعتدُّ في بيتها ، وهي صفية بنت حيي ، قال : فجعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وَليمتها التمر ، والأقِطَ والسمن ، فَحُصَت الأرض أفاحيصَ ، وجيء بالأنطاع ، فوضعت فيها ، وجيء بالأقِطِ والسمن ، فشبع الناس ، قال : وقال الناسُ : لا ندري : أتزوجها ، أم اتخذها أُمَّ ولد ؟ فقالوا : -[416]- إن حَجَبها فهي امرأته ، وإن لم يحجُبْها فهي أُمُّ ولد ، فلما أراد أن يركب حَجَبها ، فقعدت على عَجُز البعير ، فعرفوا أنه قد تزوجها ، فلما دَنَوْا من المدينة دفع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ودفعنا ، قال : فعثرتِ الناقة العَضباء ، ونَدَر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وندرت ، فقام فستَرها ، وقد أشرفت النساءُ ، فقلن : أبعدَ الله اليهودية ، قال : قلت : يا أبا حمزة ، أوقَع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ قال : إِي والله لقد وقع ، قال أنس : وشهدتُ وليمةَ زينبَ ، فأشبع الناسَ خبزاً ولحماً ، وكان يبعثني فأدعو الناس ، فلما فرغ قام وتبعتُه ، وتخلَّفَ رجلان أستأنس بهما الحديث لم يخرُجَا ، قال : فجعل يمرُّ على نسائه ، فيسلِّمُ على كل واحدةٍ منهن : سلامٌ عليكم ، كيف أنتم يا أهل البيت ؟ فيقولون : بخير يا رسولَ الله ، كيف وجَدْتَ أهلك ؟ فيقول : بخير ، فلما فرغ رجع ، ورجعت معه ، فلما بلغ الباب إذا هو بالرجلين قد استأنس بهما الحديث ، فلما رأياه قد رجع قاما فخرجا ، فوالله ما أدري : أنا أخبرته ، أم أُنزل عليه الوحي بأنهما قد خرجا ؟ فرجع ورجعتُ معه ، فلما وضع رجله في أُسْكُفَّة الباب أرخَى الحجاب بيني وبينه ، وأنزل الله عز وجل {لا تدخلوا بيوتَ النبيِّ إِلا أن يُؤذَن لكم ...} الآية [الأحزاب : 53]» .
وفي أخرى له قال : «صارت صفية لدحية في مَقْسَمِهِ ، وجعلوا يمدحونها عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، ويقولون : ما رأينا في السبي مثلها ، قال : فبعث -[417]- إلى دِحْية ، فأعطاه بها ما أراد ، ثم دفعها إلى أُمِّي ، فقال : أصلحيها ، ثم خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من خيبر ، حتى إِذا جعلها في ظهره نزل ، ثم ضرب عليها القُبَّةَ ، فلما [أصبح رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-] قال : مَن كان عنده فَضْلُ زادٍ فليَأتِنا به ، قال : فجعل الرجلُ يجيء بفضل التمر وفَضْل السَّويق ، حتى جعلوا من ذلك سواداً حَيْساً ، فجعلوا يأكلون من ذلك الحَيْس ، ويشربون من حياضٍ إلى جنبهم من ماءِ السماء ، قال : فقال أنس : فكانت تلك وليمةَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- عليها ، قال : فانطلقنا حتى إذا رأينا جُدُرَ المدينة هَشِشْنَا إليها ، فرفَعْنا مَطِيَّنَا ، ورفَع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مطيَّتَه ، قال : وصفيةُ خَلْفَه قد أردفها ، قال : فعثَرتْ مطِيَّةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فَصُرِعَ وصُرِعَتْ ، قال : فليس أحدٌ من الناس ينظر إليه ولا إِليها ، حتى قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فَسترها ، قال : فأتيناه ، فقال : لم نُضَرَّ ، قال : فدخلنا المدينة ، فخرج جواري نسائه يتراءَيْنَها ويَشْمَتْنَ بصَرْعتها» .
وأخرج أبو داود طرَفاً من ذلك ، قال : «صارت صفيةُ لدحيةَ الكلبي ثم صارت لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» . وفي رواية قال : «وقع في سهم دِحيةَ جاريةٌ جميلة ، فاشتراها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بسبعة أرْؤُس ، ثم دفعها إلى أُمِّ سُليم تُصنِّعُها وتُهيِّئُها - قال حماد : وأحسبه قال : وتعتدُّ في بيتها - وهي صفية بنت حُيَي» . -[418]- وأخرج النسائي الرواية الثانية من أفراد البخاري . وله في أخرى قال : «أقام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بين خيبر والمدينة ثلاثاً يَبْنِي بصفيةَ بنتِ حُيَيٍّ ، فدعوتُ المسلمين إلى وليمته ، فما كان فيها من خبز ولا لحم ، أمر بالأنطاع فأُلقِيَ عليها من التمرِ والأقِطِ والسَّمن ، فكانت وليمتَه ، فقال المسلمون: إحدى أمهات المؤمنين ، أو ما ملكت يمينه ؟ فقالوا : إن حجبها فهي من أمهات المؤمنين ، وإن لم يحجبْها فهي مما ملكت يمينه ، فلما ارتحل وطّأ لها خلفَه ، ومدّ الحجاب بينها وبين الناس» . وهذه الرواية قد أخرجها البخاري أيضاً ، وقد ذُكِرَت في «كتاب الطعام» من حرف الطاء (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحَوِيَّة) : كساء يعمل حول سَنام البعير ليركب عليه ، وكذلك إن عمل على كَفَله ليردف الراكب وراءه أحداً يركب عليه ليتمكن من الركوب . -[419]-
(بزغت الشمس) : طلعت .
(مكاتلهم) جمع مِكْتل ، وهو الزِّنبيل .
(فُحِصَت) الأرض : كُشفت ، وجعل فيها موضع ، ومنه مَفْحص القطاة .
(العضباء) : اسم ناقة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، ولم تكن عضباء ، فإن العَضَب شَق أذن الناقة ، ولم تكن مشقوقة الأذن .
(نَدَر) من ظهر الدابة : إذا سقط عنها بغتة .
(هَشِشْنا) للأمر : فرحنا به وسررنا برؤيته .
(فَصُرِعَ) صُرِعَ الرجل عن ظهر الدابة : إذا سقط عنها .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 404 و 405 في الصلاة ، باب ما يذكر في الفخذ ، وفي الأذان ، باب ما يحقن من الدماء ، وفي صلاة الخوف ، باب التكبير والغلس بالصبح ، وفي الجهاد ، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام والنبوة ، وباب التكبير عند الحرب ، وفي الأنبياء ، باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه وسلم آية فأراهم انشقاق القمر ، وفي المغازي ، باب غزوة خيبر ، ومسلم رقم (1365) في النكاح ، باب فضيلة إعتاقه أمة ثم يتزوجها ، وفي المغازي ، باب غزوة خيبر ، وأبو داود رقم (2996) و (2997) و (2998) في الخراج والإمارة ، باب ما جاء في سهم الصفي ، والنسائي 6 / 131 - 134 في النكاح ، باب البناء في السفر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/101 و 186) والبخاري (1/103) . وقال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم ومسلم (4/145) (5/2185) قال : حدثنا زهير بن حرب.
وأبو داود (2998) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم وفي (3009) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم وزياد بن أيوب والنسائي (6/131) .
قال : أخبرنا زياد بن أيوب. وفي الكبرى تحفة الأشراف (99) عن إسحاق بن إبراهيم. وابن خزيمة (351) قال : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم.
أربعتهم - أحمد. يعقوب وزهير. وزياد- عن إسماعيل بن إبراهيم بن ملكية.
2- أخرجه أبو داود (2998 و 3009) قال : حدثنا داود بن معاذ. قال : حدثنا عبد الوارث.
كلاهما - إسماعيل. وعبد الوراث - عن عبد العزيز بن صهيب. فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.

جويرية رضي الله عنها
8951 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت : «وقعت جُوَيرية بنت الحارث بن المصطلق في سَهْم ثابت بن قيس بن شَمَّاس - أو ابن عم [له]- فكاتبت على نفسها ، وكانت امرأةً مُلاَّحة ، لها في العين حظٌّ ، فجاءت تسأل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في كتابتها ، فلما قامت على الباب فرأيتُها كرِهت مكانها ، وعرفت أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- سيرى منها مثل الذي رأيت ،
فقالت : يا رسول الله ، أنا جويرية بنت الحارث ، وإنه كان من أمري ما لا يخفى عليك ، وإني وقعت في سهم ثابت بن قيس بن شمَّاس ، وإني كاتبت على نفسي ، وجئتك تعينني ، فقال -[420]- لها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : فهل لكِ إلى ما هو خير منه ؟ قالت : وما هو يا رسول الله ؟ قال : أؤدّي عنكِ كتابتكِ وأتزوَّجُك ، قالت : قد فعلت ، فلما تَسَامَعَ الناسُ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قد تزوج جويريةَ أرسلوا ما في أيديهم من السبي فأعتقوهم وقالوا : أصهارُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قالت : فما رأينا امرأةً كانت أعظمَ بركةً على قومها منها ، أُعتِقَ في سَبْيها أكثر من مائة أهل بيت من بني المصطلق» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مُلاَّحة) المُلاَّحة : بمعنى المليحة ، وهذا البناء للمبالغة في الملاحة .
(كتابتها) المكاتبة : أن يشتري العبد نفسه من مولاه ليؤدِّي ثمنَه إليه من كسبِه .
__________
(1) رقم (3931) في العتق ، باب في بيع المكاتب إذا فسخت الكتابة من حديث ابن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عائشة ، وإسناده صحيح ، فقد صرح ابن إسحاق بالتحديث عند ابن هشام 2 / 294 فقال : وحدثني محمد بن جعفر ، فانتفت شبهة تدليسه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/277) قال : حدثنا يعقوب. قال : حدثنا أبي. وأبو داود (3931) قال : حدثنا عبد العزيز بن يحيى أبو الأصبغ الحراني. قال : حدثني محمد. يعني ابن سلمة.
كلاهما - إبراهيم بن سعد والد يعقوب. ومحمد بن سلمة - عن ابن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير. فذكره.

ابنة الجَون
8952 - (خ س) عائشة - رضي الله عنها - قالت : «إِن ابنةَ الْجَوْنِ لما أُدخِلَت على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-[ودنا منها] قالت : أعوذ بالله منكَ ، فقال : لقد عُذْتِ بِعظيم ، الْحقي بأهلكِ» أخرجه البخاري . -[421]-
وفي رواية النسائي «أنَّ الكِلابية لما دَخَلَت على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-...» الحديث (1) .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 311 في الطلاق ، باب من طلق وهل يواجه الرجل امرأته بالطلاق ، والنسائي 6 / 150 في الطلاق ، باب مواجهة الرجل المرأة بالطلاق .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (7/53) قال : حدثنا الحميدي. وابن ماجه (2050) قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. والنسائي (6/150) قال : أخبرنا الحسين بن حريث.
ثلاثتهم - الحميدي. وعبد الرحمن بن إبراهيم. والحسين بن حريث - عن الوليد بن مسلم. قال : حدثنا الأوزاعي. قال : سألت الزهري : أي أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- استعاذت منه. قال : أخبرني عروة. فذكره.

8953 - (خ) أبو أسيد - رضي الله عنه - قال : «خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم- حتى انطلقنا إلى حائط يقال له : الشَّوْط ، حتى انتهينا إلى حائطين جلسنا بينهما ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : اجلسوا هاهنا ، ودخل ، وقد أُتِيَ بالْجَونِيَّة فأنزلت في بيتٍ في نخل ، في بيت [أميمة بنت النعمان بن شَراحيل] ومعها دايَتُها حاضِنَةٌ [لها] فلما دخل عليها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- قال : هَبي نفسكِ لي ، قالت : وهل تَهَب الملِكَةُ نَفسها للسُّوقَةِ ؟ فأهوى بيده يضع يده عليها لتَسْكُن ، فقالت : أعوذ باللهِ منك ، قال : لقد عُذتِ بمَعاذ ، ثم خرج علينا ، وقال : يا أبا أسيد اكْسها رَازِقِيَّيْنِ. وألْحِقها بأهلها» .
وفي رواية عن أبي أسيد ، وعن سهل بن سعد قالا : «تزوج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أُميمة بنت شراحيل ، فلما أُدخِلَتْ عليه بَسَطَ يده إليها ، فكأنَّها كَرِهَتْ ذلك ، فأمر أبا أُسَيْدٍ أن يجهِّزَها ويكسوَها ثوبَيْن رَازِقِيَّيْن» . أخرجه البخاري (1) .
-[422]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(السُّوقة) من الناس : العامَّة والرّعاع .
(رَازِقِيَّيْن) الثياب الرازقيَّة : ثياب من كتان .
__________
(1) 9 / 311 - 314 في الطلاق ، باب من طلق وهل يواجه الرجل امرأته بالطلاق .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/و 5/339) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير. والبخاري (7/53) قال : حدثنا عبد الله بن محمد. قال : حدثنا إبراهيم بن أبي الوزير.
كلاهما - محمد بن عبد الله بن الزبير. وإبراهيم بن أبي الوزير - قالا : حدثنا عبد الرحمن هو ابن الغسيل. عن حمزة بن أبي أسيد. عن أبيه. وعباس بن سهل. عن أبيه. فذكراه.
* أخرجه البخاري (7/53) قال : حدثنا أبو نعيم. قال : حدثنا عبد الرحمن بن غسيل. عن حمزة بن أبي أسيد. عن أبي أسيد. فذكره. ليس فيه سهل بن سعد.

8954 - (خ م) سهل بن سعد - رضي الله عنهما - قال : «ذُكر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- امرأةٌ من العرب ، فأمر أبا أُسَيْد أن يُرسل إِليها ، فأرسل إليها فقدِمَتْ فنزلت في أُجُم بني ساعدة ، فخرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حتى جاءها ، فدخل عليها ، فإذا امرأةٌ مُنَكِّسةٌ رأسَها ، فلما كلَّمها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قالت : أعوذ بالله منك ، فقال لها : قد أعذتكِ مني ، فقالوا لها : أتدرين من هذا ؟ قالت : لا ، قالوا : هذا رسول الله جاءك ليخطبَكِ ، قالت : أنا كنتُ أشقى من ذلك ، قال سهل : فأقبل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يومئذ حتى جلس في سَقيفة بني ساعدة هو وأصحابه ، ثم قال : اسقنا - لِسَهل- قال : فأخرجت لهم هذا القدح ، فأسقيتُهم فيه ، قال أبو حازم : فأخرج لنا سَهْلٌ ذلك القدح فشربنا فيه ، ثم استوهبه بعد ذلك عمر بن عبد العزيز ، فوهبه [له]» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الأُجم) : واحد الآجام ، وهي الحصون .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 314 في النكاح ، باب من طلق وهل يواجه الرجل امرأته بالطلاق ، ومسلم رقم (2007) في الأشربة ، باب إباحة النبيذ الذي لم يشتد ولم يصر مسكراً .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (7/147) . مسلم (6/103) قال : حدثني محمد بن سهل التميمي. أبو بكر بن إسحاق.
ثلاتثهم - البخاري، ومحمد بن سهل، أبو بكر بن إسحاق - عن سعيد بن أبي مريم، قال : أخبرنا محمد، وهو ابن مطرف أبو غسان، قال : أخبرني أبو حازم، فذكره.

أحاديث متفرقة
8955 - (س) أم شريك - رضي الله عنها - «أنها كانت ممن وهبت نفسها للنبي - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) كذا في الأصل والمطبوع : أخرجه النسائي ، ولم نجده في " المجتبى من سنن النسائي " ، ولعله في " الكبرى " قال الحافظ في " الفتح " 8 / 404 ومن طريق الشعبي قال : من الواهبات أم شريك ، قال : وأخرجه النسائي من طريق عروة ، وقال السيوطي في " الدر المنثور " : وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن عروة رضي الله عنه قال : كنا نتحدث أن أم شريك رضي الله عنها كانت ممن وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/462) والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (13/18331) عن محمد بن عبد الله المخرمي.
كلاهما - أحمد، ومحمد بن عبد الله، عن يونس بن محمد، عن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة عن أبيه، فذكره.

8956 - (خ س) ثابت البناني - رحمه الله - قال : كنت عند أنس وعنده بنتٌ له ، فقال أنس : «جاءت امرأةٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- تعرِضُ عليه نَفْسَها ، فقالت : يا رسولَ الله ، أَلَكَ بِي حاجة ؟ فقالت بنت أنس : ما أقلَّ حياءها ، واسَوأتاه ، واسوأتاه ، فقال أنس : هي خير منكِ ، رغِبَتْ في النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فعَرَضت نفسها عليه» أخرجه البخاري والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 151 في النكاح ، باب عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح ، وفي الأدب ، باب ما يستحى من الحق للتفقه في الدين ، والنسائي 6 / 78 و 79 في النكاح ، باب عرض المرأة على من ترضى .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/268) قال : حدثنا عفان. والبخاري (7/17) قال : حدثنا علي بن عبد الله. وفي (8/36) قال : حدثنا مسدد. وابن ماجه (2001) قال : حدثنا أبو بشر بكر بن خلف ومحمد بن بشار. والنسائي (6/78) قال : أخبرنا محمد بن المثنى. وفي (6/79) قال : أخبرنا محمد بن بشار. وفي الكبرى تحفة الأشراف (468) عن عمرو بن علي.
سبعتهم - عفان، وعلي، ومسدد، وأبو بشر، وابن بشار، وابن المثنى، وعمرو - عن مرحوم بن عبد العزيز، عن ثابت، فذكره.

8957 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : «إن أبا بكر جاء يستأذن على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فوجد الناس ببابه جلوساً ، لم يُؤذَنْ لهم ، فأُذِن له فدخل ، ثم أقبل عمر ، فاستأذن فأُذِن له ، فوجد رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-[424]- جالساً حَولَه نساؤه ، واجماً ساكتاً ، فقال أبو بكر : لأقولَنَّ شيئاً أُضحك به رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال : يا رسولَ الله ، لو رأيتَ بنتَ خارجة تسألني النفقة ، فَقُمْتُ إليها فوجََأتُ عنقها ؟ فَضَحِك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وقال : هُنَّ حولي كما ترى يسألنني النفقة ، فقام عمر إلى حفصة يَجَأُ عنقها ، وقام أبو بكر إلى عائشة يَجَأُ عنقها ، كلاهما يقول : تَسألْنَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ما ليس عنده ؟ فقلن : والله لا نسأل رسولَ الله أبداً شيئاً ليس عنده ، قال : ثم اعتزلهم شهراً ، أو تسعاً وعشرين ، ثم نزلت [عليه] هذه الآية {يا أيُّها النبيُّ قل لأزواجك} - حتى بلغ - {للمحسناتِ منكنَّ أجراً عظيماً} [الأحزاب : 28 ، 29] قال : فبدأ بعائشة ، فقال : يا عائشة ، إني أريدُ أَن أعْرِض عليكِ أمراً أُحِبُّ أن لا تَعْجَلي فيه حتى تستشيري أبويك ، قالت : وما هو يا رسولَ الله ؟ فتلا عليها الآية ، قالت : أفيك يا رسولَ الله أستشير أبويَّ ؟ بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة ، وأسألكَ أن لا تُخْبِرَ امرأةً مِنْ نسائك بالذي قلت ، قال: لا تسألُني امرأةٌ مِنْهُنَّ إلا أخبرتُها ، [إن الله] لم يبعثْني مُعْنِّتاً ولا مُتَعَنِّتاً ولكن بعثني مُعَلِّماً مُيَسِّراً» أخرجه مسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الواجم) : المطرِق الساكت ، كأنه مفكُر . -[425]-
(وجأتُ) عنق فلان : إذا دُسْتَها برجلك ونحو ذلك .
__________
(1) رقم (1478) في الطلاق ، باب بيان أن تخيير امرأته لا يكون طلاق إلا بالنية .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/328) قال : حدثنا عبد الملك بن عمرو، أبو عامر. وفي (3/328) قال : حدثنا روح. ومسلم (4/187) قال : حدثنا زهير بن حرب، قال : حدثنا روح بن عبادة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2710) عن سليمان بن عبيد الله الغيلاني، عن أبي عامر العقدي.
كلاهما - أبو عامر العقدي، وروح - قالا : حدثنا زكريا بن إسحاق.
2- وأخرجه أحمد (3/342) قال : حدثنا حسن، قال : حدثنا ابن لهيعة.
كلاهما - زكريا، ابن لهيعة - قالا : حدثنا أبو الزبير، فذكره.

8958 - (خ م ت س) أبو سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة - رضي الله عنها - أخبرته : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «جاءها حين أمره الله أن يُخَيِّر أزواجه ، قالت : فبدأ بي ، فقال : إني ذاكرٌ لكِ أمراً ، فلا عليكِِ أن تستعجلي حتى تَسْتأمري أبويك ، وقد علم أن أبويَّ لم يكونا يأمراني بفراقه ، قالت : ثم قال : إن الله قال : {يا أيُّها النبيُّ قل لأزواجك} - إلى تمام الآيتين ، فقلت له : ففي هذا أستأمر أبويَّ ؟ فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة» .
زاد في رواية «ثم فعل أزواج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- مثل ما فعلت» .
أخرجه البخاري ومسلم والترمذي . وزاد النسائي : «ولم يكن ذلك - حين قاله لهن رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- واخترنه - طلاقاً ، من أجل أنهن اخترنه» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 8 / 399 في تفسير سورة الأحزاب ، باب {يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحاً جميلاً} ، ومسلم رقم (1475) في الطلاق ، باب بيان تخيير امرأته لا يكون طلاق إلا بالنية ، والترمذي رقم (3202) في التفسير ، باب ومن سورة الأحزاب ، والنسائي 6 / 159 و 160 في الطلاق ، باب التوقيت في الخيار .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/77 و 152) قال : حدثنا يحيى بن إسحاق. قال : أخبرنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة. وفي (6/103) قال : حدثنا أبو سعيد. قال : حدثنا أبو عوانة، عن عمر. وفي (6/211) قال : حدثنا محمد بن بشر. قال : حدثنا محمد بن عمرو. وفي (6/248) قال : حدثنا عثمان. قال : أخبرنا يونس، عن الزهري. والبخاري (6/146) قال : حدثنا أبو اليمان. قال : أخبرنا شعيب، عن الزهري. ومسلم (4/185) قال : حدثني أبو الطاهر. قال : حدثنا ابن وهب. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى التجيبي. قال : أخبرنا عبد الله بن وهب.
قال : أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب. والترمذي (3204) قال : حدثنا عبد بن حميد. قال : حدثنا عثمان بن عمر، عن يونس بن يزيد، عن الزهري. والنسائي (6/55) قال : أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد النيسابوي. قال : حدثنا محمد بن موسى بن أعين. قال : حدثنا أبي، عن معمر، عن الزهري. وفي (6/159) قال : أخبرنا يونس بن عبد الأعلى. قال : حدثنا ابن وهب. قال : أنبأنا يونس بن يزيد وموسى بن علي، عن ابن شهاب.
ثلاثتهم - عمر بن أبي سلمة، ومحمد بن عمرو، وابن شهاب الزهري - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.
* واللفظ لمسلم.

الفصل الثاني : في الحث على النكاح والترغيب فيه
8959 - (خ م د ت س) علقمة بن قيس قال : «كنتُ أمشي مع عبد الله بن مسعود بمنى ، فلقيه عثمان ، فقام معه يحدِّثه ، فقال له عثمان : يا أبا عبد الرحمن ، أَلا نزوِّجك جاريةً شَابَّة ، لعلها تذكِّرك بعض ما مضى من زمانك ؟ قال : فقال عبد الله : لئن قلتَ ذلك لقد قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوجْ ، فإنه أَغَضُّ للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم ، فإنه له وِجَاء» .
وفي رواية نحوه ، وأوله : «يا معشر الشباب» أخرجه البخاري ومسلم .
وفي رواية الترمذي قال : «كُنَّا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- شباباً لا نجد شيئاً ، فقال لنا النبي - صلى الله عليه وسلم- : يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج ...» الحديث .
وفي رواية أبي داود ، قال : «إني لأمشي مع عبد الله بن مسعود بمنى ، إذ لقيه عثمان ، فاسْتَخْلاه ، فلما رأى عبدُ الله أن ليست له حاجة ، قال [لي] : تعال يا علقمة ، فجئتُ ، فقال له عثمان : ألا نزوجكَ يا أبا عبد الرحمن -[427]- جاريةً بِكراً لعله يرجع إليك من نفسك بعض ما كنت تعهد ؟ فقال : لئن قلتَ ذاك ...» وذكر الحديث وأخرج النسائي الرواية الأولى .
وله في أخرى قال : «خرجنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ونحن شباب ، فقال : يا معشر الشباب ، عليكم بالباءة ، فإنه أَغَضُّ للبصر ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم ، فإنه له وجاء» .
وله في أخرى قال : «إن ابن مسعود لقي عثمان بعرفات فخلا به ...» وذكر الحديث كما سبق أولاً. وفي أخرى نحوه ، وفيه : «من كان منكم ذا طَوْل فليتزوجْ ، فإنه أَغَضُّ للطرف وأحصن للفرج ، ومَنْ لا فالصوم له وِجاء» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الباءة) مهموزاً ممدوداً : الجماع ، وأصله : الموضع الذي يأوي إليه الإنسان ، وهو المباءة أيضاً .
(غضُّ البصر) : كفُّه عما لا يحل ، وحصانة الفرج : منعه عن الزنى . -[428]-
(الوِجاء) : نوع من الخصاء ، وهو أن تُرَضَّ عروق الأنثيين ، والمراد : أنه يقطع شهوة الجماع .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 106 في الصوم ، باب الصوم لمن خاف على نفسه العزوبة ، وفي النكاح ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " من استطاع منكم الباءة فليتزوج " ، وباب من لم يستطع الباءة فليصم ، ومسلم رقم (1400) في النكاح ، باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه ووجد مؤنة واشتغال من عجز عن المؤن بالصوم ، وأبو داود رقم (2046) في النكاح ، باب التحريض على النكاح ، والترمذي رقم (1081) في النكاح ، باب ما جاء في فضل التزويج والحث عليه ، والنسائي 4 / 169 في الصوم ، باب فضل الصيام ، و 6 / 56 و 57 في النكاح ، باب الحث على النكاح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (115) قال : حدثنا سفيان وأحمد (1/424) (4023) قال : حدثنا يعلى بن عبيد. وفي (1/425) (4035) قال : حدثنا ابن نمير. وفي (1/432) (4112) قال : حدثنا وكيع. والدارمي (2171) قال : أخبرنا يعلى. والبخاري (7/3) قال : حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال : حدثنا أبي. ومسلم (4/128) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا : حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال : حدثنا جرير. وفي (4/129) قال : حدثني عبد الله بن سعيد الأشج، قال : حدثنا وكيع. والترمذي (1081) قال : حدثنا محمود بن غيلان، قال : حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال : حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا الحسين بن علي الخلال، قال : حدثنا عبد الله بن نمير. والنسائي (4/169) قال : أخبرنا محمود بن غيلان، قال : حدثنا أبو أحمد، قال : حدثنا سفيان. وفي (4/170) قال : أخبرني هلال بن العلاء بن هلال، قال : حدثنا أبي، قال : حدثنا علي بن هاشم. وفي (6/57) قال : أخبرنا محمد بن العلاء، قال : حدثنا أبو معاوية.
تسعتهم - سفيان بن عيينة، ويعلى بن عبيد، وعبد الله بن نمير، ووكيع، وحفص بن غياث، وأبو معاوية، وجرير، وسفيان الثوري، وعلي بن هاشم - عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن عبد الرحمن بن يزيد، فذكره.
* صرح الأعمش بالسماع في رواية حفص بن غياث عنه، عند البخاري.

8960 - (د س) معقل بن يسار - رضي الله عنه - قال : جاء رجل إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال : «إِني أصَبْتُ امرأةً ذاتَ حَسَبٍ وجمال ، وإنها لا تَلِدُ ، أفأتزوجُها ؟ قال : لا ، ثم أتاه الثانية فنهاه ، ثم أتاه الثالثة فقال : تزوَّجوا الودود الولود ، فإني مكاثر بكم الأمم» أخرجه أبو داود والنسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الودود) : المرأة الموادَّة . و (الولود) : التي تكثر ولادتها ، وهذا البناء من أبنية المبالغة .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2050) في النكاح ، باب النهي عن تزويج من لم يلد من النساء ، والنسائي 6 / 65 و 66 في النكاح ، باب كراهية تزويج العقيم ، وإسناده حسن ، وله شاهد عند أحمد من حديث أنس ، وصححه ابن حبان رقم 228 " موارد " .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2050) قال : حدثنا أحمد بن إبراهيم. والنسائي (6/65) قال : أخبرنا عبد الرحمن بن خالد.
كلاهما - أحمد، وعبد الرحمن - قالا : حدثنا يزيد بن هارون، قال : أخبرنا مستلم بن سعيد بن أخت منصور بن زاذان، عن منصور، يعني ابن زاذان، عن معاوية بن قرة، فذكره.

8961 - (خ) سعيد بن جبير قال : قال لي ابن عباس - رضي الله عنهما- : «هل تزوجت ؟ قلتُ : لا ، قال : تزوجْ ، فإن خيرَ هذه الأمة كان أكثرهم نساء» يعني رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 9 / 99 في النكاح ، باب كثرة النساء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/231) (2048) قال : حدثنا أسباط بن محمد، قال : حدثنا عطاء بن السائب. وفي (1/243) (2179) قال : حدثنا علي بن عاصم، عن عطاء. وفي (1/370) (3507) قال : حدثنا روح، قال : حدثنا أبو عوانة، عن رقبة بن مصقلة بن رقبة، عن طلحة الإبامي. والبخاري (7/4) قال : حدثنا علي بن الحكم الأنصاري، قال : حدثنا أبو عوانة، عن رقبة، عن طلحة اليامي.
كلاهما - عطاء، وطلحة - عن سعيد بن جبير، فذكره.
وفي رواية طلحة عند البخاري : «فإن خير هذه الأمة أكثرها نساء» .

