ج31.جامع الأصول في أحاديث الرسول مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم
الشيباني الجزري ابن الأثير (المتوفى : 606هـ)
تحقيق : عبد القادر الأرنؤوط - التتمة تحقيق بشير عيون
الناشر : مكتبة الحلواني - مطبعة الملاح - مكتبة دار البيان
8429 - (د) أنس بن مالك -
رضي الله عنه - قال : «لمَّا قَدِمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- المدينةَ
لعِبَتِ الحبَشةُ لِقُدُومِهِ ، فرَحاً بذلك ، لَعِبُوا بِحِرَابِهِم» أخرجه أبو
داود (1) .
__________
(1) رقم (4923) في الأدب ، باب النهي عن الغناء ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/161) ، وعيد بن حميد (1239) وأبو داود (4923) قال : حدثنا الحسن بن
علي.
ثلاثتهم - أحمد ، وعبد ، والحسن ، عن عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن ثابت.
فذكره.
الكتاب السادس : في اللعن
والسّبّ ، وفيه أربعة فصول
الفصل الأول : في ذم اللعنة ، واللاعن
8430 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه
وسلم- قال : «ليس المؤمن بطعَّان ، ولا لعَّان ، ولا فاحشٍ ، ولا بَذِيء» أخرجه
الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بطعان) الطَّعان : الذي يطعن في أعراض الناس ، ويقع فيهم ، ومنه : الطعن في
النَّسَبِ ، وهو القَدْح فيه .
(بذيء) البَذّاء : الفُحش في القول .
__________
(1) رقم (1978) في البر ، باب ما جاء في اللعنة ، ورواه أيضاً أحمد في "
المسند " (3839) ، وابن حبان رقم (48) موارد ، والبخاري في " الأدب
المفرد " رقم (312) ، والحاكم في " المستدرك " 1 / 12 و 13 وصححه
ووافقه الذهبي ، وهو كما قالا .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/404) (3839) والبخاري (في الأدب المفرد) (332) قال : حدثنا عبد الله
بن محمد. والترمذي (1977) قال : حدثنا محمد بن يحيى الأزدي البصري.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل ، وعبد الله بن محمد ، ومحمد بن يحيى - قالوا : حدثنا محمد
بن سابق ، قال: حدثنا إسرائيل ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، فذكره.
8431 - (م د) أبو الدرداء
- رضي الله عنه - قال زيد بن أسلم : إن -[758]- عبد الملك بن مروان بعث إلى أم
الدرداء بأنجادٍ من عنده ، فلما أن كان ذات ليلة قام عبد الملك من الليل ، فدعا
خادِمَه ، فكأنه أبطأ عليه ، فلعنَه ، فلما أصبَحَ قالت له أم الدرداء : سمعتُك
الليلةَ لعَنْتَ خادَمكَ حِين دعوتَه ، فقالت : سمعتُ أبا الدرداء يقول : قال
رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا يكون اللعَّانون شهداءَ ولا شفعاءَ يوم
القيامة» هذه الرواية لم يذكرها الحميدي في كتابه .
وفي رواية مختصراً : عن أم الدرداء عن أبي الدرداء ، قال : سمعت رسولَ الله - صلى
الله عليه وسلم- يقول : «إن اللعَّانين لا يكونون شهداءَ ، ولا شفعاءَ يوم
القيامة» أخرجه مسلم . وأخرج أبو داود المسند منه فقط ، ولم يذكر «يوم القيامة»
(1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بأنجاد) الأنجاد ، جمع : نَجَدٍ ، وهو مَتَاعُ البيت من فُرُشٍ ونَمَارقَ وستُورٍ
، ومنه قولهم : بيت مُنَجَّد .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2598) في البر ، باب النهي عن لعن الدواب وغيرها ، وأبو داود
رقم (4907) في الأدب ، باب في اللعن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/448) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر ، عن زيد بن
أسلم. وعبد بن حميد ، (203) قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن زيد
بن أسلم ، والبخاري في الأدب المفرد (316) قال : حدثنا سعيد بن أبي مريم ، قال :
أخبرنا محمد بن جعفر ، قال : أخبرني زيد بن أسلم ومسلم (8/24) قال : حدثني سويد بن
سعيد ، قال : حدثني حفص بن ميسرة ، عن زيد بن أسلم. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة وأبو غسان المسمعي وعاصم بن النضر التيمي. قالوا : حدثنا معتمر بن سليمان.
(ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا عبد الرزاق.
كلاهما - عن معمر ، عن زيد بن أسلم. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا
معاوية بن هشام ، عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم وأبي حازم.وأبو داود (4907) قال
: حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا هشام بن سعد
، عن أبي حازم وزيد بن أسلم.
كلاهما - زيد بن أسلم ، وسلمة بن دينار ؟ حازم - عن أم الدرداء ، فذكرته.
8432 - (ت) عبد الله بن
عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا يكون
المؤمن لَعَّاناً» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2020) في البر ، باب ما جاء في الطعن واللعن ، وإسناده حسن ، وقال
الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، قال : وفي الباب عن ابن مسعود .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (309) قال : حدثنا عبد الرحمن بن شيبة ، قال :
أخبرني ابن أبي الفديك. والترمذي (2019) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا
أبو عامر.
كلاهما - ابن أبي الفديك ، وأبو عامر العقدي - عن كثير بن زيد ، عن سالم بن عبد
الله ، فذكره.
* قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب.
8433 - (د ت) سمرة بن
جندب - رضي الله عنه - أن رسولَ الله -[759]- صلى الله عليه وسلم- قال : «لا
تلاعَنوا بلَعْنَةِ الله ، ولا بَغَضبِ الله ، ولا بالنار» . أخرجه أبو داود
والترمذي (1) .
__________
(1) رواه وأبو داود رقم (4906) في الأدب ، باب في اللعن ، والترمذي رقم (1977) في
البر ، باب ما جاء في اللعنة ، ورواه أيضاً الحاكم في " المستدرك " 1 /
48 وصححه ، ووافقه الذهبي ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال ، قال
: وفي الباب عن ابن عباس ، وأبي هريرة ، وابن عمر ، وعمران بن حصين .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/15) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، وأبو داود ، قالا : حدثنا
همام. والبخاري في الأدب المفرد (320) قال : حدثنا مسلم ، قال : حدثنا هشام. وأبو
داود (4906) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : حدثنا هشام. والترمذي (1976) قال
: حدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : حدثنا هشام.
كلاهما -همام ، وهشام - عن قتادة ، عن الحسن ، فذكره.
8434 - (م) أبو هريرة -
رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا ينبغي لصدِّيق أن
يكون لعّاناً» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2597) في البر ، باب النهي عن لعن الدواب وغيرها .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/337و 365) قال : حدثنا منصور الخزاعي. قال : أخبرنا سليمان ،
يعني ابن بلال. والبخاري في الأدب المفرد (317) قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد
الله. قال : حدثنا سليمان بن بلال. ومسلم (8/23) قال : حدثنا هارون بن سعيد
الأيلي. قال : حدثنا ابن وهب. قال أخبرني سليمان ، وهو ابن بلال. (ح) وحدثنيه أبو
كريب. قال : حدثنا خالد بن مخلد ، عن محمد بن جعفر.
كلاهما - سليمان بن بلال ، ومحمد بن جعفر - عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ،
فذكره.
8435 - (م) أبو هريرة -
رضي الله عنه - قال : «قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- ادعُ الله على
المشركين ، والعنهم ، فقال : إني إنما بُعِثْتُ رحمة ، ولم أُبعَثُ لعّاناً» أخرجه
مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2599) في البر ، باب النهي عن لعن الدواب وغيرها .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (2599) قال : حدثنا محمد بن عباد ، وابن أبي عمر ، قالا : حدثنا
مروان- يعنيان العزارى -، عن يزيد- وهو ابن كيسان- ، عن أبي حازم ، فذكره.
8436 - (خ) أنس بن مالك -
رضي الله عنه - قال : «لم يَكُن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سَبَّاباً ، ولا
فاحِشاً ، ولا لاعِناً ، كان يقول لأحدِنا عند المَعْتَبِة : مَالَهُ تَرِبَتْ
يمينه ؟» وفي رواية «ترب جبينه» أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المُعْتَبةُ والمعتِبَةُ) [بالفتح والكسر] : الاسم من العَتْب ، عَتَب يَعْتِبُ
-[760]- عَتْباً ومَعْتَبة ومَعتَباً ، والمراد به هاهنا : المَوْجِدة والغَضَب .
(تَرِبَتْ يمينه) يقال في الدعاء : " تَرِبَتْ يمينُه " أي : افتقر ،
كأنه التصق بالتراب من الفقر ، وقد كثر في الاستعمال ، حتى صار يقال عند التعجب من
الشيء ونحوه من المحاورات .
__________
(1) 10 / 378 في الأدب ، باب لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً
، وباب ما ينهى من السباب واللعن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/136) قال : حدثنا أبو عامر. وفي (3/144) قال : حدثنا يونس ،
وسريج ، وفي (3/158) قال : حدثنا موسى بن داود. والبخاري (8/15) قال : حدثنا أصبغ
، قال : أخبرني وهب. وفي (8/18) . وفي الأدب المفرد (430) قال : حدثنا محمد بن
سنان.
ستتهم - أبو عامر ، ويونس ، وسريج ، وموسى ، وابن وهب ، وابن سنان - عن فليح بن
سليمان ، عن هلال ، فذكره.
8437 - (خ م ت س) عبد
الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- :
«سِبَابُ المسلم فُسُوق ، وقتالُه كُفْر» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي
(1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 287 في الأدب ، باب ما ينهى من السباب واللعن ، وفي الإيمان
، باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر ، وفي الفتن ، باب قول النبي صلى
الله عليه وسلم : " لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض " ،
ومسلم رقم (64) في الإيمان ، باب بيان قول النبي صلى الله عليه وسلم : " سباب
المسلم فسوق وقتاله كفر " ، والترمذي رقم (1984) في البر ، باب رقم (52) ، والنسائي
7 / 121 في تحريم الدم ، باب قتال المسلم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه الحميدي (104) قال : حدثنا الفضيل بن عياض. والبخاري (8/18) قال : حدثنا
سليمان بن حرب ، قال : حدثنا شعبة. ومسلم (1/58) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
، وابن المثنى ، عن محمد بن جعفر ، عن شعبة. والنسائي (7/122) قال : أخبرنا محمود
بن غيلان ، قال : حدثنا معاوية ، قال: حدثنا سفيان. وفي الكبرى «تحفة الأشراف»
(9299) عن محمد بن المثنى ، عن غندر ، عن شعبة.
ثلاثتهم - الفضيل ، وشعبة ، وسفيان - عن منصور.
2- وأخرجه أحمد (1/385) (3647) قال : حدثنا يحيى ، عن شعبة. وفي (1/433) (4126)
قال : حدثنا عبد الرحمن ، عن سفيان. والبخاري (1/19) قال : حدثنا محمد بن عرعرة ،
قال : حدثنا شعبة. وفي الأدب المفرد (431) قال : حدثنا سليمان بن حرب ، قال :
حدثنا شعبة ، ومسلم (1/57) قال : حدثنا محمد بن بكار بن الريان ، وعون بن سلام ،
قالا : حدثنا محمد بن طلحة. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا عبد الرحمن
بن مهدي ، قال : حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن
جعفر ، قال : حدثنا شعبة. والترمذي (1983 و2635) قال : حدثنا محمود بن غيلان، قال
: حدثنا وكيع. قال : حدثنا سفيان. والنسائي (7/122) قال : أخبرنا محمود بن غيلان ،
قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا سفيان. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (9243) عن عمرو
بن علي ، عن ابن أبي عدي ، عن شعبة.
ثلاثتهم - شعبة ، وسفيان ، ومحمد بن طلحة - عن زبيد بن الحارث.
3- وأخرجه أحمد (1/411) (3903) و (1/454) (4345) قال : حدثنا عفان. والنسائي
(7/122) قال : أخبرنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا أبو داود.
كلاهما - عفان ، وأبو داود - قالا : حدثنا شعبة. قال : زبيد ، ومنصور ، وسليمان
أخبروني.
4- وأخرجه أحمد (1/439) (4178) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن
منصور، وزبيد.
5- وأخرجه البخاري (9/63) قال : حدثنا عمر بن حفص ،قال : حدثني أبي. ومسلم (1/58)
قال : حدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا شعبة. وابن ماجة (69) قال
: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا شعبة. (ح)
وحدثنا هشام بن عمار ، قال : حدثنا عيسى بن يونس. وفي (3939) قال : حدثنا هشام بن
عمار ، قال : حدثنا عيسى بن يونس.
ثلاثتم - حفص بن غياث ، وشعبة ، وعيسى بن يونس - عن الأعمش.
ثلاثتهم - منصور ، وزبيد ، وسليمان الأعمش - عن شقيق أبي وائل ، فذكره
* أخرجه النسائي (7/122) قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا جرير ، عن
منصور. (ح) وأخبرنا محمد بن العلاء ، عن أبي معاوية ، عن الأعمش.
كلاهما - منصور ، والأعمش - عن أبي وائل قال : قال عبد الله : «سباب المسلم فسوق
وقتاله كفر» موقوف.
* قال زبيد : قلت لأبي وائل مرتين : أأنت سمعته من عبد الله عن النبي -صلى الله
عليه وسلم- ؟ قال : نعم.
8438 - (خ) أبو ذر
الغفاري - رضي الله عنه - أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «لا
يَرْمي رجُل رجلاً بالفِسقِ ، أو بالكفر ، إلا ارتدَّتْ عليه إن لم يكن صاحبه
كذلك» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 10 / 388 في الأدب ، باب ما ينهى من السباب واللعن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/166و181) قال : حدثنا عبد الصمد. والبخاري (4/219و8/18) وفي الأدب
المفرد (432و433) قال : حدثنا أبو معمر. ومسلم (1/57) قال : حدثني زهير بن حرب ،
قال : حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث. وابن ماجة (2319) قال : حدثنا عبد الوارث بن
عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد ، أبو عبيدة ، قال : حدثني أبي.
كلاهما - عبد الصمد بن عبد الوارث ، وأبو معمر - عن عبد الوارث بن سعيد ، عن حسين
المعلم ، عن عبد الله بن بريدة ، عن يحيى بن يعمر ، عن أبي الأسود فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.
8439 - (د) أبو الدرداء -
رضي الله عنه - قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «إذا لَعَنَ
العبْدُ شيئاً صَعِدَتُ اللَّعنَةُ إلى السماء ، فَتُغْلَقُ أبوابُ السماء دُونَها
، ثم تَهْبِط إلى الأرض ، فتُغْلَقُ أبوابها دونها ، فتأخذ -[761]- يميناً وشمالاً
، فإذا لم تجد مَسَاغاً : رَجَعَتْ إلى الذي لُعِنَ ، فإن كان لذلك أهلاً ، وإلا
رجعت إلى قائلها» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4905) في الأدب ، باب في اللعن ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند
" رقم (3876) و (4036) من حديث ابن مسعود ، وهو حديث حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4905) قال : حدثنا أحمد بن صالح ، قال : حدثنا يحيى بن حسان ، قال
: حدثنا الوليد بن رباح ، قال : سمعت نمران يذكر ، عن أم الدراء ، فذكرته.
* قال أبو داود : قال مروان بن محمد : هو رباح بن الوليد ، سمع منه ، وذكر أن يحيى
بن حسان وهم فيه.
8440 - (د) عائشة - رضي
الله عنها - «أنها سُرِقتْ مِلْحَفَةٌ لها (1) ، فجعلت تدعو على من سرَقَها ، فجعل
النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- يقول : لا تُسَبِّخي عنه ، قال أبو داود : لا
تسبِّخي عنه : لا تُخَفِّفي عنه» أخرجه أبو داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا تُسَبِّخِي) التَّسْبيخ - بالخاء المعجمة- التخفيف ، يقال : سَبَّخَ الله عنه
الحُمَّى ، أي : خفَّفها .
__________
(1) في نسخ أبي داود المطبوعة : سرق لها شيء .
(2) رقم (1497) في الصلاة ، باب الدعاء ، ورقم (4909) في الأدب ، باب فيمن دعا على
من ظلمه ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 6 / 45 و 136 ، وفي سنده حبيب
بن أبي ثابت ، وهو مدلس ، وقد رواه بالعنعنة ، وباقي رجاله ثقات .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/45) قال : حدثنا أبو معاوية. قال : حدثنا الأعمش. وفي (6/136) قال :
حدثنا وكيع ، عن سفيان. وأبو داود (1497) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال :
حدثنا حفص بن غياث ، عن الأعمش. وفي (4909) قال : حدثنا ابن معاذ. قال : حدثنا
أبي. قال : حدثنا سفيان. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/17377) عن عمرو بن
علي عن يحيى ، عن سفيان.
كلاهما - الأعمش ، وسفيان - عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عطاء ، فذكره.
* وأخرجه النسائي في الكبرى تحفة الأشراف (12/17377) عن محمد بن بشار ، عن عبد
الرحمن ، عن سفيان ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عطاء ، به ، مرسلا.
8441 - (م د ت) أبو هريرة
- رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «المستَبَّان ما قالا
، فعلى الأول» وفي رواية «فعلى البادئ منهما حتى يَعتديَ المظلوم» (1) أخرجه مسلم
وأبو داود والترمذي (2) .
__________
(1) لفظه نسخ مسلم وأبي داود والترمذي المطبوعة : " المستبان ما قالا ، فعلى
البادئ منهما ما لم يعتد المظلوم " وليس عندهم رواية " فعلى الأول
" .
(2) رواه مسلم رقم (2587) في البر ، باب النهي عن السباب ، وأبو داود رقم (4894)
في الأدب ، باب المستبان ، والترمذي رقم (1982) في البر ، باب ما جاء في الشتم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/235) قال : حدثنا ابن أبي عدي ، عن شعبة. (ح) ومحمد بن جعفر. قال :
حدثنا شعبة. وفي (2/488) قال : حدثنا إسماعيل قال : حدثنا روح بن القاسم. وفي
(2/517) قال : حدثنا روح. قال : حدثنا شعبة. والبخاري في الأدب المفرد (423) قال :
حدثنا إبراهيم بن موسى قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. ومسلم (8/20) قال : حدثنا يحيى
بن أيوب وقتيبة وابن حجر. قالوا : حدثنا إسماعيل ، يعنون ابن جعفر. وأبو داود
(4894) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة. قال : حدثنا عبد العزيز - يعني ابن محمد -
والترمذي (1981) قال : حدثنا قتيبة. قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد.
أربعتهم - شعبة ، وروح بن القاسم ، وإسماعيل بن جعفر ، وعبد العزيز بن محمد - عن
العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب ، عن أبيه ، فذكره.
8442 - (خ م ط ت د) عبد
الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ -[762]- رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-
قال : «مَن قال لأخيه يا كافر ، فقد باء بها أحدُهما» وفي رواية «إذا كفَّر الرجلُ
أخاه ، فقد باء بها أحدُهما» وفي أخرى : «أيما امرئ قال لأخيه : كافر ، فقد باء
بها أحدُهما ، إن كان كما قال ، وإلا رجعت عليه» أخرجه الجماعة إلا النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(باءَ بها) باء بالشيء : إذا رجع به واحتمله .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 428 في الأدب ، باب من كفر أخاه بغير تأويل ، ومسلم رقم
(60) في الإيمان ، باب بيان حال إيمان من قال لأخيه المسلم : يا كافر ، والموطأ 2
/ 984 في الكلام ، باب ما يكره من الكلام ، والترمذي رقم (2639) في الإيمان ، باب
ما جاء فيمن رمى أخاه بكفر ، وأبو داود رقم (4687) في السنة ، باب الدليل على زيادة
الإيمان ونقصانه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه مالك الموطأ (609) وأحمد (2/113) (5933) قال : حدثنا إسحاق. والبخاري
(8/32) وفي الأدب المفرد (439) قال : حدثنا إسماعيل. والترمذي (2637) قال : حدثنا
قتيبة.
ثلاثتهم - إسحاق ، وإسماعيل ، وقتيبة - عن مالك.
2- وأخرجه أحمد (2/18) (4687) قال : حدثنا يحيى. وفي (2/60) (5259) قال : حدثنا
وكيع. وفي (2/112) (5914) قال : حدثنا مؤمل.
ثلاثتهم - يحيى ، ووكيع ، ومؤمل - عن سفيان.
3- وأخرجه أحمد (2/44) (5035) قال : حدثنا محمد بن جعفر. وفي (2/47) (5077) قال
عبد الله بن أحمد : وجدت في كتاب أبي : حدثنا حجاج.
كلاهما - ابن جعفر ، وحجاج - عن شعبة.
4- وأخرجه مسلم (1/56) قال : حدثنا يحيى بن يحيى التميمي ، ويحيى بن أيوب ، وقتيبة
بن سعيد ، وعلي بن حجر ، جميعا عن إسماعيل بن جعفر.
أربعتهم - مالك ، وسفيان ، وشعبة ، وإسماعيل - عن عبد الله بن دينار ، فذكره.
* وألفاظ رواياتهم متقاربة.
ورواية نافع :
1- أخرجه الحميدي (698) قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا أيوب.
2- وأخرجه أحمد (2/23) (4745) قال : حدثنا يعلى بن عبيد. وفي (2/60) (5260) قال :
حدثنا وكيع. وأبو داود (4687) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا جرير.
ثلاثتهم - يعلى ، ووكيع ، وجرير - عن فضيل بن غزوان.
3- وأخرجه أحمد (2/105) (5824) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا صخر يعني ابن
جويرية.
4- وأخرجه أحمد (2/142) (6280) قال : حدثنا ابن نمير ، وحماد بن أسامة. ومسلم
(1/56) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا محمد بن بشر ، وعبد الله بن
نمير.
ثلاثتهم - ابن نمير ، وحماد ، وابن بشر - قالوا : حدثنا عبيد الله هو ابن عمر.
5- وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (440) قال : حدثنا سعيد بن داود ، قال : حدثنا
مالك.
خمستهم - أيوب ، وفضيل ، وصخر ، وعبيد الله ، ومالك - عن نافع ، فذكره.
* وألفاظهم متقاربة.
8443 - (خ) أبو هريرة -
رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : " من قال لأخيه : يا
كافر ، فقد باء بها أحدهما " أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 10 / 428 في الأدب ، باب من أكفر أخاه بغير تأويل فهو كما قال .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (8/32) قال : حدثنا محمد وأحمد بن سعيد ، قالا : حدثنا عثمان
بن عمر ، قال : أخبرنا علي بن المبارك ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، فذكره.
الفصل الثاني : فيما
نُهِيَ عن لعنه وسَبّه
الدهر
8444 - (خ م د ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله
عليه وسلم- : قال الله عز وجل : «يَسُبُّ بنو آدم الدهرَ ، وأنا الدهرُ ، بيدي
الليل والنهار» . -[763]-
وفي أخرى «أُقَلِّبُ لَيْلهُ ونهاره ، وإذا شئتُ قبضتهما» .
وفي أخرى قال : قال الله تعالى : «يؤذيني ابنُ آدم بِسَبِّ الدهرَ ، وأنا الدهرُ
بيدِيَ الأمرُ ، أُقَلِّبُ الليل والنهار» .
وفي أخرى «يؤذيني ابنُ آدم ، يقول : يا خيْبَةَ الدهر ، فلا يقولنَّ أحدكم : يا
خيبةَ الدهر ، فإني أنا الدهر ، أُقَلِّبُ ليلَهُ ونهارهُ» .
وفي أخرى قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا تُسَمُّوا العِنَبَ
الكَرْمَ ، ولا تقولوا : يا خيبةَ الدهر» .
أخرجه البخاري ومسلم ، وأخرج أبو داود الثالثة .
وفي رواية الموطأ : أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا يقُلْ أحدكم :
يا خيبةَ الدهر ، فإن الله هو الدهر» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا تسبُّوا الدهرَ) كان من عادة العرب : أن يَذُمُّوا الدهرَ ، ويسبُّوه عند
النوازل ، وقد جاء في أشعارهم كثيراً ، اعتقاداً منهم أن النوائب من أفعال الدهر ،
فقال الله عز وجل :" وأنا الدهر " أي : أنا الذي أُحِلُّ بهم النوائبَ
والنوازل ، وأنا فاعل ذلك ، فالذي تظنون أنه الدهر الفاعل لذلك ، إنما هو أنا ،
فأنا الدهر الذي يفعل ما تنسبونه إلى الدهر في زعمكم . -[764]-
قال الخطابي : كان بعضُهم ينكر روايةَ أصحاب الحديث " الدهر" مرفوعاً ،
ويقول : لو كان كذلك لكان اسماً معدوداً من أسماء الله تعالى ، وكان هذا القائل
يرويه منصوباً ، ويقول : " وأنا الدهرَ أُقَلِّبُ الليل والنهار "
فينصبه على الظرفية ، أي : أَنا أُطوِّل الزمانِ أُقَلِّبُ الليل والنهار ، قال
الخطابي : والمعنى الأول : هو وجه الحديث .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 465 في الأدب ، باب لا تسبوا الدهر ، وفي تفسير سورة
الجاثية ، وفي التوحيد ، باب {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، ومسلم رقم (2246) في
الألفاظ ، باب النهي عن سب الدهر ، والموطأ 2 / 984 في الكلام ، باب ما يكره من
الكلام ، وأبو داود رقم (5274) في الأدب ، باب في الرجل يسب الدهر .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (1096) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (2/238) قال : حدثنا سفيان.
وفي (2/272 و275) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر. والبخاري (6/166و9/175)
قال : حدثنا الحميدي ، قال : حدثنا سفيان. ومسلم (7/45) قال : حدثناه إسحاق بن
إبراهيم وابن أبي عمر. قال إسحاق : أخبرنا. وقال ابن أبي عمر : حدثنا سفيان. (ح)
وحدثنا عبد بن حميد ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر. وأبو داود
(5274) قال : حدثنا محمد بن الصباح بن سفيان وابن السرح، قالا : حدثنا
سفيان.والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (13131) عن محمد بن عبد الله بن يزيد، عن
سفيان.
كلاهما - سفيان ، ومعمر - عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، فذكره.
* زاد في رواية معمر : «... فإذا شئت قبضتهما.» .
والرواية الأخرى :
أخرجها البخاري (8/51) قال : حدثنا يحيى بن بكير ، قال : حدثنا الليث. ومسلم
(7/45) قال : حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح وحرملة بن يحيى ، قالا :
أخبرنا ابن وهب. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (11/15312) عن وهب بن بيان ، عن
وهب.
كلاهما - الليث ، وابن وهب - عن يونس ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني أبو سلمة بن
عبد الرحمن ، فذكره.
أخرجه أحمد (2/395) قال : حدثنا هوذة ، قال : حدثنا عوف ، عن خلاس ومحمد ، فذكراه.
الريح
8445 - (د ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : «إن رجلاً لعنَ الريح -
وفي رواية : إن رجلاً نازعتهُ الريح رداءه على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه
وسلم- ، فلعنها - فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : لا تلعنها ، فإنها
مأمورة مُسخَّرَة ، وإنه من لعن شيئاً ليس له بأهل رجعَت عليه» . أخرجه أبو داود
والترمذي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4908) في الأدب ، باب في اللعن ، والترمذي رقم (1979) في
البر ، باب ما جاء في اللعنة ، وقد رواه أيضاً ابن حبان رقم (1988) موارد ، وهو
حديث صحيح ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4908) والترمذي (1978) قالا : حدثنا زيد بن أخزم الطائي البصري ،
قال : حدثنا بشر بن عمر ، قال : حدثنا أبان بن يزيد العطار ، قال : حدثنا قتادة ،
عن أبي العالية ، فذكره.
* أخرجه أبو داود (4908) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : حدثنا أبان ، قال :
حدثنا قتادة ، عن أبي العالية : «أن رجلا نازعته الريح رداءه» ... فذكره مرسلا ليس
فيه ابن عباس.
8446 - (د) أبو هريرة -
رضي الله عنه - قال : سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «إن هذه الريح
من رَوْحِ الله ، تأتي بالرحمة ، وتأتي بالعذاب ، فإذا رأيتموها فلا تَسُبُّوها ،
وسَلُوا الله خيرها ، واستعيذوا بالله من شرها» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5097) في الأدب ، باب ما يقول إذا هاجت الريح ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/250و436) قال : حدثنا يحيى. قال : حدثنا الأوزاعي. وفي (2/267) قال:
حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. وفي (2/409) قال : حدثنا محمد بن مصعب. قال :
حدثنا الأوزاعي. وفي (2/518) قال : حدثنا عثمان بن عمر. قال أخبرنا يونس. والبخاري
في الأدب المفرد (720) قال : حدثنا مسدد ، عن يحيى ، عن الأوزاعي. وفي (906) قال :
حدثنا يحيى بن بكير. قال : حدثنا الليث ، عن يونس. وأبو داود (5097) قال : حدثنا
أحمد بن محمد المروزي وسلمة ، يعني ابن شبيب ، قالا : حدثنا عبد الرزاق. قال :
أخبرنا معمر ، وابن ماجة (3727) قال : حدثنا أبو بكر. قال: حدثنا يحيى بن سعيد ،
عن الأوزاعي. والنسائي في عمل اليوم والليلة (931) قال أخبرنا يوسف بن سعيد. قال :
حدثنا حجاج ، عن ابن جريج. قال أخبرني زياد. وفي (932) قال : أخبرنا حميد بن مسعدة
، عن سفيان ، وهو ابن حبيب ، عن الأوزاعي.
أربعتهم - الأوزاعي ، ومعمر ، ويونس ، وزياد بن سعد- عن ابن شهاب الزهري ، عن ثابت
بن قيس الزرقي ، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة.
أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (929) قال : أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن
عبد الحكم. قال : حدثنا طلق بن السمح. قال : حدثنا نافع بن يزيد ، عن عقيل ، عن
ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ، فذكره.
الأموات
8447 - (خ د س) عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسولُ الله - صلى الله عليه
وسلم-: «لا تَسُبُّوا الأموات ، فإنهم قد أفضَوْا إلى ما قَدَّموا» . أخرجه
البخاري والنسائي .
وفي رواية أبي داود قال : «إذا مات صاحبكم فدَعُوه ، ولا تقعوا فيه» .
وفي أخرى للنسائي قالت : «ذُكِرَ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- هالِكٌ بسوء ،
فقال : لا تذكروا هَلْكاكم إلا بخير» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 206 في الجنائز ، باب ما ينهى من سب الأموات ، وفي الرقاق ،
باب سكرات الموت ، وأبو داود رقم (4899) في الأدب ، باب في النهي عن سب الموتى ،
والنسائي 4 / 52 و 53 في الجنائز ، باب النهي عن ذكر الهلكى إلا بخير ، وباب النهي
عن سب الأموات .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/180) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. والدارمي (2514) قال :
حدثنا سعيد بن الربيع. والبخاري (2/129) قال : حدثنا آدم. وفي (8/134) قال : حدثنا
علي بن الجعد. والنسائي (4/53) قال : أخبرنا حميد بن مسعدة ، عن بشر ، وهو ابن
المفضل.
خمستهم - عبد الرحمن بن مهدي ، وسعيد بن الربيع ، وآدم ، وعلي بن الجعد ، وبشر بن
المفضل - عن شعبة ، عن سليمان الأعمش ، عن مجاهد ، فذكره.
أخرجه النسائي (4/52) قال : أخبرنا إبراهيم بن يعقوب. قال : حدثني أحمد بن إسحاق.
قال : حدثنا وهيب. قال : حدثنا منصور بن عبد الرحمن ، عن أمه ، فذكرته.
8448 - (ت) المغيرة بن
شعبة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا
تَسُبُّوا الأموات ، فتؤذوا الأحياءَ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1983) في البر ، باب ما جاء في الشتم ، وهو حديث حسن بشواهده ، منها الذي
قبله .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/252) قال : حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (4/252) قال : حدثنا أبو نعيم
، قال : حدثنا سفيان الثوري. والترمذي (1982) قال : حدثنا محمود بن غيلان ، قال :
حدثنا أبو داود الحفري ، عن سفيان.
كلاهما - سفيان بن عيينة ، وسفيان الثوري - عن زياد بن علاقة ، فكذره.
أخرجه أحمد (4/252) قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان ، عن زياد بن
علاقة ، قال : سمعت رجلا عند المغيرة بن شعبة ، قال : قال رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- ،فذكره.
8449 - () عبد الله بن
عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- :
«لا تسبُّوا الأمواتَ ، فتؤذوا الأحياءَ ، لا تسبُّوهم ، فإنهم قد أفْضَوا إلى ما
قدَّمُوا» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وقد سقط هذا الحديث من المطبوع ، وهو
بمعنى الحديثين اللذين قبله .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث أخرجه رزين ، لم أهتد إليه.
8450 - (د ت) عبد الله بن
عمر (1) - رضي الله عنهما - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «اذكروا
محاسِنَ موتاكم ، وكُفُّوا عن مساويهم» . -[766]- أخرجه أبو داود والترمذي (2) .
__________
(1) في المطبوع : عبد الله بن عمرو بن العاص ، وهو خطأ .
(2) رواه أبو داود رقم (4900) في الأدب ، باب في النهي عن سب الموتى ، والترمذي
رقم (1019) في الجنائز ، باب رقم (34) ، وإسناده ضعيف ، وقال الترمذي : حديث غريب
، أقول : ولكن يشهد له الأحاديث التي قبله .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4900) والترمذي (1019) .
كلاهما - عن أبي كريب محمد بن العلاء ، قال : حدثنا معاوية بن هشام ، عن عمران بن
أنس المكي ، عن عطاء ، فذكره.
* قال الترمذي : هذا حديث غريب. سمعت محمدا يعني البخاري يقول : عمران بن أنس
المكي منكر الحديث.
الدابَّة
8451 - (م د) عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال : «بينما رسولُ الله - صلى الله
عليه وسلم- في بعض أسفاره ، وامرأة من الأنصار على ناقة لها فضَجِرَتْ فلَعَنَتْها
، فسمع ذلك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال : خذوا ما عليها ودَعُوها فإنها
ملعونة ، قال عمران : فكأني أراها الآن تمشي في الناس ، ما يَعْرِضُ لها أحد»
أخرجه مسلم .
وفي رواية أبي داود : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان في سفر ، فسَمِعَ
لَعنة ، فقال : ما هذه ؟ قيل : هذه فلانة لعنت راحلتها ، فقال النبيُّ - صلى الله
عليه وسلم- : ضَعُوا عنها ، فإنها ملعونة ، فوَضعوا عنها ، قال عمران : فكأني أنظر
إليها ، ناقةً ورقاءَ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ورقاء) ناقة وَرقاء ، أي : بيضاء إلى سواد ، والوُرْقة في الألوان : السُّمْرة .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2595) في البر ، باب النهي عن لعن الدواب وغيرها ، وأبو داود
رقم (2561) في الجهاد ، باب النهي عن لعن البهيمة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/429) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر ، عن أيوب. وفي
(4/431) قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثنا أيوب. والدارمي (2680) قال : أخبرنا
سليمان بن حرب ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ومسلم (8/23) قال : حدثنا أبو
بكر بن أبي شيبة ، وزهير ابن حرب. جميعا عن ابن علية. قال زهير : حدثنا إسماعيل بن
إبراهيم قال : حدثنا أيوب. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد وأبو الربيع. قالا : حدثنا
حماد ، وهو ابن زيد. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر ، قال : حدثنا الثقفي.
كلاهما - عن أيوب. والنسائي في الكبرى الورقة (118-ب) قال : أخبرنا محمد بن معمر
بصري ، قال : حدثنا عبد الملك بن الصباح ، عن عمران بن حدير بصري.
كلاهما - أيوب ، وعمران بن حدير - عن أبي قلابة ، عن أبي المهلب ، فذكره.
8452 - (م) أبو برزة
[الأسلمي]- رضي الله عنه- قال : «بينما جاريةٌ على ناقةٍ عليها بعض متاع القوم ،
إذ بَصُرَتْ بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، وتضايق بهم -[767]- الجبلُ ، فقالت
: حَلْ حلْ ، اللهم العنْها ، فقال رسول فالله - صلى الله عليه وسلم- : لا
تصاحِبْنا ناقةٌ عليها لعنة» .
وفي رواية «لا ، ايْمُ الله - لا تصاحبْنا ناقة عليها لعنة من الله ، أو كما قال»
أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حَلْ حَلْ) زجرٌ للإبل يحثُّها على السير .
__________
(1) رقم (2596) في البر ، باب النهي عن لعن الدواب وغيرها .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/419) قال : حدثنا محمد بن أبي عدي. وفي (4/423) قال : حدثنا يحيى بن
سعيد. (ح) ويزيد. ومسلم (8/23) قال : حدثنا أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين ، قال :
حدثنا يزيد، يعني ابن زريع. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا المعتمر.
(ح) وحدثني عبيد الله بن سعيد ، قال : حدثنا يحيى ، يعني ابن سعيد.
أربعتهم - ابن أبي عدي ، ويحيى ، ويزيد ، والمعتمر - عن سليمان التيمي ، عن أبي
عثمان ، فذكره.
الديك
8453 - (د) زيد بن خالد - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه
وسلم- : «لا تَسْبُّوا الدّيكَ ، فإنه يُوقِظ للصلاة» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5101) في الأدب ، باب ما جاء في الديك والبهائم ، وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
حسن :
1- أخرجه الحميدي (814) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (4/115) قال : حدثنا عبد الرزاق
، قال : أخبرنا معمر. وفي (5/192) قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا عبد العزيز بن
عبد الله بن أبي سلمة. (ح) وحدثنا أبو النضر ، قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله
بن أبي سلمة. (ح) وحدثنا أبو النضر ، قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي
سلمة. وعبد بن حميد (278) قال : أخبرنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا الماجشون.
وأبو داود (5101) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد
والنسائي في عمل اليوم والليلة (945) قال : أخبرني إبراهيم بن يعقوب ، قال : حدثنا
موسى بن داود ، قال : حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة.
أربعتهم - سفيان ، ومعمر ، وعبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ، وعبد
العزيز بن محمد - عن صالح بن كيسان ، عن عبيد الله بن عبد الله ، فذكره.
* قال سفيان في روايته : لا أدري زيد بن خالد أم لا.
* أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (946) قال : أخبرنا محمد بن إسماعيل بن
إبراهيم ، عن أبي عامر ، قال : حدثنا زهير ، عن صالح بن كيسان ، عن عبيد الله بن
عبد الله ، أن الديك ، صوت عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-... فذكره مرسلا
،ليس فيه ذكر زيد بن خالد.
الفصل الثالث : فيمن
لعنهُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أو سَبَّه مِمَّنْ لم يرد في باب مفرد
8454 - (م س) أبو الطفيل - رضي الله عنه - قال : «كنت عند علي بن أبي طالب ، فأتاه
رجل ، فقال : ما كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يُسِرّ إليك ؟ فغضِبَ ،
وقال : ما كان يُسِرُّ إليَّ شيئاً يكتمه الناسَ ، غير أنه حدَّثني بأربع كلمات ،
قلت : ما هن يا أمير المؤمنين ؟ قال : لَعَنَ اللهُ من ذبح لغير الله ، -[768]-
لَعن الله من لعن والديه ، لَعَنَ الله من آوى محدِثاً ، لَعَنَ الله من غيّر منار
الأرض» .
أخرجه مسلم ، وفي رواية النسائي مثله ، وقال في الرابعة «مَن أحدثَ حَدَثاً» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(آوى محدِثاً) المحدِث : الذي قد أذنب ذنباً وفَعَلَ أمراً منكراً ، المعنى : من
نَصَرَهُ ومنع منه ، وضمَّه إليه ليحميه .
(منار الأرض) المنار : العَلامَةُ التي تكون على الطرق ، والحدُّ بين الأراضي .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1978) في الأضاحي ، باب تحريم الذبح لغير الله تعالى ،
والنسائي 7 / 232 في الضحايا ، باب من ذبح لغير الله عز وجل .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (1/118) (954) و (1/152) (1306) قال : حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري
في الأدب المفرد (17) قال : حدثنا عمرو بن مرزوق. ومسلم (6/85) قال : حدثنا محمد
بن المثنى ومحمد بن بشار ، قالا : حدثنا محمد بن جعفر.
كلاهما - ابن جعفر ، وعمرو - عن شعبة ، قال : سمعت القاسم بن أبي بزة.
2- وأخرجه مسلم (6/84) قال : حدثنا زهير بن حرب وسريج بن يونس.
كلاهما - عن مروان بن معاوية الفزاري. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال :
حدثنا أبو خالد الأحمر سليمان بن حيان. وعبد الله بن أحمد (1/108) (855) قال :
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا أبو خالد الأحمر. وفي (1/108) (858) قال
: حدثني أبو الشعثاء علي بن الحسن بن سليمان ، قال : حدثنا سليمان بن حيان.
والنسائي (7/232) قال : أخبرنا قتيبة ، قال : حدثنا يحيى وهو ابن زكريا بن أبي
زائدة.
ثلاثتهم - مروان ، وأبو خالد الأحمر سليمان بن حيان ، ويحيى بن زكريا - عن منصور
بن حيان.
كملاهما - القاسم ، ومنصور - عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، فذكره.
8455 - () عبد الله بن
عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ملعونٌ من
سبَّ أباه ، ملعون من سبَّ أُمه ، ملعون من ذبح لغير الله ، ملعون من غيَّر
تُخُومَ الأرض ، ملعون من صَدَّ أَعمَى عن طريق ، ملعون من وقع على بهيمة ، ملعون
من عمل بعمل قوم لوط» أخرجه ... (1)
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تُخوم الأرض) بضم التاء وفتحها - وهي حدودها - واحدها : تَخْم ، -[769]- قال أبو
عبيدة : هي المعالم ، والمعنى في ذلك يقع في موضعين .
أحدهما : أن يكون ذلك في تعيين حدود الحرم التي حدَّها إبراهيم عليه السلام ،
والآخر: أن يَدْخُلَ الرجل في ملك غيره من الأرض فيأخذه ظلماً .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد رواه
أحمد في " المسند " رقم (1875) ورجاله ثقات ، إلا أن محمد بن إسحاق
عنعنه ، أقول : ولأكثره شواهد .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (1/217) (1875) قال : حدثنا محمد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق. وفي
(1/309) (2817) قال : حدثنا عبد الرحمن ، عن زهير. وفي (1/317) (2915) قال : حدثنا
حجاج،قال : أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد. وفي (1/317) (2916) قال : حدثنا
يعقوب ، قال : حدثنا أبي ، عن ابن إسحاق. وفي (1/317) (2917) قال : حدثنا أبو سعيد
، قال : حدثنا سليمان بن بلال. وعبد بن حميد (589) قال : حدثني خالد بن مخلد
البجلي ، قال : حدثني سليمان بن بلال. والبخاري في الأدب المفرد (892) قال : حدثنا
إسماعيل بن أبي أويس ، قال : حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد. والنسائي في الكبرى
تحفة الأشراف (6181) عن قتيبة ، عن الدرارودي.
خمستهم - محمد بن إسحاق ، وزهير ، وعبد الرحمن بن أبي الزناد ، وسليمان بن بلال ،
وعبد العزيز الدراوردي - عن عمرو بن أبي عمرو ، عن عكرمة ، فذكره.
* وفي رواية ابن إسحاق : «ملعون من سب أباه ، ملعون من سب أمه ، ملعون من ذبح لغير
الله...» الحديث.
* الروايات مطولة ومختصرة.
8456 - (ت) عائشة - رضي
الله عنها - قالت : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «سِتَّة لعَنْتُهُم
[ولعنهم الله] وكلُّ نبي مجاب : المحرِّف لكتاب الله - وفي رواية : الزائد في كتاب
الله - والمكذِّب بقدر الله ، والمستحلّ لحرم الله ، والمتَسَلِّط بالجبروت
ليُعِزَّ من أَذل الله ، ويُذلَّ من أَعزَّ الله ، والمستحلُّ ما حرَّم الله من
عِتْرَتي ، والتاركُ لِسُنَّتي» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد رواه
الترمذي رقم (2155) في القدر ، باب رقم (17) ، والحاكم 1 / 36 وصححه ووافقه الذهبي
، وقال الترمذي : وقد روي عن علي بن الحسين عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً ،
وهذا أصح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2154) قال : حدثنا قتيبة. قال : حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أبي
الموالي المزني ، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب ، عن عمرة ، فذكرته.
8457 - (ت) أنس بن مالك -
رضي الله عنه - قال : «لَعَنَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ثلاثة : رَجلاً
أمَّ قوماً وهم له كارِهُونَ ، وامرأةً باتت وزوجُها عليها ساخط ، ورجلاً سمع حيَّ
على الفلاح ثم لم يُجِبْ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (358) في الصلاة ، باب ما جاء فيمن أم قوماً وهم له كارهون ، وفي سنده
محمد بن القاسم كذبوه ، وقال الترمذي : حديث أنس لا يصح لأنه قد روي هذا عن الحسن
عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً ، وقال الترمذي : وفي الباب عن ابن عباس وطلحة
وعبد الله بن عمرو وأبي أمامة ، أقول : وللفقرة الأولى والثانية شواهد .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (358) قال : حدثنا عبد الأعلى بن واصل ، قال : حدثنا محمد بن القاسم
الأسدي ، عن الفضل بن دلهم ، عن الحسن ، فذكره.
8458 - (س) عبد الله بن
مسعود - رضي الله عنه - قال : «آكِلُ -[770]- الربا وموكلُه وكاتبُه ، إذا علموا
ذلك ، والواشِمَةُ والمستوشمةُ والموشومةُ لِلْحُسنِ ، ومانع الصدقة (1) ،
والمرتدُّ أعرابياً بعد الهجرة ، ملعونون (2) على لسان محمد - صلى الله عليه وسلم-
يوم القيامة» أخرجه النسائي (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الواشمة والمستوشمة والموشومة) الوَشْم : يكون في اللِّثَةِ (4) والشَّفَة ، بأن
يغيِّر لونَها بِزُرقة أو خُضْرة أو سواد ، والواشمة : هي التي تفعل ذلك بالنساء ،
والمستوشمة : التي يفعل بها ذلك ، والموشومة : المفعول بها أيضاً ذلك .
__________
(1) في نسخ النسائي المطبوعة : ولاوي الصدقة .
(2) في الأصل : ملعون ، والتصحيح من نسخ النسائي المطبوعة .
(3) 8 / 147 في الزينة ، باب الموتشمات ، وفي سنده الحارث الأعور وهو ضعيف ، لكن
تابعه مسروق عند ابن خزيمة ، فالإسناد صحيح .
(4) قال في " لسان العرب " : قال نافع : الوشم في اللثة ، واللثة :
بالكسر والتخفيف : عمور الأسنان ، وهو مغارزها ، والمعروف الآن في الوشم أنه على
الجلد والشفاه ، والله أعلم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/409) (3881) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا سفيان. وفي
(1/430) (4090) قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، ووكيع. وفي (1/464) (4428) قال : حدثنا
محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. والنسائي (8/147) قال : أخبرنا إسماعيل بن مسعود
، قال : حدثنا خالد ، عن شعبة. وفي الكبرى تحفة الأشراف (9195) عن بشر بن خالد العسكري
، عن محمد بن جعفر ، عن شعبة.
أربعتهم - سفيان ، ويحيى ، ووكيع ، وشعبة - عن الأعمش ، قال : سمعت عبد الله بن
مرة يحدث ، عن الحارث الأعور ، فذكره.
* في رواية سفيان ، قال الأعمش : فذكرته لإبراهيم ، فقال : حدثني علقمة ، قال :
قال عبد الله : آكل الربا وموكله سواء.
8459 - (س) علي بن أبي
طالب - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لَعَنَ آكِلَ الربا
، ومُوكلَه ، وكاتبَه ، ومانَع الصدقة ، وكان ينهى عن النَّوْحِ» .
وفي رواية قال : «لعن آكلَ الربا ، ومُوكِلَه ، وشاهدَه ، وكاتبَه ، والواشِمَةَ
والمستوشمةَ (1) إلا من داء ، والمحلِّلَ والمحلَّلَ له ، ومانعَ الصدقة ، وكان
ينهى عن النوح» ولم يقل : «لعن» أخرجه النسائي (2) . -[771]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المحلِّل) : هو الذي يتزوجُ المرأة المطلَّقةَ ثلاثاً لتحلَّ لزوجها الأول بوطئه
، والمحلَّل له : هو المطلِّق أولاً .
__________
(1) في نسخ النسائي المطبوعة : والموتشمة .
(2) 8 / 147 في الزينة ، باب الموتشمات ، وإسناده ضعيف ، لكن له شواهد ، منها الذي
قبله .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (1/83) (635) قال : حدثنا يحيى ، عن مجالد. وفي (1/87) (660) قال:
حدثنا خلف بن الوليد ، قال : حدثنا أبو جعفر ، يعني الرازي ، عن حصين بن عبد
الرحمن. وفي (1/107) (844) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أنبأنا سفيان ، عن
جابر. وفي (1/121) (980) قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن إسماعيل. وفي (1/150)
(1288) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن جابر. وفي (1/158)
(1364) قال : حدثنا أبو سعيد ، قال : حدثنا هشيم ، قال : حدثنا حصين بن عبد
الرحمن. وأبو داود (2076)
8460 - (ط) محمد بن عبد
الرحمن - رحمه الله - أنه سمع أُمَّه عَمْرَةَ بنتِ عبد الرحمن تقول : «لعن رسولُ
الله - صلى الله عليه وسلم- المختفيَ والمختفيَةَ» يعني نبَّاشَ القبور . أخرجه
الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 238 في الجنائز ، باب ما جاء في الاختفاء ، وإسناده منقطع ، قال ابن عبد
البر : وأسنده يحيى بن صالح وعبد الله بن عبد الوهاب كلاهما عن مالك عن أبي الرجال
عن عمرة عن عائشة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ (563) مع شرح السزرقاني
8461 - (خ م) أنس بن مالك
- رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قنَتَ شهراً يَلْعَنُ
رِعْلاً وذَكوانَ وعُصَيَّةَ ، عَصَوُا الله ورسولَه» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
وقد تقدم في «باب القنوت» في «كتاب الصلاة» من حرف الصاد أحاديث في لعن هذه
القبائل .
__________
(1) رواه البخاري 2/ 408 في الوتر ، باب القنوت قبل الركوع بعده ، ومسلم رقم (677)
في المساجد ، باب استحباب القنوت في جميع الصلوات إذا نزلت بالمسلمين نازلة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح.
أخرجه أحمد (3/259) ، ومسلم (2/137) قال: حدثنا عمرو الناقد ، كلاهما (ابن حنبل
والناقد) قالا: حدثنا الأسود بن عامر، قال: حدثنا شعبة، عن موسى بن أنس، فذكره.
الفصل الرابع : فيمن لعنه
[رسول الله - صلى الله عليه وسلم-] ، أو سبَّه ، وسأل الله : أن يجعلها رحمة
8462 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه
وسلم- : «اللهم إني أتخذ عندَكَ عهداً لنْ تُخْلِفَنِيهِ ، فإنما أنا بشر ، فأيُّ
المؤمنين آذيتُهُ ، شَتَمْتُهُ ، لعنْتُهُ ، جَلَدْتُهُ ، فاجعلها له صلاةً وزكاةً
وقُربة تقرِّبه بها إليك يوم القيامة» أخرجه البخاري ومسلم .
وفي أخرى لهما قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «اللهم إنما أنا
بَشَرٌ ، أغْضَبُ كما يَغْضَبُ البشر ، فأيُّما رَجُلٍ من المسلمين سبَبْتُهُ ، أو
لعنته ، أو جلدتُه ، فاجعلها له صلاةً وزكاةً ، وقُربةً تقرِّبه بها إليك يوم
القيامة ، واجعل ذلك كفَّارة له إلى يوم القيامة» .
وقد جاء هذا الحديث من طرق مختلفة اللفظ باتفاق المعنى ، وفي بعضها لمسلم نحوه ،
إلا أنه قال : «أو جَلَدُّهُ» قال أبو الزناد : وهي لغة أبي هريرة ، وإنما هي
«جلدته» (1) .
-[773]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جَلَدُّه) : هو جَلَدْتُهُ ، إلا أنه أدغم التاء في الدال ، بأن قلبها دالاً ثم
أدغمها .
__________
(1) رواه البخاري 11/ 147 في الدعوات ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : "
من آذيته فاجعله زكاة ورحمة " ، ومسلم رقم (2601) في البر والصلة ، باب من
لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح
أخرجه أحمد (2/390) قال: حدثنا أسود، قال: حدثنا إسرائيل، (ح) وحدثناه ابن نمير
وفي (2/488) قال: حدثنا محمد بن جعفر وعفان، قالا: حدثنا شعبة، وفي (2/496) قال:
حدثنا ابن نمير ،وفي (3/400) قال: حدثنا علي بن بحر، قال: حدثنا عيسى بن يونس و
(الدارمي) (2768) قال: حدثنا المعلى بن أسد. قال: حدثناعبد الواحد بن زياد ومسلم
(8/25) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي وفي (8/25) قال:
حدثنا ابو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب، قالا: حدثنا أبو معاوية ح وحدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال: أخبرنا عيسى بن يونس.
ستتهم (إسرائيل ، وعبد الله بن نمير وشعبة وعيسى بن يونس ، وعبد الواحد بن زياد
وأبو معاوية) عن الأعمش عن أي صالح بن ذكوان وذكره.
في رواية إسرائيل «.... فاجعلها له زكاة وقربة» وفي رواية شعبة «... فاجعلها له
زكاة وأجرا وقربة تنقربه بها عندك يوم القيامة» وفي رواية عيسى بن يونس «...
فاجعلها له زكاة وأجرا» وفي رواية عبد الواحد بن زياد «.... فاجعلها له صلاة ورحمة
وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة» وعن أبي يونس أخرجه أحمد (2/390) قال: حدثني
يحيى قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن أبي يويس فذكره.
وعن الأعرج أخرجه الحميدي (1014) وأحمد (2/243) قالا: (الحميدي وأحمد) حدثنا
سفيان، قال: حدثنا أبو الزناد، وفي (2/449) و (3/33) قال أحمد: حدثنا يزيد، قال:
أخبرنا محمد بن إسحاق، عن أبي الزناد، ومسلم (8/25) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال:
حدثنا المغيرة، يعني ابن عبد الرحمن الحزامي، عن أبي الزناد ح وحدثناه ابن عمر،
قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا أبو الزناد ح وحدثني سليمان بن معبد، قال: حدثنا
سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب.
كلاهما (أبو الزناد وأيوب) عن عبد الرحمن الأعرج، فذكره.
وعن سالم مولى النصريين. أخرجه أحمد (2/493) قال: حدثنا حجاج ومسلم (8/25) قال:
حدثنا قتيبة بن سعيد، كلاهما (حجاج وقتيبة) قالا: حدثنا ليث قال: حدثني سعيد بن
أبي سعيد، عن سالم مولى النصريين، فذكره.
وعن سعيد بن المسيب أخرجه البخاري (8/96) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا ابن
وهب، قال: أخبرني يونس ومسلم (8/26) قال: حدثني حرملة بن يحيى قال: أخبرنا ابن وهب
قال: أخبرني يونس ح حدثني الزهير بن حرب وعبد بن حميد، قال زهير: حدثنا يعقوب بن
إبراهيم، قال : حدثنا ابن أخي ابن شهاب.
كلاهما (يونس وابن أخي ابن شهاب) عن ابن شهاب، قال: حدثني سعيد بن المسيب فذكره.
8463 - (م) جابر بن عبد
الله - رضي الله عنهما - قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول :
«إنما أنا بشرٌ ، وإني اشترطتُ على ربيِّ : أيُّ عَبْدٍ من المسلمين سَببتُه أو
شتمتُه : أن يكون ذلك له زكاةً وأجراً» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2602) في البر والصلة ، باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو
دعا عليه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/333) قال: حدثنا روح، وفي (3/384) قال: حدثنا حجاج، ومسلم (8/26)
قال: حدثني هارون بن عبد الله، وحجاج بن الشاعر، قالا: حدثنا حجاج بن محمد (ح)
وحدثنيه ابن أي خلف قال: حدثنا روح (ح) وحدثناه عبد بن حميد، قال: حدثنا أبو عاصم.
ثلاثتهم (روح وحجاج بن حمد، وأبو عاصم) عن ابن جريج قال: أخبرني أبو الزبير،
فذكره.
وعن أبي سفيان عن جابر أخرجه أحمد (1/391) قال: حدثنا أبو معاوية وفي (3/400) قال
حدثنا علي بن بحر، قال: حدثنا عيسى والدارمي (2769) قال: حدثنا محمد بن عبد الله
بن نمير، عن أبيه ومسلم (8/ 25) قال: حدثنا ابن عمير، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا
أو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب ، قالا: حدثنا أو معاوية (ح) وحدثنا إسحاق بن
إباهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس.
ثلاثتهم (أبو معاوية وعيسى وعبد الله بن نمير) عن الأعمش عن أبي سفيان فذكره.
8464 - (م) عائشة - رضي
الله عنها - قالت : «دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- رَجُلانِ ، فكلَّماه
بشيء لا أدري ما هو ، فأغْضَبَاه ، فلعنَهما وسَبَّهما ، فلما خرجا ، قلتُ : يا
رسولَ الله ، لَمَنْ أصابَ من الخير شيئاً ما أصابه هذان ، قال : وما ذلك ؟ قلتُ :
لعنتَهما وسببتَهما ، قال : أوَمَا عَلِمتِ ما شارَطْتُ عليه ربي ؟ قلت : لا ، قال
: قلتُ : اللهم إني أنا بشر ، فأيُّ المسلمين سَبَبْتُه أو لَعَنْتُهُ فاجعَلْها
له زكاة وأجراً» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2600) في البر والصلة ، باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو
دعا عليه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/45) قال: حدثنا أبو معاوية وابن نمير ومسلم (8/24،25) قال: حدثنا
زهير بن حرب، قال: حدثنا جرير (ح) وحدثنا أو بكر بن أبي شيبة وأو كريب، قالا:
حدثنا أو معاوية، (ح) وحدثناه على بن حجر السعدي وإسحاق بن إبراهيم وعلي بن خشرم،
جميعا عن عيسى بن يونس.
أربعتهم (أبو معاوية الضرير، وعبد الله بن نمير، وجرير وعيسى بن يونس) عن الأعمش،
عن مسلم أبي الضحى، عن مسروق، فذكره.
8465 - (م) أنس بن مالك -
رضي الله عنه - قال : «كانت عند أمِّ سلَيم يتيمة ، فرآها رسول الله - صلى الله
عليه وسلم- ، فقال : أنتِ هِيَهْ ؟! فقد كَبِرتِ ، لا كَبِر -[774]- سِنُّكِ - أو
قَرْنُكِ - فرجَعَتِ اليتيمةُ إلى أُمِّ سُلَيم تبكي ، فقالت لها : مالَكِ يا
بنيَّةُ ؟ فقالت : دعا عليَّ نبيُّ الله أن لا يَكْبَر سِنِّي ، فإذَنْ لا يكبَر
سنِّي أبداً ، أو قالت : قَرني ، فخرجَتْ أمُّ سُلَيم مستعجلةً تَلُوث خمارها ،
حتى لَقِيَتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال لها رسولُ الله - صلى الله
عليه وسلم- : مالَكِ يا أمَّ سُلَيم ؟ فقالت : يا نبيَّ الله ، دَعَوْتَ على
بِنْتي (1) فقال : وما ذلكِ يا أمَّ سليم ؟ قالت : زَعَمَتْ أنك دَعَوْتَ أن لا
يكبَر سِنُّها ، أو قَرْنُها ، فضحِكَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، ثم قال
: يا أم سليم ، أما تعلَمِين شرطي على ربِّي ؟ إني اشترطت على ربي ، فقلت : إنما
أنا بشر ، أرضَى كما يَرْضَى البشر ، وأغْضَبُ كما يغضب البشر ، فأيُّما أحَدٍ
دعوتُ عليه من أُمَّتي بدعوةٍ ليس لها بأهل ، أن تجعلها له طَهوراً وزكاةً ،
وقُربة تقرِّبه بها يوم القيامة» أخرجه مسلم (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تلوث خمارها) لاث العمامة على رأسه يلوثها : إذا عَصَبَها ، ولاثت المرأة الخمار
: إذا شَدَّتْه على وَجْهها .
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة : على يتيمتي .
(2) رقم (2603) في البر ، باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا
عليه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم (8/26) قال: حدثني زهيربن حرب، وأبو معن الرقاشي (واللفظ لزهير) قالا:
حدثنا عمر بن يونس، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثنا إسحاق بن أبي طلحة،
فذكره.
بسم الله الرحمن الرحيم
حرف الميم
ويشتمل على ستة كتب
كتاب المواعظ والرقائق ، كتاب المزارعة ، كتاب المدح ، كتاب المزح ، كتاب الموت ،
كتاب المساجد
الكتاب الأول : في المواعظ والرقائق
8466 - (م ت) أبو إدريس الخولاني - رحمه الله- عن أبي ذَرّ أنَّ رسولَ الله - صلى
الله عليه وسلم- قال :- فيما روى عن الله تبارك وتعالى - أنه قال : «يا عبادي إني
حَرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي ، وجعلتُه بينكم محرَّماً ، فلا تَظَالموا ، يا عبادي
، كُلُّكم ضالٌّ إلا مَنْ هَدَيتُه ، فاسْتَهدُوني أهْدِكم ، يا عبادي ، كُلُّكم
جائع إلا مَنْ أطعمتُهُ ، فاستطعِموني أُطْعِمْكم ، يا عبادي ، كُلُّكم عارٍ إلا
مَنْ كَسوْتُه ، فاستكْسُوني أكْسُكُمْ ، يا عبادي ، إنكم تُخطئون بالليل والنهار ،
وأنا أَغْفِرُ -[4]- الذُّنوبَ جميعاً ، فاستغفروني أغفِرْ لكم ، يا عبادي ،
إنَّكم لن تبلغُوا ضَرِّي فتَضُرُّوني ، ولن تبلغوا نَفْعي فتنفعوني ، يا عبادي ،
لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم وإنْسَكم وجِنَّكم ، كانوا على أتْقَى قلب رجلٍ واحد
منكم ، ما زاد ذلك في مُلْكي شيئاً ، يا عبادي ، لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم ،
وإنسَكم وجِنَّكم ، [كانوا] على أفجرِ قلب رجلٍ واحد منكم ، ما نقص ذلك من ملكي
شيئاً ، يا عبادي ، لو أنَّ أوَّلكم وآخرَكم ، وإنسَكم وجِنَّكم ، قاموا في صعيدٍ
واحد ، فسألوني ، فأعطيتُ كُلَّ إنسانٍ مسألتَهُ ، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما
يَنْقُص المِخْيَطُ إذا أُدِخلَ البحرَ ، يا عبادي ، إنما هي أعمالُكم أُحصيها لكم
، ثم أُوفّيكم إيَّاها ، فمن وَجَدَ خيراً فليَحْمَدِ الله ، ومن وجد غير ذلك فلا
يَلُومَنَّ إلا نَفْسَهُ» .
وفي رواية عن أبي ذر نحوه ، والأول أتم ، أخرجه مسلم .
وفي رواية الترمذي عن عبد الرحمن بن غَنْم ، عن أبي ذر ، قال : قال رسولُ الله -
صلى الله عليه وسلم- : «يقول الله : كُلُّكم ضالٌّ إلا من هديتُ ، فَسَلُوني
الهُدَى أهْدِكم ، وكُلُّكم فقير إلا من أَغْنَيْتُ ، فَسَلُوني أَرْزُقْكُم ،
وكُلّكُم مُذنِب ، إلا من عَافَيْتُ ، فمن علِمَ منكم أني ذُو قُدرَةٍ على
المغفرةِ فاستغفرني غفرتُ له ولا أُبالي ، ولو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم ، وحَيَّكم
ومَيِّتَكم ، ورَطبَكم ويابسَكم ، اجتمعوا على أتقى قلبِ عبدٍ من عبادي ، ما زاد
[ذلك] في ملكي جناحَ بعوضة ، ولو أنَّ أَوَّلكم وآخرَكم ، وحيَّكم ومَيِّتكم ،
ورَطبَكُم -[5]- ويابِسَكم ، اجتمعوا على أشقى قلب عبدٍ من عبادي ، ما نَقَصَ ذلك
من ملكي جناحَ بعوضة ، ولو أنَّ أوَّلكم وآخرَكم ، وحيَّكم ومَيِّتَكم ، ورَطبَكم
ويابسَكم ، اجتمعوا على صعيد واحد ، فسأل كلُّ إنسانٍ منكم ما بَلَغَتْ أُمْنِيَّتُه
، فأعطيتُ كُلَّ سائلٍ منكم ، ما نقص ذلك من ملكي إلا كما لو أنَّ أحدَكم مَرَّ
بالبحر فغمس فيه إبرةً ثم رفعها إليه ، ذلك بأني جَوَادٌ واجِدٌ ماجد ، أَفْعَلُ
ما أُريد ، عطائي كلام ، وعذابي كلام ، إنما أمري لشيء إذا أردتُ أن أقول له : كن
فيكون» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الصعيد) : وجه الأرض ، وقيل : هو التراب وحدَه .
(المخيط) بكسر الميم [وإسكان الخاء] : الإبرة .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2577) في البر والصلة , باب تحريم الظلم , والترمذي رقم (2497)
في صفة القيامة ، وباب رقم (49) , وهذا الحديث أصل عظيم من أصول الإسلام , قد
اشتمل على قواعد عظيمة في أصول الدين , وهو من الأحاديث التي عليها مدار الإسلام ,
وقد شرحه العلماء وأفردوه بالتأليف وكان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث
جثا على ركبتيه , وقال أحمد بن حنبل : ليس لأهل الشام حديث أشرف من هذا الحديث .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (490) قال: حدثنا عبد الأعلى بن مسهر (أو بلغني
عنه) . ومسلم (8/16) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام الدارمي. قال
:حدثنا مروان، يعني ابن محمد الدمشقي.في (8/17) قال :حدثنيه أبو بكر بن إسحاق. قال
:حدثنا أبو مسهر.
كلاهما - عبد الأعلى بن مسهر أبو مسهر، ومروان بن محمد - قالا :حدثنا سعيد بن عبد
العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، فذكره.
وعن عبد الرحمن بن غنم. عن أبي ذر.
أخرجه أحمد (5/154) قال: حدثنا عمار بن محمد ابن أخت سفيان الثوري، عن ليث بن أبي
سليم. وفي (5/177) قال: حدثنا ابن نمير قال :حدثنا موسى -يعني ابن المسيب الثقفي-.
وابن ماجة (4257) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد. قال: حدثنا عبدة بن سليمان، عن
موسى بن المسيب الثقفي. والترمذي (2495) قال:حدثنا هناد، قال :حدثنا أبو الأحوص.
عن ليث.
كلاهما - ليث بن أبي سليم، وموسى بن المسيب - عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن
غنم، فذكره.
* أخرجه أحمد (5/154) قال :حدثنا هاشم بن القاسم.قال :حدثنا عبد الحميد.قال :حدثنا
شهر.قال: حدثني ابن غنم.أن أبا ذر حدثه، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال :
«إن الله عز وجل يقول : ياعبدي، ماعبدتني ورجوتني فإني غافر لك على ما كان
فيك.وياعبدي إن لقيتني بقراب الأرض خطيئة مالم تشرك بي لقيتك بقرابها مغفرة» .
وقال أبو ذر : إن الله عزوجل يقول : «ياعبادي، كلكم مذنب إلا من أنا عافيته» ،
فذكر نحوه.إلا أنه قال: «...ذلك بأني جواد واجد ماجد إنما عطائي كلام» .
وعن أبي أسماء الرحبي، عن أبي ذر «عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيما يَروي عن
ربه عز وجل : إني حرمت على نفسي الظلم» .
أخرجه أحمد (5/160) قال: حدثنا عبد الرحمن وعبد الصمد. ومسلم (8/17) قال: حدثنا إسحاق
بن إبراهيم ومحمد بن المثنى، كلاهما عن عبد الصمد بن عبد الوارث.
كلاهما - عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الصمد بن عبد الوارث- قالا: حدثنا همام. قال:
حدثنا قتادة، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، فذكره.
8467 - (ت) أُبي بن كعب -
رضي الله عنه - قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا ذهب ثلثا الليل
قام ، فقال : أيُّها الناس ، اذكروا الله ، اذكروا الله ، جاءت الراجِفةُ
تَتْبَعُها الرادِفَةُ ، جاء الموت بما فيه [جاء الموت بما فيه] قال : -[6]- قلتُ
: يا رسولَ الله ، إني أُكِثرُ الصلاة عليكَ ، فكم أجعلُ لكَ من صلاتي ؟ قال : ما
شئتَ ، قلتُ : الربعَ ؟ قال : ما شئتَ ، وإن زدتَ فهو خير لك ، قلتُ : النصفَ ؟
قال : ما شئتَ ، وإن زدتَ فهو خير لك ، قلت : الثلثين ؟ قال : ما شئتَ وإن زدتَ
فهو خير لك ، قلتُ : أَجْعَلُ لك صلاتي كُلَّها ؟ قال : إذن تُكفَى هَمَّك ،
ويُغْفَرُ لك ذَنبُكَ» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الراجفة) : النفخة الأولى التي تموت لها الخلائق .
(والرادفة) : النفخة الثانية التي يحيَون بها يوم القيامة .
__________
(1) رقم (2459) في صفة القيامة , باب رقم (24) ، وإسناده حسن , وقال الترمذي : هذا
حديث حسن , وفي بعض النسخ : حسن صحيح , وصححه الحاكم 3 / 421 ووافقه الذهبي .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن : أخرجه أحمد (5/136) قال:حدثنا وكيع.وعبد بن حميد (170) قال :حدثنا
قبيصة بن عقبة.والترمذي (2457) قال :حدثنا هناد، قال :حدثنا قبيصة.
كلاهما - وكيع، وقبيصة -عن سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل، فذكره.
8468 - (م) خالد بن عمير
العدوي - رحمه الله- قال : «خَطَبَنَا عُتْبَةُ بنُ غَزْوانَ وكان أميراً على
البَصْرَةِ ، فَحَمِدَ الله وأثنى عليه ، ثم قال : أمَّا بعدُ ، فإنَّ الدنيا قد
آذَنَتْ بِصُرْم ، وَوَلَّتْ حَذّاءَ ، ولم يَبقَ منها إلا صُبابةٌ كصبابةِ
الإناءِ ، يتصابُّها صاحبُها ، وإنَّكم منتقلون منها إلى دارٍ لا زوالَ لها ،
فانتقِلُوا بِخَيْر ما بِحَضْرَتِكُم ، فإنه قد ذُكِر لنا : أن الحجَر يُلقى من
شَفِيْر جهنم ، فيهوي فيها سبعين عاماً ، قبل أن ينتهيَ إلى قَعْرها ، وقال : لا
يُدْرِكُ لها قعراً ، والله لَتُملأنَّ ، أفعجبتمُ ؟ ولقد ذُكِر لنا أنَّ ما بين
-[7]- مِصْراعين من مصاريع الجنة : مَسِيرةُ أربعين عاماً ، وليأتَينَّ عليه يوم
وهو كظيظٌ من الزِّحام ، ولقد رأيتُني سابعَ سبعة مع رسولِ الله - صلى الله عليه
وسلم- ، ما لنا طعام إلا وَرَقُ الشجر ، حتى قَرِحَتْ أشْدَاقُنَا ، والتقطتُ
بُرْدة ، فشققتُها بيني وبين سعد بن مالك ، فاتَّزَرْتُ بنصفها ، واتَّزرَ سَعد
بنصفها ، فما أصبح اليومَ منا أحدٌ إلا أصْبَحَ أميراً على مِصْرٍ من الأَمصار ،
فإني أعوذ بالله أن أكونَ في نفسي عظيماً ، وأنا عند الله صغير ، وإنَّه لم تكن
نُبُوَّةٌ قَطُّ إلا تَناسَخَت حتى تكونَ عاقِبَتُها مُلْكاً ، وسَتَخْبُرون
وتُجرِّبون الأمراءَ بعدَنا» . أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(آذنت بِصُرم) الصرم : القطع ، و «آذنت» أعلمت .
(حَذَّاءَ) : منقطعةً ، ومنفصلة .
(صُبَابة) الصُبابة : الماء القليل يبقى في الإناء ونحوه .
(شفير) شفير الوادي والجبل : حافَّته وجانبُه .
(كظيظ) موضع كظيظ : ضيق من كثرة الزحام .
__________
(1) رقم (2967) في الزهد في فاتحته .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (4/174و 5/61) قال :حدثنا وكيع، قال :حدثنا قرة بن خالد.وفي (4/174)
قال:حدثنا بهز بن أسد.قال :حدثنا سليمان بن المغيرة.وفي (5/61) قال :حدثنا
إسماعيل، قال :حدثنا أيوب.ومسلم (8/215) قال :حدثنا شيبان بن فروخ، قال :حدثنا
سليمان بن المغيرة.وفي (8/216) قال:حدثني إسحاق بن عمر بن سليط، قال :حدثنا سليمان
بن المغيرة. (ح) وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء قال : حدثنا وكيع، عن قرة بن
خالد.والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9757) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن
المبارك، عن سليمان بن المغيرة.
ثلاثتهم - قرة، وسليمان، وأيوب - عن حميد بن هلال العدوي.
2-وأخرجه ابن ماجة (4156) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال :حدثنا وكيع، عن
أبي نعامة.
كلاهما - حميد بن هلال، وأبو نعامة - عن خالد بن عمير، فذكره.
* في رواية أحمد (5/61) قال :حدثنا وكيع.قال :حدثنا قرة، عن حميد بن هلال العدوي،
عن رجل منهم يقال له خالد بن عمير.فقال أبو نعامة :سمعته من خالد بن عمير.
* قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد : سمعت أبي يقول : ماحدث بهذا الحديث غير
وكيع، يعني أنه غريب.
* قال أحمد بن حنبل : أبو نعامة هذا عمرو بن عيسى، وأبو نعامة السعدي آخر أقدم من
هذا، وهذا أكبر من ذاك.
* في رواية أيوب : «عن رجل» ، قال أيوب : أراه خالد بن عمير.
* أخرجه الترمذي : في الشمائل (374) قال :حدثنا محمد بن بشار قال :حدثنا صفوان بن
عيسى، قال: حدثنا عمرو بن عيسى أبو نعامة العدوي، قال :سمعت خالد بن عمير، وشويسا
أبا الرقاد، قالا: «بعث عمر بن الخطاب عتبة بن غزوان، وقال : انطلق أنت ومن معك
حتى إذا كنت في أقصى أرض العرب، وأدنى بلاد أرض العجم، فأقبلوا حتى إذا كانوا
بالمربد، وجدوا هذا الكذان، فقالوا :ماهذه ؟ قالوا :هذه البصرة، فساروا حتى إذا
بلغوا حيال الجسر الصغير فقالوا : ها هنا أمرتم فنزلوا..» فذكروا الحديث بطوله،
فقال عتبة بن غزوان : «لقد رأيتني وإني لسابع سبعة مع رسول الله -صلى الله عليه
وسلم-» ...الحديث.
* الروايات مطولة ومختصرة، واللفظ لمسلم.
8469 - (خ م) عقبة بن
عامر - رضي الله عنه - «أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- خرج يوماً ، فصلَّى
على أهلِ أُحُد صلاتَه على الميت ، ثم انصرف إلى المنبر ، -[8]- فقال : إني فَرَطٌ
لكم ، وأنا شهيدٌ عليكم ، وإني والله لأْنظُرُ إلى حوضي الآن ، وإني أُعطيتُ
مفاتيحَ خزائن الأرض- أو مفاتيح الأرض - وإني والله ، ما أخاف عليكم أن تُشْرِكوا
بعدي ، ولكن أخاف عليكم الدنيا أن تَنافَسُوا فيها» .
وفي رواية قال : «صَلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على قَتْلى أُحُد بعد
ثمان سنين ، كالمُوَدِّع للأحْيَاءِ والأموات ، ثم طَلَعَ على المنبر ، فقال : إني
بين أيديكم فَرَطٌ وأنا شَهيدٌ عليكم ، وإنَّ مَوعِدَكُم الحوضُ ، وإني لأنظر إليه
من مَقامي هذا ، وإني لَستُ أخشى عليكم أن تُشرِكوا ، ولكنْ أخشى عليكم الدنيا أن
تَنَافَسُوها . قال : فكانت آخرَ نَظْرَةٍ نَظَرتُها إلى رسولِ الله - صلى الله
عليه وسلم-» .
وفي أخرى «إني فَرَطُكم على الحوض ، وإنَّ عَرْضَهُ كما بين أيْلَةَ إلى الجُحْفة
- وفيها - ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تَنافَسوا فيها ، وتَقْتَتِلوا فَتهْلِكوا ،
كما هَلكَ مَنْ كان قبلكم» .
قال عقبة : «فكانت آخرَ ما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- على المنبر»
أخرجه البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فَرَط) الفرط : المتقدِّم على القوم في السير ، السابق إلى الماء ، والمراد :
-[9]- إني لكم سابق متقدِّم بين أيديكم ، فإذا قدمتم عليَّ ترَوْني وتجدوني لكم
منتظراً .
(تنافسوا) المنافسة : المغالبة على تحصيل الشيء والانفراد به .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 414 في الرقاق , باب في الحوض , وباب ما يحذر من زهرة
الدنيا والتنافس فيها , وفي الجنائز , باب الصلاة على الشهيد , وفي الأنبياء , باب
علامات النبوة في الإسلام , وفي المغازي ، باب غزوة أحد ، وباب أحد يحبنا ونحبه ،
ومسلم رقم (2296) في الفضائل ، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (4/149) قال :حدثنا حجاج بن محمد.وفي (4/153) قال :حدثنا
هاشم.والبخاري (2/114) قال :حدثنا عبد الله بن يوسف.وفي (4/240) قال :حدثنا سعيد
بن شرحبيل.وفي (5/132 و8/151) قال :حدثني عمرو بن خالد.وفي (8/112) ومسلم (7/67)
وأبو داود (3223) . والنسائي (4/61) .
أربعتهم - البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي- عن قتيبة بن سعيد.
ستتهم - حجاج بن محمد، وهاشم، وعبد الله بن يوسف، وسعيد بن شرحبيل، وعمرو بن خالد،
وقتيبة بن سعيد - عن الليث بن سعد.
2- وأخرجه أحمد (4/154) قال :حدثنا يحيى بن آدم. والبخاري (5/120) قال :حدثنا محمد
بن عبد الرحيم.قال : أخبرنا زكريا بن عدي.وأبو داود (3224) قال :حدثنا الحسن بن
علي، قال :حدثنا يحيى بن آدم.
كلاهما - يحيى، وزكريا، عن عبد الله بن المبارك، عن حيوة بن شريح.
3- وأخرجه مسلم (7/67) قال : حدثنا محمد بن المثنى، قال : حدثنا وهب - يعني ابن
جرير - قال : حدثنا أبي، قال : سمعت يحيى بن أيوب.
ثلاثتهم - ليث، وحيوة، ويحيى بن أيوب - عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، فذكره.
8470 - (ت) أبو كبشة الأنماري
- رضي الله عنه - أنه سمعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «ثلاث
أُقْسِمُ عليهن ، وأُحَدِّثُكم حديثاً ، فاحفظوه : ما نقص مالُ [عبدٍ] من صدقة ،
ولا ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلمَة فصبر عليها ، إلا زاده الله بها عِزاً ، ولا فتح عبدٌ
بابَ مسألة ، إلا فتح الله عليه بها باب فقر» - أو كلمة نحوها - .
زاد في رواية : «وما تواضع عبدٌ لله إلا رفعه الله (1) ، وأُحَدِّثكم حديثاً
فاحفظوه ، إنما هذه الدنيا لأربعة نَفَر : عبدٌ رزقه الله مالاً وعلماً ، فهو
يتَّقي في ماله ربَّهُ ، ويَصِلُ به رَحِمَهُ ، ويعلم أنَّ لله فيه حقاً ، فهذا
بأفضل المنازلِ ، وعبدٍ رزقه الله علماً ولم يرزقْه مالاً ، فهو صادقُ النية لله ،
يقول : لو أنَّ لي مالاً لَعَمِلْتُ بعمل فلان ، فأجره بنيته - وفي رواية : فهو
بنيته - فأجرهما سواء ، وعبدٍ رزقه الله مالاً ولم يرزقه علماً ، فهو يَخبِط في
ماله بغير علم ، لا يتَّقي فيه ربَّه ، ولا يصل به رحمه ، ولا يعلم لله فيه حقاً ،
فهذا بأخبث المنازل ، وعبدٍ لم يرزقْهُ الله مالاً ولا علماً ، فهو يقول : لو أنَّ
لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان ، فهو بنيته ، وَوِزرُهما سواء» . -[10]- أخرجه
الترمذي (2) ، إلا زيادة «التواضع والرفعة» (3) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يخبط) الخبط : فعل الشيء على غير نظام ، وكذلك في القول .
__________
(1) هذه الرواية جزء من حديث رواه مسلم في صحيحه رقم (2588) في البر والصلة والأدب
, من حديث أبي هريرة , ولفظه بتمامه : " ما نقصت صدقة من مال , وما زاد عبداً
بعفوه إلا عزاً ، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله " .
(2) رواه الترمذي رقم (2326) في الزهد ، باب ما جاء مثل الدنيا مثل أربعة نفر ،
ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 4 / 230 و 231 ، وابن ماجة رقم (4228)
في الزهد ، باب النية ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .
(3) وهي عند مسلم كما تقدم عند ذكر الرواية في أول الحديث .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أحمد (4/231) قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن نمير. والترمذي
(2325) قال : حدثنا محمد بن إسماعيل. قال : حدثنا أبو نعيم.
كلاهما - عبد الله بن محمد بن نمير، وأبو نعيم - قالا : حدثنا عبادة بن مسلم. قال
: حدثنا يونس بن خباب، عن سعيد الطائي أبي البختري، فذكره.
8471 - (ت) أسماء بنت
عميس - رضي الله عنها- قالت : سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «بئس
العبدُ عَبْدٌ تَخَيَّل واختال ، ونَسِيَ الكبيرَ المتعال ، بئس العبدُ عبدٌ
تَجَبَّرَ واعتدى ، ونَسِيَ الجبَّار الأعلى ، بئس العبدُ عبدٌ سها ولها ، ونَسيَ
المقابر والبِلَى ، بئس العبدُ عبدٌ عَتَا وطَغَى ، ونسيَ المبتدأ والمنتهى ، بئس
العبدُ عبدٌ يَخْتِل الدِّين بالشهوات (1) بئس العبدُ عبدٌ طَمَعٌ يقوده ، بئس
العبدُ عبدٌ هوى يُضلُّه ، بِئس العبد عبدٌ رَغَبٌ يُذِلُّه» أخرجه الترمذي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(السهو) : الغفلة واللهو واللعب .
(العتُوُّ) : التجبرُّ والتكبرُّ والطغيان ومجاوزة الحدِّ . -[11]-
(تخيَّل واختال) هو تفعَّل وافتعل ، من الخُيَلاء ، وهو العجب والتكبُّر في
الأفعال .
(الخَتل) : الخداع والمكر ، يريد : أنه يمكر ويخدع الناسَ بالدِّين ليُحَصِّل
الدنيا .
__________
(1) في نسخ الترمذي المطبوعة : بالشبهات .
(2) رقم (2450) في صفة القيامة ، باب رقم (18) ، وإسناده ضعيف ، وقال الترمذي :
هذا حديث غريب ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وليس إسناده بالقوي .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2448) قال : ثنا محمد بن يحيى الأزدي البصري، قال : حدثنا عبد
الصمد بن عبد الوارث. قال : حدثنا هاشم - وهو ابن سعيد الكوفي. قال : حدثني زيد
الخثعمي، فذكره.
(*) قال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي.
8472 - (ت) أنس بن مالك -
رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «مَنْ كانَتِ
الآخرةُ هَمَّهُ ، جعل الله غِناه في قلبه ، وجمع عليه شَمْلَهُ ، وأتَتْهُ الدنيا
وهي رَاغِمَة ، وَمَنْ كانت الدنيا هَمَّه ، جعل الله فَقْرَه بين عينيه ، وفَرَّق
عليه شَمْلَهُ ، ولم يأتهِ من الدنيا إلا ما قُدِّر له» .
زاد في رواية «فلا يُمسي إلا فقيراً ، ولا يُصْبِحُ إلا فقيراً ، وما أقْبَلَ عبدٌ
إلى الله بِقَلْبِهِ ، إلا جعَلَ الله قُلُوبَ المؤمنين تنقاد إليه بالوُدِّ
والرحمة ، وكان الله بكل خير إليه أسْرَع» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) الرواية الأولى رواها الترمذي رقم (2467) في صفة القيامة ، باب رقم (31) ،
وإسناده ضعيف ، والرواية الثانية ليست عند الترمذي ، وقد ذكرها الهيثمي في "
مجمع الزوائد " 10 / 247 إلى قوله : ولا يصبح إلا فقيراً ، ونسبها للبزار
وقال : وفيه إسماعيل بن مسلم المكي ، وهو ضعيف ، نقول : وقد روى هذا الشطر أيضاً
الدارمي 1 / 96 من قول الحسن البصري ، والشطر الأخير من الحديث إلى قوله : أسرع ،
ذكره أيضاً الهيثمي في " مجمع الزوائد " 10 / 247 ، ونسبة للطبراني في
" الكبير " و " الأوسط " من حديث أبي الدرداء ، وقال الهيثمي
: وفيه محمد بن حسان المصلوب ، وهو كذاب ، وانظر " الترغيب والترهيب "
للمنذري 4 / 82 .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2465) قال : ثنا هناد، قال : ثنا وكيع، عن الربيع بن صبيح، عن يزيد
بن أبان، وهو الرقاشي.
8473 - (ت) أبو هريرة -
رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «يقولُ الله تبارك
وتعالى : ابنَ آدم ، تَفَرَّغْ لِعبَادَتي أمْلأُ صَدرَكَ غِنى ، -[12]- وأَسُدَّ
فَقْرَك ، وإلا تفعلْ ملأتُ يديك شُغْلاً ، ولم أَسُدَّ فقرك» . أخرجه الترمذي (1)
.
__________
(1) رقم (2468) في صفة القيامة ، باب رقم (31) ، ورواه أيضاً أحمد في "
المسند " 3 / 358 ، وابن ماجة رقم (4107) في الزهد ، باب الهم بالدنيا ، وهو
حديث حسن ، وقال الترمذي : هذا حسن غريب .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/358) قال : حدثنا محمد بن عبد الله. وابن ماجة (4107) قال : حدثنا
نصر بن علي الجهضمي. قال : حدثنا عبد الله بن داود. والترمذي (2466) قال : حدثنا
علي بن خشرم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس.
ثلاثتهم - محمد بن عبد الله، وعبد الله بن داود، وعيسى بن يونس - عن عمران بن
زائدة بن نشيط، عن أبيه، عن أبي خالد الوالبي، فذكره.
(*) في رواية عبد الله بن داود : «عن أبي خالد الوالبي، عن أبي هريرة. قال : ولا
أعلمه إلا قد رفعه» .
8474 - (ت) أبو هريرة -
رضي الله عنه - قال : قلنا : يا رسولَ الله ما لَنَا إذا كُنَّا عِندك رَقَّتْ
قلوبُنا ، وزَهِدنا في الدنيا ، وكانت الآخرةُ كأنَّها رَأْيُ عَيْن ؟ فإذا خرجنا
من عندك فأنِسْنا في أهالينا ، وشَمَمْنا أولادنا : أنكرنا أنفسنا ؟ قال : «لو
أنَّكم إذا خرجتم تكونون على حالكم عندي : لزارتكم الملائكةُ في بُيوتكم ،
ولصافحتكم في طُرُقكم ، ولو لم تُذنِبوا لَذَهَبَ بكم ولجاء الله بخَلْق جديد
يذنبون ، فيغفر لهم ، قال : قلتُ : يا رسولُ الله ، مِمَّ خُلق الخلق ؟ قال : من
الماءِ ، قلتُ : الجنةُ ما بناؤها ؟ قال : لَبِنَة من فِضَّة ، ولَبِنَة من ذهب ،
ومِلاطُها المسك الأذَفرُ وحَصْباؤها اللؤلؤُ والياقوتُ ، وتربتُها الزعفرانُ ،
مَنْ يَدخلها يَنْعَم ، ولا يبأس ، ويخَلُد ولا يموت ، لا تَبْلَى ثيابُهم ، ولا
يَفْنى شبابُهم ، ثم قال : ثلاثة لا تُردُّ دعوتهم : الإمامُ العادلُ ، والصائمُ
حين يفطرُ ، ودعوة المظلوم يرفعها فوقَ الغمام ، وتُفتَح لها أبواب السماء ، ويقول
الرب تبارك وتعالى : وعِزَّتي -[13]- لأنْصُرَنَّك ولو بعد حين» أخرجه الترمذي (1)
.
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الملاط) : الطين الذي يجعل بين ساقي البناء ، ويُمْلَط به الحائط ، أي : يُصلَح .
__________
(1) رقم (2528) في صفة الجنة ، باب ما جاء في صفة الجنة ونعيمها ، ورواه أيضاً
أحمد في " المسند " 2 / 305 و 445 ، وابن ماجة رقم (1752) في الصيام ،
باب في الصائم لا ترد دعوته ، وابن حبان رقم (894) " موارد " ، وإسناده
ضعيف ، وقال الترمذي : هذا حديث ليس إسناده بذاك القوي ، وليس هو عندي بمتصل ، وقد
روي هذا الحديث بإسناد آخر عن أبي هريرة . أقول : ولفقراته شواهد ، فهو حسن
بشواهده ، وقد تقدم الحديث برقم (8028) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2526) قال : حدثنا أبو كريب. قال : حدثنا محمد بن فضيل، عن حمزة
الزيات، عن زياد الطائي، فذكره.
(*) قال الترمذي : هذا حديث ليس إسناده بذاك القوي، وليس هو عندي بمتصل، وقد روي
هذا الحديث بإسناد آخر عن أبي مُدَلِّه، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه
وسلم-.
قلت : أخرجه الحميدي (1150) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (2/304) قال : حدثنا أبو
كامل وأبو النضر. قالا : حدثنا زهير. وفي (2/305) قال : حدثنا حسن بن موسى. قال :
حدثنا زهير. وفي (2/443 و 445 و 477) قال : حدثنا وكيع. قال : حدثنا سعدان الجهني.
وعبد بن حميد (1420) قال: حدثنا سليمان بن داود، عن زهير بن معاوية. والدارمي
(2824) قال : أخبرنا أبو عاصم، عن سعدان الجهني. وابن ماجة (1752) قال : حدثنا علي
بن محمد. قال : حدثنا وكيع، عن سعدان الجهني. والترمذي (3598) قال : حدثنا أبو
كريب. قال : حدثنا عبد الله بن نمير، عن سعدان القبي. وابن خزيمة (1901) قال :
حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. قال : حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي. قال :
أخبرنا عمرو بن قيس الملائي.
أربعتهم - سفيان، وزهير بن معاوية، وسعدان الجهني القبي، وعمرو بن قيس - عن سعد بن
عبيد أبي مجاهد الطائي، قال : حدثني أبو المدله، مولى أم المؤمنين، فذكره.
(*) رواية سعدان الجهني عند أحمد (2/443) مختصرة على : «الإمام العادل لا ترد
دعوته» وروايته عند أحمد (2/477) مختصرة على : «الصائم لا ترد دعوته» .
8475 - (ت) شداد بن أوس -
رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «الكَيِّس مَنْ دانَ
نفسَه ، وعَمِلَ لما بعد الموت ، والعاجِزُ مَنْ أتْبَعَ نَفَسَهُ هَواهَا وتمنَّى
على الله» أخرجه الترمذي .
وقال : قوله : «دان نفسه» يعني : حاسَبَها في الدنيا قبل أن يُحاسَب يوم القيامة
(1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2461) في صفة القيامة ، باب رقم (26) ، ورواه أيضاً أحمد ،
وابن ماجة والحاكم ، وفي سنده أبو بكر بن أبي مريم الغساني ، وهو ضعيف ، ومدار
الحديث عليه ، ومع ذلك فقد قال الترمذي : هذا حديث حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/124) قال : ثنا علي بن إسحاق، قال : أخبرنا عبد الله - يعني ابن
المبارك -. وابن ماجة (4260) قال : حدثنا هشام بن عبد الملك الحمصي، قال : حدثنا
بقية بن الوليد. والترمذي (2459) قال : حدثنا سفيان بن وكيع، قال : حدثنا عيسى بن
يونس (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، قال : أخبرنا عمرو بن عون، قال : أخبرنا
ابن المبارك.
ثلاثتهم - ابن المبارك، وبقية، وعيسى بن يونس - عن أبي بكر بن أبي مريم، عن ضمرة
بن حبيب، فذكره.
8476 - (ت س) أبو هريرة -
رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «بادِرُوا بالأعمال
سبعاً : هل تُنْظَرون إلا فَقْراً مُنْسياً ، أو غِنى مُطغياً ، -[14]- أو مَرَضاً
مُفسِداً ، أو هَرَماً مُفنِداً ، أو موتاً مُجْهِزاً ، والدجالَ ؟ والدَّجَّالُ
شَرُّ غائبٍ يُنَتظَرُ ، والساعةَ ؟ والساعةُ أدْهَى وأمرُّ ، ثم قال : ألا
وأكثروا من ذكر هادم اللذات» هكذا ذكره رزين .
والذي أخرجه الترمذي مثله إلى قوله : «أدهى وأمرُّ» وقال فيه : «هل تنظرون إلا إلى
فقر» (1) .
وأخرج ذكر هادم اللذات ، حديثاً مفرداً ، وكذلك أخرج النسائي ذكر هادم اللذات
مفرداً (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مجهَزاً) موت مجهز : أي : سريع عجل .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2307) في الزهد ، باب ما جاء في المبادرة بالعمل ، وفي سنده
محرز بن هارون وهو متروك ، ومع ذلك فقد قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، لا
نعرفه من حديث الأعرج عن أبي هريرة إلا من حديث محرز بن هارون .
(2) رواه الترمذي رقم (2308) في الزهد ، باب ما جاء في ذكر الموت ، والنسائي 4 / 4
في الجنائز باب كثرة ذكر الموت ، وهو حديث صحيح لشواهده الكثيرة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2306) قال : حدثنا أبو مصعب، عن محرز بن هارون، عن عبد الرحمن
الأعرج، فذكره.
(*) قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث الأعرج، عن أبي هريرة، إلا
من حديث محرز بن هارون. وقد روى بشر بن عمر وغيره عن محرز بن هارون هذا. وقد روى
معمر هذا الحديث عمن سمع سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه
وسلم- نحوه. وقال : تنتظرون.
8477 - (ط) عبد الله بن
مسعود - رضي الله عنه - قال لإنسانٍ : «إنك في زمانٍ كثيرٌ فقهاؤه ، قليلٌ
قُرَّاءه ، تُحفَظ فيه حدودُ القرآن ، وتُضَيَّعُ حُرُوفُهُ ، قليلٌ مَنْ يَسأل ،
كثيرٌ من يُعطِي ، يُطيلون فيه الصلاة ، ويُقْصرون فيه الخطبةَ ، يُبَدُّون أعمالهم
قبل أهوائهم ، وسيأتي على الناس زمان ، قليل فقهاؤه ، -[15]- كثيرٌ قرّاؤه ، تحفَظ
فيه حروف القرآن ، وتضيّع حدودُه ، كثيرٌ مَنْ يسأل ، قليل من يُعطي ، يُطيلون فيه
الخُطْبَةَ ، ويُقْصِرون الصلاة ، ويُبَدَّون فيه أهواءهم قبل أعمالهم» أخرجه
الموطأ (1) .
__________
(1) رواه الموطأ 1 / 173 في قصر الصلاة ، باب جامع الصلاة ، وإسناده منقطع ، ورواه
عبد الرزاق في مصنفه عن ابن مسعود بلفظ : كيف بكم إذا لبستكم فتنة يربو فيها
الصغير ، ويهرم فيها الكبير ، وتتخذ سنة ، فإن غيرت يوماً قيل : هذا منكر ، قيل :
ومتى ذلك ؟ قال : إذا قلت أمناؤكم ، وكثرت أمراؤكم ، وقلت فقهاؤكم ، وكثرت قراؤكم
، وتفقه لغير الدين ، والتمست الدنيا بعمل الآخرة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع : أخرجه مالك (419) قال : عن يحيى بن سعيد أن عبد الله بن مسعود.
8478 - () علي بن أبي
طالب - رضي الله عنه - قال : «ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبُّر ، ولا في عبادة
ليس فيها فِقْه ، الفقيهُ كلُّ الفقيه : من لم يُقَنِّط النَّاسَ مِنْ رحمة الله ،
ولم يُؤمِنهُمْ [من] مَكْرِ الله ، ولم يَدَعِ القرآن رغبةً عنه إلى ما سواه»
أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد رواه
الدرامي موقوفاً 1 / 89 في المقدمة ، باب من قال : العلم الخشية وتقوى الله ،
وإسناده ضعيف ، ورواه الدارمي عن الحسن البصري بلفظ : إنما الفقيه : الزاهد في
الدنيا ، الراغب في الآخرة ، البصير بأمر دينه ، المداوم على عبادة ربه ، وإسناده
حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الأثر من زيادات رزين، وقد أخرجه الدارمي (1/89) بإسناد ضعيف.
8479 - () شقيق بن عبد
الله قال : كان ابن مسعود ينادي : «السرائر السرائرَ التي يَخْفَينَ على الناس ،
وهنَّ عند الله بَوَادٍ ، فإن الخير لا يَبلى ، والشرَ لا يُنْسَى ، والدَّيان لا
يموت» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصول بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الأثر من زيادات رزين، وقد وقفت عليه من قول الربيع بن خثيم، أخرجه البيهقي في
«الشعب» (5/459) .
8480 - () حذيفة بن
اليمان - رضي الله عنه - قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول في
خطبته : «الخمرُ جِماعُ الإثم ، والنِّساءُ حبائلُ الشيطان ، وحُبُّ الدُّنيا رأسُ
كلِّ خطيئة» (1) .
قال : وسمعته يقول : «أخِّروا النساء حيث أخَّرَهُنَّ الله» أخرجه ... (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جماع الإثم) جماع الأمر والشيء ، أي : مجمعه ومَظِنَّته . -[17]-
(الحبائل) : الأشراك التي للصائد .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وكذلك ذكره
المنذري في " الترغيب والترهيب " 3 / 184 من حديث حذيفة وقال : ذكره
رزين ولم أره في شيء من أصوله . أقول : أما الفقرة الأولى منه " الخمر جماع
الإثم " فقد رواها الدارمي من حديث عقبة بن عامر ، والطبراني في "
الأوسط " من حديث عبد الله بن عمرو بلفظ " الخمر أم الخبائث " ،
وثبت عند أحمد من حديث معاذ بلفظ : " ولا تشربن خمراً فإنه رأس كل فاحشة
" ، وعند ابن ماجة من حديث أبي الدرداء بلفظ : " ولا تشرب الخمر فإنها
مفتاح كل شر " قال السخاوي في " المقاصد " : وشواهد هذا المعنى
كثيرة . وأما الفقرة الثانية " والنساء حبائل الشيطان " ، فقد رواه أبو
نعيم في " الحلية " عن ابن مسعود ، والديلمي عن عبد الله بن عامر وعقبة
بن عامر ، والتيمي في ترغيبه ، والخرائطي في " اعتلال القلوب " عن زيد
بن خالد الجهني ، كلهم مرفوعاً به ، ورواه أيضاً القضاعي في " الشهاب "
، قال المناوي في " فيض القدير " : قال شارحه العامري : صحيح ، وأما
الفقرة الثالثة " حب الدنيا رأس كل خطيئة " فلم يثبت في المرفوع ، بل هو
من كلام الحسن البصري رحمه الله .
(2) كذا في الأصل البياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد رواه
عبد الرزاق في مصنفه رقم (5115) موقوفاً على ابن مسعود بأطول من هذا ، وإسناده
صحيح ، وصحح إسناده الحافظ في " الفتح " . أقول : ولم يثبت رفعه ،
والصحيح أنه موقوف على ابن مسعود رضي الله عنه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين على الأصول.
راجع «الترغيب» (3/257) ، المشكاة (5212) وقال : رواه رزين، قال العلامة ناصر
الدين الألباني : والجملة الأخيرة منه رواها عبد الرزاق، كما في «نصب الراية» عن
عبد الله بن مسعود موقوفا عليه، وأفاد أنه لا أصل له مرفوعا.
قلت : وبنحوه عن عبد الله بن عمرو، راجع «المقاصد الحسنة 201 و 202» .
8481 - (م) عبد الله بن
عمر - رضي الله عنهما- أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «يا معشرَ
النساءِ تَصَدَّقْنَ ، وأكْثِرْنَ الاستغفارَ ، فإنِّي رأيتُكُنَّ أكثرَ أهلِ
النار ، قالت امرأة منهن جَزْلة : ما لنا أكثرَ أهل النار ؟ قال : تُكْثِرْنَ
اللَّعنَ ، وتَكْفُرنَ العشيرَ ، ما رأيتُ من ناقِصَات عَقْلٍ ودين أغْلَبَ لِذِي
لُبٍّ منكن ، قالت : ما نقصانُ العقل والدِّين ؟ قال : شهادةُ امرأتين بشهادةِ
رجلٍ ، وتمكثُ الأيام لا تُصَلِّي» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الجزلة) التامة ، ويجوز أن تكون ذات كلام جَزْل ، أي : قويٍّ شديد .
(العشير) : المعاشر ، والمراد به : الزوج ، وكفرهنَّ إياه : جحدهنَّ إحسانَه
إليهنَّ .
__________
(1) رقم (79) في الإيمان ، باب بيان نقصان الإيمان بنقصان الطاعات .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : تقدم تخريجه.
8482 - (م ت) أبو هريرة -
رضي الله عنه - مثله ، وفي آخره «قالت : يا رسولَ الله ، وما نقصانُ العقل
والدِّين ؟ قال : أمَّا نقصانُ العقل ، فشهادة امرأتين تَعْدِل شهادةَ رَجُل ،
فهذا نقصان العقل ، وتمكثُ الليالي ما تُصلِّي ، وتُفْطِر في رمضان ، فهذا نقصانُ
الدِّين» أخرجه مسلم . -[18]- وفي رواية الترمذي «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه
وسلم- خَطَبَ النَّاسَ فَوَعَظَهم ، ثم قال : يا معشر النساء ...» وذكر الحديث (1)
.
__________
(1) رواه مسلم رقم (80) في الإيمان ، باب بيان نقصان الإيمان بنقص الطاعات ،
والترمذي رقم (2616) في الإيمان ، باب ما جاء في استكمال الإيمان وزيادته ونقصانه
.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/373) قال : حدثنا سليمان. ومسلم (1/61) قال : حدثنا يحيى بن
أيوب، وقتيبة وابن حجر. والنسائي في الكبرى «الورقة 125» قال : أخبرنا علي بن حجر.
وابن خزيمة (2461) قال : حدثنا علي بن حجر السعدي.
أربعتهم - سليمان بن داود، ويحيى بن أيوب، وقتيبة، وابن حجر - عن إسماعيل بن جعفر،
عن عمرو بن أبي عمرو، عن أبي سعيد المقبري، فذكره.
8483 - (ط) مالك بن أنس -
رحمه الله- بلغه أن عيسى بنَ مريم كان يقول : «لا تُكْثِرُوا الكلام بغيرِ ذِكْرِ
الله ، فَتَقْسوَ قلوبُكم ، فإن القَلْبَ القاسيَ بعيدٌ من الله ، ولكن لا تعلمون
، ولا تنظروا في ذُنُوب الناس كأنَّكم أربابٌ ، وانظروا في ذُنُوبكم كأنكم عبيد ،
فإنما الناسُ مُبْتَلى ومعافى ، فارحَمُوا أهلَ البلاءِ ، واحْمَدوا الله على
العافِيةِ» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 986 بلاغاً في الكلام ، باب ما يكره من الكلام بغير ذكر الله ، وإسناده
معضل ، أقول : وأول الحديث إلى قوله : فإن القلب القاسي بعيد من الله ، ثبت
مرفوعاً عند الترمذي وغيره من حديث ابن عمر رضي الله عنهما .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع.
8484 - () مالك بن أنس -
رحمه الله- أن لقمان قال لابنه : «يا بُنَيَّ إن الناسَ قد تطاول عليهم ما
يُوعَدُون ، وهم إلى الآخرةِ سِرَاعاً يذهَبُون ، وإنَّك قد استدبرتَ الدنيا منذ
كنتَ ، واستَقْبَلتَ الآخرةَ ، وإن داراً تَسِيرُ إليها : أقربُ إليك من دار تخرج
عنها» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين.
8485 - () عروة بن الزبير
أن عمر بن الخطاب قال يوماً في خُطْبَتِهِ : «تعلمون أيُّها الناسُ : أنَّ
الطَمَعَ فَقْرٌ ، وأن اليأسَ غِنى ، وأن المرءَ إذا يئس -[19]- من شيء من أمور
الدنيا استغنى عنه» ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين.
8486 - (خ) أنس بن مالك -
رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلَّى لنا يوماً الصلاةَ ،
ثم رَقِيَ المنبِرَ ، فأشار بيده قِبَلَ قِبْلَةِ المسجدِ ، فقال : أُرِيتُ الآن -
منذُ صلّيتُ لكم الصلاةَ - الجنةَ والنارَ مُمَثَّلَتَيْنِ في قُبُلِ هذا
الجِدَارِ ، فلم أرَ كاليومِ في الخير والشر» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 2 / 193 في صفة الصلاة ، باب رفع البصر إلى الإمام في الصلاة ، وفي المساجد ،
باب عظة الإمام الناس في إتمام الصلاة ، وفي الرقاق ، باب القصد والمداومة على
العمل .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (749) قال : حدثنا محمد بن سنان، قال : حدثنا فليح، قال :
حدثنا هلال بن علي، عن أنس، فذكره.
8487 - (ت) أبو هريرة -
رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما رأيت مثل النار
نام هاربها ، ولا مثل الجنة نام طالبها» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2604) في صفة جهنم ، باب رقم (10) ، وإسناده ضعيف ، وقد أورده السيوطي في
" الجامع الصغير " من رواية الطبراني في " الأوسط " عن أنس ،
وقال المناوي : قال الهيثمي : إسناد الطبراني هذا حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2601) قال : حدثنا سويد. قال : أخبرنا عبد الله، عن يحيى بن عبيد
الله، عن أبيه، فذكره.
(*) قال الترمذي : هذا حديث إنما نعرفه من حديث يحيى بن عبيد الله، ويحيى بن عبيد
الله ضعيف عند أكثر أهل الحديث، تكلم فيه شعبة، ويحيى بن عبيد الله هو ابن موهب،
وهو مدني.
8488 - (ط) أنس بن مالك -
رضي الله عنه - قال : سمعتُ عمرَ بنَ الخطاب - وخرجتُ معه ، حتى إذا دخل حائطاً
فسمعته يقول وبيني وبينَه جدار ، وهو في جوف الحائط - «عمرُ بنُ الخطاب ، أميرُ
المؤمنين ؟ بخٍ بخٍ ، والله يا ابنَ الخطاب لَتَتَّقِيَنَّ الله ، أو
لَيُعَذِّبنَّكَ» أخرجه الموطأ (1) .
-[20]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحائط) البستان ، وقيل : هو الذي يكون محوطاً عليه .
__________
(1) 2 / 992 في الكلام ، باب ما جاء في التقى ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (4/530) عن إسحاق بن عبد الله بن أبي
طلحة، عن أنس، فذكره.
8489 - (ط) عبد الله بن
أبي بكر [بن محمد بن عمرو بن حزم] «أنَّ أبا طلحة الأنصاريَّ كان يصلِّي في حائطه
، فطار دبْسِيٌّ ، فَطَفِقَ يتردَّدُ يلتمس مَخْرَجاً ، فلا يجدُ ، فأعجبه ذلك ،
فَتَبِعَهُ بصره ساعة ، ثم رجع إلى صلاته ، فإذا هو لا يدري كم صلَّى ؟ فقال : لقد
أصابني في مالي هذا فِتْنَة ، فجاء إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فذكر
له الذي أصابه في صلاته ، وقال : يا رسولَ الله ، هو صدقةٌ فَضَعهُ حيث شئتَ»
أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الدُبْسِيُّ) : طائر صغير ، قيل : هو ذكر اليمام .
__________
(1) 1 / 98 في الصلاة ، باب النظر في الصلاة إلى ما يشغلك عنها ، وإسناده منقطع ،
قال ابن عبد البر : هذا الحديث لا أعلمه يروى من غير هذا الوجه ، وهو منقطع .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (1/291) عن عبد الله بن أبي بكر. فذكره.
8490 - (ط) وعنه [عبد
الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم] «أن رجلاً من الأنصار كان يصلي في حائط
له بالقُفِّ - وَادٍ من أودية المدينة - في زمان الثمرِ ، والنخلُ قد ذُلِّلتْ ،
وهي مُطَوَّقة بثمرِها ، فنظر إليها فأعجبته ، ثم رجع إلى صلاته ، فإذا هو لا يدري
كم صلَّى ؟ فقال : لقد أصابني في مالي هذا فتنة ، فجاء عثمانَ - وهو يومئذ خليفة -
فذكر ذلك له ، وقال : هو صدقة ، -[21]- فاجعله في سُبُلِ الخير ، فباعه [عثمانُ]
بخمسين ألفاً ، فَسُمِّيَ ذلك المالُ : الخمسينَ» أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ذُلِّلت) قُرِّبت وأدنيت ، وقيل : هي التي لا تمتنع على طالبها .
__________
(1) 1 / 99 في الصلاة ، باب النظر في الصلاة إلى ما يشغلك عنها ، وإسناده منقطع
أيضاً ، وهو بمعنى الذي قبله .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (1/291) عن عبد الله بن أبي بكر. فذكره.
8491 - () فضالة بن عبيد
- رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «المجاهِدُ مَن
جاهَدَ نفسه» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع أخرجه : رزين ، وقد رواه
الترمذي رقم (1621) في فضائل الجهاد ، باب ما جاء في فضل من مات مرابطاً ، وأحمد
في " المسند " 6 / 20 و 22 ، وإسناده حسن ، وقال الترمذي : وحديث فضالة
حديث حسن صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/20) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال : حدثنا ابن المبارك، عن
حيوة بن شريح. وفي (6/20) قال : حدثنا معاوية بن عمرو، قال : حدثنا رشدين. وفي
(6/22) قال : حدثنا علي بن إسحاق، قال : أخبرنا عبد الله - يعني ابن المبارك - قال
: أخبرنا حيوة بن شريح. وأبو داود (2500) قال : حدثنا سعيد بن منصور، قال : حدثنا
عبد الله بن وهب. والترمذي (1621) قال : حدثنا أحمد بن محمد، قال : أخبرنا عبد
الله بن المبارك، قال : أخبرنا حيوة بن شريح. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف»
(8/11038) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، عن حيوة بن شريح.
ثلاثتهم - حيوة، ورشدين بن سعد، وعبد الله بن وهب - عن أبي هانئ، عن عمرو بن مالك
الجنبي، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة.
وفي المطبوع أخرجه رزين. وقال الترمذي : حديث فضالة حديث حسن صحيح.
الكتاب الثاني : في
المزارعة
قد تقدَّم في «كتاب البيع» - من حرف الباء - أحاديث تتعلَّق بهذا المعنى لاشتراكها
في المعنى مع غيرها ، ونذكر في هذا الكتاب ما يخصُّ المزارعةَ وكِراءَ الأرض
بالغَلَّة والذهب والفضة .
وينقسم هذا الكتاب إلى فصلين
أحدهما في الجواز ، والآخر : في المنع منه
الفصل الأول : في جواز ذلك
8492 - (خ م د ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- «أنَّ رسولَ الله - صلى
الله عليه وسلم- أعطى خَيْبَرَ بشطر ما يخرج منها من ثمر أو زَرْع ، فكان يُعِطي
أزواجه كُلَّ سنةٍ مائةَ وَسْق ، وثمانين وَسْقاً من تمْر ، وعشرين وَسْقاً من
شعير ، فلما وَلِيَ عمرُ ، وقُسِمَ خَيْبُر ، خيَّر أزواجَ النَّبيِّ - صلى الله
عليه وسلم- أن يُقْطِعَ لَهُنَّ الأرضَ والماءَ ، أوَ يَضْمنَ لَهُنَّ الأوساق في
كل عام ، فاخْتَلَفنَ ، فمنهن مَن اختار -[23]- الأرضَ والماءَ ، ومنهنَّ من اختار
الأوساق كُلَّ عام ، فكانت عائشةُ وحفصةُ ممن اختارتا الأرضَ والماءَ» . أخرجه
البخاري ومسلم.
وأخرج البخاري طرفاً «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أعطى خَيبر اليهودَ :
أنْ يعملُوها ويْزَرَعُوها ، ولهم شطْرُ ما يخرُجُ منها» .
وفي رواية لمسلم قال : «لما افتُتحتْ خَيبرُ : سألَتْ يهودُ رسولَ الله - صلى الله
عليه وسلم- أن يُقِرَّهم فيها ، على أن يعملوا على نصف ما يخرج منها من الثمر
والزرع ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أُقِرُّكم فيها على ذلك ما شئنا
، قال : وكان الثمر يُقْسَمُ على السُّهمان من نصف خيبر ، فيأخذُ رسولُ الله - صلى
الله عليه وسلم- الخمس» .
وله في أخرى «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- دفع إلى يهودِ خيبرَ نخلَ
خيبر وأرَضها ، على أن يعتملوها من أموالهم ، ولرسول الله - صلى الله عليه وسلم-
شَطْرُ ثمرها» .
وأخرج الترمذي وأبو داود الرواية الأولى «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-
عامَلَ [أهْلَ] خيبرَ بشطرِ ما يخرج منها من زَرْعٍ أو ثَمَر» .
وأَخرج أبو داود والنسائي الرواية الآخرة (1) .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 10 و 11 في المزارعة ، باب المزارعة بالشطر ونحوه ، وباب إذا
لم يشترط السنين في المزارعة ، وباب المزارعة مع اليهود ، وفي الإجارة ، باب إذا
استأجر أرضاً فمات أحدهما ، وفي الشركة ، باب مشاركة الذمي والمشركين في المزارعة
، وفي الشروط ، باب الشروط في المعاملة ، وفي المغازي ، باب معاملة النبي صلى الله
عليه وسلم أهل خيبر ، ومسلم رقم (1551) في المساقاة ، باب المساقاة والمعاملة بجزء
من الثمر والزرع ، وأبو داود رقم (3408) و (3409) في البيوع ، باب في المساقاة ،
والترمذي رقم (1383) في الأحكام ، باب ما ذكر في المزارعة ، والنسائي 7 / 53 في
المزارعة ، باب اختلاف الألفاظ المأثورة في المزارعة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/17) (4663) قال : حدثنا يحيى. وفي (2/22) (4732) قال : حدثنا
ابن نمير. وفي (2/37) (4946) قال : حدثنا حماد بن أسامة. والدارمي (2617) قال :
حدثنا مسدد، قال : حدثنا يحيى. والبخاري (3/137) قال : حدثنا إبراهيم بن المنذر،
قال : حدثنا أنس بن عياض. وفي (3/138) قال : حدثنا مسدد، قال : حدثنا يحيى بن
سعيد. وفي (3/138) قال : حدثنا محمد بن مقاتل، قال : أخبرنا عبد الله. ومسلم
(5/26) قال : حدثنا أحمد بن حنبل، وزهير بن حرب، قالا : حدثنا يحيى - وهو القطان
-. (ح) وحدثني علي بن حجر السعدي، قال : حدثنا علي - وهو ابن مسهر -. (ح) وحدثنا
ابن نمير، قال : حدثنا أبي. وأبو داود (3408) قال : حدثنا أحمد بن حنبل، قال :
حدثنا يحيى. وابن ماجة (2467) قال : حدثنا محمد بن الصباح، وسهل بن أبي سهل،
وإسحاق بن منصور، قالوا : حدثنا يحيى بن سعيد القطان. والترمذي (1383) قال : حدثنا
إسحاق بن منصور، قال : أخبرنا يحيى بن سعيد. ستتهم - يحيى بن سعيد القطان، وابن
نمير، وحماد بن أسامة، وأنس بن عياض، وعبد الله بن المبارك، وعلي بن مسهر - عن
عبيد الله بن عمر.
2 - وأخرجه أحمد (2/157) (6469) قال : حدثنا حماد بن خالد، عن عبد الله.
3- وأخرجه البخاري (3/123 و 184 و 249 و 5/179) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل، قال
: حدثنا جويرية بن أسماء.
4 - وأخرجه مسلم (5/26) قال : حدثني أبو الطاهر. وأبو داودد (3008) قال : حدثنا
سليمان بن داود المهري. كلاهما - أبو الطاهر، وسليمان بن داود - عن عبد الله بن
وهب، قال : أخبرني أسامة بن زيد الليثي.
5- وأخرجه مسلم (5/27) قال : حدثنا ابن رمح. وأبو داود (3409) قال : حدثنا قتيبة
بن سعيد. والنسائي (7/53) قال : أخبرنا قتيبة. (ح) وأخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله
بن عبد الحكم، قال : حدثنا شعيب بن الليث. ثلاثتهم - ابن رمح، وقتيبة، وشعيب بن
الليث - عن الليث بن سعد، عن محمد بن عبد الرحمن - يعني ابن غنج -.
خمستهم - عبيد الله بن عمر، وعبد الله بن عمر، وجويرية بن أسماء، وأسامة بن زيد،
ومحمد بن عبد الرحمن - عن نافع، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة، وألفاظها متقاربة.
وأخرجه أحمد (2/30) (4854) قال : حدثنا يزيد بن هارون، قال : أخبرنا الحجاج بن
أرطاة، عن نافع، فذكره.
8493 - (د) عبد الله بن
عباس - رضي الله عنهما- قال : «لمَّا افتتح رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-
خيبرَ ؛ اشترط عليهم - حين حاصرهم - أنَّ له الأرضَ وكُلَّ صَفْراءَ وبيضاءَ ، قال
أهلُ خيبرَ : نحن أعلم بالأرض منكم ، فَأعْطِناها على أنَّ لكم نِصْفَ الثمرة ،
ولنا نصفها فزعم أنَّه أعطاهم على ذلك ، فلما كان حين يُصْرَم النخلُ ، بعث إليهم
عبد الله بنَ رَوَاحة ، فحزَر عليهم النخل- وهو الذي يُسَميه أهلُ المدينة الْخَرص
- فقال : في ذِهْ كذا وكذا ، فقالوا : أكثرتَ علينا يا ابنَ رَوَاحةَ ، قال : فأنا
ألِيَّ حَزْرَ النخل ، وأُعطيكم نصف الذي قلتُ ، قالوا : هذا هو الحقُّ الذي تقوم
به السماءُ والأرضُ ، وقد رضينا أن نأخذَ بالذي قلتَ» .
وفي رواية بمعناه ، وفيه - بعد قوله : «صفراءَ وبيضَاءَ» - «يعني الذهبَ والفضةَ»
. وفي أخرى قال : «فَحَزرَ النخل ، قال : فأنا إلِيَّ جَزَازَ النخلِ ، وأُعطيكم
نصفَ الذي قلتُ» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(صفراء وبيضاء) الصفراء : الذهب ، والبيضاء : الفضة .
(يصرم) صَرْم النخل ، وصِرامها : قطف الثمار . -[25]-
(جزاز) : جداد النخل بالدالين المهملتين : قطف الثمار ، وهو المعروف ، والذي قد
جاء في هذا الحديث : بالزاي المعجمة ، وإن صحت الرواية فيكون من الجزّ ، وهو قصُّ
الشعر والصوف من الغنم ونحوه .
__________
(1) رقم (3410) و (3411) و (3412) في البيوع ، باب في المساقاة ، وهو حديث صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه أحمد (1/250) (2255) قال : حدثنا سريج بن النعمان. وابن ماجة (2468)
قال: حدثنا إسماعيل بن توبة. كلاهما - سريج، وإسماعيل - قالا : حدثنا هشيم، عن ابن
أبي ليلى، عن الحكم بن عتيبة.
2 - وأخرجه أبو داود (3410) قال : حدثنا أيوب بن محمد الرقي، قال : حدثنا عمر بن
أيوب. وفي (3411) قال : حدثنا علي بن سهل الرملي، قال : حدثنا زيد بن أبي الزرقاء.
وابن ماجة (1820) قال : حدثنا موسى بن مروان الرقي، قال : حدثنا عمر بن أيوب.
كلاهما - عمر بن أيوب، وزيد بن أبي الزرقاء- عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران.
كلاهما - الحكم، وميمون - عن مقسم، فذكره.
رواية الحكم مختصرة على : «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعطى خيبر أهلها على
النصف، نخلها وأرضها» .
(*) أخرجه أبو داود (3412) قال : حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، قال : حدثنا كثير
- يعني ابن هشام- عن جعفر بن برقان، قال : حدثنا ميمون، عن مقسم، أن النبي -صلى
الله عليه وسلم- حين افتتح خيبر، فذكره مرسلا ليس فيه «ابن عباس» .
8494 - (س) عبد الله بن
عمر - رضي الله عنهما- كان يقول : «كانت المَزَارعُ تُكرَى على عهدِ رسولِ الله -
صلى الله عليه وسلم- : أنَّ لرب الأرض ما على ربيع السّاقي من الزرع ، وطائفةً من
التّبْن ، لا أدري كم هو ؟» أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الربيع) : النهر الصغير ، وجمعه أربعاء ، مثل : نصيب وأنصباء ، وإضافته إلى
الساقي : من إضافة الموصوف إلى الصفة ، أي : النهر الذي يَسقي الزرع ، ووجه الحديث
: أنهم كانوا يُكرُون الأرض بشيء معلوم ، ويشترطون بعد ذلك على مكتريها ما ينبت
على الأنهار ، والتبنَ .
__________
(1) 7 / 53 في المزارعة ، باب اختلاف الألفاظ المأثورة في المزارعة ، وهو حديث حسن
.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (7/53) قال : أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، قال :
حدثنا شعيب بن الليث، عن أبيه، عن محمد بن عبد الرحمن، عن نافع، فذكره.
(*) حديث سالم بن عبد الله بن عمر، أن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما -قال :
«كنت أعلم في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن الأرض تكرى، ثم خشي عبد الله
أن يكون النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أحدث في ذلك شيئا، لم يكن يعلمه، فترك كراء
الأرض» .
8495 - (ط) محمد بن شهاب
- رحمه الله- «سأل سالمَ بنَ عبد الله عن كِرَاءِ المزارع ؟ فقال : لا بأس بها
بالذهب والوَرِقِ ، قال ابن شهابِ : فقلت له : أرأيتَ [الحديثَ] الذي يُذْكَر عن
رِافع بنِ خَديج ؟ فقال : أكَثرَ رافِع ، ولو كانت لي مزرعة أكريتُها» أخرجه
الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 711 في كراء الأرض ، باب ما جاء في كراء الأرض ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (3/472) عن ابن شهاب، فذكره.
8496 - (ط) مالك بن أنس -
رحمه الله- بلغهُ «أنَّ عبد الرحمن بنَ عوف تكارى أرضاً ، فلم تزل في يديه
بِكِرَاء حتى مات ، قال ابنه : فما كنتُ أُراها إلا لنا ، من طُول ما مكَثَتْ في
يديه ، حتى ذكرها لنا عند موته فأمَرنَا بقَضاء شيء كان عليه من كرائها ذهب أو
ورق» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) بلاغاً 2 / 712 في كراء الأرض ، باب ما جاء في كراء الأرض ، وإسناده منقطع .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك بلاغا عن عبد الرحمن بن عوف في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (3/473) .
8497 - (د ت س) عمرو بن
دينار - رحمه الله- قال : سمعتُ ابنَ عمر يقول : «ما كُنَّا نرى بالمزارعةِ بأساً
، حتى سمعتُ رافعَ بنَ خَديج يقول : إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى
عنه ، فذكرتهُ لِطَاوُس ، فقال : قال ابنُ عباس : إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه
وسلم- لم يَنْهَ عنها ، ولكن قال : لِيَمْنَحْ أحدُكم أرَضه أخاه خيرٌ له من أن
يأخذ خَرْجاً معلوماً» .
أخرجه أبو داود ، وأخرج الترمذي المسند منه فقط .
وفي رواية النسائي : قال مجاهد : «أخذتُ بيد طاوس حتى أدخلتُه على ابنِ رافعِ بنِ
خَديج ، فحدَّثه عن أبيه عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- : أنَّه نهى عن كراء
الأرض ، فأبى طاوس ، فقال : سمعتُ ابنَ عباس لا يرى بذلك بأساً» (1) . -[27]-
وفي رواية ذكرها رزين قال : قلتُ لطاوس : «لو تركتَ المخابرةَ ، فإنَّهم يزعمون
أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عنه ، فقال لي : أي عمرو ، فإني
أُعِينُهم ، وإنَّ أَعَلَمهم - يعني ابنَ عباس - أخبرني أنَّ رسولَ الله - صلى
الله عليه وسلم- لم يَنْهَ عنه ، ولكنْ قال : إنْ يمنحْ أحدُكم أخاه خيرٌ له من أن
يأخذَ خرْجاً معلوماً» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خَرجاً) الخَرْج والخراج : معروف .
(المخابرة) : المزارعة على نصيب معيَّن ، ويقال : إن أصله من خيبر ، لأن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم- أقرَّ خيبر في يد أهلها من النصف من ثمارها وزرعهم ، فقيل :
خابرهم ، أي : عاملهم في خيبر .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3389) في البيوع ، باب في المزارعة ، والترمذي رقم (1385)
في الأحكام ، باب من المزارعة ، والنسائي 7 / 34 و 35 في المزارعة ، باب النهي عن
كراء الأرض بالثلث والربع ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .
(2) هذه الرواية هي عند البخاري 5 / 11 في الحرث والمزارعة ، باب إذا لم يشترط
السنين في المزارعة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه الحميدي (405) . وأحمد (2/11) و (3/463) و (4/142) . ومسلم (5/21) قال:
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وابن ماجة (2450) قال : حدثنا هشام بن عمار، ومحمد بن
الصباح. خمستهم - الحميدي، وأحمد، وأبو بكر، وهشام، وابن الصباح - قالوا : حدثنا
سفيان «ابن عيينة» .
2 - وأخرجه أحمد (1/234) قال : حدثنا وكيع. ومسلم (5/21) قال : حدثنا إسحاق بن
إبراهيم، قال: أخبرنا وكيع. وأبو داود (3389) قال : حدثنا محمد بن كثير. والنسائي
(7/48) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال : أنبأنا وكيع. كلاهما -
وكيع، ومحمد بن كثير - قال وكيع : حدثنا، وقال محمد : أخبرنا سفيان «الثوري» .
3 - وأخرجه أحمد (3/465) . ومسلم (5/21) قال : حدثني علي بن حجر، وإبراهيم بن
دينار. ثلاثتهم - أحمد، وابن حجر، وإبراهيم - قالوا : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم -
هو ابن علية - قال : أخبرنا أيوب.
4 - وأخرجه مسلم (5/21) قال : حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو الربيع العتكي. والنسائي
(7/48) قال : أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي. ثلاثتهم - يحيى بن يحيى، وأبو الربيع،
وابن عربي - عن حماد بن زيد.
5- أخرجه النسائي (7/48) قال : أخبرنا عبد الرحمن بن خالد، قال :حدثنا حجاج، قال
:قال ابن جريج.
خمستهم - ابن عيينة، والثوري، وأيوب، وحماد، وابن جريج - عن عمرو بن دينار، فذكره.
8498 - (د س) عروة بن
الزبير - رحمه الله- قال : قال زيدُ بنُ ثابت : «يَغْفِرُ الله لرافعِ بن خَديج ،
أنا والله أعلم بالحديث منه ، إنما أتاه رجُلان من الأنصار قد اقتتلا ، فقال رسولُ
الله - صلى الله عليه وسلم- : إنْ كان هذا شأنُكم فلا تُكْرُوا المزارعَ ،
فَسَمِعَ قوله : لا تُكْرُوا المزارعَ» أخرجه أبو داود والنسائي (1) . -[28]-
وفي رواية ذكرها رزين عن هشام بن عروة عن أبيه قال : «لم يَنْهَ رسولُ الله - صلى
الله عليه وسلم- عن المخابرة ، قال هشام : فسمع ذلك رافعُ بنُ خَدِيج ، فقال : نهى
عنه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال عروةُ وزيدُ بن ثابت لرافع : إنما
أتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- رجلان. وذكر الحديث» .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3390) في البيوع ، باب في المزارعة ، والنسائي 7 / 50 في
المزارعة ، باب النهي عن كراء الأرض بالثلث والربع ، وفي سنده الوليد بن أبي
الوليد ، وهو لين الحديث ، كما قال الحافظ في " التقريب " .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/182 و 187) قال : حدثنا إسماعيل. وأبو داود (3390) قال : حدثنا أبو
بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا ابن علية (ح) وحدثنا مسدد، قال : حدثنا بشر. وابن
ماجة (2461) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال : حدثنا إسماعيل بن علية.
والنسائي (7/50) قال : أخبرنا الحسين بن محمد، قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم.
وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (3730) عن إسماعيل بن مسعود، عن بشر بن المفضل. (ح) وعن
عمرو بن علي، عن يزيد بن زريع.
ثلاثتهم - إسماعيل بن إبراهيم بن علية، وبشر بن المفضل، ويزيد - عن عبد الرحمن بن
إسحاق، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار، عن الوليد بن أبي الوليد، عن عروة بن
الزبير، فذكره.
(*) روايتا النسائي في الكبرى، قال : «الوليد بن الوليد» .
8499 - (خ) أبو هريرة -
رضي الله عنه - قال : قالت الأنصار للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- : «اقسم بيننا
وبين إخواننا النخيلَ ، قال : لا ، فقالوا : تَكْفُونا المؤونةُ ونشْرَككم في
الثمرة ؟ فقالوا : سمعنا وأطعنا» .
وفي رواية : قالت الأنصار : «اقسم بيننا وبينهم النخلَ...» وذكره ، ولم يذكر فيه
النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 5 / 6 و 7 في المزارعة ، باب إذا قال : اكفني مؤونة النخل أو غيره وتشركني في
الثمر ، وفي الشروط ، باب الشروط في المعاملة ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم ، باب إخاء النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (3/136 و 249) . وفي «الأدب المفرد» (561) قال : حدثنا أبو
اليمان «الحكم بن نافع» . قال : أخبرنا شعيب. وفي (5/39) قال : حدثنا الصلت بن محمد
أبو همام. قال : سمعت المغيرة بن عبد الرحمن. والنسائي في «فضائل الصحابة» (216)
قال : أخبرنا أحمد بن حفص. قال : حدثنا أبي. قال : حدثني إبراهيم، عن موسى. وفي
الكبرى «تحفة الأشراف» (10/13738) عن عمران بن بكار، عن علي بن عياش، عن شعيب.
ثلاثتهم - شعيب بن أبي حمزة، والمغيرة، وموسى بن عقبة - عن أبي الزناد، عن الأعرج،
فذكره.
8500 - (خ س) عبد الله بن
عباس - رضي الله عنهما- قال : «إن أمْثَلَ ما أنتم صانعون : أن يُؤَاجِرَ أحدُكم
أرَضهُ بالذهب والوَرقِ» .
أخرجه النسائي ، وأخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .
__________
(1) رواه النسائي 7 / 53 في المزارعة ، باب اختلاف الألفاظ المأثورة في المزارعة ،
وإسناده صحيح ورواه البخاري تعليقاً 5 / 19 في المزارعة ، باب كراء الأرض بالذهب
والفضة ، وقد وصله النسائي كما تقدم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في كتاب المزارعة، باب كراء الأرض بالذهب والفضة. (5/31) .
وأخرجه النسائي (7/53) حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال : حدثنا المعتمر، قال : سمعت
معمرا، عن عبد الكريم الجزري، قال : قال سعيد بن جبير، فذكره.
8501 - (س) حنظلة بن قيس
- رضي الله عنه - قال : «سألتُ رافعَ -[29]- ابنَ خَديج عن كِرَاءِ الأرض البيضاء
بالذهبِ والفضةِ ؟ فقال : حلال لا بأس به ، ذلك فرضُ الأرض» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 7 / 44 في المزارعة ، باب النهي عن كراء الأرض بالثلث والربع ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (7/44) قال : أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي في حديثه، عن حماد بن
زيد، عن يحيى بن سعيد، عن حنظلة بن قيس، فذكره.
8502 - (خ) قيس بن مسلم -
رحمه الله- عن أبي جعفر ، قال : «ما كان بالمدينة أهلُ بيتِ هجرة إلا يزارعون على
الثلث والربع ، وزارع عليّ ، وسعد بن مالك ، وابنُ مسعود» .
وعن القاسم وعروة مثله ، وزاد : «وآلُ أبي بكر ، وآلُ عثمان ، وآلُ عليّ ، وابنُ
سيرينَ» أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .
__________
(1) تعليقاً 5 / 8 في المزارعة ، باب المزارعة بالشطر ونحوه ، قال الحافظ في
" الفتح " : وهذا الأثر وصله عبد الرزاق قال : أخبرنا الثوري ، قال :
أخبرنا قيس بن مسلم به .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في كتاب المزارعة باب المزارعة بالشطر ونحوه. (5/13) .
8503 - () عبد الرحمن بن
الأسود قال : «كنت أُشَارِكُ عبد الرحمن بنَ يزيد في الزراعةِ ، وعَامَلَ عمرُ
الناسَ على : إنْ جاء عمرُ بالبَذْر من عنده : فله الشَّطْرُ ، وإن جاؤوا بالبَذر
: فلهم كذا» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه البخاري ، وقد رواه
البخاري 5 / 9 في المزارعة ، باب المزارعة بالشطر ونحو، قال الحافظ في "
الفتح " : وصله ابن أبي شيبة ، وروى النسائي من طريق أبي إسحاق عبد الرحمن بن
الأسود قال : كان عماي يزارعان بالثلث والربع وأنا شريكهما ، وعلقمة والأسود
يعلمان فلا يغيران .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في كتاب المزارعة باب المزارعة بالشطر ونحوه (5/13) وقال
الحافظ : وصله ابن أبي شيبة، والنسائي من طريق إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود،
فذكره.
الفصل الثاني : في المنع
من ذلك
8504 - (خ م د س) رافع بن خديج - رضي الله عنه - قال : أتاني ظُهَير فقال : «لقد
نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن أمر كان بنا رافقاً ، فقلتُ : وما ذاك ؟
ما قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فهو حقٌّ ، قال : سألني كيف تصنعون
بمحاقلكم ؟ فقلتُ : نؤاجرها يا رسولَ الله على الربيع ، أو الأوسق من التمر أو الشعير
قال : فلا تفعلوا ، ازرعوها ، أو أَزْرِعوها ، أو أمسكوها» .
زاد في رواية «قال رافع : قلتُ : سمعاً وطاعة» .
وفي رواية عن رافع أنَّ عَمَّيه - وكانا قد شهدا بدراً - أخبراه «أنَّ رسولَ الله
- صلى الله عليه وسلم- نهى عن كِراءِ المزارع» .
قال الزهريُّ : قلتُ لسالم : فَتُكْرِيها أنتَ ؟ قال : رافع أكثرَ على نفسه .
وفي أخرى : قال الزهريُّ : أخبرني سالم «أنَّ عبد الله بنَ عمر : كان يُكْرِي أرضه
، حتى بلغه أنَّ رافعَ بنَ خَديج كان ينهى عن كِراءِ الأرضِ ، فلقيه عبد الله ،
فقال : يا ابنَ خَديج ، ماذا تُحَدِّثُ عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في
كراءِ الأرض ؟ فقال رافع لعبد الله : سمعتُ عَمَّيَّ - وكانا قد شهدا بدراً -[31]-
يحدِّثان أهلَ الدار : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن كِراءِ
الأرضِ ، قال عبد الله : لقد كنتُ أعْلَمُ في عهد رسولِ الله - صلى الله عليه
وسلم- أنَّ الأرض تُكْرَى ، ثم خَشِيَ عبد الله أن يكون رسولُ الله - صلى الله
عليه وسلم- أحدث في ذلك شيئاً لم يكن عَلمه ، فترك كراء الأرض» أخرجه البخاري
ومسلم .
وللبخاري : قال رافع : «حدَّثني عَمَّاي أنَّهما كانا يُكْريان الأرض على عهد رسول
الله - صلى الله عليه وسلم- بما يَنْبُتُ على الأربعاءِ ، أو بشيء يستثنيه صاحب
الأرض ، قالا : فنهانا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- عن ذلك ، قال : فقلتُ لرافع
: كيف هي بالدينار والدرهم ؟ قال رافع : ليس بها بأس بالدينار والدرهم ، وكان الذي
نهي عن ذلك : ما لو نظر فيه ذوو الفهم بالحلال والحرام لم يُجِيزوُه ، لما فيه من
المُخَاطَرَةِ» .
وأخرج أبو داود والنسائي الرواية الثالثة ، التي عن الزهري بطولها ، وأخرج النسائي
الأولى والآخرة ، وقال في رواية أخرى - غير الأولى - عن رافع ، ولم يذكر ظُهَير بن
رافع ، وقال «ازرعوها ، أو أَعِيرُوها أو أَمْسِكوها» (1) .
-[32]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحقل) : القَراح من الأرض ، وهي الطيِّبة التربة ، الصالحة للزراعة ، ومنه
حَقَلَ يَحقِل : إذا زرع ، والمحاقل : مواضع الزراعة ، كما أن المزارع مواضعها
أيضاً ، والمحاقلة : مفاعلة من ذلك ، وهي المزارعة بالثلث ، أو الربع ، أو نحو ذلك
، وقيل : هي إكراء الأرض بمقدار من الثمر ، وقيل : هي بيع الطعام في سنبله ، وقيل
: هي بيع الزرع قبل إدراكه .
(نُؤاجر) نفاعل من الإجارة .
(الأوسق) وجمع وَسْق ، وهو ستون صاعاً .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 17 في الحرث والمزارعة ، باب ما كان أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم يواسي بعضهم بعضاً في الزراعة والثمرة ، وباب كراء الأرض بالذهب والفضة
، ومسلم رقم (1548) في البيوع ، باب كراء الأرض بالطعام ، وأبو داود رقم (3394) في
البيوع ، باب التشديد في المزارعة ، والنسائي 7 / 44 و 49 في المزارعة ، باب النهي
عن كراء الأرض بالثلث والربع .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (3/141) قال : حدثنا محمد بن مقاتل، قال : أخبرنا عبد الله.
ومسلم (5/23) قال : حدثني إسحاق بن منصور، قال : أخبرنا أبو مسهر، قال : حدثني
يحيى بن حمزة. وابن ماجة (2459) قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، قال :
حدثنا الوليد بن مسلم. والنسائي (7/49) قال : أخبرنا هشام بن عمار، قال : حدثنا
يحيى بن حمزة.
ثلاثتهم - عبد الله، ويحيى، والوليد - عن الأوزاعي، عن أبي النجاشي. مولى رافع بن
خديج، قال : سمعت رافع بن خديج، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (4/168) قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا سعيد بن أبي عروبة،
عن قتادة، عن يعلى بن حكيم، عن سليمان بن يسار، عن رافع بن خديج، قال : «كنا نحاقل
على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، على الثلث، أو الربع، أو طعام مسمى. قال
: فأتانا بعض عمومتي. فقال» ....الحديث نحو حديث الأوزاعي، قال قتادة : وهو ظهير.
8505 - (خ م ط ت د س)
رافع بن خديج قال : «كُنَّا أكثرَ الأنصار حَقْلاً ، فكُنَّا نُكْري الأرضَ على
أنَّ لنا هذه ، ولهم هذه ، فربما أخرجت هذه ، ولم تُخْرِجْ هذه ، فنهانا عن ذلك ،
فأمَّا الوِرقُ فلم ينهنا» .
زاد في رواية : «فأما الذهب والوَرِقُ ، فلم يكَن يومئذ» .
وفي رواية عن نافع «أنَّ ابنَ عُمَرَ كان يُكْري مزارعه على عهد رسول الله - صلى
الله عليه وسلم- ، وفي إمارة أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وصدراً من خلافة معاوية ،
حتى بلغه في آخر خلافة معاوية : أنَّ رافعَ بنَ خَدِيج يحدث فيها بنَهْيٍ عن
النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، فدخل عليه وأَنا معه ، فسأله ؟ فقال : كان رسولُ
الله -[33]- صلى الله عليه وسلم- نهى عن كرَاءِ المزارع ، فتركها ابنُ عُمَرَ ،
وكان إذا سُئِل عنها بعدُ ، قال : زعَمَ ابنُ خَديج أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه
وسلم- نهى عنها» أخرجه البخاري ومسلم .
ولمسلم : أن حَنْظَلَةَ بنَ قَيْس قال : «سألتُ رافعَ بنَ خَدَيج عنَ كِرَاءِ
الأرضِ بالذَّهَب والوَرِقِ ؟ فقال : لا بأس به ، إنما كان الناسُ يؤاجِرُون على
عهد رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بما على الماذِيانات وأقبال الجداول ،
وأشياءَ من الزرع ، فَيهْلِكُ هذا ويَسْلَمُ هذا ، ويَسْلَمُ هذا ويَهِلكُ هذا ،
ولم يكن للناس كِرَاءٌ إلا هذا ، فلذلك زَجَرَ عنه ، فأما شِيء معلوم مضمون ، فلا
بأس به» .
وقد أخرجا النهي عن كراء المزارع عن نافع عن رافع مرفوعاً .
ولمسلم أيضاً : قال ابنُ عُمَرَ : «كُنَّا لا نرى بالخِبْر بأساً ، حتى كان عامَ
أولَ ، فزعم رافع : أنَّ نبي الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عنه ، فتركناه من
أجله» .
وفي أخرى له : «لقد مَنَعَنَا رافع نَفْعَ أرضنا» .
وله في أخرى عن رافع عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بنحو حديث ظُهَير ، ولم
يذكر في الرواية ظُهَيْراً .
ورواه أيضاً عن رافع ، ولم يقل : «عن بعض عمومته» .
وفي أخرى عنه عن بعض عمومته ، وقال فيه : «نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
عن أمر كان لنا نَافِعاً ، وطواعيةُ الله ورسوله أنْفَعُ لنا ، نهانا أن نُحَاقِلَ
الأرض ، فنُكْريها على الثُّلُثِ ، والرُّبُع ، والطعامِ المسَمى ، وأمَرَ -[34]-
ربَّ الأرض أن يَزْرَعها ، أو يُزْرِعها ، وكره كِرَاءها ، وما سوى ذلك» .
وفي رواية الموطأ عن رافع «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن كِرَاءِ
المزارع ، قال حَنْظَلةُ بنُ قيس : فسألتُ رافعَ بنَ خَديِج : بالذهب والورق ؟
فقال : أما الذَّهُب والوَرِقُ ، فلا بأس به» .
وفي رواية الترمذي قال رافع : «نهانا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن أمر كان
نافِعاً ، إذا كانت لأحَدِنا أرض : أن يُعْطِيَها ببعض خَراجها ، أو بدراهم ، وقال
: إذا كانت لأحدكم أرض فَلْيَمْنَحهَا أخَاهُ ، أو لِيَزْرَعْهَا» .
وفي رواية أبي داود مثل الرواية الأولى لمسلم وفي رواية الموطأ .
وله في أخرى قال : «كنا نُخَابِرُ على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فذكر
أن بعضَ عمومِته أتاه ، فقال : نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن أمرِ كان
لنا نافعاً ، وطواعِيةُ الله ورسولِه أنفعُ لنا [وأنفع] ، قال : قلنا : وما ذاك ؟
قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : مَنْ كانت له أرض فَلْيَزْرَعْها ،
أو ليُزْرِعْها أخاه ، ولا يُكاريِها بِثُلُث ولا برُبُع ، ولا بطعام مُسَمَّى» .
وفي أخرى عن رافع قال : «جاءنا أبو رافع من عندِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-
فقال : نهانا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن أمر كان يرفُق بنا ، وطاعةُ
الله وطاعةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أرفَقُ بنا ، نهانا أن يَزْرَعَ
أحدُنا إلا أرضاً يملك رقبتها ، أو مَنِيحة يمنحُها رجل» . -[35]-
وفي أخرى : قال أُسَيْدُ بنُ ظُهَيْر «جاءنا رافعُ بنُ خَديج ، فقال : إنَّ رسولَ
الله - صلى الله عليه وسلم- ينهاكم عن أمر كان لكم نافِعاً ، وطاعة رسول الله -
صلى الله عليه وسلم- أنفع لكم ، إن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ينهاكم عن
الحَقْل ، وقال : مَنِ استغنى عن أرضه فليمنحها أخاه ، أو لِيَدَعْ» .
وفي أخرى : قال أبو جعفر الخَطْميُّ : «بعثني عَمي - أنا وغلاماً له - إلى سعيد
بنِ المسيب ، قال : قلنا له : شيء بَلَغَنا عنك في المزارعة ؟ قال : كان ابنُ عمر
لا يرى بها بأساً ، حتى بلغه عن رافع بنِ خَديِج حديث ، فأتاه ، فأخبره رافع :
أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أتى بني حارثةَ ، فرأى زَرْعاً في أرض
ظُهَيْر ، فقال : ما أحسنَ زَرْعَ ظُهَيْر! قالوا : ليس لظهير ، قال : أليسَ أرض
ظُهَيْر ؟ قالوا : بلى ، ولكنه زَرعُ فلان ، قال : فخذوا زَرْعَكم ورُدُّوا عليه
النفقةَ ، قال رافع : فأخذنا زَرعَنا ورَددنا إليه النفقةَ» قال سعيد : «أفْقِرْ
أخاك ، أو أكْره بالدراهم» .
وفي أخرى : قال رافع : «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن المحاقَلَةِ
والمزابَنِةَ وقال : إنما يَزْرَعُ ثلاثة : رجل له أرض ، فهو يزرعها ، ورجل مُنِحَ
أرضاً فهو يزرع ما مُنح ، ورُجلٌ استكرى أرضاً بذهب أو فضة» .
وفي أخرى : عن عثمان بن سهل بن رافع بن خَديج قال : «إني ليتيم في حَجْر رافع ،
وحَججت معه ، فجاءه أَخي عمران بن سهل ، فقال : أكْرَينا -[36]- أرضنا فلانة
بمائتي درهم ؟ فقال : دَعهُ ، فإن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- نهى عن كِرَاءِ
الأرضِ» .
وفي أخرى عن رافع «أنه زرع أرضاً ، فمرَّ به النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وهو
يسقيها فسأله : لمنِ الزرعُ ؟ ولمن الأرض ؟ فقال : زرعي بَبذْرِي وعَمَلي ، لي
الشَّطْر ولبني فلان الشَّطرُ ، فقال : أرَبيْتُما ، فَرُدَّ الأرضَ على أهلها ،
وخُذْ نفقتكَ» .
وفي رواية النسائي عن أُسَيْد بنِ ظُهَيْر قال : «جاءنا رافعُ بنْ خَدِيج ، فقال :
إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهاكم عن الحَقْلِ ، والحقل : الثُّلُثُ
والرُّبعُ ، وعن المزابنةِ ، والمزابنةُ : شِراءُ ما في رؤوس النخل بكذا وكذا
وَسقاً من تَمْر» .
وفي أخرى : قال : أتانا رافعُ بنُ خَدِيج ، فقال : «نهانا رسولُ الله - صلى الله
عليه وسلم- عن أمر كان لنا نافعاً ، وطاعةُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- خيرٌ
لكم ، نهاكم عن الحَقل ، وقال : مَنْ كانت له أرض فليمنحْها أَخاه ، أو لِيَدَعْها
، ونهاكم عن المزابنةِ ، والمزابنة : الرجل يكون له المال العظيم من النخل ، فيجيء
الرجلُ ، فيأخذها بكذا وكذا وَسقاً من تمر» .
وفي أخرى قال : «أتى علينا رافعُ بنُ خَديِج ، فقال ولم أفهم ، فقال : إنَّ رسولَ
الله - صلى الله عليه وسلم- نهاكم عن أمر كان ينفعكم ، وطاعةُ رسولِ الله - صلى
الله عليه وسلم-[خيرٌ لكم] مما ينفعكم ، نهاكم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-
عن الحقلِ ، والحقلُ : المزارعة بالثُّلُثِ والرُّبعِ ، فمن كان له أرض فاستغنى
عنها فليمنحْها أخاه ، أو لِيَدَعْ ، -[37]- ونهاكم عن المزابنةِ ، والمزابنةُ :
الرجل يجيء إلى النخل الكثير بالمال العظيم ، فيقول : هذه بكذا وكذا وَسقاً من تمر
ذلك العام» .
وفي أخرى : قال : قال رافع : «نهاكم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن أمر كان
لكم نافعاً ، وطاعةُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أنفع لنا ، قال : مَنْ كانت
له أرض فليَزرْعها ، فإن عَجَزَ عنها فليُزْرِعها أخاه» .
وفي أخرى : «نهانا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن أمر كان لنا نافعاً ،
وأمْرُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- على الرأس والعَين ، نهانا أن
نَتَقَبَّلَ الأرض ببعض خراجها» .
وفي أخرى : قال : «مَرَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- على أرض رَجُلٍ من الأنصار
قد عَرَف أنه محتاج ، فقال : لمن هذه الأرض ؟ قال : لفلان ، أعطانيها بالأجر ، قال
: لو منحها أخاه ؟ فأتى رافِع الأنصارَ ، فقال : إن رسولَ الله - صلى الله عليه
وسلم- نهاكم عن أمر كان لكم نافعاً ، وطاعةُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-
أنفعُ لكم» .
وفي أخرى مختصراً قال : «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الحقل» .
وفي أخرى قال : «خرج إلينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فنهانا عن أمر كان
لنا نافعاً ، فقال : مَنْ كان له أرض فَلْيَزْرَعها ، أو يَمْنَحها ، أو يَذَرْها»
.
وفي أخرى مثلها ، وفيها : «وأَمْر رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- خيرٌ لنا ،
وقال : فَلْيزْرَعها ، أو لِيَذَرْها ، أو ليمنحهْا» . -[38]-
وفي أخرى : قال رافع : «إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن كِرَاءِ
الأرض» .
وأخرج النسائي أيضاً رواية مسلم الأُولى ، ونحو رواية الموطأ ، وأخرج رواية أبي
داود التي عن أبي جعفر الخطمي ، والرواية التي له بعدها .
وله في أخرى قال : «كُنا نُحاقِلُ بالأرض على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه
وسلم- فَنُكْريها بالثلث والربع ، والطعامِ المسمَّى ، فجاء ذاتَ يوم رجلٌ من
عُمُوَمتي ، فقال : نهاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن أمر كان لنا نافعاً
، وطواعِيَةُ الله ورسولهِ أنفعُ لنا ، نهانا أن نُحَاقِلَ بالأرض ، ونُكْريَها
بالثلث والربع ، والطعام المسمى ، وأمر ربَّ الأرض أَنْ يَزْرَعَها ، أو
يُزْرِعَها ، وكره كراءها وما سوى ذلك» .
وفي أخرى قال : «كُنَّا نُحاقِلُ الأرض ، نُكريها بالثلث والرُّبُع ، والطعام
المسمَّى» .
وفي أخرى قال : «كُنَّا نُحَاقِلُ على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ،
فزعم أنَّ بعضَ عمومته أتاهم ، فقال : نهاني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن
أمر كان لنا نافعاً ، وطواعِيةُ الله ورسوله أنفع لنا ، قلنا : وما ذلك ؟ قال :
قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : مَنْ كانت له أرض فَلْيَزْرَعها ، أو
ليُزرِعها أخاه ، ولا يُكاريها بثلث ولا ربع ، ولا طعامٍ مُسمَّى» . -[39]-
وفي رواية قال : «نهانا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن كِراء أرضنا ، ولم
يكن يومئذ ذَهَبٌ ولا فِضَّة ، وكان الرجلُ يُكْري أرَضه بما على الربيع والأقبال
وأشياء معلومة...» وساقه .
وأخرج الرواية الثالثة من روايات البخاري ومسلم التي يرويها الزهريُّ عن سالم ،
والتي قبلها ، إلى قوله : «عن كِراء الأرض» .
وله في أخرى عن ابن شهاب : أنَّ رافعَ بنَ خَدِيج قال : «نهى رسولُ الله - صلى
الله عليه وسلم- عن كِرَاء الأرض» .
قال ابن شهاب : فسئل رافع بعد ذلك : «كيف كانوا يكْرون الأرض ؟ قال : بشيء من
الطعام مسمَّى ، وبشرط أن لنا ما تُنبت ماذيانات الأرض ، وأقبال الجداول» .
وفي أخرى : «أنَّ رافعَ بنَ خَديِج أخبر عبد الله ، أن عمومتَه جاؤوا إلى رسول
الله - صلى الله عليه وسلم- ، ثم رَجَعُوا فأخبروا أنَّ رسولَ الله - صلى الله
عليه وسلم- نهى عن كِرَاءِ المزارع ، فقال عبد الله : قد عَلِمْنا أنَّه كان
صاحِبَ مزرعة يُكريها على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، على أنَّ له ما
على الربيع الساقي الذي يتفجَّر منه الماء ، وطائفة من التبن ، لا أدري كم هي ؟» .
وفي أخرى له : قال نافع : «كان ابنُ عُمَرَ يأخذ كِرَاءَ الأرض ، فبلغه عن رافعِ
بنِ خَديِج شيء ، فأخذ بيدي فمشى إلى رافع وأنا معه ، فحدَّثه -[40]- رافع عن بعضِ
عمومته أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن كِرَاءِ الأرض ، فتركها عبد
الله بعدُ» .
وفي أخرى : «أنَّ ابنَ عُمَرَ كان يُكْرِي مَزَارِعَهُ حتى بلغه في آخر خلافة
معاويةَ أنَّ رافعَ بن خَديج يُخْبِرُ فيها بِنَهي رسولِ الله - صلى الله عليه
وسلم- ، فأتاه وأنا معه ، فسأله ؟ فقال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-
ينهى عن كراء المزارع ، فتركها ابنُ عُمَرَ بعدُ ، فكان إذا سُئل عنها ، قال : زعم
رافعُ بنُ خَديِج أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- نهى عنها» .
وفي أخرى مثله ، وقال : «فخرج إليه على البلاط ، وأنا معه فسأله ، فقال : نعم ،
نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن كراء المزارع ، فترك عبد الله كِراءها» .
وفي أخرى : «فانطلقتُ معه أنا والرجل الذي خَبَّرَهُ ، حتى أتى رافعاً...» وذكره .
وفي أخرى : «أنَّ رافعَ بنَ خَدِيج حَدَّثَ ابنَ عمر أنَّ رسولَ الله - صلى الله
عليه وسلم- نهى عن كراء المزارع» .
وفي أخرى قال : «كان ابنُ عمر يُكْري أرضه ببعض ما يخرج منها ، فبلغه أنَّ رافعَ
بنَ خَديج يَزْجُر عن ذلك ، وقال : نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن ذلك ،
قال : قد كُنَّا نُكْري الأرض قبل أن نَعْرِفَ رافعاً ، وَجَدَ في نفسه ، فوضع يده
على منكبي حتى دُفِعنا إلى رافع ، فقال له عبد الله : أسمعتَ -[41]- النبيَّ - صلى
الله عليه وسلم- نهى عن كراء الأرض ؟ فقال رافع : سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه
وسلم- يقول : لا تُكروا الأرض بشيء» .
وفي أخرى : قال ابن عمر : «كُنَّا نُخَابِرُ ، ولا نرِى بذلك بأساً ، حتى زعم
رافعُ بنُ خديج : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن المخابرة» .
وفي أخرى : قال عمرو بن دينار : «أَشهدُ لَسَمَعْتُ ابنَ عُمَرَ وهو يُسأَلُ عن
المخابرة ، فيقول : ما كُنَّا نرى بذلك بأساً ، حتى أخبرنا عامَ أولَ ابنُ خديِج :
أنَّه سمع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ينهى عن الخِبْر» .
وفي أخرى : عن أُسَيْدِ بن رافع بن خَدِيج «أنَّ أخا رافع قال لقومه : قد نهى
رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- اليوم عن شيء كان لكم نافعاً (1) ، وأمره طاعةٌ
وخير ، نهى عن الحَقْل» .
وفي أخرى : قال : سمعتُ أُسَيْدَ بنَ رافع بن خَدِيج يذكر «أنَّهم مُنعِوا
المحاقَلةَ ، وهي : أرض تُزرَع على بعض ما فيها» .
وفي أخرى : عن عيسى بنِ سهل بنِ رافعَ بنِ خَديج قال : «إني ليتيم في حَجرِ جَدي
رافعِ بنِ خَديِج ، وبَلَغْتُ رجلاً ، وحَجَجْتُ معه ، فجاء أخي عمران بن سهل بن
رافع ، فقال : يا أبتاه ، إنه قد أكرينا أرضنا فلانة بمائتي درهم ، فقال : يا
بُنيَّ ، دَعْ ذاك ، فإن الله عزَّ وجل سَيَجعلُ لكم رِزْقاً -[42]- غيره ، إنَّ
رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قد نهى عن كراء الأَرض» .
وفي أخرى عن أُسَيْدِ بنِ ظُهَير : أنَّه خرج إلى قومه بني حارثَةَ ، فقال : يا
بني حارثةَ «لقد دخلت عليكم مصيبة ، قالوا : ما هي ؟ قال : نهى رسولُ الله - صلى
الله عليه وسلم- عن كراء الأرض ، قلنا : يا رسولَ الله ، إذاً نُكْريها بشيء مِنَ
الْحَبِّ ، قال : لا ، قلنا : نُكريها بالتبن ؟ فقال : لا ، قلنا : نُكريها بما
على الربيع الساقي ؟ قال : لا ، ازْرعها أو امنحها أخاك» .
وهذه الرواية لو أُفْرِدَتْ وجُعِلَت وحدها لجاز ، فإنها عن أُسَيْدٍ عن النبي -
صلى الله عليه وسلم- ، ولكن قد أُضيفت إلى باقي روايات الحديث .
وقد أطلنا في ذكر روايات هذا الحديث ، لاختلاف ألفاظها ورواتها ، فإن هذا الحديث
فيه اختلاف كثير ، منهم من رواه عن رافع ، ومنهم من رواه عن رافع عن عمه ظُهَير ،
ومنهم من رواه عن رافع عن عَمَّيه ، ومنهم ، عن رافع عن بعض عمومته ، وقد اختلفت
الروايات في طرقه .
وكأنَّ هذا الحديث والذي قبله شيءٌ واحد ، إلا أن الحميديَّ أَوْرَدَ الأولَ في
مسند ظُهَير بن رافع ، والثاني في مسند رافع ، فاقتدينا به ، ونبَّهنا على ما في
الروايات من الاختلاف .
ولقد أطنب النسائي في كتابه ، وذِكْر اختلاف الناقلين لحديث -[43]- رافع ما بَسَطَ
القول فيه وأجاد (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
[الخِبْرُ : المخابرة] .
(الماذيانات) : الأنهار الكبار ، الواحد : ماذيان ، واللفظة غير عربية .
(أقبال الجداول) جمع جدول ، وهو النهر الصغير ، وأقبالها : أوائلها وما استقبل
منها ، وإنما أراد : ما ينبت عليها من العشب .
(أفْقِرْ أخاك) أصل الإفقار : في إعارة الظهر ، يقال : أفقرتُ الرجل دابَّتي :
[إذا] أعرتَه ظهرك للركوب .
__________
(1) في نسخ النسائي المطبوعة : رافقاً .
(2) رواه البخاري 5 / 7 و 8 في المزارعة ، باب قطع الشجر والنخيل ، وباب ما يكره
من الشروط في المزارعة ، وباب ما كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يواسي بعضهم
بعضاً في الزراعة والثمرة ، وفي الشروط ، باب الشروط في المزارعة ، ومسلم رقم
(1547) في البيوع ، باب كراء الأرض ، وباب كراء الأرض بالذهب والورق ، والموطأ 2 /
713 في كراء الأرض ، باب ما جاء في كراء الأرض ، والترمذي رقم (1384) في الأحكام ،
باب من المزارعة ، وأبو داود رقم (3392) و (3393) و (3395) و (3397) و (3398) و (3399)
و (3400) و (3401) و (3402) في البيوع ، باب في المزارعة ، وباب في التشديد في ذلك
، والنسائي 7 / 33 - 50 في المزارعة ، باب النهي عن كراء الأرض بالثلث والربع ،
وانظر " تهذيب سنن أبي دود " ، وما قاله ابن القيم 5 / 56 - 62 حول هذا
الحديث .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (2/6) و (4/140) قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. وفي (2/64) قال :
حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي. والبخاري (3/141) قال :حدثنا سليمان بن
حرب، قال : حدثنا حماد. ومسلم (5/21) قال : حدثنا يحيى بن يحيى، قال : أخبرنا يزيد
بن زريع. وفي (5/22) قال : حدثنا أبو الربيع، وأبو كامل، قالا : حدثنا حماد (ح)
وحدثني علي بن حجر، قال : حدثنا إسماعيل. والنسائي (7/46) قال : أخبرنا محمد بن
عبد الله بن بزيع، قال : حدثنا يزيد - وهو ابن زريع -. أربعتهم - إسماعيل، وعبد
الوهاب، وحماد، ويزيد - عن أيوب.
2 - وأخرجه أحمد (3/464) قال : حدثنا يحيى بن سعيد، وابن نمير. وفي (3/465) قال :
حدثناه محمد بن عبيد. ومسلم (5/22) قال : حدثنا ابن نمير، قال : حدثنا أبي. وابن
ماجة (2453) قال : حدثنا أبو كريب، قال : حدثنا عبدة بن سليمان، وأبو أسامة، ومحمد
بن عبيد. والنسائي (7/47) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال : حدثنا خالد - وهو
ابن الحارث - ستتهم - يحيى، وابن نمير، وابن عبيد، وعبدة، وأبو أسامة، وخالد بن
الحارث - عن عبيد الله بن عمر.
3 - وأخرجه البخاري (3/123) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. والنسائي (7/47) قال :
أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، قال : حدثنا أبي.
كلاهما - موسى، وعبد الله بن يزيد - قالا : حدثنا جويرية بن أسماء.
4 - وأخرجه مسلم (5/22) قال : حدثني ابن أبي خلف، وحجاج بن الشاعر، قالا : حدثنا
زكريا بن عدي، قال : أخبرنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد، عن الحكم.
5 - وأخرجه النسائي (7/47) قال : أخبرنا هشام بن عمار، قال : حدثنا يحيى بن حمزة،
قال : حدثنا الأوزاعي، قال : حدثني حفص بن عنان.
6 - وأخرجه النسائي (7/46) قال : أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم بن
أعين، قال : حدثنا شعيب بن الليث، عن أبيه، عن كثير بن فرقد.
ستتهم - أيوب، وعبيد الله، وجويرية، والحكم، وكثير، وحفص بن عنان عن نافع، فذكره.
في رواية محمد بن عبيد، وعبدة، وأبي أسامة : عن «عبيد الله - أو قال : عبد الله بن
عمر» .
الروايات مطولة ومختصرة.
8506 - (خ م س) جابر بن
عبد الله - رضي الله عنهما- قال : «كان لرجال مِنَّا فُضُول أَرَضِين ، فقالوا :
نُؤاجِرُها بالثلث والربع والنصف ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : مَنْ
كانت له أرض فليزرْعها أو ليمنحْها أخاه» .
زاد في رواية : «ولا يؤاجرها إيَّاه ، ولا يُكريها» . -[44]-
زاد في رواية : «فإن أبى فَلْيُمْسِك أرضَه» .
وفي أخرى قال : «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن كراء الأرض ، وعن بيعها
للسنين ، وعن بيع الثمر حتى يطيبَ» .
وفي أخرى : «نهى أن يُؤخَذَ للأَرض أجرٌ أو حَظّ» .
وفي أخرى قال : «كنا نُخَابر على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ،
[فنُصيب] من القِصريّ ، ومن كذا ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : مَن
كانت له أرض فَلْيَزْرَعها أو ليُحرِثْها أخاه ، أو فَلْيَدَعْها» .
وفي أخرى : «نهى عن بيع الأرض البيضاءِ سنتين أو ثلاثة» .
وفي أخرى : «نهى عن بيع السنين» .
وفي أخرى : «نهى عن بيع ثمر السنين» .
وفي أخرى : «أنَّه سمعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ينهى عن المزابنة
والحقول ، فقال جابر : المزابنةُ : الثمرُ بالتَّمْر ، والحقول : كِراءُ الأرض» .
وفي أخرى : «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن كِراء الأرض ، وفيها :
قال نافع عن ابن عمر : كُنَّا نُكْرِي أرضنا ، ثم تركنا ذلك حين سمعنا حديث رافعِ
بنِ خَديِج» .
وفي أخرى قال : «مَن كان له فَضْلُ أرضٍ فليزرْعها ، أو لِيُزْرِعها ، ولا
تبيعوها» فقلت لسعيد : ما «لا تبيعوها» يعني : «الكراء ؟ قال : نعم» أخرجه البخاري
ومسلم . -[45]-
وفي رواية النسائي : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَنْ كان له
أرض فليَزرعها ، فإن عَجَزَ أن يزرَعها فليمنحْها أخاه المسلمَ ، ولا يُزْرِعْها
إياه» .
وفي أخرى : «مَنْ كانت له أرض فلَيَزرَعْها ، أو ليمنحْها ، ولا يُكريها» .
وأخرج الرواية الأولى وقال : «مَنْ كانت له أرض فليَزْرَعْها ، [أو يُزْرِعْها] أو
يُمْسِكها» .
وفي أخرى قال : خَطَبنَا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال : «مَنْ كانت له
أرض فَليَزْرَعها ، أو ليْزُرِعها ، ولا يُؤاجِرْها» .
وفي أخرى عن جابر يرفعه : «نهى عن كِراء الأرض» .
وفي أخرى قال : «مَنْ كانت له أرض فليَزرَعها، أو لِيُزرِعْهَا أخاه ولا يُكْرِيها
أخاه» .
وفي أخرى : «أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- نهى عن كراءِ الأرض» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بيعها للسنين) هو أن يبيع ثمرة البستان لأكثر من سنة واحدة ، وهو نوع من الغرر .
(القِصْريُّ) بوزن الهنديِّ : ما يبقى في السنبل بعد ما يداس ويُذْرى .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 18 في الحرث والمزارعة ، باب ما كان أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم يواسي بعضهم بعضاً في الزراعة والثمرة ، وفي الهبة ، باب فضل المنيحة ،
ومسلم رقم (1536) في البيوع ، باب النهي عن المحاقلة والمزابنة ، والنسائي 7 / 36
- 38 في المزارعة ، باب النهي عن كراء الأرض بالثلث والربع .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (3/302) قال : حدثنا يحيى. وفي (3/304 و 392) قال : حدثنا إسحاق بن
يوسف. ومسلم (5/19) قال : حدثنا ابن نمير، قال : حدثنا أبي. والنسائي (7/36) قال :
حدثنا إسماعيل بن مسعود، قال : حدثنا خالد بن الحارث. وفي (7/36) قال : أخبرنا
عمرو بن علي، قال : حدثنا يحيى. أربعتهم - يحيى، وإسحاق، وعبد الله بن نمير، وخالد
بن الحارث - قالوا : حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان.
2 - وأخرجه أحمد (3/354) قال : حدثنا أبو المغيرة، ومحمد بن مصعب. والبخاري
(3/141) قال : حدثنا عبيد الله بن موسى. وفي (3/217) قال : حدثنا محمد بن يوسف.
ومسلم (5/19) قال : حدثنا الحكم بن موسى، قال : حدثنا هقل - يعني ابن زياد -. وابن
ماجة (2451) قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، قال : حدثنا الوليد بن
مسلم. والنسائي (7/37) قال : أخبرنا هشام بن عمار، عن يحيى بن حمزة. سبعتهم - أبو
المغيرة، ومحمد بن مصعب، وعبيد الله بن موسى، ومحمد بن يوسف، وهقل، والوليد بن
مسلم، ويحيى بن حمزة - عن الأوزاعي.
3 - وأخرجه أحمد (3/363) قال : حدثنا عفان ومسلم (5/19) قال : حدثنا شيبان بن
فروخ. والنسائي (7/38) قال : أخبرني أحمد بن يحيى، قال : حدثنا أبو نعيم.
ثلاثتهم - عفان، وشيبان، وأبو نعيم - قالوا : حدثنا همام بن يحيى.
4 - وأخرجه أحمد (3/369) قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (5/19)
قال : حدثنا عبد بن حميد، قال : حدثنا محمد بن الفضل لقبه عارم وهو أبو النعمان
السدوسي قال : حدثنا مهدي بن ميمون. وابن ماجة (2454) قال : حدثنا عمرو بن عثمان
بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي، قال : حدثنا ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب.
والنسائي (7/37) قال : أخبرنا عيسى بن محمد - وهو أبو عمير بن النحاس -، وعيسى ابن
يونس - هو الفاخوري - قالا : حدثنا ضمرة، عن ابن شوذب. ثلاثتهم - شعبة، ومهدي بن
ميمون، وابن شوذب، عن مطر الوراق.
أربعتهم - عبد الملك، والأوزاعي، وهمام، ومطر الوراق - عن عطاء، فذكره.
(*) في رواية همام، قال : سأل سليمان بن موسى عطاء وأنا شاهد : أحدثك جابر ؟ قال :
نعم.
8507 - (خ م س) عبد الله
بن عباس - رضي الله عنهما- «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ إلى أرض
وهي تَهتزُّ زرعاً ، فقال : لمن هذه ؟ فقالوا : اكْتراها فلان ، فقال : لو منحها
إيَّاه كان خيراً له من أن يأخذَ عليها أجراً مَعْلُوماً» .
وفي رواية أنَّ مجاهداً قال لطاوس : انطلق بنا إلى [ابن] رافعِ بنِ خَديِج فاسمع
منه الحديث عن أبيه عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، قال : فانتهره ، وقال :
«إني والله لو أعلم أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عنه ما فعلته ،
ولكن حدِّثَني مَن هو أعلم به منهم - يعني ابنَ عباس - أنَّ رسولَ الله - صلى الله
عليه وسلم- قال : لأن يَمنَحَ أحدُكم أخاه أرضَهُ خير له من أن يأخذَ عليها خَرجاً
معلوماً» أخرجه البخاري ومسلم
وفي رواية النسائي قال : «كان طاوس يكره أن يؤاجِرَ أرضه بالذَّهب والفِضَّةِ ،
ولا يرى بالثلث والربع بأساً ، فقال له مجاهد : اذهب إلى ابن رافع بنِ خَدِيج
فاسمع حديثه...» وذكر الحديث (1) .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 11 و 12 في الحرث والمزارعة ، باب إذا لم يشترط السنين في
المزارعة ، وباب ما كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يواسي بعضهم بعضاً في
الزراعة والثمرة وفي الهبة ، باب فضل المنيحة ، ومسلم رقم (1550) في البيوع ، باب
الأرض تمنح ، والنسائي 7 / 36 في المزارعة ، باب النهي عن كراء الأرض بالثلث
والربع .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه الحميدي (509) قال : حدثنا سفيان «ابن عيينة» . وأحمد (1/234) (2087) قال
: حدثنا وكيع، قال : حدثنا سفيان «الثوري» . وفي (1/181) (2541) قال : حدثنا عفان،
قال : حدثنا حماد بن زيد. وفي (1/349) (3263) قال : حدثنا سفيان «ابن عيينة» .
والبخاري (3/138) قال : حدثنا علي بن عبد الله. قال : حدثنا سفيان «ابن عيينة»
.وفي (3/141) قال : حدثنا قبيصة، قال : حدثنا سفيان «الثوري» . وفي (3/218) قال
:حدثنا محمد بن شار، قال :حدثنا عبد الوهاب. قال :حدثنا أيوب.ومسلم (5:25) قال :
حدثنا يحيى بن يحيى، قال :أخبرنا حماد بن زيد.وفي (5/25) قال : حدثنا ابن أبي عمر،
قال : حدثنا الثقفي، عن أيوب (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم،
جميعا عن وكيع، عن سفيان «الثوري» (ح) وحدثنا محمد بن رمح، قال : أخبرنا الليث، عن
ابن جريج (ح) وحدثني علي بن حجر، قال : حدثنا الفضل بن موسى، عن شريك، عن شعبة.
وأبو داود (3389) قال : حدثنا محمد بن كثير، قال : أخبرنا سفيان «الثوري» . وابن
ماجة (2456) قال : حدثنا محمد بن رمح، قال : أخبرنا الليث بن سعد، عن عبد الملك بن
عبد العزيز بن جريج. وفي (2462) قال : حدثنا محمد بن الصباح، قال : أنبأنا سفيان
بن عيينة. وفي (2464) قال : حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، ومحمد بن إسماعيل،
قالا : حدثنا وكيع، عن سفيان «الثوري» . والترمذي (1385) قال : حدثنا محمود بن
غيلان، قال : أخبرنا الفضل بن موسى الشيباني، قال : أخبرنا شريك، عن شعبة.
والنسائي (7/36) قال : أخبرني محمد بن عبد الله بن المبارك، قال : حدثنا زكريا بن
عدي، قال: حدثنا حماد بن زيد. ستتهم - سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وحماد بن
زيد، وأيوب، وابن جريج، وشعبة - عن عمرو بن دينار.
2 - وأخرجه أحمد (1/286) (2598) و (1/338) (3135) قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال :
حدثنا شعبة. ومسلم (5/26) قال : حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال :
أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي، قال : حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي
أنيسة. كلاهما - شعبة، وزيد بن أبي أنيسة - عن عبد الملك بن ميسرة أبي زيد.
3 - وأخرجه أحمد (1/313) (2864) . ومسلم (5/25) قال : حدثني عبد بن حميد، ومحمد بن
رافع. وابن ماجة (2457) قال : حدثنا العباس بن عبد العظيم العنبري. أربعتهم -
أحمد، وعبد بن حميد، ومحمد بن رافع، والعباس - عن عبد الرزاق، قال : أخبرنا معمر،
عن ابن طاوس.
4 - وأخرجه مسلم (5/25) قال : حدثنا ابن أبي عمر، قال : حدثنا سفيان، عن عمرو،
وابن طاوس.
ثلاثتهم - عمرو، وعبد الملك بن ميسرة، وابن طاوس - عن طاوس، فذكره.
8508 - (خ م) أبو هريرة -
رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «مَنْ كانت له أرض
فليَزْرَعها ، أو ليمنحْها أخاه ، فإن أبى فليُمسك -[47]- أرَضهُ» أخرجه البخاري
ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري تعليقاً 5 / 18 في الحرث والمزارعة ، باب ما كان أصحاب النبي صلى
الله عليه وسلم يواسي بعضهم بعضاً في الزراعة والثمر ، وقد وصله مسلم رقم (1544)
في البيوع ، باب كراء الأرض .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري تعليقا في كتاب المزارعة باب ما كان أصحاب النبي -صلى الله
عليه وسلم- يواسي بعضهم بعضا في الزراعة والثمر.
وأخرجه مسلم (5/20) قال : حدثنا حسن بن علي الحلواني. وابن ماجة (2452) قال :
حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري.
كلاهما - حسن، وإبراهيم - عن أبي توبة الربيع بن نافع، عن معاوية بن سلام، عن يحيى
بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.
8509 - (د س) سعد بن أبي
وقاص - رضي الله عنه - قال : «كان أصحاب المزارعِ في زمنِ النبيِّ - صلى الله عليه
وسلم- يُكْرُون مَزَارِعَهُم بما يكون على السواقي من الزرع ، فجاؤوا رسولَ الله -
صلى الله عليه وسلم- فاختصموا في بعض ذلك ، فنهاهم رسولُ الله - صلى الله عليه
وسلم- أن يُكروا بذلك ، وقال : اكْروا بالذَّهبِ والفِضة» أخرجه أبو داود والنسائي
(1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3391) في البيوع ، باب في المزارعة ، والنسائي 7 / 41 في
المزارعة ، باب النهي عن كراء الأرض بالثلث والربع ، وفي سنده محمد بن عكرمة ، لم
يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات ، وذكره الذهبي في " الميزان " فقال
: لم يرو عنه إلا إبراهيم بن سعد .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/178) (1542) قال : حدثنا يعقوب. وفي (1/182) (1582) قال : حدثنا
يزيد. والدارمي (2621) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال : حدثنا يزيد بن هارون.