8962 - (م س) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «الدنيا متاع ، وخير متاعها المرأة الصالحة» . -[429]- أخرجه مسلم والنسائي (1) .
وفي رواية ذكرها رزين قال : «إن الدنيا متاع ، ومن خير متاعها : امرأة تعين زوجَها على الآخرة ، مِسْكِينٌ مسكينٌ رجل لا امرأة له ، مسكينة مسكينة امرأةٌ لا زوج لها» (2) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1467) في الرضاع ، باب خير متاع الدنيا المرأة الصالحة ، والنسائي 6 / 69 في النكاح ، باب المرأة الصالحة .
(2) قال الحافظ المنذري في " الترغيب والترهيب " 3 / 67 : ذكره رزين ولم أره في شيء من أصوله ، وشطره الأخير منكر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (2/168) (6567) قال : حدثنا أبو عبد الرحمن، قال : حدثنا حيوة، وابن لهيعة. ومسلم (4/178) قال : حدثني محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني، قال : حدثنا عبد الله بن يزيد، قال : حدثنا حيوة. والنسائي (6/69) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد، قال : حدثنا أبي، قال : حدثنا حيوة وذكر آخر.
كلاهما - حيوة، وابن لهيعة - قالا : حدثنا شرحبيل بن شريك.
2- أخرجه عبد بن حميد (327) قال : حدثنا قبيصة، قال : حدثنا سفيان. وابن ماجه (1855) قال : حدثنا هشام بن عمار، قال : حدثنا عيسى بن يونس.
كلاهما - سفيان، وعسيى - عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم.
كلاهما - شرحبيل، وعبد الرحمن - عن أبي عبد الرحمن الحبلى، فذكره.

8963 - () ابن أبي نجيح - رحمه الله - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «مِسكين مسكين مسكين رجل ليس له امرأة ، قالوا : فإن كان كثير المال ؟ قال: وإن كان كثير المال ، مسكينة مسكينة مسكينة امرأة ليس لها زوج ، قالوا : وإن كانت كثيرة المال ؟ قال : وإن كانت كثيرة المال» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وإسناده منقطع ، وهو بمعنى الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذه الرواية، أخرجها رزين.

8964 - (خ م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «تُنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدِينها ، فاظْفَر بذات الدِّين تَرِبَتْ يداك» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي (1) .
-[430]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
[(حَسَب) الإنسان : ما يعدُّه من مفاخر آبائه ، وقيل : هو شرف النفس وفضلها] .
(تَرِبَتْ يداك) : التصقت بالتراب من الدعاء ، وهذا الدعاء وأمثاله كان يرد من العرب ولا يريدون به الدعاء على الإنسان ، إنما يقولونه في معرض المبالغة في التحريض على الشيء ، والتعجُّب منه ونحو ذلك .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 115 في النكاح ، باب الأكفاء في الدين ، ومسلم رقم (1466) في الرضاع ، باب استحباب نكاح ذات الدين ، وأبو داود رقم (2047) في النكاح ، باب ما يؤمر به من تزويج ذات الدين ، والنسائي 6 / 68 في النكاح ، باب كراهية تزويج الزناة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/428) والدارمي (2176) قال : حدثنا صدقة بن الفضل. والبخاري (7/9) قال : حدثنا مسدد. ومسلم (4/175) قال : حدثنا زهير بن حرب ومحمد بن المثنى وعبيد الله بن سعيد. وأبو داود (2047) قال : حدثنا مسدد. وابن ماجه (1858) قال : حدثنا يحيى بن حكيم. والنسائي (6/68) قال : أخبرنا عبيد الله بن سعيد.
سبعتهم - أحمد، وصدقة، ومسدد، وزهير، وابن المثنى، وعبيد الله، ويحيى بن حكيم - عن يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، فذكره.

8965 - (خ م د ت س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : «تزوجت ، فقال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : ما تزوجت ؟ قلت : ثَيِّباً ، فقال : مالَكَ وللعذارَى ولِعَابِها؟» وفي حديث مسلم «فأين أنت من العذارى ولِعَابِها ؟»
قال شعبة : فذكرته لعمرو بن دينار ، فقال : سمعتُه من جابر ، وإنما قال : «فَهَلاَّ جاريةً تلاعبها وتلاعبك ؟» .
وفي رواية قال : «هَلَكَ أبي وترك سَبْعَ - أو تسعَ - بنات ، فتزوجت امرأةً ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم- : تزوجت يا جابر ؟ قلت : نعم ... وذكر الحديث واعتذاره من نكاحه الثيب ، قال : فبارك الله عليك» .
وعند مسلم قال : «أصبت» ولم يذكر الدعاء .
ولمسلم قال : «تزوجت امرأةً في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فلقيت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فقال : يا جابر ، تزوجت ؟ قلت : نعم. قال : بكراً أم ثيباً ؟ قلت : -[431]- ثيباً ، قال : فهلاَّ بِكراً تلاعبها ؟ قال : قلت : يا رسولَ الله ، إنَّ لي أخوات ، فخشيت أن تُدخِلَ بيني وبينهن ، فقال : ذاك إذاً ، إنَّ المرأة تُنكح على دِينها ومالها وجمالها ، فعليك بذاتِ الدِّين تَرِبت يداك» .
وفي رواية للبخاري : «فهلاَّ جاريةً تلاعبك ؟ قلت : يا رسولَ الله ، إن أبي قُتِلَ يومَ أُحد ، وترك تسع بنات ، كُنَّ لي تسع أخوات ، فكرهتُ أن أجمعَ إليهن جاريةً خَرْقاءَ مثلهن ، ولكن امرأة تَمْشُطهن ، وتقوم عليهن ، قال : أصبت» .
وفي رواية الترمذي : أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال له : «تزوجت يا جابر ؟ فقلت : نعم ، قال : بكراً أم ثيباً ؟ فقلت : لا بل ثيباً ، فقال : هلاَّ جارية تلاعبها وتلاعبك ؟ فقلت : يا رسول الله ، إنَّ عبدَ الله مات وترك سبع بنات أو تسعاً ، فجئتُ بمن تقوم عليهن ، فدعا لي» .
وله في أخرى مختصراً : أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «المرأة تنكح على دِينها ومالها وجمالها ، فعليك بذات الدِّين تَرِبت يداك» .
وأخرج أبو داود والنسائي قال : قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «ما تزوجتَ : بكراً ، أم ثيباً ؟ قلت : ثيباً ، قال : فهلاَّ جاريةً تلاعبها وتلاعبك ؟» .
وفي أخرى للنسائي قال : «لقيني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال : يا جابر ، -[432]- هل أصبت امرأةً بعدي ؟ قلت : نعم يا رسولَ الله صلى الله عليك ، قال : بِكْرٌ أم أيِّم ؟ قلت : أيِّم ، قال : فهلاَّ بِكْراً تلاعبك؟» وله في أخرى بنحو رواية مسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العذارى) : جمع عذراء ، وهي البِكْر من النساء .
(اللِّعاب) بكسر اللام : اللَّعب .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 104 في النكاح ، باب تزويج الثيبات ، ومسلم رقم (715) في الرضاع ، باب استحباب نكاح ذات الدين ، وباب استحباب نكاح البكر ، وأبو داود رقم (2048) في النكاح ، باب تزويج الأبكار ، والترمذي رقم (1086) و (1100) في النكاح ، باب ما جاء في أن المرأة تنكح على ثلاث خصال ، وباب ما جاء في تزويج الأبكار ، والنسائي 6 / 69 في النكاح ، باب نكاح الأبكار ، وباب على ما تنكح المرأة ، وقد تقدم الحديث بأطول من هذا في كتاب البيع رقم (340) فليراجع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه الحميدي (1227) وأحمد (3/308) والبخاري (5/123) قال : حدثنا قتيبة. ومسلم (4/176) قال : حدثناه قتيبة بن سعيد.
ثلاثتهم - الحميدي، وأحمد، وقتيبة - قالوا : حدثنا سفيان بن عيينة.
2- وأخرجه أحمد (3/369) قال : حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/390) قال : حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (3/390) قال : حدثنا أسود بن عامر يعني شاذان. والبخاري (7/6) قال : حدثنا آدم. ومسلم (4/175) قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال : حدثنا أبي.
خمستهم - محمد بن جعفر، وهاشم بن القاسم، وأسود بن عامر، وآدم، ومعاذ - قالوا : حدثنا شعبة.
3- وأخرجه البخاري (7/85) قال : حدثنا مسدد. وفي (8/102) قال : حدثنا أبو النعمان. ومسلم (4/176) قال : حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو الربيع الزهراني. والترمذي (1100) قال : حدثنا قتيبة. والنسائي (6/61) قال : أخبرنا قتيبة.
خمستهم - مسدد، وأبو النعمان، ويحيى بن يحيى، وأبو الربيع، وقتيبة - عن حماد بن زيد.
ثلاثتهم - ابن عيينة، وشعبة، وحماد - عن عمرو، فذكره.
أخرجه أحمد (3/302) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق. والدارمي (2177) قال : أخبرنا محمد بن عيينة، عن علي بن مسهر. ومسلم (4/175) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال : حدثنا أبي. وابن ماجه (1860) قال : حدثنا هناد بن السري، قال : حدثنا عبدة بن سليمان. والترمذي (1086) قال : حدثنا أحمد بن محمد بن موسى، قال : أخبرنا إسحاق بن يوسف الأرزق. والنسائي (6/65) قال : أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال : حدثنا خالد.
ستتهم - يحيى، وإسحاق، وعلي بن مسهر، وعبد الله بن نمير، وعبدة، وخالد - عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن ع طاء، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.

8966 - (م د ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- رأى امرأةً ، فأتى امرأته زينب ، وهي تَمْعُس مَنيئةً [له] ، فقضى حاجته منها ، ثم خرج إلى أصحابه ، فقال : إن المرأة تُقبِل في صورة شيطان ، وتُدبِرُ في صورة شيطان ، فإذا أبصر أحدُكم امرأةً فليأتِ أهله ، فإن ذلك يَرُدُّ ما في نفسه» أخرجه مسلم . وفي رواية الترمذي «فليأتِ أهله ، فإن مَعَها مثلُ الذي معها» .
وفي رواية أبي داود «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- رأى امرأةً ، فدخل على -[433]- زينبَ بنت جحش ، فقضى حاجته منها ، ثم خرج إلى أصحابه ، فقال لهم : إن المرأةَ تُقْبِلُ في صورة شيطان ، فمن وجد ذلك فليأتِ أهله ، فإنه يُضْمِر ما في نفسه» .
وفي رواية لمسلم : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا أحدُكم أعجبتْه المرأةُ فوقعت في قلبه ، فليعْمِدْ إلى امرأته فليُواقعْها ، فإن ذلك يردُّ ما في نفسه» .
هكذا في كتاب الحميديِّ ، والذي في كتاب مسلم «فإنَّ ذلك يردُّ ما في نفسه» .
وفي أخرى مثل الأولى ، ولم يذكر «وتدبر في صورة شيطان» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تَمْعَسُ) مَعَسْت الجلدَ أمعَسُه : إذا دلكتَه ، والمراد به : الدِّباغة والإصلاح .
(المنيئة) بوزن فعيلة - مهموزاً - الجلد أول ما يدبغ ، ثم يكون أفيقاً ، ثم أديماً .
(يَرُدُّ ما في نفسه) الذي في رواية الحميديِّ «فإن ذلك يردُّ ما في نفسه» ومعناه : ظاهر ، فإنه إذا رأى امرأةً فنازعَتْهُ نفسه إلى النكاح ، فأتى زوجتَه ، فإن إتيانَها يردُّ ما في نفسه ، وروي بالباء من البرد ، وله معنى ، فإن إتيانه -[434]- زوجتَه يبرد ما تحركت به نفسه من شهوة الجماع ، وفي رواية أبي داود «يضمر ما في نفسه» يضعفه ويقلِّله .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1403) في النكاح ، باب ندب من رأى امرأة فوقعت في نفسه إلى أن يأتي امرأته أو جاريته فيواقعها ، وأبو داود رقم (2151) في النكاح ، باب ما يؤمر من غض البصر ، والترمذي رقم (1158) في النكاح ، باب ما جاء في الرجل يرى المرأة تعجبه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/330) ومسلم (4/130) قال : حدثنا زهير بن حرب.
كلاهما - أحمد، وزهير - قالا : حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال : حدثنا حرب بن أبي العالية.
2- وأخرجه أحمد (3/341) قال : حدثنا حسن. وفي (3/348) قال : حدثنا موسى بن داود.
كلاهما - حسن، وموسى - قالا : حدثنا ابن لهيعة.
3- وأخرجه أحمد (3/395) قال : حدثنا سليمان بن داود، قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة.
4- وأخرجه عبد بن حميد (1061) قال : حدثني مسلم بن إبراهيم. ومسلم (4/129) قال : حدثنا عمرو بن علي، قال : حدثنا عبد الأعلى. وأبو داود (2151) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم. والترمذي (1158) قال : حدثنا محمد بن بشار، قال : حدثنا عبد الأعلى. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2975) عن عبد الرحمن بن خالد الرقي، عن الحارث بن عطية.
ثلاثتهم - مسلم، وعبد الأعلى، والحارث بن عطية - عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي.
5- وأخرجه مسلم (4/130) قال : حدثني سلمة بن شبيب، قال : حدثنا الحسن بن أعين، قال : حدثنا معقل.
خمستهم - حرب، وابن لهيعة، وموسى بن عقبة، والداستوائي، ومعقل - عن أبي الزبير، فذكره.

الفصل الثالث: في الخِطبة والخُطبة والنظر
8967 - (ط د س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يَخطُب الرجل على خِطبة أخيه ، حتى يتركَ الخاطب قبله ، أو يأذنَ له» أخرجه الموطأ .
وفي رواية أبي داود : «لا يخطبُ أحدكم على خِطْبة أخيه ، ولا يبيع على بيع أخيه إلا بإِذنه» .
وفي رواية النسائي «لا يخطُبْ بعضكم على خِطبة بعض» .
وأخرج الرواية الأولى ، وزاد في أولها : «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يبيعَ بعضكم على بيع بعض ...» الحديث (1) . وأخرج هذا المعنى البخاري ومسلم والترمذي في جملة حديث يتضمن ذكر البيع ، وهو مذكور في «كتاب البيع» من حرف الباء (2) .
-[435]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يخطُب الرجل على خِطبة أخيه) قال مالك : هو أن يخطُبَ الرجل المرأة فتركَن إليه ، ويتفقان على صداقٍ واحدٍ معلوم ، وقد تراضيا ، فذلك الذي نهى عنه ، ولم يُرد بذلك الرجل إذا خطب المرأة فلم يوافقْها أمره ولم تركَن إليه : أن لا يخطبها أحدٌ ، فهذا بابُ فسادٍ يدخل على الناس .
__________
(1) رواه مالك في الموطأ 2 / 523 في النكاح ، باب ما جاء في الخطبة ، وأبو داود رقم (2081) في النكاح ، باب في كراهية أن يخطب الرجل على خطبه أخيه ، والنسائي 6 / 71 في النكاح ، باب الخطبة في النكاح ، وهو حديث صحيح .
(2) انظر الحديث رقم (359) في الجزء الأول من كتابنا هذا ، صفحة 535 وتخريج الحديث فيه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك الموطأ (324) وأحمد (2/21) (4722) قال : حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/122) (6034 و 6036) قال : حدثنا أبو اليمان، قال : أخبرنا شعيب. وفي (2/124) (6060) قال : حدثنا يونس، قال : حدثنا ليث. وفي (2/126) (6088) قال : حدثنا يونس، قال : حدثني حماد، يعني ابن زيد، عن أيوب. وفي (2/130) (6135) قالا : حدثنا يعقوب، وسعد، قالا : حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق. وفي (2/142) (6276) قال : حدثنا ابن نمير، ومحمد بن عبيد، قالا : حدثنا عبيد الله. وفي (2/153) (6411) قال : حدثنا عارم، قال : حدثنا حماد، عن أيوب. وفي (2/153) (6417) قال : حدثنا عبد الصمد، قال : حدثنا صخر. وعبد بن حميد (756) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال : حدثنا عبيد الله. والدارمي (2182) قال : حدثنا عبد الله بن سعيد، قال : حدثنا عقبة بن خالد، عن عبيد الله. والبخاري (7/24) قال : حدثنا مكي بن إبراهيم، قال : حدثنا ابن جريج. ومسلم (4/138) قال : حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا علي بن مسهر، عن عبيد الله. (ح) وحدثنيه أبو كامل الجحدري، قال : حدثنا حماد، قال : حدثنا أيوب. وأبو داود (2081) قال : حدثنا الحسن بن علي، قال : حدثنا عبد الله بن نمير، عن عبيد الله. وابن ماجه (1868) قال : حدثنا يحيى بن حكيم. قال : حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن عمر. والترمذي (1292) قال : حدثنا قتيبة، قال : حدثنا الليث. والنسائي (6/71) قال : أخبرنا قتيبة، قال : حدثنا الليث. وفي (6/73) قال : أخبرني إبراهيم بن الحسن، قال : حدثنا الحجاج بن محمد، قال : قال ابن جريج.وفي (7/258) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال : حدثنا أبو معاوية، قال : حدثنا عبد الله.
ثمانيتهم - مالك، وعبيد الله، وشعيب، وأيوب، وليث بن سعد، وابن إسحاق، وصخر، وابن جريج - عن نافع، فذكره.
* زاد صخر : نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ببيع حاضر لباد، وكان يقول : لا تلقوا البيوع، والحديث.

8968 - (ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا يخطُب الرجل على خِطبة أخيه» . أخرجه أبو داود والنسائي .
وزاد النسائي في رواية أخرى : «حتى ينكحَ الأولُ أو يترك» .
وفي رواية الموطأ عن ابن عمر وأبي هريرة : «لا يخطبْ أحدُكم على خِطبةِ أخيه» .
وفي رواية الترمذي عن أبي هريرة : «لا يبيع الرجل على بيع أخيه ، ولا يخطب على خِطبة أخيه» .
وأخرج البخاري ومسلم هذا الفصل مضافاً إلى ذكر البيع مثل الترمذي وقد ذَكَرْتُ طرقه في كتاب البيع (1) .
__________
(1) تقدم تخريجه في الجزء الأول صفحة 538 حديث رقم (360) فليراجع هناك .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/462) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (2/529) قال : حدثنا عبد الصمد. ومسلم (4/139) و (5/4) قال : حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي. قال : حدثنا عبد الصمد.
كلاهما - ابن مهدي، وعبد الصمد - عن شعبة، عن العلاء وسهيل، عن أبيهما، فذكراه.
* وأخرجه أحمد (2/411) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم. وفي (2/457) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. ومسلم (4/138) و (5/4) قال : حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وابن حجر. قالوا : حدثنا إسماعيل، وهو ابن جعفر.
ثلاثتهم - عبد الرحمن بن إبراهيم، وشعبة، وإسماعيل - عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه : أبو صالح.
* وأخرجه أحمد (2/529) قال : حدثنا عبد الصمد. قال : حدثنا شعبة، عن الأعمش. والدارمي (2181) قال : أخبرنا أبو الوليد الطيالسي. قال : حدثنا شعبة، عن سهيل بن أبي صالح. ومسلم (4/139 و 5/4) قال : حدثنا محمد بن المثنى. قال : حدثنا عبد الصمد. قال : حدثنا شعبة، عن الأعمش.
كلاهما - الأعمش، وسهيل - عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه : عبد الرحمان.
وفي رواية آخرى :
أخرجه أحمد (2/432 و 474) قال : حدثنا يحيى، عن هشام. وفي (2/489) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا هشام القردوسي. وفي (2/508) قال : حدثنا يزيد. قال : أخبرنا هشام بن حسان. وفي (2/516) قال : حدثنا روح. قال : حدثنا هشام. ومسلم (4/136) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا أبو أسامة، عن هشام. (ح) وحدثني محرز بن عون بن أبي عون. قال : حدثنا علي بن مسهر، عن داود بن أبي هند. وابن ماجه (1929) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن حسان. والترمذي (1125) قال : حدثنا نصر بن علي. قال : حدثنا عبد الأعلى، عن هشام بن حسان. والنسائي (6/73) قال : أخبرنا قتيبة. قال : حدثنا غندر، عن هشام. وفي (6/98) قال : أخبرنا عبيد الله بن سعيد. قال : حدثنا يحيى. قال : حدثنا هشام.
كلاهما - هشام بن حسان، وداود بن أبي هند - عن محمد بن سيرين، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة، وأثبتنا رواية أبي أسامة عند مسلم.
* أخرجه النسائي في الكبرى الورقة (69) قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال : حدثنا حماد، يعني ابن زيد، عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة. قال : لا يسوم الرجل على سوم أخيه، ولا يخطب على خطبة أخيه. موقوفا.

8969 - (د ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : «علّمنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- خُطبَة الحاجة : إِنَّ الحمدَ لله ، نستعينه ونستغفره ، ونعوذ به من شرور أنفسنا ، مَنْ يهد الله فلا مُضِلَّ له ، ومن يُضْلِلْ فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثَّ منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام (1) إِن الله كان عليكم رقيباً} [النساء : 1] {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تُقاته ولا تموتُنَّ إِلا وأنتم مسلمون} [آل عمران : 102] {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً . يُصلحْ لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يُطِع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً} [الأحزاب : 70 و 71]» لم يقل في رواية : «إنَّ» .
وفي رواية «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا تشهد ذكر نحوه قال - بعد قوله : ورسوله - : أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة ، مَنْ يُطِع الله ورسوله فقد رَشد ، ومن يَعْصِهما فإنه لا يَضُرُّ إلا نفسه ، ولا يضر الله شيئاً» أخرجه أبو داود .
وفي رواية النسائي قال : «علَّمنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- التشهدَ في الصلاة ، -[437]- والتشهد في الحاجة : إنَّ الحمدَ لله ، نستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسِنا ، مَنْ يهدِ الله فلا مُضِلَّ له ، ومن يُضْلِلْ فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله - ويقرأ ثلاث آيات» .
وفي رواية الترمذي قال : «علَّمنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- التشهد في الصلاة : التحيّات لله ، والصلوات ، والطيبات ، السلام عليك أيُّها النبيُّ ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . والتشهد في الحاجة : إنَّ الحمد لله ... وذكر الحديث» (2) .
__________
(1) نص الآية في الأصل والمطبوع وفي سنن أبي داود : {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} .
(2) رواه أبو داود رقم (2118) في النكاح ، باب في خطبة النكاح ، والترمذي رقم (1105) في النكاح ، باب ما جاء في خطبة النكاح ، والنسائي 3 / 105 في الجمعة ، باب كيف الخطبة ، وهو حديث صحيح بطرقه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أحمد (1/413) (3921) قال : حدثنا مؤمل. وابن ماجه (899) قال : حدثنا محمد بن معمر، قال : حدثنا قبيصة.
لكاهما - مؤمل، وقبيصة - عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن الأسود، وأبي الأحوص، وأبي عبيدة، فذكروه.
* أخرجه أحمد (1/423) (4017) وابن ماجه (899) قال : حدثنا محمد بن يحيى.
كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى - قالا : حدثنا عبد الرزاق، قال : أنبأنا الثوري، عن أبي إسحاق، عن الأسود، وأبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، فذكره. ليس فيه أبو عبيدة.
* أخرجه أحمد (1/408) (3877) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : حدثنا معمر. وفي (1/418) (3967) قال : حدثنا يحيى بن آدم، قال : حدثنا سفيان. وفي (1/437) (4160) قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة. وأبو داود (969) قال : حدثنا تميم بن المنتصر، قال : أخبرنا إسحاق، يعني ابن يوسف، عن شريك. وابن ماجه (1892) قال : حدثنا هشام بن عمار، قال : حدثنا عيسى بن يونس، قال : حدثني أبي والترمذي (1105) قال : حدثنا قتيبة، قال : حدثنا عبثر بن القاسم، عن الأعمش. والنسائي (2/238) وفي الكبرى (662) قال : أخبرنا محمد بن المثنى، قال : حدثنا محمد، قال : حدثنا شعبة. وفي (2/238) وفي الكبرى (663) قال : أخبرنا قتيبة، قال : حدثنا عبثر، عن الأعمش. وفي (2/239) . وفي الكبرى (664) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال : حدثنا يحيي، وهو ابن آدم، قال : سمعت سفيان. وابن خزيمة (720) قال : حدثنا بندار، قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة.
ستتهم - معمر، وسفيان، وشعبة، وشريك، ويونس بن أبي إسحاق، والأعمش - عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، فذكره. ليس فيه الأسود، ولا أبو عبيدة.
* أخرجه أحمد (1/413) (3920) قال : حدثنا أبو سعيد، قال : حدثنا زائدة، قال : قال سليمان : وحدثنيه إبراهيم. وفي (1/459) (4382) قال : حدثنا يعقوب، قال : حدثني أبي، عن ابن إسحاق، قال : حدثني عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي. والترمذي (289) والنسائي (2/237) وفي الكبرى (661) قال الترمذي : حدثنا، وقال النسائي : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال : حدثنا عبيد الله الأشجعي، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق. وابن خزيمة (701) قال : حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن ابن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود. وفي (702) قال : حدثنا القطعي محمد بن يحيى، قال : حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود. وفي (708) قال : حدثنا أحمد بن الأزهر، وكتبته من أصله، قال : حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال : حدثني عبد الرحمن بن الأسود.
ثلاثتهم - إبراهيم، وعبد الرحمن بن الأسود، وأبو إسحاق - عن الأسود بن يزيد، عن عبد الله، فذكره. ليس فيه أبو الأحوص، ولا أبو عبيدة.
* وأخرجه أحمد (1/3761) (3562) قال : حدثنا محمد بن فضيل، قال : حدثنا خصيف الجزري، قال : حدثني أبو عبيدة، بن عبد الله، عن عبد الله، فذكره. ليس فيه الأسود، ولا أبو الأحوص.
* رواية عبد الرحمن بن الأسود : «علمني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التشهد في وسط الصلاة وفي آخرها فكنا نحفظ عن عبد الله حين أخبرنا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علمه إياه، قال : فكان يقول إذا جلس في وسط الصلاة، وفي آخرها على وركه اليسرى : التحيات لله.. فذكره وزاد في آخره قال : ثم إن كان في وسط الصلاة نهض حين يفرغ من تشهده، وإن كان في آخرها دعا بعد تشهده بما شاء الله أن يدعو ثم يسلم.» .
* وفي رواية أبي إسحاق : «علمنا رسول الله إذا قعدنا في الركعتين أن نقول : التحيات لله..» الحديث.

8970 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «كل خُطبة ليس فيها تشهدٌ فهي كاليدِ الجَذْماء» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اليد الجذماء) : المقطوعة ، أو التي بها جذام .
__________
(1) رقم (1106) في النكاح ، باب ما جاء في خطبة النكاح ، ورواه أيضاً أبو داود رقم (4841) في الأدب ، باب في الخطبة ، وفي سنده مقال ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/302) قال : حدثنا عبد الرحمن. قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد. وفي (2/343) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد. وأبو داود (4841) قال : حدثنا مسدد وموسى بن إسماعيل. قالا : حدثنا عبد الواحد بن زياد. والترمذي (1106) قال : حدثنا أبو هشام الرفاعي. قال : حدثنا محمد بن فضيل.
كلاهما - عبد الواحد بن زياد، ومحمد بن فضيل - عن عاصم بن كليب، عن أبيه، فذكره.

8971 - (د) رجل من بني سليم قال : «خطبتُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-[438]- أُمامَةَ بنتِ عبد المطلب ، فأنكحني من غير أن يتشهد» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2120) في النكاح ، باب في خطبة النكاح ، ورواه أيضاً البيهقي في " السنن " 7 / 147 ، وفي سنده جهالة واضطراب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2120) قال : حدثنا محمد بن بشار. قال : حدثنا بدل بن المحبر. قال : أخبرنا شعبة، عن العلاء بن أخي شعيب الرازي، عن إسماعيل بن إبراهيم، فذكره.

8972 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا خطبَ أحدُكم المرأة ، فإِن استطاع أن ينظر منها إِلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعلْ ، قال : فخطبت امرأة ، فكنت أتخبّأ لها حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها ، فتزوجتُها» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2082) في النكاح ، باب الرجل ينظر إلى المرأة وهو يريد تزويجها ، قال الحافظ في " بلوغ المرام " : رجاله ثقات ، وصححه الحاكم : وله شاهد من حديث المغيرة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/334) قال : حدثنا يونس بن محمد. وأبو داود (2082) قال : حدثنا مسدد.
كلاهما - يونس، ومسدد- قالا : حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال : حدثنا محمد بن إسحاق، عن داود بن الحصين، عن واقد بن عبد الرحمن بن سعد بن معاذ، فذكره.

8973 - (م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : «كنت عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فأتاه رجل ، فأخبره : أنه تزوج امرأةً من الأنصار ، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أنظرتَ إليها ؟ قال : لا ، قال : فاذهبْ فانظر إليها ، فإن في أعين الأنصار شيئاً» أخرجه مسلم والنسائي .
وللنسائي قال : «خطب رجلٌ امرأةً من الأنصار ، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : هل نظرت إليها ؟ ...» الحديث (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1424) في النكاح ، باب ندب النظر إلى وجه المرأة وكفيها لمن يريد تزوجها ، والنسائي 6 / 77 في النكاح ، باب إذا استشار رجل رجلاً في المرأة هل يخبره بما يعلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (1172) قال : حدثنا سفيان. (ح) وحدثني يحيى بن معين قال : حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، والنسائي (6/69) قال : أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم. قال : حدثنا مروان. وفي (6/77) قال : أخبرنا محمد بن آدم. قال : حدثنا علي بن هاشم بن البريد (ح) وأخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد. قال : حدثنا سفيان.
أربعتهم - سفيان بن عيينة، معاذ بن هشام، مروان، علي بن هشام - عن يزيد كيساني، عن أبي حازم، فذكره.