وأبو داود (3391) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال : حدثنا يزيد بن هارون.
والنسائي (7/41) قال : أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم، قال : حدثني عمي
«يعقوب» .
كلاهما - يعقوب، ويزيد بن هارون - عن إبراهيم بن سعد، عن محمد بن عكرمة بن عبد
الرحمن بن الحارث بن هشام، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة، عن سعيد بن
المسيب، فذكره.
(*) في رواية يعقوب : «محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة» . وفي رواية يزيد بن هارون :
«محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة» .
وفي سنده محمد بن عكرمة لم يوثقه غير ابن حبان وباقي رجاله ثقات.
8510 - (س) سعيد بن
المسيب - رحمه الله- قال : «نهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عَنِ المحاقلةِ»
قال سعيد : فذكر نحوه .
هكذا أخرجه النسائي عقيب روايةٍ لحديثِ رافع بنِ خَديج (1) .
وفي رواية رافع : «إنما يزرع ثلاثة : رجلٌ له أرض ، فهو يزرعها» . الحديث ، وقد
تقدَّم في روايات حديث رافع (2) .
__________
(1) رواه النسائي 7 / 40 و 41 في المزارعة ، باب النهي عن كراء الأرض بالثلث
والربع مرسلاً ، ورواه أيضاً مسنداً من حديث رافع النسائي وأبو داود ، وهو حديث
صحيح ، وقد تقدم .
(2) رقم (8470) وهو إحدى روايات أبي داود والنسائي ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3400) قال : حدثنا مسدد. وابن ماجة (2267 و 2449) قال : حدثنا
هناد بن السري. والنسائي (7/40 و 267) قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد.
ثلاثتهم - مسدد، وهناد، وقتيبة - قالوا : حدثنا أبو الأحوص، عن طارق بن عبد
الرحمن، عن سعيد بن المسيب، فذكره.
8511 - (د) زيد بن ثابت -
رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن بيع المخابرة ،
والمخابرةُ : أنْ يأخذَ الأرض بنصف ، أو ثلث ، أو رُبُع» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3407) في البيوع ، باب في المخابرة ، وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/187) قال : حدثنا كثير. وفيه (5/187) قال : حدثنا فياض بن محمد أبو
محمد الرقي. وعبد بن حميد (253) قال : حدثنا كثير بن هشام. وأبو داود (3407) قال :
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا عمر بن أيوب.
ثلاثتهم - كثير، وفياض، وعمر - عن جعفر بن برقان، عن ثابت بن الحجاج، فذكره.
8512 - (م) عبد الله بن
السائب - رضي الله عنه - قال : «دَخَلْنا على عبد الله بنِ مَعْقِل ، فسألناه عن
المزارعة ؟ فقال : زعم ثابتُ بنُ الضحاك أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-
نهى عن المزارعة ، وأمَرَ بالمؤاجرة ، وقال : لا بأس بها» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1549) في البيوع ، باب في المزارعة والمؤاجرة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/33) قال : حدثنا عفان، قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد،
والدارمي (2619) قال : أخبرنا محمد بن عيينة، عن علي بن مسهر. ومسلم (5/24) قال :
حدثنا يحيى بن يحيى، قال : أخبرنا عبد الواحد بن زياد (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة، قال : حدثنا علي بن مسهر. وفي (5/25) قال : حدثنا إسحاق بن منصور، قال :
أخبرنا يحيى بن حماد، قال : أخبرنا أبو عوانة.
ثلاثتهم - عبد الواحد، وعلي، وأبو عوانة - عن سليمان الشيباني، عن عبد الله بن
السائب، قال : سألت عبد الله بن معقل، فذكره.
8513 - (د) جابر بن عبد
الله - رضي الله عنهما- قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول :
«مَنْ لم يَذَرِ المخابرةَ فَلْيَأْذَنْ بِحَرب من الله ورسوله» أخرجه أبو داود
(1) .
__________
(1) رقم (3406) في البيوع ، باب في المخابرة ، وفي سنده عبد الله بن رجاء وهو ثقة
تغير حفظه قليلاً ، كما قال الحافظ في " التقريب " ، والحديث رواه أيضاً
الترمذي في " العلل " وذكر أنه سأل عنه البخاري فقال : إنما نهى عن تلك
الشروط الفاسدة التي كانوا يشترطونها ، فمن لم ينته ، فليؤذن بحرب .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3406) قال : حدثنا يحيى بن معين، قال : حدثنا ابن رجاء - يعني
المكي - قال ابن خثيم :حدثني عن أبي الزبير، فذكره.
8514 - () معاذ بن جبل -
رضي الله عنه - قال : «كُنَّا نُكْري الأرض بالثلث والربع ، فقال رسولُ الله - صلى
الله عليه وسلم- : مَنْ لم يترك المخابرة فليأذَن بِحَرب من الله ورسوله ، قال :
ولم يكنِ الذهبُ ولا الوَرِق يومئذ» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وهو بمعنى
الذي قبله .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين.
الكتاب الثالث : في المدح
8515 - (د) مطرف [بن عبد الله بن الشخير] قال : قال أبي : «انطلقتُ في وفَدِ بني
عامر إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقلنا : أنتَ سَيِّدُنا ؟ فقال :
السيد الله ، قلنا : وأفضلُنا فَضلاً ، وأعظمُنا طَوْلاً ، فقال : قولوا بقولكم ،
أو بعض قولكم ، ولا يَستَجْرِيَنَّكم الشيَطان» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قولوا بقولكم ولا يستجرينَّكم الشيطان) الجَرِيُّ : الوكيل ، يقال : جرَّيت
جرِيّاً ، واستجريت جرِيّاً ، أي : اتخذت وكيلاً ، ومعنى الحديث : يقول : تكلَّموا
بما يحضركم من القول ، ولا تَسجَعوا كأنما تنطقون على لسان الشيطان ، وذلك : أن
القوم كانوا مدحوه ، فكره لهم المبالغة في المدح ونهاهم عن ذلك ، وقوله : «لا
يستهوينَّكم» أي : لا يستميلنَّكم ويضلنَّكم ، وقيل : لا يذهبْ بكم .
__________
(1) رقم (4806) في الأدب ، باب في كراهية التمادح ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح :
1 - أخرجه أحمد (4/24) قال : حدثنا حجاج. وفي (4/25) قال : حدثنا محمد بن جعفر.
(ح) وحجاج. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (245) قال : أخبرنا محمد بن المثنى.
قال : حدثنا محمد. كلاهما - حجاج، ومحمد بن جعفر - عن شعبة، عن قتادة.
2 - وأخرجه أحمد (4/225) قال : حدثنا سويد بن عمرو، وعبد الصمد. والنسائي في «عمل
اليوم والليلة» (246) قال : أخبرنا حرمي بن يونس بن محمد، قال : حدثنا أبي.
ثلاثتهم - سويد، وعبد الصمد، ويونس - عن مهدي بن ميمون، عن غيلان بن جرير.
3 - وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (211) . وأبو داود (4806) قالا : حدثنا
مسدد. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (247) قال : أخبرنا حميد بن مسعدة. كلاهما
- مسدد، وحميد - عن بشر بن المفضل، عن أبي مسلمة سعيد بن يزيد، عن أبي نضرة.
ثلاثتهم - قتادة، وغيلان، وأبو نضرة - عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، فذكره.
8516 - () أنس بن مالك -
رضي الله عنه - قال : «إنَّ ناساً قالوا : -[50]- يا رسول الله ، ويا خيرنا وابنَ
خيرِنا ، ويا سيدنا وابنَ سيدنا ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- :
السَّيِّد الله ، قالوا : أنتَ أفضلُنا فضلاً ، وأعظمُنا طَوْلاً ، فقال : يا
أيُّها الناس ، عليكم بقولكم ، ولا يَستهوينَّكم الشيطانُ ، إني لا أريدُ أن
ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلنيها الله تبارك وتعالى ، أنا محمدُ بنُ عبد الله ،
عبدُ [الله] ورسولُه» أخرجه ... (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(السيد الله) يريد بقوله : «السيد الله» أن حقيقة السؤدد لله ، وأن الخلق كلهم
عبيد له ، وإنما منعهم أن يدعوه سيداً مع قوله : «أنا سيد ولد آدم» وقوله يوم حكم
بني قريظة : «قوموا إلى سيدكم» يريد سعد بن معاذ ، من أجل أنهم حديثو عهدٍ
بالإسلام ، وكانوا يحسِبون أن السيادة بالنبوَّة هي كأسباب الدنيا ، وكان لهم
رؤوساء يعظِّمونهم ، وينقادون لأمرهم ، ويسمونهم السادات ، فعلمهم الثناء عليه ،
وأرشدهم إلى الأدب في ذلك ، فقال : «قولوا بقولكم» أي : قولوا بقول أهل دينكم
وملَّتكم ، وادعوني نبياً ورسولا ، كما سماني الله عز وجل في كتابه ، فقال : {يا
أيها النبيُّ} و {يا أيها الرسول} ولا تسمُّوني سيداً ، كما تسمون رؤساكم وعظماءكم
، ولا تجعلوني مثلهم ، فإني لست كأحدهم -[51]- إذ كانوا يسوِّدونكم في أسباب
الدنيا ، وأنا أسوِّدكم في النبوة والرسالة .
وقوله : " أو بعض قولكم " فيه حذف واختصار ، ومعناه : دعوا بعض قولكم
واتركوه ، يريد بذلك : الاقتصاد في المقال .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد رواه
أحمد في " المسند " 2 / 153 ، وإسناده صحيح ، وهو بمعنى الذي قبله والذي
بعده .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين. وأخرجه أحمد (3/153) قال : ثنا حسن بن موسى، ثنا حماد بن
سلمة، عن ثابت البناني عن أنس، فذكره.
8517 - () عبد الله بن
عباس - رضي الله عنهما- قال : سمعتُ عُمَرَ يقول علي المنبرِ : سمعتُ رسولَ الله -
صلى الله عليه وسلم- يقول : «لا تُطْروني كما أَطْرَتِ النصارى ابنَ مريم ، فإنما
أنا عبد ، فقولوا : عبد الله ورسولُه» أخرجه ... (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا تطروني) الإطراء : مجاوزةُ الحدِّ في المدح ، والكذبُ فيه .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه البخاري ، وهو عنده
6 / 354 و 355 في الأنبياء ، باب قوله تعالى : {واذكر في الكتاب مريم} .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (3445) قال : حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، قال : سمعت الزهري
يقول : أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عباس، عن ابن عباس سمع عمر يقول، فذكره.
8518 - (خ م د) أبو بكرة
- رضي الله عنه - قال : «أَثنى رجلٌ على رَجُلٍ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-
، فقال : ويلك ، قطعتَ عُنق صاحبك ، - ثلاثاً - ثم قال : مَنْ كان منكم مادحاً
أخاه لا محالةَ ، فليقل : أَحْسِبُ فلاناً ، واللهُ حسيبه ، ولا يُزَكِّي على الله
أحداً ، أَحْسِبُ كذا وكذا إن كان يعلم ذلك منه» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود .
وفي رواية لمسلم : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ذُكِر عنده رجل ، فقال رجل :
يا رسولَ الله ، مَا مِنْ رَجُل بعد رسول الله أفضل منه في كذا ، فقال -[52]-
النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : ويحك ، قَطَعتَ عُنُقَ صاحبك - مراراً يقول ذلك -
ثم ذكر الحديث نحوه» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قطعت عنق صاحبك) أي : أهلكته بالإطراء والمدح الزائد ، وتعظيمك شأنه عند نفسه ،
فإنه يعجب بنفسه ، فيهلك ، كأنك قد قطعت عنقه .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 202 و 203 في الشهادات ، باب إذا زكى رجل رجلاً كفاه ، وفي
الأدب باب ما يكره من التمادح ، وباب ما جاء في قول الرجل : ويلك ، ومسلم رقم
(3000) في الزهد ، باب النهي عن المدح ، وأبو داود رقم (4805) في الأدب ، باب في
كراهية التمادح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (5/41) قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة. وفي (5/45) قال
: حدثنا عفان، قال : حدثنا وهيب، ويزيد - يعني ابن زريع -. وفي (5/46) قال : حدثنا
عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان. وفي (5/47) قال : حدثنا محبوب بن الحسن. والبخاري
(3/231) قال : حدثنا محمد بن سلام، قال : أخبرنا عبد الوهاب. وفي (8/22) . وفي
«الأدب المفرد» (333) قال : حدثنا آدم، قال : حدثنا شعبة. وفي (8/46) قال : حدثنا
موسى بن إسماعيل، قال : حدثنا وهيب. ومسلم (8/227) قال : حدثنا يحيى بن يحيى، قال
: حدثنا يزيد بن زريع. (ح) وحدثني محمد بن عمرو بن عباد بن جبلة بن أبي رواد، قال
: حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثني أبو بكر بن نافع، قال : أخبرنا غندر، قال : قال
شعبة. وفي (8/228) قال : وحدثنيه عمرو الناقد، قال : حدثنا هاشم بن القاسم (ح) وحدثناه
أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا شبابة بن سوار، كلاهما عن شعبة. وأبو داود
(4805) قال : حدثنا أحمد بن يونس، قال : حدثنا أبو شهاب. وابن ماجة (3744) قال :
حدثنا أبو بكر، قال : حدثنا شبابة، قال : حدثنا شعبة. سبعتهم - شعبة، ووهيب،
ويزيد، وسفيان، ومحبوب، وعبد الوهاب، وأبو شهاب - عن خالد الحذاء.
2 - وأخرجه أحمد (5/50) قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد : وجدت هذه الأحاديث
في كتاب أبي بخط يده حدثنا هوذة بن خليفة، قال : حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن
زيد.
كلاهما - خالد الحذاء، وعلي بن زيد - عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، فذكره.
8519 - (خ م) أبو موسى
الأشعري - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- سمع رَجلاً
يُثْني على رَجُل ، ويُطْريه في المِدْحَةِ فقال : أهلكتم - أو قطعتم - ظَهْرَ
الرَّجُلِ» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
وزاد رزين : «أما إنَّه لو سمعَ ورضي قولَكَ ما أفلح» .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 203 في الشهادات ، باب ما يكره من الإطناب في المدح وليقل ما
يعلم ، وفي الأدب ، ما يكره من التمادح ، ومسلم رقم (3001) في الزهد ، باب النهي
عن المدح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/412) . والبخاري (3/231) . وفي (8/22) . وفي «الأدب المفرد»
(334) . ومسلم (8/228) . وعبد الله بن أحمد (4/412) .
أربعتهم - أحمد، والبخاري، ومسلم، وعبد الله - عن أبي جعفر محمد بن الصباح، قال :
حدثنا إسماعيل بن زكرياء، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي بردة، فذكره.
8520 - (م د ت) عبد الله
بن سخبرة (1) قال : قام رجل يثني على بعض الخلفاء ، فجعل المقدادُ رضي الله عنه
يَحثي عليه التراب ، فقال له : ما شأنُك ؟ فقال : «أمَرَنا رسولُ الله - صلى الله
عليه وسلم- أن نَحْثُوَ في وُجوهِ المدَّاحين الترابَ» . -[53]-
وفي رواية هَمَّام بن الحارث عن المقداد «أنَّ رجلاً جعل يمدح عثمان ، فَعَمَدَ
المقدادُ ، فجثا على ركبتيه - وكان رجلاً ضخْماً - وجعل يحثو في وجهه الحَصْباء ،
فقال عثمانُ : ما شأنُك ؟ فقال : إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : إذا
رأيتُم المدَّاحينَ ، فاحثوا في وُجوههمُ الترابَ» أخرجه مسلم ، وأخرج الترمذي
الأولى .
وفي رواية أبي داود قال همام : «قام رجل ، فأثنى على عثمان في وجهه ، فأخذ
المقدادُ بنُ الأسود تراباً فحثا في وجهه ، وقال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه
وسلم- : إذا لِقيتم المدَّاحِينَ فاحثوا في وجوههم الترابَ» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المدَّاحون) هم الذين اتخذوا مدح الناس عادةً ، وجعلوه بضاعة يتأكَّلون به من
الممدوح ، فأما من مدح على الفعل الحسن والأمر المحمود ، ترغيباً في أمثاله ،
وتحريضاً للناس على الاقتداء به في أشباهه ، فليس بمدَّاح ، وإن كان قد صار مادحاً
بما تكلم به من جميل القول ، وقد استعمل المقداد الحديث على ظاهره في تناول التراب
بيده ، وحَثيه في وجه المادح ، وقد يتؤوَّل أيضاً على وجه آخر ، وهو أن يكون معناه
: الخيبة والحرمان ، -[54]- أي : من تعرَّض لكم بالثناء والمدح فلا تعطوه واحرموه
، فكنى بالتراب عن الحرمان ، كقولهم : ما لَه غير التراب ، وما في يده غير التراب
، وكقوله - صلى الله عليه وسلم- : «إذا جاءك من يطلب ثمن الكلب ، فاملأْ كَفَّه
تراباً» وكقوله : «وللعاهر الحجر» ومثله في الكلام كثير .
__________
(1) هو أبو معمر الكوفي من أزد شنوءة .
(2) رواه مسلم رقم (3002) في الزهد ، باب النهي عن المدح ، وأبو داود رقم (4804)
في الأدب ، باب في كراهية التمادح ، والترمذي رقم (2395) في الزهد ، باب ما جاء في
كراهية المدحة والمداحين .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/5) . والبخاري في «الأدب المفرد» (339) قال : حدثنا علي بن
عبد الله. ومسلم (8/228) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ومحمد بن المثنى. وابن
ماجة (3742) قال : حدثنا أبو بكر. والترمذي (2393) قال : حدثنا محمد بن بشار.
خمستهم - أحمد ، وعلي، وأبو بكر، وابن المثنى، وابن بشار - عن عبد الرحمن بن مهدي،
قال : حدثنا سفيان بن سعيد، عن حبيب بن أبي ثابت، عن مجاهد، عن أبي معمر، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (6/5) قال : حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، «أن سعيد بن
العاص بعث وفدا من العراق إلى عثمان، فجاؤوا يثنون عليه، فجعل المقداد يحثو في
وجوههم التراب...» الحديث. ليس فيه «أبو معمر» .
8521 - (ت) أبو هريرة -
رضي الله عنه - قال : «أَمْرَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن نَحْثُوَ في
أفواه المدَّاحين الترابَ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2396) ، في الزهد ، باب ما جاء في كراهية المدحة والمداحين ، من حديث
سالم الخياط عن الحسن البصري عن أبي هريرة ، وسالم صدوق سيء الحفظ ، والحسن لم
يسمع من أبي هريرة ، ولذلك قال الترمذي : هذا حديث غريب من حديث أبي هريرة . أقول
: ولكن يشهد له الذي قبله فهو حديث حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2394) قال : حدثنا محمد بن عثمان الكوفي. قال : حدثنا عبيد الله بن
موسى، عن سالم الخياط، عن الحسن، فذكره.
وقال أبو عيسى : هذا حديث غريب من أحاديث أبي هريرة.
الكتاب الرابع : في المزح
والمداعبة
8522 - (ت) أبو هريرة- رضي الله عنه- قال : قالوا : «يا رسولَ الله إنَّكَ
لَتُدَاعِبنا ، قال : إني لا أقول إلا حقاً» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1991) في البر والصلة ، باب ما جاء في المزاح ، وإسناده حسن ، وقال
الترمذي : هذا حديث حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/340) قال : حدثنا يونس. قال : حدثنا ليث، عن محمد. وفي (2/360) قال
: حدثنا إبراهيم بن إسحاق. قال : حدثنا ابن مبارك، عن أسامة بن زيد. والترمذي
(1990) . وفي «الشمائل» (232) قال : حدثنا عباس بن محمد الدوري البغدادي. قال : حدثنا
علي بن الحسن قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن أسامة بن زيد.
كلاهما - محمد بن عجلان، وأسامة بن زيد - عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره.
(*) أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (265) قال : حدثنا عبد الله بن صالح، قال :
حدثني الليث. قال : حدثني ابن عجلان، عن أبيه، أو سعيد، عن أبي هريرة، فذكره.
8523 - (ت د) أنس بن مالك
- رضي الله عنه - «أنَّ امرأةَ أتتْ -[55]- رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ،
فقالت : يا رسولَ الله احمِلْنا على بعير ، فقال : أحْمِلُكُمْ على وَلَدِ الناقةِ
، قالت: وما نَصْنَع بولدِ الناقةِ ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : هل
تَلِدُ الإبِلَ إلا النُّوقُ ؟» .
أخرجه الترمذي وأبو داود ، وجعلا بدل المرأة رجلاً (1) .
زاد رزين قال : وكان يقول لي : «يا ذا الأُذُنَين ، يمازحني» (2) .
قال : وسمعته يقول لامرأة : «زوُجكِ ، ذلك البياضُ في عينيه ؟ قالت : عَقْرَى ،
ومتى رأيتَه ؟ قال : وهل من عين إلا وفيها بياض ؟» (3) .
وقال لامرأة عِجوز «إنه لا يدخلُ الجنةَ عجوز ، فقالت : وما لهنَّ ؟ وكانت تقرأ
القرآنَ ، فقال لها : أما تقرئين القرآن {إنا أنشأناهنَّ إنشاءً . فجعلناهنَّ
أبكاراً . عُرُباً أتْراباً . لأصحاب اليمين} [الواقعة : الآية 35 - 38]» (4) .
-[56]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عَقْرَى) هذا دعاء عليها بالعَقْر - وهو الجرح - أي : عقرها الله ، وظاهره
الدعاءُ ولم يُرِد الدعاءَ ، إنما هو على طريق التعجُّب من الشيء ، كقولهم : «تربت
يداك» ونحو ذلك ، ويقال : إن الصواب «عقراً» بالتنوين ، لأنه مصدر عَقَر ، إلا أن
المحدِّثين هكذا يروونه بغير تنوين .
(إنا أنشأناهنَّ إنشاءً . فجعلناهنَّ أبكاراً . عُرُباً أتراباً) الإنشاء : إبداء
الخلق ، و «الأبكار» جمع بكر ، وهي التي لم تفْتَضَّ «العُرُب» جمع عَروب وهي
المرأة الحسناء المتحبِّبة إلى زوجها ، والأتراب : الأقران .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1992) في البر والصلة ، باب ما جاء في المزاح ، وأبو داود
رقم (4998) في الأدب ، باب ما جاء في المزاح ، وإسناد صحيح .
(2) زيادة رزين هذه ستأتي من رواية الترمذي وأبي داود بعد هذا الحديث .
(3) ذكره الغزالي في " إحياء علوم الدين " من حديث زيد بن أسلم ، قال
العراقي : رواه الزبير ابن بكار في كتاب " الفكاهة والمزاح " ، وابن أبي
الدنيا من حديث عبد الله بن سهم الفهري مع اختلاف .
(4) رواه الترمذي في " الشمائل " باب ما جاء في صفة مزاح النبي صلى الله
عليه وسلم من حديث الحسن مرسلاً . قال العراقي في " تخريج الأحياء " :
وأسنده ابن الجوزي في " الوفاء " من حديث أنس بسند ضعيف ، ورواه البيهقي
أيضاً من حديث عائشة ، وكذا الطبراني في " الأوسط " .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/267) قال : حدثنا خلف بن الوليد. والبخاري في «الأدب المفرد» (268)
قال: حدثنا محمد بن الصباح. وأبو داود (4998) قال : حدثنا وهب بن بقية. والترمذي
(1991) . وفي «الشمائل» (238) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد.
أربعتهم - خلف، وابن الصباح، ووهب، وقتيبة - عن خالد بن عبد الله الواسطي، عن
حميد، فذكره.
8524 - (ت د) أنس بن مالك
- رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «يا ذا الأُذُنينِ
- يعني يمازحه» أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1993) في البر والصلة ، باب ما جاء في المزاح ، وأبو داود
رقم (5002) في الأدب ، باب ما جاء في المزاح ، وإسناده ضعيف .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/117) قال : حدثنا أبو أسامة. وفي (3/127) قال : حدثنا حجاج. وأبو
أسامة. وفي (3/242) قال : حدثنا إسحاق. وفي (3/260) قال : حدثنا أسود. وأبو داود
(5002) قال : حدثنا ابن مهدي. والترمذي (1992 و 3828) ، وفي الشمائل (235) قال
:حدثنا محمود بن غيلان، قال :حدثنا أبو أسامة..
خمستهم - أبو أسامة، وحجاج، وإسحاق، وأسود، وإبراهيم - عن شريك، عن عاصم، فذكره.
8525 - (د) أُسيد بن
حُضَير - رضي الله عنه - قال : «إنَّ رجلاً من الأنصار كان فيه مُزَاحُ ، فبينا هو
يُحدِّثُ القوم يُضْحكهم ، إذْ طَعَنَهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-
بِخاصرته بِعودِ كان في يده ، فقال : أصبِرني يا رسول الله فقال : اصطَبِر ، قال :
إنَّ عليك قميصاً ، وليس عليَّ قميص ، فرفع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-
قميصَهُ ، فاحتَضَنَه ، وجعل يُقَبِّل كَشحَه ، قال : إنما أردتُ هذا -[57]- يا
رسولَ الله» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أصْبِرْني) من نفسك ، أي : أقدِرني ، ومكِّنِّي من نفسك لأقتص منك ، يقال : أصبره
فاصطبر ، أي : أقصَّه فاقتص .
(كشحه) الكشح : ما فوق مَشَدِّ الإزار من جانب البطن ، وهما كشحان .
__________
(1) رقم (5224) في الأدب ، باب في قبلة الجسد ، وفي سنده حصين بن عبد الرحمن
السلمي أبو الهذيل الكوفي ، وهو ثقة لكنه تغير ، وباقي رجاله ثقات .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (5224) قال : حدثنا عمرو بن عون، أخبرنا خالد، عن حصين، عن عبد
الرحمن بن أبي ليلى، عن أسيد بن حضير، فذكره.
8526 - (د ت) عبد الله بن
السائب بن يزيد بن السائب عن أبيه عن جده أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه
وسلم- يقول : «لا يأخُذَنَّ أحدُكم عصا أخيه لاعباً جادّاً ، ومن أخذ عصا أخيه
فليردَّها إليه» أخرجه الترمذي .
وفي رواية أبي داود «لا يأخُذَنَّ أحدُكم متاع أخيه لاعباً جادّاً» .
وفي رواية «لعباً ولا جِدّاً ... الحديث» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لاعباً جادّاً) هو أن لا يريد بأخذه سرقته ؛ ولكن يريد إدخال الغيظ على -[58]-
أخيه فهو لاعب في مذهب السرقة ، جادٌّ في إدخال الأذى عليه ، أي : هو قاصد للعب ،
مريد للجدِّ في ذلك ليغيظه .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (5003) في الأدب ، باب من يأخذ الشيء على المزاح ، والترمذي
رقم (2161) في الفتن ، رقم (3) ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه عبد بن حميد (437) قال : أخبرنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. والبخاري في
«الأدب المفرد» (241) قال : حدثنا عاصم بن علي. وأبو داود (5003) قال : حدثنا محمد
بن بشار. قال: حدثنا يحيى (ح) وحدثنا سليمان بن عبد الرحمن، قال : حدثنا شعيب بن
إسحاق. والترمذي (2160) قال : حدثنا بندار. قال : حدثنا يحيى بن سعيد.
أربعتهم - معمر، وعاصم، ويحيى، وشعيب - عن ابن أبي ذئب، عن عبد الله بن السائب بن
يزيد، عن أبيه، فذكره.
8527 - (د) [عبد الرحمن]
بن أبي ليلى قال : حدثنا أصحابُ محمد - صلى الله عليه وسلم- «أنَّهم كانوا يسيرون
مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فنام رجلٌ منهم ، فانطلق بعضهم إلى حَبلٍ
معه ، فأخذه ، فَفَزِعَ ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : لا يحلُّ لمسلم
أن يُروِّعَ مُسلماً» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (5004) في الأدب ، باب من يأخذ الشيء على المزاح ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/362) . وأبو داود (5004) قال : حدثنا محمد بن سليمان الأنباري.
كلاهما - أحمد بن حنبل، ومحمد بن سليمان - عن عبد الله بن نمير. قال : حدثنا
الأعمش. عن عبد الله بن يسار الجهني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره.
الكتاب الخامس : في الموت
وما يتعلَّق به أولاً وآخراً وفيه ذكر وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ،
وفيه ثلاثة أبواب
الباب الأول : في ذكر وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وغسله وكفنه ، وفيه
ثلاثة فصول
الفصل الأول : في مرضه وموته
8528 - (خ) عائشة - رضي الله عنها- قالت : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-
يقول في مرضه الذي مات فيه : يا عائشة ، ما أزال أجِدُ أَلَم الطعام الذي أكَلْتُ
بخيبرَ ، وهذا أوانُ وجدتُ انقطاع أبْهَرِي من ذلك السّم» -[60]- أخرجه البخاري
(1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الأبهر) : عرق مستبطن الصلب ، والقلب متصل به ، فإذا انقطع مات صاحبه .
__________
(1) تعليقاً 8 / 99 في المغازي ، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الحافظ
في " الفتح " : وصله البزار والحاكم والإسماعيلي من طريق عنبسة بن خالد
عن يونس بهذا الإسناد ، وقال البراز : تفرد به عنبسة عن يونس أي بوصله ، وإلا فقد
رواه موسى بن عقبة في المغازي عن الزهري ، لكنه أرسله ، وله شاهدان مرسلان أيضاً
أخرجهما إبراهيم الحربي في " غرائب الحديث " له ، أحدهما من طريق يزيد
بن رومان ، والآخر من رواية أبي جعفر الباقر ، وللحاكم موصولاً من حديث أم مبشر
قالت : قلت : يا رسول الله ما تتهم بنفسك فإني لا أتهم بابني إلا الطعام الذي أكله
بخيبر ، وكان ابنها بشر بن البراء بن معرور مات ، فقال : وأنا لا أتهم غيرها ،
وهذا أوان انقطاع أبهري .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في المغازي باب مرض النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال الحافظ:
وصله البزار والحاكم والإسماعيلي من طريق عنبسة بن خالد، عن يونس بهذا الإسناد.
8529 - (خ م) عائشة - رضي
الله عنها- قالت : «لما ثَقُلَ برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، واشتد وجَعُهُ
: استأذن أزْوَاجَهُ في أن يُمرَّض في بيتي ، فأذِنَّ له ، فخرج وهو بين رَجُلَينِ
، تَخُطّ رِجْلاَهُ في الأرض - بين عباس بن عبد المطلب ورجل آخر ، قال ابن عباس :
هو عليٌّ - قالت : ولما دَخَلَ بيتي واشتد وَجَعُه قال : أَهريقوا عَلَيَّ من سَبع
قِرَب لم تُحَلَّ أوكِيَتُهنَّ ، لعَلِّي أعْهَدُ إلى الناس ، فأجلَسْنَاه في
مِخضَبٍ لحفصةَ زوج النبيِّ ، ثم طَفِقْنَا نَصُبُّ عليه من تِلْكَ القِرَب ، حتى
طَفِق يشير إلينا بيده : أن قد فَعَلْتُنَ ، قالت : ثم خرج إلى الناس ، فصلَّى بهم
وخَطَبَهم» . -[61]-
وفي رواية : قالت : «أولُ ما اشتكى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في بيت
ميمونةَ ، فاستأذن أزواجَه أن يُمرَّض في بيتي ، فأذِنّ له...» الحديث .
أخرجه البخاري ومسلم .
ولهما في رواية عبيد الله بن عبد الله قال : «دخلتُ على عائشةَ ، فقلت لها : ألا
تحدِّثيني عن مرض رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ فقالت : بلى ، ثَقُلَ
النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : أصَلَّى الناسُ ؟ فقلنا : لا ، هم
ينتظرونك يا رسولَ الله ، قال : ضَعُوا لي ماء في المِخْضَب ، قال : ففعلنا ،
فاغتسل ، ثم ذهب لِيَنُوءَ ، فأُغْمِيَ عليه ، ثم أفاق ، فقال : أصَلَّى الناسُ ؟
قلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسولَ الله ، قال : ضعوا لي ماء في المِخْضَبِ ، قالت
: ففعلنا ، فاغْتَسَلَ ، ثم ذهب لِيَنُوءَ ، فأُغْمِيَ عليه ، ثم أفاق ، فقال :
أصَلَّى الناسُ ؟ فقلنا : لا ، وهم ينتظرونك يا رسولَ الله ، قال : ضَعُوا لي ماء
في المِخْضَبِ ، فاغتسل ، ثم ذهب لينوءَ ، فأُغميَ عليه ، ثم أفاق ، فقال : أصلَّى
الناس ؟ قلنا : لا ، وهم ينتظرونك ، قال : والناس عُكُوفٌ في المسجد ينتظرون رسولُ
الله - صلى الله عليه وسلم- لصلاة العشاءِ الآخرةِ قالت : فأرسل رسولُ الله - صلى
الله عليه وسلم- إلى أبي بكر : أن يُصلِّي بالناس ، فأتاه الرسول ، فقال : إنَّ
رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يأمرك أن تُصلِّي بالناس ، فقال : أبو بكر -
وكان رجلاً رقيقاً - يا عمر ، صَلِّ بالناس ، فقال عمر : أنتَ أحقُّ بذلك ، قالت :
فصلَّى بهم أبو بكر تلك الأيامَ ، ثم إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-[62]-
وَجَدَ من نَفسِهِ خِفَّة ، فخرج بين رَجُلين - أحدهما : العباس- لصلاة الظهر وأبو
بكر يصلِّي بالناس ، فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخَّر ، فأَومأ إليه النبيُّ - صلى
الله عليه وسلم- : أن لا تتأخَّرْ ، وقال لهما : أجْلِساني إلى جنبه ، فأجْلَساه
إلى جنب أبي بكر ، فكان أبو بكر يصلِّي وهو يأتمُّ بصلاة النبيِّ - صلى الله عليه
وسلم- ، والناس يُصَلُّون بصلاةِ أبي بكر ، والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- قاعد»
.
قال عبيد الله : «دخلت على عبد الله بنِ عباس ، فقلت : ألا أعْرِض عليك ما
حدَّثتني عائشةُ عن مرض رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ قال : هاتِ ، فعرضتُ
حديثَها عليه ، فما أنكر منه شيئاً ، غير أنه قال : أسَمَّتْ لَكَ الرجلَ الذي كان
مع العباس ؟ قلت : لا ، قال : هو عليٌّ - رضي الله عنه-» (1) .
__________
(1) في المطبوع جعل هذا الحديث والذي بعده حديثاً واحداً ، وانظر تخريج الحديث في
نهاية الحديث الذي بعده ، فإنهما من حديث عائشة رضي الله عنها .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (233) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (6/34) قال : حدثنا عبد
الأعلى، عن معمر. وفي (6/38) قال : حدثنا سفيان. وفي (6/117) قال : حدثنا إبراهيم
وعلي بن إسحاق. قالا : أخبرنا ابن المبارك، عن معمر ويونس. وفي (6/228) قال :
حدثنا عبد الرزاق، عن معمر. والبخاري (1/61) قال : حدثنا أبو اليمان. قال : أخبرنا
شعيب. وفي (1/169) و (3/207) قال : حدثنا إبراهيم بن موسى. قال : أخبرنا هشام بن
يوسف، عن معمر. وفي (4/99) قال : حدثنا حبان بن موسى ومحمد. قالا : أخبرنا عبد
الله. قال : أخبرنا معمر ويونس. وفي (6/13) قال : حدثنا سعيد بن عفير قال : حدثني
الليث. قال : حدثني عقيل. وفي (7/165) قال : حدثنا بشر بن محمد. قال : أخبرنا عبد
الله. قال : أخبرنا معمر، ويونس. ومسلم (2/21) قال : حدثنا محمد بن رافع وعبد بن
حميد قالا : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر. وفي (2/22) قال : حدثني عبد
الملك بن شعيب ابن الليث. قال : حدثني أبي، عن جدي. قال : حدثني عقيل بن خالد.
وابن ماجة (1618) قال : حدثنا سهل بن أبي سهل. قال : حدثنا سفيان بن عيينة.
والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/16309) عن محمد بن منصور، عن سفيان. (ح)
وعن سويد بن نصر، عن ابن المبارك، عن معمر ويونس.
خمستهم - سفيان بن عيينة، ومعمر، ويونس، وشعيب، وعقيل بن خالد - عن الزهري، عن
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره.
أخرجه أحمد (6/210) قال : حدثنا وكيع. وفي (6/224) قال : حدثنا أبو معاوية.
والبخاري (1/96) قال : حدثنا عمر بن حفص بن غياث. قال : حدثني أبي. وفي (1/182)
قال : حدثنا مسدد. قال : حدثنا عبد الله بن داود. وفي (1/182) قال : حدثنا قتيبة
بن سعيد. قال : حدثنا أبو معاوية. ومسلم (2/22) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
قال : حدثنا أبو معاوية ووكيع (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال : أخبرنا أبو معاوية.
وفي (2/23) قال : حدثنا منجاب بن الحارث التميمي. قال : أخبرنا ابن مسهر (ح)
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أخبرنا عيسى بن يونس. وابن ماجة (1232) قال: حدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا أبو معاوية ووكيع (ح) وحدثنا علي بن محمد. قال :
حدثنا وكيع. والنسائي (2/99) وفي الكبرى (818) قال : أخبرنا أبو كريب محمد بن
العلاء. قال : حدثنا أبو معاوية. وابن خزيمة (1616) قال : حدثنا سلم بن جنادة، قال
: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا سلم أيضا. قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (1618) قال :
حدثنا محمد بن بشار. قال : حدثنا أبو داود. قال: حدثنا شعبة.
سبعتهم - وكيع، وأبو معاوية، وحفص بن غياث، وعبد الله بن داود، وعلي بن مسهر،
وعيسى بن يونس، وشعبة - عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، فذكره.
أخرجه أحمد (6/228) . ومسلم (2/22) قال : حدثنا محمد بن رافع وعبد بن حميد.
والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/16061) عن زكريا بن يحيى، عن إسحاق بن
راهويه.
أربعتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد، وإسحاق بن راهويه - عن عبد
الرزاق. قال : أخبرنا معمر. قال : قال الزهري : أخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر،
فذكره.
8530 - (خ م ت س) عائشة -
رضي الله عنها- «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يسأل في مرضه الذي مات
فيه ، يقول : أيْنَ أنا غداً - يريدُ يومَ عائشةَ - فأَذِن له أزواجُه أن يكون حيث
شاء ، فكان في بيت عائشةَ حتى مات عندها ، قالت عائشةُ : فمات في اليوم الذي كان
يدور عَلَيَّ فيه في بيتي ، فقبضه الله عز وجل وإنَّ رأسَه لَبَيْنَ نَحْري
وسَحْري ، وخالَط رِيقُه رِيقي ، دخل عبد الرحمن بن أبي بكر ، ومعه سواك يَستَن به
، فنظر إليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقلت له : أعْطِني هذا السواك يا
عبد الرحمن ، فأعطانيه ، فقضمتُهُ ، ثم مضغتُه ، -[63]- فأعطيتُه رسولَ الله - صلى
الله عليه وسلم- فاستَنَّ به وهو مستَنِد إلى صَدْرِي» هذا لفظ حديث البخاري ، وهو
أكملها .
وفي رواية : «إنْ كان ليتفقَّد في مرضه ، يقول : أينَ أنا اليوم ؟ أين أنا غداً ؟
استبطاءً ليوم عائشةَ ، فلما كان يومي قبضه الله بين سَحري ونَحري» .
وفي أخرى «ودُفِنَ في بيتي» .
وأخرجه البخاري قالت : «دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبيِّ - صلى الله عليه
وسلم- ، وأنا مُسْنِدَتُهُ إلى صَدري ، ومع عبد الرحمن سِواك رَطْب يَسْتَنُ به ،
فأَبَدَّه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بَصَرَه ، فأخَذتُ السِّواكَ ،
فقضمتُه وطَيَّبْتُهُ ، ثم دَفَعْتُهُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ،
فاستنَّ به ، فما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يَستنُّ استناناً أحسنَ
منه ، فما غدا أن فَرغَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- رَفَع يده - أو إصبعه -
ثم قال : في الرفيق الأعلى - ثلاثاً - ثم قَضَى ، وكانت تقول : مات بين حاقِنتي
وذاقِنَتي» .
وفي أخرى : قالت : «ماتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وإنَّه لَبَيْنَ حاقنتي
وذاقنتي ، فلا أكره شِدَّة الموت لأحد أبداً بعد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي أخرى : «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لما كان في مرضه جعل يدور في
نسائه ، ويقول : أين أنا غداً ؟ حِرْصاً على بيت عائشةَ ، قالت عائشةُ : فلما كان
يومي سكن» .
وفي أخرى : قالت : «تُوفيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في بيتي وفي يومي ،
وبين -[64]- سَحْري ونحري ، وكانت إحدانا تُعَوِّذُهُ بدعاءٍ إذا مَرِض ، فذْهبتُ
أُعَوِّذه ، فرفع رأسه إلى السماء ، وقال : في الرفيق الأعلى ، في الرفيق الأعلى ،
ومرَّ عبد الرحمن بنُ أبي بكر وفي يده جريدةٌ رَطْبة ، فنظر إليه النبيُّ - صلى
الله عليه وسلم- ، فظننتُ أنَّ له بها حاجة ، فأخذتُها فمضغتُ رأسها ونفضتُها ،
فدفعتُها إليه ، فاستنَّ بها كأَحسن ما كان مُسْتنّاً ، ثم ناولنيها ، فسَقَطَتْ
يده - أو سقطت من يده - فجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم من الدنيا ، وأوَّل
يوم من الآخرة» .
وفي أخرى نحوه ، إلا أنَّه قال : قالت : «دخل عبد الرحمن بسواك ، فضعف النبيُّ -
صلى الله عليه وسلم- عنه ، فمضغتُه ، ثم سَنَنْتُه به» .
وفي أخرى : أنَّ عائشةَ كانت تقول : «إنَّ من نِعَم الله عليَّ : أنَّ رسولَ الله
- صلى الله عليه وسلم- تُوُفِّي في بيتي ويومي ، وبين سَحْري ونحْري ، وأنَّ الله
جمع بين ريقي وريقه عند موته ، دخل عليَّ عبد الرحمن وبيده سواك وأنا مسندة رسولَ
الله - صلى الله عليه وسلم- ، فرأيتُه ينظر إليه ، وعَرَفْتُ أنَّه يُحِبُّ
السَّواك ، فقلتُ : آخذُه لك ؟ فأشار برأسه : أنْ نعم ، فتناوله ، فاشتَدَّ عليه ،
فقلتُ : أُلَينُه لك ؟ فأشار برأسه : أنْ نعم ، فَلَيَّنْتُهُ ، فأمَرَّه وبين
يديه ركوةٌ ، أو عُلبة - شك الراوي - فيها ماء ، فجعل يُدخِلُ يديه في الماء ،
فيمسح بهما وجهه ، يقول : لا إله إلا الله ، إنَّ للموتِ سَكَرات ، ثم نَصَبَ يده
، فجعل يقول : في الرفيق الأعلى ، حتى قُبِض - صلى الله عليه وسلم- ، فمالت يده» .
-[65]-
وقد أخرج الترمذي من هذا الحديث بطوله طَرَفاً قال : قالت : «رأيتُ النبيَّ - صلى
الله عليه وسلم- وهو بالموت ، وعنده قدَح فيه ماء ، وهو يُدخِلُ يده في القدَح ثم
يمسح وجهه بالماء ، ثم يقول : اللهم أعنِّي على غَمَراتِ الموتِ ، وسكراتِ الموتِ»
.
وله طرف آخر ، قالت : «ما أغبِطُ أحداً بِهَوْنِ موتٍ بعد الذي رأيتُ من شِدَّةِ
موتِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وأخرج النسائي منه طرفاً ، قالت : «ماتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بين
حاقِنتي وذاقِنتي ، ولا أكره شِدَّةَ الموتِ لأحد أبداً بعدما رأَيت النبيَّ - صلى
الله عليه وسلم-» (1) .
-[66]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يمرَّض) مرَّضتُ العليل : إذا عالجتَهُ وداريتَهُ .
(أوكيتهنَّ) الأوكية : جمع وِكاءٍ ، وهو ما تُشَدُّ به القِربةُ من خيطٍ ونحوه .
(مِخْضَب) المخضَب كالإجَّانة .
(سَحْراً) السَّحْر : الرِّئَةُ ، وأرادت : أنه مات عندها في حِضنها .
(لينوء) ناء بالشيء ينوءُ : إذا نهضَ به .
(عُكُوف) العُكوف : جمع عاكف ، وهو المقيم في المكان الملازِم له .
(رقيق) رجل رقيق ، أي ضعيف لَيِّن الجانب .
(يَسْتَنُّ) الاستنان : التّسوُّك بالسواك .
(فقصمته) القصم بالصاد المهملة : الكسر ، يقال : قصمتُ الشيء : إذا كسرتَه ،
والقضم بالضاد المعجمة : مِنْ قَضْم الدابة شعيرها ، يقال : قَضَمتِ الدابة شعيرها
، والفصم بالفاء والصاد المهملة : أن يتصدَّع الشيء من غير تبيُّنٍ ، فإذا بان :
فهو بالقاف والصاد المهملة . قال الحميدي : والذي في حديث عائشة أقرب إلى القضم -
بالقاف والضاد المعجمة - لأنه مضغٌ وتليين لما اشتد من السواك ، والفصم بالفاء
والصاد المهملة ، قريب من ذلك ، قال : والذي رويناه : فبالقاف والضاد المعجمة ،
والله أعلم بما قالتْه ، أو بما قاله الراوي عنها . -[67]- قلت : ومما يدل على صحة
ما رواه الحميديُّ : أنه قد جاء في باقي الروايات «فمضغته» وفي أخرى :
«أُلَيِّنُه؟» وهو بمعنى القضم ، بالقاف والضاد المعجمة .
(أبَدَّه) بالباء المعجمة بواحدة ، أي مدّه إليه كأنه أعطاه بَدَّة من بصره ، وهي
النَّصيب والحظُّ .
(الرفيق الأعلى) : الأنبياء الذين يسكنون أعلى علِّيين ، وهو اسم جاء على فعيل ،
ومعناه : الجماعة .
(حاقنتي وذاقنتي) الحاقنة : ما سفل من البطن ، والذاقنة : طرف الحلقوم الناتئ ،
وقيل : الحاقنة : المطمئن من الترقوة والحلق ، والذاقنة : نُقْرَةُ الذَّقن .
(رَكوة - علبة) قال الأزهريُّ : الرَّكوة : شبه تَوْرٍ من أدم ، وجمعها : رِكاء ،
والعلبة : مخلب من جلد ، قاله الجوهري ، كالقدح يحلب فيه .
__________
(1) رواه البخاري 8 / 106 في المغازي ، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي
الوضوء ، باب الغسل والوضوء في المخضب والقدح والخشب والحجارة ، وفي الجماعة ، باب
حد المريض أن يشهد الجماعة ، وباب أهل العلم والفضل أحق بالإمامة ، وباب من قام
إلى جنب الإمام لعلة ، وباب إنما جعل الإمام ليؤتم به ، وباب من أسمع الناس تكبير
الإمام ، وباب الرجل يأتم بالإمام ويأتم الناس بالمأموم ، وباب إذا بكى الإمام في
الصلاة ، وفي الهبة ، باب هبة الرجل لامرأته والمرأة لزوجها ، وفي الجهاد ، باب ما
جاء في بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وما نسب من البيوت إليهن ، وفي
الأنبياء ، باب قول الله تعالى : {لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين} ، وفي
الطب ، باب اللدود ، وفي الاعتصام ، باب ما يكره من التعمق والتنازع والغلو في
الدين والبدع ، ومسلم رقم (418) في الصلاة ، باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر من
مرض وسفر ، والترمذي رقم (978) و (979) في الجنائز ، باب ما جاء في التشديد عند
الموت ، والنسائي 4 / 6 و 7 في الجنائز ، باب شدة الموت .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (6/15) و (8/133) قال : حدثني محمد بن عبيد بن ميمون. قال :
حدثنا عيسى بن يونس، عن عمر بن سعيد. قال : أخبرني ابن أبي مليكة، أن أبا عمرو
ذكوان مولى عائشة أخبره، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (6/48) قال : حدثنا إسماعيل. قال : أخبرنا أيوب. وفي (6/160) قال
: حدثنا أبو أحمد الزبيري. قال : حدثنا محمد بن شريك. والبخاري (4/99) قال : حدثنا
ابن أبي مريم. قال : حدثنا نافع. وفي (6/16) قال : حدثنا سليمان بن حرب. قال :
حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب.
ثلاثتهم - أيوب، ومحمد بن شريك، ونافع بن عمر الجمحي - عن ابن أبي مليكة، عن
عائشة، فذكرته. ليس فيه ذكوان مولى عائشة.
(*) الروايات مطولة ومختصرة.
وأخرجه أحمد (6/200) قال : حدثنا إبراهيم بن خالد. قال : حدثنا رباح، عن معمر.
والبخاري (2/5 و 128 و 6/16 و 7/44) قال : حدثنا إسماعيل. قال : حدثني سليمان بن
بلال. وفي (2/128) قال : حدثني محمد بن حرب. قال : حدثنا أبو مروان يحيى بن أبي
زكريا. وفي (5/37) قال: حدثني عبيد بن إسماعيل. قال : حدثنا أبو أسامة. ومسلم
(7/137) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : وجدت في كتابي : عن أبي أسامة.
أربعتهم - معمر، وسليمان، وأبو مروان، وأبو أسامة - عن هشام بن عروة. قال : أخبرني
أبي، فذكره.
وأخرجه أحمد (6/274) قال : حدثنا يعقوب. قال : حدثنا أبي. والنسائي في الكبرى
«الورقة 92 -ب» قال : أخبرني محمد بن وهب الحراني. قال : حدثنا محمد بن سلمة.
كلاهما - إبراهيم بن سعد، والد يعقوب، ومحمد بن سلمة - عن ابن إسحاق، قال : حدثني
يعقوب بن عتبة، عن الزهري، عن عروة، فذكره.
8531 - (خ م ط ت) عائشة -
رضي الله عنها- قالت : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول وهو صحيح :
إنَّه لن يُقبَضَ نبيٌّ حتى يُرَى مقعَدُه من الجنة ، ثم يُحَيَّا - أو يُخَيّر-
قالت عائشة : فلما نُزِلَ به - ورأسُه على فخذي - غُشِيَ عليه ، ثم أفاق ، فأشْخَص
بصرَه إلى السقف ، ثم قال : اللهم الرفيقَ الأعلى ، قلتُ : إذاً لا يختارُنا ،
قالت : وعَرَفْتُ أنَّه الحديثُ الذي كان يحدِّثنا به وهو صحيح ، في قوله : إنه لم
يُقْبض نبيٌّ قطّ حتى يُرى مَقعَدُه من الجنة ، -[68]- ثم يخيَّر ، قالت عائشة :
فكانتْ تلك آخرَ كلمةٍ تَكَلَّم بها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ، قوله : اللهم
الرفيقَ الأعلى» .
وفي رواية قالت : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو صحيح يقول : إنَّه لم
يُقبَض نبيٌّ قط حتى يُرى مقعده من الجنة ، ثم يُحَيّا - أو يخيَّر - فلما اشتكى
وحَضَرهُ القَبْضُ - ورأسُه على فخذ عائشةَ - غُشِيَ عليه ، فلما أفاق شَخَص بصرهُ
نحو سقف البيت ، ثم قال : اللهم في الرفيق الأعلى ، فقلتُ : إذاً لا يُجَاورنا ،
فَعَرَفْتُ أنَّه حديثُه الذي يحدِّثنا وهو صحيح» .
وفي أخرى قالت : «كنتُ أسمع أنَّه لا يموت نبيٌّ حتى يُخَيَّر بين الدنيا والآخرة
، فسمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- في مَرَضِه الذي مات فيه ، وأَخَذَتهُ
بُحَّة ، يقول : {مع الذين أَنْعَمَ اللهُ عليهم من النَّبيِّينَ والصِّدِّيقينَ
والشُّهداءِ والصالحين وَحَسُنَ أُولئك رفيقا} الآية [النساء : 69] قالت : فظننت
أنه خُيِّر يومئذ» .
وفي أخرى قالت : «لما مَرِضَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مرضه الذي مات فيه
جعل يقول : في الرفيق الأعلى» وفي أخرى قالت : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم -
يقول : «ما مِن نبيٍّ يَمْرَض إلا خيِّر بين الدنيا والآخرة ، وكان في شكواه الذي
قُبض فيه : أخذتْهُ بُحَّةٌ شديدة ، فسمعته يقول : {مع الذين أنعمَ اللهُ عليهم من
النَّبييِّن والصِّدِّيقين والشُّهداءِ والصالحينَ وحَسُنَ أُولئك رفيقاً} [النساء
: 69] فعلمتُ أنه خُيِّر» . -[69]-
وفي أخرى «أنها سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وأصغت إليه قبل أن يموتَ ، وهو
مستند إليها- يقول : اللهم اغفر لي وارحمني ، وألحقني بالرفيق الأعلى» .
وفي أخرى قالت : «شَخَصَ بصرُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، ثم قال : في الرفيق
[الأعلى]» . أخرجه البخاري ومسلم ، إلا الثانية والآخرة ، انفرد بهما البخاري .
وأخرج الموطأ نحواً من الأُولى ، وأخرج السادسة الموطأ أيضاً والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 8 / 15 في المغازي ، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته ،
وباب آخر ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي تفسير سورة النساء ، باب
{فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين} ، وفي المرضى ، باب تمني المريض
الموت ، وفي الدعوات ، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : " اللهم الرفيق
الأعلى " ، وفي الرقاق ، باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومسلم رقم
(2444) في الفضائل ، باب في فضل عائشة رضي الله عنها ، والموطأ 1 / 238 و 239 في
الجنائز ، باب جامع الجنائز ، والترمذي رقم (3490) في الدعوات ، باب الاستعاذة من
عذاب القبر ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 6 / 89 .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/89) . والبخاري (6/12) .
كلاهما - أحمد، والبخاري - قالا : حدثنا أبو اليمان. قال : أخبرنا شعيب، عن
الزهري. قال : قال عروة بن الزبير، فذكره.
أخرجه البخاري (8/93) قال : حدثنا سعيد بن عفير. وفي (8/132) قال : حدثني يحيى بن
بكير. ومسلم (7/137) قال : حدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد. قال : حدثني
أبي.
ثلاثتهم - سعيد ، ويحيى، و شعيب بن الليث - عن الليث بن سعد. قال : حدثني عقيل بن
خالد، عن ابن شهاب. قال : أخبرني سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير في رجال من أهل
العلم، فذكروه.
(*) وأخرجه البخاري (6/18) قال : حدثنا بشر بن محمد. قال : حدثنا عبد الله. قال :
قال يونس : قال الزهري : أخبرني سعيد بن المسيب في رجال أهل العلم نحوه ليس فيه
«عروة بن الزبير» .
وأخرجه أحمد (6/274) قال : حدثنا يعقوب. قال : حدثنا أبي، قال ابن إسحاق : وقال
ابن شهاب : حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره.
8532 - (خ م ت) عائشة -
رضي الله عنها- قالت : «ما رأيتُ الوجَعَ على أحد أشدَّ منه على رسولِ الله - صلى
الله عليه وسلم-» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 10 / 96 في المرضى ، باب شدة المرض ، ومسلم (2570) في البر
والصلة والآداب ، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو غير ذلك ، والترمذي
رقم (2399) في الزهد ، باب ما جاء في الصبر على البلاء ، ورواه أيضاً أحمد في
" المسند " 6 / 173 ، وابن ماجة رقم (1622) في الجنائز ، باب ما جاء في
ذكر مرض النبي صلى الله عليه وسلم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/172) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. وفي
(6/181) قال : حدثنا عبد الرحمن. قال : حدثنا سفيان. والبخاري (7/149) قال : حدثنا
قبيصة. قال : حدثنا سفيان. (ح) وحدثني بشر بن محمد. قال : أخبرنا عبد الله. قال :
أخبرنا شعبة. ومسلم (8/13) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، قال
إسحاق : أخبرنا. وقال عثمان : حدثنا جرير. وفي (8/14) قال : حدثنا عبيد الله بن
معاذ. قال : أخبرني أبي (ح) وحدثنا ابن المثنى وابن بشار. قالا : حدثنا ابن أبي
عدي (ح) وحدثني بشر بن خالد، قال : أخبرنا محمد، يعني ابن جعفر.كلهم عن شعبة (ح)
وحدثني أبو بكر بن نافع. قال : حدثنا عبد الرحمن (ح) وحدثنا ابن نمير. قال: حدثنا
مصعب بن المقدام. كلاهما عن سفيان. وابن ماجة (1622) قال : حدثنا محمد بن عبد الله
بن نمير. قال : حدثنا مصعب بن المقدام. قال : حدثنا سفيان. والنسائي في الكبرى
«تحفة الأشراف» (12/17609) عن إبراهيم بن محمد التيمي البصري، عن يحيى بن سعيد، عن
سفيان.
ثلاثتهم - شعبة، وسفيان، وجرير - عن سليمان الأعمش، عن شقيق أبي وائل، عن مسروق،
فذكره.
(*) وأخرجه الترمذي (2397) قال : حدثنا محمود بن غيلان. قال : حدثنا أبو داود. قال
: أخبرنا شعبة. عن الأعمش. قال : سمعت أبا وائل يقول : قالت عائشة، فذكرته. ليس
فيه «مسروق» .
8533 - (خ م) عبد الله بن
عباس - رضي الله عنهما- قال : «لمَّا حُضِر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وفي
البيت رجال ، فيهم عمر بن الخطاب- قال النبيُّ -[70]- صلى الله عليه وسلم- :
هَلُمُّوا أكتبْ لكم كتاباً لن تَضِلُّوا بعده ، فقال عمر - وفي رواية : قال بعضهم
- : رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قد غَلبَ عليه الوَجَعُ ، وعندكم القرآن ،
حَسْبُكم كتابُ الله ، فاختلف أهلُ البيت واختصموا ، فمنهم من يقول : قرِّبوا
يكتبْ لكم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، ومنهم من يقول ما قال عمر - وفي
رواية : فمنهم من يقول غير ذلك - فلما أكثروا اللَّغَطَ والاختلاف : قال رسولُ الله
- صلى الله عليه وسلم- : قوموا عني ، قال : فكان ابنُ عباس يقول : إن الرَّزِيَّة
كلَّ الرَّزيَّةِ : ما حال بين رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وبين أن يكتب لهم
ذلك الكتاب ، لاختلافهم ولَغَطِهم» .
وفي رواية قال : «قُومُوا عَني ، فلا ينبغي عندي التنازعُ ، فخرج ابن عباس وهو
يقول : إنَّ الرَّزِيَّة كل الرَّزيَّة ما حالَ بينَ رسولِ الله - صلى الله عليه
وسلم- وبين كتابه» .
وفي أخرى قال : قال ابنُ عباس : «يومُ الخميس ، وما يومُ الخميس ؟ - زاد في رواية
: ثم بكى حتى بَل دمعُه الحصا - قلتُ : يا أبا عباس ، ما يومُ الخميس ؟ قال : اشتد
برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وَجَعُهُ ، فقال : ائتوني بِكَتِف أكتبْ لكم
كتاباً لا تضلُّوا بعده أبداً ، فتنازعوا - ولا ينبغي عند نبيٍّ تنازع - فقالوا :
ما شأنه ؟ هَجَر ؟ استفهِموه ، فذهبوا يَرُدُّون عليه ، فقال : ذَروني ، دَعُوني ،
فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه ، فأمرهم - وفي رواية : فأوصاهم-[71]- بثلاث
فقال : أَخرِجُوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوَفْد بنحو ما كنتُ
أُجِيزُهم ، وسكت عن الثالثة - أو قال : فنسيتُها - قال سفيان : هذا من قول سليمان
- هو ابن أبي مسلم الأحول - وفي رواية : ونسيتُ الثالثة» .
أخرجه البخاري ومسلم ، وأخرجه مسلم أيضاً مختصراً (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اللَّغَطُ) : الضَّجَّةُ واختلاف الأصوات .
(الرَّزِيَّة) : المصيبة التي تنزل بالإنسان من الشدائد .
(هجر) الهَجْر بالفتح : الهَذَيان ، وهو النطق بما لا يفهم ، يقال : هَجَرَ فلان :
إذا هَذَى ، وأَهْجَرَ : إذا نطق بالفحش ، والهُجْرُ- بالضم- : الفحش في النطق .
(أجيزوا الوَفد) الوفد : الذين يقصدون الملوك في طلب حوائجهم ويأتونهم من
مهمَّاتهم ، وإجازتُهم : إعطاؤهم الجائزة ، وهي ما يُعْطَونَ من العطاء والصِّلَة ،
وقد تقدَّم شرح ذلك مستقصى فيما مضى من الكتاب .
__________
(1) رواه البخاري 8 / 103 في المغازي ، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته ،
وفي العلم ، باب كتابة العلم ، وفي الجهاد ، باب هل يستشفع إلى أهل الذمة ، وباب
إخراج اليهود من جزيرة العرب ، باب قول المريض : قوموا عني ، وفي الاعتصام ، باب
كراهية الخلاف ، ومسلم رقم (1637) في الوصية ، باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي
فيه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/293) (1676) قال : حدثنا حسن، قال :حدثنا شيبان، عن ليث، عن
طاوس، فذكره.
1 - أخرجه أحمد (1/324) (2992) قال : حدثني وهب بن جرير، قال : حدثنا أبي.
والبخاري (1/39) قال : حدثنا يحيى بن سليمان، قال : حدثني ابن وهب. كلاهما - جرير،
وابن وهب - عن يونس.
2 - وأخرجه أحمد (1/336) (3111) قال : حدثنا عبد الرزاق. والبخاري (6/11) قال :
حدثنا علي بن عبد الله، قال : حدثنا عبد الرزاق. وفي (7/155 و 156) قال : حدثنا
إبراهيم بن موسى، قال : حدثنا هشام (ح) وحدثني عبد الله بن محمد. قال : حدثنا عبد
الرزاق. وفي (9/137) قال : حدثنا إبراهيم بن موسى. قال : أخبرنا هشام. ومسلم
(5/76) قال : حدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد، قال عبد : أخبرنا، وقال ابن رافع :
حدثنا عبد الرزاق. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5841) عن زكريا بن يحيى، عن
إسحاق بن إبراهيم بن راهويه، عن عبد الرزاق. كلاهما - عبد الرزاق، وهشام - عن
معمر.
كلاهما - يونس، ومعمر - عن الزهري، عن عبيد الله بن عتبة، فذكره.
1 - أخرجه الحميدي (526) . وأحمد (1/222) (1935) . والبخاري (4/85) قال : حدثنا
قبيصة. وفي (4/120) قال : حدثنا محمد. وفي (6/11) قال : حدثنا قتيبة. ومسلم (5/75)
قال : حدثنا سعيد بن منصور. وقتيبة بن سعيد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد.
وأبو داود (3029) قال : حدثنا سعيد بن منصور. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف»
(5517) عن محمد بن منصور. تسعتهم- الحميدي، وأحمد، وقبيصة، ومحمد بن سلام، وقتيبة،
وسعيد، وأبو بكر، وعمرو، ومحمد بن منصور - عن سفيان بن عيينة، عن سليمان بن أبي
مسلم الأحول.
2 - وأخرجه أحمد (1/355) (3336) . ومسلم (5/75) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم.
والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5524) عن محمد بن عبد الله المخرمي.
ثلاثتهم - أحمد، وإسحاق، ومحمد - عن وكيع، عن مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف.
كلاهما - سليمان، وطلحة - عن سعيد بن جبير، فذكره.
8534 - (خ س) أنس بن مالك
- رضي الله عنه - قال : «لمَّا ثَقُلَ -[72]- رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ،
جعل يتغَشَّاه الكَربُ ، فقالت فاطمةُ : وا كَرْبَ أبَتَاهُ ؟! فقال لها : ليس على
أبيك كَرْبٌ بعد اليوم ، فلما مات قالت : يا أبَتَاهُ ، أجاب رباً دعاه ، يا
أَبَتَاه ، جَنَّةُ الفِرْدَوسِ مأواه ، يا أبَتَاه ، إلى جبريلَ نَنْعاه ، فلما
دُفِن قالت : يا أنس ، كيف طابتْ أنفسُكم أن تَحثُوا على رسولِ الله - صلى الله
عليه وسلم- الترابَ ؟» أخرجه البخاري .
وفي رواية النسائي «أنَّ فاطمةَ بكتْ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حين
مات ، فقالت : يا أبتاه ، مَنْ ربِّه ما أدناه ؟ يا أبتاه ، إلى جبريل ننعاه ، يا
أبتاه ، جَنَّةُ الفردوس مأواه؟ (1)» .
__________
(1) رواه البخاري 8 / 113 في المغازي ، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته ،
والنسائي 4 / 13 في الجنائز ، باب في البكاء على الميت ، ورواه أيضاً أحمد في
" المسند " 3 / 197 ، والدارمي 1 / 40 و 41 ، وابن ماجة رقم (1629) في
الجنائز ، باب ذكر وفاته ودفنه صلى الله عليه وسلم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه عبد بن حميد (1364) قال : حدثني سليمان بن حرب. والدارمي قال :
أخبرنا أبو النعمان. والبخاري (6/18) قال : حدثنا سليمان بن حرب. وابن ماجة (1630)
قال : حدثنا علي بن محمد، قال : حدثنا أبو أسامة.
ثلاثتهم - سليمان، وأبو النعمان، وأبو أسامة - قالوا : حدثنا حماد بن زيد، عن
ثابت، فذكره.
وأخرجه أحمد (3/141) قال : حدثنا أبو النضر. وفي (3/141) أيضا. قال : حدثنا خلف.
كلاهما - أبو النضر، وخلف - قالا : حدثنا المبارك، هو ابن فضالة.
وأخرجه ابن ماجة (1629) . والترمذي في «الشمائل» (397) قالا : حدثنا نصر بن علي،
قال : حدثنا عبد الله بن الزبير أبو الزبير.
كلاهما - المبارك، وعبد الله بن الزبير - عن ثابت، فذكره.
8535 - (خ) أنس (1) - رضي
الله عنه - «أنَّ العباسَ مَرَّ بمجلس فيه قوم من الأنصار يبكون ، حين اشتدَّ
برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وَجَعُهُ ، فقال لهم : ما يُبكيكم ؟ فقالوا :
ذكرنا مَجْلِسَنَا من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فدخل العباسُ على رسولِ
الله - صلى الله عليه وسلم- ، فأخبره ، فعَصَب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-
رأسَه بعصابة دَسْماءَ - أو قال : بحاشيةِ بُرد - وخرج وصَعِدَ المنبر ، وخَطَبَ
النَّاس وأثنى على الأنصار خيراً ، وأوصى بهم ، ثم قال : إنَّ الله خيَّرَ عبداً
بين الدنيا -[73]- وبين ما عندَه ، فاختار العبد ما عنده ، فبكى أبو بكر ، وقال :
يا رسولَ الله ، فديناك بآبائنا وأُمَّهاتنا ، فقلنا : ما لهذا الشيخ يبكي أن
ذَكَر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عبداً خيَّره الله بين الدنيا وما عنده ،
فاختارَ العبد ما عنده ؟ فكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- هو المخيَّرَ ،
وكان أبو بكر أَعْلَمَنَا» (2) .
أخرجه البخاري إلى قوله : «فَصَعِدَ المنبر» .
ثم قال : ولم يَصعدهُ بعدَ ذلك اليوم ، فَحمِدَ الله وأثنى عليه ، ثم قال :
«أوصيكم بالأنصار ، فإنهم كَرِشِي وعَيْبَتي ، وقد قَضَوُا الذي عليهم ، وبقي الذي
لهم ، فاقبلوا من مُحْسِنهِم ، وتجاوزوا عن مسيئهم» (3) والباقي ذكره رزين .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(دسماء) الدُّسْمَة : لون بين الغُبرة والسواد .
__________
(1) في المطبوع من جامع الأصول بتحقيق الشيخ حامد الفقي : أبو سعيد الخدري ، وهو
خطأ .
(2) هذه الرواية التي ذكرها رزين في منتصف الحديث عند البخاري من حديث أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه ، رواها البخاري 1 / 464 في الصلاة ، باب الخوخة والممر في
المسجد ، وفي الفضائل ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " سدوا الأبواب
إلا باب أبي بكر " .
(3) رواه البخاري 7 / 91 و 92 في فضائل الأنصار ، باب قول النبي صلى الله عليه
وسلم : " اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم " ، ورواه مسلم مختصراً
رقم (2510) في فضائل الصحابة ، باب من فضائل الأنصار ، بلفظ : " إن الأنصار كرشي
وعيبتي ، وإن الناس سيكثرون ويقلون ، فاقبلوا من محسنهم ، واعفوا عن مسيئهم "
.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (5/43) . والنسائي في «فضائل الصحابة» (241) قال : أخبرنا
محمد بن يحيى أبو علي المروزي، قال : حدثنا شاذان بن عثمان أخو عبدان قال : حدثنا
أبي، قال : أخبرنا شعبة، عن هشام بن زيد. فذكره.
8536 - (ط) أم سلمة - رضي
الله عنها- قالت : «ما صَدَّقتُ بموتِ -[74]- رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-
حتى سمعتُ وَقْعَ الكرازِينِ» أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الكرازين) جمع كَرزِين ، وهو الفَأس .
__________
(1) 1 / 231 بلاغاً في الجنائز ، باب ما جاء في دفن الميت ، وإسناده منقطع ، قال
ابن عبد البر : لا أحفظه عن أم سلمة متصلاً ، وإنما هو عن عائشة ، قال الزرقاني في
" شرح الموطأ " : وهو تقصير ، فقد رواه الواقدي عن ابن أبي سبرة عن
الحليس بن هشام عن عبد الله بن موهب عن أم سلمة نحوه .. ، وفي " التقريب
" عبد الله بن موهب عن أم سلمة ، كذا وقع في أحكام عبد الحق وهو وهم ،
والصواب : عثمان بن عبد الله بن موهب ، قال الزرقاني : وقول عائشة أخرجه ابن سعد
من طريق عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن عمرة عن عائشة قالت : ما علمنا بدفن رسول
الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعت صوت المساحي ليلة الأربعاء في السحر . أقول :
ورواه أحمد في " المسند " 6 / 62 و 274 .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك بلاغا في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (2/93) .
8537 - () عبد الرحمن بن
عسيلة الصنابحي (1) ، «قيل له : متى هاجرتَ ؟ قال : خَرجنا من اليمن مهاجرين ،
فقَدِمْنا الجُحْفةَ ، فأقبل راكبٌ ، فقلت له : الخبرُ ؟ فقال : دفنَّا رسولَ الله
- صلى الله عليه وسلم- منذ خمس» أخرجه ... (2) .
__________
(1) في الأصل : أبو الحسين الصنابحي ، وفي المطبوع : عبد الرحمن بن عبيد الصنابحي
، وكلاهما خطأ ، والصواب ما أثبتنا : عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي ، ويكنى أبا
عبد الله ، رحل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو
في الطريق ، وهو تابعي ، لأنه لم يدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأحاديثه
مرسلة .
(2) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه البخاري ، ورمز له
في أوله بحرف (خ) وهو خطأ .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين. وقال محقق النسخة المطبوعة: في المطبوع : أخرجه
البخاري ورمز له في أوله بحرف (خ) وهو خطأ.
الفصل الثاني : في غسله
وكفنه - صلى الله عليه وسلم-
8538 - () جعفر بن محمد بن علي - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه
وسلم- تُوفي يوم الاثنين ، فلم يُغَسَّل إلى آخر يوم الثلاثاء ، فغُسِّلَ مِن بئر
غَرْس ، كانت لسعدِ بن خيثمةَ ، كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يشربُ منها
، ولِيَ غَسلَ سِفْلَتِه عليٌّ ، وغُسِّلَ في قميص ، عليٌّ يَغْسِلُ وأُسامة -
وقيل : رجل من الأنصار - يَصُبُّ الماءَ ، والفَضلُ مُحْتَضِنُهُ إذ يغسِلُ عليٌّ سِفْلَتَه
، والفضل يقول : أرِحني أرِحني ، أرِحني ، قطعتَ وَتِيْني ، أرى شيئاً ينزل عليَّ
، وكُفِّنَ في ثلاثة أثواب : ثوبين صُحارِيَّينِ ، وبُردٍ حِبَرة ، وصلَّى الناسُ
عليه بغير إمام ، تُصَلِّي زُمرةٌ وتخرُجُ ، وهو في موضعه ، فلما فرغوا نادي عمر
بن الخطاب : خَلُّوا الجنازة وأهلَها ، وكانت عائشةُ بعدُ تقول : لو استقبلتُ من
أمري ما استدبرتُ ما غَسلَهُ إلا نساؤُه» . أخرجه ... (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وتيناً) الوتين : عرق في القلب إذا انقطع مات صاحبه . -[76]-
(صُحاريَّين) صُحار : قرية باليمن تنسب إليها الثياب ، وقال الخطَّابيُّ : الصحرةُ
: حُمْرَةٌ خفيفة كالغبرة ، يقال : ثوبٌ أصحر ، وصُحاري ، وقيل : إنَّ الأصحر : ما
كان لونُه لون الصحراء من الأرض .
(الحِبَرة) واحدة الحِبَر ، وهي الثياب المنقوشة الموشيَّة .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وانظر
الحديث الذي بعده .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين.
8539 - (د) عبَّاد بن عبد
الله بن الزبير - رضي الله عنهما- قال : «سمعتُ عائشةَ - رضي الله عنها- تقول :
لما أرادوا غَسلَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، قالوا : والله لا ندري ،
أنُجَرِّدُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- من ثيابه ، كما نُجَرِّدُ موتانا ،
أم نغسله وعليه ثيابه ؟ فلما اختلفوا ألقى الله تبارك وتعالى عليهم النَّوْمَ ،
حتى ما منهم رَجُلٌ إلا وذَقْنه في صدرِهِ ، ثم كلَّمهم مُكَلِّم من ناحية البيت -
لا يدرون من هو - : اغْسِلوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وعليه ثيابُهُ ،
فقاموا إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فغسلوه وعليه قميصُه ، يَصبُّون
الماءَ فوقَ القميص ، ويَدْلُكُونه بالقميص دون أيديهم ، وكانت عائشةُ - رضي الله
عنها - تقول : لو استقبلتُ مِنْ أمري ما استدبرتُ ما غَسلَه إلا نِساؤُه» . أخرجه
أبو داود (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3140) في الجنائز ، باب في ستر الميت عند غسله ، وإسناده
صحيح ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 6 / 267 ، والحاكم 3 / 59 و 60
وصححه على شرط مسلم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/267) قال : حدثنا يعقوب. قال : حدثنا أبي.وأبو داود (3141) قال :
حدثنا النفيلي. قال : حدثنا محمد بن سلمة. وابن ماجة (1464) قال : حدثنا محمد بن
يحيى. قال : حدثنا أحمد بن خالد الوهبي.
ثلاثتهم - إبراهيم بن سعد - والد يعقوب -، ومحمد بن سلمة، وأحمد بن خالد - عن محمد
بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، فذكره.
8540 - (خ م ط ت د س)
عائشة - رضي الله عنها- «أنَّ رسولَ الله -[77]- صلى الله عليه وسلم- كُفِّنَ في
ثلاثة أثواب بيضٍ سَحُوليَّة من كُرْسُف ، ليس فيها قميصٌ ولا عِمامة» .
وفي رواية : قالت : «أُدْرِجَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في حُلَّة
يَمانيَّة ، كانت لعبد الله بن أبي بكر ، ثم نُزِعَتْ عنه ، وكُفِّن في ثلاثة
أثواب سَحُول يمانية ليس فيها عمامةٌ ولا قميص ، فرفع عبد الله الحُلَّة ، فقال :
أُكَفَّنُ فيها ، ثم قال : لم يكفَّنْ فيها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ،
وأُكُفَّنُ فيها ، قال : فتصدَّق بها» .
وفي أخرى نحوه ، وزاد «أما الحُلَّةُ ، فإنما شُبِّه على الناس فيها ، إنها
اشتُرَِيتْ ليُكفَّنَ فيها ، فتُرِكَتِ الحلَّةُ ، وكفِّنَ في ثلاثة أثواب بيض
سَحولية فأخذها عبد الله بنُ أبي بكر ، فقال : لأحبِسَنّها حتى أُكَفِّنَ فيها
نفسي ، ثم قال : لو رضيها الله عزَّ وجلَّ لنبيِّه - صلى الله عليه وسلم- لكفَّنَه
فيها ، فباعها وتصدَّق بثمنها» . أخرجه البخاري ومسلم .
وفي أخرى لمسلم عن أبي سلمةَ بنِ عبد الرحمن قال : «سألتُ عائشةَ : في كم كُفِّنَ
النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ؟ فقالت : في ثلاثة أثواب سحوليةِ» .
وفي أخرى لهما : «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- حين تُوُفِّي - سُجِّي
ببُردٍ حِبَرة» .
وأخرج الموطأ والنسائي الرواية الأولى ، وفي بعض الروايات : «ثلاثة أثواب سُحْل» .
-[78]-
وفي رواية الترمذي : «فذكروا لعائشة قولهم ، في ثوبين وبُرْدٍ حبَرة ، فقالت : قد
أُتِي بالبُرْد ولكنَّهم ردُّوه ، ولم يكفِّنوه فيه» .
وأخرج أبو داود والنسائي رواية الترمذي .
وفي أخرى لأبي داود : قالت «أدْرِجَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في ثوب
حِبَرة ، ثم أُخِّر عنه» .
وفي أخرى له «كُفِّنَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في ثلاثة أثواب يمانيَّة
بيض ليس فيها قميصٌ ولا عِمَامَة» .
وفي أخرى للنسائي : «كُفِّن في ثلاثة أثواب يمانِّية بيض سَحُول كُرْسُف» .
وأخرج أبو داود الرواية الآخرة من روايات البخاري ومسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سَحوليَّة) سَحول : قرية باليمن تنسب إليها الثياب ، وقيل : السَّحولية :
المقصورة كأنها نُسبَتْ إلى السحول ، وهو القصَّار ، لأنه يَسْحَلُها ، أي :
يغسلها ، وروي بضم السين ، كأنه نسب إلى السُّحول جمع سُحُل ، وهو الثوب الأبيض ،
وقيل : هو الثوب من القطن ، وفي هذا النسب نظر من حيث إنه -[79]- نسب إلى الجمع ،
وقد ذكر أن اسم القرية اليمانية [سُحُول] بضم السين .
(الكُرسف) : القطن ، وقد وصف به ، كقولهم : مررت بحيَّةٍ ذراعٍ .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 108 في الجنائز ، باب الثياب البيض للكفن ، وباب الكفن بغير
قميص ، وباب الكفن ولا عمامة ، وباب موت يوم الاثنين ، ومسلم رقم (941) في الجنائز
، باب في كفن الميت ، والموطأ 1 / 223 في الجنائز ، باب ما جاء في كفن الميت ،
والترمذي رقم (996) في الجنائز ، باب ما جاء في كفن النبي صلى الله عليه وسلم ،
وأبو داود رقم (3151) في الجنائز ، باب في الكفن ، والنسائي 4 / 35 في الجنائز ،
باب كفن النبي صلى الله عليه وسلم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (156) . وأحمد (6/40) قال : حدثنا سفيان. وفي (6/45)
قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (6/118) قال : حدثنا سليمان بن داود. قال : أخبرنا
عبد الرحمن. وفي (6/132) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا حماد بن سلمة. وفي (6/165)
قال : حدثنا عبد الله بن إدريس. وفي (6/192) قال : حدثنا يحيى. وفي (6/203 و 214)
قال : حدثنا وكيع. وعبد بن حميد (1495) قال : أخبرنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا
معمر. وفي (1507) قال : أخبرنا النضر بن شميل. والبخاري (2/95) قال : حدثنا محمد
بن مقاتل. قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك. وفي (2/97) قال : حدثنا أبو نعيم.
قال : حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا مسدد. قال : حدثنا يحيى (ح) وحدثنا إسماعيل. قال :
حدثنا مالك. وفي (2/127) قال : حدثنا معلى بن أسد. قال : حدثنا وهيب. ومسلم (3/49)
قال : حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قال يحيى : أخبرنا،
وقال الآخران : حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثني علي بن حجر السعدي. قال : أخبرنا علي
بن مسهر. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا حفص بن غياث وابن عيينة
وابن إدريس وعبدة ووكيع (ح) وحدثناه يحيى بن يحيى. قال : أخبرنا عبد العزيز بن
محمد. وأبو داود (3151) قال :حدثنا أحمد بن حنبل.قال :حدثنا يحيى بن سعيد.وفي
(3152) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. قال : حدثنا حفص. وابن ماجة (1469) قال: حدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا حفص بن غياث. والترمذي (996) قال : حدثنا قتيبة.
قال : حدثنا حفص بن غياث. وفي «الشمائل» (393) قال : حدثنا محمد بن حاتم. قال :
حدثنا عامر بن صالح. والنسائي (4/35) قال : أخبرنا قتيبة، عن مالك. (ح) وأخبرنا
قتيبة. قال : حدثنا حفص جميعهم - مالك، وسفيان بن عيينة، وأبو معاوية محمد بن
خازم، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وحماد بن سلمة، وعبد الله بن إدريس، ويحيى بن
سعيد القطان، ووكيع، ومعمر، والنضر بن شميل، وعبد الله بن المبارك، وسفيان الثوري،
ووهيب، وعلي بن مسهر، وحفص بن غياث، وعبدة بن سليمان، وعبد العزيز بن محمد، وعامر
بن صالح - عن هشام بن عروة.
2 - وأخرجه أحمد (6/231) . والنسائي (4/35) قال : أخبرنا إسحاق. كلاهما - أحمد بن
حنبل، وإسحاق بن راهويه - عن عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر، عن الزهري.
3 - وأخرجه أحمد (6/264) قال : حدثنا مسكين بن بكير، عن سعيد - يعني ابن عبد
العزيز -. قال : مكحول حدثني.
ثلاثتهم - هشام بن عروة، والزهري، ومكحول - عن عروة بن الزبير، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة وألفاظها متقاربة.
8541 - (د) عامر [بن
شرحبيل الشعبي]- رحمه الله- قال : «غَسَّل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عليٌّ
، والفضلُ ، وأسامةُ ، وهم أدخلوه في قبره ، قال : وحدَّثني مُرَحَّب - أو ابن أبي
مُرَحَّب - أنها أدْخلوا معهم عبد الرحمن بنَ عَوف ، فلما فرغ عليٌّ ، قال : إنما
يلي الرجلَ أهلُه» .
وفي رواية عن الشعبي عن أبي مُرَحَّبٍ «أنَّ عبد الرحمن بنَ عَوْف نزل في قبر
النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، قال : كأني أنظرُ إليهم أربعة» أخرجه أبو داود (1)
.
وفي رواية ذكرها رزين قال : «غَسَّلَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عليٌّ ،
والفضلُ ومعهما العباسُ ، وأسامةُ بنُ زيد ، وهم أدخلوه قبرَه ، وكان معهم في
الغَسْلِ ابنُ عوف ورجل من الأنصار ، فلما فرغوا قال عليُّ : إنما يلي الرجل أهلُه
، قال عبد الرحمن : كأنِّي أنظر إلى الذين نزلوا في قبر رسولِ الله - صلى الله
عليه وسلم- أربعة ، أحدهم : أنصاريّ» .
__________
(1) رقم (3209) و (3240) في الجنائز ، باب كم يدخل القبر ، وهو مرسل صحيح ، وله
شاهد من حديث علي رضي الله عنه عند الحاكم 1 / 364 ، وعند البيهقي 4 / 53 ، وصححه
الحاكم ووافقه الذهبي .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3209) قال : حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا إسماعيل بن أبي
خالد، عن عامر، فذكره.
الفصل الثالث : في دفنه
صلى الله عليه وسلم
8542 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله- بلغه «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-
تُوفِّيَ يوم الاثنين ، ودُفنَ يوم الثلاثاء ، وصلَّى الناس عليه أفذاذاً ، لا
يُؤمُّهم أحد ، فقال ناس : يُدْفَن عند المنبر ، وقال آخرون : بالبقيع ، فجاء أبو
بكر ، فقال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول ما دُفِن نبيٌّ قَطُّ
إلا في مكانه الذي تُوفِّيَ فيه ، فَحُفِر له فيه ، فلما أرادوا غَسلَه أرادوا نزع
قميصه ، فسمعوا صوتاً يقول : لا تنْزِعوا القميص فلم يُنْزَعِ القميصُ ، فَغُسِّل
وهو عليه» . أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أفذاذاً) الأفذاذ : جمع فَذٍّ ، وهو المنفرد .
__________
(1) بلاغاً 1/ 231 في الجنائز ، باب ما جاء في دفن الميت ، قال ابن عبد البر : هذا
الحديث لا أعلمه يروى على هذا النسق بوجه من الوجوه ، غير بلاغ مالك هذا ، ولكنه
صحيح من وجوه مختلفة وأحاديث شتى ، جمعها مالك .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني. بلاغا. (2/90) .
8543 - (ت) عائشة وابن
عباس- رضي الله عنهما- قالا : «لَمَّا قُبِضَ رسول الله وغُسِّلَ ، اختلفوا في
دفنه ، فقال أبو بكر : ما نَسيتُ ما سمعتُ من رسول الله -[81]- صلى الله عليه
وسلم-، يقول : ما قَبَضَ الله نبياً إلا في الموضع الذي يُحِبُّ أن يُدفَن فيه ،
ادفنوه في موضع فراشه» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1018) في الجنائز ، باب رقم (33) ، وإسناده ضعيف ، وقال الترمذي : هذا
حديث غريب ، أقول : لكن له شواهد يقوى بها ، ولذلك قال الترمذي : وقد روي هذا
الحديث من غير وجه رواه ابن عباس عن أبي بكر الصديق عن النبي صلى الله عليه وسلم ،
أقول : ورواه ابن سعد عن أبي بكر مختصراً موقوفاً ، وهو في حكم المرفوع .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1018) حدثنا أبو كريب. قال : حدثنا أبو معاوية، عن عبد الرحمن بن
أبي بكر، عن أبي مليكة، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث غريب، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي يضعف من قبل حفظه.
وقد روى هذا الحديث من غير هذا الوجه فرواه ابن عباس، عن أبي بكر الصديق، عن النبي
-صلى الله عليه وسلم- أيضا.
8544 - (ط) عروة بن
الزبير - رضي الله عنه - قال : «كان بالمدينة رجلان : أحدُهما يَلْحَدُ ، والآخر
يَشُقُّ ، فقالوا : أيُّهما جاء أولُ عَمِل عَمَلَهُ ، فجاء الذي يَلْحَدُ ،
فَلحَدَ له» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 231 في الجنائز ، باب ما جاء في دفن الميت ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك مع شرح الموطأ (2/92) عن هشام بن عروة، عن أبيه أنه قال، فذكره.
8545 - (م س) سعد بن أبي
وقاص - رضي الله عنه - قال : - في مرضه الذي هلَك فيه - «الْحدُوا لي لَحْداً ،
وانْصِبُوا عَلَيّ اللَّبِنَ نَصْباً ، كما صُنِعَ برسول الله - صلى الله عليه
وسلم-» أخرجه مسلم والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (966) في الجنائز ، باب في اللحد ونصب اللبن على الميت ،
والنسائي 4 / 80 في الجنائز ، باب اللحد والشق .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/169) (1450) . وفي (1/184) (1602) قال : حدثنا أبو سلمة
منصور بن سلمة الخزاعي. وفي (1/184) (1601) قال : حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم.
ومسلم (3/61) قال : حدثنا يحيى بن يحيى. وابن ماجة (1556) قال : حدثنا محمد بن
المثنى، قال : حدثنا أبو عامر. والنسائي (4/80) قال : أخبرنا هارون بن عبد الله،
قال : حدثنا أبو عامر.