8974 - (ت س) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - «أنه خطب امرأة ، -[439]- فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : انْظُرْ إليها ، فإنه أحْرَى أن يُؤْدَمَ بينكما» . أخرجه الترمذي والنسائي ، وعند النسائي : «فإنه أجدر» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أحرى أن يؤدم بينكما) : أولى وأجدر أن يجمعَ بينهما ويتفقا على ما فيه صلاحهما ، وأكثر ألفة تنسج بينهما .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1087) في النكاح ، باب ما جاء في النظر إلى المخطوبة ، والنسائي 6 / 69 و 70 في النكاح ، باب إباحة النظر قبل التزويج ، وهو حديث صحيح ، وصححه ابن حبان رقم (1236) " موارد " .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/244) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا سفيان، عن عاصم الأحول. وفي (4/246) قال : حدثنا أبو معاوية، قال : حدثنا عاصم. والدارمي (2178) قال : أخبرنا قبيصة، قال : حدثنا سفيان، عن عاصم الأحول. وابن ماجه (1866) قال : حدثنا الحسن بن أبي الربيع، قال : أنبأنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ثابت النباني. والترمذي (1087) قال : حدثنا أحمد بن منيع، قال : حدثنا ابن أبي زائدة، قال : حدثني عاصم بن سليمان. والنسائي (6/69) قال : أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، قال : حدثنا حفص بن غياث، قال : حدثنا عاصم.
كلاهما - عصام بن سليمان الأحول، وثابت - عن بكر بن عبد الله، فذكره.

الفصل الرابع : في آداب النكاح
8975 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «أعلنوا هذا النكاح ، واجعلوه في المساجد ، واضربوا عليه بالدُّفوف» .
أخرجه الترمذي (1) . وزاد رزين «فإن فَصلَ ما بين الحلال والحرام : الإعلان» (2) .
__________
(1) رقم (1089) في النكاح ، باب ما جاء في إعلان النكاح ، ورواه أيضاً ابن حبان (1285) " موارد " ، وهو حديث حسن بشواهده ، منها حديث محمد بن حاطب الجمحي الذي سيأتي .
(2) وهذه الرواية بمعنى حديث محمد بن حاطب الجمحي الذي سيأتي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجه (1895) قال : حدثنا نصر بن علي الجهضمي والخليل بن عمرو. قالا : حدثنا عيسى بن يونس، عن خالد بن إلياس، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن. والترمذي (1089) قال : حدثنا أحمد بن منيع. قال : حدثنا يزيد بن هارون. قال : أخبرنا عيسى بن ميمون الأنصاري.
كلاهما - ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وعيسى بن ميمون - عن القاسم بن محمد، فذكره.

8976 - (خ) عائشة - رضي الله عنها - قالت : «زفَفْنا امرأةً إلى رجل من الأنصار ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : يا عائشة ، أما يكون معكم لَهْوٌ ؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 9 / 195 في النكاح ، باب النسوة التي يهدين المرأة إلى زوجها ودعائهن بالبركة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (7/28) قال : حدثنا الفضل بن يعقوب. قال : حدثنا محمد بن سابق. قال : حدثنا إسرائيل عن هشام بن عروة عن أبيه، فذكره.

8977 - (ت س) محمد بن حاطب الجمحي - رضي الله عنه - قال : «قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : فصلُ ما بين الحلال والحرام : الدُّفُّ والصوت» . أخرجه الترمذي . وزاد النسائي : «في النكاح» وله في أخرى بإسقاط «الدُّف» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1088) في النكاح ، باب ما جاء في إعلان النكاح ، والنسائي 6 / 127 و 128 في النكاح ، باب إعلان النكاح بالصوت وضرب الدف ، وإسناده حسن ، وقال الترمذي : وفي الباب عن عائشة ، وجابر ، والربيع بنت معوذ .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/418) قال : حدثنا هشيم. وفي (4/259) قال : حدثنا عفان، قال : حدثنا أبو عوانة. وفي (4/259) قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة. وابن ماجه (1896) قال : حدثنا عمرو بن رافع، قال : حدثنا هشيم، والترمذي (1088) قال : حدثنا أحمد بن منيع، قال : حدثنا هشيم. والنسائي (6/127) قال : أخبرنا مجاهد بن موسى، قال : حدثنا هشيم. (ح) وأخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال : حدثنا خالد، عن شعبة.
ثلاثتهم - هشيم، وأبو عوانة، وشعبة - عن أبي بلج، فذكره.

8978 - (س) عامر بن سعد - رضي الله عنهما - قال : «دخلتُ على قَرَظَة بن كعب وأبي مسعود الأنصاري في عُرْس ، وإذا جوارٍ يُغنِّين ، فقلت : أيْ صاحبَيْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأهلَ بدر ، يُفعَل هذا عندكم ؟ فقالا : اجلس إن شئت فاسمع مَعَنَا ، وإن شئت فاذهب ، فإنه قد رُخِّص لنا في اللهو عند العُرْس» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 6 / 135 في النكاح ، باب اللهو والغناء عند العرس ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (6/135) قال : أخبرنا علي بن حجر قال : حدثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد فذكره.

8979 - (ط) زيد بن أسلم - رحمه الله - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : -[441]- «إذا تزوج المرأة ، أو اشترى الجارية ، فليأخذْ بناصيتها ، وليَدْعُ بالبركة ، وإذا اشترى البعير فليأخُذْ بِذِرْوَة سَنَامِهِ ، وليستعذْ بالله من الشيطان الرجيم» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 547 مرسلاً في النكاح ، باب جامع النكاح ، وإسناده منقطع ، ولكن يشهد له الحديث الذي بعده ، فهو به حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (3/212) (1189) عن يحيى بن ملك عن زيد بن أسلم، فذكره.

8980 - (د) عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا تزوج أحدُكم امرأة ، أو اشترى خادماً ، فليقل : اللهم إني أسألك خيرَها وخير ما جَبَلْتَها عليه ، وأعوذ بك من شرِّها وشرِّ ما جبلتها عليه ، وإن اشترى بعيراً ، فليأخُذْ بذِرْوَة سَنَامه ، وليقل مثل ذلك» أخرجه أبو داود .
وزاد في رواية «فليأخذ بناصيتها ، وليَدعُ بالبركة في المرأة والخادم» (1) .
__________
(1) رقم (2160) في النكاح ، باب في جامع النكاح ، ورواه أيضاً الحاكم 2 / 185 وصححه ، ووافقه الذهبي ، وهو كما قالا .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (27) قال : حدثنا مسدد، قال : حدثنا يحيى. وأبو داود (2160) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وعبد الله بن سعيد، قالا : حدثنا أبو خالد، يعني سليمان بن حيان. وابن ماجه (1918) قال : حدثنا محمد بن يحيى، وصالح بن محمد بن يحيى القطان، قالا : حدثنا عبيد الله بن موسى، قال : حدثنا سفيان. وفي (2252) قال : حدثنا عبد الله بن سعيد، قال : حدثنا أبو خالد الأحمر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (240) قال : أخبرنا عمرو بن علي، قال : حدثنا يحيى. وفي (263) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، قال : حدثنا أبي، قال : حدثنا سعيد، وهو ابن أبي أيوب.
أربعتهم - يحيى بن سعيد، وسليمان بن حيان أبو خالد الأحمر، وسفيان، وسعيد بن أبي أيوب - عن محمد بن عجلان، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره.

8981 - (ت د) أبو هريرة - رضي الله عنه - «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان إذا رفَّأ الإنسانَ إذا تزوج ، قال : بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير» أخرجه أبو داود والترمذي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2130) في النكاح ، باب ما يقال للمتزوج ، والترمذي رقم (1091) في النكاح ، باب ما جاء فيما يقال للمتزوج ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 2 / 38 ، والحاكم 2 / 183 وصححه ، ووافقه الذهبي ، وهو كما قالا .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/381) قال : حدثنا سعيد بن منصور. وفي (2/381) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. والدارمي (2180) قال : حدثنا نعيم بن حماد. وأبو داود (2130) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. وابن ماجه (1905) قال : حدثنا سويد بن سعيد. والترمذي (1091) قال : حدثنا قتيبة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (259) قال : أخبرنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي.
خمستهم - سعيد، وقتيبة، ونعيم، وسويد، وعبد الرحمن - عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره.

8982 - (س) الحسن البصري - رحمه الله – قال : تزوج عقيل بن أبي -[442]- طالب امرأة من بني جُشَم ، فقالوا : بالرِّفاء والبنين ، فقال : قولوا كما قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «بارك الله فيكم ، وبارك لكم» أخرجه النسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بالرفاء) الرِّفاء : الموافقة وحسن المعاشرة ، وهو من رَفْو الثوب ، وقيل : هو من رَفَوْتُ الرجل : إذا سكنَّت مابه من رَوْع ، وقوله : «بالرفاء والبنين» يعنون أن هذا النكاح يكون متلبِّساً بالرِّفاء والبنين ، وإنما نهي عنه لأنه كان من شعار الجاهلية ، فكره لذلك .
__________
(1) 6 / 128 في النكاح ، باب كيف يدعى للمتزوج ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " (4513) من طريقين ، فهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/201) (1739) و (3/451) قال : حدثنا إسماعيل، وهو ابن علية، قال : أنبأنا يونس. والدارمي (2179) قال : أخبرنا محمد بن كثير العبدي البصري، قال : أخبرنا سفيان، عن يونس. وابن ماجه (1906) قال : حدثنا محمد بن بشار، قال : حدثنا محمد بن عبد الله، قال : حدثنا أشعث. والنسائي (6/128) قال : حدثنا عمرو بن علي، ومحمد بن عبد الأعلى، قالا : حدثنا خالد، عن أشعث. وفي الكبرى الورقة (72-أ) وفي عمل اليوم والليلة (262) قال : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال : حدثنا خالد، يعني ابن الحارث، عن أشعث، وهو ابن عبد الملك أبي هانئ.
كلاهما - يونس بن عبيد، وأشعث - عن الحسن، فذكره.

8983 - (خ م ط د ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- رأى على عبد الرحمن بن عوف أثَرَ صُفْرة ، فقال : مَهيَمْ ؟ ما هذا ؟ قال : تزوجت ، قال : بارك الله لك ، أَوْلِمْ ولو بشاة» أخرجه الجماعة (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مَهْيم) كلمة تقال للمستفهم المستريب بالشيء ، ومعناها : ما أمرك وما شأنك ؟ . -[443]-
(أولِمْ ولو بشاة) : اعمَل وليمةً ، وهي طعام العُرس .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 247 و 248 في البيوع ، باب ما جاء في قول الله تعالى : {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا} ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب إخاء النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار ، ومسلم رقم (1427) في النكاح ، باب الصداق وجواز كونه تعليم قرآن ، والموطأ 2 / 545 في النكاح ، باب ما جاء في الوليمة ، وأبو داود رقم (2109) في النكاح ، باب قلة المهر ، والترمذي رقم (1094) في النكاح ، باب ما جاء في الوليمة ، والنسائي 6 / 137 في النكاح ، باب الهدية لمن عرس .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/226) قال : حدثنا يونس، وشريج. وعبد بن حميد (1367) والبخاري (7/27) ، قالا : حدثنا سليمان بن حرب والدارمي (2210) قال : أخبرنا أبو النعمان. والبخاري (8/102) قال : حدثنا مسدد. ومسلم (4/144) قال : حدثنا يحيى بن يحيى، أبو الربيع وقتيبة. والترمذي (1094) والنسائي (6/128) وفي عمل اليوم والليلة (260) قال الترمذي : حدثنا وقال النسائي : أخبرنا قتيبة، وابن ماجه (1907) قال : حدثنا أحمد بن عبدة.
تسعتهم - يونس، سريج، وسليمان، وأبو النعمان ومسدد، ويحيى، أبو الربيع، وقتيبة، وأحمد بن عبدة - عن حماد بن زيد.
2- أخرجه أحمد (3/165) قال : حدثنا عبد الرزاق قال : حدثنا معمر.
3- وأخرجه عبد بن حميد (1383) قال : حدثني يحيى بن إسحاق. قال : حدثنا عمارة بن زاذان.
4- وأخرجه النسائي (6/128) قال : أخبرنا أبو بكر بن نافع، قال : حدثنا بهز بن أسد، قال : حدثنا حماد بن سلمة.
أربعتهم - حماد بن زيد، ومعمر، عمارة، ابن سلمة - عن ثابت فذكره.
أخرجه أحمد (3/271) قال : حدثنا عفان. عبد بن حميد (1333) قال : أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن إسحاق وأبو داود (2109) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل.
ثلاثتهم - عفان، أحمد بن إسحاق، موسى - عن حماد بن سلمة بن ثابت، وحميد، فذكراه.

8984 - (م ت س) عائشة - رضي الله عنها - قالت : «تزوَّجني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في شوال ، ودخل بي في شوال ، فأيُّ نسائه كان أحظى عنده منِّي ؟ قال : وكانت عائشة تَسْتَحِبُّ أن تُدخِل نساءها في شوال» . أخرجه مسلم والترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1423) في النكاح ، باب استحباب التزوج في شوال واستحباب الدخول فيه ، والترمذي رقم (1093) في النكاح ، باب ما جاء في الأوقات التي يستحب فيها النكاح ، والنسائي 6 / 130 في النكاح ، باب البناء في شوال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/54) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (6/206) قال : حدثنا وكيع. وعبد بن حميد (1508) قال : حدثنا أبو نعيم والدارمي (2217) قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى.ومسلم (4/142) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. قالا : حدثنا وكيع. (ح) وحدثناه ابن نمير. قال : حدثنا أبي. وابن ماجه (1990) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا وكيع بن الجراح. (ح) وحدثنا أبو بشر بن بكر بن خلف. قال : حدثنا يحيى بن سعيد. والترمذي (1093) قال:حدثنا محمد بن بشار. قال : حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي (6/70) قال : أخبرنا عبيد الله بن سعيد. قال : حدثنا يحيى. وفي (6/130) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أنبأنا وكيع.
خمستهم - يحيى بن سعيد، ووكيع، وأبو نعيم، وعبيد الله بن موسى، وعبد الله بن نمير - عن سفيان، عن إسماعيل بن أمية، عن عبد الله بن عروة، عن أبيه، فذكره.

8985 - (خ م د ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «أمَا لو أن أحدَكم قال - إذا أراد أن يأتي أهله ، أو قال : حين يأتي أهله - بسم الله ، اللهم جَنِّبنا الشيطان ، وجَنِّبَ الشيطان ما رزقتنا ، ثم قُدِّر بينهما في ذلك ولد ، لم يضُرَّه شيطان أبداً» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 240 في بدء الخلق ، باب صفة إبليس وجنوده ، ومسلم رقم (1434) في النكاح ، باب ما يستحب أن يقوله عند المنام ، وأبو داود رقم (2161) في النكاح ، باب جامع النكاح ، والترمذي رقم (1092) في النكاح ، باب ما يقول إذا دخل على أهله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه الحميدي (516) قال : حدثنا سفيان بن عيينة. وأحمد (1/216) (1867) قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد. وفي (1/220) (1908) قال : حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (1/243) (2178) قال : حدثنا عمار بن محمد بن أخت سفيان الثوري. وفي (1/283) (2555) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا سفيان الثوري. وفي (1/286) (2597) قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة. وعبد بن حميد (689) قال : أخبرنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا الثوري. والدارمي (2218) قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل. والبخاري (1/48) قال : حدثنا علي بن عبد الله، قال : حدثنا جرير.وفي (4/148) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل، قال : حدثنا همام. وفي (4/151) قال : حدثنا آدم، قال : حدثنا شعبة. وفي (7/29) قال : حدثنا سعد بن حفص، قال : حدثنا شيبان. وفي (8/102) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال : حدثنا جرير. وفي (9/146) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد، قال : حدثنا جرير. ومسلم (4/155 و 156) قال : حدثنا يحيى بن يحيى، وإسحاق بن إبراهيم، قالا : أخبرنا جرير. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال : حدثنا أبي. (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال : أخبرنا عبد الرزاق، جميعا - عبد الله بن نمير، وعبد الرزاق - عن الثوري. وأبو داود (2161) قال : حدثنا محمد بن عيسى، قال : حدثنا جرير. وابن ماجه (1919) قال : حدثنا عمرو بن رافع، قال : حدثنا جرير. والترمذي (1092) قال : حدثنا ابن أبي عمر، قالي : حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (266) قال : أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد. وفي (269) قال : أخبرنا سليمان بن عبيد الله، قال : حدثنا بهز قال : حدثنا شعبة. وفي الكبرى تحفة الأشراف (6349) عن محمد بن عبد الله بن يزيد بن المقرئ، عن سفيان بن عيينة.
تسعتهم - سفيان بن عيينة، وعبد العزيز بن عبد الصمد، وعمار بن محمد، وسفيان الثوري، وشعبة، وإسرائيل، وجرير، وهمام، وشيبان - عن منصور.
2- وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (270) قال : أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال : حدثنا عبد العزيز بن الصمد، قال : حدثنا سليمان.
كلاهما - منصور، وسليمان الأعمش - عن سالم بن أبي الجعد، عن كريب، فذكره.
* أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (267) قال : أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن غزوان وهو ابن أبي رزمة، قال : حدثنا الفضل بن موسى، عن سفيان، عن منصور، عن كريب، عن ابن عباس، فذكره ولم يذكر سالما.
* أخرجه البخاري (4/151) قال : حدثنا آدم، والنسائي في عمل اليوم والليلة (269) قال : أخبرنا سليمان بن عبيد الله، قال : حدثنا بهز.
كلاهما - آدم، وبهز - عن شعبة، عن منصور، عن سليمان الأعمش، عن سالم، عن كريب، عن ابن عباس لم يرفعه.أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (268) قال : أخبرنا محمد بن حاتم بن نعيم، قال : حدثنا ابن أبي عمر، قال : حدثنا فضيل، عن منصور، عن سالم يرفعه إلى ابن عباس، قوله. ولم يذكر كريبا.في تحفة الأشراف (6349) ذكر هذا السند، وقال عن ابن عباس مرفوعا. ولكن في المطبوع والمخطوط من عمل اليوم والليلة، عن سالم، يرفعه إلى ابن عباس، قوله.
* جاء في صحيح البخاري في رواية آدم، عن شعبة، قال : حدثنا منصور، قال : وحدثنا الأعمش، عن سالم، عن كريب، عن ابن عباس، مثله. يعني مثل رواية شعبة عن منصور، عن سالم، عن كريب، عن ابن عباس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- والصواب أن رواية الأعمش موقوفة، كما أشار المزي في تحفة الأشراف (6349) وقد جاءت هذه الرواية على الصواب من طريق شعبة عند النسائي في عمل اليوم والليلة (269) وقال شعبة : لم يرفعه سليمان الأعمش إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.

الباب الثاني : في أركان النكاح ، وفيه فصلان
الفصل الأول : في العقد ، وفيه فرعان
الفرع الأول : في نكاح المتعة
8986 - (خ م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : «كنا نغزو مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، ليس مَعَنَا نساء ، فقلنا : ألا نَخْتصِي ؟ فنهانا عن ذلك ، ثم رخّص لنا أن نَستمتِع ، فكان أحدنا ينكح المرأةَ بالثوب إلى أجل ، ثم قرأ عبد الله : {يا أيها الذين آمنوا لا تحرِّموا طيباتِ ما أحلَّ الله لكم} [المائدة : 87]» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 8 / 207 في تفسير سورة المائدة ، باب {لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم} ، وفي النكاح ، باب تزويج المعسر الذي معه القرآن والإسلام ، وباب ما يكره من التبتل والخصاء ، ومسلم رقم (1404) في النكاح ، باب نكاح المتعة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (100) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (1/385) (3650) قال : حدثنا يحيى. وفي (1/390) (3706) قال : حدثنا يزيد. وفي (1/420) (3986) قال : حدثنا محمد بن عبيد. وفي (1/432) (4113) قال : حدثنا وكيع. وفي (1/450) (4302) قال : حدثنا يحيى بن زكريا. والبخاري (6/66) قال : حدثنا عمرو بن عون، قال : حدثنا خالد. وفي (7/4) قال : حدثنا محمد بن المثنى، قال : حدثنا يحيى. وفي (7/5) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد.
قال : حدثنا جرير. ومسلم (4/130) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني، قال : حدثنا أبي، ووكيع، وابن بشر. (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال : حدثنا جرير. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا وكيع. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9538) عن إسحاق بن إبراهيم، عن جرير، ووكيع.
عشرتهم - سفيان، ويحيى القطان، ويزيد، ومحمد بن عبيد، ووكيع، ويحيى بن زكريا، وخالد بن عبد الله، وجرير، وعبد الله بن نمير، وابن بشر - عن إسماعيل بن أبي خالد، أنه سمع قيس بن أبي حازم، فذكره.
* رواية سفيان، ويحيى القطان، ويزيد، مختصرة على : «كنا نغزو مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ليس لنا نساء، فقلنا : يارسول الله ألا نستخصي ؟ فنهانا عن ذلك.» .

8987 - (خ م) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قال : «رخص رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عام أوطاس في المتعة ثلاثاً ، ثم نهى عنها» .
هذا لفظ حديث مسلم (1) . وأخرج البخاري معناه تعليقاً ، فقال : إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «أيُّما رجلٍ وامرأةٍ توافقا فعِشْرةُ ما بينهما ثلاث ليال ، فإن أحبَّا أن يتزايدا أو يتتاركا ، فما أدري : أشيء كان لنا خاصة ، أم للناس عامة؟» (2) . قال أبو عبد الله - يعني البخاري- وقد بيّنه عليٌّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه مَنْسوخ (3) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1405) في النكاح ، باب نكاح المتعة .
(2) رواه البخاري تعليقاً 9 / 149 في النكاح ، باب نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن نكاح المتعة ، قال الحافظ " الفتح " : وصله الطبراني والإسماعيلي وأبو نعيم من طرق .
(3) قال الحافظ في " الفتح " : يريد بذلك تصريح علي عن النبي صلى الله عليه وسلم بالنهي عنها بعد الإذن فيها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/55) . ومسلم (4/131) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
كلاهما - أحمد، وأبو بكر - قالا : حدثنا يونس بن محمد، قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال : حدثنا أبو عميس، عن إياس بن سلمة، فذكره.

8988 - (خ م) سلمة بن الأكوع ، وجابر بن عبد الله- رضي الله عنهم - قالا : «كُنَّا في جيش ، فخرج علينا منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قد أذِنَ لكم أن تستمتعوا - يعني متعة النساء» .
وفي رواية «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أتانا فأذِن لنا في المتعة» . أخرجه البخاري ومسلم (1) . -[446]-
وقد أخرج الحميديُّ هذين الحديثين في «مسند سَلَمة» ، وجعلهما حديثين وهما في معنى واحد ، ولعله أدرك بينهما تفرقةً حَمَلتْهُ على ذلك ، فاقتدينا به ، ولم يخرِّج الحديث الثاني في «مسند جابر» .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 148 و 149 في النكاح ، باب نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن نكاح المتعة ، ومسلم رقم (1405) في النكاح ، باب نكاح المتعة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/47) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا ابن جريج.
وفي (4/51) قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة. والبخاري (7/16) قال : حدثنا علي، قال : حدثنا سفيان. ومسلم (4/130) قال : حدثنا محمد بن بشار، قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة. (ح) وحدثني أمية بن بسطام العيشي، قال : حدثنا يزيد يعني ابن زريع، قال : حدثنا روح يعني ابن القاسم، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2230) عن محمد بن بشار بندار، عن محمد بن جعفر، عن شعبة.
أربعتهم - ابن جريج، وشعبة، وسفيان، وروح بن القاسم - عن عمرو بن دينار، عن الحسن بن محمد، فذكره.

8989 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : «إنما كانت المتعة في أول الإسلام ، كان الرجل يقدَم البلدة ليس له بها معرفة ، فيتزوج المرأة بقَدرِ ما يرى أنه يقيم ، فتحفظ له متاعه ، وتُصلح له شَيْأهُ ، حتى إذا نزلت الآية {إِلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانُهم} [المؤمنون : 6] قال ابن عباس : فكلُّ فرج سواهما فهو حرام» أخرجه الترمذي (1) .
وفي رواية ذكرها رزين ، قال أبو حمزة : «سمعتُ ابن عباس يُسألُ عن مُتْعةِ النساء ؟ فرخَّص فيها ، فقال له مولى له : إنما ذلك في الحال الشديد وفي النساء قلة ؟ - أو نحوه - قال : نعم» .
__________
(1) رقم (1122) في النكاح ، باب ما جاء في تحريم نكاح المتعة ، وهو حديث حسن بشواهده ، وقال الحافظ في " الفتح " : وقد روي روايات عديدة عن ابن عباس في الرجوع يقوي بعضها بعضاً .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1122) قال : حدثنا محمود بن غيلان قال : قال : حدثنا سفيان بن عقبة.
أخو قبيصة بن عقبة، قال : حدثنا سفيان الثوري، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب، فذكره.