أربعتهم - أبو سلمة الخزاعي، وأبو سعيد، ويحيى بن يحيى، وأبو عامر - عن عبد الله
بن جعفر، عن إسماعيل بن محمد بن سعد، عن عامر بن سعد، فذكره.
أخرجه أحمد (1/169) (1451) . و (1/173) (1489) . والنسائي (4/80) قال : أخبرنا
عمرو بن علي.
كلاهما - أحمد، وعمرو بن علي - عن عبد الرحمن بن مهدي، قال : حدثنا عبد الله بن
جعفر، عن إسماعيل بن محمد بن سعد، عن أبيه، فذكره.
8546 - (ت س) عبد الله بن
عباس - رضي الله عنهما- قال : «جُعِلَ تحتَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في
قبره ، قطيفة حمراءُ» أخرجه الترمذي والنسائي .
وقال الترمذي : وقد رُوِيَ عن ابن عباس كراهةُ ذلك (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1048) في الجنائز ، باب رقم (55) ، والنسائي 4 / 81 في
الجنائز ، باب وضع الثوب في اللحد ، وإسناده صحيح ، وقد أبعد المصنف النجعة ، فقد رواه
مسلم رقم (967) في الجنائز ، باب جعل القطيفة في القبر .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/228) (2021) قال : حدثنا يحيى، وابن جعفر. وفي (1/355)
(3341) قال : حدثنا وكيع. ومسلم (3/61) قال : حدثنا يحيى بن يحيى، قال : أخبرنا
وكيع. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا غندر ووكيع. (ح) وحدثنا محمد
بن المثنى، قال : حدثنا يحيى بن سعيد. والترمذي (1048) قال : حدثنا محمد بن بشار،
قال : حدثنا محمد بن جعفر، ويحيى.والنسائي (4/81) قال : أخبرنا إسماعيل بن مسعود،
عن يزيد - وهو ابن زريع.
أربعتهم - يحيى، ومحمد بن جعفر، ووكيع، ويزيد - عن شعبة، عن أبي جمرة، فذكره.
8547 - (ت) محمد بن علي
بن الحسين (1) قال : «الذي ألْحَدَ قَبْرَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- : أبو
طلحةَ ، والذي ألقى القطيفةَ تحته : شُقْرانُ ، مولى رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- ، قال جعفر بن محمد : وأخبرني ابن أبي رافع قال : سمعتُ شُقْرانَ مولى رسول
الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : أنا واللهِ طرحتُ القطيفة تحتَ رسولِ الله -
صلى الله عليه وسلم- في القبر» أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) هو محمد الباقر بن جعفر الصادق .
(2) رقم (1047) في الجنائز ، باب ما جاء في الثوب الواحد يلقى تحت الميت في القبر
، وإسناده منقطع ، ولكن له شواهد منها الذي قبله .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1047) قال : حدثنا زيد بن أخزم الطائي البصري. حدثنا عثمان بن فرقد.
قال: سمعت جعفر بن محمد، عن أبيه، قال، فذكره.
8548 - (د) القاسم بن
محمد [بن أبي بكر]- رحمه الله- قال : «دخلتُ على عائشةَ أمّ المؤمنين بيتَها ،
فقلت : يا أُمّهْ ، اكشِفي لي عن قبرِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-
وصاحِبَيْهِ ، فَكَشَفَتْ لي عن ثلاثةِ قبور لا مُشْرِفَة ، ولا لاطِئَة ،
مَبْطوحةٍ ببطْحاء الْعَرصةِ الحمراء» أخرجه أبو داود (1) .
وزاد رزين في روايته : «ورأيت رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مُقَدَّمَ القبلة
، وأبو بكر خَلْفَهُ ، رأسهُ عند منكبي رسولِ الله ، وطالت رجلاه أسفل ، وعُمر خلف
أبي بكر على تلك الرتبة» .
__________
(1) رقم (3220) في الجنائز ، باب في تسوية القبر ، ورواه أيضاً البيهقي في "
دلائل النبوة " ، وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3220) قال : حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن أبي فديك، أخبرني عمرو
بن عثمان بن هانئ، عن القاسم، فذكره.
8549 - (خ) [أبو بكر بن
عياش] عن سفيان التمار (1) «أنه [حدَّثه أنه] رأى قبر رسولِ الله - صلى الله عليه
وسلم- مُسَنَّماً» أخرجه البخاري (2) .
__________
(1) في الأصل والمطبوع : عبد الله بن عباس أنه رأى قبر رسول الله صلى الله عليه
وسلم مسنماً ، وهو خطأ .
(2) 3 / 203 في الجنائز ، باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (1390) قال : حدثنا محمد بن مقاتل، أخبرنا عبد الله، أخبرنا أبو بكر
بن عياش.
الباب الثاني : في الموت
ومقدِّماته ، وما يتعلَّق به ، وفيه سبعة فصول
الفصل الأول : في مقدِّمات الموت ونزوله
8550 - (م د ت س) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى
الله عليه وسلم- : «لَقِّنُوا موتاكم لا إله إلا الله» .
أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود والنسائي .
وقال الترمذي : «لمَّا حُضِر ابنُ المبارك لَقَّنه رجل : لا إله إلا الله ، فلما
أكَثرَ عليه من غير تفتير ، قال : إذا قلتُ مَرَّةَ فأنا عليه من غير تفتير ما لم
أتكلَّمْ بكلام» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (916) في الجنائز ، باب تلقين الموتى لا إله إلا الله ،
والترمذي رقم (976) في الجنائز ، باب ما جاء في تلقين المريض عند الموت ، وأبو
داود رقم (3117) في الجنائز ، باب في التلقين ، والنسائي 4 / 5 في الجنائز ، باب
تلقين الميت ، أقول : وقد رواه مسلم من حديث أبي هريرة رقم (917) في الجنائز ، باب
تلقين الموتى لا إله إلا الله . أقول : وجملة " من غير تفتير " في
المكانين ليست في نسخ الترمذي المطبوعة ، ولعها من زيادات رزين .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/3) . ومسلم (3/37) قال : حدثنا أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين،
وعثمان بن أبي شيبة. وأبو داود (3117) قال : حدثنا مسدد. والترمذي (976) قال :
حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف. والنسائي (4/5) قال : أخبرنا عمرو بن علي. ستتهم -
أحمد، وأبو كامل، وعثمان، ومسدد، وأبو سلمة، وعمرو بن علي - عن بشر بن المفضل.
- وأخرجه عبد بن حميد (973) قال : حدثنا عبد الملك بن عمرو. ومسلم (3/37) قال :
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا خالد بن مخلد. وابن ماجة (1445) قال :
حدثنا محمد بن يحيي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. ثلاثتهم - عبد الملك، وخالد،
وابن مهدي - عن سليمان بن بلال.
3 - وأخرجه مسلم (3/37) . والنسائي (4/5) قال مسلم : حدثناه، وقال النسائي :
أنبأنا قتيبة، قال : حدثنا عبد العزيز الدراوردي.
ثلاثتهم - بشر، وسليمان، وعبد العزيز - عن عمارة بن غزية، عن يحيى بن عمارة،
فذكره.
8551 - (س) عائشة - رضي
الله عنها- قالت : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لَقِّنُوا هَلْكَاكم
لا إله إلا الله» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 5 في الجنائز ، باب تلقين الميت ، وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/5) قال : أخبرنا إبراهيم بن يعقوب. قال : حدثني أحمد بن إسحاق.
قال : حدثنا وهيب. قال : حدثنا منصور بن صفية، عن أمه صفية بنت شيبة، فذكرته.
8552 - (د) معقل بن يسار
- رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «اقرؤوا سورة يس على
موتاكم» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3121) في الجنائز ، باب القراءة عند الميت ، ورواه أيضاً أحمد في "
المسند " 5 / 26 و 27 ، وابن ماجة رقم (1448) في الجنائز ، باب ما يقال عند
المريض إذا حضر ، من حديث عبد الله بن المبارك عن سليمان بن طرخان التميمي عن أبي
عثمان وليس بالنهدي عن أبيه عن معقل بن يسار رضي الله عنه ، وأبو عثمان وأبوه
مجهولان ، وليسا بالمشهورين ، فالحديث ضعيف .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أحمد (5/26) قال : حدثنا عارم. وفي (5/27) قال : حدثنا علي بن
إسحاق. (ح) وعتاب. وأبو داود (3121) قال : حدثنا محمد بن العلاء، ومحمد بن مكي
المروزي. وابن ماجة (1448) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا علي بن
الحسن بن شقيق.
ستتهم - محمد بن الفضل عارم، وعلي بن إسحاق، وعتاب، ومحمد بن العلاء، ومحمد بن
مكي، وعلي بن الحسن - عن عبد الله بن المبارك، قال : حدثنا سليمان التيمي، عن أبي
عثمان، وليس بالنهدي، عن أبيه، فذكره.
(*) أخرجه النسائي في «عمل اليوم والليلة» (1074) قال : أخبرني محمود بن خالد، قال
: حدثنا الوليد، قال : حدثني عبد الله بن المبارك، عن سليمان التيمي، عن أبي
عثمان، عن معقل بن يسار، فذكره. ليس فيه «عن أبيه» .
(*) وأخرجه أحمد (5/26) قال : حدثنا عارم. والنسائي في «عمل اليوم والليلة» (1075)
قال : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى. كلاهما - عارم، ومحمد - قالا : حدثنا معتمر، عن
أبيه، عن رجل، عن أبيه، عن معقل بن يسار، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال :
«البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا واستخرجت {الله لا
إله إلا هو الحي القيوم} من تحت العرش، فوصلت بها، أو فوصلت بسورة البقرة. و {يس}
قلب القرآن، لا يقرؤها رجل، يريد الله تبارك وتعالى، والدار الآخرة، إلا غفر له،
واقرؤوها على موتاكم» .
قلت : فيه أبو عثمان، وأبوه، وهما مجهولان.
8553 - (م) أبو هريرة -
رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- «أَلمْ تَرَوْا إلى
الإنسان : إذا مات شَخَصَ بَصَرُه ؟ قالوا : بلى ، قال : فذلك حين يَتْبَع بصرُهُ
نَفْسَهُ» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (921) في الجنائز ، باب في شخوص بصر الميت يتبع نفسه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (3/39) قال : حدثنا محمد بن رافع. قال : حدثنا عبد الرزاق. قال
: أخبرنا ابن جريج. (ح) قال : وحدثناه قتيبة بن سعيد. قال : حدثنا عبد العزيز -
يعني الدراوردي.
كلاهما - ابن جريح، وعبد العزيز الدراوردي - عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب.
قال : أخبرني أبي، فذكره.
8554 - (م د ت س) أم سلمة
- رضي الله عنها- قالت : «دَخَلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على أبي سلمةَ
- وقد شَقَّ بصرُه - فأغمضه ، ثم قال : إنَّ الرُّوحَ إذا قُبِص تَبِعَه البصرُ ،
فَضَجَّ ناسٌ من أهله ، فقال : لا تَدْعُوا على أنفسكم إلا بخير ، فإنَّ الملائكةَ
يؤمِّنون على ما تقولون ، ثم قال : اللهم اغفر -[85]- لأبي سلمةَ ، وارفع درجتَهُ
في المهدِّيين ، واخلْفُه في عَقِبِه في الغابرين ، واغفر لنا وله يا رب العالمين
، وافْسَحْ له في قبره ، ونَوِّر له فيه» .
وفي رواية «واخْلُفْه في تَرِكتهِ ، وقال : اللهم أَوْسِعْ له في قبره ، ودعوة
أخرى سابعة نسيتُها» .
وفي أخرى قالت : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إذا حَضَرتمُ المريض -
أو الميتَ - فقولوا خيراً ، فإن الملائكَة يُؤمَّنون على ما تقولون ، قالت : فلما
مات أبو سلمةَ ، أتيت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ، فقلتُ : يا رسول الله ،
إنَّ أبا سلمةَ قد مات ، قال : قولي : اللهم اغفر لي وله ، وأعقبني منه عُقبى
حَسَنَة ، قالت : فقلتُ : فأعقَبني الله مَنْ هو خير لي منه : محمد - صلى الله
عليه وسلم-» أخرجه مسلم .
وأخرج أبو داود الأولى والثالثة ، ولم يذكر في الأولى «إن الرُّوحَ إذا قُبِضَ
تَبِعَه البصُر» .
وأخرج الترمذي والنسائي الثالثة (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (920) في الجنائز ، باب في إغماض الميت ، والترمذي رقم (977) في
الجنائز ، باب ما جاء في تلقين المريض عند الموت والدعاء له ، وأبو داود رقم
(3115) و (3118) في الجنائز باب ما يستحب أن يقال عند الميت من الكلام ، وباب
تغميض الميت ، والنسائي 4 / 4 و 5 في الجنائز ، باب كثرة ذكر الموت .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/297) قال : حدثنا معاوية بن عمرو. قال : حدثنا أبو إسحاق -
يعني الفزاري -. ومسلم (3/38) قال : حدثنا زهير بن حرب. قال : حدثنا معاوية بن
عمرو. قال : حدثنا أبو إسحاق الفزاري (ح) وحدثنا محمد بن موسى القطان الواسطي. قال
: حدثنا المثنى بن معاذ بن معاذ. قال : حدثنا أبي. قال : حدثنا عبيد الله بن
الحسن. وأبو داود (3118) قال : حدثنا عبد الملك بن حبيب أبو مروان. قال : حدثنا
أبو إسحاق - يعني الفزاري -. وابن ماجة (1454) قال : حدثنا إسماعيل بن أسد. قال :
حدثنا معاوية بن عمرو. قال : حدثنا أبو إسحاق الفزاري. والنسائي في الكبرى «تحفة
الأشراف» (13/18205) عن عمرو بن يحيى بن الحارث، عن أبي صالح محبوب بن موسى، عن
أبي إسحاق الفزاري.
كلاهما - أبو إسحاق الفزاري، وعبيد الله بن الحسن - عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة،
عن قبيصة بن ذؤيب، فذكره.
8555 - (س) أبو هريرة -
رضي الله عنه - أنَّ نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا حُضِرَ المؤمِنُ
، أتَتْ ملائكة الرحمة بحريرة بيضاءَ ، فيقولون : اخرُجِي -[86]- راضيةً مَرضِياً
عَنْكِ إلى رَوْحٍ من الله ورَيحْان ، وربٍّ غَيْرِ غضبان ، فتخرجُ كأطيبِ ريحِ
المسك ، حتى إنَّه ليناوله بعضهم بعضاً ، حتى يأتوا به أبواب السماء ، فيقولون :
ما أطيب هذه الريحَ التي جاءتكم من الأرض ، فيأتون به أرواحَ المؤمنينَ ، فَلَهم
أشدُّ فَرَحاً من أحدِكم بغائبه يقدَمُ عليه ، فيسألونه : ماذا فَعَل فلان ؟ ماذا
فعل فلان ؟ فيقولون : دَعُوه ، فإنَّه كان في غَمِّ الدنيا ، فيقول : قد مات ، أما
أتاكم ؟، قالوا : ذُهِبَ به إلى أمِّهِ الهاوية ، وإن الكافر إذا حُضِرَ أتَتْهُ
ملائكة العذاب بمسْحٍ ، فيقولون : اخرجي ساخطةً مَسْخوطاً عليك إلى عذاب الله عز
وجل ، فتخرجُ كأنْتَنِ ريح جيفة ، حتى يأتون به باب الأرض فيقولون : ما أنتنَ هذه
الريحَ ، حتى يأتون به أرواحَ الكفار» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 8 و 9 في الجنائز ، باب ما يلقى به المؤمن الكرامة عند خروج نفسه ،
وإسناده حسن ، ورواه أحمد وغيره .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/8) قال : أخبرنا عبيد الله بن سعيد. وفي الكبرى «تحفة الأشراف»
(10/14290) عن إسحاق بن إبراهيم.
كلاهما - عبيد الله، وإسحاق - عن معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن قسامة بن
زهير، فذكره.
8556 - (م) أبو هريرة -
رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا خَرَجتْ رُوحُ
المؤمن تلقاها ملَكان يُصْعِدَانِها - قال حماد في روايته : فذكر من طِيَب ريحها ،
وذَكَرَ المِسك - قال : فيقولُ أهل السماء : رُوحٌ طيبة جاءت مِنْ قِبَلِ الأرض ،
صلَّى الله عليكِ وعلى جسدٍ كنتِ تَعْمُرينه ، فَيُنْطَلقُ به إلى ربِّه ، ثم يقول
: انْطَلِقوا به إلى آخر الأجل ، قال : وإنَّ -[87]- الكافرَ إذا خرجتْ رُوحُه -
قال حماد : وَذكَر مِنْ نَتْنهِا - فردّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- رَيْطةً
كانت عليه على أنفه - هكذا - وذكر لَعْناً- ويقول أهل السماء : رُوح خبيثة جاءت
مِن قِبَلِ الأرض ، فيقال : انطَلِقوا به إلى آخر الأجل» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الرَّيطة) : كل ملاءة لا تكون لِفْقين .
__________
(1) رقم (2872) في الجنة ، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم (8/162) قال : حدثني عبيد الله بن عمر القواريري. قال : حدثنا حماد بن
زيد. قال : حدثنا بديل، عن عبد الله بن شقيق، فذكره.
8557 - (ت س) بريدة [بن
الحصيب]- رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «المؤمن يموت
بعَرَق الجبين» أخرجه الترمذي والنسائي .
وفي أخرى للنسائي : «موتُ المؤمن بعرَقِ الجبين (1)» .
__________
(1) روا الترمذي رقم (982) في الجنائز ، باب ما جاء أن المؤمن يموت بعرق الجبين ،
والنسائي 4 / 6 في الجنائز ، علامة موت المؤمن ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن ،
وهو كما قال ، ورواه أيضاً أحمد وابن ماجة وابن حبان والحاكم وغيرهم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/350) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (5/360) قال : حدثنا يحيى بن
سعيد، وأبو داود. وفي (5/357) قال : حدثنا بهز. وابن ماجة (1452) قال : حدثنا بكر
بن خلف أبو بشر، قال : حدثنا يحيى بن سعيد. والترمذي (982) . والنسائي (4/5) قال
الترمذي : حدثنا. وقال النسائي : أخبرنا محمد بن بشار، قال : حدثنا يحيى بن سعيد.
ثلاثتهم - يحيى، وبهز، وأبو داود - عن المثنى بن سعيد، عن قتادة.
2 - وأخرجه النسائي (4/6) قال : أخبرنا محمد بن معمر، قال : حدثنا يوسف بن يعقوب،
قال : حدثنا كهمس.
كلاهما - قتادة، وكهمس - عن عبد الله بن بريدة، فذكره.
8558 – [(د)] عبيد بن
خالد السلمي رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - قال : «موت الفجاءة أخذة أَسَف للكافر ورحمةٌ للمؤمن» .
وفي رواية عن عبيد قال مرة : عن النبي - صلى الله عليه وسلم- ، وقال مرة : عن عبيد
«مَوْت الفُجَاءة : أخذُة أسَف» . -[88]-
أخرج الثانية أبو داود (1) ، والأولى : ذكرها رزين (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أسفٍ) الأسِف : الغضبان ، أسِف يأسَف أسَفاً ، فهو أسِف ، وآسفه غيره .
__________
(1) رقم (3110) في الجنائز ، باب موت الفجاءة ، وإسناده صحيح ، ورواه أيضاً أحمد
في " المسند " 3 / 424 و 4 / 219 ، والبيهقي في " سننه " 2 /
378 .
(2) روا أحمد في " المسند " 6 / 138 من حديث عائشة ، وإسناده ضعيف ،
ورواه أيضاً البيهقي في " سننه " 3 / 378 ، وذكره الحافظ في "
الفتح " ونسبه لابن أبي شيبة في " مصنفه " من حديث عائشة وابن
مسعود .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3110) قال : حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن شعبة، عن منصور، عن تميم بن
سلمة، أو سعد بن عبيدة، عن عبيد بن خالد السلمي، فذكره.
8559 - () عائشة - رضي
الله عنها- «سُئلَتْ عن موتِ الفَجْأةِ ؟ فقالت : بَطْشَةُ غضبان ، أو هُلْكُ
يُسْر» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وهو بمعنى
الذي قبله .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين.
الفصل الثاني : في البكاء
والنَّوح والحزن ، وفيه فرعان
الفرع الأول : في جواز ذلك
8560 - (خ م د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «دخلنا -[89]- مع رسولِ الله -
صلى الله عليه وسلم- على أبي سَيْف القَين - وكان ظِئراً لإبراهيم- فأخذ رسولُ
الله - صلى الله عليه وسلم- ابنَه إبراهيم ، فَقَبَّلَهُ وَشَمَّه ، ثم دخلنا عليه
بعد ذلك ، وإبراهيمُ يجودُ بنفسه ، فَجعَلَتْ عينا رسولِ الله - صلى الله عليه
وسلم- تَذْرِفان ، فقال ابنُ عوف : وأنتَ يا رسول الله ، فقال : يا ابنَ عوف ،
إنَّها رحمة ، ثم أتبعها بأخرى ، فقال : إنَّ العينَ تدمع ، والقلبَ يخشع ، ولا
نقول إلا ما يُرضي ربَّنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم محزونون» أخرجه البخاري ومسلم
وأبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الظِّئْر) : المرأة التي ترضع ولد غيرِها بالأجرة ، وزوج المرضعة يُسمَّى ظِئْراً
.
(يجود بنفسه) جاد المريض بنفسه : إذا قارب الموت ، فكأنه سمح بخروج روحه .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 139 في الجنائز ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : "
إنا بك لمحزونون " ، ومسلم رقم (2315) في الفضائل ، باب رحمته صلى الله عليه
وسلم الصبيان والعيال وتواضعه ، وأبو داود رقم (3126) في الجنائز ، باب في البكاء
على الميت .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/194) قال : حدثنا بهز وعفان، وحدثنا هاشم بن القاسم. وعبد بن
حميد (1287) قال : حدثنا عبد الملك بن عمرو. ومسلم (7/76) قال : حدثنا هداب بن
خالد، وشيبان بن فروخ. وأبو داود (3126) قال : حدثنا شيبان بن فروخ.
ستتهم - بهز، وعفان، وهاشم، وعبد الملك، وهداب، وشيببان - عن سليمان بن المغيرة.
وأخرجه البخاري (2/105) قال : حدثنا الحسن بن عبد العزيز، قال : حدثنا يحيى بن
حسان، قال : حدثنا قريش بن حبان.
كلاهما - قريش، وسليمان - عن ثابت، فذكره.
وفي رواية سليمان : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :
«ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم. ثم دفعه إلى أم سيف امرأة قين يقال
له أبو سيف....» الحديث.
8561 - (خ م د س) أسامة
قال : «أرسلتْ بنتُ النبي - صلى الله عليه وسلم- إليه : أنَّ ابناً لي قُبِض
فائتِنا» . -[90]-
وفي رواية : «إن ابنتي قد حُضِرَتْ ، فاشهَدْنا ، فأرسل يقرأ السلام ، ويقول :
إنَّ لله ما أخذَ ، وله ما أعطى ، وكلٌّ عِندَهُ بأجلٍ مُسمَّى ، فَلْتَصْبِرْ
ولتحتسبْ ، فأرسَلَتْ إليه تُقْسِمُ عليه ليأتينَّها ، فقام ومعه سعدُ بنُ عبادةَ
، ومعاذُ بنُ جبل ، وأُبيُّ بنُ كعب ، وزيدُ بنُ ثابت ، ورجال ، فرُفِعَ إلى رسولِ
الله - صلى الله عليه وسلم- الصبيُّ ، فأقعده في حَجْرِه ، ونفسُهُ تَتَقَعقَعُ ،
قال : حَسِبْتُ أنه قال : كأنَّها شَنّ» .
وفي رواية : «تقعقع كأنَّها في شَنّ ، ففاضت عيناه ، فقال سعد : يا رسولَ الله ما
هذا ؟ فقال : هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده» .
وفي رواية «في قلوب من شاء من عباده ، وإنَّما يرحمُ الله من عبادهِ الرحماءَ»
أخرجه البخاري ومسلم والنسائي .
وفي رواية أبي داود نحوه - وهذه أتم - ولم يذكر أسماء الرجال الذين جاؤوا مع
النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- (1) . -[91]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شَنٌّ - تقعقعُ) الشَّن : القِربة البالية ، وتقعقعها : حركتها وصوتها .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 124 - 126 في الجنائز ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم :
" يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه " ، وفي المرضى ، باب عيادة الصبيان ،
وفي القدر ، باب {وكان أمر الله قدراً مقدوراً} ، وفي الأيمان والنذور ، باب قول
الله تعالى : {وأقسموا بالله جهد أيمانهم} ، وفي التوحيد ، باب قول الله تبارك
وتعالى : {قل ادعوا الله أو أدعوا الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى} ،
وباب ما جاء في قول الله تعالى : {إن رحمة الله قريب من المحسنين} ، ومسلم رقم
(923) في الجنائز ، باب البكاء على الميت ، والنسائي 4 / 22 في الجنائز ، باب الأمر
بالاحتساب والصبر عند نزول المصيبة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/204 و 206) . ومسلم (3/40) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
كلاهما - أحمد بن حنبل، وأبو بكر - قالا : حدثنا أبو معاوية.
2 - وأخرجه أحمد (5/204) قال : حدثنا محمد بن جعفر. والبخاري (7/151) قال : حدثنا
حجاج بن منهال، وفي (8/166) قال : حدثنا حفص بن عمر. وأبو داود (3125) قال : حدثنا
أبو الوليد الطيالسي.
أربعتهم - ابن جعفر، وحجاج، وحفص، وأبو الوليد - عن شعبة.
3- وأخرجه أحمد (5/205) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا سفيان.
4 - وأخرجه البخاري (2/100) قال : حدثنا عبدان، ومحمد. والنسائي (4/21) قال :
أخبرنا سويد بن نصر.
ثلاثتهم - عبدان، ومحمد بن مقاتل، وسويد - عن عبد الله بن المبارك.
5 - وأخرجه البخاري (9/141) قال : حدثنا أبو النعمان. وفي «الأدب المفرد» (512) قال
: حدثنا حجاج. ومسلم (3/39) قال : حدثنا أبو كامل الجحدري.
ثلاثتهم - أبو النعمان، وحجاج، وأبو كامل - عن حماد بن زيد.
6 - وأخرجه البخاري (9/164) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. وابن ماجة (1588) قال :
حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب.كلاهما عن عبد الواحد بن زياد.
7 - وأخرجه البخاري (8/153) قال : حدثنا مالك بن إسماعيل. قال : حدثنا إسرائيل.
8 - وأخرجه مسلم (3/39) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال : حدثنا محمد
بن فضيل.
ثمانيتهم - أبو معاوية، وشعبة، وسفيان، وابن المبارك، وحماد، وعبد الواحد،
وإسرائيل، وابن فضيل- عن عاصم بن سليمان، عن أبي عثمان، فذكره.
8562 - (س) عبد الله بن
عباس - رضي الله عنهما- قال : «لمَّا حُضِرَتْ بنت لرسول الله صغيرة (1) ، أخذها
رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وضمها إلى صدره ، ثم وضع يده عليها ، [فَقَضَتْ]
وهي بين يَدَيْ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فَبَكَتْ أمُّ أيمن ، فقال لها
رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : يا أَم أيمن ، أتبكين ورسولُ الله - صلى الله
عليه وسلم- عندك ؟ فقالت : مالي لا أبكي ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يبكي ؟
فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إني لستُ أَبكي ، ولكنها رحمة ، ثم قال
رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : المؤمنُ بخير على كل حال ، تُنْزَعُ نَفْسُه
من بين جنبيه ، وهو يَحمد الله عز وجل» أخرجه النسائي (2) .
__________
(1) هي بنت زينب من أبي العاص بن الربيع .
(2) 4 / 12 في الجنائز ، باب في البكاء على الميت ، وهو حديث حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/268) (2412) قال : حدثنا معاوية بن عمرو، قال : حدثنا أبو إسحاق.
وفي (1/273) (2475) قال : حدثنا أبو أحمد، قال : حدثنا سفيان. وفي (1/297) (2704)
قال : حدثنا أسود بن عامر، قال : حدثنا إسرائيل. وعبد بن حميد (593) قال : حدثنا
الحسن بن موسى، قال : حدثني سعيد بن زيد - هو أخو حماد بن زيد -. والترمذي في
«الشمائل» (325) قال : حدثنا محمود ابن غيلان، قال : حدثنا أبو أحمد، قال : حدثنا
سفيان. والنسائي (4/12) قال : أخبرنا هناد بن السري، قال : حدثنا أبو الأحوص.
خمستهم - أبو إسحاق، وسفيان، وإسرائيل، وسعيد بن زيد، وأبو الأحوص - عن عطاء بن
السائب، عن عكرمة، فذكره.
8563 - (خ م س) ابن أبي
مليكة قال : «توفيَتْ بنتٌ لعثمانَ بنِ عفانَ بمكةَ ، فجئنا نشهدُها ، وحضرها ابنُ
عمر وابنُ عباس ، فإني لجالس بينهما ، فقال عبد الله بنُ عمر لعمرو بن عثمان - وهو
مواجهه - ألا تَنْهى عن البكاء ، فإن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : إن
الميِّتَ ليعذَّبُ ببكاءِ أهلهِ عليه ؟ فقال ابنُ عباس : قد كان عمرُ يقول بعضَ
ذلك ، ثم حدَّث ، فقال : -[92]- صدرتُ مع عمر من مكة ، حتى إذا كنَّا بالبَيداءِ ،
فإذا هو بِرَكْبٍ تحت ظِلِّ شجرة ، فقال : اذهب فانظر مَن هؤلاء الركب ؟ فنظرت ،
فإذا [هو] صُهيب ، قال : فأخبرتُه ، فقال : ادعُه ، فرجعتُ إلى صهيب ، فقلت :
ارتحل ، فالحق بأمير المؤمنين ، فلما أن أصيب [عمر] دخل صهيب يبكي ، يقول : وا
أخاه ، وا صاحباه ، فقال عمر : يا صهيب ، أتبكي عَليَّ وقد قال رسولُ الله - صلى
الله عليه وسلم- : إن الميِتَ ليعذَّبُ ببعضِ بكاءِ أهله عليه ؟ فقال ابنُ عباس :
فلما مات عمر ذكرتُ ذلك لعائشة ، فقالت : يرحم الله عمر ، لا والله ما حدَّثَ
رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إنَّ الميتَ يعذَّب ببكاء أهله عليه ، ولكن
قال : إن الله يزيد الكافر ببكاء أهله عليه ، وقالت عائشة : حَسْبُكم القرآن {ولا
تَزِرُ وازرةٌ وِزْرَ أُخرى} قال ابن عباس عند ذلك : واللهُ أَضحَكَ وأبكى ، قال
ابن أبي مليكة : فما قال ابن عمر شيئاً» أخرجه البخاري ومسلم .
وفي رواية النسائي قال : قالت عائشة : «إنما قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-
: إن الله يزيد الكافر عذاباً ببعض بكاء أهله [عليه]» .
وله في أخرى : قال ابن أبي مليكة «لما هلكتْ أُمُّ أبان حضرتُ مع أناس ، فجلستُ
بين عبد الله بن عمر ، وابنِ عباس ، فبكين النساء ، فقال ابن عمر : ألا تنهى هؤلاء
عن البكاء ، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : إن الميتَ
ليعذَّب ببعضِ بكاءِ أهله عليه ؟ فقال ابنُ عباس : قد -[93]- كان عمر يقول بعضَ
ذلك ، خرجت مع عمر ، حتى إذا كنا بالبيداء رأى راكباً تحت شجرة ، فقال : انظر من
الركب ، فذهبت ، فإذا صهيبٌ وأهله ، فرجعت إليه ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، هذا
صهيب وأهله ، فقال : عَلَيَّ بصهيب ، فلما دخلنا المدينة أصيب عمر ، فجلس صُهيب
يبكي عنده ، يقول : وا أخَيَّاه ، وا أُخَيَّاه ، فقال [عمر] : يا صهيب ، لا تبكِ
، فإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : إنَّ الميت ليعذَّب ببعض
بكاءِ أهلِه عليه ، قال : فذكرتُ ذلك لعائشةَ ، فقالت: أما والله ما تُحدِّثون هذا
الحديث عن كاذِبَين مُكَذَّبَيْن ، ولكن السمعَ يُخطئ وإن لكم في القرآن لَمَا
يَشفيكم {ولا تزر وازرة وِزْرَ أُخرى} [فاطر : 18] ولكنَّ رسولَ الله - صلى الله
عليه وسلم- قال : إن الله ليزيد الكافر عذاباً ببكاءِ أهله عليه» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ولا تزر وازرة) الوِزْر : الإثم والذَّنْب المُثْقِلُ للظهر ، والوازِرة : النفس
المذنبة التي تذنب ، والمراد : لا يحمل أحد من المذنبين ذَنْبَ غيره .
(يعذَّب ببكاءِ أهله عليه) قال الخطابي : يشبه أن يكون هذا من -[94]- حيث إنَّ
العرب كانوا يوصون أهاليهم بالبكاء ، والنَّوْح عليهم ، وإشاعة النعي في الأحياء ،
وكان ذلك مشهوراً من مذاهبهم ، وموجوداً في أشعارهم كثيراً ، فالميت تلزمه العقوبة
في ذلك لما تقدَّم من أمره إليهم في وقت حياته .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 127 في الجنائز ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : "
يعذب الميت ببكاء أهله عليه " ، ومسلم رقم (928) في الجنائز ، باب الميت يعذب
ببكاء أهله عليه ، والنسائي 4 / 18 و 19 في الجنائز ، باب النياحة على الميت .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (220) قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا عمرو بن دينار. وأحمد (1/41)
(288) قال : حدثنا إسماعيل، قال : حدثنا أيوب. وفي (1/42) (289 و 290) قال : حدثنا
عبد الرزاق، قال : أنبأنا ابن جريج. وفي (6/138) قال : حدثنا وكيع، قال : حدثنا
عبد الجبار بن ورد. والبخاري (2/101) قال : حدثنا عبدان، قال : حدثنا عبد الله،
قال : أخبرنا ابن جريج. ومسلم (3/42) قال : حدثنا داود بن رشيد، قال : حدثنا
إسماعيل ابن علية، قال : حدثنا أيوب. وفي (3/43) قال : حدثنا محمد بن رافع، وعبد
بن حميد، قال ابن رافع : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا ابن جريج. وفي (3/44) قال
: حدثنا عبد الرحمن بن بشر، قال : حدثنا سفيان، قال : قال عمرو. والنسائي (4/18)
قال : أخبرنا سليمان بن منصور البلخي، قال : حدثنا عبد الجبار بن الورد.
أربعتهم - عمرو بن دينار، وأيوب، وابن جريج، وعبد الجبار بن ورد - عن عبد الله بن
عبيد الله بن أبي مليكة، فذكره.
(*) رواية وكيع عن عبد الجبار بن الورد مختصرة على : «عن ابن أبي مليكة، عن عائشة.
قال : ذكر لها، إن الميت يعذب ببكاء الحي. فقالت : إنما قال رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- في رجل كافر : «إنه ليعذب، وأهله يبكون عليه» .
(*) في رواية عمرو بن دينار : لم ينص على رفع الحديث عن ابن عمر، ولا عن عمر، عن
النبي -صلى الله عليه وسلم-.
(*) قال أيوب في روايته : قال ابن أبي مليكة : حدثني القاسم بن محمد، قال : «لما
بلغ عائشة قول عمر وابن عمر، قالت : إنكم لتحدثوني عن غير كاذبين ولا مكذبين، ولكن
السمع يخطئ» .
8564 - (خ م ط د ت س)
عمرة [بنت عبد الرحمن] قالت : سمعتُ عائشة- رضي الله عنها- وذُكر لها أن عبد الله
بنَ عمر يقول : «إن الميِّت ليعذَّب ببكاء الحي عليه» - تقول : «يَغْفِرُ الله
لأبي عبد الرحمن ، أما إنَّه لم يَكذِب ولكنَّه نَسِيَ ، أو أخطأ ، إنما مَرَّ
رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على يهودية يُبكى عليها ، فقال : إنه لَيُبْكَى
عليها ، وإنها لَتُعُذَّبُ في قبرها» . أخرجه الجماعة إلا أبا داود .
وفي رواية الترمذي : أنَّ ابنَ عمرَ قال : إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال
: «الميتُ يُعذَّب ببكاء أهلهِ عليه ، فقالت عائشةُ : يرحمه الله ، لم يكذب
ولكنَّه وَهِمَ ، إنما قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لرجل مات يهودياً :
إنَّ الميَّت ليعذَّب ، وإنهم ليبكون عليه» .
وفي رواية أبي داود والنسائي قالت : «وَهِلَ ، إنما مَرَّ رسولُ الله - صلى الله
عليه وسلم- على قبر ، فقال : إنَّ صاحبَ هذا لَيعذَّب وأهلُه يبكون عليه ، ثم قرأت
: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 128 في الجنائز ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : "
يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه " ، ومسلم رقم (931) في الجنائز ، باب الميت
يعذب ببكاء أهله عليه ، والموطأ -[95]- 1 / 234 في الجنائز ، باب النهي عن البكاء
على الميت ، والترمذي رقم (1004) في الجنائز ، باب ما جاء في الرخصة في البكاء على
الميت ، والنسائي 4 / 17 في الجنائز ، باب النياحة على الميت .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/31) (4865) قال : حدثنا يزيد. والترمذي (1004) قال : حدثنا قتيبة،
قال: حدثنا عباد بن عباد المهلبي.
كلاهما - يزيد، وعباد - عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن، فذكره.
أخرجه أحمد (2/38) (4959) قال : حدثنا عبدة. وفي (6/57) قال : حدثنا ابن نمير. وفي
(6/78) قال عبد الله بن أحمد : وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخط يده : حدثنا عبيد
الله بن محمد التيمي- وهو العيشي -، قال : أخبرنا حماد. وفي (6/95) قال : حدثنا
عفان، قال : حدثنا همام. وفي (6/209) قال : حدثنا وكيع. والبخاري (5/98) قال :
حدثني عبيد بن إسماعيل. قال : حدثنا أبو أسامة. ومسلم (3/44) قال : حدثنا خلف بن
هشام، وأبو الربيع الزهراني، جميعا عن حماد بن زيد. (ح) وحدثنا أبو كريب، قال :
حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا وكيع. وأبو داود
(3129) قال : حدثنا هناد بن السري، عن عبدة، وأبي معاوية. والنسائي (4/17) قال:
أخبرنا محمد بن آدم، عن عبدة.
سبعتهم - عبدة، وابن نمير، وحماد بن زيد، وهمام، ووكيع، وأبو أسامة، وأبو معاوية -
عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.
(*) رواية عبيد الله بن محمد التيمي عن حماد مختصرة على : «عن عروة، عن عائشة، أن
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : «والذي نفسي بيده إنهم ليبكون عليه، وإنه
ليعذب في قبره بذنبه» .
(*) في بعض الروايات لم تنص على رفع الحديث عن ابن عمر، عن النبي -صلى الله عليه
وسلم-.
8565 - (س) أبو هريرة -
رضي الله عنه - قال : «مات ميت من آل رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فاجتمع
النساءُ يبكين عليه ، فقام عمر - رضي الله عنه - ينهاهن ويطردهنَّ ، فقال رسولُ
الله - صلى الله عليه وسلم- : دَعْهن يا عمر ، فإن العينَ دامعة ، والقلبَ مصاب ،
والعهدَ قَرِيب» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 19 في الجنائز ، باب الرخصة في البكاء على الميت ، وفي سنده سلمة بن
الأزرق وهو مجهول . قال ابن القطان : لا يعرف حاله ولا أعرف أحداً من المصنفين في
كتب الرجال ذكره ، قال الحافظ في " التهذيب " : أظن أنه والد سعيد بن
سلمة راوي حديث القلتين ، والله أعلم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/110) قال :حدثنا سليمان بن داود، قال : أخبرنا إسماعيل.قال : أخبرني
محمد بن عمرو بن حلحلة.وفي (2/273) قال :حدثنا عبد الرزاق.قال : أخبرنا ابن
جريج.قال : أخبرني هشام بن عروة ، عن وهب بن كيسان.وفي (2/408) قال :حدثنا
عفان.قال : حدثنا وهيب.قال : حدثنا هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان.وعبد بن حميد
(1440) قال : أخبرنا عبد الرزاق.قال: أخبرنا معمر، عن هشام بن عروة، عن وهب بن
كيسان.وابن ماجة (1587) قال :أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة.قال: حدثنا عفان، عن حماد
بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان.والنسائي (4/19) قال: أخبرنا علي بن
حجر.قال : حدثنا إسماعيل - هو ابن جعفر - عن محمد بن عمرو بن حلحلة.
كلاهما- محمد بن عمرو بن حلحلة، ووهب بن كيسان - عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن سلمة
بن الأزرق، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/333) قال :حدثنا محمد بن بشر.قال :حدثنا هشام بن عروة.قال :حدثني
وهب بن كيسان، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن عمرو بن الأزرق، فذكر نحوه.
* وأخرجه أحمد (2/444) .وابن ماجة (1587) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن
محمد.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد - عن وكيع، عن هشام
بن عروة، عن وهب بن كيسان، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن أبي هريرة نحوه.ليس فيه
(سلمة بن الأزرق) .
* وأخرجه الحميدي (1024) قال :حدثنا سفيان.قال : حدثنا ابن عجلان، عن وهب بن
كيسان، عمن سمع أبا هريرة يقول : فذكر نحوه.
8566 - (د ت) عائشة - رضي
الله عنها- «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قَبَّلَ عثمان بن مَظْعون وهو
ميِّتٌ وهو يبكي ، أو قالت : وعيناه تذرِفان» أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (989) في الجنائز ، باب في تقبيل الميت ، وقال الترمذي :
حديث عائشة حديث حسن صحيح ، وهو كما قال ، قال : وفي الباب عن ابن عباس وجابر
وعائشة ، إن أبا بكر قبل النبي صلى الله عليه وسلم وهو ميت .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/43 و55) قال :حدثنا يحيى.وفي (6/206) قال :حدثنا وكيع وعبد الرحمن.
وعبد بن حميد (1526) قال : أخبرنا عبد الرزاق.وأبو داود (3163) قال :حدثنا محمد بن
كثير.وابن ماجة (1456) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد.قالا :حدثنا
وكيع.والترمذي (989) .وفي الشمائل (326) قال :حدثنا محمد بن بشار.قال :حدثنا عبد
الرحمن بن مهدي.
خمستهم - يحيى بن سعيد، ووكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الرزاق، ومحمد بن كثير -
عن سفيان الثوري، عن عاصم بن عبيد الله، عن القاسم بن محمد، فذكره.
8567 - (خ م) أنس بن مالك
- رضي الله عنه - قال : «قَنَتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- شهراً حين
قُتِلَ القُرَّاءِ ، فما رأيتُ رسولُ الله -[96]- صلى الله عليه وسلم- حَزِنَ
حُزْناً قط أشدَّ منه» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 135 في الجنائز ، باب من جلس عند المصيبة يعرف منه الحزن ،
وفي الوتر ، باب القنوت قبل الركوع وبعده ، وفي الجهاد ، باب دعاء الإمام على من
نكث عهداً ، وفي المغازي ، غزوة الرجيع ، ورعل وذكوان وبئر معونة ، وفي الدعوات ،
باب الدعاء على المشركين ، ومسلم رقم (677) في المساجد ، باب استحباب القنوت في
جميع الصلاة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (1207) قال :حدثنا سفيان.وأحمد (3/111) قال :قرأت علي سفيان.
وفي (3/111) أيضا قال :حدثنا سفيان.وفي (3/162و196) قال:حدثنا عبد الرزاق،
قال:حدثنا معمر.وفي (3/218) قال :حدثنا عمر بن سعد، عن سفيان.والبخاري (2/104) قال
:حدثنا عمرو بن علي، قال :حدثنا محمد بن فضيل، وفي (8/104) قال: حدثنا الحسن بن
الربيع، قال :حدثنا أبو الأحوص.ومسلم (2/136) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال :حدثنا
سفيان. (ح) وحدثنا أبو كريب، قال :حدثنا حفص، وابن فضيل. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر،
قال :حدثنا مروان.
سبعتهم - سفيان بن عيينة، ومعمر، وسفيان الثوري، وابن فضيل، وأبي الأحوص، وحفص،
ومروان بن معاوية - عن عاصم الأحول، فذكره.
وفي رواية مسلم (2/136) ابن أبي عمر عن سفيان، والبخاري (2/104) عمرو بن علي : «ما
رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجد على سرية ما وجد على السبعين الذين
أصيبوا يوم بئر معونة» .
الفرع الثاني : في النهي
عن ذلك
8568 - (م) أم سلمة - رضي الله عنها- قالت : «لما مات أبو سَلَمَة قلت : غريب ،
وفي أرضِ غُرْبة ، لأبْكِيَنَّةُ بُكاءً يُتَحَدَّثُ عنه ، فكنتُ قد تَهَيَّأْتُ
للبكاء عليه ، إذ أقبلَتِ امرأةٌ [من الصعيد] تريد أن تُسعِدَني ، فاستقبلها رسولُ
الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : أتريدين أن تُدخِلي الشيطان بَيْتاً أخرجه
الله منه ؟ [مرتين] فكففتُ عن البكاء ، فلم أبكِ» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (922) في الجنائز ، باب البكاء على الميت .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (291) .وأحمد (6/689) .ومسلم (3/39) قال :حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة وابن نمير وإسحاق بن إبراهيم.
خمستهم- الحميدي، وأحمد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وإسحاق بن إبراهيم- عن
سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن أيبه، عن عبيد بن عمير، فذكره.
8569 - (خ م د س) عائشة -
رضي الله عنها- قالت : «لما جاء رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نَعْيُ زيد بنِ
حارثةَ ، وجعفر ، وابن رواحةَ : جَلَسَ يُعْرَف فيه الحزْنُ ، وأنا أنظر من صائر
الباب - تعني : شَقَّ الباب - فأتاه رجل فقال : إن نساء جعفر - وذكر بكاءهُنَّ -
فأمره أن يَنْهاهُن ، فذهب ، ثم -[97]- أتى الثانيةَ ، فذكر أنهنَّ لم يُطْعِنهُ ،
فقال : انْهَهُنَّ ، فأتاه الثالثة ، فقال : والله لقد غَلَبْنَنا يا رسولَ الله ،
قال : فزعمتْ أنه قال : فاحثُ في أفواههنَّ الترابَ ، قالت عائشةُ : فقلتُ : أرغَم
الله أنفك ، واللهِ ما تفعل ما أمرك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ولم
تَتْرُكْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- مِنَ العَناء» أخرجه البخاري ومسلم .
واختصره أبو داود قال : «لما قُتِل زيدُ بنُ حارثةَ ، وجعفر ، وعبد الله بنُ رواحة
، جَلَس رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في المسجد يُعرَف في وجهه الحزن... وذكر
قصة» هذا لفظ أبي داود ، ولم يذكر القصة .
وأخرجه النسائي بطوله ، وفيه «أرغم الله أنف الأبعد ، إنكَ واللهِ ما تركتَ رسولَ
الله - صلى الله عليه وسلم- ، وما أنت بفاعل» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 133 و 134 في الجنائز ، باب من جلس عند المصيبة يعرف فيه
الحزن ، وباب ما ينهى عن النوح والبكاء والزجر عن ذلك ، وفي المغازي ، باب غزوة
مؤتة من أرض الشام ، ومسلم رقم (935) في الجنائز ، باب التشديد في النياحة ، وأبو
داود رقم (3122) في الجنائز ، باب الجلوس عند المصيبة ، والنسائي 4 / 15 في
الجنائز ، باب النهي عن البكاء على الميت .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/58) قال :حدثنا ابن نمير، والبخاري (2/104) قال :حدثنا محمد
بن المثنى. قال :حدثنا عبد الوهاب.وفي (2/106) قال :حدثنا محمد بن عبد الله بن
حوشب.قال : حدثنا عبد الوهاب.وفي (5/182) قال :حدثنا قتيبة.قال :حدثنا عبد
الوهاب.ومسلم (3/45 و46) قال: حدثنا ابن المثنى وابن أبي عمر.قال ابن المثنى
:حدثنا عبد الوهاب (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. قال :حدثنا عبد الله بن نمير
(ح) وحدثنا أبو الطاهر.قال : أخبرنا عبد الله بن وهب، عن معاوية بن صالح (ح)
وحدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي.قال :حدثنا عبد الصمد.قال :حدثنا عبد العزيز، يعني
ابن مسلم.وأبو داود (3122) قال :حدثنا محمد بن كثير.قال :حدثنا سليمان بن
كثير.والنسائي (4/14) قال : أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال :حدثنا عبد الله بن
وهب.قال :قال معاوية ابن صالح.
خمستهم- عبد الله بن نمير، وعبد الوهاب الثقفي، ومعاوية بن صالح، وعبد العزيز بن
مسلم، وسليمان بن كثير - عن يحيى بن سعيد الأنصاري. قال : أخبرتني عمرة، فذكرته.
8570 - (خ م ت س) عمر بن
الخطاب - رضي الله عنه - قال : قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «الميِّتُ
يُعذَّبُ في قبره بما نِيحَ عليه» وفي رواية «ما نيحَ عليه» .
هذه رواية ابنِ عمر عن أبيه ، ورواه عن عمرَ : ابنُ عباس ، وأبو موسى الأشعري ،
وأنس ، بألفاظ متقاربة المعنى . -[98]-
وفي حديث ابنِ عباس : أنَّ عائشةَ قالت : «لا واللهِ ما قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم- قط : إنَّ الميِّتَ يُعذَّب ببكاءِ أحد ، ولكنَّه قال : إنَّ الكافر
يزيده الله ببكاء أهله عذاباً ، وإن الله لَهُوَ أضْحَكَ وأبكى {ولا تَزِرُ
وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخرى} ولكن السمعَ يُخْطئ» . أخرجه البخاري ومسلم .
وفي أفراد مسلم «أن حفصةَ بكتْ على عمر» فقال ... بمعنى ما تقدَّم .
وله في أخرى : أنَّ عمر قال نحو ذلك ، لما عَوَّلت حَفْصَةُ وصُهيبٌ عليه .
وفي أخرى له : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إن الميِّت لَيُعذَّب
ببكاء الحي عليه» هذا لفظ الحميديِّ .
ولفظه في كتاب مسلم عن أبي بُرْدة بن أبي موسى عن أبيه قال : «لما أصيب عمر أقبل
صهَيْبٌ من منزله ، حتى دخل على عمرَ ، فقام بحياله يبكي ، فقال عمر : علامَ تبكي
؟ أعليَّ تبكي ؟ قال : إي والله ، لَعلَيْكَ أبكي يا أمير المؤمنين ، قال : والله
لقد علمتَ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : مَنْ يُبكَى عليه يُعذَّبُ
، قال : فذكرتُ ذلك لموسى بن طلحةَ ، فقال : كانت عائشة تقول : إنما كان أولئك
اليهودَ» .
وفي رواية أنس في كتاب مسلم «أنَّ عمرَ بنَ الخطاب لَمَّا طُعِنَ أعْوَلَت -[99]-
عليه حفصةُ ، فقال : يا حفصةُ ، أما سَمِعتِ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-
يقول : «المُعَوَّل عليه يُعذَّبُ» ، وعَوَّل عليه صهيبٌ ، فقال عمرُ : يا صهيبُ ،
أما عَلِمْتَ أن المُعوَّل عليه يعذَّبُ ؟» .
وأخرج الترمذي والنسائي «الميَّتُ يعذَّب ببكاءِ أهله عليه» .
وللنسائي قال عمرُ : سَمِعْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «الميِّتُ
يُعَذَّبُ في قبره بالنِّياحة عليه» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 128 في الجنائز ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : "
يعذب الميت ببكاء أهله عليه " ، وباب ما يكره من النياحة على الميت ، ومسلم
رقم (927) في الجنائز ، باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه ، والترمذي رقم (1002) في
الجنائز ، باب ما جاء في كراهية البكاء على الميت ، والنسائي 4 / 16 و 17 في
الجنائز ، باب النياحة على الميت .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (161) .والحميدي (221) قال :حدثنا سفيان.وأحمد
(6/39) قال :حدثنا سفيان.وفي (6/107) قال :حدثنا إسحاق.قال:حدثني مالك.وفي (6/255)
قال:حدثنا عثمان بن عمر.قال :حدثنا مالك. والبخاري (2/101) قال :حدثنا عبد الله بن
يوسف.قال : أخبرنا مالك.ومسلم (3/44) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس
فيما قرئ عليه، والترمذي (1006) قال :حدثنا قتيبة، عن مالك. (ح) وحدثنا إسحاق بن
موسى.قال :حدثنا معن.قال :حدثنا مالك.والنسائي (4/17) .
8571 - (س) محمد بن سيرين
: ذُكِر عند عمران بن حُصَيْن : «الميَّتُ يعذَّب ببكاءِ الحي عليه» فقال عمران :
قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم- .
وفي رواية قال : «الميتُ يعذَّب بنياحةِ أهلهِ عليه ، فقال له رجل : أرأيتَ
رَجُلاً مات بخراسان ، وناح أهله عليه هاهنا ، أكان يعذَّب بنياحَةِ أهله عليه ؟
قال : صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وكذبْتَ أنْتَ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أعولتُ على الميت) : إذا ندبتَه وبكَيْتَ عليه ، وكذلك عَوَّلتُ عليه . -[100]-
(بحياله) حيال الشيء : تجاهه ومقابله .
__________
(1) رواه النسائي 4 / 17 في الجنائز ، باب في النهي عن البكاء على الميت ، وباب
النياحة على الميت ، إسناد الرواية الأولى صحيح ، والرواية الثانية من رواية الحسن
عن عمران ، ولم يصح سماع الحسن من عمران ، إلا أن المرفوع منها صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/437) قال :حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي (4/15) قال : أخبرنا محمود
بن غيلان، قال :حدثنا أبو داود.
كلاهما - محمد بن جعفر، وأبو داود - قالا :حدثنا شعبة، عن عبد الله بن صبيح، قال
:سمعت محمد بن سيرين، فذكره.
8572 - (ط د س) جابر بن
عتيك - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- جاء يعود عبد الله
بن ثابت ، فوجده قد غُلِبَ عليه ، فصاح به ، فلم يُجِبْهُ ، فاستَرْجَعَ رسولُ
الله - صلى الله عليه وسلم- ، وقال : غُلِبْنَا عليك يا أبا الربيع ، فصاح النساءُ
وبَكَيْنَ ، فجعل جابر- وفي رواية : فجعل ابنُ عَتيك - يُسْكِتُهُنَّ ، فقال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم- : «دَعْهُنَ ، فإذا وَجَبَ فلا تبكينَّ باكية ، قالوا
: يا رسول الله ، وما وجب ؟ قال : إذا مات ، فقالت ابنتهُ : واللهِ إن كنتُ لأرجو
أن تكون شهيداً ، فإنك كنتَ قد قَضَيْت جَهَازَكَ ، فقال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم- : إنَّ الله قد أوقع أجره على قَدْر نِيته ، وما تعدّون الشهادة ؟
قالوا : القتل في سبيل الله ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : الشهداء سبعة
، سِوَى القتلِ في سبيل الله : المطعونُ شهِيد ، والحَرِقُ شهِيد ، والغَرِقُ شهيد
، وصاحبُ ذاتِ الجَنبِ شهيد ، والمبطونُ شهيد ، والذي يموت تحت الهدْم شهيد ،
والمرأة تموت بِجمع شهيد» أخرجه الموطأ وأبو داود والنسائي .
وفي أخرى للنسائي عن عبد الملك بن عمير عن جَبْر «أنه دخل مع النبيُّ - صلى الله
عليه وسلم- على مَيّت ، فبكى النساء ، فقال جبر : أتبكينَ ؟ لا تبكين ما دام رسولُ
الله - صلى الله عليه وسلم- جالساً ، قال رسول الله : دَعْهُن يبكين ما دام بينهن
، فإذا وَجَبَ فلا تبكينَّ عليه باكية» .
وفي أخرى عن عبد الله بن عبد الله بن جبر عن أبيه «أنَّ رسولَ الله -[101]- صلى
الله عليه وسلم- عادَ جَبْراً : فلما دخل سمع النساءَ يبكين ، ويَقُلْنَ : كُنَّا
نَحْسِبُ وفاتَكَ قَتْلاً في سبيل الله ، فقال : وما تعدُّون الشهادة إلا مَنْ
قُتِل في سبيل الله ! إن شهداءكم إذاً لقليل ! القتل في سبيل الله شهادة ،
والبَطِن شهادة ، والْحَرِق شهادة ، والمغموم شهادة - يعني : المهدوم - والمجنوب
شهادة ، والمرأةُ تموتُ بجُمَع .
قال رجل : أتبكينَ ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قاعد ؟ قال : دعهنَّ ، فإذا
وجب فلا تبكين عليه باكية» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فاسترجع) الاسترجاع عند المصيبة ، أن يقول الإنسان : إنَّا لله وإنا إليه راجعون
.
(ماتت المرأة بجُمع) : إذا ماتت وفي بطنها ولدها .
__________
(1) رواه مالك في " الموطأ " 1 / 233 و 234 في الجنائز ، باب النهي عن
البكاء على الميت ، وأبو داود رقم (3111) في الجنائز ، باب فضل من مات بالطاعون ، والنسائي
4 / 13 و 14 في الجنائز ، باب النهي عن البكاء على الميت ، ورواه بنحوه الطبراني
عن ربيع الأنصاري ، وهو حديث صحيح ، وقد تقدم مختصراً رقم (1243) فليراجع تخريجه
هناك 2 / 741 .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ (161) .وأحمد (5/446) قال :حدثنا روح. وأبو داود (3111) قال
:حدثنا القعنبي.والنسائي (4/13) قال :أخبرنا عتبة بن عبد الله بن عتبة.وفي الكبرى
تحفة الأشراف (3173) عن الحارث بن مسكين عن ابن القاسم.
أربعتهم - روح، والقعنبي، وعتبة، وابن القاسم - عن مالك، عن عبد الله بن عبد الله
بن جابر بن عتيك، أن عتيك بن الحارث - وهو جد عبد الله بن عبد الله أبو أمه -
أخبره، فذكره.
8573 - (خ م) عبد الله بن
عمر - رضي الله عنهما- قال : «اشتكى سعدُ بنُ عُبادة شكوى له ، فأتاه رسولُ الله -
صلى الله عليه وسلم- يعوده مع عبد الرحمن بن عوف ، وسعدِ بن أبي وقاص ، وعبد الله
بنِ مسعود ، فلما دخل عليه وجده في غَشِيَّة ، فقال : قد قَضَى ؟ فقالوا : لا يا
رسول الله ، فبكى رسولُ الله -[102]- صلى الله عليه وسلم- ، فلما رأى القومُ بكاءَ
النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بَكَوْا ، قال : ألا تسمعون ؟ إنَّ الله لا يُعَذِّبُ
بِدَمع العْين ، ولا بحزن القلب ، ولكن يعذِّبُ بهذا - وأشار إلى لسانه - أو يرحم»
أخرجه البخاري ومسلم .
ولمسلم قال : «كنا جُلوساً مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، إذْ جاءه رجل من
الأنصار ، فسلم عليه ، ثم أدبر الأنصاريُّ ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه
وسلم- : يا أخا الأنصار ، كيف أخي سعدُ بنُ عبادةَ ؟ فقال صالح : فقال رسولُ الله
- صلى الله عليه وسلم- : مَن يَعُودُه منكم ؟ فقام وقمنا معه ، ونحن بِضْعَةَ عشر
، ما علينا نِعَالٌ ولا خِفاف ، ولا قَلانِس ، ولا قُمص ، نمشي في تلك السِّباَخ ،
حتى جئناه ، فأستأخره قومُهُ من حَوْلِهِ ، حتى دنا رسولُ الله - صلى الله عليه
وسلم- وأصحابُه الذين معه» لم يزد على هذا في هذه الرواية (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 140 في الجنائز ، باب البكاء عند المريض ، ومسلم رقم (924)
في الجنائز ، باب البكاء على الميت .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (2/105) قال :حدثنا أصبغ.ومسلم (3/40) قال :حدثنا يونس بن عبد
الأعلى الصدفي، وعمرو بن سواد العامري.
ثلاثتهم - أصبغ بن الفرج، ويونس بن عبد الأعلى، وعمرو بن سواد - عن ابن وهب، قال :
أخبرني عمرو بن الحارث، عن سعيد بن الحارث الأنصاري فذكره.
8574 - (خ م د س) أبو
بردة [بن أبي موسى الأشعري]- رضي الله عنهما- قال : «وَجِع أبو موسى وجعاً ،
فَغُشِيَ عليه ورأسُه في حَجْر امرأة من أهله ، فصاحت امرأة من أهله ، فلم يستطع
أن يَرُد عليها شيئاً ، فلما أفاق ، قال : أنا بريء ممن برئ منه رسول الله - صلى
الله عليه وسلم- ، فإنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- برئ من الصالقةِ ،
والحالِقة ، والشاقَّةِ» أخرجه البخاري . -[103]-
وهو في رواية لمسلم «أغْمِيَ على أبي موسى ، فأقبْلَتِ امرأتُه أُمُّ عبد الله
تَصيحُ بِرَنَّة ، ثم أفاق ، فقال : ألم تعلَمي ، وكان يحدِّثها أن رسولَ الله -
صلى الله عليه وسلم- قال : أنا بريء مِمَّنْ حَلَق ، وصَلَقَ ، وخَرقَ» .
وفي أخرى له عن امرأة أبي موسى أمِّ عبد الله ، عن أبي موسى عن النبيِّ - صلى الله
عليه وسلم- نحوه ، وفي أخرى نحوه . قال مسلم : غير أن في حديث عِياضٍ الأشعري قال
: «ليس مِنَّا» ولم يقل : «بريء» .
وفي رواية أبي داود : عن يزيد بن أوس قال : «دخلت على أبي موسى - وهو ثقيل - فذهبت
امرأته لتبكيَ - أو تَهُمُّ به - فقال لها أبو موسى : أما سمعتِ ما قال رسولُ الله
- صلى الله عليه وسلم- ؟ قالت : بلى. قال : فسكتت ، فلما مات أبو موسى قال يزيد :
لقيتُ المرأة ، فقلت لها : ما قول أبي موسى لك : أما سمعتِ ما قال رسول الله - صلى
الله عليه وسلم- ، ثم سَكَتِّ ؟ قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : ليس
مِنا مَنْ حَلَقَ ، وَمَنْ سَلق ، ومَنْ خَرَق» .
وفي رواية النسائي عن صفوان بن مُحرز قال : «أُغْمِيَ على أبي موسى ، فَبَكَوْا ،
فقال : أبرأُ إليكم كما برئ إلينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، ليس منا
مَنْ حَلَقَ ، ولا خَرَق ، ولا سَلق» .
وله في أخرى : لما ثَقُلَ أبو موسى أقبلت امرأتُه تَصيح ، فأفاق ، فقال : أَلمْ
أخبركِ أني بريء مما برئ منه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ وكان يحدِّثها
أنَّ -[104]- رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «أنا بريء مِمَّنْ حَلَق ،
وخَرق ، وسَلَق» . وأخرج أيضاً نحو رواية أبي داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الصالقة والسالقة) هي التي تصرخ عند المصيبة وتَضِجُّ .
(الحالقة) : هي التي تحلق شعرها عند المصيبة .
(والشاقَّة) التي تشُق ثيابها .
__________
(1) رواه البخاري تعليقاً 3 / 132 في الجنائز ، باب ما ينهى من الحلق عند المصيبة
، وقد وصله مسلم رقم (104) في الإيمان ، باب تحريم ضرب الخدود وشق الجيوب والدعاء
بدعوى الجاهلية ، وأبو داود رقم (3130) في الجنائز ، باب في النوح ، والنسائي 4 /
20 في الجنائز ، باب السلق ، وباب الحلق .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (4/397) قال :حدثنا معتمر بن سليمان التميمي، قال :قرأت على
الفضيل بن ميسرة، في حديث أبي حريز. والبخاري (2/103) قال : وقال الحكم بن موسى.
حدثنا يحيى بن حمزة. عن عبد الرحمن بن جابر، أن القاسم بن مخيمرة حدثه. ومسلم
(1/70) قال :حدثنا الحكم بن موسى القنطري، قال :حدثنا يحيى بن حمزة، عن عبد الرحمن
بن يزيد بن جابر، أن القاسم بن مخيمرة حدثه. وابن ماجة (1487) قال :حدثنا محمد بن
عبد الأعلى الصنعاني، قال :أنبأنا معتمر بن سليمان، قال: قرأت على الفضيل بن
ميرسة، عن أبي حريز.
كلاهما - أبو حريز عبد الله بن الحسين، والقاسم - عن أبي بردة، فذكره.
* رواية القاسم بن مخيمرة. «وجع أبو موسى، وجعا، فغشى عليه، ورأسه في حجر امرأة من
أهله، فصاحت امرأة من أهله، فلم يستطع أن يرد عليها شيئا. فلما أفاق.قال : أنا برئ
مما برئ منه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فإن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-
برئ من الصالقة والحالقة والشاقة» .
8575 - (خ م ت س) عبد
الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- :
«لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الخدود ، وشَقَّ الجيوب ، ودعا بدعوى الجاهلية» وفي
رواية «أو ، أو» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 133 في الجنائز ، باب ليس منا من ضرب الخدود ، وباب ليس منا
من شق الجيوب ، وباب ما ينهى من الويل ودعوى الجاهلية عند المصيبة ، وفي الأنبياء
، باب ما ينهى من دعوى الجاهلية ، ومسلم رقم (103) في الإيمان ، باب تحريم ضرب
الخدود وشق الجيوب والدعاء بدعوى الجاهلية ، والترمذي رقم (999) في الجنائز ، باب
ما جاء في النهي عن ضرب الخدود وشق الجيوب عند المصيبة ، والنسائي 4 / 20 في
الجنائز ، باب ضرب الخدود .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (1/386) (3658) قال :حدثنا يحيى.وفي (1/442) (4215) قال : حدثنا
وكيع (ح) وعبد الرحمن. والبخاري (2/102) قال :حدثنا أبو نعيم.وفي (4/223)
قال:حدثني ثابت بن محمد وابن ماجة (1584) قال :حدثنا علي بن محمد، قال :حدثنا وكيع
(ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد بن وعبد الرحمن.والترمذي (999)
قال :حدثنا محمد بن بشار.قال :حدثنا يحيى بن سعيد، وفي تحفة الأشراف (9559) عن:
إسحاق بن منصور، عن عبد الرحمن بن مهدي.والنسائي (4/20) قال : أخبرنا محمد بن
بشار، قال : حدثنا يحيى.وفي (4/21) قال : أخبرنا إسحاق بن منصور، قال :حدثنا عبد
الرحمن.
خمستهم - يحيى، ووكيع، وعبد الرحمن، وأبو نعيم، وثابت بن محمد - عن سفيان، قال
:حدثنا زبيد اليامي، عن إبراهيم.
2- وأخرجه أحمد (1/432) (4111) قال: حدثنا وكيع.وفي (1/456) (4361) قال :حدثنا
أبومعاوية.وفي (1/465) (4430) قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال :حدثنا شعبة.والبخاري
(2/103) قال :حدثنا محمد بن بشار.قال :حدثنا عبد الرحمن، قال :حدثنا سفيان.وفي
(2/104) قال:حدثنا عمر بن حفص، قال :حدثنا أبي.وفي (4/223) قال:حدثنا ثابت بن
محمد، قال :حدثنا سفيان.ومسلم (1/69) قال :حدثنا يحيى بن يحيي، قال : أخبرنا أبو
معاوية (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال:حدثنا أبو معاوية ووكيع، (ح) وحدثنا
ابن نمير، قال :حدثنا أبي.وفي (1/70) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال :حدثنا
جرير (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعلي بن خشرم قالا :حدثنا عيسى بن يونس.وابن
ماجة (1584) قال :حدثنا علي بن محمد وأبو بكر بن خلاد، قالا :حدثنا وكيع.والنسائي
(4/19) قال : أخبرنا علي بن خشرم، قال :حدثنا عيسى (ح) وأنبأنا الحسن بن إسماعيل،
قال :حدثنا ابن إدريس.
تسعتهم - وكيع، وأبو معاوية، وشعبة، وسفيان، وحفص بن غياث، وعبد الله بن نمير،
وجرير، وعيسى، وعبد الله بن إدريس- عن سليمان بن الأعمش، عن عبد الله بن مرة.
كلاهما - إبراهيم و عبد الله بن مرة - عن مسروق، فذكره.
* في رواية شعبة :قال سليمان الأعمش :وأحسبه قد رفعه إلى النبي -صلى الله عليه
وسلم-.
8576 - (ت) أبو موسى
الأشعري - رضي الله عنه - قال : سمعتُ -[105]- رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-
يقول : «ما من ميت يموت ، فيقوم باكيه ، فيقول : واجبلاه واسَيِّداه !! ونحو ذلك ،
إلا وكَّل الله به مَلَكين يَلْهَزَانِهِ ، ويقولان : أهكذا كنتَ ؟» أخرجه الترمذي
(1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يلهزانه) اللهْزُ : الدَّفْع في الصدر بجميع الكف .
__________
(1) رقم (1003) في الجنائز ، باب ما جاء في كراهية البكاء على الميت ، وهو حديث
حسن يشهد له الذي بعده ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، وقال الحافظ في
" التلخيص " : ورواه الحاكم وصححه ، قال : وشاهده في الصحيح عن النعمان
بن بشير ، يريد الحديث الذي بعده .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1003) قال :حدثنا علي بن حجر، أخبرنا محمد بن عمار، حدثني أسيد بن
أبي أسيد، أن موسى بن أبي موسى الأشعري أخبره عن أبيه، فذكره.
وقال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب.
8577 - (خ) النعمان بن
بشير - رضي الله عنهما- قال : «أُغْمِيَ على عبد الله بنِ رواحة ، فجعلت أخته
عَمرةُ تبكي : واجبلاهُ ، وا كذا ، وا كذا ، تُعَدِّدُ عليه ، فقال حين أفاق : ما
قُلتِ شيئاً إلا قيل لي : أنتَ كذلك؟» .
وزاد في رواية : «فلما مات لم تَبْكِ عليه» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 7 / 397 في المغازي ، باب غزوة مؤتة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (4267) قال :حدثني عمران بن ميسرة، حدثنا محمد بن فضيل، عن حصين، عن
عامر، عن النعمان بن بشير، فذكره.
8578 - (ت) جابر بن عبد
الله - رضي الله عنهما- قال : «أخذ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بيد عبد الرحمن
بن عوف ، فانطلق به إلى ابنه إبراهيم ، فوجده يجود بنفسه ، فأخذه النبيُّ - صلى
الله عليه وسلم- فوضَعَهُ في حَجره ، فبكى ، فقال له عبد الرحمن : أتبكي ؟ أوَلم
تَكُنْ نَهيْتَ عن البكاء ؟ قال : لا ، ولكن نَهيتُ عن صوتين -[106]- أحْمَقَين فَاجِرِين
: صوتٍ [عند مصيبة] : خَمْشِ وجوه ، وشقِّ جيوب ، ورَنَّةِ شيطان» .
وفي الحديث كلام أكثر من هذا.
أخرجه الترمذي هكذا (1) .
__________
(1) رقم (1005) في الجنائز ، باب ما جاء في الرخصة في البكاء على الميت ، وفي سنده
محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو سيء الحفظ جداً ، ومع ذلك فقد قال الترمذي :
هذا حديث حسن صحيح ، أقول : أصل الحديث وأوله في " الصحيحين " من حديث
أنس .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه عبد بن حميد (1006) قال أخبرنا عبيد الله بن موسى. والترمذي (1005) قال
:حدثنا علي بن خشرم، قال : أخبرنا عيسى بن يونس.
كلاهما- عبيد الله، وعيسى - عن ابن أبي ليلي، عن عطاء، فذكره.
8579 - (د) أسيد بن أبي
أسيد عن امرأة من المبايعات قالت : «كان فيما أخذ علينا رسولُ الله - صلى الله
عليه وسلم- في المعروف الذي أخذ علينا أن لا نَعْصِيَهُ [فيه]-: أن لا نَخْمِشَ
وجهاً ، ولا ندعُوَ ويلاً ، ولا نَشُقَّ جَيباً ، ولا نَنْشُرَ شعراً» أخرجه أبو
داود (1) .
__________
(1) رقم (3131) في الجنائز ، باب في النوح ، وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3131) قال :حدثنا مسدد.قال :حدثنا حميد بن الأسود.قال :حدثنا
الحجاح-عامل لعمر بن عبد العزيز على الربذة -قال :حدثني أسيد بن أبي أسيد، فذكره.
8580 - (خ م د س) أم عطية
- رضي الله عنها- قالت : «أخَذَ علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مع
البيعة- أن لا نَنُوحَ ، قالت : فما وَفَتْ منا امرأة إلا خمس : أُمُّ سُلَيم ،
وأُمُّ العلاءِ ، وابنة أبي سَبْرَةَ امرأةُ معاذ ، وامرأتان . أو ابنة أبي سبرةَ
، وامرأة معاذ ، وامرأة أخرى» .
وفي رواية أخرى : «فما وَفَتْ مِنَّا غير خمس ، منهن أُمُّ سليم» . -[107]-
وفي أخرى قالت : لما نزلت هذه الآية {يُبَايِعْنَكَ على أن لا يُشْرِكْنَ باللَّه
شيئاً} ... {ولا يَعْصِينَكَ في معروف} [الممتحنة : 12] قالت : كان منه النياحةُ ،
قالت : فقلت : يا رسولَ الله ، إلا آلَ فلان ، فإنهم كانوا أسعدوني في الجاهلية ،
فلا بُدَّ لي من أن أُسْعِدَهم ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إلا
آلَ فلان» .
وفي أخرى قالت : «بايعنا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقرأ علينا {أن لا
يُشْرِكْنَ باللَّه شيئاً} ، ونهانا عن النياحة ، فقبضت امرأة مِنَّا يَدَها ،
فقالت : فلانة أسْعَدَتْنِي ، فأنا أريدُ أن أَجِزيَها ، فما قال لها النبيُّ -
صلى الله عليه وسلم- شيئاً ، فانطَلَقَتْ ، ثم رَجَعَت ، فبايعها» .
زاد في رواية : «فما وَفَتْ امرأة إلا أُمُّ سُلَيم ، وأُم العلاءِ ، وبنت أبي
سَبْرَةَ امرأةُ معاذ - أو بنت أبي سبرة - وامرأة معاذ» . أخرجه البخاري ومسلم .
وفي رواية النسائي قالت : «لمَّا أردتُ أن أبايع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-
قلت : يا رسولَ الله ، إن امرأة أسعدتني في الجاهلية ، فأذهب فأُسعِدُها ثم
أَجيئكَ فأَبايعُكَ ؟ قال : «فاذهبي فأسْعِدِيها» ثم بايعيني ، قالت : فذهبتُ
فساعدتُها ، ثم جئتُ فبايعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وله في أخرى : «أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أخذ علينا في البيعة أن لا
نَنُوح» . -[108]-
وفي رواية أبي داود مختصراً : «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نهى عن
النياحة» . لم يزد على هذا (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 141 في الجنائز ، باب ما ينهى من النوح والبكاء والزجر من
ذلك ، وفي تفسير سورة الممتحنة ، وفي الأحكام ، باب بيعة النساء ، ومسلم رقم (936)
في الجنائز ، باب التشديد في النياحة ، والنسائي 7 / 148 و 149 في البيعة ، باب
بيعة النساء ، وأبو داود رقم (3127) في الجنائز ، باب في النوح ، وانظر ما قاله
الحافظ في " الفتح " 3 / 141 و 142.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/84) قال :حدثنا محمد بن جعفر.قال : أخبرنا هشام وفي
(5/85و407) قال : حدثنا أبومعاوية.قال :حدثنا عاصم بن الأحول.وفي (5/85) قال
:حدثنا غسان بن الربيع. قال :حدثنا أبو زيد ثابت بن يزيد، عن هشام. وفي (6/408)
قال :حدثنا يزيد بن هارون. قال: أخبرنا هشام. وفي (6/408) قال :حدثنا عفان.قال
:حدثنا عبد الواحد بن زياد.قال :حدثنا عاصم الأحول. والبخاري (6/187) قال :حدثنا
أبو معمر.قال :حدثنا عبد الوراث. قال :حدثنا أيوب وفي (9/99) قال :حدثنا مسدد.قال
:حدثنا عبد الوراث، عن أيوب.ومسلم (3/46) قال : حدثنا إسحاق ابن إبراهيم.قال :
أخبرنا أسباط.قال : حدثنا هشام. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب
وإسحاق بن إبراهيم، جميعا عن أبي معاوية.قال: زهير: حدثنا محمد بن خازم.قال :حدثنا
عاصم.وأبو داود (3127) قال:حدثنا مسدد.قال :حدثنا عبد الوراث، عن أيوب.والنسائي في
الكبري تحفة الأشراف (12/18129) عن أحمد بن حرب الطائي، عن أبي معاوية، عن عاصم
الأحول.
ثلاثتهم - هشام بن حسان، وعاصم الأحول، وأيوب - عن حفصة بنت سيرين، فذكرته.
أخرجه البخاري (2/106) قال :حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، مسلم (3/46) قال :حدثني
أبو الربيع الزهراني. والنسائي (7/149) قال : أخبرنا الحسن بن أحمد، قال :حدثنا
أبو الربيع.
كلاهما - عبد الله بن عبد الوهاب، وأبو الربيع - عن حماد بن زيد، قال :حدثنا أيوب،
عن محمد بن سيرين، فذكره.
أخرجه أحمد (6/408) قال :حدثنا عفان.قال :حدثنا حماد بن سلمة.قال : أخبرنا هشام
وحبيب.والنسائي (7/148) قال: أخبرني محمد بن منصور.قال :حدثنا سفيان، عن أيوب.
ثلاثتهم - هشام بن حسان، وحبيب بن الشهيد، وأيوب - عن محمد بن سيرين، فذكره.
8581 - (س) أنس بن مالك -
رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أخذ على النساء - حين
بايعهنَّ- أن لا يَنُحْنَ ، فَقُلنَ : يا رسول الله ، إن نساء أسعَدتْنَا في
الجاهلية : أفَنُسْعِدُهُن ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا إسعادَ
في الإسلام»» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 16 في الجنائز ، باب النياحة على الميت ، وإسناده صحيح ، ورواه أيضاً أحمد
في " المسند " ، وصححه ابن حبان .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/197) ، وعبد بن حميد (1253) .وابن ماجة (1885) قال :حدثنا الحسين بن
مهدي.وأبو داود (3222) قال:حدثنا يحيى بن موسى البلخي.والترمذي (1601) قال :حدثنا
محمود بن غيلان. والنسائي (1614) قال : أخبرنا إسحاق.
ستتهم - ابن حنبل، وعبد، والحسن بن مهدي، والبلخي، ومحمود ، وإسحاق - عن عبد
الرزاق، عن معمر، عن ثابت، فذكره.
رواية أبي داود مختصرة على «لا عقر في الإسلام» .
رواية ابن ماجة مختصرة على «لاشغار في الإسلام» .
رواية الترمذي مختصرة على «من انتهب فليس منا» .
8582 - (ت) أسماء [بنت
يزيد بن السكن الأنصارية]- رضي الله عنها- قالت : «قالتِ امرأةٌ مِنَ النسوة : ما
هذا المعروف الذي لا ينبغي لنا أن نَعْصِيَكَ فيه ؟ قال : «لا تَنُحْنَ» قلتُ : يا
رسول الله ، إن بني فلان قد أسعدوني على عَمِّي ، ولا بُد لي من قضائهم ، فأبى
عليَّ ، فعاتبته (1) مراراً ، فأذن لي في قضائهن ، فلم أنُح بعدُ في قضائهن ولا
غيرِه حتى الساعة ، ولم يبق من النسوة امرأة إلا وقد ناحت غيري» أخرجه الترمذي (2)
.
__________
(1) أي راجعته وعاودته .
(2) رقم (3304) في التفسير ، باب ومن سورة الممتحنة ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن
غريب وهو كما قال ، أقول : وقد استشكل معنى الحديث ، قال الحافظ : والأقرب إلى
الصواب أن النياحة كانت مباحة ، ثم كرهت كراهة تنزيه ، ثم تحريم ، وانظر "
الفتح " 3 / 490 .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/320) قال :حدثنا وكيع.وابن ماجة (1579) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة قال :حدثنا وكيع. والترمذي (3307) قال :حدثنا عبد بن حميد، قال :حدثنا أبو
نعيم.
كلاهما - وكيع، وأبو نعيم - عن يزيد عن عبد الله الشيباني، مولى الصهباء عن شهر بن
حوشب، فذكره.
* رواية وكيع مختصرة على : عن أم سلمة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- {ولا يعصينك
في معروف} قال: «النوح» قال الترمذي : هذا حديث حسن.
* قال عبد بن حميد : أم سلمة الأنصارية، هي أسماء بنت يزيد بن السكن.
* ذكره أحمد بن حنبل -رحمه الله- في مسند أم سلمة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم-،
قد أورده المزي في تحفة الأشراف (11/15769) في مسند أسماء بنت يزيد.
8583 - (د) أبو سعيد
الخدري - رضي الله عنه - قال : «لَعَنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- النائحةَ
والمستمعةَ» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3128) في الجنائز ، باب في النوح ، وإسناده ضعيف .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/65) .وأبو داود (3128) قال:حدثنا إبراهيم بن موسى.
كلاهما - أحمد، وإبراهيم- عن محمد بن ربيعة، عن محمد الحسن بن عطية، عن أبيه، عن
جده، فذكره.
8584 - (س) قيس بن عاصم -
رضي الله عنه - «قال : لا تَنُوحُوا عَلَي ، فإن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-
لم يُنَحْ عليه» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 16 في الجنائز ، باب النياحة على الميت ، وفي سنده حكيم بن قيس بن عاصم
المنقري التميمي البصري ، لم يوثقه غير ابن حبان ، وباقي رجاله ثقات .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/61) قال :حدثنا محمد بن جعفر. (ح) وحجاج. والبخاري في الأدب المفرد
(361) قال :حدثنا عمرو بن مرزوق.والنسائي (4/16) قال : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى،
قال :حدثنا خالد.
أربعتهم - ابن جعفر، وحجاج، وعمرو ، وخالد بن الحارث- عن شعبة، عن قتادة، عن مطرف،
عن حكيم بن قيس بن عاصم، فذكره.
* رواية النسائي مختصرة على : «لا تنوحوا علي، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
لم ينح عليه» .
8585 - (خ م ت) علي بن
ربيعة - رحمه الله- قال : أولُ من نِيحَ عليه بالكوفة : قَرَظة بنُ كعب ، فقال
المغيرةُ بنُ شعبةَ : سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «إنَّ كَذباً
عليَّ ليس كَكَذِب على غيري ، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأ
مقعده من النار» وسمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «مَنْ نِيحَ عليه
، فإنه يُعَذَّبُ بما نِيحَ عليه يوم القيامة» . أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1)
.
__________
(1) رواه البخاري 3 /130 في الجنائز ، باب ما يكره من النياحة على الميت ، ومسلم
رقم (933) في الجنائز ، باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه ، والترمذي رقم (1000) في
الجنائز ، باب ما جاء في كراهية النوح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/245) قال: حدثنا قران بن تمام، عن سعيد بن عبيد الطائي. وفي (4/252)
قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سعيد بن عبيد. وفي (4/255) قال: حدثنا وكيع، قال:
حدثنا سعيد بن عبيد الطائي، ومحمد بن قيس الأسدي. والبخاري (2/102) قال: حدثنا أبو
نعيم، قال: حدثنا سعيد بن عبيد. ومسلم (1/8) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير،
قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا سعيد بن عبيد. وفي (1/8) و (3/45) قال: حدثني علي بن
حُجر السعدي، قال: حدثنا علي بن مسهر، قال: أخبرنا محمد بن قيس الأسدي. وفي (3/45)
قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، عن سعيد بن عبيد الطائي، ومحمد
بن قيس. (ح) وحدثناه ابن أبي عُمر، قال: حدثنا مروان- يعني الفزاري- قال: حدثنا
سعيد بن عبيد الطائي. والترمذي (1000) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا قران
بن تمام، ومروان بن معاوية، ويزيد بن هارون، عن سعيد بن عبيد الطائي.
كلاهما - سعيد بن عبيد، ومحمد قيس - عن علي بن ربيعة الأسدي، فذكره.
8586 - (ت) عبد الله بن
مسعود - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يَنْهَى عَنِ
النَّعْي ، وقال : «إياكُمْ والنعي ، فإنه مِن عَمَلِ الجاهلية» ، قال عبد الله بن
مسعود : والنَّعيُ : أذانٌ بالميِّتِ . -[110]-
أخرجه الترمذي ، وقال : قد رُوِيَ عنه من طريق ، ولم يرفعه ، ولم يذكر فيه «والنعي
أذانٌ بالميت» وقال : هذا أصح (1) .
__________
(1) رقم (984) في الجنائز ، باب ما جاء في كراهية النهي ، وقال الترمذي : هذا حديث
حسن ، وهو كما قال ، أقول : والذي عليه الجمهور أن مطلق الإعلام بالموت جائز ، لما
ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي ، قال الحافظ في " الفتح "
: والحاصل أن محض الإعلام بذلك لا يكره ، فإن زاد على ذلك فلا .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (984) قال :حدثنا محمد بن حميد الرازي، قال :حدثنا حكام بن سلم،
وهارون ابن المغيرة، عن عنبسة، عن أبي حمزة، عن إبراهيم، عن علقمة، فذكره.
* أخرجه الترمذي (985) قال :حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال :حدثنا عبد
الله بن الوليد العدني، عن سفيان الثوري، عن أبي حمزة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن
عبد الله، نحوه، ولم يرفعه.
* قال الترمذي : وهذا أصح من حديث عنبسة، عن أبي حمزة، وأبو حمزة هو ميمون الأعور،
وليس هو بالقوي عند أهل الحديث.
8587 - (ت) [حذيفة بن
اليمان]- رضي الله عنه - قال إذ حُضِرَ : «إذا أنا مِتُّ فلا تُؤذِنوا بي أحداً ،
إني أخاف أن يكون نَعْياً ، وإني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ينهى عن
النعْي ، فإذا متُّ فَصَلُّوا عَلَيّ ، وسُلُّوني إلى ربي سَلاًّ» . أخرجه الترمذي
إلى قوله : «عن النعي (1)» .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (986) في الجنائز ، باب ما جاء في كراهية النعي ، قال
الترمذي هذا حديث حسن ، وهو كما قال ، وفي بعض النسخ : حسن صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/385) قال :حدثنا وكيع.وفي (5/406) قال :حدثنا يحيى بن آدم. وابن
ماجة (1476) قال :حدثنا عمرو بن رافع، قال :حدثنا عبد الله بن المبارك.والترمذي
(986) قال :حدثنا أحمد بن منيع، قال :حدثنا عبد القدوس بن بكر بن خنيس.
أربعتهم - وكيع، ويحيى، وعبد الله، وعبد القدوس - عن حبيب بن سليم العبسي، عن بلال
بن يحيى العبسي، فذكره.
8588 - (م) أبو مالك
الأشعري - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: [«أربع في
أُمَّتي من الجاهلية ، لا يتركونهنَّ : الفخرُ بالأحساب ، والطَّعنُ في الأنساب ،
والاستسقاءُ بالنجوم ، والنياحةُ ، وقال :] النائحةُ إذا لم تَتُبْ قبل موتها ؛
تقام يوم القيامة وعليها سِربْالٌ من قَطِران ، ودِرْعٌ من جَرَب» أخرجه مسلم (1)
.
__________
(1) رقم (934) في الجنائز ، باب التشديد في النياحة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/342) قال :يحيى بن إسحاق.قال :حدثنا موسى قال : أخبرني أبان
ابن يزيد.وفي (5/343) قال :حدثنا أبو عامر، قال :حدثنا علي - يعني ابن المبارك -
وفي (5/344) قال: حدثنا عفان.قال : حدثنا أبان.ومسلم (3/45) قال :حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة، قال :حدثنا عفان، قال:حدثنا أبان بن يزيد (ح) وحدثني إسحاق بن منصور.قال
: أخبرنا حبان بن هلال، قال :حدثنا أبان.
كلاهما - أبان، وعلي بن المبارك - عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن أبي
سلام، فذكره.
أخرجه البخاري تعليقا في الجنائز باب مايكره من اتخاذ المساجد على القبور.
8589 - (خ) البخاري -
رحمه الله- قال : «لمَّا مات الحسن بن الحسن -[111]- بن عليّ : ضربتِ امرأتُه
القُّبَّةَ على قَبْرِهِ سَنَة ، ثم رُفِعَت ، فَسَمِعَتْ صائحاً يقول : ألا هلْ
وجدوا ما فقَدوا ؟ فأجابه آخر : بل يئِسُوا فانقلبوا» . أخرجه البخاري في ترجمة
باب (1) .
__________
(1) 3 / 161 تعليقاً في الجنائز ، باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في كتاب الجنائز باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور.
8590 - (خ) عبد الله بن
عمر - رضي الله عنه - «أنه رأى فُسْطَاطاً على قبر عبد الرحمن ، فقال : يا غلام ،
انزِعْهُ ، فإنما يظِّلهُ عَمَلُهُ» . أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .
__________
(1) 3 / 177 تعليقاً في الجنائز ، باب الجريد على القبر ، قال الحافظ في "
الفتح " : وصله ابن سعد .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في كتاب الجنائز باب الجريد على القبر.
الفصل الثالث : في الغسل
والكفن
قد تقدَّم في «باب الغسل» من «كتاب الطهارة» من حرف الطاء : أحاديثُ غَسْلِ الميت
، ونذكرها ها هنا منها ما جاء في ضمن أحاديث الكفن .
8591 - (خ م ت د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- قال : بينما «رجل واقف مع
النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بعرَفةَ ، إذ وقع من راحلته - قال أيوب : فأوقَصَتْهُ
، أو قال : فأقْعَصْتُه ، وقال عمرو : فَوَقَصتُهُ - فَذُكِرَ ذلك للنبيِّ - صلى
الله عليه وسلم- فقال : اغسلوه بماء وسِدْر ، وكفِّنُوهُ في ثوبين ، ولا
تُحَنِّطوه ، ولا تُخَمِّرُوا -[112]- رأسه . قال أيوب : فإن الله يبعثهُ يُوم
القيامة مُلَبّياً» ، وقال عمرو : يُلَبِّي» ومن الرواة من قال : «في ثوبيه» .
وفي أخرى : ولا تُغَطُّوا وَجْههَ ، ولا تُقَرِّبوه طِيباً ، فإنهُ يُبعَثُ
يُلبِّي .
وفي أخرى «يُهِلُّ» .
وفي أخرى «خارجٌ رأسُه ووجهه ، فإنه يُبعَثُ يوم القيامة مُلبِّداً» .
أخرجه البخاري ومسلم .
ولمسلم قال : «وَقَصَتْ رجلاً ناقتُه وهو محرِم مع رسولِ الله - صلى الله عليه
وسلم- ، فأمَرَهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يَغسِلوه بماء وسِدْر ،
ويكشفوا وجهه - حَسِبْتُه . قال : ورأسَه - فإنه يُبعَثُ وهو يُلَبِّي» .
وفي رواية الترمذي قال : «كُنَّا معَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في سَفَر ،
فرأى رَجلاً سَقَطَ عن بعيره ، فمات وهو محرم ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه
وسلم-» ... وذكر الحديث نحوه .
وفي رواية أبي داود قال : «أُتِيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- برجل
وَقَصَتْه راحلته ، فمات وهو محرِم ، فقال : «كُفنِّوه في ثوبيه ، واغسلوه بماء
وسِدر ، ولا تخَمِّرُوا رأسه ، فإن الله يبعثُه يوم القيامة يُلَبِّي» .
وفي أخرى قال : «كفِّنوه في ثوبين» . وزاد «ولا تُحنِّطوه» .
وفي أخرى نحو الثانية ، وقال : «فإنه يُبعَثُ يُهِلّ» . -[113]-
وأخرج النسائي الأولى ، وأخرج رواية أبي داود الأولى .
وله في أخرى نحو منها ، وفيها : «أنَّ رَجُلاً وَقَعَ عن راحلته فأوْقَصَتْه» .
وفي أخرى : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «اغسلوا المحرِم في ثوبيه
اللَّذَيْنِ أحرَم فيهما ، واغسلوه بماءٍ وسِدْر ، وكفِّنوه في ثوبيه ، ولا تَمسُّوه
بطِيب ، ولا تُخمِّروا رأسه ، فإنه يبعث يوم القيامة محرِماً» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 108 و 109 في الجنائز ، باب الكفن في ثوبين ، وباب الحنوط
للميت ، وباب كيف يكفن المحرم ، وفي الحج ، باب ما ينهى من الطيب للمحرم والمحرمة
، وباب المحرم يموت بعرفة ، وباب سنة المحرم إذا مات ، ومسلم رقم (1206) في الحج ،
باب ماذا يفعل بالمحرم إذا مات ، وأبو داود (3238) و (3239) و (3240) و (3241) في
الجنائز ، باب المحرم يموت كيف يصنع به ، والترمذي رقم (951) في الحج ، باب ما جاء
في المحرم يموت في إحرامه ، والنسائي 5 / 195 - 197 في الحج ، باب غسل المحرم
بالسدر إذا مات ، وباب في كم يكفن المحرم إذا مات ، وباب النهي عن أن يحنط المحرم
إذا مات ، وباب النهي عن أن تخمر وجه المحرم إذا مات ، وباب النهي عن تخمير رأس
المحرم إذا مات .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (466) . وأحمد (1/220) (1914) قالا - الحميدي، وأحمد - حدثنا
سفيان.وأحمد (1/346) (3230) قال :حدثنا يحيى، عن ابن جريج.والبخاري (3/22) قال:
حدثنا سليمان بن حرب، قال :حدثنا حماد بن زيد، ومسلم (4/23) قال :حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة، قال حدثنا سفيان بن عيينة.وفي (4/24) قال :حدثنا علي بن خشرم، قال :
أخبرنا عيسى - يعني ابن يونس- عن ابن جريج. (ح) وحدثناه عبد بن حميد، قال : أخبرنا
محمد بن بكر البرساني، قال : أخبرنا ابن جريج. (ح) وحدثنا أبو كريب، قال :حدثنا
وكيع ، عن سفيان (الثوري) .وأبو داود (3238) قال:حدثنا محمد بن كثير، قال : أخبرنا
سفيان (الثوري) .وابن ماجة (3084) قال :حدثنا علي بن محمد، قال :حدثنا وكيع، قال
:حدثنا سفيان (الثوري) .والترمذي (951) قال :حدثنا ابن أبي عمر، قال:حدثنا سفيان
بن عيينة.والنسائي (4/39) قال : أخبرنا عتبة بن عبد الله، قال :حدثنا يونس بن
نافع، وفي (5/145) قال : أخبرنا عبدة بن عبد الله الصفار، قال :حدثنا أبو داود -
يعني الحفري -، عن سفيان (الثوري) وفي (5/197) قال : أخبرنا عمران بن يزيد، قال
:حدثنا شعيب بن إسحاق، قال : أخبرني ابن جريج.
خمستهم - سفيان بن عيينة، وابن جريج، وحماد بن زيد، وسفيان الثوري، ويونس بن نافع
-، عن عمرو بن دينار.
2- وأخرجه الحميدي (467) .وأحمد (1/221) (1915) قالا :حدثنا سفيان، قال :حدثنا
إبراهيم بن أبي حرة النصيبي.
3- وأخرجه أحمد (1/215) (1850) قال :حدثنا هشيم.وفي (1/286) (2600) قال :حدثنا
محمد بن جعفر، قال :حدثنا شعبة.وفي (1/328) (3031) قال :حدثنا عفان، قال :حدثنا
أبو عوانة.والبخاري (2/96) قال :حدثنا أبوالنعمان، قال : أخبرنا أبو عوانة.وفي
(3/22) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال :حدثنا هشيم.ومسلم (4/24) قال :حدثنا
محمد بن الصباح، قال :حدثنا هشيم. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال : أخبرنا هشيم (4/25)
قال :حدثني أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري، قال :حدثنا أبو عوانة (ح) وحدثنا محمد
بن بشار، وأبو بكر بن نافع، كلاهما عن غندر، قال :حدثنا شعبة. وابن ماجة (3084)
قال :حدثنا علي بن محمد، قال :حدثنا وكيع، قال :حدثنا شعبة.والنسائي (5/144) قال :
أخبرنا محمد بن بشار، قال :حدثنا محمد، قال :حدثنا شعبة.وفي (5/195) قال : أخبرنا
يعقوب بن إبراهيم قال :حدثنا هشيم.وفي (5/196) قال : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى،
قال :حدثنا خالد، قال:حدثنا شعبة.وفي (5/197) قال : أخبرنا محمد بن معاوية، قال
:حدثنا خلف - يعني ابن خليفة -.
أربعتهم - هشيم، وشعبة، وأبو عوانة، وخلف بن خليفة - عن أبي بشر.
4-وأخرجه أحمد (1/266) (2394) قال :حدثنا حسين -يعني ابن محمد - قال :حدثنا
شيبان.وفي (1/266) (2395) قال :حدثنا أسود، قال :حدثنا إسرائيل.والبخاري (3/20)
قال:حدثنا قتيبة، قال:حدثنا جرير.وأبو داود (3241) قال :حدثنا عثمان بن أبي شيبة
قال :حدثنا جرير.والنسائي (5/196) قال : أخبرني محمد بن قدامة، قال :حدثنا جرير.
ثلاثتهم - شيبان، وإسرائيل، وجرير - عن منصور، عن الحكم.
5-وأخرجه أحمد (1/286) (2591) قال :حدثنا محمد بن جعفر، قال :حدثنا سعيد، عن
قتادة، وأيوب.
6- وأخرجه أحمد (1/333) (3076) قال :حدثنا عبد الرزاق، قال :أخبرنا معمر.والدارمي
(1859) قال: أخبرنا سليمان بن حرب، قال:حدثنا حماد -هو ابن زيد.- والبخاري (2/96)
قال : حدثنا أبو النعمان، قال :حدثنا حماد بن زيد.وفي (2/96) قال :حدثنا قتيبة،
قال :حدثنا حماد.وفي (3/22) قال : حدثنا سليمان بن حرب.قال :حدثنا حماد.وأبو داود
(3240) قال :حدثنا مسدد، قال :حدثنا حماد، والنسائي (5/196) قال: أخبرنا قتيبة،
قال :حدثنا حماد.
كلاهما - معمر، وحماد بن زيد- عن أيوب.
7- وأخرجه أحمد (1/333) (3077) قال :حدثنا عبد الرزاق قال : قال معمر : وأخبرني
عبد الكريم الجزري.
8- وأخرجه البخاري (2/96) قال :حدثنا مسدد.ومسلم (4/23) قال :حدثنا أبو الربيع
الزهراني.وأبو داود (3239) قال :حدثنا سليمان بن حرب، ومحمد بن عبيد.
أربعتهم - مسدد، وأبو الربيع الزهراني، وسليمان، ومحمد بن عبيد - عن حماد بن زيد،
عن عمرو بن دينار، وأيوب.
9- وأخرجه مسلم (4/25) قال :حدثنا هارون بن عبد الله، قال :حدثنا الأسود بن عامر،
عن زهير ، عن أبي الزبير.
10- وأخرجه مسلم (4/25) قال :حدثنا عبد بن حميد، قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى،
قال : حدثنا إسرائيل، عن منصور.
تسعتهم - عمرو بن دينار، وإبراهيم بن أبي حرة، وأبو بشر جعفر بن إياس، والحكم بن
عتيبة، وقتادة، وأيوب، وعبد الكريم الجزري، وأبو الزبير، ومنصور - عن سعيد بن
جبير، فذكره.
* أخرجه مسلم (4/24) قال :حدثنيه عمرو الناقد، قال:حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن
أيوب، قال:نبئت عن سعيد بن جبير، فذكره.
وزاد في رواية أبي بشر، والحكم، وإبراهيم بن أبي حرة. «ولا تمسوه بطيب» .
8592 - (د) ليلى بنت قانف
الثقفية - رضي الله عنها- قالت : «كُنْتُ فيمن غَسَّل أمَّ كُلْثُوم بنتَ رسولِ
الله - صلى الله عليه وسلم- عند وفاتها ، فكان أولُ ما أعطانا رسول الله - صلى
الله عليه وسلم- : الحقْوَ ، ثم الدِّرْعَ ، ثم الخمارَ ثم المِلْحَفةَ ، ثم
أُدْرِجَتْ بعدُ في الثوب الآخِر ، قالت : ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عند
الباب معه كفنها ، يْنَاوِلُنَاهَا ثوباً ثوباً» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3157) في الجنائز ، باب في كفن المرأة ، وإسناده ضعيف ،
والصحيح أن هذه القصة إنما كانت لزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأن أم
كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم توفيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم غائب
ببدر .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (60/380) .وأبو داود (3157) قال :حدثنا أحمد بن حنبل قال :حدثنا يعقوب
بن إبراهيم، قال :حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال:حدثني نوح بن حكيم، الثقفي - وكان
قارئا للقرآن - عن رجل من بني عروة بن مسعود.فذكره.
8593 - (ط) عائشة - رضي
الله عنها- قالت : «دَخَلْتُ على أبي بكر فقال : في كم كفَّنْتم رسولَ الله - صلى
الله عليه وسلم- ؟ قلت : في ثلاثة أثواب بيضٍ [سَحُوليّة ، ليس فيها قميصٌ ولا
عمامة] قال : في أي يوم تُوفي ؟ قلت : يوم الاثنين ، قال : فأيُّ يوم هذا ؟ قلت :
يوم الاثنين ، قال : أرجو فيما بيني وبين الليل ، فنظر إلى ثوب عليه كان يُمَرَّضُ
فيه ، به رَدْعٌ من زَعْفران . فقال : اغسلوا ثوبي هذا ، وزيدوا عليه ثوبين ،
فكفِّنوني فيها ، فقلت : إن هذا خَلَق ، قال: إن الحيَّ أولى بالجديد من الميت ،
إنما هو للمُهْلَة ، فما توفي حتى أمسى من ليلة الثلاثاء ، ودفن قبل الصبح» .
وفي رواية بنحوه ، إلا أنه لم يذكر سؤاله لها «في أيِّ يوم توفي ؟» وجوابها ،
وقوله . وفيها : «بيض سحولية» وانتهت الرواية عند قوله : «للمُهْلة» .
أخرج الأولى رزين ، والثانية الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(رَدْع) الرَّدْع : اللطخ ، وأثر الشي المتلوِّن في الثوب أو البدن .
(للمُهلة) المهلة بضم الميم وكسرها : القيح والصديد .
__________
(1) رواه مالك في " الموطأ " بلاغاً 1 / 224 في الجنائز ، باب ما جاء في
كفن الميت ، وإسناده منقطع ، وقد وصله البخاري 3 / 201 في الجنائز ، باب موت يوم
الاثنين .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الرزقاني (2/75) عن يحيى بن سعيد أنه قال : بلغني أبا
بكر. فذكره.
8594 - (د) عبادة بن
الصامت - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله -[115]- صلى الله عليه وسلم- قال : «خيرُ
الكفنِ الُحلَّةُ ، وخيرُ الأضحيةِ الكبشُ الأقرنُ» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3156) في الجنائز ، باب كراهية المغالاة في الكفن ، وإسناده ضعيف .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبوداود (3156) قال :حدثنا أحمد بن صالح.وابن ماجة (1473) قال:حدثنا يونس بن
عبد الأعلى.
كلاهما - أحمد، ويونس - عن ابن وهب، قال :حدثني هشام بن سعد، عن حاتم بن أبي نصر،
عن عبادة ابن نسي، عن أبيه، فذكره.
8595 - (د) أبو سعيد
الخدري - رضي الله عنه - : أنَّه لمَّا حُضِرَ دعا بثياب جُدُد ، فَلَبِسها ، ثم
قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «يُبعَثُ الميت في ثيابه
التي مات فيها» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يبعث الميت في ثيابه) قيل : أراد بالثياب هاهنا : العمل الذي يموت الإنسان عليه ،
ويختم له به ، وقد قيل في قوله تعالى : {وثيابَك فطهِّرْ} : عملك فأصلح ، وفلان دَنِسُ
الثياب : إذا كان خبيث الفعل والمذهب ، ولبس فلان ثوب غدر : إذا غدر .
__________
(1) رقم (3114) في الجنائز ، باب ما يستحب من تطهير ثياب الميت عند الموت ،
وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3114) قال :حدثنا الحسن بن علي، قال :حدثنا بن أبي مريم، قال
:أخبرنا يحيى بن أيوب، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، فذكره.
8596 - (ت د) جابر بن عبد
الله وأبو قتادة - رضي الله عنهما- أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال :
«إذا كَفَّنَ أحدكم أخاه فَليُحَسِّنْ كَفَنَه» . وفي رواية قال : سمعتُ النبيَّ -
صلى الله عليه وسلم- يقول : «إذا توفِّيَ أحدُكم ، فوجد شيئاً ، فليكفِّن في ثوب
حِبَرَة» . -[116]-
أخرج الأولى الترمذي عنهما ، وأخرج الثانية أبو داود عن جابر (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3150) في الجنائز ، باب في الكفن ، والترمذي رقم (995) في
الجنائز ، باب ما يستحب من الأكفان ، وقد أبعد المصنف النجعة ، فالرواية الأولى
عند مسلم رقم (943) في الجنائز ، باب في تحسين كفن الميت .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (943) قال:حدثنا هارون بن عبد الله، وحجاح بن الشاعر.قالا :حدثنا
حجاج بن محمد، قال :قال ابن جريج : أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر فذكره مطولا.
وأخرجه أبو داود (3150) قال :حدثنا الحسن بن الصباح البزار، قال :حدثنا إسماعيل -
يعني ابن عبد الكريم - قال :حدثني إبراهيم بن عقيل بن معقل، عن أبيه، عن وهب،
فذكره.
وأخرجه ابن ماجة (1474) .والترمذي (995) قالا :حدثنا محمد بن بشار، قال :حدثنا عمر
بن يونس.قال :حدثنا عكرمة بن عمار، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين.فذكرهحديث
أبي قتادة. وقال أبوعيسى : هذا حديث حسن غريب.
8597 - (د) علي بن أبي
طالب - رضي الله عنه - قال : «لا تَغالَوْا في كَفَنٍ ، فإني سمعتُ رسولَ الله -
صلى الله عليه وسلم- يقول : لا تَغَالَوْا في الكفن فإنه يُسْلَبُ سَلْباً
سَرِيعاً» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3154) في الجنائز ، باب كراهية المغالاة في الكفن ، وفي سنده عمرو بن
هاشم أبو مالك الجنبي ، وفيه مقال .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3154) قال :حدثنا محمد بن عبد المحاربي، قال :حدثنا عمرو أبو مالك
الجنبي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر، فذكره.
8598 - (ت) جابر بن عبد
الله - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كَفَّنَ حمزةَ بنَ
عبد المطلب في نَمِرةٍ في ثوبٍ واحد» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نمرة) النَّمرة : كلُّ شملة مخطَّطة من مآزر الأعراب .
__________
(1) رقم (997) في الجنائز ، باب ما جاء في كم كفن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو
حديث حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/329) قال :حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، وأبو سعيد، وفي (3/357)
قال :حدثنا معاوية بن عمرو.والترمذي (997) قال :حدثنا ابن أبي عمر.قال :حدثنا بشر
بن السري.
أربعتهم - عبد الصمد، وأبو سعيد، ومعاوية، وبشر - عن زائدة، عن عبد الله بن محمد
بن عقيل، فذكره.
8599 - (ط) أسماء بنت أبي
بكر - رضي الله عنهما- قالت لأهلها : «أجْمِرُوا ثيابي إذا مِتُّ ، ثم حنِّطُوني ،
ولا تَذُرُّوا على كَفَني حَنُوطاً ، ولا تُتْبِعوني بنار» . أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أجمروا) الإجمار والتجمير : تبخير الثياب بالبَخُور .
__________
(1) 1 / 226 في الجنائز ، باب النهي عن أن تتبع الجنازة بنار ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/78) عن هشام بن عروة، عن أسماء بنت أبي
بكر.فذكرته.
8600 - (خ م س) جابر بن
عبد الله - رضي الله عنه - قال : «أتى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عبد الله
بن أُبَيّ ، بعدما أُدِخلَ حُفْرَتَهُ ، فأمر به فأُخرِج ، فوضعه على ركبتيه ،
ونَفَثَ فيه من رِيقه ، وألْبَسَهُ قميصه - فالله أعلم - قال : وكان كسا عبَّاساً
قميصاً» .
قال سفيان : وقال أبو هريرة : «وكان على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قميصان
، فقال له ابنُ عبد الله : أَلْبِس عبد الله قميصَك الذي يَلي جِلْدَكَ .
قال سفيان ، فيَرَوْنَ أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ألْبَسَ عبد الله قميصه
مكافأة لما صنع» .
وفي أخرى قال : «لما كان يومُ بدر أُتِيَ بأُسارَى ، وأُتِيَ بالعباس ولم يكن عليه
ثوب ، فنظر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- له قميصاً ، فوجدوا قميص عبد الله بنِ
أُبيّ يَقْدُرُ عليه ، فكساه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إيَّاه ، فلذلك نزع
النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- قميصه الذي ألبسه» .
قال ابن عيينة : «كانت له عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- يد ، فأحبَّ أن
يكافِئهُ» أخرجه البخاري ومسلم .
وفي رواية النسائي : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- صلى على قبرِ عبد الله بنِ
أُبيّ وقد وُضِعَ في حُفُرَتِهِ ، فوقَفَ عليه ، فأمر به فأُخرِج ، فوضعه على
ركبتيه وألبسه قميصه ، ونفث عليه من ريقه» . -[118]-
وفي أخرى له : أنه سمعَ جابراً يقول : «وكان العباس بالمدينة ، فطلبتِ الأنصار
ثوباً يكسونه ، فلم يجدوا قميصاً يَصْلُحُ عليه إلا قميصَ عبد الله بن أُبيّ
فَكَسَوْهُ إيَّاه» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَقْدُرُ عليه) قَدَر عليه ، أي كان على قَدْره وفي طوله وعرضه ويصلح للباسه .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 111 في الجنائز ، باب الكفن في القميص الذي يكف أولا يكف ،
وباب هل يخرج الميت من القبر واللحد لعلة ، وفي الجهاد ، باب الكسوة للأسارى ، وفي
اللباس ، باب لبس القميص ، ومسلم رقم (2773) في صفات المنافقين ، في فاتحته ،
والنسائي 4 / 84 في الجنائز ، باب إخراج الميت من اللحد بعد أن وضع فيه ، وباب
القميص في الكفن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه الحميدي (1247) .وأحمد (3/381) . والبخاري (2/97) قال :حدثنا مالك بن
إسماعيل.وفي (2/116) قال :حدثنا علي بن عبد الله.وفي (4/73) قال :حدثنا عبد الله
بن محمد.وفي (7/185) قال :حدثنا عبد الله بن عثمان.ومسلم (8/120) قال :حدثنا أبو
بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وأحمد بن عبدة الضبي.والنسائي (4/37) قال:أخبرنا
عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار.وفي (4/38) قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن
عبد الرحمن الزهري البصري.وفي (4/84) قال :قال الحارث ابن مسكين -قراءة عليه وأنا
أسمع-.
جميعا - الحميدي، وأحمد، ومالك، وعلي، وعبد الله بن عثمان، وعبد الله بن محمد،
وأبو بكر، وزهير، وأحمد بن عبدة، وعبد الجبار، وعبد الله بن محمد الزهري، والحارث
- عن سفيان بن عيينة.
2- وأخرجه مسلم (8/120) قال :حدثني أحمد بن يوسف الأزدي، قال :حدثنا عبد الرزاق،
قال أخبرنا ابن جريج.
3-وأخرجه النسائي (4/84) قال :حدثني الحسين بن حريث، قال :حدثنا الفضل بن موسى، عن
الحسين بن واقد.
ثلاثتهم - سفيان، وابن جريج، والحسين - عن عمرو بن دينار، فذكره.
رواية البخاري (4/73) ، والنسائي (4/38) مختصرة على قصة العباس.
8601 - (د) أسامة بن زيد
- رضي الله عنهما- قال : «خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يعود عبد الله بن
أُبيّ في مرضه الذي مات فيه ، فلما دخل عليه ، عَرَف فيه الموتَ ، فقال له : قد
كنتُ كثيراً أنهاك عن حُبِّ يَهُودَ ، فقال : قد أبغضهم أسعدُ بنُ زُرارَة ،
فَمَهْ ؟ فلما مات أتاه ابنُه ، فقال : يا رسولَ الله ، إنَّ عبد الله بنَ أُبيٍّ
قد مات ، فأعطني قميصَك أُكَفِّنْهُ فيه ، فنزع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-
قميصه فأعطاه إياه» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فَمَهْ) أي : فما كان ، وأيُّ شيء كان .
__________
(1) رقم (3094) في الجنائز ، باب في العيادة ، ورجاله ثقات ، وقد تقدم معنى أكثره
في الذي قبله .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/201) قال :حدثنا قتيبة بن سعيد، قال :حدثنا يحيي بن زكريا بن أبي
زائدة، وأبو داود (3094) قال :حدثنا عبد العزيز بن يحيى، قال :حدثنا محمد بن سلمة.
كلاهما - يحيى، ومحمد - عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عروة، فذكره.
8602 - (خ م ت س) عبد
الله بن عمر - رضي الله عنهما- «أنَّ عبد الله بنَ أُبيّ لما توفِّيَ جاء ابنُه
إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : أعطِني قميصك أُكَفِّنه فيه ، وصلِّ
عليه ، واستغفر له ، فأعطاه قميصه ، وقال : «آذِنِّي أصلِّي عليه» فآذنه ، فلما
أراد أن يصلِّيَ ، جَذَبَهُ عمرُ ، فقال : أَلَيْسَ الله نهاك أن تُصِلِّي على
المنافقين ؟ قال : «أنا بين خِيرَتَيْن» ، قال الله تعالى : {استغفِرْ لهم أو لا
تستغفِرْ لهم إن تستغفرْ لهم سبعين مرةً فلن يغفرَ الله لهم} [التوبة : 80] فصلى
عليه ، فنزلت {ولا تُصَلِّ على أحدٍ منهم مات أبداً ولا تَقُمْ على قبره إنَّهم
كفروا باللَّه ورسوله وماتوا وهم فاسقون} [التوبة : 84]» .
أخرجه البخاري ومسلم والنسائي .
وزاد الترمذي : فترك الصلاة عليهم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 /110 في الجنائز ، باب الكفن في القميص الذي يكف أو لا يكف ،
وفي تفسير سورة التوبة ، باب {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم} ، وباب {ولا تصل على
أحد منهم مات أبداً} ، وفي اللباس ، باب لبس القميص ، ومسلم رقم (2774) في صفات
المنافقين في فاتحته ، والترمذي رقم (3097) في التفسير ، باب ومن سورة التوبة ،
والنسائي 4 / 36 و 37 في الجنائز ، باب القميص في الكفن ، وزيادة : فترك الصلاة
عليهم عند البخاري ومسلم أيضاً .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (2/18) (4680) .والبخاري (2/96) قال:حدثنا مسدد.وفي (7/185)
قال:حدثنا صدقة.ومسلم (7/116 و8/120) قال :حدثنا محمد بن المثنى، وعبيد الله بن
سعيد.وابن ماجة (1523) قال :حدثنا أبو بشر. بكر بن خلف. والترمذي (3098) قال
:حدثنا محمد بن بشار.والنسائي (4/36) قال : أخبرنا عمرو بن علي.
ثمانيتهم - أحمد بن حنبل، ومسدد، وصدقة بن الفضل، ومحمد بن المثنى، وعبيد الله بن
سعيد، وبكر بن خلف، ومحمد بن بشار، وعمرو بن علي - عن يحيى بن سعيد القطان.
2- وأخرجه البخاري (6/85) قال :حدثنا عبيد بن إسماعيل. ومسلم (7/116 و8/120) قال
:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
كلاهما - عبيد بن إسماعيل، وأبو بكر بن أبي شيبة - عن أبي أسامة.
3- وأخرجه البخاري (6/86) قال:حدثني إبراهيم بن المنذر، قال : حدثنا أنس بن عياض.
ثلاثتهم - يحيى بن سعيد القطان، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وأنس بن عياض - عن عبيد
الله، قال:حدثني نافع، فذكره.
* في رواية صدقة بن الفضل، ومحمد بن المثنى، وعبيد الله بن سعيد، وعمرو بن علي، عن
يحيى بن سعيد، زادوا : «فترك الصلاة عليهم» .
8603 - (خ س) سهل بن سعد
- رضي الله عنهما- «أنَّ امرأة جاءت بُبِرْدَةٍ منسوجة ، فيها حاشيتُها ، قال سهل
: أتدرون ما البُردةُ ؟ قالوا : الشَّمْلةُ ؟ قال : نعم ، قالت : نَسَجتُها بيدي ،
فجئتُ لأكْسُوكَها ، فأخذها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- محتاجاً إليها ،
فخرج إلينا وإنها لإزاره ، فحسَّنها رجل ، فقال : -[120]- اكسُنِيها يا رسولَ الله
، ما أحسنَها ! فقال القوم : ما أحسنتَ ، لَبِسها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-
محتاجاً إليها ، ثم سألتَها ، وعلمتَ أنه لا يردُّ سائلاً ، قال : إني والله ما
سألته لألْبَسها ، إنما سأَلته لِتكون كَفني ، قال سهل : فكانت كَفَنَهُ» .
أخرجه البخاري ، وأخرج النسائي منه إلى قوله : «وإنها لإزاره» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الشملة) : البُردةُ والمِلحفة .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 113 في الجنائز ، باب من استعد الكفن في زمن النبي صلى الله
عليه وسلم فلم ينكر عليه ، وفي البيوع ، باب ذكر النساج ، وفي اللباس ، باب البرود
والحبرة والشملة ، وفي الأدب ، باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل ،
والنسائي 8 / 204 و 205 في الزينة ، باب لبس البرود .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/333) قال :حدثنا سريج بن النعمان، قال :حدثنا ابن أبي حازم.وعبد بن
حميد (462) قال :حدثني عبد الله بن مسلمة، قال :حدثنا عبد العزيز بن أبي
حازم.والبخاري (2/98) قال:حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال :حدثنا بن أبي حازم.وفي
(3/79) قال :حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن.وفي (7/189) قال
:حدثنا قتيبة بن سعيد، قال:حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن.وفي (8/16) قال :حدثنا سعيد
بن أبي مريم.قال :حدثنا أبو غسان. وابن ماجة (3555) قال: حدثنا هشام بن عمار.قال :
حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم.والنسائي (8/204) قال : أخبرنا قتيية.قال: أنبأنا
يعقوب.
ثلاثتهم - عبد العزيز بن أبي حازم، ويعقوب، وأبو غسان - عن أبي حازم، فذكره.
8604 - (ط) عبد الله بن
عمرو بن العاص - رضي الله عنهما- قال : الميت يُقَمَّص ، ويُؤزَّر ، ويُلَفُّ في
الثوب الثالث ، فإن لم يكن إلا ثوب واحدٌ كُفِّنَ فيه . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 224 في الجنائز ، باب ما جاء في كفن الميت ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ (2/76) عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن عبد الله بن عمرو
بن العاص، فذكره.
الفصل الرابع : في تشييع
الجنازة وحملها
8605 - (ت) أبو المهزَّم يزيد بن سفيان - رحمه الله- قال : صحبتُ -[121]- أبا
هريرة - رضي الله عنه - عشر سنين ، فسمعته يقول : «من تَبعَ جنازة وحملها ثلاث
مرات ، فقد قضَى ما عليه من حقِّها» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1041) في الجنائز ، باب رقم (50) ، وأبو المهزم متروك ، وقال الترمذي :
هذا حديث غريب .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : قال الترمذي : حدثنا محمد بن بشار، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا عباد
بن منصور، به.
قال أبو عيسى : هذا حديث غريب ورواه بعضهم بهذا الإسناد ولم يرفعه، وأبو المهزم
اسمه يزيد بن سفيان، وضعفه شعبة.
قلت : لم يخرج هذا الحديث أحد سوى الترمذي من أصحاب الأصول.
الصوت والنار معها
8606 - (ط د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال
: «لا تُتْبِعُوا الجنازة بصوت ولا نار» .
زاد في رواية «ولا تَمْشُوا بين يَدَيْها» أخرجه أبو داود .
وفي رواية الموطأ عن أبي سعيد المقبري قال : «نهى أبو هريرة أن يُتْبَعَ بنار بعد
موته» (1) .
__________
(1) رواه مالك في الموطأ 1 / 226 في الجنائز ، باب النهي أن تتبع الجنازة بنار ،
وأبو داود رقم (3171) في الجنائز ، باب في النار يتبع بها الميت ، وهو حديث حسن
بشواهده .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/528) قال :حدثناعبد الصمد.وفي (2/531) قال :حدثنا أبو سعيد.وأبو
داود (3171) قال :حدثنا هارون بن عبد الله.قال :حدثنا عبد الصمد. (ح) وحدثنا ابن
المثنى.قال :حدثنا أبو داود.
ثلاثتهم - عبد الصمد، وأبو سعيد، وأبو داود - عن حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي
كثير، عن باب ابن عمير، عن رجل من أهل المدينة، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/427) قال :حدثنا إسماعيل، عن هشام الدستوائي، عن يحيى، عن رجل، عن
أبي هريرة، فذكر نحوه.
المشي قبل الجنازة وبعدها
8607 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه
وسلم- يمشي أمام الجنازة ، وأبو بكر وعمر وعثمانُ» أخرجه الترمذي (1) .
وفي رواية ذكرها رزين قال : «أنتم مُشَفَّعونَ ، فامشوا بين يديها وخلفها ، وعن
يمينها وشمالها ، وقريباً منها» .
__________
(1) رقم (1007) في الجنائز ، باب ما جاء في المشي أمام الجنازة ، وهو حديث حسن
بشواهده .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1007) قال :حدثنا قتيبة، وأحمد بن منيع، وإسحاق بن منصور، ومحمود
بن غيلان قالوا :حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، قال :فذكره.
8608 - (ط) عمر بن الخطاب
- رضي الله عنه - «كان يُقَدِّمُ الرجالَ أمامَ جنازةِ زينبَ أُمِّ المؤمنين» .
أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 225 في الجنائز ، باب المشي أمام الجنازة ، ورجاله ثقات .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (2/76) عن محمد بن المنكدر عن ربيعة بن عبد
الله بن الهدير أنه أخبره.فذكره.
8609 - (د ت) عبد الله بن
مسعود - رضي الله عنهما- قال : سألنا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن المشي
خلفَ الجنازة ؟ فقال : «بما دون الخَبَب ، فإن كان خيراً عَجَّلتْمُوُه إليه ، وإن
كان شرّاً فلا يُبَعَّد إلا أهلُ النار ، إن الجنازة متبوعة ، ليس معها مَن
تقدَّمها» . أخرجه الترمذي وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1011) في الجنائز ، باب ما جاء في المشي خلف الجنازة ، وأبو
داود رقم (3184) في الجنائز ، باب الإسراع بالجنازة ، وإسناده ضعيف .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/378) (3585) قال :قرئ على سفيان، وفي (1/394) (3734) قال : حدثنا
أبو كامل، قال : حدثنا زهير. وفي (1/415) (3939) قال:حدثنا موسى بن داود، قال : أخبرنا
زهير. وفي (1/419) (3978) قال :حدثنا يحيى بن آدم.قال :حدثنا سفيان، وفي (1/432)
(4110) قال حدثنا وكيع، قال حدثنا الحسن.وأبو داود (3184) قال :حدثنا مسدد، قال
:حدثنا أبو عوانة، وابن ماجة (1484) قال :حدثنا أحمد بن عبدة، قال : أنبأنا عبد
الواحد بن زياد، والترمذي (1011) قال :حدثنا محمود بن غيلان، قال :حدثنا وهب بن
جرير، عن شعبة.
سبعتهم - سفيان بن عيينة، وزهير، وسفيان الثوري، وحسن بن صالح، وأبو عوانة، وعبد
الواحد، وشعبة- عن يحيى بن عبد الله التيمي الجابر، عن أبي ماجد الحنفي، فذكره.
* في رواية أبي عوانة، وعبد الواحد بن زياد - أبو ماجدة الحنفي -.
* قال أبو داود.وهو ضعيف، وهو يحيى بن عبد الله، وهو يحيي الجابر، قال أبو داود :
وهذا كوفي. وأبو ماجدة بصري.قال أبو داود: أبو ماجدة هذا لايعرف.
* قال الترمذي : وهذا حديث لايعرف من حديث عبد الله بن مسعود إلا من هذا الوجه.قال
الترمذي: سمعت محمد بن إسماعيل -البخاري- يضعف حديث أبي ماجد هذا، وقال محمد : قال
الحميدي: قال ابن عيينة :قيل ليحيى :من أبو ماجد هذا ؟ قال : طائر طار فحدثنا.
8610 - (د ت س) عبد الله
بن عمر - رضي الله عنهما- قال : «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر
وعمر يمشون أمامَ الجنازة» . أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3179) في الجنائز ، باب المشي أمام الجنازة ، والترمذي رقم
(1007) و (1008) في الجنائز ، باب ما جاء في المشي أمام الجنازة ، والنسائي 4 / 56
في الجنائز ، باب مكان الماشي من الجنازة ، وهو حديث حسن بشواهده .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه الحميدي (607) .وأحمد (2/8) (4539) .وأبو داود (3179) قال :حدثنا
القعنبي.وابن ماجة (1482) قال: حدثنا علي بن محمد، وهشام بن عمار، وسهل بن أبي
سهل، والترمذي (1007) قال :حدثنا قتيبة، وأحمد بن منيع، وإسحاق بن منصور، ومحمود
بن غيلان.والنسائي (4/56) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، وعلي بن حجر، وقتيبة.
جميعهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، والقعنبي، وعلي بن محمد، وهشام بن عمار، وسهل بن
أبي سهل، وقتيبة، وأحمد بن منيع، وإسحاق بن منصور، ومحمود بن غيلان، وإسحاق بن
إبراهيم وعلي بن حجر - عن سفيان بن عيينة.
2-وأخرجه أحمد (2/122) (6042) قال :حدثنا سليمان بن داود الهاشمي.قال : أخبرنا
إبراهيم بن سعد، قال :حدثني ابن أخي ابن شهاب.
3- وأخرجه الترمذي (1008) قال : حدثنا الحسن بن علي الخلال، قال : حدثنا عمرو بن
عاصم. والنسائي (4/56) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد، قال : حدثنا أبي.
كلاهما - عمرو بن عاصم، وعبد الله بن يزيد المقرئ - عن همام، قال : حدثنا سفيان،
ومنصور، وزياد، وبكر، هو ابن وائل.
خمستهم - سفيان بن عيينة، وابن أخي ابن شهاب، ومنصور، وزياد بن سعد، وبكر بن وائل
- عن ابن شهاب الزهري، عن سالم، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (2/37) (4939) قال : حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر، قالا : أخبرنا
ابن جريج. وفي (2/37) (4940) و (2/140) (6254) قال : حدثنا حجاج، قال : قرأت على
ابن جريج : حدثني زياد، يعني ابن سعد. وفي (2/140) (6253) قال : حدثنا حجاج، قال :
حدثنا ليث، قال : حدثني عقيل بن خالد.
ثلاثتهم - ابن جريج، وزياد بن سعد، وعقيل بن خالد - عن ابن شهاب، قال : حدثني
سالم، عن عبد الله بن عمر، أنه كان يمشي بين يدي الجنازة، وقد كان رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- ، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، يمشون أمامها.
(*) أخرجه الترمذي (1009) قال : حدثنا عبد بن حميد، قال : حدثنا عبد الرزاق، قال :
أخبرنا معمر، عن الزهري، قال : كان النبي -صلى الله عليه وسلم-... فذكره مرسلا.
(*) لفظ رواية ابن أخي ابن شهاب : «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وأبو
بكر، وعمر، وعثمان، يمشون أمام الجنازة» .
(*) لفظ رواية سفيان، ومنصور، وزياد عند النسائي : «أنه رأى النبي -صلى الله عليه
وسلم- ، وأبا بكر، وعمر، وعثمان، يمشون بين يدي الجنازة» .
8611 - (ط ت) محمد بن
شهاب - رضي الله عنه - : «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر كانوا
يمشون أمام الجنازة ، والخلفاء - هَلُمَّ جراً - وعبد الله بن عمر» . أخرجه الموطأ
والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مالك في الموطأ 1 / 225 في الجنائز ، باب المشي أمام الجنازة ، والترمذي
رقم (1009) في الجنائز ، باب ما جاء في المشي أمام الجنازة ، وهو حديث حسن بشواهده
.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
انظر ما قبله.
8612 - (د س) عيينة بن
عبد الرحمن - رحمه الله- قال : حدَّثني أبي ، قال : شهدتُ جنازةَ عبد الرحمن بنِ
سَمُرةَ ، وخرج زياد يمشي بين يدي السرير ، فجعل رجالٌ من أهل عبد الرحمن ومواليهم
يستقبلون السرير ، ويمشون على أعقابهم ، ويقولون : رُوَيداً رويداً ، بارك الله
فيكم ، فكانوا يَدُبّون دبيباً ، حتى إذا كُنَّا ببعض طريق المرَبد لَحِقَنَا أبو
بَكَرة على بَغْلَة ، فلما رأى الذي يصنعون ، حمل عليهم ببغلته ، وأهوى إليهم
بالسوط ، وقال : خَلُّوا ، فوالذي أكرم وجه أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم- ،
لقد رأيتنُا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، وإنّا لنكاد نَرْمُل بها
رَمَلاً ، فانبسط القوم . أخرجه النسائي .
وفي رواية أبي داود : «أنه كان يمشي في جنازة عثمان بن أبي العاص ، وكنا نمشي
مَشْياً خفيفاً ، فلحقنا أبو بكرة ، فرفع سوطه فقال : لقد رأيتُنا مع رسولَ الله -
صلى الله عليه وسلم- نَرْمُلُ رمَلاً» .
وفي رواية أخرى : «في جنازةِ عبد الرحمن بنِ سَمُرَةَ ، قال : فحمل عليهم ببغلته
وأهوى بالسوط» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نَرْمُل) الرَّمَل : سرعة المشي دون العَدْوِ .
__________
(1) رواه النسائي 4 / 42 و 43 في الجنائز ، باب السرعة بالجنازة ، وأبو داود رقم
(3182) و (3183) في الجنائز ، باب الإسراع بالجنازة ، وهو حديث صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/36) قال : حدثنا يحيى، ووكيع. وفي (5/37) قال : حدثنا هشيم. وفي
(5/38) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وأبو داود (3182) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم.
قال : حدثنا شعبة. وفي (3183) قال : حدثنا حميد بن مسعدة، قال : حدثنا خالد بن
الحارث. (ح) وحدثنا إبراهيم بن موسى، قال : حدثنا عيسى، يعني ابن يونس. والنسائي
(4/42) قال : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال : حدثنا خالد. وفي (4/43) قال :
أخبرنا علي بن حجر، عن إسماعيل، وهشيم.
سبعتهم - يحيى، ووكيع، وهشيم، وشعبة، وخالد، وعيسى، وإسماعيل - عن عيينة بن عبد
الرحمن بن جوشن، عن أبيه، فذكره.
مشي النساء معها
8613 - (خ م د) أم عطية - رضي الله عنها- قالت : «نُهينا عن اتّباع الجنائز ، ولم
يُعْزَم علينا» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 115 في الجنائز ، باب إتباع النساء الجنازة ، ومسلم رقم
(938) في الجنائز ، باب نهي النساء عن إتباع الجنائز ، وأبو داود رقم (3167) في
الجنائز ، باب إتباع النساء الجنائز .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (2/99) قال : حدثنا قبيصة بن عقبة. قال : حدثنا سفيان، عن
خالد. ومسلم (3/47) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا أبو أسامة (ح)
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أخبرنا عيسى بن يونس، كلاهما عن هشام. وأبو داود
(3167) قال : حدثنا سليمان بن حرب. قال : حدثنا حماد، عن أيوب. وابن ماجة (1577)
قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا أبو أسامة. عن هشام.
ثلاثتهم - خالد الحذاء، وهشام، وأيوب - عن حفصة بنت سيرين، أم الهذيل، فذكرته.
مشي الراكب معها
8614 - (د ت س) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه
وسلم- قال : «الراكب يمشي خلف الجنازة ، والماشي كيف شاء منها ، والطفل يُصلَّى
عليه» . أخرجه الترمذي والنسائي .
وفي رواية أبي داود - يرفعه «خلفها وأمامها ، وعن يمينها ويسارها ، وقريباً منها ،
والسِّقْط يُصَلَّى عليه ، ويُدْعَى لوالديه بالمغفرة والرحمة» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1031) في الجنائز ، باب ما جاء في الصلاة على الأطفال ،
والنسائي 4 / 55 و 56 في الجنائز ، باب مكان الراكب من الجنازة ، وباب مكان الماشي
من الجنازة ، وأبو داود رقم (3180) في الجنائز ، باب المشي أمام الجنازة ، وقال
الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/247) قال : حدثنا عبد الواحد الحداد، قال : حدثنا سعيد بن عبيد الله
الثقفي. وفي (4/248) قال : حدثنا هاشم بن القاسم. قال : حدثنا المبارك. وفي
(4/249) قال : حدثنا إسماعيل، قال : أخبرنا يونس، وفي (4/252) . قال : حدثنا وكيع،
وروح، قالا : حدثنا سعيد بن عبيد الله الثقفي. وأبو داود (3180) قال : حدثنا وهب
بن بقية، عن خالد، عن يونس. وابن ماجة (1507) قال : حدثنا محمد بن بشار. قال :
حدثنا روح بن عبادة. قال : حدثنا سعيد بن عبيد الله بن جبير بن حية. والترمذي
(1031) قال : حدثنا بشر بن آدم ابن بنت أزهر السمان البصري، قال : حدثنا إسماعيل
بن سعيد بن عبيد الله. قال : حدثنا أبي. والنسائي (4/56) قال : أخبرني أحمد بن
بكار الحراني. قال : حدثنا بشر بن السري، عن سعيد الثقفي. وفي (4/58) قال : أخبرنا
إسماعيل بن مسعود. قال : حدثنا خالد. قال : حدثنا سعيد بن عبيد الله.
ثلاثتهم - سعيد، والمبارك بن فضالة، ويونس - عن زياد بن جبير بن حية، عن أبيه،
فذكره.
(*) غير أن يونس رواه موقوفا، وقال : وأهل زياد يذكرون النبي -صلى الله عليه وسلم-
وأما أنا فلا أحفظه.
وأخرجه ابن ماجة (1481) قال : حدثنا محمد بن بشار، قال : حدثنا روح بن عبادة. قال
: حدثنا سعيد بن عبيد الله بن جبير بن حية. والنسائي (4/55) قال : أخبرنا زياد بن
أيوب، قال : حدثنا عبد الواحد بن واصل. قال : حدثنا سعيد بن عبيد الله، وأخوه
المغيرة، جميعا عن زياد بن جبير، عن المغيرة بن شعبة. لم يقل زياد «عن أبيه» .
8615 - (ت د) ثوبان - رضي
الله عنه - قال : خرجنا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في جنازة ، فرأى ناساً
رُكباناً ، فقال : «ألا تستحيون ؟ إنَّ ملائكةَ الله على أقدامهم ، وأنتم على ظهور
الدواب» . أخرجه الترمذي .
وفي رواية أبي داود : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أُتِيَ بدابَة
-[125]- وهو مع الجنازة - فأبَى أن يركبَ ، فلما انصرف أُتي بدابة فرْكب ، فقيل له
، فقال : «إن الملائكة كانت تمشي ، فلم أكن لأركب وهم يمشون ، فلما ذهبوا
رَكِبْتُ» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1012) في الجنائز ، باب ما جاء في كراهية الركوب خلف
الجنازة ، وأبو داود رقم (3177) في الجنائز ، باب الركوب في الجنازة ، وهو حديث
صحيح ، ويدل على أن المشي أفضل .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (1480) قال : حدثنا كثير بن عبيد الحمصي، قال : حدثنا بقية بن الوليد.
والترمذي (1012) قال : حدثنا علي بن حجر، قال : أخبرنا عيسى بن يونس.
كلاهما - بقية، وعيسى - عن أبي بكر بن أبي مريم، عن راشد بن سعد، فذكره.
8616 - (م ت د س) جابر بن
سمرة - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- اتَّبَع جنازةَ أبي
الدحداح ماشياً ، ورجع على فرس» . أخرجه الترمذي .
وفي رواية النسائي : «خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على جنازة أبي الدحداح
، فلما رجع أتى بفرس مُعْرَوْرَى ، فركب ، ومشينا معه» .
وفي رواية مسلم قال : صلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على ابن الدحداح ، ثم
أُتي بفرس عُرْي ، فعقله رَجُل فركبه ، فجعل يَتَوقِّص به ، ونحن نتبعه نَسْعَى
خلفَه . قال : فقال رجل من القوم : إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «كَمْ
مِنْ عِذْقٍ مُعَلَّق - أو مُدَلَّى - في الجنة لابن الدحداح» وقال شعبة : «لأبي
الدحداح ؟» .
وفي أخرى له قال : «أُتِيَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بفرس مُعْرَوْرَى ،
فركبه حين انصرف من جنازة ابن الدحداح ، ونحن نمشي حوله» . -[126]-
وفي رواية أبي داود قال : «صلى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- على ابنِ
الدَّحْدَاحِ ونحن شهود ، ثم أُتي بفرس ، فَعُقِلَ حتى ركبه ، فجعل يتوقّص به ،
ونحن نسعى حوله» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يتوقَّص) التوقُّص في المشي : شِدَّة الوطء والوَثْبِ .
__________
(1) رواه مسلم رقم (965) في الجنائز ، باب ركوب المصلي على الجنازة إذا انصرف ،
والترمذي رقم (1014) في الجنائز ، باب رقم (29) ، وأبو داود رقم (3178) في الجنائز
، باب الركوب في الجنازة ، والنسائي 4 / 85 و 86 في الجنائز ، باب الركوب بعد
الفراغ من الجنازة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (5/90 و 95) قال : حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. ومسلم (3/60) قال :
حدثنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا : حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود
(3178) قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ، قال : حدثنا أبي. والترمذي (1013) قال :
حدثنا محمود بن غيلان، قال : حدثنا أبو داود. وعبد الله بن أحمد (5/98) قال :
حدثني يحيى بن عبد الله. خمستهم - محمد بن جعفر، وحجاج، ومعاذ، وأبو داود، ويحيى -
عن شعبة.
2 - وأخرجه أحمد (5/102) قال : حدثنا وكيع. ومسلم (3/60) قال : حدثنا يحيى بن
يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، عن وكيع. والنسائي (4/85) قال : أخبرنا أحمد بن
سليمان قال : حدثنا أبو نعيم، ويحيى بن آدم.
ثلاثتهم - وكيع، وأبو نعيم، ويحيى - قالوا : حدثنا مالك بن مغول.
3 - وأخرجه الترمذي (1014) قال : حدثنا عبد الله بن الصباح الهاشمي، قال : حدثنا
أبو قتيبة، عن الجراح «ابن مليح» .
4- وأخرجه عبد الله بن أحمد (5/99) قال : حدثني أبو القاسم الزهري عبد الله بن
سعد، قال : حدثنا أبي، وعمي، قالا : حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال : حدثنا عمر بن
موسى بن الوجيه.
أربعتهم - شعبة، ومالك، والجراح، وعمر - عن سماك بن حرب، فذكره.
8617 - (ت) جابر بن عبد
الله- رضي الله عنهما- قال : «كُنَّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في جنازة
ابنِ الدحداحِ ، وهو على فرس له يَسْعَى ، ونحن حوله ، وهو يتوقّص به» . أخرجه
الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1013) في الجنائز ، باب رقم (29) ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ،
وهو كما قال .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1013) قال : حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن
سماك، قال : سمعت جابر بن سمرة، فذكره.
الإسراع بها
8618 - (خ م ط د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه
وسلم- قال : «أسْرِعوا بجنائزكم ، فإن تكُ صالحة ، فخيرٌ تقدِّمونها وإن تَكُ سوى
ذلك ، فَشَرٌّ تضعونه عن رقابكم» أخرجه الجماعة (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 147 و 148 في الجنائز ، باب السرعة بالجنازة ، ومسلم رقم
(944) في الجنائز ، باب الإسراع بالجنازة ، والموطأ 1 / 243 في الجنائز ، باب جامع
الجنائز ، وأبو داود رقم (3181) في الجنائز ، باب الإسراع بالجنازة ، والترمذي رقم
(1015) في الجنائز ، باب ما جاء في الإسراع بالجنازة ، والنسائي 4 / 42 في الجنائز
، باب السرعة بالجنازة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (1022) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (2/240) قال : حدثنا سفيان.
وفي (2/280) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. وفي (2/240 و 280) قال :
حدثنا علي بن إسحاق. قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك. قال : أخبرنا ابن أبي
حفصة. والبخاري (2/108) قال : حدثنا علي بن عبد الله. قال : حدثنا سفيان. ومسلم
(3/50) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب، جميعا عن ابن عيينة. قال
أبو بكر : حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد، جميعا عن
عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر. (ح) وحدثنا يحيى بن حبيب. قال : حدثنا روح بن
عبادة. قال : حدثنا محمد بن أبي حفصة. وأبو داود (3181) قال : حدثنا مسدد. قال :
حدثنا سفيان. وابن ماجة (1477) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وهشام بن عمار.
قالا : حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (1015) قال : حدثنا أحمد بن منيع. قال :
حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي (4/41) قال : أخبرنا قتيبة. قال : حدثنا سفيان.
ثلاثتهم - سفيان، ومعمر، ومحمد بن أبي حفصة - عن الزهري. عن سعيد بن المسيب،
فذكره.
(*) في رواية سفيان عند أحمد قال : عن الزهري، يبلغ به النبي -صلى الله عليه
وسلم-.قال سفيان : أراه عن سعيد. عن أبي هريرة رواية.
(*) وفي رواية معمر. قال : لا أعلمه إلا رفع الحديث.
8619 - (خ س) أبو سعيد
الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إذا
وُضِعتِ الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم ، فإن كانت صالحة قالت : قَدِّمُوني
، وإن كانت غير ذلك قالت : يا ويلاه ، أين تذهبون بي ؟ يسمع صوتَها كلُّ شيء إلا
الثقلين - أو قال : إلا الإنسان - ولو سمع الإنسان لصَعِق» . أخرجه البخاري
والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الثقلين) الثَّقلان : الجن والإنس .
(لصعِق) صَعِق الرجل : إذا مات ، وصَعِق : إذا غشي عليه .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 145 و 146 في الجنائز ، باب حمل الرجال الجنازة دون النساء ،
وباب قول الميت وهو على الجنازة : قدموني ، وباب كلام الميت على الجنازة ،
والنسائي 4 / 41 في الجنائز ، باب السرعة بالجنازة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/41) قال : حدثنا يونس، وحجاج. وفي (3/58) قال : حدثنا حجاج. وفي
(3/58) قال : حدثنا الخزاعي - يعني أبا سلمة -. وعبد بن حميد (923) قال : حدثنا
يعقوب بن إبراهيم. والبخاري (2/108) قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. وفي
(2/108) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (2/124) قال : حدثنا قتيبة. والنسائي
(4/41) قال : أخبرنا قتيبة.
سبعتهم - يونس، وحجاج، والخزاعي، ويعقوب، وعبد العزيز، وابن يوسف، وقتيبة - قالوا
: حدثنا الليث، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، فذكره.
8620 - (س) أبو هريرة -
رضي الله عنه - قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «إذا وُضِعَ
الرجل الصالح على سَريره ، قال : قَدِّموني ، وإذا وضع الرجل - يعني السوءَ - على
سريره ، قال : يا ويلاه ، أين تذهبون بي ؟» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 40 و 41 في الجنائز ، باب السرعة بالجنازة ، وهو حديث صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/292) قال : حدثنا يزيد. وفي (2/474) قال : حدثنا يحيى. (ح) وحجاج.
وفي (2/500) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير. والنسائي (4/40) قال :
أخبرنا سويد بن نصر. قال : أنبأنا عبد الله.
خمستهم - يزيد، ويحيى، وحجاج، ومحمد بن عبد الله، وعبد الله بن المبارك - عن ابن
أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن عبد الرحمن بن مهران، فذكره.
القيام معها ولها
8621 - (د ت) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال : كان -[128]- رسولُ الله -
صلى الله عليه وسلم- إذا تَبِع جنازةَ لم يقعُد حتى تُوَضع في اللَّحْد ، فعرَض له
حَبْرٌ من اليهود ، فقال : إنَّا هكذا نصنعُ يا محمد ، قال : فقال لنا رسولُ الله
- صلى الله عليه وسلم- : «خالفوهم واجلسوا» أخرجه أبو داود والترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حَبْر) الحبر ، بفتح الحاء وكسرها : العالِم .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1020) في الجنائز ، باب ما جاء في الجلوس قبل أن توضع ،
وأبو داود رقم (3176) في الجنائز ، باب القيام للجنازة ، وإسناده ضعيف ، وحديث
القيام منسوخ .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3176) قال : حدثنا هشام بن بهرام المدائني، قال : أخبرنا حاتم بن
إسماعيل. وابن ماجة (1545) قال : حدثنا محمد بن بشار، وعقبة بن مكرم، قالا : حدثنا
صفوان بن عيسى. والترمذي (1020) قال : حدثنا محمد بن بشار، قال : حدثنا صفوان بن
عيسى.
كلاهما - حاتم، وصفوان - قالا : حدثنا بشر بن رافع - هو أبو الأسباط الحارثي - عن
عبد الله بن سليمان بن جنادة بن أبي أمية، عن أبيه، عن جده، فذكره.
8622 - (د س) البراء بن
عازب - رضي الله عنه - قال : «خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في جنازة
رجل من الأنصار ، فانتهينا إلى القبر ولما يُلْحَدْ بعدُ ، فجلس رسول الله - صلى
الله عليه وسلم- مستقبلَ القبلةِ ، وجلسنا معه» . أخرجه أبو داود .
وعند النسائي قال : «خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في جنازة ، فلما
انتهينا إلى القبر ولم يلحد ، فجلس ، وجلسنا حوله ، كأنَّ على رؤوسنا الطيرُ» .
وهو طَرف من أول حديث للبراء ، يرد في الفصل الثاني من الباب الثالث (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3212) في الجنائز ، باب الجلوس عند القبر ، والنسائي 4 /
38 في الجنائز ، باب الوقوف للجنائز ، وهو حديث صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده حسن :
1 - أخرجه أحمد (4/287) قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (4/288) قال : حدثنا ابن
نمير. وفي (4/288) قال : حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا زائدة. وفي (4/297) قال
: حدثنا عبد الرزاق، قال : حدثنا سفيان. وأبو داود (3212) و (4753) قال : حدثنا
عثمان بن أبي شيبة، قال : حدثنا جرير. وفي (4753) قال : حدثنا هناد بن السري، قال
: حدثنا أبو معاوية. وفي (4754) قال : حدثنا هناد بن السري، قال : حدثنا عبد الله
بن نمير. خمستهم - أبو معاوية، وابن نمير، وزائدة، وسفيان، وجرير - عن الأعمش.
2 - وأخرجه أحمد (4/295) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : حدثنا معمر. وابن ماجة
(1548) قال : حدثنا محمد بن زياد، قال : حدثنا حماد بن زيد. وعبد الله بن أحمد
(4/296) قال : حدثناه أبو الربيع، قال : حدثنا حماد بن زيد. كلاهما - معمر، وحماد
- عن يونس بن خباب.
3 - وأخرجه ابن ماجة (1549) قال : حدثنا أبو كريب. والنسائي (4/78) قال : أخبرنا
هارون بن إسحاق، قالا : حدثنا أبو خالد الأحمر، عن عمرو بن قيس.
ثلاثتهم - الأعمش، ويونس، وعمرو - عن منهال بن عمرو، عن زاذان، فذكره.
8623 - (خ م د ت س) عامر
بن ربيعة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا رأى
أحدُكم جنازة ، فإن لم يكن ماشياً معها -[129]- فليقم ، حتى يخلِّفَها أو تُخلِّفه
، أو توضَعُ [من] قَبْل أن تُخَلِّفَهُ» .
وفي رواية قال : «إذا رأيتم الجنازة فقوموا حتى تُخَلِّفَكُمْ» . أخرجه البخاري
ومسلم والنسائي (1) .
وأخرج الترمذي وأبو داود الثانية . وزاد أبو داود «أو توضع» .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 142 في الجنائز ، باب القيام للجنازة ، وباب متى يقعد إذا
قام للجنازة ، ومسلم رقم (958) في الجنائز ، باب القيام للجنازة ، وأبو داود رقم
(3172) في الجنائز ، باب القيام للجنازة ، والترمذي رقم (1042) في الجنائز ، باب
ما جاء في القيام للجنازة ، والنسائي 4 / 44 في الجنائز ، باب الأمر بالقيام
للجنازة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه الحميدي (142) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (3/445) قال : حدثنا عبد
الرزاق، قال : حدثنا معمر. وفي (3/446) قال : حدثنا سفيان. وفي (3/447) قال :
حدثنا يعقوب، قال : حدثنا ابن أخي ابن شهاب. والبخاري (2/107) قال : حدثنا علي بن
عبد الله، قال : حدثنا سفيان. ومسلم (3/56) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،
وعمرو الناقد، وزهير بن حرب، وابن نمير، قالوا : حدثنا سفيان. (ح) وحدثناه قتيبة
بن سعيد، قال : حدثنا ليث (ح) وحدثنا محمد بن رمح، قال : أخبرنا الليث (ح) وحدثني
حرملة، قال : أخبرنا ابن وهب، قال : أخبرني يونس. وأبو داود (3172) قال : حدثنا
مسدد، قال : حدثنا سفيان. وابن ماجة (1542) قال : حدثنا هشام بن عمار، قال : حدثنا
سفيان. والترمذي (1042) قال : حدثنا قتيبة، قال : حدثنا الليث. والنسائي (4/44)
قال : أخبرنا قتيبة، قال : حدثنا الليث.
خمستهم - سفيان بن عيينة، ومعمر، وابن أخي ابن شهاب، والليث بن سعد، ويونس - عن
الزهري، قال : أخبرني سالم بن عبد الله.
2 - وأخرجه أحمد (3/445) قال : حدثنا يزيد بن هارون، قال : أخبرنا ابن عون. وفي
(3/445) قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (3/445) قال : حدثنا عبد الرزاق، وابن
بكر، قالا : حدثنا ابن جريج. وفي (3/445) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال : حدثنا
معمر، عن أيوب. وفي (3/445) قال : حدثنا إسماعيل، قال : أخبرنا أيوب. وعبد بن حميد
(315) قال : أخبرنا يزيد بن هارون، قال : أخبرنا ابن عون. والبخاري (2/107) قال :
حدثنا قتيبة بن سعيد، قال : حدثنا الليث. ومسلم (3/57) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد،
قال : حدثنا ليث (ح) وحدثنا ابن رمح، قال: أخبرنا الليث. وفي (3/57) قال : حدثني
أبو كامل، قال : حدثنا حماد (ح) وحدثني يعقوب بن إبراهيم، قال : حدثنا إسماعيل،
جميعا عن أيوب (ح) وحدثنا ابن المثنى، قال : حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله (ح)
وحدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن ابن عون (ح) وحدثني محمد بن رافع،
قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا ابن جريج. وابن ماجة (1542) قال : حدثنا
محمد بن رمح، قال : أنبأنا الليث بن سعد. والترمذي (1042) قال : حدثنا قتيبة، قال
: حدثنا الليث. والنسائي (4/44) قال : أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. خمستهم -
ابن عون، وعبيد الله بن عمر، وابن جريج، وأيوب، والليث بن سعد - عن نافع.
كلاهما - سالم، ونافع - عن ابن عمر. فذكره.
8624 - (خ) عبد الرحمن بن
القاسم - رحمه الله- «أن القاسم [بن محمد] كان يمشي بين يدي الجنازة ، ولا يقوم
لها ، ويخبر عن عائشة قالت : كان أهل الجاهلية يقومون لها ، يقولون إذا رأوها :
كنتِ في أهلك ما أنْتِ ؟ مرتين» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 7 / 114 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب أيام الجاهلية .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (3837) قال : حدثنا يحيى بن سليمان، قال : حدثني ابن وهب،
قال : أخبرني عمرو أن عبد الرحمن بن القاسم. فذكره.
8625 - (خ م د ت س) أبو
سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا رأيتم
الجنازة فقوموا ، فمن تَبِعها فلا يقعد حتى توضعَ» . أخرجه البخاري ومسلم .
وللبخاري من حديث أبي سعيد المقبري قال : «كُنَّا في جنازة ، فأخذ أبو هريرة بيد
مروان ، فجلسنا قبل أن توضَع ، فجاء أبو سعيد الخدري ، -[130]- فأخذ بيد مَرْوان ،
وقال : قُمْ ، فوالله لقد علم هذا أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- نهى عن ذلك .
فقال أبو هريرة : صدق» .
ولمسلم قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إذا تبعتم الجنازة فلا
تجلسوا حتى توضَع» .
وأخرج الترمذي والنسائي الأولى .
وللنسائي : «إذا مرت بكم جنازة فقوموا ، فمن تبعها فلا يقْعُدْ حتى توضعَ» .
وفي أخرى له : «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- مروا عليه بجنازة فقاموا» .
وفي رواية أبي داود «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : إذا تبعتم الجنازة
فلا تجلسوا حتى توضعَ» .
وأخرج أبو داود أيضاً المسند من رواية البخاري ، وهذا لفظه بمثل حديث أبي سعيد ،
وقال فيه : «حتى توضَع بالأرض» وفي أخرى «حتى توضَع في اللحدِ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 143 في الجنائز ، باب من تبع جنازة فلا يقعد حتى توضع عن
مناكب الرجال ، وباب متى يقعد إذا قام للجنازة ، ومسلم رقم (959) في الجنائز ، باب
القيام للجنازة ، وأبو داود رقم (3173) في الجنائز ، باب القيام للجنازة ،
والترمذي رقم (1043) في الجنائز ، باب ما جاء في القيام للجنازة ، والنسائي 4 / 44
و 45 في الجنائز ، باب الأمر بالقيام للجنازة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه أحمد (3/25) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (3/48 و51) قال : حدثنا عبد
الملك بن عمرو. والبخاري (2/107) قال : حدثنا مسلم - يعني ابن إبراهيم -. ومسلم
(3/57) قال: حدثني سريج بن يونس، وعلي بن حجر، قالا : حدثنا إسماعيل - وهو ابن
علية -. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال : حدثنا معاذ بن هشام. والترمذي (1043)
قال : حدثنا نصر بن علي الجهضمي، والحسن بن علي الخلال الحلواني، قالا : حدثنا وهب
بن جرير. والنسائي (4/44) قال : أخبرنا علي بن حجر، قال : حدثنا إسماعيل (ح)
وأخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال : حدثنا خالد. سبعتهم - يحيى، وعبد الملك، ومسلم،
وإسماعيل، ومعاذ، ووهب، وخالد بن الحارث - عن هشام الدستوائي.
2 - وأخرجه أحمد (3/41) قال : حدثنا يونس بن محمد، قال : حدثنا أبان.
3 - وأخرجه النسائي (4/43) قال : أخبرنا يحيى بن درست، قال : حدثنا أبو إسماعيل.
4 - وأخرجه النسائي (4/77) قال : أخبرنا سويد بن نصر، قال : أنبأنا عبد الله، عن
هشام، والأوزاعي.
أربعتهم - هشام، وأبان، وأبو إسماعيل القناد، والأوزاعي - عن يحيى بن أبي كثير،
قال : حدثنا أبو سلمة، فذكره.
8626 - (س) أبو هريرة
وأبو سعيد - رضي الله عنهما- قالا : «ما رأينا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-
شهدَ جنازة قَطُّ فجلس حتى توضَع» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 /44 و 45 في الجنائز ، باب الأمر بالقيام للجنازة ، وهو حديث حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/44) قال : أخبرنا يوسف بن سعيد، قال : حدثنا حجاج، عن ابن جريج،
عن ابن عجلان، عن سعيد، فذكره.
8627 - (س) يزيد بن ثابت
- رضي الله عنه - قال : «إنهم كانوا -[131]- جلوساً مع رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- ، فطلعت جنازة ، فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وقام من معه ، فلم
يزالوا قياماً حتى نَفَذَت» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 45 في الجنائز ، باب الأمر بالقيام للجنازة ، وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/388) قال : حدثنا ابن نمير. والنسائي (4/45) قال :أخبرني أيوب بن
محمد الوزان. قال : حدثنا مروان.
كلاهما - عبد الله بن نمير، ومروان بن معاوية - عن عثمان بن حكيم الأنصاري، عن
خارجة بن يزيد، فذكره.
8628 - (خ م د س) جابر بن
عبد الله - رضي الله عنهما- قال : مَرَّت جنازة ، فقام لها رسول الله - صلى الله
عليه وسلم- ، وقمنا معه ، فقلنا : يا رسول الله ، إنها يَهُودِيِّة ، فقال : «إن
للموت فَزَعاً ، فإذا رأيتم الجنازة فقوموا» . أخرجه البخاري ومسلم .
ولمسلم قال : «قام النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- وأصحابُه لجنازة يهوديّ حتى
توارت» وأخرج النسائي الروايتين .
وفي رواية أبي داود قال : «كُنَّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، إذ مَرَّت
بنا جنازة ، فقام لها ، فلما ذهبنا لنحمل ، إذا هي جنازة يهوديّ...» فذكر الحديث .
وللنسائي أيضاً مثل رواية مسلم ، ولم يذكر «يهودي» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 144 في الجنائز ، باب من قام لجنازة يهودي ، ومسلم رقم (960)
في الجنائز ، باب القيام للجنازة ، وأبو داود رقم (3174) في الجنائز ، باب القيام
للجنازة ، والنسائي 4 / 46 في الجنائز ، باب القيام لجنازة أهل الشرك ، وانظر ما
قاله الحافظ في " الفتح " 3 / 145 حول القيام للجنازة وعدمه وحكمه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/319) قال : حدثنا يحيى، عن هشام (ح) وعبد الوهاب الخفاف،
قال: حدثنا هشام. وفي (3/334) قال : حدثنا يونس، قال : حدثنا أبان - يعني العطار
-. وفي (3/354) قال : حدثنا أبو المغيرة، قال : حدثنا الأوزاعي. وعبد بن حميد
(1153) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال : حدثنا أبان بن يزيد العطار. والبخاري
(2/107) قال : حدثنا معاذ بن فضالة، قال : حدثنا هشام. ومسلم (3/57) قال : حدثني
سريج بن يونس، وعلي بن حجر، قالا : حدثنا إسماعيل- وهو ابن علية -، عن هشام
الدستوائي. وأبو داود (3174) قال : حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني، قال: حدثنا
الوليد، قال : حدثنا أبو عمرو.والنسائي (4/45) قال : أخبرنا علي بن حجر، قال :
حدثنا إسماعيل، عن هشام (ح) وأخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال : حدثنا خالد، قال :
حدثنا هشام.
ثلاثتهم - هشام، وأبان، وعمرو الأوزاعي - عن يحيى بن أبي كثير، عن عبيد الله بن
مقسم، فذكره.
8629 - (خ م س) عبد
الرحمن بن أبي ليلى - رحمه الله- قال : «كان سهْلُ بنُ حُنَيف ، وقيسُ بنُ سَعْد
قاعِدَيْن بالقادسَّيةِ ، فمُرّ عليهما بجنازة ، فقاما ، فقيل لهما : إنَّها من
أهل الأرض - أي من أهل الذِّمَّةِ - فقالا : إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه
وسلم- مَرّت به جنازة فقام ، فقيل له : إنها جنازة يهوديّ ، فقال : -[132]-أليست
نَفْساً ؟» . أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 144 في الجنائز ، باب من قام لجنازة يهودي ، ومسلم رقم (961)
في الجنائز، باب القيام للجنازة ، والنسائي 4 / 43 في الجنائز ، باب القيام لجنازة
أهل الشرك .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/6) قال : حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة. (ح) ومحمد بن جعفر.
قال : حدثنا شعبة.
والبخاري (2/107) قال : حدثنا آدم، قال : حدثنا شعبة. ومسلم (3/58) قال : حدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا غندر، عن شعبة (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن
بشار، قالا : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة (ح) وحدثنيه القاسم بن زكريا،
قال : حدثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان، عن الأعمش. والنسائي (4/45) قال :
أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال : حدثنا خالد، قال : حدثنا شعبة.
كلاهما - شعبة، والأعمش - عن عمرو بن مرة، قال : سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى،
فذكره.
8630 - (س) محمد بن سيرين
- رحمه الله- قال : «إن جنازة مَرَّت بالحسن بن عليّ وابن عباس ، فقام الحسن ، ولم
يقم ابنُ عباس ، فقال الحسن : أليس قد قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لجنازة
يهوديّ ؟ قال : نعم ، ثم جلس» .
وفي أخرى مثله ، ولم يذكر «يهودي» .
وفي أخرى : «فقال : قام أحدهما ، وقعد الآخر ، ولم يسمِّ القائم ولا القاعد» .
وفي أخرى عن جعفر بن محمد عن أبيه - رحمهما الله- «أن الحسن بن علي - رضي الله
عنهما- ، كان جالساً ، فمُرَّ عليه بجنازة ، فقام الناس حتى جاوزتِ الجنازةُ .
فقال الحسن : إنما مُرَّ بجنازة يهوديّ ، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-
على طريقها جالساً ، وكره أن تَعْلَوَ رأسَهُ جنازةُ يهودي ، فقام» أخرجه النسائي
(1) .
__________
(1) 4 / 46 و 47 في الجنائز ، باب الرخصة في ترك القيام ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/46 و 47) قال : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال : حدثنا هشيم، قال
: أنبأنا منصور، عن ابن سيرين، فذكره.
8631 - (س) أنس بن مالك -
رضي الله عنه - «أن جنازة مَرَّتْ برسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقام ، فقيل
: إنها جنازة يهوديّ ، فقال : إنما قُمْتُ للملائكةِ» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 4 7 و 48 في الجنائز ، باب الرخصة في ترك القيام ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/47) قال : أخبرنا إسحاق، قال : أنبأنا النضر، قال : حدثنا حماد
بن سلمة، عن قتادة، فذكره.
8632 - (م ط ت د س) علي
بن أبي طالب - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقوم
للجنائز ، ثم جلس بَعْدُ» . أخرجه الموطأ وأبو داود .
وفي رواية مسلم قال : «رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قام فقمنا ، وقعد
فقعدنا ، يعني في الجنازة» .
وفي رواية الترمذي والنسائي : «أنه ذكر القيام في الجنائز حتى توضع ، فقال علي -
رضي الله عنه- : قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ثم قَعَدَ» .
وفي أخرى للنسائي ، قال : «رأينا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قام فَقُمنْا
ورأيناه قَعَدَ فَقَعَدْنا» .
وفي أخرى له عن أبي معمر قال : «كُنَّا عند عليّ ، فمرَّتْ به جَنَازَة ، فقاموا
لها ، فقال عليّ : ما هذا ؟ قالوا : أمْرُ أبي موسى ، فقال : إنما قام رسولُ الله
- صلى الله عليه وسلم- لجنازة يهودية ، ولم يَعُدْ بعد ذلك» (1) .
وفي رواية ذكرها رزين عن محمد بن المنكدر قال : سمعتُ مسعودَ بنَ الحكم يُحَدِّث
عن عليٍّ - وقد قيل له : لِمَ لم تقم للجنازة ؟ قال : «رأينا -[134]- رسولَ الله -
صلى الله عليه وسلم- قام فقمنا ، ثم قعد فقعدنا» يعني في الجنازة ، وإنما قال ذلك
، لأن نافع بن جُبَيْر رأى واقِدَ بنَ عمرو قام حتى وُضِعَتِ الجنازةُ (2) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (962) في الجنائز ، باب نسخ القيام للجنازة ، والموطأ 1 / 232
في الجنائز ، باب الوقوف للجنائز والجلوس على المقابر ، وأبو داود رقم (3175) في
الجنائز ، باب القيام للجنازة ، والترمذي رقم (1044) في الجنائز ، باب الرخصة في
ترك القيام للجنازة ، والنسائي 4 / 46 في الجنائز ، باب الرخصة في ترك القيام ،
وباب الوقوف للجنائز .
(2) رواية رزين هذه هي إحدى روايات مسلم في الحديث .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه مالك «الموطأ» (160) عن يحيى بن سعيد. والحميدي (51) قال : حدثنا سفيان،
عن يحيى بن سعيد. وأحمد (1/82) (623) قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن محمد بن
عمرو. ومسلم (3/58) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد، قال : حدثنا ليث (ح) وحدثنا محمد
بن رمح بن المهاجر، قال : حدثنا الليث عن يحيى بن سعيد. (ح) وحدثني محمد بن المثنى
وإسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر. جميعا عن الثقفي. قال ابن المثنى : حدثنا عبد
الوهاب، قال : سمعت يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا أبو كريب، قال : حدثنا ابن أبي
زائدة، عن يحيى بن سعيد. وأبو داود (3175) قال : حدثنا القعنبي، عن مالك، عن يحيى
بن سعيد. والترمذي (1044) . والنسائي (4/77) كلاهما عن قتيبة، قال : حدثنا الليث،
عن يحيى.
كلاهما - يحيى بن سعيد الأنصاري، ومحمد بن عمرو - عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ،
عن نافع ابن جبير.
2 - وأخرجه أحمد (1/83) (631) قال : حدثنا يحيى. وفي (1/131) (1094) قال : حدثنا
وكيع. وفي (1/138) (1167) قال : حدثنا محمد بن جعفر وحجاج. ومسلم (3/59) قال :
حدثني زهير بن حرب، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. (ح) وحدثناه محمد بن أبي بكر
المقدمي وعبيد الله بن سعيد، قالا : حدثنا يحيى - وهو القطان -. وابن ماجة (1544)
قال : حدثنا علي بن محمد، قال : حدثنا وكيع. والنسائي (4/78) قال : أخبرنا إسماعيل
بن مسعود، قال : حدثنا خالد. ستتهم - يحيى القطان، ووكيع، وابن جعفر، وحجاج، وعبد
الرحمن، وخالد - عن شعبة، قال : حدثنا محمد بن المنكدر.
كلاهما - نافع، وابن المنكدر - عن مسعود بن الحكم، فذكره.
الفصل الخامس : في الدفن
، وفيه فرعان
الفرع الأول : في دفن الشهداء
8633 - (ت د س) هشام بن عامر - رضي الله عنه - قال : «جاءت الأنصارُ إلى رسول الله
- صلى الله عليه وسلم- يومَ أُحُد ، فقالت : أصابنا قَرْحٌ وَجَهْد ، فكيف تأمرنا
؟ قال : أَوسِعُوا القَبَر ، وأَعْمِقُوا، واجعلوا الرجلين والثلاثة في القبر. قيل
: فأيُّهم يُقَدَّم ؟ قال: أَكثرُهم قرآناً» قال : «أصيب أبي يومئذ عامِرٌ بين
اثنين ، أو قال : واحد» . أخرجه أبو داود .
وفي رواية الترمذي قال : «شُكِيَ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الجراحات
يوم أحد ، فقال : احفروا ، وَأَوْسِعوا ، وأحسنوا ، وادفنوا الاثنين والثلاثة في
قبرٍ واحد ، وقدِّموا أكثرَهم قرآناً ، فمات أبي ، فقُدِّم بين يدي رجلين» .
-[135]-
وفي رواية النسائي قال : «شَكَوْنَا إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يوم
أُحد ، فقلنا : يا رسول الله ، الحفر علينا لكل إنسان شديد ، فقال رسولُ الله -
صلى الله عليه وسلم- احفِروا ، وأعمِقوا ، وأحسنوا ، وادفنوا الاثنين والثلاثة في
قبر واحد ، قالوا : فمن نقدم يا رسول الله ؟ قال : قَدِّموا أكثرَهم قرآناً» ،
فكان أبي ثالث ثلاثة في قبر واحد .
وفي أخرى له قال : «اشتد الجراح يوم أحد ، فشُكِيَ إلى رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- فقال : احفروا ، وأوسعوا ، وأحسنوا ، وادفنوا» .
وفي أخرى قال : لما كان يوم أُحد ، أصاب الناسَ جَهْدٌ شديد ، فقال النبيُّ - صلى
الله عليه وسلم- : «احفروا...» وذكر الحديث إلى قوله : «أكثرهم قرآناً» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قَرْح) القَرْحُ : الجَرْح ، والجَهْدُ ، والمشقَّة .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3215) في الجنائز ، باب في تعميق القبر ، والترمذي رقم
(1713) في الجهاد ، باب ما جاء في دفن الشهيد ، والنسائي 4 / 80 و 81 في الجنائز ،
باب اللحد والشق ، وباب ما يستحب من توسيع القبر ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن
صحيح ، وهو كما قال .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/19) قال : حدثنا وكيع، عن سليمان بن المغيرة. وفي (4/19) قال :
حدثنا سفيان بن عيينة، عن أيوب. وفي (4/20) قال : حدثنا إسماعيل. قال : حدثنا
أيوب. وفي (4/20) قال : حدثنا بهز. قال : حدثنا سليمان بن المغيرة. وفي (4/20) قال
: حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر، عن أيوب. وأبو داود (3215) قال : حدثنا عبد
الله بن مسلمة، أن سليمان بن المغيرة حدثهم. وفي (3216) قال : حدثنا أبو صالح -
يعني الأنطاكي - قال : أخبرنا أبو إسحاق - يعني الفزاري - عن الثوري، عن أيوب.
والنسائي (4/80) قال : أخبرنا محمد بن بشار، قال : حدثنا إسحاق بن يوسف. قال :
حدثنا سفيان، عن أيوب. وفي (4/83) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك.قال :
حدثنا وكيع، عن سليمان بن المغيرة. وفي (4/83) قال : حدثنا محمد بن منصور. قال :
حدثنا سفيان. قال: حدثنا أيوب.
كلاهما - سليمان بن المغيرة، وأيوب - عن حميد بن هلال، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (4/20) قال : حدثنا عبد الصمد. وابن ماجة (1560) قال : حدثنا أزهر
بن مروان. والترمذي (1713) قال : حدثنا أزهر بن مروان البصري. والنسائي (4/83) قال
: أخبرنا إبراهيم بن يعقوب. قال : حدثنا مسدد.
ثلاثتهم - عبد الصمد، وأزهر، ومسدد - عن عبد الوارث بن سعيد، عن أيوب، عن حميد بن
هلال، عن أبي الدهماء، عن هشام بن عامر، فذكره زاد فيه «أبو الدهماء، وهو قرفة بن
بهيس» .
(*) وأخرجه أحمد (4/20) قال : حدثنا وهب بن جرير. قال : حدثنا أبي. وفي (4/20) قال
: حدثنا عفان. قال : سمعت جرير بن حازم. وأبو داود (3217) قال : حدثنا موسى بن
إسماعيل. قال : حدثنا جرير. والنسائي (4/81) قال : أخبرنا محمد بن معمر. قال :
حدثنا وهب بن جرير. قال : حدثنا أبي. وفي (4/83) قال : أخبرني إبراهيم بن يعقوب.
قال : أنبأنا سليمان بن حرب، قال : حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب.
كلاهما - جرير بن حازم، وأيوب - عن حميد بن هلال، عن سعد بن هشام بن عامر، عن أبيه
هشام بن عامر، فذكره. زاد فيه «سعد بن هشام بن عامر» .
8634 - (خ د ت س) جابر بن
عبد الله - رضي الله عنهما- «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كان يجمع بين
الرجلين من قَتْلَى أُحُد في ثوب واحد ، ثم يقول : أيُّهما أكثرُ أخْذاً للقرآن ؟
فإذا أُشير إلى أحدهما قَدَّمه في اللَّحْد ، -[136]- وقال : أنا شهيد على هؤلاء ،
وأمرَ بدَفْنِهم بدمائهم ، ولم يصلِّ عليهم ، ولم يُغَسِّلْهُم» .
وفي أخرى قال : «إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يجمع بين الرجلين
والثلاثة من قتلى أُحد ، وقال : ادفنوهم في دمائهم ، ولم يُغَسِّلْهُم» . أخرجه
البخاري .
وأخرج الترمذي وأبو داود والنسائي الأولى ، وليس عند أبي داود «ولم يصلِّ عليهم» .
وله في أخرى مثلها ، ولم يذكر «في ثوبٍ واحد» والثانية ذكرها رزين (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 169 في الجنائز ، باب دفن الرجلين والثلاثة في قبر ، وباب
الصلاة على الشهيد ، وباب من لم ير غسل الشهداء ، وباب من يقدم في اللحد ، وباب
اللحد والشق في القبر ، وفي المغازي ، باب من قتل من المسلمين يوم أحد ، وأبو داود
رقم (3138) في الجنائز ، باب في الشهيد يغسل ، والترمذي رقم (1034) في الجنائز ،
باب ما جاء في ترك الصلاة على الشهيد ، والنسائي 4 / 62 في الجنائز ، باب ترك
الصلاة على الشهداء .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه عبد بن حميد (1119) قال : أخبرنا زيد بن حباب العكلي. والبخاري
(2/114) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي (2/115) قال : حدثنا سعيد بن سليمان.
وفي (2/115) أيضا قال : حدثنا أبو الوليد. وفي (2/115) أيضا قال : حدثنا ابن
مقاتل، قال : أخبرنا عبد الله. وفي (2/117) قال : حدثنا عبدان، قال : أخبرنا عبد
الله. وفي (5/131) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. وأبو داود (3138) قال : حدثنا قتيبة
بن سعيد، ويزيد بن خالد بن موهب. وفي (3139) قال : حدثنا سليمان بن داود المهري،
قال : حدثنا ابن وهب. وابن ماجة (1514) قال : حدثنا محمد بن رمح. والترمذي (1036)
. والنسائي (4/62) قال الترمذي : حدثنا، وقال النسائي : أخبرنا قتيبة.
تسعتهم - زيد، وعبد الله بن يوسف، وسعيد، وأبو الوليد، وعبد الله بن المبارك،
وقتيبة، ويزيد بن خالد، وابن وهب، وابن رمح - عن الليث بن سعد، قال : حدثني
الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب، فذكره.
8635 - (خ د س) جابر بن
عبد الله - رضي الله عنهما- قال : «لمَّا حَضَرَ أُحُد دعاني أبي من الليل ، فقال
: ما أُراني إلا مقتولاً في أول من يُقتَل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- ، وإني لا أترك بعدي أعزَّ عليَّ منكَ ، غير نَفْسِ رسولِ الله - صلى الله
عليه وسلم- ، وإن عَلَيَّ دَيْناً ، فاقْض ، واستوصِ بأخواتِكَ خيراً ، فأصبحنا ،
فكان أولَ قتيل ، فدفنتُ معه آخرَ في قبره ، ثم لم تَطِبْ -[137]- نفسي أن أتركه
مع آخر ، فاستخرجته بعد ستةِ أشهر ، فإذا هو كيوم وضعتُه ، غيرَ أُذُنِهِ» .
وفي رواية : «فجعلته في قبر على حِدَة» . أخرجه البخاري .
وفي رواية أبي داود قال : «دُفِنَ مع أبي رجل ، وكان في نفسي من ذلك حاجة ،
فأخرجتُه بعد ستة أشهر ، فما أنكرتُ منه شيئاً إلا شُعيرات كُنَّ في لحيته مما يلي
الأرض» .
وفي رواية النسائي قال : «دفن رجل مع أبي في القبر ، فلم يَطِبْ قلبي حتى أخرجتُه
، ودفنته على حِدَة» (1) .