8990 - (م د س) محمد بن شهاب قال : «قال عروة بن الزبير : إن أخاه عبد الله قام بمكة ، فقال : إن ناساً أعمى الله قلوبهم ، كما أعمى أبصارهم ، يُفْتُون بالمتعة - يعرِّض برجل (1) - فناداه ، فقال : إنك لَجِلْفٌ جافٍ ، -[447]- فلعمري ، لقد كانت المتعة تُفعل على عهد إمام المتَّقين - يريد به رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال له ابن الزبير : فَجَرِّبْ بِنَفْسِك ، فوالله لئن فعلتها لأَرْجُمَنَّكَ بأحجارك . قال ابن شهاب : فأخبرني خالد بن المهاجر بن سيف الله : أنه بينا هو جالس عند رجل جاءه رجل فاستفتاه في المتعة ، فأمره بها ، فقال له ابن أبي عَمْرة الأنصاري : مَهْلاً ، قال : ما هي والله ، لقد فُعِلَتْ في عهد إمام المتقين . قال ابن أبي عمرة : إنها كانت رخصة في أول الإسلام لمن اضْطُرَّ إليها ، كالميتة والدم ولحم الخنزير ، ثم أحكم الله الدِّين ، ونهى عنها» .
قال ابن شهاب : وأخبرني ربيع بن سَبْرة الجُهني : أن أباه قال : «قد كنتُ استمتعتُ في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بِبُرْدَيْنِ أحمرين امرأةً من بني عامر ، ثم نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن المتعة» .
قال ابن شهاب : وسمعت الربيع بن سَبْرة : يحدّث ذلك عمرَ بن عبد العزيز وأنا جالس .
وفي رواية عن عمر بن عبد العزيز قال : حدَّثني الربيعُ بن سَبْرَةَ عن أبيه أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «نهى عن المتعة ، وقال : ألا إنَّها حرام من يومكم هذا إلى يوم القيامة ، ومن كان أُعطِيَ شيئاً فلا يأخذه» .
وفي رواية : قال سبرةُ : «أذِنَ لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بالمتعة ، فانطلقتُ أنا ورجل إلى امرأة من بني عامر ، كأنها بَكْرة عَيطاء ، فعرضنا عليها -[448]- أنفسنا ، فقالت : ما تعطي ؟ فقلت : ردائي ، وقال صاحبي : ردائي ، وكان رداء صاحبي أجود من ردائي ، وكنتُ أشبَّ منه ، فإذا نظرتْ إلى رداء صاحبي أعجبها ، وإذا نظرت إليَّ أعجَبْتُها ، ثم قالت : أنت ورداءك يكفيني ، فمكثتُ معها ثلاثاً ، ثم إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : مَنْ كان عنده شيء من هذه النساء التي يَتَمتَّع بها فَلْيُخَلِّ سبيلَها» .
وفي رواية عن الربيع : «أن أباه غزا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فتح مكة ، قال : فأقمنا بها خمس عشرة - ثلاثين بين ليلة ويوم - فأذِن لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في متعة النساء ، فخرجتُ أنا ورجل من قومي ، ولي عليه فَضْل في الجمال وهو قريب من الدَّمامة ، ومع كل واحد مِنَّا بُرْدُه ، فبُردي خَلَقٌ ، وأمَّا بُردُ ابنِ عمي : فَبُردٌ جديدٌ غَضٌّ ، حتى إذا كنا بأسفل مكةَ أو بأعلاها ، فتلقتْنا فتاة مثلُ البَكْرة العَنَطْنَطة - أو كأنها بكرةٌ عيطاء - فقلنا لها : هل لكِ أن يستمتع منكِ أحدُنا ؟ قالت : وماذا تبذلان ؟ فنشر كل واحد منا بُرْدَه ، فجعلت تنظر إلى الرجلين ، ويراها صاحبي تنظر إلى عِطْفها ، فقال : إنَّ بُرْدَ هذا خَلَقٌ ، وبُردي جديد غَضٌّ ، فقالت : بُردُ هذا يكفيني ، لا بأس به - مرتين ، أو ثلاثاً - ثم استمتعتُ به منها ، فلم أخرج حتى حرَّمها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي رواية نحوه ، وزاد : «هل يصلح ذاك ؟» وفيه قال : «إن بُرْدَ هذا خَلَقٌ مَحٌّ» . -[449]-
وفي أخرى «أنَّ أباه كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : يا أيُّها الناس ، إني كنتُ قد أذِنْتُ لكم في الاستمتاع من النساء ، وإنَّ الله قد حَرَّم ذلك إلى يوم القيامة ، فمن كان عنده منهن شيء فليُخَلِّ سبيله ، ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئاً» .
زاد في رواية : «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قائماً بين الركن والباب وهو يقول ... فذكر الحديث ، وذكر التحريم إلى يوم القيامة» .
وفي أخرى قال : «أمرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بالمتعة عام الفتح ، حين دخلنا مكة ، ثم لم نخرجْ منها حتى نهانا عنها» .
وفي أخرى نحو ما تقدم ، وفيه : «فآمَرَتْ نفسَها ساعة ، ثم اختارتْني على صاحبي ، فكنّ معنا ثلاثاً ، ثم أمرنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بفراقهنَّ» .
وفي أخرى مختصراً : «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى زمان الفتح عن متعة النساء» .
زاد في رواية : «أنَّ أباه كان تمتع بِبُرْدَين أحمرين» هذه رواية مسلم .
وفي رواية أبي داود عن الزهري قال : «كُنَّا عند عمر بن عبد العزيز ، فتذاكرنا متعة النساء ، فقال له رجل يقال له الربيعُ بن سَبْرَة : أشهد على أبي أنه حدَّث : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عنها في حجة الوداع» .
وفي رواية مختصراً عن سَبْرة «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- حرَّم متعة النساء» وأخرج النسائي الرواية الثالثة بطولها . -[450]-[وفي رواية أبي داود عن الزهري قال : «كُنَّا عند عمر بن عبد العزيز ، فتذاكرنا مُتْعَةَ النساء ، فقال له رجل يقال له الربيعُ بن سَبْرة : أشهد على أبي أنه حَدَّث: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- حَرَّم مُتْعَةَ النساء»] (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الجِلف) : الأحمق الجاهل ، و «الجافي» النافر الطبع .
(نكاح المتعة) هو النكاح إلى أجل معين .
(الدَّمامة) بالدال المهملة : صِغَر الخِلْقَةِ وقُبْح المنظر .
(الغضُّ) : الطريُّ ، والمراد : أنه جديد .
(البَكْرة) : الفتِيَّة من النُّوق ، وأراد بها : المرأةَ الشابَّة .
(العَيطاء) : المرأة الطويلة العنق في اعتدال ، وكذلك «العَنَطْنَطَة» .
(مَحّ) المَحُّ : البالي الخَلَق من الثياب .
__________
(1) قال النووي : يعني : يعرض بابن عباس .
(2) رواه مسلم رقم (1406) في النكاح ، باب نكاح المتعة ، وأبو داود رقم (2072) و (2073) في النكاح ، باب في نكاح المتعة ، والنسائي 6 / 126 و 127 في النكاح ، باب تحريم المتعة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (846) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (3/404) قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال : حدثنا معمر. وفي (3/404) قال : حدثنا عبد الصمد، قال : حدثنا أبي، قال : حدثنا إسماعيل بن أمية. وفي (3/404) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : حدثنا معمر. وفي (3/405) قال : حدثنا سفيان بن عيينة. والدارمي (2202) قال : أخبرنا محمد بن يوسف، قال : حدثنا ابن عيينة. ومسلم (4/133) قال : حدثنا عمرو الناقد، وابن نمير، قالا : حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا ابن علية، عن معمر. (ح) وحدثنيه حسن الحلواني، وعبد بن حميد، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال : حدثنا أبي، عن صالح. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، قال : أخبرنا ابن وهب، قال : أخبرني يونس. وأبو داود (2072) قال : حدثنا مسدد بن مسرهد، قال : حدثنا عبد الوارث، عن إسماعيل بن أمية. وفي (2073) قال : حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا معمر. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3809) عن محمد بن عبد الله بن بزيع، عن يزيد، وهو ابن زريع، عن معمر. (ح) وعن محمد بن بشار، عن وهب بن جرير، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق.
ستتهم - ابن عيينة، ومعمر، وإسماعيل بن أمية، وصالح، ويونس، ومحمد بن إسحاق - عن الزهري، عن الربيع بن سبرة، فذكره.
في رواية إسماعيل بن أمية. سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع، ينهى عن نكاح المتعة.
وفي رواية يونس : «قد كنت استمتعت في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، امرأة من بني عامر، ببردين أحمرين، ثم نهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، عن المتعة.» .
وبلفظ : «خرجنا مع ريول الله -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع، فقالوا : يا رسول الله، إن العزبة قد اشتدت علينا، قال : فاستمتعوا من هذه النساء، فأتيناهن، فأبين أن ينكحننا إلا أن نجعل بيننا وبينهن أجلا..» .
1- أخرجه الحميدي (847) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (3/404) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : حدثنا معمر. وفي (3/405) قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة، قال : سمعت عبد ربه بن سعيد. وفي (4/405) أيضا قال : حدثنا وكيع. والدارمي (2201) قال : أخبرنا جعفر بن عون. ومسلم (4/132) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال : حدثنا أبي. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا عبدة بن سليمان. وابن ماجه (1962) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا عبدة بن سليمان، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3809) عن محمد بن الوليد البصري، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن عبد ربه بن سعيد. (ح) وعن محمود بن غيلان، عن سليمان بن حرب، عن شعبة، عن عبد ربه بن سعيد.
سبعتهم - سفيان، ومعمر، وعبد ربه، ووكيع و جعفر، وابن نمير، وعبدة - عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز.
2- وأخرجه أحمد (3/404) قال : حدثنا يعقوب. ومسلم (4/132) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال : أخبرنا يحيى بن آدم، قال : حدثنا إبراهيم بن سعد.
كلاهما - يعقوب، وإبراهيم - عن عبد الملك بن الربيع بن سبرة.
3- وأخرجه أحمد (3/405) قال : حدثنا عفان، قال : حدثنا وهيب ومسلم (4/131) قال : حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري، قال : حدثنا بشر، يعني ابن المفضل. وفي (4/132) قال : حدثني أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي، قال : حدثنا أبو النعمان، قال : حدثنا وهيب.
كلاهما - بشر، ووهيب - عن عمارة بن غزية.
4- وأخرجه أحمد (3/405) قال : حدثنا يونس. ومسلم (4/131) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. والنسائي (6/126) قال : أخبرنا قتيبة.
كلاهما - يونس، وقتيبة - قالا : حدثنا الليث هو ابن سعد.
5- وأخرجه مسلم (4/133) قال : حدثنا يحيى بن يحيى، قال : أخبرنا عبد العزيز بن الربيع بن سبرة بن معبد.
6- وأخرجه مسلم (4/134) قال : حدثني سلمة بن شبيب والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3809) عن المغيرة بن عبد الرحمن الحراني.
كلاهما - سلمة، والمغيرة - عن الحسن بن محمد بن أعين، عن معقل، عن ابن أبي عبلة، عن عمر بن عبد العزيز.
ستتهم - عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، وعبد الملك بن الربيع، عمارة بن غزية، والليث، وعبد العزيز بن الربيع، وعمر بن عبد العزيز - عن الربيع بن سبرة، فذكره.
* أخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3809) عن أحمد بن عثمان بن حكيم، عن خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن رجل من بني سبرة، عن أبيه، فذكره.
* رواية بشر بن المفضل، عن عمارة بن غزية «أن أباه غزا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتح مكة، قال : فأقمنا بها خمس عشرة ، ثلاثنين بين ليلة ويوم،..» فذكره مثله.

8991 - (ط) عروة بن الزبير - رحمه الله - قال : «إنَّ خولة بنت حكيم دَخَلَت على عمر بن الخطاب ، فقالت : إنَّ ربيعةَ بن أميةَ استمتع بامرأة مُوَلّدَة ، فحملت منه (1) ، فخرج عمر يَجُرُّ رداءه فَزِعاً ، فقال : هذه -[451]- المتعة ، ولو كنت تقدَّمتُ فيها لَرَجَمْتُ» أخرجه الموطأ (2) .
__________
(1) قال الزرقاني في " شرح الموطأ " : هذه القصة وقعت لربيعة قبل تنصره كما في " الإصابة " .
(2) 2 / 542 في النكاح ، باب نكاح المتعة ، قال الزرقاني : قال ابن عبد البر : الخبر عن عمر من رواية مالك منقطع ، ورويناه متصلاً ، ثم أسنده عن يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر قال : قال عمر : لو تقدمت فيها لرجمت ، يعني المتعة ، قال : وهذا القول منه قبل نهيه عنها ، وهو تغليظ ليرتدع الناس فينزجروا عن سوء مذهبهم ، وقبيح تأويلاتهم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (1179) عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، فذكره.
وقال الزرقاني في شرح الموطأ (3/200) قال ابن البر : الخبر عن عمر من رواية مالك منقطع ورويناه متصلا، ثم أسنده عن يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر.

8992 - (خ م ط ت س) محمد بن الحنفية – رحمه الله - أن علياً قال لابن عباس : «إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن مُتْعَةِ النساء يوم خيبر ، وعن أكلِ لحومِ الحُمُر الإنسية» أخرجه الجماعة إلا أبا داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 7 / 369 في المغازي ، باب غزوة خيبر ، وفي النكاح ، باب نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نكاح المتعة أخيراً ، وفي الذبائح ، باب لحوم الحمر الإنسية ، وفي الخيل ، باب في الزكاة وأن لا يفرق بين مجتمع ولا يجمع بين متفرق خشية الصدقة ، ومسلم رقم (1407) في النكاح ، باب نكاح المتعة ، والموطأ 2 / 542 في النكاح ، باب نكاح المتعة ، والترمذي رقم (1121) في النكاح ، باب ما جاء في تحريم نكاح المتعة ، والنسائي 6 / 125 و 126 في النكاح ، باب تحريم المتعة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك الموطأ (335) والحميدي (37) قال : حدثنا سفيان.
وأحمد (1/79) (592) قال : حدثنا سفيان. وفي (1/142) (1203) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أنبأنا معمر. والدارمي (1996) قال : أخبرنا أحمد بن عبد الله، قال : حدثنا مالك. وفي (2203) قال:حدثنا محمد، قال : حدثني بن عيينة. والبخاري (5/172) قال : حدثنا يحيى بن قزعة، قال : حدثنا مالك. وفي (7/16) قال : حدثثنا مالك بن إسماعيل، قال : حدثنا ابن عيينة. وفي (7/123) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف، قال : أخبرنا مالك. وفي (9/31) قال : حدثنا مسدد، قال : حدثنا يحيى، عن عبيد الله بن عمر. ومسلم (4/134 و 135 و 6/63) قال : حدثنا يحيى بن يحيى، قال : قرأت على مالك بن أنس. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير وزهير بن حرب، قالوا : حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال : حدثنا أبي، قال : حدثنا عبيد الله. (ح) وحدثني أبو الطاهر وحرملة، قالا : أخبرنا ابن وهب، قال : أخبرني يونس. وفي (4/134) قال : وحدثناه عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي، قال : حدثنا جويرية، عن مالك. وفي (6/63) قال : حدثنا إسحاق وعبد بن حميد، قالا : أخبرنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا معمر. وابن ماجه (1961) قال : حدثنا محمد بن يحيى، قال : حدثنا بشر بن عمر، قال : حدثنا مالك بن أنس. والترمذي (1121و 1794) قال : حدثنا ابن أبي عمر، قال : حدثنا سفيان. وفي (1794) قال : حدثنا محمد بن بشار، قال : حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن مالك بن أنس. (ح) وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال : حدثنا سفيان. والنسائي (6/125) قال : أخبرنا عمرو بن علي، قال : حدثنا يحيى، عن عبيد الله بن عمر. وفي (6/126) قال : أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، قالا : أنبأنا ابن القاسم، عن مالك. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي ومحمد بن بشار ومحمد بن المثنى، قالوا : أنبأنا عبد الوهاب، قال : سمعت يحيى بن سعيد يقول : أخبرني مالك بن أنس. وفي (7/202) قال : أخبرنا محمد بن منصور والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن سفيان. (ح) أخبرنا سليمان بن داود، قال : حدثنا عبد الله بن وهب، قال : أخبرني يونس ومالك وأسامة.
ستتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، ومعمر، وعبيد الله بن عمر، ويونس، وأسامة بن زيد - عن الزهير، عن عبد الله والحسن ابني محمد بن علي، عن أبيهما. فذكره.
* أخرجه عبد بن أحمد (1/103) (812) قال : حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي، قال : حدثنا حماد بن زيد، قال : حدثنا معمر، عن الزهري، عن عبد الله بن محمد بن علي، عن علي، فذكره. ولم ينقل عبد الله بن محمد : عن أبيه.

8993 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : «كُنا نستمتع بالقُبْضة من التمر والدقيق الأيامَ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر ، حتى نهى عنه عمر في شأن عَمرو بن حُرَيث» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1405) في النكاح ، باب نكاح المتعة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (4/131) قال : حدثني محمد بن رافع، قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا ابن جريج، قال : أخبرني أبو الزبير، فذكره.

الفرع الثاني : في نكاح الشِّغار ، ونكاح الجاهلية
8994 - (خ م ط د ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ -[452]- رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «نهى عن الشِّغَار ، وهو أن يزوجَ الرجلُ ابنتَه أو أُخته الرجلَ على أن يزوِّجه ابنتَه أو أخته وليس بينهما صَداق» .
أخرجه البخاري ومسلم والموطأ والنسائي ، إلا أن النسائي لم يذكر «الأخت» .
وفي رواية لمسلم أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا شِغَار في الإسلام» .
وفي أخرى «أنَّه نهى عن الشِّغار» لم يزد على هذا .
وأخرج الترمذي وأبو داود هذه الرواية الأخيرة (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نكاح الشغار) قد ذكر معنى الشِّغار [في متن الحديث ، قال الخطابيُّ : وأصل الشِّغار] في اللغة : الرفع ، يقال : شَغَر الكلب برجله : إذا رفعها عند البول ، وسمي هذا النكاح شِغاراً ، لأن المتناكحَيْنِ رفعا المهر بينهما ، وقيل : سُمِّي شِغاراً لأنه رفع العقد من أصله ، فارتفع النكاح والمهر معاً .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 139 في النكاح ، باب الشغار ، وفي الحيل ، باب في الزكاة ، ومسلم رقم (1415) في النكاح ، باب تحريم نكاح الشغار وبطلانه ، والموطأ 2 / 535 في النكاح ، باب جامع لا يجوز من النكاح ، وأبو داود رقم (2074) في النكاح ، باب في الشغار ، والترمذي رقم (1124) في النكاح ، باب ما جاء في النهي عن نكاح الشغار ، والنسائي 6 / 111 و 112 في النكاح ، باب الشغار ، وباب تفسير الشغار .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه مالك الموطأ (331) وأحمد (2/7) (4526) (2/62) (5289) قال : حدثنا عبد الرحمن. والدارمي (2186) قال : حدثنا خالد بن مخلد. والبخاري (7/15) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (4/139) قال : حدثنا يحيى بن يحيى. وأبو داود (2074) قال : حدثنا القعنبي. وابن ماجه (1883) قال : حدثنا سويد بن سعيد. والترمذي (1124) قال : حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال : حدثنا معن. والنسائي (6/112) قال : أخبرنا هارون بن عبد الله، قال : حدثنا معن. (ح) والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم.
ثمانيتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وخالد بن مخلد، وعبد الله بن يوسف، ويحيى بن يحيى، والقعنبي، وسويد بن سعيد، ومعن، وابن القاسم - عن مالك بن أنس.
2- وأخرجه أحمد (2/19) (4692) والبخاري (9/30) قال : حدثنا مسدد. ومسلم (4/139) قال : حدثني زهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، وعبيد الله بن سعيد. وأبو داود (2074) قال : حدثنا مسدد بن مسرهد. والنسائي (6/110) قال : أخبرنا عبيد الله بن سعيد.
خمستهم - أحمد بن حنبل، ومسدد، وزهير بن حرب، وابن المثنى، وعبيد الله بن سعيد - عن يحيى بن سعيد، عن عبيد الله.
3- وأخرجه مسلم (4/139) قال : حدثنا يحيى بن يحيى، قال : أخبرنا حماد بن زيد، عن عبد الرحمن الراج.
ثلاثتهم - مالك، وعبيد الله بن عمر، وعبد الرحمن السراج - عن نافع، فذكره.

8995 - (م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «نهى عن الشِّغار ، وهو أن يقول : زوِّجْني ابنتَك ، وأزوجكَ ابنتي ، أو زوِّجْني أختَك ، وأزوجك أختي» أخرجه مسلم . -[453]-
وفي رواية النسائي «أنه نهى عن الشِّغار» لم يزد (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1416) في النكاح ، باب تحريم نكاح الشغار وبطلانه ، والنسائي 6 / 112 في النكاح ، باب تفسير الشغار .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : (2/439 و 496) قال : حدثنا ابن نمير. ومسلم (4/139) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا ابن نمير وأبو أسامة. (ح) وحدثناه أبو كريب. قال : حدثنا عبدة. وابن ماجه (1884) قال : حدثنا أو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا يحيى بن سعيد وأبو أسامة. النسائي (6/112) قال : أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، وعبد الرحمن بن محمد بن سلام. قالا : حدثنا إسحاق الأزرق.
خمستهم - أبو أسامة، وعبد الله بن نمير، وعبدة بن سليمان، ويحيى وإسحاق - عن عبيد الله بن عمر، عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.

8996 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الشغار» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1417) في النكاح ، باب تحريم الشغار وبطلانه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/321) قال : حدثنا عبد الرزاق. وفي (3/339) قال : حدثنا حجاج.ومسلم (4/140) قال : حدثني هارون بن عبد الله، قال : حدثنا حجاج بن محمد. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن رافع، عن عبد الرزاق.
كلاهما - عبد الرزاق، وحجاج بن محمد - عن ابن جريج، قال : أخبرني أبو الزبير، فذكره.

8997 - (د) عبد الرحمن بن هرمز الأعرج أنَّ العباس بن عبد الله بن العباس «أنكحَ عبد الرحمن بن الحكم ابنته ، وأنكحه عبد الرحمن ابنته ، وكانا جعلا صَداقاً ، فبلغ ذلك معاوية ، فكتب إلى مروان يأمره بالتفريق بينهما ، وقال في كتابه : هذا هو الشِّغار الذي نهى عنه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم 2075 في النكاح ، باب في الشغار ، وإسناده قوي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2075) قال : حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال : حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال : حدثني عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، فذكره.

8998 - (خ د) عروة بن الزبير أن عائشة - رضي الله عنها - أخبرته «أن النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء : فنكاح منها نكاح الناس اليوم ، يخطُب الرجل إلى الرجل وَليَّتَه ، أو ابنته ، فَيُصْدِقُها ، ثم يَنْكِحُها ، ونكاحٌ آخر : كان الرجل يقول لامرأته إذا طَهُرَتْ من طَمْثها : أرسِلي إلى فلان فاسْتَبضِعي منه ، ويعتزلها زوجها ، فلا يَمَسُّها حتى يتبيَّنَ حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه ، فإذا تبيَّن حملُها أصابها زوجُها إذا أحبَّ ، وإنما يفعل ذلك رغبةً في نَجابة الولد ، فكان هذا النكاحُ نكاح الاستبضاع ، ونكاحٌ آخر : -[454]- يجتمع الرهط ما دون العشرة ، فيدخلون على المرأة ، كلُّهم يُصيبها ، فإذا حملت ووضعت ، ومَرَّ ليالٍ بعد أن تضع حملها : أرسلت إليهم ، فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع ، حتى يجتمعوا عندها ، فتقول لهم : قد عرفتم الذي كان من أمركم ، وقد وَلَدتُ ، فهو ابنُكَ يا فلان - تسمِّي من أحبّتْ باسمه - فتُلْحِق به ولدَها ، لا يستطيع أَن يمتنع الرجل ، ونكاح رابع : يجتمع الناس الكثير ، فيدخلون على المرأة لا تمتنع ممن جاءها - وهن البغايا - كن يَنْصِبن على أبوابهنَّ الرَّايات ، وتكون عَلَماً ، فمن أرادهنَّ دخل عليهن ، فإذا حملت إحداهنَّ ووضعت حملها جمعوا لها ودَعَوْا لها القافة ، ثم ألحقوا ولدها بالذي يرون ، فالتاطَ به ، ودُعِيَ ابنَه ، لا يمتنع من ذلك ، فلما بُعث محمدٌ - صلى الله عليه وسلم- بالحق هدم نكاح الجاهلية كُلَّه ، إلا نكاح الناس اليوم» . أخرجه البخاري وأبو داود ، إلا أنَّ أبا داود قدَّم النكاح الرابع ، فجعله أولاً (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الطمث) : الحيض والدم .
(الاستبضاع) : نوع من نكاح الجاهلية ، وهو استفعال من البُضْع وهو الجماع ، وذلك أن تطلب المرأة جماع الرجل لتنال منه الولد فقط . -[455]-
(البغايا) : الزَّواني .
(القافة) : الذين يشبِّهون بين الناس ، فيثبتون النسب بالشَّبَه .
(فالتاط به) أي : ألصقه بنفسه وجعله ولده .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 158 و 159 في النكاح ، باب من قال : لا نكاح إلا بولي ، وأبو داود رقم (2272) في الطلاق ، باب في وجوه النكاح التي كان يتناكح بها أهل الجاهلية .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (7/19) أبو داود (2272) .
كلاهما - البخاري، وأبو داود -.
قالا : حدثنا أحمد بن صالح. قال : حدثنا عنبسة بن خالد. قال : حدثني يونس بن يزيد، قال : قال محمد بن مسلم بن شهاب، أخبرني عروة بن الزبير، فذكره.

8999 - (د) ميمونة بنت كردم - رضي الله عنها - قالت : «خرجت مع أبي في حَجَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فرأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فدنا إِليه أبي وهو على ناقة له ، ومع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- دِرَّة كَدِرَّةِ الكُتَّاب ، فسمعتُ [الأعرابَ و] الناسَ وهم يقولون : الطَّبْطَبِيَّة ، الطَّبْطَبِيَّة ، فدنا إليه أبي ، فأخذ بقَدَمِه ، فأقرَّ له ، ووقف عليه ، واستمع منه ، فقال : إني حضرتُ جيش عَثْرَانَ (1) ، فقال طارق بن المرقِّع : مَنْ يعطيني رُمحاً بثوابِه ؟ فقلت : وما ثوابُه ؟ قال : أزوِّجه أولَ بنت تكون لي ، فأعطيته رُمحاً على ذلك ، ثم غِبْتُ عنه حتى علمتُ أن قد وُلد له جارية ، وبلَغَتْ ، ثم جئتُه وقلت : جََهّزْ إليَّ أهلي ، فحلف أن لا يفعل حتى أُصْدِقَها صَداقاً جديداً ، غير الذي كان بيني وبينه ، وحلفت أن لا أُصْدِقَه غير الذي كنت أعطيته ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : وبقَرنِ أيِّ النساء هي اليوم ؟ قال : قد رأتِ القَتير ، قال : أرى لك أن تتركَها ، قال : فراعني ذلك ، ونظرتُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فلما رأى ذلك مني قال : لا تأثم ، ولا يَأثمُ صاحبُك (2)» أخرجه أبو داود (3) .
-[456]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الطَّبْطَبِيَّة) بفتح الطاءين المهملتين وسكون الباء الموحدة الأولى ، وكسر الثانية ، وبعدها ياء مشددة ، يجيء شرحها في «كتاب النذور» .
(القَرْن) بَنُو سِنٍّ واحد ، يعني بِسنّ أي النساء هي ؟
(القتير) : الشيب وبياض الشعر في الرأس واللحية ، قال الخطابي : يشبه أن يكون النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إنما أمره بتركها ، لأن عقد النكاح على معدوم العين فاسد ، وأن ذلك كان وعداً من أبيها ، فلما رأى أن الأب لا يفي بما وعده ، وأن هذا لا يقلع عما قال : أشار عليه بتركها ، لما يخاف عليهما من الإثم إذا تنازعا وتخاصما ، وتلطّف - صلى الله عليه وسلم- في صرفه عنها بالسؤال عن سِنِّها ، حتى قرَّر عنده أنها قد كَبِرت وشاب شَعرها ، وأنه لاحظَّ فيها .
__________
(1) قال ابن المثنى أحد الرواة : جيش غثران ، بالغين المعجمة .
(2) هو طارق بن المرقع .
(3) رقم (2103) في النكاح ، باب في تزويج من لم يولد ، وفي سنده سارة بنت مقسم الثقفية لا تعرف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/366) قال : حدثنا يزيد بن هاوون. (ح) وحدثنا عبد الصمد. وأبو داود (2103) قال : حدثنا الحسن بن علي ومحمد بن المثنى، المعنى. قالا : حدثنا يزيد بن هارون. وفي (3314) قال : حدثنا الحسن بن علي. قال : حدثنا يزيد بن هارون.
كلاهما - يزيد بن هارون، وعبد الصمد - عن عبد الله بن يزيد بن مقسم الثقفي من أهل الطائف. قال : حدثتني سارة بنت مقسم. فذكرته.
* أخرجه أبو داود (2104) قال : حدثنا أحمد بن صالح. قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا ابن جريج. قال : أخبرني إبراهيم بن ميسرة، أن خالته أخبرته، عن امرأة قالت هي مصدقة امرأة صدق. قالت : بينا أبي في غزاة في الجاهلية إذ رمضوا فقال رجل : من يعطيني نعليه وأنكحه أول بنت تولد لي ؟ فخلع أبي نعليه فألقاهما إليه، فولدت له جارية فبلغت، وذكر نحوه، لم يذكر فيه قصة القتير.
* وأخرجه أبو داود (3315) قال : حدثنا محمد بن بشار. قال : حدثنا أبو بكر الحنفي. قال : حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن عمرو بن شعيب، عن ميمونة بنت كردم بن سفيان، عن أبيها نحوه مختصر منه شيء. قال : «هل بها وثن أو عيد من أعياد الجاهلية ؟ قال : لا، قلت : إن أمي هذه عليها نذر، ومشي، أفزقضيه عنها وبرما قال ابن بشار : أنقضيه عنها ؟ قال : نعم» .

9000 - (د) إِبراهيم بن ميسرة عن خالته عن امرأة قال : هي مُصَدَّقَة ، امرأةُ صِدْق ، قالت : «بينما أبي (1) في غزاة في الجاهلية إذ رَمِضُوا ، فقال رجل : من يعطيني نَعليه وأُنكحه أولَ بنت تولد لي ؟ قال : فخلع أبي نَعلَيه ، فألقاهما إليه ، فوُلِدت له جارية ، فبلغت ...» وذكرَت كالذي تقدَّم ، ولم تَذْكر فيه قصة «القتير» أخرجه أبو داود (2) .
-[457]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(رَمِضُوا) الرمضاء : شدة الحرِّ ، وأصله من الرمل إذا حَمِيَ واشتد من وقع الشمس عليه .
__________
(1) في المطبوع : أب لي .
(2) رقم (2104) في النكاح ، باب تزويج من لم يولد ، وفي سنده جهالة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
انظر تخريجه في الحديث الذي قبله.

الفصل الثاني : في الأولياء والشهود ، وفيه ثلاثة فروع
الفرع الأول : في حكم الأولياء والشهود
9001 - (د ت) عائشة - رضي الله عنها - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «أيُّما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحُها باطل ، فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل ، فإن دخل بها فالمهر لها بما استحلَّ من فرجها ، فإن اشتجروا فالسلطان وليُّ من لا وليَّ له» أخرجه الترمذي .
وفي رواية أبي داود «فنكاحها باطل ثلاث مرات ... الحديث» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اشتجروا) التشاجر : الخصومة ، والمراد به المنع من العقد ، دون -[458]- المشاحّة في السبق إلى العقد ، فأما إذا تشاجروا في العقد - ومراتبهم في الولاية سواء - فالعقد لمن سبق إليه منهم ، إذا كان ذلك نظراً منه في مصلحتها ، ومعنى قوله : «بغير إذن وليها» إذنه هو أن يلي العقد بنفسه أو وكيله .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2083) في النكاح ، باب في الولي ، والترمذي رقم (1102) في النكاح ، باب ما جاء لا نكاح إلا بولي ، وهو حديث صحيح ، صححه أبو عوانة وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وغيرهم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه الحميدي (228) قال : حدثنا سفيان وعبد الله بن رجاء المزني. وفي (6/47) قال : حدثنا إسماعيل. وفي (6/165) قال : حدثنا عبد الرزاق. والدارمي (2190) قال : حدثنا أبو عاصم. وأبو داود (2083) قال : حدثنا محمد بن كثير. قال : أخبرنا سفيان. وابن ماجه) ل1879) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا معاذ. والترمذي (1102) قال : حدثنا ابن أبي عمر. قال : حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/16462) عن محمد بن معدان بن عيسى، عن الحسن، عن زهير، وهو ابن معاوية، عن يحيى، وهو ابن سعيد الأنصاري.
ثمانيتهم -سفيان بن عيينة، وعبد الله بن رجاء، وإسماعيل بن علية، وعبد الرزاق، وأبو عاصم، وسفيان الثوري، ومعاذ بن معاذ، ويحيى بن سعيد الأنصاري - عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى.
2- وأخرجه أحمد (6/66) قال : حدثنا حسن. وأبو داود (2084) قال : حدثنا القعنبي.
كلاهما - حسن بن موسى، والقعنبي - قالا : حدثنا ابن لهيعة. قال : حدثنا جعفر بن ربيعة.
3- وأخرجه أحمد (6/260) قال : حدثنا سليمان بن حيان أبو خالد. وابن ماجه (1880) قال : حدثنا أبو كريب. قال : حدثنا عبد الله بن المبارك.
كلاهما - أبو كريب، وابن المبارك - عن حجاج بن أرطاة.
ثلاثتهم - سليمان بن موسى، وجعفر بن ربيعة، وحجاج بن أرطاة- عن ابن شهاب الزهري، عن عروة بن الزبير، فذكره.
* في رواية إسماعيل بن علية قال ابن جريج : فلقيت الزهري فسألته عن هذا الحديث فلم يعرفه.
* قال : أبو داود : جعفر بن ربيعة لم يسمع من الزهري كتب إليه.

9002 - (د ت) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا نكاح إلا بولي» أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1101) في النكاح ، باب ما جاء لا نكاح إلى بولي ، وأبو داود رقم (2085) في النكاح ، باب في الولي ، وهو حديث صحيح ، وقال الترمذي : وفي الباب عن عائشة وأبي هريرة ، وعمران بن حصين ، وأنس .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (4/394) قال : حدثنا وكيع وعبد الرحمن، عن إسرائيل. وفي (4/413) قال : حدثنا يزيد بن هارون، قال : أخبرنا إسرائيل. والدارمي (2188) قال : أخبرنا مالك بن إسماعيل، قال : حدثنا إسرائيل. وفي (2189) قال : حدثنا علي بن حجر. قال : أخبرنا شريك. وأبو داود (2085) قال : حدثنا محمد بن قدامة بن أعين. قال : حدثنا أبو عبيدة الحداد، عن إسرائيل. وابن ماجه (1881) قال : حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، قال : حدثنا أبو عوانة. والترمذي (1101) قال : حدثنا علي بن حجر، قال : أخبرنا شريك بن عبد الله. (ح) وحدثنا قتيبة، قال : حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثنا محمد بن بشار. قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن إسرائيل. (ح) وحدثنا عبد الله بن أبي زياد، قال : حدثنا زيد بن حباب، عن يونس بن أبي إسحاق.
أربعتهم - إسرائيل، وشريك، وأبو عوانة، ويونس - عن أبي إسحاق.
2- وأخرجه أحمد (4/413) قال : حدثنا أسباط بن محمد. وفي (4/418) قال : حدثنا عبد الواحد الحداد. وأبو داود (2085) قال : حدثنا محمد بن قدامة بن أعين. قال : حدثنا أبو عبيدة الحداد.
كلاهما - أسباط، وعبد الواحد الحداد - عن يونس بن إسحاق.
كلاهما - أبو إسحاق، ويونس بن أبي إسحاق - عن أبي بردة، فذكره.

9003 - (د ت س) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «أيُّما امرأةٍ زَوَّجها وليّان ، فهي للأول منهما ، وأيُّما رجل باع بيعاً من رَجُلَين ، فهو للأول منهما» أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي (1) . وزاد رزين : قبل ذكر البيع : «وإن دخل بها فهي لمن دخل» .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2088) في النكاح ، باب إذا أنكح الوليان ، والترمذي رقم (1110) في النكاح ، باب ما جاء في الوليين يزوجان ، والنسائي 7 / 314 في البيوع ، باب الرجل يبيع السلعة فيستحقها مستحق ، من حديث الحسن عن سمرة ، وقد اختلف في سماع الحسن من سمرة ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن ، قال الحافظ في " التلخيص " : حسنه الترمذي ، وصححه أبو زرعة وأبو حاتم والحاكم في " المستدرك " ، وصحته متوقفة على ثبوت سماع الحسن من سمرة فإن رجاله ثقات ، لكن اختلف فيه على الحسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/8) قال : حدثنا بهز، وعبد الصمد، قالا : حدثنا همام. وفي (5/8) قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا سعيد. وفي (5/11) قال : حدثنا عبد الصمد، قال : حدثنا هشام. وفي (5/11) أيضا قال : حدثنا عفان، قال : حدثنا همام. وفي (5/12 و 18) قال : حدثنا عمرو بن الهيثم، أبو قطن، قال : حدثنا هشام. وفي (5/18) قال : حدثنا روح، قال : حدثنا هشام بن أبي عبد الله، وحماد. وفي (5/22) قال : حدثنا عفان، قال : حدثنا حماد. والدارمي (2200) قال : حدثنا عفان، قال : حدثنا حماد بن سلمة. وأبو داود (2088) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا هشام. (ح) وحدثنا محمد بن كثير، قال : أخبرنا همام. (ح) وحدثنا موسى بن إسماعيل، قال : حدثنا حماد. وابن ماجه (2191) قال : حدثنا الحسين بن أبي السري العسقلاني، ومحمد بن إسماعيل، قالا : حدثنا وكيع، قال : حدثنا سعيد بن بشير. وفي (2344) قال : حدثنا يحيى بن حكيم، قال : حدثنا أبو الوليد، قال : حدثنا همام. والترمذي (1110) قال : حدثنا قتيبة، قال : حدثنا غندر، قال : حدثنا سعيد بن أبي عروبة. والنسائي (7/314) قال : أخبرنا قتيبة، قال : حدثنا غندر، عن شعبة. وفي الكبرى تحفة الأشراف (4582) عن قتيبة، عن غندر، عن سعيد بن أبي عروبة. (ح) وعن محمد بن عبد الوهاب النيسابوري، عن محمد بن سابق، عن إسرائيل، عن هشام. (ح) وعن محمد بن عبد الله بن بزيع، عن يزيد، وهو ابن زريع، عن هشام.
ستتهم - همام، وسعيد بن أبي عروبة، وهشام، وحماد، وسعيد بن بشر، وشعبة - عن قتادة، عن الحسن، فذكره.
* وأخرجه أحمد (5/8) قال : حدثنا محمد بن جعفر، والدارمي (2199) قال : أخبرنا يزيد بن هارون. وابن ماجه (2190) قال : حدثنا حميد بن مسعدة، قال : حدثنا خالد بن الحارث.

9004 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-[459]- قال : «البغايا : اللاتي يُنكِحن أنفسَهن بغير بَيِّنة» أخرجه الترمذي (1) ، وقال : وقد روي موقوفاً ، وهو الصحيح .
__________
(1) رقم (1103) في النكاح ، باب ما جاء لا نكاح إلا ببينة ، والصحيح أنه موقوف على ابن عباس .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1103) قال : حدثنا يوسف بن حماد البصري، قال : حدثنا عبد الأعلى، عن سعيد، عن قتادة، عن جابر بن زيد، فذكره.
قال يوسف بن حماد : رفع عبد الأعلى هذا الحديث في التفسير. وأوقفه في كتاب الطلاق، ولم يرفعه.
* أخرجه الترمذي (1104) قال : حدثنا قتيبة. قال : حدثنا غندر، محمد بن جعفر، عن سعيد بن أبي عروبة، نحوه، ولم يرفعه.
قال الترمذي : وهذا أصح. يعني الموقوف.

9005 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إذا نكحَ العبدُ بغير إذن مواليه فنكاحه باطل» أخرجه أبو داود وقال : هذا الحديث ضعيف ، وهو موقوف ، وهو قول ابن عمر (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2079) في النكاح ، باب في نكاح العبد بغير إذن سيده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2079) قال : حدثنا عقبة بن مكرم ، قال : حدثنا أبو قتيبة، عن عبد الله بن عمر، عن نافع فذكره.

9006 - (د ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «أيُّما عبد تزوج بغير إذن مواليه فهو عاهر» . أخرجه أبو داود والترمذي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2078) في النكاح ، باب في نكاح العبد بغير إذن سيده ، والترمذي رقم (1111) و (1112) في النكاح ، باب ما جاء في نكاح العبد بغير إذن سيده ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال ، ورواه أيضاً الحاكم 2 / 194 وصححه ووفقه الذهبي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (3/300) قال : حدثنا وكيع. والدارمي (2239) قال : أخبرنا أبو نعيم. وأبو داود (2078) قال : حدثنا أحمد بن حنبل، وعثمان بن أبي شيبة.
كلاهما - عن وكيع.- كلاهما - وكيع، وأبو نعيم - قالا : حدثنا الحسن بن صالح..
2- وأخرجه أحمد (3/377) والترمذي (1112) قال : حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي.
كلاهما - أحمد، وسعيد بن يحيى - قالا : حدثنا يحيى بن سعيد الأموي، قال : حدثنا ابن جريج.
3- وأخرجه أحمد (3/382) قال : حدثنا يزيد بن هارون، قال ؛ أخبرنا همام بن يحيى، عن القاسم بن عبد الواحد.
4- وأخرجه الترمذي (1111) قال : حدثنا علي بن حجر، قال : أخبرنا الوليد بن مسلم، عن زهير بن محمد.
أربعتهم - الحسن، وابن جريج، والقاسم، وزهير - عن عبد الله بن محمد بن عقيل، فذكره.

9007 - (ط) أبو الزبير المكي أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - «أُتِيَ بنكاح لم يَشْهد عليه إلا رجل وامرأة ، فقال : هذا نكاح السِّرّ ، ولا أُجيزه ، ولو كنتُ تقدَّمت فيه لَرَجَمْتُ» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 535 في النكاح ، باب جامع ما لا يجوز من النكاح ، وإسناده منقطع ، فإن أبا الزبير المكي لم يدرك عمر رضي الله عنه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع : أخرجه مالك (1161) عن أبي الزبير المكي، فذكره.

الفرع الثاني : في الاستئذان والإجبار
9008 - (م ط ت د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «الأيِّم أحقُّ بنفسها من وليِّها ، والبِكْرُ تُستأذَن في نفسها ، وإذنُها صُماتها» .
وفي رواية نحوه قال : «والبِكر يستأذِنها أبوها في نفسها ، وإذنُها صُماتُها» وربما قال : «وصَمتُها إقرارُها» أخرجه مسلم والنسائي . وأخرج الموطأ والترمذي وأبو داود الأولى .
وفي رواية لأبي داود والنسائي قال : «ليس للوليِّ مع الثيِّب أمْرٌ ، واليتيمة تُستأمر ، وصَمتُها إقرارُها» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1421) في النكاح ، باب استئذان الثيب في النكاح بالنطق والبكر بالسكوت ، والموطأ 2 / 524 في النكاح ، باب استئذان البكر والأيم في أنفسهما ، والترمذي رقم (1108) في النكاح ، باب ما جاء في استئمار البكر والثيب ، وأبو داود رقم (2098) في النكاح ، باب في الثيب ، والنسائي 6 / 84 في النكاح ، باب استئذان البكر في نفسها ، وباب استئمار الأب البكر في نفسها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه مالك الموطأ (325) والحميدي (517) قال : حدثنا سفيان، قال : حدثنا زياد بن سعد. وأحمد (1/219) (1888) و (1/241) (2163) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك. وفي (1/219) (1897) قال : حدثنا سفيان، عن زياد بن سعد. وفي (1/261) (2365) قال : حدثنا يعقوب، قال : حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال : حدثني صالح بن كيسان. وفي (1/345) (3222) قال : حدثنا وكيع، عن مالك بن أنس. وفي (1/362) (3421) قال : حدثنا ابن نمير، قال : حدثنا مالك يعني ابن أنس. والدارمي (2194) قال : حدثنا خالد بن مخلد، قال : حدثنا مالك. وفي (2195) قال : حدثنا إسحاق بن عيسى، قال : حدثني مالك. ومسلم (4/141) قال : حدثنا سعيد بن منصور، وقتيبة بن سعيد، قالا : حدثنا مالك. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال : قلت لمالك. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال : حدثنا سفيان، عن زياد بن سعد. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال : حدثنا سفيان، عن زياد بن سعد. وأبو داود (2098) قال : حدثنا أحمد بن يونس، وعبد الله بن مسلمة، قالا : أخبرنا مالك. وفي (2099) قال : حدثنا أحمد بن حنبل، قال : حدثنا سفيان، عن زياد بن سعد. وابن ماجه (1870) قال : حدثنا إسماعيل بن موسى السدي، قال : حدثنا مالك بن أنس. والترمذي (1108) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد، قال : حدثنا مالك بن أنس. والنسائي (6/84) قال : أخبرنا قتيبة، قال : حدثنا مالك. (ح) وأخبرنا محمود بن غيلان، قال : حدثنا أبو داود، قال : حدثنا شعبة، عن مالك بن أنس.. (ح) وأخبرني أحمد بن سعيد الرباطي، قال : حدثنا يعقوب، قال : حدثني أبي، عن ابن إسحاق، قال : حدثني صالح بن كيسان. وفي (6/85) قال : أخبرنا محمد بن منصور، قال : حدثنا سفيان، عن زياد بن سعد.
ثلاثتهم - مالك، وزياد بن سعد، وصالح بن كيسان - عن عبد الله بن الفضل بن ربيعة.
2- وأخرجه أحمد (1/274) (2481) قال : حدثنا أبو أحمد. وفي (1/355) (3343) قال : حدثنا وكيع، قال : حدثنا سفيان. والدارمي (2196) قال : أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد.
ثلاثتهم - أبو أحمد، سفيان، وعبيد الله - عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب.
3- وأخرجه أحمد (1/334) (3087) وأبو داود (2100) قال : حدثنا الحسن بن علي. والنسائي (6/85) قال : أخبرنا محمد بن رافع.
ثلاثتهم -أحمد بن حنبل، والحسن، وابن رافع - قالوا : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا معمر، عن صالح بن كيسان.
ثلاثتهم - عبد الله بن الفضل، وعبيد الله بن عبد الرحمن، وصالح بن كيسان، عن نافع بن جبير، فذكره.
في رواية زياد بن سعد س: سالثيب أحق بنفسها.» .
ورواية صالح بن كيسان : «ليس للولي مع الثيب أمر، واليتيمة تستأمر، فصمتها إقرارها.» .

9009 - (خ م ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا تُنكَح الأيِّم حتى تُستأمَرَ ، ولا البِكرُ حتى تُستأذَنَ ، قالوا : يا رسولَ الله ، كيف إذنُها ؟ قال : أن تَسكُتَ» . -[461]- أخرجه الجماعة إلا الموطأ ، إلا أن لفظ الترمذي «وإذنُها الصمت» .
وفي رواية لأبي داود والترمذي والنسائي : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «اليتيمة تُستأمر في نفسها ، فإن صمتت فهو إذنُها ، وإن أبت فلا جواز عليها» .
قال أبو داود : زاد بعض الرواة : «فإن بكت أو سكتت» قال : «وبَكَتْ» ليس بمحفوظ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
[(تستأمر) إنما قال في حق الأيِّم «تستأمَر» وفي حق البكر «تستأذَن» لأن «الاستئمار» طلب الأمر من قِبَلها ، وأمرها لا يكون إلا بنطق ، وأما «الاستئذان» فهو طلب الإذن ، وقد يعلم إذنها بسكوتها ، لأن السكوت من أمارات الرضى] .
(فلا جواز عليها) أراد بقوله : فلا جواز عليها ، أي : لا ولاية عليها لغير أبيها ، وحيث هي يتيمة قد مات أبوها ، فلا يجبرها على النكاح أحد إذا أبَتْ .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 164 في النكاح ، باب لا ينكح الأب وغيره البكر والثيب إلا برضاها ، وفي الحيل ، باب في النكاح ، ومسلم رقم (1419) في النكاح ، باب استئذان الثيب في النكاح بالنطق والبكر بالسكوت ، والترمذي رقم (1107) و (1109) في النكاح ، باب ما جاء في استئمار البكر والثيب ، وباب ما جاء في إكراه اليتيمة على التزويج ، وأبو داود رقم (2092) و (2093) في النكاح ، باب في الاستئمار ، والنسائي 6 / 85 في النكاح ، باب استئمار الثيب في نفسها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (2/229) قال : حدثنا هشيم، عن عمر بن أبي سلمة.
2- وأخرجه أحمد (2/250، 425) قال : حدثنا إسماعيل قال : حدثنا الحجاج بن أبي عثمان. وفي (2/279) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. وفي (2/434) قال : حدثنا عبد الملك بن عمرو.قال : حدثنا هشام والدارمي (2192) قال : أخبرنا أبو المغيرة. قال : حدثنا الأوزاعي. وفي (2193) قال : أخبرنا وهب بن جرير. قال : حدثنا هشام. والبخاري (7/23) قال : حدثنا معاذ بن فضالة. قال : حدثنا هشام. وفي (9/33) قال : حدثنا أبو نعيم. قال : حدثنا شيبان. ومسلم (4/140) قال : حدثني عبيد الله بن عمر بن ميسرة القوارير. قال : حدثنا خالد بن الحارث. قال : حدثنا هشام. (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال : حدثنا الحجاج بن أبي عثمان. (ح) وحدثني إبراهيم بن موسى. قال : أخبرنا عيسى، يعني ابن يونس، عن الأوزاعي. (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال : حدثنا حسين بن محمد. قال : حدثنا شيبان. (ح) وحدثني عمرو الناقد ومحمد بن رافع. قالا : حدثنا عبد الرزاق، عن معمر. (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. قال : أخبرنا يحيى بن حسان. قال : حدثنا معاوية. وأبو داود (2092) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم. قال : حدثنا أبان. وابن ماجه (1871) قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. قال : حدثنا الوليد بن مسلم. قال : حدثنا الأوزاعي. والترمذي (1107) قال : حدثنا إسحاق بن منصور. قال : أخبرنا محمد بن يوسف. قال : حدثنا الأوزاعي. والنسائي (6/85) قال : أخبرنا يحيى بن درست. قال : حدثنا أبو إسماعيل. وفي (6/86) قال : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. قال : حدثنا خالد، وهو ابن الحارث. قال : حدثنا هشام.
ثمانيتهم - الحجاج، ومعمر، وهشام الدستوائي، والأوزاعي، وشيبان، ومعاوية بن سلام، وأبان بن يزيد العطار، وأبو إسماعيل - عن يحى بن أبي كثير.
كلاهما - عمر بن أبي سلمة، ويحيى - عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.

9010 - (خ م س) عائشة - رضي الله عنها - قالت : «قلت : -[462]- يا رسولَ الله تُستأمَر النساء في أبضاعهن ؟ قال : نعم ، قلت : فإن البِكْرَ تُستأمَر فتستحي فتسكت قال : سُكاتُها إذنُها» .
وفي رواية قالت : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «البِكْر تُسْتَأْذَنُ ، قلت : إنَّ البِكر تستحي ، قال : إذنُها صُمَاتُها» .
وفي أخرى قالت : «سألتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الجارية يُنكحها أهلها : أتستأمَر أم لا ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : نعم تستأمَر ، قالت عائشة : فقلت له : فإنها تستحي ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : فذلك إِذنُها إذا هي سكتت» أخرجه البخاري ومسلم . وأخرج النسائي الرواية الأولى (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(في أبضاعهن) كنى بالأبضاع عن النكاح ، يقال : مَلَكَ فلان بُضْع فلانة : إذا ملك عقد نكاحها ، وهي في الأصل كناية عن موضع الغشيان ، والمباضعة : المباشرة .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 165 في النكاح ، باب لا ينكح الأب وغيره البكر والثيب إلا برضاها ، وفي الإكراه ، باب لا يجوز نكاح المكره ، وفي الحيل ، باب في النكاح ، ومسلم رقم (1420) في النكاح ، باب استئذان الثيب في النكاح بالنطق ، والبكر بالسكوت ، والنسائي 6 / 85 و 86 في النكاح ، باب إذن البكر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/45) قال : حدثنا معاذ. قال : حدثنا ابن جريج. وفي (6/45 و203) قال : حدثنا يحيى، عن ابن جريج. وفي (6/165) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا ابن جريج. والبخاري (7/23) قال : حدثنا عمرو بن الربيع بن طارق. قال : أخبرنا الليث. وفي (9/26) قال : حدثنا محمد بن يوسف. قال : حدثنا سفيان، عن ابن جريج. وفي (9/33) قال : حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج. ومسلم (4/140) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا عبد الله بن إدريس، عن ابن جريج. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن رافع، جميعا عن عبد الرزاق. قال : أخبرنا ابن جريج. والنسائي (6/85) قال : أخبرنا إسحاق بن منصور. قال : حدثنا يحيي بن سعيد، عن ابن جريج.
كلاهما - ابن جريج، والليث - عن ابن أبي مليكة. قال ابن جريج : سمعت ابن أبي مليكة - يحدث عن ذكوان أبي عمرو مولى عائشة، فذكره.

9011 - (ط) سعيد بن المسيب - رحمه الله - أن عمرَ بن الخطاب -[463]- رضي الله عنه - قال : «لا تُنكَح المرأةُ إلا بإذن وليِّها ، أو ذي الرأيِّ من أهلها ، أو السلطان» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 525 بلاغاً في النكاح ، باب استئذان البكر والأيم في أنفسهما ، وإسناده منقطع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع : أخرجه مالك (1138) أنه بلغه عن سعيد بن المسيب، فذكره.

9012 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - «أنَّ جاريةً بِكراً أتت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فذكرت أن أباها زوَّجَها وهي كارهة ، فخيَّرها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2096) في النكاح ، باب في البكر يزوجها أبوها ولا يستأمرها ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " رقم (2469) ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (1/273) (2469) وأبو داود (2096) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة. وابن ماجه (1875) قال : حدثنا أبو السقر يحيى بن يزداد العسكري. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (6001) عن محمد بن داود المصيصي.
أربعتهم - أحمد، وعثمان بن أبي شيبة، وأبو السقر، ومحمد بن داود - عن حسين بن محمد، قال : حدثنا جرير بن حازم.
2- وأخرجه ابن ماجه (1875) قال : حدثنا محمد بن الصباح. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (6001) عن أيوب بن محمد الرقي. أخرجه الترمذي (1103) قال : حدثنا يوسف بن حماد البصري، قال : حدثنا عبد الأعلى، عن سعيد، عن قتادة، عن جابر بن زيد، فذكره.

9013 - (خ ط د س) القاسم بن محمد رحمه الله «أنَّ امرأةً من ولد جعفر (1) تخوّفت أن يزوِّجَها وليُّها وهي كارهة ، فأرسلت إلى شيخَين من الأنصار - عبد الرحمن ومجمِّعٍ ابني جارية - فقالا : فلا تَخْشَينَ ، فإن خَنْساءَ بنت خِذام (2) أنكحها أبوها وهي كارهة ، فردَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ذلك» . قال سفيان : وأما عبد الرحمن - يعني ابن القاسم - فسمعته يقول : عن أبيه «أنَّ خنساء» .
وفي رواية عن عبد الرحمن ومجمّع ابني يزيد بن جارية الأنصاري عن خنساء بنت خِذام الأنصارية : «أنَّ أباها زوجها وهي ثيب ، فكرهت ذلك فأتت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فردَّ نكاحه» أخرجه البخاري . -[464]-
وأخرج الموطأ وأبو داود والنسائي الثانية (3) .
__________
(1) قال الحافظ في " الفتح " : يغلب على الظن أنه جعفر بن أبي طالب .
(2) وضبطه الحافظ في " الفتح " و " التقريب " : بالدال المهملة ، وهو كذلك في الموطأ ، وعند أبي داود والنسائي بالذال المعجمة ، كما في الأصل .
(3) رواه البخاري 9 / 166 - 167 في النكاح ، باب إذا زوج ابنته وهي كارهة فنكاحه مردود ، وفي الإكراه ، باب لا يجوز نكاح المكره ، وفي الحيل ، باب في النكاح ، والموطأ 2 / 535 في النكاح ، باب جامع ما لا يجوز من النكاح ، وأبو داود رقم (2101) في النكاح ، باب في الثيب ، والنسائي 6 / 86 في النكاح ، باب الثيب يزوجها أبوها وهي كارهة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك الموطأ (331لاوأحمد (6/328) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. (ح) وإسحاق بن عيسى. (ح) قال : عبد الله : وحدثنا مصعب. والبخاري (7/23) قال : حدثنا إسماعيل. وفي (9/26) قال : حدثنا يحيى بن قزعة. وأبو داود (2101) قال : حدثنا القعنبي. والنسائي (6/86) قال : أخبرني هارون بن عبد الله. قال : حدثنا معن. (ح) وأنبأنا محمد بن سلمة. قال: حدثنا عبد الرحمن بن القاسم.
ثمانيتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وإسحاق بن عيسى، ومصعب، وإسماعيل، ويحيى بن قزعة، والقعنبي، ومعن، وعبد الرحمن بن القاسم - عن مالك، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عبد الرحمن ومجمع ابني يزيد بن جارية فذكراه.
* وأخرجه أحمد (6/328) قال : حدثنا أبو معاوية. قال : حدثنا يحيى بن سعيد. قال : حدثنا القاسم بن محمد، عن مجمع بن يزيد، عن أم مجمع فذكرته.

9014 - (س) عائشة - رضي الله عنها - «أنَّ فتاةً دَخَلَتْ عليها ، فقالت : إنَّ أبي زوَّجني من ابن أخيه ، ليَرفَع بي خَسيستَهُ ، وأنا كارهة. قالت : اجلسي حتى يأتيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فجاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فأخبرتْهُ فأرسل إلى أبيها فدعاه ، فجعل الأمرَ إليها ، فقالت : يا رسولَ الله ، قد أجَزْتُ ما صنع أبي ، ولكن أردتُ أن أُعْلِمَ الناس : أنْ ليس للآباء من الأمرِ شيء» . وفي نسخة السماع : «أردتُ أن أعْلَمَ : أللنساء من الأمر شيء ؟» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 6 / 87 في النكاح ، باب البكر يزوجها أبوها وهي كارهة ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 6 / 136 ، من حديث عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي عن عائشة ، ورواه ابن ماجة رقم (1874) في النكاح ، باب من زوج ابنته وهي كارهة ، من حديث عبد الله بن بريدة بن الحصيب عن أبيه ، قال البوصيري في " الزوائد " : إسناده صحيح . وقد رواه غير المصنف من حديث عائشة وغيرها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/136) قال : حدثنا وكيع. والنسائي (6/86) قال : أخبرنا زياد بن أيوب. قال : حدثنا علي بن غراب.
كلاهما - وكيع، وعلي بن غراب - عن كهمس بن الحسن، عن عبد الله بن بريدة، فذكره.

9015 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «آمِرُوا النساء في بناتهنَّ» أخرجه أبو داود (1) .
-[465]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(آمِروا النساء) أي : استأذِنوهن وشاوروهن ، قال الخطابي : وهو أمر استحباب من جهة استطابة أنفسهن ، وحسن العشرة معهن ، لأن في ذلك بقاءً للصحبة بين البنت وزوجها ، إذا كان برضى الأم ، خوفاً من وقوع الوحشة بينهما إذا لم يكن برضاها ، إذ البنات إلى الأمّهات أمْيَلُ ، وفي سماع قولهن أرغَبُ ، ولأن المرأة ربما علمت من حال بنتها - الخافي عن أبيها - أمراً لا يصلح معه النكاح ، من علة تكون بها ، أو آفة تمنع من وفاء حقوق النكاح ، وعلى نحو هذا يُتأوَّل قوله - صلى الله عليه وسلم- : «لا تزوج البكر إلا بإذنها ، وإذنها سكوتها» وذلك : أنها قد تستحي أن تُفْصح بالإذن ، وأن تظهر الرغبة في النكاح ، فيستدل بسكوتها على سلامتها من آفةٍ تمنع الجماع ، أو سبب لا يصلح معه النكاح .
__________
(1) رقم (2095) في النكاح ، باب في الاستئمار ، وفي سنده رجل مجهول ، قال الشافعي : ولا يختلف الناس أن ليس لأمها فيها أمر ، ولكن على معنى الاستطابة للنفس ، وقال غيره : ولأن ذلك أبقى للصحبة وأدعى إلى الألفة بين البنات وأزواجهن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك الموطأ (324) وأحمد (2/21) (4722) قال : حدثنا يحيى عن عبيد الله. وفي (2/122) (6034، 6036) قال : حدثنا أبو اليمان، قال : أخبرنا شعيب. (2/124) (6060) قال : حدثنا يونس، قال : حدثنا ليث. وفي (2/126) (6088) قال : حدثنا يونس، قال : حدثنا حماد، يعني ابن زيد عن أيوب. وفي (2/130) (6135) قالا : حدثنا يعقوب، وسعد قالا : حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق. وفي (2/142) (6276) قال : حدثنا ابن نمير، ومحمد بن عبيد، قالا : حدثنا عبيد الله. وفي (2/153) (6411) قال : حدثنا عارم، قال : حدثنا حماد، عن أيوب. وفي (2/153) (6417) قال : حدثنا عبد الصمد، قال : حدثنا صخر. وعبد بن حميد (756) قال : حدثنا محمد بن عبيد، قال : حدثنا عبيد الله. والدارمي (2182) قال : حدثنا عبد الله بن سعيد، قال : حدثنا عقبة بن خالد، عن عبيد الله. والبخاري (7/24) قال : حدثنا مكي بن إبراهيم، قال : حدثنا ابن جريج. ومسلم (4/138) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد، قال : حدثنا ليث. (ح) وحدثنا ابن رمح، قال : أخبرنا الليث. وفي (4/138 و 5/3) قال : حدثني زهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، جميعا عن يحيى القطان. قال زهير : حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (4/138) قال : حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا علي بن مسهر، عن عبيد الله. (ح) وحدثنيه أبو كامل الجحدري، قال : حدثنا حماد، قال : حدثنا أيوب. وأبو داود (2081) قال : حدثنا الحسن بن علي، قال : حدثنا عبد الله بن نمير، عن عبيد الله وابن ماجه (1868) قال : حدثنا يحيى بن حكيم. قال : حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن عمر. والترمذي (1292) قال : حدثنا قتيبة، قال : حدثنا الليث. والنسائي (6/71) قال : أخبرنا قتيبة، قال : حدثنا الليث. وفي (6/73) قال : أخبرني إبراهيم بن الحسن، قال : حدثنا الحجاج بن محمد، قال : قال ابن جريج. وفي (7/258) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال : حدثنا أبو معاوية، قال : حدثنا عبد الله.
ثمانيتهم - مالك، وعبيد الله، وشعيب، وأيوب، وليث بن سعد، وابن إسحاق، وصخر، وابن جريج - عن نافع، فذكره.
* زاد صخر : «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبيع حاضر لباد، وكان يقول : لا تلقوا البيوع،» الحديث.

الفرع الثالث : في الكفاءة
9016 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إذا خَطَبَ إليكم من تَرضَون دِينه وخُلقَه فزوجوه ، إلا أن تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1084) في النكاح ، باب إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجه (1967) قال : حدثنا محمد بن شابور الرقي. والترمذي (1084) قال : حدثنا قتيبة.
كلاهما - محمد، وقتيبة - عن عبد الحميد بن سليمان الأنصري، عن ابن عجلان، عن ابن وثيمة النصري، فذكره.
* قال الترمذي : حديث أبي هريرة قد خولف عبد الحميد بن سليمان في هذا الحديث. ورواه الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا.
قال الترمذي : قال محمد يعني البخاري : وحديث الليث أشبه، ولم يعد حديث عبد الحميد محفوظا.

9017 - (ت) أبو حاتم المزني - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إذا جاءكم مَن تَرضَون دِينَهُ وخُلُقَه فأنكحوه ، إلا تفعلوا تكُنْ فتنة في الأرض وفسادٌ ، قالوا : يا رسولَ الله ، وإن كان فيه ؟ (1) قال : إذا جاءكم مَنْ ترضون دِينه وخلقه فأنكحوه - ثلاث مرات» أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) أي شيء من قلة المال أو عدم الكفاءة .
(2) رقم (1085) في النكاح ، باب إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه ، وهو حديث حسن يشهد له الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1085) قال : حدثنا محمد بن عمرو السواق البلخي، قال : حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن عبد الله بن مسلم بن هرمز، عن محمد وسعيد ابني عبيد، فذكراه.

9018 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - «أن أبا هندٍ حَجَمَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في يافوخِهِ ، فسمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : يا بني بياضة أنكحوا أبا هند ، وانْكِحُوا إِليه ، قال : وإن كان في شيء مما تَدَاوَوْن به خير : فالحجامة» أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يافوخه) اليافوخ : وسط الرأس .
__________
(1) رقم (2102) في النكاح ، باب في الأكفاء ، وإسناده جيد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1202) قال : حدثنا عبد الواحد بن غياث قال : حدثنا حماد. قال : حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره.

9019 - (س) بريدة بن الحصيب - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إنَّ أحْسَابَ أهلِ الدنيا الذين يذهبون إليه : المال» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 6 / 64 في النكاح ، باب الحسب ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/353) قال : حدثنا زيد بن الحباب. وفي (5/361) قال : حدثنا علي بن الحسن. والنسائي (6/64) قال : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال : حدثنا أبو تميلة.
ثلاثتهم - زيد، وعلي بن الحسن، وأبو تميلة - عن حسين بن واقد، عن ابن بريدة، فذكره.

9020 - (خ س) عائشة - رضي الله عنها - أن أبا حذيفة بن عتبة بن -[467]- ربيعة بن عبد شمس - وكان ممن شهد بدراً مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- «تَبَنَّى سالماً وأنكحه بنت أخيه هندَ بنتَ الوليد بن عُتبة بن ربيعة - وهو مولى لامرأة من الأنصار - كما تبَّنى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- زيداً وكان من تبَّنى رجلاً في الجاهلية دعاه الناس لأبيه ، فورث [من] ميراثه ، حتى أنزل الله عز وجل في ذلك {ادْعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانُكم في الدِّين ومواليكم} [الأحزاب : 5] فمن لم يُعلَم له أبٌ كان مولى وأخاً في الدِّين» .
وفي رواية عن عائشة وأُمِّ سلمة «أنَّ أبا حذيفة بن عتبة بن عبد شمس - وكان ممن شهد بدراً - ... وذكر نحوه ، وفيه : وكانت هند بنت الوليد بن عتبة من المهاجرات الأُوَل ، وهي يومئذ أفضل أيامَى قريش ، فلما أنزل الله - عز وجل - في زيد بن حارثة {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله} رُدَّ كلُّ أحد ينتمي من أولئك إلى أبيه ، فإن لم يعلم أبوه رُدَّ إلى مواليه» . أخرجه النسائي والبخاري ، إلا أن البخاري لم يسمِّها (1) .
وزاد رزين «فأنكرت قريش فعل أبي حذيفة ، وقالوا : أنكَحَ ابنة أخيه مولى ؟ فقال : ما أعلم إلا أنَّه خير منها ، فأُعجبوا من قوله أشدَّ من -[468]- عجبهم بفعله ، فجاءت سَهْلةُ امرأة أبي حذيفة - وهي بنت سُهيلِ بن عمرو القرشي ، ثم العامري - رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقالت : كُنَّا نرى سالماً ولداً ، وقد أنزل الله ما علمت ...» فذكر حديث الرضاعة ، وسيجيء في موضعه من الباب الثالث من كتاب النكاح .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 113 و 114 في النكاح ، باب الأكفاء في الدين ، وفي المغازي ، باب شهود الملائكة بدراً ، والنسائي 6 / 63 و 64 في النكاح ، باب تزويج المولى العربية ، ورواه أيضاً أبو داود رقم (2061) في النكاح ، باب من حرم به .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/201) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا ابن جريج. وفي (6/.228) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. وفي (6/255) قال :حدثنا عثمان بن عمر. قال : أخبرنا مالك. وفي (6/269) قال : حدثنا يعقوب، قال : حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. وفي (6/270) قال : حدثنا يعقوب. قال : حدثنا ابن أخي ابن شهاب. والدارمي (2262) قال : أخبرنا أبو اليمان الحكم بن نافع. قال : أخبرنا شعيب. والبخاري (5/104) قال : حدثنا يحيى بن بكير. قال : حدثنا الليث، عن عقيل. وفي (7/9) قال : حدثنا أبو اليمان. قال : أخبرنا شعيب. والنسائي (6/63) قال : أخبرنا عمران بن بكار بن راشد. قال : حدثنا أبو اليمان. قال : أنبأنا شعيب. وفي الكبرى تحفة الأشراف (12/16421) عن الربيع بن سليمان بن داود، عن أبي الأسود، واسمه النضر بن عبد الجبار وإسحاق بن بكر بن مضر.كلاهما - عن بكر بن مضر، عن جعفر بن ربيعة. وفي (12/16467) عن عمرو بن منصور، عن أبي اليمان، عن شعيب.
ثمانيتهم - ابن جريج، ومعمر، ومالك، ومحمد بن إسحاق، وابن أخي بن شهاب، وشعيب بن أبي حمزة، وعقيل، وجعفر بن ربيعة - عن الزهري، عن عروة بن الزبير، فذكره.
* وأخرجه أبو داود (2061) قال : حدثنا أحمد بن صالح. قال : حدثنا عنبسة. قال : حدثني يونس، عن ابن شهاب. قال : حدثني عروة بن الزبير، والنسائي (6/64) قال : أخبرنا محمد بن نصر. قال : حدثنا أيوب بن سليمان بن بلال. قال : حدثني أبو بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال. قال : قال يحيى، يعني ابن سعيد : وأخبرني ابن شهاب. قال : حدثني عروة بن الزبير وابن عبد الله بن ربيعة.
كلاهما - عروة، وابن عبد الله بن ربيعة - عن عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- وأم سلمة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم-، نحوه.
* وأخرجه مالك الموطأ صفحة (374) عن ابن شهاب، أنه سئل عن رضاعة الكبير ؟ فقال : أخبرني عروة بن الزبير، أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة. وكان من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكره مرسلا، ليس فيه عائشة.

9021 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا يَنكح الزاني المجلود إلا مثلَه» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2052) في النكاح ، باب قوله تعالى {الزاني لا ينكح إلا زانية} ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2052) قال : حدثنا مسدد وأبو معمر قالا : ثنا عبد الوارث، عن حبيب، حدثني عمرو بن شعيب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فذكره.

الباب الثالث : في موانع النكاح ، وفيه ثلاثة فصول
الفصل الأول : في الحرمة المؤبدة ، وفيه فرعان
الفرع الأول : في النسب والصِّهْر
9022 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : «حَرُم من النسب سبع ، ومن الصِّهر سبع ، ثم قرأ {حُرِّمت عليكم أُمَّهاتُكم وبناتُكم -[469]- وأخَواتُكم وعَمّاتُكم وخالاتكم وبناتُ الأخ وبناتُ الأختِ وأُمّهاتُكم اللاتي أرضعنكم وأخَوَاتُكم من الرَّضاعة وأُمَّهاتُ نسائكم وربائبُكم اللاتي في حُجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائلُ أبنائكم الذين من أصلابكم وأن تجمعوا بين الأختين إِلا ما قد سلف إن الله كان غفوراً رحيماً} [النساء : 23]» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 9 / 132 في النكاح ، باب ما يحل من النساء وما يحرم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (7/13) قال : وقال لنا أحمد بن حنبل : حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، قال : حدثني حبيب، عن سعيد بن جبير، فذكره.

9023 - (ت) عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «أيُّما رجلٍ نكح امرأة ، فدخل بها ، فلا يحلُّ له نكاحُ ابنتها ، وإن لم يكن دخل بها ، فلينكح ابنتَها ، وأيُّما رجلٍ نكح امرأةً فلا يحلُّ له أن ينكح أُمَّها ، دخل بها أو لم يدخل» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1117) في النكاح ، باب ما جاء فيمن يتزوج المرأة ثم يطلقها قبل أن يدخل بها هل يتزوج ابنتها أم لا ، من حديث ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، وإسناده ضعيف ، وإن كان معناه صحيحاً ، وقال الترمذي : هذا حديث لا يصح ، من قبل إسناده ، وإنما رواه ابن لهيعة والمثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، وابن لهيعة والمثنى بن الصباح يضعفان في الحديث ، قال : والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم قالوا : إذا تزوج الرجل امرأة ثم طلقها قبل أن يدخل بها حل له أن ينكح ابنتها ، وإذا تزوج الرجل الابنة فطلقها قبل أن يدخل بها لم يحل له نكاح أمها ، لقوله تعالى : {وأمهات نسائكم} .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1117) قال : حدثنا قتيبة، قال : حدثنا ابن لهيعة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره.
* قال الترمذي : هذا حديث لا يصح من قبل إسناده، وإنما رواه ابن لهيعة والمثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب. والمثنى بن الصباح وابن لهيعة يضعفان في الحديث.

9024 - (ط) زيد بن ثابت - رضي الله عنه - «سئل عن رجل تزوج امرأةً ثم فارقها قبل أن يُصيبَها ، هل تحل له أمُّها ؟ فقال زيد بن ثابت : لا -[470]- ، الأمُّ مبهمةٌ ليس فيها شرط ، وإنما الشرط في الربائب» أخرجه الموطأ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مبهمة) قال الأزهري : يذهب كثير من الناس إلى أنه قيل لها «مبهمة» لأنه أبْهم أمرها ، فلم يتبين أنهن أمَّهات المدخول بهن ، أو أمهات اللائي لم يدخل بهن ، فلما وقع هذا الإبهام لم تحلّ ، وهذا غلط ، وليس معنى الإبهام فيها بمعنى الإشكال ، وإنما المبهمات من النساء : اللاتي حَرُمن بكل حال ، فلا يحللن أبداً ، كالأمهات ، والبنات ، والأخوات ، والعمات ، والخالات ، وبنات الأخ ، وبنات الأخت ، فهذا يسمى التحريم المبهم ، لأنه تحريم من كل جهة ، كالفرس البهيم الذي لاشيَة فيه ، وهو المصمت الذي له لون واحد ، وكذلك المبهمات من النساء : هُنَّ اللواتي لا يحللن بحال ، ولهن حكم واحد ، فأما أم امرأة لم يدخل بها زوجها ، فظاهرها : الإبهام ، لأن الله عز وجل لم يشترط فيها عند التحريم حين قال : {وأمهات نسائكم} وإنما الشرط في الربائب ، حين قال : {وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن} وذهب بعض أهل العلم إلى أن الأم إذا لم يدخل ببنتها يحل نكاحها ، وأن الشرط الذي في آخر الآية : ينتظم الربائب والأمهات . وأبى ذلك أكثر أهل العلم ، وردَّ أهلُ العربية ذلك ، وقالوا : إن الخبرين إذا اختلفا لم يكن نعتهما واحداً ، فلا يجوز : مَرَرْتُ بنسائك ، وهربت من نسائك الظريفات ، والصفة للجميع .
__________
(1) 2 / 533 في النكاح ، باب ما لا يجوز من نكاح الرجل أم امرأته ، وإسناده منقطع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع : أخرجه مالك (1156) عن يحيى بن سعيد، فذكره.

9025 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - عن غير واحد : أن عبد الله بن مسعود «اسْتُفْتيَ - وهو بالكوفة - عن نكاح الأم بعد الابنة ، إذا لم تكن الابنة مَسَّها ؟ فأرخصَ له في ذلك ، ثم إن ابن مسعود قدم المدينة ، فسأل عن ذلك ؟ فأُخبِر: أنه ليس كما قال ، وإنما الشرط في الربائب ، فرجع ابن مسعود إلى الكوفة ، فلم يصل إلى منزله حتى أتى الرجلَ الذي أفتاه بذلك ، فأمره أن يفارق امرأته» أخرجه الموطأ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مَسَّها) المس واللَّمْس : من كنايات الجماع .
__________
(1) 2 / 533 في النكاح ، باب ما لا يجوز من نكاح الرجل أم امرأته ، وفي سنده جهالة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في سند جهالة وانقطاع : أخرجه مالك (1157) عن غير واحد، فذكره.

9026 - () علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : «لا تحرم أمهات النساء إلا بانضمام الوطء إلى العقد في الابنة ، ولا تحرم الابنة إلا بالدخول على الأم» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذه الرواية أخرجها رزين.

9027 - (ط) عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أبيه أن عمر بن الخطاب «سُئل عن المرأة وابنتها مِنْ مِلك اليمين ، توطأ إحداهما بعد الأخرى ؟ فقال عمر: ما أُحِبُّ أن أَخْبُرَهما جميعاً ، ونهاه عن ذلك» . أخرجه الموطأ (1) .
-[472]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ما أحب أن أخبُرَهما جميعاً) : أن أطأهما معاً .
__________
(1) 2 / 538 في النكاح ، باب كراهية إصابة الأختين بملك اليمين والمرأة وابنتها ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه مالك (1168) عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن أبيه، فذكره.

9028 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - بلغه أن عمر بن الخطاب «وهب لابنه جارية ، وقال : لا تَمَسَّها ، فإني قد كشفتها» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 539 بلاغاً في النكاح ، باب النهي عن أن يصيب الرجل أمة كانت لأبيه ، وإسناده منقطع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع : أخرجه مالك (1171) فذكره بلاغا.

9029 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : «إذا زنا بأخت امرأته لم تحرم عليه امرأته» وفي رواية «بأمِّ امرأته» .
قال أبو عبد الله - يعني البخاري - ويذكر عن أبي نصر : أن ابن عباس حرَّمه ، وأبو نصر ليس يُعرف له سماع من ابن عباس . أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .
__________
(1) 9 / 134 تعليقاً في النكاح ، باب ما يحل من النساء وما يحرم . قال الحافظ في " الفتح " : وصله عبد الرازق عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا (ح) (5105) قائلا، وقال عكرمة عن ابن عباس، فذكره.
وقال الحافظ في الفتح (9/60) وصله البيهقي من طريق هشام عن قتادة عن عكرمة بنحو، وإسناده صحيح.

الفرع الثاني : في الرضاع
9030 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إنَّ الله حَرَّم من الرضاع ما حَرَّم من النسب» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1146) في الرضاع ، باب ما جاء يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ، وقال الترمذي : هذا حديث صحيح ، وهو كما قال ، قال : وفي الباب عن عائشة ، وابن عباس ، وأم حبيبة ، قال : والعمل على هذا عند عامة أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا نعلم بينهم في ذلك اختلافاً .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/131) (1096) قال : حدثنا وكيع، قال : حدثنا سفيان. والترمذي (1146) قال : حدثنا أحمد بن منيع، قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. والنسائي في الكبرى الورقة (70-أ) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك البغدادي المخرمي، قال : حدثنا وكيع، عن سفيان.
كلاهما - سفيان، وإسماعيل - عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب. فذكره.

9031 - (خ م ط ت د س) عائشة - رضي الله عنها - قالت : «إنَّ أفلحَ أخا أبي القُعَيْس استأذن عَلَيَّ بعد ما نزل الحجابُ ، فقلت : والله لا آذَنُ حتى أستأذِنَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فإن أخا أبي القعيس ليس هو أرضعني ولكن أرضعتْني امرأةُ أبي القعيس ، فدخل عليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فقلت : يا رسولَ الله إن الرجل ليس هو أرضعني ، ولكن أرضعتني امرأته فقال : ائذني له ، فإنه عمكِ ، تَرِبَتْ يمينُكِ ، قال عروة : فبذلك كانت عائشة تقول : حَرِّمُوا من الرضاعة ما يَحْرُمُ مِنَ النسب» .
وفي رواية نحوه ، وفيه «فدخل عَلَيَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ، فقلت : يا رسولَ الله ، إنَّ أفلحَ أخا أبي القعيس استأذن ، فأبَيتُ أن آذنَ [له] حتى أَستأذِنَكَ ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : وما يمنعكِ أن تأذني لعمكِ ؟ قلت : يا رسولَ الله ، إنَّ الرجل ليس أرضعني ...» وذكر الحديث .
وفي أخرى «إنَّ أفلحَ أخا أبي القعيس جاء يستأذن عليها - وهو عمها من الرضاعة - بعد أن أُنزِلَ الحجاب ، فأبيتُ أن آذنَ له ، فلما جاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أخبرته بالذي صنعتُ ، فأمرني أن آذنَ له» .
وفي أخرى نحوه بمعناه ، وفيه : «إنَّه عمكِ ، فَلْيَلِجْ عليك» .
وفي أخرى : قالت: «استأذن عَلَيَّ أفلحُ ، فلم آذن له ، فقال: أتحتجبين مني وأنا عمكِ ؟ فقلت : كيف ذلك ؟ قال : أرضعتكِ امرأة أخِي بلبن أخي ، قالت : فسألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ فقال : صدق أفلح ، ائذني له» . -[474]-
وفي أخرى «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان عندها ، وأنها سمعَتْ صوتَ رجل يستأذن في بيت حفصة ، قالت عائشة : فقلت : يا رسولَ الله ، هذا رجل يستأذن في بيتك ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أُراه فلاناً لعم حفصةَ من الرضاعة - فقالت عائشة : يا رسولَ الله ، لو كان فلان حياً - لِعَمِّهَا من الرضاعة - دخل عَلَيَّ ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : نَعَمْ ، إِنَّ الرَّضاعة تُحرِّمُ ما تُحَرِّمُ الولادة» .
وفي أخرى مختصراً أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «يَحْرُم من الرضاعة ما يَحْرُم من الولادة» أخرجه البخاري ومسلم .
ولمسلم «أنَّ عَمَّها من الرَّضاعة - يسمى أفلح - استأذن عليها فحجبتْه ، فأخبرَتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال : لا تحتجبي منه ، فإنه يَحْرُم من الرَّضاعة ما يَحْرُم من النسب» .
وله في أخرى قالت : «استأذن عَلَيَّ عمّي من الرَّضاعة - أبو الجعد – فرددتُه ، قال هشام بن عروة : إنما هو أبو القعيس ، فلما جاء النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أخبرته ذلك ، فقال : فهلاَّ أذِنتِ له ؟ تربتْ يمينكِ ، أو يَدُك» .
وأخرج الموطأ والنسائي نحو الأولى ، وأخرج الرواية التي فيها ذكر حفصة والرواية المختصرة التي لهما .
وأخرج أبو داود والترمذي الأولى ، والرواية التي فيها ذكر حفصة ، والرواية المختصرة ؛ إلا أن الترمذي قال : «إنَّ الله حَرَّم» . -[475]- وفي أخرى للنسائي : «ما حرَّمته الولادةُ حرَّمه الرضاع» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 147 في الجهاد ، باب ما جاء في بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وما نسب من البيوت إليهن ، وفي الشهادات ، باب الشهادة على الأنساب والرضاع المستفيض والموت القديم ، وفي النكاح ، باب {وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم} ، ومسلم رقم (1444) في الرضاع ، باب يحرم من الرضاعة ما يحرم من الولادة ، والموطأ 2 / 601 و 602 في الرضاع ، باب رضاعة الصغير والترمذي رقم (1147) في الرضاع ، باب ما جاء يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ، وأبو داود رقم (2055) في النكاح ، باب يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب ، والنسائي 6 / 99 في النكاح ، باب ما يحرم من الرضاع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك الموطأ صفحة (372) عن هشام بن عروة. (ح) وعن ابن شهاب. والحميدي (229) قال : حدثنا سفيان. قال : سمعت الزهري.وفي (230) قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا هشام بن عروة. وأحمد (6/33) قال : حدثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري. وفي (6/36) قال : حدثنا سفيان، عن الزهري. وفي (6/38) قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا هشام والزهري. وفي (6/177) قال : قرأت على عبد الرحمن : مالك، عن ابن شهاب. وفي (6/194) قال: حدثنا يحيى. قال : حدثنا هشام. وفي (6/201) قال : حدثنا عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن عطاء. (ح) وروح. قال : حدثنا ابن جريج. قال : أخبرني عطاء. وفي (6/271) قال : حدثنا يعقوب. قال : حدثنا ابن أخي ابن شهاب، عن عمه. والدارمي (2254) قال : أخبرنا جعفر بن عون. قال : أخبرنا هشام بن عروة. والبخاري (3/222) قال : حدثنا آدم. قال : حدثنا شعبة. قال : أخبرنا الحكم، عن عراك بن مالك. وفي (6/150) قال : حدثنا أبو اليمان. قال : أخبرنا شعيب، عن الزهري. وفي (7/12) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. قال : أخبرنا مالك، عن ابن شهاب. وفي (7/49) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. قال : أخبرنا مالك، عن هشام بن عروة. وفي (8/45) قال : حدثنا يحيى بن بكير. قال : حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب. ومسلم (4/162 و 163 و 164) قال : حدثنا يحيى بن يحيى. قال : فرأت على مالك، عن ابن شهاب. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى. قال : حدثنا ابن وهب. قال : أخبرني يونس، عن ابن شهاب. (ح) وحدثناه عبد بن حميد. قال : أخبرنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر، عن الزهري. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا : حدثنا ابن نمير، عن هشام. (ح) وحدثني أبو الربيع الزهراني. قال : حدثنا حماد، يعني ابن زيد. قال : حدثنا هشام. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال : أخبرنا أبو معاوية، عن هشام. (ح) وحدثني الحسن بن علي الحلواني ومحمد بن رافع. قالا : أخبرنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا ابن جريج، عن عطاء. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد. قال : حدثنا ليث. (ح) وحدثنا محمد بن رمح. قال : أخبرنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عراك. (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري. قال : حدثنا أبي. قال : حدثنا شعبة، عن الحكم، عن عراك بن مالك. وأبو داود (2057) قال : حدثنا محمد بن كثير العبدي. قال : أخبرنا سفيان، عن هشام بن عروة. وابن ماجه (1937) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا عبد الله بن نمير، عن الحجاج، عن الحكم، عن عراك بن مالك. وفي (1948) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري. وفي (1949) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا عبد الله بن نمير، عن هشام بن عروة والترمذي (1148) قال : حدثنا الحسن بن علي الخلال. قال : حدثنا ابن نمير، عن هشام بن عروة. والنسائي (6/99) قال : أخبرنا قتيبة. قال : حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عراك. وفي (6/103) قال : أخبرني إسحاق بن إبراهيم. قال : أنبأنا عبد الرزاق. قال : أنبأنا عبد الرزاق. قال : أنبأنا ابن جريج. قال : أخبرني عطاء. (ح) وأخبرنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث. قال : حدثني أبي، عن جدي، عن أيوب، عن وهب بن كيسان. (ح) وأخبرنا هارون بن عبد الله. قال : أنبأنا معن. قال : حدثنا مالك، عن ابن شهاب. (ح) وأخبرنا عبد الجبار بن العلاء، عن سفيان، عن الزهري وهشام بن عروة. وفي (6/104) قال : أخبرنا الربيع بن سليمان بن داود. قال : حدثنا أبو الأسود وإسحاق بن بكر. قالا : حدثنا بكر بن مضر، عن جعفر بن ربيعة، عن عراك بن مالك.
خمستهم - هشام بن عروة، وابن شهاب الزهري، وعطاء بن أبي رباح، وعراك بن مالك، ووهب بن كيسان - عن عروة بن الزبير، فذكره.
* في رواية عطاء : «استأذن علي عمي من الرضاعة أبو الجعد...» قال عطاء : وقال لي هشام : إنما هو أبو القعيس.
* وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/16489) عن أحمد بن محمد بن المغيرة الحمصي، عن عثمان، يعني ابن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي، عن شعيب، يعني ابن أبي حمزة الحمصي. قال : سألت الزهري : ماذا يحرم من الرضاعة ؟ فقال : أخبرني عروة، أن عائشة كانت تقول : حرموا من الرضاعة ما تحرمون من النسب. موقوف.
* في رواية يزيد بن أبي حبيب، عن عراك : «لا تحتجبي منه فإنه يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب.» . ورواية حجاج، عن الحكم، عن عراك مختصرة على : «يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب.» .

9032 - (م س) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : «قلت : يا رسولَ الله ، مالَكَ تَتَوَّقُ (1) في قريش وتَدَعُنا ؟ قال : وعندكم شيء ؟ قلت : نعم بنتُ حمزة ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إنِّها لا تحلُّ لي ، إنها ابنةُ أخي من الرضاعة» أخرجه مسلم والنسائي (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تتوَّق) تاق [إلى] الشيء : مال إليه ورَغِبَ فيه .
__________
(1) ويروى : تنوق ، بالنون .
(2) رواه مسلم رقم (1446) في الرضاع ، باب تحريم ابنة الأخ من الرضاعة ، والنسائي 6 / 99 في النكاح ، باب تحريم بنت الأخ من الرضاعة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/82) (620) قال : حدثنا أبو معاوية وفي (1/114) (914) قال : حدثنا ابن نمير. وفي (1/126) (1038) قال : حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وفي (1/158) (1357) قال : حدثنا محمد بن عبيد. ومسلم (4/164) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب ومحمد بن العلاء، قالوا : حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم، عن جرير. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال : حدثنا أبي. (ح) وحدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان. وعبد الله بن أحمد (1/132) (1099) قال : حدثني محمد بن عبد الله بن نمير، قال : حدثنا أبي. والنسائي (6/99) قال : أخبرنا هناد بن السري، عن أبي معاوية.
خمستهم - أبو معاوية، وعبد الله بن نمير، وسفيان، ومحمد بن عبيد.

9033 - (خ م س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- : «أُريد على ابنة حمزة ، فقال : لا تحلُّ لي ، إنها ابنة أخي من الرضاعة ، ويَحْرُم من الرضاعة ما يَحْرُم من النسب» . -[476]-
وفي رواية «ما يَحْرُم من الرَّحِم» أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 121 في النكاح ، باب {وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم} ، وفي الشهادات ، باب الشهادة على الأنساب والرضاع المستفيض والموت القديم ، ومسلم رقم (1447) في الرضاع ، باب تحريم الرضاعة من ماء الفحل ، والنسائي 6 / 100 في النكاح ، باب تحريم بنت الأخ من الرضاع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (1/223) (1952) و (1/346) (3237) قال : حدثنا يحيى. والبخاري (7/12) قال : حدثنا مسدد، قال : حدثنا يحيى. ومسلم (4/165) قال : حدثناه زهير بن حرب، قال : حدثنا يحيى وهو القطان. (ح) وحدثنا محمد بن يحيى بن مهران القطعي، قال : حدثنا بشر بن عمر. والنسائي (6/100) قال : أخبرني إبراهيم بن محمد، قال : حدثنا يحيى بن سعيد.
كلاهما - يحيى بن سعيد القطان، وبشر بن عمر - عن شعبة.
2- وأخرجه أحمد (1/275) (2490) (1/339) (3144) قال : حدثنا عبد الله بن بكر، ومحمد بن جعفر. ومسلم (4/165) قال : حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا علي بن مسهر. وابن ماجه (1938) قال : حدثنا حميد بن مسعدة، وأبو بكر بن خلاد، قالا : حدثنا خالد بن الحارث. والنسائي (6/100) قال : أخبرنا عبد الله بن الصباح بن عبد الله، قال : حدثنا محمد بن سواء.
خمستهم - عبد الله بن بكر، ومحمد بن جعفر، وابن مسهر، وخالد بن الحارث، ومحمد بن سواء - عن سعيد بن أبي عروبة.
3- وأخرجه أحمد (1/290) (2633) قال : حدثنا بهز، وعفان. وفي (1/329) (3044) قال : حدثنا عفان. والبخاري (3/222) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم. ومسلم (4/164) قال : حدثنا هداب بن خالد.
أربعتهم - بهز، وعفان، ومسلم بن إبراهيم، وهداب - قالوا : حدثنا همام.
ثلاثتهم - شعيب، وسعيد بن أبي عروبة، همام - عن قتادة، قال سمعت جابر بن زيد فذكره.
* قال : شعبة وهذا سمعه قتادة من جابر بن زيد «سنن النسائي» (6/100) .

9034 - (م) أم سلمة - رضي الله عنها - قالت : «قيل : يا رسول الله ، أين أنت عن بنت حمزة - أو قيل : ألا تخطبُ بنت حمزة بن عبد المطلب ؟ - قال : إن حمزة أخي من الرضاعة» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1448) في الرضاع ، باب تحريم ابنة الأخ من الرضاعة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (4/165) قال : حدثنا هارون بن سعيد الأيلي، وأحمد بن عيسى. قالا : حدثنا ابن وهب، قال : أخبرني مخرمة بن بكير، عن أبيه. قال : سمعت عبد الله بن مسلم يقول : سمعت محمد بن مسلم، يقول سمعت حميد ابن عبد الرحمن يقول، فذكره.

9035 - () أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «يَحْرُم من الرَّضاعة ما يَحْرُم من النسب» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، ولم أجده من حديث أبي هريرة ، وقد صح من حديث عائشة وعلي وابن عباس .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذه الرواية أخرجها رزين.

9036 - (خ م د س) أم حبيبة - رضي الله عنها - قالت : «يا رسول الله انكِحْ أُختي بنتَ أبي سفيان ، قال : أوَ تحبَّين ذلك ؟ فقلت : نعم ، لستُ لك بمُخْلِيَة ، وأحبُّ مَنْ شارَكني في خير أختي ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : إنَّ هذا لا يحلُّ لي ، قلت : فإنا نُحدَّث أنكَ تريد أن تنكح بنت أبي سلمة ؟ قال : بنتَ أُمِّ سلمة ؟ قلت : نعم ، قال : لو أنَّها لم تكن رَبيبتي في حجري ما حلَّت لي ، لأنها ابنة أخي من الرضاعة ، أرضعتني وأبا سلمة ثُويبة ، فلا -[477]- تَعرِضُنَّ عليَّ بناتِكن ، ولا أخواتِكن» قال عروة : «وثويبة مولاة أبي لهب كان أبو لهب أعتقها ، فأرضعتِ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فلما مات أبو لهب أُرِيَهُ بعضُ أهله بشَرِّ حِيبة ، فقال له : ماذا لقيتَ ؟ قال أبو لهب : لم ألْقَ بعدكم خيراً ، غير أني سُقيتُ [في هذه] بعتاقتي ثويبة» .
وفي رواية : أنَّ أُمَّ حبيبة قالت : إنَّا قد حُدِّثنا : أنكَ ناكحٌ دُرَّةَ بنتَ أبي سلمة ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أعلى أُمِّ سلمة ؟ لو لم أنكح أمَّ سلمة ما حلت لي ، إن أباها أخي من الرضاعة .
وفي أخرى : أنَّ أُمَّ حبيبة قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم- : «انكِحْ أختي عَزَّةَ ، فقال : أتحبين ذلك ؟ ...» وذكر الحديث بنحوه أخرجه البخاري ومسلم .
وزاد رزين في رواية : قال عروة : «وثويبة مولاة أبي لهب ، وكان أعتقها حين بَشَّرته بميلاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فأرضَعَتْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فلما مات أبو لهب كافراً ، رآه العباس في المنام بعدما أسلمَ العباسُ بشرِّ حِيبة ، فقال له : ماذا لقيت ؟ قال : لم ألق بعدكم خيراً ، غير أني سقيت - أو قال : أُسْقَى في هذه ، يعني : نُقرَة إبهاميه - كل ليلة اثنين بعتاقتي ثويبة ، قال : وقال أبو عيسى : وكانت ثويبةُ حاضنةَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وهي أم أَيْمَن وأُم أسامة بن زيد ، وكانا أخوين لأم ، و [أبو أيمن] رجل من الأنصار» . -[478]-
وأخرج أبو داود والنسائي الرواية الأولى إلى قوله : «ولا أخواتكن» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المخلية) : التي تخلو بزوجها وتنفرد به ، أي : ليست متروكة لدوام الخلوة بك ، وهذا البناء إنما يكون من «أَخليت» تقول : أَخلت المرأة فهي مخلية فأما من «خَلَوْتُ» فلا ، وقد جاء «أخليت» بمعنى «خلوت» قاله الأزهري .
(بشرِّ حِيْبَةٍ) قال الحميديُّ ، أي : بشرِّ حال ، وقال الجوهري : قال ابن السِّكِّيت : لي في بني فلان حوبة ، وبعضهم يقول : حِيبة ، فيقلب الواو ياءً إذا انكسر ما قبلها ، قال : وهي كل حُرمة تضيع : من أُمٍّ ، أو أُختٍ ، أو بنتٍ ، أو غير ذلك من كل ذات رَحم ، قال : وهي في موضع آخر : الهمُّ والحاجة .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 121 في النكاح ، باب {وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم} ، وباب {وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن} ، وباب {وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف} ، وباب عرض الإنسان ابنته أو أخته على أهل الخير ، وفي النفقات ، باب المراضع من المواليات وغيرهن ، ومسلم رقم (1449) في الرضاع ، باب تحريم الربيبة وأخت المرأة ، وأبو داود رقم (2056) في النكاح ، باب يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب ، والنسائي 6 / 96 في النكاح ، باب تحريم الجمع بين الأختين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (307) قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا هشام بن عروة. وأحمد (6/291) قال : حدثنا يونس بن محمد. قال : حدثنا ليث، يعني ابن سعد، عن هشام بن عروة. وفي (6/291) قال : حدثنا يعقوب. قال : حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. قال : حدثنا هشام بن عروة. وفي (6/291) قال : حدثنا أبو اليمان. قال : أخبرنا شعيب، عن الزهري. وفي (6/428) قال : حدثنا يعقوب. قال : حدثنا ابن أخي ابن شهاب، عن عمه والبخاري (7/12) قال : حدثنا الحكم بن نافع. قال : أخبرنا شعيب، عن الزهري. وفي (7/14) قال : حدثنا الحميدي. قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا هشام. وفي (7/15) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. قال : حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب. وفي (7/87) قال : حدثنا يحيى بن بكير. قال : حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب. ومسلم (4/165) قال : حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال : حدثنا أبو أسامة. قال : أخبرنا هشام. (ح) وحدثنيه سويد بن سعيد. قال : حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. (ح) وحدثنا عمرو الناقد. قال : حدثنا الأسود بن عامر. قال : أخبرنا زهير.
كلاهما - عن هشام بن عروة - وفي (4/166) قال : وحدثنا محمد بن رمح بن المهاجر. قال : أخبرنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، أن محمد بن شهاب كتب يذكر. (ح) وحدثنيه عبد الملك بن شعيب بن الليث. قال : حدثني أبي، عن جدي. قال : حدثني عقيل بن خالد. (ح) وحدثنا عبد بن حميد. قال: أخبرني يعقوب بن إبراهيم الزهري. قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن مسلم.
كلاهما - عن الزهري - ، وابن ماجه (1939) قال : حدثنا محمد بن رمح. قال : أنبأنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ابن شهاب. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا عبد الله بن نمير، عن هشام بن عروة ج. والنسائي (6/94) قال : أخبرنا عمران بن بكار. قال : حدثنا أبو اليمان. قال : أنبأنا شعيب. قال : أخبرني الزهري. وفي (6/94) قال : أخبرنا وهب بن بيان قال : حدثنا ابن وهب. قال : أخبرني يونس عن ابن شهاب وفي (6/96) قال : أخبرنا هناد بن السري، عن عبدة. عن هشام.
كلاهما - هشام بن عروة، ابن شهاب الزهري - عن عروة بن الزبير، عن زينب بنت أبي سلمة فذكره.
* أخرجه النسائي (6/94) قال : أخبرنا وهب بن بيان. قال : حدثنا ابن وهب : قال : أخبرني يونس، عن ابن شهاب، أن عروة بن الزبير حدثه، عن زينب بنت أبي سلمة، «أن أم حبيبة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت : يا رسول الله أنكح بنت أبي تعني أختها.» الحديث. ولم يقل عن أم حبيبة.
* وأخرجه البخاري (7/18) والنسائي (6/95) قال : البخاري حدثنا وقال النسائي : أخبرنا قتيبة. قال : حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبي، عن عراك بن مالك، أن زينب بنت أبي سلمة أخبرته، «أن أم حبيبة قالت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنا قد تحدثنا أنك ناكح درة بنت أبي سلمة. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعلى أم سلمة ؟ لو لم أنكح أم سلمة ما حلت لي، إن أباها أخي من الرضاعة» .

9037 - (خ م د س) عائشة - رضي الله عنها - قالت : «دخل عَلَيَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وعندي رجل ، فقال : يا عائشة ، مَنْ هذا ؟ قلت : أخي من الرضاعة ، فقال : يا عائشة ، انظرنَ مَنْ إخوانكن ، فإنما الرَّضاعة من المجاعة» -[479]-
وفي رواية قالت : «دخل عليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وعندي رجل قاعد ، فاشتدَّ ذلك عليه ، ورأيتُ الغضبَ في وجهه ، قالت : فقلت : يا رسولَ الله ، إنه أخي من الرَّضاعة ، فقال : انظرْنَ إخوتَكُنَّ من الرضاعة ، فإنما الرضاعة من المجاعة» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(من المجاعة) المجاعة : الجوع ، والرضاع الذي تقع به الحرمة : ما سقي اللبن فيه من الجوع في الصِّغَر ، وكذلك «المصَّةُ والمصَّتان» لا تؤثِّر في الجوع ، فلا حرمة لها .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 126 و 127 في النكاح ، باب من قال : لا رضاع بعد حولين ، وفي الشهادات ، باب الشهادة على الأنساب ، ومسلم رقم (1455) في الرضاع ، باب إنما الرضاعة من المجاعة ، وأبو داود رقم (2058) في النكاح ، باب في رضاعة الكبير ، والنسائي 6 / 102 في النكاح ، باب القدر الذي يحرم من الرضاعة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/94) قال : حدثنا بهز. قال : حدثنا شعبة. وفي (6/138) قال : حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (6/174) قال : حدثنا محمد بن جعفر وبهز. قالا : حدثنا شعبة. وفي (6/214) قال : حدثنا وكيع، عن سفيان. (ح) وعبد الرحمن، عن سفيان. والدارمي (2261) قال : أخبرنا أبو الوليد الطيالسي. قال : حدثنا شعبة. والبخاري (3/222) قال : حدثنا محمد بن كثير. قال : أخبرنا سفيان. وفي (7/12) قال : حدثنا أبو الوليد.قال : حدثنا شعبة. ومسلم (4/170) قال : حدثنا هناد بن السري. قال : حدثنا أبو الأحوص. (ح) وحدثناه محمد بن المثنى وابن بشار. قالا : حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ. قال : حدثنا وابي. قالا جميعا - محمد بن جعفر، ومعاذ - حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا وكيع. (ح) وحدثني زهير بن حرب. قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
جميعا - وكيع، وابن مهدي- عن سفيان. (ح) وحدثنا عبد بن حميد. قال : حدثنا حسين الجعفي، عن زائدة. وأبو داود (2058) قال : حدثنا حفص بن عمر. قال : حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا محمد بن كثير. قال : أخبرنا سفيان.وابن ماجه (1945) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا وكيع، عن سفيان. والنسائي (6/102) قال : أخبرنا هناد بن السري في حديثه، عن أبي الأحوص.
أربعتهم - شعبة، وسفيان، وأبو الأحوص، وزائدة - عن أشعث بن أبي الضعثاء، عن أبيه، عن مسروق، فذكره.

9038 - (م ت د س) عائشة - رضي الله عنها - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا تحْرِّم المَصَّة والمصتان» أخرجه الجماعة إلا البخاري والموطأ (1) . وقد أخرج الحميديُّ هذا الحديث في جملة الحديث الذي قبله ، وهو غيره كما ترى ، فأفردناه . -[480]-
__________
(1) رواه مسلم رقم (1450) في الرضاع ، باب في المصة والمصتان ، والترمذي رقم (1150) في الرضاع ، باب ما جاء لا تحرم المصة والمصتان ، وأبو داود رقم (2063) في النكاح ، باب هل يحرم ما دون خمس رضعات ، والنسائي 6 / 101 في النكاح ، باب القدر الذي يحرم الرضاعة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/31) قال : حدثنا معتمر. وفي (6/95) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا وهيب. وفيلل6/216) قال : حدثنا إسماعيل. ومسلم (4/166) قال : حدثنا زهير بن حرب. قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال : حدثنا إسماعيل. (ح) وحدثنا سويد بن سعيد. قال : حدثنا معتمر بن سليمان. وأبو داود (2063) قال : حدثنا مسدد بن مسرهد. قال : حدثنا إسماعيل وابن ماجه (1941) قال : حدثنا محمد بن خالد بن خداش. قال : حدثنا ابن علية. والترمذي (1150) قال : حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني. قال : حدثنا المعتمر بن سليمان. والنائي (6/101) قال : أخبرنا زياد بن أيوب. قال : حدثنا ابن علية.
ثلاثتهم - معتمر بن سليمان، ووهيب، وإسماعيل بن إبراهيم بن علية - عن أيوب، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عبد الله بن الزبير، فذكره.
* وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (11/16235) عن يحيى بن حكيم البصري، عن ابن أبي عدي ومحمد بن جعفر،
كلاهما - عن شعبة، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، نحوه. ليس فيه عبد الله بن الزبير.
* وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (11/16189) عن يزيد بن سنان البصري، عن معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن أبي الخليل، وسامه صالح، عن يوسف بن ماهك، عن عبد الله بن الزبير، عن خالته عائشة، أنها قالت : إنما يحرم من الرضاع سبع مرات. موقوف.
وعن عروة عنها.
أخرجه أحمد (6/247) قال : حدثنا عثمان. والدارمي (2256) قال : حدثنا عبد الله بن صالح. قال : حدثني الليث.
كلاهما - عثمان بن عمر، والليث - عن يونس، عن الزهري، عن عروة، فذكره.
* وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/16758) عن عبد الوراث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن أبيه، عن جده، عن حسين، وهو المعلم، عن مكححول، عن عروة، عن عائشة. قالت : ليس بالمصة ولا بالمصتين بأس، إنما الرضاع ما فتق الأمعاء. موقوف.

9039 - (س) عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا تَحْرُم المصَّةُ ولا المصتان» . أخرجه النسائي هكذا عن [عبد الله] بن الزبير (1) .
وقد أخرجه مرة أخرى عن ابن الزبير عن عائشة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- . وقد ذكرنا ذلك في الحديث الذي قبله ، والظاهر : أنَّ هذه الرواية قد أرسلها ، وأنَّها هي الحديث الذي قبله ، فإن مسلماً وأبا داود والترمذي أخرجوه عن ابن الزبير عن عائشة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- .
__________
(1) 6 / 101 في النكاح ، باب القدر الذي يحرم من الرضاعة ، وقد أخرجه أيضاً أحمد ، والترمذي وابن حبان ، وقال الترمذي : الصحيح عن أهل الحديث من رواية ابن الزبير عن عائشة كما في الحديث الذي قبله ، وأعله ابن جرير بالاضطراب فإنه روي عن ابن الزبير عن أبيه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/4) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (4/5) قال : حدثنا وكيع. والنسائي (6/101) قال : أخبرنا شعيب بن يوسف، عن يحيى.
كلاهما - يحيى، ووكيع- عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.
* وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (5281) عن أحمد بن حرب الموصلي، عن أبي معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، وابن الزبير، فذكراه.

9040 - (م س) أم الفضل - رضي الله عنها - قالت : دخل أعرابي على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو في بيتي ، فقال : يا نبيَّ الله ، إني كانت لي امرأة ، فتزوّجت عليها أخرى ، فزعمتْ امرأتي الأولى : أنَّها أرضَعَتِ امرأتي الحُدْثَى رضعةً أو رضعتين ، فقال نبيّ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا تحرِّم الإملاجَةُ ، ولا الإملاجتان» .
وفي رواية «أنَّ رجلاً من بني عامر بن صَعْصعة ، قال : يا نبي الله ، هل تحرِّم الرَّضعة الواحدة ؟ قال : لا» .
وفي أخرى قال : «سأل رجلٌ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- : أتحرِّم المصَّةُ ؟ قال : لا» . -[481]-
وفي أخرى قال : «لا تحرِّم الرَّضعةُ ولا الرَّضعتان ، والمصّةُ ولا المصتان» أخرجه مسلم .
وفي رواية النسائي «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- سُئل عن الرَّضاع ؟ فقال : لا تحرِّم الإملاجةُ ولا الإملاجتان» قال قتادة : «المصّة والمصّتان» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحُدْثَى) تأنيث «الأحدث» يريد به المرأة التي تزوَّجها بعد الأولى .
(الإملاجة) : المصَّةُ الواحدة ، والمَلْجُ : المصُّ .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1451) في الرضاع ، باب المصة والمصتان ، والنسائي 6 / 100 و 101 في النكاح ، باب القدر الذي يحرم من الرضاعة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/339) قال : حدثنا إسماعيل، قال : حدثنا أيوب. وفي (6/340) قال : حدثنا أبو كامل، قال : حدثنا حماد، عن قتادة. (ح) وحدثنا بهز وعفان، قالا : حدثنا همام، قال : حدثنا قتادة. والدارمي (2257) قال : أخبرنا سليمان بن حرب. قال : حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. ومسلم (4/166) قال : حدثنا يحيى بن يحيى وعمرو الناقد وإسحاق بن إبراهيم، كلهم عن المعتمر بن سليمان، عن أيوب. وفي (4/167) قال : حدثني أبو غسان المسمعي، قال : حدثنا معاذ. (ح) وابن المثنى وابن بشار، قالا : حدثنا معاذ بن هشام قال : حدثنا أبي، عن قتادة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا محمد بن بشر، قال : حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، جميعا عن عبدة بن سليمان، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر. قال : حدثنا بشر بن السري، قال : حدثنا حماد بن سلمة، عن قتادة. (ح) وحدثنا أحمد بن سعيد الدارمي. قال : حدثنا حبان، قال : حدثنا همام، قال : حدثنا قتادة. وابن ماجه (1940) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا محمد بن بشر، قال : حدثنا ابن أبي عروبة، عن قتادة. والنسائي (6/100) قال : أخبرنا عبد الله بن الصباح بن عبد الله، قال : حدثنا محمد بن سواء، قال : حدثنا سعيد، عن قتادة وأيوب. وفي الكبرى تحفة الأشراف (12/18051) عن محمد بن بشار، عن معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة.
كلاهما - أيوب، وقتادة - عن صالح أبي الخليل عن عبد الله بن الحارث فذكره.
* في رواية ابن أبي عروبة عن قتادة قال : «لا تحرم الرضعة أو الرضعتان، أو المصة أو المصتان» .
* وفي رواية همام عن قتادة : «سأل رجل النبي -صلى الله عليه وسلم- أتحرم المصة فقال : لا» .
* وفي رواية هشام عن قتادة : أن رجلا من بني عامر بن صعصعة قال : يانبي الله هل تحرم الرضعة الواحدة؟ قال : لا.

9041 - (س) قتادة قال : كتبتُ إلى إِبراهيم النخعي أسأله عن الرضاع ؟ فكتب : إنَّ شُرَيحاً حدَّثنا أن علياً وابنَ مسعود - رضي الله عنهما - كانا يقولان : «يَحْرُمْ من الرَّضاع قليلُه وكثيرُه» وكان في كتابه : أن أبا الشعثاء المحاربيَّ حدَّثنا أن عائشةَ حدَّثَت أن نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول : «لا تحرِّم الخَطفة والخَطْفتان» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 6 / 101 في النكاح ، باب القدر الذي يحرم من الرضاعة ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (6/101) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن بزيع. قال : حدثنا يزيد، يعني ابن زريع. قال : حدثنا سعيد، عن قتادة. قال : كتبنا إلى إبراهيم بن يزيد النخعي نسأله عن الرضاع، فكتب : أن شريحا حدثنا، أن عليا وابن مسعود كانا يقولان : يحرم من الرضاع قليله وكثيره، وكان في كتابه، أن أبا الشعثاء المحاربي حدثنا، فذكره.

9042 - (م ط د ت س) عائشة - رضي الله عنها - قالت : «كان فيما أُنزِل من القرآن : عَشْرُ رَضَعات معلومات تُحرِّمن ، ثم نُسِخْنَ بخمسٍ -[482]- معلومات ، فتُوُفِّي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وهنّ فيما يُقرَأُ من القرآن (1)» . أخرجه الجماعة إلا البخاري (2) .
__________
(1) معناه : أن النسخ بخمس رضعات تأخر إنزاله ، حق إنه صلى الله عليه وسلم توفي وبعض الناس يقرأ : خمس رضعات ، ويجعلها قرآناً متلواً لكونه لم يبلغه النسخ ، لقرب عهده ، فلما بلغهم النسخ بعد رجعوا عن تلاوته وأجمعوا على أن هذا لا يتلى .
(2) رواه مسلم (1452) في الرضاع ، باب التحريم بخمس رضعات ، والموطأ 2 / 608 في الرضاع ، باب جامع ما جاء في الرضاعة ، وأبو داود رقم (2062) في النكاح ، باب هل يحرم ما دون خمس رضعات ، والترمذي رقم (1150) في الرضاع ، باب ما جاء لا تحرم المصة ولا المصتان ، والنسائي 6 / 100 في النكاح ، باب القدر الذي يحرم من الرضاعة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه مالك الموطأ صفحة (376) والدارمي (2258) قال : أخبرنا إسحاق. قال : أخبرنا روح. ومسلم (4/167) قال : حدثنا يحيي بن يحيى. وأبو داود (2062) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي. والترمذي (1150) قال : حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري. قال : حدثنا معن والنسائي (6/100) قال : أخبرني هارون بن عبد الله. قال : حدثنا معن. (ح) والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم.
خمستهم - روح، ويحيى بن يحيى، والقعنبي، ومعن، وعبد الرحمن بن القاسم - عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم.
2- وأخرجه مسلم (4/1677 و168) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، قال : حدثنا سليمان بن بلال. (ح) وحدثناه محمد بن المثنى. قال : حدثنا عبد الوهاب.
كلاهما - سليمان، وعبد الوهاب الثقفي - عن يحي بن سعيد.
3- وأخرجه ابن ماجه (1942) قال : حدثنا عبد الوراث بن عبد الصمد بن عبد الوارث. قال : حدثنا أبي. قال : حدثنا حماد بن سلمة، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه.
ثلاثتهم - عبد الله بن أبي بكر، ويحيى بن سعيد الأنصاري، والقاسم بن محمد -عن عمرة بنت عبد الرحمن، فذكرته.

9043 - (ط) نافع مولى ابن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ سالم بن عبدِ الله أخبره : أن عائشة «أرسلت به - وهو يرضع - إلى أختها أُمِّ كلثوم بنتِ أبي بكر ، فقالت : أرضعيه عَشْرَ رَضَعاتٍ حتى يدخل عليَّ ، قال سالم : فأرضعتْني [أُمُّ كلثوم] ثلاثَ رضعات ، ثم مرضتْ فلم ترضعْني غير ثلاث مرات ، فلم أكن أدخل على عائشة من أجل أن أُمَّ كلثوم لم تُتِمَّ لي عشر رضعات» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 603 في الرضاع ، باب رضاعة الصغير ، وإسناده صحيح ، وقال السيوطي : هذه خصوصية لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم دون سائر النساء . وقال عبد الرزاق في " مصنفه " عن معمر : أخبرني أن طاوس عن أبيه قال : كان لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم رضعات معلومات ، وليس لسائر النساء رضعات معلومات ، ثم ذكر حديث عائشة هذا وحديث حفصة الذي بعده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه مالك (1319) عن نافع، فذكره.

9044 - (ط) نافع [مولى ابن عمر]- رضي الله عنهما - أن صفية ابنة -[483]- أبي عبيد أخبرته : أنَّ حفصة أمَّ المؤمنين «أرسلت بعاصم بن عبد الله بن سعد إلى أُختها فاطمة بنت عمر ، لترضعه عشر رضعات ، وهو صغير يرضع ليدخل عليها ، ففعلتْ ، فكان يدخل عليها» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 603 في الرضاع ، باب رضاعة الصغير ، وإسناده صحيح ، وهو بمعنى الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه مالك (1320) عن نافع، فذكره.

9045 - (ط) القاسم بن محمد أن عائشة - رضي الله عنها - «كان يدخل عليها من أرضَعَتْهُ أخواتُها وبنات أخيها ، ولا يدخل عليها من أرضعه نساءُ إخوتِها» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 604 في الرضاع ، باب رضاعة الصغير ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه مالك (1321) عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، فذكره.

9046 - (ط) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - كان يقول : «ما كان في الحولين وإن كان مَصَّةً واحدة ، فهو يحرِّم» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 602 في الرضاع ، باب رضاعة الصغير ، من حديث ثور بن زيد الديلمي عن ابن عباس ، وثور يرسل عن ابن عباس ولم يسمع منه ، وهو مخالف للحديث الصحيح : " لا تحرم المصة والمصتان " .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (1316) عن ثور بن زيد الديلي، فذكره.
قال الزرقاني في شرح الموطأ (3/309) قال :أبو عمر : لم يسمع ثور من ابن عباس بينهما عكرمة، والحديث محفوظ لعكرمة وغيره.

9047 - (ط) نافع [مولى ابن عمر] أن ابن عمر - رضي الله عنهما - كان يقول : «لا رَضاعة إلا لمن أُرضِع في الصِّغَر ، ولا رَضاعة لكبير» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 603 في الرضاع ، باب رضاعة الصغير ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه مالك (1318) عن نافع، فذكره.

9048 - (خ م [ط] د س) عائشة - رضي الله عنها - «أن أبا حذيفةَ بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس - وكان ممن شهد بدراً مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- تَبَنَّى -[484]- سالماً ، وأنكحه بنتَ أخيه الوليد بن عتبة بن ربيعة ، وهو مولى لامرأةٍ من الأنصار ، كما تَبَنَّى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- زيداً ، وكان مَنْ تَبَنَّى رجلاً في الجاهلية دعاه الناسُ إليه ، ووَرَّثه من ميراثه ، حتى أنزل الله {ادعوهم لآبائهم} إلى قوله {ومواليكم} [الأحزاب : 5] فرُدُّوا إلى آبائهم ، فمن لم يُعلَمْ له أب كان مولى وأخاً في الدِّين ، فجاءت سَهْلة بنت سهيل بن عمرو القرشي ، ثم العامري ، وهي امرأة أبي حذيفة إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقالت : يا رسولَ الله ، إنا كنا نرى سالماً ولداً ، وقد أنزل الله - عز وجل - فيه ما قد علمتَ ... وذكر الحديث» هكذا هو عند البخاري ، ولم يُخرج تمامه .
قال الحميديُّ : وقد أخرجه أبو بكر البَرْقاني في كتابه بطوله من حديث أبي اليمان ، الذي أخرج البخاري عنه ما أخرجه عنه ، وفيه بعد قولها : «وكنا نرى سالماً ولداً» : «وكان يأوي معي ومع أبي حذيفة في بيت واحد ، ويراني فُضُلاً وقد أنزل الله - عز وجل - ما قد علمت ، فكيف ترى يا رسولَ الله ؟ فقال لها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أرضعيه ، فأرضعتْه خمس رَضَعات ، فكان بمنزلة ولدها من الرَّضاعة ، فبذلك كانت عائشة تأمر بنات إخوتها وبنات أخواتها أن يُرضِعن من أحبَّتْ عائشة أن يراها ويدخل عليها - وإن كان كبيراً - خمس رضعات ، ثم يدخل عليها ، وأبتْ أمُّ سلمةَ وسائرُ أزواج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أن يُدْخِلْنَ عليهن بتلك الرضاعة أحداً من الناس حتى يَرضَعَ في المهد ، وقلن -[485]- لعائشة : والله ما ندري لعلها رخصةٌ لسالم من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- دون الناس» .
وفي رواية مسلم عن عائشة قالت : «جاءت سهلة بنت سهيل إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقالت : يا رسولَ الله ، إني أرى في وجه أبي حذيفة من دخول سالم - وهو حليفه - فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : أرضعيه ، قالت : كيف أُرْضِعُه وهو رجل كبير ؟ فتبسَّم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وقال : قد علمتُ أنهُ رجل كبير ، وقد كان شهد بدراً» .
وفي أخرى «أن سالماً مولى أبي حذيفة كان مع أبي حذيفة وأهلِهِ في بيتهم ، فأتَت - تعني سهلةَ بنت سهيل - النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ، فقالت : إن سالماً قد بلغ ما يبلغ الرجال ، وعَقَلَ ما عقلوا ، وإنه ليدخل علينا ، وإني أظن [أن] في نفس أبي حذيفة من ذلك شيئاً ، فقال لها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : أرضعيه ، تَحْرُمي عليه ، ويذهب الذي في نفس أبي حذيفة ، فرجعت ، فقالت : إني قد أرضَعْتُه ، فذهب الذي في نفس أبي حذيفة» .
وفي أخرى عن زينب بنت أُمِّ سلمة قالت : قالت أُمُّ سلمة لعائشة «إنه يدخل عليكِ الغلامُ الأيفَعُ الذي ما أُحِبُّ أن يدخل عليَّ ، قالت : فقالت عائشة : أما لَكِ في رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أُسْوَة ؟ وقالت : إن امرأةَ أبي حذيفة قالت : يا رسولَ الله ، إن سالماً يدخل عَلَيَّ وهو رجل ، وفي نفس أبي حذيفة منه شيء ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أرضعيه حتى يدخلَ عليك» . -[486]-
وفي أخرى عنها : أنَّ أُمَّ سلمةَ قالت لعائشة : «والله ما تطيب نفسي أن يراني الغلام وقد استغنى عن الرضاعة ، فقالت : لِمَ ؟ قد جاءت سهلةُ بنت سهيل إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقالت : يا رسولَ الله ، إني لأرى في وجه أبي حذيفة من دخول سالم ... فذكر نحوه بمعناه ، وفيه : أرضعيه يَذْهَبْ ما في وجه أبي حذيفة» .
وفي أخرى عنها أنَّ أُمَّها أُمَّ سلمة كانت تقول : «أبى سائرُ أزواج النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أن يُدْخِلْنَ عليهن أحداً بتلك الرضاعة ، وقلن لعائشة : ما نرى هذا إلا رخصةً أرخصها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- لسالمٍ خاصة ، فما هو بداخلٍ علينا أحد بهذه الرضاعة ولا رائينا» .
وفي رواية الموطأ عن ابن شهاب : أنه سُئل عن رضاعة الكبير ؟ فقال : أخبرني عروة بن الزبير : «أن أبا حذيفةَ بن عتبة بن ربيعة - وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، وكان قد شهد بدراً - كان قد تبنَّى سالماً الذي يقال له : سالم مولى أبي حذيفة ، كما تبنَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- زيدَ بن حارثة ، وأنكح أبو حذيفة سالماً ، وهو يرى أنه ابنُه ، أنكحه ابنةَ أخيه فاطمةَ بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة ، وهي يومئذ من المهاجرات الأُوَل ، وهي من أفضل أيامَى قريش ، فلما أنزل الله تبارك وتعالى في كتابه في زيدِ بن حارثة ما أنزل فقال : {ادعوهم لآبائهم هو أقسطُ عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانُكم في الدِّين ومواليكم} -[487]-[الأحزاب : 5] رُدَّ كل واحد من أولئك إلى أبيه ، فإن لم يعلم أبوه رُدَّ إلى مواليه ، فجاءت سهلةُ بنت سهيل - وهي امرأة أبي حذيفة ، وهي من بني عامر بن لؤي - إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقالت : يا رسولَ الله كنا نَرى سالماً ولداً وكان يدخل عَلَيَّ وأنا فُضُلٌ ، وليس لنا إلا بيت واحد ، فماذا ترى في شأنه ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فيما بَلَغَنَا - : أرضعيه خمس رضعات ، فيحرم بلبنها ، وكانت تراه ابناً من الرضاعة ، فأخذت بذلك عائشة أم المؤمنين فيمن كانت تحب أن يدخل عليها من الرجال ، فكانت تأمر أختَها أُمَّ كلثوم بنت أبي بكر الصِّدِّيق وبنات أخيها : أن يُرضِعنَ مَنْ أحبَّتْ أن يدخل عليها من الرجال ، وأبى سائرُ أزواجِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أن يَدْخَُُل عليهن بتلك الرضاعة أحدٌ من الناس ، وقلن : لا والله ، ما نرى الذي أمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سهلةَ بنت سهيل إلا رُخصةً من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في رضاعة سالم وحده ، والله لا يدخلُ علينا بهذه الرضاعة أحدٌ ، فعلى هذا كان أزواجُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في رضاعة الكبير» .
وأخرج أبو داود الرواية الأولى بتمامها الذي أخرجها الحميديُّ عن البرقاني إلا أن أبا داود قال في أوله : «عن عائشة وأُمِّ سلمة» وفيه : «وأنكحه ابنة أخيه هند [بنت] الوليد» .
وأخرج النسائي الرواية الأولى التي لمسلم وزاد : «فجاءت بعدُ ، فقالت : والذي بعثك بالحق ، ما رأيت في وجه أبي حذيفة بعدُ شيئاً أكرهه» . -[488]-
وأخرج الرواية الثانية والخامسة اللتين له . وله في أخرى قالت : «جاءت سهلةُ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقالت : يا رسولَ الله ، إن سالماً يدخل علينا ، وقد عقل ما عقل الرجال ، وعلم ما يعلم الرجل ، قال : أرضعيه تحرمي عليه بذلك» .
وله في أخرى عن عروة قال : «أبى سائرُ أزواجِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أن يَدْخُلَ عليهن بتلك الرضاعة أحدٌ من الناس - يريد رضاعة الكبير - فقلن لعائشة : ما نرى الذي أمر به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بنت سهيل إلا رخصةً في رضاع سالم وحده من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، والله لا يدخل علينا أحدٌ بهذه الرضاعة ، ولا يرانا» .
وأخرج أيضاً الرواية الأولى التي أخرجها البخاري ، ولم يذكر تمامها الذي للبرقاني ، وقد ذُكِر له رواية أخرى في الباب الثاني من كتاب النكاح (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الأيفع) اليافع واليفعَة : الغلام الذي شارف الاحتلام ولم يحتلمْ بعد . -[489]-
(فُضُلاً) امرأةٌ فُضُلٌ : إذا كان عليها ثوب واحد ، وهو الذي تلبسه في بيتها ، وذلك الثوب مُفْضِل .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 113 في النكاح ، باب الأكفاء في الدين ، وفي المغازي ، باب شهود الملائكة بدراً ، ومسلم رقم (1453) في الرضاع ، باب رضاعة الكبير ، والموطأ 2 / 605 في الرضاع ، باب ما جاء في الرضاعة بعد الكبر ، وأبو داود رقم (2061) في النكاح ، باب من حرم به ، والنسائي 6 / 104- 106 في النكاح ، باب رضاع الكبير ، وانظر ما قاله الحافظ : في " الفتح " 9 / 114 و 115 .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (278) قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا عبد الرحمن بن القاسم. وأحمد (6/38) عن سفيان، عن عبد الرحمن بن القاسم. وفي (6/201) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا ابن جريج. (ح) وروح. قال : حدثنا ابن جريج. قال : أخبرني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة. وفي (6/249) قال : حدثنا محمد بن بكر البرساني. قال : أخبرنا عبيد الله بن أبي زياد. ومسلم (4/168) قال : حدثنا عمرو الناقد وابن أبي عمر. قالا : حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الرحمن بن القاسم. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ومحمد بن أبي عمر، جميعا عن الثقفي قال ابن أبي عمر : حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن رافع. قال ابن رافع : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا ابن جريج. قال : أخبرنا ابن أبي مليكة. وابن ماجه (1943) قال : حدثنا هشام بن عمار. قال : حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الرحمن بن القاسم، والنسائي (6/104) قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن. قال : أخرجه أحمد (6/174) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. ومسلم (4/169) قال : حدثنا محمد بن المثنى. قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. (ح) . وحدثني أبو الطاهر وهارون بن سعيد الأيلي. قالا : حدثنا ابن وهب. قال : أخبرني مخرمة بن بكير، عن أبيه. والنسائي (6/104) قال : أخبرنا يونس بن عبد الأعلى. قال : حدثنا ابن وهب. قال : أخبرني مخرمة ابن بكير، عن أبيه.
كلاهما - شعبة، وبكير بن عبد الله بن الأشج - عن حميد بن نافع، عن زينب بنت أم سلمة، فذكرته.
* وفي رواية بكير بن عبد الله بن الأشج «جاءت سهلة بنت سهيل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت : يارسول الله، إني لأرى في وجه أبي حذيفة من دخول سالم..» فذكر نحوه.
حدثنا سفيان. قال : سمعناه من عبد الرحمن، وهو ابن القاسم. وفي (6/105) قال : أخبرنا أحمد بن يحيى بن الوزير. قال : سمعت ابن وهب. قال أخبرني سليمان، عن يحيى وربيعة. (ح) وأخبرنا حميد بن مسعدة، عن سفيان، وهو ابن حبيب، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة. (ح) وأخبرنا عمرو بن علي، عن عبد الوهاب. قال : أنبأنا أيوب، عن ابن أبي مليكة.
خمستهم - عبد الرحمن بن القاسم، وعبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، وعبيد الله بن أبي زياد، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وربيعة بن أبي عبد الرحمن - عن القاسم بن محمد، فذكره.
وبنحوه :
أخرجه أحمد (6/201) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا ابن جريج. وفي (6/228) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. وفي (6/255) قال : حدثنا عثمان بن عمر. قال : أخبرنا مالك. وفي (6/269) قال : حدثنا يعقوب.م قال : حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. وفي (6/270) قال : حدثنا يعقوب. قال : حدثنا ابن أخي ابن شهاب. والدارمي (2262) قال : أخبرنا أبو اليمان الحكم ابن نافع. قال : أخبرنا شعيب. والبخاري (5/104) قال : حدثنا يحيى بن بكير. قال : حدثنا الليث، عن عقيل. وفي (7/9) قال : حدثنا أبو اليمان. قال : أخبرنا شعيب. والنسائي (6/63) قال : أخبرنا عمران بن بكار بن راشد. قال : حدثنا أبو اليمان. قال : أنبأنا شعيب. وفي الكبرى تحفة الأشراف (12/16421) عن الربيع بن سليمان بن داود، عن أبي الأسود، واسمه النضر بن عبد الجبار وإسحاق بن بكر بن مضر.
كلاهما - عن بكر بن مضر، عن جعفر بن ربيعة. وفي (12/16467) عن عمرو بن منصور، عن أبي اليمان، عن شعيب.
ثمانيتهم - ابن جريج، ومعمر، ومالك، ومحمد بن إسحاق، وابن أخي ابن شهاب، وشعيب بن أبي حمزة، وعقيل، وجعفر بن ربيعة - عن الزهري، عن عروة بن الزبير، فذكره.
* وأخرجه أبو داود (2061) قال : حدثنا أحمد بن صالح. قال : حدثنا عنسبة. قال : حدثني يونس، عن ابن شهاب. قال : حدثني عروة بن الزبير. والنسائي (6/64) قال : أخبرنا محمد بن نصر. قال : حدثنا أيوب بن سليمان بن بلال. قال : حدثني أبو بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال.
قال : قال يحيى، يعني ابن سعيد : وأخبرني ابن شهاب. قال : حدثني عروة بن الزبير وابن عبد الله بن ربيعة.
كلاهما - عروة، وابن عبد الله بن ربيعة - عن عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- وأم سلمة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوه.
* وأخرجه مالك الموطأ صفحة (374) عن ابن شهاب، أنه سئل عن رضاعة الكبير ؟ قال : أخبرني عروة بن الزبير، أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة وكان من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكره مرسلا.
وفي رواية محمد بن إسحاق : «.. قال فأرضعيه عشر رضعات..» .

9049 - (ط) عبد الله بن دينار قال : جاء رجل إلى عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - وأنا معه عند دار القضاء ، يسأله عن رَضاعة الكبير ؟ فقال ابن عمر : «جاء رجل إلى عمر بن الخطاب ، فقال : إني كانت لي وَليدةٌ أطؤها ، فعمَدَتِ امرأتي [إليها] ، فأرضعتْها ، [فدخلتُ عليها] فقالت لي : دونَك ، قد أرضَعتُها ، فقال عمر : أوجِعْها ، وائت جاريَتَكَ ، فإنما الرضاعة في الصِّغَر» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 606 في الرضاع ، باب ما جاء في الرضاع بعد الكبر ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه مالك (1326) عن عبد الله بن دينار، فذكره.

9050 - (ط د) يحيى بن سعيد أن رجلاً سأل أبا موسى الأشعري - رضي الله عنه - فقال : «إِني مَصِصت عن امرأتي من ثديها لبناً ، فذهب في بطني ؟ فقال أبو موسى : لا أُراها إلا وقد حَرُمَت عليكَ ، فقال عبد الله بن مسعود : انظر ما تُفتي به الرجل ، فقال أبو موسى : فما تقول أنت ؟ فقال عبد الله بن مسعود : لا رَضاعة إلا ما كان في الحولين ، فقال أبو موسى: لا تسألوني عن شيء ما كان هذا الحَبْر بين أظهركم» أخرجه الموطأ .
واختصره أبو داود ، فقال : «قال ابن مسعود : لا رَضاع إلا ما شدَّ العَظْمَ وأنْبَت اللحم ، فقال أبو موسى : لا تسألونا وهذا الحَبر فيكم» . -[490]-
وفي رواية «وأنشزَ العظم» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وأَنشز العظم) يروى بالزاي والراء ، فمعناه بالزاي : زاد في حجمه ، فنشز ، أي : ارتفع ، ومعناه بالراء : الإحياء ، من قوله تعالى : {ثم إذا شاء أنشره} [عبس : 22] .
__________
(1) رواه الموطأ 2 / 607 في الرضاع ، باب ما جاء في الرضاعة بعد الكبر ، وإسناده منقطع ، وقال ابن عبد البر : ويتصل من وجوه ، منها ما رواه ابن عيينة وغيره عن إسماعيل ابن أبي خالد عن أبي عمرو الشيباني ، نقول : ورواه أبو داود رقم (1059) و (1060) في النكاح ، باب في رضاعة الكبير من حديث أبي موسى الهلالي عن أبيه عن ابن لعبد الله بن مسعود ، ومن طريقه عن أبيه عن عبد الله بن مسعود ، وأبو موسى وأبوه مجهولان ، لكن رواه البيهقي 7 / 461 من حديث أبي بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي عطية قال : جاء رجل إلى أبي موسى ... وذكر الحديث ، ويشهد له أيضاً حديث الترمذي الذي بعده ، فهو حديث حسن بشواهده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (1327) عن يحيى بن سعيد، فذكره.
وقال الزرقاني في شرح الموطأ (3/318) قال أبو عمر : منقطع يتصل من وجوه منها ما رواه ابن عيينة وغيره عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي عمرو الشيباني، فذكره.
أما رواية أبي داود.
فقد أخرجها (2059) قال : حدثنا عبد السلام بن مطهر، أن سليمان بن المغيرة حدثهم عن أبي موسى، عن أبيه، عن ابن لعبد الله بن مسعود، فذكره.
وفي (2060) قال : حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، قال : حدثنا وكيع، عن سليمان بن المغيرة، عن أبي موسى الهلالي، عن أبيه، فذكره.

9051 - (ت) أم سلمة - رضي الله عنها - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا يُحَرِّمُ من الرضاع إلا ما فَتق الأمعاء في الثَّدي ، وكان قبل الفِطام» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1152) في الرضاع ، باب ما جاء ما ذكر أن الرضاعة لا تحرم إلا في الصغر دون الحولين ، وهو حديث صحيح ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم أن الرضاعة لا تحرم إلا ما كان دون الحولين ، وما كان بعد الحولين الكاملين فإنه لا يحرم شيئاً .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1152) قال : حدثنا قتيبة. قال : حدثنا أبو عوانة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن فاطمة بنت المنذر وفاطمة بنت المنذر بن الزبير بن العوام وهي امرأة هشام بن عروة فذكرته.

9052 - (خ د ت س) عقبة بن الحارث - رضي الله عنه - «أنه تزوج بنتاً لأبي إهاب بن عزيز ، فأتته امرأة فقالت : إني قد أرضعت عقبة والتي -[491]- تزوّجَ ، فقال لها عقبة : ما أعلم أنكِ أرضَعْتني ولا أخبرتني ، فركب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بالمدينة ، قال : فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : كيف وقد قيل ؟ ففارقها عقبة ، فنكحت زَوجاً غيره» .
وفي رواية «أنه تزوج أُم يحيى بنت أبي إهاب ، فجاءت أَمَةٌ سوداء ، فقالت : قد أرضعتُكما ، قال : فذكرتُ ذلك للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، فأعرض عني ، فتنحيَّتُ ، فذكرت ذلك له ، فقال : [وكيف] وقد زَعمَت أن قد أرضعتْكما ؟ فنهاه عنها» .
وفي أخرى «كيف وقد قيل ؟ دعها عنك - أو نحوه» .
وفي أخرى «فأعرض عنه ، وتبسّم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : وكيف وقد قيل ؟ وكانت تحته بنت أبي إهاب التميمي» .
وفي أخرى نحوه وفيه : «فأعرض عنه ، قال : فأتيته من قِبَلِ وجهه ، قلت : إنها كاذبة ، قال : كيف بها وقد زعمت أنها قد أرضعتْكما ؟ دعها عنك» أخرجه البخاري . وأخرج الترمذي وأبو داود نحوه ، وفي رواية النسائي الرواية الآخرة (1) .
-[492]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(دعها عنك) إشارة بالكفِّ عنها من طريق الورع ، لا من طريق الحكم ، وقوله : " وما يدريك ؟ " تعليق منه للقول في أمرها ، وليس في هذا دلالة على وجوب قبول قول المرأة في هذا وفيما لا يطَّلع الرجال من أمر النساء ، وقد اختلف في قول من يقبل قوله من النساء في الرضاع وغيره من أحوال النساء ، فقال قوم : تُقْبَلُ شهادةُ المرأة الواحدة ، وقيل : أربع نسوة وقيل : شهادةُ امرأتين .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 184 في الشهادات ، باب إذا شهد شاهد أو شهود بشيء ، وقال آخرون : ما علمنا بذلك يحكم بقول من شهد ، وباب شهادة الإماء والعبيد ، وباب شهادة المرضعة ، وفي العلم ، باب الرحلة في المسألة النازلة ، وفي البيوع ، باب تفسير الشبهات ، وفي النكاح ، باب شهادة المرضعة ، والترمذي رقم (1151) في الرضاع ، باب ما جاء في شهادة المرأة الواحدة في الرضاع ، وأبو داود رقم (3603) و (3604) في الأقضية ، باب الشهادة في الرضاع ، والنسائي 6 / 109 في النكاح ، باب الشهادة في الرضاع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/7 و 383) قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. والبخاري (7/13) قال : حدثنا علي بن عبد الله، قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. وأبو داود (3604) قال : حدثنا أحمد بن أبي شعيب الحراني، قال : حدثنا الحارث بن عمير البصري. (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال : حدثنا إسماعيل بن علية. والترمذي (1151) قال : حدثنا علي بن حجر، قال : أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم. والنسائي (6/109) قال : أخبرنا علي بن حجر، قال : أنبأنا إسماعيل. وفي الكبرى الورقة (79-أ) قال : أخبرنات محمد أبان البخلي، ويعقوب بن إبراهيم، قالا : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم.
كلاهما - إسماعيل بن إبراهيم بن علية، والحارث بن عمير - عن أيوب، عن عبد الله بن أبي مليكة، قال:حدثني عبيد بن أبي مريم، فذكره.
* قال ابن أبي مليكة : وقد سمعته من عقبة، ولكني لحديث عبيد أحفظ.
* أخرجه أبو داود (3603) قال : حدثنا سليمان بن حرب، قال : حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، قال : حدثني عقبة بن الحارث. وحدثنيه صاحب لي عنه وأنا لحديث صاحبي أحفظ. فذكره.
* أخرجه الحميدي (579) قال : حدثنا سفيان، قال : حدثنا إسماعيل بن أمية. وأحمد (4/7 و 384) قال : حدثنا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل، يعني ابن أمية. وفي (4/8) قال : حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج. وفي (4/8) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا ابن جريج. والدارمي (2260) قال: حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج. (ح) قال أبو عاصم : وقال عمر بن سعيد بن أبي حسين. والبخاري (1/33) قال : حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن، قال : أخبرنا عبد الله، قال : أخبرنا عمر بن سعيد بن أبي حسين. وفي (3/70) قال : حدثنا محمد بن كثير، قال : أخبرنا سفيان، قال : أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين. وفي (3/221) قال : حدثنا حبان، قال : أخبرنا عبد الله، قال : أخبرنا عمر بن سعيد بن أبي حسين.
وفي (3/226) قال : حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج. (ح) وحدثنا علي بن عبد الله، قال : حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج. (ح) وحدثنا أبو عاصم، عن عمر بن سعيد. والنسائي في الكبرى الورقة (79/أ) قال : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال : حدثنا خالد، قال : حدثنا ابن جريج. (ح) وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال : أخبرنا عيسى بن يوسن، قال : حدثني عمر بن سعيد بن أبي حسين.
أربعتهم - إسماعيل بن أمية، وابن جريج، و عمر بن سعيد بن أبي حسين، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين - عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، أنه سمع عقبة بن الحارث، فذكره. ليس فيه : عبيد بن أبي مريم.
* في رواية يحيى بن سعيد، عن ابن جريج : «حدثني عقبة بن الحارث، أو سمعته منه» . وفي رواية عبد الرزاق، عن ابن جريج : «أن عقبة بن الحارث بن عامر أخبره، أو سمعه منه، إن لم يكن خصه به» . وفي رواية أبي عاصم، عن ابن جريج. «عن ابن أبي مليكة، قال : حدثني عقبة بن الحارث. ثم قال : لم يحدثنيه، ولكن سمعته يحدث القوم» .
* اللفظ للنسائي (6/109) .

9053 - (ط ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - «سُئِلَ عن رجل كانت له امرأتان ، أرضعت إِحداهما جارية ، والأخرى غلاماً : أيَحِلُّ للغلام أن ينكحَ الجارية ؟ قال : لا ، لأن اللَّقاح واحد» أخرجه الموطأ . وأخرجه الترمذي ، وقال بدل المرأتين : «جاريتان» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اللَّقاح واحد) أي : إن ماء الفحل الذي حملت منه ، واللقاح : ماءُ الفحل واللبن الذي أرضعت كل واحدة منهما كان أصله ماء الفحل ، ويحتمل أن يكون " اللَّقاح " في هذا الحديث بمعنى الإلقاح ، يقال : ألقح الفحل -[493]- يُلقح لَقاحاً وإلقاحاً ، كما يقال : أعطى يعطي عَطاءً وإعطاءً ، وأصل اللَّقاح في الإبل ، ثم استعير للنساء .
__________
(1) رواه الموطأ 2 / 602 و 603 في الرضاع ، باب رضاعة الصغير ، والترمذي رقم (1149) في الرضاع ، باب ما جاء في لبن الفحل ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه مالك (1149) وعنه الترمذي (1149) وقال : حدثنا قتيبة. (ح) وحدثنا الأنصاري قال : حدثنا معن.
كلاهما قالا : حدثنا مالك، عن ابن شهاب، عن عمرو بن الشريد، فذكره.

9054 - (د ت س) حجاج بن حجاج عن أبيه - رضي الله عنه - قال : قلت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «ما يُذْهِبُ عني مَذمَّةَ الرَّضاع ؟ قال : غُرَّةٌ : عبدٌ أو أمة» أخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي ، إلا أن أبا داود قال : «الغرةُ : العبدُ أو الأمة» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مَذَمَّة) الذِّمام والمَذَمَّةُ والذِّمَّةُ : الحق والحُرمة التي يُذَمُّ مضيِّعُها ، يقال : رعيت ذِمام فلان ومذمَّته ، والمراد بمذمة الرضاع : الحق اللازم بسبب الرضاع أو حق ذات الرضاع ، فحذف المضاف ، قال النخعي : كانوا يستحبُّون أن يَرضَخُوا عند فِصال الصبي للظِّئْر شيئاً سوى الأجر .
(الغُرَّة) : خيار المال ، وأصله من غُرَّة الوجه ، فكنى بالغُرَّة عن الذات ، فكأنه قال : عبد أو أَمَة .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (2064) في النكاح ، باب في الرضخ عند الفصال ، والترمذي رقم (1153) في الرضاع ، باب ما جاء ما يذهب مذمة الرضاع ، والنسائي 6 / 108 في النكاح ، باب حق الرضاع وحرمته ، وفي سنده حجاج بن حجاج الأسلمي ، لم يوثقه غير ابن حبان ، وباقي رجاله ثقات ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (877) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (3/450) قال : حدثنا يحيى. (ح) وحدثنا ابن نمير. والدارمي (2259) قال : حدثنا عثمان بن محمد، قال : حدثنا عبدة. وأبو داود (2064) قال : حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال : حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثنا ابن العلاء، قال : حدثنا ابن إدريس. والترمذي (1153) قال : حدثنا قتيبة، قال : حدثنا حاتم بن إسماعيل. والنسائي (6/108) قال : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال : حدثنا يحيى.
سبعتهم - سفيان، ويحيى، وابن نمير، وعبدة، وأبو معاوية، وابن إدريس، وحاتم - عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن حجاج بن حجاج، فذكره.
* وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3295) عن إسحاق بن منصور الكوفي، عن عبد الرحمن يعني ابن مهدي، عن سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن حجاج الأسلمي، قال : قلت : يا رسول الله. فذكره. ليس فيه حجاج بن حجاج.

الفصل الثاني : فيما لا يوجب حرمة مؤبدة ، وفيه ثلاثة فروع
الفرع الأول : في الجمع بين الأقارب
9055 - (خ م ط ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن تُنْكَح المرأةُ على عمتها ، والمرأةُ على خالتها» فنرى خالة أبيها بتلك المنزلة ، لأن عروة حدَّثني عن عائشة قالت : «حَرِّموا من الرَّضاعة ما تحرِّمون من النسب» هذا لفظ البخاري .
وعند مسلم : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا تُنكَحُ العمةُ على بنت الأخ ، ولا ابنة الأخت على الخالة» .
وفي أخرى : «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يجمعَ الرجلُ بين المرأة وعمتها ، وبين المرأةِ وخالتها» .
قال الزهري : فنُرى خالة أبيها وعمة أبيها بتلك المنزلة .
وفي أخرى لهما قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا يُجمَع بين المرأة وعمتها ، ولا بين المرأةِ وخالتها» .
وفي أخرى : «نهى أن تنكح المرأة على عمتها وخالتها» . ولمسلم : «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن أربع نِسْوَة أن يُجمَع بينهن : المرأةِ وعمتها ، والمرأةِ وخالتها» . -[495]-
وفي أخرى له : «نهى أن تُنكَح المرأةُ على عمتها أو خالتها ، أو أن تَسألَ المرأةُ طلاق أختها ، لِتَكْتَفِئ ما في صَحفتِها ، فإن اللهَ رازقُها» .
وفي أخرى : «لا يخطب الرجل على خطبة أخيه ، ولا يسوم على سَوم أخيه .. وذكر الحديث في العمة والخالة» .
وفي رواية الموطأ والترمذي وأبي داود أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا يُجمَع بين المرأة وعمتها ، ولا بين المرأة وخالتها» .
وللترمذي وأبي داود «لا تُنكَح المرأة على عمتها ، ولا العمةُ على بنت أخيها ، ولا المرأة على خالتها ، ولا الخالة على بنت أختها ، ولا تنكح الكبرى على الصغرى ، ولا الصغرى على الكبرى» . وأخرج النسائي هذه الرواية الآخرة إلى قولها : «بنت أختها» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لتكتفئ) أي : لتستفرغ ما في إنائها ، وهو كناية عن انفرادها بالزوج دونها ، واستبدادها بما تناله من مال زوجها منفردة ، و «تكتفئ» هو تفتعل ، من كفأتُ القِدْر : إذا قلبتَها .
__________
(1) رواه البخاري 9 / 138 و 139 في النكاح ، باب لا تنكح المرأة على عمتها ، ومسلم رقم (1408) في النكاح ، باب تحريم الجمع بين المرأة وعمتها أو خالتها في النكاح ، والموطأ 2 / 532 في النكاح ، باب ما لا يجمع بينه من النساء ، وأبو داود رقم (2065) و (2066) في النكاح ، باب ما يكره أن تجمع بينهن من النساء ، والترمذي رقم (1126) في النكاح ، باب ما جاء لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها ، والنسائي 6 / 96 - 98 في النكاح ، باب الجمع بين المرأة وعمتها ، وباب تحريم الجمع بين المرأة وخالتها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك في الموطأ صفحة (329) وأحمد (2/462 و 465) قال : قرأت على عبد الرحمن. وفي (2/465) قال : حدثنا إسحاق. وفي (2/516) قال : حدثنا روح. وفي (2/529) قال : حدثنا عثمان بن عمر. وفي (2/532) قال : حدثنا حماد بن خالد. والدارمي (2185) قال : حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد. والبخاري (7/15) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. ومسلم (4/135) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة العقنبي. والنسائي (6/96) قال : أخبرني هارون بن عبد الله. قال : حدثنا معن.
تسعتهم - عبد الرحمن بن مهدي، وإسحاق، وروح، وعثمان، وحماد بن خالد، وعبيد الله، وعبد الله بن يوسف، والقعنبي، ومعن - عن مالك بن أنس، عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
وعن قبيصة بن ذؤيب.
أخرجه أحمد (2/401) قال : حدثنا إبراهيم بن إسحاق. قال : حدثنا ابن مبارك، عن يونس. (ح) وعلي بن إسحاق. قال : أخبرنا عبد الله. قال : أخبرنا يونس. وفي (2/452) قال : حدثنا حجاج. قال : حدثنا ليث. قال : حدثني عقيل. وفي (2/518) قال : حدثنا عثمان بن عمر. قال : أخبرنا يونس. وفي (2/518) قال : حدثنا عثمان بن عمر. قال : أخبرنا مالك. والبخاري (7/15) قال : حدثنا عبدان. قال : أخبرنا عبد الله. قال : أخبرني يونس. ومسلم (4/135) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. قال : حدثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز. قال ابن مسلمة : مدني من الأنصار من ولد أبي أمامة بن سهل بن حنيف. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى. قال : أخبرنا ابن وهب. قال : أخبرني يونس. وأبو داود (2066) قال : حدثنا أحمد بن صالح. قال : حدثنا عنبسة. قال : أخبرني يونس. والنسائي (6/96) قال : أخبرنا محمد بن يعقوب بن عبد الوهاب بن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام. قال : حدثنا عنبسة. قال : أخبرني يونس. والنسائي (6/96) قال : أخبرنا محمد بن يعقوب بن عبد الوهاب بن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام. قال : حدثنا محمد بن فليح، عن يونس.
أربعتهم -يونس وعقيل، ومالك، وعبد الرحمن بن عبد العزيز - عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب، فذكره.
وعن أبي سلمة، عن أبي هريرة. قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
أخرجه أحمد (2/229) قال : حدثنا هشيم، عن عمر بن أبي سلمة. وفي (2/255) قال : حدثنا أبو عامر. قال : حدثنا هشام، عن يحيى. وفي (2/394) قال : حدثنا يونس. قال : حدثنا أبان، يعني العطار، عن يحيى. وفي (2/423) قال : حدثنا حسن. قال : حدثنا شيبان، عن يحيى. ومسلم (4/135 و 136) قال : حدثني أبو معن الرقاشي. قال : حدثنا خالد بن الحارث. قال : حدثنا هشام، عن يحيى. (ح) وحدثني إسحاق بن منصور. قال : حدثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان، عن يحيى. وفي (4/136) قال : حدثنا محمد بن المثني وبان بشار وأبو بكر بن نافع. قالوا : أخبرنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن عمرو بن دينار. (ح) وحدثني محمد بن حاتم. قال : حدثنا شبابة. قال : حدثنا ورقاء، عن عمرو بن دينار. والنسائي (6/97) قال : أخبرنا مجاهد بن موسى. قال : حدثنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار. (ح) وأخبرنا يحيى بن درست. قال : حدثنا أبو إسماعيل. قال : حدثنا يحيى بن أبي كثير.
ثلاثتهم - عمرو بن أبي سلمة، ويحيى بن أبي كثير، وعمرو بن دينار - عن أبي سلمة، فذكره.
وعن عامر الشعبي :
أخرجه أحمد (2/426) قال : حدثنا إسماعيل بن علية. قال : حدثنا داود ابن أبي هند. والدارمي (284) قال : أخبرنا يزيد بن هارون. قال :حدثنا داود، يعني ابن أبي هند. وأبو داود (2065) قال : حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي. قال : حدثنا زهير. قال : حدثنا داود بن أبي هند. والترمذي (1126) قال : حدثنا الحسن بن علي الخلال. قال : حدثنا يزيد بن هارون. قال : أنبأنا داود بن أبي هند. والنسائي (6/98) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أنبأنا المعتمر، عن داود بن أبي هند. وفي الكبرى الورقة (70-أ) قال : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني. قال : حدثنا خالد، يعني ابن الحارث. قال : حدثنا ابن عون.
كلاهما - داود، وابن عون - عن عامر الشعبي، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة. وأثبتنا رواية الترمذي.
وعن عراك بن مالك عن أبي هريرة.
أخرجه مسلم (4/135) قال : حدثنا محمد بن رمح بن المهاجر. والنسائي (6/97) قال : أخبرني إبراهيم بن يعقوب. قال : حدثنا ابن أبي مريم. قال : حدثنا يحيى بن أيوب، أن جعفر بن ربيعة حدثه، عن عراك بن مالك وعبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، «أنه نهى أن تنكح المرأة على عمتها أو خالتها.» .
وعن عبد الملك بن يسار، عن أبي هريرة.
أخرجه النسائي (6/97) قال : أخبرنا عمرو بن منصور.قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. قال : حدثنا الليث. قال : أخبرني أيوب بن موسى، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن سليمان بن يسار، عن عبد الملك بن يسار، فذكره.
* أخرجه النسائي في الكبرى، الورقة (70) قال : أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيم الكوفي. قال : حدثنا بكر، عن عيسى، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن رباح المكي، عن بكير بن عبد الله، عن سليمان بن يسار، عن أبي هريرة، بمثلة. ليس فيه عبد الملك بن يسار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قائمة مؤلفات ابن تيمية

قائمة مؤلفات ابن تيمية  ابن تيمية فقيه ومحدث ومفسر وعالم مسلم مجتهد منتسب إلى المذهب الحنبلي . وهو أحد أبرز العلماء المسلمين خلال النصف الث...