وفي رواية ذكرها رزين قال : «جَرَفَ السيلُ على قَبْر أبي وآخر كان إلى جنبه ،
فأخرجناهما ، فوجدناهما على هيئتهما يوم وضعناهما ، ويَدُ أبي قد وضعها على جَرحه
، فنَحَّيناها عن موضعها ، وأرسلناها ، فعادت كما كانت إلى موضعها ، وكان بين يوم
أُحد ويوم جَرْفِ السيل على قبره : أربعون سنة» .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(على حِدَةٍ) قَعَد فلان على حِدَةٍ : إذا قَعَدَ منفرداً .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 172 و 173 في الجنائز ، باب هل يخرج الميت من القبر واللحد
لعلة , وأبو داود رقم (3232) في الجنائز ، باب في تحويل الميت من موضعه لأمر يحدث
، والنسائي 4 / 84 في الجنائز ، باب إخراج الميت من القبر بعد أن يدفن فيه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (2/116) قال : حدثنا مسدد، قال : أخبرنا بشر بن المفضل، قال
: حدثنا حسين المعلم. (ح) وحدثنا علي بن عبد الله، قال : حدثنا سعيد بن عامر، عن
شعبة، عن ابن أبي نجيح. والنسائي (4/84) قال : أخبرنا العباس بن عبد العظيم، عن
سعيد بن عامر، عن شعبة، عن ابن أبي نجيح.
كلاهما - حسين، وابن أبي نجيح - عن عطاء، فذكره.
رواية ابن أبي نجيح مختصرة على : «دفن مع أبي رجل فلم تطب نفسي حتى أخرجته، فجعلته
في قبر على حدة» .
8636 - (ط) عبد الرحمن بن
عبد الله بن أبي صعصعة - رحمه الله- بلغه «أن عمرَو بنَ الجَموح ، وعبد الله بنَ
عمرو الأنصاريِيَّن ، ثم السَّلَمِيَّيْن - رضي الله عنهما- دُفِنا يوم أحد معاً ،
فَجَرَفَ السيلُ قبرهما فَحُفِرَ عنهما لِيغَيَّرا من مكانهما ، فوجدا كأنما ماتا
بالأمس ، وكان في أحدهما جَرْح قد وضَع يده عليه ، فأمِيطت يَدُه عن جَرحه ، ثم
أُرْسِلَتْ ، فرجعت كما كانت ، وكان بين يوم أحد ويوم حُفِرَ عنهما ست وأربعون
سْنة» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 470 في الجهاد ، باب الدفن في قبر واحد من ضرورة ، بلاغاً ، وإسناده منقطع
، قال ابن عبد البر : لم تختلف الرواة في قطعه ، ويتصل معناه من وجوه صحاح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (3/69) بلاغا عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة،
فذكره.
8637 - (ت د س) جابر بن
عبد الله - رضي الله عنهما- قال : «لمَّا كان يومُ أحد جاءت عَمَّتي بأبي
لِتَدْفِنَهُ في مقابرنا ، فنادى منادي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- :
رُدُّوا القتلى إلى مضاجعهم» . أخرجه الترمذي .
وفي رواية أبي داود قال : «كُنَّا حملنا القتلى يوم أُحد لِنَدفِنَهم ، فجاء منادي
رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-
، يأمركم أن تدِفنوا القتلى في مضاجعهم ، فرددناهم» .
وفي رواية النسائي : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أمرَ بقتلى أُحد أن
يُرَدُّوا إلى مصارعهم ، وكانوا نقلوا إلى المدينة» .
وفي أخرى قال : «ادفنوا القتلى في مصارعهم» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3165) في الجنائز ، باب في الميت يحمل من أرض إلى أرض ،
والترمذي رقم (1717) في الجهاد ، باب رقم (37) ، والنسائي 4 / 79 في الجنائز ، باب
أين يدفن الشهيد ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هو جزء من حديث طويل :
أخرجه الحميدي (1298) قال : حدثنا «سفيان بن عيينة» . وأحمد (3/297) قال : حدثنا
محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة. وفي (3/303) قال : حدثنا وكيع عن سفيان «الثوري»
. وفي (3/308) قال : حدثنا سفيان «ابن عيينة» . وفي (3/397) قال : حدثنا عفان، قال
: حدثنا أبو عوانة. والدارمي (46) قال : أخبرنا أبو النعمان، قال : حدثنا أبو
عوانة. وأبو داود (1533) قال : حدثنا محمد بن عيسى، قال : حدثنا أبو عوانة. وفي (3165)
قال : حدثنا محمد بن كثير، قال : أخبرنا سفيان «الثوري» . وابن ماجة (1516) قال :
حدثنا هشام بن عمار، وسهل بن أبي سهل، قالا : حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي
(1717) قال : حدثنا محمود بن غيلان، قال : حدثنا أبو داود، قال : أخبرنا شعبة. وفي
«الشمائل» (179) قال : حدثنا محمود بن غيلان، قال : حدثنا أبو أحمد، قال : حدثنا
سفيان «الثوري» . والنسائي (4/79) قال : أخبرنا محمد بن منصور، قال : حدثنا سفيان
«ابن عيينة» . وفي (4/79) أيضا قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال :
حدثنا وكيع، عن سفيان «الثوري» . وفي «عمل اليوم والليلة» (423) قال : أخبرني عبد
الأعلى بن واصل، قال : حدثنا يحيى بن آدم، عن سفيان «الثوري» .
أربعتهم - ابن عيينة، وشعبة، وأبو عوانة، والثوري - عن الأسود بن قيس، عن نبيح،
فذكره.
رواية أحمد (3/397) . والدارمي (46) : ورد الحديث بطوله.
رواية الحميدي، وأحمد (3/297 و 308) . وأبي داود (3165) . وابن ماجة والترمذي،
والنسائي : مختصرة على رد قتلى أحد إلى مضاجعهم.
رواية أحمد (3/297) مختصرة على قصة دين جابر.
رواية أحمد (3/303) مختصرة على قصة الدين، والدعاء لهم.
رواية أبي داود (1533) ، و «عمل اليوم والليلة» مختصرة على الدعاء.
رواية «الشمائل» مختصرة على ذبح الشاة.
8638 - (د) جابر بن عبد
الله - رضي الله عنهما- قال : «رُمِيَ رجل بسهم في صدره - أو في حَلْقه - فمات ،
فأُدرجَ في ثيابه كما هو ، قال : ونحنُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» .
أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3133) في الجنائز ، باب في الشهيد يغسل ، وهو حديث صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/367) قال : حدثنا محمد بن سابق. وأبو داود (3133) قال : حدثنا قتيبة
بن سعيد، قال : حدثنا معن بن عيسى (ح) وحدثنا عبيد الله بن عمر الجشمي، قال :
حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
ثلاثتهم - محمد، ومعن، وعبد الرحمن - عن إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير، فذكره.
8639 - (د) عبد الله بن
عباس - رضي الله عنهما- قال : «أمرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بقتلى أُحد
أن يُنْزَعُ عنهم الحديدُ والجلودُ ، وأن يُدْفَنُوا بثيابهم ودمائهم» . أخرجه أبو
داود (1) .
__________
(1) رقم (3134) في الجنائز ، باب في الشهيد يغسل ، وهو حديث حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/247) (2217) . وأبو داود (3134) قال : حدثنا زياد بن أيوب، وعيسى بن
يونس. وابن ماجة (1515) قال : حدثنا محمد بن زياد.
أربعتهم - أحمد بن حنبل، وزياد بن أيوب، وعيسى بن يونس، ومحمد بن زياد - قالوا :
حدثنا علي بن عاصم، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، فذكره.
8640 - (س) عبد الله بن
ثعلبة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «زَمِّلوهم
بدمائهم ، فإنه ليس يُكْلَمُ أحد في سبيل الله إلا أتى يوم القيامةَ جَرحُه يَدْمى
، لونه لون الدم ، وريحه ريح المسك» . أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(زمِّلوه) زمَّلتهُ في ثوبه : إذا لففته فيه ، وكذلك إذا تَدَّثَر به .
__________
(1) 4 / 78 في الجنائز ، باب مواراة الشهيد في دمه ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/431) قال : حدثنا هشيم، عن محمد بن إسحاق. وفي (5/431) قال : حدثنا
يزيد بن هارون، قال : أخبرنا محمد بن إسحاق. وفي (5/431) قال : حدثنا سفيان «قال :
وثبتنيه معمر» . وفي (5/431) قال : حدثنا يعقوب، قال : حدثنا أبي، عن ابن إسحاق.
والنسائي (4/78 و 6/29) قال : أخبرنا هناد بن السري، عن ابن المبارك عن معمر.
ثلاثتهم - محمد، وسفيان، ومعمر - عن الزهري، فذكره.
(*) رواية سفيان : «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أشرف على قتلى أحد، فقال : إني
أشهد على هؤلاء، زملوهم بكلومهم ودمائهم» .
8641 - (س) عبد الله (1)
بن معية - رحمه الله- قال : «أصيبَ رجلان من المسلمين يوم الطائف ، فحملا إلى رسول
الله - صلى الله عليه وسلم- ، فأمر أن يُدْفَنا حيث -[140]- أُصيبا ، وكان ابن
مُعَيَّة ولد على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم-» أخرجه النسائي (2) .
__________
(1) ويقال : عبيد الله .
(2) مرسلاً 4 / 79 في الجنائز ، باب أين يدفن الشهيد .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/79) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال : أنبأنا وكيع، قال :
حدثنا سعيد بن السائب عن رجل يقال له : عبيد الله بن معية، قال... فذكره.
8642 - (د ت) محمد بن
شهاب - رحمه الله- أن أنساً حدَّثَهم : «أن شُهداء أُحد لم يُغَسَّلوا ، ودفنوا
بدمائهم ، ولم يُصَلَّ عليهم» .
وفي رواية قال أنس : «إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- مَرَّ علَى حمزة وقد
مُثِّل به ، فقال : لولا أن تجد صَفِيَّةُ في نفسها لتركْتُه حتى تأكلَهُ العافيةُ
ويُحْشَر من بطونها ، وقلّت الثياب ، وكثرت القتلى ، فكان الرجل والرجلان والثلاثة
يُكفَّنون في الثوب الواحد» .
زاد في رواية : «ثم يدفنون في قبر واحد ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
يسأل : أيُّهم أكثر قرآنا ؟ فيقدِّمه إلى القبلة» .
وفي أخرى قال : «مَرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بحمزة وقد مُثِّل به ، ولم
يصلِّ على أحدٍ من الشهداءِ غيره» . أخرجه أبو داود .
وفي رواية الترمذي : أن أنساً قال : «أتى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على
حمزة يوم أحد ، فوقف عليه ، فرآه قد مُثِّل به . قال : لولا أن تجد صفيَّةُ في
نفسها لتركتُه حتى تأكله العافيةُ ، حتى يُحْشَر يوم القيامة من بطونها ، قال : ثم
دعا بنمرة فكفَّنه فيها ، فكانت إذا مدت على رجليه بدا رأسه ، قال : فكثر القتلى
وقلَّت الثياب ، فكفن الرجل والرجلان والثلاثة في الثوب الواحد ، ثم يدفنون في قبر
واحد ، قال : فجعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يسأل عنهم : أيُّهم -[141]-
أكثرُ قرآنا ؟ فيقدِّمه إلى القبلة ، قال : فدفنهم ، ولم يصلِّ عليهم» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تجد) وَجَدْت على الميت : إذا حَزِنتَ عليه وجَزِعت .
(العافية) : كلُّ طالب رزق من سَبُع أو طائر أو دابَّةٍ أو إنسان فهو عافٍ ، وأكثر
ما تطلق العافية على السِّباع والطير .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3135) و (3136) و (3137) في الجنائز ، باب في الشهيد يغسل
، والترمذي رقم (1016) في الجنائز ، باب ما جاء في قتلى أحد وذكر حمزة ، وإسناده
حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/128) قال : حدثنا صفوان بن عيسى، وزيد بن الحباب. وعبد بن حميد
(1164) قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى. وأبو داود (3136) قال : حدثنا عثمان بن
أبي شيبة، قال : حدثنا زيد بن الحباب (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد، قال : حدثنا أبو
صفوان المرواني. والترمذي (1016) قال : حدثنا قتيبة، قال : حدثنا صفوان.
أربعتهم - صفوان، وزيد، وعبيد الله، وأبو صفوان - عن أسامة بن زيد، عن ابن شهاب،
فذكره.
وأخرجه أبو داود (3135) قال : حدثنا أحمد بن صالح، قال : حدثنا ابن وهب. (ح)
وحدثنا سليمان بن داود المهري، قال : أخبرنا ابن وهب، قال : أخبرني أسامة بن زيد،
أن ابن شهاب أخبره، فذكره.
الفرع الثاني : في دفن
الموتى ، وهيئة القبور
تعجيل الدفن
8643 - (د) الحصين بن وحوَح «أن طلحةَ بنَ البراء لَمَّا مَرِضَ أتاه رسولُ الله -
صلى الله عليه وسلم- يعودُه ، فقال : إني لا أُراه إلا قد حَدَث به الموتُ ،
فآذِنُوني به ، وعَجِّلُوا ، فإنه لا ينبغي لجيفة مسلم أن تُحْبَس بين ظَهْرانَيْ
أهله» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ظهرانَيْ) جلست بين ظهراني القوم : إذا جلست فيما بينهم .
__________
(1) رقم (3159) في الجنائز ، باب التعجيل بالجنازة وكراهية حبسها ، وإسناده ضعيف .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3159) قال : حدثنا عبد الرحيم بن مطرف الرواسي أبو سفيان، وأحمد
بن جناب، قالا : ثنا عيسى - قال أبو داود. هو ابن يونس - عن سعيد بن عثمان البلوي،
عن عزرة، وقال عبد الرحيم : عروة بن سعيد الأنصاري، عن أبيه، عن الحصين بن وحوح.
فذكره.
الدفن في الليل
8644 - (م د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما- أن النبيَّ - صلى الله عليه
وسلم- «خطب يوماً ، فذكر رجلاً من أصحابه قُبِض ، وكفِّن في كفن غيرِ طائل ،
وقُبِرَ ليلاً ، فزجر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يُقُبَرَ الرجل بالليل
حتى يُصَلَّى عليه ، إلا أن يضْطر إنسان إلى ذلك ، وقال في خطبته : إذا كَفَّنَ
أحدكم أخاه فَلْيُحْسِن كَفَنَهُ» . أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(غير طائل) في كفن غير طائل ، أي : في كَفَنٍ حقيرٍ .
__________
(1) رواه مسلم رقم (943) في الجنائز ، باب في تحسين كفن الميت ، وأبو داود رقم
(3148) في الجنائز ، باب في الكفن ، والنسائي 4 / 33 في الجنائز ، باب الأمر
بتحسين الكفن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : تقدم برقم (8596) .
إدخال الميت القبر
8645 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه
وسلم- دخل قبراً ليلاً ، فأُسْرِجَ له بسراجٍ ، فأخذه من قِبَلِ القِبْلَة
مُعْتَرِضاً وقال : رحمكَ الله ، إن كنتَ لأوّاهاً ، تَلاَّءاً للقرآن ، وكَبّر
عليه أربعاً» .
أخرجه الترمذي ، وقال : إنَّما كان هذا من العُذْرِ ، لأنه رُوِيَ عن رسول الله -
صلى الله عليه وسلم- «الأمرُ بأن يُسَلَّ مِنْ قِبَل رجليه سَلاًّ» (1) .
-[143]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لأوَّاهاً) الأوّاه : كثير الدعاء ، وقيل : هو رقيق القلب .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1057) في الجنائز ، باب ما جاء في الدفن بالليل ، وهو حديث
حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1057) قال : حدثنا أبو كريب، ومحمد بن عمرو السواق، قالا : حدثنا
يحيى بن اليمان، عن المنهال بن خليفة، عن الحجاج بن أرطأة، عن عطاء، فذكره.
(*) أخرجه ابن ماجة (1520) قال : حدثنا محمد بن الصباح، قال : أنبأنا يحيى بن
اليمان، عن منهال بن خليفة، عن عطاء، فذكره. ولم يذكر «حجاجا» .
رواية ابن ماجة مختصرة على أوله.
(*) حديث ابن سيرين قال : «مر بجنازة على الحسن بن علي، وابن عباس، فقام الحسن،
ولم يقم ابن عباس. فقال الحسن لابن عباس : أما قام لها رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- ؟ قال ابن عباس : قام لها، ثم قعد» .
(*) حدثنا أبي مجلز، «عن ابن عباس. والحسن بن علي، مرت بهما جنازة، فقام أحدهما،
وقعد الآخر، فقال الذي قام : أما والله، لقد علمت، أن رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- قد قام، قال له الذي جلس : لقد علمت، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد
جلس» .
8646 - (د) جابر بن عبد
الله - رضي الله عنهما- قال : «رأينا ناراً بالبقيع ، فأتينا ، فإذا رسولُ الله -
صلى الله عليه وسلم- في القبر ، وهو يقول : ناولوني الرجلَ ، فناولوه من قِبَل
رِجْلَيِ القبر ، فنظرتُ ، فإذا هو الذي كان يرفع صوته بالذكر» .
وفي رواية قال : «رأى ناس ناراً في المقبرة ، فأتوها ، فإذا رسولُ الله - صلى الله
عليه وسلم- في القبر ، وإذا هو يقول : ناولوني صاحبكم ، وإذا هو الرجل الذي كان
يرفع صَوْتَهُ بالذكر» .
أخرج أبو داود الثانية (1) ، والأولى ذكرها رزين .
__________
(1) رقم (3164) في الجنائز ، باب الدفن بالليل ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3164) قال : حدثنا محمد بن حاتم بن بزيع، قال : حدثنا أبو نعيم،
عن محمد بن مسلم، عن عمرو بن دينار، فذكره.
8647 - (د) أبو إسحاق
السبيعي - رحمه الله- قال : «أوصاني الحارث أن يصلِّي عليه عبد الله بن يزيد
[الخَطمي] ، فصلَّى عليه ، ثم أدخله القبر من قِبَل رِجلي القبر ، وقال : هذا من
السنة» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3211) في الجنائز ، باب في الميت يدخل من قبل رجليه ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3011) قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، ثنا شعبة، عن أبي
إسحاق، فذكره.
8648 - (خ) أنس بن مالك -
رضي الله عنه - قال : «شهدنا بِنْتاً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- (1) تُدْفن
، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- جالس على القبر ، فرأيت عينيه -[144]-
تَدمعَان ، فقال : هل فيكم أحدٌ لم يقارفِ الليلةَ ؟ قال أبو طلحة : أنا ، قال :
فانزل في قبرها ، فنزل في قبرها» . أخرجه البخاري (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لم يُقَارِفْ) قوله : لم يُقارِفْ ، أي : لم يُذْنب ذنباً ، يجوز أن يريد به
الجماع ، فكنى عنه .
__________
(1) هي أم كلثوم زوج عثمان بن عفان رضي الله عنهما .
(2) 3 / 167 في الجنائز ، باب من يدخل قبر المرأة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/126) قال : حدثنا أبو عامر. وفي (3/228) قال : حدثنا يونس،
وسريج. والبخاري (2/100) قال : حدثنا عبد الله بن محمد، قال : حدثنا أبو عامر. وفي
(2/114) قال : حدثنا محمد بن سنان. والترمذي في «الشمائل» (327) قال : حدثنا إسحاق
بن منصور، قال : أخبرنا أبو عامر.
أربعتهم - أبو عامر، ويونس، وسريج، وابن سنان - قالوا : حدثنا فليح بن سليمان، عن
هلال، فذكره.
اللحد والشَّق
8649 - (د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- أنَّ رسولَ الله - صلى الله
عليه وسلم- قال : «اللحدُ لنا ، والشَّقُّ لغيرنا» . أخرجه أبو داود والترمذي
والنسائي (1) .
وقد تقدَّم في الباب الأول ذِكْر اللَّحْد والشَّقِّ ، فلم نُعِدْهُ .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3208) في الجنائز ، باب في اللحد ، والترمذي رقم (1045) في
الجنائز ، باب ما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم : " اللحد لنا والشق
لغيرنا " ، والنسائي 4 / 80 في الجنائز ، باب اللحد والشق ، وهو حديث حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3208) قال : حدثنا إسحاق بن إسماعيل. وابن ماجة (1554) قال :
حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. والترمذي (1045) قال : حدثنا أبو كريب، ونصر بن
عبد الرحمن الكوفي، ويوسف بن موسى القطان البغدادي. والنسائي (4/80) قال : أخبرنا
عبد الله بن محمد أبو عبد الرحمن الأذرمي.
ستتهم - إسحاق بن إسماعيل، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأبو كريب، ونصر بن عبد
الرحمن، ويوسف بن موسى، وعبد الله بن محمد الأذرمي - عن حكام بن سلم الرازي، عن
علي بن عبد الأعلى، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، فذكره.
تسوية القبور
8650 - (م د س) ثمامة بن شُفيّ - رحمه الله- قال : «كُنَّا مع فَضالَة بنِ عُبَيد
- رضي الله عنه- بأرض الروم فُتُوفّيَ صاحبٌ لنا ، فأمر -[145]- فَضَالَةُ بقبره
فَسُوِّيَ ، ثم قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يأمر بِتَسْوِيتها»
. أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (968) في الجنائز ، باب الأمر بتسوية القبر ، وأبو داود رقم
(9321) في الجنائز ، باب في تسوية القبر ، والنسائي 4 / 88 في الجنائز ، باب تسوية
القبور إذا رفعت .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/18) قال : حدثنا محمد بن عبيد، قال : حدثنا محمد، يعني ابن
إسحاق. وفي (6/18) قال : حدثنا يعقوب، قال : حدثنا أبي، عن ابن إسحاق. وفي (6/21)
قال : حدثنا الحسن بن موسى، قال : حدثنا ابن لهيعة، قال : حدثنا يزيد بن أبي حبيب.
ومسلم (3/61) قال: حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو، قال : حدثنا ابن وهب، قال :
أخبرني عمرو بن الحارث (ح) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي، قال : حدثنا ابن وهب، قال
: حدثنا عمرو بن الحارث. وأبو داود (3219) قال : حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال
: حدثنا ابن وهب، قال : حدثني عمرو بن الحارث. والنسائي (4/88) قال : أخبرنا
سليمان بن داود، قال : أنبأنا ابن وهب، قال : أخبرني عمرو ابن الحارث.
ثلاثتهم - محمد بن إسحاق، ويزيد بن أبي حبيب، وعمرو بن الحارث - عن أبي علي
الهمداني ثمامة بن شفي، فذكره.
8651 - (م د ت) أبو
الهياج الأسدي - رحمه الله- قال : قال لي عليُّ بنُ أبي طالب - رضي الله عنه- :
«أَلا أَبعثُكَ على ما بعثني عليه رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ اذهب ، فلا
تَدَعْ تمثالاً إلا طَمسْتَه ، ولا قبراً مُشْرِفاً إلا سوَّيتَهُ» .
أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (969) في الجنائز ، باب الأمر بتسوية القبر ، وأبو داود رقم
(3218) في الجنائز ، باب في تسوية القبر ، والترمذي رقم (1049) في الجنائز ، باب
ما جاء في تسوية القبور ، ورواه أيضاً النسائي 4 / 88 و 89 في الجنائز ، باب تسوية
القبور إذا رفعت .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (1/96) (741) و (1/128) (1064) قال : حدثنا وكيع. ومسلم (3/61) قال
: حدثنا يحيى بن يحيي وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب - قال يحيى : أخبرنا.وقال
الآخران : حدثنا وكيع -. (ح) وحدثنيه أبو بكر بن خلاد الباهلي، قال : حدثنا يحيى -
وهو القطان- وأبو داود (3218) قال : حدثنا محمد بن كثير. والنسائي (4/88) قال :
أخبرنا عمرو بن علي، قال : حدثنا يحيى.ثلاثتهم وكيع، ويحيى، ومحمد بن كثير - عن
سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي وائل.
2 - وأخرجه أحمد (1/89) (683) قال : حدثنا يونس بن محمد. وعبد الله بن أحمد
(1/111) (889) قال : حدثنا شيبان أبو محمد.
كلاهما - يونس، وشيبان - عن حماد بن سلمة، عن يونس بن خباب، عن جرير بن حيان.
كلاهما - أبو وائل، وجرير - عن أبي الهياج -وهو حيان بن حصين الأسدي - فذكره.
(*) أخرجه أحمد (1/128) (1064) . والترمذي (1049) قال : حدثنا محمد بن بشار.
كلاهما - أحمد، وابن بشار - عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن حبيب بن أبي
ثابت، عن أبي وائل، أن عليّا قال لأبي الهياج... فذكر الحديث.
تجصيصها وإعلامها
8652 - (م ت د س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما- أنَّ رسولَ الله - صلى الله
عليه وسلم- «نهى أن يُجَصّص القبر ، وأن يُبْنَى عليه ، وأن يُقعَد عليه» .
وفي رواية زيادة «وأن يُكتبَ عليه ، وأن يوطأ» .
وفي أخرى «نهى عن تجصيص القبور ، وهو تقصيصها» . أخرجه مسلم .
وأخرج النسائي الأولى والثالثة . وأخرج الترمذي الثانية . -[146]-
وللنسائي : «نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أن يُبْنَى على القبر ، أو يزادَ
عليه ، أو يُجَصّص» .
زاد في رواية «أو يكتبَ عليه» .
وفي رواية أبي داود «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- نهى أن يُقعَد على القبر ،
وأن يُقَصّص ، وأن يبنى عليه» . زاد في رواية : «أو يزاد عليه» ، وزاد في الأخرى :
«وأن يُكتَب عليه» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تقصيصها) العرب تسمي الجِصَّ قَصَّةً ، وتقصيصُ القبر : بناؤه بالقَصَّةِ ، وهي
الجصُّ .
__________
(1) رواه مسلم رقم (970) في الجنائز ، باب النهي عن تجصيص القبر والبناء عليه ،
وأبو داود رقم (3225) و (3226) في الجنائز ، باب في البناء على القبر ، والترمذي
رقم (1052) في الجنائز ، باب ما جاء في كراهية تجصيص القبور والكتابة عليها ، والنسائي
4 / 86 في الجنائز ، باب الزيادة على القبر ، وباب البناء على القبر ، وباب تجصيص
القبور .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/295) قال : حدثنا عبد الرزاق. وفي (3/339) قال : حدثنا حجاج.
وعبد بن حميد (1075) قال : حدثني ابن أبي شيبة. قال : حدثنا حفص بن غياث. ومسلم
(3/61) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا حفص بن غياث. وفي (3/62) قال
: حدثني هارون بن عبد الله، قال : حدثنا حجاج بن محمد (ح) وحدثني محمد بن رافع،
قال : حدثنا عبد الرزاق. وأبو داود (3225) قال : حدثنا أحمد بن حنبل، قال : حدثنا
عبد الرزاق. وفي (3226) قال : حدثنا مسدد، وعثمان بن أبي شيبة، قالا : حدثنا حفص
بن غياث. والترمذي (1052) قال : حدثنا عبد الرحمن بن الأسود أبو عمرو البصري، قال
: حدثنا محمد بن ربيعة. والنسائي (4/86) قال : أخبرنا هارون بن إسحاق، قال : حدثنا
حفص. وفي (4/87) قال : أخبرنا يوسف بن سعيد، قال : حدثنا حجاج. أربعتهم - عبد
الرزاق، وحجاج، وحفص، ومحمد بن ربيعة - عن ابن جريج.
2 - وأخرجه أحمد (3/332) قال : حدثنا ابن علية، أو غيره. ومسلم (3/62) قال : حدثنا
يحيى بن يحيى، قال : أخبرنا إسماعيل ابن علية. وابن ماجة (1562) قال : حدثنا أزهر
بن مروان، ومحمد بن زياد، قالا : حدثنا عبد الوارث. والنسائي (4/88) قال : أخبرنا
عمران بن موسى، قال : حدثنا عبد الوارث. كلاهما - إسماعيل، وعبد الوارث - عن أيوب.
كلاهما - ابن جريج، وأيوب - عن أبي الزبير، فذكره.
8653 - (د) المطلب بن عبد
الله بن حنطب (1) - رحمه الله- قال : «لما ماتَ عثمانُ بنُ مَظْعون- وهو أول من
مات بالمدينة من المهاجرين - فلما دُفنَ أمَرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
رجلاً أن يأتيَه بحجر فَيُعلم قَبره به ، فأخذ حَجَراً ضَعُفَ عن حمله ، فقام إليه
رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فَحَسَر عن ذراعيه ، ثم حمله فوضعه عند رأسه ،
وقال : أُعلم به قبر أخي ، وأدِفنُ عنده من مات من أهلي» . -[147]-
وفي رواية أبي داود قال : «لما ماتَ عثمان بنُ مظعون أخْرِجَ بجنازته ، فَدُفِن ،
فأمَرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- رجلاً أن يأتَيه بحجر ، فلم يستطع حملَه ،
فقام إليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وحَسَر عن ذراعيه -[قال كثير ، وهو
ابن زيد] ، قال المطلب : قال الذي يخبرني عَن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- :
كأني أنظرِ إلى بياض ذراعي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حين حَسَر عنهما - ثم
حمله ، فوضعه عند رأسه ...» وذكر الحديث (2) .
الرواية الأولى ذكرها رزين .
__________
(1) في الأصل : المطلب بن وداعة ، وهو خطأ .
(2) رواه أبو داود رقم (3206) في الجنائز ، باب في جمع الموتى في قبر والقبر يعلم
، وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3206) قال : حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، ثنا سعيد بن سالم، (ح)
وثنا يحيى بن فضيل السجستاني، ثنا حاتم - يعني ابن إسماعيل - بمعناه، عن كثير بن
زيد المدني، عن المطلب، فذكره.
8654 - (خ) خارجة بن زيد
قال : «رأيتُنِي - ونحن شُبان في زمن عثمان - وإن أشَدَّنا وَثْبة : الذي يَثِبُ
قبر عثمانَ بنِ مظعون حتى يجاوزَه» . أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .
__________
(1) 3 / 177 في الجنائز ، باب الجريدة على القبر ، قال الحافظ في " الفتح
" : وصله البخاري في " التاريخ الصغير " من طريق ابن إسحاق : حدثني
يحيى بن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري سمعت خارجة بن زيد ... وذكره .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في كتاب الجنائز، باب الجريد على القبر، وقال الحافظ في
«الفتح» وصله البخاري في «التاريخ الصغير» من طريق ابن إسحاق، حدثني يحيى بن عبد
الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري، سمعت خارجة... فذكره.
نقل الميت
8655 - (ت) [عبد الله] بن أبي مليكة - رضي الله عنه - قال : «لما توفيَ عبد
الرحمنُ بنُ أبي بكر بالحُبْشِي - وهو موضع - فَحُمِل إلى مكة ، فدفن بها ، فلما
قَدِمتْ عائشة ، أتَتْ قبر عبد الرحمن بن أبي بكر ، -[148]- فقالت :
وكُنَّا كَنَدْمَانَيْ جَذيِمَةَ حِقْبَةً ... من الدَّهْرِ ، حتى قيل : لن
يَتَصَدّعَا
فلما تفرَّقْنا كأنِّي ومالِكاً ... لطولِ اجتماع لم نَبِتْ لَيْلةً معا
ثم قالت : والله لو حضرتُك ما دُفنْتَ إلا حيثُ مُتَّ ، ولو شهدتُكَ ما زُرْتك» .
أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1055) في الجنائز ، باب ما جاء في الرخصة في زيارة القبور ، وفيه عنعنة
ابن جريج .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1055) قال : حدثنا الحسين بن حريث، حدثنا عيسى بن يونس، عن ابن
جريج، عن عبد الله بن أبي مليكة، فذكره.
8656 - (ط) مالك بن أنس -
رحمه الله- عن غير واحد ممن يَثِقُ به «أن سعدَ بنَ أبي وقَّاص ، وسعيدَ [بنَ زيد]
بن عمرو بن نُفَيل : تُوُفِّيا بالعقيق ، وحُمِلا إلى المدينة ، ودُفِنَا بها»
أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 232 في الجنائز ، باب ما جاء في دفن الميت ، وهو حديث صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك بلاغا في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (2/94) .
الدعاء عند الدفن
8657 - (د ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه
وسلم- «كان إذا أُدِخلَ الميتُ القبر قال : - وقال مرة : إذا وضِعَ الميِّتُ في
لحده - قال مرة : بسم الله ، وبالله ، وعلى مِلَّةِ رسولِ الله ، وقال مرة : بسم
الله ، وبالله ، وعلى سُنَّة رسولِ الله» أخرجه الترمذي .
وعند أبي داود «باسم الله وعلى سُنَّةِ رسولِ الله» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1046) في الجنائز ، باب ما يقول إذا أدخل الميت القبر ،
وأبو داود رقم (3213) في الجنائز ، باب في الدعاء للميت إذا وضع في قبره ، وصححه
ابن حبان ، والحاكم ووافقه الذهبي .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (1550) قال : حدثنا هشام بن عمار، قال : حدثنا إسماعيل بن عياش،
قال : حدثنا ليث بن أبي سليم (ح) وحدثنا عبد الله بن سعيد، قال : حدثنا أبو خالد
الأحمر، قال : حدثنا الحجاج. والترمذي (1046) قال : حدثنا أبو سعيد الأشج، قال :
حدثنا أبو خالد الأحمر، قال : حدثنا الحجاج.
كلاهما - ليث بن أبي سليم، والحجاج بن أرطاة - عن نافع، فذكره.
أخرجه أحمد (2/27) (4812) قال : حدثنا يزيد. وفي (2/40) (4990) قال : حدثنا عبد
الواحد - يعني الحداد-. وفي (2/59) (5233) قال : حدثنا وكيع. وفي (2/69) (5370) و
(2/127) (6111) قال : حدثنا عفان. وعبد بن حميد (816) قال : أخبرنا يزيد بن هارون.
وأبو داود (3213) قال : حدثنا محمد بن كثير (ح) وحدثنا مسلم بن إبراهيم. والنسائي
في «عمل اليوم والليلة» (1088) قال : أخبرنا أبو داود، قال : حدثنا سعيد بن عامر.
سبعتهم - يزيد بن هارون، وعبد الواحد الحداد، ووكيع - وعفان بن مسلم، ومحمد بن
كثير، ومسلم ابن إبراهيم، وسعيد بن عامر- عن همام بن يحيى، قال :حدثنا قتادة، عن
أبي الصديق الناجي، فذكره.
(*) أخرجه النسائي في «عمل اليوم والليلة» (1089) قال : أخبرنا سويد بن نصر، قال :
أخبرنا عبد الله، عن شعبة بن الحجاج، عن قتادة، عن أبي الصديق، عن ابن عمر، فذكره
موقوفا.
8658 - (د) عثمان بن عفان
- رضي الله عنه - قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إذا فَرَغ من دفن
الميت وقَفَ عليه ، وقال : استغفروا لأخيكم ، واسألوا له التثبيت ، فإنه الآنَ
يُسأَل» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3221) في الجنائز ، باب الاستغفار عند القبر للميت ، وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3221) قال : حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، قال : حدثنا هشام، عن
عبد الله بن بحير، عن هانئ مولى عثمان، فذكره.
8659 - () علي بن أبي
طالب - رضي الله عنه - كان يقول بعد ما يَفْرُغُ من دفن الميت : «اللّهم هذا
عَبْدُكَ ، نزل بك ، وأنت خيرُ مَنْزُولٍ به ، فاغفر له ، ووسِّعْ مدخله» أخرجه
... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين.
أحاديث مفردة
8660 - (خ) بريدة - رضي الله عنه - «أوصى أن يُجعَل في قبره جريدتان» أخرجه
البخاري في ترجمة باب (1) .
__________
(1) تعليقاً 3 / 177 في الجنائز ، باب الجريدة على القبر ، قال الحافظ في "
الفتح " : وقد وصله ابن سعد من طريق مورق العجلي ، قال : أوصي بريدة أن يوضع
على قبره جريدتان ومات بأدنى خراسان .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في كتاب الجنائز باب الجريد على القبر. وقال الحافظ في
«الفتح» وصله ابن سعد من طريق مورق العجلي، قال : فذكره.
8661 - (خ) عروة بن
الزبير - رضي الله عنهما- أنَّ عائشةَ قالت لعبد الله بن الزبير : «ادْفِنِّي مع
صواحبي ، ولا تدفني مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في البيت ، فإني أكرهُ أن
أَزَكَّى به» أخرجه البخاري .
وفي رواية قال : سمعتُ عائشةَ توصي عبد الله بنَ الزبير تقول : -[150]-
«لا تدِفنِّي معهم في الحجرة ، ادِفنّي مع صواحبي بالبقيع ، لا أُزَكَّى بهم
أبداً» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 204 في الجنائز ، باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه
وسلم وأبي بكر وعمر ، وفي الاعتصام ، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على
اتفاق أهل العلم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (1391) عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، فذكره.
8662 - (خ) عروة بن
الزبير - رضي الله عنهما- أنَّ عمر أرسل إلى عائشة «ائذني [لي] أن أُدْفَنَ مع
صاحبيَّ ، فقالت : إي والله ، قال : وكان الرجل إذا أرسل إليها من الصحابة ، قالت
: لا والله ، لا أُوثرهم بأحد أبداً» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 13 / 258 في الاعتصام ، باب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل
العلم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (7328) قال : حدثنا عبيد بن إسماعيل، حدثنا أسامة، حدثنا أبو
أسامة، عن هشام، عن أبيه، فذكره.
الفصل السادس : في زيارة
القبور ، وفيه أربعة فروع
الفرع الأول : في النهي عنها
8663 - (د ت س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- «أنَّ رسولَ الله - صلى الله
عليه وسلم- لَعَنَ زائرات القبور ، والمتخذين عليها المساجد والسُّرُج» أخرجه أبو
داود والترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3236) في الجنائز ، باب في زيارة النساء للقبور ، والترمذي
رقم (320) في الصلاة ، باب ما جاء في كراهية أن يتخذ على القبر مسجداً ، والنسائي
4 / 94 و 95 في الجنائز ، باب التغليظ في اتخاذ السرج على القبور ، وقال الترمذي :
هذا حديث حسن ، وهو كما قال ، فإن له شواهد ، لكن دون لفظة السرج ، وإيقاد السرج
على القبور منكر .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه أحمد (1/229) (2030) قال : حدثنا يحيى. (ح) وحدثنا وكيع. وفي (1/287)
(2603) قال : حدثني محمد بن جعفر. وفي (1/324) (2986) قال : حدثنا هاشم. وفي
(1/337) (3118) قال : حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. وأبو داود (3236) قال : حدثنا
محمد بن كثير. ستتهم - يحيى، ووكيع، وابن جعفر، وهاشم، وحجاج، وابن كثير - عن
شعبة.
2 - وأخرجه ابن ماجة (1575) قال : حدثنا أزهر بن مروان. والترمذي (320) قال :
حدثنا قتيبة. والنسائي (4/94) قال : أخبرنا قتيبة. كلاهما - أزهر، وقتيبة - قالا :
حدثنا عبد الوارث بن سعيد.
كلاهما - شعبة، وعبد الوارث - قالا : حدثنا محمد بن جحادة، قال : سمعت أبا صالح،
فذكره.
8664 - (ت) أبو هريرة -
رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لعنَ زَوَّارات القبور»
أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1056) في الجنائز ، باب ما جاء في كراهية زيارة القبور للنساء ، وقال
الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال ، وهذا إما أنه كان قبل الرخصة ، وإما
لقلة صبر النساء .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/337) و (356) قال : حدثنا يحيى بن إسحاق. وابن ماجة (1576) قال :
حدثنا محمد بن خلف العسقلاني. أبو نصر. قال : حدثنا محمد بن طالب. والترمذي (1056)
قال : حدثنا قتيبة.
ثلاثتهم - يحيى بن إسحاق، ومحمد بن طالب، وقتيبة - عن أبي عوانة، عن عمر بن أبي
سلمة، عن أبيه، فذكره.
8665 - (د س) عبد الله بن
عمرو بن العاص - رضي الله عنهما- قال : «قَبَرْنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه
وسلم- مَيّتاً ، فلما فرغنا انصرف رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وانصرفنا
معه ، فلما حاذَى رسولُ الله بابَه وقف ، فإذا نحن بامرأة مُقِبلَة - قال : أظنُّه
عرفها - فلما ذهبت ، فإذا هي فاطمةُ ، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- :
ما أخرَجَك ، يا فاطمةُ من بيتكِ ؟ قالت : أتيتُ يا رسولُ الله أهل هذا البيت ،
فرحَّمْتُ إليهم ميَّتَهم - أو عَزَّيُتُهَم به - فقال رسولُ الله - صلى الله عليه
وسلم- : لعلَّكِ بَلَغْتِ معهم الكُدَى ؟ فقالت : معاذ الله ، وقد سمعتك تذكر فيها
ما تذكر ، قال : لو بلغت معهم الكُدى - فذكر تشديداً في ذلك - قال : فسألتُ ربيعة
بن سيف عن الكدى ؟ فقال : القبور ، فيما أحسِب» .
أخرجه أبو داود ، وأخرجه النسائي بنحوه ، وقال في آخره «فقال : لو بلَغْتِها معهم
ما رأيتِ الجنة حتى يراها جَدُّ أبيكِ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الكُدَى) الكُدى جمع كُدْية ، وهي الأرض الصلبة ، وسمى به -[152]- المقابر ؛ لأن
مقابرهم كانت في مواضع صلبة من الأرض .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3123) في الجنائز ، باب في التعزية ، والنسائي 4 / 27 في
الجنائز ، باب النعي ، وفي سنده ربيعة بن سيف المعافري ، وفيه مقال .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/168) (6574) قال : حدثنا أبو عبد الرحمن، قال : حدثنا سعيد. وفي
(2/223) (7082) قال : حدثنا عبد الله بن يزيد، قال : حدثنا حيوة. وأبو داود (3123)
قال : حدثنا يزيد بن خالد بن عبد الله بن موهب الهمداني، قال : حدثنا المفضل.
والنسائي (4/27) قال : أخبرنا عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم. قال : حدثنا عبد
الله - هو ابن يزيد المقرئ -. (ح) وأنبأنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، قال :
حدثنا أبي، قال : قال سعيد.
ثلاثتهم - سعيد بن أبي أيوب، وحيوة، ومفضل بن فضالة - عن ربيعة بن سيف المعافري،
عن أبي عبد الرحمن الحبلي، فذكره.
(*) قال أبو عبد الرحمن النسائي : ربيعة ضعيف.
الفرع الثاني : في جواز
ذلك
8666 - (م د ت س) بريدة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه
وسلم- : «قَدْ كُنْتُ نَهيتكم عن زيارةِ القبورِ ، فقد أُذِنَ لمحمد في زيارة قبر
أمِّه ، فزوروها ، فإنَّها تُذَكِّركم الآخرةَ» هذه رواية الترمذي .
وفي رواية مسلم وأبي داود والنسائي قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- :
«نَهَيْتُكم عن زيارة القبور ، فزوروها ، ونَهَيْتُكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث ،
فأمسكوا ما بدا لكم ، ونَهَيتُكم عن النبيذ إلا في سِقاء ، فاشربوا في الأسقية
كلِّها ، ولا تشربوا مُسْكراً» .
وللنسائي في رواية ذكر المعنيين دون «زيارة القبور» (1) .
__________
(1) رواه مسلم (977) في الجنائز ، باب استئذان النبي صلى الله عليه وسلم ربه عز
وجل في زيارة قبر أمه ، وأبو داود رقم (3235) في الجنائز ، باب في زيارة القبور ،
والترمذي رقم (1054) في الجنائز ، باب ما جاء في الرخصة في زيارة القبور ، والنسائي
4 / 89 في الجنائز ، باب زيارة القبور .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (5/359) قال : حدثنا حسين بن محمد، قال : حدثنا خلف - يعني ابن
خليفة - وفي (5/361) قال : حدثنا وكيع. كلاهما - خلف، ووكيع - عن أبي جناب.
2 - وأخرجه أحمد (5/356) قال : حدثنا مؤمل. ومسلم (3/65) قال : حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة، قال : حدثنا قبيصة بن عقبة. وفي (6/82 و 98) قال : حدثني حجاج بن
الشاعر، قال : حدثنا الضحاك بن مخلد. والترمذي (1054) و (1510) و (1869) قال :
حدثنا محمد بن بشار، ومحمود بن غيلان، والحسن بن علي الخلال، قالوا : حدثنا أبو
عاصم النبيل، ثلاثتهم - مؤمل، وقبيصة، والضحاك أبو عاصم - عن سفيان، عن علقمة بن
مرثد.
3 - وأخرجه أحمد (5/356) قال : حدثنا حسين بن محمد، قال : حدثنا أيوب بن جابر، عن
سماك، عن القاسم بن عبد الرحمن.
4 - وأخرجه ابن ماجة (3405) قال : حدثنا عبد الحميد بن بيان الواسطي، قال : حدثنا
إسحاق بن يوسف، عن شريك، عن سماك، عن القاسم بن مخيمرة.
أربعتهم - أبو جناب، وعلقمة بن مرثد، والقاسم بن عبد الرحمن، والقاسم بن مخيمرة -
عن سليمان بن بريدة، فذكره.
(*) الروايات كاملة ومختصرة.
8667 - (م د س) أبو هريرة
- رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «استأذنتُ ربي أن
استغفرَ لأمي ، فلم يأذن لي ، واستأذنته أن أزورَ قبرها ، فأذن لي» أخرجه مسلم .
-[153]-
وفي رواية أبي داود والنسائي قال : «أتى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قبر أُمِّه
، فبكى ، وأبكى مَنْ حوله ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : استأذنتُ
ربِّي عز وجل أن أستغفرَ لها ، فلم يأذْن لي ، فاستأذنتُه أن أزورَ قبرها ، فأذن
لي ، فزوروا القبور» (1) .
وزاد رزين في رواية «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أتى قبر أمه بالأبواء
في ألف مقنع ، فبكى ، وأبكى من حوله...» الحديث .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مقنَّع) رجل مُقنَّع : إذا كان غائصاً في السلاح .
__________
(1) رواه مسلم (976) في الجنائز ، باب استئذان النبي صلى الله عليه وسلم ربه عز
وجل في زيارة قبر أمه ، وأبو داود رقم (3234) في الجنائز ، باب في زيارة القبور ،
والنسائي 4 / 90 في الجنائز ، باب زيارة قبر المشرك .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/441) قال : حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي. ومسلم (3/65) قال:
حدثنا يحيى بن أيوب ومحمد بن عباد. قالا : حدثنا مروان بن معاوية. (ح) وحدثنا أبو
بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب. قالا : حدثنا محمد بن عبيد. وأبو داود (3234) قال
: حدثنا محمد بن سليمان الأنباري.قال : حدثنا محمد بن عبيد. وابن ماجة (1569 و
1572) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا محمد بن عبيد. والنسائي
(4/90) قال : أخبرنا قتيبة، قال : حدثنا محمد بن عبيد.
كلاهما - محمد بن عبيد، ومروان بن معاوية - عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، فذكره.
(*) رواية «مروان بن معاوية» مختصرة على : «استأذنت ربي أن أستغفر لأمي، فلم يأذن
لي، واستأذنته أن أزور قبرها، فأذن لي» .
(*) رواية ابن ماجة (1569) مختصرة على : «زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة» .
8668 - () أم عطية - رضي
الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «نَهيْتُكم عن زيارة القبور
، فزوروها ، ولا تقولوا فُحْشاً (1)» أخرجه ... (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فُحشاً) الفحش : الرديء من القول .
__________
(1) الذي عند النسائي والحاكم : ولا تقولوا هجراً ، والهجر هو الفحش .
(2) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، ورواه
الحاكم 1 / 376 ، وهو حديث حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين.
8669 - (د) طلحة بن عبيد
الله - رضي الله عنه - قال : «خرجنا مع -[154]- رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-
نريد قبور الشهداء ، حتى إذا أشرفنا على حَرَّة واقِمٍ ، فلما تدلَّينا منها ،
فإذا قبور بمَحنِيََةٍ ، فقلنا : يا رسولَ الله ، أقبورُ إخواننا هذه :؟ قال : هذه
قبورُ أصحابنا ، فلما جئنا قبور الشهداء ، قال : هذه قبورُ إخواننا (1)» أخرجه أبو
داود (2) .
__________
(1) إنما كان النبي صلى الله عليه وسلم نهى أولاً نهياً عاماً لقرب عهدهم
بالجاهلية وشركها في عبادة الموتى والتبرك بقبورهم ، فنهاهم عن زيارتها مطلقاً ،
ثم لما فقهوا التوحيد وعرفوا ما كانوا عليه في الجاهلية ومقتوه ، أباح زيارة
القبور ، بشرط أن تكون لتذكر الموت والدار الآخرة .
(2) رقم (2043) في المناسك ، باب زيارة القبور ، ورواه أيضاً أحمد في "
المسند " رقم (1387) ، وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/161) قال : حدثنا علي بن عبد الله. وأبو داود (2043) قال : حدثنا
حامد بن يحيى.
كلاهما - علي، وحامد - قالا : حدثنا محمد بن معن المدني، قال : أخبرني داود بن
خالد، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن ربيعة - يعني ابن الهدير - فذكره.
الفرع الثالث : فيما
يقوله زائر القبور
8670 - (م ط س) محمد بن قيس بن مخرمة قال يوماً : ألا أُحدِّثكم عنِّي وعن أُمِّي
؟ فظننا أنَّه يريد أمَّه التي ولدتُهُ ، قال : قالت عائشةُ أُمُّ المؤمنين : «ألا
أُحدِّثُكم عني وعن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ قلنا : بلى ، قال : قالت :
لمَّا كانت ليلتي التي [كان] النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- فيها عندي ، انقلب
فوضع رداءه ، وخلع نعليه فوضعهما عند رجليه ، وبسط طَرَف إزاره على فراشه فاضطجع ،
فلم يلبث إلا رَيثما ظَنَّ أني قد رَقَدْتُ ، فأخذ رداءه رُوَيداً ، وانتعل رويداً
، وفتح الباب رويداً ، فخرج ، ثم أجافه رُويداً ، وجعلتُ دِرْعي في رأسي ،
واختمَرتُ ، وتَقَنَّعْتُ إزاري ، -[155]- ثم انطلقت على إثْره ، حتى جاء البقيع ،
فقام فأطال القيام ، ثم رفع يديه - ثلاث مرات - ثم انحرف فانحرَفْتُ ، فأسْرَع ،
فأسرَعتُ ، فهروَل ، فهرولتُ ، فأحَضر ، فأحضَرْتُ ، فسبقته فدخلتُ ، فليس إلا أن
اضطجعتُ ، فدخل فقال : مالك يا عائشةُ ؟ حَشْيا رابية ، قالت : قلت: لا شيء ، قال
: لَتُخْبرِيني أو لَيُخْبِرنِّي اللطيف الخبير ، قالت : قلت : يا رسولَ الله ،
بأبي أنت وأُمي ، فأخبرتُه ، فقال : فأنتِ السَّوادُ الذي رأيتُ أمامي ؟ قلت : نعم
، فلَهَزَني في صدري لَهْزَة (1) أوجعتني ، ثم قال : أظننتِ أن يَحيفَ الله عليكِ
ورسولُه ؟ قلتُ : مهما يكتم الناس يعلمه الله ، نعم ، قال : فإن جبريل عليه السلام
أتاني حين رأيت ، فناداني ، فأخفاه منكِ ، فأجبته ، فأخفيته منكِ ، ولم يكن يدخل
عليك وقد وضعت ثيابكِ ، فظننتُ أن قد رقدتِ ، وكرِهْتُ أن أُوقِظَكِ ، وخشيتُ أن
تستوحشي ، فقال : إنَّ رَبكَ يأمركَ أن تأتيَ أهل البقيع ، فتستغفر لهم ، قالت :
قلتُ : فكيف أقول يا رسولَ الله ؟ قال : قولي : السلام على أهل الديار من المؤمنين
والمسلمين ، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخِرين ، وإنَّا إن شاء الله [بكم]
للاحقون» أخرجه مسلم والنسائي .
وفي رواية الموطأ مختصراً ، قالت : «قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ذات
ليلة ، فلبس ثيابه ، ثم خرج ، فأمرتُ جاريتي بَريرةَ تَتْبعه ، فتبِعَتْه حتى جاء
البقيع ، فوقف في أدناه ما شاء الله أن يقف ، ثم انصرف فسبقتْه ، فأخبرتني ، فلم
أذكر -[156]- له شيئاً حتى أصبح ، ثم ذكرتُ ذلك له ، فقال : إني بُعثت إلى أهل
البقيع لأُصَلِّيَ عليهم» .
وأخرج النسائي رواية الموطأ .
ولمسلم والنسائي أيضاً قالت : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- كلَّما كان
ليلتي منه يخرج من آخر الليل إلى البقيع ، ويقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين ،
وأتاكم ما توعدون ، غداً مُؤَجَّلون ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، اللهم اغفر
لأهل بَقيع الغَرقُدِ» .
هذه الرواية الآخرة : قد أفردها الحميديُّ عن الأولى ، وجعلها حديثين ، وهما حديث
واحد ، إلا أن الأولى فيها زيادة بَسْط ، وإن كان قد اجتمعا في معنى زيارة البقيع
.
وعند النسائي فيها «السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنَّا وإياكم متواعدون غداً
ومواكلون» (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ريثاً) الرَّيثُ : الإبطاء ، والمراد : مقدار ما مشى .
(رويداً) رويداً : إذا مشى على مهل . -[157]-
(أجافه) أَجَفْتُ الباب : إذا أغلقتَهُ .
(فأحضر) أحضَر يُحْضِر : إذا غدا ، والحُضْر : العَدْو .
(حشياً رابيةً) الحشا : الربو ، وهو ما يعرض للمسرع في مشيه والمحتدَّ في كلامه ،
من ارتفاع النفَس وتواتره ، يقال : رجل حشيان ، وحَشٍ ، وامرأة حَشْياً وَحشِية ،
والرابية : اسم فاعل من الربو وهو ارتفاع النفَس .
(فلهزني) اللَّهْز : الدَّفْع في الصدر بجميع الكفِّ .
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة : فلهدني لهدة ، بالدال .
(2) رواه مسلم رقم (974) في الجنائز ، باب ما يقال عند دخول المقابر ، والنسائي 4
/ 91 - 94 في الجنائز ، باب الأمر بالاستغفار للمؤمنين ، والموطأ 1 / 242 في
الجنائز ، باب جامع الجنائز .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/221) . ومسلم (3/64) قال : حدثني من سمع حجاجا الأعور.
كلاهما - أحمد بن حنبل، ومن سمع حجاجا - عن حجاج بن محمد الأعور. قال : حدثنا ابن
جريج. قال : أخبرني عبد الله- رجل من قريش-، عن محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب،
فذكره.
(*) وأخرجه مسلم (3/63) قال : حدثني هارون بن سعيد الأيلي. والنسائي (7/72) قال :
أخبرنا سليمان بن داود. كلاهما - هارون، وسليمان - عن عبد الله بن وهب. قال :
أخبرنا ابن جريج، عن عبد الله بن كثير بن المطلب، أنه سمع محمد بن قيس، فذكره.
(*) وأخرجه النسائي (4/91) و (7/73) قال : أخبرنا يوسف بن سعيد. قال : حدثنا حجاج،
عن ابن جريج. قال : أخبرني عبد الله بن أبي مليكة، أنه سمع محمد بن قيس بن مخرمة،
فذكره.
8671 - (ت) عبد الله بن
عباس - رضي الله عنهما- قال : «مَر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بقبور أهل
المدينة ، فأقبل عليهم بوجهه ، فقال : السلام عليكم يا أهل القبور ، ويغفر الله
لنا ولكم ، أنتم لنا سلف ، ونحن بالأثر» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1053) في الجنائز ، باب ما يقول الرجل إذا دخل المقابر ، وهو حديث حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1053) قال : حدثنا أبو كريب، قال : حدثنا محمد بن الصلت، عن أبي
كدينة، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، فذكره.
8672 - (د) أبو هريرة -
رضي الله عنه - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- خرج إلى المقبرة ، فقال :
السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون» . أخرجه أبو داود (1)
.
__________
(1) رقم (3237) في الجنائز ، باب ما يقول إذا زار القبور أو أمر بها ، وإسناده
صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك «الموطأ» (44) . وأحمد (2/300) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال:
حدثنا شعبة. وفي (2/375) قال : حدثنا إسحاق بن عيسى، قال : أنبأنا مالك. وفي
(2/408) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم. ومسلم (1/150 و
151) قال : حدثنا يحيى بن أيوب وسريج بن يونس، وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر، جميعا
عن إسماعيل بن جعفر. (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد. قال : حدثنا عبد العزيز، يعني
الدراوردي. (ح) وحدثني إسحاق بن موسى الأنصاري، قال : حدثنا معن. قال : حدثنا
مالك. وأبو داود (3237) قال : حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن ماجة (4306) قال :
حدثنا محمد بن بشار. قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. والنسائي (1/93)
وفي الكبرى (142) قال : أخبرنا قتيبة، عن مالك. وابن خزيمة (6) قال : حدثنا علي بن
حجر السعدي. قال : حدثنا إسماعيل، يعني ابن جعفر. (ح) وحدثنا يونس بن عبد الأعلى.
قال : أخبرنا ابن وهب، أن مالك بن أنس حدثه. (ح) وحدثنا بندار. قال : حدثنا محمد
بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا أبو موسى. قال : حدثني محمد بن جعفر. قال :
حدثنا شعبة (ح) وحدثنا يعقوب ابن إبراهيم الدورقي. قال : أخبرنا ابن علية. عن روح
بن القاسم.
ستتهم - مالك، وشعبة، وعبد الرحمن بن إبراهيم، وإسماعيل بن جعفر، وعبد العزيز
الدراوردي، وروح بن القاسم - عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة.
8673 - (م س) بريدة - رضي
الله عنه - قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُعَلّمهم - إذا خَرجوا
إلى المقابر - أن يقول قائلهم : السلام عليكم أهل الديار -[158]- من المؤمنين والمسلمين
، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، أسأل الله لنا ولكم العافية» . أخرجه مسلم
والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (975) في الجنائز ، باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها
، والنسائي 4 / 94 في الجنائز ، باب الأمر بالاستغفار للمؤمنين .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه أحمد (5/353) قال : حدثنا معاوية بن هشام، وأبو أحمد. وفي (5/359) قال :
حدثنا محمد بن حميد أبو سفيان. ومسلم (3/64) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،
وزهير بن حرب قالا : حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي - أبو أحمد -. وابن ماجة
(1547) قال : حدثنا محمد بن عباد بن آدم، قال : حدثنا أبو أحمد. ثلاثتهم - أبو
أحمد، ومعاوية بن هشام، ومحمد بن حميد - عن سفيان.
2- وأخرجه النسائي (4/94) . وفي «عمل اليوم والليلة» (1091) قال : أخبرنا عبيد
الله بن سعيد، قال : حدثنا حرمي بن عمارة، قال : حدثنا شعبة.
كلاهما - سفيان، وشعبة - عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، فذكره.
أخرجه أبو داود «في رواية ابن العبد» عن أحمد بن حنبل، عن معاوية بن هشام، عن
سفيان الثوري به «تحفة الأشراف» (1930) .
الفرع الرابع : في الجلوس
على القبور والمشي عليها
8674 - (م د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه
وسلم- «لأَنْ يجلس أحدكم على جَمْرة ، فَتُحْرِقَ ثيابَهُ فَتَخْلُص إلى جلدهِ ،
خير له من أن يجلس على قبر» . أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (971) في الجنائز ، باب النهي عن الجلوس على القبر والصلاة عليه
، وأبو داود رقم (3228) في الجنائز ، باب في كراهية القعود على القبر ، والنسائي 4
/ 95 في الجنائز ، باب التشديد في الجلوس على القبور .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/11) قال : حدثنا يحيى بن آدم، قال : حدثنا شريك. وفي (2/444)
قال : حدثنا وكيع. قال : حدثنا سفيان. وفي (2/528) قال : حدثنا عبد الصمد. قال :
حدثنا حماد. ومسلم (3/62) قال : حدثني زهير بن حرب. قال : حدثنا جرير. (ح) وحدثناه
قتيبة بن سعيد. قال : حدثنا عبد العزيز - يعني الدراوردي -. (ح) وحدثنيه عمرو
الناقد. قال : حدثنا أبو أحمد الزبيري. قال : حدثنا سفيان. وأبو داود (3228) قال :
حدثنا مسدد. قال : حدثنا خالد. وابن ماجة (1566) قال : حدثنا سويد بن سعيد. قال :
حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم. والنسائي (4/95) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن
المبارك، عن وكيع، عن سفيان.
سبعتهم - شريك، وسفيان الثوري، وحماد، وجرير، وعبد العزيز الدراوردي، وخالد بن عبد
الله، وعبد العزيز بن أبي حازم - عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره.
8675 - (م د ت س) أبو
مرثد الغنوي - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- «لا
تجلسوا على القبور ، ولا تُصلّوا إليها» .
أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (972) في الجنائز ، باب النهي عن الجلوس على القبر والصلاة عليه
، وأبو داود رقم (3229) في الجنائز ، باب في كراهية القعود على القبر ، والترمذي
رقم (1050) في الجنائز ، باب ما جاء في كراهية المشي على القبور والجلوس عليها
والصلاة إليها ، والنسائي 2 / 67 في القبلة ، باب النهي عن الصلاة إلى القبر .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/135) قال : حدثنا عتاب بن زياد (ح) وحدثنا علي بن إسحاق.
وعبد ابن حميد (472) قال : حدثنا زكريا بن عدي. ومسلم (3/62) قال : حدثنا حسن بن
الربيع البجلي. والترمذي (1050) قال : حدثنا هناد. (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال :
حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وابن خزيمة (794) قال : حدثنا بندار، قال : حدثنا عبد
الرحمن بن مهدي.
ستتهم - عتاب، وعلي، وزكريا، وحسن، وهناد، وعبد الرحمن - عن عبد الله بن المبارك،
عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن بسر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، عن
واثلة بن الأسقع، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (4/135) قال : حدثنا الوليد بن مسلم. ومسلم (3/62) قال : حدثني علي
بن حجر السعدي، قال : حدثنا الوليد بن مسلم. وأبو داود (3229) قال : حدثنا إبراهيم
بن موسى الرازي، قال: أخبرنا عيسى. والترمذي (1051) قال : حدثنا علي بن حجر، وأبو
عمار، قالا : أخبرنا الوليد بن مسلم. والنسائي (2/67) . وفي الكبرى (747) قال :
أخبرنا علي بن حجر، قال : حدثنا الوليد. وابن خزيمة (793) قال : حدثنا الحسين بن
حريث، قال : حدثنا الوليد بن مسلم.
كلاهما - الوليد، وعيسى بن يونس - عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال : حدثني بسر
بن عبيد الله، أنه سمع واثلة بن الأسقع الليثي، فذكره. ليس فيه «أبو إدريس» .
(*) قال الترمذي : قال محمد - يعني البخاري - : وحديث ابن المبارك خطأ، أخطأ فيه
ابن المبارك وزاد فيه : «عن أبي إدريس الخولاني» وإنما هو بسر بن عبيد الله، عن
واثلة. هكذا روى غير واحد عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. وليس فيه «عن أبي إدريس»
وبسر بن عبيد الله قد سمع من واثلة بن الأسقع.
(*) قال ابن خزيمة : أدخل ابن المبارك بين بسر بن عبيد الله، وبين واثلة، أبا
إدريس الخولاني في هذا الخبر.
8676 - (س) عمرو بن حزم -
رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا تَقعُدوا على
القبور» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 95 في الجنائز ، باب التشديد في الجلوس على القبور ، وهو حديث حسن بشواهده
.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد. قال : حدثنا معاوية بن عمرو، قال : حدثنا عبد الله بن وهب. والنسائي
(4/95) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، قال : حدثنا الليث،
قال : حدثنا خالد.
كلاهما - ابن وهب، وخالد بن يزيد - عن سعيد بن أبي هلال، عن أبي بكر بن حزم، أن
النضر بن عبد الله أخبره، فذكره.
8677 - (د س) بشير [بن
معبد] مولى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-[وهو بشير بن الخصاصية]-رضي الله عنه
- كان اسمه في الجاهلية زَحْم بن مَعْبَدْ ، فهاجر إلى رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- ، فقال : «ما اسمك ؟ قال زحم ، فقال : بل أنت بَشير» قال : بَيْنا أنا
أُماشي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مرَّ بقبور المشركين ، قال : لقد سبق
هؤلاء خيراً كثيراً - ثلاثاً - ثم مر بقبور المسلمين ، فقال : لقد أدرك هؤلاء
خيراً كثيراً ، قال : ثم حانَتْ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نظرة ، فإذا
رجل يمشي في القبور عليه نَعْلان ، فقال له : يا صاحب السِّبْتِيَّتَيْنِ ،
وَيْحَكَ ألْقِ سِبتيَّتَيك ، فنظر الرجل ، فلما عرف رسولَ الله - صلى الله عليه
وسلم- خلعهما ، فرمى بهما . أخرجه أبو داود .
وفي رواية النسائي قال : «كنتُ أمشي مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، فمرَّ على
قبور المسلمين ، فقال : لقد سبق هؤلاء شراً كثيراً ، ثم مرَّ على قبور المشركين ،
فقال : لقد سبق هؤلاء خيراً كثيراً ، فحانت منه التفاتة ، فرأى رجلاً يمشي بين
القبور في نعليه ، فقال : يا صاحب السِّبْتِيَّتَيْنِ ألقِهِما» (1) .
-[160]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(السبتيتين) السِّبت : جلود مدبوغة بالقَرَظ يتخذ منها النِّعال ، والمراد : اخلع
نعليك .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3230) في الجنائز ، باب المشي في النعل بين القبور ،
والنسائي 4 / 96 في الجنائز ، باب كراهية المشي بين القبور في النعال السبتية ،
وإسناده قوي .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/83) قال : حدثنا يزيد بن هارون. وفي (5/83 و 224) قال : حدثنا وكيع.
وفي (5/84) قال : حدثنا عبد الصمد. والبخاري في «الأدب المفرد» (775) قال : حدثنا
سهل بن بكار. وفي (829) قال : حدثنا سليمان بن حرب. وأبو داود (3230) قال : حدثنا
سهل بن بكار. وابن ماجة (1568) قال : حدثنا علي بن محمد، قال : حدثنا وكيع.
والنسائي (4/96) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال : حدثنا وكيع.
خمستهم - يزيد، ووكيع، وعبد الصمد، وسهل، وسليمان - عن الأسود بن شيبان، عن خالد
بن سُمَير، عن بشير بن نهيك، فذكره.
8678 - (ط) علي بن أبي
طالب - رضي الله عنه - «كان يتوسّد القبور ويضطجع عليها» ، أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يتوسَّد) التوسُّد : اتخاذ الوسادة ، وهي المخدَّة .
__________
(1) 1 / 233 في الجنائز ، باب الوقوف للجنائز والجلوس على المقابر ، وإسناده منقطع
، قال الزرقاني في " شرح الموطأ " : بلاغه صحيح ، وقد أخرجه الطحاوي
برجال ثقات عن علي رضي الله عنه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (2/96) بلاغا عن علي بن أبي طالب، فذكره.
8679 - (خ) نافع مولى عبد
الله بن عمر - رضي الله عنهما- قال «كان ابن عمر يجلس على القبور» . أخرجه البخاري
في ترجمة باب (1) .
__________
(1) 3 / 178 في الجنائز ، باب الجريدة على القبر ، قال الحافظ في " الفتح
" : وصله الطحاوي من طريق بكير بن عبد الله بن الأشج أن نافعاً حدثه بذلك .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في كتاب الجنائز باب الجريد على القبر.
8680 - (خ) عثمان بن حكيم
- رحمه الله- قال : «أخذ خارجة بن زيد - رضي الله عنه - بيدي ، فأجلسني على قبر ،
وأخبرني عن عمه يزيد بن ثابت أنه قال : إنما كُرِهَ ذلك لمن أحدث عليها» . أخرجه
البخاري في ترجمة باب (1) .
__________
(1) 3 / 177 في الجنائز ، باب الجريدة على القبر ، قال الحافظ في " الفتح
" : وصله مسدد في " مسنده الكبير " .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في كتاب الجنائز، باب الجريد على القبر.
الفصل السابع : في أحاديث
متفرقة
8681 - (ت) أبو برزة الأسلمي - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه
وسلم- قال : «من عَزَّى ثَكْلَى كُسِي بُرْداً في الجنة» . أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ثكلى) امرأةٌ ثكلى : فَقَدت ولدها ومَنْ يعِزُّ عليها .
__________
(1) رقم (1076) في الجنائز ، باب في فضل التعزية ، وإسناده ضعيف ، وقال الترمذي :
هذا حديث غريب وليس إسناده بالقوي .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1076) قال : حدثنا محمد بن حاتم المؤدب، قال : حدثنا يونس بن محمد،
قال : حدثتنا أم الأسود، عن منية بنت عبيد بن أبي برزة، فذكرته.
(*) قال الترمذي : هذا حديث غريب، وليس إسناده بالقوي.
8682 - (ت) عبد الله بن
مسعود - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «من عزَّى
مصاباً فله مثلُ أجره» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مصاباً) المصاب : الذي عرضت له المصيبةُ .
__________
(1) رقم (1073) في الجنائز ، باب ما جاء في أجر من عزى مصاباً ، وإسناده ضعيف .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (1602) قال : حدثنا عمرو بن رافع. والترمذي (1073) قال : حدثنا
يوسف بن عيسى.
كلاهما - عمرو، ويوسف - قالا : حدثنا علي بن عاصم، قال : حدثنا والله محمد بن
سوقة، عن إبراهيم، عن الأسود، فذكره.
(*) قال الترمذي : هذا حديث غريب، لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث علي بن عاصم، وروى
بعضهم عن محمد بن سوقة، بهذا الإسناد مثله موقوفا، ولم يرفعه، ويقال : أكثر ما
ابتلي به علي بن عاصم، بهذا الحديث، نقموا عليه.
8683 - (د ت) عبد الله بن
جعفر - رضي الله عنه - قال : «لمَّا جاء نعيُ جعفر قال النبيُّ - صلى الله عليه
وسلم- : اصنعوا لأهل جعفر طعاماً ، فإنه قد جاءهم ما يشغلهم» . أخرجه أبو داود
والترمذي (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (998) في الجنائز ، باب ما جاء في الطعام يصنع لأهل الميت ،
وأبو داود رقم (3132) في الجنائز ، باب صنعة الطعام لأهل الميت ، وإسناده صحيح ،
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (537) وأحمد (1/205) (1751) وأبو داود (3132) قال : حدثنا مسدد.
وابن ماجة (1610) قال : حدثنا هشام بن عمار، ومحمد بن الصباح. والترمذي (998) قال
: حدثنا أحمد بن منيع، وعلي بن حجر.
سبعتهم - الحميدي، وأحمد بن حنبل، ومسدد، وهشام، ومحمد بن الصباح، وأحمد بن منيع،
وعلي بن حجر - قالوا : حدثنا سفيان بن عيينة، عن جعفر بن خالد بن سارة، عن أبيه،
فذكره.
8684 - (د) عبد الرزاق -
رحمه الله- قال : «كانوا في الجاهلية يَعْقِرون عند القبر بقرة ، أو ناقة ، أو شاة
، وكانوا يسمُّون العقيرةَ : البَليَّة ، فلما جاء الإسلام قال رسول الله - صلى
الله عليه وسلم- : لا عَقْر في الإسلام» .
وفي رواية عن أنس قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- «لا عَقر في
الإسلام» .
قال عبد الرزاق : «كانوا يعقرون عند القبر» - يعني بقرة أو شاة .
أخرج أبو داود الرواية الثانية (1) ، والأولى ذكرها رزين .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يعقِر) العقر : ضرب قوائم الفرس أو البعير بالسيف وهو قائم فيسقط ، وكذلك كانوا
يفعلون في الجاهلية عند قبر الميت ، ويقولون : إن صاحب القبر كان يعقر للأضياف ،
فنحن نفعل كذلك في موته كما كان يفعله في حياته ، فنهى عنه الشرع .
(البلية) البليةُ : هي الناقة التي كانت تُعْقَل في الجاهلية عند قبر صاحبها فلا
تعلف ولا تسقى إلى أن تموت ، أو يحفرون لها حفيرة ويتركونها فيها إلى أن تموت ،
لأنهم كانوا يزعمون أن الناس يحشرون يوم القيامة ركباناً على البلايا إذا عُقِلَتْ
مطاياهم عند قبورهم ، هذا عند مَنْ كان يُقِرُّ منهم بالبعث .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3222) في الجنائز ، باب كراهية الذبح عند القبر ، وإسناد
أبي داود صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (3222) قال : حدثنا يحيى بن موسى البلخي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا
معمر، عن ثابت، عن أنس، فذكره.
8685 - (ت) عائشة - رضي
الله عنها- قالت : «إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- لمَا دُعِيَ إلى جنازة
عثمانَ بنِ مَظْعون قَبَّلَهُ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (989) في الجنائز ، باب ما جاء في تقبيل الميت بلفظ : أن النبي صلى الله
عليه وسلم قبل عثمان بن مظعون وهو ميت وهو يبكي ، ورواه أيضاً أبو داود رقم (3163)
في الجنائز ، باب في تقبيل الميت ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما
قال .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (989) قال : حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا
سفيان، عن عاصم بن عبيد الله، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، فذكرته.
8686 - (ط) أبو النضر
مولى عمر بن عبيد الله قال : «قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، لمَا مات
عثمان بن مظعون ، وَمُرّ بجنازته ، ذَهَبْتَ ، ولم تَلَبس منها بشيء» أخرجه الموطأ
(1) .
__________
(1) 1 / 242 في الجنائز ، باب جامع الجنائز ، وإسناده منقطع ، قال الزرقاني في
" شرح الموطأ " : وصله ابن عبد البر من طريق يحيى بن سعيد عن القاسم عن
عائشة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (2/125) عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد
الله، فذكره.
8687 - (ط د) عائشة - رضي
الله عنها- أنها كانت تقول : «كَسْرُ عَظْم المسلم ميْتاً ككسره وهو حيّ» تعني في
الإثم . أخرجه الموطأ .
وفي رواية أبي داود «كَسْرُ عظم الميِّت ككسره حيّاً» (1) .
__________
(1) رواه مالك في الموطأ بلاغاً 1 / 238 في الجنائز ، باب ما جاء في الاختفاء ،
وإسناده منقطع ، وقد رواه أبو داود رقم (3207) في الجنائز ، باب في الحفار يجد
العظم هل يتنكب ذلك المكان ، وهو حديث صحيح بشواهده .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/58) قال : حدثنا ابن نمير. قال : حدثنا سعد بن سعيد. وفي (6/105)
قال: حدثنا أبو سعيد. قال : حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي الرجال
من بني النجار. قال : سمعت أبا الرجال. وفي (6/168) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال :
أخبرنا داود بن قيس، عن سعد بن سعيد أخي يحيى بن سعيد. وفي (6/200) قال : حدثنا
محمد بن بكر. قال : أخبرنا ابن جريج. قال : أخبرني سعد بن سعيد أخو يحيى بن سعيد.
وفي (6/264) قال : حدثنا شجاع بن الوليد، عن سعد بن سعيد أخي يحيى بن سعيد. وأبو
داود (3207) قال : حدثنا القعنبي، قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن سعد - يعني
ابن سعيد -.وابن ماجة (1616) قال : حدثنا هشام بن عمار. قال : حدثنا عبد العزيز بن
محمد الدراوردي. قال : حدثنا سعد بن سعيد.
كلاهما - سعد بن سعيد، ومحمد بن عبد الرحمن أبو الرجال - عن عمرة بنت عبد الرحمن،
فذكرته.
(*) وأخرجه أحمد (6/100) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة، عن محمد بن
عبد الرحمن الأنصاري، قال : قالت لي عمرة : أعطني قطعة من أرضك أدفن فيها فإني
سمعت عائشة تقول : «كسر عظم الميت مثل كسر عظم الحي» .
قال محمد : وكان مولى من أهل المدينة يحدثه عن عائشة، عن النبي -صلى الله عليه
وسلم-.
8688 - (خ م ط س) أبو
قتادة - رضي الله عنه - «أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مُرّ عليه بجنازة ،
فقال : مستريح ، أو مُسْتَراح منه ، فقالوا : يا رسول الله ما المستريحُ ، وما
المستَراح منه ؟ فقال : العبد المؤمنُ يستريح من نَصَب الدنيا ، والعبد الفاجرُ :
يستريح منه العبادُ والبلادُ ، والشجر والدواب» . -[164]-
أخرجه البخاري ومسلم والموطأ والنسائي .
وزاد الموطأ - بعد قوله : «الدنيا» - «وأذاها إلى رحمة الله» .
وزاد النسائي «وأذاها» لا غير (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 314 في الرقاق ، باب سكرات الموت ، ومسلم رقم (950) في
الجنائز ، باب ما جاء في مستريح ومستراح منه ، والموطأ 1 / 241 و 242 في الجنائز ،
باب جامع الجنائز ، والنسائي 4 / 48 في الجنائز ، باب استراحة المؤمن بالموت ،
وباب الاستراحة من الكفار .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك «الموطأ» (165) عن محمد بن عمرو بن حلحلة الديلي. وأحمد (5/296)
قال : حدثنا يحيى بن سعيد. قال : حدثنا عبد الله بن سعيد - يعني ابن أبي هند -.قال
: حدثني محمد بن عمرو بن حلحلة. وفي (5/302) قال : حدثنا ابن مهدي. قال : حدثنا
زهير بن محمد. قال : حدثني محمد بن عمرو بن حلحلة. (ح) ويزيد بن هارون. قال :
أخبرنا محمد بن إسحاق. (ح) قال عبد الرحمن : وقرأته على مالك - يعني هذا الحديث -.
وفي (5/304) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند.
قال : حدثني محمد بن عمرو بن حلحلة الديلي. وعبد بن حميد (193) قال : أخبرنا صفوان
بن عيسى، عن عبد الله بن سعيد، عن محمد بن عمرو بن حلحلة. والبخاري (8/133) قال :
حدثنا إسماعيل. قال : حدثني مالك، عن محمد بن عمرو بن حلحلة. وفي (8/133) قال :
حدثنا مسدد. قال : حدثنا يحيى، عن عبد الله بن سعيد، عن محمد بن عمرو بن حلحلة.
ومسلم (3/54) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس، فيما قرئ عليه، عن محمد
بن عمرو بن حلحلة. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال : حدثنا يحيى بن سعيد (ح)
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أخبرنا عبد الرزاق، جميعا - يحيى، وعبد الرزاق -
عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن محمد بن عمرو. والنسائي (4/48) قال : أخبرنا
قتيبة، عن مالك، عن محمد بن عمرو بن حلحلة. (ح) وأخبرنا محمد بن وهب بن أبي كريمة
الحراني. قال : حدثنا محمد بن سلمة، وهو الحراني -، عن أبي عبد الرحيم. قال :
حدثني زيد، عن وهب بن كيسان.
ثلاثتهم - محمد بن عمرو بن حلحلة، ومحمد بن إسحاق، ووهب بن كيسان - عن معبد بن كعب
بن مالك، فذكره.
(*) في رواية عبد الله بن سعيد بن أبي هند : عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن ابن لكعب
بن مالك.ولم يسمه.
8689 - (س) عبد الله بن
عمرو بن العاص - رضي الله عنهما- قال : «مات رجل بالمدينة ممن وُلِد بها ، فصلَّى
عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، ثم قال : يا ليته مات بغير مَوْلِده ،
قالوا : ولم ذاك يا رسول الله ؟ قال : إن الرجل إذا مات بغير مولده قيس بين مولده
إلى مُنْقَطَع أثَره في الجنة» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 4 / 7 في الجنائز ، باب الموت بغير مولده ، وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/177) (6656) قال : حدثنا حسن، قال : حدثنا ابن لهيعة. وابن ماجة
(1614) قال : حدثنا حرملة بن يحيى، قال : حدثنا عبد الله بن وهب. والنسائي (4/7)
قال : أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال : أنبأنا ابن وهب.
كلاهما - ابن لهيعة، وابن وهب - قالا : حدثني حيي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن
الحبلي، فذكره.
وعن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو :
«أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر فتان القبور، فقال عمر : أترد علينا
عقولنا يا رسول الله ؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «نعم. كهيئتكم اليوم»
. فقال عمر : بفيه الحجر» .
أخرجه أحمد (2/172) (6603) قال : حدثنا حسن، قال : حدثنا ابن لهيعة، قال : حدثني
حيي بن عبد الله، أن أبا عبد الرحمن حدثه، فذكره.
الباب الثالث : فيما بعد
الموت ، وفيه ثلاثة فصول
الفصل الأول : في عذاب القبر
8690 - (ت) هانئ - مولى عثمان بن عفان قال : «كان عثمان - رضي -[165]- الله عنه-
إذا وقف على قبر بكى ، حتى يَبُلّ لحيته ، فقيل له : تذكُرُ الجنة والنار فلا تبكي
، وتذكر القبر فتبكي ؟ فقال : إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول :
القبرُ أولُ منزلٍ من منازل الآخرة ، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه ، وإن لم ينج
منه فما بعده أشَدُّ منه ، قال : وسمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول :
ما رأيت مَنْظَراً قطّ إلا القبر أفظع منه» . أخرجه الترمذي (1) .
وزاد رزين : قال هانئ : وسمعتُ عثمانَ ينشد على قبر :
فإن تَنْجُ منها تَنْجُ مِنْ ذِي عظيمةٍ ... وإلا فإني لا إخَالُكَ ناجيا
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أفظع) الفظيع : الشديد الشنيع ، أي : لم يعذَّبا في أمرٍ كان يكبر عليهما ، أو
يشق عليهما فِعْلُه لو أرادا أن يفعلاه ، وهو التنزُّه عن البول وترك النميمة ،
ولم يُرِدْ أن المعصية في هاتين الخَصلتين ليست بكبيرة في حق الدِّين ، فإن الذنب
فيها سهل هَيِّنٌ .
__________
(1) رقم (2309) في الزهد ، باب رقم (5) ، وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (4267) قال : حدثنا محمد بن إسحاق. والترمذي (2308) قال : حدثنا
هناد. وعبد الله بن أحمد (1/63) (454) .
ثلاثتهم - محمد، وهناد، وعبد الله - عن يحيى بن معين، قال : حدثنا هشام بن يوسف،
قال : حدثني عبد الله بن بحير، أنه سمع هانئا مولى عثمان، فذكره.
8691 - (ت) علي بن أبي
طالب - رضي الله عنه - قال : «ما زلنا نَشُكُّ في عذاب القبر ، حتى نزل {أَلهَاكُم
التَّكَاثُرُ . حَتَّى زُرْتُم المقابر} [التكاثر : 1]» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3352) في التفسير ، باب ومن سورة {ألهاكم التكاثر} ، وفي سنده الحجاج بن
أرطاة وهو كثير الخطأ والتدليس ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3355) قال : حدثنا أبو كريب، قال : حدثنا حكام بن سلم الرازي، عن
عمرو بن أبي قيس، عن الحجاج، عن المنهال بن عمرو، عن زر، فذكره.
وقال أبو كريب مرة : عن عمرو بن أبي قيس، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال بن عمرو.
8692 - (خ م س) عائشة -
رضي الله عنها- «أن يهوديَّة دخلت عليها ، فذكرت عذاب القبر ، فقالت لها : أعاذكِ
الله من عذاب القبر ، قالت عائشةُ : فسألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن
عذاب القبر ؟ فقال : نعم ، عذابُ القبر حقّ ، قالت : فما رأيتُ رسولَ الله - صلى
الله عليه وسلم- بعدُ صَلى صلاة إلا تعوّذ من عذاب القبر» . أخرجه البخاري ومسلم .
وفي رواية لمسلم قالت : «دخل عليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وعندي
امرأة من يهود ، وهي تقول : هَلْ شَعَرتِ أنكم تُفتنون في القبر ؟ قالت : فارتاع
لذلك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وقال : إنما تُفْتَنُ يهود ، قالت عائشةُ
: فَلبِثْتُ لَيَالِيَ ، ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : هل شَعَرتِ
أنه أُوحِيَ إليَ : أنَّكم تفتنون في القبر ؟ قالت : فسمعته بعدُ يستعيذ من عذاب
القبر» .
وفي رواية لهما قالت : «دخلت عليَّ عجوزان من عُجُزِ يهود المدينة ، فقالتا : إنَّ
أهلَ القبور يعذَّبون في قبورهم ، قالت : فكذَّبْتُهما ، ولم أُنْعِمْ أن
أصدِّقَهما ، فخرجتا ، ودخل عليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقلت له :
يا رسولَ الله إن عجوزين من عُجُزِ يهودِ المدينة دخلتا عليَّ فزعمتا أن أهل
القبور يعذَّبون في قبورهم ، فقال : صدقَتَا ، إنهم يُعَذّبون عذاباً تَسْمَعُهُ
البهائم ، ثم ما رأيتُه بعدُ في صلاته إلا يتعوَّذُ من عذاب القبر» .
وفي رواية النسائي «أنها سألتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن عذاب القبر ،
فقال : نعم ، عذابُ القبر حقّ ، قالت عائشةُ : فما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله
عليه وسلم-[167]- يصلِّي صلاةً بعدُ إلا تعوَّذ من عذاب القبر» .
وفي أخرى له قالت : «دَخلَت عليَّ امرأة من اليهود ، فقالت : إن عذاب القبر من
البول ، فقلت : كذبتِ ، فقالت : بلى ، إنا لنَقْرِضُ منه الجلد والثوب ، فخرج رسول
الله - صلى الله عليه وسلم- إلى الصلاة وقد ارتفعت أصواتنا ، فقال : ما هذا ؟
فأخبرتهُ بما قالت ، فقال : صدقتْ ، قالت : فما صلَّى بعدُ يومئذ إلا قال في دبر
الصلاة : رَبَّ جبريل وميكائيل وإسرافيل ، أعِذْنِي من حَرِّ النار ، وعذاب القبر»
.
وفي أخرى قالت : «دخلت يهوديَّةٌ عليها ، فاسْتَوْهَبَتْهَا شيئاً ، فوهبت لها
عائشةُ ، فقالت: أجارَكِ الله من عذاب القبر ، قالت عائشةُ : فوقع في نفسي من ذلك
، حتى جاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فذكرتُ ذلك له ، فقال : إنهم
ليعذَّبون في قبورهم عذاباً تسمعه البهائم» .
وأخرج أيضاً الرواية الثانية والثالثة (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 186 و 187 في الجنائز ، باب عذاب القبر ، ومسلم رقم (584) في
المساجد ، باب استحباب التعوذ من عذاب القبر ، والنسائي 4 / 104 و 105 في الجنائز
، باب التعوذ من عذاب القبر .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/44) قال : حدثنا أبو معاوية. قال : حدثنا الأعمش. عن شقيق.
وفي (6/174) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. عن الأشعث بن سليم، عن
أبيه. وفي (6/205) قال : حدثنا وكيع. قال : حدثنا الأعمش. عن أبي وائل. والبخاري
(2/123) قال : حدثنا عبدان. قال : أخبرني أبي، عن شعبة. قال : سمعت الأشعث، عن
أبيه. وفي (8/97) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال : حدثنا جرير، عن منصور، عن
أبي وائل. ومسلم (2/92) قال : حدثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم، كلاهما عن
جرير. قال زهير : حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل. (ح) وحدثنا هناد بن السري،
قال : حدثنا أبو الأحوص، عن أشعث، عن أبيه. والنسائي (3/56) . وفي الكبرى (1140)
قال : أخبرنا محمد بن بشار، عن محمد. قال : حدثنا شعبة. عن أشعث، عن أبيه. وفي
(4/105) قال : أخبرنا هناد، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن شقيق. (ح) وأخبرنا محمد
بن قدامة. قال : حدثنا جرير. عن منصور، عن أبي وائل.
كلاهما - شقيق أبو وائل، وأبو الشعثاء سليم بن أسود والد أشعث - عن مسروق، فذكره.
8693 - (خ م د ت س) عبد
الله بن عباس - رضي الله عنهما- قال : «مَرَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-
على قبرين ، فقال : أما إنَّهما ليعذَّبان ، وما يعذَّبان في كبير ، ثم قال: بلى ،
أمَّا أحدهما : فكان يمشي بالنميمة ، وأما الآخر : فكان لا يستتر من بوله ، قال :
فدعا بَعسِيب رَطْب ، فشَقَّه باثنين ، ثم غرس على -[168]- هذا واحداً ، وعلى هذا
واحداً ، ثم قال : لعله أن يُخفَّف عنهما ما لم يَيْبَسَا» .
وفي رواية «لا يستبرئ من البول» .
وفي أخرى «لا يستنزه عن البول» .
وفي أخرى قال : مَرّ بحائط من حيطان المدينة ، فسمع صوتَ إنسانين يُعَذَّبان في
قبورهما ، ... وذكر الحديث ، وفيه : فدعا «بجريد» بدل «عسيب» .
أخرجه الجماعة إلا الموطأ ، وانتهت رواية الترمذي عند قوله : «من بوله» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بعسيب) العسيب من سَعَف النخل : ما بين الكرب ومنبت الخوص وما عليه الخوص ، فهو
سَعَف ، والجريد : السَّعَف أيضاً .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 273 - 276 في الوضوء ، باب من الكبائر أن لا يستتر من بوله ،
وباب ما جاء في غسل البول ، وفي الجنائز ، باب الجريدة على القبر ، وباب عذاب
القبر من الغيبة والبول ، وفي الأدب ، باب الغيبة ، وباب النميمة من الكبائر ،
ومسلم رقم (292) في الطهارة ، باب الدليل على نجاسة البول ووجوب الاستبراء منه ،
والترمذي رقم (70) في الطهارة ، باب ما جاء في التشديد في البول ، وأبو داود رقم
(20) و (21) في الطهارة ، باب الاستبراء من البول ، والنسائي 281 - 30 في الطهارة
، باب التنزه عن البول .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/225) (1980) قال : حدثنا أبو معاوية، ووكيع. وعبد بن حميد
(620) قال : حدثني فهد بن عوف، قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد. والدارمي (745)
قال : أخبرنا المعلى بن أسد، قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد. والبخاري (1/65) قال
: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن خازم. (ح) قال محمد بن المثنى :
وحدثنا وكيع. وفي (2/119) قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (2/124)
قال : حدثنا قتيبة، قال : حدثنا جرير. وفي (8/20) قال : حدثنا يحيى، قال : حدثنا
وكيع. ومسلم (1/166) قال : حدثنا أبو سعيد الأشج. وأبو كريب محمد بن العلاء،
وإسحاق بن إبراهيم، قال إسحاق : أخبرنا. وقال الآخران : حدثنا وكيع. (ح) وحدثنيه
أحمد بن يوسف الأزدي، قال : حدثنا معلى بن أسد، قال : حدثنا عبد الواحد. وأبو داود
(20) قال : حدثنا زهير بن حرب، وهناد بن السري، قالا : حدثنا وكيع. وابن ماجة
(347) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا أبو معاوية، ووكيع. والترمذي
(70) قال : حدثنا هناد، وقتيبة، وأبو كريب، قالوا : حدثنا وكيع. والنسائي (1/28)
وفي الكبرى (27) قال : أخبرنا هناد بن السري، عن وكيع. وفي (4/106) قال : أخبرنا
هناد بن السري، عن أبي معاوية. وابن خزيمة (56) قال : حدثنا يوسف بن موسى، قال :
حدثنا وكيع.
أربعتهم - أبو معاوية محمد بن خازم، ووكيع، وعبد الواحد، وجرير - عن الأعمش، قال :
سمعت مجاهدا يحدث عن طاوس، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (1/225) (1981) قال : حدثنا حسين، قال : حدثنا شيبان. والبخاري
(1/64) قال: حدثنا عثمان، قال : حدثنا جرير. وفي (8/21) قال : حدثنا ابن سلام، قال
: أخبرنا عبيدة بن حميد أبو عبد الرحمن. وأبو داود (21) قال : حدثنا عثمان بن أبي
شيبة، قال : حدثنا جرير. والنسائي (4/106) قال : أخبرنا محمد بن قدامة، قال :
حدثنا جرير. وابن خزيمة (55) قال : حدثنا يوسف بن موسى، قال : حدثنا جرير.
ثلاثتهم - شيبان، وجرير، وعبيدة بن حميد - عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس،
فذكره. ولم يقل فيه مجاهد : «عن طاوس» .
8694 - (خ م ط ت س) عبد
الله بن عمر - رضي الله عنهما- «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : إنَّ
أحدَكم إذا مات عُرِضَ عليه مَقْعَدُه بالغَداة -[169]- والعَشِيِّ ، إنْ كان من
أهل الجنةِ فمن أهلِ الجنةِ ، وإن كان مِنْ أهلِ النارِ فمن أهلِ النار ، فيقال :
هذا مقعُدك حتى يبعَثَكَ الله يوم القيامة» . أخرجه الجماعة إلا أبا داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 193 في الجنائز ، باب الميت يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي
، وفي بدء الخلق ، باب ما جاء في صفة الجنة ، وفي الرقاق ، باب سكرات الموت ،
ومسلم رقم (2866) في الجنة ، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه ، والموطأ
1 / 239 في الجنائز ، باب جامع الجنائز ، والترمذي رقم (1072) في الجنائز ، باب ما
جاء في عذاب القبر ، والنسائي 4 / 107 في الجنائز ، باب وضع الجريدة على القبر .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك «الموطأ» (164) . وأحمد (2/16) (4658) قال : حدثنا يحيى، عن
عبيد الله. وفي (2/50) (5119) قال : حدثنا إسماعيل، قال : أخبرنا أيوب. وفي (2/59)
(5234) قال : حدثنا وكيع، قال : حدثنا فضيل بن غزوان. وفي (3/113) (5926) قال :
حدثنا إسحاق، قال: أخبرني مالك. وفي (2/123) (6059) قال : حدثنا يونس، قال : حدثنا
ليث. والبخاري (2/124) قال : حدثنا إسماعيل، قال : حدثني مالك. وفي (4/142) قال :
حدثنا أحمد بن يونس، قال : حدثنا الليث بن سعد. وفي (8/134) قال : حدثنا أبو
النعمان، قال : حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. ومسلم (8/160) قال : حدثنا يحيى بن
يحيى، قال : قرأت على مالك. وابن ماجة (4270) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،
قال : حدثنا عبد الله بن نمير، قال : حدثنا عبيد الله بن عمر. والترمذي (1072) قال
: حدثنا هناد، قال : حدثنا عبدة، عن عبيد الله. والنسائي (4/106) قال : أخبرنا
قتيبة، قال : حدثنا الليث. وفي (4/107) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال :
أنبأنا المعتمر، قال : سمعت عبيد الله. (ح) وأخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن
مسكين - قراءة عليه وأنا أسمع -، عن ابن القاسم، قال : حدثني مالك.
خمستهم - مالك، وعبيد الله بن عمر، وأيوب السختياني، وفضيل بن غزوان، والليث بن
سعد - عن نافع، فذكره.
(*) في رواية إسماعيل ابن علية، عن أيوب، قال : أحسبه قد رفعه إلى النبي -صلى الله
عليه وسلم-.
(*) رواية فضيل بن غزوان مختصرة على : «يعرض على ابن آدم مقعده من الجنة والنار،
غدوة وعشية في قبره» .
8695 - () أبو سعيد
الخدري - رضي الله عنه - مثله إلى قوله : «فمن أهل النار» ولم يذكر ما بعده أخرجه
... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع جعله مع الذي قبله حديثاً
واحداً .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع جعله حديثا واحدا مع الذي قبله.
8696 - (ت) أبو سعيد
الخدري - رضي الله عنه - قال : «دَخَلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يوماً
مُصَلاّه ، فرأى أُناساً كأنَّهم يُكْثِرون ، فقال : أمَا إنَّكم لو أكثرتم ذِكْر
هادِمَ اللَّذَاتِ لَشَغَلَكم عما أرى ، أكثروا ذِكْر هَادِمَ اللَّذَاتِ ، فإنه
لم يأتِ على القبر يوم إلا تكلَّم فيه ، يقول : أنا بيتُ الغُرْبة ، أنا بيتُ
الوْحدة ، أنا بيت التراب ، أنا بيتُ الدود والهوامِّ ، فإذا دُفِنَ العبد المؤمن
قال له القبر : مرحباً وأهلاً ، أمَا إنْ كنتَ لمن أحبِّ من يمشي على ظهري إليَّ ،
فإذ وَلِيتُكَ اليوم ، وصِرْتَ إليَّ ، فسترى صنيعي بك ، قال : فيتَّسع له مَدُّ
بصره ، ويُفتَح له باب إلى الجنة ، وإذا دُفِنَ العبد الفاجر - أو الكافر - يقول
له القبر : لا مرحباً ولا أهلاً ، أما إنْ كنتَ لَمِنْ أبغض من يمشي على -[170]-
ظهري إليَّ ، فإذ وَليتُكَ اليومَ ، وصِرْتَ إليَّ ، فستري صنيعي بك ، فالتأم عليه
حتى تلتقي وتختلف أضلاعه ، قال : وقال رسولُ الله - بأصابع يديه فشبَّكها - ثم
يُقَيَّض له تسعون تِنِّيناً - أو قال : تسعةٌ وتسعون تنِّيناً - ولو أنَّ واحداً
منها نفخ في الأرض ما أنبتتْ شيئاً ما بقيت الدنيا ، فَتنْهَشُه وتَخْدِشه حتى
يُبعثَ إلى الحساب ، قال : وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إنَّما القبرُ
رَوضْةٌ من رياضِ الجنةِ ، أو حُفرةٌ من حفرِ النار» .
أخرجه الترمذي ، إلا أنه قال : «سبعون» (1) .
والذي ذكره رزين هكذا .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2462) في صفة القيامة ، باب رقم (27) ، وإسناده ضعيف ،
ولبعض فقراته شواهد .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2460) قال : حدثنا محمد بن أحمد بن مدوية، حدثنا القاسم بن الحكم
العرني، حدثنا عبيد الله بن الوليد الوصافي، عن عطية، عن أبي سعيد. فذكره.
وقال أبو عيسى : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
8697 - () عبد الله بن
مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «القبرُ
حفْرَة من حُفَرِ النار ، أو رَوْضَة من رياض الجنةِ» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد جعله مع
الذي قبله حديثاً واحداً .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين.
8698 - (خ س) أسماء بنت
أبي بكر - رضي الله عنهما- قالت : «قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- خطيباً ،
فذكر فتنة القبر التي يفتن فها المرءُ ، فلما ذكر ذلك ضجّ المسلمون ضَجَّة» .
أخرجه البخاري هكذا .
وزاد النسائي «حالت بيني وبين أن أفهمَ كلامَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ،
فلما سكَنَتْ ضَجَّتُهم ، قلتُ لرجل قريبٍ مني : أيْ بارك الله لك ، ماذا قال
-[171]-رسول الله - صلى الله عليه وسلم- آخر قوله ؟ قال : قد أُوحِيَ إليَّ :
أنَّكم تفتنون في القبور قريباً من فتنة الدجال» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 187 في الجنائز ، باب ما جاء في عذاب القبر ، والنسائي 4 /
103 و 104 في الجنائز ، باب التعوذ من عذاب القبر .
8699 - (خ) أم خالد [بنت
سعيد بن العاص]- رضي الله عنها- «أنها سَمِعَتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-
: يتعوّذ من عذابِ القبرِ» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 3 / 192 في الجنائز ، باب التعوذ من عذاب القبر ، وفي الدعوات ، باب التعوذ من
عذاب القبر .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (336) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (6/364) قال : حدثنا أبو قرة
موسى بن طارق الزبيدي. وفي (6/365) قال : حدثنا سفيان بن عيينة. والبخاري (2/124)
قال : حدثنا معلى، قال : حدثنا وهيب. وفي (8/97) قال : حدثنا الحميدي، قال : حدثنا
سفيان. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/15780) عن علي بن حجر، عن إسماعيل
بن جعفر.
أربعتهم- سفيان بن عيينة، وأبو قرة الزبيدي، ووهيب بن خالد، وإسماعيل بن جعفر - عن
موسى بن عقبة، فذكره.
(*) في رواية سفيان بن عيينة : قال موسى بن عقبة : لم أسمع من أحد سمع من النبي
-صلى الله عليه وسلم- غيرها.
8700 - (م) زيد بن ثابت -
رضي الله عنه - قال : «بينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في حائط لبني
النَّجار على بغلة له ، ونحن معه ، إذ حادَتْ به ، فكادت تُلْقِيه ، وإذا أقْبُرٌ
ستة ، أو خمسة ، فقال : مِنْ يعرِفُ أصحاب هذه الأقبر ؟ قال رجل : أنا ، قال :
فمتى ماتوا ؟ قال : في الشرك ، فقال : إنَّ هذه الأمةَ تُبْتَلى في قبورها ، فلولا
أنْ لا تَدافَنُوا لدعوتُ الله أنْ يُسْمِعَكم من عذابِ القبر الذي أسمعُ منه ، ثم
أقبل علينا بوجهه ، فقال : تعوَّذوا بالله من عذاب القبر ، قالوا : نعوذُ بالله من
عذاب القبر ، قال : تعوَّذوا بالله من عذاب النار ، قالوا : نعوذُ [بالله] من عذاب
النار ، قال : تعوَّذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن ، قالوا : نعوذ بالله
من الفتن ما ظهر منها وما بطن ، قال : تعوذوا بالله من فتنة الدجال ، قالوا : نعوذ
الله من فتنة الدجال» . أخرجه مسلم (1) .
-[172]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حادت) حاد عن الطريق : إذا مال عنه .
__________
(1) رقم (2867) في صفة الجنة ، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/190) قال : حدثنا يزيد بن هارون. وعبد بن حميد (254) قال :
حدثني ابن أبي شيبة، قال : حدثنا إسماعيل ربن علية. ومسلم (8/160) قال : حدثنا
يحيى بن أيوب، وأبو بكر بن أبي شيبة، جميعا عن ابن علية.
كلاهما - يزيد، وابن علية - عن أبي مسعود الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد
الخدري، فذكره.
8701 - (خ م س) أبو أيوب
الأنصاري - رضي الله عنه - قال : «خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بعد ما
غَرَبت الشمس ، فسمع صوتاً ، فقال : يهودُ تُعَذَّبُ في قبورها» . أخرجه البخاري
ومسلم والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 192 في الجنائز ، باب التعوذ من عذاب القبر ، ومسلم رقم (2869)
في صفة الجنة ، باب عرض مقعد من الجنة أو النار عليه ، والنسائي 4 / 102 في
الجنائز ، باب عذاب القبر .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (5/417) . والبخاري (2/123) قال : حدثنا محمد بن المثنى. ومسلم
(8/161) قال: حدثني زهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، وابن بشار. والنسائي (4/102)
قال : أخبرنا عبيد الله ابن سعيد. خمستهم - أحمد، وابن المثنى، وزهير، وابن بشار،
وعبيد الله - عن يحيى القطان.
2 - وأخرجه أحمد (5/419) . ومسلم (8/161) قال : حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار.
ثلاثتهم - أحمد، وابن المثنى، وابن بشار - قالوا : حدثنا محمد بن جعفر.
3 - وأخرجه عبد بن حميد (224) قال : أخبرنا عثمان بن عمر.
4 - وأخرجه مسلم (8/161) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا وكيع (ح)
وحدثنا عبيد الله ابن معاذ، قال : حدثنا أبي.
خمستهم - القطان، ومحمد بن جعفر، وعثمان، ووكيع، ومعاذ - عن شعبة، قال : حدثني عون
بن أبي جحيفة، عن أبيه، عن البراء، فذكره.
8702 - (م س) أنس بن مالك
- رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لولا أن لا
تدافَنُوا لدعوتُ الله أن يُسمِعَكم عذاب القبر» . أخرجه مسلم .
وفي رواية النسائي «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- سَمِعَ صوتاً من قبر ، فقال
: متى مات هذا ؟ قالوا : مات في الجاهلية ، فَسُرَّ بذلك ، وقال : لولا أن لا
تدفنوا لَدَعَوْتُ الله أن يُسْمِعَكم عذابَ القبر» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2868) في صفة الجنة ، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار
عليه ، والنسائي 4 / 102 في الجنائز ، باب عذاب القبر .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/176 و 273) قال : حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/176) أيضا. قال
: حدثنا يزيد، وعبد بن حميد (1171) قال : أخبرنا يزيد بن هارون. ومسلم (8/161) قال
: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار.
كلاهما - محمد بن جعفر، ويزيد- عن شعبة، عن قتادة، فذكره.
8703 - (س) عبد الله بن
عمر - رضي الله عنهما- أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «هذا الذي
تَحْرَّكَ له العرشُ (1) ، وفُتحتْ أبوابُ السماء ، وشهده سبعون ألفاً من الملائكة
، لقد ضُمَّ ضمة ، ثم فُرِجَ عنه» أخرجه النسائي (2) .
__________
(1) يعني سعد بن معاذ رضي الله عنه .
(2) 4 / 100 و 101 في الجنائز ، باب صفة القبر وضغطته ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (4/100) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال : حدثنا عمرو بن محمد
العنقزي، قال : حدثنا ابن إدريس، عن عبيد الله، عن نافع، فذكره.
8704 - (ت س) عبد الله بن
دينار قال : كنتُ جالساً وسليمان بن صُرَد وخالد بن عُرْفُطةَ ، فذكروا «أنَّ
رجلاً تُوفِّيَ ، مات ببطنه ، فإذا هما يشتهيان أن يكونا شَهِدا جنازَتَه ، فقال
أحدُهما للآخر : ألم يَقُلْ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : مَن يَقْتُلْه
بَطْنُهُ لم يعذَّب في قَبره ؟ فقال الآخر : بلى» . أخرجه النسائي .
واختصره الترمذي «أنَّ سليمانَ بنَ صُرد قال لخالد بن عرفطة - أو خالد لسليمان -
أما سمعتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : مَنْ قتله بطنه لم يعذَّب في
قبره ؟ فقال أحدُهما لصاحبه : نعم» (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (1064) في الجنائز ، باب ما جاء في الشهداء من هم ، والنسائي
4 / 98 في الجنائز ، باب من قتله بطنه ، وهو حديث صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/262) قال : حدثنا محمدبن جعفر. وفي (4/262) قال : حدثنا بهز. وفي
(5/292) قال : حدثنا حجاج. والنسائي (4/98) قال : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال
: حدثنا خالد. أربعتهم - ابن جعفر، وبهز، وحجاج، وخالد - عن شعبة، قال : أخبرني
جامع بن شداد، قال: سمعت عبد الله بن يسار، فذكره.
أخرجه أحمد (4/262) قال : حدثنا قران. والترمذي (1064) قال : حدثنا عبيد بن أسباط
بن محمد القرشي الكوفي، قال : حدثنا أبي.
كلاهما - قران، وأسباط بن محمد - قالا : حدثنا سعيد الشيباني أبو سنان، عن أبي
إسحاق، فذكره.
الفصل الثاني : في سؤال
منكر ونكير
8705 - (خ م د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه
وسلم- قال: «إنَّ العبدَ إذا وُضع في قبره ، وتولّى عنه أصحابُه ، إنَّه
لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالهم ، إذا انصرفوا : أتاه الملكان ، فيُقعدانه ، فيقولان
له : ما كنتَ تقولُ في هذا الرجل ، محمد ؟ فأمَّا المؤمن ، فيقول : أشهدُ أنَّه
عبد الله -[174]- ورسولُه ، فيقال له : انظُر إلى مقعَدِك من النار ، أبْدَلَك
الله به مقعداً من الجنة ، قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : فيراهما جميعاً ،
قال قتادة : وذُكِرَ لنا أنَّه يُفْسَحُ له في قبره - ثم رجع إلى حديث أنس . وأما
الكافر - أو المنافق - وفي رواية : وأما الكافر والمنافق - فيقول : لا أدري ، كنتُ
أقول ما يقول الناس فيه ، فيقال : لا دَرَيتَ ، ولا تَلَيتَ ، ثم يُضْرَبُ
بِمِطْرَقَةٍ من حديد ضربةً بين أُذنيه ، فيصيح صيحةً يسمعها مَنْ يليه إلا
الثقلين» .
أخرجه البخاري ومسلم ، ولفظ الحديث للبخاري .
ولمسلم أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إنَّ العبدَ إذا وُضع في قبره ،
ثم ذكر نحو ما تقدَّم إلى قوله : وذكر لنا : أنَّه يفسح له في قبره سبعون ذراعاً ،
ويملأ عليه خَضِراً إلى يوم يبعثون» لم يزد على هذا .
وفي رواية أبي داود : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إنَّ المؤمن
إذا وُضِع في قبره أتاه ملك ، فيقول له : ما كنتَ تعبد ؟ فإن الله هداه ، قال :
كنت أعبد الله ، فيقول : ما كنت تقولُ في هذا الرجل ؟ فيقول : هو عبد الله ورسولُه
، فما يُسأل عن شيء بعدها ، فَيُنْطَلَقُ به إلى بيت كان له في النار ، فيقال له :
هذا كان لك ، ولكنَّ الله عَصَمَكَ ، فأبدلك به بيتاً في الجنة ، فيراه ، فيقول :
دَعُوني حتى أذهَبَ فأُبَشِّرَ أهلي ، فيقال له : اسْكُن .
قال : وإنَّ الكافر ، أو المنافق إذا وُضع في قبره : أتاه ملك فيُنْهِضه ، -[175]-
فيقول له : ما كنت تعبدُ ؟ فيقول : لا أدري ، فيقال [له] : لا دَرَيتَ ولا تلَيْتَ
، فيقال له : ما كنتَ تقولُ في هذا الرجل ؟ فيقول : كنتُ أقولُ ما يقول الناس ،
فيضربه بمطراقٍ بين أذنيه ، فيصيح صيحة يسمعها الخلق غير الثقلين» .
وفي رواية أبي داود «أنَّ نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- دخل نخلاً لبني النجار
فسمع صوتاً ، فَفَزِعَ ، فقال : مَنْ أصحابُ هذه ؟ قالوا : يا رسول الله ، ناس
ماتوا في الجاهلية ، قال : تعوَّذوا بالله من عذاب القبر ، ومن فتنة الدجال ،
قالوا : ومِمَّ ذاك يا رسول الله ؟ قال : إنَّ المؤمن إذا وُضِع في قبره ...» وذكر
نحو ما تقدَّم أولاً .
وأخرجه النسائي إلى قوله : «فيراهما جميعاً» ولم يذكر ما بعده ، وأخرجه في أخرى
بتمامه (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ولا تليت) يقال : لا دريتَ ولا تليتَ ، أي : لاتبعت الناس بأن تقول شيئاً يقولونه
، وقيل : هو من قولهم : تلا فلان تِلْو غير عاقل : إذا عمل -[176]- الجهال ، يعني
: هلكتَ فخرجتَ من القبيلتين ، وقيل : معناه : ولا قرأتَ ، وقلبت الواو ياءً
للازدواج ، وقيل : الصواب : ايتليتَ ، افتعلتَ ، لا آلو قولك : لا آلو كذا : إذا
لم تستطعه ، والمحدِّثون لا يروونه إلا تليتَ .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 188 و 189 في الجنائز ، باب ما جاء في عذاب القبر ، وباب
الميت يسمع خفق النعال ، ومسلم رقم (2870) في الجنة ، باب عرض مقعد الميت من الجنة
أو النار عليه ، وأبو داود رقم (3231) في الجنائز ، باب المشي في النعل بين القبور
، والنسائي 4 / 97 و 98 في الجنائز ، باب مسألة الكافر .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/126) قال : حدثنا روح بن عبادة. وفي (3/233) قال : حدثنا عبد
الوهاب. والبخاري (2/113 و 123) قال : حدثنا عياش، قال : حدثنا عبد الأعلى. وفي
(2/113) قال البخاري: وقال لي خليفة : حدثنا يزيد بن زريع. ومسلم (8/162) قال :
حدثنا محمد بن منهال الضرير، قال : حدثنا يزيد بن زريع.وفي (8/162) قال : حدثني
عمرو بن زرارة، قال :أخبرنا عبد الوهاب - يعني ابن عطاء -. وأبو داود (3231) و
(4752) قال : حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، قال : حدثنا عبد الوهاب. والنسائي
(4/96 و 97) قال : أخبرنا أحمد بن أبي عبيد الله الوراق، قال : حدثنا يزيد بن
زريع.
أربعتهم - روح، وعبد الوهاب، وعبد الأعلى، ويزيد بن زريع - قالوا : حدثنا سعيد بن
أبي عروبة.
2 - وأخرجه أحمد (3/126) . وعبد بن حميد (1180) . ومسلم (8/161) قال : حدثنا عبد
بن حميد. والنسائي (4/97) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، وإبراهيم بن
يعقوب بن إسحاق. أربعتهم - ابن حنبل، وعبد، ومحمد، وإبراهيم - قالوا : حدثنا يونس
بن محمد، قال : حدثنا شيبان بن عبد الرحمن.
كلاهما - سعيد بن أبي عروبة، وشيبان - عن قتادة، فذكره.
8706 - (ت) أبو هريرة -
رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا قُبرَ الميتُ -
أو قال : أحدُكم - أتاه ملكان أسودان أزرقان ، يقال لأحدهما : المنكر ، وللآخر :
النكير ، فيقولان : ما كنتَ تقولُ في هذا الرجل ؟ فيقول ما كان يقول : هو عبد الله
ورسولُه ، أشهد أنْ لا إله إلا الله ، وأنَّ محمداً عبده ورسوله ، فيقولان : قد
كُنَّا نعلم أنَّكَ تقول هذا ، ثم يُفْسحُ له في قبره سبعون ذراعاً في سبعين ، ثم
يُنَوَّرُ له فيه ، ثم يقال له : نَمْ فيقول : أرجع إلي أهلي فأخبرهم ، فيقولان :
نَمْ كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحبُّ أهله إليه ، حتى يبعثَه الله من مضجعه
ذلك ، وإن كان منافقاً قال : سمعتُ الناسَ يقولون قولاً ، فقلت مثله ، لا أدري ،
فيقولان : قد كُنَّا نعلم أنَّكَ تقول ذلك ، فيقال للأرض : التَئمي عليه ، فتلتئم
عليه ، فتختلف أضلاعه ، فلا يزال فيها معذَّباً حتى يبعثَه الله من مضجعه ذلك»
أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1071) في الجنائز ، باب ما جاء في عذاب القبر ، وحسنه الترمذي ، وهو كما
قال .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (1071) قال : حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف، قال : حدثنا بشر بن
المفضل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره.
8707 - (خ م د ت) البراء
بن عازب - رضي الله عنه - «أنَّ -[177]- رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قرأ :
{يُثَبِّتُ اللهُ الذين آمنوا بالقولِ الثَّابِتِ} [إبراهيم : 27] قال : نزلَتْ في
عذاب القبر» .
وفي رواية : أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «المسلمُ إذا سُئِل في
القبر يشهد أنْ لا إله إلا الله ، وأنَّ محمداً رسول الله ، فذلك قوله :
{يُثَبِّتُ اللهُ الذين آمنوا بالقولِ الثابتِ}» .
وفي أخرى قال : «{يُثَبِّتُ اللهُ الذين آمنوا بالقولِ الثابتِ} نزلت في عذاب
القبر ، يقال له : مَنْ ربُّك ؟ فيقول : ربِّيَ الله ، ونبيي محمد - صلى الله عليه
وسلم-» . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 184 في الجنائز ، باب ما جاء في عذاب القبر ، وفي تفسير سورة
إبراهيم باب {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت} ، ومسلم رقم (2871) في الجنة ،
باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه ، والترمذي رقم (3119) في التفسير ،
باب ومن سورة إبراهيم ، وأبو داود رقم (4750) في السنة ، باب في المسألة في القبر
وعذاب القبر .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/282) قال : حدثنا عفان. وفي (4/291) قال : حدثنا محمد بن
جعفر. والبخاري (2/122) قال : حدثنا حفص بن عمر. وفي (6/100) قال : حدثنا أبو
الوليد. وفي (2/122) . ومسلم (8/162) . وابن ماجة (4269) . والنسائي (4/101) قالوا
: حدثنا محمد بن بشار، قال : حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (4750) قال : حدثنا
أبو الوليد. والترمذي (3120) قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال : حدثنا أبو داود.
خمستهم - عفان، وابن جعفر، وحفص، وأبو الوليد، وأبو داود - عن شعبة، عن علقمة بن
مرثد، عن سعد بن عبيدة، فذكره.
وأخرجه مسلم (8/162) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن المثنى، وأبو بكر
بن نافع. والنسائي (4/101) قال : أخبرنا إسحاق بن منصور.
أربعتهم - ابن أبي شيبة، وابن المثنى، وابن نافع، وإسحاق - قالوا : حدثنا عبد
الرحمن - ابن مهدي - عن سفيان، عن أبيه، عن خيثمة، فذكره.
8708 - (د س) البراء بن
عازب - رضي الله عنه - قال : «خرجنا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في
جَنَازَةِ رَجُل من الأنصار ، فانتهينا إلى القبر ولما يُلْحَدْ بعدُ ، فجلس رسولُ
الله - صلى الله عليه وسلم- وجلسنا حوله كأنما على رؤوسنا الطَيرُ ، وبيده عُود
يَنْكُتُ به في الأرض ، فرفع رأسه فقال : تَعَوَّذوا بالله من عذاب القبر - مرتين
، أو ثلاثاً» . -[178]-
زاد في رواية : وقال : «إن الميتَ ليسمع خَفْق نعالهم إذا وَلَّوْا مدبرين حين
يقال له : يا هذا ، مَنْ ربُّك ؟ وما دِينُك ؟ ومن نَبِيُّكَ ؟» .
وفي رواية : «ويأتيه مَلَكان ، فيجلسانه ، فيقولان له : مَنْ ربُّكَ ؟ فيقول : ربي
الله ، فيقولان له : ما دِينُك ؟ فيقول : ديني الإسلام ، فيقولان له : ما هذا
الرجل الذي بُعِثَ فيكم ؟ فيقول : هو رسولُ الله ، فيقولان له : وما يُدريك ؟
فيقول : قرأتُ كتاب الله ، وآمنتُ به ، وصدَّقتُ» .
زاد في رواية «فذلك قوله : {يُثَبِّتُ اللهُ الذين آمنوا بالقول الثابتِ في الحياة
الدنيا وفي الآخرة} ثم اتفقا : فينادي منادٍ من السماء : أن صَدَق عبدي ، فأفرشوه
من الجنة ، وألبسوه من الجنة ، وافتحوا له باباً إلى الجنة ، فيأتيه من رَوْحها
وطيبها ، ويُفْسَح له في قبره مَدَّ بصره ، وإن الكافر... فذكر موته ، قال : فتعاد
روحه في جسده ، ويأتيه مَلَكان ، فيجلسانه ، فيقولان له : مَنْ ربُّك ؟ فيقول :
هاه هاه ، لا أدري ، فيقولان : ما دِينُك ؟ فيقول : هاه هاه ، لا أدري ، فيقولان
له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ، فينادي منادٍ من
السماء : أنْ كذَبَ ، فأفرشوه من النار ، وألبسوه من النار ، وافتحوا له باباً إلى
النار ، فيأتيه من حَرّها وسَمومها ، ويُضَيَّق عليه قبرُه حتى تختلفَ فيه أضلاعه»
.
زاد في رواية : «ثم يُقيَّض له أعمى أبكم ، معه مِرْزَبَةٌ من حديد -[179]- لو
ضُرِبَ بها جَبَلٌ لصار تراباً ، فيضربه بها ضربةً يسمعها مَنْ بين المشرق والمغرب
، إلا الثقلين ، فيصير تراباً ، ثم تعاد فيه الروح» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ينكتُ) نكت في الأرض بيده وبقضيب : إذا أثر فيها بذلك .
(أبكم) الأبكم : الذي خلق أخرس .
(هاه هاه) من عادة المشدوه الحائر إذا خوطب أن يقول : هاه هاه ، كأنه يستفهم عما
يسأل عنه .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (3212) في الجنائز ، باب الجلوس القبر ، ورقم (4753) و
(4754) في السنة ، باب في المسألة في القبر وعذاب القبر ، وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه أحمد (4/287) قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (4/288) قال : حدثنا ابن
نمير، وفيه (4/288) قال : حدثنا معاوية بن عمرو، قال : حدثنا زائدة. وفي (4/297)
قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : حدثنا سفيان. وأبو داود (3212) و (4753) قال :
حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال : حدثنا جرير. وفي (4753) قال : حدثنا هناد بن
السري، قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (4754) قال: حدثنا هناد بن السري، قال : حدثنا
عبد الله بن نمير.
خمستهم - أبو معاوية، وابن نمير، وزائدة، وسفيان، وجرير - عن الأعمش.
2 - وأخرجه أحمد (4/295) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : حدثنا معمر. وابن ماجة
(1548) قال : حدثنا محمد بن زياد، قال : حدثنا حماد بن زيد. وعبد الله بن أحمد
(4/296) قال : حدثناه أبو الربيع، قال : حدثنا حماد بن زيد. كلاهما - معمر، وحماد
- عن يونس بن خباب.
3 - وأخرجه ابن ماجة (1549) قال : حدثنا أبو كريب. والنسائي (4/78) قال : أخبرنا
هارون بن إسحاق، قالا : حدثنا أبو خالد الأحمر، عن عمرو بن قيس.
ثلاثتهم - الأعمش، ويونس، وعمرو - عن منهال بن عمرو، عن زاذان، فذكره.
الفصل الثالث : في أحاديث
متفرقة
8709 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله
عليه وسلم- «يَتْبَعُ الميتَ ثلاث : أهلُه ، ومالُه ، وَعَمَلُه ، فيرجع اثنان ،
ويبقى واحد ، يرجع أهلُه ومالُه ، ويبقى عَمَلُه» .
أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 315 في الرقاق ، باب سكرات الموت ، ومسلم رقم (2960) في
الزهد في فاتحة ، والترمذي رقم (2380) في الزهد ، باب رقم (46) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (1186) . وأحمد (3/110) . والبخاري (8/134) قال : حدثنا
الحميدي. ومسلم (8/211) قال : حدثنا يحيى بن يحيى، وزهير بن حرب. والترمذي (2379)
قال : حدثنا سويد بن نصر، قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك. والنسائي (4/53) قال
: أخبرنا قتيبة. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (940) عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك.
ستتهم - الحميدي، وأحمد، ويحيى، وزهير، وابن المبارك، وقتيبة - عن سفيان بن عيينة،
قال : حدثنا عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، فذكره.
8710 - (د س) أنس بن مالك
- رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إنَّ العبدَ إذا وُضِعَ
في قبره ، وتولّى عنه أصحابُه ، إنَّه لَيَسمع قرع نعالِهم» . أخرجه أبو داود
والنسائي .
وهو طرف من حديث أنس الذي تقدَّم في الفصل الثاني (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4753) في السنة ، باب في المسألة في القبر ، والنسائي 4 /
98 في الجنائز ، باب المسألة في القبر ، وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : تقدم برقم (8705) .
8711 - (ت) أبو هريرة -
رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- «ما من أحد يِموتُ إلا
نَدِمَ ، إن كان مُحْسِناً ، ندم أن لا يكون ازداد ، وإن كان مسيئاً ، ندم أن لا
يكون نزع» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2405) في الزهد ، باب رقم (59) ، وإسناد ضعيف .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2403) قال : حدثنا سويد بن نصر، قال : أخبرنا ابن المبارك، قال :
أخبرنا يحيى بن عبيد الله، قال : سمعت أبي يقول. فذكره.
(*) قال أبو عيسى الترمذي : هذا حديث إنما نعرفه من هذا الوجه، ويحيى بن عبيد الله
قد تكلم فيه شعبة، وهو يحيى بن عبيد الله بن موهب مدني.
8712 - (م د ت س) أبو
هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا مات
الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة : صدقة جارية ، أو علم يُنْتَفَعُ به ، أو ولد
صالح يدعو له» . أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(صدقة جارية) الصدقة الجارية : هي الدَّارَّة المتصلة ، كالوقف وما يجري مجراه .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1631) في الوصية ، باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته ،
وأبو داود رقم (2880) في الوصايا ، باب ما جاء في الصدقة عن الميت ، والترمذي رقم
(1376) في الأحكام ، باب في الوقف ، والنسائي 6 / 251 في الوصايا ، باب فضل الصدقة
عن الميت .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (2/372) قال : حدثنا سليمان بن داود. والدارمي (565) قال : حدثنا
موسى بن إسماعيل. والبخاري في «الأدب المفرد» (38) قال : حدثنا أبو الربيع. ومسلم
(5/73) قال : حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة - يعني ابن سعيد- وابن حجر. وأبو داود
«تحفة الأشراف» (10/13975) عن يحيى بن أيوب. والترمذي (1376) قال : حدثنا علي بن
حجر. والنسائي (6/251) قال : أخبرنا علي بن حجر. وابن خزيمة (2494) قال : حدثنا
علي بن حجر السعدي. خمستهم - موسى بن إسماعيل، وسليمان بن داود أبو الربيع، ويحيى
بن أيوب، وقتيبة بن سعيد، وعلي بن حجر - عن إسماعيل بن جعفر.
2 - وأخرجه أبو داود (2880) قال : حدثنا الربيع بن سليمان المؤذن قال : حدثنا ابن
وهب، عن سليمان- يعني ابن بلال-.
كلاهما - إسماعيل بن جعفر، وسليمان بن بلال - عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه،
فذكره.
(*) في رواية سليمان بن بلال. قال : «عن العلاء بن عبد الرحمن، أراه عن أبيه» .
8713 - (ت) أبو هريرة -
رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «نفس المؤمن مُعَلَّقة
بِدَينْه حتى يقضى عنه» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (1078) و (1079) في الجنائز ، باب رقم (76) ، وإسناده حسن ، وقال الترمذي
: هذا حديث حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/440) قال : حدثنا أبو داود الحفري، عن سفيان. وفي (2/475) قال :
حدثنا وكيع، وأبو نعيم. قالا : حدثنا سفيان. والدارمي (2594) قال : أخبرنا محمد بن
يوسف، عن سفيان، وابن ماجة (2413) قال : حدثنا أبو مروان العثماني. قال : حدثنا
إبراهيم بن سعد. والترمذي (1079) قال : حدثنا محمد بن بشار، قال : حدثنا عبد
الرحمن بن مهدي. قال : حدثنا إبراهيم بن سعد.
كلاهما - سفيان، وإبراهيم بن سعد - عن سعد بن إبراهيم، عن عمر بن أبي سلمة، عن
أبيه، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (2/475) قال : حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن
عمر بن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ليس فيه : «عن
أبيه» مثله.
(*) وأخرجه أحمد (2/508) قال : حدثنا يزيد. والترمذي (1078) قال : حدثنا محمود بن
غيلان. قال: حدثنا أبو أسامة. كلاهما - يزيد، وأبو أسامة - عن زكريا بن أبي زائدة،
عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، فذكره. ليس فيه «عمرو بن أبي سلمة» .
8714 - (د) أبو هريرة -
رضي الله عنه - قال : «مَرُّوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بجنازة ،
فأثْنَوْا عليها خيراً ، فقال : وَجَبَتْ ، ثم مَرُّوا بأخرى ، فأثْنَوْا عليها
شراً ، فقال : وَجَبَتْ ، ثم قال : إنَّ بعضَكم على بعض شهداءُ» أخرجه أبو داود
(1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وَجَبَتْ) يقال : وَجَبَتْ في الخير : إذا وجبتْ له الجنة ، وفي الشر : إذا وجبت
له النار .
__________
(1) رقم (3233) في الجنائز ، باب في الثناء على الميت ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/466) قال : حدثنا وكيع، عن سفيان، ومسعر. وفي (2/470) قال : حدثنا
عبد الرحمن، عن سفيان. وأبو داود (3233) قال : حدثنا حفص بن عمر. قال : حدثنا
شعبة. والنسائي (4/50) قال : أخبرنا محمد بن بشار. قال : حدثنا هشام بن عبد الملك.
قال : حدثنا شعبة.
ثلاثتهم - سفيان، ومسعر، وشعبة - عن إبراهيم بن عامر بن مسعود الجمحي، عن عامر بن
سعد البجلي، فذكره.
(*) في رواية مسعر قال : أظنه عن عامر بن سعد.
الكتاب السادس : في
المساجد وما يتعلَّق بها ، وبناءُ مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، وفيه
فصلان
الفصل الأول : في بناء مسجدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ومِنْبَرِهِ
8715 - (خ م د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «قَدِمَ رسولُ الله - صلى
الله عليه وسلم- المدينةَ ، فنزل في عُلْوِ المدينة ، في حَيّ يقال لهم : [بنو]
عمرو بن عوف فأقام فيهم أربعَ عشرةَ ليلة ، ثم إنَّه أرسل إلى ملأ بني النجار ،
فجاؤوا مُتَقلّدين بسيوفهم ، قال : فكأني أنظرُ إلى رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- على راحلته وأبو بكر رِدْفُهُ ، ومَلأُ بني النجار حوله ، حتى أَلْقَى بفناء
أبي أيوب ، قال : وكان يصلِي حيث أدركته الصلاة ، ويصلِّي في مرابض الغنم ، ثم إنه
أمر بالمسجد ، قال : فأرسل إلى ملأ بني النجار ، فجاؤوا ، فقال : يا بني النجار ،
ثامِنوني بحائطكم هذا ، قالوا : لا واللهِ ، ما نطلب ثمنه إلا إلى الله ، قال
-[183]- أنس : فكان فيه ما أقول ، كان فيه نخل ، وقبورُ المشركين ، وخِرَب ، فأمر
رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بالنخل فقطع ، وبقبور المشركين فنُبشت ،
والخِرَب فسوّيت ، قال : وصَفّوا النَّخل قِبْلَة ، وجعلوا عِضادتيه حجارة ، قال :
فكانوا يَرْتجزون ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وهم يقولون
اللهم لا خَيْرَ إلا خيرَ الآخرة ... فانْصر الأنصارَ والمهاجرة» أخرجه البخاري
ومسلم وأبو داود والنسائي .
وعند أبي داود «حَرْث» قال : وكان عبد الوارث يقول «خِرَب» .
وفي رواية للبخاري وأبي داود نحوه ، وفيه : «فجعلوا ينقلون الصّخْر وهم يرتجزون .
اللهم إنَّ الخيرَ خيرُ الآخرة ... فاغفر للأنصارِ والمهاجره» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ثامنوني) ثامنت الرجل في المبيع وعلى السلعة ، أثامنه : إذا قاولتَه في -[184]-
ثمنها وساومته على بيعها منه واشترائها .
(وخِرَب) الخرب : جمع خِرَبة ، ومن رواه «حرث» أراد به الموضع المحروث ، والحرث :
الزرع .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 438 و 439 في المساجد ، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية
ويتخذ مكانها مساجد ، وفي فضائل المدينة ، باب حرم المدينة ، وفي البيوع ، باب
صاحب السلعة أحق بالسوم ، وفي الوصايا ، باب إذا أوقف جماعة أرضاً مشاعاً فهو جائز
، وباب وقف الأرض للمسجد ، وباب إذا قال الواقف : لا نطلب ثمنه إلا إلى الله فهو
جائز ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب مقدم النبي صلى الله عليه
وسلم وأصحابه المدينة ، ومسلم رقم (524) في المساجد ، باب ابتناء مسجد النبي صلى
الله عليه وسلم ، وأبو داود رقم (453) و (454) في الصلاة ، باب في بناء المساجد ،
والنسائي 3 / 39 في المساجد ، باب نبش القبور واتخاذ أرضها مسجداً .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/211) قال : حدثنا عبد الصمد. والبخاري (1/117، 4/14 و 15، 5/86)
قال: حدثنا مسدد. و (3/25) قال : حدثنا أبو معمر. و (3/83) قال : حدثنا موسى بن
إسماعيل. وفي (4/14) ، (5/86) قال : حدثنا إسحاق بن منصور، قال : أخبرنا عبد
الصمد. ومسلم (2/65) ، (5/188) قال : حدثنا يحيى بن يحيى، وشيبان بن فروخ. وأبو
داود (453) قال : حدثنا مسدد. و (454) قال : وقال موسى بن إسماعيل. والنسائي
(2/39) . وفي الكبرى (692) . وابن خزيمة (788) كلاهما عن عمران بن موسى.
سبعتهم - عبد الصمد، ومسدد، وأبو معمر، وموسى، ويحيى، وشيبان، وعمران - عن عبد
الوارث.
2 - وأخرجه أحمد (3/118 و 180) قال : حدثنا وكيع، وفي (3/123) قال : حدثنا يزيد.
وفي (3/244) قال : حدثنا عفان. وأبو داود (454) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. وابن
ماجة (742) قال: حدثنا علي بن محمد، قال : حدثنا وكيع.
أربعتهم - وكيع، ويزيد، وعفان، وموسى - عن حماد بن سلمة.
كلاهما - عبد الوارث، وحماد - عن أبي التياح يزيد بن حميد، فذكره.
(*) قال موسى بن إسماعيل : وزعم عبد الوارث أنه أفاد حمادا هذا الحديث «أبو داود»
(454) .
8716 - (خ) عكرمة مولى
ابن عباس قال : قال لي ابن عباس - رضي الله عنهما- ، ولابنه عليٍّ : «انطلقا إلى
أبي سعيد ، فاسمعا من حديثه ، فانطلقنا ، فإذا هو في حائط يُصلحه ، فأخذ رداءه
فاحْتَبَى ، ثم أنشأ يحدِّثنا حتى أتى على ذكر بناء المسجد ، فقال : كُنَّا
نَحْمِل لَبِنَة لَبِنَة ، وعمار لَبنتين لبنتين ، فرآه النبيُّ - صلى الله عليه
وسلم- ، فجعل ينفُضُ التراب عنه ، ويقول : وَيْحَ عمار ، يَدعُوهم إلى الجنة ،
ويَدْعُوَنه إلى النار ، قال : ويقول عَمَّار : أعوذُ بالله من الفتن» . أخرجه
البخاري (1) .
وقد تقدَّم في «كتاب الفضائل» من «حرف الفاء» ذِكْر هذا الحديث ، والزيادة التي
فيه ، فلا حاجة إلى إعادته .
وزاد رزين «وكانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَنْقُلُ اللَّبِنَ معهم ويقول
:
هذا الحِمالُ لا حِمالُ خيبرٍ ... هذا أَبَرُّ ربِّنا وأطْهرُ
ولقيه رجل وهو يَنْقُلُ التراب ، فقال : يا رسول الله ، ناولني لَبِنَتك -[185]-
أحملها عنك ، فقال : اذهبْ ، فخذْ غير هذا ، فلستَ بأفقرَ مني إلى الله ، قال :
وجاء رجل كان يحسن عَجْن الطين ، وكان من حَضْرموت ، فقال رسولُ الله - صلى الله
عليه وسلم- : رحم الله امرءاً أحسن صنعته ، وقال له : الزم أنت هذا الشغل ، فإني
أراك تُحسِنه» .
__________
(1) 1 / 450 و 451 في المساجد ، باب التعاون في بناء المسجد ، وفي الجهاد ، باب
مسح الغبار عن الرأس في سبيل الله .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/22) قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة. وفي (3/90)
قال : حدثنا محبوب بن الحسن. والبخاري (1/121) قال : حدثنا مسدد، قال : حدثنا عبد
العزيز بن مختار. وفي (4/25) قال : حدثنا إبراهيم بن موسى، قال : أخبرنا عبد
الوهاب.
أربعتهم - شعبة، ومحبوب، وعبد العزيز، وعبد الوهاب - عن خالد الحذاء، عن عكرمة،
فذكره.
8717 - (خ) أبو سعيد
الخدري - رضي الله عنه - قال : «كان سَقْفُ المسجد من جريد النخل ، فأمر عُمَرُ في
خلافته ببناء المسجد وقال : أكِنَّ الناسَ من المطر ، وإياك أن تُحَمِّر أَو
تُصَفِّر فتفتن الناس» أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .
__________
(1) تعليقاً 1 / 448 و 449 في المساجد ، باب بنيان المسجد ، وقد وصله في الاعتكاف
وغيره من طريق أبي سلمة عن أبي سعيد .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا في كتاب المساجد باب بنيان المسجد.
8718 - (خ د) عبد الله بن
عمر - رضي الله عنهما- قال : «كان المسجد على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
مبنيّاً باللَّبِن ، وسَقْفُه بالجريد ، وعُمُده خَشَبُ النخل ، فلم يزد فيه أبو
بكر شيئاً ، وزاد فيه عمر ، وبناه على بنائه في عهد رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- باللَّبنِ والجريد ، وأعاد عُمُدَه خشباً ، ثم غَيَّره عثمان وزاد فيه زيادة
كثيرة ، وبنى جُدُرَه بالحجارة المنقوشة والقَصَّة ، وجعل عُمُده من حجارة منقوشة
، وسقفه ساجاً» . أخرجه البخاري وأبو داود .
وفي رواية لأبي داود أيضاً «أنَّ مسجدَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- كان سوارِيه
على عهد -[186]- رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من جُذُوع النخلِ ، وأعلاه
مُظَلَّل بجريد النخل ، ثم إنها نَخِرَتْ في خلافة أبي بكر ، فبناها بجذوعِ النخل
وجريدِ النخل ، ثم إنَّها نَخِرَت في خلافة عثمان ، فبناها بالآجُرِّ ، فلم تزل
ثابتة حتى الآن» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(والقَصَّة) القَصَّةُ : الجِصُّ بلغة أهل الحجاز .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 449 و 450 في المساجد ، باب بنيان المسجد ، وأبو داود رقم
(451) و (452) في الصلاة ، باب في بناء المساجد .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/130) (6139) . والبخاري (1/121) قال : حدثنا علي بن عبد
الله. وأبو داود (451) قال : حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ومجاهد بن موسى. وابن
خزيمة (1324) قال : حدثنا محمد بن يحيى (ح) وحدثنا علي بن سعيد النسوي.
خمستهم - أحمد بن حنبل، وعلي بن عبد الله، ومحمد بن يحيى، ومجاهد بن موسى، وعلي بن
سعيد النسوي - قالوا : حدثنا يعقوب - هو ابن إبراهيم بن سعد -، قال : حدثني أبي،
عن صالح بن كيسان، قال : حدثنا نافع، فذكره.
8719 - (خ م ت) عثمان بن
عفان - رضي الله عنه - قال : عند قول الناس فيه «حين بني مسجد رسول الله - صلى
الله عليه وسلم- : إنَّكم أكثرتُم ، وإني سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول
: مَن بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة» .
وفي أخري «بنى الله له في الجنة مثله» . أخرجه البخاري ومسلم .
وأخرج الترمذي المسند من الثانية فقط (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 453 في المساجد ، باب من بني مسجداً ، ومسلم رقم (533) في
المساجد ، باب فضل بناء المساجد والحث عليها ، والترمذي رقم (318) في الصلاة ، باب
ما جاء في فضل بنيان المسجد .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (1/122) قال : حدثنا يحيى بن سليمان. ومسلم (2/68 و 8/221)
قال : حدثني هارون بن سعيد الأيلي، وأحمد بن عيسى.
ثلاثتهم - يحيى، وهارون، وأحمد - عن ابن وهب، قال : أخبرني عمرو - وهو ابن الحارث
- أن بكيرا حدثه، أن عاصم بن عمر بن قتادة حدثه، أنه سمع عبيد الله الخولاني،
فذكره.
أخرجه أحمد (1/61) (434) قال : حدثنا عبد الكبير بن عبد المجيد أبو بكر الحنفي.
وفي (1/70) (506) قال : حدثنا الضحاك بن مخلد. والدارمي (1399) قال : حدثنا أبو
عاصم. ومسلم (2/68) و (8/222) قال : حدثنا زهير بن حرب ومحمد بن المثنى، قالا :
حدثنا الضحاك بن مخلد. وفي (8/222) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال :
حدثنا أبو بكر الحنفي وعبد الملك بن الصباح. وابن ماجة (736) قال : حدثنا محمد بن
بشار، قال : حدثنا أبو بكر الحنفي. والترمذي (318) قال : حدثنا بندار، قال : حدثنا
أبو بكر الحنفي. وابن خزيمة (1291) قال : حدثنا محمد بن بشار، قال : حدثنا أبو
بكر، يعني الحنفي.
ثلاثتهم - عبد الكبير، والضحاك بن مخلد أبو عاصم، وعبد الملك بن الصباح - عن عبد
الحميد بن جعفر، قال : حدثني أبي، عن محمود بن لبيد، فذكره.
8720 - (ت) أنس بن مالك -
رضي الله عنه - أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : -[187]- «مَنْ بنى
مسجداً - صغيراً كان أو كبيراً - بنى الله له بيتاً في الجنة» . أخرجه الترمذي (1)
.
__________
(1) رقم (319) في الصلاة ، باب ما جاء في فضل بنيان المسجد ، وهو حديث حسن بشواهده
.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (319) قال : حدثنا قتيبة، قال : حدثنا نوح بن قيس، عن عبد الرحمن
مولى قيس، عن زياد النميري، فذكره.
8721 - (س) عمرو بن عبسة
(1) - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَنْ بَنَى
لله مسجداً ، ليُذكر الله فيه ، بنى الله له بيتاً في الجنة» . أخرجه النسائي (2)
.
__________
(1) في المطبوع : أنس بن مالك ، وهو خطأ .
(2) 2 / 31 في المساجد ، باب الفضل في بناء المساجد ، وهو حديث حسن بشواهده .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/386) قال : حدثنا حيوة بن شريح. والترمذي (1635) قال : حدثنا إسحاق
بن منصور المروزي، قال : أخبرنا حيوة بن شريح الحمصي. والنسائي (2/31) . وفي
الكبرى (678) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان.
كلاهما - حيوة، وعمرو - قالا : حدثنا بقية، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن
كثير بن مرة، فذكره.
(*) رواية الترمذي مختصرة على : «من شاب...» ورواية النسائي مختصرة على : «من بنى
لله مسجدا...» .
8722 - (د) أبو الوليد -
رحمه الله- قال : سألتُ ابنَ عُمَرَ عن الحصا الذي كان في المسجد ، فقال : «إنَّا
مُطِرْنا ذاتَ ليلة ، فأصبحتِ الأرضُ مُبْتَلَّة ، فجعل الرجل يجيء بالحصا في ثوبه
، فيبسطه تحته ، فلما قضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صلاتَه قال : ما أحسن
هذا !» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (458) في الصلاة ، باب في حصى المسجد ، وإسناده ضعيف .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (458) قال : حدثنا سهل بن تمام بن بزيع. وابن خزيمة (1298) قال :
حدثنا محمد بن بشار، قال : حدثني عبد الصمد.
كلاهما - سهل بن تمام، وعبد الصمد بن عبد الوارث - عن عمر بن سليم الباهلي، قال :
حدثني أبو الوليد، فذكره.
(*) رواية سهل بن تمام بن بزيع مختصرة على أول الحديث.
8723 - (د) أبو هريرة -
رضي الله عنه - قال أبو بدر - وهو شجاعُ بن الوليد- أراه قد رفعه إلى النبيِّ -
صلى الله عليه وسلم- «إن الحصاة لَتُنَاشِد الله الذي يخرجها من المسجد ليدَعها» .
أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (460) في الصلاة ، باب في حصى المسجد ، وإسناده ضعيف ، وليس في نسخ أبي
داود المطبوعة لفظه " ليدعها " في آخر الحديث .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (460) قال : حدثنا محمد بن إسحاق أبو بكر قال : حدثنا أبو بدر شجاع
بن الوليد، قال : حدثنا شريك. قال : حدثنا أبو حصين، عن أبي صالح، فذكره.
(*) وأخرجه أبو داود (459) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال : حدثنا أبو معاوية
ووكيع. قالا : حدثنا الأعمش، عن أبي صالح. قال : كان يقال : إن الرجل إذا أخرج
الحصى من المسجد تناشده.
8724 - (د) عبد الله بن
عمر - رضي الله عنهما- «أنَّ رسولَ الله -[188]- صلى الله عليه وسلم- لمَّا بَدَّن
، قال له تميم الداريُّ : ألا أَتّخِذُ لك مِنْبَراً يجمع - أو يحمل - عِظامك ؟
قال : بلى ، قال : فاتخذَ له منبراً ، مِرْقاتين» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بَدَّن) بدَّن الرجل بالتشديد : إذا كَبِر ، وبالتخفيف وبضم الدال : إذا سمن .
__________
(1) رقم (1081) في الصلاة ، باب اتخاذ المنبر ، وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1081) قال : حدثنا الحسن بن علي، قال : حدثنا أبو عاصم، عن ابن
أبي رواد، عن نافع، فذكره.
8725 - (خ) جابر بن عبد
الله- رضي الله عنهما- أن امرأةَ قالت : «يا رسولَ الله ألا أجعلُ لك شيئاً
تَقْعُدُ عليه ؟ فإن لي غلاماً نجَّاراً ، قال : إن شئتِ ، فعملتِ المنبرَ» ...
وذكر الحديث ، وقد تقدم ذِكْر المنبر في كتاب الصلاة . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 1 / 452 و 453 في المساجد ، باب الاستعانة بالنجار والصناع .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/300) قال : حدثنا وكيع. والبخاري (1/122) و (3/80) قال :
حدثنا خلاد بن يحيى. وفي (4/237) قال : حدثنا أبو نعيم.
ثلاثتهم - وكيع، وخلاد، وأبو نعيم - قالوا : حدثنا عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه،
فذكره.
8726 - (خ م د) سلمة بن
الأكوع - رضي الله عنه - قال : «كان بين مِنَبرِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-
وبين الحائط كَقَدْر مَمَرّ الشاة» . أخرجه أبو داود .
وعند البخاري ومسلم قال : «كان جِدَارُ المسجد عند المِنْبَرِ ما كادت الشاة
تجوزُه» .
وفي أخرى لمسلم «أنَّ سلمةَ كان يتحَّرى مَوْضِعَ المُصحَفِ يُسبِّح -[189]- فيه ،
وذَكَر : أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كان يتحِّرى ذلك المكان ، وكان بين
المنبر والقِبلةِ قَدْرَ مَمَرِّ الشاةِ» .
وفي رواية لهما «كان سلمةُ يتحرَّى الصلاةَ عند الأُسطوانة التي عند المصحف ، فقلت
له : يا أبا مسلم ، أراكَ تتحرَّى الصلاة عند الأسطوانة ؟ قال : رأيتُ النبيَّ -
صلى الله عليه وسلم- يتحرَّى الصلاة عندها» .
وقد جعل الحميديُّ هذا والذي قبله حديثين ، وذكر أنَّ أبا مسعود جعلهما كذلك ،
وهما حديث واحد (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 475 و 476 في سترة المصلي ، باب قدر كم ينبغي أن يكون بين
المصلي والسترة ، وباب الصلاة إلى الأسطوانة ، ومسلم رقم (509) في الصلاة ، باب
دنو المصلي من السترة ، وأبو داود رقم (1082) في الصلاة ، باب موضع المنبر .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/54) . ومسلم (2/59) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن
المثنى.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، وإسحاق، ومحمد بن المثنى - عن حماد بن مسعدة، عن يزيد -
يعني ابن أبي عبيد - فذكره.
أخرجه البخاري (1/133) قال : حدثنا المكي بن إبراهيم. وأبو داود (1082) قال :
حدثنا مخلد بن خالد، قال : حدثنا أبو عاصم.
كلاهما - المكي، وأبو عاصم - عن يزيد بن أبي عبيد، فذكره.
8727 - (خ) السائب بن
يزيد - رحمه الله- «أنَّه سمع عثمانَ بنَ عَفَّانَ - رضي الله عنه- على مِنْبَرِ
النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه البخاري هكذا (1) .
__________
(1) 13 / 261 في الاعتصام ، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق
أهل العلم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (7338) حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، أخبرني
السائب بن يزيد، فذكره.
الفصل الثاني : في أحكام
تتعلق بالمساجد ، وفيه أربعة فروع
الفرع الأول : في البصاق
8728 - (خ م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه
وسلم- رأى نُخامة في القِبْلة ، فشَقَّ ذلك عليه ، حتى رُئي [في وجهه] ، فقام
فحكَّه بيده ، فقال : إنَّ أحدَكم إذا قام في الصلاة فإنَّما يُناجي ربّه ، فإن
ربَّه بينه وبين القِبلة ، فلا يَبْزُقَنَّ أحدُكم قِبَل قِبْلتِه ، ولكنْ عن
يساره أو تحت قدمه ، ثم أخذ طرَف رِدائه ، فبصق فيه ، ثم رد بعضه على بعض ، فقال :
أو يفعل هكذا» هذه رواية البخاري .
وفي رواية له ولمسلم قال : «إنَّ المؤمن إذا كان في الصلاة ، فإنَّما يناجي ربَّه
، فلا يَبْزُقَنَّ بين يديه ، ولا عن يمينه ، ولكنْ عن يساره ، تحت قدمه» .
وللبخاري طرف منه قال : «بزَق النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في ثوب» لم يزد عليه
.
وفي رواية النسائي «أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- أخذ طرف ردائِه فَبَزَق
فيه ، فردَّ بعضه على بعض» . -[191]-
وله في أخرى قال : «رأى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- نُخامة في قِبْلَةِ
المسجد ، فغضِب ، حتى احمرَّ وجهه ، فقامت امرأة من الأنصار فحكَّتهْا ، وجعلت
مكانه خَلُوقاً ، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : ما أحسنَ هذا !» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نخامة) النُّخَامَة : بَزْقَةٌ تخرج من أصل الحلق من مخرج الخاء .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 425 في المساجد ، باب حك البزاق باليد من المسجد ، وباب لا
يبصق عن يمينه في الصلاة ، وباب ليبزق عن يساره أو تحت قدمه اليسرى ، وباب إذا
بدره البزاق فليأخذ بطرف ثوبه ، وفي مواقيت الصلاة ، باب المصلي يناجي ربه ، وفي
العمل في الصلاة ، باب ما يجوز من البصاق والنفخ في الصلاة ، ومسلم رقم (551) في
المساجد ، باب النهي عن البصاق في المسجد في الصلاة وغيرها ، والنسائي 1 / 163 في
الطهارة ، باب البزاق يصيب الثوب و 2 / 52 و 53 في المساجد ، باب تخليق المساجد .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه الحميدي (1219) . والبخاري (1/70) قال : حدثنا محمد بن يوسف، كلاهما -
الحميدي، ومحمد - قالا : حدثنا سفيان. ورواية البخاري مختصرة : «بزق النبي -صلى
الله عليه وسلم- في ثوبه...» .
2 - وأخرجه أحمد (3/199) . والدارمي (1403) كلاهما، عن يزيد بن هارون.
3 - وأخرجه أحمد (3/188) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن المثنى.
4 - وأخرجه البخاري (1/112) قال : حدثنا قتيبة. والنسائي مختصرا (1/163) . وفي
الكبرى (289) قال : أخبرنا علي بن حجر.
كلاهما - قتيبة، وعلي - قال : حدثنا إسماعيل بن جعفر.
5 - وأخرجه البخاري (1/113) قال : حدثنا مالك بن إسماعيل، قال : حدثنا زهير بن
معاوية.
6 - وأخرجه أبو داود (390) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل، قال : حدثنا حماد - وهو
ابن سلمة - مختصرا.
ستتهم - سفيان، ويزيد، وابن المثنى، وابن جعفر، وزهير، وحماد - عن حميد، فذكره.
8729 - (خ م ط د س) عبد
الله بن عمر - رضي الله عنهما- «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- رأى
بُصاقاً في جِدار القِبلة ، فحكَّه ، ثم أقبل على الناس ، فقال : إذا كان أحدُكم
يصلِّي فلا يبصق قِبَل وجهه ، فإنَّ الله قِبَلَ وجهه [إذا صلّى]» .
وفي رواية قال : «رأى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- نُخامة في قِبْلَةِ المسجد
فحكَّها بيده ، وتَغَيَّظَ» . أخرجه البخاري ومسلم والموطأ والنسائي .
وفي رواية أبي داود قال : «بينما رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يخطُب يوماً ،
إذ رأى -[192]- نخامة في قِبْلَةِ المسجد ، فتغيظَ على الناس ، ثم حكَّها - قال :
وأحسِبه قال : ودعا بزَعْفران فَلَطَخَه به - ثم قال : إنَّ الله تعالى قِبَلَ
وجهِ أحدِكم إذا صلى فلا يَبْصُقُ بين يديه» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 426 في المساجد ، باب حك البزاق باليد من المسجد ، وفي صفة
الصلاة ، باب هل يلتفت لأمر ينزل به ، وفي العمل في الصلاة ، باب ما يجوز من
البصاق والنفخ في الصلاة ، وفي الأدب ، باب ما يجوز من الغضب والشدة لأمر الله ،
ومسلم رقم (547) في المساجد ، باب النهي عن البصاق في المسجد ، والموطأ 1 / 194 في
القبلة ، باب النهي عن البصاق في القبلة ، وأبو داود رقم (479) في الصلاة ، باب في
كراهية البزاق في المسجد ، والنسائي 2 / 51 في المساجد ، باب النهي عن أن يتنخم
الرجل في قبلة المسجد .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك «الموطأ» (138) . وأحمد (2/6) (4509) قال : حدثنا إسماعيل. قال:
أخبرنا أيوب. وفي (2/18) (4684) قال : حدثنا يحيى. عن ابن أبي رواد. وفي (2/29)
(4841) قال : حدثنا محمد، قال : حدثنا عبيد الله. وفي (2/32) (4877) قال : حدثنا
يزيد، قال : أخبرنا محمد. وفي (2/34) (4908) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا
ابن أبي روَّاد. وفي (2/53) (5152) قال : حدثنا يحيى، عن عبيد الله. وفي (2/66)
(5335) قال : قرأت على عبد الرحمن : مالك. (ح) وحدثنا إسحاق، قال : أخبرنا مالك.
وفي (2/72) (5408) قال : حدثنا أبو سلمة، قال : أخبرنا ليث. وفي (2/99) (5745) قال
: حدثنا معاوية بن عمرو، قال : حدثنا زائدة، قال : حدثنا ليث بن أبي سليم. وفي
(2/141) (6265) قال : حدثنا محمد بن عبد الرحمن، قال : حدثنا أيوب. وفي (2/144)
(6306) قال : حدثنا يعلى ومحمد، ابنا عبيد، قالا : حدثنا محمد - يعني ابن إسحاق -.
والدارمي (1404) قال : أخبرنا سليمان بن حرب، قال : حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب.
والبخاري (1/112) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف، قال : أخبرنا مالك. وفي (1/191)
قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال : حدثنا ليث. وفي (2/82) قال : حدثنا سليمان بن
حرب، قال : حدثنا حماد، عن أيوب. وفي (8/33) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل، قال :
حدثنا جويرية. ومسلم (2/75) قال : حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، قال : قرأت على
مالك. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا عبد الله بن نمير، وأبو أسامة
(ح) وحدثنا ابن نمير، قال : حدثنا أبي، جميعا عن عبيد الله (ح) وحدثنا قتيبة،
ومحمد بن رمح، عن الليث بن سعد (ح) وحدثني زهير بن حرب، قال : حدثنا إسماعيل -
يعني ابن علية -. عن أيوب. (ح) وحدثنا ابن رافع، قال : حدثنا ابن أبي فديك، قال :
أخبرنا الضحاك - يعني ابن عثمان -. (ح) وحدثني هارون بن عبد الله، قال : حدثنا
حجاج بن محمد، قال : قال ابن جريج: أخبرني موسى بن عقبة. وأبو داود (479) قال :
حدثنا سليمان بن داود، قال : حدثنا حماد، قال : حدثنا أيوب.. وابن ماجة (763) قال
: حدثنا محمد بن رمح المصري، قال : أنبأنا الليث بن سعد. والنسائي (2/51) وفي
الكبرى (714) قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك. وفي الكبرى (443) قال : أخبرنا
قتيبة بن سعيد، قال : حدثنا الليث. وابن خزيمة (923) قال : حدثنا يعقوب الدورقي،
قال : حدثنا إسماعيل بن علية، قال : أخبرنا أيوب (ح) وحدثني مؤمل بن هشام، قال :
حدثنا إسماعيل - يعني ابن علية -، عن أيوب.
عشرتهم - مالك، وأيوب، وعبد العزيز بن أبي رواد، وعبيد الله بن عمر، ومحمد بن
إسحاق، وليث بن سعد، وليث بن أبي سليم، وجويرية، والضحاك بن عثمان، وموسى بن عقبة
- عن نافع، فذكره.
(*) رواية يحيى، عن ابن أبي رواد، مختصرة على : «أن رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- رأى نخامة في قبلة المسجد، فحكها، وخلَّق مكانها» .
(*) لفظ رواية ليث بن أبي سليم : «إذا صلى أحدكم فلا يتنخمن تجاه القبلة، فإن
تجاهه الرحمن، ولا عن يمينه، ولكن عن شماله، أو تحت قدمه اليسرى» .
8730 - (خ م د س) أبو
سعيد الخدري وأبو هريرة - رضي الله عنهما- أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-
«رأى نُخامة في جدار المسجد ، فتناول حَصاة فَحتها ، فقال : إذا تَنَخَّم أحدُكم
فلا يَتَنَخَّمَنَّ قِبَل وجهه ولا عن يمينه ، وليَبْصُق عن يساره ، أو تحت قدمه
اليسرى» . أخرجه البخاري ومسلم عنهما .
ولهما من رواية ابن عُيينة عن أبي سعيد وحدَه . وقال : «فحكَّها بحصاةٍ ، ونهى أن
يبصقَ الرجل بين يديه أو عن يمينه ، ولكنْ عن يساره ، أو تحت قدمه اليسرى» .
وأخرجه النسائي عن [أبي سعيد] الخدري وحدَه .
وأخرجه أبو داود عن [أبي سعيد] الخدريِّ : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-
كان يحبُّ العَراجينَ ، ولا يزال في يده منها ، وإنه دخل المسجد ، فرأى -[193]-
نُخامةً في قبلة المسجد ، فحكَّها ، ثم أقبل على الناس مُغْضَباً ، فقال :
«أيَسُرُّ أحدَكم أن يُبْصَقَ في وجهه ؟ فإن أحدَكم إذا استقبل القِبْلَة ، فإنما
يستقبلُ ربَّه عزَّ وجلَّ ، والملَك عن يمينه ، فلا يَتْفُلْ عن يمينه ولا في
قِبْلَتِهِ ، وليَبْصُقْ عن يساره ، أو تحت قدمه ، فإن عَجِلَ به أمْرٌ ،
فَلْيَتُفُلْ هكذا ووصف لنا ابنُ عجلان ذلك : أنْ يَتْفُلَ في ثوبه ، ثم يردَّ
بعضَهُ على بَعْض» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العراجين) العراجين : جمع عُرجون ، وهو القضيب الأصفر المتقوِّس الذي يكون عذق
الرطب فيه .
(يتفل) التفل : أقل ما يكون من البزاق ، والنفثُ أقل منه .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 429 في المساجد ، باب حك المخاط بالحصى من المسجد ، وباب لا
يبصق عن يمينه في الصلاة ، ومسلم رقم (548) في المساجد ، باب النهي عن البصاق في
المسجد ، وأبو داود رقم (480) في الصلاة ، باب في كراهية البزاق في المسجد ،
والنسائي 2 / 51 و 52 في المساجد ، باب ذكر نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن أن
يبصق الرجل بين يديه أو عن يمينه وهو في صلاته .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه الحميدي (728) . وأحمد (3/6) . والبخاري (1/113) قال : حدثنا علي بن عبد
الله. ومسلم (2/75) قال : حدثنا يحيى بن يحيى، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو
الناقد. والنسائي (2/51) . وفي الكبرى (715) قال : أخبرنا قتيبة. وابن خزيمة (874)
قال : حدثنا عبد الجبار بن العلاء. ثمانيتهم - الحميدي، وأحمد، وعلي، ويحيى، وأبو
بكر، والناقد، وقتيبة، وعبد الجبار - عن سفيان ابن عيينة.
2 - وأخرجه أحمد (3/58) قال : حدثنا حجاج. والبخاري (1/112) قال : حدثنا يحيى بن
بكير. كلاهما - حجاج، وابن بكير - قالا : حدثنا الليث، عن عقيل.
3 - وأخرجه أحمد (3/88) قال : حدثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة، قال : أخبرني أبي.
4 - وأخرجه أحمد (3/93) قال : حدثنا أبو كامل. والدارمي (1405) قال : حدثنا سليمان
بن داود. والبخاري (1/112) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. ومسلم (2/76) قال : حدثني
زهير بن حرب، قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم. وابن ماجة (761) قال : حدثنا محمد بن
عثمان العثماني أبو مروان. خمستهم - أبو كامل، وسليمان بن داود، وموسى، ويعقوب، وأبو
مروان - عن إبراهيم بن سعد.
5 - وأخرجه أحمد (3/93) قال : حدثنا سكن بن نافع، قال : حدثنا صالح.
6 - وأخرجه مسلم (2/76) قال : حدثني أبو الطاهر، وحرملة. والنسائي في الكبرى «تحفة
الأشراف» (3997) عن أبي الطاهر بن السرح. والحارث بن مسكين. وابن خزيمة (875) قال
: حدثنا يونس بن عبد الأعلى. أربعتهم - أبو الطاهر، وحرملة، والحارث، ويونس بن عبد
الأعلى - عن ابن وهب، عن يونس بن يزيد الأيلي.
ستتهم - سفيان، وعقيل، وشعيب، وإبراهيم، وصالح، ويونس - عن الزهري، عن حميد بن عبد
الرحمن ، فذكره.
(*) رواية سفيان - عن أبي سعيد - ولم يذكر «أبا هريرة» .
8731 - (خ م د س) أبو
هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا قام
أحدُكم إلى الصلاة ، فلا يبصق أمامَه ، فإنما يناجي الله ، ما دام في مُصلاَّه ،
ولا عن يمينه ، فإنَّ عن يمينه مَلَكاً ، ولْيَبْصُقْ عن يساره أو تحت قدمه ،
فيدفنها» أخرجه البخاري ومسلم . -[194]-
ولمسلم «أنَّه رأى نُخامة في قبلةِ المسجد ، فأقبل على الناس ، فقال : ما بالُ
أحدِكم يقوم مستقبلَ ربَّه ، فيتَنَخَّعُ أمامَهُ ؟ أيُحبُّ أن يُستَقْبَلَ ،
فيتنخَّعَ في وجهه ؟ فإذا تنخَّعَ أحدُكم ، فليتنخَّع عن يساره ، أو تحت قدمه ،
فإن لم يجد فليَتْفُلْ هكذا - ووصف الراوي - فَتَفَلَ في ثوبه ، ثم مسح بعضه ببعض»
.
وفي رواية : «كأنِّي انظرُ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- يَرُدُّ ثوبه
بعضَه على بعض» .
وفي رواية أبي داود قال : «مَنْ دَخَلَ هذا المسجد فبزق فيه أو تنخَّم ،
فَليَحْفِر فليدفنه ، فإن لم يفعلْ فليبزقْ في ثوبه ، ثم ليخرجْ به» .
وفي رواية النسائي : أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا صلَّى أحدُكم
فلا يَبْصُقْ بين يديه ، ولا عن يمينه ، ولكنْ عن يساره أو تحت قدمه...» وذكر
الحديث (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 428 و 429 في المساجد ، باب دفن النخامة في المسجد ، ومسلم
رقم (550) في المساجد ، باب النهي عن البصاق في المسجد ، وأبو داود رقم (477) في
الصلاة ، باب في كراهية البزاق في المسجد ، والنسائي 1 / 163 في الطهارة ، باب
البزاق يصيب الثوب .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/266) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : حدثنا معمر، عن الزهري،
عن حميد بن عبد الرحمن، فذكره.
8732 - (خ م د ت س) أنس
بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «البصاقُ
في المسجد خطيئة ، وكفَّارتُها دَفْنُها» أخرجه الجماعة إلا الموطأ . -[195]-
وفي أخرى لأبي داود قال : «التَّفْلُ في المسجد خطيئة ، وكفَّارتُه أن يُواريَه» .
وفي أخرى له «النخاعةُ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 428 في المساجد ، باب كفارة البزاق في المسجد ، ومسلم رقم
(552) في المساجد ، باب النهي عن البصاق في المسجد ، وأبو داود رقم (474) و (475)
و (476) في الصلاة ، باب في كراهية البزاق في المسجد ، والترمذي رقم (572) في
الصلاة ، باب ما جاء في كراهية البزاق في المسجد ، والنسائي 2 / 50 و 51 في
المساجد ، باب البصاق في المسجد .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/173) قال : حدثنا حجاج. و (3/277) قال : حدثنا يزيد بن هارون. و
(3/277) قال : حدثنا الضحاك بن مخلد. والدارمي (1402) قال : حدثنا هاشم بن القاسم.
والبخاري (1/113) قال : حدثنا آدم. ومسلم (2/77) قال : حدثنا يحيى بن حبيب
الحارثي، قال : حدثنا خالد بن الحارث. وابن خزيمة (1309) قال : حدثنا يعقوب بن
إبراهيم الدورقي، قال : حدثنا أبو داود.
سبعتهم - حجاج ويزيد، والضحاك، وهاشم، وآدم، وخالد، وأبو داود - عن شعبة.
2 - وأخرجه أحمد (3/232 و 277) . وابن خزيمة (1309) قال : حدثنا زياد بن أيوب.
كلاهما - أحمد، وزياد - عن محمد بن يزيد الواسطي، عن هشام، وشعبة.
3 - وأخرجه أحمد (3/183) قال : حدثنا يحيى بن سعيد، ووكيع. وفيه (3/183) قال :
حدثنا إسماعيل. و (3/274) قال : حدثنا محمد بن يزيد الواسطي. وابن خزيمة (1309)
قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال : حدثنا ابن علية. (ح) وحدثنا سلم بن
جنادة، قال : حدثنا وكيع.
أربعتهم - يحيى، ووكيع، ومحمد، وابن علية - عن هشام الدستوائي.
4 - وأخرجه أحمد (3/109) قال : حدثنا ابن أبي عدي، ومحمد بن جعفر و (3/309) قال : حدثنا
الضحاك بن مخلد. و (3/234) قال : حدثنا عبد الوهاب. وأبو داود (476) قال : حدثنا
أبو كامل، قال: حدثنا يزيد بن زريع.
خمستهم - ابن أبي عدي، وابن جعفر، والضحاك، وعبد الوهاب، ويزيد - عن سعيد بن أبي
عروبة.
5 - وأخرجه أحمد (3/289) قال : حدثنا بهز، قال : حدثنا أبان بن يزيد.
6 - وأخرجه مسلم (2/76) قال : حدثنا يحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد. وأبو داود
(475) قال : حدثنا مسدد. والترمذي (572) . والنسائي (2/50) . وفي الكبرى (713)
كلاهما عن قتيبة.
ثلاثتهم - يحيى، وقتيبة، ومسدد - قالوا : حدثنا أبو عوانة.
7 - وأخرجه أبو داود (474) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال : حدثنا هشام، وشعبة،
وأبان خمستهم - شعبة، وهشام، وأبان، وسعيد، وأبو عوانة - عن قتادة، فذكره.
8733 - (خ م ط) عائشة -
رضي الله عنها- أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «رأى في جدار القِبلةِ
مُخاطاً ، أو بُزَاقاً ، أو نُخَامة ، فحكَّه» . أخرجه البخاري ومسلم والموطأ (1)
.
__________
(1) رواه البخاري 1 / 426 في المساجد ، باب حك البزاق باليد من المسجد ، ومسلم رقم
(549) في المساجد ، باب النهي عن البصاق في المسجد ، والموطأ 1 / 195 في القبلة ،
باب النهي عن البصاق في القبلة .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك «الموطأ» صفحة (138) . وأحمد (6/138) قال : حدثنا وكيع. وفي
(6/148) قال : قرأت على عبد الرحمن : مالك. وفي (6/230) قال : حدثنا ابن نمير.
والبخاري (1/112) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. قال : أخبرنا مالك. ومسلم (2/76)
قال : حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه. وابن ماجة (764) قال :
حدثنا علي بن محمد. قال : حدثنا وكيع. وابن خزيمة (1315) حدثنا محمد بن العلاء بن
كريب. قال : حدثنا أبو أسامة. (ح) وحدثنا سلم ابن جنادة، قال : حدثنا وكيع.
أربعتهم - مالك، ووكيع، وعبد الله بن نمير، وأبو أسامة - عن هشام بن عروة، عن
أبيه، فذكره.
(*) أشار المزي في «تحفة الأشراف» (12/17155) إلى أن البخاري رواه عن إسماعيل بن
أبي أويس، عن مالك بن أنس، بهذا الإسناد.
8734 - (د) السائب بن
خلاد - رضي الله عنه - هو رجل من أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- قال :
«إنَّ رجُلاً أمّ قوماً ، فبصق في القِبلة ، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-
ينظر ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لقومه حين فرغ : لا يُصلّي لكم ،
فأراد بعد ذلك أن يصلِّيَ لهم ، فمنعوه ، وأخبروه بقول رسولِ الله - صلى الله عليه
وسلم- ، فذكر ذلك لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : نعم - أحْسِبُ أنه
قال -: إنك آذيتَ الله -[196]- ورسولَهُ» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (481) في الصلاة ، باب في كراهية البزاق في المسجد ، وإسناده حسن ، وهو حديث
صحيح بشواهده .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/56) قال : حدثنا سريج بن النعمان. وأبو داود (481) قال : حدثنا أحمد
بن صالح.
كلاهما - سريج، وأحمد - قالا : حدثنا عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن بكر
بن سوادة الجذامي، عن صالح بن خيوان، فذكره.
8735 - (د ت س) طارق بن
عبد الله المحاربي - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- :
«إذا كنتَ في الصلاة فلا تَبْزُقْ عن يمينك ، ولكنْ خَلْفَك ، أو تِلْقاءَ شِمالك
، أو تحتَ قدمك اليُسرى» أخرجه الترمذي .
وفي رواية أبي داود قال : «إذا قام الرجل إلى الصلاة - أو صلَّى أحدُكم - فلا
يبزقْ أمامَهُ ، ولا عن يمينه، ولكن تلقاء يَساره ، إن كان فارغاً ، أو تحت قدمه
اليسرى، ثم ليقل به هكذا» .
وفي رواية النسائي مثل الترمذي إلى قوله : «شمالك إنْ كان فارغاً ، وإلا هكذا»
وبزق يحيى تحت رجله ودَلَكه (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (478) في الصلاة ، باب في كراهية البزاق في المسجد ،
والترمذي رقم (571) في الصلاة ، باب ما جاء في كراهية البزاق في المسجد ، والنسائي
2 / 52 في المساجد ، باب الرخصة أن يبصق خلفه أو تلقاء شماله ، وقال الترمذي : هذا
حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه أحمد (6/396) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وابن ماجة (1021) قال : حدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة، قال : حدثنا وكيع. والترمذي (571) قال : حدثنا محمد بن بشار،
قال : حدثنا يحيى بن سعيد. والنسائي (2/52) . وفي الكبرى (716) قال : أخبرنا عبيد
الله بن سعيد، قال : حدثنا يحيى. وابن خزيمة (876) قال : حدثنا بندار، وأبو موسى،
قالا : حدثنا يحيى - وهو ابن سعيد. كلاهما - يحيى، ووكيع - عن سفيان.
2 - وأخرجه أحمد (6/396) قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة.
3 - وأخرجه أحمد (6/396) قال : حدثنا عبيدة بن حميد.
4 - وأخرجه أبو داود (478) قال : حدثنا هناد السري، عن أبي الأحوص.
5 - وأخرجه ابن خزيمة (877) قال :حدثنا يوسف بن موسى، قال : حدثنا جرير.
خمستهم - سفيان، وشعبة، وعبيدة، وأبو الأحوص، وجرير - عن منصور، عن ربعي بن حراش،
فذكره.
8736 - (د) أبو سعيد (1)
- رضي الله عنه - قال : «رأيتُ واثلةَ بن الأسقع - رحمه الله- في مسجد دِمَشْقَ
بَصَقَ على البُوريِّ ، ثم مسحه برجله -[197]- فقيل له : لم فعلتَ هذا ؟ قال :
لأني رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يفعله» . أخرجه أبو داود (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(البوريُّ) البوريُّ والباريُّ : المعمول من القصب ، معروف ، قاله الأصمعي ، وأما
البورياء والبارياء ، فإنه بالفارسية ، حكاه الجوهري .
__________
(1) هو أبو سعيد الحميري الحمضي صاحب واثلة بن الأسقع ، وفي المطبوع من جامع
الأصول : أبو سعيد الخدري ، وهو خطأ .
(2) رقم (484) في الصلاة ، باب في كراهية البزاق في المسجد ، وإسناده ضعيف .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/490) قال : حدثنا هاشم. وأبو داود (484) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد.
كلاهما - هاشم، وقتيبة - عن الفرج بن فضالة، قال : حدثنا أبو سعد، فذكره.
(*) في رواية أبي داود : «أبو سعيد» .
8737 - (م د) جابر بن عبد
الله- رضي الله عنهما- قال : «أتى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في مسجدنا هذا
، وفي يده عُرْجون ابنِ طاب ، فرأى في قِبلة المسجدِ نُخَامَة ، فحكَّها بالعُرجون
، ثم أقبل علينا ، فقال : أيُّكم يحبُّ أنْ يُعرِض الله عنه ؟ فجشِعْنا ، ثم قال :
أيُّكم يحبُّ أن يُعْرِضَ الله عنه ؟ قلنا : لا أيُّنا يا رسولَ الله ، قال : فإنّ
أحدَكم إذا قام يصلِّي ، فإن الله قِبَل وجهه ، فلا يبصقْ قِبَلَ وجهه ، ولا عن
يمينه ، وليبصقنَّ عن يساره ، أو تحت رجله اليسرى ، فإن عَجِلَت به بادرة ، فليقل
بثوبه هكذا - ثم لوى ثوبه بعضه على بعض - وقال : أروني عَبيراً ، فثارَ فَتى من
الحيِّ يشتد إلى أهله ، فجاء بخَلوق في راحته ، فأخذه رسولُ الله - صلى الله عليه
وسلم- ، فجعله على رأس العرجون ، ثم لَطَخ به على أثر النخامة ، قال جابر : فمن
هناك جعلتم الخلُوق في مساجدكم» . -[198]-
هذا طرف من حديث عبادة بن الوليد عن جابر ، وقد ذكر الحديث بطوله في المعجزات من
«كتاب النبوة» في حرف النون .
وأخرج أبو داود منه هذا القدر في «باب كراهة البزاق في المساجد» ، ولفظ مسلم فيه
أتم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عرجون ابن طاب) : نوع من ثمر المدينة معروف عندهم .
(فجشعنا) الجَشَع : أشدُّ ما يكون من الحِرص ، والجَشَع : شدة الجزع لفراق الإلف ،
وهو المراد في الحديث .
(عَبيراً) العبير : أخلاط من طيب يجمع بالزعفران ، وقيل : هو عند العرب : الزعفران
.
__________
(1) رواه مسلم رقم (3008) في الزهد ، باب حديث الطويل وقصة أبي اليسر ، وأبو داود
رقم (485) في الصلاة ، باب في كراهية البزاق في المسجد .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (3008) قال : حدثنا هارون بن معروف، ومحمد بن عباد «وتقاربا في
لفظ الحديث» والسياق لهارون. قالا. وأبو داود (485) قال : حدثنا يحيى بن الفضل
السجستاني، وهشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقيان. بهذا الحديث - وهذا
لفظ يحيى بن الفضل السجستاني - قالوا.
خمستهم - هارون، ومحمد، ويحيى، وهشام، وسليمان - قالوا : حدثنا حاتم بن إسماعيل،
ثنا يعقوب بن مجاهد أبو حرزة، عن عباد بن الوليد بن عبادة بن الصامت، فذكره.
الفرع الثاني : في دخول
المرأة المسجد
8738 - (خ م ط د ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- قال : إنَّ النبيَّ - صلى
الله عليه وسلم- قال : «إذا استأذنَ أحدَكم امرأتُه إلى المسجد فلا يَمنَعْها» .
وفي رواية قال : فقال بلال بن عبد الله : «والله لنَمنعهُنَّ ، قال : -[199]-
فَأَقْبَلَ عليه عبد الله ، فسَبَّه سَبّاً سيئاً ، ما سمعتُ سبَّهُ مثله قَطُّ ،
وقال : أُخْبِرُكَ عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وتقول : واللهِ
لنمنعهنَّ ؟» .
وفي أخرى : أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا استأذنكم نساؤكم بالليل
إلى المسجد فائذنوا لهن» .
وفي أخرى أنه قال : «لا تمنعوا إماءَ الله مساجدَ الله» .
وفي أخرى قال : «كانت امرأة لعمر تشهدُ صلاة الصبح والعشاءِ في الجماعة في المسجد
، فقيل لها : لِمَ تَخْرُجِين وقد تعلَمين أنَّه يَكْرَه ذلك ويَغار ؟ قالت : فما
يمنعه أن ينهاني ؟ قالوا : يمنعه قول رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- : لا
تمنعوا إماء الله مساجد الله» .
وفي أخرى قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا تمنعوا النساء من
الخروج إلى المساجد بالليل» .
وفي أخرى «ائْذَنوا للنساء بالليل إلى المساجد ، فقال ابنٌ له ، يقال له واقد :
إذنْ يَتَّخِذْنَه دَغَلاً ، قال : فضرب في صدره ، وقال : أُحَدثُك عن رسولِ الله
- صلى الله عليه وسلم- ، وتقول : لا ؟» .
وفي أخرى «لا تمنعوا النساء حُظُوَظهن من المساجد إذا استأذَنكم ، فقال بلال :
والله لنمنعهنَّ ، فقال عبد الله : أقولُ : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ،
وتقول أنتَ : لنمنعهنَّ؟» . -[200]- أخرجه البخاري ومسلم ، والرواية الآخرة لمسلم
.
وفي رواية الموطأ وأبي داود : أنه قال : «لا تمنعوا إماءَ الله مَساجِدَ الله» .
وأخرج أبو داود أيضاً والترمذي الرواية التي فيها ذِكْر «واقد» .
ولأبي داود : «لا تمنعوا نساءكم المساجد ، ودورهُنَّ خيرٌ لهن» (1) .
وفي رواية ذكرها رزين زيادة على هذه : «وبيوتُهنَّ خيرٌ من دورهن ، وصلاة المرأةِ
في مَخْدَعِها خير لها من صلاتها في بيتها» .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الدَّغَل) الدَّغَل : الفساد والشر .
__________
(1) رواه البخاري 2/ 318 في الجمعة ، باب هل على من يشهد الجمعة غسل ، وفي صفة
الصلاة ، باب خروج النساء إلى المساجد بالليل والغلس ، وباب استئذان المرأة زوجها
بالخروج إلى المسجد ، وفي النكاح ، باب استئذان المرأة زوجها في الخروج إلى المسجد
وغيره ، ومسلم رقم (442) في الصلاة ، باب خروج النساء إلى المساجد ، والموطأ 1 /
197 في القبلة ، باب خروج النساء إلى المساجد ، وأبو داود رقم (566) و (567) و
(568) في الصلاة ، باب ما جاء في خروج النساء إلى المسجد ، والترمذي رقم (570) في
الصلاة ، باب ما جاء في خروج النساء إلى المساجد .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه الحميدي (612) . قال : حدثنا سفيان. وأحمد (2/7) (4522) قال : حدثنا عبد
الأعلى، عن معمر. وفي (2/9) (4556) قال : حدثنا سفيان. وفي (2/140) (6252) قال :
حدثنا حجاج، قال : حدثنا ليث، قال : حدثني عقيل. وفي (2/151) (6387) قال :حدثنا
عبد الرزاق، قال : حدثنا معمر. والدارمي (448) قال : أخبرنا محمد بن كثير، عن
الأوزاعي. وفي (1281) قال : أخبرنا محمد بن يوسف، قال : حدثنا الأوزاعي. والبخاري
(1/220) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يزيد بن زريع، عن معمر. وفي (7/49) قال :
حدثنا علي بن عبد الله، قال : حدثنا سفيان. ومسلم (2/32) قال : حدثني عمرو الناقد،
وزهير بن حرب، جميعا عن ابن عيينة. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى، قال : أخبرنا ابن
وهب، قال : أخبرني. بونس. وابن ماجة (16) قال : حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري،
قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا معمر. والنسائي (2/42) . وفي الكبرى (696)
قال: حدثنا إسحاق بن إبرهيم، قال : أنبأنا سفيان. وابن خزيمة (1677) قال : حدثنا
عبد الجبار بن العلاء، قال : حدثنا سفيان (ح) وحدثنا علي بن خشرم، قال : أخبرنا
ابن عيينة (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم، وسعيد بن عبد الرحمن، قالا : حدثنا سفيان.
خمستهم - سفيان بن عيينة، ومعمر، وعقيل، والأوزاعي، ويونس - عن الزهري.
2- وأخرجه أحمد (2/57) (5211) قال : حدثنا وكيع. وفي (2/143) (6303) قال : حدثنا
ابن نمير. وفي (2/143) (6304) قال : حدثنا محمد بن بكر. وفي (2/156) (6444) قال :
حدثنا عبد الله بن الحارث. والبخاري (1/219) قال : حدثنا عبيد الله بن موسى. ومسلم
(2/32) قال : حدثنا ابن نمير، قال : حدثنا أبي.
خمستهم - وكيع، وابن نمير، ومحمد بن بكر، وعبد الله بن الحارث، وعبيد الله ابن
موسى - عن حنظلة الجمحي.
كلاهما - الزهري، وحنظلة - عن سالم بن عبد الله، فذكره.
8739 - (د) عبد الله بن
مسعود - رضي الله عنه - قال : قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : «صلاةُ المرأةِ
في بيتها أفضلُ من صلاتها في حُجرتها ، وصلاتُها في مَخْدَعِها أفضل من صلاتها في
بيتها» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (570) في الصلاة ، باب ما جاء في خروج النساء إلى المساجد ، وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (570) قال : حدثنا ابن المثنى. وابن خزيمة (1688) قال : حدثنا محمد
بن بشار. وفي (1690) قال : حدثنا أبو موسى.
كلاهما - محمد بن المثنى أبو موسى، ومحمد بن بشار - قالا : حدثنا عمرو بن عاصم،
قال : حدثنا همام، عن قتادة، عن مورق العجلي، عن أبي الأحوص، فذكره.
8740 - (د) أبو هريرة -
رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا تمنعوا إماءَ
الله مساجدَ الله ، ولكن لِيَخْرُجْنَ وَهُنَّ تَفِلات» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تَفِلات) رجل تَفِل ، وامرأة تَفِلة : بيِّنا التَفَل : إذا كانا غير متطيبين .
__________
(1) رقم (765) في الصلاة ، باب ما جاء في خروج النساء إلى المساجد ، وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (978) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (2/438 و 475) قال : حدثنا يحيى.
وفي (2/528) قال : حدثنا محمد بن عبيد. والدارمي (1282) قال : أخبرنا يزيد بن
هارون. وفي (1283) قال : أخبرنا سعيد بن عامر. وأبو داود (565) قال : حدثنا موسى
بن إسماعيل،. قال : حدثنا حماد. وابن خزيمة (1679) قال : حدثنا بندار. قال : حدثنا
يحيى (ح) وحدثنا أبو سعيد الأشج، قال : حدثنا ابن إدريس.
سبعتهم - سفيان بن عيينة، ويحيى، ومحمد بن عبيد، ويزيد، وسعيد، وحماد بن سلمة،
وابن إدريس - عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، فذكره.
8741 - (س) عبد الله بن
عمر (1) - رضي الله عنهما- قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إذا
استأذنتِ امرأةُ أحَدِكم إلى المسجد فلا يمنعها» أخرجه النسائي (2) .
__________
(1) في الأصل جابر ، وهو خطأ .
(2) 2 / 42 في المساجد ، باب النهي عن منع النساء من إتيانهن المساجد ، وإسناده
صحيح ، وهو نفس الحديث المتقدم في أول الفرع .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (2/42) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال : أنبأنا سفيان، عن
الزهري، عن سالم، فذكره.
8742 - (ط) عاتكة بنت زيد
بن عمرو بن نفيل - رضي الله عنها- وهي زوجةُ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -
«أنَّها كانت تستأذن عمر بن الخطاب إلى المسجد ، فيسكت ، فتقول : والله لأخْرُجَنّ
إلا أن تمنعَني ، فلا يمنعها» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 1 / 198 في القبلة ، باب ما جاء في خروج النساء إلى المساجد .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (2/7) عن يحيى بن سعيد، عن عاتكة، فذكرته.
8743 - (خ م ط د) عمرة
[بنت عبد الرحمن]- رحمها الله- قالت : قالت عائشة - رضي الله عنها - : «لو رأى
رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ما أحدَثَ النساءُ ، -[202]- لمنعهنَّ المسجدَ ،
كما مُنِعَهُ نساء بني إسرائيل ، قيل لعَمْرة : أوَمُنِعْنَ ؟ قالت : نعم» .
أخرجه البخاري ومسلم والموطأ وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 2 / 290 في صفة الصلاة ، باب خروج النساء إلى المساجد بالليل
والغلس ، ومسلم رقم (445) في الصلاة ، باب خروج النساء إلى المساجد ، والموطأ 1 /
198 في القبلة ، باب ما جاء في خروج النساء إلى المساجد ، وأبو داود (569) في
الصلاة ، باب التشديد في خروج النساء إلى المساجد .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/91) قال : حدثنا يونس، قال : حدثنا حماد - يعني ابن زيد -. وفي
(6/193) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (6/235) قال : حدثنا يزيد. والبخاري
(1/219) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. قال : أخبرنا مالك. ومسلم (2/34) قال :
حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. قال : حدثنا سليمان - يعني ابن بلال -. (ح)
وحدثنا محمد بن المثنى. قال : حدثنا عبد الوهاب - يعني الثقفي - (ح) وحدثنا عمرو
الناقد. قال : حدثنا سفيان بن عيينة (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا
أبو خالد الأحمر (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أخبرنا عيسى بن يونس. وأبو
داود (569) قال : حدثنا القعنبي، عن مالك. وابن خزيمة (1698) قال : حدثنا أحمد بن
عبدة. قال : حدثنا حماد - يعني ابن زيد -. (ح) وحدثنا عبد الجبار بن العلاء. قال :
حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا علي بن خشرم، قال : أخبرنا ابن عيينة. تسعتهم - حماد بن
زيد، ويحيى بن سعيد القطان، ويزيد بن هارون، ومالك، وسليمان بن بلال، وعبد الوهاب
الثقفي، وسفيان بن عيينة، وأبو خالد الأحمر، وعيسى بن يونس - عن يحيى بن سعيد
الأنصاري.
8744 - (د) نافع عن ابنِ
عمر - رضي الله عنهما- أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لو تركنا هذا
الباب للنساء ؟ قال نافع : فلم يدخل منه ابنُ عمر حتى مات» أخرجه أبو داود .
وفي رواية عن نافع قال : قال عمرُ ، وهو أصح (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (571) في الصلاة ، باب التشديد في خروج النساء إلى المساجد
، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (462 و 571) قال : حدثنا عبد الله بن عمرو، أبو معمر، قال : حدثنا
عبد الوارث، قال : حدثنا أيوب، عن نافع، فذكره.
(*) قال أبو داود : وقال غير عبد الوارث : قال عمر. وهو أصح، حدثنا محمد بن قدامة
بن أعين، قال: حدثنا إسماعيل، عن أيوب، عن نافع، قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله
عنه بمعناه، وهو أصح.
(*) وفي (464) قال أبو داود : حدثنا قتيبة - يعني ابن سعيد - قال : حدثنا بكر -
يعني ابن مضر - عن عمرو بن الحارث، عن بكير، عن نافع، أن عمر بن الخطاب كان ينهى
أن يُدخل من باب النساء.
8745 - (د) نافع مولى ابن
عمر - رضي الله عنه - قال : «كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- ينهى أن يُدْخَلَ
المسجدُ من باب النساء» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (464) في الصلاة ، باب في اعتزال النساء في المساجد عن الرجال ، وإسناده
منقطع .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (464) قال : حدثنا قتيبة - يعني ابن سعيد - ثنا بكر - يعني ابن مضر
- عن عمرو بن الحارث ، عن بكير، عن نافع، فذكره.
الفرع الثالث : في أفعال
متفرقة
8746 - (م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّه سمعَ رسولَ الله - صلى الله عليه
وسلم- يقول : «من سمع رجلاً يَنْشُد ضالَّة في المسجد ، فليقل : لا رَدَّها الله
عليك ، فإن المساجدَ لم تُبْنَ لهذا» أخرجه مسلم وأبو داود .
وعند الترمذي قال : «إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد ، فقولوا : لا أرَبحَ
الله تجارتك ، وإذا رأيتم من يَنْشُد ضالَّة ، فقولوا : لا ردَّ الله عليك» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَنشُد ضالَّةً) الضَّالَّة : الضائعة ، ونشدها : طلبها والسؤال عنها .
__________
(1) رواه مسلم رقم (568) في المساجد ، باب النهي عن نشد الضالة في المسجد ، وأبو
داود رقم (473) في الصلاة ، باب كراهية إنشاد الضالة في المسجد ، والترمذي رقم
(1321) في البيوع ، باب النهي عن البيع في المسجد .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/349) قال : حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ. وفي (2/420) قال:
حدثنا هارون بن معروف، قال : أخبرني ابن وهب. ومسلم (2/82) قال : حدثنا أبو الطاهر
أحمد بن عمرو، قال : حدثنا ابن وهب. (ح) وحدثنيه زهير بن حرب، قال : حدثنا
المقرئ.. وأبو داود (473) قال : حدثنا عبيد الله بن عمر الجشمي، قال : حدثنا عبد
الله بن يزيد. وابن ماجة (767) قال : حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، قال : حدثنا
عبد الله بن وهب. وابن خزيمة (1302) قال : حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال : حدثنا
ابن وهب.
كلاهما - عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن المقرئ، وابن وهب - عن حيوة بن شريح، عن
أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن، عن أبي عبد الله مولى شداد، فذكره.
8747 - (م) بريدة - رضي
الله عنه - «أنَّ رجلاً نَشَد في المسجد ، فقال : من دعا إلى الجمل الأحمر ؟ فقال
رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : لا وجدتَ ، إنما بُنِيَتْ المساجد لما بُنيت
له» .
وفي رواية قال : «الواجدُ غيرك...» وذكره أخرجه مسلم (1) .
-[204]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(من دعا إلى الجمل الأحمر) أراد بقوله : «من دعا إلى الجمل الأحمر» : من وجد الجمل
الأحمر فدعا إليه صاحبه ليأخذه .
__________
(1) رقم (569) في المساجد ، باب النهي عن نشد الضالة في المسجد .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (5/360) قال : حدثنا عبد الله بن الوليد، ومؤمل. ومسلم (2/82) قال :
حدثني حجاج بن الشاعر قال : حدثنا عبد الرزاق. وابن خزيمة (1301) قال : حدثنا
بندار، وأبو موسى، قالا : حدثنا مؤمل. ثلاثتهم - عبد الله، ومؤمل، وعبد الرزاق -
عن سفيان الثوري.
2- وأخرجه أحمد (5/361) قال : حدثنا وكيع. ومسلم (2/82) قال : حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. وابن ماجة (765) قال : حدثنا علي بن محمد، قال : حدثنا
وكيع. والنسائي في «اليوم والليلة» (174) قال : أخبرنا سويد بن نصر بن سويد، قال :
أخبرنا عبد الله - يعني ابن المبارك -. وابن خزيمة (1301) قال : حدثنا أبو عمار،
قال : حدثنا وكيع بن الجراح. وفي (1301) قال : حدثنا سلم بن جنادة، قال : حدثنا
وكيع.
كلاهما - وكيع، وعبد الله - عن سعيد بن سنان أبو سنان الشيباني.
3 - وأخرجه مسلم (2/82) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد، قال : حدثنا جرير، عن محمد بن
شيبة.
ثلاثتهم - سفيان، وسعيد، ومحمد - عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، فذكره.
8748 - (س) جابر بن عبد
الله - رضي الله عنه - قال : «جاء رجل يَنْشُدُ ضالَّة في المسجد ، فقال له رسولُ
الله - صلى الله عليه وسلم- : لا وجدتَ» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 2 / 48 و 49 في المساجد ، باب النهي عن إنشاد الضالة في المسجد ، وهو حديث
صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (2/48) قال : أخبرنا محمد بن وهب، قال : حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي
عبد الرحيم، قال : حدثني زيد بن أبي أنيسة. عن أبي الزبير، فذكره.
8749 - (د ت س) عمرو بن
شعيب عن أبيه عن جده أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «نهى عن الشراء والبيع
في المسجد ، وأن تُنشَد فيه ضالة ، وأن يُنشَد فيه شِعْر ، ونهى عن الحِلَق قبل
الصلاة يوم الجمعة» .
أخرجه أبو داود والترمذي ، وفَرَّقَهُ النسائي في موضعين (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحِلَق) الحِلَق جمع حَلْقَة ، وهي الجماعة من الناس هاهنا .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (1079) في الصلاة ، باب التحلق يوم الجمعة قبل الصلاة ،
والترمذي رقم (322) في الصلاة ، باب ما جاء في كراهية البيع والشراء وإنشاد الضالة
والشعر في المسجد ، والنسائي 2 / 47 و 48 في المساجد ، باب النهي عن البيع والشراء
في المسجد ، وباب النهي عن تناشد الأشعار في المسجد ، وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه أحمد (2/179) (6676) قال : حدثنا يحيى. وأبو داود (1079) قال : حدثنا
مسدد قال : حدثنا يحيى. وابن ماجة (749) قال : حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي، قال
: حدثنا أبو خالد الأحمر. وفي (766) و (1133) قال : حدثنا محمد بن رمح، قال :
أنبأنا ابن لهيعة. (ح) وحدثنا أبو كريب، قال : حدثنا حاتم بن إسماعيل. والترمذي
(322) قال : حدثنا قتيبة، قال : حدثنا الليث. والنسائي (2/47) . وفي الكبرى (704)
قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال : أخبرني يحيى بن سعيد. وفي (2/48) . وفي
الكبرى (705) . وفي «عمل اليوم والليلة» (173) قال : أخبرنا قتيبة، قال : حدثنا
الليث بن سعد. وابن خزيمة (1304) قال : حدثنا بندار، ويعقوب بن إبراهيم، قالا :
حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (1306) قال : حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج، قال : حدثنا
أبو خالد. وفي (1816) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال : حدثنا يحيى بن
سعيد.
خمستهم - يحيى بن سعيد، وأبو خالد الأحمر، وابن لهيعة، وحاتم بن إسماعيل، والليث -
عن ابن عجلان.
2 - وأخرجه أحمد (2/212) (6991) قال : حدثنا علي بن إسحاق، قال : أخبرنا عبد الله
- يعني ابن المبارك -، قال : حدثني أسامة بن زيد.
كلاهما - محمد بن عجلان، وأسامة بن زيد - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة.
8750 - (ط) مالك بن أنس -
رحمه الله- قال : «بنى عمر - رضي الله عنه- رَحْبة في ناحية المسجد ، تسمى
البُطَيحاء ، فقال : من كان يريد أن يَلْغَط ، -[205]- أو يُنْشِدَ شِعْراً ، أو
يرفع صوته ، فليخرج إلى هذه الرحبة» أخرجه الموطأ (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يلغط) اللَّغَط : الصوت والجَلَبة .
__________
(1) 1 / 175 في قصر الصلاة ، باب جامع الصلاة بلاغاً ، وإسناده منقطع .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في «الموطأ» مع شرح الزرقاني (1/504) . بلاغا.
8751 - (خ) السائب بن
يزيد - رضي الله عنه - قال : «كنتُ قائماً في المسجد ، فحصبني رجل ، فنظرت ، فإذا
عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- ، فقال : اذهب فائتني بهذين ، فجئتُه بهما ، فقال :
مَنْ أنتما ؟ أو من أين أنتما ؟ قالا : من أهل الطائف ، قال : لو كنتما من أهل
البلد لأوجعتكما ، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ؟» .
أخرجه البخاري (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فحصبني) حصبتُه : إذا رميتَه بالحصباء ، وهي الحصى الصغار .
__________
(1) 1 / 465 في المساجد ، باب رفع الصوت في المسجد .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (470) قال : حدثنا علي بن عبد الله، قال : حدثنا يحيى بن
سعيد، قال : حدثنا الجعيد بن عبد الرحمن، قال : حدثني يزيد بن خصيفة، عن السائب،
فذكره.
8752 - (د) عائشة - رضي
الله عنها- قالت : «جاء رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ووجوه بيوت أصحابه
شارعةٌ في المسجد ، فقال : وجِّهُوا هذه البيوت عن المسجد ، ثم دخل رسولُ الله -
صلى الله عليه وسلم- ، ولم يصنع القوم شيئاً رجاءَ أن تَنْزِل فيهم رخصة ، فخرج
إليهم بعدُ ، فقال : وَجّهُوا هذه البيوت عن المسجد ، فإني لا أُحِلُّ المسجدَ
لحائض ولا جُنب» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (232) في الطهارة ، باب في الجنب يدخل المسجد ، وهو حديث حسن ، وانظر
" نصب الراية " 1 / 194 .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (232) قال : حدثنا مسدد. وابن خزيمة (1327) قال : حدثنا محمد بن
يحيى. قال : حدثنا معلى بن أسد.
كلاهما - مسدد، ومعلى بن أسد - قالا : حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال : حدثنا
الأفلت بن خليفة، قال : حدثتني جسرة بنت دجاجة، فذكرته.
8753 - (د) عبد الله بن
عمر - رضي الله عنهما- قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «إذا
نَعَسَ أحدكم وهو في المسجد ، فليتحوَّل من مجلسه ذلك إلى غيرِه» . أخرجه أبو داود
(1) .
__________
(1) رقم (1119) في الصلاة ، باب الرجل ينعس والإمام يخطب ، ورواه أيضاً الترمذي
رقم (526) في الصلاة ، وأحمد في " المسند " 2 / 32 و 135 ، وإسناده حسن
.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/22) (4741) قال : حدثنا يعلى بن عبيد. وفي (2/32) (4875) قال :
حدثنا يزيد. وفي (2/135) (6187) قال : حدثنا يعقوب، قال : حدثنا أبي. وعبد بن حميد
(747) قال : حدثنا يعلى ومحمد ابنا عبيد. وأبو داود (1119) قال : حدثنا هناد بن
السري، عن عبدة. والترمذي (526) قال : حدثنا أبو سعيد الأشج، قال : حدثنا عبدة بن
سليمان، وأبو خالد الأحمر. وابن خزيمة (1819) قال : حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج،
قال : حدثنا أبو خالد، وعبدة بن سليمان (ح) وحدثنا هارون بن إسحاق، قال : حدثنا
أبو خالد (ح) وحدثنا الحسن بن محمد، قال : حدثنا محمد بن عبيد (ح) وحدثنا محمد بن
يحيى، قال : حدثنا يزيد بن هارون (ح) وحدثنا محمد أيضا. قال : حدثنا يعلى بن عبيد.
ستتهم - يعلى بن عبيد، ويزيد بن هارون، وإبراهيم بن سعد، ومحمد بن عبيد، وعبدة بن
سليمان، وأبو خالد الأحمر - عن محمد بن إسحاق، عن نافع، فذكره.
8754 - (د) عبد الرحمن بن
أبي بكر - رضي الله عنهما- قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «هل منكم
أحد أطعم اليوم مسكيناً ؟ فقال أبو بكر : دخلتُ المسجدَ ، فإذا أنا بسائل يسأل ،
فوجدتُ كِسْرَة خبز في يدِ عبد الرحمن ، فأخذتُها فدفعتُها إليه» أخرجه أبو داود
(1) .
__________
(1) رقم (1670) في الزكاة ، باب المسألة في المسجد ، وهو حديث حسن بشواهده .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (1670) قال : حدثنا بشر بن ادم، قال : حدثنا عبد الله بن بكر
السهمي، قال: حدثنا مبارك بن فضالة، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى،
فذكره.
8755 - (خ ت س) عبد الله
بن عمر - رضي الله عنهما- «أنه كان ينام وهو شاب عَزَب لا أهل له في مسجد رسول
الله - صلى الله عليه وسلم-» .
أخرجه البخاري والترمذي والنسائي .
وعند الترمذي «كُنَّا ننام على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في المسجد
ونحن شباب» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 446 في المساجد ، باب نوم الرجال في المسجد ، وفي التهجد ،
باب فضل قيام الليل ، وباب من تعار من الليل فصلى ، وفي فضائل أصحاب النبي صلى
الله عليه وسلم ، باب مناقب عبد الله بن عمر ، وفي التعبير ، باب الإستبرق ودخول
الجنة في المنام ، وباب الأمن وذهاب الروح في المنام ، وباب الأخذ على اليمين في
النوم ، ومسلم رقم (2479) في فضائل الصحابة ، باب من فضائل عبد الله بن عمر رضي
الله عنهما ، والترمذي رقم (321) في الصلاة ، باب ما جاء في النوم في المسجد ،
والنسائي 2 / 50 في المساجد ، باب النوم في المسجد .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/146) (6330) قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا معمر. والبخاري
(2/61 و 9/51) قال : حدثنا عبد الله بن محمد، قال : حدثنا هشام بن يوسف، قال :
أخبرنا معمر. وفي (2/61) قال : حدثني محمود، قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا
معمر. وفي (5/30) قال: حدثنا إسحاق بن نصر، قال : حدثنا عبد الرزاق، عن معمر. وفي
(5/31) . وفي «رفع اليدين» (41) قال : حدثنا يحيى بن سليمان، قال : حدثنا ابن وهب،
عن يونس. ومسلم (7/158) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد، قالا :
أخبرنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا معمر. وابن ماجة (3919) قال : حدثنا إبراهيم بن
المنذر الحزامي، قال : حدثنا عبد الله بن معاذ الصنعاني، عن معمر. والترمذي (321)
قال : حدثنا محمود بن غيلان، قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا معمر.
كلاهما - معمر، ويونس - عن الزهري، عن سالم، فذكره.
رواية يونس مختصرة على : «عن ابن عمر، عن أخته حفصة، أن النبي -صلى الله عليه
وسلم- قال لها : إن عبد الله رجل صالح» .
ورواية الترمذي مختصرة على : «عن ابن عمر، قال : كنا ننام على عهد رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- في المسجد، ونحن شباب» .
8756 - (خ م) عائشة - رضي
الله عنها- قالت : «لقد رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يوماً على باب
حُجْرتي والحَبشة يلعبون في المسجد ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- يَسْتُرني
بردائه أنظر إليهم» .
وفي رواية «والله لقد رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقوم على باب حجرتي
، والحبشةُ يلعبون بحِرابهم في مسجدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ورسولُ
الله - صلى الله عليه وسلم- يسترني بردائه ، لكي أنظرَ إلى لعبهِم ، ثم يقوم من
أجلي ، حتى أَكون أَنا التي أَنصرف» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 457 في المساجد ، باب أصحاب الحراب في المسجد ، وفي العيدين
، باب الحراب والدرق يوم العيد ، وباب سنة العيد لأهل الإسلام ، وباب إذا فاته
العيد يصلي ركعتين ، وفي الجهاد ، باب الدرق ، وفي الأنبياء ، باب قصة الحبش ، وفي
فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم
وأصحابه المدينة ، وفي النكاح ، باب حسن المعاشرة مع الأهل ، وباب نظر المرأة إلى
الحبش ونحوهم من غير ريبة ، ومسلم رقم (892) في صلاة العيدين ، باب الرخصة في
اللعب الذي لا معصية فيه في أيام العيد .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه الحميدي (254) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (6/56) قال : حدثنا ابن نمير.
وفي (6/116) قال : حدثنا سليمان بن داود. قال : حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن أبي
الزناد -. وفي (6/186) قال : حدثنا وكيع. وفي (6/233) قال : حدثنا محمد بن بشر.
ومسلم (3/22) قال : حدثنا زهير بن حرب. قال : حدثنا جرير. وفي (3/23) قال : حدثنا
يحيى بن يحيى. قال : أخبرنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة. (ح) وحدثنا ابن نمير. قال
: حدثنا محمد بن بشر. والنسائي (3/195) قال : أخبرنا محمد بن آدم، عن عبدة. وفي
الكبرى «تحفة الأشراف» (12/16938) عن محمد بن منصور، عن سفيان. ثمانيتهم - سفيان
بن عيينة، وعبد الله بن نمير، وابن أبي الزناد، ووكيع، ومحمد بن بشر، ويحيى بن
زكريا، وجرير بن عبد الحميد، وعبدة بن سليمان - عن هشام بن عروة.
2 - وأخرجه أحمد (6/84) قال : حدثنا أبو المغيرة. قال : حدثنا الأوزاعي. وفي
(6/85) قال : حدثنا محمد بن مصعب. قال : حدثنا الأوزاعي. وفي (6/166) قال : حدثنا
عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. وفي (6/247) قال : حدثنا عثمان بن عمر. قال : حدثنا
يونس. وفي (6/270) قال : حدثنا يعقوب. قال : حدثنا أبي، عن صالح. والبخاري (1/123)
قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال : حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن
كيسان. وفي (2/29) و (4/225) قال : حدثنا يحيي بن بكير. قال : حدثنا الليث، عن
عقيل. وفي (7/36) قال : حدثنا عبد الله بن محمد. قال : حدثنا هشام. قال : أخبرنا
معمر. وفي (7/48) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، عن عيسى، عن الأوزاعي.
ومسلم (3/21) قال : حدثنا هارون بن سعيد الأيلي. قال : حدثنا ابن وهب. قال :
أخبرني عمرو. وفي (3/22) قال : حدثني أبو الطاهر. قال : أخبرنا ابن وهب. قال :
أخبرني يونس. والنسائي (3/195) قال : أخبرنا علي بن خشرم. قال : حدثنا الوليد. قال
: حدثنا الأوزاعي. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (12/16485) عن عمرو بن منصور، عن أبي
اليمان الحكم بن نافع، عن شعيب بن أبي حمزة. وفي (12/16574) عن الربيع بن سليمان
بن داود، عن إسحاق بن بكر بن مضر، عن أبيه، عن عمرو بن الحارث. سبعتهم - الأوزاعي،
ومعمر، ويونس، وصالح بن كيسان، وعقيل، وعمرو بن الحارث، وشعيب بن أبي حمزة - عن
ابن شهاب الزهري.
كلاهما - هشام، والزهري - عن عروة بن الزبير، فذكره.
(*) في رواية وكيع، عن هشام : «كانت الحبشة يلعبون في يوم عيد... الحديث وفيه :
فجاء أبو بكر. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- دعها فإن لكل قوم عيدا، وهذا
عيدنا» .
(*) الروايات ألفاظها متقاربة، وبعضهم يزيد على بعض في اللفظ.
8757 - (خ م د س) أبو
هريرة - رضي الله عنه - قال : «بَعَثَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- خَيْلاً
قِبَلَ نجد ، فجاءت بِرَجُل من بني حنيفة ، يقال له : ثمامة بن أثال ، فربطه
بسارية من سواري المسجد» . أخرجه النسائي .
وهو طرف من حديث طويل قد أخرجه البخاري ومسلم ، وأبو داود أخرج بعضه ، وهو مذكور
في إسلام ثمامة بن أثال (1) .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 462 في المساجد ، باب الاغتسال إذا أسلم وربط الأسير أيضاً
في المسجد ، -[208]- وباب دخول المشرك المسجد ، وفي الخصومات ، باب التوثق ممن
تخشى معرته ، وباب الربط والحبس في الحرم ، و في المغازي ، باب وفد بني حنيفة ،
ومسلم رقم (1764) في الجهاد ، باب ربط الأسير وحبسه ، والنسائي 1 / 46 في المساجد
، باب ربط الأسير بسارية المسجد ، وأبو داود رقم (2679) في الجهاد ، باب في الأسير
يوثق .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/304) قال : حدثنا عبد الرحمن. قال : حدثنا عبد الله بن عمر.
وفي (2/452) قال : حدثنا حجاج، قال : حدثنا ليث. وفي (2/483) قال : حدثنا سريج،
قال : حدثنا عبد الله - يعني ابن عمر -. والبخاري (1/125) و (3/161) . و (5/214)
قال : حدثنا عبد الله بن يوسف، قال : حدثنا الليث. وفي (1/127) . و (3/161) قال :
حدثنا قتيبة، قال : حدثنا الليث. ومسلم (5/158) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد، قال :
حدثنا ليث. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال : حدثنا أبو بكر الحنفي، قال : حدثني
عبد الحميد بن جعفر. وأبو داود (2679) قال : حدثنا عيسى بن حماد المصري وقتيبة، قال
قتيبة : حدثنا الليث. والنسائي (1/109) و (2/46) . وفي الكبرى (190) و (702) قال :
أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال : حدثنا الليث. وابن خزيمة (252) قال : حدثنا الربيع بن
سليمان المرادي، قال : حدثنا شعيب - يعني ابن الليث - عن أبيه. وفي (253) قال :
حدثنا محمد بن يحيى، قال : حدثنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا عبد الله وعبيد الله
ابنا عمر.
أربعتهم - عبد الله بن عمر، والليث، وعبد الحميد بن جعفر، وعبيد الله بن عمر - عن
سعيد بن أبي سعيد المقبري، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (2/246) قال : حدثنا سفيان، عن ابن عجلان. وقرئ على سفيان، عن سعيد،
عن أبي هريرة، إن شاء الله. قال سفيان : الذي سمعناه منه، عن ابن عجلان. لا أدري
عمن سئل سفيان، عن ثمامة بن أثال ؟ فقال : كان المسلمون أسروه، فذكر نحوه. قال عبد
الله بن أحمد بن حنبل : وسمعته يقول : عن سفيان، سمعت ابن عجلان، عن سعيد، عن أبي
هريرة، أن ثمامة بن أثال قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
الفرع الرابع : في أحاديث
متفرقة
8758 - (د ت) أبو ثمامة الحناط أن كعب بن عُجْرة أدركه وهو يريد المسجد - أدرك
أحدُهما صاحِبه - قال : فوجدني وأنا مُشَبِّك يَدَيَّ ، فنهاني عن ذلك ، وقال :
سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إذا توضأ أحدُكم ، فأحسنَ وُضُوءه ، ثم
خرج عامداً إلى المسجد ، فلا يُشَبِّكنَّ يديه ، فإنه في صلاة» . أخرجه أبو داود ،
وأخرج الترمذي المسند منه فقط (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (562) في الصلاة ، باب ما جاء في الهدي في المشي إلى الصلاة
، والترمذي رقم (386) في الصلاة ، باب كراهية التشبيك بين الأصابع في الصلاة ، وهو
حديث صحيح بشواهده .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/241) قال : حدثنا إسماعيل بن عمر. وعبد بن حميد (369) قال : حدثنا
عبد الملك بن عمرو العقدي. والدارمي (1411) قال : حدثنا عثمان بن عمر. وأبو داود
(562) قال : حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، أن عبد الملك بن عمرو حدثهم. وابن
خزيمة (541) قال : حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال : أخبرنا عبد الله بن وهب.
أربعتهم - إسماعيل، وعبد الملك، وعثمان، وابن وهب - عن داود بن قيس، عن سعد بن
إسحاق بن كعب بن عجرة، عن أبي ثمامة الحناط، فذكره.
(*) وأخرجه ابن خزيمة (442) قال : حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال : أخبرني أنس بن
عياض، عن سعد بن إسحاق، عن أبي سعيد المقبري، عن أبي ثمامة، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (4/242) قال : حدثنا قران بن تمام أبو تمام الأسدي. وفي (4/243)
قال : حدثنا يزيد، قال : أخبرنا شريك بن عبد الله. والدارمي (1412) قال : أخبرنا
محمد بن يوسف، قال : حدثنا سفيان. وابن ماجة (967) قال : حدثنا علقمة بن عمرو
الدارمي، قال : حدثنا أبو بكر بن عياش. وابن خزيمة (444) قال : حدثنا أبو سعيد
الأشج، قال : حدثنا أبو خالد.
خمستهم - قران، وشريك، وسفيان، وابن عياش، وأبو خالد - عن محمد بن عجلان، عن سعيد
بن أبي سعيد، عن كعب بن عجرة، فذكره..
(*) وأخرجه أحمد (4/242) قال : حدثنا حجاج. وابن خزيمة (443) قال : حدثنا محمد بن
رافع، قال: حدثنا ابن أبي فديك.
كلاهما - حجاج، وابن أبي فديك - عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن رجل من بني
سالم، عن أبيه، عن جده، عن كعب بن عجرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :
«لا يتطهر رجل في بيته، ثم يخرج، لا يريد إلا الصلاة، إلا كان في صلاة، حتى يقضي
صلاته، ولا يخالف أحدكم بين أصابع يديه في الصلاة» .
(*) قال ابن خزيمة : سعد بن إسحاق بن كعب، هو من بني سالم.
(*) وأخرجه أحمد (4/242) قال : حدثنا محمد بن بكر، قال : أخبرنا ابن جريج، قال :
أخبرني محمد بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن بعض بني كعب بن عجرة، عن كعب، فذكره.
(*) وأخرجه الترمذي (386) قال : حدثنا قتيبة، قال : حدثنا الليث، عن ابن عجلان، عن
سعيد المقبري، عن رجل، عن كعب بن عجرة، فذكره.
8759 - (د ت) عائشة - رضي
الله عنها- قالت : «أمَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ببناءِ المساجد في
الدور ، وأن تُنَظَّفَ وتُطَيَّب» . أخرجه أبو داود والترمذي .
قال سفيان «بناء المساجد في الدور ، يعني : في القبائل» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (455) في الصلاة ، باب اتخاذ المساجد في الدور ، والترمذي
رقم (594) في الصلاة ، باب ما ذكر في تطييب المساجد ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/279) قال : حدثنا عامر بن صالح. وأبو داود (455) قال : حدثنا محمد
بن العلاء. قال : حدثنا حسين بن علي، عن زائدة. وابن ماجة (758) قال : حدثنا عبد
الرحمن بن بشر بن الحكم، وأحمد بن الأزهر. قالا : حدثنا مالك بن سعير. وفي (759)
قال : حدثنا رزق الله بن موسى. قال : حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي. قال : حدثنا
زائدة بن قدامة. والترمذي (594) قال : حدثنا محمد بن حاتم المؤدب البغدادي البصري.
قال : حدثنا عامر بن صالح الزبيري، هو من ولد الزبير. وابن خزيمة (1294) قال :
حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم. قال : حدثنا مالك بن سعير بن الخمس.
ثلاثتهم - عامر بن صالح، وزائدة، ومالك بن سعير - عن هشام بن عروة، عن أبيه،
فذكره.
(*) أخرجه الترمذي (595) قال : حدثنا هناد. قال : حدثنا عبدة ووكيع. وفي (596) قال
: حدثنا ابن أبي عمر. قال : حدثنا سفيان بن عيينة.
ثلاثتههم - عبدة، ووكيع، وسفيان - عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن النبي -صلى الله
عليه وسلم- أمر. فذكر نحوه. ليس فيه «عائشة» .
وقال أبو عيسى الترمذي : وهذا أصح من الحديث الأول «يعني من الرواية المتصلة عنده
من طريق عامر بن صالح الزبيري» .
8760 - (د) سمرة بن جندب
- رضي الله عنه - كتَبَ إلى بنيه «أما بعدُ : فإنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه
وسلم- كان يأمرنا أن نَصْنَعَ المساجدَ في ديارنا ، ونصلح صنعتها ونُطهرها» .
أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (456) في الصلاة ، باب اتخاذ المساجد في الدور ، وهو حديث حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (456) قال : حدثنا محمد بن داود بن سفيان، قال : حدثنا يحيى - يعني
ابن حسان - قال : حدثنا سليمان بن موسى، قال : حدثنا جعفر بن سعد بن سمرة، قال :
حدثني خبيب بن سليمان، عن أبيه سليمان بن سمرة، فذكره.
8761 - (د خ) عبد الله بن
عباس - رضي الله عنهما- قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «ما
أُمِرْتُ بتشييد المساجد» .
قال ابن عباس : «لَتُزَخْرِفُنَّها كما زَخْرَفتِ اليهود والنصارى» .
أخرجه أبو داود ، وأخرج البخاري كلام ابن عباس في ترجمة باب (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(زخرفت) الزَّخرفة : النُّقوش وتذهيب الحيطان وتمويهها بالذهب .
__________
(1) رقم (448) في الصلاة ، باب في بناء المساجد ، وإسناده صحيح ، ورواه البخاري
تعليقاً 1 / 449 في المساجد ، باب بنيان المسجد ، وقد وصله أبو داود وغيره .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (448) قال : حدثنا محمد بن الصباح، عن سفيان، قال : أخبرنا سفيان
بن عيينة، عن سفيان الثوري، عن أبي فزارة، عن يزيد بن الأصم، فذكره.
ورواه البخاري تعليقا في كتاب المساجد، باب بنيان المساجد.
8762 - (د س) أنس بن مالك
- رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا تقوم الساعة
حتى يَتَبَاهى الناسُ في المساجد» . أخرجه أبو داود .
وعند النسائي قال : «مِن أشْراط الساعة : أن يتباهى الناس في المساجد» (1) .
-[210]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يتباهى) التباهي : المفاخرة ، والمباهاة : المفاخرة .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (449) في الصلاة ، باب في بناء المساجد ، والنسائي 2 / 32
في المساجد ، باب المعاهدة في المساجد ، وإسناده صحيح .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/134) قال : حدثنا عبد الصمد. و (3/145) قال : حدثنا أبو سعيد. و
(3/152) قال : حدثنا عبد الصمد وعفان. و (3/230) قال : حدثنا يونس وحسن بن موسى. و
(3/283) قال : حدثنا عفان. والدارمي (1415) قال : أخبرنا عفان. وأبو داود (449)
قال : حدثنا محمد بن عبد الله الخزاعي (2/32) . وفي الكبرى (679) قال : أخبرنا
سويد بن نصر، قال : أنبأنا عبد الله بن المبارك، وابن خزيمة (1322) قال : حدثنا
محمد بن رافع، قال : حدثنا المؤمل بن إسماعيل. وفي (1323) قال : حدثنا محمد بن
يحيى، قال : حدثنا محمد بن عبد الله الخزاعي.
تسعتهم - عبد الصمد، وأبو سعيد، وعفان، ويونس، وحسن، والخزاعي، والجمحي، وابن
المبارك، ومؤمل - عن حماد بن سلمة، عن أيوب، عن أبي قلابة، فذكره.
8763 - (س) طلق بن علي -
رضي الله عنه - قال : «خرجْنَا وفداً إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ،
فبايعناه ، وصلّينا معه ، وأخبرناه أنَّ بأرضنا بِيْعةً لنا ، فاستوهبناه من فَضْل
طَهُوره ، فدعا بماء ، فتوضأ وتمضمض ، ثم صَبّه لنا في إداوة وأمرنا ، فقال :
اخْرُجوا ، فإذا أتيتم أرضَكم فاكسِروا بِيْعتَكم ، وانضحوا مكانها بهذا الماء ،
واتَّخِذوها مسجداً ، قلنا : إنَّ البلدَ بعيد ، والحرَّ شديد ، والماءَ يَنْشَفُ
، فقال : مُدّوه من الماء ، لا يزيده إلا طيباً ، فخرجنا حتى قَدِمْنا بَلَدَنا ،
فكسرنا بِيْعَتَنا ، ثم نضحنا مكانها ، واتخذناها مسجداً ، فنادينا فيه بالأذان ،
قال : والراهب رجل من طيء ، فلما سمع الأذان ، قال : دعوةُ حقٍّ ، ثم استقبل
تَلْعةً من تِلاعنا فلم نَرَهُ بعد» . أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تَلْعة) التَّلْعة : مجرى أعلى الأرض إلى بطون الأودية ، وقيل : هو ما ارتفع من
الأرض ، وما انهبط منها ، فهو إذن من الأضداد .
__________
(1) 2 / 38 و 39 في المساجد ، باب اتخاذ البيع مساجد ، وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد قال : حدثنا عبد الصمد، قال : حدثنا ملازم، قال : حدثنا عبد الله بن
بدر وسراج بن عقبة. والنسائي (2/38) . وفي الكبرى (691) قال : أخبرنا هناد بن
السري، عن ملازم - هو ابن عمرو - قال : حدثني عبد الله بن بدر.
كلاهما - عبد الله بن بدر، وسراج - عن قيس بن طلق، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (4/23) قال : حدثنا موسى بن داود، قال : حدثنا محمد بن جابر، عن
عبد الله بن بدر، عن طلق بن علي، فذكره. ليس فيه «قيس بن طلق» .
8764 - (د) عثمان بن
[أبي] العاص - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله -[211]- صلى الله عليه وسلم-
أَمَرَهُ : أن يجعلَ مسجدَ أهلِ الطائف حيث كانت طواغيتهم» . أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(طواغيتهم) الطواغيت : جمع طاغوت ، وهو المارد من الشياطين ، وقيل : الصنم ، وكذا
أراد به هاهنا .
__________
(1) رقم (450) في الصلاة ، باب في بناء المسجد ، وفي سنده محمد بن عبد الله بن
عياض لم يوثقه غير ابن حبان ، وباقي رجاله ثقات .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (450) قال:حدثنا رجاء بن المرجى. وابن ماجة (743) قال: حدثنا محمد
بن يحيى.
كلاهما - رجاء، ومحمد بن يحيى - قالا:حدثنا أبوهمام الدلال، قال:حدثنا سعيد بن
السائب ، عن محمد بن عبد الله بن عياض، فذكره.
8765 - (د) أبو هريرة -
رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «مَنْ أتى المسجدَ
لشيء ، فهو حَظُّه» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (472) في الصلاة ، باب في فضل القعود في المسجد ، وإسناده حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (472) قال:حدثنا هشام بن عمار، قال:حدثنا صدقة بن خالد، قال:حدثنا
عثمان بن أبي العاتكة الأزدي، عن عمير بن هانئ العنسي، فذكره.
8766 - (خ م) عائشة - رضي
الله عنها- أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال في مرضه الذي لم يَقُمْ منه
: «لَعَنَ الله اليَهُودَ والنصارى ، اتَّخَذوا قبورَ أنبيائهم مساجدَ ، قالت :
ولولا ذلك لأبرز قبُره ، خشي أن يُتَّخذ مسجداً» . وفي رواية : «ولولا ذلك لأبرز
قبُره ، غير أني أخشى أن يُتَّخذ مسجداً» ولم يذكر «قالت» أخرجه البخاري ومسلم (1)
.
وقد ذكر عن عائشةَ وابنِ عباس وغيرهما نحو ذلك في موضع آخر من الكتاب ، فلم نُعِدْ
ذِكْرَهُ .
__________
(1) رواه البخاري 3 / 203 في الجنائز ، باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه
وسلم ، وباب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور ، وفي المغازي ، باب مرض النبي
صلى الله عليه وسلم ووفاته ، ومسلم رقم (532) في المساجد ، باب النهي عن بناء
المساجد على القبور .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : تقدم تخريجه.
ترجمة الأبواب التي أولها
ميم ، ولم ترد في حرف الميم
(المحاقلة والمزابنة) في كتاب البيع من حرف الباء .
(المِراء) في كتاب الجدال من حرف الجيم .
(ماء زمزم) في كتاب الحج من حرف الحاء .
(المجالسة) في كتاب الصحبة من حرف الصاد .
(المحبة) في كتاب الصحبة من حرف الصاد .
(المصافحة) في كتاب الصحبة من حرف الصاد .
(المخنَّثون) في كتاب الصحبة من حرف الصاد .
(المياه) في كتاب الطهارة من حرف الطاء .
(المني) في كتاب الطهارة من حرف الطاء .
(المسح على الخفين) في كتاب الطهارة من حرف الطاء .
(المرض) في كتاب الفضائل من حرف الفاء .
(موت الأولاد الصغار) في كتاب الفضائل من حرف الفاء .
(ميراث النبي صلى الله عليه وسلم) في كتاب الفرائض من حرف الفاء .
(المسألة) في كتاب القناعة من حرف القاف .
(الميزان) في كتاب القيامة من حرف القاف .
(المعجزات) في كتاب النبوة من حرف النون .
حرف النون
ويشتمل على ثمانية كتب
كتاب النبوة ، كتاب النكاح ، كتاب النذر ، كتاب النصح ، كتاب النوم ، كتاب النفاق
، كتاب النجوم
الكتاب الأول : في النبوة ، وفيه خمسة أبواب
الباب الأول : في أحكام تخص ذاته - صلى الله عليه وسلم - ، وفيه أربعة فصول
الفصل الأول : في اسمه ونسبه
ذكر البخاري - رحمه الله - في ترجمة باب مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال
: " هو محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، بن عبد الله ، بن عبد المطلب
، بن هاشم ، بن عبد مناف ، ابن قُصي ، بن كلاب ، بن مُرَّة ، بن كعب ، بن لُؤي ،
بن غالب ، بن فِهْر ، -[214]- ابن مالك ، بن النضر ، بن كنانة ، بن خزيمة ، بن
مُدرِكة ، بن إلياس ، بن مُضَر ، ابن نِزار ، بن مَعدِّ ، بن عدنان " (1) .
وذكر رزين : أنه عن ابن عباس .
8767 - (خ) كليب بن وائل - رضي الله عنه - قال : قلت لزينب بنت أبي سلمة : «هل كان
رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من مُضَر ؟ قالت : ممن كان ، إِلا من مُضَر ؟ من
بني النضرِ بن كِنانة» .
وفي رواية قال : «حدثتني رَبيبةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وأظنها زينب -
قالت : نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن الدُّبَّاء والحَنْتَم والمُقَيّر
والمُزَفَّت ، فقلت لها : أخبريني ، النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ممن كان ؟ قالت
...» وذكر الحديث . أخرجه البخاري (2) .
__________
(1) أخرجه البخاري 7 / 124 و 125 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب
مبعث النبي صلى الله عليه وسلم .
(2) 6 / 383 و 384 في الأنبياء ، باب المناقب .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (4/216) قال : حدثنا قيس بن حفص، قال : حدثنا عبد الواحد.
قال: حدثنا كليب بن وائل. فذكره.
(*) وأخرجه البخاري (4/216) قال : حدثنا موسى. قال : حدثنا عبد الواحد. قال :
حدثنا كليب. قال : حدثتني ربيبة النبي -صلى الله عليه وسلم-. وأظنها زينب قالت.
وذكر الرواية الثانية.
8768 - (م) واثلة بن
الأسقع - رضي الله عنه - قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «إن
الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى قريشاً من كنانة ، واصطفى من قريش بني
هاشم ، واصطفاني من بني هاشم» .
أخرجه مسلم (1) . وقد تقدم نحو هذا في باب فضل النبي - صلى الله عليه وسلم- في
كتاب الفضائل من حرف الفاء .
-[215]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اصطفى) : اختار ، وهو افتعل ، وانقلبت التاء طاءً لأجل الصاد .
__________
(1) رقم (2276) في الفضائل ، باب فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/107) قال : حدثنا أبو المغيرة. وفي (4/107) قال : حدثنا محمد
بن مصعب. ومسلم (7/58) قال : حدثنا محمد بن مهران الرازي. ومحمد بن عبد الرحمن بن
سهم. جميعا عن الوليد. والترمذي (3605) قال : حدثنا خلاد بن أسلم. قال : حدثنا
محمد بن مصعب. وفي (3606) قال : حدثنا محمد بن إسماعيل. قال : حدثنا سليمان بن عبد
الرحمن الدمشقي. قال : حدثنا الوليد بن مسلم.
ثلاثتهم - أبو المغيرة، ومحمد بن مصعب، والوليد - قالوا : حدثنا الأوزاعي، عن شداد
أبي عمار، فذكره.
8769 - (خ م ط ت) جبير بن
مطعم - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «لي خمسة
أسماء : أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، وأنا
الحاشر الذي يُحشَر الناسُ على قدَمَيَّ ، وأنا العاقِبُ . والعاقِبُ : الذي ليس
بعده نبيٌّ ، وقد سماه الله رَؤوفاً رحيماً» . أخرجه البخاري ومسلم .
وأخرجه الموطأ عن محمد بن جبير بن مطعم مرسَلاً ، وانتهى حديثه عند قوله : «وأنا
العاقب» وأخرجه الترمذي إلى قوله : «ليس بعده نبيٌّ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يحشر الناس على قدميَّ) يعني : أنه أول مَنْ يُحْشَرُ من الخلق ، ثم يحشر الناس
على قدمه ، أي : على أثره ، وقيل : أراد بقدمه : عهده وزمانه ، يقال : كان ذاك على
رِجْلِ فلان ، وعلى قدم فلان ، أي : في عهده .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 404 في الأنبياء ، باب ما جاء في أسماء النبي صلى الله عليه
وسلم ، وفي تفسير سورة الصف ، ومسلم رقم (2354) في الفضائل ، باب في أسمائه صلى
الله عليه وسلم ، والموطأ 2 / 1004 في أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ، والترمذي
رقم (2842) في الأدب ، باب ما جاء في أسماء النبي صلى الله عليه وسلم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (555) . وأحمد (4/80) قالا : حدثنا سفيان. وأحمد (4/84) قال:
حدثنا عبد الرزاق، قال : حدثنا معمر. والدارمي (2778) قال : أخبرنا الحكم بن نافع،
قال : أخبرنا شعيب بن أبي حمزة. والبخاري (4/225) قال : حدثني إبراهيم بن المنذر،
قال : حدثني معن، عن مالك. وفي (6/188) قال : حدثنا أبو اليمان، قال : أخبرنا
شعيب. ومسلم (7/89) قال : حدثني زهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم، وابن أبي عمر،
قال إسحاق : أخبرنا، وقال الآخران : حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثني حرملة بن
يحيى، قال : أخبرنا ابن وهب، قال : أخبرني يونس. وفي (7/90) قال : حدثني عبد الملك
بن شعيب بن الليث، قال : حدثني أبي، عن جدي، قال : حدثني عقيل. (ح) وحدثنا عبد بن
حميد، قال : أخبرنا عبد الرزاق، قال : أخبرنا معمر (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد
الرحمن الدارمي. قال : أخبرنا أبو اليمان، قال : أخبرنا شعيب. والترمذي (2840) .
وفي «الشمائل» (366) قال : حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال : حدثنا سفيان.
والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (3191) عن علي بن شعيب البغدادي، عن معن بن
عيسى، عن مالك.
ستتهم - سفيان، ومعمر، وشعيب، ومالك، ويونس، وعقيل - عن الزهري، قال : أخبرني محمد
بن جبير بن مطعم، فذكره.
8770 - (م) أبو موسى
الأشعري - رضي الله عنه - قال : «كان -[216]- رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
يُسَمِّي لنا نفسَه أسماء ، فقال : أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا المُقفَّي ،
ونبيُّ التوبة ، ونبي الرحمة» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المُقفِّي) : الذاهب المولِّي ، فكأن المعنى : أنه - صلى الله عليه وسلم- آخر
الأنبياء ، وإذا قَفَّى فلا نبيَّ بعده ، وقيل : «المقفِّي» المتَّبِع ، أراد :
أنه متَّبِع النبيين .
__________
(1) رقم (2355) في الفضائل ، باب في أسمائه صلى الله عليه وسلم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/395) قال : حدثنا وكيع، عن المسعودي. (ح) ويزيد قال : أنبأنا
المسعودي. وفي (4/404) قال : حدثنا عمرو بن الهيثم، قال : حدثنا المسعودي. (ح)
وحدثنا يزيد بن هارون، قال : أنبأنا المسعودي. وفي (4/407) قال : حدثنا أبو النضر،
ومحمد بن عبيد، قالا : أخبرنا المسعودي.ومسلم (7/90) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم
الحنظلي، قال : أخبرنا جرير، عن الأعمش.
كلاهما - المسعودي، والأعمش - عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، فذكره.
8771 - (خ س) أبو هريرة -
رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «أَلا تعجبون ، كيف
يصرف الله عني شَتْمَ قريش ولعنهم ؟ يشتمون مُذَمَّماً ، ويلعنون مذمَّماً ، وأنا
محمد» أخرجه البخاري والنسائي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 407 في الأنبياء ، باب ما جاء في أسماء رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، والنسائي 6 / 159 في الطلاق ، باب الإبانة والإفصاح بالكلمة .. الخ .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (1136) . وأحمد (2/244) قالا : حدثنا سفيان. وفي (2/369) قال
أحمد : حدثنا علي بن حفص، قال : أنبأنا ورقاء. والبخاري (4/225) قال : حدثنا علي
بن عبد الله. قال : حدثنا سفيان. والنسائي (6/159) قال : أخبرنا عمران بن بكار،
قال : حدثنا علي بن عياش، قال : حدثني شعيب.
ثلاثتهم - سفيان، وورقاء، وشعيب - عن أبي الزناد، عن الأعرج، فذكره.
الفصل الثاني : في مولده
وعمره
8772 - (ت) المطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة عن أبيه عن جده قال : «وُلِدْتُ
أنا ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عامَ الفيل . قال ، وسأل عثمانُ بن عفان
قُباثَ بن أشْيم ، أخا بني يَعْمَر بن ليث : أنت أكبرُ أم رسول الله ؟ -[217]-
فقال : رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أَكبرُ مني ، وأنا أقدم منه في الميلاد ،
وأنا رأيتُ خَذْقَ الطير أخضرَ مُحيلاً» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خَذْق الطير) بالخاء والذال المعجمتين وبالقاف : ذَرْقُه ، وقد خَذَقَ يخذُق ،
والذي في الرواية «خَذْق الطير» وإنما هو الفيل ، وأراد : أنه رأى ذَرْقَ الفيل
أخضرَ مُحيلاً ، يعني بالياً قد دثَر ، وذلك أن ميلاد النبي - صلى الله عليه وسلم-
كان عام الفيل ، وهو أسنُّ من النبي - صلى الله عليه وسلم- كما ذكر - وعلل ذلك
بأنه رأى ذرق الفيل ، وإن كانت رواية «خذق الطير» صحيحة فلعله أراد الطير التي
أرسلها الله على أصحاب الفيل ترميهم بحجارة من سجيل ، وذلك صحيح .
__________
(1) رقم (3623) في المناقب ، باب ما جاء في ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/215) قال : حدثنا يعقوب. والترمذي (3619) قال : حدثنا محمد بن بشار
العبدي، قال : حدثنا وهب بن جرير، قال : حدثنا أبي.
كلاهما - يعقوب، وجرير بن حازم - عن محمد بن إسحاق، عن المطلب بن عبد الله بن قيس
بن مخرمة، عن أبيه، فذكره.
(*) رواية يعقوب مختصرة على : «ولدت أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام
الفيل، فنحن لدان، ولدنا مولدا واحدا» .
وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن إسحاق.
(*) قلت : وفيه عنعنة ابن إسحاق أيضا، وهو مدلس.
8773 - () العباس بن عبد
المطلب - رضي الله عنه - : قال : «وُلِدَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عام
الفيل» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
من زيادات رزين العبدري، لم أقف عليه.
8774 - (خ م ت) عائشة -
رضي الله عنها - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- تُوُفِّيَ وهو ابنُ ثلاث
وستين» . قال ابن شهاب : وأخبرني سعيد بن المسيَّب بمثله . أخرجه البخاري ومسلم
والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 408 في الأنبياء ، باب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ،
ومسلم رقم (2349) في الفضائل ، باب كم سن النبي صلى الله عليه وسلم يوم قبض ،
والترمذي رقم (3655) في المناقب ، باب في سن النبي صلى الله عليه وسلم وابن كم حين
مات .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/93) قال : حدثنا عثمان بن محمد بن أبي شيبة. - قال عبد الله
بن أحمد بن حنبل : وسمعته أنا من عثمان. قال : حدثني طلحة بن يحيى الأنصاري، عن
يونس الأيلي. والبخاري (4/226) و (6/19) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف. قال :
حدثنا الليث، عن عقيل. ومسلم (7/87) قال : حدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث. قال
: حدثني أبي، عن جدي. قال : حدثني عقيل بن خالد. (ح) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة
وعباد بن موسى. قالا : حدثنا طلحة بن يحيى، عن يونس بن يزيد. والترمذي (3654) .
وفي «الشمائل» (380) قال : حدثنا حسين بن مهدي البصري. قال : حدثنا عبد الرزاق، عن
ابن جريج. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (12/16570) عن محمد بن خلف، عن آدم،
عن الليث، عن عقيل.
ثلاثتهم - يونس بن يزيد الأيلي، وعقيل بن خالد، وابن جريج - عن ابن شهاب الزهري،
عن عروة بن الزبير، فذكره.
* أخرجه الترمذي (3654) قال : حدثنا العباس العنبري، قال : حدثنا عبد الرزاق، عن
ابن جريج. قال: أخبرت عن ابن شهاب الزهري، عن عروة، فذكره.
8775 - (خ م ت) عبد الله
بن عباس - رضي الله عنهما - «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أقام بمكة ثلاث
عَشْرة سنة يُوحَى إليه ، وتُوُفِّي وهو ابن ثلاث وستين» .
وفي رواية : «أن النبي - صلى الله عليه وسلم- أقام بمكة خمس عشرة سنة يسمع الصوت ،
ويرى الضوء ، ولا يرى شيئاً سبع سنين ، وثمان سنين يوحَى إليه ، وأقام بالمدينة
عشراً ، وتوفي وهو ابن خمس وستين سنة» .
وفي أخرى قال : «أُنزل على النبي - صلى الله عليه وسلم- وهو ابن أربعين ، فمكث
ثلاث عشرة ، ثم أُمِر بالهجرة ، فهاجر إلى المدينة ، فمكث بها عشرَ سنين ، ثم توفي
- صلى الله عليه وسلم-» أخرجه البخاري ومسلم ، وأخرج الترمذي الرواية الأولى .
وله في رواية قال : «أنزل عليه وهو ابن أربعين ، وأقام بمكة ثلاث عشرة ، وبالمدينة
عشراً ، وتوفي وهو ابن ثلاث وستين» .
وفي رواية لمسلم عن عمار بن أبي عمار - مولى بني هاشم - قال : سألت ابن عباس «كم
أتى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- يوم مات ؟ قال : ما كنتُ أحْسِبُ مثلك يخفى
عليه ذلك ، قلت : إني قد سألتُ الناس ، فاختلفوا عليَّ ، فأحببتُ أن أعلم قولَك
فيه ، قال : أتحسِب ؟ قلت : نعم ، قال : أمسك ، أربعين بُعث بها ، وخمس عشرة بمكة
يأمن ويخاف ، وعشراً مهاجراً إلى المدينة» . -[219]-
وفي أخرى له عن عمرو بن دينار ، قال : قلت لعروة : «كم لَبِث رسول الله - صلى الله
عليه وسلم- بمكة ؟ قال : عشراً ، قال : قلتُ : فابنُ عباس يقول : بِضْعَ عشرة ؟
قال : فغفّره ، وقال : إنما أخذه من قول الشاعر : ثَوَى في قريشٍ بِضْعَ عشرة
حَجَّةً» .
وله في أخرى عن ابن حمزة قال : قال ابن عباس : «أقام رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- بمكة ثلاث عشرة سنة يُوحَى إليه ، وبالمدينة عشراً ، ومات وهو ابن ثلاث
وستين سنة» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فغَفَّره) أي : استغفر له ، وقال : غفر الله له .
__________
(1) رواه البخاري 8 / 114 في المغازي ، باب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي
فضائل القرآن باب كيف نزل الوحي وأول ما نزل ، ومسلم رقم (2351) و (2353) في
الفضائل ، باب كم أقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة والمدينة ، والترمذي رقم
(3652) و (3653) في المناقب ، باب سن النبي صلى الله عليه وسلم وابن كم حين مات .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (1/266) (2399) و (1/294) (2680) قال : حدثنا حسن بن موسى. وفي
(1/279) (2523) قال : حدثنا عفان. وفي (1/312) (2847) قال : حدثنا أبو كامل. ومسلم
(7/89) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي. قال : أخبرنا روح. أربعتهم - حسن،
وعفان، وأبو كامل، وروح - قالوا : حدثنا حماد بن سلمة.
2 - وأخرجه أحمد (1/290) (2640) قال : حدثنا عفان، قال : حدثنا يزيد بن زريع.
ومسلم (7/88) قال : حدثني ابن منهال الضرير، قال : حدثنا يزيد بن زريع. وفي (7/89)
قال : حدثني محمد بن رافع، قال : حدثنا شبابة بن سوار، قال : حدثنا شعبة. كلاهما -
يزيد، وشعبة - عن يونس بن عبيد.
3 - وأخرجه أحمد (1/223) (1945) و (1/359) (3380) قال : حدثنا إسماعيل. ومسلم
(7/89) قال: حدثني نصر بن علي، قال : حدثنا بشر - يعني ابن مفضل - (ح) وحدثنا أبو
بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن علية. والترمذي (3650) . وفي «الشمائل» (381) قال
: حدثنا أحمد بن منيع، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، قالا : حدثنا إسماعيل ابن علية.
وفي (3651) قال : حدثنا نصر بن علي، قال : حدثنا بشر بن المفضل. كلاهما - إسماعيل
ابن علية، وبشر بن المفضل - عن خالد الحذاء.
ثلاثتهم - حماد، ويونس، وخالد - عن عمار مولى بني هاشم، فذكره.
والرواية الثانية :
أخرجها أحمد (1:296) (2035) قال :حدثنا ابن نمير، قال :حدثنا العلاء بن صالح، قال
حدثنا المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، فذكره.
والرواية الثالثة :
أخرجها أحمد (1/230) (2696) قال : حدثنا حسن. وعبد بن حميد (1521) قال : حدثنا أبو
نعيم. والبخاري (6/19) قال : حدثنا أبو نعيم. وفي (6/223) قال : حدثنا عبيد الله
بن موسى. والنسائي في «فضائل القرآن» (1) قال : أخبرنا محمد بن رافع، قال : حدثنا
حسين بن محمد.
أربعتهم - حسن، وأبو نعيم، وعبيد الله، وحسين - عن شيبان، عن يحيى، قال : أخبرني
أبو سلمة، فذكره.
8776 - (م) أنس بن مالك -
رضي الله عنه - قال : «توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو ابن ثلاث وستين ،
وتوفي أبو بكر وهو ابن ثلاث وستين ، وتوفي عمر ، وهو ابن ثلاث وستين» أخرجه مسلم
(1) .
__________
(1) رقم (2348) في الفضائل ، باب كم سن النبي صلى الله عليه وسلم يوم قبض .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (7/87) . قال : حدثني أبو غسان الرازي محمد بن عمرو، قال :
حدثنا حكام بن سلم، قال : حدثنا عثمان بن زائدة، عن الزبير بن عدي، فذكره.
8777 - (م ت) عامر بن سعد
- رضي الله عنهما - قال : «كنا قعوداً -[220]- عند معاوية فذكروا سِني رسول الله -
صلى الله عليه وسلم- ، فقال معاوية : قُبِضَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو
ابن ثلاث وستين ، ومات أبو بكر وهو ابن ثلاث وستين ، وقُتِلَ عمر وهو ابن ثلاث
وستين» .
وفي رواية : أنه سمع معاوية يخطب ، فقال : «مات رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-
وهو ابن ثلاث وستين سنة ، وأبو بكر وعمر ، وأنا ابن ثلاث وستين (1)» . أخرجه مسلم
، وأخرج الترمذي الثانية ، وعنده : عن عامر بن سعد عن جرير (2) .
__________
(1) أي : وأنا متوقع موافقتهم ، وأني أموت في سنتي هذه .
(2) رواه مسلم رقم (2352) في الفضائل ، باب كم أقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة
والمدينة ، والترمذي رقم (3854) في المناقب ، باب في سن النبي صلى الله عليه وسلم
وابن كم حين مات .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (4/96) قال : حدثنا روح، قال : حدثنا شعبة. وفي (4/97) قال : حدثنا
عمرو بن الهيثم أبو قطن. قال : حدثنا شعبة. وفي (4/100) قال : حدثنا محمد بن جعفر،
قال : حدثنا شعبة. وعبد بن حميد (421) قال : حدثنا سليمان بن داود، قال : أنبأنا
شعبة. ومسلم (7/88) قال : حدثنا عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان الجعفي، قال :
حدثنا سلام أبو الأحوص. (ح) وحدثنا ابن المثنى، وابن بشار، قالا : حدثنا محمد بن
جعفر، قال : حدثنا شعبة. والترمذي (3653) . وفي «الشمائل» (379) قال : حدثنا محمد
بن بشار، قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة.
كلاهما - شعبة، وأبو الأحوص - عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد البجلي.
2 - وأخرجه أحمد (4/97) قال : حدثنا أبو نعيم. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف»
(11402) عن عبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي، عن يحيى بن أبي زائدة.
كلاهما - أبو نعيم، ويحيى - عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي السفر، عن عامر الشعبي.
كلاهما - عامر بن سعد، وعامر الشعبي - عن جرير بن عبد الله، فذكره.
الفصل الثالث : في أولاده
8778 - () عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : «إن قريشاً تواصَتْ بينها
بالتمادِي في الغَيّ والكفر ، فقال بعضهم : الذي نحن عليه أحق مما عليه هذا الصُّنبور
المُنْبَتِرُ ، فأنزل الله {إنَّا أعطيناك الكوثر ...} إلى آخرها . وأتاه بعد ذلك
خمسةُ أولادٍ ذكور ، أربعة من خديجة : عبد الله -[221]- وهو أكبرهم - ، والطاهر -
وقيل : إن الطاهر هو عبد الله ، فهم ثلاثة - والطَّيِّب ، والقاسم ، وإبراهيم مِنْ
ماريَة . وكان له - صلى الله عليه وسلم- أربع بنات منها : زينب - التي كانت تحت
أبي العاص بن الربيع - ورُقية ، وأم كُلْثوم - كانتا تحت عُتْبة وعتيبة ابْنَيْ
أبي لهب ، فلما نزلت {تَبَّتْ يدا أبي لهب} أمرهما بفراقهما - وتزوج عثمان أولاً
رقية ، وهاجرت معه إلى الحبشة ، وولدت هناك ابنَه عبد الله ، وبه كان يكنى ، ثم
ماتت ، وتزوج بعدها أم كلثوم ، وفاطمة وكانت تحت عليٍّ ، وولدت له حسناً ، وحسيناً
، ومحسناً ، وزينب - وكانت تحت عبد الله بن جعفر - وأُمَّ كلثوم ، وزوّجها عليٌّ
من عمر بن الخطاب» أخرجه رزين (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الصُّنبور) في الأصل : النخلة التي تبقى منفردةً ويَدِقُّ أسفلها ، وقيل : هي
سَعَفات تنبت في جذع النخلة غير ثابتة في الأرض ، فهي تقلع منها ، وأراد كفارُ
قريش : أن محمداً - صلى الله عليه وسلم- بمنزلة صُنْبور نبت في جذع نخلة ، فإذا
قُلِع انقلع ، يعنون : أنه لا عقب له ، فإذا مات انقطع ذِكْره .
(المنبتر) : المنقطع : من البَتْر ، وهو القطع .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه رزين.
8779 - (م) أنس بن مالك -
رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «وُلِدَ لِي الليلةَ
غُلام ، فسمّيتُه باسم أبي إِبراهيم ، ثم دفعه إلى أُمِّ سَيف - امرأة قَينٍ ،
يقال له : أبو سَيْف - فانطلق يأتيه ، واتَّبعته ، فانتهينا إلى أبي سيف - وهو
ينفُخ بكيره ، وقد امتلأ البيت دخاناً - فأسرعتُ المشي بين يدي رسول الله - صلى
الله عليه وسلم- ، فقلت : يا أبا سيف ، أمْسِكْ ، جاء رسول الله فأمسك ، فدعا
النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بالصبي ، فضمه إليه ، وقال : ما شاء الله أن يقول ،
فقال أنس : لقد رأيته وهو يَكِيد بنفسه - بين يديْ رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- ، فدمعتْ عينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال : تدمع العين ويَحْزَن
القلب ، ولا نقول إِلا ما يرضى ربنا ، واللهِ يا إبراهيم إنا بك لمحزونون» أخرجه
مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القَيْن) : الصائغ ، وأراد به الحداد .
__________
(1) رقم (2315) في الفضائل ، باب رحمته صلى الله عليه وسلم الصبيان والعيال
وتواضعه وفضل ذلك .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/194) قال : حدثنا بهز وعفان، وحدثنا هاشم بن القاسم. وعبد بن
حميد (1287) . قال : حدثنا عبد الملك بن عمرو. ومسلم (7/76) قال : حدثنا هداب بن
خالد، وشيبان بن فروخ. وأبو داود (3126) قال : حدثنا شيبان بن فروخ.
ستتهم - بهز، وعفان، وهاشم، وعبد الملك، هداب وشيبان - عن سليمان بن المغيرة.
8780 - (م) عمرو بن سعيد
عن أنس - رضي الله عنه - قال : إنه لما توفي إبراهيم قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم- : «إن إبراهيم مات في الثدي ، وإن له لَظِئْرين يُكَمِّلانِ رَضاعَه في
الجنة ، وإنه ابني» أخرجه مسلم (1) .
-[223]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الظئر) : المرأة التي ترضع ولد غيرها .
__________
(1) رقم (2316) في الفضائل ، باب رحمته صلى الله عليه وسلم الصبيان والعيال
وتواضعه .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/112) قال : حدثنا سفيان، قال : حدثنا إسماعيل. والبخاري في
«الأدب المفرد» (376) قال : حدثنا حَرَمِيّ بن حفص قال : حدثنا وهيب. ومسلم (7/76)
قال : حدثنا زهير بن حرب، ومحمد بن عبد الله بن نمير. قالا : حدثنا إسماعيل ابن
علية.
8781 - (خ) البراء بن
عازب رضي الله عنه قال : «لما توفي إبراهيم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
: إن له مُرْضِعاً في الجنة» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 3 / 194 في الجنائز ، باب ما قيل في أولاده المسلمين ، وفي بدء الخلق ، باب في
صفة الجنة ، وفي الأدب ، باب من سمى بأسماء الأنبياء .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/284) قال : حدثنا بهز. وفي (4/300) قال : حدثنا وكيع. وفي
(4/302) قال : حدثنا محمد بن جعفر، وبهز. والبخاري (2/125) قال : حدثنا أبو
الوليد. وفي (4/145) قال : حدثنا حجاج بن منهال. وفي (8/54) قال : حدثنا سليمان بن
حرب.
ستتهم - بهز، ووكيع، وابن جعفر، وأبو الوليد، وحجاج، وسليمان - عن شعبة، عن عدي بن
ثابت، فذكره.
8782 - (خ) إسماعيل بن
أبي خالد قال : قلت لابن أبي أوفى رضي الله عنه : أرأيت إبراهيم ابن النبي - صلى
الله عليه وسلم - ؟ قال : نعم ، مات صغيراً ، ولو قضي أن يكون بعد محمد - صلى الله
عليه وسلم - نبي عاش ابنه ، ولكن لا نبي بعده . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 10 / 477 في الأدب ، باب من سمى بأسماء الأنبياء .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/353) قال : حدثنا وكيع. والبخاري (8/54) قال : حدثنا ابن
نمير، قال : حدثنا محمد بن بشار. وابن ماجة (1510) قال : حدثنا محمد بن عبد الله
بن نمير، قال : حدثنا محمد بن بشر.
كلاهما - وكيع، ومحمد - عن إسماعيل بن أبي خالد، فذكره.
8783 - () وائل بن عبيد
الله (1) قال : «لما مات إبراهيم بنُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- صلّى عليه
عند باب المقاعد ، وهو موضِعٌ عند باب الجنائز ، ودفنه عند رِجْلَيْ ابن مظعون»
أخرجه ... (2) .
__________
(1) كذا في الأصل : وائل بن عبيد الله ، وفي المطبوع : بياض ، والذي عن أبي داود
من طريق وائل بن داود قال : سمعت النبي ... وذكر الحديث .
(2) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين : وقد رواه
أبو داود إلى قوله : المقاعد ، رقم (3188) في الجنائز ، باب في الصلاة على الطفل ،
وإسناده منقطع .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذه الخبر من زيادات رزين، لم أقف عليه.
الفصل الرابع : في صفاته
وأخلاقه
قد تقدَّم فيما مضى من الكتاب شيء كثير من صفاته وأخلاقه متفرَّقاً في الأبواب التي
أوجب ذِكْره فيها .
ونذكر في الفصل ما لم يختص بباب من تلك الأبواب المتقدِّمة ، وينقسم هذا الفصل إلى
ثمانية أنواع .
النوع الأول : في أحاديث جامعة لأوصاف عِدَّة
8784 - (ت) إِبراهيم بن محمد - من ولد علي - قال : «كان عَلِيٌّ يَصِفُ رسول الله
- صلى الله عليه وسلم- يقول : لم يكن بالطويل الممغَّط ، ولا بالقصير المتردِّد ،
كان رَبْعةً من القوم ، ولم يكن بالجَعْدِ القَطِطِ ، ولا بالسَّبطِ ، كان جَعداً
رَجِلاً ، ولم يكن بالمُطَهَّمِ ولا بالمكَلْثَم ، كان أسيلَ الخدّ ، وكان أبيض
مُشْرَباً بحمرة ، أَدْعَجَ ، أَهْدَب الأشفار ، ذا مَسْرُبة ، شَثْن الكف
والقدمين ، جليل المُشاش والكَتَد ، إذا التفت التَفَتَ معاً ، وإِذا مشى
يَتَكَفَّأ تَكفُّؤاً ، كأنَّما يَنْحَطّ من صَبَبٍ ، بين كتفيه خاتم النبوة ، وهو
خاتم النبيين ، أجودُ الناس صدراً ، وأشجعهم قلباً ، وأصدقهم لهجة ، وألينهم
عَريكة ، -[225]- وأكرمهم عِشْرة ، من رآه بَديهة هَابَهُ ، ومن خالطه فعرفه
أحبَّه ، يقول ناعته : لم أرَ قبله ولا بعده مثلَه ، ولا يَسْرُدُ الحديث سَرداً ،
يتكلم بكلام فَصْل ، يفهمه من سمعه» هذه الرواية ذكرها رزين . والذي جاء في كتاب
الترمذي : هذا لفظه قال : «لم يكن بالطويل الممغَّط ، ولا بالقصير المتردِّد ، كان
رَبْعة من القوم ، ولم يكن بالجعد القَطِط ، ولا بالسَّبِط ، كان جَعْداً رجلاً ،
لم يكن بالمطهَّم ولا بالمكلثَم ، وكان في وجهه تدوير ، أبيض مُشْرَب بحمرة ،
أدعجُ العينين ، أهدب الأشفار ، جليل المشاش والكتَد ، أجرد ، ذو مسرُبة ، شَثْنُ
الكَفَّين والقدمين ، إذا مشى تقلَّع ، كأنما يمشي في صَبَب ، وإذا التفت التفت
معاً ، بين كتفيه خاتم النبوة - وهو خاتم النبيين - أجود الناس صدراً ، وأصدق
الناس لهجة ، وألينهم عريكة ، وأكرمُهم عِشْرة ، من رآه بَديهةً هابَهُ ، ومن
خالطه معرفةً أحبه ، يقول ناعِتُهُ : لم أر قبله ولا بعده مثله» .
وللترمذي في رواية أخرى عن عليٍّ قال : «لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم-
بالطويل ولا بالقصير، شَثْنُ الكفين والقدمين ، ضخمُ الكراديس ، طويلُ المسرُبَةِ
، إذا مشى تَكفَّا تكفِّياً ، كأنما انحطّ من صبب ، لم أر قبله ولا بعده مثله -
صلى الله عليه وسلم-» (1) . -[226]-
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الممَّغَط) بتشديد الميم وبالغين المعجمة : هو الرجل البائن الطول ، والمحدِّثون
يقولونه بتشديد الغين .
(المتردِّد) : الذي تردَّد بعض خلقه على بعض ، فهو مجتمع .
(رجل رَبْعَة) : معتدل القامة ، بين الطويل القصير .
(شعر قَطِط) : شديد الجعودة .
(شعر سَبِط) : سائل ليس فيه شيء من الجعودة .
(شعر رَجِل) : إذا لم يكن شديد الجعودة ، ولا شديد السبوطة ، بل بينهما .
(المطهّم) : الفاحش السِمَنِ ، وقيل : المنتفخ الوجه الذي فيه جهامة ، وقيل : هو
النحيف الجسم الدقيقُهُ ، وقيل : الطُهْمة في اللون : أن تجاوز السمرة إلى السواد
، ووجه مطَّهم : إذا كان كذلك .
(المكلثَم) : المستدير الوجه ، ولا يكون إلا مع كثرة اللحم .
(الإسالة في الخد) : الاستطالة ، وأن لا يكون مرتفعاً .
(الدَعج في العين) : شدة سوادها .
(أهدب الأشفار) : الذي شعر أجفانه كثير مستطيل .
(أشفار العين) : منابت الشعر المحيط بالعين . -[227]-
(المسْرُبة) : الشعر النابت علي وسط الصد نازلاً إلى آخر البطن .
(الشَثْن الكف) : الغليظ الكف ، وهو مدح في الرجل ، لأنه أشد لقبضهم ، وأصبر لهم
على المراس .
(جليل المشاش) : عظيم رؤوس العظام : كالركبتين والمرفقين والمنكبين ونحو ذلك ، و
«المشاش» جمع مُشاشة ، وهي رؤوس العظام اللينة التي يمكن مضغها .
(الكَتَد) : الكاهل .
(التكفؤ) : الميل في المشي إلى قُدَّام ، كما تتكفأ السفينة في جريها ، والأصل فيه
الهمز ، فترك .
(كأنما ينحط من صَبَب) قريب من التكفؤ ، أي : كأنه ينحدر من موضع عال ، وفي رواية
أبي داود «صبوب» قال الخطابي : إذا فتحت الصاد كان اسماً لما يُصبّ على الإنسان من
ماء ونحوه ، كالطَّهور والغَسول والقَطور ، ومن رواه بالضم : فعلى أنه جمع الصبَب
، وهو ما انحَدَر من الأرض ، قال : وقد جاء في أكثر الروايات «كأنما يمشي في صبب»
قال : وهو المحفوظ .
(اللهجة) : اللسان .
(فلان ليِّن العريكة) : سلس القياد ، لين المقادة .
(سرد الحديث يسرُده) : إذا تابعه ، وأسرع في النطق به . -[228]-
(كلامه فصل) : قاطع لا تردُّد فيه ولا تتعتع .
(تقلَّع في مشيه) : كأنه يقلع رجله من وَحْلٍ .
(الكراديس) : كل عظمين التقيا في مفصل فهو كردوس ، والجمع الكراديس ، نحو الركبتين
والمنكبين والوركين .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (3641) و (3642) في المناقب ، باب رقم (18) ، وهو حديث حسن .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3638) قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن أبي حليمة -من قصر
الأحنف -وأحمد بن عبدة الضبي، وعلي بن حجر المعنى واحد قالوا : حدثنا عيسى بن
يونس.حدثنا عمر بن عبد الله مولى غفرة، حدثني إبراهيم بن محمد من ولد علي بن أبي
طالب، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب، ليس إسناده بمتصل.
8785 - (خ م ط ت) ربيعة
بن أبي عبد الرحمن قال : سمعت أنس بن مالك يصف رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
يقول : «كان رَبعة من القوم ، ليس بالطويل البائن ، ولا بالقصير ، أزهر اللون ،
ليس بالأبيض الأمْهَق ، ولا بالآدم ، ليس بجَعْد قَطِط ، ولا سبِط رَجِل ، أُنزل
عليه وهو ابن أربعين سنة ، فلبث بمكة عشر سنين ينزلُ عليه الوحي ، وبالمدينة عشراً
، وتوفاه الله على رأس ستين ، وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرةً بيضاء ، قال ربيعة
: فرأيتُ شَعرَه ، فإذا هو أحمر ، فسألتُ ؟ فقيل : احْمَرَّ مِنَ الطيب» . أخرجه
البخاري ومسلم .
وأخرج الموطأ إِلى قوله : «شعرة بيضاء» وأخرجه الترمذي كذلك ، وفي ألفاظه نقص .
وللبخاري عن أنس ، أو عن أبي هريرة قال : «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
ضَخْم القدمين ، حسن الوجه ، لم أر بعدَه مثله» .
وفي رواية عن أنس : «ضخم اليدين ، لم أر بعدَه مثله ، وكان شعر النبي - صلى الله
عليه وسلم- رَجِلاً ، لا جَعداً ولا سَبْطاً» . -[229]-
وفي أخرى : «كان ضخم الرأس والقدمين ، لم أر بعده ولا قبله مثله ، وكان سَبِط
الكفين» .
وفي أخرى : «شَثْنَ الكفين والقدمين» .
وفي رواية عن أنس - أو عن جابر بن عبد الله - قال : «كان رسولُ الله - صلى الله
عليه وسلم- ضخم الكفين والقدمين ، لم أر بعده شَبَهاً له» .
وللترمذي أيضاً قال : «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- رَبْعَة ، ليس بالطويل
ولا بالقصير ، حَسَنَ الجسم ، أسمر اللون ، وكان شعره ليس بجعد ولا سبط ، إذا مشى
يتكفأ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أزهر) : مستنير ، وهو أحسن الألوان ، والزهرة : البياض النيّر .
(الأمهق) : الأبيض الكريه البياض ، كلون الجصّ .
(الآدم) : الشديد السمرة .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 412 و 413 في الأنبياء ، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم ،
وفي اللباس ، باب الجعد ، ومسلم رقم (2347) في الفضائل ، باب في صفة النبي صلى
الله عليه وسلم ومبعثه وسنه ، والموطأ 2 / 919 في صفة النبي صلى الله عليه وسلم ،
باب ما جاء في صفة النبي صلى الله عليه وسلم ، والترمذي رقم (3627) في المناقب ،
باب رقم (6) .
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه مالك «الموطأ» (573) . والبخاري (4/228) قال : حدثنا عبد الله بن يوسف.
وفي (7/207) قال : حدثنا إسماعيل. ومسلم (7/87) قال : حدثنا يحيى بن يحيى.
والترمذي (3623) . وفي «الشمائل» قال : حدثنا قتيبة. وفي (3623) أيضا. و «الشمائل»
(383) قال الترمذي : حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال : حدثنا معن. والنسائي في
الكبرى «تحفة الأشراف» (833) عن قتيبة. خمستهم - ابن يوسف، وإسماعيل، ويحيى، وقتيبة،
ومعن - عن مالك.
2 - وأخرجه أحمد (3/130) قال : حدثنا أنس بن عياض.
3 - وأخرجه أحمد (3/148) قال : حدثنا يونس، قال : حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة.
4 - وأخرجه أحمد (3/185) قال : حدثنا عبد الرحمن، قال : حدثنا سفيان.
5 - وأخرجه أحمد (3/240) قال : حدثنا أبو سلمة الخزاعي. ومسلم (7/87) قال : حدثني
القاسم بن زكريا، قال : حدثنا خالد بن مخلد. كلاهما - الخزاعي، وخالد - عن سليمان
بن بلال.
6 - وأخرجه البخاري (4/227) قال : حدثني ابن بكير، قال : حدثني الليث، عن خالد، عن
سعيد بن أبي هلال.
7 - وأخرجه مسلم (7/87) قال : حدثنا يحيى بن أيوب، وقتيبة بن سعيد، وعلي بن حجر،
قالوا : حدثنا إسماعيل بن جعفر.
سبعتهم - مالك، وأنس بن عياض، وعبد العزيز، وسفيان، وسليمان، وسعيد بن أبي هلال،
وإسماعيل - عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، فذكره.
وأخرجه أحمد (3/125) قال : حدثنا عبد الصمد. والبخاري (7/208) قال : حدثني عمرو بن
علي، قال : حدثنا معاذ بن هانئ. كلاهما - عبد الصمد، ومعاذ - قالا : حدثنا همام.
2 - وأخرجه البخاري (7/208) قال : حدثنا أبو النعمان، قال : حدثنا جرير بن حازم.
كلاهما - همام، وجرير - عن قتادة، فذكره.
- ورواية أبي هريرة :
أخرجها أحمد (2/468) قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة، عن قتادة، عن
النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، فذكره.
* وأخرجه أحمد (2/468) قال : حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا شعبة، عن قتادة، قال
: سمعت رجلا، قال : سمعت أبا هريرة. قال : كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضخم
الكفين.
* وأخرجه البخاري (7/208) قال : حدثني عمرو بن علي، قال : حدثنا معاذ بن هانئ، قال
: حدثنا همام، قال : حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك، أو عن رجل، عن أبي هريرة، قال :
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- ضخم القدمين، حسن الوجه، لم أر بعده مثله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق