معاني

يراعي ان هناك عدم تنبه للفرق بين سبق تنزيل سورة البقرة 2هـ وتراخي تنزيل سورة الطلاق 5هـ**معاني كلمات القران الكريم في كل سورة



فهرس معاني الكلمات001 الفاتحة ►002 البقرة ►003 آل عمران ►004 النساء ►005 المائدة ►006 الأنعام ►007 الأعراف ►008 الأنفال ►009 التوبة ►010 يونس ►011 هود ►012 يوسف ►013 الرعد ►014 إبراهيم ►015 الحجر ►016 النحل ►017 الإسراء ►018 الكهف ►019 مريم ►020 طه ►021 الأنبياء ►022 الحج ►023 المؤمنون ►024 النور ►025 الفرقان ►026 الشعراء ►027 النمل ►028 القصص ►029 العنكبوت ►030 الروم ►031 لقمان ►032 السجدة ►033 الأحزاب ►034 سبأ ►035 فاطر ►036 يس ►037 الصافات ►038 ص ►039 الزمر ►040 غافر ►041 فصلت ►042 الشورى ►043 الزخرف ►044 الدخان ►045 الجاثية ►046 الأحقاف ►047 محمد ►048 الفتح ►049 الحجرات ►050 ق ►051 الذاريات ►052 الطور ►053 النجم ►054 القمر ►055 الرحمن ►056 الواقعة ►057 الحديد ►058 المجادلة ►059 الحشر ►060 الممتحنة ►061 الصف ►062 الجمعة ►063 المنافقون ►064 التغابن ►065 الطلاق ►066 التحريم ►067 الملك ►068 القلم ►069 الحاقة ►070 المعارج ►071 نوح ►072 الجن ►073 المزمل ►074 المدثر ►075 القيامة ►076 الإنسان ►077 المرسلات ►078 النبأ ►079 النازعات ►080 عبس ►081 التكوير ►082 الإنفطار ►083 المطففين ►084 الانشقاق ►085 البروج ►086 الطارق ►087 الأعلى ►088 الغاشية ►089 الفجر ►090 البلد ►091 الشمس ►092 الليل ►093 الضحى ►094 الشرح ►095 التين ►096 العلق ►097 القدر ►098 البينة ►099 الزلزلة ►100 العاديات ►101 القارعة ►102 التكاثر ►103 العصر ►104 الهمزة ►105 الفيل ►106 قريش ►107 الماعون ►108 الكوثر ►109 الكافرون ►110 النصر ►111 المسد ►112 الإخلاص ►113 الفلق ►114 الناس ►

الأربعاء، 21 يوليو 2021

29.جامع الأصول في أحاديث الرسول مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير

 

29.جامع الأصول في أحاديث الرسول
  مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير
(المتوفى : 606هـ)
تحقيق : عبد القادر الأرنؤوط - التتمة تحقيق بشير عيون
الناشر : مكتبة الحلواني - مطبعة الملاح - مكتبة دار البيان

7780 - (ت س) قيس بن عباد - رضي الله عنه - قال : «انطلقت أنا والأشتَرُ إلى علي بن أبي طالب ، فقلنا له : هل عَهِدَ إليك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- شيئاً لم يعهده إِلى الناس عامة ؟ قال : لا ، إلا ما في هذا ، فأخرج كتاباً من قُراب سَيفِهِ ، فإذا فيه : المؤمنون تتكافأُ دماؤهم ، وهم يَد على من سواهم ، ويسعى بذمَّتهم أدناهم ، ألا لا يُقْتَلُ مؤمن بكافر ، ولا ذو عهد في عهده ، من أحدثَ حَدَثاً ، فعلى نفسه ، ومن أحدث حدثاً أو آوى محدِثاً ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» أخرجه أبو داود والنسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تتكافَأُ) التكافؤ : التماثل والتساوي ، أي : أنهم يتساوون في القصاص والديات ، لا فضل فيها لشريف على وضيع ، ولا كبير على صغير ، ولا ذكر على أنثى .
(وهم يَدٌ على من سواهم) أي : أنهم مجتمعون يداً واحدة على غيرهم من أرباب الملل والأديان ، فلا يسع أحداً منهم أن يتقاعد عن نصرة أخيه المسلم .
(يسعى بذمتهم أدناهم) أي : أدنى المسلمين إذا أعطى أماناً وعداً كان على الباقين موافقته ، وأن لا ينقضوا عهده ولا ذمته . -[255]-
(أحدث حدَثاً أو آوى محدِثاً) الحدَث : الأمر الحادث ، والمراد به الخيانة والجرم ، والمحدِث : الذي يجنيها ، وآواه : إذا ضمه إليه وحماه .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4530) في الديات ، باب أيقاد المسلم بالكافر ، والنسائي 8 / 19 في القسامة ، باب القود بين الأحرار والمماليك في النفس ، وهو حديث صحيح بشواهده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/122) (993) . وأبو داود (4530) قال : حدثنا أحمد بن حنبل ، ومسدد. والنسائي (8/19) قال : أخبرني محمد بن المثنى.
ثلاثتهم - أحمد ، ومسدد ، وابن المثنى - قالوا : حدثنا يحيى بن سعيد ، قال : حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة ، عن قيس بن عباد ، فذكره.

7781 - (د) عمرو بن شعيب - رحمه الله - عن أبيه ، عن جده قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «المسلمون تتكافأُ دماؤهم ، ويسعى بذمَّتهم أدناهم ، ويُجير عليهم أقصاهم ، وهم يد على من سواهم ، يَرُدُّ مُشِدُّهم على مُضْعِفهم ومُتَسَرِّيهم على قاعدهم ، ولا يقتَل مؤمن بكافر ، ولا ذو عهد في عهده» . أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يجير عليهم أقصاهم) يعني أن أبعد المسلمين داراً يجير عليهم ويمنعهم ممن يريدونه إذا كان قد أعطاه بذلك عهداً ، وقيل : هو إذا وَجه الإمام سرية فأجاروا أحداً أمضاه .
(يرد مُشِدهم على مُضْعفهم) المشدّ : الذي دوابُّه شديدة قوية ، والمضعِف : الذي دوابُّه ضعاف .
(ومُتَسرِّيهم على قاعدهم) المتسرِّي : الذي مضى في السرية إلى قصد العدو ، وهم طائفة من الجيش يوجهون في الغزو ، والمعنى : أنه يرد على القاعد منهم سهمه من الغنيمة التي يغنمها . -[256]-
(لا يقتل مسلم بكافر ، ولا ذو عهد في عهده) الكافر هاهنا : هو المخالف للإسلام عند الشافعي ، حربياً كان أو ذمياً ، وهو الظاهر من إطلاق هذا الاسم بلا خلاف في الشرع ، وقد خصصه أبو حنيفة بالحربي دون الذمي ، فإن من مذهبه : أن المسلم يقتل بالذمي ، والشافعي لا يقتله به ، قوله : " ولا ذو عهد في عهده " أي ولا مشرك أُعطي أماناً ، فدخل دار الإسلام ، فلا يقتل حتى يعود إلى مأمنه ، وقيل : ولا ذو عهد في عهده بكافر ، ومعنى ذلك وبيانه : أن له تأويلين بمقتضى اختلاف المذهبين ، أما من ذهب إلى أن المسلم لا يقتل بالكافر مطلقاً ، معاهداً كان أو غير معاهد ، فهو مذهب الشافعي فإنه حمل اللفظ على ظاهره ، ولم يُضمر له شيئاً ، فقال : " لا يقتل مسلم بكافر " والكافر من خالف ملة الإسلام ، سواء كان مشركاً أم كتابياً ، معاهداً أو غير معاهد ، وأما قوله : " ولا ذو عهد في عهده " فمعناه عند الشافعي : النهي عن قتل المعاهد ، قال : وفائدة ذكره هاهنا - بعد قوله : " ولا يقتل مسلم بكافر " - أي أنه لما نفى القود عن المسلم- إذا قتل الكافر - عقّبه بقوله : " ولا ذو عهد في عهده " لئلا يتوهم منهم أنه قد نفى عنه القود بقتله الكافر ، فيظن أن المعاهد لو قتله كان حكمه كذلك ، فقال : " ولا يقتل ذو عهدٍ في عهده " ويكون الكلام معطوفاً على ما قبله ، منتظماً في سلكه ، من غير تقدير شيء ، وأما من ذهب إلى أن المسلم يقتل بالذمي - وهو أبو حنيفة - فاحتاج أن يضمر في الكلام -[257]- شيئاً مقدراً ، ويجعل فيه تقديماً وتأخيراً ، فيكون التقدير : لا يقتل مسلم ولا ذو عهد في عهده بكافر ، فكأنه قال : لا يقتل مسلم ولا كافر معاهَد بكافر ، فإن الكافر قد يكون معاهداً ، وغير معاهد .
__________
(1) رقم (4531) في الديات ، باب أيقاد المسلم بالكافر ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/180) (6692) قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا محمد بن إسحاق. وفي (2/205) (6917) قال : حدثنا موسى بن داود ، قال : حدثنا ابن أبي الزناد ، عن عبد الرحمن بن الحارث. وفي (2/215) (7012) قال : حدثنا إبراهيم بن أبي العباس وحسين بن محمد ، قالا : حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن عبد الرحمن بن الحارث يبن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة. وفي (2/216) (7024) و (7026) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، قال : حدثنا أبي ، عن ابن إسحاق. وفيه (2/216) (7027) قال : حدثنا يعقوب وسعد ، قالا : حدثنا أبي ، عن ابن إسحاق ، يعني محمدا ، قال : حدثني عبد الرحمن بن الحارث. والبخاري في الأدب المفرد (570) قال : حدثنا خالد بن مخلد ، قال : حدثنا سليمان بن بلال ، قال : حدثني عبد الرحمن بن الحارث. وأبو داود (1591) (2751) قال : حدثنا قتيبة سعيد ، قال : حدثنا ابن أبي عدي ، عن ابن إسحاق. وفي (2751) و (453) قال : حدثنا عبيد الله بن عمر ، قال : حدثنا هشيم ، عن يحيى بن سعيد. وابن ماجة (2659) و (2685) قال : حدثنا هشام بن عمار ، قال : حدثنا حاتم بن إسماعيل ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن الحارث. والترمذي (1413) قال : حدثنا عيسى بن أحمد ، قال : حدثنا ابن وهب ، عن أسامة بن زيد. وفي (1585) قال : حدثنا حميد بن مسعدة ، قال : حدثنا يزيد بن زريع ، قال : حدثنا حسين المعلم. وابن خزيمة (2280) قال : حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني قال : حدثنا عبد الأعلى ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق.
خمستهم - محمد بن إسحاق ، وعبد الرحمن بن الحارث ، ويحيى بن سعيد ، وأسامة بن زيد ، وحسين المعلم - عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، فذكره.
(شرحالغريب) :
يجير عليهم أقصاهم : يعني أن أبعد المسلمين دارا يجير عليهم ويمنعهم ممن يريدونه إذا كان قد أعطاه بذلك عهدا ، وقيل : هو إذا وجه الإمام سرية فأجاروا أحدا أمضاه.
يرد مشدهم على مضعفهم ، المشد: الذي دوابه شديدة قوية ، والمضعف : الذي دوابه ضعاف.
ومتسريهم على قاعدهم : المتسري : الذي مضى في السرية إلى قصد العدو ، وهم طائفة من الجيش يوجهون في الغزو ، والمعنى : أنه يرد على القاعد منهم سهمه من الغنيمة التي يغنمها.
لا يقتل مسلم بكافر ، ولا ذو عهد في عهد : الكافر هاهنا : هو المخالف للإسلام -عند الشافعي- ، حربيا كان أو ذميا ، وهو الظاهر من إطلاق هذا الاسم بلا خلاف في الشرع ، وقد خصصه أبو حنيفة بالحربي دون الذمي ، فإن من مذهبه : أن المسلم يقتل بالذمي ، والشافعي لا يقتله به ، وقوله : «ولا ذو عهد في عهده» أي ولا مشرك أعطي أمانا ، فدخل دار الإسلام ، فلا يقتل حتى يعود إلى مأمنه ، وقيل : ولا ذو عهد في عهده بكافر ، ومعنى ذلك وبيانه : أن له تأويلين بمقتضى اختلاف المذهبين ، أما من ذهب إلى أن المسلم لا يقتل بالكافر مطلقا ، معاهدا كان أو غير معاهد ، فهو مذهب الشافعي فإنه حمل اللفظ على ظاهره، ولم يضمر له شيئا ، فقال : «لا يقتل مسلم بكافر» والكافر من خالف ملة الإسلام ، سواء كان مشركا أو كتابيا، معاهدا أو غير معاهد ، وأما قوله : «ولا ذو عهد في عهده» فمعناه عند الشافعي : النهي عن قتل المعاهد ، قال : وفائدة ذكره هاهنا ، بعد قوله : «ولا يقتل مسلم بكافر» . أي أنه لما نفى القود عن المسلم ، إذا قتل الكافر ، عقبه بقوله : «ولا ذو عهد في عهده» لئلا يتوهم متوهم أنه قد نفى عنه القود بقتله الكافر ، فيظن أن المعاهد لو قتله كان حكمه كذلك ، فقال : «ولا يقتل ذو عهد في عهده» ويكون الكلام معطوفا على ما قبله ، منتظما في سلكه ، من غير تقدير شيء ، وأما من ذهب إلى أن المسلم يقتل بالذمي ، وهو أبو حنيفة فاحتاج أن يضمر في الكلام شيئا مقدرا ، ويجعل فيه تقديما وتأخيرا ، فيكون التقدير : لا يقتل مسلم ولا ذو عهد في عهده بكافر ، فكأنه قال : لا يقتل مسلم ولا كافر معاهد بكافر ، فإن الكافر قد يكون معاهدا ، وغير معاهد.

الفرع السادس : في المجنون والسكران
7782 - (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله - أن مروان كَتب إِلى معاويةَ بنِ أبي سفيان : «أنه أُتِيَ إليه بمجنون قد قتل رجلاً ، فكتب إِليه معاويةُ : أن اعقِلْهُ ، ولا تُقِدْ منه ، فإنه ليس على مجنون قَوَد» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 851 في العقول ، باب دية الخطأ في القتل ، وإسناده منقطع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع : أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (4/218) عن يحيى بن سعيد ، فذكره.

7783 - (ط) مالك بن أنس - رحمه الله - بلغه أن مروان بن الحكم كتب إلى معاويةَ : «أنه أُتِيَ بسكران قد قَتَل [رَجُلاً] ، فكتب إليه [معاويةُ] : أن اقتُله به» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 872 في العقول ، باب القصاص في القتل بلاغاً ، وإسناده معضل .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده معضل : أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (4/250) بلاغا.

الفرع السابع : فيمن شتم النبي - صلى الله عليه وسلم -
7784 - (د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - «أن يَهُودية كانت -[258]- تشتِمُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وتقع فيه ، فخنقها رَجُل حتى ماتت ، فأبطل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- دَمها» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4362) في الحدود ، باب الحكم فيمن سب النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أبو داود (4362) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة وعبد الله بن الجراح ، عن جرير ، عن مغيرة ، عن الشعبي ، فذكره.

7785 - (د س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - «أن أعمى كانت له أمُّ ولد تَشْتِم رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وتقع فيه ، فَيَنْهَاها فلا تنتهي ، ويزجرُها فلا تَنْزجر ، فلما كان ذات ليلة جعلت تقع في النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، فأخذ المِغْوَل فوضعه في بطنها واتَّكأ عليها فقتلها ، وَوَقع بين رجليها طفل ، فلَطَّخت ما هناك بالدم ، فلما أصبح ذُكِر ذلك لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فجمع الناس ، فقال : أنْشُدُ الله رجلاً فعل ما فعل لي عليه حق إلا قام ، فقام الأَعمى يتخطَّى الناس ، وهو يتزلزل (1) حتى قعد بين يدي النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : يا رسول الله ، أنا صاحبها ، كانت تَشْتِمك وتقع فيك ، فأنهاها فلا تنتهي ، وأزجرُها فلا تنزجر ، ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين ، وكانت بي رفيقة ، فلما كانت البارحةَ جعلت تشتِمك وتقع فيك ، فأخذتُ المغول فوضعته في بطنها ، فاتكأْتُ عليها حتى قتلتُها ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أَلا اشهدوا أن دَمَها هَدَر» أخرجه أبو داود والنسائي، ولم يذكر النسائي وقوع الطفل بين يديها وتلطخه بالدم (2) . -[259]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المغول) : آلة ذات نَصْل دقيق يكون مخبوءاً في مثل سوط أو عكَّازة .
(هدر) ذهب دمه هدراً ، وأهدر دمه : إذا لم يدرك ثأره ولا مكّن وليه من أخذ ثأره .
__________
(1) في نسخ النسائي المطبوعة : يتدلدل .
(2) رواه أبو داود رقم (4361) في الحدود ، باب الحكم فيمن سب النبي صلى الله عليه وسلم ، والنسائي 7 / 107 و 108 في تحريم الدم ، باب الحكم فيمن سب النبي صلى الله عليه وسلم ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4361) والنسائي (7/107) قال : أخبرنا عثمان بن عبد الله.
كلاهما - أبو داود ، وعثمان بن عبد الله - قالا : حدثنا عباد بن موسى ، قال : حدثنا إسماعيل بن جعفر، قال : حدثني إسرائيل ، عن عثمان الشحام ، عن عكرمة ، فذكره.

الفرع الثامن : في جناية الأقارب
7786 - (س) ثعلبة بن زهدم - رضي الله عنه - قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يخطُب ، فجاء ناس من الأنصار ، فقالوا : يا رسولَ الله ، هؤلاء بنو ثعلبة بن يَرْبُوع ، قتلوا فلاناً في الجاهلية ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم- وهتف بصوته - : ألا لا تجني نفس على الأخرى» .
وفي رواية «قتلوا فلاناً - رجلاً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : لا تجني نفس على أخرى» .
وفي رواية : عن رجل من يَرْبوع ، ولم يُسَمِّه . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 53 في القسامة ، باب هل يؤخذ أحد بجريرة غيره ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (8/53) قال : أخبرنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا بشر بن السري. وفي (8/53) قال : أخبرنا أحمد بن سليمان ، قال : حدثنا معاوية بن هشام.
كلاهما - بشر ، ومعاوية - عن سفيان عن أشعث بن أبي الشعثاء ، عن الأسود بن هلال ، فذكره.

7787 - (س) طارق المحاربي - رضي الله عنه - قال : إن رجلاً قال : «يا رسولَ الله ، هؤلاء بنو ثعلبة الذين قتلوا فلاناً في الجاهلية ، فخُذْ لنا بثأْرنا -[260]- فرفع يديه ، حتى رأيتُ بياض إبطيه ، وهو يقول : لا تجني أُمٌّ على ولد - مرتين» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 55 في القسامة ، باب هل يؤخذ أحد بجريرة غيره ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (2670) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا عبد الله بن نمير. والنسائي (8/55) قال : أخبرنا يوسف بن عيسى ، قال : أنبأنا الفضل بن موسى.
كلاهما - ابن نمير ، والفضل - عن يزيد ، هو ابن زياد ، ابن أبي الجعد ، عن جامع بن شداد ، فذكره.

الفرع التاسع : فيمن قتل زانياً بغير بينة
7788 - (ط) سعيد بن المسيب - رحمه الله - «أن رجلاً من أَهل الشام وجد مع امرأته رجلاً ، فَقَتَلَهُ - أو قتلهما - وأشكل على معاوية بن أبي سفيان القضاءُ فيه ، فكتب إلى أبي موسى الأشعري ، ليسأل له علي بن أبي طالب عن ذلك ، فسأل أبو موسى الأشعري عن ذلك عليَّ بن أبي طالب ، فقال له عليّ : إن هذا لشيء ما هو بأرضي ، عزمتُ عليك لتخبرنَّي ، فقال أبو موسى : كتب إِليَّ معاوية بن أبي سفيان : أن أسأَلك عن ذلك ، فقال عليُّ : أنا أبو حسن ، إن لم يأت بأربعة شهداء فليُعطَ برُمَّته» . أخرجه الموطأ (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(برمَّته) يقال : أخذت الشيء برُمَّته : إذا أخذته جميعه ، والرُّمَّة : الحبل ، كأنه أعطاه بحبله الذي يقتاده به .
__________
(1) 2 / 737 في الأقضية ، باب القضاء فيمن وجد مع امرأته رجلاً ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ بشرح الزرقاني (4/21) عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب ، فذكره.

الفرع العاشر : في القتل بالمثقَّل
7789 - (خ م د ت س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن يهودياً قتل جارية على أوضاح لها ، فقتلها بحجَر ، فجيء بها [إلى] النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، وبها رَمَق ، فقال لها : أقتلَكِ فلان ؟ فأشارت برأسها : أن لا ، ثم سألها الثانية ، فأشارت برأسها : أن لا ، ثم سألها الثالثة ، فقالت : نعم ، وأشارت برأسها ، فقتله رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بحجرين» .
وفي رواية «فَرَضَخَ رأسه بين حَجَرَيْنِ» .
وفي رواية «أن يهودياً رَضَّ رَأْسَ جارية بين حَجَريْنِ ، فأُخِذَ اليهوديُّ فأقرَّ ، فأَمَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يُرَضَّ رأسهُ بالحجارة» وقال همام : «بحجرين» ، أخرجه البخاري ومسلم .
وللبخاري «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قَتَلَ يهودياً بجارية ، قتلها على أوضاح لها» .
ولمسلم «أن رجُلاً من اليهود قَتَلَ جارية [من الأنصار] على حُليٍّ لها ، ثم ألقاها في القَليب ، ورضَخَ رأسها بالحجارة ، فَأُخِذَ ، فأُتيَ به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فأمر به أن يُرْجَم حتى يموتَ ، فَرُجِمَ حتى مات» . -[262]-
وفي رواية أبي داود قال : «خَرجَتْ جارية بالمدينة عليها أوضاح لها فرماها يهوديّ بحجر ، فجيء بها وبها رَمَق ، فقال لها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : فلان قتلَكِ ؟ فرفَعَتْ رأسها ، فأعاد عليها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : فلان قتلك ؟ - لآخرَ - فَرَفَعَتْ رأسها ، فقال في الثالثة : فلان قتلَكِ ، لليهوديِّ ؟ فَخَفَضَتْ رأسها ، فَدَعا به رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حتى أقرَّ ، فَرُضَّ رأسَهُ بالحجارة» وأخرج أبو داود أيضاً رواية مسلم .
وله في أخرى «أن جاريَة وُجِدَتْ قد رُضّ رأسُها بين حجرين ، فقيل لها : مَنْ فَعَلَ بِكِ هذا ؟ أفلان ؟ أفلان ؟ حتى سمى اليهوديَّ ، فأومأت برأْسِهَا ، فأُخِذ اليهوديُّ ، فاعتَرَفَ ، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم- أن يُرَضَّ رأسُه بالحجارة»
وأخرج النسائي روايات أبي داود جميعها .
وأخرج الترمذي نحواً من رواية أبي داود الأولى ، وقال : «فَرُضِخَ رأسُهُ بين حجرين» (1) .
-[263]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أوضاح) الأوضاح : الحلي من النُقْرة ، واحدها وضح .
(رمق) الرَّمق : آخر النفس وبقية الرُّوح .
(فرضخ) الرضخ : الدَّق والكسر ، رضخت رأسه بالحجارة : إذا كسرته بها .
(رض) الرضُّ : دق الشيء بين حجرين ، وما جرى مجراهما .
__________
(1) رواه البخاري 12 / 180 في الديات ، باب من أقاد بالحجر ، وباب سؤال القاتل حتى يقر والإقرار في الحدود ، وباب إذا قتل بحجر أو عصا ، وباب إذا أقر بالقتل مرة قتل به ، وباب قتل الرجل بالمرأة ، وفي الخصومات ، باب الأشخاص والخصومة بين المسلم واليهودي ، وفي الوصايا ، باب إذا أومأ المريض برأسه إشارة بينة جازت ، ومسلم رقم (1672) في القسامة ، باب ثبوت القصاص في القتل بالحجر وغيره ، وأبو داود رقم (4527) و (4528) و (4529) و (4535) في الديات ، باب يقاد من القاتل ، وباب القود بغير حديد ، والترمذي رقم (1394) في الديات ، باب ما جاء فيمن رضخ رأسه بصخرة ، والنسائي 8 / 22 في القسامة ، باب القود من الرجل للمرأة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/171) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، وحجاج.
2- وأخرجه أحمد (3/203) قال : حدثنا يزيد.
3- وأخرجه البخاري (9/5) قال : حدثنا محمد ، هو ابن سلام. ومسلم (5/104) قال : حدثنا أبو كريب. وأبو داود (4529) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة.
ثلاثتهم - ابن سلام ، وأبو كريب ، وعثمان - عن عبد الله بن إدريس.
4- وأخرجه البخاري (9/6) ، وابن ماجة (2666) قالا : حدثنا محمد بن بشار. ومسلم (5/103) قال: حدثنا محمد بن المثنى ، ومحمد بن بشار.
كلاهما قال : حدثنا محمد بن جعفر.
5- وأخرجه مسلم (5/104) قال :حدثني يحيى بن حبيب الحارثي. والنسائي (8/35) قال : أخبرنا إسماعيل بن مسعود.
كلاهما - يحيى ، وإسماعيل - قالا : حدثنا خالد بن الحارث.
6- وأخرجه ابن ماجة (2666) قال : حدثنا إسحاق بن منصور ، قال : حدثنا النضر بن شميل.
ستتهم - محمد بن جعفر ، وحجاج ، ويزيد ، وابن إدريس ، وخالد ، والنضر - عن شعبة ، عن هشام بن زيد بن أنس ، فذكره.

الفرع الحادي عشر : في القتل بالطب والسُم
7790 - (د س) عمرو بن شعيب - رحمه الله - عن أبيه عن جده أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَنْ تَطَبَّبَ ولا يُعْلَمُ منه طِبّ ، فهو ضامِن» أخرجه أبو داود والنسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تطبّب) أي : من طبّ إنساناً وليس بطبيب ، فآذاه : فهو ضامن .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4586) في الديات ، باب فيمن تطبب بغير علم ، والنسائي 8 / 52 و 53 في القسامة ، باب صفة شبه العمد وعلى من دية الأجنة ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3466) ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4586) قال : حدثنا نصر بن عاصم الأنطاكي ، ومحمد بن الصباح بن سفيان. وابن ماجة (3466) قال : حدثنا هشام بن عمار ، وراشد بن سعيد الرملي. والنسائي (8/52) قال : أخبرني عمرو بن عثمان ومحمد بن مصفى.
سبعتهم - نصر ، ومحمد بن الصباح ، وهشام ، وراشد ، وعمرو ، ومحمد بن مصفى ، ومحمود - عن الوليد بن مسلم ، قال : حدثنا ابن جريج ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، فذكره.
* قال أبو داود : هذا لم يروه إلا الوليد ، لا ندري هو صحيح أم لا.
* أخرجه النسائي (8/53) قال: أخبرني محمود بن خالد ، قال : حدثنا الوليد ، عن ابن جريج ، عن عمرو بن شعيب ، عن جده ، مثله سواء. ليس فيه عن أبيه.
وقع هذا الإسناد في المطبوع من سنن النسائي وفيه : عن أبيه والصواب حذفها. قال المزي : وليس في حديث محمود ، يعني ابن خالد ، عن أبيه. تحفة الأشراف (6/8746) وقال أبو بكر البيهقي : رواه محمود بن خالد ، عن الوليد ، عن ابن جريج ، عن عمرو بن شعيب ، عن جده ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ، لم يذكر أباه. السنن الكبرى (8/141) .
قلت : فيه عنعنة ابن جريج ومع ذلك حسنه الألباني (3834) سنن أبي داود.

7791 - (د) رجل من ولد عمر بن عبد العزيز قال : حدثني بعض -[264]- مَن وَفَدَ على عمر [بن عبد العزيز] : أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «أيُّما رجل تَطَبَّبَ من غير أن يُعرَف له تطبُّبّ ، فأعنَتَ ، فهو ضامِن» أخرجه ... (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فأعنَت) العنت : الوقوع في أمرٍ شاقٍّ ، وقد عنت هو ، وأعنته غيره .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه أبو داود ، وهو الصواب ، وقد رواه أبو داود رقم (4587) في الديات ، باب فيمن تطبب بغير علم ، بأطول منه ، وهو حديث حسن يشهد له الحديث الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4587) حدثنا محمد بن العلاء ، ثنا حفص ، ثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ، فذكره.
قلت : حسنه الألباني (3835) .

7792 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - «أن امرأة من اليهود أهدَت إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- شاة مسمُومَة ، قال : فما عَرَض لها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4509) في الديات ، باب فيمن سقى رجلاً سماً أو أطعمه فمات أيقاد منه ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4509) حدثنا داود بن رشيد ، ثنا عباد بن العوام ، (ح) وثنا هارون بن عبد الله، ثنا سعيد بن سليمان ، ثنا عباد ، عن سفيان بن حسين ، عن الزهري ، عن سعيد وأبي سلمة ، قال هارون: عن أبي هريرة ، فذكره.
قال أبو داود : هذه أخت مرحب اليهودية التي سمت النبي -صلى الله عليه وسلم-.
قلت : أصله في الصحيحين من حديث أنس.البخاري (2617) ومسلم (7/1514) .

الفرع الثاني عشر : في الدابة والبئر والمعدن
7793 - (خ م ط ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «العجماء : عَقْلها جُبَار ، والبئر : جُبَار ، والمعدِنُ : جُبَار ، وفي الرِّكاز الخمس» .
وفي رواية «البئر جُرحُها جُبار ، والمعدِن جرحه جبار ، والعجماء جرحها جبار ، وفي الركاز الخمس» أخرجه البخاري ومسلم والموطأ وأبو داود والترمذي والنسائي . -[265]-
ولأبي داود قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «الرِّجلُ جُبَار» (1) قال أبو داود : الدابةُ تَضْرِبُ برجلها وهو راكب .
وفي أخرى له أنه قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «النار جُبَار» (2) .
وفي رواية ذكرها رزين : «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قَضى في الدابة تَنْفحُ بِرِجْلِهَا أنه جبار، والبئر جبار» .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العجماء جُبار) العجماء : البهيمة ، و (الجبار) : الهَدَر ، والمعنى : أن من قتلته الدابة ، فإنه يذهب دمه هَدَراً ، ولهذا في الفقه تفصيل ، إذا كانت الدابة مرسلة ، أو كان عليها راكب ، وغير ذلك من أنواع الهيئات ، وكذلك من مات تحت المعدِن ، وفي البئر من المستأجرين ، وأما (النار جبار) فقال أبو داود : إذا سقطت بنفسها ، فإن أوقدها رجل بالقرب مما تفسده متعمداً كان ضامِناً ، -[266]- وقال الخطابي : لم أزل أسمع أصحاب الحديث يقولون : غلط فيه عبد الرزاق ، وإنما هو " والبئر جبار " حتى وجدته لأبي داود من طريق أخرى ، فدل على أن عبد الرزاق لم ينفرد به ، ومن قال : إنه تصحيف ، احتج في ذلك بأن أهل اليمن يميلون النار ، فتنكسر النون وتنقلب الألف في النطق ياء ، فسمعه بعضهم على الإمالة فكتبه بالياء ، ثم نقله الرواة مصحفاً بالباء ، فإن كانت الرواية قد صحت من غير تصحيف ، فإنه " النار " فيكون معناه : أنه متأول على النار يوقدها الرجل في ملكه لأرَبٍ له ، فتطيِّرها الريح ، فتشعلها في بناءٍ أو متاع لغيره من حيث لا يملك ردَّها ، فيكون ذلك غير مضمون عليه .
(في الركاز الخمس) الركاز : قيل : هو المعدن ، وقيل : هو المال المدفون من أموال الجاهلية ، و " الخمس " هو الواجب في الفيء والغنيمة ، فيلزم في الركاز مثله .
(الرِجْل جُبار) قال الخطابي : معنى " الرجل جبار " : هو غير محفوظ ، وراويه سيء الحفظ ، على أن أبا حنيفة وأصحابه ذهبوا إلى أن الراكب إذا رمحت دابته إنساناً برجلها فهو هَدَر ، وبيدها ، فهو ضامِنٌ ، وسَوَّى الشافعي بين اليد والرِّجل .
__________
(1) إسناد هذه الرواية ضعيف ، كما ذكر المؤلف في الغريب .
(2) رواه البخاري 3 / 289 في الزكاة ، باب الركاز في الخمس ، وفي الشرب ، باب من حفر بئراً في ملكه لم يضمن ، وفي الديات ، باب المعدن جبار والبئر جبار ، وباب العجماء جبار ، ومسلم رقم (1710) في الحدود ، باب جرح العجماء والمعدن والبئر جبار ، والموطأ 2 / 868 و 869 في العقول ، باب جامع العقل ، وأبو داود رقم (4592) و (4593) و (4594) في الديات ، باب الدابة تنفح برجلها ، وباب العجماء والمعدن والبئر جبار ، وباب في النار تعدى ، والترمذي رقم (642) في الزكاة ، باب ما جاء في العجماء جرحها جبار ، وفي الركاز في الخمس ، ورقم (1377) في الأحكام ، باب ما جاء في العجماء جرحها جبار ، والنسائي 5 / 44 - 46 في الزكاة ، باب المعدن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/386) قال : حدثنا بهز. قال : حدثنا حماد. وفي (2/406) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا حماد. وفي (2/415) قال : حدثنا عفان. قال: حدثنا شعبة. وفي (2/454) قال : حدثنا حجاج. قال : حدثنا شعبة وفي (2/456) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. وفي (2/467) قال : حدثنا عبد الرحمن. قال : حدثنا حماد. وفي (2/482) قال : حدثنا وكيع ، عن حماد. والبخاري (9/15) قال : حدثنا مسلم. قال : حدثنا شعبة.ومسلم (5/128) قال : حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي. قال : حدثنا الربيع ، يعني ابن مسلم. (ح) وحدثنا عبيد الله ابن معاذ. قال : حدثنا أبي. (ح) وحدثنا ابن بشار. قال : حدثنا محمد بن جعفر. قالا : حدثنا شعبة. ثلاثتهم - حماد ، وشعبة ، والربيع بن مسلم - عن محمد بن زياد، فذكره.

الفصل الثاني : في قصاص الأطراف والضرب
السّنّ
7794 - (خ م ت س) عمران بن حصين - رضي الله عنه - «أن رَجُلاً عَضَّ يَدَ رجل ، فنزع يَدَهُ مِنْ فيه ، فوقَعَتْ ثَنِيَّتَاهُ ، فاختصموا إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : يَعَضُّ أحدُكم يَدَ أخيه ، كما يَعَضُّ الفَحْلُ ؟ لا ديةَ لك» .
وفي رواية : «فأبطله ، وقال : أردتَ أن تأكل لحمه ؟» . أخرجه البخاري ومسلم .
ولمسلم أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «ما تأمرني ؟ [تأمرني أن] آمرُه : أن يدع يَدَهُ في فيك تقضَمها كما يقضَم الفحلُ ؟ ادفع يَدَكَ حتى يَعَضَّها ، ثم انتزِعْها» .
وأخرج الترمذي الرواية الأولى ، وزاد «فأنزل الله تعالى {والجُرُوحَ قِصَاصٌ} [المائدة : 45]» وأخرجه النسائي (1) . -[268]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تقضمها) القَضم : الأكل بأطراف الأسنان ، قضمت الدابةُ تقضَم .
__________
(1) رواه البخاري 12 / 193 و 194 في الديات ، باب إذا عض رجلاً فوقعت ثناياه ، ومسلم رقم (1673) في القسامة ، باب الصائل على نفس الإنسان أو عضوه إذا دفعه المصول عليه فأتلف نفسه أو عضوه لا ضمان عليه ، والترمذي رقم (1416) في الديات ، باب ما جاء في القصاص ، والنسائي 8 / 28 و 29 في القسامة ، باب القود من العضة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (4/427) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال: حدثنا شعبة. (ح) وحجاج ، قال : حدثني شعبة. وفي (4/428) قال : حدثنا محمد بن جعفر وابن نمير. قالا : حدثنا سعيد. (ح) ويزيد ، قال : أخبرنا سعيد. وفي (4/435) قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن شعبة. والدارمي (2381) قال : حدثنا هاشم بن القاسم ، قال : حدثنا شعبة. والبخاري (9/9) قال : حدثنا آدم، قال : حدثنا شعبة. ومسلم (5/104) قال : حدثنا محمد بن المثنى ، وابن بشار. قالا : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. وأيضا في (5/104) قال : حدثني أبو غسان المسعمي ، قال : حدثنا معاذ ، يعني ابن هشام ، قال : حدثني أبي. وابن ماجة (2657) قال : حدثنا علي بن محمد ، قال: حدثنا عبد الله بن نمير ، عن سعيد بن أبي عروبة. والترمذي (1416) قال : حدثنا علي بن خشرم ، قال : أنبأنا عيسى بن يونس ، عن شعبة. والنسائي (8/28) قال : أخبرنا عمرو بن علي ، قال: حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد بن أبي عروبة. وفي (8/29) قال: أخبرنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. (ح) وأخبرنا سويد بن نصر ، قال : أنبأنا عبد الله ، عن شعبة. (ح) وأخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك ، قال : حدثنا أبو هشام ، قال : حدثنا أبان. وفي الكبرى الورقة (90-ب) قال : أخبرنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا محمد ، قال : حدثنا شعبة.
أربعتهم - شعبة ، وسعيد بن أبي عروبة ، وهشام الدستوائي ، وأبان - عن قتادة ، قال : سمعت زرارة بن أوفى ، فذكره.
تحرف في المطبوع إلى : محمد بن عبد الله بن نمير انظر تحفة الأشراف (8/10823) وبالرجوع إلى : «تهذيب الكمال» (11/الترجمة 2327) لم نجد لعبد الله بن نمير ولا لابنه محمد رواية عن سعيد بن أبي عروبة في الكتب الستة وفي ترجمة علي بن محمد ، في تهذيب الكمال ، الورقة (496) وجدنا روايته عن عبد الله بن نمير عند ابن ماجة.

7795 - (خ م د س) يعلى بن أمية - رضي الله عنه - قال : «غَزَوتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- جيش العُسرة ، وكان من أوثَقِ أعمَالي في نفسي ، فكان لي أجير ، فقاتَل إنْساناً ، فَعَضَّ أحدُهما يدَ صاحبه ، فانتزع إصْبَعه ، فأنْدَر ثَنِيَّتَهُ ، فَسَقَطَتْ ، فانْطَلَق إِلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، فأهدَرَ ثَنيَّتَه ، وقال : أَيَدَع إِصبعَهُ في فيك تقْضَمُها كما يقضَم الفحل ؟» .
وفي رواية «فَعَضَّ أحدهما يد الآخر» .
وفي أخرى قال صفوان : «إن أجيراً لِيَعلَى عَض رجل ذرَاعَهُ ...» وذكر الحديث بمعناه ، أخرجه البخاري ومسلم .
وأخرج النسائي الرواية الأولى .
وله في أخرى قال : «قاتل رجل رجلاً ، فَعَضَّ أحدُهما صاحبه ، فانتزعَ يَدَهُ من فيه ، فقلع ثنيَّتَهُ ، فرُفع ذلك للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : أيَعَضُّ أحدكم أخاه ، كما يَعَضُّ البَكْرُ ؟ فأبطلها» .
وفي أخرى : «فأَطَلَّها ، أي : أبطَلها» .
وله في أخرى : عن سلمة ويعلى ابني أمية ، قالا : «خرجنا مع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في غزوة تَبُوكَ ، ومعنا صاحب لنا ، فقاتل رجلاً من المسلمين ، فَعضَّ الرجلُ ذراعه ، فجذبها من فيه ، فطرحَ ثَنِيَّتَهُ ، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يلتمس العقل ، -[269]- فقال : ينطلق أحدكم إلى أخيه ، فيعضُّه كعضيض الفحل ، ثم يأتي فيطلب العقل ؟ لا عَقْلَ لها ، فأبطلها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي رواية أبي داود قال : «قَاتَلَ أجير لي رجلاً ، فَعَضَّ يدهُ ، فانتزعها منه ، فَنَدَرَتْ ثَنِيَّتُهُ ، فأَتى النبي - صلى الله عليه وسلم- فأَهدَرَها ، وقال : أتريد أن يضع يده في فيك تقضَمُها كالفحل ؟» قال : وأخبرني عبد الرحمن بن أبي مُليكة عن جده «أن أبا بكر أهْدَرَها ، وقال : بَعِدت سِنُّه (1)» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فأندر ثنيته) أي : أخرجها من موضعها .
(البَكْر) : الفتيُّ من الإبل .
(فأطَلَّها) طُلَّ دمُه ، أي : أُهدر ، وأَطل السلطان دمه : إذا أبطله وأهدره .
(كعضيض الفحل) العضيض : اللزوم ، يقال : عض فلان على فلان يعَض عضيضاً : إذا لزمه ، والمراد به هاهنا : العض نفسه ، وذلك : لأنه بِعَضِّه له يلزمه .
__________
(1) قال في " عون المعبود " : هكذا في أكثر النسخ : بعدت سنه ، من البعد ، دعاء عليه ، وفي بعض النسخ : نفذت سنة ، أي : هكذا جرت سنة النبي صلى الله عليه و سلم في حق العاض ولم يوجب له شيئاً ، والله أعلم .
(2) رواه البخاري 12 / 195 في الديات ، باب إذا عض رجلاً فوقعت ثناياه ، وفي الإجارة ، باب الأجير في الغزو ، وفي الجهاد ، باب الأجير ، وفي المغازي ، باب غزوة تبوك ، ومسلم رقم (1674) في القسامة ، باب الصائل على نفس الإنسان أو عضوه ، وأبو داود رقم (4584) و (4585) في الديات ، باب في الرجل يقاتل الرجل فيدفعه عن نفسه ، والنسائي 8 / 29 و 30 في القسامة ، باب الرجل يدفع عن نفسه ، وباب ذكر الاختلاف على عطاء في هذا الحديث .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (788) قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا ابن جريج. وأحمد (4/222) قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن ابن جريج. وفي (4/223) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة ، عن قتادة. وفي (4/224) قال : حدثنا إسماعيل ، عن ابن جريج. والبخاري (3/21) قال : حدثنا أبو الوليد. قال : حدثنا همام.وفي (3/116) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم. قال : حدثنا إسماعيل بن علية. قال : أخبرنا ابن جريج. وفي (4/65) قال : حدثنا عبد الله بن محمد. قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا ابن جريج. وفي (6/3) قال : حدثنا عبيد الله بن سعيد. قال : حدثنا محمد بن بكر. قال : أخبرنا ابن جريج. وفي (9/9) قال : حدثنا أبو عاصم ، عن ابن جريج. ومسلم (5/104) قال : حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة ، عن قتادة. وفي (5/105) قال : حدثنا شيبان بن فروخ. قال : حدثنا همام. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا أبو أسامة. قال : أخبرنا ابن جريج. (ح) وحدثناه عمرو بن زرارة. قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم. قال : أخبرنا ابن جريج. وأبو داود (4584) قال : حدثنا مسدد. قال : حدثنا يحيى ، عن ابن جريج. والنسائي (8/30) قال : أخبرنا عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار ، عن سفيان ، عن عمرو. (ح) وأخبرنا عبد الجبار مرة أخرى عن سفيان ، عن عمرو. (ح) وابن جريج. وفي (8/31) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أنبأنا سفيان ، عن ابن جريج. (ح) وأخبرنا يعقوب بن إبراهيم. قال : أخبرنا ابن علية. قال : أنبأنا ابن جريج. (ح) وأخبرنا سويد بن نصر في حديث عبد الله بن المبارك ، عن شعبة ، عن قتادة.
أربعتهم - ابن جريج ، وقتادة ، وهمام ، وعمرو بن دينار - عن عطاء بن أبي رباح ، عن صفوان بن يعلى، فذكره.
* أخرجه الحميدي (789) قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا عمرو ، عن عطاء ، أن أجيرا ولم يسنده ، وكان سفيان ربما ضمهما فأدرج فيه الإسناد ، فإذا فصلهما جعل حديث ابن جريج مسندا ، وجعل حديث عمرو مرسلا.
* وأخرجه مسلم (5/105) قال : حدثني أبو غسان المسمعي. والنسائي (8/31) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم.
كلاهما - أبو غسان ، وإسحاق - عن معاذ بن هشام. قال : حدثني أبي ، عن قتادة ، عن بديل ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن صفوان بن يعلى ، أن أجيرا ليعلى بن منية عض رجل ذراعه ، فذكره. مرسلا.
* وأخرجه النسائي (8/32) قال : أخبرني أبو بكر بن إسحاق. قال : حدثنا أبو الجواب. قال : حدثنا عمار ، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن الحكم ، عن محمد بن مسلم ، عن صفوان بن يعلى، أن أباه غزا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة فاستأجر أجيرا فقاتل رجلا فعض الرجل ذراعه ، فذكره مرسلا.
* وأخرجه أبو داود (4585) قال : حدثنا زياد بن أيوب. قال : أخبرنا هشيم. قال : حدثنا حجاج وعبد الملك ، عن عطاء ، عن يعلى بن أمية ، فذكره. ليس فيه صفوان بن أمية.

7796 - (خ م د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن الرُّبيِّعَ عَمَّتَهُ كَسَرَتْ ثَنِيَّةَ جارية ، فطلبوا إليها العفو ، فأبَوْا ، فعرضُوا الأرشَ ، فأبَوْا ، فأتَوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وأبَوا إلا القصاصَ ، فأمرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بالقصاص ، فقال أنس بن النضر : يا رسولَ الله ، أَتُكسرُ ثَنيَّةُ الرُّبيِّعِ ؟ لا والذي بعَثَكَ لا تُكْسَرُ ثَنيَّتُهَا ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : يا أنس ، أليس كتابُ الله القصاص ، فَرَضِيَ القَوْمُ ، فَعَفَوْا ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إن من عِبادِ الله مَنْ لَوْ أقْسَمَ على الله لأبَرَّه» أخرجه البخاري .
وفي رواية مسلم «أن أخت الرُّبَيِّع أمَّ حارثة : جَرَحَتْ إنساناً ، فاخْتَصَمُوا إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : القصاصَ القصاصَ ، فقالت أم الرُّبَيِّعِ : يا رسولِ الله أيُقْتَصُّ من فُلانَةَ ؟ والله لا يُقْتَصُّ منها ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : سبحان الله ، يا أم الرُّبيِّعِ ! القصاصُ كتابُ الله ، قالت : واللهِ لا يُقْتَصُّ منها أبداً ، قال : فما زالَتْ حتى قَبِلُوا ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إنَّ من عبادِ الله مَنْ لو أقْسَمَ على الله لأبَرَّه» ، هذا الحديث أخرجه الحميديُّ في المتفق ، وكأن كل واحد من روايتي البخاري ومسلم منفردة ، لأن رواية البخاري «في السنِّ» ، ورواية مسلم «في الجرح» ورواية البخاري «قال أنس بن النضر» ورواية مسلم «قالت أُمُّ الرُّبيِّع» .
ورواية البخاري «أن الجاني الربيع» . -[271]- ورواية مسلم «أن الجاني أخت الرُّبيِّع» .
وهذا اختلاف كثير، وحيث جعلهما حديثاً واحداً اتَّبعناه ، ثم البخاري يروي الحديث عن حميد عن أنس ، ومسلم يرويه عن ثابت عن أنس . وأخرج النسائي الروايتين معاً .
وأخرج أبو داود الأولى ، ولم يذكر «عرض الأرش ، وطلب العفو» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الأرش) الأرش هاهنا : الدية ، أو ما يجب على الجاني من الغرم المقابل لجنايته ، قال الخطابي : معنى ذلك : أن الغلام الجاني كان حُراً ، وكانت جنايته خطأً ، وكان عاقلته فقراء ، وإنما تواسى العاقلة عن وجْدٍ وسعة ، ولا شيء على الفقير منهم ، ويشبه أن يكون الغلام المجني عليه أيضاً حراً ، لأنه لو كان عبداً لم يكن لاعتذار أهله بالفقر معنى ، لأن العاقلة لا تحمل عبداً ، كما لا تحمل عمداً ، ولا اغتراماً ، فأما الغلام المملوك إذا جنى على عبدٍ أو حُرٍّ فجنايته في رقبته وللفقهاء في استيفائها من رقبته خلاف وهو مذكور في كتب الفقه .
__________
(1) رواه البخاري 12 / 197 في الديات ، باب السن بالسن ، وفي الصلح ، باب الصلح في الدية ، وفي تفسير سورة البقرة ، باب {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى} ، وفي تفسير سورة المائدة ، باب قوله : {والجروح قصاص} ، ومسلم رقم (1635) في القسامة ، باب إثبات القصاص في الأسنان وما في معناها ، وأبو داود رقم (4695) في الديات ، باب القصاص في السن ، والنسائي 8 / 28 في القسامة ، باب القصاص من الثنية .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/128) قال : حدثنا ابن أبي عدي.
2- وأخرجه أحمد (3/167) ، والبخاري (3/243 و6/29 و 9/10) قالا أحمد ، والبخاري : حدثنا محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري.
3- وأخرجه البخاري (4/23) قال : حدثنا محمد بن سعيد الخزاعي ، قال : حدثنا عبد الأعلى.
4- وأخرجه البخاري (4/23) قال : حدثنا عمرو بن زرارة ، قال : حدثنا زياد بن عبد الله.
5- وأخرجه البخاري (6/29) قال : حدثني عبد الله بن منير ، سمع عبد الله بن بكر.
6- وأخرجه البخاري (6/65) قال : حدثني محمد بن سلام ، قال : أخبرنا الفزاري.
7- وأخرجه أبو داود (4595) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا معتمر.
8- وأخرجه ابن ماجة (2649) قال : حدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا خالد بن الحارث ، وابن أبي عدي.
9- وأخرجه النسائي (8/27) قال : أخبرنا حميد بن مسعدة ، وإسماعيل بن مسعود ، قالا : حدثنا بشر بن المفضل.
10- وأخرجه النسائي (8/26) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أنبأنا سليمان بن حيان ، أبو خالد الأحمر.
11- وأخرجه النسائي (8/27) ، وفي فضائل الصحابة (185) قال : أخبرنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا خالد بن الحارث.
جميعهم - ابن أبي عدي ، والأنصاري ، وعبد الأعلى ، وزياد ، وعبد الله بن بكر ، والفزاري ، ومعتمر، وخالد ، وبشر ، وأبو خالد الأحمر عن حميد ، فذكره.

الأُذُن
7797 - (د س) عمران بن حصين - رضي الله عنه - «أنَّ غُلاماً لأُناس فقراءَ قَطَعَ أُذُنَ غلام لأغنياءَ ، فأتى أهْلهُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ، فقالوا : يا رسولَ الله إِنَّا نَاس فقراءُ ، فَلم يجعلْ عليه شيئاً» أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4590) في الديات ، باب في جناية العبد يكون للفقراء ، والنسائي 8 / 26 في القسامة ، باب سقوط القود بين المماليك فيما دون النفس ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/438) والدارمي (2373) قال : أخبرنا محمد بن يزيد الرفاعي. وأبو داود (4590) قال : حدثنا أحمد بن حنبل. والنسائي (8/25) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل ، والرفاعي ، وإسحاق الحنظلي - عن معاذ بن هشام ، قال : حدثني أبي ، عن قتادة ، عن أبي نضرة ، فذكره.
قلت : صححه الألباني انظر أبا داود (3837) والنسائي (4751) .

اللطمة
7798 - (س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - «أن رجلاً وقع في أبٍ كان له في الجاهلية ، فلطمه العباسُ ، فجاء قومُه ، فقالوا : لَنَلْطمنَّه ، كما لطمه ، فَلَبِسُوا السلاح ، فبلغ ذلك النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ، فَصَعِدَ المنبر ، فقال : أيُّها الناس ، أيّ أهل الأرض تعلمون أكرمَ على الله عز وجل ؟ قالوا : أنت ، قال : فإن العباسَ مني وأنا منه ، لا تَسُبُّوا مَوتَانا فتُؤذوا أحياءنا ، فجاء القوم فقالوا : يا رسولَ الله ، نعوذ بالله من غضبك ، فَاسْتَغْفِرْ لنا» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 33 في القسامة ، باب القود من اللطمة ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف : أخرجه أحمد (1/300) (2734) قال : حدثني حجين بن المثنى والترمذي (3759) قال : حدثنا القاسم بن دينار الكوفي ، قال : حدثنا عبيد الله. والنسائي (8/33) ، وفي فضائل الصحابة (70) قال : أخبرنا أحمد بن سليمان ، قال : أنبأنا عبيد الله.
كلاهما - حجين بن المثنى ، وعبيد الله - عن إسرائيل ، عن عبد الأعلى ، عن سعيد بن جبير ، فذكره.
رواية الترمذي ، والنسائي في فضائل الصحابة ، مختصرة على : «إن العباس مني ، وأنا منه» .
قلت : انظر الضعيفة (2315) وهو أيضا في ضعيف الجامع الصغير وزيادته برقم (259) .

الفصل الثالث : في استيفاء القصاص
7799 - (م ت) شداد بن أوس - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله -[273]- صلى الله عليه وسلم- قال : «إنَّ الله كتب الإحسان على كل شيء ، فإذا قَتَلتم ، فأحسنوا القِتْلة ، وإذا ذبَحْتم فأحسنوا الذَّبحَ (1) ، وليُحِدَّ أحدُكم شَفرته ، وليُرِحْ ذبيحتَهُ» . أخرجه مسلم والترمذي (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القِتلة) بكسر القاف : هيئة القتل ، وبفتحها : المرة الواحدة من القتل .
__________
(1) كذا في أكثر نسخ مسلم ، وفي الترمذي وبعض نسخ مسلم : الذبحة ، بكسر الذال ، وبالهاء آخره .
(2) رواه مسلم رقم (1955) في الصيد ، باب الأمر بالإحسان بالذبح والقتل ، والترمذي رقم (1409) في الديات ، باب ما جاء في النهي عن المثلة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (4/123) قال : حدثنا إسماعيل. وفي (4/124) قال : حدثنا هشيم. وفي (4/125) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. والدارمي (1976) قال : حدثنا محمد بن يوسف ، عن سفيان. ومسلم (6/72) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا إسماعيل بن علية. (ح) وحدثناه يحيى بن يحيى ، قال : حدثنا هشيم. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا عبد الوهاب الثقفي. (ح) وحدثنا أبو بكر بن نافع ، قال : حدثنا غندر ، قال : حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ، قال : أخبرنا محمد بن يوسف ، عن سفيان. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا جرير ، عن منصور. وأبو داود (2815) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : حدثنا شعبة. وابن ماجة (3170) قال : حدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا عبد الوهاب. والترمذي (1409) قال : حدثنا أحمد بن منيع ، قال : حدثنا هشيم. والنسائي (7/227) قال : أخبرنا علي بن حجر ، قال : حدثنا إسماعيل. وفي (7/229) قال : أخبرنا الحسين بن حريث أبو عمار ، قال : أنبأنا جرير ، عن منصور. وفي (7/230) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن بزيع ، قال : حدثنا يزيد ، وهو ابن زريع. (ح) وأنبأنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن ، قال : حدثنا غندر ، عن شعبة. وفي الكبرى تحفة الأشراف (4817) عن أحمد بن سليمان ، عن حسين بن علي الجعفي ، عن زائدة ، عن منصور.
سبعتهم - إسماعيل بن علية ، وهشيم ، وشعبة ، وسفيان ، وعبد الوهاب الثقفي ، ومنصور ، ويزيد بن زريع - عن خالد الحذاء.
2- وأخرجه أحمد (4/123) ، والنسائي (7/229) قال : أخبرنا محمد بن رافع.
كلاهما - أحمد ، ومحمد بن رافع - قالا : حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر ، عن أيوب.
كلاهما - خالد الحذاء ، وأيوب - عن أبي قلابة ، عن أبي الأشعث الصنعاني ، فذكره.
* وأخرجه النسائي (7/229) قال : أخبرنا إبراهيم بن يعقوب ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، قال : أنبأنا إسرائيل ، عن منصور ، عن خالد الحذاء ، عن أبي قلابة ، عن أبي أسماء الرحبي ، عن أبي الأشعث، فذكره. زاد فيه : «عن أبي أسماء الرحبي» .

7800 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «أعفُّ الناس قِتْلَة : أهلُ الإيمان» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (2666) في الجهاد ، باب في النهي عن المثلة ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 1 / 393 ، وابن ماجة رقم (2681) و (2682) في الديات ، باب أعف الناس قتلة أهل الإيمان ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف : أخرجه أبو داود (2666) قال : حدثنا محمد بن عيسى ، وزياد بن أيوب ، قالا : حدثنا هشيم. وابن ماجة (2682) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا غندر ، عن شعبة.
كلاهما - هشيم ، وشعبة - عن مغيرة ، عن شباك ، عن إبراهيم ، عن هني بن نويرة ، عن علقمة ، فذكره.
* وأخرجه ابن ماجة (2681) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، قال : حدثنا هشيم ، عن مغيرة ، عن شباك ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، فذكره. ليس فيه هني بن نويرة.
* وأخرجه أحمد (1/393) (3728) قال : حدثنا محمد ، عن شعبة ، عن المغيرة ، عن إبراهيم ، عن هني بن نويرة ، عن علقمة ، فذكره. ليس فيه شباك.
* وأخرجه أحمد (1/393) (3729) قال : حدثنا سريج بن النعمان ، قال : حدثنا هشيم ، قال : أنبأنا مغيرة ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، فذكره. ليس فيه شباك ، ولا هني بن نويرة.
قلت : انظر ضعيف الجامع الصغير (963) ، ضعيف سنن ابن ماجة (584/2682) .

7801 - (خ) عبد الله بن يزيد الأنصاري - رضي الله عنه - «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- : نهى عن المُثلة ، والنُّهبى» أخرجه البخاري (1) .
وقد رواه ابن جبير عن ابن عباس عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-.

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المثلة) : تشويه خلقة القتيل ، كجدع أطرافه ، وجَبِّ مذاكيره ، ونحو ذلك .
__________
(1) 5 / 86 في المظالم ، باب النهبى بغير إذن صاحبه ، وفي الذبائح والصيد ، باب ما يكره من المثلة والمصبورة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/307) قال : حدثنا وكيع ، وابن جعفر. وفي (4/307) قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. والبخاري (3/177) قال : حدثنا آدم بن أبي إياس. وفي (7/122) قال : حدثنا حجاج بن منهال.
خمستهم - وكيع ، وابن جعفر ، وإسماعيل ، وآدم ، وحجاج - عن شعبة ، قال : حدثنا عدي بن ثابت، فذكره.

7802 - (س) أبو فراس - رحمه الله - عن عمر قال : «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يُقِصُّ من نفسه» أَخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 34 في القسامة ، باب القصاص من السلاطين ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه النسائي (8/34) أخبرنا مؤمل بن هشام ، قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، قال : حدثنا أبو مسعود ، سعيد بن إياس الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أبي فراس ، فذكره.

الفصل الرابع : في العفو
7803 - (د س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «ما رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- رُفع إِليه شيء فيه قِصاص إلا أمَرَ فيه بالعفو» . أخرجه أبو داود والنسائي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4497) في الديات ، باب الإمام يأمر بالعفو في الدم ، والنسائي 8 / 37 و 38 في القسامة ، باب الأمر بالعفو عن القصاص ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/213) قال : حدثنا عبد الصمد. وفي (3/252) قال : حدثنا عفان. وأبو داود (4497) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. ابن ماجة (2692) قال : حدثنا إسحاق بن منصور ، قال : أنبأنا حبان بن بلال. والنسائي (8/37) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أنبأنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (8/37) أيضا قال : أخبرنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، وبهز بن أسد ، وعفان بن مسلم.
ستتهم - عبد الصمد ، وعفان ، وموسى ، وحبان ، وابن مهدي ، وبهز - عن عبد الله بن بكر المزني ، عن عطاء بن أبي ميمونة ، فذكره.
قلت : صححه الألباني انظر صحيح النسائي (3774) .

7804 - (ت) أبو السفر - سعيد بن أحمد - (1) رحمه الله - قال : «دَقَّ رجل من قريش سِنَّ رجل من الأنصار ، فاستعدَى عليه معاويةَ ، فقال لمعاوية : يا أمير المؤمنين ، إن هذا دقَّ سِنِّي ، فقال له معاويةُ : إنَّا سَنُرضيك ، وألحَّ الآخَرُ على معاويةَ ، فأبْرَمَه ، فقال معاويةُ : شأنَك بصاحبك - وأبو الدرداء جالس عنده - فقال أبو الدرداء : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : ما من رجل يُصَاب بشيء من جسده فَيَتَصَدَّق به إلا رفعه الله به درجة ، -[275]-
وحطَّ عنه به خطيئة ، فقال الأنصاري : أنتَ سمعتَه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ قال : سمعتُه أُذُنايَ ، وَوَعاهُ قلبي ، قال : فإني أذَرُها له ، قال معاويةُ : لا جرمَ لا أُخَيِّبُك ، فأمر له بمال» أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) قال الحافظ في " التهذيب " : سعيد يحمد ، ويقال : ابن أحمد .
(2) رقم (1293) في الديات ، باب ما جاء في العفو ، من حديث أبي السفر عن أبي الدرداء ، وإسناده منقطع ، فإن أبا السفر لم يسمع من أبي الدرداء ، ولذلك قال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، ولا أعرف لأبي السفر سماعاً من أبي الدرداء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع : أخرجه أحمد (6/448) قال : حدثنا وكيع. وابن ماجة (2693) قال : حدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا وكيع. والترمذي (1393) قال : حدثنا أحمد بن محمد ، قال : حدثنا عبد الله بن المبارك.
كلاهما - وكيع ، وابن المبارك - قالا : حدثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي السفر ، فذكره.
* قال الترمذي : هذا حديث غريب ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، ولا أعرف لأبي السفر سماعا من أبي الدرداء ، وأبو السفر اسمه سعيد بن أحمد ، ويقال : ابن يحمد ، الثوري.
أبو السفر لم يسمع من أبي الدرداء وقد نص على ذلك الترمذي.

7805 - (س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن رجلاً أتى بقاتل وَليِّه رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : اعفُ عنه ، فأبى ، فقال : خُذِ الديةَ ، فأبى ، فقال : اذهب فاقتله فإنك مثلُهُ ، فذهب ، فلُحق الرجل ، فقيل له : إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : إنْ قَتَله فإنه مثله ، فخلَّى سبيلَه ، فمرَّ بي الرجلُ وهو يجرُّ نِسْعَتهُ» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 17 في القسامة ، باب القود ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (2691) قال : حدثنا أبو عمير عيسى بن محمد النحاس ، وعيسى بن يونس والحسين بن أبي السري. والنسائي (8/17) قال : أخبرنا عيسى بن يونس.
ثلاثتهم - أبو عمير ، وابن يونس ، والحسين - قالوا : حدثنا ضمرة بن ربيعة ، عن عبد الله بن شوذب ، عن ثابت ، فذكره.

7806 - (س) بريدة - رضي الله عنه - «أن رجلاً جاء إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقال : إنَّ هذا قتل أخي ، قال : اذهب فاقتله كما قتل أخاك ، فقال له الرجل : اتَّق الله ، واعف عني ، فإنه أعظمُ لأجرك ، وخَير لك ولأخيك يوم القيامة ، قال : فخلَّى عنه ، فأُخْبِر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ، فسأله ؟ فأخبره بما قال له ، قال : فأعتقه ، قال : أمَا إنَّه كان خيراً مما هو صانع بك يوم القيامة ، يقول : يا رب ، سلْ هذا فيم قتلني ؟» أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 18 في القسامة ، باب القود ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (8/17) قال : أخبرنا الحسن بن إسحاق المروزي ، قال : حدثني خالد بن خداش، قال : حدثنا حاتم بن إسماعيل ، عن بشير بن المهاجر ، عن عبد الله بن بريدة ، فذكره.
قلت : قال أبو القاسم البغوي حدثني محمد بن علي الجوزجاني قال : قلت لأبي عبد الله يعني أحمد بن حنبل سمع عبد الله من أبيه شيئا قال ما أدري عامة ما يروى عن بريدة عنه وضعف حديثه ، وقال إبراهيم الحربي: عبد الله أتم من سليمان ولم يسمعا من أبيهما وفيما روى عبد الله عن أبيه أحاديث منكرة.

7807 - (م) وائل بن حجر - رضي الله عنه - قال : «أُتيَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- برجُل قتلَ رجلاً ، فأقادَ وَلِيُّ المقتول منه ، فانطلق به وفي عنقه نِسْعَة يَجُرُّها ، فلما أدبر قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : القاتل والمقتول في النار ، فأتى رجل الرجلَ ، فقال له مقالة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فَخَلَّى عنه» .
قال إسماعيل بن سالم : فذكرت ذلك لحبيب بن أبي ثابت ، فقال : حدثني ابن أشوَعْ أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- : إنما سأله أن يعفوَ عنه ، فأَبى . أخرجه مسلم (1) .
وهذه الزيادة لم يذكرها الحميديُّ في كتابه .
__________
(1) رقم (1680) في القسامة ، باب صحة الإقرار بالقتل وتمكين ولي القتيل من القصاص .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الدارمي (2364) قال : أخبرنا أحمد بن عبد الهمداني. قال : حدثنا أبو أسامة ، عن عوف ، عن حمزة أبي عمرو. ومسلم (5/109) قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري : قال : حدثنا أبي. قال : حدثنا أبو يونس ، عن سماك بن حرب. (ح) وحدثني محمد بن حاتم. قال : حدثنا سعيد بن سليمان. قال : حدثنا هشيم. قال : أخبرنا إسماعيل بن سالم. وأبو داود. (4499) قال : حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة الجشمي. قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن عوف. قال : حدثنا حمزة أبو عمر العائذي. وفي (4500) قال : حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة. قال : حدثنا يحيى بن سعيد. قال : حدثني جامع بن مطر. وفي (4501) قال : حدثنا محمد بن عوف الطائي. قال : حدثنا عبد القدوس بن الحجاج. قال : حدثنا يزيد بن عطاء الواسطي ، عن سماك. والنسائي (8/14 و 244) قال : أخبرنا محمد بن بشار. قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن عوف بن أبي جميلة. قال : حدثني حمزة أبو عمر العائذي. وفي (8/15) قال : أخبرنا محمد بن بشار. قال : حدثنا يحيى. قال : حدثنا جامع بن مطر الحبطي. (ح) وأخبرنا عمرو بن منصور. قال : حدثنا حفص بن عمر ، وهو الحوضي. قال : حدثنا جامع بن مطر. (ح) وأخبرنا إسماعيل بن مسعود. قال : حدثنا خالد. قال : حدثنا حاتم ، عن سماك. وفي (8/16) قال : أخبرنا زكريا بن يحيى. قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ. قال : حدثنا أبي. قال : حدثنا أبو يونس ، عن سماك بن حرب. وفي (8/17) قال : أخبرنا محمد بن معمر. قال : حدثنا يحيى بن حماد ، عن أبي عوانة ، عن إسماعيل بن سالم.
أربعتهم - حمزة أبو عمرو ، وسماك ، وإسماعيل بن سالم ، وجامع بن مطر - عن علقمة بن وائل ، فذكره.
* وأخرجه النسائي (8/13) قال : أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم. قال : حدثنا إسحاق ، عن عوف الأعرابي ، عن علقمة بن وائل الحضرمي ، فذكره.

7808 - (د س) عائشة - رضي الله عنها - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «على المُقْتَتِلِينَ أن يَنْحَجِزُوا ، الأولَى فالأولى ، وإن كانت امرأة» .
أخرجه أبو داود، وفي رواية النسائي «الأول فالأول (1)» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أن ينحجزوا) الانحجاز - مطاوع حجزه : إذا منعه ، والمعنى : أن لورثة القتيل أن يعفوا عن دمه رجالهم ونساؤهم ، وبيانه : أن يُقتل رجل وله ورثة رجال ونساء ، فأيهم عفا وإن كانت امرأة : سقط القود ، واستحقوا -[277]- الدية ، وقوله : «الأولى فالأولى» يريد الأقرب فالأقرب ، ويشبه أن يكون معنى المقتتلين هاهنا : أن يطلب أولياء القتيل القود ، فتمتنع القتلة فينشأ بينهم الحرب والقتال من أجل ذلك ، فجعلهم مقتتلين - بفتح التاءين - يقال : اقتَتَل ، فهو مقتتل ، غير أن هذا إنما يستعمل أكثره فيمن قتلته الحرب ، قاله الخطابي .
__________
(1) الذي في نسخ أبي داود المطبوعة أيضاً : الأول فالأول .
(2) رواه أبو داود رقم (4538) في الديات ، باب عفو النساء عن الدم ، والنسائي 8 / 39 في القسامة ، باب عفو النساء عن الدم ، وفي سنده حصن بن عبد الرحمن ، لم يوثقه غير ابن حبان ، وباقي رجاله ثقات .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4538) قال : حدثنا داود بن رشيد. والنسائي (8/38) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم. (ح) وأنبأنا الحسين بن حريث.
ثلاتهم - داود ، وإسحاق ، والحسين - عن الوليد بن مسلم ، عن الأوزاعي ، عن حصن ، عن أبي سلمة، فذكره.
تحرف في المطبوع من سنن النسائي إلى : حصين انظر تحفة الأشراف (12/17706) ، وتهذيب الكمال (6/509) (1353) وفيه : حصن بن عبد الرحمن ، ويقال : ابن محصن التراعي.
قلت : حصن بن عبد الرحمن قال ابن القطان لا يعرف حاله وذكره ابن حبان في الثقات.

الكتاب السادس : في القسامة
7809 - (خ س) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : «إنَّ أوَّلَ قَسَامَة كانت في الجاهلية : لَفَينا بني هاشم ، كان رجل من بني هاشم استأْجرَه رجل من قريش من فَخِذ أخرى ، فانطلق معه في إبِلِهِ ، فمَرَّ به رجل من بني هاشم ، قد انْقَطَعَتْ عُرْوَةُ جَوَالِقِهِ ، فقال : أغِثْني بعِقال أشُدُّ به عروةَ جَوَالِقي ، لا تَنفِر الإبل ، فأعطاه عِقَالاً ، فَشَدَّ به عُروةَ جَوالِقِه ، فلما نزلوا عُقِلَتْ الإبل إلا بَعيِراً واحداً ، فقال الذي استأْجره : ما بال (1) هذا البعير لم يُعْقَلْ من بين الإبل ؟ قال : ليس له عِقَال ، قال : فأين عِقاله ؟ [قال :] فحذفه -[278]- بعَصا كان فيها أجلُهُ ، فمرَّ به رجل من أهل اليمن ، فقال : أتشهدُ الموسم ؟ قال : ما أشهدُ ، وربما شهدتُهُ ، قال : هل أنت مُبَلِّغ عني رسالة مرة من الدهر ؟ قال : نعم ، قال : فإِذا شهدتَ الموسم فنادِ : يا آل قريش ، فإِذا أجابوك ، فنادِ : يا آل بني هاشم ، فإِن أجابوك ، فَسَلْ عن أبي طالب ، فأَخبره أن فلاناً قتلني في عِقَال ، ومات المستأجَر ، فلما قَدِمَ الذي استأْجره ، أتاه أبو طالب ، فقال : ما فعل صاحبنا ؟ قال : مَرِضَ ، فأحسنْتُ القيام عليه وَوَليتُ دفْنَه ، قال : قد كان أهلُ ذاك منك ، فمكث حيناً ، ثم إن الرجل الذي أوْصَى إليه أن يبلِّغ عنه وافَى الموسمَ ، فقال : يا آل قريش ، قالوا : هذه قريش ، قال : يا آل بني هاشم ، قالوا : هذه بنو هاشم ، قال : أين أبو طالب ؟ قالوا : هذا أبو طالب ، قال : أمرني فلان أن أبَلِّغَكَ رسالة : أنَّ فلاناً قتله في عِقَال ، فأتاه أبو طالب ، فقال : اخْتَرْ مِنَّا إِحدى ثلاث : إن شئتَ أن تؤدِّيَ مائة من الإِبل ، فإنك قتلتَ صاحبنا ، وإنْ شئتَ حَلَفَ خمسون من قومكَ أنَّكَ لم تقتُلْهُ ، فإن أبَيْتَ قتلناك به ، فأتى قومَهُ فأخبرهم ، فقالوا : نحلفُ ، فأتته امرأة من بني هاشم - كانت تحت رجل منهم قد وَلَدَتْ منه - فقالتْ : يا أبا طالب ، أُحِبُّ أن تجير ابني هذا برجل من الخمسين ، ولا تَصْبُرْ يمينَه حيث تُصْبَرُ الأيمان ، ففعل ، فأتاه رجل منهم ، فقال : يا أبا طالب ، أردتَ منا خمسين رجلاً أن يحلفوا مكان مائة من الإبل ، يصيب كلِّ رجل منهم بعيران ، هذان بعيران ، فاقبلهما -[279]- مِني ، ولا تَصْبُرْ يميني حيث تُصبرَ الأيمان ، فقبلهما ، وجاء ثمانية وأربعون فحلفوا» .
قال ابن عباس : «فوالذي نفسي بيده ، ما حال الحول ، ومن الثمانية وأربعين عين تَطْرِفُ» أخرجه البخاري والنسائي (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(القَسَامة) : الأيمان يقسم بها أولياء الدم على استحقاقهم دم صاحبهم ، أو يقسم بها المتَّهمون على نفي القتل عنهم ، وهي مصدر ، يقال : أقسم يقسم قَسماً وقسامة : إذا حلف .
(فَخِذ) الفخذ : دون القبيلة .
(الموسم) : أراد به وقت الحج واجتماع الناس له .
(تجير ابني) قول المرأة : تجير ابني - بالراء غير المعجمة - معناه : أن تجيره باليمين ، أي : يُؤمِّنه منها ، فإن كان بالزاي المعجمة - فمعناه : الإذن ، أي : يأذن له في ترك اليمين ، والمجيز : هو الذي يقوم بأمر اليتيم .
(تصبر يمنه) يمين الصبر : هي التي يلزمها المأمور بها ويُكره عليها ، ويحكم عليه بها .
__________
(1) وفي نسخ البخاري المطبوعة : ما شأن .
(2) رواه البخاري 7 / 118 و 119 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب أيام الجاهلية ، والنسائي 8 / 2 - 4 في القسامة ، باب ذكر القسامة التي كانت في الجاهلية .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في أيام الجاهلية المناقب (87:1) عن أبي معمر ، عن عبد الوارث ، عن قطن أبي الهيثم ، عن أبي يزيد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، والنسائي في القسامة والقود والديات 1) عن محمد بن يحيى ، عن أبي معمر نحوه..

7810 - (م س) أبو سلمة بن عبد الرحمن وسليمان بن يسار عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «أقَرَّ القَسَامةَ على -[280]- ما كانت عليه في الجاهلية» .
وفي رواية عن أُنَاس من أصحاب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- : «أن القَسامة كانت في الجاهلية ، فأقرَّها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على ما كانت عليه في الجاهلية ، وقضى بها بين الناس من الأنصار في قتيل ادّعوه على يهود خيبر» . أخرجه مسلم والنسائي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1670) في القسامة والمحاربين ، باب القسامة ، والنسائي 8 / 5 في القسامة ، باب القسامة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/62 و5/375) قال : حدثنا حجاج. قال : حدثنا ليث. قال : حدثني عقيل. وفي (5/432) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا ابن جريج. ومسلم (5/101) قال : حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى. قال أبو الطاهر : حدثنا ، وقال حرملة : أخبرنا ابن وهب. قال : أخبرني يونس. (ح) وحدثنا محمد بن رافع. قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا ابن جريج. (ح) وحدثنا حسن بن علي الحلواني. قال : حدثنا يعقوب ، وهو ابن إبراهيم بن سعد. قال : حدثنا أبي ، عن صالح. والنسائي (8/4) قال : أخبرنا أحمد بن عمرو بن السرح ويونس بن عبد الأعلى. قال : أنبأنا ابن وهب. قال : أخبرني يونس. وفي (8/5) قال : أخبرنا محمد بن هاشم. قال : حدثنا الوليد. قال : حدثنا الأوزاعي.
خمستهم - عقيل ، وابن جريج ، ويونس ، وصالح بن كيسان ، والأوزاعي - عن ابن شهاب ، عن أبي سلمة وسليمان بن يسار ، فذكراه.
* في رواية صالح : «عن أناس من الأنصار» . وفي رواية الأوزاعي : «عن أناس من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» . وفي رواية ابن جريج عند أحمد ، «عن رجال من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأنصار» .
* أخرجه النسائي (8/5) قال : أخبرنا محمد بن رافع. قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : أنبأنا معمر ، عن الزهري ، عن ابن المسيب. قال : كانت القسامة في الجاهلية... فذكره مرسلا.

7811 - (س) سعيد بن المسيب قال : «كانت القَسامةُ في الجاهلية ، فأقرَّها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في الأنصاريِّ الذي وُجِدَ مَقتولاً في جُبِّ اليهود ، فقال الأنصار : قَتَلُوا صاحبنا» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 5 في القسامة ، باب القسامة ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (8/5) أخبرنا محمد بن رافع ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أنبأنا معمر ، عن الزهري ، عن ابن المسيب ، فذكره.

7812 - (خ م ط د ت س) سهل بن أبي حَثمة - رضي الله عنه - قال : «انطلق عبد الله بنُ سهل ، ومُحَيِّصةُ بنُ مسعود إِلى خَيْبَرَ ، وهي يومئذ صلح ، فتفرَّقا ، فأتَى محيِّصةُ إلى عبد الله بنِ سهل وهو يَتَشَحَّطُ في دَمِه قتيلاً ، فدفنه ، ثم قَدِمَ المدينةَ ، فانطلقَ عبد الرحمنِ بنُ سهل ، ومحيِّصةُ وحُويِّصة ابنا مسعود إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، فذهب عبد الرحمن يتكلَّم ، فقال : كَبِّرْ كَبِّرْ - وهو أَحدَثُ القوم - فَسَكَتَ ، فتكلّما ، فقال : أتَحْلِفُونَ ، وتستحقون قاتِلكم ، -[281]- أو صاحبكم ؟ قالوا : وكيف نحلفُ ولم نَشْهَدُ ، ولم نَرَ ؟ قال : فتُبْرِئُكم يَهودُ بخمسين ؟ قالوا : كيف نأخذ أيمان قوم كفار ؟ فَعَقَلَهُ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- من عنده» .
وفي رواية : فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «يُقْسِمُ خمسون منكم على رجل منهم فيُدفَع بِرُمَّته ، قالوا : أمْر لم نَشْهَدهُ ، كيف نحلف ؟ قال : فَتُبْرئكم يهودُ بأيمانِ خمسينَ منهم ، قالوا : يا رسولَ الله ، قوم كفار...» وذكر الحديث نحوه .
وفي أخرى فقال لهم : «تأتونَ بالبيِّنةِ على مَنْ قَتَله ؟ فقالوا : مَا لَنَا بَيِّنة ، قال : فيحلفون ، قالوا : لا نرضَى بأيْمان اليهود ، فَكَرهَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يُبْطِلَ دمه ، فوَدَاهُ بمائة من إبل الصدقة» .
وفي أخرى : «فجاءَ عبد الرحمنِ بنُ سهل ، وحُويِّصة ومُحيِّصة ابنا مسعود ، وهما عمَّاه» .
وفي أخرى «أن رجلاً من الأنصار من بني حارثة - يقال له : عبد الله بن سهل بن زيد - انطلق هو وابنُ عَمّ له ، يقال له : محيِّصة بن مسعود بن زيد» .
وفي أخرى عن سهلِ بنِ أبي حَثْمةَ ، ورافع بن خديج ... الحديث ، وفيه : قال سهل : «دَخلتُ مِرْبداً لهم يوماً ، فركضتني ناقة من تلك الإبل ركضة برجلها» .
وفي أخرى عن سهل بن أبي حَثْمَة عن رجال من كبراءِ قومه «أنَّ عبد الله بنَ سهل ، ومحيّصةَ ، خرجا إلى خيبر من جَهْد أصابهم ، فأتى محيِّصةُ -[282]- فأخبرَ أنَّ عبد الله بنَ سهل قد قُتلَ وطُرِحَ في عين أو فَقير ، فأتى يهودَ ، فقال : أَنتم والله قتلتموه ، قالوا : والله ما قتلناه ، ثم أقبل حتى قدم على قومه ، فذكر لهم ذلك ، ثم أقبل هو وأخوه حُوَيِّصة - وهو أكبر منه - وعبد الرحمن بنُ سهل ، فذهبَ مُحَيِّصَةُ ليتكلم - وهو الذي كان بخيبر - فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لمحيِّصة : كَبِّر ، كَبِّرْ - يريدُ السِّنَّ - فتكلَّم حُوَيِّصة ، ثم تكلَّم مُحَيِّصةُ ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إمَّا أنْ يَدُوا صاحبَكم ، وإمَّا أن يُؤذِنوا بِحَرب ، فكتبَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إليهم في ذلك ، فكتبوا : إنَّا والله ما قتلناه ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لحُويِّصةَ ومُحَيِّصَةَ ، وعبد الرحمن : أتَحْلِفُونَ وتستحقُّون دَمَ صاحبكم ؟ قالوا : لا ، قال : فتحلف لكم يهودُ ؟ قالوا : لَيْسوا مسلمين ، فَوَدَاه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من عنده ، فبعث إليهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مائةَ ناقة حمراءَ ، حتى أُدْخِلَتْ عليهم الدارَ ، فقال سهل : فلقد ركضتني منها ناقة حمراءُ» [أخرجه البخاري ومسلم] .
وفي رواية [لمسلم] «فَوَدَاهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من عنده ، قال سهل : لقد ركضتني فريضة من تلك الفرائض بالمربَدِ» .
وفي رواية بنحو ما تقدَّم «فلما رأى ذلك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أعطى عَقْلَه» .
وفي أخرى «كَبِّرِ الكُبْرَ ، أو قال : لِيَبْدَأ الأكبرُ» .
وأخرج الموطأ الرواية التي قال فيها : «عن رجال من كبراءِ قومه» . -[283]-
وفي أخرى له «أن عبد الله بنَ سهل الأنصاريَّ ، ومُحَيِّصَةَ بن مسعود خرجا إِلى خيبر ، فتفرَّقا في حوائجهما ، فَقُتِلَ عبد الله بنُ سهل ، فَقدِمَ محيِّصَةُ فأَتى هو وأخوه حويِّصةُ وعبد الرحمن بن سهل إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، فذهب عبد الرحمن ليتكلَّم ، لمكانه من أخيه ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : كبِّرْ كبِّرْ ، فتكلَّم محيِّصة وحويِّصة ، فذكرا شأنَ عبد الله بن سهل ، فقال لهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أتَحْلِفُونَ خمسين يميناً وتستحقُّونَ دَمَ صاحبكم ، أو قاتلكم ؟ فقالوا : لم نشهدْ يا رسولَ الله ، ولم نَحْضُرْ ، فقال لهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : فتُبْرِئكم يهودُ بخمسين يميناً ؟ فقالوا : يا رسولَ الله ، كيف نقبل أيْمَانَ قوم كفار ؟» قال يحيى بن سعيد : فزعم بُشَير بن يسار : «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وَدَاهُ من عنده» .
وأخرج أبو داود رواية سَهلْ بن أبي حَثْمةَ ، ورافعَ بن خديج بطولها ، وهذا لفظه «أنَّ محيصةَ بنَ مسعود ، وعبد الله بنَ سهل : انطلقا قِبلَ خَيْبرَ ، فتفرَّقا في النخل ، فقُتل عبد الله بنُ سهل ، فاتَّهموا اليهود ، فجاء أخوه عبد الرحمن بن سهل ، وابنا عمّه حويصِّة ومُحَيِّصةَ ، فأتوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ، فتكلَّم عبد الرحمن في أمر أخيه - وهو أصغرهم - فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : الكُبْرَ الكبر ، أو قال : ليبدأ الأكبر ، فتكلما في أمر صاحبهما ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : يُقْسم خمسون منكم على رجل منهم ، فيُدفع برُمَّته ، فقالوا : أمر لم نَشْهَدْهُ ، كيف نحلف ؟ قال : فتُبْرِئُكم يهودُ بأيْمانِ خمسينَ منهم ، قالوا : يا رسولَ الله ، -[284]- قوم كُفَّار ، قال : فَوَدَاهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مِن قِبَلِهِ ، قال : قال سهل : دخلت مِرْبداً لهم يوماً ، فَركَضَتْني ناقة من تلك الإبل رَكضة برجلها» هذا أو نحوه ، هكذا قال أبو داود .
وقال أبو داود : رواه بشر بن المفضل ومالك عن يحيى بن سعيد ، قال : «أتَحْلِفُونَ خمسين يميناً وتستحقون دم صاحبكم ، أو قاتلكم ؟» ولم يذكر بشرٌ «دَمَ» .
وقال أبو داود : رواه ابن عيينة عن يحيى ، فبدأ بقوله : «تُبْرِئُكم يهودُ بخمسين يميناً يحلفون» ولم يذكر الاستحقاق .
وأخرج الرواية التي هي «عن رجال من كبراء قومه» إِلا أنه قال : عن سهل بن أبي حثمة أنه أخبره هو ورجال من كبراء قومه ، ولم يقل : «عن سهل عن رجال من كبراء قومه» .
وأخرج أيضاً التي آخرها «فَودَاه بمائة من إبل الصدقة» .
وله في أخرى عن عبد الرحمن بن بُجيد ، قال : «إن سَهْلاً والله أوْهمَ الحديثَ ، إِنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- كتب إلى يهودَ : إِنَّه قد وُجِدَ بين أظهركم قَتيل ، فَدُوهُ ، فكتبوا يَحْلِفُونَ بالله خمسين يميناً ما قتلناه ، ولا علمنا قاتِلاً ، قال : فَوَدَاه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من عنده مائة ناقة» .
وأخرج النسائي الرواية التي هي «عن رجال من كبراء قومه بتمامها» .
وأخرجها عن سهل بن أبي حثمة ولم يقل : «عن رجال من كبراء قومه» -[285]- والرواية التي آخرها «فَوَدَاهُ بمائَة من إبل الصدقة» .
وأخرج الرواية الأولى ، والرواية التي هي «عن سهل ، ورافع بن خديج» مثل لفظ أبي داود فيها ، والرواية الثانية التي هي للموطأ .
وأخرج الرواية التي في أولها فجاء أخوه وعمَّاه حويِّصةُ ومُحَيِّصَةُ ، وهما عمّاه ، والتي في آخرها «فركضَتْني فريضة من تلك الفرائض في مِرْبد لها» والرواية التي لأبي داود عن مالك عن يحيى .
وأخرج الترمذي نحواً من رواية سهل ورافع ، وقال في آخرها : «فلما رأى ذلك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أعطى عقله» .
وأخرج رواية سهل ورافع ، ولم يذكر لفظها ، إنما قال : نحو هذا الحديث بمعناه (1) .
وفي رواية ذكرها رزين قال : «ينفل لكم يهودُ أيمان خمسين منهم ، قالوا : ما يُبالون أن يقتلونا أجمعين ؟ وينفلون بخمسين يميناً» .
-[286]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يتشحَّط) في دمه : أي يضطرب .
(الكُبْر ، الكُبْر) جمع الأكبر ، : أي : ليتكلم الأكبر منكم ، وأما «كَبَّر» فإنه أمر بتقديم الأكبر .
(فوداه) وديت القتيل : إذا أعطيتَ ديته .
(المِرْبد) : موقف الإبل والمكان الذي تأوي إليه .
(أن يُؤذِنوا بحرب) آذنتُه بحرب : إذا أعلمتُه أنك تريد حربه وتقصد قتاله .
(فقير) الفقير : مخرج الماء من القناة ، والفقير : حفيرة تحفر حولَ الفسيلة إذا غُرِسَتْ ، والفقير : رَكي بعينه معروف ، وإنما أراد في هذا الحديث حفيرة أو رَكيّاً .
(الفريضة) : الأمر المفروض الواجب فعلُه أو قوله في الشرع ، وقد سمي البعير في هذا الحديث فريضة ، لأنه مما قد افترض ووجب أداؤه على أولياء القاتل في الدية ، ولأنه أيضاً مما وجب أخذه في الصدقة ، وتعيّن على رب المال إعطاؤه .
__________
(1) رواه البخاري 12 / 203 - 206 في الديات ، باب القسامة ، وفي الصلح ، باب الصلح مع المشركين ، وفي الجهاد ، باب الموادعة والمصالحة مع المشركين بالمال وغيره ، وفي الأدب ، باب إكرام الكبير ويبدأ الأكبر بالكلام والسؤال ، وفي الأحكام ، باب كتاب الحاكم إلى عماله والقاضي إلى أمنائه ، ومسلم رقم (1669) في القسامة ، باب القسامة ، والموطأ 2 / 877 و 878 في القسامة ، باب تبرئة أهل الدم في القسامة ، وأبو داود رقم (4520) و (4521) و (4523) في الديات ، باب القتل بالقسامة ، باب ترك القود بالقسامة ، والترمذي رقم (1422) في الديات ، باب ما جاء في القسامة ، والنسائي 8 / 5 - 12 في القسامة ، باب تبرئة أهل الدم في القسامة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (4/142) قال : حدثنا يونس. وفي (4/142) قال : حدثنا خلف بن هشام. والبخاري (8/41) وفي الأدب المفرد (359) قال : حدثنا سليمان بن حرب. ومسلم (5/98) قال : حدثني عبيد الله بن عمر القواريري. وأبو داود (4520) قال : حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة ،ومحمد بن عبيد. والنسائي (8/8) قال : أخبرنا أحمد بن عبدة.
ستتهم - يونس ، وخلف ، وسليمان ، وعبيد الله ، ومحمد بن عبيد ، وأحمد بن عبدة - عن حماد بن زيد.
2- وأخرجه مسلم (5/98) والترمذي (1422) والنسائي (8/7) .
ثلاثتهم - مسلم ، والترمذي ، والنسائي - قال النسائي : أخبرنا ، وقال الآخران : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا الليث بن سعد.
3- وأخرجه الترمذي (1422) قال : حدثنا الحسن بن علي الخلال ، قال : حدثنا يزيد بن هارون.
ثلاثتهم - حماد ، والليث ، ويزيد - عن يحيى بن سعيد ، عن بشير بن يسار ، فذكره.
* في رواية الليث بن سعد : عن بشير بن يسار ، عن سهل بن أبي حثمة. قال يحيى : وحسبت قال : وعن رافع بن خديج.
* وأخرجه الحميدي (403) قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وأحمد (4/2) قال : أخبرنا سفيان ، عن يحيى بن سعيد. وفي (4/3) قال : حدثنا يعقوب ، قال : حدثنا أبي ، عن ابن إسحاق. والدارمي (2358) قال : حدثنا محمد بن عبد الله الرقاشي ، قال : حدثنا يزيد بن زريع ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق. والبخاري (3/243 و4/123) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا بشر هو ابن المفضل ، قال : حدثنا يحيى. وفي (9/11) قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا سعيد بن عبيد. ومسلم (5/99) قال : حدثنا القواريري ، قال : حدثنا بشر بن المفضل ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا عمرو الناقد ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا عبد الوهاب يعني الثقفي ، جميعا عن يحيى بن سعيد. وفي (5/100) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا سعيد بن عبيد. وأبو داود (1638 و 4523) قال : حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثني سعيد بن عبيد الطائي. والنسائي (8/9) قال : أخبرنا إسماعيل بن مسعود ، قال : حدثنا بشر بن المفضل ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (8/10) قال : أخبرنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا عبد الوهاب ، قال : سمعت يحيى بن سعيد. وفي (8/11) قال : أخبرنا محمد بن منصور ، قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وأخبرنا أحمد بن سليمان ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا سعيد بن عبيد الطائي ، وفي الكبرى تحفة الأشراف (4644) عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ، عن أبي نعيم ، عن سعيد بن عبيد الطائي وابن خزيمة (2384) قال : حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم ، قال : حدثنا مالك -يعني ابن سعير بن الخمس- قال: حدثنا سعيد بن عبيد الطائي.
ثلاثتهم - يحيى ، وابن إسحاق ، وسعيد بن عبيد - عن بشير بن يسار ، عن سهل بن أبي حثمة ، فذكره. ليس فيه : رافع بن خديج.
* وأخرجه النسائي (8/9) قال : أخبرنا عمرو بن علي ، قال : حدثنا بشر وهو ابن المفضل ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن بشير بن يسار ، عن سهل بن أبي حثمة ، ومحيصة بن مسعود بن زيد ، أنهما أتيا خيبر وهي يومئذ صلح. فذكرا الحديث.
* أخرجه مسلم (5/100) قال : حدثنا يحيى بن يحيى ، قال : أخبرنا هشيم ، عن يحيى بن سعيد ، عن بشير بن يسار ، أن رجلا من الأنصار من بني حارثة يقال له : عبد الله بن سهل بن زيد انطلق هو وابن عم له يقال له : محيصة بن مسعود بن زيد. وساق الحديث بنحو حديث الليث ، إلى قوله : فواده رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، من عنده.
قال يحيى : فحدثني بشير بن يسار ، قال : أخبرني سهل بن أبي حثمة ، قال : لقد ركضتني فريضة من تلك الفرائض بالمربد.
* أخرجه مالك الموطأ (547) ومسلم (5/99) قال : حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب ، قال : حدثنا سليمان بن بلال. والنسائي (8/11) قال : قال الحارث بن مسكين ، قراءة عليه وأنا أسمع عن ابن القاسم، قال : حدثني مالك.
كلاهما - ومالك ، وسليمان بن بلال - عن يحيى بن سعيد ، عن بشير بن يسار ، أنه أخبره أن عبد الله بن سهل الأنصاري ، ومحيصة بن مسعود خرجا إلى خيبر.. فذكره مرسلا.
في رواية سليمان بن بلال ، قال : فزعم بشير بن يسار وهو يحدث عمن أدرك من أصحاب رسول الله ، -صلى الله عليه وسلم- «أنه قال لهم تحلفون خمسين يمينا..» الحديث.
* وقع في المطبوع من سنن النسائي (8/9) [عن بشير بن يسار ، عن سهل بن أبي حثمة ، أن عبد الله بن سهل ، ومحيصة بن مسعود بن زيد أنهما أتيا خيبر وصوابه : عن بشير بن يسار ، عن سهل بن أبي حثمة ، ومحيصة بن مسعود بن زيد ، أنهما أتيا خيبر] انظر السنن الكبرى الورقة (90-أ) وتحفة الأشراف (4644) .

7813 - (د) رافع بن خديج - رضي الله عنه - قال : «أصْبَحَ رَجُل مِنَ الأنصار مَقْتُولاً بخْيبَرَ ، فَانْطَلَقَ أولياؤه إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، فذكروا ذلك له ، فقال : لكم شاهدان (1) يشهدان على قاتل صاحبكم ؟ قالوا : يا رسولَ الله ، لم يكن ثَمَّ أحدٌ من المسلمين ، وإنما هم يهود ، وقد يجترئون على أعظم من -[287]- هذا ، قال : فاختاروا منهم خمسين فاسْتَحْلِفُوهم ، فَوَدَاهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- مِنْ عنده» أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) في الأصل : شاهدين .
(2) رقم (4524) في الديات ، باب ترك القود بالقسامة ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4524) قال : حدثنا الحسن بن علي بن راشد ، قال : أخبرنا هشيم ، عن أبي حيان التيمي ، قال : حدثنا عباية ، فذكره.

7814 - (س) عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدِّه «أنَّ ابنَ محيِّصةَ الأصغرَ أصبح قتيلاً على أبواب خيبر ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أقِمْ شاهِدَين على مَنْ قتله ، أدفَعُهُ إليك بِرُمَّتِهِ ، قال : يا رسولَ الله ، ومِنْ أيْنَ أصيبُ شاهدين ، وإنما أصبح قتيلاً على أبوابهم ؟ قال : فَتَحْلِفُ خمسين قَسامَة ؟ قال : يا رسولَ الله ، وكيف أحلف على ما لم أعلم ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : فَنَسْتَحلِفُ منهم خمسين قَسَامَة ؟ فقال : يا رسولَ الله ، كيف نستحلفهم وهم اليهود ؟ فَقَسَمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- دِيَتَهُ عليهم ، وأعانهم بنصفها» . أخرجه النسائي (1) .
__________
(1) 8 / 12 في القسامة ، باب تبرئة أهل الدم في القسامة ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (8/12) أخبرنا محمد بن معمر ، قال : حدثنا روح بن عبادة ، قال : حدثنا عبيد الله بن الأخنس ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، فذكره.
قلت : عبيد الله بن الأخنس ذكره ابن حبان في الثقات وقال كان يخطئ كثيرا.

7815 - (خ) أبو قلابة - رضي الله عنه - «أنَّ عمرَ بنَ عبد العزيز أبرزَ سريره يوماً للناس ، ثم أَذِنَ لهم ، فدَخَلُوا ، فقال لهم : ما تقولون في القسامة ؟ قالوا : نقول : القَسامةُ القَوَدُ بها حقّ ، وقد أقادتْ بها الخلفاءُ ، فقال لي : ما تقولُ يا أبا قلابةَ ؟ - ونصبني للناس - فقلتُ : يا أمير المؤمنين ، عندك رؤوسُ الأجناد ، وأشرافُ العرب ، أَرأَيتَ لو أن خمسين منهم شهدوا على -[288]- رَجُل مُحْصَنٍ بِدمشقَ : أنه قد زنى ولم يَرَوْهُ ، أكُنتَ ترْجُمه ؟ قال : لا ، قلتُ : أَرأَيتَ لو أنَّ خمسين منهم شهدوا على رجُل بحمص أنَّه قد سَرَقَ ، أكنت تقطعُه ولم يَرَوْهُ ؟ قال : لا ، قلتُ : فوالله ما قَتَلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أحداً قطّ إلا في إحدى ثلاثِ خصال : رجل قَتَلَ بجريرةِ نفسه فقُتِلَ ، أو رجل زنى بعد إحصان ، أو رجل حارَبَ الله ورسوله ، وارتَدَّ عن الإسلام ، فقال القومُ : أوَ لَيْسَ قَد حَدَّثَ أنسُ بن مالك : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قطع في السَّرَق ، وسَمَر الأعينَ ، ثم نَبَذَهُمْ في الشمس ؟ فقلتُ : أنا أُحَدِّثكم حديث أنس : حدَّثني أنس أن نَفَراً من عُكْل ثمانية ، قَدِمُوا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فبايعوه على الإسلام ، فاسْتَوخَمُوا المدينة (1) ، فَسَقِمَتْ أجسامُهم ، فَشَكَوْا ذلك إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : ألا تخْرُجُونَ مع راعينا في إبله ، فَتُصيبون من أبوالها وألبانها ؟ قالوا : بلى ، فخرجوا ، فشربوا من ألبانها وأبوالها ، فَصَحُّوا ، فقتلوا راعيَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وأطردوا النَّعَم ، فبلغ ذلك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فأرسل في آثارهم ، فَأُدْرِكوا ، فجيء بهم ، فَأَمَرَ بهم فَقُطِّعَتْ أيديهم ، وسَمَر أعينَهم ، ثم نَبَذَهُمْ في الشمس ، حتى ماتوا ، قلتُ : وأيُّ شيء أشَدُّ مما صنع هؤلاء ؟ ارتدُّوا عَنِ الإسلام ، وقَتَلُوا ، وسَرَقوا ، فقال عَنْبَسةُ بنُ سعيد : والله إِنْ سمعتُ كاليومِ قطّ ، قلتُ : أتَرُدُّ عَلَيَّ حديثي يا عَنْبَسة ؟ فقال : لا، ولكن جئتَ بالحديث على وجهه ، -[289]- والله لا يزال هذا الجُنْدُ بخير ما عاش هذا الشيخُ بين أظهرهم ، قلتُ : وقد كان في هذا سُنَّة من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، دخل عليه نَفَر من الأنصار ، فتحدَّثوا عنده ، فخرج رجل منهم بينَ أيديهم فقتل ، فخرجوا بعده ، فإذا هم بصاحبهم يتشحَّط في الدم ، فرجعوا إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقالوا : يا رسول الله ، صاحِبُنا كان يتحدَّث معنا ، فخرج بين أيدينا ، فإذا نحن به يتشحَّط في الدم ، فخرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : مَنْ تَظُنُّون ؟ أو مَنْ تَرَوْنَ قتله ؟ قالوا : نَرَى أن اليهودَ قتلتْهُ ، فأرسل إلى اليهود ، فدعاهم ، فقال : أنتم قتلتم هذا ؟ قالوا : لا ، قال : أتَرْضَونَ نَفْلَ خمسينَ من اليهود ما قتلوه ؟ قالوا : ما يبالون أن يقتلونا أجمعين ثم يَنْفِلون ، قال : أفتستحقُّون الديةَ بأيمْانِ خمسينَ منكم ؟ قالوا : ما كُنَّا لنحلفَ ، فَوَدَاه ، من عنده ، قلتُ : وقد كانت هذيل خلعوا خليعاً لهم في الجاهلية ، فطرقَ أهلَ بيت [من اليمن] بالبطحاء ، فانتبه له رجل منهم ، فحذَفه بالسيف فقتله ، فجاءت هُذَيل ، فأخذوا اليمانيَّ ، ورفعوه إلى عُمَر بالموسِم ، وقالوا : قتل صاحَبَنَا ، فقال : إنهم قد خلعوه ، فقال : يُقسِمُ خمسون من هذيل ما خلعوه ، قال : فأقسم منهم تسعة وأربعون رجلاً ، وقَدِمَ رجل منهم من الشام ، فسألوه أن يقسم ، فافتدى يمينه منهم بألف درهم ، فأدخلوا مكانه رَجُلاً ، فدفعوه إلى أخي المقتول ، فَقُرنت يده -[290]- بيده ، قال : فانطلقا والخمسون الذين أقسموا ، حتى إذا كانوا بِنَخُّلَة أخذتهم السماءُ ، فدخلوا في غار في الجبل ، فانْهَجَمَ الغار على الخمسين الذين أقسموا فماتوا جميعاً ، وأُفْلتَ القرينان ، واتَّبَعَهُما حَجَر ، فكسر رِجْلَ أخي المقتول ، فعاش حَوْلاً ثم مات ، قلتُ : وقد كان عبد الملكِ بنُ مروان أقادَ رجلاً بالقَسَامة ، ثم نَدِم بعدما صنع ، فأَمَرَ بالخمسين الذين أقسموا فَمُحُوا مِنَ الديوان ، وسيَّرهم إلى الشام» هكذا في رواية البخاري ، من حديث أبي بِشْر إسماعيل بن إبراهيم الأسَدِي ، وهو ابن عُلَيَّةُ عن حجاج الصواف بطوله ، وفي حديثه : عن علي بن عبد الله المديني ، عن الأنصاريِّ نحوه مختصراً ، وفيه : فقال عنبسةُ : «حدَّثنا أنس بكذا ، فقال : إيايَّ حَدَّث أنس ...» وذكر حديث العُرَنيِّينَ ، ولم يخَرِّج مسلم منه إلا حديث العُرَنيِّين فقط ، واختصر ما عداه ، ولقلة ما أخرج منه لم نُثْبِتْ له علامة (2) .
-[291]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بجريرة) الجريرة : الذَّنْب والجُرم الذي يجنيه الإنسان .
(السَّرَق) بفتح الراء ، مصدر سَرَق يَسْرِقُ ، والاسم : السرِق بالكسر ، والسرِقة .
(سمرَ عَيْنَهُ) : إذا حمى لها مسماراً وكحلها به ، ليذهب البصر .
(نبذهم) : ألقاهم ورماهم .
(فاستوخموا) استوخَمْتُ المكان : إذا لم يكن موافقاً ولا ملائماً لمزاجك .
(ثم يَنفِلون) أصل النَفْل هاهنا : النفي ، يقال : نفلتُ الرجل عن نسبه ، وانْتَفَلَ هو ، وانفِلْ عن نفسك إن كنت صادقاً ، أي : انْفِ ما قيل فيك ونُسِبَ إليك ، والمعنى بقوله : «ينفلون» أي : يحلفون لكم ، يقال : نفلته فنفل ، أي : حلَّفته فحلف ، وذلك لأن القصاص يُنفى بها .
(خليعاً لهم) الخليع : المخلوع ، والمعنى : أن العرب كانوا يتحالفون على النصرة والإعانة ، وأن يؤخذ كلٌّ منهم بصاحبه ، فإذا أرادوا أن يتبرؤوا من إنسان يكونون قد حالفوه : أظهروا ذلك للناس ، وسموا ذلك خَلعاً ، والمتبرأ منه خليعاً ، فلا يؤخذون بجريرته ، ولا يؤخذ بجريرتهم ، بعد أن خلعوه ، فكأنهم قد خلعوا اليمين التي كانوا لَبِسُوها معه ، ومنه يسمى الإمامُ والأمير إذا عزل خليعاً ، يقال : خلع الإمام من الإمامة ، والأمير من الإمارة .
__________
(1) في نسخ البخاري المطبوعة : فاستوخموا الأرض .
(2) رواه البخاري 12/ 211 - 214 في الديات ، باب القسامة ، وفي الوضوء ، باب أبوال الإبل والدواب والغنم ومرابضها ، وفي الزكاة ، باب استعمال إبل الصدقة وألبانها لأبناء السبيل ، وفي الجهاد ، باب إذا حرق المشرك المسلم هل يحرق ، وفي المغازي ، باب قصة عكل وعرينة ، وفي تفسير سورة المائدة ، باب {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا} ، وفي الطب ، باب الدواء بألبان الإبل ، وباب الدواء بأبوال الإبل ، وباب من خرج من أرض لا تلائمه ، وفي المحاربين في فاتحته ، وباب لم يحسم النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الردة حتى هلكوا ، وباب لم يسق المرتدون والمحاربون حتى ماتوا ، وباب سمر النبي صلى الله عليه وسلم أعين المحاربين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (6899) حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا أبو بشر إسماعيل بن إبراهيم الأسدي ، حدثنا الحجاج بن أبي عثمان ، حدثني أبو رجاء من آل أبي قلابة ، حدثني أبو قلابة ، فذكره.

7816 - (د) عمرو بن شعيب - رحمه الله - عن أبيه عن جده «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- (1) : قَتَلَ بالقَسامة رجلاً من بني نضر (2) بن مالك بِبَحرةِ الرُّغاء على شَطِّ [لَيَّةِ] البَحرَةِ ، قال : القاتلُ والمقتولُ منهم ؟» أخرجه أبو داود (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ببحرة) البحرة : البلدة .
__________
(1) كذا في الأصول المخطوطة : عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، وفي نسخ أبي داود المطبوعة : عن عمرو بن شعيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... الحديث ، وعلى هذا يكون الحديث معضلاً .
(2) وفي بعض النسخ : من بني نصر ، بالصاد المهملة .
(3) رقم (4522) في الديات ، باب القتل بالقسامة ، وإسناده معضل .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده معضل : أخرجه أبو داود (4522) حدثنا محمود بن خالد وكثير بن عبيد ، قالا : ثنا. (ح) وثنا محمد بن الصباح بن سفيان ، أخبرنا الوليد ، عن أبي عمرو ، عن عمرو بن شعيب ، فذكره.

الكتاب السابع : في القِراض
7817 - (ط) زيد بن أسلم - رحمه الله - عن أبيه ، قال : «خرج عبد الله وعبيدُ الله ابنا عمر بن الخطاب في جيش إلى العراق ، فلما قَفَلا مَرَّا على أبي موسى الأشعريِّ وهو أمير البصرة ، فَرَحَّبَ بهما ، وسَهَّلَ ، ثم قال : لو أقْدِرُ لكما على أمْر أنفعكما به ، لفعلتُ ، ثم قال : بلى ، هاهنا مالٌ من مال الله ، أريدُ أن أبعثَ به إلى أمير المؤمنين ، فأسلفكماه ، فتبتاعان به متاعاً من متاع العراق ، ثم تبيعانه بالمدينة ، فتؤدِّيان رأسَ المال إلى أمير المؤمنين ، ويكون لكما الربح ، فقالا : وَدِدنا ، ففعل ، وكتبَ إلى عمرَ بن الخطاب : أن يأخذَ منهما المال ، فلما قدما باعا فأُربحا ، فلما دفعا ذلك إلى عمر ، قال : أكُلَّ الجيش أَسلفَهُ مثل ما أسلفَكما ؟ قالا : لا ، فقال عمر بن الخطاب : ابنا أمير المؤمنين ، فأسلفَكما ، أدِّيا المال ورِبحه ، فأما عبد الله : فسكت ، وأما عبيد الله : فقال : ما ينبغي لكَ يا أمير المؤمنين هذا ، لو نَقَصَ المال أو هَلَك لضمِنّاه ، فقال عمر : أَدِّياه ، فسكتَ عبد الله ، وراجعه عُبَيدُ الله ، فقال رجل من جلساءِ عمرَ : يا أمير المؤمنين ، لو جعلتَه قِرَاضاً ، فقال عمرُ : قد -[294]- جعلتُه قِرَاضاً ، فأخذ عمرُ رأسَ المال ونصف ربحه ، وأخذ عبد الله وعبيد الله ابنا عمر بن الخطاب نِصْفَ ربح المال» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 687 و 688 في القراض ، باب ما جاء في القراض ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ ، مع شرح الرزقاني (3/437) عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، فذكره.

7818 - (ط) العلاء بن عبد الرحمن - رحمه الله - عن أبيه ، عن جده : «أن عثمان بن عفان أعطاه مالاً قِراضاً يعملُ فيه على أَن الربح بينهما» . أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) 2 / 688 في القراض ، باب ما جاء في القراض ، وفي سنده يعقوب المدني مولى الحرقة ، وهو مجهول ، ولكن يشهد له معنى الحديث الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك في الموطأ مع شرح الزرقاني (3/439) عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن جده ، فذكره.

الكتاب الثامن : في القصص
قصة إبراهيم وإسماعيل وأمِّه عليهم السلام
7819 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - من حديث أيوبَ بن أبي تميمة السَّختياني ، وكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وَداعة - يزيد أحدهما على الآخر - عن سعيد بن جبير ، قال : قال ابن عباس : «أولُ ما اتخذَ النِّساءُ المِنْطَق : من قِبَلِ أم إسماعيل ، اتخذت مِنْطَقاً - قال الأنصاريُّ عن ابن جريج (1) قال : أمَّا كثير بن كثير : فحدَّثني ، قال : إني وعثمان بن أبي سليمان جلوسٌ مع سعيد بن جبير ، فقال : ما هكذا حدَّثني ابنُ عباس ، ولكنَّه قال : أقبل إبراهيم بإسماعيل وأمِّه وهي ترضعه ، معها شَنَّة» لم يرفعه ، ولم يزد الأنصاري على هذا .
قال الحميديُّ في أول هذا الحديث عند البرقانيِّ : من حديث عبد الرزاق -[296]- عن معمر عن أيوب ، وكثير ، ولم يذكر البخاري «أن سعيد بن جبير ، قال : سلوني يا معشر الشباب ، فإني قد أوشَكْتُ أن أذهبَ [من] بين أظهركم ، فأكثر الناس مسألتَه ، فقال له رجل : أصلحكَ الله ، أَرأَيت هذا المقام ، أَهُوَ كما [كنَّا] نتحدث ؟ قال : وما كنت تتحدّث ؟ قال : كنا نقول : إِن إِبراهيم عليه السلام حين جاء عَرضت عليه امرأةُ إسماعيل النزولَ ، فأَبَى أن ينزلَ ، فجاءت بهذا الحجَر ، فقال : ليس كذلك» (2) .
من هاهنا ذكر البخاري عن أيوب ، وكثير عن سعيد بن جبير ، قال ابن عباس : «أول ما اتخذتِ النساءُ المِنْطَق : من قِبَل أُمِّ إسماعيل ، اتخذت مِنْطَقاً لِتُعفّي أثرها على سارَة ، ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل ، وهِيَ تُرضعه حتى وضعها عند البيت ، عند دَوحَةٍ فوق زمزمَ في أعلى المسجد ، وليس بمكة يومئذ أَحد ، وليس بها ماء ، فوضعهما هناك ، ووضع عندهما جِراباً فيه تمر ، وسِقاء فيه ماء ، ثم قَفَّى إبراهيم مُنْطلقاً ، فتَبعَته أمُّ إسماعيل ، فقالت : يا إبراهيم ، أين تذهبُ وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيس (3) ، ولا شيء ؟ ، فقالت له ذلك مِرَاراً ، وجعل لا يلتفت إليها ، فقالت له : آلله أمركَ بهذا ؟ قال : نعم ، قالت : إِذن لا يُضيِّعنا ، ثم رجعتْ ، فانطلق إبراهيم عليه السلام ، حتى إذا كان عند الثنية - حيث لا يرونه -[297]- استقبل بوجهه البيت ، ثم دعا بهؤلاءِ الدعواتِ ، فرفع يديه ، فقال : {رَبَّنا (4) إِنِّي أسكنتُ من ذُرِّيَّتي بوادٍ غيرَ ذي زرعٍ} - حتى بلغ - {يشكرون} [إبراهيم : 37] وجَعَلَتْ أُمُّ إِسماعيل تُرْضِعُ إسماعيل ، وتشربُ من ذلك الماء ، حتى إذا نَفِد ما في السقاء عَطِشَتْ ، وَعَطِش ابنُها ، وجعلتْ تنظر إِليه يتلَوَّى - أو قال : يتلبَّط - فانطلقت كراهيةَ أن تنظر إليه ، فوجدتِ الصفا أقرب جبل في الأرض يليها ، فقامت عليه ، ثم استقبلتِ الواديَ تنظر هل ترى أحداً ؟ فلم تر أحداً ، فهبطتْ من الصفا ، حتى إذا بلغت الوادي رَفَعَتْ طرَف دِرْعها ، ثم سَعَتْ سعيَ الإنسان المجهود ، حتى جاوزت الوادي ، ثم أتتِ المروَةَ ، فقامت عليها ، فنظرت ، هل ترى أحداً ؟ فلم تر أحداً ، ففعلت ذلك سبع مرات - قال ابن عباس : قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : فلذلك سَعَى الناس بينهما - فلما أشرفَتْ على المروة سمعتْ صوتاً ، فقالت : صَه - تريد نفسها - ثم تسمَّعت فسمعت أيضاً ، فقالت : قد أسمعتَ إن كان عندك غُواث ، فإذا هي بالملَكِ عند موضِع زمزم ، فبحث بعقَبِه - أو قال : بجناحه - حتى ظهر الماءُ ، تُحوِّضه ، وتقول بيدها هكذا ، وجعلت تَغْرِفُ من الماء في سقائها ، وهو يفورُ بعدما تغرف - وفي رواية : بقدر ما تغرف -» قال ابن عباس : قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : «يَرْحَمُ الله أمَّ إسماعيل ، لو تركت زمزم - أو قال : لو لم تغرِفْ من الماء - لكانت زمزمُ عيناً مَعِيناً ، قال : فشربتْ وأرضعتْ ولدها ، فقال لها -[298]- المَلك : لا تخافوا الضيعةَ ، فإن هاهنا بيتاً لله ، يبنيه هذا الغلام وأبوه ، وإن الله لا يُضِيع [أهله] ، وكان البيتُ مرتفعاً من الأرض كالرَّابية ، تأتيه السيول ، فتأْخذ عن يمينه ، وعن شماله ، فكانت كذلك ، حتى مرَّتْ بهم رُفقةُ من جُرْهُم - أو أهلُ بيت من جرهم - مُقْبِلين من طريق كَدَاء ، فنزلوا في أسفل مكة ، فرأوا طائراً عائفاً ، فقالوا : إنَّ هذا الطائر لَيَدُورُ على ماء ، لَعَهْدُنا بهذا الوادي وما فيه ماء ، فأرسلوا جَرِيَّاً أو جَرِيَّيْنِ ، فإذا هم بالماء ، فرجعوا فأخبروهم ، فأقبلوا - وأُمُّ إسماعيل عند الماء - فقالوا : أتَأْذنين لنا أن ننزلَ عندَكِ ؟ قالت : نعم ، ولكن لاحقَّ لكم في الماء ، قالوا : نعم . قال ابن عباس : قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : فألفَى ذلك أمَّ إسماعيل وهي تُحب الأُنْس ، فنزلوا فأرسلوا إلى أهليهم ، فنزلوا معهم ، حتى إذا كان بها أهلُ أبيات منهم ، وشَبَّ الغلام - وتعلم العربية منهم ، وأنفسَهَم وأعجبهم حين شَبَّ - فلما أدركَ زوَّجوه امرأة منهم ، وماتت أُمُّ إسماعيل، فجاء إبراهيم ، بعدما تزوج إسماعيل ، يطالع تَركته ، فلم يجد إسماعيل ، فسأل امرأتَه عنه ؟ فقالت : خرج يبتغي لنا - وفي رواية : ذَهَبَ يصيد - ثم سألها عن عَيْشهم وهيئتهم ؟ فقالت : نحن بِشَرٍّ ، نحن في ضِيق وشِدَّة ، وشكتْ إليه ، قال : فإذا جاء زوجُكِ فاقْرَئي عليه السلامَ ، وقولي له : يُغَيِّرْ عَتَبَة بابه ، فلما جاء إسماعيل كأنه آنَس شيئاً ، فقال : هل جاءكم من أحد ؟ قالت : نعم ، جاءنا شيخ كذا وكذا ، فسألنا عنكَ ، -[299]- فأخبرتُهُ ، فسألني : كيف عيشُنا ؟ فأخبرتُه : أَنَّا في جَهد وشدة ، قال : فهل أوصاكِ بشيء ؟ قالت : نعم ، أمرني أن أقرأ عليك السلام ، ويقول لك : غَيِّر عَتَبَةَ بَابِكَ ، قال : ذاكَ أبي ، وقد أمرني أن أفارقَكِ ، الحَقي بأهلِكِ ، فطلَّقها ، وتزوَّجَ منهم أخرى ، فلبثَ عنهم إبراهيمُ ما شاء الله أن يلبثَ ، ثم أتاهم بعدُ ، فلم يجده ، فدخل على امرأته ، فسأل عنه ؟ قالت : خَرَج يبتغي لنا ، قال : كيف أنتم ؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم ، فقالت : نحن بخير وسَعَة ، وأثنتْ على الله عز وجل ، فقال : ما طعامُكم ؟ قالت : اللحم ، قال : فما شرابكم ؟ قالت : الماءُ ، قال : اللهم بارك لهم في اللحم والماء ، قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : ولم يكن لهم يومئذ حَبّ ، ولو كان لهم دعا لهم فيه ، قال : فهما لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه - وفي رواية : فجاء فقال : أين إسماعيل ؟ فقالت امرأتُه : ذهب يصيد ، فقالتْ امرأته : ألا تنزل فتَطْعَمَ وتَشرَبَ ؟ قال : فما طعامكم ، وما شرابكم ؟ قالت : طَعامُنا اللحم ، وشرابنا الماء ، قال : اللهم بارك لهم في طعامهم وشرابهم ، قال : فقال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم- : بركة دعوة إبراهيم - رجع إلى ما في الإسناد الأول - قال : فإذا جاء زوجُكِ فاقْرئي عليه السلام ، ومُرِيه يُثْبِتْ عَتَبَةَ بابه ، فلما جاء إسماعيل ، قال : هل أتاكم من أحد ؟ قالت : نعم ، أتانا شيخ حَسَن الهيئة - وأثنت عليه - فسألني عنكَ ؟ فأخبرته ، فسألني ، كيف عيشنا ؟ فأخبرته أنَّا بخير ، قال : فأوصاكِ بشيء ؟ قالتْ : نعم ، يقرأ عليك -[300]- السلام ، ويأمرك أن تُثبتَ عتبة بابك ، قال : ذاكَ أبي ، وأنتِ العتبةُ ، أمَرني أن أُمْسِكَكِ ، ثم لبث عنهم ما شاء الله ، ثم جاء بعد ذلك وإسماعيل يَبرِي نَبْلاً له تحت دَوحة قريباً من زمزم ، فلما رآه قام إليه ، فصنعا كما يصنع الوالد بالولد ، والولد بالوالد ، ثم قال : يا إسماعيل ، إن الله أمَرَني بأمْر ، قال : فاصنع ما أمرك ربُّك ، قال : وتُعينُني؟ قال : وأُعينُك ، قال : فإن الله أمرني أن أبنيَ بيتاً هاهنا - وأشار إلى أكَمة مرتفعة على ما حَولها - فعِنْدَ ذلك رَفَعَ القواعدَ من البيت ، فجعل إسماعيل يأْتي بالحجارة ، وإبراهيم يبني ، حتى إذا ارتفع البناءُ جاء إبراهيم بهذا الحجر فوضعه له ، فقام عليه وهو يبني ، وإسماعيل يناوله الحجارة ، وهما يقولان : {رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السميعُ العَليمُ} [البقرة : 127] قال : فجعلا يبنيان ، حتى يدورا حول البيت ، وهما يقولان : {رَبَّنا تقبلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السميعُ العَليم}» . وفي رواية : عن إبراهيم بن نافع عن كثير بن كثير ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : لما كان من أمر إبراهيم ومن أهله ما كان : خرج بإسماعيل ، وأم إسماعيل ، ومعهم شَنَّة فيها ماء ، فجعلتْ أُمُّ إسماعيل تشرب من الشَّنَّةِ ، فيَدِرّ لبنها على صَبِيِّها ، حتى قَدِمَ مكة ، فوضعها تحت دوحة ، ثم رجع إبراهيم إلى أهله ، فاتَبَعَتْه أم إسماعيل ، حتى لما بلغوا كَدَاءَ ، نادته من ورائه : يا إبراهيم ، إلى مَنْ تتركنا ؟ قال : إلى الله ، قالت : رضيتُ -[301]-
بالله ، قال : فرجعتْ ، فجعلتْ تشربُ من الشَّنَّة ، ويَدِرّ لبنها على صَبيِّها ، حتى لما فَني الماءُ ، قالت : لو ذهبتُ فنظرتُ ، لعلي أُحِسُّ أحداً ، قال : فذهبتْ ، فَصَعدَتِ الصَّفا ، فنظرتْ ونظرتْ هل تُحِسُّ أحداً ؟ فلم تُحِسَّ [أحداً] ، فلما بَلغتِ الواديَ سَعَتْ ، وأتتْ المروةَ ، وفعلتْ ذلك أَشْواطاً ، ثم قالت : لو ذهبتُ فنظرتُ ما يفعل الصبيُّ ؟ فذهبتْ ، فنظرتْ ، فإذا هو على حاله كأنه يَنْشَغُ للموت ، فلم تُقِرَّها نفسُها ، فقالت : لو ذهبت ، فنظرتُ ، لعلي أُحِسُّ أحداً ؟ فذهَبَتْ ، فَصَعِدَت الصفا ، فنظرتْ ونظرتْ ، فلم تحسَّ أحداً ، حتى أتَمَّتْ سبعاً ، ثم قالت : لو ذَهبتُ فنظرتُ ما فعل ؟ فإذا هي بصوت ، فقالت : أغِثْ إن كان عندك خير ، فإذا جبريل ، قال : فقال بِعَقِبه هكذا - وغَمَزَ بعقبه على الأرض - فانبثقَ الماءُ ، فَدُهِشَتْ أم إسماعيل، فجعلت تَحْفِن - وفي أخرى : تحفِر - ولو تركَتْهُ كان الماء ظاهراً ، وكان عَيْناً مَعِيناً ... وذكر الحديث بطوله نحوه ، أو قريباً منه ، والأول أتم - إلى قوله : فوافى إسماعيلَ من وراءِ زمزم يصلح نَبْلاً له ، فقال : يا إسماعيل ، إن ربك أمرني أن أبني له بيتاً ، قال : أطع ربك ، قال : إِنه قد أمرني أن تعينني عليه ، قال : إذن أفعل - أو كما قال – فقاما ، فجعل إبراهيم يبني ، وإسماعيل يناوله الحجارة ويقولان : {رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السميعُ العَليمُ} حتى ارتفع البناءُ ، وضَعُفَ الشيخُ عن نقل الحجارة ، فقام على حَجَرِ المقام ، فجعل يناوله -[302]- الحجارة ، ويقولان : {رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السميعُ العليمُ} .
وأخرج في رواية طرفاً منه : قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : «يرحم الله أم إسماعيل ، لولا أنها عَجِلَتْ لكان زمزمُ عيناً مَعيناً» أخرجه البخاري (5) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المِنطَق) : هو ما تشد به المرأة وسطها عند عمل الأشغال لترفع ثوبها ، وهو أيضاً النطاق .
(شَنَّة) الشَنَّة : القربة البالية يكون فيها الماء .
(دَوْحة) الدَّوحة : الشجرة العظيمة ، وجمعها الدوح .
(قفَّى) الرجل : إذا ولاك قفاه راجعاً عنك .
(الثنية) : الطريق في العقبة ، وقيل : هو المرتفع من الأرض فيها .
(التلبُّط) : الاضطراب والتقلُّب ظهراً لِبَطْنٍ .
(صه) اسكت ، وقوله : تريد : «تَعني نفسها» معناه : لما سمعت الصوت سكّتت نفسها لتتحققه .
(غواث) الغواث والغياث والغوث : المعونة ، وإجابة المستغيث .
(تحوِّضه) أي : تجعل له حوضاً يجتمع فيه الماء .
(معينا) المعين : الماء الظاهر الجاري الذي لا يتعذَّر أخذه . -[303]-
(الضيعة) : الضياع والحاجة .
(كَداء) بالفتح والمد : الثنية من أعلى مكة مما يلي المقابر ، وبالضم والقصر : من أسفلها مما يلي باب العمرة . (عائفاً) العائف : المتردِّد حول الماء .
(الجريُّ) : الرسول والوكيل .
(وأنْفَسَهم) أي : صار عندهم نفيساً مرغوباً فيه .
(تَرْكته) التركة : بسكون الراء - ولد الإنسان ، وهو في الأصل : بيضة النعام ، هكذا قاله الزمخشري في " الفائق " ، ولو روى بكسر الراء ، لكان وجهاً ، والتركة : اسم للشيء المتروك .
(يبتغي لنا) قولها : يبتغي لنا : يطلب لنا الرزق ويسعى فيه .
(آنس) شيئاً أي : أبصر شيئاً ، وأراد : كأنه رأى أثر أبيه وبركة قدومه .
(أكمة) الأكمة : ما ارتفع من الأرض كالرابية .
(النشغ) : الشهيق ، حتى يكاد يبلغ له الغشي ، يقال : نشغ ينشغ نشغاً ، وإنما يفعل الإنسان ذلك أسفاً على صاحبه وشوقاً إليه ، وقيل : نشغ الصبي : إذا امتص بفيه .
(انبثاق) الماء : انفتاحه وجريه .
__________
(1) قوله : " قال الأنصاري عن ابن جريج ... إلى قوله : معها شنة " قال الحافظ في " الفتح " : هكذا ساقه مختصراً ومعلقاً ، وقد وصله أبو نعيم في " المستخرج " عن فاروق الخطابي عن عبد العزيز بن معاوية عن الأنصاري ، وهو محمد بن عبد الله ، لكنه أورده مختصراً أيضاً ، وكذلك أخرجه عمر بن شبة في " كتاب مكة " عن محمد بن عبد الله الأنصاري .
(2) قال الحافظ في " الفتح " : ورواه الأزرقي من طريق مسلم بن خالد الزنجي ، والفاكهي من طريق محمد بن جشعم كلاهما عن ابن جريج ، وأخرجه الإسماعيلي من طرق عن معمر .
(3) وفي بعض النسخ : إنس .
(4) في رواية الكشميهني : رب ، والرواية التي أثبتناها هي الموافقة للتلاوة .
(5) رواه البخاري 6 / 282 - 288 في الأنبياء ، باب قول الله تعالى : {واتخذ الله إبراهيم خليلا} .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/253) (2285) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا حماد ، قال : أخبرنا عطاء بن السائب. وفي (1/347) (3250) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر ، عن أيوب ، وكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة. والبخاري (3/147 و4/172) قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن أيوب ، وكثير بن كثير. وفي (4/172) قال : حدثني أحمد بن سعيد أبو عبد الله ، قال : حدثنا وهب بن جرير ، عن أبيه ، عن أيوب ، عن عبد الله بن سعيد بن جبير مختصرا. وفي (4/175) قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو ، قال : حدثنا إبراهيم بن نافع ، عن كثير بن كثير. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (5600) عن محمد بن عبد الأعلى ، عن محمد بن ثور ، عن معمر ، عن أيوب ، وكثير بن كثير. (ح) وعن محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي ، عن أبي عامر العقدي ، وعثمان بن عمر.
كلاهما - عن إبراهيم بن نافع ، عن كثير بن كثير.
أربعتهم - عطاء بن السائب ، وأيوب ، وكثير ، وعبد الله بن سعيد - عن سعيد بن جبير ، فذكره.
أخرجه أحمد (1/360) (3390) قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثنا أيوب ، قال : أنبئت عن سعيد بن جبير ، فذكره. مختصرا.

أصحاب الأخدود
7820 - (م ت) صهيب - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «كانَ مَلِك فيمن كان قبلَكم ، وكان له ساحِر ، فلما كَبِرَ قال للملك : إِني قد كَبِرْتُ ، فابعثْ إليَّ غلاماً أُعلِّمه السحر ، فبعث إِليه غلاماً يُعلّمه ، وكان في طريقه إذا سَلَك راهب ، فقعد إِليه وسمع كلامه ، فكان إذا أتى السَّاحر مرَّ بالراهب وقعد إليه ، فإذا أتى الساحر ضربه ، فشكا ذلك إلى الراهب ، فقال : إذا خشيتَ الساحر فقل : حبسني أهلي ، وإذا خشيتَ أهلك ، فقل : حبسني الساحر ، فبينما هو كذلك إذْ أتى على دابَّة عظيمة قد حبستِ الناسَ ، فقال : اليومَ أعلمُ : السَّاحرُ أفضل ، أم الراهبُ أفضل ؟ فأخذ حجراً ، فقال : اللهمَّ إنْ كان أمرُ الراهب أحبَّ إليك من أمر الساحر فاقتلْ هذه الدَّابة ، حتى يمضيَ الناسُ ، فرماها ، فقتَلها ، ومضى الناسُ ، فأتى الراهبَ فأخبره ، فقال له [الراهب] : أيْ بُنَيَّ ، أنتَ اليومَ أفضلُ مني ، وقد بلغَ مِن أمْرِك ما أرى ، وإِنَّك ستُبْتَلى ، فإن ابتُليتَ فلا تدلَّ علي ، وكان الغلامُ يُبرِئ الأكمَه والأبرصَ ، ويداوي الناسَ من سائر الأدْواء ، فسمع جليس للملك - كان قد عمي - فأتاه بهدايا كثيرة ، فقال : ما هاهنا لك أجمعُ إن أنت شَفَيتَني ، قال : إِني لا أشفي أحداً ، إنما يشفي الله عز وجل ، فإن آمَنْتَ بالله دعوتُ الله فشفاك ، فآمَنَ به ، فشفاه الله ،
فأتى الملك ، فجلسَ إليه كما كان يجلس ، -[305]- فقال له الملِك : مَنْ رَدَّ عليك بَصرَك ؟ قال : ربي ، قال : ولك رَبّ غيري ؟ ، قال : ربي وربُّكَ [الله] ، فأخذه ، فلم يزلْ يعذِّبُهُ ، حتى دلَّ على الغلام ، فجيء بالغلام ، فقال له الملك : أي بُنَيَّ ، قد بلغ من سحْرِكَ ما تُبْرِئ الأكمَه والأبرصَ ، وتفعلُ وتفعلُ ؟ قال : فقال : إني لا أشفي أحداً ، إِنما يشفي الله ، فأخذه ، فلم يزلْ يعذِّبُه ، حتى دَلَّ على الراهب ، فجيء بالراهب ، فقيل له : ارجع عن دِينِكَ ، فأبى ، فدعا بالمنشار ، فوضَع المنشار على مَفْرِق رأسه ، فشقَّه به حتى وقع شِقَّاهُ ، [ثم جيء بجليس الملك ، فقيل له : ارجع عن دِينك ، فأبى ، فَوَضع المنشار في مَفْرِق رأسه ، فشقّه به حتى وقع شقاه] ثم جيء بالغلام ، فقيل له : ارجع عن دِينِكَ ، فأبى ، فدفعه إلى نَفَر من أصحابه ، فقال : اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا ، فاصعَدوا به الجبل ، فإذا بلغتم ذِرْوَته ، فإن رجع عن دِينه ، وإلا فاطرحوه ، فذهبوا به ، فصَعِدوا به الجبل ، فقال : اللهم اكفنيهم بما شئتَ ، فرجف بهم الجبلُ فسقطوا ، وجاء يمشي إلى الملك ، فقال له الملك : ما فعل أصحابك ؟ قال : كفانيهم الله ، فدفعه إلى نفر من أصحابه ، فقال : اذهبوا به فاحملوه في قُرْقُور ، وتوسّطوا به البحر، فإن رَجَعَ عن دِينه ، وإلا فاقذفوه ، فذهبوا به ، فقال : اللهم اكفنيهم بما شئتَ ، فانكفأَتْ بهم السفينةُ ، فغَرِقُوا ، وجاء يمشي إلى الملك ، فقال له الملك : ما فعل أصحابك ؟ قال : كفانيهم الله ، فقال للملك : إنكَ لستَ بقاتلي حتى تفعلَ -[306]- ما آمرك به ، قال : ما هو ؟ قال : تجمع الناس في صعيد واحد ، وتصلُبُني على جِذْع ، ثم خذْ سَهْماً من كِنانتي ، ثم ضَع السهم في كَبِدِ القوس ، ثم قل : بسم الله ربِّ الغلام ، ثم ارمِ ، فإنك إذا فعلتَ ذلك قتلتني ، فجمع الناسَ في صعيد واحد ، وصلبه على جذع ، وأخذ سهماً من كنانته ، ثم وضع السهم في كَبِدِ القوس ، ثم قال : بسم الله ربِّ الغلام ، ثم رماه ، فوقع السهم في صُدغِهِ ، فوضع يده في صُدغه ، في موضِعِ السهم ، فمات ، فقال الناسُ : آمنَّا بربِّ الغلام ، آمنَّا بربِّ الغلام ، آمنا برب الغلام ، فأُتِيَ الملكُ ، فقيل له : أرأيتَ ما كنت تحذر ؟ قَدْ والله نزلَ بكَ حَذَرك ، قد آمن الناسُ ، فأَمر بالأخدود بأفواه السكك ، فخُدَّتْ ، وأَضْرَم فيها النيرانَ ، وقال : من لم يرجع عن دينه فأقحموه (1) فيها - أو قيل له : اقْتَحِم - ففعلوا ، حتى جاءت امرأة ، ومعها صبيّ لها ، فتقاعَسَتْ أن تقع فيها ، فقال لها الغلام : يا أُمّه ، اصبري ، فإنكِ على الحق» هذه رواية مسلم .
وفي رواية الترمذي قال : «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إذا صلى العصر هَمَسَ - والهمس في بعضهم قولهم : تَحرُّك شفتيه ، كأنه يتكلم - فقيل [له] : يا رسولَ الله ، إنك إذا صَلَّيتَ العصر همستَ ؟ قال : إن نبيّاً من الأنبياء كان أُعجِبَ بأُمَّتِه ، قال : مَنْ يقوم لهؤلاء ؟ فأوحى الله إليه : أن خَيِّرْهُمْ بين أن -[307]- أنتقِمَ منهم ، وبين أن أسَلِّطَ عليهم عَدُوَّهم ، فاختاروا النِّقمة ، فسَلَّطَ الله عليهم الموتَ ، فماتَ في يوم سبعون ألفاً» .
وكان إذا حدَّث بهذا الحديث حدَّث بهذا الحديث الآخر ، قال : «كان ملك من الملوكِ ، وكان لذلك الملك كاهِن يَكْهَنُ له ، فقال الكاهن : انظروا لي غلاماً فَهِماً - أو قال : فَطِناً - لَقِناً فأُعلّمه عِلْمي [هذا] ، فإني أخافُ أن أموتَ ، فَيَنْقَطِعَ مِنكم هذا العلم ، ولا يكونَ فيكم مَنْ يَعْلَمُهُ ، قال : فنظروا له على ما وَصَفَ ، فأمروه أن يَحْضُرَ ذلك الكاهِن ، وأن يختلف إليه ، فجعل يختلف إليه ، وكان على طريق الغلام راهب في صَوْمَعَة - قال معمر (2) : أحْسِبُ أنَّ أصحاب الصوامع كانوا يومئذ مسلمين - قال : فجعل الغلامُ يسأل ذلك الراهبَ كلَّما مرَّ به ، فلم يزل حتى أخبره ، فقال : إنما أعبد الله ، قال : فجعل الغلام يمكثُ عند الراهب ، ويبطئ عن الكاهن ، فأرسل الكاهِنُ إلى أهل الغلام : أنه لا يكادُ يحضُرني ، فأخبر الغلامُ الراهِبَ بذلك ، فقال له الراهب : أين كنتَ ؟ فأخبرهم أنَّكَ كنتَ عند الكاهِنِ ، قال : فبينما الغلام على ذلك ، إذ مَرَّ بجماعة من الناس كثير ، قد حَبَسَتْهُمْ دابة - فقال بعضهم : إن تلكَ الدابةَ كانت أسَداً - فأخذ الغلامُ حَجَراً ، فقال : اللهمَّ إن كان ما يقول الراهب حقاً ، فأَسأَلك أن أقْتُلَهُ ، ثم رَمَى به ، فقتل الدابة ، فقال الناس : مَنْ -[308]- قتلها ؟ فقالوا : الغلام ، ففزِع الناسُ ، وقالوا : قد عَلِمَ هذا الغلامُ علماً لم يعلمْه أحد ، قال : فسمع به أعمى ، فقال له : إن أنتَ رددتَ بصري ، فلك كذا وكذا ، قال : لا أُرِيد منك هذا ، ولكن أرأيتَ إن رَجَعَ إليك بصرُك أتؤمنُ بالذي ردَّه عليك ؟ قال : نعم ، قال : فدعا الله ، فردَّ عليه بَصَرُه ، فآمَنَ الأعْمَى ، فبلغ الملكَ أمرهُم ، فدعاهم ، فأُتِيَ بهم ، فقال : لأقْتُلَنَّ كُلَّ واحد منكم قِتْلَة لا أقْتُلُ بها صاحبه ، فأمر بالراهب والرجل الذي كان أعمى ، فوضع المنشار على مفرِق أحدهما فقتله ، وقَتل الآخرِ بِقِتْلَة أخرى ،
ثم أَمَرَ بالغلام ، فقال : انطلِقوا به إلى جبل كذا وكذا ، فأَلقوهُ من رأسه ، فانطَلقوا به إلى ذلك الجبل ، فلما انتهَوْا إلى ذلك المكان الذي أرادوا أن يُلقُوهُ منه ، جعلوا يتهافتون من ذلك الجبل ، ويَتَرَدَّوْنَ ، حتى لم يبق منهم إلا الغلام ، ثم رجع ، فأمر به الملك أن ينطلقوا به إلى البحر فيلقوه فيه ، فانطلقوا به إلى البحر ، فغرَّق الله الذين كانوا معه ، وأنجاه ، فقال الغلام للملك : إنَّكَ لا تقتلني حتى تصلُبني وترميَني ، وتقول إذا رميتني : بسم الله ربِّ هذا الغلام ، قال : فأمر به فصلب ، ثم رماه فقال : بسم الله رب هذا الغلام ، قال : فوضع الغلام يده على صُدغِه حين رُمِيَ ، ثم مات ، فقال الناسُ : لقد عَلِمَ هذا الغلامُ علماً ما علمه أحد ، فإنا نؤمن برب هذا الغلام ، قال : فقيل للملك : أجَزِعْتَ أن خالَفَكَ ثلاثة ؟ فهذا العالَمُ كلُّهم قد خالَفُوك ، قال : فخَدَّ أخْدُوداً ثم ألقى فيها الحطبَ والنارَ ، ثم جمع الناسَ ، فقال : مَنْ رَجَعَ عن دِينه تركناه -[309]- ومن لم يرجع ألقيناه في النار ، فجعل يُلقيهم في تلك الأخدود ، قال : يقول الله تبارك وتعالى : {قُتِلَ أصحابُ الأخدود . النارِ ذاتِ الوَقُودِ} - حتى بلغ - {العَزِيزِ الحميدِ} [البروج : 4 - 8] قال : فأما الغلام ، فإنه دُفن ، قال : فيذكر أنه أُخْرِجَ في زَمن عمر بن الخطاب وإصبَعُهُ على صُدْغهِ ، كما وضعها حين قُتِلَ» (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بالمنشار) أشَرْتُ الخشبة بالمنشار : إذا شققتَها ، ووشرتُها بالميشار - غير مهموز - لغة فيه ، والميشار والمنشار سواء .
(قُرقُور) القُرقُور : سفينة صغيرة .
(فانكفأت) السفينة : أي انقلبت ، ومنه : كفأتُ القدر : إذا كببتَها .
(الصعيد) : وجه الأرض ، وأراد : أنه جمعهم في أرض واحدة منبسطةٍ ليشاهدوه .
(من كنانتي) الكنانة : الجعبة التي يكون فيها النشاب .
(كبد القوس) : وسطها ، والمراد به : موضع السهم من الوَتَرِ والقوس .
(بالأخدود) الأُخدود : الشق في الأرض ، وجمعه الأخاديد . -[310]-
(السكك) جمع سِكة ، وهي الطريق .
(أضْرَمتُ) النار : إذا أوقدتَها وأثرتَها .
(اقتحم) الاقتحام : الوقوع في الشيء من غير رؤية ولا تَثَبُّتٍ .
(فتقاعست) التقاعس : التأخُّر والمشي إلى وراء .
(الهمس) : الكلام الخفيُّ الذي لا يكاد يسمع .
(اللقِن) : الرجل الفَهِم الذكيُّ .
(التهافت) : الوقوعُ في الشيء مثل التساقط .
__________
(1) وفي بعض النسخ : فأحموه .
(2) أحد الرواة .
(3) رواه مسلم رقم (3005) في الزهد والرقائق ، باب قصة أصحاب الأخدود والساحر والراهب والغلام ، والترمذي رقم (3337) في التفسير ، باب ومن سورة البروج .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (6/16) قال : حدثنا عفان. ومسلم (8/229) قال : حدثنا هداب بن خالد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4969) عن أحمد بن سليمان ، عن عفان.
كلاهما - عفان ، وهداب - قالا : حدثنا حماد بن سلمة.
2- وأخرجه الترمذي (3340) قال : حدثنا محمود بن غيلان ، وعبد بن حميد -المعنى واحد- قالا : حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر.
كلاهما - حماد ، ومعمر - عن ثابت ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، فذكره.

الأطفال المتكلمون في المهد
7821 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «لم يتكلَّمْ في المهد إلا ثلاثة : عيسى بن مريم ، وصاحب جُرَيج ، وكان جريجُ رَجُلاً عابداً ، فاتخذ صومعة ، فكان فيها ، فأتته أُمُّهُ وهو يصلّي ، فقالت : يا جريج ، فقال : يا ربِّ ، أُمِّي وصلاتي ، فأقبل على صَلاتِه ، فانْصَرَفَتْ ، فلما كان من الغَدِ ، أتته وهو يُصَلِّي، فقالتْ : يا جريج ، فقال: يا ربِّ ، أُمِّي وصلاتي ، فأقبل على صلاته ، [فانصرفَتْ] ، فلما كان من الغَدِ أتته وهو يصلِّي ، فقالت : يا جريج ، فقال : يا ربِّ ، أُمي وصلاتي ، فأقبل على صلاته ، فقالت : اللهمَّ لا تُمِتْهُ حتى ينظرَ إلى وجوهِ المومِسات ، فتذاكر بنو إسرائيل جريجاً وعبادَتَه -[311]- وكانت امرأة بغيّ يتمثَّل بحسنها ، فقالت : إن شئتم لأَفْتِنَنَّهُ [لكم] ، قال : فتعرَّضَتْ له ، فلم يَلْتَفِتْ إليها ، فأتت رَاعياً كان يأوي إلى صومعتِهِ ، فأمكنَتْهُ من نفسها ، فوقع عليها ، فَحَمَلَتْ ، فلما وَلَدَتْ ، قالت : هُوَ مِنْ جُرَيج ، فأَتَوْهُ ، فاستنزلوه ، وهدَمُوا صومَعتَهُ ، وجعلوا يضربونه ، فقال : ما شأنُكم ؟ قالوا : زنيتَ بهذه البغيِّ ، فَوَلَدَتْ منك ، فقال : أين الصبيُّ ؟ فجاؤوا به ، فقال : دَعُوني أُصَلِّي ، فصلَّى ، فلما انصرف أتى الصبيُّ فطعنَ في بطنه ، وقال : يا غُلام ، مَنْ أبوك ؟ فقال : فلانُ الراعي، قال : فأقبلوا على جريج يُقبِّلونه ، ويتمَسَّحُون به ، وقالوا : نبني صومعتَكَ من ذَهَب ، قال : لا ، أعيدوها من لَبِن كما كانت ، ففعلوا ، وبينا صَبيّ يرضَعُ من أُمِّه ، فمرَّ رَجُل راكب على دابَّة فَارِهَة وشارة حَسنَة ، فقالت أُمُّه : اللهم اجعل ابني مثل هذا ، فترك الثديَ ، وأقْبَلَ إليه ، فنظر إليه ، فقال : اللهم لا تجعلني مثله ، ثم أقبل على ثديه ، فجعل يرتضع - قال : فكأني أنظر إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يحكي ارتضاعه بإِصبعه السبابة في فيه ، فجعل يَمُصُّها - قال : ومَرُّوا بجارية وهم يضربونها ، ويقولون : زنيتِ ، سَرَقْتِ ، وهي تقول : حسبي الله ونعم الوكيل ، فقالت أُمُّه : اللهم لا تجعل ابني مثلها ، فترك الرضاع ، ونظر إِليها ، فقال : اللهم اجعلني مثلها ، فهناك تراجعا الحديث ، فقالت : [حَلْقَى] (1) !! مَرَّ رَجُل حَسنُ الهيئة ، فقلتُ : اللهم اجعل ابني مثلَه ، فقلتَ : اللهمَّ لا تجعلني -[312]- مثلَه ، ومَرُّوا بهذه الأمَة وهم يضربونها ، ويقولون : زنيتِ ، سرقْتِ ، فقلتُ : اللهم لا تَجْعل ابني مثلها ، فقلتَ : اللهمَّ اجعلني مثلها ؟ ! فقال : إن ذلك الرجل كان جبَّاراً ، فقلتُ : اللهمَّ لا تجعلني مثلَه ، وإنَّ هذه يقولون لها : زنيتِ ، ولم تزن ، وسرقتِ ولم تسْرِق ، فقلت : اللهم اجعلني مثلها» هذا لفظ حديث مسلم .
وأخرج البخاري حديث المرأة وابنها خاصة ، قال : «بَيْنا امرأة تُرضِع ابناً لها ، إذ مَرَّ راكب وهي تُرضعه ، فقالت : اللهم لا تمت ابني حتى يكونَ مثل هذا ، فقال : اللهم لا تجعلني مثلَه ، ثم رجع في الثدي ، ومُرَّ بامرأة تُجَرَّرُ ، ويُلعَبُ بها ، فقال : اللهم اجعلني مثلها ، فقال : أمَّا الراكب ، [فإنه] كافِر ، وأمَّا المرأة ، فإنه يقال لها : تزني ، وتقول : حَسْبيَ الله ، ويقولون : تَسرق ، وتقول : حَسْبيَ الله» .
وأخرج أيضاً حديث جريج وأُمِّه تعليقاً ، قال : [قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-] : «نادتِ امرأة ابنَها وهو في صومعة له ، قالت : يا جُريَج ، قال : اللهم أُمي وصلاتي ، فقالت : يا جريج ، فقال : اللهم أمي وصلاتي ، قالت : يا جريج ، قال : اللهم أُمي وصلاتي ، قالت : اللهم لا يموت جريج حتى ينظر في وجوه المياميس ، وكانت تأوي إلى صومعته راعية ترعَى الغنم ، فولدت ، فقيل لها : ممن هذا الولد ؟ قالت : من جريج ، نزل من صومعته ، قال جريج : أين هذه -[313]- التي تزعم أن ولدها لي ؟ قال : يا بابوس ، مَنْ أبوكَ ؟ قال : راعي الغنم» .
وأخرج مسلم أيضاً منه طرفاً في جريج خاصة ، قال : «كان جريج يتعبَّد في صومعة ، فجاءت أُمُّه - قال حميد بن هلال : فوصف لنا أبو رافع صفة أبي هريرة لصفة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أمَّه حين دَعَته ، كيف جعلتْ كَفها فوق حاجبها ، ثم رفعت رأسها إليه تدعوه – فقالت : يا جريج ، أنا أُمُّك كلِّمني ، فصادَفتهُ يصلِّي ، فقال : اللهم أُمِّي وصلاتي ، فاختار صلاته ، [فرجَعَتْ ، ثم عادت في الثانية ، فقالت : يا جريج ، أنا أُمُّك ، فكلِّمني ، قال : اللهم أُمي وصلاتي ، فاختار صلاته] ، فقالت : اللهم إن هذا جريج ، وهو ابني وإني كلّمتُهُ ، فأبى أنْ يكلِّمني ، فلا تُمِتهُ حتى تُرِيَهُ المومساتِ ، قال : ولو دَعتْ عليه أن يُفْتَنَ لَفُتِنَ ، قال : وكان راعِي ضأن يأوي إلى دَيْرِهِ ، قال : فخرجت امرأة من القرية ، فوقع عليها الراعي ، فحملَت ، فَوَلَدَتْ غلاماً ، فقيل لها : ما هذا ؟ قالت : مِنْ صاحبِ هذا الديرِ ، قال : فجاؤوا بفؤوسهم ومساحيهم ، فَنَادَوْهُ ، فصادفُوه يُصلِّي ، فلم يكلِّمهم ، فأخذوا يَهْدِمُونَ ديْرَه ، فلما رأى ذلك ، نزل إليهم ، فقالوا له : سَلْ هذه ، قال : فتبسم ، ثم مَسَحَ رأس الصبيِّ ، فقال : مَنْ أبوك ؟ قال : [أبي] راعي الضأن ، فلما سمِعوا ذلك ، قالوا : نبني ما هَدَمْنَا من دَيْرِكَ بالذهب والفضة ؟ قال : لا ، ولكن -[314]- أعيدوه تراباً كما كان ، ثم علاه» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المومسات) : الزواني ، جمع مومسة ، وهي الفاجرة ، والمياميس كذلك .
(والبغيُّ) : الزانية أيضاً .
(يُتمثَّل بحسنها) أي يعجب به ، ويقال لكل من يستحسن : هذا مثل فلانة في الحسن .
(والشارة الحسنة) : جمال الظاهر في الهيئة والملبس والمركب ونحو ذلك .
(الجبَّار) : العاتي المتكبِّر القاهر للناس .
(يا بابوس) كلمة تقال للصغير ، كذا قاله الحميدي ، وقال الهروي : قال ابن الأعرابي : البابوس : الصبي الرضيع ، قال : وقد جاء هذا الحرف في شعر ابن الأحمر ، ولم يعرف في شعر غيره ، والحرف غير مهموز .
(ومساحيهم) المساحي جمع مَسحاة ، وهي المجرفة التي رأسها من حديد .
__________
(1) أي أصابه الله تعالى بوجع في حلقه .
(2) رواه البخاري 6 / 371 في الأنبياء ، باب ما ذكر عن بني إسرائيل ، وتعليقاً 3 / 63 في الصلاة ، باب إذا دعت الأم ولدها في الصلاة ، قال الحافظ في " الفتح " : وصله الإسماعيلي من طريق عاصم بن علي أحد شيوخ البخاري عن الليث مطولاً ، ومسلم رقم (2550) في البر والصلة ، باب تقديم بر الوالدين على التطوع بالصلاة وغيرها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/307) قال : حدثنا وهب بن جرير. وفي (2/308) قال : حدثنا حسين بن محمد. والبخاري (3/179 و4/201) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم. ومسلم (8/4) قال : حدثنا زهير بن حرب. قال : حدثنا يزيد بن هارون.
أربعتهم - وهب بن جرير ، وحسين بن محمد ، ومسلم بن إبراهيم ، ويزيد بن هارون - عن جرير بن حازم. قال : حدثنا محمد بن سيرين ، فذكره.

أصحاب الغار
7822 - (خ م د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «انطلقَ ثلاثةُ نَفَر ممن كان قبلكم ، حتى آواهم -[315]- المبيتُ إلى غار ، فدخلوه ، فانحدرتْ صَخرَة من الجبل ، فسَدت عليهم الغارَ ، فقالوا : إنه لا يُنجيكم من هذه الصخرة إلا أن تَدْعُوا الله بصالح أعمالكم ، قال رجل منهم : اللهم كان لي أبوان شيخانِ كبيران ، وكنتُ لا أَغْبُقُ قبلهما أهلاً ولا مالاً ، فنأَى بي طلبُ شَجَرٍ يوماً ، فلم أَرُحْ عليهما حتى ناما ، فَحَلَبْتُ لها غَبوقَهُما ، فوجدتهما نائمين ، فكَرِهتُ أن أَغْبُقَ قبلهما أهلاً أو مالاً ، فَلَبِثْتُ والقَدَحُ على يدي أنتظر استيقاظهما ، حتى بَرَقَ الفَجْر- زاد بعض الرواة : والصِّبيَةُ يَتضاغَونَ عند قدَميَّ - فاستيقظا ، فشرِبا غَبوقَهُما ، اللهم إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجهك ، ففرِّج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة ، فانفرَجتْ شيئاً لا يستطيعون الخروج ، قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : قال الآخر : اللهم كانت لي ابنةُ عمّ ، كانت أحبَّ الناس إليَّ ، فأردتُها على نفسها ، وامتنعت مني ، حتى ألمت بها سَنَة من السنين ، فجاءتني ، فأعطيتُها عشرين ومائةَ دينار، على أن تُخَلِّيَ بيني وبين نفسها ، ففعلت ، حتى إذا قَدَرْتُ عليها ، قالت : لا أُحِلُّ لَكَ أن تَفُضَّ الخاتَمَ إلا بحقِّه ، فتحَرَّجْتُ من الوقوع عليها ، فانصرفتُ عنها وهي أحبُّ الناس إليّ ، وتركتُ الذهب الذي أعطيتها ، اللهم إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجهك فافْرُج عنا ما نحن فيه ، فانفرجَتِ الصخرة ، غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها ، قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : وقال الثالث : اللهم استأجَرْتُ أُجَرَاءَ ، وأعطيتُهم أجرَهم ، غير رَجُل واحد ، تَركَ الذي له وذهب ، فَثَمَّرتُ أجْرَهُ حتى -[316]- كَثُرَتْ منه الأموال ، فجاءني بعد حين ، فقال : يا عبد الله ، أدِّ إليَّ أجري ، فقلت : كلُّ ما ترى من أجْرِكَ ، من الإبل والبقر، والغنم ، والرقيق ، فقال : يا عبد الله ، لا تستهزئُ بي ، فقلتُ : إني لا أستهزئُ بك ، فأخذه كلَّه ، فاسْتاقه ، فلم يتركْ منه شيئاً ، اللهم فإن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجهك فافْرُج عنا ما نحن فيه ، فانفرجتِ الصخرة ، فخرجوا يمشون» .
وفي رواية : أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «بينما ثلاثة نَفَر ممن قبلكم يمشون ، إذ أصابهم مَطَر ، فأَوَوْا إلى غار ، فانطبق عليهم ، فقال بعضهم لبعض : إنه والله يا هؤلاء لا ينجيكم إلا الصدقُ ، فليَدْعُ كلُّ رجل منكم بما يعلم أنه قد صدَق فيه ، فقال أحدهم : اللهم إن كنتَ تعلم أنه كان لي أجير عَمِل لي على فَرَق من أَرُزّ ، فذهب وتركه ، وإني عَمَدْتُ إلى ذلك الفَرَق فزرعته ، فصار من أمره إلى أن اشتريتُ منه بقراً ، وإنه أتاني يطلب أجره ، فقلت له : اعْمِدْ إلى تلك البقر ، فَسُقْها ، فقال لي : إنما لي عندك فَرَق من أَرُزّ ، فقلت له : اعمد إلى تلك البقر ، فإنها من ذلك الفَرَق ، فساقها ، فإن كنت تَعلم أني فعلتُ ذلك من خشيتك ففرّج عنا ، فانساحت عنهم الصخرة ...» وذكر باقي الحديث بقريب من معنى ما سبق . أخرجه البخاري ومسلم .
ولهما روايات بنحو ذلك .
وأخرجه أبو داود مجملاً ، وهذا لفظه ، قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-[317]- يقول : «مَنِ استطاع منكم أن يكونَ مثل صاحب فرَقِ الأرزِّ فليكن مثله ، قالوا : ومَنْ صاحب فرق الأرُزِّ يا رسول الله ؟ ... فذكر حديث الغار حين سقط عليهم الجبل ، فقال كلُّ واحد منهم : اذكروا أحْسَنَ عملكم ، قال : فقال الثالث : اللهم إنك تعلم أني استأْجرت أجيراً بِفَرَقِ أرُزّ ، فلما أمْسيْتُ عرضتُ عليه حقه ، فأبى أن يأخذَهُ وذهب فثمّرْته له ، حتى جمعتُ له بَقَراً ورِعاءها ، فلقيني ، فقال : أعطني حقِّي ، فقلتُ : اذهب إلى البقر ورعائها ، فخذها ، فذهب فاستاقها» لم يخرج أبو داود سوى هذا (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الغَبوق) : شراب آخر النهار ، والمراد : إنني ما كنت أقدِّم عليهما في شراب حظِّهما من اللبن أحداً .
(يتضاغون) أي : يضجون ويصيحون من الجوع . -[318]-
(السّنة) : الجدب والقَحْط .
(ألمَّتْ) بها : إذا قرب منها ودنا الجدب .
(فأردتها) : أي راودتها وطلبت منها أن تمكّنني من نفسها .
(تفض) الخاتم : كناية عن الجماع والوطء .
(التحرّج) : الهرب من الحرَج ، وهو الإثم والضيق .
(فرَق) الفَرق : مكيال يسع ستة عَشَرَ رِطْلاً .
(فانساحت) بالحاء المهملة ، أي : انفسحت وتنحّت .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 367 و 368 في الأنبياء ، باب ما ذكر عن بني إسرائيل ، وفي البيوع ، باب إذا اشترى شيئاً لغيره بغير إذنه فرضي ، وفي الإجارة ، باب من استأجر أجيراً فترك أجره فعمل فيه المستأجر فزاد ، وفي الحرث والمزارعة ، باب إذا زرع بمال قوم بغير إذنهم ، وفي الأدب ، باب إجابة دعاء من بر والديه ، ومسلم رقم (2743) في الذكر ، باب قصة أصحاب الغار الثلاثة ، وأبو داود رقم (3387) في البيوع ، باب في الرجل يتجر في مال الرجل بغير إذنه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/116) (5973) قال : حدثنا مروان بن معاوية ، قال : حدثنا عمر بن حمزة العمري. والبخاري (3/119) قال : حدثنا أبو اليمان ، قال : أخبرنا شعيب ، عن الزهري. ومسلم (8/91) قال : حدثني محمد بن سهل التميمي ، وعبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام ، وأبو بكر بن إسحاق ، قال ابن سهل : حدثنا ، وقال الآخران : أخبرنا أبو اليمان ، قال : أخبرنا شعيب ، عن الزهري. وأبو داود (3387) قال : حدثنا محمد بن العلاء ، قال : حدثنا أبو أسامة ، قال : حدثنا عمر بن حمزة.
كلاهما - عمر بن حمزة ، والزهري - عن سالم بن عبد الله ، فذكره.

قصة الكِفْل
7823 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : سمعتُ رسولَ الله- صلى الله عليه وسلم- يقول : «كان فيمن كان قبلكم رجل اسمه الكِفْل ، وكان لا ينزِعُ عن شيء ، فأتى امرأة علم بها حاجة ، فأعطاها عطاء كثيراً - وفي رواية : ستين ديناراً - فلما أرادها على نفسها : ارتَعَدَتْ وبكت ، فقال : ما يُبْكيكِ ؟ قالت : لأن هذا عمل ما عمِلتُه قطّ ، وما حملني عليه إلا الحاجة ، فقال : تفعلين أنتِ هذا من مخافة الله ؟ فأنا أحرى ، اذْهَبي فلَكِ ما أعطيتُكِ ، ووالله لا أعصيه أبداً ، فمات مِن ليلته ، فأصبحَ مكتوب على بابه : إن الله تعالى قد غفر للكفْلِ ، فعجب الناس من ذلك ، حتى أوحَى الله تعالى إلى نَبيِّ زمانهم بشأنه» . -[319]-
وفي رواية قال : «سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يحدِّث حديثاً ، لو لم أسمْعه إلا مَرَّة أو مرتين ، حتى عَدَّ سبع مرات ، ولكنِّي سمعته أكثر من ذلك ، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : كان الكفل من بني إسرائيل لا يتورَّع من ذَنْب عَمِلَهُ ، فأتته امرأة ، فأعطاها ستين ديناراً على أن يطأَها . وذكر الحديث ، ولم يذكر في آخره حديث الوحي إلى نبي زمانهم» . أخرج الثانية الترمذي (1) ، والأولى ذكرها رزين .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا يَنزِع) فلان عما هو فيه : أي لا يقلع ولا يترك .
__________
(1) رقم (2498) في صفة القيامة ، باب رقم (49) ، ورواه أيضاً ابن حبان رقم (2453) موارد ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن ، وهو كما قال ، وهو عند الحاكم 4 / 254 و 255 وصححه ، ووافقه الذهبي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف : أخرجه أحمد (2/23) (4747) والترمذي (2496) قال : حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد القرشي.
كلاهما - أحمد ، وعبيد بن أسباط- قالا : حدثنا أسباط بن محمد ، قال : حدثنا الأعمش ، عن عبد الله بن عبد الله الرازي ، عن سعد مولى طلحة ، فذكره.
قلت : راجع الضعيفة (4083)

قصة ريح عاد
7824 - (ت) أبو وائل - رحمه الله - عن رجل من ربيعة - وهو الحارث بن يزيد البكري – قال : «قدِمتُ المدينةَ ، فدخلتُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- والمسجدُ غاصّ بأهله ، وإذا رايات سُود تَخْفِقُ ، وإذا بلال مُتَقلِّد السيف بين يَدَيْ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقلت : ما شأن الناس ؟ قالوا : رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يريدُ أن يبعثَ عمرو بن العاص نحو ربيعة ، فقلتُ : أعوذُ -[320]- بالله أن أكونَ مثلَ وافدِ عَاد ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : وما وافدُ عاد ؟ فقلت : على الخبير سَقطْتَ ، إن عاداً لَمَّا أُقْحِطَتْ بَعثتْ قَيْلاً يستسقي لها ، فنزل على بَكْر بن معاوية ، فسقاه الخمر ، وغَنَّتْهُ الجرادتان ، ثم خرج يريد جبال مَهْرَة ، فقال : اللهم إني لم آتك لمرض فأداويه ، ولا لأسير فأفاديه فاسق عبدك ما كنتَ مُسقيه ، واسق معه بكر بن معاوية - يشكر له الخمر الذي سقاه - فرُفعَ له ثلاثُ سحائب : حمراءَ ، وبيضاءَ ، وسوداءَ ، فقيل له : اختر إحداهن ، فاختار السوداءَ منهن ، فقيل له : خُذها رَماداً رِمْدِداً ، لا تَذَرُ من عاد أحداً ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إنه لم يُرسل [من] الريح إلا مقدار هذه الحلقة - يعني حلقة الخاتم - ثم قرأ {[وفي عادٍ] إذْ أرسلنا عليهم الريحَ العقيم . ما تذرُ مِن شيء أتت عليه...} الآية [الذاريات : 41 ، 42]» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خفقت) الرايات : إذا حركها الهواء وجاء صوتها .
(قحطت) القحط : الغلاء ، وأصله من انقطاع المطر ، وهو سبب الغلاء .
(رماداً) الرماد معروف ، (والرِّمْدِدُ) : أدق ما يكون منه ، ويقال : رماد رِمْدِدٌ ، أي : هالك ، جعلوه صفةً له . -[321]-
(الريح العقيم) هي التي لا تلقح الشجر ، ولا تأتي بالمطر .
__________
(1) رقم (3269) و (3270) في التفسير ، باب ومن سورة الذاريات ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي في التفسير (51) الذاريات (2) عن عبد بن حميد ، عن زيد بن الحباب ، عن أبي المنذر سلام بن سليمان النحوي ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن أبي وائل ، عن الحارث البكري. ولم ينسبه. (51:1) عن محمد بن أبي عمر ، عن سفيان ، عن سلام ، عن عاصم ، عن أبي وائل ، عن رجل من ربيعة ، قال : قدمت المدينة فدخلت على رسول الله فذكرت عنده وافد عاد. فذكر الحديث ، ولم يسم الرجل ، والنسائي في السير في الكبرى عن إبراهيم بن يعقوب ، عن عفان ، عن سلام أبي المنذر، عن عاصم ، عن أبي وائل ، عن الحارث ، مختصرا إلى قوله : يريد أن يبعث عمرو بن العاص وجها. وابن ماجة في الجهاد (20:1) عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن أبي بكر بن عياش ، عن الحارث ببعضه ولم يذكر أبا وائل ، الأشراف (3/4 و5) .

قصة الأقرع والأبرص والأعمى
7825 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّهُ سمعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «إن ثلاثة من بني إسرائيل : أبرصَ ، وأقرعَ ، وأعمى ، فأراد الله أن يبتليَهم ، فبعث إليهم ملَكاً ، فأتى الأبرَصَ ، فقال : أيُّ شيء أحبُّ إليكَ ؟ قال : لَون حَسَن ، وجِلْد حسن ، ويَذْهَبُ عني الذي قد قَذِرني الناسُ ، قال : فمسحه فذهب عنه قَذرُه ، وأُعطِيَ لوناً حسناً ، وجلداً حسناً ، قال : فأيُّ المال أحبُّ إليكَ ؟ قال : الإبل - أو قال : البقر ، شك إسحاق، إلا أن الأبرصَ والأقرعَ قال أحدهما : الإبل ، وقال الآخر : البقر - قال : فأُعْطِيَ ناقة عُشَراءَ ، فقال : بارك الله لك فيها ، قال : فأتى الأقرعَ ، فقال : أيُّ شيء أحبُّ إليكَ ؟ قال : شعر حَسَن ، ويذهب عني هذا الذي قد قَذِرَني الناسُ ، قال : فمسحه فذهب عنه ، قال : وأُعطي شعراً حسناً ، قال : فأيُّ المال أحبُّ إليك ؟ قال : البقر ، فأُعطي بقرة حاملاً ، قال : بارك الله لك فيها ، قال : فأتى الأعمى ، فقال : أي شيء أحبُّ إليكَ ؟ قال : أن يَرُدَّ الله إليَّ بصري ، فأُبصرَ به الناسَ ، قال : فمسحه فردَّ الله إليه بصره ، قال : فأيُّ المال أحبُّ إليكَ ؟ قال : الغنم ، فأُعْطِيَ شاة والداً ، فأُنْتِجَ هذان ، وَوَلَّدَ هذا ، فكان لهذا وَاد من الإبل ، ولهذا واد من البقر ، ولهذا واد من الغنم ، قال : ثم إنه -[322]- أتى الأبرَصَ في صورته وهَيئته ، فقال : رجل مسكين ، قد انقطعت بي الحبال في سفري ، فلا بلاغَ لي اليوم إلا بالله ثم بكَ ، أَسألك بالذي أعطاك اللونَ الحسن ، والجلد الحسن ، والمال ، بَعيراً أتَبَلَّغُ به في سفري ، فقال : الحقوقُ كثيرة ، فقال له : كأني أعرفك ، ألم تكن أبرصَ يَقْذَرك الناس ، فقيراً فأعطاك الله ؟ فقال : إِنما وَرِثْتُ هذا المال كابراً عن كابر ، فقال : إنْ كنتَ كاذباً فصيَّرك الله إلى ما كنتَ ، قال : وأتى الأقرع في صورته ، فقال له مثل ما قال لهذا ، فَرَدَّ عليه مثل ما ردَّ على هذا ، فقال : إن كنتَ كاذباً فصيَّرك الله إلى ما كنتَ ، قال : وأتى الأعمى في صورته وهيئته ، فقال : رجل مسكين ، وابن سبيل ، انقطعت بي الحبال في سفري ، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك ، أسألك بالذي ردَّ عليك بصرك شاة أتبلّغ بها في سفري ، فقال : قد كنتُ أعمى فردَّ الله إليَّ بصري ، فخذ ما شئتَ ، ودَع ما شئتَ ، فوالله لا أجهَدك اليوم بشيء أخذتَه لله ، فقال : أمْسِكْ مالَكَ ، فإنما ابتُليتُم ، فقد رُضِيَ عنك ، وسُخِطَ على صاحبيك» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ناقة عُشَراء) إذا كانت حاملاً ، وقيل : إذا أتى عليها لحملها عشرة أشهر . -[323]-
(شاة والداً) الشاة الوالد : هي التي قد عُرِف منها كثرة الولد والنتاج .
(فأنتج) أنتجها : أي قبلها وافتقدها عند الولادة - هكذا جاء لفظ الحديث " أنتج " - وإنما يقال : نَتَجتُ الناقة أنتِجُها ، والناتج للنوق كالقابلة للنساء وقوله : " ووَلّد هذا " أي فعل في شاته كما فعل ذلك في إبله وبقره .
(الحبال) جمع حَبْل ، وهو العهد والذِّمام والأمان والوسيلة ، وكل ما يرجو منه خيراً أو فرَجاً ، أو يستدفع به ضرراً ، والحبل : السبب ، فكأنه قال : انقطعت بي الأسباب .
(فلا بلاغ) أي ليس لي ما أبلغ به غرضي .
(كابراً عن كابر) أي : ورِثته عن آبائي وأجدادي .
(لا أجهَدك) أي : لا أشق عليك في الأخذ والامتنان .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 364 في الأنبياء ، باب ما ذكر عن بني إسرائيل ، ومسلم رقم (2964) في الزهد في فاتحته .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4/208) قال : حدثني أحمد بن إسحاق. قال : حدثنا عمرو بن عاصم. (ح) وحدثني محمد. قال : حدثنا عبد الله بن رجاء. ومسلم (8/213) قال : حدثنا شيبان بن فروخ.
ثلاثتهم - عمرو بن عاصم ، وعبد الله بن رجاء ، وشيبان بن فروخ - عن همام. قال : حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. قال : حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة ، فذكره.

قصة المقترض ألفَ دينارٍ
7826 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «ذكر رجلاً من بني إسرائيل ، سأل بعضَ بني إسرائيل أن يُسلِفَه ألف دينار ، فقال : ائتني بالشهداء أُشهدهم ، فقال : كفى بالله شهيداً ، قال : فائتني بالكفيل ، قال : كفى بالله كفيلاً ، قال : صدقتَ ، فدفعها إليه إلى أجل مسمَّى ، فخرج في البحر ، فقضى حاجته ، ثم التمس مركَباً يركبه يقدُم عليه للأَجل الذي أجّله ، فلم يجد مَرْكَباً ، فاتخذ خَشَبَة فنقَرها ، فأدخلَ فيها -[324]- ألفَ دينار ، وصحيفة منه إلى صاحبه ، ثم زجَّج موضعها ، ثم أتى بها البحر ، فقال : اللهم إِنك تعلم أنِّي تَسَلَّفْتُ فلاناً ألف دينار ، فسألني كفيلاً ، فقلت : كفى بالله كفيلا ، فرضيَ بك ، وسألني شهيداً ، فقلتُ : كفى بالله شهيداً ، فرضي بك ، وإني جَهِدت أن أجِدَ مركباً أبعث إليه الذي له ، فلم أقْدِرْ ، وإني استودعتُكَها ، فرمى بها في البحر حتى وَلَجتْ فيه ، ثم انصرف ، وهو في ذلك يلتمس مركباً يخرجُ إلى بلده ، فخرج الرجل الذي كان أسلَفَهُ ينظر لَعَلَّ مركباً قد جاء بماله ، فإذا بالخشبة التي فيها المال ، فأخذها لأهلِهِ حطباً ، فلما نشرها وجد المال والصحيفة ، ثم قَدِمَ الذي كان أسلفه ، وأتى بألف دينار ، فقال : واللهِ ما زلتُ جاهداً في طلب مركب لآتيك بمالك ، فما وجدتُ مركباً قبل الذي جئت به ، قال : فإن الله قد أدَّى عنك الذي بعثته في الخشبة ، فانصرف بالألف دينار راشداً» أخرجه البخاري (1) .
-[325]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(زجَّج) موضعها ، أي : سوَّى موضع النَّقر وأصلحه ، من تزجيج الحواجب ، وهو حذف زوائد الشعر ، ويحتمل أن يكون مأخوذاً من الزج بأن يكون النقر في طرف الخشبة ، فيشد عليه زجاً ليمسكه ويحفظ ما في جوفه .
__________
(1) تعليقاً 4 / 384 و 385 في الكفالة ، باب الكفالة في القرض والديون والأبدان وغيرها ، وقد وصله أحمد في " المسند " 2 / 348 و 349 ، ورواه البخاري أيضاً مختصراً تعليقاً 4 / 255 في البيوع ، باب التجارة في البحر ، ثم وصله في آخره فقال : حدثني عبد الله بن صالح ، حدثني الليث به ، ورواه البخاري أيضاً تعليقاً 11 / 40 و 41 في الاستئذان ، باب بمن يبدأ في الكتاب قال الحافظ في " الفتح " : وهذه الطريق وصلها المصنف في " الأدب المفرد " وابن حبان في " صحيحه " .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/348) قال : حدثنا يونس بن محمد. والبخاري (3/هامش 73) قال : حدثني عبد الله بن صالح. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/13630) عن علي بن محمد بن علي ، عن داود بن منصور.
ثلاثتهم - يونس ، وعبد الله ، وداود- عن الليث بن سعد ، عن جعفر بن ربيعة ، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ، فذكره.
* أخرجه البخاري تعليقا في (2/159 و 3/124 و 156 و 164 و 258 و 8/72) قال : وقال الليث : حدثني جعفر بن ربيعة ، عن عبد الرحمن بن هرمز ، عن أبي هريرة ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.

أحاديث متفرقة
7827 - (خ) سلمان - رضي الله عنه - قال : «فَتْرَةُ ما بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام : ستمائة سنة» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 7 / 216 في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، باب إسلام سلمان الفارسي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في الهجرة المناقب (113:3) عن الحسن بن مدرك ، عن يحيى بن حماد ، عن أبي عوانة ، عن عاصم ، عن عبد الرحمن بن مدرك ، عن سلمان ، فذكره.

7828 - (د) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : «إِن أهلَ فارِسَ لما مات نبيُّهم : كتبَ لهم إبليسُ المجوسيةَ» أخرجه أبو داود (*) (1) .
__________
(1) لم أجده في نسخ أبي داود المطبوعة التي بين أيدينا .
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة : الحديث في سنن أبي داود كتاب الخراج والإمارة والفيء ، باب في أخذ الجزية من المجوس ، رقم (3042)

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إن أهل فارس.
قلت : هذا الحديث من زيادات رزين وقد رمز له مصنفه برمز أبي داود وهو وهم.

7829 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا أدري : تُبَّع ألَعِين هو ؟ - وفي نسخة : اللعين هو - أم لا ؟ ولا أدري عُزَيْر نَبيّ هو ، أم لا ؟» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4674) في السنة ، باب في التخيير بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4674) قال : حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني ومخلد بن خالد الشعيري ، المعنى. قالا : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر ، عن ابن أبي ذئب ، عن سعيد بن أبي سعيد ، فذكره.

7830 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله -[326]- صلى الله عليه وسلم- : «لولا بَنو إسرائيل لم يَخْنَزِ اللحم ، - وفي رواية : لم يَخْبُثِ اللحمُ - ، ولولا حَوَّاءُ : لم تَخُنْ أُنثى زَوجها الدهرَ» . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
وقال رزين : قال بعضهم : يعني في الكلام .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خنِز) اللحم يخنَز : إذا أنتن وتغيَّرت ريحه .
(لم تخن أنثى) خيانة حواء آدم : هي ترك النصيحة له في أمر الشجرة ، لا في غيرها .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 261 في الأنبياء ، باب خلق آدم صلوات الله عليه وذريته ، وباب قول الله تعالى : {وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر} ، ومسلم رقم (1470) في الرضاع ، باب لولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/315) قال : حدثنا عبد الرزاق بن همام والبخاري (4/161) قال : حدثنا بشر بن محمد. قال : أخبرنا عبد الله. وفي (4/187) قال : حدثني عبد الله بن محمد الجعفي. قال : حدثنا عبد الرزاق. ومسلم (4/179) قال : حدثنا محمد بن رافع. قال : حدثنا عبد الرزاق.
كلاهما - عبد الرزاق ، وعبد الله بن المبارك - قالا : أخبرنا معمر ، عن همام بن منبه فذكره.

الكتاب التاسع : في القيامة وما يتعلق بها أولاً وآخراً ، وفيه أربعة أبواب
الباب الأول : في أشراطها وعلامتها ، وفيه أحد عشر فصلاً
الفصل الأول : في المسيح والمهدي عليهما السلام
7831 - (خ م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «والذي نفسي بيده ، ليوشكنَّ أنْ ينزلَ فيكم ابنُ مريم حَكَما مُقْسِطاً ، فيكسرُ الصليبَ ، ويقتلُ الخنزير ، ويضعُ الجزية ، ويَفيضُ المال حتى لا يقبلَه أحد» زاد في رواية : «وحتى تكون السجدةُ الواحدُة خيراً من الدنيا وما فيها ، ثم يقول أبو هريرة : اقرؤوا إن شئتم {وَإِنْ مِنْ -[328]- أَهلِ الكِتاب إِلا ليؤمِننَّ بِه قَبْلَ موته ...} الآية [النساء : 159]» .
وفي أخرى قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «كيف أنتم إذا نزلَ ابنُ مريمَ فيكم ، وإمامُكم منكم ؟» ، وفي رواية «فأمَّكم» ، وفي أخرى «فأمَّكم منكم» ، قال ابن أبي ذئب : تدري ما أمَّكم منكم ؟ قلت : تخبرني ، قال : فأمَّكم بكتاب ربِّكم - عز وجل - وسُنَّةِ نبيِّكم - صلى الله عليه وسلم- .
وفي أخرى قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «واللهِ لينزلنَّ ابنُ مريم حكماً عادلاً ، فَلَيَكسِرَنَّ الصليب ، وليَقْتُلنَّ الخنزيرَ ، وليَضَعَنَّ الجزية ، ولتُترَكَنَّ القِلاصُ فلا يُسْعَى عليها ، ولَتَذْهَبَنّ الشحناءُ ، والتباغضُ والتحاسدُ ، ولَيُدَعَوُنّ إلى المال فلا يقبله أحد» أخرجه البخاري ومسلم ، وانفرد مسلم بالرواية الآخرة .
وأخرج الترمذي الرواية الأولى إِلى قوله : «لا يقبله أحد» .
وفي رواية أبي داود : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «ليس بيني وبينه - يعني عيسى- نبيّ ، وإنه نازل ، فإذا رأيتموه فاعرفوه ، فإنه رجل مربوع ، إلى الحمرة والبياض ، ينزل بين مَمَصّرتين ، كأن رأسَه يقطرُ وإن لم يصبه بلل ، فيقاتِلُ الناسَ على الإسلام ، فيَدُقُّ الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزيةَ ويُهلِك الله في زمانه المللَ كلّها إلا الإِسلامَ ، ويُهلِكُ المسيحَ الدجال ، ثم -[329]- يمكثُ في الأرض أربعين سنة ثم يُتَوفَّى ، ويُصلّي عليه المسلمون» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أشراطها) : علاماتها ودلائلها التي تتقدَّم عليها ، واحدها : شَرَط بالفتح .
(الحكَم) : الحاكم الذي يقضي بين الناس ، والأمير الذي يلي أمورهم .
(مقسطاً) المقسِط : العادل ، والقاسط : الجائر .
(وضع الجزية) هو إسقاطها عن أهل الكتاب ، وإلزامهم بالإسلام ، ولا يقبل منهم غيره ، فذلك معنى وَضْعِها .
(القلاص) جمع قلوص ، وهي الناقة .
(الشحناء) : العداوة .
(مُمَصَّرتين) ثوب ممصّر : إذا كان فيه صُفرة خفيفة يسيرة .
__________
(1) رواه البخاري 4 / 343 في البيوع ، باب قتل الخنزير ، وفي المظالم ، باب كسر الصليب وقتل الخنزير ، وفي الأنبياء ، باب نزول عيسى بن مريم ، ومسلم رقم (155) في الإيمان ، باب نزول عيسى بن مريم حاكماً بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأبو داود رقم (4324) في الملاحم ، باب خروج الدجال ، والترمذي رقم (2234) في الفتن ، باب ما جاء في نزول عيسى بن مريم عليه السلام .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (1097) وأحمد (2/240) قالا : حدثنا سفيان. وفي (2/272) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال أخبرنا معمر. وفي (2/538) قال : أحمد : حدثنا هاشم. قال : حدثنا ليث. والبخاري (3/107) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. قال : حدثنا الليث. وفي (3/178) قال : حدثنا علي بن عبد الله. قال : حدثنا سفيان. وفي (4/204) قال : حدثنا إسحاق. قال : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم. قال : حدثنا أبي ، عن صالح. ومسلم (1/93 و94) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. قال : حدثنا ليث. (ح) وحدثنا محمد بن رمح. قال : أخبرنا الليث. (ح) وحدثناه عبد الأعلى بن حماد وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. قالوا : حدثنا سفيان بن عيينة. (ح) وحدثنيه حرملة بن يحيى. قال : أخبرنا ابن وهب. قال : حدثني يونس. (ح) وحدثنا حسن الحلواني وعبد بن حميد ، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، قال : حدثنا أبي ، عن صالح. وابن ماجة (4078) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (2233) قال : حدثنا قتيبة قال : حدثنا الليث بن سعد.
خمستهم - سفيان بن عيينة ، ومعمر بن راشد ، وليث بن سعد ، وصالح بن كيسان ، ويونس بن يزيد - عن ابن شهاب الزهري. قال : أخبرني سعيد بن المسيب ، فذكره.

7832 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا تزالُ طائفة من أُمّتي يقاتِلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ، فينزل عيسى ، فيقول أميرُهم : تعالَ صلِّ لنا ، فيقول : لا ، إنَّ بعضَكم على -[330]- بعض أمراءُ ، تكرمةَ الله هذه الأمةَ» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (156) في الإيمان ، باب نزول عيسى بن مريم حاكماً بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (3/345) قال : حدثنا موسى ، قال : حدثنا ابن لهيعة.
2- وأخرجه أحمد (3/384) ومسلم (1/95) قال : حدثنا الوليد بن شجاع ، وهارون بن عبد الله ، وحجاج بن الشاعر. وفي (6/53) قال : حدثني هارون بن عبد الله ، وحجاج بن الشاعر. أربعتهم - أحمد ، وابن شجاع ، وهارون ، وابن الشاعر - عن حجاج بن محمد ، عن ابن جريج.
كلاهما - ابن لهيعة ، وابن جريج - عن أبي الزبير ، فذكره.

7833 - (د ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليومَ حتى يبعثَ الله فيه رجلاً مِنِّي - أو من أهل بيتي - يواطيء اسمُه اسمي ، واسمُ أبيه اسمَ أبي ، يملأُ الأرضَ قِسْطاً وعدلاً ، كما مُلئت ظُلماً وجَوْراً» .
وفي أخرى «[لا تذهب - أو] لا تنقضي - الدنيا حتى يملك العربَ رجل من أهل بيتي يواطئ اسمُه اسمي» أخرجه أبو داود .
وأخرج الترمذي الرواية الثانية .
وله في أخرى أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «يَلي رجل من أهل بيتي يُواطِئ اسمُه اسمي ، قال : وقال أبو هريرة : لو لم يَبْقَ من الدنيا إِلا يوم لطوَّل الله ذلك اليوم حتى يَلِيَ» (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4282) في المهدي ، والترمذي رقم (2231) و (2232) في الفتن ، باب ما جاء في المهدي ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/376) (3571) قال : حدثنا سفيان بن عيينة. وفي (1/376) (3572) و (1/448) (4279) قال : حدثنا عمر بن عبيد الطنافسي. وفي (1/377) (3573) و (1/430) (4098) قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن سفيان. وأبو داود (4282) قال : حدثنا مسدد ، أن عمر بن عبيد حدثهم. (ح) وحدثنا محمد بن العلاء ، قال : حدثنا أبو بكر ، يعني ابن عياش. (ح) وحدثنا مسدد، قال : حدثنا يحيى ، عن سفيان. (ح) وحدثنا أحمد بن إبراهيم ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى. قال : أخبرنا زائدة. (ح) وحدثنا أحمد بن إبراهيم. قال : حدثني عبيد الله ، عن فطر. والترمذي (2230) قال : حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد القرشي الكوفي ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا سفيان الثوري. وفي (2231) قال : حدثنا عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار العطار ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة.
ستتهم - سفيان بن عيينة ، وعمر بن عبيد ، وسفيان الثوري ، وأبو بكر بن عياش ، وزائدة ، وفطر - عن عاصم بن أبي النجود ، عن زر بن حبيش ، فذكره.
* زاد في رواية فطر : «يملأ الأرض قسطا وعدلا ، كما ملئت ظلما وجورا» .
قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.

7834 - (د) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لو لم يَبْقَ من الدهر إِلا يوم لَبَعَثَ الله رجلاً من أهل بيتي يملؤها عَدْلاً ، كما مُلِئَتْ جَوْراً» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4283) في المهدي ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/99) (773) قال : حدثنا حجاج وأبو نعيم. قالا : حدثنا فطر ، عن القاسم ابن أبي بزة. (قال أبو نعيم) وسمعته مرة يذكره عن حبيب. وأبو داود (4283) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا فطر ، عن القاسم بن أبي بزة.
كلاهما - القاسم ، وحبيب - عن أبي الطفيل ، فذكره.

7835 - (د) أم سلمة - رضي الله عنها - قالت : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «المهدِيُّ من عِترتي من ولدِ فاطمةَ» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4284) في المهدي ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4284) قال : حدثنا أحمد بن إبراهيم. قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي. وابن ماجة (4086) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
قال : حدثنا أحمد بن عبد الملك.
كلاهما - عبد الله بن جعفر ، وأحمد بن عبد الملك - عن أبي المليح الرقي الحسن بن عمر ، عن زياد بن بيان ، عن علي بن نفيل ، عن سعيد بن المسيب ، فذكره.
قلت : ذكر الحافظ في ترجمة علي بن نفيل من التهذيب عن العقيلي أنه قال لا يتابع على حديثه في المهدي ولا يعرف إلا به وقال البخاري: في إسناده نظر.

7836 - (د ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «المهديُّ مني ، أَجْلى الجبهةِ ، أقْنى الأنف ، يملأُ الأرضَ قِسطاً وعَدْلاً ، كما مُلِئَتْ جَوراً وظُلْماً ، ويملك سبع سنين» . أخرجه أبو داود (1) .
وفي رواية الترمذي قال : «خشينا أنْ يكونَ بعدَ نبيِّنا حَدَث ، فسألنا نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ فقال : إنَّ في أُمَّتي المهديُّ يخرج ، يعيش خمساً ، أو سبعاً ، أو تسعاً - زيد العَمِّي الشاك - قال : قلنا : وما ذاك ؟ قال : سنين ، قال : فيجيء إليه الرجل فيقول : يا مهدي ، أعطني ، أعطني ، قال : فيَحْثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أَجْلى الجبهة) يقال : رجل أجلى : إذا ذهب شعر رأسه إلى نصفه .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4285) في المهدي ، وإسناده حسن .
(2) رواه الترمذي رقم (2233) في الفتن ، باب رقم (53) ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 3 / 21 و 22 ، وابن ماجة رقم (4083) في الفتن ، باب خروج المهدي ، وفي سنده زيد بن الحواري العمي ، وهو ضعيف ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن ، وقد روي من غير وجه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4285) قال : حدثنا سهل بن تمام بن بزيع ، قال : حدثنا عمران القطان ، عن قتادة ، عن أبي نضرة ، فذكره.
قلت : فيه سهل بن تمام قال عنه الحافظ صدوق يخطئ ، وفيه عمران بن داور. قال ابن الجنيد قلت ليحيى بن معين عمران بن داور ثبت ؟ قال : لا. قلت : ماحاله ؟ قال : ضعيف الحديث.

7837 - (د) أبو إسحاق ، [عمرو بن عبد الله السبيعي]- رحمه الله - قال : قال عليّ - ونظر إلى ابنه الحسن - فقال : «إن ابني هذا سيِّد ، كما سمَّاه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وسيخرج من صُلْبهِ رجل يسمى باسم نبيِّكم ، يُشْبِهُهُ في الخُلُق ، ولا يُشْبِهه في الخَلْقِ ... ثم ذكر قصة ، يملأ الأرض عَدْلاً» أخرجه أبو داود ، ولم يذكر القصة (1) .
__________
(1) رقم (4290) في المهدي ، وإسناده ضعيف ، ولكن لأكثره شواهد تقدمت في الأحاديث التي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أبو داود (4290) قال حدثت عن هارون بن المغيرة ، قال : ثنا عمرو بن أبي قيس ، عن شعيب بن خالد ، عن أبي إسحاق ، فذكره.

الفصل الثاني : في الدَّجال
7838 - (م د ت) عامر بن شُراحيل الشعبي - رحمه الله - «أنه سأل فاطمةَ بنتَ قيس أُخْتَ الضحاك بن قيس - وكانت من المهاجرات الأُوَل – فقال : حدِّثيني حديثاً سمعتيه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، لا تُسنِديه إلى أحد غيرِه ، فقالت : لئن شئتَ لأَفْعَلَنَّ ، فقال : أجل حدِّثيني ، فقالت : نكحتُ ابن المغيرةَ وهو من خيار شباب قريش يومئذ ، فأُصيب في أول الجهاد مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فلما تأيَّمتُ خطبني عبد الرحمن بن عوف في نَفَر من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم- ، وخطبني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على مولاهُ أُسامةَ بن زيد ، وكنتُ -[333]- قد حُدِّثْتُ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : من أحَبَّني فليُحِبَّ أُسامةَ ، فلما كلَّمني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قلتُ : أمري بيدكَ فأنْكحْني مَنْ شئتَ ، فقال : انتقلي إلى أُم شريك - وأمُّ شريك امرأة غنيَّة من الأنصار ، عظيمة النفقة في سبيل الله ، ينزل عليها الضِّيفان - فقلتُ : سأفعلُ ، قال : لا تفعلي ، إِنَّ أمَّ شريك كثيرةُ الضيفان ، فإني أُكره أن يسقط عنكِ خمارُك ، أو ينكشف الثوبُ عن ساقَيكِ ، فيرى القومُ منكِ بعضَ ما تكرهين ، ولكن انتقلي إلى ابن عمِّكِ عبد الله بن عمرو بن أُمّ مكتوم ، وهو رجل من بني فِهْر - فهر قريش - وهو من البطن الذي هي منه ، فانتقلتُ إليه ، فلما انقضتْ عدَّتي سمعتُ نداء المنادي - منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ينادي : الصلاةَ جامعة ، فخرجتُ إلى المسجد ، فصلّيتُ مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فكنتُ في النساء التي تَلي ظهورَ القوم ، فلما قضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صلاته ، جلس على المنبر وهو يضحك ، فقال : ليلزم كلُّ إنسان مُصَلاه ، ثم قال : أتدرون لِمَ جَمَعْتُكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : إني واللهِ ما جَمَعْتكم لِرَغْبَة ، ولا لِرَهبَة ، ولكن جمعتُكم لأن تَميماً الداريَّ كان رجلاً نصرانياً ، فجاء فبايَعَ وأسلم ، وحدَّثني حديثاً وافَقَ الذي كنتُ أُحدِّثكم عن المسيح الدجال ، حدَّثني أنه ركب في سفينة بَحرَّية مع ثلاثينَ رَجُلاً من لَخْم وجُذام ، فلعب بهم الموج شهراً في البحر ، ثم أرْفَؤُوا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس ، فجلسوا في -[334]- أقْرُبِ السفينة ، فدخلوا الجزيرةَ ، فَلِقِيتْهم دابةٌ أهْلَبُ ، كثيرُ الشعر ، لا يدرون ما قُبُله من دُبُرِه ، فقالوا : ويْلَكِ ، ما أنتِ ؟ قالت : أنا الجسَّاسَّةُ ، قالوا : وما الجسَّاسَّةُ ؟ قالت : أيُّها القوم ، انطلقوا إلى هذا الرجل الذي في الدَّيْر ، فإنه إلى خبركم بالأشواق ، قال : لما سَمّت لنا رجلاً ، فَرِقنا منها أن تكون شيطانة ، قال : فانطلقنا سِراعاً حتى دخلنا الدَّيْر ، فإذا فيه أعظمُ إنسان رأيناه قَطُّ خَلْقاً ، وأشَدهُ وَثاقاً ، مجموعة يداه إلى عنقه ، ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد ، قلنا : ويلك ما أنت ؟ قال : قد قدرتم على خبري ، فأخبروني : ما أنتم ؟ قالوا : نحن أُناس من العرب ، ركبنا في سفينة بحرية ، فصادفنا البحر حين اغْتلَم ، فلعب بنا الموجُ شهراً ، ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه ، فجلسنا في أقْرُبها فدخلنا الجزيرة ، فلقيتنا دابةٌ أهْلَبُ ، كثيرُ الشعر ، لا ندري ما قُبله من دُبُره ، من كثرة الشَّعَر ، فقلنا : ويلكِ ما أنتِ ؟ فقالت : أنا الجساسةُ ، قلنا : وما الجساسةُ ؟ قالت : اعمِدُوا إلى هذا الرجل الذي في الدَّيْر ، فإنه إلى خَبَرِكم بالأشواق ، فأقبلنا إليك سِرَاعاً ، وفَزِعنا منها ، ولم نَأْمَنْ أن تكونَ شيطانة ، فقال : أخبروني عن نخل بَيْسان ، قلنا : عن أيِّ شأنها تستخبر ؟ قال : أسألكم عن نخلها هل يُثْمر ؟ قلنا له : نعم ، قال : أما إنَّه يوشك أن لا تثمر ، قال : أخبروني عن بُحيرة الطَّبريِةِ ، قلنا : عن أَيِّ شأنها تستخبر ؟ قال : هل فيها ماء ؟ قالوا : هي كثيرة الماء ، قال : أما إنَّ ماءها يوشك أن يذهب ، -[335]- قال : أخبروني عن عين زُغَر ، قالوا : عن أيِّ شأنها تستخبر ؟ قال : هل في العين ماء ، وهل يزرع أهلُها بماءِ العين ؟ قلنا له : نعم ، هي كثيرةُ الماء ، وأهلُها يزرعون من مائها ، قال : أخبروني عن نبيِّ الأُمِّيين ، ما فَعَل ؟ قالوا : [قد] خرج من مكة ، ونزل يَثْرِبَ ، قال : أقاتَلَهُ العرب ؟ قلنا : نعم ، قال : كيف صنع بهم ؟ فأخبرناه أنه قد ظَهَرَ على من يليه من العرب ، وأطاعوه ، قال لهم : قد كان ذلك ؟ قلنا : نعم ، قال : أما إنَّ ذاك خَيْر لهم أن يطيعوه ، وإني مُخْبركم عني ، أنا المسيح ، وإني أوشك أن يُؤذَنَ لي في الخروجِ ، فأخرجَ فأسير في الأرض ، فلا أَدَعُ قرية إلا هبطتُها في أربعينَ ليلة ، غيرَ مكةَ وطيبةَ ، فهما محرَّمتان عليَّ كلتاهما ، كلما أردتُ أن أدْخلَ واحدة ، أو واحداً منهما ، استقبلني مَلَك بيده السيفُ صَلْتاً يَصُدُّني عنها ، وإِنَّ على كل نَقْب منها ملائكة يحرسونها ، قالت : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : وطعن بِمخْصرته في المنبر : هذه طيبة ، هذه طيبة - يعني المدينة - ألا هل كنتُ حدَّثتكم عن ذلك ؟ فقال الناس : نعم ، قال : فإنه أعجبني حديث تميم : أنَّه وافق الذي كنتُ أُحدِّثكم عنه وعن المدينة ومكةَ ، ألا إِنَّه في بحر الشام أو بحر اليمن ، لا بل من قِبَل المشرق ، ما هو ؟ من قبل المشرق ، ما هو ؟ - وأومأ بيده إلى المشرق – قالت : فحفظتُ هذا من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» .
وفي رواية طرف من ذكر الطلاق ، ثم قالت : «فنودي في الناس : -[336]- إنَّ الصلاة جامعة ، قالت : فانطلقت فيمن انطلق من الناس ، قالت : فكنتُ في الصف المقدَّم من النساء ، وهو يلي المؤخَّرَ من الرجال ، قالت : فسمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- وهو على المنبر يخطُبُ ، فقال : إن بني عَمٍّ لتميم الداريِّ ركبوا في البحر ... وساق الحديث ، وفيه : قالت : فكأنما أنظر إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وأهوى بمخصرته إلى الأرض ، وقال : هذه طيبة - يعني المدينةَ» .
وفي رواية قالت : «قَدِمَ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- تميم الداريُّ ، فأخبر رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- : أنَّهُ ركب البحر ، فتاهَتْ به سفينته ، فسقط إلى جزيرة ، فخرج إليها يلتمس الماء ، فلقي إنساناً يَجُرُّ شعره ... واقتص الحديث ، وفيه : ثم قال : أما إِنَّه لو قد أُذن لي في الخروج قد وطئتُ البلادَ كلَّها غيرَ طيبةَ ، فأخرجه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- إلى الناس فحدَّثهم ، وقال : هذه طَيبة ، وذاك الدجال» .
وفي أخرى «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قعدَ على المنبر ، فقال : أيُّها الناس ، حدَّثني تميم الداريُّ : أن أُناساً من قومه كانوا في البحر في سفينة لهم ، فانكسرت بهم ، فركب بعضهم على لوح من ألواح السفينة ، فخرجوا إِلى جزيرة في البحر ... وساق الحديث» أخرجه مسلم .
وفي رواية أبي داود : قالت : سمعتُ منادي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ينادي : إن الصلاةَ جامعة ... وساق الحديث ، نحو مسلم إلى قوله : «مجموعة يداه إلى -[337]- عنقه ، ثم قال ... فذكر الحديث ، وسأَلهم عن نَخل بَيْسان ، وعن عيون زُغَر ، وعن النبيِّ الأُمِّي ، قال : إني أَنا المسيح ، وإنَّه يوشك أن يؤذَنَ لي في الخروج ، قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : وإنَّه في بحر الشام ، أو بحر اليمن ، لا ، بل من قبل المشرق [ما هو] (1) ؟ - مرتين - وقالتْ : حَفِظْتُ هذا من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ... وساق الحديث» هذا لفظ أبي داود .
وله في أخرى قال الشعبيُّ : «أخْبرَتني فاطمةُ بنتُ قيس : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- صلَّى الظهر ، ثم صَعِد المنبر ، وكان لا يصعَدُ عليه إلا يوم الجمعة قبلَ يومئذ ...» ثم ذكر هذه القصة . هكذا قال أبو داود .
وله في أخرى «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أخَّرَ العشاءَ الآخرةَ ذاتَ ليلة ، ثم خرج ، فقال : إنه حَبَسني حديث كان يُحدِّثُنيه تميم الداريُّ عن رجل كان في جزيرة من جزائر البحر ، فإذا بامرأة تجُرُّ شعرها ، فقال : ما أنتِ ؟ قالت : أنا الجسَّاسَةُ ، اذهب إلى هذا القصر ، فأتيته ، فإذا رجل يجرُّ شعره ، مسلسلٌ في الأغلال ، ينْزُو فيما بين السماء والأرض ، فقلتُ : مَنْ أنتَ ؟ قال : أنا الدجال ، خرج نبي الأُمِّيين بعدُ ؟ قلت : نعم ، قال : أطاعوه ، أم عصَوهُ ؟ قلت : بل أطاعوه ، قال : ذلك خير لهم» .
وأخرجه الترمذي ، وهذا لفظه : قالت : «إن نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- صَعِدَ المنبر ، فضحك ، فقال : إن تميماً الداريَّ حدَّثني بحديث ، ففرحت ، -[338]- فأحببتُ أن أحدِّثَكم ، إن ناساً من أهل فِلَسْطين ركبوا سفينة في البحر ، فجالت بهم حتى قذفتهم في جزيرة من جزائر البحر ، فإذا هُمْ بدابَّة لَبَّاسة ، ناشرة شعرها ، فقالوا : ما أنتِ ؟ قالت : أنا الجساسة ، قالوا : فأخبرينا ، قالت : لا أخبركم ولا أستخبركم ، ولكن ائتوا أقصى القرية ، فإنَّ ثَمَّ مَن يخبركم ويستخبركم ، فأتينا أقصى القرية ، فإذا رجلٌ موثَق بسلسلة ، فقال : أخبروني عن عين زُغَرَ ، قلنا : ملأى تَدْفِق ، قال : أخبروني عن نخل بَيسان الذي بين الأردنِّ وفلسطين ، هل أطعَمَ ؟ قلنا : نعم ، قال : أخبروني عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- ، هل بُعث ؟ قلنا : نعم ، قال : أخبروني ، كيف الناس إليه ؟ قلنا : سِراع ، فنزا نَزْوة ، حتى كاد (2) ، قلنا : فما أنت ؟ قال : أنا الدجال ، وإنَّه يدخل الأمصار كلَّها ، إلا طيبةَ ، وطيبةُ : المدينةُ» (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تأيَّمت) المرأة : مات زوجها ، أو فارقها .
(المسيح الدجال) الدَّجال : الكذَّاب ، وهو اسم لهذا الرجل المشار إليه في الشرائع ، وقيل : إنما سمي دجالاً ، لأنه يقطع الأرض ، ويسير في أكثر نواحيها ، يقال : دَجَلَ الرجل : إذا فعل ذلك ، وقيل سمي به لتمويهه على -[339]- الناس وتلبيسه ، يقال : دَجَلَ : إذا لبَّس ومَوَّه ، وقيل : هو مأخوذ من الدَّجل ، وهو طَلْيُ الجرب بالقَطِران وتغطيته به ، فكأن الرجل يغطِّي الحق ويستره ، وإنما سُمي مَسِيحاً ، لأن إحدى عينيه ممسوحة لا يُبْصِر بها ، والأعور يسمى مسيحاً ، وأما تسمية عيسى عليه السلام بالمسيح ، فقيل : لمسح زكريا عليه السلام إياه ، وقيل : لأنه يمسح الأرض ، أي يقطعها ، وقيل : لأنه كان يمسح ذا العاهة فيبرأ ، وقيل : المسيح : الصِّدِّيق .
(أرفأت) السفينة : قرَّبتها إلى الشط وأدنيتها من البر ، وذلك الموضع مرفأ .
(أقْرُب) القارب : سفينة صغيرة تكون إلى جانب السفن البحرية يستعجلون بها حوائجهم من البَرِّ ، وتكون معهم خوفاً من غَرق المركب ، فيلجؤون إليها ، فأما " أقرب " فلعله جمع قارب ، وليس بمعروف في جمع فاعل أفعل ، وقد أشار الحميدي في غريبه إلى إنكار ذلك ، وقال الخطابي : إنه جمع على غير قياس .
(أهْلَب) الهلَب : ما غلُظ من الشعر ، والأهلَب : الغليظ الشعر الخشن .
(الجسَّاسة) : فعَّالة من التجسس ، وهو الفحص عن بواطن الأمور ، وأكثر ما يقال ذلك في الشر . -[340]-
(اغتلام) البحر : اضطراب أمواجه واهتياجه .
(الأُمي) الذي لا يعرف الكتابة ، وكذلك كانت العرب ، وسُمِّي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أُمِّيّاً لذلك ، وكأنه في الأصل منسوب إلى أمه ، أي على حالته التي ولدته أُمُّه عليها .
(صَلْتاً) الصلت : المسلول من غمده ، المهيَّأ للضرب به .
(أنقابها) النَّقب : الطريق في الجبل ، وجمعه : أنقاب ونِقاب .
(المِخصَرَةُ) عَصاً ، أو قضيب ، أو سوط ، كانت تكون بيد الخطيب أو الملِكِ إذا تكلم .
(النَّزْو) الوثوب : نزا ينزو نَزواً ، والنَّزْوة : المرة الوحدة .
__________
(1) و " ما " زائدة ، لا نافية ، والمراد : إثبات أنه في جهة المشرق .
(2) أي أن يتخلص من الوثاق .
(3) رواه مسلم رقم (2942) في الفتن ، باب قصة الجساسة ، وأبو داود رقم (4325) و (4326) و (4327) في الملاحم ، باب في خبر الجساسة ، والترمذي رقم (2254) في الفتن ، باب رقم (66) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (363و 364) قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا مجالد بن سعيد الهمداني. وأحمد (6/373 و 416) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. قال : حدثنا مجالد. وفي (6/374 و 418) قال: حدثنا يونس بن محمد. قال : حدثنا حماد ، يعني ابن سلمة ، عن داود ، يعني ابن أبي هند. وفي (6/411) قال : حدثنا وكيع. قال : حدثنا زكريا. وفي (6/412) قال : حدثنا وكيع ، عن أبي عاصم. وفي (6/412) قال : حدثنا عبد الرحمن. قال : حدثنا سفيان ، عن سلمة ، يعني ابن كهيل. وفي (6/412) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا حماد بن سلمة ، قال : أخبرنا داود. وفي (6/415) قال : حدثنا علي بن عاصم. قال : قال حصين بن عبد الرحمن. وفي (6/415) قال : حدثنا هشيم ، عن مجالد. وفي (6/416) قال : حدثنا هشيم. قال : حدثنا سيار وحصين ومغيرة وأشعث وابن أبي خالد وداود. وحدثناه مجالد وإسماعيل. يعني ابن سالم. وفي (6/416) قال : حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، عن مجالد. وفي (6/416) قال: حدثنا يزيد بن هارون. قال: حدثنا زكريا. وفي (6/416) قال: حدثنا يحيى بن آدم. قال: حدثنا عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، يعني السبيعي. والدارمي (2279) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان ، عن سلمة بن كهيل. وفي (2280) قال: أخبرنا معلى. قال: حدثنا زكريا. ومسلم (4/197) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا هُشَيم. قال: أخبرنا سيَّار وحصين ومغيرة وأشعث ومجالد وإسماعيل بن أبي خالد وداود. (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا هشيم ، عن حصين وداود ومغيرة وإسماعيل وأشعث، وفي (4/198) و (8/205) قال: حدثنا يحيى ابن حبيب. قال: حدثنا خالد بن الحارث الهجيمي. قال: حدثنا قرة. قال: حدثنا سيار أبو الحكم. وفي (4/198) قال: حدثنا محمد بن المثنى ، وابن بشار. قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا سفيان،عن سلمة بن كهيل. (ح) وحدثني إسحاق بن إبراهيم الحنظلي. قال: أخبرنا يحيى بن آدم ، قال: حدثنا عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق. (ح) وحدثناه محمد بن عمرو بن جبلة. قال: حدثنا أبو أحمد. قال: حدثنا عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق. (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة الضبي. قال: حدثنا أبو داود. قال: حدثنا سليمان بن معاذ، عن أبي إسحاق، وفي (8/203) قال: حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث وحجاج بن الشاعر، كلاهما عن عبد الصمد ، واللفظ لعبد الوارث بن عبد الصمد. قال: حدثنا أبي، عن جدي، عن الحسين بن ذكوان. قال: حدثنا ابن بُريدة. وفي (8/206) قال: حدثنا الحسن بن علي الحُلْواني، وأحمد بن عثمان النوفلي. قالا: حدثنا وهب بن جرير. قال: حدثنا أبي. قال: سمعت غيلان بن جرير. (ح) وحدثني أبو بكر بن إسحاق. قال: حدثنا يحيى بن بُكير. قال: حدثنا المغيرة، يعني الحزامي، عن أبي الزناد. وأبو داود (2288) قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان. قال: حدثنا سلمة بن كُهيل. وفي (4326) قال: حدثنا حجاج بن أبي يعقوب، قال: حدثنا عبد الصمد. قال: حدثنا أبي. قال: سمعت حُسينا المعلم. قال: حدثنا عبد الله بن بريدة. وفي (4327) قال: حدثنا محمد بن صُدْران. قال: حدثنا المعتمر. قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن مجالد بن سعيد. وابن ماجة (2024) قال: حدثنا محمد بن رمح. قال: أنبأنا الليث بن سعد، عن إسحاق بن أبي فروة ، عن أبي الزناد، وفي (2036) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا جرير ، عن مغيرة. وفي (4074) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمير. قال: حدثنا أبي. قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن مجالد، والترمذي (1180) قال: حدثنا هناد. قال: حدثنا جرير، عن مغيرة. (ح) وحدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا هُشَيم. قال: أنبأنا حصين وإسماعيل ومجالد. قال هُشَيم: وحدثنا داود أيضا. وفي (2253) قال: حدثنا محمد بن بشار. قال: حدثنا معاذ بن هشام. قال: حدثنا أبي، عن قتادة. والنسائي (6/70) قال: أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن سلام ، قال: حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث. قال: سمعت أبي. قال: حدثنا حسين المعلم. قال: حدثني عبد الله بن بريدة. وفي (6/144) قال: أخبرنا أحمد بن يحيى. قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا سعيد بن يزيد الأحمسي. وفي (6/144) قال: أخبرنا محمد بن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان ، عن سلمة. وفي (6/208) قال: أخبرنا يعقوب بن ماهان بصري، عن هشيم. قال: حدثنا سيار وحصين ومغيرة وداود بن أبي هند، وإسماعيل بن أبي خالد ، وذكر آخرين. وفي (6/209) قال: أخبرني أبو بكر بن إسحاق الصاغاني ، قال: حدثنا أبو الجواب. قال: حدثنا عمار، وهو ابن رزيق، عن أبي إسحاق، وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (12/18024) عن ابن مثنى ، عن حجاج ، وهو ابن منهال، عن حماد، وهو ابن سلمة ، عن داود بن أبي هند. وفي (12/18027) عن محمد بن قدامة ، عن جرير ، عن مغيرة.
جميعهم - مجالد بن سعيد، وداود بن أبي هند، وزكريا ، وأبو عاصم ، وسلمة بن كهيل، وحصين بن عبد الرحمن ، وسيار أبو الحكم ، ومغيرة ، وأشعث، وإسماعيل بن أبي خالد، وإسماعيل بن سالم ، وأبو إسحاق السبيعي، وعبد الله بن بريدة ، وغيلان بن جرير، وأبو الزناد، وقتادة ، وسعيد بن يزيد الأحمسي- عن عامر الشعبي ، فذكره.
(*) الروايات مطولة ومختصرة.
(*) في رواية يحيى بن سعيد. ورواية مجالد عند الحميدي (364) .
قال عامر : فلقيت المحرر بن أبي هريرة فحدثته حديث فاطمة بنت قيس. فقال: أشهد على أبي أنه حدثني كما حدثتك فاطمة غير أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «إنه نحو المشرق» قال: ثم لقيت القاسم بن محمد فذكرت له حديث فاطمة. فقال: أشهد على عائشة أنها حدثتني كما حدثتك فاطمة غير أنها قالت: «الحرمان عليه حرام : مكة والمدينة» .
*) وأخرجه أبو داود (2291) قال: حدثنا نصر بن علي. قال: أخبرني أبو أحمد. قال: حدثنا عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، قال: كنت في المسجد الجامع مع الأسود. فقال: أتت فاطمة بنت قيس عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-. فقال: ما كنا لندع كتاب ربنا وسنة نبينا -صلى الله عليه وسلم- لقول امرأة لا ندري أحفظت أم لا.
(*) رواية حصين بن عبد الرحمن عند أحمد (6/415) مختصرة على قصة السكني والنفقة وفيه : قال عمر بن الخطاب : لا ندع كتاب الله عز وجل وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- لقول امرأة لعلها نسيت.
(*) وفي رواية أبي إسحاق عند مسلم (4/198) قال : كنت جالسا مع الأسود بن يزيد في المسجد الأعظم ومعنا الشعبي ، فحدث الشعبي بحديث فاطمة بنت قيس ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يجعل لها سكنى ولا نفقة. ثم أخذ الأسود كفّا من حصى فحصبه به فقال : ويلك ، تحدث بمثل هذا. قال عمر : لا نترك كتاب الله وسنة نبينا -صلى الله عليه وسلم- لقول امرأة لا ندري لعلها حفظت أو نسيت.
لها السكنى والنفقة قال الله عز وجل : لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة.
* وفي رواية مغيرة عند الترمذي. قال مغيرة : فذكرته لإبراهيم. فقال : قال عمر : لا ندع كتاب الله وسنة نبينا -صلى الله عليه وسلم- لقول امرأة لا ندري أحفظت أم نسيت. وكان عمر يجعل لها السكنى والنفقة.

7839 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول - وهو على المنبر - : «بينما أُناسٌ يسيرون في البحر ، فَنَفِدَ طَعَامُهُم ، فَرُفِعت لهم جزيرة ، فخرجوا يريدون الخبز (1) ، فلقيتهم الجسَّاسةُ ، قلت لأبي سلمة : ما الجساسة ؟ قال : امرأة تَجُر شعر جلدها ورأسها ، قالت : في هذا القصر... فذكر الحديث ، وسأل عن نخل بيسان ، وعن عين زُغَرَ ، قال : هو المسيح ، فقال أبو سلمة (2) : إنَّ في هذا الحديث شيئاً ما حفظته ، قال : شهد جابر أنه ابن صياد ، قلت : فإنه قد مات ، قال : وإن مات ، قلت : -[341]- فقد أسلم ، قال : وإن أسلم ، قلت : فإنه قد دخل المدينةَ ، قال : وإن دخل المدينة» أخرجه أبو داود هكذا (3) .
__________
(1) وفي بعض النسخ : الخبر .
(2) كذا في أصولنا ، وفي أصل خطي جيد من سنن أبي داود في دار الكتب الظاهرية " فقال لي أبو سلمة " وفي نسخ أبي داود المطبوعة : فقال لي ابن أبي سلمة ، فلينظر .
(3) رقم (4328) في الملاحم ، باب في خبر الجساسة ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4328) قال : حدثنا واصل بن عبد الأعلى ، قال : أخبرنا ابن فضيل ، عن الوليد بن عبد الله بن جميع ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، فذكره.

7840 - (م د ت) النواس بن سمعان - رضي الله عنه - قال : «ذكَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الدَّجالَ ذاتَ غَداة ، فخفَّضَ فيه ورَفَّع ، حتى ظنناه في طائفة النخل ، فلما رُحْنَا إليه عَرَفَ ذلك فينا ، فقال : ما شأنكم ؟ قلنا : يا رسول الله ، ذكرتَ الدجال الغداةَ ، فَخَفَّضْتَ فيه ، ورفّعتَ ، حتى ظنناه في طائفة النخل ، فقال : غيرُ الدجال أخوفُني عليكم ، إِن يخرجْ وأنا فيكم فأنا حجيجُه دونَكم ، وإن يخرجْ ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه ، والله خليفتي على كل مسلم ، إنه شابٌّ قَطَط ، عينُه طافئة ، كأني أُشَبِّهه بـ «عبد العُزَى بن قَطَن» ، فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح (سورة الكهف) ، إِنه خارج خَلَّة بين الشام والعراق ، فعاث يميناً ، وعاث شمالاً ، يا عباد الله ، فاثْبُتوا ،
قلنا : يا رسول الله ، وما لَبْثُهُ في الأرض ؟ قال : أربعون يوماً : يوم كسَنة ، ويوم كشهر ، ويوم كجمعة ، وسائر أيامه كأيامكم ، قلنا : يا رسول الله ، فذاك اليوم الذي كسنة : أتكفينا فيه صلاة يوم ؟ قال : لا ، اقدُروا له قَدْره ، قلنا : يا رسول الله ، وما إسراعه في الأرض ؟ قال : كالغيث استدبرَته الريحُ ، فيأتي على القوم ، فيدعوهم فيؤمنون به ، -[342]- ويستجيبون له ، فيأمر السماء فتُمْطِرُ ، والأرضَ فَتُنْبِتُ ، فتروح عليهم سارِحَتهم أطولَ ما كانت دَرّاً (1) ، وأسْبَغُه ضُروعاً ، وأمَدَّه خَواصِر ، ثم يأتي القومَ فيدعوهم ، فيردُّون عليه قوله ، فينصرف عنهم ، فيصبحون مُمْحِلين ، ليس بأيديهم شيء من أموالهم ، ويَمُرُّ بالخَرِبة ، فيقول لها : أخرِجي كنوزك فَتَتْبَعُه كنوزُها كيعاسيب النحل ، ثم يدعو رجلاً ممتلئاً شباباً ، فيضربه بالسيف ، فيقطعه جِزْلَتين ، رَمْيَةَ الغَرَض ، ثم يدعوه فيقبل ، ويتهلل وجهه يضحك ، فبينما هو كذلك ، إذ بعث الله المسيح بن مريم عليه السلام ، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق ، بين مَهْرُودَتين ، واضعاً كَفَّيه على أجنحة ملَكين ، إذا طأطأ رأسه قَطَر ، وإذا رفعه تحدَّر منه جمان كاللؤلؤ ، فلا يحل لكافر يجد ريح نَفَسِه إلا مات ، ونَفَسُه ينتهي حيث ينتهي طَرْفُه ، فيطلبه حتى يدركه بباب لُدٍّ ، فيقتله ، ثم يأتي عيسى [بن مريم] قومٌ قد عصمهم الله منه ، فيمسح عن وجوههم ، ويحدِّثهم بدرجاتهم في الجنة ، فبينما هو كذلك إذ أوحى الله عز وجل إلى عيسى بن مريم : إني قد أخرجت عباداً لي ، لا يَدانِ لأحد بقتالهم ، فَحرِّزْ عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج ، وهم من كل حَدَب يَنْسِلون ، فيمرُّ أوائلهم على بحيرة طَبَرِيَّةَ ، فيشربون ما فيها ، ويمرُّ آخرهم ، فيقولون : لقد كان بهذه مرَّةً ماء ، ويُحْصَرُ نبيُّ الله عيسى عليه السلام ، وأصحابه ، حتى يكون رأسُ الثور لأحدهم خيراً من مائةِ دينار، فيَرغبُ نبي -[343]- الله عيسى عليه السلام وأصحابه ، فيُرسل الله عليهم النَّغَفَ في رقابهم ، فيصبحون فَرْسَى ، كموت نَفْس واحدة ، ثم يهبط نبيُّ الله عيسى عليه السلام وأصحابه إلى الأرض ، فلا يجدون في الأرض موضِعَ شِبْر إلا ملأهُ زَهَمُهم ونَتْنُهم ، فيرغَبُ نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله ، فيرسل الله طيراً كأعناق البُخْتِ ، فتحملهم فتطرحهم حيثما شاء الله ، ثم يرسل الله مطراً لا يَكُنُّ منه بَيْتُ مَدَر ولا وَبَر ، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزَّلَفَة ، ثم يقال للأَرض : أنْبتي ثمرتك ، ورُدِّي بركتك ، فيومئذ تأكل العصابةُ من الرُّمَّانة ، ويستظلُّون بِقِحْفِها ، ويبارَك في الرِّسْلِ ، حتى إن اللقْحةَ من الإبل لتكفي الفئام من الناس ، واللِّقْحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس ، واللقحة من الغنم لتكفي الفَخِذ من الناس ، فبينما هم كذلك ، إذ بعث الله ريحاً طيبة ، فتأخذهم تحت آباطهم ، فتقبض رُوحَ كلِّ مؤمن ومسلم ، ويبقى شرارُ الناس ، يتهارجون فيها تهارُج الحُمُرِ ، فعليهم تقوم الساعة» .
وفي رواية نحوه ، وزاد بعد قوله : «لقد كان بهذه مرة ماء» : «ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمَر - وهو جبل بيت المقدس - فيقولون : لقد قَتَلنا مَنْ في الأرض ، هَلُمَّ فلنقتل مَنْ في السماء ، فيرمون بِنُشَّابهم إلى السماء ، فيردُّ الله عليهم نُشَّابَهم مخضوبة دَماً» أخرجه مسلم .
وأخرجه الترمذي ، وزاد في أوله بعد قوله : «في طائفة النخل» ، قال : «فانصرفنا من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، ثم رُحْنا إليه» ، وقال فيه : «عينه قائمة» -[344]- بدل «طافئة» ولم يقل : «خَلَّة» وقال : «فيأتي القوم فيدعُوَهم ، فيكذِّبونه ويردُّون عليه قولَه ، فينصرف عنهم فتتبعه أموالهم ، ويُصبحون ليس بأيديهم شيء ، ثم يأتي القومَ فيدعوهم فيستجيبون له ويُصَدِّقونه ، فيأمر السماء أن تُمطِر فَتُمْطِر ، ويأمر الأرض أن تُنْبِتَ فَتُنْبِت ، فتروح عليهم سارحتُهم كأطول ما كانت دَرّاً (2) ، وأمَدِّه خَوَاصر ، وأدَرِّه ضُرُوعاً ، ثم يأتي الخَرِبة ، فيقول لها : أخرجي كنوزَكِ ، فينصرف عنها ، فتتبعه كيعاسيب النحل ... وذكر الحديث بنحو ما سبق إلى قوله : لقد كان بهذه مرةً ماء ، وقال : ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل بيت المقدس ، فيقولون : لقد قَتَلنا من في الأرض ، فَهَلُمَّ فلنقتل من في السماء ، فيرمون بنُشَّابهم إلى السماء ، فيردُّ الله عليهم نُشَّابَهم مُحْمَرّاً دَماً ، ويُحاصَر عيسى بنُ مريم وأصحابه حتى يكون رأسُ الثور يومئذ خيراً لهم من مائة دينار لأحدكم اليوم ...» وذكر الحديث ، وقال : «قد ملأتْهُ زَهمَتُهم ونَتْنُهم ودِماؤهم ، قال : فيرغب عيسى إلى الله وأصحابه فيرسل الله عليهم طيراً كأعناقِ البُخْت ، فتحملهم فتطرحهم بالمَهْبَلِ ، ويستوقِدُ المسلمون من قِسِيِّهم ونُشّابهم وجِعابهم سَبْعَ سنين ، ويرسل الله عليهم مطراً لا يَكُنُّ منه بيتُ وبر ولا مدر ، فَيَغْسِل الأرضَ فيتركها كالزَّلَفة ، قال : ثم يقال للأرض : اخرجي ثمرتَك ، وردِّي بركتَكِ ، فيومئذ تأكلُ العصابة الرُّمَّانة ، ويستظلُّون بقِحفِها ، ويبارك في الرِّسْلِ -[345]- حتى إن الفئام من الناس ليكتفون باللِّقحة من الإبل ، وإن القبيلة ليكتفون باللقحة من البقر ، وإن الفخذ ليكتفون باللقحة من الغنم ، فبينما هم كذلك ، إذ بعث الله عليهم ريحاً ، فقبضت روح كل مؤمن ، ويبقى سائر الناس يتهارجون كما يتهارج الحمر ، فعليهم تقوم الساعة» .
وأخرجه أبو داود مُختصراً ، قال : «ذكر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الدجال ، فقال : إِن يخرجْ وأنا فيكم فأنا حجيجُه دونَكم ، وإن يخرجْ ولستُ فيكم ، فامرُؤ حجيج نفسه ، والله خليفتي على كلِّ مسلم ، فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف ، فإنَّها جِوارُكم من فتنته ، قلنا : وما لَبْثُهُ في الأرض ؟ قال : أربعون يوماً ، يوم كسنة ، ويوم كشهر ، ويوم كجمعة ، وسائر أيامه كأيامكم ، فقلنا : يا رسول الله ، هذا اليوم الذي كسنة أيكفينا فيه صلاة يوم وليلة ؟ قال : لا ، اقْدُروا له قدره ، ثم ينزل عيسى عند المنارة البيضاء شرقي دِمشق ، فيدركه عند باب لُدّ ، فيقتله» .
قال أبو داود : وحدثنا عيسى بن محمد ، قال : حدثنا ضمرة عن الشيباني عن عمرو بن عبد الله عن أبي أمامة عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- نحوه (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(طائفة النخل) ناحيته وجانبه ، والطائفة : القطعة من الشيء . -[346]-
(الحجيج) : المحاجج ، وهو المجادل والمخاصم الذي يطلب الحجة ، وهي الدليل .
(القطط) : الشعر الجعد .
(طافئة) الحبة الطافئة من العنب : هي التي قد خرجت عن حدّ نباتِ أخواتها في العنقود ونتأت ، قال الخطابي : مرَّ عليَّ زمان وأنا أعتقد أن معنى قوله : «كأنها عِنَبةٌ طافئة» أنه الحبة من العنب التي تسقط في الماء فيدخلها الماء ، فتنتفخ فتطفو على الماء ، إلى أن وقفت عليه في موضع أنه الحبة التي تخرج عن حَد أخواتها ، والذي وقع له رحمه الله مُناسب . قوله : " إنه خارج خَلة " أي : أنه يخرج قصداً وطريقاً بين الجهتين والتخلُّل : الدخول في الشيء .
(فَعاثَ) العيث : أشد الفساد .
(أقدروا له) أي : قدروا قدر يوم من أيامكم المعهودة ، وصلّوا فيه كل يوم بقدر ساعاته .
(سارحتهم) السارحة : الماشية ، لأنها تسرح إلى المرعى .
(الممحل) : الذي قد أجدبت أرضه وقحطت وغلت أسعاره .
(درّاً) الدَّر : اللبن ، وإنما يكثر بالخصب وكثرة المرعى .
(يعاسيب) جمع يعسوب ، وهو فحل النحل ورئيسها . -[347]-
(جِزلتين) الجزلة بالكسر : القطعة .
(الغَرض) : الهدف الذي يُرمى بالنشاب .
(مهرودتين) رويت هذه اللفظة بالدال والذال ، يقال : إن الثوب إذا صبغ بالورس ثم بالزعفران ، جاء لونه مثل زهرة الحوذانة ، فذلك الثوب مهرود ، وقيل : أراد بالمهرود : الثوب المصبوغ بالهُرْد ، وهو صبْغ أصفر ، قيل : إنه الكُرْكم ، وقيل أراد في شُقتَّين من الهرد ، وهو القطع .
(جُمان) جمع جمانة ، وهي حبة تؤخذ من النقرة ، كاللؤلؤة ، وقد يُطلق على اللؤلؤ مجازاً .
(لا يَدَانِ لأحَدٍ بقتالهم) يقال : مالي بهذا الأمر يدان ، أي : لا أقدر عليه وأنا عاجز عنه ، كما يقال : لا طاقة لي به ، لأن المباشرة والدفاع إنما يكون باليد ، فكأن يديه معدومتان لعجزه عن دفعه .
(فحرِّز) أي : احرز واحفظ واجعلهم في الحرز .
(الحدَب) : الأكمة والمرتفع من الأرض . و «ينسلون» أي يسرعون .
(النغف) : دود يكون في أنوف الإبل والغنم ، واحدها : نَغَفَة .
(فَرْسَى) جمع فريس ، وهو القتيل .
(الزهمة) : الريح المنتنة ، والزَهَم : مصدر زهمَتْ يده من ريح اللحم .
(المدر) : طين قد استحجر ، والمراد به : البيوت المبنِيَّةُ دون الخيام . -[348]-
(الزَّلَفة) المرآة ، وجمعها زُلَف ، وقيل : هي المُضْغَة من الماء ، فمن شبهها بالمرآة : أراد لاستوائها ونظافتها ، ومن شبهها بالمضغة : أراد امتلاءها من الماء ، والأول أشبه لسياق الحديث .
(العصابة) : الجماعة من الناس قبل أن يبلغوا أربعين .
(القِحْفُ) للرأس : معروف . والمراد به في الحديث : قشر الرمّانة .
(رِسْل) الرِّسْل بكسر الراء : اللَّبَنُ .
(لِقحة) اللِّقحة : الناقة التي يكون لها لبن .
(الفئام) : الجماعة من الناس .
(الفخذ) من الناس : دون القبيلة .
(التهارج) : الاختلاف والاختلاط ، وأصله ، القتل .
__________
(1) كذا في الأصول المخطوطة ، والمطبوع : دراً ، من الدر ، وهو اللبن ، وفي نسخ مسلم المطبوعة : ذراً ، جمع ذروة .
(2) في نسخ الترمذي المطبوعة : ذراً ، جمع ذروة .
(3) رواه مسلم رقم (2937) في الفتن ، باب ذكر الدجال وصفته وما معه ، وأبو داود رقم (4321) و (4322) في الملاحم ، باب خروج الدجال ، والترمذي رقم (2241) في الفتن ، باب ما جاء في فتنة الدجال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/181) قال : حدثنا الوليد بن مسلم أبو العباس الدمشقي بمكة إملاء. ومسلم (8/196 و 197 و 198) قال : حدثنا أبو خيثمة زهير بن حرب. قال : حدثنا الوليد بن مسلم. (ح) وحدثني محمد بن مهران الرازي. قال : حدثنا الوليد بن مسلم. (ح) وحدثني علي بن حجر السعدي. قال : حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر والوليد بن مسلم. قال ابن حجر دخل حديث أحدهما في حديث الآخر. وأبو داود (4321) قال : حدثنا صفوان بن صالح الدمشقي المؤذن. قال : حدثنا الوليد. وابن ماجة (4076) قال : حدثنا هشام بن عمار. قال : حدثنا يحيى بن حمزة. والترمذي (2240) قال : حدثنا علي بن حجر. قال : أخبرنا الوليد بن مسلم وعبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر دخل حديث أحدهما في حديث الآخر. والنسائي في عمل اليوم والليلة (947) وفي فضائل القرآن (49) قال : أخبرنا علي بن حجر. قال : حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر والوليد بن مسلم.
ثلاثتهم - الوليد ، وعبد الله بن عبد الرحمن ، ويحيى بن حمزة - عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن يحيى بن جابر الطائي ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي ، عن أبيه ، فذكره.
* وأخرجه ابن ماجة (4075) قال : حدثنا هشام بن عمار. قال : حدثنا يحيى بن حمزة. قال : حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. قال : حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير. قال : حدثني أبي ، فذكره. ليس فيه يحيى بن جابر الطائي.
* الروايات مطولة ومختصرة. وهذا لفظ مسلم (8/197) وزاد علي بن حجر في روايته بعد قوله : لقد كان بهذه مرة ماء «ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر وهو جبل بيت المقدس. فيقولون : لقد قتلنا من في الأرض هلم فلنقتل من في السماء فيرمون بنشابهم إلى السماء فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما» .
(*) ورواية بن ماجه (4076) مختصرة على : «سيوقد المسلمون ، من قسي يأجوج ومأجوج ونشابهم وأترستهم سبع سنين» .

7841 - (خ م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : «حدَّثنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حديثاً طويلاً عن الدجال ، فكان فيما حَدَّثنا به أن قال : يأتي الدجالُ وهو محرَّم عليه أن يدخل نِقاب المدينة ، فينتهي إلى بعض السباخ التي بالمدينة ، فيخرج إِليه يومئذ رجل هُوَ خَيْرُ الناس - أو مِنْ خَير الناس - فيقول : أشهَدُ أنَّكَ الدَّجال الذي حدَّثنا عنكَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- حديثَه ، فيقول الدَّجال : أرأيتم إن قَتَلْتُ هذا ، ثم أحْيَيْتَهُ ، هَلْ تَشُكُّون في الأمر ؟ فيقولون : لا ، فيقتله ، ثم يحييه ، فيقول حين يحييه : واللهِ ما كنتُ قط -[349]- أشدَّ بصيرة مني اليوم ، فيقول الدجال : اقتله ، ولا يُسَلَّط عليه» . أخرجه البخاري ومسلم .
ولمسلم قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «يخرجُ الدجال ، فيتوجَّه قِبَلَه رجُلٌ من المؤمنين ، فتلقاه المَسَالِحُ - مَسَالِحُ الدَّجال - فيقولون له : أين تَعْمِدُ ؟ فقال : أعمِدُ إلى هذا الذي خرج ، قال : فيقولون له : أوَمَا تُؤمِنُ بربِّنا ؟ فيقول : ما بربِّنا خفاء ، فيقولون : اقتلوه ، فيقول بعضهم لبعض : ألَيْسَ نَهاكم ربُّكم أن تقتلوا أحداً دونه ؟ قال : فينطلقون به إِلى الدجال ، فإذا رآه المؤمن قال : يا أيُّها الناس ، هذا الدجال الذي ذكر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : فيأمر الدجال به فَيُشَجّ (1) ، فيقول : خذوه وشُجُّوه ، فيوسَعُ ظَهْرُهُ وبطنه ضرباً ، قال : فيقول : أما تؤمن بي ؟ فيقول : أنت المسيح الكذَّاب ؟ قال : فيؤمَر به ، فيؤشَر بالمنشار مِن مَفْرِقِه حتى يُفَرَّق بين رجليه ، قال : ثم يمشي الدجال بين القطعتين ، قال : ثم يقول له : قم ، فيستوي قائماً ، قال : ثم يقول له : أتؤمن بي ؟ فيقول : ما ازددتُ فيكَ إلا بَصِيرة ؟ قال : ثم يقول : يا أَيها الناس : إنه لا يُفْعَل بعدي بأحَد من الناس ، قال : فيأخذه الدجال ليذبَحه ، فَيُجعَلُ ما بين رقبته إلى تَرقُوَتِهِ نُحَاساً ، فلا يستطيع إليه سبيلا ، قال : فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به ، فيحسب الناس أنما قذفه إلى النار ، وإنما -[350]- أُلْقيَ في الجنة ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : هذا أعظم الناس شهادة عند ربِّ العالمين» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(السباخ) : الأراضي التي لا تُنبتُ المرعى .
(بصيرة) البصيرة : المعرفة واليقين .
(المسالح) جمع مسلحة ، وهم قوم معهم سلاح ، والمَسلحة : كالثغر والمرقَب وهو الذي يكون فيه قوم يَرْقُبُون العدو ، لئلا يهجم عليهم ، ويسمى بالأعجمية : اليَزَك .
(فيؤشر) أشرته بالمنشار ، وشرته : إذا شققته به ، وقد ذكر .
__________
(1) وفي رواية : فيشبح : أي يمد على بطنه .
(2) رواه البخاري 13 / 89 - 91 في الفتن ، باب لا يدخل الدجال المدينة ، وفي فضائل المدينة ، باب لا يدخل الدجال المدينة ، ومسلم رقم (2938) في الفتن ، باب صفة الدجال وتحريم المدينة عليه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/36) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر. والبخاري (3/28) قال : حدثنا يحيى بن بكير ، قال : حدثنا الليث ، عن عقيل. وفي (9/76) قال : حدثنا أبو اليمان ، قال : أخبرنا شعيب. ومسلم (8/199) قال : حدثني عمرو الناقد ، والحسن الحلواني ، وعبد بن حميد ، قال عبد : حدثني ، وقال الآخران : حدثنا يعقوب وهو ابن إبراهيم بن سعد ، قال : حدثنا أبي ، عن صالح. (ح) وحدثني عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ، قال : أخبرنا أبو اليمان ، قال : أخبرنا شعيب. والنسائي وفي الكبرى تحفة الأشراف (4139) عن أبي داود سليمان بن سيف ، عن يعقوب بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن صالح.
أربعتهم - معمر ، وعقيل ، وشعيب ، وصالح - عن ابن شهاب ، قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، فذكره.

7842 - (خ م د) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال ربعي بن حِراش : انطلقتُ أنا وعقبةُ بنُ عمرو إلى حذيفةَ ، فقال عقبةُ : حدِّثني بما سمعتَ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في الدجال ، فقال : سمعتُه يقول : «إنَّ مع الدجال إذا خرج ماء وناراً ، فأما الذي يرى الناس أنه نار : فماء بارد ، وأما الذي يرى الناس أنه ماء : فنار تحرق ، فمن أدرك ذلك منكم فليقع في الذي يرى أنه نار ، فإنَّه ماء عذب بارد ، قال حذيفة : وسمعتُه يقول : إن رَجُلاً -[351]-
مِمَّن كان قبلكم أتاه الملَكُ لِيَقْبِضَ روحه ، فقال : هل عملتَ من خير ؟ قال : ما أعلم ، قيل له : انظر ، قال : ما أعلَمُ شيئاً ، غير أني كنتُ أبايع الناس في الدنيا ، فأُنْظِرُ الموسر ، وأتجاوز عن المعسر ، فأَدخله الله الجنة ، وسمعتُه يقول : إن رجلاً حضره الموت ، فلما يئسَ من الحياة ، أوصى أهله : إذا أنا مِتُّ فاجمعوا لي حَطَباً كثيراً ، جَزْلاً ، ثم أوقِدُوا فيه ناراً ، حتى إذا أكلت لحمي ، وخلصت إِلى عظمي ، وامتُحِشْتُ ، فخذوها فَاطحَنُوهَا ، ثم انظروا يوماً راحاً فاذْرُوه في اليَمِّ ، ففعلوا ، فجمعه الله - عز وجل - إِليه ، فقال : لم فعلتَ ذلك ؟ قال : مِن خِشْيَتِكَ ، قال : فغفر الله له ، فقال عقبةُ : وأنا سمعتُه يقول ذلك ، وكان نباشا» .
وفي رواية عن حذيفة مختصراً : أنه عليه السلام قال في الدجال : «إنَّ معه ماء وناراً ، فناره ماء بارد ، وماؤه نار ، فلا تهلكوا» .
قال أبو مسعود : وأنا سمعتُه من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- أخرجه البخاري ومسلم .
ولمسلم : أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لأنا أعلم بما مع الدجال منه ، معه نهران يجريان ، أحدهما : رأي العين ماء أبيض ، والآخر : رأي العين نار تأجَّجُ ، فإما أدركَنَّ أحَد فليأْتِ النهرَ الذي يراه ناراً ، ولْيُغَمِّضْ ، ثم ليُطَأْطِئ رأسَهُ فليشربْ منه ، فإنه ماء بارد ، وإِن الدجال ممسوح العين ، -[352]- عليها ظَفَرة غليظة ، مكتوب بين عينيه كافر ، يقرؤه كلُّ مؤمن ، كاتب وغير كاتب» .
وفي رواية لمسلم قال : قال كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «الدجال أعورُ العين اليُسْرَى ، جُفال الشَّعَر ، معه جَنَّة ونار ، فناره جَنَّة ، وجنَّتُه نار» هذه الرواية أوردها الحميديُّ في أفراد مسلم ، وهي من جملة روايات الحديث المتفق فأوردناها معها .
وفي رواية أبي داود قال : «اجتمع حذيفةُ ، وأبو مسعود ، فقال حذيفة : لأنا بما مع الدجال أعلم منه ، إنَّ معهُ بحراً من ماء ، ونهراً من نار، فالذي ترون أنه نار ماء ، والذي ترون أنه ماء نار ، فمن أدرك ذلك منكم فأراد الماءَ ، فليشرب من الذي يرى أنَّه نار ، فإنه سيجده ماء» قال أبو مسعود : هكذا سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(إنظار المعسر) : تأخير ما عليه من الدَّين إلى حال يساره .
(جزلاً) الحطب الجزْلُ : القوي الغليظ .
(الامتحاش) الاحتراق ، امتحشت النار العظْم : إذا أَحرقَتْهُ . -[353]-
(راحاً) يوم راح : كثير الريح شديده .
(فاذروه في اليم) أي : فرقوه في البحر وألقوه فيه ، كما يذرى الطعام ، واليمُّ : البحر .
(تأجج) النار : اتَّقادها .
(ظَفَرَة) الظفرة : بالتحريك جُلَيدة تغشى العين ناتئة من الجانب الذي يلي الأنف على بياض العين إلى سوادها .
(شعر جفال) : كثير ملتفٌّ .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 87 في الفتن ، باب ذكر الدجال ، وفي الأنبياء ، باب ما ذكر عن بني إسرائيل ، ومسلم رقم (2934) و (2935) في الفتن ، باب ذكر الدجال وصفته وما معه ، وأبو داود رقم (4315) في الملاحم ، باب خروج الدجال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (5/395) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا أبو عوانة. وفي (5/399) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. والبخاري (4/205) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا أبو عوانة. وفي (9/75) قال : حدثنا عبدان ، قال : أخبرني أبي عن شعبة. ومسلم (8/195) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. وفي (8/196) قال : حدثنا علي بن حجر ، قال : حدثنا شعيب بن صفوان.
ثلاثتهم - أبو عوانة ، وشعبة ، وشعيب - عن عبد الملك بن عمير.
2- وأخرجه مسلم (8/196) قال : حدثنا علي بن حجر السعدي ، وإسحاق بن إبراهيم ، قال إسحاق : أخبرنا. وقال علي : حدثنا جرير ، عن المغيرة ، عن نعيم بن أبي هند.
كلاهما - عبد الملك ، ونعيم - عنربعي بن حراش ، فذكره.
* أخرجه أبو داود (4315) قال : حدثنا الحسن بن عمرو ، قال : حدثنا جرير ، عن منصور ، عن ربعي ابن حراش. قال : اجتمع حذيفة وأبو مسعود. فقال : حذيفة... فذكر الحديث موقوفا. قال أبو مسعود البدري : هكذا سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول.
محرف في المطبوع من مسند أحمد (5/399) إلى ربعي بن حراش ، عن الطفيل ، عن حذيفة. والصواب حذف عن الطفيل انظر جامع المسانيد والسنن (1/الورقة267) وأطراف المسند (1/الورقة 69) .

7843 - (خ م) المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - قال : «ما سأل أحد رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الدجال أَكثر ممن سألته ، وإنَّه قال لي : ما يضرُّكَ منه ؟ قلتُ : إنَّهم يقولون إنَّ معه جَبَلَ خُبز ، ونهرَ ماء ، قال : هو أهْوَنُ على الله من ذلك» .
وفي رواية : قال لي : «يَا بُنيَّ ، وما يُنْصِبُكَ منه ؟ إِنه لن يضرَّك ، قال : قلتُ : إِنهم يزعمون أنَّ معه أنهارَ الماء ، وجبالَ الخبز ، قال : هو أهونُ على الله من ذلك» .
وفي أخرى : «إنهم يقولون : إنَّ معه جبالَ خبز ولحم ، ونهرَ ماء ، قال : هو أهونُ على الله من ذلك» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
-[354]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ما ينصبك) النّصَب : التعب ، أي ما يتعبك منه .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 80 و 81 في الفتن ، باب ذكر الدجال ، ومسلم رقم (2939) في الفتن ، باب في الدجال وهو أهون على الله عز وجل .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (764) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (4/246) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. وفي (4/248) قال : حدثنا يزيد ، وفي (4/252) قال : حدثنا يحيى. والبخاري (9/74) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى. ومسلم (6/177) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وابن أبي عمر ، قالا : حدثنا يزيد بن هارون. وفي (6/177و 8/200) قال : حدثنا ابو بكر بن أبي شيبة ، وابن نمير ، قالا : حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا سريج بن يونس ، قال : حدثنا هشيم. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا جرير. (ح) وحدثني محمد بن رافع ، قال : حدثنا أبو أسامة وفي (8/200) قال : حدثنا شهاب بن عباد العبدي ، قال : حدثنا إبراهيم بن حميد الرؤاسي. (ح) وحدثنا ابن أبي عمر ، قال : حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا يزيد بن هارون. وابن ماجه (4073) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، وعلي بن محمد ، قالا : حدثنا وكيع.
تسعتهم - سفيان بن عيينة ، وشعبة ، ويزيد ، ويحيى القطان ، ووكيع ، وهشيم ، وجرير ، وأبو أسامة ، وإبراهيم بن حميد - عن إسماعيل بن أبي خالد ، قال : سمعت قيس بن أبي حازم ، فذكره.

7844 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «ألا أُحدِّثكم حديثاً عن الدَّجَّال ما حدَّث به نبيّ قومَه ؟ إنَّه أعورُ ، وإنه يجيءِ بمثال الجنةِ والنار ، فالتي يقول : إنها الجنةُ : هي النار ، وإني أُنذركم به ، كما أَنذر به نوح قومَه» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 264 في الأنبياء ، باب قول الله عز وجل : {ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه} ، ومسلم رقم (2936) في الفتن ، باب ذكر الدجال وصفة ما معه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (4/163) قال : حدثنا أبو نعيم. ومسلم (8/196) قال : حدثني محمد بن رافع. قال : حدثنا حسين بن محمد.
كلاهما - أبو نعيم ، وحسين بن محمد - قالا : حدثنا شيبان ، عن يحيى ، عن أبي سلمة ، فذكره.

7845 - (م ت) أبو الزبير - رحمه الله - سمع جابرَ بن عبد الله - رضي الله عنه - يقول : أَخْبَرَتْني أم شَريك : أنها سَمِعَتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «لَيَفِرّنَّ الناسُ من الدَّجَّالِ في الجبال» .
قالت أم شريك : قلت : يا رسول الله ، فأيْن العرب يومئذ ؟ قال : «هم قليل» أخرجه مسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2945) في الفتن ، باب في بقية أحاديث الدجال ، والترمذي رقم (3926) في المناقب ، باب فضل العرب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/462) قال : حدثنا روح. ومسلم (8/207) قال : حدثنا هارون بن عبد الله. قال : حدثنا حجاج بن محمد. (ح) وحدثناه محمد بن بشار وعبد بن حميد. قالا : حدثنا أبو عاصم. والترمذي (3930) قال : حدثنا محمد بن يحيى الأزدي. قال : حدثنا حجاج بن محمد.
ثلاثتهم - روح ، وحجاج ، وأبو عاصم - عن ابن جريج. قال : أخبرني أبو الزبير.أنه سمع جابر بن عبد الله ، فذكره.

7846 - (د) عمران بن حصين - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «مَنْ سَمِعَ بالدَّجَّال ، فَلْيَنْأَ منه (1) ، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يَحْسِبُ أنه مؤمن ، فيتبعُه ، مما يَبْعَثُ به من الشبهات ، أو لما يَبعث به من -[355]- الشبهات» أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) وفي نسخ أبي داود المطبوعة : عنه .
(2) رقم (4319) في الملاحم ، باب خروج الدجال ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/438) قال : حدثنا صفوان بن عيسى. ومسلم (8/48) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، قال : حدثنا عثمان بن عمر.
كلاهما - صفوان ، وعثمان - عن عزرة بن ثابت ، عن يحيى بن عقيل ، عن يحيى بن يعمر ، عن أبي الأسود الدئلي ، فذكره.

7847 - (م) حميد بن هلال - رضي الله عنه - عن رهط - منهم أبو الدهماء وأبو قتادة - قالوا : «كُنَّا نَمرّ على هشام بن عامر ، نأتِي عمرانَ بنَ حصين ، فقال ذات يوم : إنَّكم لتجاوزونني إلى رجال ما كانوا بأحْضَرَ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- مِنِّي ، ولا أعْلَمَ بحديثه مني ، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : ما بين خَلْقِ آدم إلى قيام الساعة : خلق أكْبَرُ من الدَّجَّال» وفي رواية : «أمر أكبر من الدجال» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2946) في الفتن ، باب في بقية من أحاديث الدجال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/19) قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن أيوب. وفي (4/20) قال : حدثنا حسين بن محمد. قال : حدثنا سليمان بن المغيرة.
كلاهما - أيوب ، وسليمان - عن حميد بن هلال ، فذكره.
* وأخرجه أحمد (4/19) قال : حدثنا إسماعيل. قال : أخبرنا أيوب ، عن حميد بن هلال ، عن بعض أشياخهم. قال : قال هشام بن عامر لجيرانه : إنكم لتخطون إلى رجال ما كانوا بأحضر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا أوعى لحديثه مني ، فذكر الحديث.
* وأخرجه أحمد (4/21) قال : حدثنا أحمد بن عبد الملك. قال : حدثنا حماد ، يعني ابن زيد ، عن أيوب. عن حميد بن هلال ، عن أبي الدهماء ، عن هشام بن عامر. قال : إنكم لتجاوزون إلى رهط من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ما كانوا أحصى ولا أحفظ لحديثه مني ، فذكر الحديث.
* وأخرجه مسلم (8/207) قال : حدثني زهير بن حرب. قال : حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي. قال: حدثنا عبد العزيز ، يعني ابن المختار. قال : حدثنا أيوب ، عن حميد بن هلال ، عن رهط منهم أبو الدهماء وأبو قتادة. قالوا : كنا نمر على هشام بن عامر نأتي عمران بن حصين فقال ذات يوم إنكم لتجاوزوني إلى رجال ما كانوا بأحضر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- مني ولا أعلم بحديثه. مني ، فذكر الحديث.
* وأخرجه مسلم (8/207) قال : حدثني محمد بن حاتم. قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي. قال : حدثنا عبيد الله بن عمرو ، عن أيوب ، عن حميد بن هلال ، عن ثلاثة رهط من قومه فيهم أبو قتادة. قالوا: كنا نمر على هشام بن عامر إلى عمران بن حصين... بمثل حديث عبد العزيز بن مختار.

7848 - (خ م د ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ذكر الدجال بين ظَهْرَاني الناس ، فقال : «إن الله ليس بأعورَ ، ألا إنَّ المسيح الدَّجَّال أعْوَرُ العين اليمنى ، كأنَّ عينه عِنَبة طافئة» أخرجه مسلم .
وفي رواية الترمذي : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- سُئل عن الدجال ؟ فقال : ألا إنَّ ربكم ليس بأعورَ، ألا وإنَّه أعورُ ، عَيْنُه اليمنى كأنها عنبة طافئة» .
وفي رواية البخاري : «أن المسيح ذُكِرَ بين ظهرانَي الناس ، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : إنَّ الله ليس بأعورَ ، ألا إنَّ المسيح الدجال أعورُ عين اليمنى ، كأَنَّها عنبة طافئة» . -[356]-
وفي أخرى له ولمسلم : أن النبَّي - صلى الله عليه وسلم- ذكر الدجال فقال : إنَّه أعورُ عين اليمنى ، كأنَّها عنبة طائفة .
وفي رواية أبي داود قال : «قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في الناس ، فأثنى على الله بما هو أهله ... فذكر الدجال ، فقال : إني لأُنْذِرُكموه ، وما من نبي إلا وقد أنذره قومَه ، ولقد أنذره نوح قومَه ، ولكني سأقول لكم فيه قولاً لم يقله نبي لقومه ، تعلمون أنَّه أعورُ ، وأنَّ الله ليس بأعورَ» .
وفي أخرى للترمذي : قال : «قام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في الناس ، فأثنى على الله بما هو أهله ... ثم ذكر الدجال ، فقال : إني لأنذركموه ، وما من نبي إلا وقد أنذر قومه ، لقد أنذره نوح قومه ، ولكني سأقول فيه قولاً لم يقله نبي لقومه : تعلمون أنَّه أعورُ ، وأنَّ الله ليس بأعور» .
قال الزهري : فأخبرني عمر بن ثابت الأنصاري : أنه أخبره بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال يومئذ للناس وهو يحذِّرهم فتنته : تعلمون أنَّه ليس يرى أحد منكم ربَّه حتى يموتَ ، وأنَّه مكتوب بين عينيه : كافر ، يقرؤه كلُّ من كَرِهَ عملَه» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 82 - 86 في الفتن ، باب ذكر الدجال ، وفي الأنبياء ، باب قول الله تعالى : {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها} ، وفي اللباس ، باب الجعد ، وفي التعبير ، -[357]- باب رؤيا الليل ، وباب الطواف بالكعبة في المنام ، ومسلم رقم (169) في الإيمان ، باب ذكر المسيح بن مريم والمسيح الدجال ، وفي الفتن ، باب ذكر الدجال ، وأبو داود رقم (4757) في السنة ، باب خروج الدجال ، والترمذي رقم (2236) و (2242) في الفتن ، باب ما جاء في علامة الدجال ، وباب ما جاء في صفة الدجال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/27) (4804) و (2/33) (4879) قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا محمد بن إسحاق. وفي (2/37) (4948) قال : حدثنا حماد ، قال : عبيد الله أخبرنا. (ح) ومحمد بن بشر ، قال : حدثنا عبيد الله. وفي (2/124) (6070) قال : حدثنا يونس ، قال : حدثنا حماد ، يعني ابن سلمة ، عن أيوب ، وعبيد الله. وفي (2/131) (6144) قال : حدثنا يعقوب ، قال : حدثنا أبي ، عن صالح. والبخاري (4/202) قال : حدثنا إبراهيم بن المنذر ، قال : حدثنا أبو ضمرة ، قال : حدثنا موسى. وفي (9/74) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا وهيب ، قال : حدثنا أيوب. وفي (9/148) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا جويرية. ومسلم (1/107) قال : حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي ، قال : حدثنا أنس يعني ابن عياض ، عن موسى وهو ابن عقبة. وفي (8/194) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا أبو أسامة ، ومحمد بن بشر ، قالا : حدثنا عبيد الله. (ح) وحدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا محمد بن بشر ، قال : حدثنا عبيد الله. وفي (8/195) قال : حدثني أبو الربيع ، وأبو كامل ، قالا : حدثنا حماد وهو ابن زيد ، عن أيوب. (ح) وحدثنا محمد بن عباد ، قال : حدثنا حاتم يعني ابن إسماعيل ، عن موسى بن عقبة. والترمذي (2241) قال : حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ، قال : حدثنا المعتمر بن سليمان ، عن عبيد الله بن عمر.
ستتهم - محمد بن إسحاق ، وعبيد الله ، وأيوب ، وصالح ، وموسى بن عقبة ، وجويرية - عن نافع ، فذكره.

7849 - (خ م ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «ما من نبي إلا وقد أنذر أُمَّته الأعورَ الكذَّابَ ، ألا إنه أعورُ ، وإنَّ ربَّكم عز وجل ليس بأعورَ ، مكتوب بين عينيه (ك ف ر)» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود .
وفي رواية لمسلم : أن نَبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «الدجال مكتوب بين عينيه (ك ف ر) أي كافر» .
وفي أخرى قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «الدجال ممسوح العين ، مكتوب بين عينيه (كافر) ، ثم تهجَّاها (ك ف ر) يقرؤه كل مسلم» .
وفي رواية لأبي داود «بين عينيه كافر» .
وفي أخرى «يقرؤه كل مسلم» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 88 وفي الفتن ، باب ذكر الدجال ، في التوحيد ، باب قول الله عز وجل : {ولتصنع على عيني} ، ومسلم رقم (2923) في الفتن ، باب ذكر الدجال وصفة ما معه ، وأبو داود رقم (4316) و (4317) و (4318) في الملاحم ، باب خروج الدجال ، والترمذي رقم (2246) في الفتن ، باب رقم (4) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/103) قال : حدثنا عمرو بن الهيثم. وفي (3/173و 276) قال : حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/173) قال : حدثنا حجاج. وفي (3/290) قال : حدثنا بهز والبخاري (9/75) قال : حدثنا سليمان بن حرب. وفي (9/148) قال : حدثنا حفص بن عمر. ومسلم (8/195) قال : حدثنا محمد بن المثنى ، ومحمد بن بشار ، قالا : حدثنا محمد بن جعفر. وأبو داود (4316) قال : حدثنا أبو الوليد الطيالسي. وفي (4317) قال : حدثنا محمد بن المثنى ، عن محمد بن جعفر. والترمذي (2245) قال : حدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا محمد بن جعفر.
سبعتهم - عمرو ، وابن جعفر ، وحجاج ، وبهز ، وسليمان ، وحفص ، وأبو الوليد - عن شعبة.
2- وأخرجه أحمد (3/206 و233) قال : حدثنا عبد الوهاب. وفي (3/207) قال : حدثنا روح قالا: عبد الوهاب ، وروح : حدثنا سعيد بن أبي عروبة.
3- وأخرجه أحمد (3/229) قال : حدثنا يونس ، قال : حدثنا شيبان.
4- وأخرجه مسلم (8/195) قال : حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار ، قالا : حدثنا معاذ بن هشام ، قال: حدثني أبي.
أربعتهم - شعبة ، وسعيد ، وشيبان ، وهشام - عن قتادة ، فذكره.

7850 - (د) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله -[358]- صلى الله عليه وسلم- قال : «إني حدَّثْتُكُم عن الدجال ، حتى خشيتُ أن لا تعقلوا ، إن المسيحَ الدجالَ قصير أفْحَجُ ، جَعْد أَعْوَرُ ، مطموسُ العين ، ليست بناتِئة ، ولا جَحْراءَ ، فإن التبِسَ عليكم ، فاعلموا أنَّ رَّبكم ليس بأعورَ» . أخرجه أبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الفحج) : تباعد ما بين الفخذين ، والرجل أفحج .
(عين جحراء) أي : غائرة مختفية ، كأنها قد انجحرت ، أي : دخلت في جحر ، وهو الثقب ، قال الهروي : وأقرأنيه الأزهري جَخْراء - بالجيم والخاء المعجمة - وأنكره بالحاء المهملة ، قال : معناه : الضيقة فيها رَمَص وغَمَص .
__________
(1) رقم (4320) في الملاحم ، باب خروج الدجال ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/324) قال : حدثنا حيوة بن شريح ، ويزيد بن عبد ربه. وأبو داود (4320) قال : حدثنا حيوة بن شريح. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (5078) عن إسحاق بن إبراهيم.
ثلاثتهم - حيوة ، ويزيد ، وإسحاق - عن بقية بن الوليد ، قال : حدثني بحير بن سعد ، عن خالد بن معدان ، عن عمرو بن الأسود ، عن جنادة بن أبي أمية ، فذكره.

7851 - (د ت) أبو عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه - قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «إنه لم يكن نبيّ بعد نوح إلا وقد أنذر قومَه الدجال ، وإني أنذركموه ، فوصفه لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : لعله سَيُدرِكُه بَعْضُ مَنْ رَآني ، وسَمِعَ كلامي ، قالوا : يا رسول الله، فكيف قلوبنا يومئذ ؟ قال : مثلها - يعني اليومَ - أو خير» أخرجه أبو داود والترمذي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4756) في السنة ، باب في الدجال ، والترمذي رقم (2235) في الفتن ، باب ما جاء في الدجال ، وإسناده ضعيف ، ولكن لأكثره شواهد بمعناه يقوى بها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف :
1- أخرجه أحمد (1/195) (1692) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. وفي (1/195) (1693) قال : حدثنا عفان ، وعبد الصمد ، قالا : حدثنا حماد بن سلمة. وأبو داود (4756) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا حماد. والترمذي (2234) قال : حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي ، قال : حدثنا حماد بن سلم.
كلاهما - شعبة ، وحماد - عن خالد الحذاء ، عن عبد الله بن شقيق ، عن عبد الله بن سراقة ، فذكره.

7852 - () أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - : أنه سأل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-[359]- عن الدجال فقال : «هو يومه هذا قد أكل الطعام ، وإني أعْهدُ إليكم فيه عهداً لم يعهده نبي إلى أُمَّته ، إِنَّ عينه اليمنى ممسوحة جاحظة ، لا حدقةَ لها ، كأنها نُخاعة في حائط ، وعينه اليسرى ، كأنها كوكب دُرِّيٌّ ، ومعه مِثلُ الجنة والنار ، فناره جَنَّة ، وماؤه نار ، ألا وبين يديه رجلان يُنْذِرَان أهلَ القرى ، فإذا خرجا من القرية دخلها أول أصحاب الدجال» أخرجه ... (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الجاحظة) : الناتئة العظيمة .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، ولأكثره شواهد بمعناه في " الصحيحين " وغيرهما .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه رزين.

7853 - () جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال في حجة الوداع : «استنصِتِ الناسَ ، فَحمِد الله ، وأثنى عليه ، ثم ذكر المسيح الدجال ، فأطنَبَ في ذِكْره ، وقال : ما بعثَ الله من نبيّ إلا أنذره أُمته ، أنذره نوح أمتَه ، والنبيُّون من بعده ، وإنَّه يخرجُ فيكم ، فما خَفيَ عليكم من شأنه ، فليس يخفى عليكم ، إنَّ ربكم ليس يخفى عليكم - ثلاثاً - إنَّ ربكم ليس بأعورَ ، وإنَّه أعورُ عين اليمنى ، كأن عينه عنبة طافئة» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه رزين.

7854 - () عبد الله بن مسعود قال : ذُكِرَ الدجالُ عندَ رسولِ الله -[360]- صلى الله عليه وسلم- فقال : «إنَّ الله لا يخفى عليكم ، إنَّ الله ليس بأعورَ، وأشار بيده إلى عينيه» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وهو بمعنى الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه رزين.

7855 - (ت) مجمع بن جارية (1) الأنصاري - رضي الله عنه - قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «يَقتُل ابنُ مريم الدَّجالَ بباب لُدّ» أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) في المطبوع : مجمع بن حارثة ، وهو خطأ .
(2) رقم (2245) في الفتن ، باب ما جاء في قتل عيسى بن مريم الدجال ، وقال الترمذي : هذا حديث صحيح ، قال : وفي الباب عن عمران بن حصين ، ونافع بن عتبة ، وأبي برزة ، وحذيفة بن أسيد ، وأبي هريرة ، وكيسان ، وعثمان بن أبي العاص ، وجابر ، وأبي أمامة ، وابن مسعود ، وعبد الله بن عمرو ، وسمرة بن جندب ، والنواس بن سمعان ، وعمرو بن عوف ، وحذيفة بن اليمان .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (828) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (3/420) قال : حدثنا هاشم بن القاسم ، قال : حدثنا ليث ، يعني ابن سعد. وفي (3/420) قال : حدثنا محمد بن مصعب ، قال : حدثنا الأوزاعي. والترمذي (2244) قال : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا الليث.
ثلاثتهم -سفيان ، والليث والأوزاعي - عن ابن شهاب الزهري ، قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن ثعلبة ، أنه سمع عبد الرحمن بن يزيد بن جارية ، فذكره.
(*) في رواية الليث عند أحمد ، والأوزاعي : عبد الله بن ثعلبة.
* وأخرجه أحمد (3/420) قال : حدثنا سفيان بن عيينة. وأحمد (3/420 و 4/226 و 390) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر.
كلاهما - سفيان ، ومعمر - عن الزهري ، عن عبد الله بن عبيد الله بن ثعلبة ، عن عبد الله بن يزيد. قال : سمعت مجمع بن جارية ، فذكره.
* في رواية أحمد (4/226) (390) عبد الله بن زيد الأنصاري.
* وفي رواية أحمد (3/226) عبيد الله بن عبد الله بن ثعلبة الأنصاري.
قال الترمذي : هذا حديث صحيح ، قال : وفي الباب عن عمران بن حصين ، ونافع بن عتبة ، وأبي برزة، وحذيفة بن أسيد ، وأبي هريرة ، وكيسان ، وعثمان بن أبي العاص ، وجابر ، وأبي أمامة ، وابن مسعود ، وعبد الله بن عمرو ، وسمرة بن جندب ، والنواس بن سمعان ، وعمرو بن عوف ، وحذيفة بن اليمان.

7856 - (ت) أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - قال : حدَّثنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «الدجالُ يخرج من أرض بالمشرق ، يقال لها : خراسان يتَّبعُه أقوام كأن وجوهَهم المِجانُّ المطْرَقةُ» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(المجان المطرقة) المجان جمع مجنَّة - وهو الترس ، والمُطْرَقة - التي ضوعف عليها العَقبُ وألبسته شيئاً فوق شيء ، يقال : أطرقْتُ التُّرسَ : إذا فعلت به ذلك ، وطارقت النعل : إذا جعلتها طبَقاً فوق طبق وخصفتها .
__________
(1) رقم (2238) في الفتن ، باب ما جاء من أين يخرج الدجال ، وهو حديث حسن ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، وفي الباب عن أبي هريرة وعائشة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/4) (12) و (1/7) (33) وعبد بن حميد (4) وابن ماجة (4072) قال : حدثنا نصر بن علي الجهضمي ، ومحمد بن بشار ، ومحمد بن المثنى. والترمذي (2237) قال : حدثنا محمد بن بشار ، وأحمد بن منيع.
ستتهم - أحمد بن حنبل ، وعبد بن حميد ، ونصر بن علي ، ومحمد بن بشار ، ومحمد بن المثنى ، وأحمد بن منيع - قالوا : حدثنا روح وهو ابن عبادة ، قال : حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن أبي التياح ، عن المغيرة بن سبيع ، عن عمرو بن حريث ، فذكره.
قلت : في سنده سعيد بن أبي عروبة وهو كثير التدليس وقد عنعن ، وأيضا قد اختلط وقد أورده ابن الكيال في الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات.

7857 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : -[361]- «يتبع الدجال من يهودِ أصفهان (1) سبعون ألفاً عليهم الطَّيالسةُ» أخرجه مسلم (2) .
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة : أصبهان ، بالباء ، وكلاهما صواب ، قال النووي في " شرح مسلم " : وأصبهان ، بفتح الهمزة وكسرها وبالباء وبالفاء .
(2) رقم (2944) في الفتن ، باب في بقية من أحاديث الدجال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم (8/207) قال : حدثنا منصور بن أبي مزاحم ، قال : حدثنا يحيى بن حمزة ، عن الأوزاعي ، عن إسحاق ، فذكره.

7858 - (ت) أبو بكرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «يمكثُ أبو الدجال وأُمُّه ثلاثين عاماً لا يولد لهما ولد ، ثم يولد لهما غُلام أعْوَرُ ، أضرُّ شيء ، وأقلُّه منفعة ، تنام عيناه ، ولا ينام قلبه ، ثم نَعَتَ لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- أبَويْهِ ، فقال : طُوَال ، ضَرْبُ اللحمِ ، كأن أنْفَهُ مِنْقَار ، وأُمُّه امرأة فِرضَاخِيَّة ، طويلة الثَّدْيَيْنِ ، قال أبو بكرة : فسمعنا بمولود قد ولد على هذه الصفة في يهود المدينة ، قال : فذهبتُ أنا والزبيرُ بنُ العوام ، حتى دخلنا على أبويه ، فإذا نَعتُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فيهما ، فقلنا : هل لكما ولد ؟ فقالا : مكثنا ثلاثين عاماً لا يولد لنا ولد ، ثم وُلِدَ لنا غلام أعورُ ، أضرُّ شيء ، وأقله منفعة ، تنام عينه ، ولا ينام قلبه ، فخرجنا مِن عندهما ، فإذا هو مُنْجَدِل في الشمس في قطيفة ، وله هَمْهَمَة ، فكشف عن رأسه ، فقال : ما قلتما ؟ قلنا : وهل سَمِعْتَ ما قلنا ؟ قال : نعم ، تنام عينايَ ، ولا ينام قلبي» أخرجه الترمذي (1) .
-[362]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(طُوَالٌ ضَرْب اللحم) رجل طُوَالٌ ، أي : طويل ، وهو أبلغ من طويل ، ورجل ضرب اللحم خفيفه .
(فِرْضاخية) الفرضاخية : هي الضخمة العظيمة .
(المنجدل) : المستلقي على الأرض ، وهو من الجدالة ، والجدالة : الأرض .
__________
(1) رقم (2949) في الفتن ، باب ما جاء في ذكر ابن صائد ، وفي سنده علي بن زيد بن جدعان ، وهو ضعيف ، ومع ذلك فقد قال الترمذي : حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أحمد (5/40) قال : حدثنا يزيد. وفي (5/49) قال : حدثنا عفان. وفي (5/51) قال : حدثنا مؤمل. والترمذي (2248) قال : حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي.
أربعتهم - يزيد ، وعفان ، ومؤمل ، وعبد الله - عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، فذكره.
تحرف في المطبوع إلى زيد انظر جامع المسانيد والسنن (5/الورقة53) وأطراف المسند (2/الورقة127) .
قلت : في سنده علي بن زيد بن الجدعان وهو ضعيف وذكر ابن كثير أنه منكر الحديث.

الفصل الثالث : في ابن صياد
7859 - (خ م د) محمد بن المنكدر قال : رأيتُ جابرَ بنَ عبد الله - رضي الله عنهما - يحلف بالله : أنَّ ابنَ صيّاد الدجالُ ، قال : قلت : أتَحْلفُ بالله ؟ قال : فإني سمعتُ عمر يحلف بالله على ذلك عندَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فلا يُنْكرهُ . أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ابن صياد) قال الخطابي : قد اختلف الناس في أمر ابن صيَّاد اختلافاً -[363]- شديداً ، وأشكل أمره ، حتى قيل فيه كل قول ، فيقال : كيف بقّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- رجلاً يدَّعي النبوة كاذباً ، وتركه بالمدينة في داره يجاوره ؟ وما معنى ذلك ؟ وما وجه امتحانه إياه بما خبأ له من آية الدخان ؟ وقوله بعد ذلك : «اخسأ ، فلن تعدو قدرك» ؟ قال : والذي عندي ، أن هذه القصة إنما جرت معه أيام مهادنته - صلى الله عليه وسلم- اليهود وحلفاءهم ، وذلك : أنه بعد مقدمه المدينة كتب بينه وبين اليهود كتاباً صالحهم فيه على أن لا يهاجروا ، وأن يتركوا على أمرهم ، وكان ابن صياد منهم ، أو دخيلاً في جملتهم - وكان يبلغ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- خَبَرُهُ ، وما يدَّعيه من الكهانة ويتعاطاه من الغيب ، فامتحنه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بذلك ليبرز أمره ويختبر شأنه ، فلما كلَّمه علم أنه مبطل ، وأنه من جملة السحرة أو الكهنة ، أو ممن يأتيه رِئْي من الجن ، أو يتعاهده شيطان ، فيلقي على لسانه بعض ما يتكلم به ، فلما سمع قوله : «الدخ» زبره ، فقال : «اخسأ فلن تعدو قدرك» ، يريد أن ذلك شيء اطلع عليه الشيطان ، فألقاه إليه وأجراه على لسانه ، وليس ذلك من قبيل الوحي السماوي إذ لم يكن له قدر الأنبياء الذين يُوحى إليهم علم الغيب ، ولا درجة الأولياء الذين يلهمون الغيب فَيُصِيبُون بنور قلوبهم ، وإنما كانت له تارات يصيب في بعضها ، ويخطئ في البعض ، وذلك معنى قوله : «يأتيني صادق وكاذب» فقال له عند ذلك : «قد خلِّط عليك» والجملة من أمره : أنه كان فتنة امتَحَن الله به -[364]- عباده المؤمنين {ليهلك مَنْ هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة} [الأنفال : 42] كما امتَحن الله قوم موسى بالعجل ، فافتتن به قوم وهلكوا ، ونجا من هداه الله وعصمه ، وقد اختلفت الروايات في كفره ، وفيما كان من شأنه بعد كبره ، فروي أن تاب عن ذلك القول ، ثم إنه مات بالمدينة ، وأنهم لما أرادوا الصلاة عليه ، كشفوا عن وجهه حتى رآه الناس ، وقيل لهم : اشهدوا ، وروي غير ذلك ، وأنه فُقِد يوم الحرَّة فلم يجدوه ، والله أعلم .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 273 في الاعتصام ، باب من رأى ترك النكير من النبي صلى الله عليه وسلم حجة لا من غير الرسول ، ومسلم رقم (4929) في الفتن ، باب ذكر ابن صياد ، وأبو داود رقم في الملاحم ، باب في خبر ابن صائد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (9/133) قال : حدثنا حماد بن حميد. ومسلم (8/192) وأبو داود (4331) .
ثلاثتهم - حماد ، ومسلم ، وأبو داود - قالوا : حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري ، قال : حدثنا أبي ، قال: حدثنا شعبة ، عن سعد بن إبراهيم ، عن محمد بن المنكدر ، فذكره.

7860 - (د) نافع - مولى عبد الله بن عمر أنَّ ابنَ عمر - رضي الله عنهما- كان يقول : «والله ما أَشُكُّ أن المسيح الدجال ابنُ صياَّد» . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (3330) في الملاحم ، باب في خبر ابن صائد ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4330) حدثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا يعقوب ، يعني ابن عبد الرحمن ، عن موسى بن عقبة ، عن نافع ، قال : كان ابن عمر ، فذكره.

7861 - (خ م د ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- قال : «إنَّ عمر بنَ الخطاب انطلق مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في رَهْط من أصحابه قِبَلَ ابنِ صياد ، حتى وجده يَلْعَبُ مع الصبيان عند أُطُمِ بني مَغالة ، وقد قارب ابنُ صياد يومئذ الُحلم ، فلم يَشْعُر حتى ضربَ رسولُ الله ظَهْرَه بيده ، ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لابن صياد : أتشهد أنّي رسولُ الله ؟ فنظر إليه ابنُ صياد ، فقال : أشهدُ أنّكَ رسولُ الأُمِّيين ، فقال ابنُ صياد لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- : أتشهد أني رسول الله ؟ فرفضَهُ رسولُ - صلى الله عليه وسلم- ، وقال : آمنتُ بالله وبرُسُلِه ، -[365]- ثم قال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : ماذا ترى ؟ قال ابنُ صياد ، يأتيني صادق وكاذب ، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- خُلِّطَ عليك الأمر ، ثم قال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إني قد خبَأت لَكَ خبيئاً ، فقال ابن صياد : هو الدُّخُّ ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : اخسأ ، فلن تعُدوَ قدرَك ، فقال عمر بن الخطاب : ذَرْني يا رسول الله أضرب عنقَه ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إن يَكُنْه فَلَنْ تُسَلَّطَ عليه ، وإن لم يَكنْهُ ، فلاَ خيْرَ لك في قَتلِهِ» .
وقال سالم : سمعت ابنَ عمر يقول : «انطلق بعد ذلك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأُبيُّ بنُ كعبِ الأنصاريُّ إلى النخل التي فيها ابن فيها ابن صياد ، حتى إذا دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- النخلَ طَفِقَ يتَّقي بجذوع النخل ، وهو يَخْتل أن يسمعَ من ابن صياد شيئاً قبل أن يراه ابنُ صياد ، فرآه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو مضطجع على فراش في قطيفة له فيها رَمْرَمة أو زَمْزَمة ، فرأت أُمُّ ابن صياد رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يتَّقي بجذوع النخل ، فقالت لابنِ صياد : يا صاف - وهو اسمُ ابنِ صياد - هذا محمد فثار ابنُ صياد ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : لو تَرَكَتْهُ بَيَّنَ .
قال سالم : قال عبد الله بن عمر : فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في الناس ، فأثنى على الله بما هو له أهل ، ثم ذكر الدجال ، فقال : إني لأُنذركموه ، ما من نبيّ إلا قد أنذره قومَه ، لقد أنذره نوح قومَه ، ولكن أقول لكم فيه قولاً -[366]- لم يقله نبيُّ لقومه : تعلَّموا (1) أنَّه أعورُ ، وإنَّ الله تبارك وتعالى ليس بأعور» أخرجه البخاري ومسلم .
وزاد مسلم : قال ابن شهاب : وأخبرني عمرُ بن ثابت الأنصاريُّ : أنَّه أخبره بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال - يوم حَذّر الناسَ الدجالَ - «إنه مكتوب بين عينيه كافر ، يقرؤه كلّ من كَره عمله - أو يقرؤه كلُّ مؤمن - وقال : تعلَّموا (1) أنه لَنْ يَرى أحدُ منكم ربَّه حتى يموتَ» .
وفي رواية الترمذي «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- مَرَّ بابن صَيَّاد في نَفَر من أصحابه - منهم : عمرُ بن الخطاب - وهو يلعَبُ مع الغلمان ، عند أُطُم بني مَغَاَلَهَ - وهو غلام - فلم يشعر حتى ضرب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ظهره بيده ... وذكر الحديث إلى قوله : خُلِّط عليك الأمر - وقال : ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : إني قد خَبَأت خَبيئاً ، وخبأ له {يوم تأتي السماء بدخانٍ مبين} [الدخان : 10] فقال ابن صياد : هو الدّخّ ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : اخسأ ، فلن تَعْدُوَ قَدْرَك ، قال عمرُ : يا رسول الله ائذَن لي فأضرِبَ عنقه ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إن يَكُ حقاً فَلَنْ تُسلْط عليه ، وإن لا يَكُ ، فلا خير لك في قتله» إلى هاهنا أخرج الترمذي ، وقد أخرج مفرداً قول سالم عن أبيه : «فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في الناس فأثنى على الله بما هو أهله... إلى قوله : وإنَّ الله ليس بأعور» . -[367]-
وأخرج زيادة مسلم إلى قوله : «يقرؤه كلُّ مَنْ كَرِهَ عملَهُ» .
وأخرجه أبو داود مثل الترمذي إلى قوله : «فلا خير لك في قتله» وزاد بعد قوله : «فَلَنْ تُسلّط عليه» قال : «يعني الدجالَ» .
وأخرج قول سالم عن أبيه : فقام رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في الناس ... إلى قوله : وإن الله ليس بأعور ، وقد تقدَّم ذِكْرُ ما أخرجه هو والترمذي مفرداً في الفصل الثاني .
وفي رواية لمسلم «أنَّ ابن عمر قال : انطلقَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ومعه رَهْط من أصحابه - فيهم عمر بن الخطاب - حتى وجدَ ابنَ صياد غُلاماً قد ناهَزَ الحلُم يلعب مع الغلمان عند أُطُم بني مغالة» .
قال مسلم : وساق الحديث بمثل الرواية الأولى [حديث يونس] إلى منتهى حديث عمر بن ثابت .
وفي الحديث عن يعقوب قال : قال أبيُّ ، يعني في قوله : «لو تركَتْهُ بَيَّنَ» : «لو تركته أُمُّه بَيّن أمره» . وله في أخرى «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- : مَرَّ بابن صياد في نَفر من أصحابه - فيهم عمر بن الخطاب - وهو يلعب مع الغلمان عند أطم بني مَغَاَلة ، وهو غلام - بمعنى الحديث الأول» غير أنه لم يذكر حديث ابن عمر في انطلاق النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- مع أُبيِّ بن كعب إلى النخل ، وفيه «ثم قال ابن صياد : أتشهد أني -[368]- رسولُ الله ؟ فَرفضه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- ، ثم قال : آمنتُ بالله ورسله ...» الحديث (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اخسأْ) خسأتُ الكلبَ : إذا طردتَه ، وقد جاء في الحديث غير مهموز كأنه حذف الهمزة وقلبها ألفاً ، فلما أمر منه حذفها .
(يختل) الختل : الخداع والمراوغة .
(الأطم) : البناء المرتفع .
(ناهز) ناهز الصبي الحلم : إذا قاربَهُ .
__________
(1) أي اعلموا .
(2) رواه البخاري 3 / 175 في الجنائز ، باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه ، وفي الشهادات ، باب شهادة المختبئ ، وفي الجهاد ، باب كيف يعرض الإسلام على الصبي ، وفي الأدب ، باب قول الرجل للرجل : اخسأ ، وفي القدر ، باب ما يحول بين المرء وقلبه ، ومسلم رقم (2924) و (2930) في الفتن ، باب ذكر ابن صياد ، وأبو داود رقم (4329) في الملاحم ، باب في خبر ابن صائد ، والترمذي رقم (2250) في الفتن ، باب ما جاء في ذكر ابن صائد ، ورقم (2236) في الفتن ، باب ما جاء في علامة الدجال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/148) (6360) و (2/149) (6363 و 6365) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر. وفي (2/148) (6361) ، (2/149) (6362) قال : حدثنا يعقوب ، قال : حدثنا أبي ، عن صالح. وفي (2/149) (6364) قال : حدثنا أبو اليمان ، قال : حدثنا شعيب. والبخاري (2/117 و 4/163) قال : حدثنا عبدان ، قال : أخبرنا عبد الله ، عن يونس. وفي (3/220 و 8/49) وفي الأدب المفرد (958) قال : حدثنا أبو اليمان ، قال : أخبرنا شعيب. وفي (4/85) قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا هشام ، قال : أخبرنا معمر. وفي (8/157) قال : حدثنا علي بن حفص ، وبشر بن محمد ، قالا : أخبرنا عبد الله ، قال : أخبرنا معمر. وفي (9/75) قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله ، قال : حدثنا إبراهيم ، عن صالح. ومسلم (8/192) قال : حدثني حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران التجيبي ، قال : أخبرني ابن وهب ، قال : أخبرني يونس. وفي (8/193) قال : حدثنا الحسن بن علي الحلواني ، وعبد بن حميد ، قالا : حدثنا يعقوب ، وهو ابن إبراهيم بن سعد ، قال : حدثنا أبي ، عن صالح. (ح) وحدثنا عبد بن حميد ، وسلمة بن شبيب ، جميعا عن عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر. وأبو داود (4329) قال : حدثنا أبو عاصم خشيش بن أصرم ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر. وفي (4757) قال : حدثنا مخلد بن خالد ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر. والترمذي (2235 و 2249) قال : حدثنا عبد بن حميد ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر.
أربعتهم - معمر ، وصالح ، ويونس ، وشعيب - عن الزهري ، عن سالم بن عبد الله ، فذكره.
* في رواية أحمد (2/149) (6363) عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سالم ، أو عن غير واحد.
* رواية أحمد (2/148) (6360 و 6361) و (2/149) (6362) والبخاري (8/157) وأبو داود (4329) . والترمذي (2249) . مختصرة على القصة الأولى.
* ورواية أحمد (2/149) (6365) . والبخاري (4/163 و 9/75) و أبو داود (4757) والترمذي (2235) مختصرة على القصة الثالثة.
* ورواية أحمد (2/149) (6363 و 6364) والبخاري (3/220) مختصرة على القصة الثانية.

7862 - (م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : «كُنَّا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فمررنا بصبيان يلعبون ، فيهم ابنُ صياد ، ففرَّ الصبيان ، وجلس ابنُ صيَاد ، فكأنَّ رسول الله كره ذلك ، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : تَربَتْ يَدَاك ، أتشهد أني رسول الله ؟ فقال عمرُ بن الخطاب : ذرني يا رسول الله حتى أقْتُلَه ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إنْ يكن الذي تُرَى فلن تستطيع قتله» .
وفي رواية [قال] : «كُنَّا نمشى مع النبي - صلى الله عليه وسلم- ، فمررنا بابن صَيَّاد ، -[369]- فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : قد خَبأتُ لك خبيئاً ، فقال : دُخُّ ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : اخْسأ ، فلن تَعْدُوَ قدرك ، فقال عمر : يا رسول الله : دَعْنِي فأضربَ عنقه ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: دْعهُ ، فإن يَكُن الذي تخافُ لَنْ تستطيع قَتْلَهُ» أخرجه مسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تربت يداك) يقال : تربت يداك في الدعاء على الإنسان بالهلاك والفقر ، وأصله : أن تلتصق يده بالتراب ، وقد يقال ذلك في معنى التعجُّب ، ولا يراد به الدعاء بالهلاك .
__________
(1) رقم (2924) في الفتن ، باب ذكر ابن صياد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:.
أخرجه أحمد (1/380) (3610) قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (1/457) (4371) قال : حدثنا يونس، قال : حدثنا المعتمر ، عن أبيه. ومسلم (8/189) عن إسحاق بن إبراهيم بن إبراهيم ، وأبو كريب، قال ابن نمير : حدثنا وقال الآخران : أخبرنا أبو معاوية.
ثلاثتهم - أبو معاوية ، وسليمان التيمي والد المعتمر ، وجرير - عن سليمان الأعمش ، عن شقيق أبي وائل، فذكره.
في تحفة الأشراف (9270) أبو بكر بن أبي شيبة بدلا من أبي كريب.

7863 - (م ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه- قال : «لقيه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمر - يعني ابنَ صياد - في بعض طرق المدينة ، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أتشهد أني رسولُ الله ؟ فقال هو : أتشهدُ أني رسول الله ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: آمنتُ بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ما ترى ؟ قال : أرى عَرْشاً على الماء ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ترى عرش إبليس على البحر ، وما ترى ؟ قال : أرى صادقَين وكاذباً - أو كاذَبين وصادقاً - فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : لُبِسَ عليه ، دَعُوه» أخرجه مسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2925) في الفتن ، باب ذكر ابن صياد ، والترمذي رقم (2248) في الفتن ، باب ما جاء في ذكر ابن صائد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/66) قال : حدثنا يونس. وفي (3/97) قال : حدثنا عفان. كلاهما - يونس ، وعفان - قالا : حدثنا حماد بن سلمة ، قال : أخبرنا علي بن زيد.
2 - وأخرجه مسلم (8/190) قال : حدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا سالم بن نوح. والترمذي (2247) قال : حدثنا سفيان بن وكيع ، قال : حدثنا عبد الأعلى. كلاهما - سالم ، وعبد الأعلى - عن الجريري.
كلاهما - علي بن زيد ، والجريري - عن أبي نضرة ، فذكره.

7864 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : «لَقَي نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم- ابنَ صياد ومعه أبو بكر وعمر ، وابن صائد مع الغلمان ...» فذكر نحو الحديث الذي قبله ، وهو حديث أبي سعيد - هكذا أخرجه مسلم عقيبه ، ولم يذكر لفظه (1) .
__________
(1) رقم (2926) في الفتن ، باب ذكر ابن صياد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/66 و 388) قال : حدثنا مؤمل ، قال : حدثنا حماد ، قال : حدثنا علي - يعني ابن زيد -. ومسلم (8/190) قال : حدثنا يحيى بن حبيب ، ومحمد بن عبد الأعلى ، قالا: حدثنا معتمر ، قال : سمعت أبي.
كلاهما - علي بن زيد ، وسليمان التيمي - عن أبي نضرة ، فذكره.

7865 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- لابن صياد : «ما تُرْبةُ الجنةِ ؟ قال : دَرْمَكةٌ بيضاء مسكٌ يا أبا القاسم ، قال : صدقت» .
وفي رواية : «أن ابن صياد سأل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- عن تربة الجنة ؟ فقال : دَرْمكة بيضاءُ مِسْكٌ خالصُ» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2928) في الفتن ، باب ذكر ابن صياد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (3/4) قال : حدثنا روح. قال : حدثنا حماد. وفي (3/24 و 25) قال : حدثنا يونس بن محمد ، قال : حدثنا حماد بن سلمة. وفي (3/43) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا حماد بن سلمة. وعبد بن حميد (876) قال : حدثنا روح بن عبادة ، قال : حدثنا حماد بن سلمة. ومسلم (8/191) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا أبو أسامة. كلاهما - حماد ، وأبو أسامة - عن سعيد الجريري.
2 - وأخرجه مسلم (8/191) قال : حدثنا نصر بن علي الجهضمي ، قال : حدثنا بشر - يعني ابن مفضل- عن أبي مسلمة.
كلاهما - الجريري ، وأبو مسلمة - عن أبي نضرة ، فذكره.

7866 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لابن صياد : «قد خبأتُ لك خبيئاً ، فما هو ؟ قال : الدّخ ، قال : اخسأ» أخرجه البخاري (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(دَرمكة) الدرمك : الدقيق الحُوَّارَى ، والدَّرمكة : أخص منه .
__________
(1) 10 / 463 في الأدب ، باب قول الرجل للرجل : اخسأ .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (8/49) قال : حدثنا أبو الوليد ، قال : حدثنا سلم بن زرير ، قال : سمعت أبا رجاء ، فذكره.

7867 - (م ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : «صَحِبْتُ ابنَ صياد إلى مكةَ ، فقال لي : [أ] ما [قد] لقيتُ من الناس ، يزعمون أني الدجال ؟ ألستَ سمعتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : إنه لا يولدَ له ؟ قال : قلت : بلى ، قال : فقد وُلدَ لي ، أوَ ليس سمعتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : لا يدخُلُ المدينةَ ولا مكةَ ؟ قال : قلت : بلى ، قال : فقد وُلدْتُ بالمدينة ، وها أنا ذا أريدُ مكةَ ، ثم قال في آخر قوله : أما والله إني لأعْلَمُ مَوْلِدهُ ومكانَه ، وأين هو ؟ قال : فلبَسَني» .
وفي رواية : قال : «قال لي ابن صائد - وأخذتني منه ذَمامة - هذا عَذَرتُ الناسَ ، مالي ولكم يا أصحاب محمد ؟ ألم يقل نبي الله : إنَّه يهوديٌّ ، وقد أسلمتُ ، وقال : لا يولَد له ، وقد وُلدَ لي ، وقال : إنَّ الله حَرَّم عليه مكة ، وقد حَجَجْتُ ؟ قال : فما زال حتى كاد أن يأخذَ فيَّ قولهُ ، قال : فقال له : أما والله إني لأْعلَمُ الآن حيث هو ، وأعرف أباه وأمه ، قال : وقيل له : أيسرُّك أنك ذاك الرجلُ ؟ قال : فقال : لو عُرِضَ عليَّ ما كرهتُ» .
وفي رواية قال : «خرجنا حُجَّاجاً - أو عُمَّاراً - ومعنا ابن صائد ، قال : فنزلنا منزلاً ، فتفرَّق الناس ، وبقيتُ أنا وهو ، فاستوحشتُ منه وحشة شديدة مما يقال عليه ، قال : وجاء بمتاعه [فوضعه مع متاعي] ، فقلت : إنَّ الحرَّ شديدُ ، فلو وضعتَه تحت تلك الشجرة ؟ قال : ففعل ، قال : فَرُفِعت لنا غنم -[372]- فانطلق فجاء بُعّس ، فقال : اشرب أبا سعيد ، فقلت : إنَّ الحرَّ شديدُ ، واللبنَ حارُّ ، ما بي إلا أني أكرهُ أن أشربَ عن يده - أو قال : آخذ عن يده - فقال : أبا سعيد لقد هممتُ أن آخذ حَبْلاً فأعلّقه بشجرة ثم أخْتَنِقَ مما يقول لي الناسُ يا أبا سعيد ، مَنْ خَفِيَ عليه حديثُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ما خَفِيَ عليكم مَعْشَرَ الأنصار ، ألستَ من أعْلم الناس بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ [أليس] قد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : هو كافر ؟ وأنا مسلم ، أو ليس قد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-[هو عقيم] لا يولَد له ولد ، وقد تركتُ ولدي بالمدينة ، أوليس قد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : لا يدخل المدينةَ ولا مكة ، وقد أقبلتُ من المدينة ، وأنا أريدُ مكةَ ؟ قال أبو سعيد : حتى كِدْتُ أن أَعْذِرَهُ ، [ثم] قال : أما والله إني لأَعرفه ، وأعرف مولده ، وأين هو الآن ؟ قال : قلت له : تَبّاً لك سائر اليوم» أخرجه مسلم ، ولم يخرج الحميديُّ الرواية الآخرة وأخرج الترمذي الرواية الآخرة إلى قوله : «وقد تركتُ ولدي بالمدينة» ، وقال : «ألم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : إنَّه لا تحلّ له مكة ؟ ألست من أهل المدينة ، وهو ذا أنطلقُ معكَ إلى مكةَ ؟ قال : فوالله ما زال يجيء بهذا ، حتى قلتُ : فلعله مكذوبٌ عليه ، ثم قال يا أبا سعيد ، والله لأُخبرنَّك خبراً حقاً ، واللَّه إني لأعرفه ، وأعرف والده ، وأين هو الساعة من الأرض ؟ -[373]- فقلت له : تبّاً لك سائر اليوم» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ذَمامة) الذَّمامة : بالذال المعجمة : الحياء والإشفاق من الذم ، والمذمَّة : العار ، وبالدال المهملة : قبح الوجه ، والمراد الأول .
(العُسّ) : قدح ضخم يشرب فيه .
(التبّ) : الخسار والهلاك .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2927) في الفتن ، باب ذكر ابن صياد ، والترمذي رقم (2247) في الفتن ، باب ما جاء في ذكر ابن صائد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (3/26) قال : حدثنا يحيى ، قال : حدثني التيمي. وفي (3/43) قال : حدثنا سريج ، قال : حدثنا حماد ، عن الجريري. وفي (3/79) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا عوف. وفي (3/97) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، قال : أخبرنا سعيد الجريري. ومسلم (8/190) قال : حدثني عبيد الله بن عمر القواريري ، ومحمد بن المثنى ، قالا : حدثنا عبد الأعلى، قال : حدثنا داود. (ح) وحدثنا يحيى بن حبيب ، ومحمد بن عبد الأعلى ، قالا : حدثنا معتمر - وهو ابن سليمان التيمي - ، قال : سمعت أبي. وفي (8/191) قال : حدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا سالم بن نوح ، قال : أخبرني الجريري. والترمذي (2246) قال : حدثنا سفيان بن وكيع ، قال : حدثنا عبد الأعلى ، عن الجريري.
أربعتهم - التيمي ، والجريري ، وعوف ، وداود - عن أبي نضرة ، فذكره.

7868 - (م) نافع مولى عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : «لَقِيَ ابنُ عمر ابنَ صائد في بعض طرق المدينة ، فقال له قولاً أغضَبَه ، فانتفخ حتى ملأَ السِّكَّةَ ، فدخل ابنُ عمر على حَفْصة - وقد بلغها - فقالت له : رَحِمَك الله ، ما أردتَ من ابن صياد ؟ أما علمتَ أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : إنما يخرج من غَضْبَة يغضبُها ؟» .
وفي رواية : كان نافع يقول : ابن صياد ، قال : قال ابن عمر : لقيته مرتين ، فلقيته معَ قومه ، فقلت لبعضهم : هل تَحدّثون أنه هو ؟ قالوا : لا والله قال : قلتُ : كَذَبتُمُوني، والله لقد أخبرني بعضكم أنه لن يموتَ حتى يكون أكثركم مالاً وولداً ، وكذلك هو زعموا اليومَ ، قال : فتحدَّثنا ، ثم -[374]- فارقُته ، قال : فلقيتُه لَقْيَة أخرى ، قد نفَرت عينُه ، قال : فقلتُ : متى فَعَلتْ عَيْنُك ما أرى ؟ قال : لا أدري ، قلت : لا تدري وهي في رأسك ؟ قال : إن شاء الله خلقها في عصاك هذه ، قال ، فنخر كأشدِّ نخير حمار سمعتُ قال : فزعم بعض أصحابي : أني ضربْتُهُ بعصاً كانَتْ مَعي حتى تكَسَّرتْ ، وأما أنا : فوالله ما شَعَرتُ ، قالوا : وجاء حتى دخل على أم المؤمنين ، فحدَّثها ، فقالت : ما تريد إليه ؟ ألم تعلم أن قد قال : إنَّ أولَ ما يبعثه على الناس غَضْبةُ يغضبها ؟ أخرجه مسلم (1) . ولم يذكر الحميديُّ الرواية الثانية .
وذكر رزين رواية قال فيها : «لقيت ابنَ صياد يوماً ، ومعه رجل من اليهود ، فإذا عَيْنُهُ قد طُفِئتُ ، وكانت عينه خارجة كعين الحمار ، فقلت : ابنَ صياد ، أَنشُدُكُ الله ، متى فقدتَ عينك ؟ فمسَّها بيده ، فقال : لا أدري والرحمنِ ، فقلت : كذبتَ لا تدري وهي في رأسكَ ؟ فنخر ثلاثاً ، ففجأني ما لم أكن أحببتُ ، وزَعَم اليهوديُّ : أني ضربْتُ رأَسَهُ بالعصا حتى تكسَّرت ، ولا أعْلَمُني فعلت ذلك ، فقلت له : اخسأ ، فلن تَعْدُوَ قَدركَ ، قال : أجَل ! لَعَمرِي ، ولا أعدُو قدري ، وكأنما كان في سقاء فَنَشَّ ، فذكرت ذلك لحفصة ، فقالت لي : اجتنب هذا الرَّجُلَ ، فإنا كُنا نَتَحدَّثُ : أنما للدجال غضبةٌ يغضبها» .
-[375]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سقاء) السِّقاء : ظرف الماء من الجلود .
(فَنَشَّ) نشَّ الشراب في السقاء : إذا غلا واشتد .
__________
(1) رقم (2932) في الفتن ، باب ذكر ابن صياد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/283) قال : حدثنا سريج وعفان ويونس. قالوا : حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب وعبيد الله. (ح) وحدثنا روح بن عبادة. قال : حدثنا ابن عون. وفي (6/284) قال : حدثنا عبد الوهاب الخفاف ، عن ابن عون. ومسلم (8/194) قال : حدثنا عبد بن حميد. قال : حدثنا روح بن عبادة. قال : حدثنا هشام ، عن أيوب. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى. قال : حدثنا حسين - يعني ابن حسن بن يسار -. قال : حدثنا ابن عون.
ثلاثتهم - أيوب ، وعبيد الله ، وابن عون - عن نافع ، فذكره.

7869 - (د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : «فقدنا ابن صَيَّاد يوم الحَرَّة» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4332) في الملاحم ، باب في خبر ابن صائد ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4332) حدثنا أحمد بن إبراهيم ، ثنا عبيد الله - يعني ابن موسى - ثنا شيبان ، عن الأعمش ، عن سالم ،فذكره.
قلت : فيه عنعنة الأعمش.

الفصل الرابع : في الفتن والاختلاف أمام القيامة
7870 - (خ م د ت س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا تقوم الساعةُ حتى تقاتلوا قوماً نِعالُهم الشَّعَر ، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً كأنَّ وجوههم الَمجانُّ المطرَقة» .
قال سفيان : زاد فيه في رواية : «صِغارَ الأعين ، ذُلْفَ الأنوف ، كأنَّ وجوهَهم المجانُّ المطرَقة» .
وفي رواية قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «تقاتلون بين يدي الساعة قوماً نعالُهم الشعر ، كأنَّ وجوهَهم المجانُّ المطرَقة ، حُمْرُ الوجوه ، صغارُ الأعين» أخرجه البخاري ومسلم . -[376]-
وللبخاري عن قيس بن أبي حازم قال : أتينا أبا هريرة ، فقال : «صحبتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ثلاث سنين ، لم أكنْ في سِنيَّ أحرصَ على أن أعِي الحديث مِنِّي فيهنّ ، سمِعتُه يقول - وقال هكذا بيده - بين يدي الساعة تقاتلون قوماً نعالهم الشعر ، وهو هذا البارزُ. قال سفيان مرة : وهم أهل البارز ، ويعني بأهل البارز أهل فارس ، كذا هو بلغتهم» .
وللبخاري أيضاً : وزاد في آخره «وتجدون خير الناس أشَدّهم كراهية لهذا الأمر ، حتى يقع فيه ، والناسُ معادن ، خيارُهم في الجاهلية خيارُهم في الإسلام ، إذا فَقُهُوا ، وليأتين على أحدكم زمان لأنْ يراني أحبَّ إليه من أن يكون له مثلُ أهله وماله» .
وله أيضاً : قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا تقوم الساعة حتى تقالوا خُوزاً وكِرْمانَ من الأعاجم ، حُمْرَ الوجوه ، فُطْسَ الأنوف ، صغارَ الأعين ، وجوههم المجانُّ المطرقة ، نعالهم الشعر» .
ولمسلم : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون التركَ ، قوماً وجوههم كالمجانِّ المطرَقة ، يلبسون الشعر ، ويمشون في الشعر» وأخرج أبو داود الأولى والآخرة ، وأخرج الترمذي الأولى ، وأخرج [أبو داود] والنسائي الآخرة ، إلا أنَّ أبا داود لم يذكر «يمشون في الشعر» (1) . -[377]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ذُلْف الأنوف) الذلف في الأنف - بالذال المعجمة - استواء في طرفه وليس بالغليظ الكبير .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 76 في الجهاد ، باب قتال الذي ينتعلون الشعر ، وباب قتال الترك ، وفي -[377]- الأنبياء ، باب علامات النبوة في الإسلام ، ومسلم رقم (2912) في الفتن ، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل ، فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء ، وأبو داود رقم (4303) و (4304) في الملاحم ، باب قتال الترك ، والترمذي رقم (2216) في الفتن ، باب ما جاء في قتال الترك ، والنسائي 6 / 45 في الجهاد ، باب غزوة الترك والحبشة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (1100) . وأحمد (2/239) . قالا : حدثنا سفيان. وفي (2/271) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر. والبخاري (4/52) قال : حدثنا علي بن عبد الله. قال : حدثنا سفيان. ومسلم (8/184) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن أبي عمر. قالا : حدثنا سفيان. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى. قال : أخبرنا ابن وهب. قال : أخبرني يونس. وأبو داود (4304) قال : حدثنا قتيبة وابن السرح وغيرهما. قالوا : حدثنا سفيان. وابن ماجة (4096) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا سفيان بن عيينة. والترمذي (2215) قال : حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ، وعبد الجبار بن العلاء. قالا : حدثنا سفيان.
ثلاثتهم - سفيان بن عيينة ، ومعمر بن راشد ، ويونس بن يزيد - عن ابن شهاب الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، فذكره.

7871 - (خ) عمرو بن تغلب - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إنَّ من أشراط الساعة : أن تقاتلوا قوماً ينتعلون نعال الشعر ، وإنَّ من أشراط الساعة : أن تقاتلوا قوماً عِراضَ الوجوه ، كأنَّ وجوهَهم المجانُّ المطرَقةُ» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 6 / 75 في الجهاد ، باب قتال الترك ، وفي الأنبياء ، باب علامات النبوة في الإسلام .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/69 و 70) قال : حدثنا وهب بن جرير. (ح) وحدثنا أسود بن عامر. (ح) وحدثنا عفان. والبخاري (4/51) قال : حدثنا أبو النعمان. وفي (4/239) قال : حدثنا سليمان بن حرب. وابن ماجة (4098) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا أسود بن عامر.
خمستهم - وهب ، وأسود ، وعفان ، وأبو النعمان ، وسليمان - عن جرير بن حازم ، عن الحسن ، فذكره.

7872 - (د) بريدة [بن الحصيب]- رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم- في حديث «يقاتلكم قوم صغار الأعين - يعني الترك - قال : تسوقونهم ثلاث مِرار ، حتى تلحقوهم بجزيرة العرب ، فأما في السياقة الأولى : فينجو من هَرَبَ منهم ، وأما في الثانية : فينجو بعضٌ ويَهلكُ بعض ، وأما في الثالثة ، فيُصْطَلَمون» أو كما قال . أخرجه أبو داود (1) .
-[378]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يُصطلمون) الاصطلام : الاستئصال وأخذ الشيء جملة .
__________
(1) رقم (4305) في الملاحم ، باب في قتال الترك ، وفي إسناده بشير بن المهاجر الغنوي الكوفي ، وهو صدوق لين الحديث ، وباقي رجاله ثقات .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4305) حدثنا جعفر بن مسافر التنيسي ، ثنا خلاد بن يحيى ، ثنا بشير بن المهاجر، ثنا عبد الله بن بريدة ، فذكره.
قلت : في سنده بشير بن المهاجر الكوفي الغنوي ، قال عنه الحافظ : صدق لين الحديث.

7873 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق - أو بدابِقَ (1) - فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ ، فإذا تصافوا ، قالت الروم : خلوا بيننا وبين الذين سُبُوا مِنَّا نقاتلْهم ، فيقول المسلمون : لا والله ، كيف نُخَلّي بينكم وبين إخواننا ، فيقاتلونهم ؟ فينهزم ثُلُثٌ ولا يتوب الله عليهم أبداً ، ويُقتَل ثلثُهم أفضل الشهداء عند الله ، ويَفتتحُ الثلث ، لا يُفتَنون أبداً ، فيفتَتحِون قسطنطينية ، فبينما هم يقتسمون الغنائم ، قد عَلَّقوا سُيوفَهُم بالزيتون ، إذ صاح فيهم الشيطان : إنَّ المسيحَ الدَّجَّالَ فد خَلَفكم في أهاليكم ، فيخرجون ، وذلك باطل ، فإذا جاؤوا الشام خرج ، فبينا هم يُعِدّون للقتال ، يُسَوُّون صفوفهم ، إذ أقيمت الصلاة ، فينزل عيسى ابن مريم ، فأمَّهم ، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء ، فلو تركه لانذاب حتى يهلك ، ولكن يقتله الله بيده - يعني المسيح- فيريهم دَمه في حربته» . أخرجه مسلم (2) .
-[379]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خَلَفَكم) خلفت الرجل في أهله : إذا قمت فيهم مقامه ، وخلفهم العدو : إذا طرقهم وهم غائبون عنهم .
__________
(1) موضعان بالشام ، بقرب حلب .
(2) رقم (2897) في الفتن ، باب فتح قسطنطينية ، ونزول عيسى ابن مريم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (8/175) قال : حدثني زهير بن حرب. قال : حدثنا معلى بن منصور ، قال : حدثنا سليمان بن بلال. قال : حدثنا سهيل ، عن أبيه ، فذكره.

7874 - (م) يسير بن جابر - أو أسير - رضي الله عنه - قال : «هاجَتْ ريِح حمراء بالكوفة ، فجاء رجل ليس له هِجِّيرَي إلاَّ : يا عبد الله بن مسعود ، جاءت الساعة ، قال : فقعد - وكان متكئاً - فقال : إنَّ الساعةَ لا تقوم حتى لا يُقْسَم ميراث ، ولا يُفْرَحُ بغنيمه ، ثم قال بيده هكذا - ونَحَّاها نحو الشام - فقالَ : عَدو يجمعون لأهل الإسلام ، ويجمع لهم أهلُ الإسلام ، قلتُ : الرومَ تعني ؟ قال : نعم ، ويكون عند ذلكم القتالِ رِدَّةٌ شديدة ، فيتشرَّط المسلمون شُرطةً للموت ، لا ترجع إلا غالبة ، فيقتتلون حتى يَحْجُزَ بينهم الليلُ ، فَيفيء هؤلاء وهؤلاء ، كلٌّ غير غالب ، وتَفْنى الشرطة ، ثم يتشرَّط المسلمون شُرطةً للموت ، لا ترجع إلا غالبة ، فيقتتلون حتى يَحْجز بينهم الليل ، فيفيء هؤلاء ، وهؤلاء كلٌّ غير غالب ، وتفنى الشرطة ، ثم يتشرَّط المسلمون شُرطةً للموت ، لا ترجع إلا غالبة ، فيقتتلون حتى يُمسُوا ، فيفيء هؤلاء ، وهؤلاء ، كلٌّ غيرُ غالب ، وتفنى الشرطةُ ، فإذا كان اليومُ الرابعُ نَهَدَ إليهم بقيةُ أهل الإسلام ، فيجعل الله الدائرة (1) عليهم ، فيقتتلون مقتلة - إما قال : لاُ يرى مثلُها ، وإما قال : لم يُرَ مثلُها - حتى إن الطائر لَيَمُرُّ -[380]- بجنباتهم ، فما يُخَلِّفهم حتى يَخرّ مَيتاً ، فيتعادُّ بنو الأم (2) كانوا مائة ، فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد ، فبأيِّ غنيمة يُفرَح ، أو أيِّ ميراث يُقْسَمُ ؟ فبينما هم كذلك ؟ إذ سَمِعُوا ببأس هوَ أكبر من ذلك ، فجاءهم الصَّرِيخُ : إنَّ الدجال قد خَلَفهم في ذراريِّهم ، فيرفضون ما بأيديهم ، ويُقبلون ، فيبعثون عَشَرة فوارس طَليعة ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : إني لأعرف أسماءهم ، وأسماء آبائهم ، وألوان خيولهم ، هم خير فوارسَ على ظهر الأرض يومئذ ، أو قال : من خير فوارسَ» أخرجه مسلم (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(هِجِّيرى) هجيراه ، أي : عادته وديدنه .
(شرطة) الشرطة : أول طائفة من الجيش يشهد الوقعة ، والتشرُّط : تَفَعُّلٌ منه .
(نهد) الجيش لقتال العدو : إذا نهضوا إليه .
(فيتعادُّ) التعادُّ : تفاعل من العدّ ، أي يعدُّ بعضهم بعضاً .
(البأس) : الخوف والشدة .
__________
(1) وفي بعض النسخ : الدبرة .
(2) وفي نسخ مسلم المطبوعة : بنو الأب .
(3) رقم (2899) في الفتن ، باب إقبال الروم في كثرة القتل عند خروج الدجال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/384) (3643) و (1/435) (4146) قال : حدثنا إسماعيل ، قال : حدثنا أيوب. ومسلم (8/177) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وعلي بن حجر ، كلاهما عن ابن علية، عن أيوب. وفي (8/178) قال : حدثني محمد بن عبيد الغبري ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب. (ح) وحدثنا شيبان بن فروخ ، قال : حدثنا سليمان - يعني ابن المغيرة.
كلاهما - أيوب ، وسليمان بن المغيرة - عن حميد بن هلال ، عن أبي قتادة العدوي ، عن يسير بن جابر ، فذكره.
(*) في رواية أيوب عند أحمد (4146) وأبي بكر بن أبي شيبة ، وسليمان بن المغيرة : «أسير بن جابر» .

7875 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «سمعتم بمدينة ، جانب منها في البرِّ ، وجانب منها في البحر ؟ قالوا : -[381]- نعم يا رسول الله ، قال : لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق (1) ، فإذا جاؤوها نزلوا ، فلم يقاتلوا بسلاح ، ولم يرموا بسهم ، قالوا : لا إله إلا الله ، و الله أكبر ، فيسقط أحدُ جانبيها - قال ثور بن يزيد : لا أعلمه إلا قال : الذي في البحر - ثم يقولون الثانية : لا إله إلا الله ، والله أكبر ، فيسقط جانبها الآخر ، ثم يقولون [الثالثة] : لا إله إلا الله ، والله أكبر ، فيُفْرَّج فيدخلونها فيغنمون ، فبينما هم يقتسمون المغانم ، إذ جاءهم الصريخ ، فقال : إنَّ الدجالَ قد خرج ، فيتركون كلَّ شيء ويرجعون» أخرجه مسلم (2) .
__________
(1) قال النووي في " شرح مسلم " : قال القاضي : كذا في جميع أصول " صحيح مسلم " : من بني إسحاق ، قال : قال بعضهم : المعروف المحفوظ : من بني إسماعيل ، وهو الذي يدل عليه الحديث وسياقه لأنه إنما أراد العرب ، وهذه المدينة هي القسطنطينية .
(2) رقم (2920) في الفتن ، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم في الفتن (18 : 33) عن قتيبة ، عن عبد العزيز بن محمد. و (18 : 34) عن محمد بن مرزوق ، عن بشر بن عمر ، عن سليمان بن بلال. كلاهما عن ثور بن زيد ، عن سالم، أبي هريرة ، فذكره.

7876 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- «قال : لا تقوم الساعةُ حتى يقاتلَ المسلمون اليهود ، [فيقتلهم المسلمون] ، حتى يختبئ اليهوديُّ من وراء الحجَر والشجرِ ، فيقول الحجرُ أو الشجرُ : يا مسلم ، يا عبد الله ، هذا يهودِيٌّ خَلْفي ، تعال فاقتلهُ إلا الغَرْقَدَ ، فإنَّه من شجر اليهود» .
وفي رواية أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهودَ ، حتى يقول الحجرُ وراءه اليهوديُّ : يا مسلم هذا يهوديٌّ ورائي ، -[382]- فاقتله» أخرج الأولى مسلم ، والثانية البخاري (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 75 في الجهاد ، باب قتال اليهود ، ومسلم رقم (2922) في الفتن ، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (4/51) قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال : أخبرنا جرير. عن عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة ، فذكره.
وأخرجه أحمد (2/417) . ومسلم (8/188) قالا : حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا يعقوب - يعني ابن عبد الرحمن - عن سهيل ، عن أبيه ، فذكره.

7877 - (خ م ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «لتُقاتِلُنَّ اليهودَ ، فلتَقْتُلُنّهم ، حتى يقولَ الحجر : يا مسلم ، هذا يهوديٌّ فتعال فاقتله» .
وفي أخرى قال : «تقتتلون أنتم ويهودُ ، حتى يقول الحجرُ : يا مسلم ، هذا يهوديٌّ ورائي ، تعال فاقتله» .
وفي أخرى : «تقاتلكم اليهودُ فَتُسلَّطُون عليهم...» الحديث أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 75 في الجهاد ، باب قتال اليهود ، وفي الأنبياء ، باب علامات النبوة في الإسلام ، ومسلم رقم (2921) في الفتن ، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء ، والترمذي رقم (2237) في الفتن ، باب ما جاء في علامة الدجال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (4/51) قال : حدثنا إسحاق بن محمد الفروي ، قال : حدثنا مالك. ومسلم (8/188) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا محمد بن بشر ، قال : حدثنا عبيد الله. (ح) وحدثناه محمد بن المثنى ، وعبيد الله بن سعيد ، قالا : حدثنا يحيى ، عن عبيد الله.
كلاهما - مالك ، وعبيد الله بن عمر - عن نافع ، فذكره.

7878 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا تقوم الساعةُ حتى تقتتل فئتان من المسلمين ، فيكون بينهما مَقتلةٌ عظيمة دعواهما واحدة» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 72 في الفتن ، باب خروج النار ، وفي الأنبياء ، باب علامات النبوة في الإسلام ، وفي استتابة المرتدين ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان دعوتهما واحدة " ، ومسلم رقم (157) في الإيمان ، باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان ، وفي الفتن ، باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (9/74) قال : حدثنا أبو اليمان. قال : أخبرنا شعيب. قال : حدثنا أبو الزناد. عن عبد الرحمن ، فذكره بطوله.
(*) وأخرجه الحميدي (1104) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (2/530) قال : حدثنا علي ، قال : أخبرنا ورقاء. والبخاري (9/22) قال : حدثنا علي. قال : حدثنا سفيان.
كلاهما - سفيان بن عيينة ، وورقاء بن عمر - عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (2/236) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن مالك. وفي (2/530) قال : حدثنا علي. قال : أخبرنا ورقاء. ومسلم (8/189) قال : حدثني زهير بن حرب وإسحاق بن منصور. قال إسحاق : أخبرنا. وقال : زهير حدثنا عبد الرحمن ، وهو ابن مهدي ، عن مالك.
كلاهما - مالك ، وورقاء بن عمر - عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (2/530) قال : حدثنا علي. قال : أخبرنا ورقاء ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (2/530) قال : حدثنا علي. قال : أخبرنا ورقاء. والبخاري (2/135) قال : حدثنا أبو اليمان. قال : أخبرنا شعيب.
كلاهما - ورقاء بن عمر ، وشعيب بن أبي حمزة - عن أبي الزناد ، عن عبد الرحمن الأعرج ، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (2/530) قال : حدثنا علي. قال : أخبرنا ورقاء. والبخاري في «الأدب المفرد» (449) قال : حدثنا إسماعيل. قال : حدثني ابن أبي الزناد.
كلاهما - ورقاء بن عمر ، وابن أبي الزناد - عن أبي الزناد ، عن عبد الرحمن الأعرج ، فذكره.
(*) وأخرجه مالك في «الموطأ» (165) . وأحمد (2/236) قال : حدثنا عبد الرحمن ، عن مالك. وفي (2/530) قال : حدثنا علي. قال : أخبرنا ورقاء. والبخاري (9/73) قال : حدثنا إسماعيل. قال : حدثني مالك. ومسلم (8/182) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، عن مالك بن أنس - فيما قرئ عليه -.
كلاهما - مالك ، وورقاء بن عمر - عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (2/350) قال : حدثنا حسن. قال : حدثنا ابن لهيعة. وفي (2/530) قال : حدثنا علي. قال : أخبرنا ورقاء ، عن أبي الزناد. ومسلم (1/95) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا حسين بن علي ، عن زائدة ، عن عبد الله بن ذكوان.
كلاهما - عبد الله بن لهيعة ، وعبد الله بن ذكوان أبو الزناد - عن عبد الرحمن الأعرج ، فذكره.
(*) وأخرجه الحميدي (1179) قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا أبو الزناد ، عن الأعرج ، فذكره.
(*) وأخرجه البخاري (2/41) قال : حدثنا أبو اليمان. قال : أخبرنا شعيب. قال : أخبرنا أبو الزناد. عن عبد الرحمن الأعرج ، فذكره.
(*) وأخرجه الحميدي (1103) قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا أبو الزناد ، عن الأعرج ، فذكره.
(*) وأخرجه مسلم (8/210) قال : حدثني زهير بن حرب. قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (2/369) قال : حدثنا علي بن حفص. قال : أخبرنا ورقاء ، عن أبي الزناد عن الأعرج ، فذكره.
(*) وأخرجه البخاري (8/132) قال : حدثنا أبو اليمان. قال : أخبرنا شعيب. قال : حدثنا أبو الزناد ، عن عبد الرحمن ، فذكره.

7879 - (ت) حذيفة بن اليمان (1) - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تقتلوا إمامَكم ، وتجتلدوا بأسيافكم ، وَيَرِثَ دُنياكم شِراركُم» أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) في المطبوع : أنس بن مالك ، وهو خطأ .
(2) رقم (2171) في الفتن ، باب ما جاء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (4043) في الفتن ، باب أشراط الساعة ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/389) قال : حدثنا سليمان ، قال : أخبرنا إسماعيل. وابن ماجة (4043) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال : حدثنا عبد العزيز الدراوردي. والترمذي (2170) قال : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد.
كلاهما - إسماعيل ، وعبد العزيز - عن عمرو مولى المطلب ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري ، فذكره.
قال الترمذي : هذا حديث حسن إنما نعرفه من حديث عمرو بن أبي عمرو.
قلت : في سنده عمرو بن أبي عمرو مختلف فيه ، وقد أورده ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين.

7880 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا تقوم الساعةُ حتى يَكْثُرَ الهَرْجُ ، قالوا : وما اَلهرجُ يا رسولَ الله ؟ قال : القَتلُ ، القَتلُ» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (157) في الفتن ، باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/313) . ومسلم (8/60) قال : حدثنا محمد بن رافع.
كلاهما أحمد بن حنبل ، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق بن همام ، قال : حدثنا معمر ، عن همام بن منبه ، فذكره.

7881 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «يكون بين يدي الساعة فِتَن كَقِطَع الليل المظلم ، يُصبح الرجلُ مؤمناً ، ويُمسي كافراً ، ويمُسي مؤمناً ، ويصبحُ كافراً ، يبيع أقوام (1) ديِنَهم بِعرَض من الدنيا» أخرجه الترمذي (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كقطع) قطع الليل : طائفة منه .
__________
(1) في نسخ الترمذي المطبوعة : يبيع أحدهم .
(2) رقم (2196) في الفتن ، باب ما جاء ستكون فتن كقطع الليل المظلم ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2197) قال : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن سعد بن سنان ، فذكره.

الفصل الخامس : في قرب مبعثِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - من الساعة
7882 - (خ م) سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال : «رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال بأصبعيه هكذا الوسطى والتي تلي الإبهام ، وقال : بُعثت أنا والساعة كهاتين» .
وفي رواية قال : «بُعثْتُ أنا والساعة كهاتين ، ويشير بإصبعيه ، يَمدُّهما» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 299 في الرقاق ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " بعثت أنا والساعة كهاتين " ، وفي تفسير سورة {والنازعات} ، وفي الطلاق ، باب اللعان ، ومسلم رقم (2950) في الفتن ، باب قرب الساعة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (925) قال : حدثنا سفيان. وأحمد (5/330 و 335) قال : حدثنا سفيان. وفي (5/331) قال : حدثنا أنس بن عياض. وفي (5/338) قال : حدثنا حسين ، قال : حدثنا محمد بن مطرف. والبخاري (6/206) قال : حدثنا أحمد بن المقدام. قال : حدثنا الفضيل بن سليمان. وفي (7/68) قال : حدثنا علي بن عبد الله ، قال : حدثنا سفيان. وفي (8/131) قال : حدثنا سعيد بن أبي مريم ، قال : حدثنا أبو غسان. مسلم (8/208) قال : حدثنا سعيد بن منصور ، قال : حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن ، وعبد العزيز بن أبي حازم (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا يعقوب.
ستتهم - سفيان ، وأنس بن عياض ، ومحمد بن مطرف أبو غسان ، والفضيل ، ويعقوب ، وعبد العزيز - عن أبي حازم ، فذكره.

7883 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «بُعثتُ أنا والساعة كهاتين - يعني إصبعين» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 11 / 300 في الرقاق ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " بعثت أنا والساعة كهاتين " .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :أخرجه البخاري (8/131) قال : حدثني يحيى بن يوسف. وابن ماجة (4040) قال : حدثنا هناد بن السري ، وأبو هشام الرفاعي محمد بن يزيد.
ثلاثتهم - يحيى ، وهناد ، وأبو هشام - عن أبي بكر بن عياش. قال : حدثنا أبو حصين ، عن أبي صالح، فذكره.

7884 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «بُعِثْتُ أنا والساعة كهاتين ، كفضل إحداهما على الأخرى وَضمَّ السبابة والوسطى» . -[385]-
وفي رواية قال : «بُعِثْتُ في نَفَس الساعة ، فسبقتُها كفضل هذه على الأخرى» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
وفي رواية الترمذي قال : «بُعِثْتُ أنا والساعة كهاتين - وأشار أبو داود (2) - بالسبابة والوسطى ، فما فَضل إحداهما على الأخرى ؟» .
وفي أخرى [لمسلم] قال : «بُعِثْتُ أنا والساعة هكذا - وقَرَنَ شُعبة بين إصبعيه : المسَبِّحة والوسطى ، يحكيه» (3) .
__________
(1) هذه الرواية لم نجدها بهذا اللفظ عند البخاري ولا عند مسلم ، وإنما هي إحدى روايات الترمذي لهذا الحديث .
(2) هو أبو داود الطيالسي ، أحد رواة الحديث ، قال الترمذي : حدثنا محمود بن غيلان ، قال : أخبرنا أبو داود يعني الطيالسي ، أنبأنا شعبة عن قتادة عن أنس .
(3) رواه البخاري 11 / 299 في الرقاق ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " بعثت أنا والساعة كهاتين " ، ومسلم رقم (2951) في الفتن ، باب قرب الساعة ، والترمذي رقم (2214) و (2215) في الفتن ، باب ما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم : " بعثت أنا والساعة كهاتين يعني السبابة والوسطى " .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - تخريج الحديث من رواية أبي التياح ، وقتادة وحمزة.
أخرجه أحمد (3/222) و (278) قال : حدثنا هاشم ، حدثنا شعبة ، عن أبي التياح ، وقتادة ، وحمزة الضبي ، فذكروه.
2 - تخريجه من رواية حمزة الضبي وأبي التياح :
أخرجه مسلم (8/209) قال : حدثناه محمد بن بشار. قال : حدثنا ابن أبي عدي ، عن شعبة ، عن حمزة الضبي ، وأبي التياح ، فذكراه.
4- تخريجه من رواية أبي التياح :
أخرجه أحمد (3/131) قال :حدثنا محمد بن جعفر. والدارمي (2762) قال: حدثنا وهب بن جرير. ومسلم (8/209) قال :حدثنا عبيد الله بن معاذ ، قال:حدثنا أبي (ح) وحدثنا محمد بن الوليد ،قال : حدثنا محمد بن جعفر.ثلاثتهم-ابن جعفر ،ووهب ، ومعاذ - قالوا :حدثنا شعبة ،عن أبي التياح ،فذكره.
5 - تخريجه من رواية قتادة :
أخرجه أحمد (3/123) قال : حدثنا يزيد. وفي (3/130 و 274) قال : حدثنا محمد بن جعفر. وفي (3/274) قال : حدثنا حجاج. وعبد بن حميد (1167) قال : أخبرنا يزيد بن هارون. ومسلم (8/208) قال : حدثنا محمد بن المثنى ، ومحمد بن بشار ، قالا : حدثنا محمد بن جعفر. والترمذي (2214) قال: حدثنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا أبو داود.
أربعتهم - يزيد ، وابن جعفر ، وحجاج ، وأبو داود - عن شعبة.
وأخرجه أحمد (3/193) قال : حدثنا بهز. وفي (3/283) قال : حدثنا عفان.
كلاهما - بهز ، وعفان- قالا : حدثنا أبان - ابن يزيد العطار -.
وأخرجه أحمد (3/218) قال : حدثنا روح ، قال : أخبرنا سعيد بن أبي عروبة.
ثلاثتهم - شعبة ، وأبان ، وسعيد - عن قتادة ، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (3/237) قال : حدثنا يعقوب ، قال : أخبرنا أبي ، عن ابن إسحاق ، قال : حدثني زياد بن أبي زياد ، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (3/223) قال : حدثنا أبو المغيرة ، قال : حدثنا الأوزاعي ، قال : حدثنا إسماعيل ، فذكره أخرجه مسلم (8/209) قال : حدثنا أبو غسان المشمعي ، قال : حدثنا معتمر ، عن أبيه ، عن معبد- ابن هلال العنزي - ، فذكره.

7885 - (ت) المستورد بن شداد - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «بُعِثْتُ في نَفَس الساعة ، فسبقتُها كما سبقت هذه لهذه - لإصبعيه : السبابةِ والوسطى» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2214) في الفتن ، باب ما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم : " بعثت أنا والساعة كهاتين يعني السبابة والوسطى " ، وإسناده ضعيف ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب من حديث المستورد بن شداد ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه . أقول : ولكن له شواهد بمعناه يقوى بها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه الترمذي (2213) حدثنا محمد بن عمر بن هياج الأسدي الكوفي ،قال: حدثنا يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي، قال حدثنا عبيدة بن الأسود ، عن مجالد ، عن قيس بن أبي حازم ، فذكره.
قال أبو عيسى : هذا حديث غريب من حديث المستورد بن شداد لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

7886 - () سهل بن حنيف - رضي الله عنه (1) - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «بُعِثتُ في نَفَسِ الساعة ، وإنما تقدَّمتها كما بين هاتين - ويشير -[386]- بالسبابة والوسطى من أصابعه فيمدَّهما - وقال تعالى : {وما أمر الساعة إلا كلمْحِ البصر} [النحل : 77]» أخرجه ... (2) .
__________
(1) في المطبوع : بياض .
(2) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
من زيادات رزين..

الفصل السادس : في خروج النار قبل الساعة
7887 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا تقوم الساعة حتى تخرجَ نار من أرض الحجاز ، تضيء أعناقَ الإبل بِبُصْرى» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 13/ 68 و 69 في الفتن ، باب خروج النار ، ومسلم رقم (2902) في الفتن ، باب لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (9/73) قال : حدثنا أبو اليمان. قال : أخبرنا شعيب. ومسلم (8/180) قال : حدثني حرملة بن يحيى. قال : أخبرنا ابن وهب. قال : أخبرني يونس. (ح) وحدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث. قال : حدثنا أبي ، عن جدي. قال : حدثني عقيل بن خالد.
ثلاثتهم - شعيب ، ويونس ، وعقيل - عن ابن شهاب الزهري ، قال : قال سعيد بن المسيب ، فذكره.

7888 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «ستخرج نار من حَضْرموت - أو من بحر حضرموت - قبل القيامة تَحشُرُ الناس ، قالوا : يا رسولَ الله ، فما تأمرنا ؟ قال : عليكم بالشام» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2218) في الفتن ، باب لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من قبل الحجاز ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال : وفي الباب عن حذيفة بن أسيد ، وأنس ، وأبي هريرة ، وأبي ذر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2217) قال :حدثنا أحمد بن منيع ، قال : حدثنا حسين بن محمد البغدادي ، قال :حدثنا شيبان، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي قلابة ، عن سالم بن عبد الله بن عمر ، فذكره.
قال أبو عيسى : وهذا حديث حسن غريب صحيح من حديث ابن عمر..

7889 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «أولُ أشراط الساعة : نار تحشُرُ الناس من المشرق إلى المغرب» أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .
__________
(1) 13 / 68 في الفتن ، باب خروج النار ، قال الحافظ في " الفتح " : وصله المصنف في باب الهجرة في قصة إسلام عبد الله بن سلام موصولاً من طريق حميد عن أنس بلفظ : " وأما أول أشراط الساعة ، فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب " ووصله أيضاً في الأنبياء من وجه آخر عن حميد بلفظ : " نار تحشر الناس ... " .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: ذكره البخاري (13/68) في الفتن ، باب خروج النار.
قال الحافظ في «الفتح» : وصله المصنف في باب الهجرة في قصة إسلام عبد الله بن سلام موصولا من طريق حميد عن أنس بلفظ : «وأما أول أشراط الساعة فنار تحشرهم من المشرق إلى المغرب» . ووصله أيضا في الأنبياء من وجه آخر عن حميد بلفظ: «نار تحشر الناس...» .

الفصل السابع : في انقضاء كل قرن
7890 - (م ت) أبو الزبير أنه سمع جابراً - رضي الله عنه - يقول : سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول - قبل أن يموت بشهر - : «تسألوني عن الساعة ؟ وإنما علمُها عند الله ، وأقْسِمُ بالله ما على الأرض من نَفس منفوسة اليومَ يأتي عليها مائةُ سنة وهي حَيَّة يومئذ ، قال : فَسَّرها عبد الرحمن صاحب السقاية ، قال بعضهم : هو نَقْصُ العمر» .
وفي رواية قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «ماِ من منفوسة تبلغ مائة سنة - قال سالم بن أبي الجعد : وتذاكرنا ذلك عنده - إنما هي نفس -[388]- مخلوقة يومئذ» أخرجه مسلم ، وأخرج الترمذي الثانية (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نفس منفوسة) النفس المنفوسة : هي المولودة ، نفست المرأة - بفتح النون وضمها - إذا ولدت ، والمعنى في الحديث : أن كل من هو موجود الآن ، يعني ذلك الوقت إلى انقضاء ذلك الأمد المعين : يكونون قد ماتوا ، ولا بقي منهم على الأرض أحد ، لأن الغالب على أعمارهم لا يتجاوز ذلك الأمد الذي أشار إليه النبي - صلى الله عليه وسلم- فتكون قيامة أهل ذلك العصر قد قامت .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2538) في فضائل الصحابة ، باب قوله صلى الله عليه وسلم : " لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم " ، والترمذي رقم (2251) في الفتن ، باب (64) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1 - أخرجه أحمد (3/322) قال : حدثنا محمد بن بكر. وفي (3/383) قال : حدثنا حجاج. ومسلم (7/187) قال : حدثني هارون بن عبد الله ، وحجاج بن الشاعر ، قالا : حدثنا حجاج بن محمد (ح) وحدثنيه محمد بن حاتم ، قال : حدثنا محمد بن بكر.
كلاهما - ابن بكر ، وحجاج بن محمد - عن ابن جريج.
2 - وأخرجه أحمد (3/345) قال : حدثنا موسى ، قال : حدثنا ابن لهيعة.
كلاهما - ابن جريج ، وابن لهيعة - عن أبي الزبير ، فذكره.

7891 - (خ م د ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : «صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ذاتَ ليلة العشاءَ في آخر حياته ، فَلَمَّا سلَّمَ قال : أَرأَيتَكمَ ليلتَكم هذه ؟ فإنَّ على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو اليومَ على ظهر الأرض أحد» أخرجه البخاري ومسلم .
وزاد الترمذي وأبو داود : قال ابن عمر : «فَوَهَلَ الناسُ في مقالة رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- تلك ، فيما يتحدَّثونه بهذه الأحاديث : نحو مائة سنة ، وإنما قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد ، يريد بذلك أن ينخَرِم ذلك القَرن» (1) .
-[389]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فَوهَل) الوهَل : الفزع ، وهِلْتُ أهِل وَهَلاً : إذا فجأك أمر لم تعرفه ، فارتعت له ، ووهَل يَهِل إلى الشيء وهْلاً : إذا ذهب وهْمه إليه .
(ينخرم القرن) القرن من الزمان : أهل زمان مخصوص ، وانخرامه : انقضاؤه .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 188 في العلم ، باب السمر في العلم ، وفي مواقيت الصلاة ، باب ذكر العشاء -[389]- والعتمة ، وباب السمر في الفقه والخير بعد العشاء ، ومسلم رقم (2537) في الفتن ، باب قوله صلى الله عليه وسلم : " لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم " ، وأبو داود رقم (4348) في الملاحم ، باب قيام الساعة ، والترمذي رقم (2252) في الفتن ، باب رقم (64) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري في العلم (41 : 1) عن سعيد بن عفير ، عن الليث ، عن عبد الرحمن بن خالد ، عن الزهري ، وأبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة ، كلاهما عن ابن عمر ، ومسلم في الفضائل (99 : 2) تعليقا عقيب حديث شعيب بن أبي حمزة. ورواه الليث ، عن عبد الرحمن بن مسافر ، عن ابن شهاب ، عن سالم ، عن ابن عمر. الأشراف (5/380) .
وأخرجه أبو داود (4348) حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، قال : أخبرني سالم بن عبد الله ، وأبو بكر بن سليمان ، أن عبد الله بن عمر ، فذكره.
وأخرجه الترمذي (2251) حدثنا عبد بن حميد ، أخبرنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن سالم بن عبد الله ، وأبي بكر بن سليمان وهو ابن أبي حثمة ، عن عبد الله بن عمر ، فذكره.

7892 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها - قالت : «كان الأعرابُ إذا قدموا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- سألوه عن الساعة ، متى الساعة ؟ فينظر إلى أحدث إنسان منهم ، فيقول : إن يَعَشْ هذا ، لم يُدركْه الهرَمُ ، حتى قامت عليكم الساعةُ ، قال هشام : يعني موتَهم» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 312 و 313 في الرقاق ، باب سكرات الموت ، ومسلم رقم (2952) في الفتن ، باب قرب الساعة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (6511) حدثني صدقة ، أخبرنا عبدة ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة.
وأخرجه مسلم (2952) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وأبو كريب. قالا : حدثنا أبو أسامة ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة ، فذكرته.

7893 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أنَّ رجلاً سأل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- : متى الساعة ؟ فسكتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- هُنَيْهَة ، ثم نظر إلى غلام بين يديه من أزدْ شَنُوءة ، فقال : إنْ عُمِّرَ هذا الغلام، لم يدركه الهرم حتى تقوم الساعة ، قال أنس : وذلك الغلام من أترابي يومئذ» . -[390]-
وفي رواية «وعنده غلام من الأنصار ، يقال له : محمد...» وذكر الحديث أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2953) في الفتن ، باب قرب الساعة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (2953) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا يونس بن محمد ، عن حماد بن سلمة، عن ثابت ، فذكره.

7894 - (م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : «لما رَجَع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- من غزوة تبوك ، سألوه عن الساعة ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه مسلم ، وهو كذلك ، فقد أخرجه رقم (2539) في فضائل الصحابة ، باب قوله صلى الله عليه وسلم : " لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم " .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (2539) حدثنا ابن نمير ،حدثنا أبو خالد ،عن داود «واللفظ له» . (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ،حدثنا سليمان بن حيان ،عن داود ،عن أبي النضرة ،عن أبي سعيد ، فذكره.

الفصل الثامن : في خروج الكَّذابين
7895 - (د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا تقوم الساعة حتى يُبعثَ (1) كذَّابون دَجالون ، قريباً من ثلاثين ، كلُّهم يزعم أنه رسول الله» أخرجه الترمذي .
وفي رواية أبي داود «حتى يخرج ثلاثون دجَّالون كلُّهم يزعم أنه رسولُ الله» . -[391]-
وفي أخرى «حتى يخرج ثلاثون كذَّاباً دجالاً ، كلُّهم يكذب على الله وعلى رسوله» .
وفي رواية عَبيدة السَّلْماني بهذا الخبر... ، فقلت له : «أترى هذا منهم ؟- يعني : المختار - فقال عَبِيدَة : أما إنَّه من الرؤوس» (2) .
__________
(1) ليس المراد بالبعث الإرسال المقارن للنبوة ، بل هو كقوله تعالى : {إنا أرسلنا الشياطين على الكافرين} وليس المراد أيضاً من ادعى النبوة مطلقاً ، فإنهم لا يحصون كثرة ، لكون غالبهم ينشأ لهم ذلك عن جنون أو سوداء ، وإنما المراد من قامت له شوكة وبدت لهم شبهة .
(2) رواه الترمذي رقم (2219) في الفتن ، باب ما جاء لا تقوم الساعة حتى يخرج كذابون ، وأبو داود رقم (4333) و (4334) و (4335) في الملاحم ، باب في خبر ابن صائد ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/313) . والبخاري (4/243) قال : حدثني عبد الله بن محمد. ومسلم (8/189) قال : حدثنا محمد بن رافع. والترمذي (2218) قال : حدثنا محمود بن غيلان.
أربعتهم - أحمد بن حنبل ، وعبد الله بن محمد ، ومحمد بن رافع ، ومحمود بن غيلان - عن عبد الرزاق بن همام ، قال : أخبرنا معمر ، عن همام بن منبه ، فذكره.
وأخرجه أحمد (2/450) قال : حدثنا يزيد. وفي (2/527) قال : حدثنا عبد الصمد. قال : حدثنا حماد. وأبو داود (4334) قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ. قال : حدثنا أبي.
ثلاثتهم - يزيد بن هارون ، وحماد بن سلمة ، ومعاذ العنبري - عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، فذكره.

7896 - (م) جابر بن سمرة (1) - رضي الله عنهما - قال : سمعتُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «إن بين يدي الساعة كذَّابينَ» أخرجه مسلم (2) .
__________
(1) في الأصل والمطبوع : جابر ، وإذا أطلق ، فهو جابر بن عبد الله ، وهو هنا جابر بن سمرة .
(2) رقم (2923) في الفتن ، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (5/86و87) قال : حدثنا عبد الرزاق. وفي (5/107) قال : حدثنا وكيع. كلاهما - عبد الرزاق ، ووكيع - عن إسرائيل.
2 - وأخرجه أحمد (5/88) قال : حدثنا محمد بن جعفر. وفي (5/101) قال : حدثنا يحيى بن سعيد، وابن جعفر. وفي (5/101) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (8/189) قال : حدثني ابن المثنى ، وابن بشار ، قالا : حدثنا محمد بن جعفر. وعبد الله بن أحمد (5/95) قال : حدثنا خلاد بن أسلم أبوبكر ، قال : أخبرنا النضر بن شميل.
ثلاثتهم - ابن جعفر ، ويحيى ، والنضر - عن شعبة.
3 - وأخرجه أحمد (5/89) قال : حدثنا عفان. ومسلم (8/189) قال : حدثنا أبو كامل الجحدري. كلاهما - عفان ، وأبو كامل - قالا : حدثنا أبو عوانة.
4 - وأخرجه أحمد (5/90 و 100 و 106) قال : حدثنا بهز بن أسد ، قال : حدثنا حماد بن سلمة.
5 - وأخرجه أحمد (5/92 و 94) قال : حدثنا أبو كامل ، قال : حدثنا زهير.
6 - وأخرجه مسلم (8/188) قال : حدثنا يحيى بن يحيى ، وأبو بكر بن أبي شيبة. وعبد الله بن أحمد (5/96) قال : حدثني سويد بن سعيد.
ثلاثتهم - يحيى ، وأبو بكر ، وسويد - عن أبي الأحوص.
ستتهم - إسرائيل ، وشعبة ، وأبو عوانة ، وحماد ، وزهير ، وأبو الأحوص - عن سماك بن حرب ، فذكره.

الفصل التاسع : في طلوع الشمس من مغربها
7897 - (خ م د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا تقوم الساعة حتى تَطْلُع الشمس من مغربها ، فإذا رآها الناسُ آمن مَنْ عليها» .
وفي رواية : «فإذا طلعت ورآها الناسُ ، آمنوا أجمعون ، فذلك حين -[392]- لا ينفع نفساً إيمانُها لم تكن آمَنَت من قبلُ أو كَسَبَتْ في إيمانها خيراً» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 303 و 304 في الرقاق ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " بعثت أنا والساعة كهاتين " ، وفي الاستسقاء ، باب ما قيل في الزلازل والآيات ، وفي الزكاة ، باب الصدقة قبل الرد ، ومسلم رقم (157) في الإيمان ، باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان ، وأبو داود رقم (4312) في الملاحم ، باب أمارات الساعة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (8/132) قال : حدثنا أبو اليمان. قال : أخبرنا شعيب. قال : حدثنا أبو الزناد ، عن عبد الرحمن ، فذكره.
وأخرجه مسلم (1/95) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا حسين بن علي ، عن زائدة ، عن عبد الله بن ذكوان عن الأعرج ، فذكره.

7898 - (خ م ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال : «دخلت المسجد حين غابت الشمس والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم- جالس ، فقال : يا أبا ذر ، أين تذهب هذه ؟ قال : قلتُ : الله ورسوله أعلم ، قال : فإنها تذهب تستأذن في السجود ، فيؤذَن لها ، وكأنَّها قد قيل لها : اطْلُعِي من حيث جئتِ ، فتطلُعُ من مغربها قال : ثم قرأ (1) {وذلك مُستَقَرٌّ لها} [يس : 38] وقال (2) : وذلك في قراءة عبد الله بن مسعود (3)» أخرجه الترمذي (4) .
وقد أخرج البخاري ومسلم هذا المعنى بأطول منه ، وهو مذكور في تفسير سورة يس ، وفي «خلق العالم» من حرف التاء والخاء (5) .
__________
(1) قال أبو ذر : ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم .
(2) أي : أبو ذر .
(3) وكذلك قرأها عكرمة ، وعلي بن الحسين ، والشيزري عن الكسائي كما في " زاد المسير" 7 / 19 ، والقراءة المتواترة وهي قراءة حفص عن عاصم {والشمس تجري لمستقر لها} .
(4) رقم (3225) في التفسير ، باب ومن سورة يس ، وفي الفتن ، باب ما جاء في طلوع الشمس من مغربها ، وهو حديث صحيح .
(5) تقدم الحديث في الجزء 2 رقم الحديث (780) فليراجع .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/145) قال : حدثنا مؤمل. قال : حدثنا حماد - يعني ابن سلمة -. قال : حدثنا يونس. وفي (5/152) قال : حدثنا محمد بن عبيد. قال : حدثنا الأعمش. وفي (5/158 و 177) قال : حدثنا وكيع. قال : حدثنا الأعمش. وفي (5/165) قال : حدثنا يزيد. قال : حدثنا سفيان - يعني ابن حسين - عن الحكم. وفي (5/177) قال : حدثنا ابن نمير ، ومحمد بن عبيد. قالا : حدثنا الأعمش. والبخاري (4/131) قال : حدثنا محمد بن يوسف. قال : حدثنا سفيان ، عن الأعمش. وفي (6/154) قال : حدثنا أبو نعيم. قال : حدثنا الأعمش. وفي (6/154) قال : حدثنا الحميدي. قال : حدثنا وكيع. قال :حدثنا الأعمش. وفي (9/153) قال : حدثنا يحيى بن جعفر. قال: حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش. وفي (9/155) قال : حدثنا عياش بن الوليد. قال : حدثنا وكيع، عن الأعمش. ومسلم (1/96) قال : حدثنا يحيى بن أيوب وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن ابن علية. قال : حدثنا يونس (ح) وحدثني عبد الحميد بن بيان الواسطي ، قال : أخبرنا خالد - يعني ابن عبد الله - عن يونس. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا : حدثنا أبو معاوية. قال : حدثنا الأعمش. (ح) وحدثنا أبو سعيد الأشج وإسحاق بن إبراهيم. قال إسحاق : أخبرنا. وقال الأشج : حدثنا وكيع. قال : حدثنا الأعمش. وأبو داود (4002) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، وعبيد الله بن ميسرة. قالا: حدثنا يزيد بن هارون. عن سفيان بن حسين ، عن الحكم بن عتيبة. والترمذي (2186 و 3227) قال : حدثنا هناد. قال : حدثنا أبو معاوية. عن الأعمش. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/11993) عن إسحاق بن إبراهيم ، عن إسماعيل بن علية ، عن يونس بن عبيد. (ح) وعن إسحاق بن إبراهيم ، عن أبي نعيم ، عن الأعمش.
ثلاثتهم - يونس بن عبيد ، والأعمش ، والحكم بن عتيبة - عن إبراهيم بن يزيد التيمي ، عن أبيه ، فذكره.
(*) في رواية ابن علية قال : «حدثنا يونس ، عن إبراهيم بن يزيد التيمي ، سمعه فيما أعلم عن أبيه» .

الفصل العاشر : في أشراط متفرقة
7899 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «والذي نفسي بيده ، لا تقوم الساعة حتى تُكلِّمَ السباعُ الإنسَ ، وحتى تُكلِّمَ الرجلَ عذَبةُ سوطه وشراكُ نعله ، وتخبره فخِذُه بما أحدَثَ أهلُهُ بَعْدَهُ» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عذَبة سوطه) : السير المعلق في طرفه .
__________
(1) رقم (2182) في الفتن ، باب ما جاء في كلام السباع ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2181) حدثنا سفيان بن وكيع ، حدثنا أبي عن القاسم بن الفضل ، حدثنا أبو نضرة العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ، فذكره.
قال أبو عيسى : وفي الباب عن أبي هريرة ، وهذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث القاسم بن الفضل ، والقاسم بن الفضل ثقة مأمون عند أهل الحديث ، وثقه يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي.

7900 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : سمعت رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «لا تقوم الساعة حتى تضطربَ ألياتُ نساءِ دَوْس على ذي الخلصَةِ ، وذو الخلَصة : طاغية دَوس التي كانوا يعْبُدون في الجاهلية» .
وفي رواية : «وذو الخلصة : صنم كان يعبده دَوْس في الجاهلية بتَبَالَة» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
-[394]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أليات نساء دوس على ذي الخلصة) ذو الخلصة : بيت أصنام كان لدوس وخثعم وبَجيلة ، ومن كان ببلادهم من العرب ، وقيل : هو صنم ، وكان عمرو بن لحيّ نَصبَه بأسفل مكة ، حين نصب الأصنام في مواضع شتى ، فكانوا يُلبسونه القلائد ، ويعلِّقون عليه بَيض النعام ، ويذبحون عنده ، فكان معناهم في تسميتهم بذلك : أن عبَّاده خَلَصة ، وقيل : هو الكعبة اليمانية ، والمعنى : أنهم يرتدون ويرجعون إلى جاهليتهم في عبادة الأوثان ، فترمل نساء دوس طائفاتٍ حولَه ، فترتَجُّ أردافهنَّ .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 66 في الفتن ، باب تغيير الزمان حتى تعبد الأوثان ، ومسلم رقم (2906) في الفتن ، باب لا تقوم الساعة حتى تعبد دوس ذا الخلصة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/271) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. والبخاري (9/73) قال : حدثنا أبو اليمان. قال : أخبرنا شعيب. ومسلم (8/182) قال : حدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد. قال عبد : أخبرنا. وقال ابن رافع : حدثنا عبد الرزاق. قال : أخبرنا معمر.
كلاهما - معمر بن راشد ، وشعيب بن أبي حمزة - عن الزهري. قال : قال سعيد بن المسيب ، فذكره.

7901 - (ت) [حذيفة بن اليمان]- رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا تقوم الساعة حتى يكون أسعدَ الناس بالدنيا لُكَع بنُ لكع» . أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لكع بن لكع) اللكع عند العرب : العبد ، وقيل : هو اللئيم ، وقيل : هو الوسِخ القذِر .
__________
(1) رقم (2210) في الفتن ، باب (37) ، وأخرجه أحمد والبيهقي في " دلائل النبوة " ، والضياء ، وغيرهم ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2209) حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا عبد العزيز بن محمد ، عن عمرو بن أبي عمرو ، قال: وحدثنا علي بن حجر ، أخبرنا إسماعيل بن جعفر ، عن عمرو أبي عمرو ، عن عبد الله ، وهو ابن عبد الرحمن الأنصاري الأشهلي عن حذيفة بن اليمان ، فذكره.
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب ، إنما نعرفه من حديث عمرو بن أبي عمرو

7902 - (م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا تقوم الساعة على أحد يقول : الله الله» . -[395]-
وفي رواية «حتى لا يقال في الأرض : الله الله» أخرجه مسلم .
وأخرج الترمذي الثانية ، وقال الترمذي : وروي عنه غير مرفوع وهو أصح (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (148) في الإيمان ، باب ذهاب الإيمان آخر الزمان ، والترمذي رقم (2208) في الفتن ، باب رقم (35) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1-أخرجه أحمد (3/162) . وعبد بن حميد (1247) . ومسلم (1/91) قال : حدثنا عبد بن حميد كلاهما - أحمد ، وعبد - عن عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر.
2 - وأخرجه أحمد (3/259) قال: حدثنا أسود بن عامر. وفي (3/268) قال :حدثنا عفان. ومسلم (1/91) قال :حدثني حرب ،قال : حدثنا عفان. كلاهما - أسود ، وعفان - قالا : حدثنا حماد - ابن سلمة -.
كلاهما - معمر ، وحماد - عن ثابت ، فذكره.

7903 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا تقوم الساعةُ حتى يقومَ رجل من قحطانَ يسوقُ الناس بعصاه» أخرجه البخاري ومسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يسوق الناس بعصاه) لم يرد العصا نفسها ، وإنما ضربها مثلاً لطاعتهم ، واستيلائه عليهم ، إلا أنَّ في ذِكرها دليلاً على ذلك ، وعلى خشونته عليهم وعسفه بهم .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 67 في الفتن ، باب تغيير الزمان حتى تعبد الأوثان ، وفي الأنبياء ، باب ذكر قحطان ، ومسلم رقم (2910) في الفتن ، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/417) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد. قال : حدثنا عبد العزيز. والبخاري (4/223) و (9/73) قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال : حدثني سليمان بن بلال. ومسلم (8/183) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد قال : أخبرنا عد العزيز ، يعني ابن محمد.
كلاهما - عبد العزيز بن محمد ، وسليمان بن بلال - عن ثور بن زيد ، عن أبي الغيث ، فذكره.

7904 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : «بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في مجلس يحدِّثُ القومَ ، إذ جاءه أعرابي ، فقال : متى الساعة ؟ فمضى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في حديثه ، فقال بعض القوم : سَمِعَ ما قال ، فكَرِهَ ما قال ، وقال بعضهم : بل لم يسمع ، حتى إذا قضى حديثه ، قال : أين السائل -[396]- عن الساعة ؟ قال : ها أنا ذا يا رسول الله ، قال : إذا ضُيِّعتِ الأمانة فانتظرِ الساعة ، قال : وكيف إضاعتها ؟ قال : إذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة» أخرجه البخاري (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وُسِّد الأمر إلى غير أهله) إذا أسند إليه ، هذا كناية عن استقامة الناس وانقيادهم إليه واتفاقهم عليه .
__________
(1) 1 / 132 في العلم ، باب من سئل علماً وهو مشتغل في حديثه فأتم الحديث ، وفي الرقاق ، باب رفع الأمانة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/361) قال :حدثنا يونس وسريج. والبخاري (1/23) و (8/129) قال :حدثنا محمد بن سنان. وفي (1/23) قال : حدثني إبراهيم بن المنذر. قال : حدثنا محمد بن فليح.
أربعتهم - يونس ، وسريج ، ومحمد بن سنان ، ومحمد بن فليح - عن فليح بن سليمان. قال : حدثنا هلال بن علي ، عن عطاء بن يسار ، فذكره.

7905 - (خ م د ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا تقوم الساعةُ حتى يحْسِر الفُراتُ عن جَبل من ذهب يَقْتِتل الناس عليه فيُقتل من كل مائة تسعة وتسعون ، فيقول كل رجل منهم : لعلِّي أكون أنا أنجو» .
وفي رواية : قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «يوشِكُ الفُرات أن يَحْسِر عن كنز من ذهب ، فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً» أخرجه البخاري ومسلم .
وأخرج أبو داود والترمذي الرواية الثانية ، وفي رواية لأبي داود مثل الثانية وقال : «عن جَبل من ذهب» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 70 في الفتن ، باب خروج النار ، ومسلم رقم (2894) في الفتن ، باب -[397]- لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب ، وأبو داود رقم (4313) و (4314) في الملاحم ، باب في حسر الفرات عن كنز ، والترمذي رقم (2572) و (2573) في صفة الجنة ، باب رقم (26) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (9/73) قال : حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي. ومسلم (8/174) قال : حدثنا أبو مسعود سهل بن عثمان. وأبو داود (4313) قال : حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي. والترمذي (2569) قال : حدثنا أبو سعيد الأشج.
كلاهما - عبد الله بن سعيد الكندي ، أبو سعيد الأشج ، وسهل بن عثمان - قالا : حدثنا عقبة بن خالد السكوني ، عن عبيد الله بن عمر ، عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن جده حفص بن عاصم ، فذكره.

7906 - (م) عبد الله بن الحارث بن نوفل - رضي الله عنه - قال : «كنتُ واقفاً مع أُبي ابن كعب ، فقال : لا يزال الناسُ مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا ، قلتُ : أجل ، قال : فإني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : يوشِكُ الفرات أن يَحْسِر عن جبل ذهب ، فإذا سمع به الناس ساروا إليه ، فيقول مَنْ عِنده : لئن تركنا الناسَ يأخذون منه ليُذّهَبَنَّ به كلِّه ، قال : فيقتتلون عليه ، فيُقتَلُ من كلِّ مائة تسعة وتسعون» .
وفي رواية : «وقفت أنا وأُبي بنُ كعب في ظل أُجُم حَسان» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2895) في الفتن ، باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (2895) حدثنا أبو كامل ، فضيل بن حسين ، وأبو معن الرقاشي «واللفظ لأبي معن» قالا : حدثنا خالد بن الحارث ، حدثنا عبد الحميد بن جعفر ، أخبرني أبي عن سليمان بن يسار عن عبد الله بن الحارث بن نوفل ، فذكره.

7907 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «تَقِيءُ الأرضُ أفلاذَ كَبدها ، مثل الأُسطُوان من الذهب والفضة ، فيجيء القاتل ، فيقول : في هذا قَتلتُ ، ويجيء القاطع ، فيقول : في هذا قطعتُ رحمي ، ويجيء السارق ، فيقول : في هذا قُطِعَتْ يدي ، ثم يَدَعُونَهُ فلا يأخذون منه شيئاً» أخرجه مسلم . -[398]-
وفي رواية الترمذي مثله ، ولم يذكر السارقَ وقطعَ يدِه (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تَقيء الأرض أفلاذ كبدها) الأفلاذ : القطع ، جمع فلذة ، والقيء : مستعار لهما في إخراج كنوزها ، كما يخرج القيء الطعام من الجوف .
__________
(1) رواه مسلم رقم (1013) في الزكاة ، باب الترغيب في الصدقة قبل أن لا يوجد من يقبلها ، والترمذي رقم (2209) في الفتن ، باب (36) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (3/84) قال : حدثنا واصل بن عبد الأعلى وأبو كريب ومحمد بن يزيد الرفاعي. والترمذي (2208) قال : حدثنا واصل بن عبد الأعلى الكوفي.
ثلاثتهم - واصل ، وأبو كريب ، ومحمد بن يزيد - قالوا : حدثنا محمد بن فضيل ، عن أبيه ،عن أبي حازم. فذكره.

7908 - (د) سلامة بنت الحر [أخت خرشة بن الحر]- رضي الله عنها - قالت : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «إنَّ من أشراط الساعة : أن يتدافع أهلُ المسجد الإمامةَ ، فلا يجدون إماماً يصلِّي بهم» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (581) في الصلاة ، باب في كراهية التدافع على الإمامة ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 6 / 381 ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أبو داود (581) حدثنا هارون بن عباد الأزدي ، ثنا مروان ، حدثتني طلحة أم غراب ، عن عقيلة امرأة من بني فزارة مولاة لهم ، عن سلامة بنت الحر أخت فرشة بن الحر الفزاري ، فذكرته.

7909 - (خ) مرداس الأسلمي - رضي الله عنه - وكان من أصحاب الشجرة : سمعه قيْسُ بن أبي حازم يقول : «يُقْبَض الصالحون ، الأولُ فالأولُ ، ويبقى حُثالة كحثالةِ التمر والشعير ، لا يعبأ الله بهم شيئاً» .
وفي رواية : قال النبيُ - صلى الله عليه وسلم- : «يذهَبُ الصالحون : الأولُ فالأولُ ، وتبقى حثالة كحثالة الشعير أو التمرِ ، لا يُباليهم الله بالَة» أخرجه البخاري ، وقال : ويقال : حُفالة ، وحُثالة (1) .
-[399]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حُثالة) كل شيء : أردؤه وأرذله ، وقد جاء في الحديث عند البخاري «حفالة» فإن صحت : فالفاء والثاء متقاربتان .
__________
(1) 11 / 214 في الرقاق ، باب ذهاب الصالحين ، وفي المغازي ، باب غزوة الحديبية .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/193) قال : حدثنا محمد بن عبيد ، قال : حدثنا إسماعيل. وفي (4/193) قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، قال : حدثنا إسماعيل. وفي (4/193) قال : حدثنا يعلى ، قال : حدثنا إسماعيل. والدارمي (2722) قال : حدثنا سعيد بن منصور ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن بيان - هو ابن بشر الأحمسي-والبخاري (8/114) قال : حدثني يحيى بن حماد ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن بيان.
كلاهما - إسماعيل بن أبي خالد ، وبيان - عن قيس بن أبي حازم ، فذكره.
(*) أخرجه البخاري (5/157) قال : حدثنا إبراهيم بن موسى ، قال : أخبرنا عيسى ، عن إسماعيل ، عن قيس ، أنه سمع مرداسا الأسلمي ، يقول : وكان أصحاب الشجرة : يقبض الصالحون الأول فالأول ، وتبقى حفالة ، كحفالة التمر والشعير ، لا يعبأ الله بهم شيئا. «موقوف» .

7910 - (خ م ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «والذي نفسي بيده ، لا تمرُّ الدنيا حتى يمرَّ الرجل بالقبر فيتمرَّغ عليه ، ويقول : يا ليتني مكان صاحب هذا القبر ، وليس به الدَّيْنُ ، ما به إلا البلاءُ» .
وفي رواية : «قال : لا تقوم الساعة حتى يَمرُ الرجل بقبر الرجل ، فيقول : يا ليتني مكانه» . أخرجه مسلم .
وأخرج البخاري الثانية ، وأخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 65 في الفتن ، باب لا تقوم الساعة حتى يغبط أهل القبور ، ومسلم رقم (157) في الفتن ، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء ، والموطأ 1 / 241 في الجنائز ، باب جامع الجنائز .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مالك في «الموطأ» (165) . وأحمد (2/236) قال : حدثنا عبد الرحمن ، عن مالك. وفي (2/530) قال : حدثنا علي. قال : أخبرنا ورقاء. والبخاري (9/73) قال : حدثنا إسماعيل. قال : حدثني مالك. ومسلم (8/182) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، عن مالك بن أنس - فيما قرئ عليه -
كلاهما - مالك ، وورقاء بن عمر - عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، فذكره.

7911 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا تذهبُ الليالي والأيام حتى يملكَ رجل من الموالي ، يقال له : الجهجاه» وفي نسخة : الجهجَلُ . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2911) في الفتن ، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
أخرجه مسلم (2911) حدثنا محمد بن بشار العبدي ، حدثنا عبد الكبير بن عبد المجيد ، أبو بكر الحنفي ، حدثنا عبد الحميد بن جعفر ، قال : سمعت عمر بن الحكم يحدث عن أبي هريرة ، فذكره.

7912 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا تقوم الساعةُ حتى يتقاربَ الزمانُ ، فتكون السنةُ كالشهر ، والشهرُ كالجمعة ، وتكون الجمعةُ كاليوم ، ويكون اليومُ كالساعةِ ، وتكون الساعةُ كالضَّرْمةِ من النار» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كالضَّرْمة) الضَّرْمة : الشعلة الواحدة من النار ، والضَّرَمة بالتحريك : السَّعَفَةُ أو الشِّيحَةُ في طرفها نار .
__________
(1) رقم (2333) في الزهد ، باب ما جاء في تقارب الزمن وقصر الأمل ، وإسناده ضعيف ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه الترمذي (2332) حدثنا عباس بن محمد الدوري ، حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا عبد الله بن عمر العمري ، عن سعد بن سعيد الأنصاري ، عن أنس ، فذكره.
قال أبو عيسى : هذا حديث غريب من هذا الوجه ، وسعد بن سعيد هو أخو يحيى بن سعيد.

7913 - (ت) محمد بن أبي رزين - رحمه الله - عن أمِّه قال : «كانت أمُّ الحرير إذا مات أحد من العرب اشتدَّ عليها ، فقيل لها : إنا نراكِ إذا مات رجل من العرب اشتد عليكِ ؟ قالت : سمعتُ مولايَ يقول : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : من اقترابِ الساعةِ هلاكُ العرب» .
قال محمد بن أبي رَزين : ومولاها : طلحة بن مالك [الخزاعي] . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3925) في المناقب ، باب في فضل العرب ، وإسناده ضعيف ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث سليمان بن حرب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3929) حدثنا يحيى بن موسى ، قال : حدثنا سليمان بن حرب. حدثنا محمد بن أبي رزين ، عن أمه ، قالت ، فذكرته.
قال الترمذي : هذا حديث غريب ، إنما نعرفه من حديث سليمان بن حرب.

7914 - (م) أبو سعيد وجابر (1) - رضي الله عنهما - : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-
-[401]- قال : «يكون خليفة من خلفائكم في آخر الزمان ، يحثو المال ولا يَعُدُّه» .
وفي رواية : «يعطي الناس بغير عدد» أخرجه مسلم (2) .
__________
(1) في المطبوع : أبو هريرة ، وهو خطأ .
(2) رقم (2913) و (2914) في الفتن ، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (2913و2914) حدثني زهير بن حرب ، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا أبي ، حدثنا داود ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد ، وجابر بن عبد الله ، فذكره.

7915 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه – قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إن الله يبعث ريحاً من اليمن أليَنَ من الحرير ، فلا تَدَعُ أحداً في قلبه مثقال حبَّة من إيمان إلا قبَضَتْهُ» .
وفي رواية : «مثقال ذَرَّة» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (117) في الإيمان ، باب في الريح التي تكون قرب القيامة تقبض من في قلبه شيء من الإيمان .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (117) حدثنا أحمد بن عبدة الضبي ، حدثنا عبد العزيز بن محمد ، وأبو علقمة الفروي ، قالا : حدثنا صفوان بن سليم ، عن عبد الله بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، فذكره.

7916 - (م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2949) في الفتن ، باب قرب الساعة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (2949) حدثنا زهير بن حرب ، حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - حدثنا شعبة ، عن علي بن قمر ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله ، فذكره.

7917 - (م) عبد الرحمن بن شماسة - رضي الله عنه - قال : «كنتُ عند مسْلَمَة بن مُخلَّد وعنده عبد الله بن عمرو بن العاص ، فقال عبد الله : لا تقوم الساعة إلا على شِرارِ الخلق ، هم شر من أهل الجاهلية ، لا يدْعُون الله بشيء إلا ردَّه عليهم ، فبينما هم على ذلك أقبل عُقْبَةُ بن عامر ، فقال له مسلمة : يا عقبةُ ، اسمع ما يقول عبد الله ، فقال عقبةُ : هو أعلم ، وأما أنا ، فسمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : لا تزال عِصابة من أمَّتي يقاتلون على -[402]- أمر الله ، قاهرين لعدوِّهم ، لا يضُرُّهم منّ خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك ، قال عبد الله : أجل ، ثم يبعثُ الله ريحاً كريح المسك ، مسُّها مس الحرير ، فلا تترك نفْساً في قلبه مثقال حَبَّة من إيمان إلا قبضتهُ ، ثم يبقى شرار الناس ، عليهم تقوم الساعة» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (1924) في الإمارة ، باب قوله صلى الله عليه وسلم : "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين عن الحق لا يضرهم من خالفهم " .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (1924) حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ، حدثنا عمي عبد الله بن وهب ، حدثنا عمرو بن الحارث ، حدثني يزيد بن أبي حبيب ، حدثني عبد الرحمن بن شماسة المهري ، فذكره.

7918 - (د) [عبد الله] بن زعب الإيادي (1) قال : «نزل عَلَيَّ عبد الله بن حَوالَة الأزديُّ ، فقال لي : بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لِنَغْنَم على أقدامنا ، فَرجعْنا لم نَغْنَم شيئاً ، وعَرَفَ الجهدَ في وجوهنا ، فقام فينا ، فقال : اللهم لا تكلهم إليَّ فأضعُفُ عنهم ، ولا تكلْهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها ، ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم ، ثم وضع يَدَه على رأسي - أو قال : على هامتي - ثم قال : يا ابن حَوالةَ ، إذا رأيتَ الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة ، فقد دنت الزلازل والبلابلُ ، والأمور العظام ، والساعة يومئذ أقربُ من الناس من يدي هذه من رأسك» أخرجه أبو داود (2) .
__________
(1) في المطبوع : جبير بن نفير ، وهو خطأ .
(2) رقم (2535) في الجهاد ، باب في الرجل يغزو يلتمس الأجر والغنيمة ، وعبد الله بن زغب الأيادي ، مختلف في صحبته ، وساق له أبو نعيم عن الطبراني حديث من كذب علي متعمداً ، صرح فيه بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الحافظ ابن حجر في " التهذيب " : والإسناد لا بأس به .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (2535) حدثنا أحمد بن صالح ، ثنا أسد بن موسى ، ثنا معاوية بن صالح ، حدثني ضمرة ، أن ابن زغب الإيادي حدثه ، قال ، فذكره.

7919 - (ت) أنس بن مالك رضي الله عنه قال : «فتحُ القسطنطينية مع قيام الساعة» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2240) في الفتن ، باب ما جاء في علامات خروج الدجال من حديث محمود بن غيلان عن أبي داود الطيالسي عن شعبة عن يحيى بن سعيد عن أنس ، وقال محمود بن غيلان : هذا حديث غريب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2239) حدثنا محمود بن غيلان ، حدثنا أبو داود ، عن شعبة ، عن يحيى بن سعيد ، عن أنس بن مالك ، فذكره.
قال محمود بن غيلان : هذا حديث غريب «كذا» .

الفصل الحادي عشر : في أحاديث جامعة لأشراط متعددة (1)
7920 - (خ م) أبو هريرة رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان عظيمتان ، يكون بينهما مَقْتَلة عظيمة دعواهما واحدة ، وحتى يُبَعثَ دَّجالون كذابون ، قريب من ثلاثين ، كلّهم يزعم أنَّه رسول الله ، وحتى يُقَبضَ العلمُ ، وتكثُر الزلازلُ ، ويتقارب الزمان ، وتَظهر الفتن ، ويكثُر الهرج - وهو القتلُ القتل- وحتى يكثر فيكم المال فيفيض حتى يُهِمَّ ربَّ المال مَنْ (2) يقبلُ صدقته ، وحتى يَعْرضه ، فيقول الذي عرضه عليه : لا أرب لي فيه ، وحتى يتطاول الناس في البنيان ، وحتى يَمُرَّ الرجل بقبر الرجل ، فيقول : يا ليتني مكانه ، وحتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون ، فذلك حين لا ينفع نفساً -[404]- إيمانها لم تكن آمنت من قبل ، أو كسبت في إيمانها خيراً ، ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثَوبَهمُا بينهما ، فلا يتبايعانه ، ولا يطويانه ، ولَتقُومَنَّ الساعة وقد انصرف الرجل بَلَبَنِ لَقْحته ، فلا يطعمه ، ولتقومن الساعة وهو يَليطُ حوضه فلا يسقي فيه ، ولتقومَنَّ الساعةُ وقد رَفَعَ أكلته إلى فيه ، فلا يَطْعَمهُا» .
وفي رواية إلى قوله : «يزعم أنه رسول الله» أخرجه البخاري وأخرجه مسلم مفرَّقاً .
ولمسلم في رواية : أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا تقوم الساعةُ حتى يخرج قريب من ثلاثين كذّابين دجَّالين ، كلُّهم يقول : إنه نبي ، ولا تقوم الساعةُ حتى تطلعَ الشمس من مغربها ، ويؤمن الناس أجمعون ، فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانُها لم تكن آمنتْ من قبْلُ أو كَسَبَتْ في إيمانها خيراً ، ولا تقوم الساعةُ حتى تقاتلوا اليهودَ ، فيفرُّ اليهوديُّ وراء الحجر ، فيقول : يا عبد الله ، يا مسلم ، هذا يهودي ورائي ، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً نِعالهم الشَّعْرُ» .
وله في أخرى قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا تقوم الساعةُ حتى يكثر فيكم المال ويفيض ، وحتى يَخرجَ الرجل بزكاة ماله ، فلا يجدُ أحداً يقْبلها منه ، وحتى تعودَ أرضُ العرب مُرُوجاً وأنهاراً» . -[405]-
وفي أخرى قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لا تقوم الساعةُ حتى يكْثُرَ فيكم المالُ ويفيضَ ، حتى يُهِمَّ رب المال مَن يقبله منه صدقة ، ويدعو إليه الرجل ، فيقول : لا أرَبَ لي فيه» (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يليطه) لاط حوضَه يليطه ويلوطه لَيْطاً ولَوْطاً : إذا لطخه بالطين وأصلحه به .
(أُكْلته) الأُكلة بضم الهمزة : اللقمة .
__________
(1) في بعض النسخ : لأشراط جامعة .
(2) " من " فاعل يهم .
(3) رواه البخاري 13 / 72 - 78 في الفتن ، باب خروج النار ، وفي الأنبياء ، باب علامات النبوة في الإسلام ، وفي استتابة المرتدين ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان دعوتهما واحدة " ، ومسلم رقم (157) في الزكاة ، باب الترغيب في الصدقة قبل أن لا يوجد من يقبلها ، وفي الإيمان ، باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان ، ورقم (2912) و (2922) و (157) في الفتن ، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/3) . والبخاري (4/243) قال : حدثني عبد الله بن محمد. ومسلم (8/170) قال : حدثنا محمد بن رافع.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل ، وعبد الله بن محمد ، ومحمد بن رافع - عن عبد الرزاق بن همام ، قال : حدثنا معمر ، عن همام بن منبه ، فذكره.

7921 - (م د ت) حذيفة بن أسيد الغفاري - رضي الله عنه - قال : «اطَّلَعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- علينا ونحن نتذاكر ، فقال : ما تذاكرون ؟ قلنا : [نذكر] الساعةَ قال : إنها لن تقومَ حتى تَرَوْا قبلها عَشْرَ آيات ، فذكر الدُّخانَ ، والدَّجَّالَ ، والدَّابَّةَ ، وطلوعَ الشمس من مغربها ، ونزولَ عيسى بن مريم ، ويأجوجَ ومأجوجَ ، وثلاثةَ خسوف : خسْف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، وآخِر ذلك نار تطْرُد الناس إلى محْشَرهم» . -[406]-
وفي رواية قال : «كان النبي - صلى الله عليه وسلم- في غُرفة ونحن أسفلَ منه ، فاطلع إلينا...» وذكر نحوه .
وفي أخرى نحوه «وقال [أحدهما] في العاشرة : نزول عيسى ابن مريم ، وقال آخر : وريح تُلقي الناسَ في البحر» أخرجه مسلم .
وفي رواية أبي داود ، قال : «كُنَّا [قعوداً] في ظِلِّ غرْفَة لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فذكرنا الساعةَ ، فارتفعت أصواتُنا ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : لن تكون - أو لن تقومَ - حتى يكونَ قبلَها عشْرُ آيات : طلوعُ الشمس من مغربها ، وخروجُ الدابة ، وخروجُ يأجوج ومأجوج ، والدَّجال ، وعيسى ابنُ مريم ، والدُّخانُ ، وثلاثُ خسوف : خسفٌ بالمغرب ، وخسف بالمشرق ، وخسف بجزيرة العرب ، وآخِر ذلك تخرج نار من اليمن، من قَعْرِ عدَن ، تَسوق الناس إلى المحشر» .
وفي رواية الترمذي نحو الأولى ، وزاد في ذكر النار قال : «ونار تخرج من قعر عدَن ، تسوق الناس - أو تحشر الناس - فتبيت معهم حيث باتوا ، وتقيل معهم حيث قالوا» (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2901) في الفتن ، باب ما يكون من فتوحات المسلمين قبل الدجال ، وأبو داود رقم (4311) في الملاحم ، باب أمارات الساعة ، والترمذي رقم (2184) في الفتن ، باب ما جاء في الخسف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم في الفتن (13 : 1) عن زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر ، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة ، عن فرات القزاز ، عن أبي الطفيل ، عن أبي سريحة ، عن حذيفة بن أسيد ، وأبو داود في الملاحم (12 : 2) عن مسدد وهناد ، كلاهما عن أبي الأحوص ، عن فرات عن عامر بن واثلة وقال هناد : عن أبي الطفيل ، عن حذيفة بن أسيد ، والترمذي في الفتن (21 : 1) عن بندار ، عن ابن مهدي ، حدثنا سفيان ، عن فرات ، عن أبي الطفيل ، عن حذيفة بن أسيد. «الأشراف» (3/19) .

7922 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال - عند قُرب وفاته -: «ألا أُحدِّثكم حديثاً عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، لا يحدِّثكم به أحد عنه بعدي ؟ سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : لا تقوم الساعة - أو قال : إن من أشراط الساعة - أن يُرفعَ العلم ، ويَظهرَ الجهلُ ، ويُشربَ الخمر ، ويفشو الزنا ، ويذهب الرجالُ ، ويبقى النساءُ ، حتى يكون لخمسين امرأة قيِّم واحد» .
وفي رواية : «يظهر الزنا ، ويقل الرجال ، ويكثر النساء» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قيِّم واحد) قيم المرأة : زوجها ، لأنه يقوم بأمرها ، وبما تحتاج إليه من نفقة وغيرها .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 162 و 163 في العلم ، باب رفع العلم وظهور الجهل ، وفي النكاح ، باب يقل الرجال ويكثر النساء ، وفي الأشربة في فاتحته ، وفي المحاربين ، باب إثم الزناة ، ومسلم رقم (2671) في العلم ، باب رفع العلم وقبضه ، والترمذي رقم (2206) في الفتن ، باب ما جاء في أشراط الساعة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/98 و 273) قال : حدثنا هشيم.
وفي (3/176 و 273) قال : حدثنا محمد بن جعفر.
وفي (3/176 و 202) قال : حدثنا يزيد بن هارون.
وفي (3/176 و 277) قال : حدثنا حجاج، والبخاري (1/30) .
وفي «خلق أفعال العباد» (43) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى.
ومسلم (8/58) . وابن ماجة (4045) قالا : حدثنا محمد بن المثنى ، وابن بشار ، قالا : حدثنا محمد بن جعفر.
والترمذي (2205) قال : حدثنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا النضر بن شميل. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف (1240) عن عمرو بن علي ،وأبي موسى عن محمد بن جعفر. ستتهم - هشيم ، وابن جعفر ، ويزيد ، وحجاج ، ويحيى ، والنضر - عن شعبة.
2 - وأخرجه أحمد (3/120) قال : حدثنا وكيع. وفي (3/213) قال : حدثنا عبد الملك بن عمرو. والبخاري (7/47) قال : حدثنا حفص بن عمر الحوضي.
وفي (7/135) وفي «خلق أفعال العباد» (43) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم.
أربعتهم - وكيع ، وعبد الملك ، وحفص ، ومسلم - قالوا : حدثنا هشام الدستوائي.
3 - وأخرجه أحمد (3/289) قال : حدثنا بهز.
والبخاري (8/203) قال : أخبرنا داود بن شبيب ، قالا - بهز ، وداود - : حدثنا همام بن يحيي.
4 - وأخرجه عبد بن حميد (1193) قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر.
5 - وأخرجه مسلم (8/58) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا محمد بن بشر (ح) وحدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا عبدة وأبو أسامة ، كلهم عن سعيد بن أبي عروبة.
خمستهم - شعبة ، وهشام ، وهمام ، ومعمر ، وسعيد - عن قتادة ، فذكره.

7923 - (خ م ت) عبد الله بن مسعود وأبو موسى الأشعري - رضي الله عنهما - : قالا : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إنَّ بين يدي الساعة أياماً ينزلُ فيها الجهل ، ويرفَعُ فيها العلمُ ، ويكْثُر فيها الهرجُ ، والهرْج : القتل» أخرجه البخاري ومسلم .
وللبخاري : «أن أبا موسى قال لعبد الله : أتعلمُ الأيامَ التي ذكر فيها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- أيام الهرج ؟» ... فذكر نحوه . -[408]-
وقال عبد الله : «سمعت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول...» .
وأخرجه الترمذي عن أبي موسى وحدَه قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إنَّ من ورائكم أياماً يُرفَعُ فيها العلم ، ويكْثرُ فيها الهرْجُ ، قالوا : يا رسولَ الله ، وما الهرْجُ ؟ قال : القَتْلُ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 15 في الفتن ، باب ظهور الفتن ، ومسلم رقم (2672) في العلم ، باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن ، والترمذي رقم (2201) في الفتن ، باب ما جاء ستكون فتن كقطع الليل المظلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/389) (3695) قال : حدثنا وكيع.
وفي (1/402) (3817) قال : حدثنا أبو النضر ، قال : حدثنا الأشجعي ، عن سفيان.
وفي (1/405) (3841) قال : حدثنا معاوية بن عمرو ، قال : حدثنا زائدة. وفي (1/450) (4306) قال : حدثنا حسين بن علي ، عن زائدة. والبخاري (9/61) . وفي «خلق أفعال العباد» صفحة (43) قال : حدثنا عبيد الله بن موسى.
ومسلم (8/58 و 59) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، قال : حدثنا وكيع ، وأبي (ح) وحدثني أبو سعيد الأشج ، قال : حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا أبو بكر بن النضر بن أبي النضر ، قال : حدثنا أبو النضر ، قال: حدثنا عبيد الله الأشجعي ، عن سفيان (ح) وحدثني القاسم بن زكرياء ، قال : حدثنا حسين الجعفي، عن زائدة.
خمستهم - وكيع ، وسفيان ، وزائدة ، وعبيد الله بن موسى ، وعبد الله بن نمير - عن الأعمش ، عن أبي وائل -شقيق - فذكره.
(*) أخرجه أحمد (4/392) قال : حدثنا محمد بن عبيد.
وفي (4/405) قال : حدثنا أبو معاوية. والبخاري (9/61) قال : حدثنا عمر بن حفص، قال : حدثنا أبي. (ح) وحدثنا قتيبة ، قال : حدثنا جرير.
ومسلم (8/59) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وأبو كريب ، وابن نمير ، وإسحاق الحنظلي ، جميعا عن أبي معاوية. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : أخبرنا جرير.
وابن ماجة (4051) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، وعلي بن محمد ، قالا : حدثنا أبو معاوية. والترمذي (2200) قال : حدثنا هناد ، قال : حدثنا أبو معاوية.
أربعتهم - محمد بن عبيد ، وأبو معاوية ، وحفص ، وجرير - عن الأعمش ، عن أبي وائل ، قال : إني لجالس مع عبد الله وأبي موسى ، فقال أبو موسى ، فذكره.
(*) وأخرجه ابن ماجة (4050) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، قال : حدثنا أبي ووكيع ، عن الأعمش ، عن شقيق ، عن عبد الله، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-... الحديث. ليس فيه «أبو موسى» .
(*) وأخرجه أحمد (1/439) (4183) . والبخاري (9/61) قال : حدثنا محمد بن بشار.
كلاهما - أحمد بن حنبل ، وابن بشار - عن محمد بن جعفر غندر ، قال : حدثنا شعبة ، عن واصل ، عن أبي وائل ، عن عبد الله «قال : وأحسبه رفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-» أنه قال... فذكر الحديث. وقال في آخره : فقال أبو موسى : الهرج ، بلسان الحبش : القتل.
(*) صرح الأعمش بالسماع في رواية البخاري (9/61) وهي التي أثبتناها أعلاه - من طريق حفص بن غياث.

7924 - (خ م د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إنَّ من أشراطِ الساعةِ أن يتقارب الزمانُ ، وينْقُص العِلمُ ، وتظهرَ الفتنُ ، ويُلْقى الشُّحُّ ، ويكثرَ الهرْجُ ، قالوا : يا رسولَ الله ، وما الهرجُ ؟ قال : القتلُ القتلُ» .
وفي رواية : «أن يرفَع العلم ، ويثبت الجهل - أو قال : ويظهر الجهل» أخرجه البخاري ومسلم .
وفي رواية أبي داود قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «يتقارب الزمان ، وينقص العلم ، وتظهر الفتن ، ويلْقَى الشحُّ ، ويكثر الهرجُ ، قيل : يا رسولَ الله أيمَ هو ؟ قال : القَتْلُ ، القتْلُ» (1) .
-[409]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يتقارب الزمان) تقارب الزمان : كناية عن قصر الأعمار ، وقلَّة البركة فيها ، وقيل : هو أن الزمان يتقارب حتى تكون السنة كالشهر ، والشهر كالجمعة ، والجمعة كاليوم ، واليوم كالساعة ، والساعة كاحتراق السَّعَفة .
(يُلْقَى الشحُّ) قال الحميدي : لم يضبط الرواة هذا الحرف ، ويحتمل أن يكون «يُلَقَّى» بمعنى يُتلقى ويُتعلَّم ويُتواصى به ويُدعى إليه ، قال الله تعالى : {ولا يُلقَّاها إلا الصابرون} [القصص : 80] أي : ما يعلمها وينبه عليها. وقال تعالى : {فتلقَّى آدمُ من ربه كلمات} [البقرة : 37] أي : تقبَّلها وتعلَّمها ، ولو قيل : يُلقى بمعنى يوجد ، لم يستقم ، لأن الشحَّ ما زال موجوداً قبل تقارب الزمان ، ولو قيل : يلقى - مخففة القاف - لكان أبعد ، لأنه لو أُلقى لترك ، ولم يكن موجوداً ، وكان يكون مَدْحاً، والحديث مبني على الذمِّ ، إلا أن في بعض الروايات لهذا الحديث «لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض ، حتى يُهِمَّ ربَّ المال من يقبض صدقته» فيكون يُلقى - بالقاف مخففة - بمعنى الترك ، هذا لفظ الحميدي .
(أيْمَ هو ؟) يريد : ما هو ؟ وأصله : أي ما هو ، مخفف الياء ، فحذف الألف ، كما قيل : أيش هو ، موضع أيُّ شيء هو ؟ .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 165 في العلم ، باب من أجاب الفتيا بإشارة اليد والرأس ، ومسلم رقم (157) في العلم ، باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان ، وأبو داود رقم (4255) في الفتن ، باب ذكر الفتن ودلائلها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/525) قال : حدثنا وهب. قال : حدثنا أبي. قال : سمعت يونس. والبخاري (8/17) قال : حدثنا أبو اليمان. قال : أخبرنا شعيب.
ومسلم (8/59) قال : حدثني حرملة بن يحيي. قال : أخبرنا ابن وهب. قال : أخبرني يونس. (ح) وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. قال : أخبرنا أبو اليمان. قال : أخبرنا شعيب.
وأبو داود (4255) قال : حدثنا أحمد بن صالح. قال : حدثنا عنبسة. قال : حدثني يونس.
كلاهما - يونس ، وشعيب - عن ابن شهاب الزهري ، قال : أخبرني حميد بن عبد الرحمن ، فذكره.

7925 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إذا فعلَتْ أُمَّتي خمسَ عشرَةَ خَصْلَة حلَّ بها البلاءُ ، قيل : وما هي يا رسولَ الله ؟ قال : إذا كان المغنمُ دُوَلاً ، والأمانةُ مغْنماً ، والزّكاةُ مغرَماً ، وأطاع الرجل زوجتَهُ ، وعقَّ أُمَّه ، وبرَّ صديقَهُ ، وجفا أباه ، وارتفعتِ الأصواتُ في المساجد ، وكان زَعيمُ القوم أرذَلَهم ، وأْكرِمَ الرجل مخافة شرِّه ، وشُرِبَ الخمرُ ، ولبس الحريرُ ، واتُّخِذَتِ القيان والمعازف ، ولَعَنَ آخِرُ هذه الأمة أوَّلها ، فلْيَرْتَقِبُوا عند ذلك ريحاً حمراءَ ، وخسفاً أو مَسخاً (1)» .
أخرجه الترمذي (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(دُوَلاً) الدُّوَل جمع دُولةٍ ، وهو ما يتداول من المال ، فيكون لقوم دون قوم .
(الأمانة مغنماً ، والزكاة مغرماً) يعني أنه يرى ما قد ائتمن أمانة أن الخيانة فيها غنيمة قد غنمها ، ويرى ربُّ المال أن إخراج زكاته غرامةٌ يغرمها وخسارة .
(القيان) جمع قينة ، وهي المغنِّية.
__________
(1) في نسخ الترمذي المطبوعة : أو خسفاً أو مسخاً .
(2) رقم (2211) في الفتن ، باب ما جاء في علامة حلول المسخ ، وفي سنده ضعف وانقطاع ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث علي إلا من هذا الوجه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه الترمذي (2210) حدثنا صالح بن عبد الله الترمذي ، حدثنا الفرج بن فضالة أبو فضالة الشامي ، عن يحيى بن سعيد ، عن محمد بن عمرو بن علي ، عن علي بن أبي طالب ، فذكره.
قال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث علي بن أبي طالب إلا من هذا الوجه ، ولا نعلم أحدا رواه عن يحيى بن سعيد الأنصاري ، غير الفرج بن فضالة ،والفرج بن فضالة قد تكلم فيه بعض أهل الحديث وضعفه من قبل حفظه ، وقد رواه عنه وكيع وغير واحد من الأئمة.

7926 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إذا اتُّخذِ الفيءُ دُولاً ، والأمانةُ مغنماً ، والزكاة مغرماً ، وتُعُلِّم العلم لغير الدِّين ، وأطاع الرجل امرأتَه ، وعقَّ أُمَّه ، وأدَنى صديقَهُ ، وأقصى أباه ، وظَهرتِ الأصواتُ في المساجد ، وسادَ القبيلةَ فاسقُهُم ، وكان زعيمُ القوم أرذَلَهم ، وأُكرِمَ الرجل مخافةَ شرِّه ، وظهرتِ القيناتُ والمعازفُ ، وشُربت الخمورُ ، ولَعَنَ آخِرُ هذه الأمة أوَلها ، فليرتقبوا عند ذلك ريحاً حمراءَ ، وزلزلة ، وخسفاً ، ومسخاً ، وقذفاً ، وآياتٍ تتتابع كنظامٍ بالٍ قطع سلكه فتتابع» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(النظام) : العِقد من الخرز وغيره .
(السِّلك) : الخيط الذي يُنظم فيه الخرز وغيره .
__________
(1) رقم (2212) في الفتن ، باب ما جاء في علامة المسخ والخسف ، وإسناده ضعيف ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه الترمذي (2211) حدثنا علي بن حجر ، حدثنا محمد بن يزيد الواسطي ، عن المستلم بن سعيد ، عن رميح الجذامي ، عن أبي هريرة ، فذكره.
قال أبو عيسى : وهذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

7927 - (خ) عوف بن مالك - رضي الله عنه - قال : «أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك وهو في قُبَّةِ أدَم ، فقال : اعدُدْ ستاً بين يدي الساعة : موتي ، ثم فتحُ بيت المقدس ، ثم مُوتانٌ يأخذ فيكم ، كقُعَاص الغنم ، ثم استفاضة المال ، حتى يُعطَى الرجل مائة دينار فيظلُّ ساخطاً ، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دَخَلَتْه ، ثم هُدنَةٌ تكون بينكم وبين بني الأصفر ، -[412]- فيغدِرون ، فيأتونكم تحت ثمانين غاية ، تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً» . أخرجه البخاري (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(مُوتان) الموتان بضم الميم : موت يقع في الماشية فيهلكها .
(القُعاصُ) : داء يأخذ الغنم ، لا يُلبثها أن تموت .
(غاية) الغايةُ : بالغين المعجمة : الراية ، ومنه غاية الخَمَّار ، وهي خرقة يرفعها على بابه ، ومن رواه بالباء ، فإنه أراد الأجمة ، شبه كثرة رماح العسكر بها .
__________
(1) 6 / 198 و 199 في الجهاد ، باب ما يحذر من الغدر .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (3176) حدثنا الحميدي ، حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر ، قال : سمعت بسر بن عبيد الله ، أنه سمع أبا إدريس ، قال : سمعت عوف بن مالك ، قال ، فذكره.

7928 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «بادروا بالأعمال ستاً : طلوعَ الشمس من مغربها ، أو الدخانَ ، أو الدجالَ ، أو الدابةَ ، أو خاصَّةَ أحدكم ، أو أمرَ العامة» .
وفي رواية مثله ، والجميع بواو العطف ، وفي آخره : «وخُويْصَّة أحدكم» . أخرجه مسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(خُوَيْصَّة) خُوَيْصَّة تصغير خاصَّة الإنسان ، وهي ما يخصه دون غيره وأراد به الموت الذي يخصه ويمنعه من العمل إن لم يبادر به قبله .
__________
(1) رقم (2947) في الفتن ، باب في بقية من أحاديث الدجال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (2947) حدثنا يحيى بن أيوب ، وقتيبة بن سعيد ، وابن حجر ، قالوا : حدثنا إسماعيل - يعنون ابن جعفر - عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، فذكره.

7929 - (م د) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال : حَفِظْتُ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حديثاً لم أنسَهُ بعدُ ، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-[413]- يقول : «إن أوَّل الآيات خُروجاً : طلوعُ الشمس من مغربها ، وخروجُ الدابة على الناسُ ضُحى ، وأيُّهما ما كانت قبل صاحبتها ، فالأخرى على إثرها قريباً» .
وفي رواية «جَلَس إلى مروانَ بن الحكم بالمدينة ثلاثةُ نفر من المسلمين فسمعوه وهو يحدِّث عن الآيات : أنَّ أوَّلَها خروجاً : الدجال ، فقال عبد الله بن عمرو : لم يقل مروانُ شيئاً ، قد حَفِظْتُ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- حديثاً لم أنْسَه بعدُ ، سمعته يقول : أولُ الآيات خروجاً : طلوعُ الشمس من مغربها ، وخروجُ الدابة على الناس ضُحى ، وأيَّتُهما كانت قبل صاحبتها ، فالأخرى على إثرها قريباً» أخرجه مسلم.
وأخرج أبو داود نحو الثانية ، وقال في آخرها : قال عبد الله : وكان يقرأُ الكتب ، وأظنُّ أوَّلَها خروجاً : طلوعُ الشمس من مغربها (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2941) في الفتن ، باب خروج الدجال ومكثه في الأرض ، وأبو داود رقم (4310) في الملاحم ، باب أمارات الساعة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/164) (6531) قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا سفيان. وفي (2/201) (6881) قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، يعني ابن علية. وعبد بن حميد (326) قال : أخبرنا جعفر بن عون. ومسلم (8/202) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا محمد بن بشر. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، قال : حدثنا أبي. (ح) وحدثنا نصر بن علي الجهضمي ، قال : حدثنا أبو أحمد ، قال : حدثنا سفيان. وأبو داود (4310) قال : حدثنا مؤمل بن هشام ، قال : حدثنا إسماعيل. وابن ماجة (4069) قال : حدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا سفيان.
خمستهم - سفيان ، وإسماعيل ، وجعفر ، ومحمد بن بشر ، وعبد الله بن نمير - عن أبي حيان التيمي ، يحيى بن سعيد بن حيان ، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير ، فذكره.

7930 - () أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «أول الآيات طلوع الشمس من مغربها ، أو خروج الدابة على الناس ضُحى ، وأيَّتهما ما كانتْ قبل صاحبتها ، فالأخرى على إثرها قريباً منها» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وهو بمعنى الحديث الذي قبله ، وفي المطبوع جعله جزءاً من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص الذي قبله ، وهو خطأ .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذه الرواية أخرجها رزين.

7931 - (د ت) معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله -[414]- صلى الله عليه وسلم- : «عُمرانُ بيت المقدس : خرابُ يَثْرِبَ ، وخرابُ يثربَ : [خروجُ] الملحمة ، وخروجُ الملحمة : فتح قسطنطينية ، وفتحُ القسطنطينية : خروجُ الدجال ، ثم ضرب بيده على فخذ الذي حدَّثه - أو مَنْكِبه - ثم قال : إن هذا لحقٌّ ، كما أنك قاعد هاهنا ، - أو كما أنك قاعد - يعني معاذَ بنَ جبل» أخرجه أبو داود (1) .
وفي رواية له وللترمذي قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «الملحمةُ الكبرى ، وفتحُ القسطنطينة ، وخروجُ الدجال : في سبعة أشهر» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الملحمة) : معظم القتال .
__________
(1) رقم (4294) في الملاحم ، باب في أمارات الملاحم ، وفي سنده عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، وقد ضعفه أكثر الأئمة .
(2) رواه أبو داود رقم (4295) في الملاحم ، باب تواتر الملاحم ، والترمذي رقم (2239) في الفتن ، باب ما جاء في علامات خروج الدجال ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (4092) في الفتن ، باب الملاحم ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/245) قال : حدثنا أبو النضر. وأبو داود (4294) قال : حدثنا عباس العنبري، قال : حدثنا هاشم بن القاسم. قال : حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، عن أبيه ، عن مكحول ، عن جبير بن نفير ، عن مالك بن يخامر ، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (5/232) قال : حدثنا زيد بن الحباب ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن ثوبان ، قال : حدثني أبي ، عن مكحول ، عن معاذ بن جبل ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : فذكر الحديث. «ليس فيه جبير بن نفير ولا مالك بن يخامر» . وجاء في آخره : وكان مكحول يحدث به عن جبير بن نفير ، عن مالك بن يخامر ، عن معاذ بن جبل ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ، مثله.

7932 - (د) عبد الله بن بسر - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «بين الملحمة وفتح المدينة سِتُ سنين ، يخرجُ المسيحُ الدجال في السابعة» أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4296) في الملاحم ، باب في تواتر الملاحم ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (4093) في الفتن ، باب الملاحم ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/189) . وأبو داود (4296) قالا : حدثنا حيوة بن شريح الحمصي ، قال : حدثنا بقية ، عن بحير بن سعد ، عن خالد بن معدان ، عن ابن أبي بلال ، فذكره.
(*) أخرجه ابن ماجة (4093) قال : حدثنا سويد بن سعيد ، قال : حدثنا بقية ، عن بحير بن سعد ، عن خالد بن أبي بلال ، عن عبد الله بن بسر. هكذا في سنن ابن ماجة ، وهو وهم. والصواب الأول كما أشار المزي «تحفة الأشراف» حديث رقم (5194) .

7933 - (ت) عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال : أنَّ رسولَ الله -[415]- صلى الله عليه وسلم- قال : «في هذه الأمة خسفٌ ومسْخٌ وقذْفٌ ، فقال له رجلٌ من المسلمين : يا رسولَ الله ، ومتى ذلك ؟ قال : إذا ظهرتِ القِيَانُ والمعازف وشُرِبتِ الخمور» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2213) في الفتن ، باب ما جاء في علامة حلول المسخ والخسف ، وهو حديث حسن يشهد له الذي بعده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2212) قال : حدثنا عباد بن يعقوب الكوفي ، قال : حدثنا عبد الله بن عبد القدوس ، عن الأعمش عن هلال بن يساف ، فذكره.

7934 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «يكونُ في آخر هذه الأمَّة خسف ومسخ وقذْف ، قالت : قلتُ : يا رسولَ الله ، أنَهِلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم ، إذا ظَهَرَ الخَبَثُ» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2186) في الفتن ، باب ما جاء في الخسف ، وهو حديث حسن يشهد له الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2185) قال : حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا صيفي بن ربعي ، عن عبد الله بن عمر ، عن عبيد الله بن عمر ، عن القاسم بن محمد ، فذكره.
(*) قال أبو عيسى : هذا حديث غريب من حديث عائشة. لا نعرفه إلا من هذا الوجه وعبد الله بن عمر تكلم فيه يحيى بن سعيد من قبل حفظه.

7935 - (س) عمرو بن تغلب - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إنَّ من أشراط الساعة : أن يفشُوَ المالُ ويكثُرَ ، وتفْشُوَ التجارةُ ، ويظهرَ الجهلُ (1) ، ويبيعَ الرجلُ البيع ، فيقول : [لا] ، حتى أستأمر تاجر بني فلان ، ويُلْتَمَسُ في الحيِّ العظيم الكاتبُ لا يُوجدُ» أخرجه النسائي (2) .
__________
(1) وفي نسخ النسائي المطبوعة : ويظهر العلم ، وما في أصولنا المخطوطة موافق لما في نسخ النسائي المخطوطة بدار الكتب الظاهرية ، وهو الصواب .
(2) 7 / 244 في البيوع ، باب التجارة ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (7/244) قال : أخبرنا عمرو بن علي ، قال : أنبأنا وهب بن جرير ، قال : حدثني أبي ، عن يونس ، عن الحسن ، فذكره.

7936 - (م) نافع بن عتبة بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال : «كُنَّا مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في غزوة ، فأتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قوم من قِبَلِ المغرب -[416]- عليهم ثياب الصوف ، فوافقوهُ عند أكمَة ، فإنهم لَقِيام ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قاعِد ، قال : قالت لي نفسي : ائتِهِمْ فقُم بينهم وبينه لا يغتالونه ، قال : ثم قلت : لعلَّه نجي معهم ، فأتيتهم ، فقمتُ بينهم وبينه ، قال : فحفِظتُ منه أربعَ كلمات أعُدُّهن في يَدِي ، قال : تغْزُونَ جزيرَة العرب ، فيفتحها الله ، ثم فارسَ ، فيفتحها الله ، ثم تغزون الرومَ ، فيفتحها الله ، ثم تغزون الدجال فيفتحُه الله ، قال : فقال نافع : يا جابر - هو جابر بن سمرة - لا نُرَى الدجال يخرج حتى تفتح الروم» أخرجه مسلم (1) .
قال الحميديُّ : وقد أخرجه البخاري في «التاريخ» عن نافع بن عتبة : أنه سمع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول : «تغْزُون جزيرةَ العرب ، فيفتحها الله عليكم ، وتغزُونَ الدجال ، فيفتح الله عليكم ، وتغزون الرومَ ، فيفتح الله عليكم ، وتغزون فارس فيفتح الله عليكم» .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أكمة) الأكمة : الرابية ، والموضع المرتفع من الأرض .
(يغتالونه) الاغتيال : هو أن يؤخذ الإنسان بغتةً من حيث لا يشعر .
(النجيُّ) : المناجي وهو المساور .
__________
(1) رقم (2900) في الفتن ، باب ما يكون من فتوحات المسلمين قبل الدجال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (1/178) (1540) قال : حدثنا حسين ، عن زائدة (ح) وعبد الصمد ، قال : حدثنا زائدة. وفي (1/178) (1541) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا أبو عوانة. وفي (4/337) قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا المسعودي. وفي (4/337) قال : حدثنا معاوية بن عمرو ، قال : حدثنا أبو إسحاق - يعني الفزاري -. ومسلم (8/178) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا جرير. وابن ماجة (4091) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا الحسين بن علي ، عن زائدة.
خمستهم - زائدة ، وأبو عوانة ، والمسعودي ، وأبو إسحاق الفزاري ، وجرير - عن عبد الملك بن عمير ، عن جابر بن سمرة ، فذكره.

7937 - (خ د) أبو مالك - أو أبو عامر الأشعريان - رضي الله عنهما -[417]- قال عبد الرحمن بن غنم الأشعري : حدَّثني أبو عامر - أو أبو مالك الأشعري - والله ما كذَبني ، سمعَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول : «ليكونَنَّ من أُمَّتي أقوام يستَحِلُّونَ الخزَّ (1) والحرير والخمر والمعازف ، ولَينزِلنَّ أقوام إلى جنب علَم تروح عليهم سارحةٌ لهم ، فيأتيهم رجل لحاجة ، فيقولون : ارجع إلينا غداً ، فيُبَيِّتُهم الله ، ويضَع العَلَمَ ، ويمسْخُ آخرينَ (2) قِرَدة وخنازير إلى يوم القيامة» أخرجه البخاري .
وفي رواية أبي داود : أنه سمعَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «ليكونَنَّ من أُمَّتي أقوام يستحلون الخزَّ والحرير... وذكر كلاماً ، قال : يمسخُ منهم آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة» (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العَلَم) : الجبل وما يُهتدى به في البرِّيَّة ، من بناء أو جدار أو غير ذلك .
__________
(1) كذا في الأصل : الخز ، بالمعجمتين ، وفي أكثر نسخ البخاري : الحر ، بكسر الحاء المهملة وفتح الراء ، يعني الفرج ، وهو الصواب .
(2) وفي بعض النسخ : ويمسخ منهم آخرون .
(3) رواه البخاري تعليقاً 10 / 45 - 49 في الأشربة ، باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه ، وقد وصله أبو داود دون قوله " والمعازف " رقم (4039) في اللباس ، باب ما جاء في الخز ، ووصله أيضاً الطبراني والبيهقي 10 / 221 مثل رواية البخاري ، وغيرهم ، وهو حديث صحيح ، ومن ضعفه كابن حزم في " المحلى " وغيره فما أصاب ، وانظر " الفتح " 10 / 45 - 49 و " تهذيب السنن " 5 / 271 .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (4039) قال : حدثنا عبد الوهاب بن نجدة قال : حدثنا بشر بن بكر ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، قال : حدثنا عطية بن قيس ، قال : سمعت عبد الرحمن بن غنم الأشعري ، فذكره.والبخاري تعليقا في الأشربة - باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه. انظر الفتح (10/45، 49)

7938 - (م) يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي قال : «سمعتُ عبد الله بنَ عمرو رضي الله عنه - وجاءه رجل - فقال : ما هذا -[418]- الحديث الذي تحدِّث به الناس ؟ تقول : إن الساعة تقوم إلى كذا وكذا ، فقال : سبحان الله ! - أو لا إله إلا الله ، أو كلمة نحوها - لقد هممتُ أن لا أُحدِّث أحداً شيئاً أبداً ، إنما قلتُ : إنكم ستروْنَ بعد قليل أمراً عظيماً : يُحرَّقُ البيتُ ، ويكونُ ، ويكونُ ، ثم سمعتُه يقول : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : يخرج الدجال في أمَّتي ، فيمكث أربعين ، لا أدري - وفي رواية قال ابن عمرو : لا أدري أربعين يوماً ، أو شهراً ، أو عاماً - فيبعث الله عيسى بنَ مريم ، كأنه عروة بن مسعود ، فيطلبه فيهلكه ، ثم يمكث الناس سبع سنين ، ليس بين اثنين عداوة ، ثم يُرسِل الله عز وجل ريحاً باردة من قِبل الشام ، فلا يبقى على وجه الأرض أحدٌ في قلبه مثقال ذرَّة من خيرٍ أو إيمانٍ إلا قبَضتْهُ ، حتى لو أنَّ أحدَكم دخل في كَبد جبل لدخلت عليه حتى تقْبِضَه ، قال : سمعتُها من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، قال : فيبقى شرارُ الناس في خِفَّة الطير ، وأحلام السباع ، لا يعرفون معروفاً ، ولا يُنكرون منكراً ، فيتمثَّل لهم الشيطان ، فيقول : ألا تسْتَحيُونَ (1) ؟ فيقولون : فما تأمرنا ؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان ، وهم في ذلك دارٌّ رِزقُهم ، حسَن عيشُهم ، ثم يُنفخ في الصور ، فلا يسمعه أحدٌ إلا أصغى لِيْتاً ، [ورفعَ ليتا] ، فأول من يسمعه : رجلٌ يَلُوطُ حوضَ إِبِلِه ، [قال] : فيصْعَق ، ويُصْعَقُ الناس ، قال : ثم يُرسِلُ الله - أو قال : يُنزل الله - مطراً كأنه الطَّلّ ، أو الظِّل - نُعمانُ يشك (2) - فينبتُ منه أجساد الناس ، ثم ينفخ -[419]- فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ، ثم يقال : يا أيها الناس ، هلُمُّوا إلى ربكم {وقفوهم إنهم مسؤولون} [الصافات : 24] ثم يقال لهم : أخرجوا بعثَ النار ، فيقال : [مِنْ] كم ؟ فيقال : من كل ألف تسعَمَائة وتسعة وتسعين ، قال : فذاك يومَ يجعل الولدان شيباً ، وذلك يومَ يُكشف عن ساق» أخرجه مسلم (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كبد جَبَل) كبد الجبل : استعارة ، والمراد : ما غمض من بواطنه .
(أصغى ليتاً) اللِّيت : صفحة العنق ، وإصغاؤه : إمالتُه .
(يُصعَق) : يغشى عليه ويموت .
(الطَّل) : النَّدى الذي ينزل من السماء في الصحو .
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة : ألا تستجيبون .
(2) أحد الرواة .
(3) رقم (2940) في الفتن ، باب خروج الدجال ومكثه في الأرض ونزول عيسى وقتله إياه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/166) (6555) قال : حدثنا محمد بن جعفر. ومسلم (8/201) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري ، قال : حدثنا أبي. وفي (8/202) قال : حدثني محمد بن بشار، قال : حدثنا محمد بن جعفر. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (8952) عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر.
كلاهما - محمد بن جعفر ، ومعاذ بن معاذ - قالا : حدثنا شعبة ، عن النعمان بن سالم ، قال : سمعت يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي يقول ، فذكره.

الباب الثاني : من كتاب القيامة في أحوالها ، وفيه ستة فصول
الفصل الأول : في النفخ في الصور والنشور
7939 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «كيف أنْعَمُ وقد التقَم صاحبُ القرنِ القرنَ ، وحنَا جبهته ، وأصغى سمعَه ، ينتظر أن يؤمَر فيَنفُخَ ؟ فكأن ذلك ثقُلَ على أصحابه ، فقالوا : فكيف نفعل يا رسولَ الله ، أو نقول ؟ قال : قولوا : حسبُنا الله ونعمَ الوكيلُ ، على الله توكلنا ، وربما قال : توكلنا على الله» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2433) في صفة القيامة ، باب ما جاء في شأن الصور ، وإسناده ضعيف ، ولكن له شواهد يقوى بها ، قال الحافظ في " الفتح " 11 / 317 : بعد ذكر حديث أبي سعيد هذا : وأخرجه الطبراني من حديث زيد بن أرقم ، وابن مردويه من حديث أبي هريرة ، ولأحمد والبيهقي من حديث ابن عباس ، وفيه جبريل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، وهو صاحب الصور ، يعني إسرافيل ، وفي أسانيد كل منها مقال ، وللحاكم بسند حسن عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة ورفعه : إن طرف صاحب الصور منذ وكل به مستعد ، ينظر نحو العرش مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه كأن عينيه كوكبان دريان .. .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (754) . وأحمد (3/7) قالا : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا مطرف. وأحمد (3/73) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا سفيان ،
عن الأعمش. وفي (4/374) قال : حدثناه أبو أحمد ، قال : حدثنا خالد بن طهمان أبو العلاء. وعبد بن حميد (886) قال : حدثنا روح بن عبادة ، قال: حدثنا ابن عيينة ، عن مطرف. والترمذي (2431) قال : حدثنا سويد ، قال : أخبرنا عبد الله ، قال: أخبرنا أبو العلاء. وفي (3243) قال : حدثنا ابن أبي عمر ، قال : حدثنا سفيان ، عن مطرف.
ثلاثتهم - مطرف ، والأعمش ، وأبو العلاء خالد بن طهمان - عن عطية بن سعد العوفي ، فذكره.

7940 - (د ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال : «جاء أعرابي إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فقال : ما الصُّورُ ؟ قال : قرْن يُنفَخ فيه» . أخرجه أبو داود والترمذي (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4742) في السنة ، باب في ذكر البعث والصور ، والترمذي رقم (2432) في صفة القيامة ، باب ما جاء في شأن الصور ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال ، ورواه أيضاً أحمد ، والدارمي وابن حبان ، والحاكم وغيرهم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/162) (6507) قال : حدثنا إسماعيل. وفي (2/192) (6805) قال : حدثنا يحيى بن سعيد. والدارمي (2801) قال : حدثنا محمد بن يوسف ، عن سفيان. وأبو داود (4742) قال: حدثنا مسدد ، قال : حدثنا معتمر. والترمذي (2430) قال : حدثنا سويد بن نصر ، قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك. وفي (3244) قال : حدثنا أحمد بن منيع ، قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (8608) عن سويد بن نصر ، عن ابن المبارك (ح) وعن قتيبة ، عن ابن أبي عدي. (ح) وعن عمرو بن زرارة ، عن إسماعيل. (ح) وعن عبيد الله بن سعيد ، عن يحيى.
ستتهم - إسماعيل بن إبراهيم بن علية ، ويحيى ، وسفيان ، ومعتمر ، وابن المبارك ، وابن أبي عدي - عن سليمان التيمي ، عن أسلم العجلي ، عن بشر بن شغاف ، فذكره.

7941 - (خ م ط د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما بين النفختين أربعون ، قيل : أربعون يوماً ؟ قال أبو هريرة : أبَيْتُ ، قالوا : أربعون شهراً ؟ قال : أبيتُ ، قالوا : أربعون سنة ؟ قال : أبيتُ ، ثم ينزل من السماء ماء ، فينبتون كما ينْبتُ البَقْلُ ، وليس من الإنسان شيء إلا بَليَ ، إلا عظم واحد ، وهو عجبُ الذَّنَب ، منه يرَكَّبُ الخلْق يوم القيامة» أخرجه البخاري ومسلم .
ولمسلم طرف في ذكر عجبِ الذَّنب ، قال : «إنَّ في الإنسان عظماً لا تأكلُه الأرض أبداً ، فيه يركَّب يوم القيامة ، قالوا : أيُّ عظم هو يا رسولَ الله ؟ قال : عجبُ الذَّنَب» .
وفي رواية له وللموطأ وأبي داود والنسائي قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «كلُّ ابنِ آدمَ تأكله الأرضُ ، إلا عجبَ الذَّنب ، منه خُلقَ ، وفيه يُرَكَّبُ» (1) .
-[422]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عَجْب الذَّنَب) : هو عظم الصُّلب المستدير الذي يكون في أصل العَجُز ، وأصلِ الذَّنَب.
__________
(1) رواه البخاري 8 / 424 في تفسير سورة الزمر ، باب قوله : {ونفخ في الصور فصعق من في -[422]- السماوات والأرض إلا من شاء الله} ، وفي تفسير سورة {عم يتساءلون} ، ومسلم رقم (2955) في الفتن ، باب ما بين النفختين ، والموطأ 1 / 239 في الجنائز ، باب جامع الجنائز ، وأبو داود رقم (4743) في السنة ، باب في ذكر البعث والصور ، والنسائي 4 / 111 في الجنائز ، باب أرواح المؤمنين .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (6/158) قال : حدثنا عمر بن حفص. قال : حدثنا أبي. وفي (6/205) قال : حدثني محمد. قال : أخبرنا أبو معاوية. ومسلم (8/210) قال : حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. قال : حدثنا أبو معاوية. وابن ماجة (4266) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثننا أبو معاوية. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12508) عن أحمد بن حرب ، عن أبي معاوية.
كلاهما - حفص بن غياث ، وأبو معاوية محمد بن خازم - عن الأعمش ، عن أبي صالح ، فذكره.
ومالك (الموطأ) (568) عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، فذكره..

7942 - (ط س) كعب بن مالك - رضي الله عنه - قال : كان يحدِّثُ أَّن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إنما نسَمةُ المؤمن طير يَعْلَقُ في شجر الجنة ، حتى يَرِجَعهُ الله في جَسَدِهِ يوم يبْعَثُهُ» . أخرجه الموطأ.
وأخرجه النسائي، ولم يذكر «يعْلَق» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(النَّسَمَة) : الرُّوح والنَّفْس، و «يعلق» أي يأكل.
__________
(1) رواه الموطأ 1 / 240 في الجنائز ، والنسائي 4 / 108 في الجنائز ، باب أرواح المؤمنين ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (4271) في الزهد ، باب ذكر القبر والبلى ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك «الموطأ» (164) . والحميدي (873) قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا عمرو بن دينار. وأحمد (6/386) قال : حدثنا سفيان ، عن عمرو. وفي (3/455) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. (ح) وحدثنا محمد بن إدريس ، يعني الشافعي ، عن مالك. وفي (3/455) قال : حدثنا عثمان بن عمر. قال : أخبرنا يونس. وفي (3/456) قال : حدثنا أبو اليمان. قال : أنبأنا شعيب. وعبد بن حميد (376) قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر. وابن ماجة (4271) قال : حدثنا سويد بن سعيد. قال : أنبأنا مالك بن أنس. والترمذي (1641) قال : حدثنا ابن أبي عمر. قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار. والنسائي (4/108) قال : أخبرنا قتيبة ، عن مالك.
خمستهم - عمرو ، ومعمر ، ومالك ، ويونس ، وشعيب - عن الزهري ، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، فذكره.
(*) في رواية عمرو ، ومعمر «عند عبد بن حميد» : عن الزهري ، عن ابن كعب بن مالك. «ولم يسمه» .
(*) رواية معمر عن الزهري ، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، قال : قالت أم مبشر لكعب بن مالك، وهو شاك : اقرأ على ابني السلام - تعني مبشرا -. فقال : يغفر الله لك يا أم مبشر ، أو لم تسمعي ما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «إنما نسمة المسلم طير تعلق في شجر الجنة ، حتى يرجعها الله عز وجل إلى جسده يوم القيامة» ؟ قالت : صدقت. فأستغفر الله.
(*) أخرجه أحمد (3/455) قال : حدثنا سعد بن إبراهيم ، قال : حدثنا أبي ، عن صالح. وفي (3/460) قال : حدثنا إبراهيم بن أبي العباس. قال : حدثنا أبو أويس.
كلاهما - صالح ، وأبو أويس - قال صالح : عن ابن شهاب. قال : حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب ، أنه بلغه ، أن كعب بن مالك قال. فذكره.
وقال أبو أويس : قال الزهري : أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله الأنصاري ، أن كعب بن مالك كان يحدث، فذكره.

7943 - () أبو رزين العقيلي - رضي الله عنه - قال : قلت : يا رسولَ الله «كيف يُعيدُ الله الخلقَ ، وما آية ذلك في خلقه ؟ قال : أما مررت بوادي قومك جدّباً ، ثم مررتَ به يهّتزُّ خَضِراً ؟ قلت : نعم ، قال : فتلك آيةُ الله في خلقه -[423]- كذلك يحيي الله الموتى» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد رواه أحمد بمعناه في " المسند " 4 / 11 وفي سنده وكيع بن عدس ، ويقال : حدس ، لم يوثقه غير ابن حبان ، وقال ابن قتيبة في " اختلاف الحديث " : غير معروف ، وقال ابن القطان : مجهول الحال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذه الرواية من زيادات رزين ، وقد رواه أحمد بمعناه في «المسند» (4/11) . وفي سنده وكيع بن عدس. ويقال : «حدس» ، لم يوثقه غير ابن حبان ، وقال : ابن قتيبة في «اختلاف الحديث» غير معروف ، وقال ابن القطان : مجهول الحال.

7944 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : «قال في قوله تعالى : {فَإِذَا نُقِرَ في الناقور} [المدثر : 8] الصور ، قال : والراجفةُ : النفخة الأولى ، والرَّادفةُ : الثانية» أخرجه البخاري في ترجمة باب (1) .
__________
(1) تعليقاً 11 / 317 و 318 في الرقاق ، باب نفخ الصور ، قال الحافظ في " الفتح " : وصله الطبري وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري تعليقا (11/317 و 318) في الرقاق باب نفخ الصور ، قال الحافظ في «الفتح» وصله الطبري وابن أبي حاتم ، من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس.

7945 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : «ذَكَر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صاحبَ الصور، وقال : عن يمينه جبريل ، وعن يساره : ميكائيل» . أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد رواه أبو داود رقم (3999) في الحروف والقراءات ، و أحمد في " المسند " 3 / 10 ، وإسناده ضعيف ، وانظر الحديث رقم (7939) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذه الرواية أخرجها رزين ، وقد رواه أبو داود رقم (3999) في الحروف والقراءات ، وأحمد في «المسند» (3/10) وإسناده ضعيف.

الفصل الثاني : في الحشر
7946 - (خ م) سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله -[424]- صلى الله عليه وسلم- : «يُحْشَرُ الناس يوم القيامة على أرض بيضاءَ عفراءَ ، كقُرْصَة النَّقِيِّ ليس فيها علَم لأحد» .
وفي رواية إلى قوله : «كقرْصَةِ النَّقِيِّ» ثم قال : قال سهل ، أو غيره : «ليس فيها مَعْلم لأحد» أخرجه البخاري ومسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عفراء) أرض عفراء : بيضاء ، والعفرة : البياض .
(النَّقيّ) : أراد به الخبز الأبيض الحُوَّارَى .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 323 في الرقاق ، باب يقبض الله الأرض ، ومسلم رقم (2790) في المنافقين ، باب في البعث والنشور وصفة الأرض يوم القيامة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (8/135) قال : حدثنا سعيد بن أبي مريم. ومسلم (8/127) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا خالد بن مخلد.
كلاهما - سعيد ، وخالد - عن محمد بن جعفر بن أبي كثير ، قال : حدثني أبو حازم ، فذكره.

7947 - (خ م ت س) عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما - قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يخْطُبُ على المنبر يقول : «إنَّكُم ملاقو الله حُفاة عُراة غُرلاً» زاد في رواية في أوله : «مشاة» وزاد في رواية : قال سفيان : هذا مما يُعَدُّ أنَّ ابن عباس سمعه من النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- .
وفي أخرى قال : قام فينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بموعظة ، فقال : يا أيها الناس ، إنَّكم محشورون إلى الله حفاة عراة غُرْلاً {كما بدأنا أول خَلْق نُعيده وعداً علينا إنَّا كنَّا فاعلين} [الأنبياء : 104] ألا إنَّ أولَ الخلائق يُكْسَى يوم القيامة : إبراهيمُ عليه السلام ، ألا وإنه سَيُجاءُ برجال من أُمتي ، فيؤخذ بهم ذات الشمال ، -[425]- فأقول : يا ربِّ ، أصحابي ، فيقول : إنَّك لا تدري ما أحدثوا بعدَك ، فأقول كما قال العبد الصالح : {وكنتُ عليهم شهيداً ما دمتُ فيهم} - إلى قوله - {العزيز الحكيم} [المائدة : 117 ، 118] قال : فيقال لي : إنَّهم لم يزالوا مرْتَدِّين على أعقابهم منذ فارقتَهم .
زاد في رواية : «فأقول : فسُحْقاً ، فسُحْقاً» أخرجه البخاري ومسلم .
وأخرج الترمذي والنسائي الثانية ، وللنسائي مثل الأولى .
وله في أخرى : أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : يُحْشَر الناس يوم القيامة عُراة غُرلاً ، أولُ الخلائق يُكْسَى : إبراهيمُ عليه السلام ، ثم قرأ : {أولَ خلقٍ نُعيدُه} [الأنبياء : 104] .
وفي أخرى للترمذي : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : يُحْشَرُونَ حُفاة عُرَاة غُرْلاً ، فقالت امرأة : أَيُبْصِرُ - أو يَرَى - بعضُنا عَوْرَةَ بعض ؟ قال : يا فلانة {لكل امرئٍ منهم يومئذ شأنٌ يغنيه} [عبس : 37] (1) .
-[426]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(غرلاً) الغُرْلَة : القُلْفة التي تقطع من جلدة الذَّكَر ، وهو موضع الختان .
(سُحقاً) أي : بُعداً .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 331 - 333 في الرقاق ، باب كيف الحشر ، وفي الأنبياء ، باب قول الله تعالى : {واتخذ الله إبراهيم خليلا} ، وباب {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها} ، وفي تفسير سورة المائدة ، باب {وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم} ، وباب قوله : {إن تعذبهم فإنهم عبادك} ، وفي تفسير سورة الأنبياء ، باب {كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا} ، ومسلم رقم (2860) في الجنة ، باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة ، والترمذي رقم (2425) في القيامة ، باب ما جاء في شأن الحشر ، ورقم (3329) في التفسير ، باب ومن سورة عبس ، والنسائي 4 / 114 في الجنائز ، باب البعث .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه الحميدي (483) . وأحمد (1/220) (1913) . والبخاري (8/136) قال : حدثنا علي (ح) وحدثنا قتيبة بن سعيد. ومسلم (8/156) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وزهير بن حرب ، وإسحاق ابن إبراهيم ، وابن أبي عمر. والنسائي (4/114) قال : أخبرنا قتيبة. ثمانيتهم - الحميدي ، وأحمد ، وعلي ، وقتيبة ، وأبو بكر ، وزهير ، وإسحاق ، وابن أبي عمر - عن سفيان بن عيينة ، عن عمرو.
2 - وأخرجه أحمد (1/223) (1950) و (1/229) (2027) قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن سفيان. وفي (1/235) (2096) قال : حدثنا وكيع ، وابن جعفر ، قالا : حدثنا شعبة. وفي (1/253) (2281) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا شعبة. وفي (1/253) (2282) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. والدارمي (2805) قال : حدثنا أبو الوليد الطيالسي ، قال : حدثنا شعبة. والبخاري (4/169) و (6/70) قال : حدثنا محمد بن كثير ، قال : حدثنا سفيان. وفي (4/204) قال : حدثنا محمد بن يوسف ، قال : حدثنا سفيان. وفي (6/69) قال : حدثنا أبو الوليد ، قال : حدثنا شعبة. وفي (6/122) قال : حدثنا سليمان بن حرب ، قال : حدثنا شعبة. وفي (8/136) قال : حدثني محمد بن بشار ، قال : حدثنا غندر ، قال : حدثنا شعبة. ومسلم (8/157) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيببة ، قال : حدثنا وكيع (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ ، قال : حدثنا أبي. كلاهما - وكيع ، ومعاذ - عن شعبة. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى ، ومحمد بن بشار ، قالا : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. والترمذي (2423) قال : حدثنا محمود بن غيلان. قال : حدثنا أبو أحمد الزبيري ، قال : حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا محمد بن بشار ، ومحمد بن المثنى، قالا : حدثنا محمد بن جعفر ، عن شعبة. وفي (3167) قال : حدثنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا وكيع ، ووهب بن جرير ، وأبو داود ، قالوا : حدثنا شعبة. (ح) وحدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. والنسائي (4/114) قال : أخبرنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا يحيى ، عن سفيان. وفي (4/117) قال : أخبرنا محمود بن غيلان ، قال : أخبرنا وكيع ووهب بن جرير وأبو داود ، عن شعبة. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (5622) عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ، وبندار كلاهما عن إسحاق بن يوسف الأزرق ، عن سفيان (ح) وعن سليمان بن عبيد الله ، عن بهز ، عن شعبة. كلاهما - سفيان ، وشعبة - قالا : حدثنا المغيرة بن النعمان.
3 - وأخرجه أحمد (1/257) (2327) قال : حدثنا عثمان بن محمد - قال عبد الله بن أحمد : وسمعته أنا منه - قال : حدثنا جرير ، عن ليث بن أبي سليم ، عن عبد الملك بن سعيد.
ثلاثتهم - عمرو ، والمغيرة ، وعبد الملك - عن سعيد بن جبير ، فذكره.
رواية عمرو بن دينار مختصرة على :
«إنكم ملاقوا الله حفاة عراة مشاة غرلا» .
والرواية الثانية :
أخرجها الترمذي (3332) قال : حدثنا عبد بن حميد ، قال : حدثنا محمد بن الفضل ، قال : حدثنا ثابت ابن يزيد ، عن هلال بن خباب ، عن عكرمة ، فذكره.

7948 - (خ م س) عائشة - رضي الله عنها - قالت : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «يُحْشَر الناسُ حفاة عراة غُرْلاً» ، قالت عائشةُ ، فقلت : الرجالُ والنساء جميعاً ينظر بعضهم إلى بعض ؟ قال : الأمرُ أشد من أن يُهِمَّهم ذلك .
وفي رواية : «من أن ينظر بعضهم إلى بعض» أخرجه البخاري ومسلم والنسائي وللنسائي في أخرى قال : «لكل امرِئ منهم يومئذ شأن يُغْنيه» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 334 في الرقاق ، باب الحشر ، ومسلم رقم (2859) في الجنة ، باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة ، والنسائي 4 / 114 في الجنائز ، باب البعث .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/53) قال : حدثنا يحيى. (ح) وحدثنا روح. والبخاري (8/136) قال : حدثنا قيس بن حفص. قال : حدثنا خالد بن الحارث. ومسلم (8/156) قال : حدثني زهير بن حرب. قال : حدثنا يحيى بن سعيد. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير. قالا : حدثنا أبو خالد الأحمر. وابن ماجة (4276) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا أبو خالد الأحمر. والنسائي (4/114) قال : أخبرنا عمرو بن علي. قال : حدثنا يحيى. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (12/17461) عن محمد بن عبد الأعلى ، عن خالد بن الحارث.
أربعتهم - يحيى بن سعيد ، وروح بن عبادة ، وخالد بن الحارث ، وأبو خالد الأحمر - عن حاتم بن أبي صغيرة أبي يونس القشيري ، قال : حدثني ابن أبي مليكة ، عن القاسم بن محمد ، فذكره.
أخرجه أحمد (6/89) قال : حدثنا يزيد بن عبد ربه. والنسائي (4/114) قال : أخبرني عمرو بن عثمان.
كلاهما - يزيد بن عبد ربه ، وعمرو بن عثمان - قالا : حدثنا بقية. قال : أخبرني الزبيدي ، قال : أخبرني الزهري ، عن عروة بن الزبير ، فذكره.

7949 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رجلاً قال : «يا رسولَ الله ، قال الله تعالى : {الذين يُحْشَرون على وجوههم إلى جهنم} [الفرقان : 34] أيُحشَرُ الكافر على وجهه ؟ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أليْس الذي أمْشَاه على رجليه في الدنيا قادر على أن يمشيَه على وجهه يوم القيامة ؟» قال قتادة حين بَلَغه : بلَى ، وعزَّةِ ربِّنا . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 330 في الرقاق ، باب الحشر ، وفي تفسير سورة الفرقان ، باب قوله : {الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكاناً وأضل سبيلاً} ، ومسلم رقم (2806) في المنافقين ، باب يحشر الكافر على وجهه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:أخرجه أحمد (3/229) . وعبد بن حميد (1182) . والبخاري (6/137) و (8/136) قال : حدثنا عبد الله بن محمد. ومسلم (8/135) قال : حدثني زهير بن حرب ، وعبد بن حميد. أربعتهم - أحمد ، وعبد ، وعبد الله ، وزهير - قالوا : حدثنا يونس. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (1296) عن الحسين بن منصور ، عن حسين بن محمد.
كلاهما - يونس ، وحسين - عن شيبان ، عن قتادة ، فذكره.

7950 - (ت) بهز بن حكيم - رحمه الله - عن أبيه عن جده قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «إنَّكم تحشرون رجالاً ورُكباناً ، وتجرُّونَ على وجوهكم» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2426) في صفة القيامة ، باب ما جاء في شأن الحشر ، وفي التفسير ، باب ومن سورة الإسراء وإسناده حسن ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن ، وفي الباب عن أبي هريرة ، وقال الحافظ في " الفتح " : أخرجه الترمذي والنسائي ، وسنده قوي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2423) قال : حدثنا أحمد بن منيع ، حدثنا يزيد بن هارون. أخبرنا بهز بن حكيم عن أبيه عن جده ، فذكره.
وفي الباب عن أبي هريرة.
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح.

7951 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «يُحْشَرُ الناس يوم القيامة ثلاثةَ أصناف : صنفاً مشاةَ ، وصِنْفاً ركباناً ، وصنْفاً على وجوههم ، قيل : يا رسولَ الله ، وكيف يمْشُونَ على وجوههم ؟ قال : إنَّ الذي أمشاهم على أقدامهم قادر [على] أن يُمْشِيَهم على وجوههم ، أما إنهم يتَّقون بوجوههم كلّ حَدَب وشوك» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3141) في التفسير ، باب ومن سورة بني إسرائيل ، من حديث حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن أوس بن خالد عن أبي هريرة ، وإسناده ضعيف ، ولكن للحديث شواهد بمعناه يقوى بها ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن ، وقد روى وهيب عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً من هذا .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/354) قال : حدثنا حسن بن موسى وعفان. وفي (2/363) قال : حدثنا عفان. والترمذي (3142) قال : حدثنا عبد بن حميد. قال : حدثنا الحسن بن موسى وسليمان بن حرب. ثلاثتهم - حسن ، وعفان ، وسليمان - قالوا : حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن أوس بن خالد ، فذكره.

7952 - (س) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال : إن الصادق المصدوق حدَّثني : «أن الناس يحشَرون ثلاثةَ أفواج : فوجاً راكبين طاعمين كاسين ، وفوجاً تسْحَبُهُم الملائكة على وجوههم ، وتحشر [هم] النارُ ، وفوجاً يمشون ويسْعَونَ ، يُلقي الله الآفة على الظهر ، فلا يبقى ، حتى إن الرجل -[428]- لتكون له الحديقةُ يعطيها بذات القَتب ، لا يقدرُ عليها» أخرجه النسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الفوج) : الجماعة من الناس .
(حديقة) الحديقة : البستان الذي قد جعل عليه حائط يُحدِق به .
__________
(1) 4 / 116 في الجنائز ، باب البعث ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/164) قال : حدثنا يزيد. والنسائي (4/116) قال : أخبرنا عمرو بن علي. قال : حدثنا يحيى.
كلاهما - يزيد بن هارون ، ويحيى بن سعيد - عن الوليد بن جميع القرشي.

7953 - (خ م س) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «يُحْشَر الناس يوم القيامة على ثلاث طرائقَ : راغبين وراهبين ، واثنان على بعير ، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير ، وعشرة على بعير ، وتَحْشُرُ بقيَّتَهم النارُ ، تَقيل معهم حيث قالوا ، وتبيت معهم حيث باتوا ، وتُصبِح معهم حيث أصبحوا ، وتمسي معهم حيث أمْسَوْا» أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(طرائق) جمع طريقة ، وهي الحالة .
(تقيل) من القائلة ، والقيلولة : كسر الحرِّ .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 326 في الرقاق ، باب كيف الحشر ، ومسلم رقم (2861) في الجنة ، باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة ، والنسائي 4 / 115 و 116 في الجنائز ، باب البعث .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (8/135) قال : حدثنا معلى بن أسد. ومسلم (8/157) قال : حدثني زهير بن حرب. قال : حدثنا أحمد بن إسحاق. (ح) وحدثني محمد بن حاتم. قال : حدثنا بهز. والنسائي (4/115) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك. قال : حدثنا أبو هشام.
أربعتهم - معلى بن أسد ، وأحمد بن إسحاق الحضرمي ، وبهز بن أسد ، وأبو هشام المغيرة بن سلمة المخزومي - عن وهيب بن خالد. قال : حدثنا عبد الله بن طاوس ، عن أبيه ، فذكره.

7954 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-[429]- قال : «يعرقُ الناسُ يوم القيامة ، حتى يذهب في الأرض عرَقُهُم سبعين ذِراعاً ، وإنه يُلجِمُهُم حتى يبلغَ آذانَهم» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 341 في الرقاق ، باب قول الله تعالى : {ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون . ليوم عظيم} ، ومسلم رقم (2863) في الجنة ، باب في صفة يوم القيامة أعاننا الله على أهوالها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/418) قال : حدثنا قتيبة. قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد. والبخاري (8/138) قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال : حدثني سليمان. ومسلم (8/158) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال : حدثنا عبد العزيز. يعني ابن محمد.
كلاهما - عبد العزيز بن محمد ، وسليمان بن بلال - عن ثور بن زيد ، عن أبي الغيث ، فذكره.

7955 - (خ م ت) نافع مولى ابن عمر «أن ابن عمر - رضي الله عنه - تلا {ألا يَظُنُّ أُولئك أنهم مبعوثون . ليوم عظيم . يوم يقوم الناس لرب العالمين} [المطففين : 4-6] قال : يقوم أحدُهم في رَشْحِهِ إلى أنصاف أذنيه» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي .
ورواه الترمذي مرفوعاً وموقوفاً (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 340 في الرقاق ، باب قوله تعالى : {ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون . ليوم عظيم} ، و في تفسير سورة {ويل للمطففين} ، ومسلم رقم (2862) في الجنة ، باب في صفة يوم القيامة ، والترمذي رقم (2424) في القيامة ، باب رقم (3) ، ورقم (3333) في التفسير ، باب ومن سورة (المطففين) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/13) (4613) و (2/19) (4697) قال : حدثنا يحيى ، عن عبيد الله. وفي (2/31) (4862) قال : حدثنا يزيد ، قال : أخبرنا محمد بن إسحاق. وفي (2/64) (5318) قال : حدثنا حسين بن محمد ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب. وفي (2/70) (5388) قال : حدثنا حسن ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن أيوب. وفي (2/105) (5823) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا صخر بن جويرية. وفي (2/112) (5912) قال : حدثنا مؤمل ، قال : حدثنا حماد - يعني ابن زيد- قال : حدثنا أيوب. وفي (2/125) (6075) قال : حدثنا سليمان بن حيان ، قال : حدثنا ابن عون. وفي (2/126) (6086) قال : حدثنا يونس ، قال : حدثنا حماد - يعني ابن زيد -. عن أيوب. وعبد بن حميد (763) قال : حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا أبي ، عن صالح بن كيسان. والبخاري (6/207) قال : حدثنا إبراهيم بن المنذر ، قال : حدثنا معن ، قال : حدثني مالك. وفي (8/138) قال : حدثنا إسماعيل بن أبان ، قال : حدثنا عيسى بن يونس ، قال : حدثنا ابن عون. ومسلم (8/157) قال : حدثنا زهير بن حرب ، ومحمد بن المثنى ، وعبيد الله بن سعيد ، قالوا : حدثنا يحيى ، يعنون ابن سعيد - عن عبيد الله. وفي (8/158) قال : حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي ، قال : حدثنا أنس ، -يعني ابن عياض -. (ح) وحدثني سويد بن سعيد ، قال : حدثنا حفص بن ميسرة ، كلاهما عن موسى بن عقبة. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا أبو خالد الأحمر ، وعيسى بن يونس ، عن ابن عون. (ح) وحدثني عبد الله بن جعفر بن يحيى ، قال : حدثنا معن ، قال : حدثنا مالك (ح) وحدثنا أبو نصر التمار ،قال :حدثنا حماد بن سلمة، عن أيوب. (ح) وحدثنا الحلواني ، وعبد بن حميد ، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، قال : حدثنا أبي ، عن صالح. وابن ماجة (4278) قال : حدثنا ابو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا عيسى بن يونس ، وأبو خالد الأحمر، عن ابن عون. والترمذي (2422) و (3335) قال : حدثنا أبو زكريا يحيى بن دُرُسْت البصري ، قال : حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب. وفي (2422 و 3336) قال : حدثنا هناد ، قال : حدثنا عيسى بن يونس ، عن ابن عون. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (7684) عن أبي داود ، عن يعقوب بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن صالح بن كيسان. وفي (7743) عن هناد ، عن عيسى بن يونس ، عن ابن عون. وفي (8183) عن عبيد الله بن سعيد ، عن يحيى بن سعيد القطان ، عن عبيد الله.
ثمانيتهم - عبيد الله ، ومحمد بن إسحاق ، وأيوب ، وصخر بن جويرية ، وابن عون ، وصالح بن كيسان، ومالك ، وموسى بن عقبة - عن نافع ، فذكره.

7956 - (م ت) المقداد بن الأسود - رضي الله عنه - قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «تُدنَى الشمسُ يوم القيامة من الخلق ، حتى تكونَ منهم كمقدار ميل - زاد الترمذي : أو اثنين ، قال سُلَيم بن عامر : فوالله ما أدري ما يعني بالميل : أمسافة الأرض ، أو الميل الذي تُكْحلُ به العين ؟ - قال : فيكون الناس على قدْرِ أعمالهم في العَرق ، فمنهم من يكون إلى كعبيه ، ومنهم من يكون إلى رُكبتيه ، ومنهم من يكون إلى حقْويه ، ومنهم من -[430]- يُلْجِمُهُ العرق إلجاماً ، وأشار رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- بيده إلى فيه» . أخرجه مسلم والترمذي .
وفي رواية الترمذي قال : «فتَصْهَرُهُم الشمس ، فيكونون في العرَق كقدر أعمالهم ... الحديث» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حَقويه) الحقو : مشدُّ الإزار عند الخصر .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2864) في صفة الجنة ، باب صفة يوم القيامة ، والترمذي رقم (2423) في صفة القيامة ، باب رقم (3) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/3) قال : حدثنا إبراهيم بن إسحاق. قال : حدثنا ابن المبارك. ومسلم (8/158) قال : حدثنا الحكم بن موسى أبو صالح ، قال : حدثنا يحيى بن حمزة. والترمذي (2421) قال: حدثنا سويد بن نصر ، قال : أخبرنا ابن المبارك.
كلاهما - عبد الله بن المبارك ، ويحيى بن حمزة - عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، قال : حدثني سليم ابن عامر ، فذكره.

7957 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «يُبْعثُ كل عبدٍ على ما مات عليه» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2878) في الجنة ، باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح
1 - أخرجه أحمد (3/314) قال : حدثنا أبو معاوية ، قال : حدثنا بعض أصحابنا.
2 - وأخرجه أحمد (3/331) قال : حدثنا أبو أحمد. وفي (3/366) قال : حدثنا أبو نعيم. وعبد بن حميد (1013) قال : أخبرنا مصعب بن مقدام الخثعمي ، وأبو نعيم. ومسلم (8/165) قال : حدثنا أبو بكر بن نافع ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. أربعتهم - أبو أحمد ، وأبو نعيم ، ومصعب ، وابن مهدي - عن سفيان.
3 - وأخرجه مسلم (8/165) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، وعثمان بن أبي شيبة ، قالا : حدثنا جرير.
جميعهم - بعض أصحاب أبي معاوية ، وسفيان ، وجرير - عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، فذكره.

الفصل الثالث : في الحساب والحكم بين العباد ، وفيه ستة انواع
نوع أول
7958 - (خ ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله -[431]- صلى الله عليه وسلم- : «من كانت عنده مظلِمَة لأخيه ، مِنْ عِرضِهِ أو شيء منه ، فلْيَتَحلَّلَهُ منه اليومَ ، من قبلِ أن لا يكون دينار ولا درهم ، إن كان له عمل صالح أُخذَ منه بقدر مَظلمتِهِ ، وإن لم يكن له حسنات أُخِذَ من سيئات صاحبه ، فَحمِل عليه» أخرجه البخاري (1) .
وفي رواية الترمذي قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «رحِمَ الله عبداً كانت لأخيه عنده مظلمة...» الحديث (2) .
__________
(1) في المطبوع : أخرجه البخاري ومسلم ، وهو خطأ .
(2) رواه البخاري 5 / 73 في المظالم ، باب من كانت له مظلمة عند الرجل فحللها له هل يبين مظلمته ، وفي الرقاق ، باب القصاص يوم القيامة ، والترمذي رقم (2421) في صفة القيامة ، باب ما جاء في شأن الحساب والقصاص .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/435) قال : حدثنا يحيى ، عن مالك. (ح) وحجاج. قال : أخبرنا ابن أبي ذئب. وفي (2/506) قال : حدثنا يزيد. قال : أخبرنا ابن أبي ذئب. (ح) وحدثناه روح بإسناده ومعناه. والبخاري (3/170) قال : حدثنا آدم بن إياس. قال : حدثنا ابن أبي ذئب. وفي (8/138) قال: حدثنا إسماعيل. قال : حدثني مالك. والترمذي (2419) قال : حدثنا هناد ونصر بن عبد الرحمن الكوفي ، قال : حدثنا المحاربي ، عن أبي خالد يزيد بن عبد الرحمن ، عن زيد بن أبي أنيسة.
ثلاثتهم - مالك ، وابن أبي ذئب ، وزيد - عن سعيد المقبري ، فذكره.

7959 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يوماً : «أتَدرُونَ ما المُفْلِسُ ؟ قالوا : المفْلسُ فينا من لا درهم له ولا متاع ، قال : إن المفْلسَ مَنْ يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي قد شَتَمَ هذا ، وقذفَ هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيُعطَى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فَنيَتْ حَسَناتُهُ قبل أن يُقْضى ما عليه ، أُخِذَ من خطايهم فطُرِحَتْ عليه ، ثم يُطْرَحُ في النار» أخرجه مسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2581) في البر ، باب تحريم الظلم ، والترمذي رقم (2420) في صفة القيامة ، باب ما جاء في شأن الحساب والقصاص .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/303) قال : حدثا مؤمل وعبد الرحمن ، عن زهير. وفي (2/334) قال : حدثنا أبو عامر. قال : حدثنا زهير. وفي (2/371) قال : حدثنا سليمان. قال : حدثنا إسماعيل. ومسلم (8/18) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد وعلي بن حجر. قالا : حدثنا إسماعيل ، وهو ابن جعفر. والترمذي (2418) قال : حدثنا قتيبة. قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد.
ثلاثتهم - زهير بن محمد ، وإسماعيل بن جعفر ، وعبد العزيز بن محمد - عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه ، فذكره.

7960 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لَتُؤدُّنَّ الحقوقَ إلى أهلها يوم القيامة ، حتى يُقادَ للشاة الجلْحاء من الشاةِ القرْناءِ» أخرجه مسلم والترمذي (1) .
وزاد رزين «ويُسأل الَحجر الذي انكَبَّ على الحجَر ، ولمِ نَكأ الرِّجْلُ الرِّجْلَ ؟» .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الجلحاء) شاة جلحاء : لا قرن لها .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2582) في البر ، باب تحريم الظلم ، والترمذي رقم (2422) في صفة القيامة ، باب ما جاء في شأن الحساب والقصاص .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/335) قال : حدثنا ابن أبي عدي ، عن شعبة. وفي (2/235 و 301) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. وفي (2/323) قال : حدثنا أبو عامر. قال : حدثنا زهير - يعني ابن محمد -. وفي (2/372) قال : حدثنا سليمان. قال : أنبأنا إسماعيل. وفي (2/411) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم. والبخاري في «الأدب المفرد» (183) قال : حدثنا أبو الربيع ، قال : حدثنا إسماعيل. ومسلم (8/18) قال : حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر. قالوا: حدثنا إسماعيل - يعنون ابن جعفر -. والترمذي (2420) قال : حدثنا قتيبة. قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد.
خمستهم - شعبة ، وزهير بن محمد ، وإسماعيل بن جعفر ، وعبد الرحمن بن إبراهيم ، وعبد العزيز بن محمد - عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، فذكره.

7961 - () أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : «كنَّا نسمع أن الرجلَ يتعلق بالرجلِ يوم القيامة وهو لا يعرفه ، فيقول له : مالك إليَّ وما بيني وبينك معرفة ؟ فيقول : كنتَ تراني على الخطأ وعلى المنكرِ ولا تنهاني» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع جعله من تتمة رواية رزين ، وهو خطأ .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذه الرواية أخرجها رزين.

نوع ثان
7962 - (خ م ت د) عائشة - رضي الله عنها - قال ابن أبي مُليكة : «إن عائشة كانت لا تسمع شيئاً لا تعرفه إلا راجعتْ فيه حتى تعرفَهُ ، وإن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : مَن نُوقشَ الحساب عُذِّب ، فقلتُ : أليس يقول الله تعالى : {فأما مَنْ أُوتِيَ كتابه بيمينه . فسوف يُحاسَبُ حِسَاباً يسيراً . وينقلب إلى أهله -[433]- مسروراً} [الانشقاق : 7- 9] ؟ فقال : إنما ذلك العرْضُ ، وليس أحد يُحاسبُ يوم القيامة إلا هلك» .
وفي رواية «وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عُذِّب» .
وفي أخرى : قالت : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «ليس أحد يُحاسَبُ إلا هلَك ، قلت : يا رسول الله ، جعلني الله فداك ، أليْسَ الله تعالى يقول : {فأمَّا مَنْ أُوتيَ كتابه بيمينه . فسوف يحاسب حسابا يسيراً} قال : ذلك العرْض تُعرَضُون ، ومن نُوقِشَ الحسابَ هَلَكَ» أخرجه البخاري ومسلم .
وأخرج الترمذي الثانية .
وأخرج أبو داود هذا الحديث بمعناه في جملة حديث (1) .
وفد ذكر في تفسير (سورة النساء) من كتاب «تفسير القرآن» في حرف التاء .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(نوقش) المناقشة في الحساب : تحقيقه وتدقيقه ، والاستقصاء فيه .
__________
(1) رواه البخاري 1 / 176 في العلم ، باب من سمع شيئاً فراجع حتى يعرفه ، وفي تفسير سورة {إذا السماء انشقت} ، وفي الرقاق ، باب من نوقش الحساب عذب ، ومسلم رقم (2876) في الجنة ، باب إثبات الحساب ، وأبو داود رقم (3093) في الجنائز ، باب عبادة النساء ، والترمذي رقم (2428) في صفة القيامة ، باب من نوقش الحساب عذب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (6/108) قال : حدثنا سريج. قال : حدثنا عيسى بن يونس. عن عبيد الله بن أبي زياد. والبخاري (6/208) قال : حدثنا مسدد ، عن يحيى ، عن أبي يونس حاتم بن أبي صغيرة ، عن ابن أبي مليكة. وفي (8/139) قال : حدثني إسحاق بن منصور. قال : حدثنا روح بن عبادة. قال: حدثنا حاتم بن أبي صغيرة. قال : حدثنا عبد الله بن أبي مليكة. ومسلم (8/164) قال : حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم العبدي. قال : حدثنا يحيي - يعني ابن سعيد القطان -. قال : حدثنا أبو يونس القشيري ، قال : حدثنا ابن أبي مليكة.
كلاهما - عبيد الله بن أبي زياد ، وابن أبي مليكة - عن القاسم بن محمد ، فذكره.
(*) أخرجه أحمد (6/47) قال : حدثنا إسماعيل. قال : أخبرنا أيوب. وفي (6/91) قال : حدثنا يونس. قال : حدثنا نافع.- يعني ابن عمر -. وفي (6/108) قال : حدثنا سريج. قال : حدثنا نافع. وفي (6/127) قال : حدثنا عبد الرزاق.قال : أخبرنا بكار ، يعني ابن عبد الله بن وهب الصنعاني. فذكر حديثا. وفي (6/206) قال : حدثنا وكيع. قال : حدثنا عبد الجبار بن ورد. والبخاري (1/37) قال : حدثنا سعيد بن أبي مريم. قال : أخبرنا نافع بن عمر الجمحي. وفي (6/207) و (8/139) قال : حدثني عمرو بن علي. قال : حدثنا يحيى ، عن عثمان بن الأسود. وفي (6/208) قال : حدثنا سليمان بن حرب. قال : حدثنا حماد بن زيد. عن أيوب. وفي (8/139) قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن عثمان بن الأسود. ومسلم (8/164) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن حجر. جميعا عن إسماعيل. قال أبو بكر : حدثنا ابن علية ، عن أيوب. (ح) وحدثني أبو الربيع العتكي ، وأبو كامل. قالا: حدثنا حماد بن زيد. قال : حدثنا أيوب. (ح) وحدثني عبد الرحمن بن بشر. قال : حدثني يحيى - وهو القطان -.عن عثمان بن الأسود. وأبو داود (3093) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى. (ح) وحدثنا محمد بن بشار. قال : حدثنا عثمان بن عمر. عن أبي عامر الخزاز. والترمذي (2426 و 3337) قال : حدثنا سويد بن نصر. قال : أخبرنا ابن المبارك. عن عثمان بن الأسود. وفي (3337) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن عثمان بن الأسود. (ح) وحدثنا محمد بن أبان وغير واحد. قالوا : حدثنا عبد الوهاب الثقفي. عن أيوب. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11/16231) عن زياد بن أيوب ، عن إسماعيل بن علية ، عن أيوب. وفي (11/16254) عن سويد بن نصر ، عن ابن المبارك ، عن عثمان بن الأسود. (ح) وعن يوسف بن عيسى ، عن الفضل بن موسى ، عن عثمان بن الأسود. وفي (11/16261) عن العباس بن محمد ، عن يونس بن محمد ، عن نافع بن عمر.
ستتهم - أيوب ، ونافع بن عمر ، وبكار بن عبد الله ، وعبد الجبار بن ورد ، وعثمان بن الأسود ، وأبو عامر الخزاز - عن عبد الله بن أبي مليكة ، عن عائشة ، فذكره.
ليس فيه : «القاسم بن محمد» .

7963 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «من حُوسِبَ عُذِّب» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3335) في التفسير ، باب ومن سورة {إذا السماء انشقت} ، وهو حديث حسن يشهد له الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3338) قال : حدثنا محمد بن عبيد الهمداني ، قال : حدثنا علي بن أبي بكر ، عن همام ، عن قتادة ، فذكره.

نوع ثالث
7964 - (ت س) حريث بن قبيصة قال : «قدمتُ المدينةَ ، فقلت : اللهم يسِّر لي جليساً صالحاً ، قال : فجلستُ إلى أبي هريرة - رضي الله عنه - فقلت : إني سألتُ الله أن يرزقَني جليساً صالحاً ، فحدِّثني بحديث سمعته من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، لعلَّ الله أن ينفعَني به ، فقال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : إنَّ أَولَ ما يُحاسَبُ به العبد يوم القيامة من عَمَلِهِ : صلاَتُهُ ، فإن صَلَحتْ ، فقد أفلح وأنجح ، وإن فسدَتْ ، فقد خاب وخسر ، فإن انتقص من فريضته شيئاً ، قال الربُّ تبارك وتعالى : انظروا ، هل لعبدي من تطوع ؟ فيكمل بها ما انتقص من الفريضة ، ثم يكون سائر عمله على ذلك» .
وفي أخرى عن أبي هريرة بمعناه أخصر منه ، أخرجه الترمذي والنسائي (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (413) في الصلاة ، باب ما جاء أن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة ، الصلاة ، والنسائي 1 / 232 في الصلاة ، باب المحاسبة على الصلاة ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 72 و 377 ، والحاكم 1 / 263 ، وهو حديث صحيح بشواهده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (413) قال : حدثنا علي بن نصر بن علي الجهضمي ، قال : حدثنا سهل بن حماد. والنسائي (1/232) قال : أخبرنا أبو داود. قال : حدثنا هارون - هو ابن إسماعيل الخزاز -.
كلاهما - سهل بن حماد ، وهارون بن إسماعيل - قالا : حدثنا همام ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن حريث بن قبيصة ، فذكره.

7965 - (د) أنس بن حكيم الضبي : أنه خاف من زياد - أو ابن -[435]- زياد - فأتى المدينةَ ، فلقيَ أبا هريرة - رضي الله عنه - قال : فنسبني ، فانتسبت له قال : يا بُنيَّ ، ألا أحدِّثكَ حديثاً ؟ قال : قلتُ : بلى يرحمك الله - قال يونس : وأَحْسِبُه ذَكَرَه عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إنَّ أولَ ما يُحاسَبُ الناس به يوم القيامة من أعمالهم : الصلاةُ ، قال : يقول ربنا عز وجل لملائكته : انظروا في صلاة عبدي ، أتَمَّها أم نقصَها ؟ فإن كانت تامّة ، كتبت له تامة ، وإن كان انتقص منها شيئاً ، قال : انظروا ، هل لعبدي من تطوع ؟ فإن كان له تطوع ، قال : أتمُّوا لعبدي فريضته من تطوعه ، ثم تُؤخذُ الأعمالُ على ذلك» .
أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (864) و (865) في الصلاة ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " كل صلاة لا يتمها صاحبها تتم من تطوعه " ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/290) . وابن ماجة (1425) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. ومحمد بن بشار.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل ، وأبو بكر ، ومحمد بن بشار - عن يزيد بن هارون ، عن سفيان بن حسين ، عن علي بن زيد ، عن أنس بن حكيم الضبي ، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (2/425) . وأبو داود (864) قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم.
كلاهما - أحمد بن حنبل ، ويعقوب - قالا : حدثنا إسماعيل. قال : أخبرنا يونس - يعني ابن عبيد -. عن الحسن ، عن أنس بن حكيم الضبي ، أنه خاف من زياد ، أو ابن زياد ، فأتى المدينة ، فلقي أبا هريرة، فانتسبني فانتسبت له.فقال : يا فتى ، ألا أحدثك حديثا لعل الله أن ينفعك به ؟ قلت : بلى ، رحمك الله. قال : إن أول ما يحاسب به الناس... فذكره موقوفا.
قال يونس : وأحسبه قد ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم-.
(*) وأخرجه أحمد (4/103) قال : حدثنا عفان. وأبو داود (865) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. وابن ماجة (1426) قال : حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح. قال : حدثنا عفان.
كلاهما - عفان ،وموسى - قالا : حدثنا حماد ، عن حميد ، عن الحسن ، عن رجل من بني سليط عن أبي هريرة ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بنحوه.
وفي رواية عفان : «عن رجل ، عن أبي هريرة» .
(*) وأخرجه أحمد (4/103) قال : حدثنا حسن. قال : حدثنا حماد ، عن حميد ، عن الحسن ، عن أبي هريرة ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مثله. ليس فيه «عن رجل» .

7966 - (د) تميم الداري - رضي الله عنه - : عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- بهذا المعنى قال : «ثم الزكاة مثل ذلك ، ثم تؤخذ الأعمالُ على حسبِ ذلك» أخرجه أبو داود هكذا (1) .
__________
(1) رقم (866) في الصلاة ، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " كل صلاة لا يتمها صاحبها تتم من تطوعه " ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (4/103) قال : حدثنا عفان. والدارمي (1362) قال : أخبرنا سليمان بن حرب. وأبو د اود (866) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل. وابن ماجة (1426) قال : حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي. قال : حدثنا سليمان بن حرب (ح) وحدثنا الحسن بن محمد الصباح ، قال : حدثنا عفان.
أربعتهم - حسن ، وعفان ، وسليمان ، وموسى - عن حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند ، عن زرارة بن أوفى ، فذكره.

7967 - (ط) يحيى بن سعيد - رحمه الله - قال بلغني : «أن أولَ ما ينظر فيه من عمل المرء : الصلاةُ ، فإن قُبلت منه نُظِرَ فيما بقي من عمله ، وإن لم -[436]- تُقْبَل منه ، لم ينظر في شيء من عمله» أخرجه الموطأ (1) .
__________
(1) بلاغاً 1 / 173 في قصر الصلاة ، باب جامع الصلاة ، وإسناده منقطع ، ولكن يشهد له معنى الحديث الذي قبله رقم (7964) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع : أخرجه مالك (420) عن يحيى بن سعيد ، فذكره بلاغا.
وقال الزرقاني في «شرح الموطأ» (1/501) : وقد روي معناه موقوفا من وجوه قاله أبو عمر.
قلت : انظر أحاديث الباب.

7968 - (خ م ت س) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «أولُ ما يُقضَى بين الناس يوم القيامة في الدماء» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي .
وللنسائي : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «أوَّلُ ما يحاسبُ عليه العبد : الصلاةُ ، وأولُ ما يُقْضَى بين الناس : في الدماءِ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 12 / 166 في الديات في فاتحته ، وفي الرقاق ، باب القصاص يوم القيامة ، ومسلم رقم (1678) في القسامة ، باب المجازاة بالدماء في الآخرة ، والترمذي رقم (1396) في الديات ، باب الحكم في الدماء ، والنسائي 7 / 83 في تحريم الدم ، باب تعظيم الدم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (1/388) (3674) قال : حدثنا محمد بن عبيد. وفي (1/440) (4200) و (1/442) (4214) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. وفي (1/442) (4213) قال : حدثنا وكيع. وحميد الرؤاسي. والبخاري (8/138) قال : حدثنا عمر بن حفص ، قال : حدثنا أبي. وفي (9/3) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى. ومسلم (5/107) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ،وإسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، جميعا عن وكيع (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا عبدة بن سليمان ، ووكيع. (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ ، قال : حدثنا أبي (ح) وحدثني يحيى بن حبيب ، قال: حدثنا خالد - يعني ابن الحارث - (ح) وحدثني بشر بن خالد ، قال : حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثنا ابن المثنى ، وابن بشار ، قالا : حدثنا ابن أبي عدي ، كلهم عن شعبة. وابن ماجة (2615) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، وعلي بن محمد ، ومحمد بن بشار ، قالوا : حدثنا وكيع. والترمذي (1396) قال : حدثنا محمود بن غيلان ، قال : حدثنا وهب بن جرير ، قال : حدثنا شعبة. وفي (1397) قال : حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع. والنسائي (7/83) قال : أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ، عن خالد ، قال : حدثنا شعبة. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (9246) عن ابن بشار ، عن أبي عامر العقدي ، عن سفيان.
ثمانيتهم - محمد بن عبيد ، وشعبة ، ووكيع ، وحميد الرؤاسي ، وحفص بن غياث ، وعبيد الله بن موسى ، وعبدة بن سليمان ، وسفيان - عن الأعمش.
2 - وأخرجه ابن ماجة (2617) قال : حدثنا سعيد بن يحيى بن الأزهر الواسطي. والنسائي (7/83) قال: أخبرنا سريع بن عبد الله الواسطي الخصي.كلاهما - سعيد ، وسريع - قالا : حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق ، عن شريك ، عن عاصم.
كلاهما - الأعمش ، وعاصم بن بهدلة - عن شقيق أبي وائل ، فذكره.
(*) لفظ رواية سريع بن عبد الله الواسطي الخصي : «أول ما يحاسب به العبد الصلاة ، وأول ما يقضى بين الناس في الدماء.
(*) صرح الأعمش بالسماع في رواية شعبة عند أحمد ، ورواية حميد الرؤاسي عنده ، ورواية حفص بن غياث عند البخاري.
(*) أخرجه النسائي (7/83) قال : أخبرنا أحمد بن سليمان ، قال : حدثنا أبو داود ،عن سفيان. وفي (7/84) قال : أخبرنا محمد بن العلاء ، قال : حدثنا أبو معاوية.
كلاهما - سفيان ، وأبو معاوية - عن الأعمش ، عن شقيق أبي وائل ، عن عبد الله ، فذكره موقوفا.
(*) وأخرجه النسائي (7/83) قال : أخبرنا أحمد بن حفص ، قال : حدثني أبي. قال : حدثني إبراهيم بن طهمان ، عن الأعمش ، عن شقيق ، ثم ذكر كلمة معناها : عن عمرو بن شرحبيل ، عن عبد الله. قال : أول ما يقضى بين الناس ، يوم القيامة ، في الدماء» «موقوف» .
(*) وأخرجه النسائي (7/84) قال : أخبرنا أحمد بن حرب. قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن عمرو بن شرحبيل ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «أول ما يقضى فيه بين الناس يوم القيامة في الدماء» «مرسل» .

نوع رابع
7969 - (ت) أبو برزة [الأسلمي] رضي الله عنه : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا تزولُ قدَمَا عبد يومَ القيامة ، حتى يُسألَ عن أربع (1) : عن عُمُره فيما أفناه ؟ وعن عِلْمِهِ ما عمِل به ؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ؟ وعن جسمه فيما أبلاه ؟» أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) جملة " عن أربع " ليست في نسخ الترمذي المطبوعة .
(2) رقم (2419) في صفة القيامة ، باب رقم (1) ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الدارمي (543) والترمذي (2417) . قال : حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن - الدارمي - قال: أخبرنا الأسود بن عامر ، قال : حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن الأعمش عن سعيد بن عبد الله بن جريج ، فذكره.

7970 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-[437]- قال : «لا تزول قدمَا ابنِ آدمَ يومَ القيامة من عند ربه ، حتى يُسألَ عن خمس : عن عمُره فيما أفناه ؟ وعن شبابه فيما أبلاه ؟ وعن ماله من أين اكتسبه ، وفيم أنفقه ، وماذا عمل فيما علم ؟» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2418) في صفة القيامة ، باب رقم (1) ، وهو حديث حسن ، يشهد له الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2416) قال : حدثنا حميد بن مسعدة ، قال : حدثنا حصين بن نمير أبو محصن، قال : حدثنا حسين بن قيس الرحبي ، قال : حدثنا عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عمر ، فذكره.
(*) قال الترمذي : هذا حديث غريب ، لا نعرفه من حديث ابن مسعود ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا من حديث الحسين بن قيس. وحسين بن قيس يضعف في الحديث من قبل حفظه.

7971 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «يُجاءُ بابن آدم يوم القيامة كأنه بَذَج ، فيوقَفُ بين يدي الله تعالى ، فيقول الله تعالى : أعطيتك وخوَّلتُك ، وأنعمتُ عليك ، فماذا صنعتَ ؟ فيقول : يا رب ، جمعتُه وثمرتُه ، وتركتُه أكثر ما كان ، فارجعني آتِكَ به ، فيقول له : أرني ما قدَّمْتَ ، فيقول : ربِّ جمعتُه [وثمَّرتُه] وتركتُه أكثر ما كان ، فارجعني آتكَ به ، فإذا عبدٌ لم يُقدِّم خيراً ، فيُمضَى به إلى النار» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بذج) البَذَجُ : كلمة فارسية ، تكلمت بها العرب ، وهو أضعف ما يكون من الحملانِ ، يجمع على بَذَجان .
__________
(1) رقم (2429) في صفة القيامة ، باب رقم (7) ، وإسناده ضعيف ، ولكن يشهد له معنى الحديث الذي بعده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2427) قال : حدثنا سويد بن نصر ، قال : أخبرنا ابن المبارك ، قال : أخبرنا إسماعيل بن مسلم ، عن الحسن ، وقتادة ، فذكراه.

7972 - (ت) أبو سعيد الخدري ، وأبو هريرة - رضي الله عنهما- قالا : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «يؤتَى بالعبد يوم القيامة ، فيقول له : ألم أجعل لك -[438]- سمعاً وبصراً ومالاً وولداً ؟ وسخَّرتُ لك الأنعام والحرْث ؟ وتركتك ترْأسُ وتربَعُ ؟ فكنتَ تظنُّ أنَّك مُلاقِيَّ يومَكَ هذا ؟ فيقول : لا ، فيقول له : اليومَ أنساكَ كما نسيتني» أخرجه الترمذي ، وقال : معنى قوله : «اليوم أنساك كما نسيتني» اليوم أتركك في العذاب (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ترأس) الترؤس : التقدُّم على القوم وأن يصير رئيسهم .
(وتربع) أي : تأخذ المرباع ، وهو ما يأخذه رئيس الجيش لنفسه من المغانم وهو ربعها ، وقد روي «ترتع» بتاءين من التنعم والرتع ، يقال : رتعتِ الإبل ، وأرتَعَها صاحبها : إذا كانت في موضعٍ خَصيب .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2430) في صفة القيامة ، باب رقم (7) ، وإسناده حسن ، وقال الترمذي : هذا حديث صحيح غريب . أقول : وهو بمعنى حديث مسلم الذي بعده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2428) قال : حدثنا عبد الله بن محمد الزهري البصري ، قال : حدثنا مالك بن سعيد أبو محمد التميمي الكوفي ، قال : حدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، فذكره.

7973 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قالوا : «يا رسولَ الله هل نرى ربَّنا يوم القيامة ؟ فقال : هل تُضارُّونَ في رؤية الشمس في الظهيرة ليست في سحابة ؟ قالوا : لا ، قال : فهل تضارُّونَ في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحابة ؟ قالوا : لا ، قال : فوالذي نفسي بيده لا تضارُّونَ في رؤية ربِّكم إلا كما تضارُّونَ في رؤية أحدهما ، فيَلقى العبدُ ربَّه ، فيقول : أيْ فُل ، ألمْ أكرِمْك وأسَوِّدَك وأُزوِّجكَ ، وأُسَخِّرْ لك الخيْلَ والإبلَ ، وأذْرَكَ ترْأس -[439]- وترْبَعُ ؟ فيقول : بلى يا رب ، فيقول : أظننتَ أنك ملاقيَّ ؟ فيقول : لا ، فيقول : فإني أنساك كما نسيتني ، ثم يلقى الثاني ، فيقول : أي فُل : ألم أُكرِمْك وأسوِّدكَ وأُزوجك ، وأُسِّخرْ لك الخيل والإبل ؟ وأَذرَك ترأسُ وتربعُ ؟ فيقول : بلى يا رب ، فيقول : أظننت أنك ملاقيَّ ؟ فيقول : لا ، فيقول : فإني أنساك كما نسيتني ، ثم يلقى الثالث ، فيقول : أي فل ، ألم أُكرمْكَ ، وأسَوِّدْك ، وأُزَوِّجْكَ ، وأسخِّر لك الخيل والإبلَ ، وأذَرَك تَرْأسُ وتَرْبَعُ ؟ فيقول : بلى يا رب فيقول : أظننت أنك ملاقيَّ ؟ فيقول : أي رب : آمنتُ بك وبكتابك وبرسلك ، وصلَّيتُ وصمتُ وتصدَّقتُ ، ويثني بخير ما استطاع ، فيقول : هاهنا إذن ، ثم يقول : الآن نبعثُ شاهداً عليك ، فيتفكر في نفسه : من ذا الذي يشهد عليه ؟ فيُختم على فيه ، ويقال لفخذه : انطقي ، فتنطِق فخذه ولحمه وعظامه بعمله ، وذلك ليُعذَر من نفسه ، وذلك المنافق ذلك الذي يسخَطُ الله عليه» أخرجه مسلم (1) .
وهذا الحديث هو الحديث الذي قبله ، إلا أنه أطول منه ، وذلك عن أبي هريرة وأبي سعيد ، وهذا عن أبي هريرة وحدَه ، فلذلك أفردناه .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تُضارون) روي بتخفيف الراء من الضير ، يقال : ضاره يضيره : -[440]- إذا ضرَّه ، وروي بتشديد الراء ، من المضارَّة ، يقال : ضارَّه يضارُّه ، مثل ضرَّه يضرُّه ، والمعنى فيهما سواء ، أي : لا يُضايق بعضكم بعضاً في رؤيته ، ولا ينازعه ولا يخالفه ، بل يكونون متفقين في رؤيته ، وقال الجوهري : يقال : أضرني فلان : إذا دنا مِنِّي دُنوّاً شديداً ، وفي الحديث : «لا تضارون في رؤيته» وبعضهم يقول : لا تَضارون ، بفتح التاء ، أي : لا تضامُّون ، فيكون من الانضمام عنده والازدحام ، على ما ذهب إليه من تفسيره بالقرب والدنو ، أي : لا يقرب بعضكم من بعض فتزدحمون .
(الظهيرة) : شدة الحر وقت الظهر .
(أيْ فُل) منقوص من فلان ، كأنه قال : يا فلان ، قال الجوهري : حذفت الألف والنون بغير ترخيم ، ولو كان ترخيماً لقال : يا فلا ، وقال الأزهري : ليست ترخيم فلان ، ولكنها كلمة على حدة ، فبنو أسدٍ يوقعونها على الواحد والاثنين والجمع والمؤنث بلفظ واحد ، وغيرهم يثني ويجمع ويؤنث .
(أُسَوِّدْك) سوَّدْت الرجل : إذا جعلته سيِّداً في قومه .
(أذَرْك) أي : أتركك .
__________
(1) رقم (2968) في الزهد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (1178) قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا سهيل بن أبي صالح. وأحمد (2/389) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا وهيب. قال : حدثنا مصعب بن محمد بن شرحبيل. وفي (2/492) قال : حدثنا بهز وعفان. قالا : حدثنا حماد. قال عفان في حديثه : أخبرنا إسحاق بن عبد الله. ومسلم (8/216) قال : حدثنا محمد بن أبي عمر. قال : حدثنا سفيان ، عن سهيل ابن أبي صالح. وأبو داود (4730) قال : حدثنا إسحاق بن إسماعيل. قال : حدثنا سفيان ، عن سهيل ابن أبي صالح. وابن ماجة (178) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال : حدثنا يحيى بن عيسى الرملي ،عن الأعمش. والترمذي (2554) قال : حدثنا محمد بن طريف الكوفي. قال : حدثنا جابر بن نوح الحماني، عن الأعمش.
أربعتهم - سهيل ، ومصعب بن محمد ، وإسحاق بن عبد الله ، والأعمش - عن أبي صالح ، فذكره.
(*) الروايات جاءت مطولة ومختصرة.

نوع خامس
7974 - (خ م ت) سعيد بن المسيب ، وعطاء بن يزيد الليثي أنَّ أبا -[441]- هريرة أخبرهما : «أنَّ الناس قالوا : يا رسولَ الله ، هل نرى ربَّنا يوم القيامة ؟ قال : هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سَحاب ؟ قالوا : لا يا رسولَ الله ، قال : فهل تمارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا : لا ، قال : فإنكم ترونه كذلك ، يُحشَر الناس يوم القيامة ، فيقول : من كان يعْبُدُ شيئاً فليتّبع ، فمنهم منْ يتبع الشمس ، ومنهم من يتَّبع القمر ، ومنهم من يتبع الطواغيت ، وتبقى هذه الأمَّةُ فيها منافقوها ، فيأتيهم الله ، فيقول : أنا ربُّكم ، فيقولون : هذا مكانُنا حتى يأتينا ربُّنا ، فإذا جاء ربُّنا عرفناه ، فيأتيهم الله فيقول : أنا ربُكم ، فيقولون : أنت ربُّنا ؟ فيدعوهم ، ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم ، فأكون أولَ من يجُوزُ من الرُّسلِ بأُمّته ، ولا يتكلّم يومئذ أحد إلا الرُّسلُ ، وكلام الرُّسُلِ يومئذ : اللهم سلّم سَلّم ، وفي جهنم كلاليب ، مثل شوكِ السَّعدان ، هل رأيتم شوك السعدان ؟ قالوا : نعم ، قال : فإنها مثلُ شَوك السعدان ، غير أنه لا يعلم قدْرَ عِظَمِها إلا الله تعالى ، تخطَفُ الناس بأعمالهم ، فمنهم من يُوبَق بعمله ، ومنهم يُخَرْدَلُ ، ثم ينجو ، حتى إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار - وفي رواية : فمنهم المؤمن بقي بعمله ، ومنهم المجازى حتى يُنَجَّى - حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد ، وأراد أن يُخرج برحمته من أراد من أهل النار ، أمر الملائكة أن يخرجوا من كان يعبد الله ، فيخرجونهم ، ويعرفونهم بآثار السجود ، وحرَّم الله على النار أن تأكل أثر -[442]- السجود ، فيُخرجون من النار ، [فكلُّ ابن آدمَ تأكله النار ، إلا أثر السجود ، فيخرجون من النار] قد امتُحِشُوا ، فيُصَبُّ عليهم ماء الحياة ، فيَنْبتُون كما تَنْبُتُ الحبَّةُ في حَميل السيل ، ثم يَفرُغ الله من القصاص (1) بين العباد ، ويبقى رجل بين الجنة والنار ، وهو آخر أهلِ النار دخولاً الجنة - مقبلٌ (2) بوجهه قِبَل النار ، فيقول : يا ربِّ ، اصرف وجهي عن النار ، قد قشَبني ريحُها ، وأحرقني ذَكاها [فيدعو الله بما شاءَ أن يدعوه] فيقول : هل عسيتَ إن أفعل ذلك أن تسألَ غير ذلك ؟ فيقول : لا وعِزَّتِكَ ، فيعطي الله ما شاءَ الله من عهد وميثاق ، فيصرفُ الله وجهه عن النار ، فإذا أقبل بوجهه على الجنة ، ورأى بهْجَتها ، سكتَ ما شاء الله أن يسكت ، ثم قال : يا ربِّ ، قدِّمني عند باب الجنة ، فيقول الله له : أليس قد أعطيتَ العهود والمواثيق (3) أن لا تسألَ غير الذي كنتَ سألتَ ؟ فيقول : يا رب لا أكون أشقى خلْقكَ ، فيقول : فما عَسيتَ إن أعطيْتَ ذلك أن تسأل غيره ؟ فيقول : لا وعِزَّتِكَ ، لا أسألك غير هذا ، فيعطي ربَّه ما شاء من عهد وميثاق ، فيقدِّمه إلى باب الجنة ، فإذا بلغ بابها ، رأى زهرتها وما فيها من النُّضْرة والسُّرور .
- وفي رواية : فإذا قام إلى باب الجنة انفهَقتْ له الجنة ، فرأى ما فيها من الحبرة والسرور ، فسكت ما شاء الله أن يسكتَ ، - فيقول : يا رب -[443]- أدخلني الجنة ، فيقول الله : ويحك ! يا ابنَ آدم ما أغْدَرَكَ ؟ أليس قد أعطيت العهود أن لا تسأل غير الذي قد أُعطيت ؟ فيقول : يا رب ، لا تجعلني أشقى خلْقِكَ ، فيضحك الله منه ، ثم يأذنُ له في دخول الجنة ، فيقول : تمَنَّ : فيتمنى ، حتى إذا انقطع أمنيتُهُ ، قال الله تعالى : تمَّن من كذا وكذا - يُذكِّره ربُّه - حتى إذا انتهت به الأماني قال الله : لك ذلك ومثله معه» .
قال أبو سعيد الخدري لأبي هريرة رضي الله عنهما : إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «قال الله : لَكَ ذلك وعشرة أمثاله» قال أبو هريرة : لم أحْفَظْ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- إلا قوله «لك ذلك ومثله معه» قال أبو سعيد : إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : لك ذلك وعشرة أمثاله ، قال أبو هريرة : وذلك الرجل آخرُ أهل النار دخولاً الجنة .
أخرجه البخاري ، وأخرجه مسلم عن عطاء بن يزيد .
وأخرجه عن عطاء وابن المسيب ، وقال : قال أبو هريرة : «إنَّ الناس قالوا للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- : يا رسولَ الله ، هل نرى ربَّنا يوم القيامة ؟...» وساق الحديث بمثله ، هكذا قال مسلم ، ولم يذكر لفظه ، وأخرجه البخاري عن عطاء وحده بنحوه .
وأخرجه الترمذي عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أخصر من هذا : «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : يجْمعُ الله الناس يوم القيامة -[444]- في صعيد واحد ، ثم يطَّلع عليهم ربّ العالمين ، فيقول : ألا لِيَتْبَع كلُّ إنسان ما كان يعبُدُ ، فيتمثل لصاحب الصليب صليبه ، ولصاحب التصاوير تصاويره ، ولصاحب النار ناره ، فيتَّبعون ما كانوا يعبدون ، ويبقى المسلمون ، فيطَّلع عليهم ربُّ العالمين ، فيقول : ألا تتَّبِعون الناس ؟ فيقولون : نعوذ بالله منك [نعوذ بالله منك] الله ربُّنا ، وهذا مكاننا حتى نرى ربَّنا ، وهو يأمرهم ويُثَبِّتهم ، [ثم يتوارى ثم يطلع ، فيقول : ألا تتبعون الناس ؟ فيقولون : نعوذ بالله منك نعوذ بالله منك ، الله ربُّنا وهذا مكاننا حتى نرى ربّنا ، وهو يأمرهم ويثبِّتُهم] قالوا : وهل نراه يا رسولَ الله ؟ قال : وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ؟ قالوا : لا يا رسول الله ، قال : فإنَّكم لا تضارُّون في رؤيته تلك الساعة ، ثم يتوارَى ، ثم يطلع ، فيعرِّفهم نفسه ، ثم يقول : أنا ربكم فاتَّبعوني فيقوم المسلمون ، ويوضع الصراط ، فيُمرُّ عليه مثل جياد الخيل والركاب وقولهم عليه : سَلّم سلم ، ويبقى أهل النار ، فيطرح منهم فيها فوج ، فيقال : هل امتلأتِ ؟ فتقول : هل من مزيد ؟ [ثم يُطرح فيها فوج ، فيقال : هل امتلأتِ ؟ فتقول : هل من مزيد] ؟ حتى إذا أُوعِبُوا فيها وضع الرحمن قدمه فيها ، وأزْويَ بعضُها إلى بعض ، ثم قال : قط ، قالت : قَطٍ قَطٍ ، فإذا دخلَ أهلُ الجنةِ الجنة ، وأهلُ النارِ النارَ : أُتي بالموتِ مُلَبَّباً ، فيوقَف على السور الذي بين أهل الجنة وأهل النار ، ثم يقال : يا أهل الجنة ، فيطلعون خائفين ، ثم يقال : يا أهل النار ، فيطلعون مستبشرين ، يرجون الشفاعة ، -[445]- فيقال لأهل الجنة و [أهل] النار : هل تعرفون هذا ؟ فيقولون - هؤلاء وهؤلاء - قد عرفناه ، هو الموت الذي وُكّلَ بنا ، فيُضجَع ، فيُضجَع ، فيذبح ذبحاً على السور ، ثم يقال لهم : يا أهل الجنة ، خلودٌ لا موتَ ، ويا أهل النار ، خلودٌ لا موتَ» .
وأخرج النسائي منه طرفاً من وسطه ، وهو قوله : «فتأتي الملائكةُ فتشفع ويشفع الرسل ، وذكَرَ الصراط ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : فأكون أول من يجيز ، فإذا فرغ الله من القضاء بين خلقه ، وأخرج من النار مَنْ يريد أن يخرج ، أمرَ الله الملائكة والرسل أن تشفَعَ ، فيشفعون بعلاماتهم ، إنَّ النار تأكل كلَّ شيء من بني آدم إلا موضع السجود ، فيصب عليهم ماءُ الحياة ، فينبتون كما تنبت الحِبة في السيل» هذا القدر أخرج منه النسائي ، ولقلة ما أخرج منه لم نُثبت له علامة ، على أن رواية الترمذي أيضاً مباينة لرواية البخاري ومسلم ، فإن فيها زيادة ليست فيها ، ونقصاً هو فيها ، ولو أُفرِدَتْ عنها لجاز (4) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(السعدان) : نبت ذو شوك معقف من مراعي الإبل الجيدة .
(يوبق) أوبقتْه الذنوب ، أي : أهلكته . -[446]-
(يخردل) المخردل : المرمي المصروع ، وقيل : هو المقطّع ، والمعنى أنه تقطعه كلاليب الصراط ، حتى يقع في النار .
(امتحشوا) الامتحاش : الاحتراق ، وقيل : هو أن تُذهِبَ النارُ الجلد ، وتبدي العظم .
(الحِبَّة) بكسر الحاء : البزورات ، وبفتحها : كالحنطة والشعير .
(حميل السيل) : الزبد وما يلقيه على شاطئه ، وهو فَعيل بمعنى مفعول .
(قَشَبني ريحها) : آذاني ، والقشب : السّم ، والقشيب : المسموم ، فكأنه قال : قد سَمَّني ريحها .
(ذكاها) ذكا النار : مفتوح الأول مقصوراً : اشتعالها ولهبها .
(الزهرة) : الحسن والنضارة والبهجة .
(انفهقت) أي : انفتحت واتسعت .
(الحبرة) : السرور والنعمة .
(زويت) الشيء إلى الشيء : ضممت بعضه إلى بعض ، وجمعته إليه .
(قط قط) بمعنى حسبي وكفاني .
(ملبَّباً) كأنه أخذ بتلابيبه ، وهو استعارة ، والأخذ بالتلابيب : أن يجمع على الإنسان ثوبه ، ويأخذ بمقدَّمه فيجرُّ به .
__________
(1) في نسخ البخاري ومسلم المطبوعة : القضاء .
(2) في نسخ البخاري المطبوعة : مقبلاً .
(3) في الأصل : والميثاق .
(4) رواه البخاري 11 / 387 - 403 في الرقاق ، باب الصراط جسر جهنم ، وفي صفة الصلاة ، باب فضل السجود ، وفي التوحيد ، باب قول الله تعالى : {وجوه يومئذ ناضرة . إلى ربها ناظرة} ، ومسلم رقم (182) في الإيمان ، باب معرفة طريق الرؤية ، والترمذي رقم (2560) في صفة الجنة ، باب ما جاء في خلود أهل الجنة وأهل النار .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الدارمي (2804) . والبخاري (1/204) و (8/146) . ومسلم (1/114) قال : حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي.
كلاهما - عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ، ومحمد بن إسماعيل البخاري - عن أبي اليمان ، الحكم بن نافع ، قال : أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، قال : أخبرني سعيد بن المسيب وعطاء بن يزيد الليثي ، فذكراه.
(*) أخرجه أحمد (2/775 و 533) قال : حدثنا عبد الرزاق. قال : حدثنا معمر. وفي (2/293) قال : حدثنا سليمان بن داود الهاشمي. قال : أخبرنا إبراهيم بن سعد. (ح) وأبو كامل. قال : حدثنا إبراهيم ابن سعد. والبخاري (8/147) قال : حدثني محمود. قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر. وفي (9/156) قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال : حدثنا إبراهيم بن سعد. ومسلم (1/112) قال : حدثني زهير بن حرب. قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم. قال : حدثنا أبي. وابن ماجة (4326) قال : حدثنا محمد بن عبادة الواسطي. قال : حدثنا يعقوب بن محمد الزهري. قال : حدثنا إبراهيم بن سعد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/14213) عن عيسى بن حماد ، عن ليث ، عن إبراهيم ابن سعد. (ح) وعن محمد بن عبد الأعلى ، عن محمد بن ثور ، عن معمر.
كلاهما - معمر بن راشد ، وإبراهيم بن سعد - عن ابن شهاب الزهري ، عن عطاء بن يزيد الليثي ، عن أبي هريرة ، فذكره. ليس فيه «سعيد بن المسيب» .
(*) وأخرجه النسائي (2/229) . وفي الكبرى (639) قال : أخبرنا محمد بن سليمان لوين بالمصيصة ، عن حماد بن زيد ، عن معمر ، والنعمان بن راشد ، عن الزهري ، عن عطاء بن يزيد ، قال : كنت جالسا إلى أبي هريرة وأبي سعيد ، فحدث أحدهما حديث الشفاعة والآخر منصت... فذكر الحديث مختصرا.
(*) وأخرجه النسائي في الكبرى «الورقة 102» قال : أخبرنا عمرو بن يزيد. قال : حدثنا سيف بن عبيد الله قال : وكان ثقة عن سلمة بن عيار ، عن سعيد بن عبد العزيز ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، فذكره. ليس فيه «عطاء بن يزيد» وهو مختصر على بداية الحديث.
أما رواية الترمذي عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه فقد أخرجها أحمد (2/368) قال : حدثنا هيثم. قال : حدثنا حفص بن ميسرة. (ح) وحدثنا قتيبة. قال : حدثنا عبد العزيز. والترمذي (2557) قال : حدثنا قتيبة. قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (10/14055) عن قتيبة ، عن عبد العزيز بن محمد.
كلاهما - حفص بن ميسرة ، وعبد العزيز بن محمد - عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، فذكره.

7975 - (خ م س) أبو سعيد الخدري- رضي الله عنه - قال : إن -[447]- ناساً في زمن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وفي رواية : قال قلنا - يا رسولَ الله ، هل نرى ربَّنا يوم القيامة ؟ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : نعم ، فهل تضارُّون في رؤية الشمس بالظهيرة صَحْواً ليس معها سحاب ؟ وهل تضارُّونَ في رؤية القمر ليلة البدر صَحواً ليس فيها سحاب ؟ قالوا : لا ، يا رسولَ الله ، قال : فما تضارُّون في رؤية الله تعالى يوم القيامة إلا كما تضارُّون في رؤية أحدهما ، إذا كان يومُ القيامة أذَّن مؤذِّن : لِتَتَّبعْ كلُّ أُمَّة ما كانت تعبد ، فلا يبقى أحد كان يعبُدُ غير الله - من الأصنام والأنصاب - إلا يتساقطون في النار ، حتى إذا لم يبقَ إلا من كان يعبد الله مِنْ بَرٍّ وفاجر ، وغُبَّرِ أهل الكتاب ، فيُدَعى اليهودُ ، فيقال لهم : ما كنتم تعبدون ؟ قالوا : كنا نعبد عُزَيراً ابنَ الله ، فيقال : كذبتم ، ما اتخذَ الله من صاحبة ولا ولد ، فماذا تبغون ؟ قالوا : عطِشْنا يا ربَّنا فاسْقِنا ، فيشار إليهم : ألا ترِدُونَ ؟ فيُحْشَرون إلى النار كأنها سراب يحْطِم بعضها بعضاً ، فيتساقطون في النَّار ، ثم يُدعى النَّصارى ، فيقال لهم : ما كنتم تعبدون ؟ قالوا : كنَّا نعبد المسيح ابن الله ، فيقال لهم : كذبتم ، ما اتَّخذ الله من صاحبة ولا ولد ، فماذا تبغون ؟ فيقولون : عَطِشْنا يا ربَّنا فاسقنا ، فيشار إليهم : ألا ترِدُونَ ؟ فيُحْشَرون إلى جهنَّم كأنَّها سرَاب يحطِم بعضُها بعضاً ، فيتساقطون في النار ، حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من برٍّ وفاجر ، أتاهم الله في أدنى صورة من التي رَأوْها فيها ، قال : فما تنظرون ؟ تَتْبَعُ كلُّ أُمَّة -[448]- ما كانت تعبد ، قالوا : يا ربَّنا ، فارقْنا الناس في الدنيا أفقرَ ما كُنَّا إليهم ، ولم نصاحبهم ، فيقول : أنا ربُّكم ، فيقولون : نعوذ بالله منك ، لا نُشرك بالله شيئاً - مرتين أو ثلاثاً - حتى إنَّ بعضهم ليكاد أن ينقلب ، فيقول : هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها ؟ فيقولون : نعم ، فَيُكشَفُ عن ساق ، فلا يبقى من كان يسجدُ لله من تلقاء نفسه إلا أذِن الله لهُ بالسجود ، ولا يبقى من كان يسجد الله اتقاء ورياء ، إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة ، كلما أراد أن يسجدَ خرَّ على قفاه ، ثم يرفعون رؤوسهم وقد تحوَّل في صورته التي رأوه فيها أولَ مرة ، فقال : أنا ربكُم ، فيقولون : أنتَ ربُّنا ، ثم يُضْرَبُ الجِسْرُ على جهنم ، وتحل الشفاعة ، ويقولون : اللهم سَلمْ سلمْ ، قيل : يا رسولَ الله ، وما الجِسْرُ ؟ قال : دَحضٌ مَزِلَّة ، فيه خطاطيف وكلاليبُ وحَسَكة تكون بِنَجد ، فيها شُوَيْكة ، يقال لها : السعدان ، فيمرُّ المؤمنون كطرف العين ، وكالبرق والريح ، وكالطير، وكأجاويد الخيل والركاب ، فناجٍ مسلَّم [ومخدوش مُرْسَل ، ومَكْدوس في نار جهنم ، حتى إذا خَلَصَ المؤمنون من النار ، فوالذي نفسي بيده ، ما من أحد منكم بأشدَّ مناشدةً لله في استيفاء (1) الحق من المؤمنين يوم القيامة لإخوانهم الذين في النَّار - وفي رواية : فما أنتم بأشد مناشدة في الحق قد تبين لكم من المؤمنين يومئذ للجبار ، إذا رأَوّا أنَّهم قد نجوا في إخوانهم - فيقولون : ربَّنا كانوا يصومون معنا ، ويصلُّون ويحجُّون ، فيقال -[449]- لهم : أخرجوا من عَرَفتم ، فتحرم صورُهم على النّار ، فيخرِجون خلقاً كثيراً قد أخذت النارُ إلى نصف ساقه ، وإلى ركبتيه ، ثم يقولون : ربّنا ما بقي فيها أحد ممن أمرتنا به ، فيقول : ارجعوا ، فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه ، فيُخرِجون خلقاً كثيراً ، ثم يقولون : ربَّنا ، لم نَذَرْ فيها أحداً ممن أمرتنا ، ثم يقول : ارجعوا ، فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه ، فيُخرجون خلقاً كثيراً ، ثم يقولون : ربَّنا لم نَذَر فيها ممن أمرتنا أحداً ، ثم يقول : ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقالَ ذرَّة من خيْر فأَخرجوه ، فَيخْرِجونَ خلقاً كثيراً ، ثم يقولون : رَبَّنا لم نَذَرْ فيها خيراً - وكان أبو سعيد يقول : إن لم تُصدِّقوني بهذا الحديث فاقرؤوا إن شئتم {إنَّ الله لا يَظْلِمُ مِثْقال ذرَّة وإن تَكُ حسنةً يُضَاعِفْهَا ويُؤتِ من لَدُنْهُ أجراً عظيماً} [النساء : 40]- فيقول الله عز وجل : شفعَتِ الملائكة ، وشفعَ النبيون ، [وشفعَ المؤمنون] ، ولم يبق إلا أرحم الراحمين ، فيقبضُ قبضة من النار ، فيُخرج منها قوماً لم يعْمَلُوا خيراً قط ، قد عادوا حُمماً ، فيلقيهم الله في نهر في أفواه الجنة ، يقال له: نهر الحياة ، فيخرجون كما تخرجُ الحبَّةُ في حميل السَّيل ، ألا ترَونها تكون إلى الحجَر أو إلى الشجر ، ما يكون إلى الشمس أُصَيْفِرُ وأُخَيْضرُ ، وما يكون منها إلى الظل ، يكون أبيضَ ؟ فقالوا : يا رسولَ الله ، كأنك كنتَ ترعى بالبادية ، قال : فيخرجون -[450]-
كاللؤلؤ ، في رقابهم الخواتيم ، يعرفهم أهلُ الجنة ، هؤلاء عُتقاء الله الذين أدخلهم الجنة بغير عمل عمِلوه ، ولا خير قدَّمُوه ، ثم يقول : ادخلوا الجنة ، فما رأيتموه فهو لكم ، فيقولون : ربَّنا أعطيتنا ما لم تعط أحداً من العالمين ، فيقول : «لكم عندي أفضل من هذا ، فيقولون : يا ربَّنا أيُّ شيء أفضل من هذا ؟ فيقول : رِضايَ ، فلا أسخطُ عليكم بعده أبداً» .
قال مسلم : قرأت على عيسى بن حماد - زُغْبَة (2) - المصري هذا الحديث في الشفاعة ، وقلتُ له : أحدِّث بهذا الحديث عنك ، أنكَّ سمعتَهُ من الليث بن سعد ؟ فقال : نعم .
وقال مسلم عن أبي سعيد : إنَّه قال : «قلنا : يا رسولَ الله ، أنرى ربَّنا ؟ قال: هل تضارُونَ في رؤية الشمس إذا كان يوم صحْو ؟ قلنا : لا...» وساق الحديث ، حتى انقضى إلى آخره ، وزاد بعد قوله : «بغير عمل عملوه ، ولا قَدَم قدَّموه» : «فقال لهم : لكم ما رأيتم ومثله معه» . قال أبو سعيد : بلغني أن الجِسْرَ أدقُّ من الشعرة ، وأحدُّ من السيف ، وليس فيه «فيقولون : ربَّنا أعطيتنا ما لم تُعط أحداً من العالمين» وما بعده .
وفي رواية قال : «قلنا : يا رسولَ الله ، هل نرى ربَّنا ؟ قال : هل تضارُّون في رؤية الشمس إذا كانت صحْواً ؟ قلنا : لا قال : فإنكم لا تضارُّون في رؤية ربكم يومئذ ، إلا كما تضارُّون في رؤيتها ؟ -[451]- قال : ثم ينادي مُنادٍ : ليذهبْ كلُّ قوم إلى ما كانوا يعْبُدون ، فيذهَبُ أصحابُ الصليب مع صليبهم ، وأصحابُ الأوثان مع أوثانهم ، وأصحابُ كلِّ آلهة مع آلهتهم ، حتى يبقى من كان يعبد الله عز وجل من برٍّ وفاجر ، وغُبَّرَاتٍ من أهل الكتاب ، ثم يؤتى بجهنم تُعرَضُ كأنها السراب ، فيقال لليهود : ما كنتم تعبدون ؟ قالوا : كنا نعبد عزيراً ابنَ الله ، فيقال : كذبتم ، لم يكن لله صاحبة ولا ولد ، فما تريدون ؟ قالوا : نريد أن تسقِينا ، فيقال : اشربوا ، فيتساقطون في جهنم ، ثم يقال للنصارى : ما كنتم تعبدون ؟ فيقولون : كنا نعبد المسيح ابن الله ، فيقال : كذبتم ، لم يكن لله صاحبة ولا ولد ، فما تريدون ؟ فيقولون : نريد أن تسقينا ، فُيقَال : اشربوا ، فيتساقطون ، حتى يبقى من كان يعبد الله من بَرٍّ وفاِجر ، فيقال لهم : ما يحبسكم وقد ذهب الناس ؟ فيقولون : فارقناهم ونحن أحوج منا إليهم اليومَ ، فإنا سمعنا مُنادياً ينادي : لِيَلْحَقْ كلُّ قوم ما كانوا يعبدون ، وإنما ننتظر ربَّنا ، قال : فيأتيهم الجبّار في صورةٍ غيرِ صورته التي رَأَوه فيها أول مرة ، فيقول : أنا ربُّكم ، فيقولون : أنت ربُّنا ؟ فلا يكلمه إلا الأنبياء ، فيقال : هل بينكم وبينه آية تعرفونها ؟ فيقولون : نعم ، الساق ، فيكشف عن ساقه ، فيسجد له كلُّ مؤمن ، ويبقى من كان يسجد لله رياء وسمُعة ، فيذهب كيما يسجد ، فيعود ظهره طبقاً واحداً ، ثم يؤتى بالجسر ، فيجعله بين ظهري جهنم ، قلنا : يا رسولَ الله ، وما الجسر ؟ -[452]- قال : مَدْحَضةٌ مَزِلَّة ، عليها خطاطيفُ وكلاليبُ ، وحَسَكةٌ مُفلْطَحة ، لها شوكةٌ عقيفة تكون بنجد ، يقال لها : السعدان ، يمرُّ المؤمن عليها كالطَّرْف وكالبرق ، وكالريح ، وكأجاويد الخيل والركاب ، فناجٍ مُسَلَّم ، وناجٍ مَخْدُوش ، ومَكدُوسٌ في نار جهنم ، حتى يمرَّ آخرُهم ، يُسحَب سَحباً ، فما أنتم بأشدَّ لي مناشدة في الحق قد تبين لكم مِنَ المؤمن يومئذ للجبار ، فإذا رأوْا أنهم قد نَجوْا شَفَعوا في إخوانهم ، يقولون : ربَّنا ، إخوانُنا كانوا يُصلَّون معنا ، ويصومون معَنا ، ويعملون معنا ، فيقول الله عز وجل : اذهَبُوا ، فمن وجدْتُم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه ، ويحرّم الله صورهم على النار بذنوبهم ، فبعضُهم قد غاب في النار إلى قدميه ، وإلى أنصاف ساقيه ، فيخرجون من عرفوا ، ثم يعودون ، فيقول : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار فأخرجوه ، فيخرجون من عرفوا ، ثم يعودون ، فيقول : اذهبوا ، فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرَّة من إيمان فأخرجوه ، فيُخرِجون من عرَفُوا - قال أبو سعيد : فإن لم تصدَّقوني ، فاقرؤوا {إن الله لا يظلم مثقال ذَرَّةٍ وإن تك حسنةً يضاعفْها} [النساء : 40]- فيشفع النبيون ، والملائكة ، والمؤمنون ، فيقول الجبار : بقيتْ شفاعتي ، فيقبض قبضة من النار ، فيخرجُ أقواماً قد امتُحِشُوا ، فيُلْقَوْن في نهر بأفواه الجنة ، يقال له : ماءُ الحياة ، فينبتون في حافَّتيه كما تنبت الحبَّة في حَميل السيل ، قد رأيتموها إلى -[453]- جانب الصخرة ، فما كان إلى الشمس منها كان أخضر ، وما كان إلى جانب الظل منها كان أبيض ، فيخرجون كأنهم اللؤلؤ ، فيجعل في رقابهم الخواتيم ، فيدخلون الجنة فيقول أهل الجنة : هؤلاء عتقاءُ الرحمن ، أدْخِلْهم الجنةَ بغير عمل عملوه ، ولا خير قدَّموه ، فيقال لهم : لكم ما رأيتم ومثله معه» أخرج الأولى مسلم ، والثانية البخاري .
وفي رواية النسائي طَرَف منه ، قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : ما مُجَادَلة أحدِكم في الحق يكون له في الدنيا بأشدَّ مجادلة من المؤمنين لربهم في إخوانهم الذين أُدِخلوا النار ، قال : فيقول : ربَّنا ، إخوانُنا كانوا يصلُّون مَعنَا ، ويصومون معنا ، ويحجُّون معنا ، فأدخلتَهم النار؟ قال : فيقول : اذهبوا فأخرجوا من عرفتم منهم ، قال : فيأتونهم فيعرفونهم بصورهم ، فمنهم من أخذته النار إلى أنصاف ساقيه ، ومنهم من أخذته إلى كعبيه ، فيخرجونهم ، فيقولون : ربَّنا قد أخرجنا من أمَرتنا ، قال : ثم يقول : أخرِجوا مَنْ كان في قلبه وزن دينار من إيمان ، ثم من كان في قلبه وزن نصف دينار ، حتى يقول : مَنْ كان في قلبه [وزن] ذرَّة ، قال أبو سعيد : فمن لم يصدِّق ، فليقرأ هذه الآية {إنَّ الله لا يظلمُ مثقالَ ذَرَّةٍ وإن تَكُ حسنةً يُضَاعِفْها ويُؤتِ مِن لَدُنْه أجراً عظيماً} [النساء : 40] (3) .
-[454]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(غُبّر) جمع غابر ، وهو الباقي ، وغُبّرات جمع الجمع .
(الحطم) : الكسر والدق ، أي : ينكسر بعضها على بعض .
(اتقاء) فَعَلْت ذلك اتقاءً ، أي : خوفاً .
(طبقة) الطبقة والطبق : الصحيفة الواحدة .
(دحض) الدَّحضُ : الزلق ، وهو الماء والطين .
(مزلّة) : موضع الزلل ، وأن لا يثبت القدم على شيء فيسقط صاحبها .
(خطاطيف) الخطاطيف كالكلاليب المعقَّفة المعوجة .
(كأجاويد الخيل) الجواد : الفرس الرائع للذكر والأنثى ، والجمع جياد وأجاويد ، وكأنَّ أجاويد جمع الجمع .
(مخدوش) المخدوش : المجروح ، و «المكدوس» قال الحميدي : كذا وقع في الروايات : مكدوس ، وقد سمعت بعضهم يقول : إنه تصحيف من الرواة ، وإنما هو مُكَردَس ، فإن صَحَّت الرواية في مكدوس ، فلعله من الكدس ، وهو المجتمع من الطعام ، فكأن الإنسان تجمع يداه ورجلاه ويشدُّ ، ويُلقَى -[455]- في النار ، وهو بمعنى المكردس ، وقد جاء في بعض نسخ مسلم «مكدوش» بالشين المعجمة ، فإن صح ، فهو من الكدش بمعنى الخدش ، والكدش أيضاً : السوق الشديد ، والكدس - بالسين المهملة - إسراع المثقل في السير ، فيجوز أن يكون منه ، كأنه مثقل بذنوبه ، وله من يحثُّه على المشي ، وذلك آكد في تعذيبه وتعبه .
(حمماً) جمع حممة ، وهي الفحمة .
(مفلطحة) المفلطح : الذي فيه عرض .
(عقيفة) المعقَّف : الملويُّ مثل الصنَّارة ، والتعقيف : التعويج .
(مناشدة) المناشدة : المسألة .
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة : في استقصاء .
(2) في الأصول المخطوطة : ابن زغبة ، والتصحيح نسخ مسلم المطبوعة ، وكتب الرجال ، و " زغبة " لقب له .
(3) رواه البخاري 13 / 358 - 360 في التوحيد ، باب {وجوه يومئذ ناضرة . إلى ربها ناظرة} -[454]- وفي تفسير سورة النساء ، باب {إن الله لا يظلم مثقال ذرة} ، وفي تفسير سورة {ن والقلم} ، ومسلم رقم (183) في الإيمان ، باب معرفة طريق الرؤية ، والنسائي 8 / 112 و 113 في الإيمان ، باب زيادة الإيمان .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (3/16) قال : حدثنا ربعي بن إبراهيم ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق.
2 - وأخرجه أحمد (3/94) . وابن ماجة (60) قال : حدثنا محمد بن يحيى. والترمذي (2598) قال : حدثنا سلمة بن شبيب. والنسائي (8/112) قال : أخبرنا محمد بن رافع.
أربعتهم - أحمد ، وابن يحيى ، وسلمة ، وابن رافع - قالوا : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر.
3 - وأخرجه البخاري (6/56) قال : حدثني محمد بن عبد العزيز. ومسلم (1/114) قال : حدثني سويد بن سعد. كلاهما 0 محمد ، وسويد - عن أبي عمر حفص بن ميسرة.
4 - وأخرجه البخاري (6/198) قال : حدثنا آدم. وفي (9/158) قال : حدثنا يحيى بن بكير. ومسلم (1/117) قال : قرأت على عيسى بن حماد.
ثلاثتهم - آدم ، وابن بكير ، وعيسى - عن الليث ، عن خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال.
5 - وأخرجه مسلم (1/117) قال : حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا جعفر بن عون ، قال : حدثنا هشام بن سعد.
خمستهم - عبد الرحمن ، ومعمر ، وحفص ، وسعيد ، وهشام - عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار، فذكره.
(*) رواية معمر ، وآدم مختصرة.

نوع سادس
7976 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «يُعْرَضُ الناسُ يوم القيامة ثلاث عرَضات ، فأما عرْضتان ، فجدال ومعَاذِيرُ [وأما العرْضةُ الثالثةُ] ، فعند ذلك تطير الصحُف في الأيدي ، فآخِذ بيمينه ، وآخذ بشماله» أخرجه الترمذي ، وقال : لا يصح هذا الحديث ، من قِبَلِ أن الحسن لم يَسمع من أبي هريرة ، وقد رواه بعضهم عن الحسن عن أبي موسى (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2427) في صفة القيامة ، باب ما جاء في العرض ، وإسناده ضعيف ، فإن الحسن البصري لم يسمع من أبي هريرة ولا من أبي موسى الأشعري ، قال الحافظ في " الفتح " بعد نقل كلام الترمذي هذا : و أخرجه البيهقي في " البعث " بسند حسن عن عبد الله بن مسعود موقوفاً .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل : أخرجه الترمذي (2425) قال : حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن علي بن علي، عن الحسن ، فذكره.
(*) قال الترمذي : ولا يصح هذا الحديث من قبل أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة. وقد رواه بعضهم عن علي الرفاعي ، عن الحسن ، عن أبي موسى ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
قال أبو عيسى الترمذي : ولا يصح هذا الحديث من قبل أن الحسن لم يسمع من أبي موسى.
-قلت: وعن أبي موسى الأشعري :
أخرجه أحمد (4/414) . وابن ماجة (4277) قال : حدثنا أبو بكر.
كلاهما - أحمد ، وأبو بكر - قالا : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا علي بن علي بن رفاعة ، عن الحسن ، فذكره.

7977 - (خ م) صفوان بن محرز المازني قال : «بينما ابنُ عمرَ- رضي الله عنه- يطوف ، إذ عرضَ له رجل ، فقال : يا أبا عبد الرحمن ، أخبرني ما سمعتَ من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في النجوى ، قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : يُدنى المؤمن من ربه حتى يضَع عليه كنَفَه ، فيقرِّرُه بذنوبه : تَعْرِفُ ذَنبَ كذا وكذا ؟ فيقول : أعرف ربِّ ، أعرفُ - مرتين - فيقول : سَتَرْتُها عليك في الدنيا ، وأغْفِرُها لك اليومَ ، ثم تُطوى صحيفةُ حسناته ، وأما الآخرون - أو الكفار ، أو المنافقون - فينادى بهم على رؤوس الخلائق : هؤلاء الذين كَذَبوا على ربهم ، ألا لعنةُ الله على الظالمين» أخرجه البخاري ومسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(النجوى) في الأصل : السَّرُّ ، والمراد به : مناجاة الله تعالى للعبد يوم القيامة ، وسياق الحديث يدل عليه .
(كنفه) كنف الإنسان : ظله وجانبه (*) ، والمراد به : قرب الله تعالى ودنوُّ رحمته وفضله من العبد ، وتقول : أنا في كنف فلان ، أي : في ظله وجانبه .
__________
(1) رواه البخاري 5 / 70 في المظالم ، باب قول الله تعالى : {ألا لعنة الله على الظالمين} ، وفي تفسير سورة هود ، باب قوله تعالى : {ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم} ، وفي الأدب ، باب ستر المؤمن على نفسه ، وفي التوحيد ، باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم ، ومسلم رقم (2768) في التوبة ، باب توبة القاتل وإن كثر قتله .

(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة :
ذكر المؤلف معنى الكنف في حق الإنسان والذي في الحديث " يُدنى المؤمن من ربه حتى يضَع عليه كنَفَه "
"ادعاء المجاز على أن معنى الكنف هو الجانب مردود وباطل، والصواب أن الكنف ثابت لله عز وجل على ما صح في الأحاديث الصحاح ومنها حديث الباب، ومن معاني الكنف عند السلف: الناحية والستر والحجاب. فلا حاجة لادعاء المجاز فيه لنفيه وتعطيله عن الله حقيقة؛ لأن ذلك لا يجوز في حق الله وأسمائه وصفاته، بل يجب إثباته لله على الوجه اللائق بالله من غير تعطيل ولا تحريف، ومن غير تمثيل ولا تكييف كباقي الصفات. والله أعلم." [التنبيه على المخالفات العقدية في الفتح - لعلي الشبل - ص 41]


[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/74) (5436) قال : حدثنا بهز ، وعفان ، قالا : حدثنا همام. وفي (2/105) (5825) قال : حدثنا عبد الوهاب بن عطاء ، قال : أخبرنا سعيد. وعبد بن حميد (846) قال: حدثني أبو الوليد ، قال : حدثني همام بن يحيى. والبخاري (3/168) . وفي «خلق أفعال العباد» (41) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا همام. وفي (6/93) . وفي «خلق أفعال العباد» (41) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يزيد بن زريع ، قال : حدثنا سعيد ، وهشام. وفي (8/24) و (9/181) . وفي «خلق أفعال العباد» (41) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا أبو عوانة. وفي (9/181) . وفي «خلق أفعال العباد» (41) قال : قال آدم : حدثنا شيبان. وفي «خلق أفعال العباد» (41) قال : حدثنا محمد. قال : أخبرنا عبد الله. قال : أخبرنا محمد بن يسار. (ح) وحدثنا مسلم ، قال : حدثنا أبان. ومسلم (8/105) قال : حدثنا زهير بن حرب ، قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن هشام الدستوائي. ومسلم أيضا في «تحفة الأشراف» (7096) عن أبي موسى ، عن ابن أبي عدي ، عن سعيد. (ح) وعن بندار ، عن ابن أبي عدي ، عن سعيد ، وهشام. وابن ماجة (183) قال : حدثنا حميد بن مسعدة ، قال : حدثنا خالد بن الحارث ، قال : حدثنا سعيد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (7096) عن أحمد بن أبي عبيد الله ، عن يزيد بن زريع ، عن سعيد. (ح) وعن سويد بن نصر ، عن عبد الله بن المبارك ، عن محمد بن يسار.
سبعتهم - همام ، وسعيد ، وهشام الدستوائي ، وأبو عوانة ، وشيبان ، ومحمد بن يسار ، وأبان - عن قتادة ، عن صفوان بن محرز ، فذكره.

7978 - (ت) عائشة - رضي الله عنها - قالت : «جاء رجل ، فقعد -[457]- بين يدي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فقال : يا رسولَ الله ، إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني ، وأشتِمهم وأضربهم ، فكيف أنا منهم ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إذا كان يومُ القيامة يُحسَب ما خانوك وعصوك وكذَّبوك وعِقابُك إياهم ، فإن كانَ عقابك إياهم بقدر ذنوبهم : كان كفافاً ، لا لك ، ولا عليك ، وإن كان عِقابك إياهم دون ذنوبهم ، كان فضلاً لك ، وإن كان عقابك إياهم فوق ذُنُوبهم ، اقتُصَّ لهم منك الفضلُ ، فتنحَّى الرجل وجعل يهتف ويبكي ، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أما تقرأ قول الله تعالى : {وَنَضَعُ الموازينَ القِسْطَ ليوم القيامة فلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شيئاً وإن كان مثقالَ حبةٍ من خَرْدلٍ أتينا بها وكفى بنا حاسبين} [الأنبياء : 47] فقال الرجل : يا رسولَ الله ، ما أجدُ لي ولهؤلاء شيئاً خيراً من مفارقتهم ، أشْهدُك أنَّهم كلُّهم أحرار» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3163) في التفسير ، باب ومن سورة الأنبياء ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3165) قال : حدثنا مجاهد بن موسى ، بغدادي. والفضل بن سهل الأعرج بغدادي وغير واحد ، قالوا : حدثنا عبد الرحمن بن غزوان أبو نوح ، قال : حدثنا ليث بن سعد ، عن مالك بن أنس ، عن الزهري ، عن عروة ، فذكره.
وقال : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن غزوان ، وقد روى ابن حنبل عن عبد الرحمن بن غزوان هذا الحديث.

7979 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «كنَّا عندَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فضَحِكَ ، فقال : هلْ تدرون مِمَّ أضحك ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : مِنْ مخاطبة العبدِ ربّه ، فيقول : يا ربِّ ألمْ تُجِرْني من الظلم ؟ [قال] : يقول بلى ، فيقول : فإني لا أجيزُ اليوم على نفسي شاهداً إلا مني ، فيقول : كفى بنفسك اليوم عليك شهيداً ، والكرامِ الكاتبين شهوداً ، قال : -[458]- فيختم على فيه ، ويقال لأركانه : انطقِي ، فَتَنْطِقُ بأعماله ، ثم يُخلَّى بينه وبين الكلام ، فيقول : بُعدا لكنَّ وسُحقاً ، فعَنْكُنَّ كُنْتُ أُناضلُ» . أخرجه مسلم (1) .
وزاد رزين «وعنْكُنَّ كنت أُجاحشُ» .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لا أجيز اليوم) أي : لا أمضي ولا أقبل عليَّ شاهداً .
(المناضلة) النضال في السهام : أن ترمي أنت ورامٍ آخر ، يطلب كلُّ منكما غَلَبَة صاحبه . والمراد به هاهنا : المجادلة والمخاصمة ، وكذلك المجاحشة ، بمعنى المحاماة والمدافعة .
__________
(1) رقم (2969) في الزهد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (8/216) . والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (938) كلاهما عن أبي بكر بن النضر بن أبي النضر ، قال : حدثني أبو النضر هاشم بن القاسم ، قال : حدثنا عبيد الله الأشجعي ، عن سفيان الثوري ، عن عبيد المكتب ، عن فضيل ، عن الشعبي ، فذكره.

7980 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : إنَّ الله سَيُخَلِّصَ رجُلاً مِنْ أُمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة ، فيَنْشُرُ له تسعة وتسعين سِجلاً ، كلُّ سِجلٍّ مِثْلُ مدِّ البَصَر ، ثم يقول : أتُنْكرُ من هذا شيئاً ؟ أظلمَك كتبتي الحافظون ؟ فيقول : لا ، يا ربِّ ، فيقول : أفلَك عذر ؟ فيقول : لا يا رب ، فيقول الله تعالى : «بلَى إنَّ لك عِندَنا حسنة ، فإنه لا ظُلْمَ اليوم ، فتُخرجُ بطاقةٌ فيها : أشهَدُ أنْ لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسوله ، فيقول : احضُرْ وزنك ، فيقول : يا ربِّ ما هذه البطاقة مع هذه السجلات ؟ فيقول : فإنَّك لا تُظْلَمُ -[459]- فتُوضَعُ السجلاتُ في كفَّة ، والبطاقة في كفَّة ، فطاشت السِّجلات ، وثَقُلَتِ البطاقةُ ، ولا يثْقُلُ مع اسمِ الله شيء» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(سجل) السجل : الكتاب الكبير .
(بطاقة) البطاقة : رقيعة صغيرة ، وهي ما تجعل في طي الثوب يكتب فيها ثمنه .
(طاشت) : خفَّت .
__________
(1) رقم (2641) في الإيمان ، باب ما جاء فيمن يموت وهو يشهد أن لا إله إلا الله ، وإسناده صحيح ، ورواه أيضاً ابن ماجة ، وابن حبان في " صحيحه " والحاكم والبيهقي وغيرهم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1 - أخرجه أحمد (2/213) (6994) قال : حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ، قال : حدثنا ابن مبارك ، عن ليث بن سعد. وفي (2/221) (7066) قال : حدثنا قتيبة. قال : حدثنا ابن لهيعة. وابن ماجة (4300) قال : حدثنا محمد بن يحيي ، قال : حدثنا ابن أبي مريم ، قال : حدثنا الليث. والترمذي (2639) ، قال : حدثنا سويد بن نصر ، قال : أخبرنا عبد الله ، عن ليث بن سعد. (ح) وحدثنا قتيبة ، قال : حدثنا ابن لهيعة.
كلاهما - الليث ، وعبد الله بن لهيعة - عن عامر بن يحيى.
2 - وأخرجه عبد بن حميد (339) قال : حدثنا عبد الله بن يزيد ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن زياد.
كلاهما - عامر ، وعبد الرحمن - عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب.

7981 - (م ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إني لأعلم آخِرَ أهل الجنة دخولاً الجنة ، وآخرَ أهل النار خروجاً منها : رجل يؤتى به يوم القيامة ، فيقال : اعرِضُوا عليه صِغار ذنوبه ، وارفعوا عنه كبارَها ، فيُعْرضُ عليه صغارها ، فيقال له : عمِلْتَ يوم كذا وكذا ، كذا وكذا ، وعملَت يوم كذا وكذا ، كذا وكذا ؟ فيقول : نعم ، لا يستطيعُ أن يُنْكِر ، وهو مشفِق من كبار ذنوبه أن تُعرضَ عليه ، فيقال له : فإنَّ لك مكانَ كل سيئة حسنة ، فيقول : ربِّ ، قد عملْتُ أشياءَ لا أراها هاهنا ، قال : فلقد رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- ضَحِكَ حتى بدَت نواجذُه» أخرجه مسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (190) في الإيمان ، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها ، والترمذي رقم (2599) في صفة جهنم ، باب رقم (10) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/157) قال : حدثنا وكيع. وفي (5/170) قال : حدثنا أبو معاوية.ومسلم (1/121) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير. قال : حدثنا أبي. (ح) وحدثنا ابن نمير قال : حدثنا أبو معاوية ووكيع (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال : حدثنا وكيع (ح) وحدثنا أبو كريب. قال : حدثنا أبو معاوية. والترمذي (2596) قال : حدثنا هناد. قال : حدثنا أبو معاوية. وفي «الشمائل» (229) قال : حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث ، قال : حدثنا وكيع.
ثلاثتهم - وكيع ، وأبو معاوية ، وعبد الله بن نمير - قالوا : حدثنا الأعمش ، عن المعرور بن سويد ، فذكره.

7982 - (خ م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رجل «يا رسولَ الله ، أنؤاخذُ بما عملناه في الجاهلية ؟ قال : من أحسن في الإسلام لم يُؤاخذْ بما عِمل في الجاهلية ، ومن أساء في الإسلام أُخِذ بالأول والآخر» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 12 / 235 في استتابة المرتدين في فاتحته ، ومسلم رقم (120) في الإيمان ، باب هل يؤخذ بأعمال الجاهلية .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه الحميدي (108) قال : حدثنا سفيان. قال : حدثنا الأعمش. وأحمد (1/379) (3596) قال : حدثنا أبو معاوية. قال : حدثنا الأعمش. وفي (1/379) (3604) قال : حدثنا جرير ، عن منصور. وفي (1/409) (3886) قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا سفيان ، عن منصور. وفي (1/429) (4086) قال : حدثنا يحيى ، عن سفيان ، قال : حدثنا منصور وسليمان. وفي (1/431) (4103) قال : حدثنا وكيع ، وابن نمير ، قالا : حدثنا الأعمش. وفي (1/431) (4103) و (1/462) (4408) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. عن سليمان. والدارمي (1) قال: حدثنا محمد بن يوسف ، عن سفيان ، عن الأعمش. والبخاري (9/17) قال : حدثنا خلاد بن يحيى ، قال : حدثنا سفيان ، عن منصور ، والأعمش. ومسلم (1/77) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال : حدثنا جرير. عن منصور. (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، قال : حدثنا أبي ، ووكيع (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا وكيع ، عن الأعمش. وفي (1/78) قال : حدثنا منجاب بن الحارث التميمي ، قال : أخبرنا علي بن مسهر ، عن الأعمش. وابن ماجة (4242) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، قال : حدثنا وكيع ، وأبي ، عن الأعمش.
كلاهما - سليمان الأعمش ، ومنصور - عن شقيق أبي وائل ، فذكره.
(*) صرح الأعمش بالسماع في رواية شعبة عنه.

7983 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «ما من داعٍ دعا إلى شيء إلا كان موقوفاً يوم القيامة ، لازماً به لا يفارقه وإن دعا رجل رجلاً ، ثم قرأ {وقِفُوهم إنهم مسؤولون} [الصافات : 24]» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3226) في التفسير ، باب ومن سورة الصافات ، وإسناده ضعيف ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الدارمي (522) قال : أخبرنا مالك بن إسماعيل ، قال : حدثنا عبد السلام. والترمذي (3228) قال : حدثنا أحمد بن عبدة الضبي ، قال : حدثنا معتمر بن سليمان.
كلاهما - عبد السلام ، ومعتمر - عن ليث بن أبي سليم ، عن بشر ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث غريب.

الفصل الرابع : في الحوض ، والصراط ، والميزان ، وفيه ثلاثة فروع
الفرع الأول : في صفة الحوض
7984 - (م ت) أبو ذر الغفاري - رضي الله عنه - قال : قلت : «يا رسول الله ، ما آنيةُ الحوض ؟ قال : والذي نفس محمد بيده ، لآنيتَه أكثرُ من عدد نجوم السماء وكواكبها ، في الليلة المظلمة المصحِيَةِ (1) ، آنيةُ الجنة مَنْ شَرِبَ منها لم يظمأ آخرَ ما عليه ، يَشْخُبُ فيه ميزابان من الجنة ، [من شرِبَ منه لم يظمأْ] عرضه مثل طوله ، ما بين عمّان إلى أيلَةَ ، ماؤه أشدُّ بياضاً من اللبن ، وأحلَى من العَسل» أخرجه مسلم والترمذي ، وليس عند الترمذي «يشخُب فيه ميزابان من الجنة» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يشخب) شَخَبَ يشخُبُ شَخْباً : سال وجرى كما يجري الميزاب .
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة : ألا في الليلة المظلمة المصحية .
(2) رواه مسلم رقم (2300) في الفضائل ، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم ، والترمذي رقم (2447) في صفة القيامة ، باب ما جاء في صفة أواني الحوض .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/149) . ومسلم (7/69) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. وإسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر المكي. والترمذي (2445) قال : حدثنا محمد بن بشار.
خمستهم - أحمد بن حنبل ، وأبو بكر ، وإسحاق ، وابن أبي عمر ، ومحمد بن بشار - عن أبي عبد الصمد العمي عبد العزيز بن عبد الصمد ، قال : حدثنا أبو عمران الجوني ، عن عبد الله بن الصامت ، فذكره.

7985 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «ما بين ناحيتي حَوضي ، كما بين صنعاء والمدينة» .
وفي رواية : «مثل ما بين المدينة وعمّان» .
وفي أخرى : «ما بين لابَتَي حوْضي» .
وفي أخرى قال : «يُرَى فيه أباريقُ الذهب والفضة ، كعدد نجوم السماء» .
وفي أخرى مثله ، وزاد : «أو أكثر من عدد نجوم السماء» .
وفي أخرى قال : «إن قدر حوضي كما بين أيْلَة وصنعاء اليمن ، وإن فيه من الأباريق كعدد نجوم السماء» أخرجه البخاري ومسلم .
وقد تقدَّم لأنس في ذكر الحوض روايات كثيرة في تفسير سورة الكوثر وأخرجه أبو داود ، والترمذي والنسائي ، وروايتهم مذكورة هناك .
وقد أخرج الترمذي من هذه الروايات : الرواية الثانية ، ولم نثبت هاهنا إلا علامة البخاري ومسلم والترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لابَتَيْ حوضي) اللابة : الحرة ، وأراد بها هاهنا : الجانب .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 412 في الرقاق ، باب ذكر الحوض ، ومسلم رقم (2303) في الفضائل ، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم ، والترمذي رقم (2444) في صفة القيامة ، باب ما جاء في صفة الحوض .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (3/133) قال : حدثنا أبو عمر ، وأزهر بن القاسم. وفي (3/216) قال : حدثنا أزهر ابن القاسم ، وعبد الوهاب. وفي (3/219) قال : حدثنا عبد الوهاب. ومسلم (7/71) قال : حدثنا هارون بن عبد الله ، قال : حدثنا عبد الصمد. وابن ماجة (4304) قال : حدثنا نصر بن علي ، قال : حدثنا أبي. خمستهم - أبو عامر ، وأزهر ، وعبد الوهاب ، وعبد الصمد ، وعلي - قالوا : حدثنا هشام الدستوائي.
2 - وأخرجه مسلم (7/71) قال : حدثنا عاصم بن النضر ، وهريم بن عبد الأعلى ، قالا : حدثنا معتمر، قال : سمعت أبي.
3 - وأخرجه مسلم (7/71) قال : حدثنا حسن بن علي الحلواني ، قال : حدثنا أبو الوليد ، قال : حدثنا أبو عوانة.
ثلاثتهم - هشام ، وسليمان التيمي ، وأبو عوانة - عن قتادة ، فذكره.
- وبلفظ : «يري فيه أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء» .
1 - أخرجه أحمد (3/238) . ومسلم (7/71) قال : حدثنيه زهير بن حرب.
كلاهما - أحمد ،وزهير - قالا : حدثنا حسن بن موسى ، قال : حدثنا شيبان بن عبد الرحمن.
2 - وأخرجه مسلم (7/71) قال : حدثني يحيى بن حبيب الحارثي ، ومحمد بن عبد الله الرازي. وابن ماجة (4305) قال : حدثنا حميد بن مسعدة.
ثلاثتهم - يحيى ، والرازي ، وحميد - قالوا : حدثنا خالد بن الحارث ، قال : حدثنا سعيد - ابن أبي عروبة -.
- وبلفظ : «إن قدر حوضي كما بين أيلة وصنعاء من اليمن...» .
أخرجه البخاري (8/149) قال : حدثنا سعيد بن عفير. ومسلم (7/70) قال : حدثني حرملة بن يحيى.
كلاهما - سعيد ، وحرملة - عن ابن وهب ، عن يونس ، عن ابن شهاب ، فذكره.
- وبلفظ : «إن في حوضي من الأباريق بعدد نجوم السماء» .
أخرجه أحمد (3/225) . والترمذي (2442) قال : حدثنا محمد بن يحيى.
كلاهما - أحمد ، ومحمد - قالا : حدثنا بشر بن شعيب ، قال : حدثني أبي ، عن الزهري ، فذكره.

7986 - (خ م) حارثة بن وهب - رضي الله عنه - أنَّه سمع النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : حوضه : ما بين صنعاء والمدينة ، فقال المستورد : ألم تسمعه قال : -[463]- «الأواني ؟ قال : لا ، قال المستورد : تُرى فيه الآنية مثلَ الكوكب» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 415 في الرقاق ، باب في الحوض ، ومسلم رقم (2298) في الفضائل ، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (8/151) قال : حدثنا علي بن عبد الله. قال : حدثنا حرَمي بن عمارة. ومسلم (7/68) قال : حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع ، قال : حدثنا ابن أبي عدي. (ح) وحدثني إبراهيم بن محمد بن عرعرة ، قال : حدثني حرمي بن عمارة.
كلاهما - حرمي ، وابن أبي عدي - عن شعبة ، عن معبد بن خالد ، فذكره.
(*) رواية حرمي بن عمارة ، ليس فيها حديث المستورد.

7987 - (م) جابر بن سمرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «ألا إني فَرَط لكم على الحوضِ ، وإنَّ بُعْدَ ما بين طرَفيه : كما بين صنعاءَ وأيْلَةَ ، كأنَّ الأباريقَ فيه النجوم» أخرجه مسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الفرَط) : المتقدِّم على القوم الواردين الماء .
__________
(1) رقم (2305) في الفضائل ، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (7/71) قال : حدثني الوليد بن شجاع بن الوليد السكوني ، قال : حدثني أبي - رحمه الله - قال : حدثني زياد بن خيثمة ، عن سماك بن حرب ، فذكره.

7988 - (خ م) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «حوضي مسيرةُ شهر ، ماؤه أبيض من اللَّبن ، وريحه أطيبُ من المِسْكِ ، وكيِزانهُ كنجوم السماء ، مَن شَرِبَ منه لا يظمأ أبداً» .
وفي رواية «مسيرة شهر ، وزواياه سواء ، وماؤه أبيض من الوَرِق...» وذكر نحوه أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 409 - 412 في الرقاق ، باب في الحوض ، ومسلم رقم (2292) في الفضائل ، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (8/149) قال : حدثنا سعيد بن أبي مريم. ومسلم (7/66) قال : حدثنا داود بن عمرو الضبي.
كلاهما - سعيد ، وداود - عن نافع بن عمر الجمحي ، عن ابن أبي مليكة ، فذكره.

7989 - (خ م د) عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسولَ الله -[464]- صلى الله عليه وسلم- قال : «إن أمامكم حوضي ، ما بين جنبيه كما بين جَرْبا وأذْرُحَ - قال بعض الرواة : هما قريتان بالشام ، بينهما مسيرة ثلاث ليال» .
وفي رواية : «فيه أباريق كنجوم السماء ، مَن ورده فشرب منه لم يظمأ بعدها أبداً» أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 409 في الرقاق ، باب في الحوض ، ومسلم رقم (2299) في الفضائل ، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته ، وأبو داود رقم (4745) في السنة ، باب في الحوض .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/21) (4723) قال : حدثنا يحيى ، عن عبيد الله ، وفي (2/125) (6079) قال : حدثنا يونس ، قال : حدثنا حماد ، يعني ابن زيد ، عن أيوب. وفي (2/134) (6181) قال : حدثنا يعقوب ، قال : حدثنا عاصم بن محمد ، عن أخيه عمر بن محمد. وعبد بن حميد (753) قال : أخبرنا محمد بن بشر العبدي ، عن عبيد الله بن عمر. والبخاري (8/149) قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى ، عن عبيد الله. ومسلم (7/69) قال : حدثنا أبو الربيع الزهراني ، وأبو كامل الجحدري ، قالا : حدثنا حماد ، وهو ابن زيد ، قال : حدثنا أيوب. (ح) وحدثنا زهير بن حرب ، ومحمد بن المثنى ، وعبيد الله بن سعيد ، قالوا : حدثنا يحيى ، وهو القطان ،عن عبيد الله. (ح) وحدثنا ابن نمير ، قال : حدثنا أبي (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا محمد بن بشر ، قالا : حدثنا عبيد الله. (ح) وحدثني سويد بن سعيد ، قال : حدثنا حفص بن ميسرة ، عن موسى بن عقبة. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى ، قال : حدثنا عبد الله بن وهب ، قال : حدثني عمر بن محمد. وأبو داود (4745) قال : حدثنا سليمان بن حرب ، ومسدد ، قالا : حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب.
أربعتهم - عبيد الله ، وأيوب ، وعمر بن محمد ، وموسى بن عقبة - عن نافع ، فذكره.

7990 - (م ت) ثوبان - رضي الله عنه - قال : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إنِّي لبِعُقْرِ حوضي أذود الناسَ لأهل اليمن ، أضرِبُ بعصايَ حتى يرفض عليهم ، فسُئلَ عن عَرْضِه ؟ فقال : من مَقامي إلى عَمَّان ، وسئل عن شرابه ؟ فقال : أشدُّ بياضاً من اللَّبن ، وأحلى من العسل ، يَغُتُّ فيه ميزابان يَمُدُّانه من الجنة ، أحدهما من ذَهَب ، والآخر من وَرِق» أخرجه مسلم (1) .
وفي رواية الترمذي ، عن أبي سلام الحبشي [مَمْطُور] ، قال : بعثَ إليَّ عمرُ بن عبد العزيز ، فحُمِلْتُ على البريد ، فلما دخلتُ إليه ، قلتُ : يا أمير المؤمنين ، لقد شَقّ عليّ مَرْكبي البريدَ ، فقال : يا أبا سلام ما أردتُ أن أشقَّ عليك ، ولكنْ بلغني عنك حديث تحدِّثُه عن ثوبان عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- في الحوض ، فأحببتُ أن تُشافهني به ، فقلت : حدَّثني ثوبان : أنَّ -[465]- رسولَ الله : - صلى الله عليه وسلم- قال : «حوضي مثلُ ما بين عدَن إلى عَمَّان البلقاء ، ماؤه أشدُّ بياضاً من الثَّلج ، وأحلى من العَسَلِ ، وأكوابُه عدد نجوم السماء ، مَن شَرِبَ منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً ، أولُ الناس وُرُوداً عليه فقراءُ المهاجرين الشُّعْثُ رُؤوساً ، الدُّنُس ثياباً ، الذين لا يَنْكحون المنعَّمات ، ولا تُفتَح لهم أبواب السُّدَد ، فقال عمر : قد أُنْكحتُ المنعَّمات - فاطمة بنت عبد الملك - وفُتحتُ لي أبوابُ السُّدَدِ ، لا جرم لا أغْسِلُ رأسي حتى يَشْعَثَ ، ولا ثوبي الذي يلي جسدي حتى يَتَّسخَ» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بعقر حوضي أذود) عُقْر الحوض : مؤخَّره ، وقوله : «لأهل اليمن» أي : لأجل أن يرد أهل اليمن ، والذود : الطرد والدفع .
(يرفضُّ) : يتفرَّق ، وارفضَّ الدمع : إذا جرى متفرّقاً مترشِّشاً ، والمراد : حتى يسيل عليهم ماء الحوض .
(يغتُّ) غَتَّ الماء يَغُتّ : إذا جرى جرياً له صوت ، وقيل : يَدْفُق الماءُ فيه دفقاً مُتَتَابِعاً .
(البريد) خيل البريد : هي المرصدة في الطريق لحمل الأخبار من البلاد يكون منها في كل موضع شيء معدٌّ لذلك ، وقد تقدَّم فيما مضى من الكتاب شرح ذلك مستوفى . -[466]-
(الشُّعْث) جمع أشعث ، وهو البعيد العهد بالدهن والغسل وتسريح الشعر.
(الدُّنُس) جمع دَنِس ، وهو الوسِخُ الثوب .
(السُّدَد) جمع سُدَّة ، وهي الباب هاهنا .
__________
(1) رقم (2301) في الفضائل ، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم .
(2) رواه الترمذي رقم (2446) في صفة القيامة ، باب ما جاء في صفة أواني الحوض ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/280) قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا همام. وفي (5/281) قال: حدثنا عبد الصمد ، قال : حدثنا هشام.وفي (5/282) قال : حدثنا بهز ، قال : حدثنا بكير بن أبي السميط. وفي (5/283) قال : حدثنا عبد الوهاب ، قال : حدثنا سعيد. وفي (5/283) قال : حدثنا عبد الوهاب ، قال : حدثنا هشام بن عبد الله. ومسلم (7/70) قال : حدثنا أبو غسان المسمعي ، ومحمد بن المثنى ، وابن بشار ، قالوا : حدثنا معاذ - وهو ابن هشام - قال : حدثني أبي. (ح) وحدثنيه زهير بن حرب ، قال : حدثنا الحسن بن موسى. قال : حدثنا شيبان (ح) وحدثنا محمد بن بشار ، قال : حدثنا يحيى بن حماد ، قال : حدثنا شعبة.
ستتهم - همام ، وهشام ، وبكير ، وسعيد ، وشيبان ، وشعبة - عن قتادة ، عن سالم بن أبي الجعد الغطفاني ، عن معدان بن أبي طلحة ، فذكره.
في صحيح مسلم قال محمد بن بشار : قلت ليحيى بن حماد : هذا حديث سمعته من أبي عوانة ؟ فقال : وسمعته أيضا من شعبة ، فقلت : انظر لي فيه ، فنظر لي فيه فحدثني به.
- ورواية الترمذي :
أخرجها أحمد (5/275) قال : حدثنا حسين بن محمد ، قال : حدثنا ابن عياش. وابن ماجة (4303) قال : حدثنا محمود بن خالد الدمشقي ، قال : حدثنا مروان بن محمد. والترمذي (2444) قال : حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال : حدثنا يحيى بن صالح.
ثلاثتهم - ابن عياش ، ومروان ، ويحيى - عن محمد بن المهاجر ، عن العباس بن سالم اللخمي ، عن أبي سلام الحبشي ، فذكره.
في رواية ابن ماجة قال العباس بن سالم : نبئت عن أبي سلام.

7991 - (د) [عبد السلام بن أبي حازم] أبو طالوت : قال : شهدت أبا بَرْزَة - رضي الله عنه - دخل على عبيد الله بن زياد ، فحدَّثني فلان سماه مُسلِم [يعني ابنَ إبراهيم] (1) - وكان في السّماط ، فلما رآه [عبيد الله] ، قال : «إن مُحَمَّدِيَّكم هذا الدَحْداحُ ، ففهمها الشيخ ، فقال : ما كنتُ أحسِبُ أن أبقى في قومٍ يُعَيِّرونني بصحبة محمد - صلى الله عليه وسلم-، فقال [له] عبيد الله : إنَّ صحبة محمد - صلى الله عليه وسلم- لكم زَيْن غيرُ شَيْن ، ثم قال : إنما بعثت إليك لأسألك عن الحوض ، هل سمعتَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يذكر فيه شيئاً ؟ قال أبو برزة : [نعم] ، لا مرَّة ، ولا مرتين ، ولا ثلاثاً ، ولا أربعاً ، ولا خمساً ، فمن كذَّب به فلا سقاه الله منه ، ثم خرج مُغْضباً» أخرجه أبو داود (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(السماط) : الصف من الناس . -[467]-
(الدحداح) : القصير .
__________
(1) أحد الرواة .
(2) رقم (4749) في السنة ، باب في الحوض ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أبو داود (4749) قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : حدثنا عبد السلام بن أبي حازم أبو طالوت ، فذكره.

7992 - (ت) سمرة بن جندب - رضي الله عنه - قال : «إنَّ لكلِّ نبيّ حوضاً ترِدُهُ أمَّته ، وإنهم ليتباهوْنَ : أيُّهم أكثرُ واردة [وإني لأرجو أن أكونَ أكثرهم واردة]» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(واردة) الوارِدة : الجماعة ترد الماء .
__________
(1) رقم (2445) في صفة القيامة ، باب ما جاء في صفة الحوض ، وإسناده ضعيف ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب ، قال : وقد روى الأشعث بن عبد الملك هذا الحديث عن الحسن - يعني البصري - عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مرسلاً ولم يذكر فيه : عن سمرة ، وهو أصح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
مرسل : أخرجه الترمذي (2443) قال : حدثنا أحمد بن محمد بن علي بن نيزك البغدادي ، قال : حدثنا محمد بن بكار الدمشقي ، قال : حدثنا سعيد بن بشير ، عن قتادة ، عن الحسن ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث غريب ، وقد روى الأشعث بن عبد الملك هذا الحديث عن الحسن عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسلا ، ولم يذكر فيه عن سمرة ، وهو أوصح.

7993 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : سُئل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «ما الكوثر ؟ فقال : ذاك نهر أعطانيه الله - يعني في الجنة - أشدُّ بياضاً من اللبن ، وأحلى من العسل ، فيه طير أعناقها كأعناق الجُزُر ، قال عمر : إنَّ هذه لناعمة قال : رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : أكلَتُها أنعمُ منها» . أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الجُزُر) جمع جزور ، وهو البعير ذكراً أكان أو أنثى ، إلا أن اللفظة مؤنثة .
__________
(1) رقم (2545) في صفة الجنة ، باب ما جاء في صفة طير الجنة ، وإسناده حسن ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/236) قال : حدثنا سليمان بن داود ، قال : أخبرنا إبراهيم بن سعد ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن مسلم. وفي (3/236) قال : حدثنا يعقوب ، قال : حدثنا أبو أويس، قال : أخبرني ابن شهاب. وفي (3/237) قال : حدثنا إبراهيم بن أبي العباس ، قال : حدثنا أبو أويس ، عن الزهري. وفي (3/237) قال : حدثنا إبراهيم ، قال : حدثنا أبو أديس ، عن محمد بن عبد الله بن مسلم. والترمذي (2542) قال : حدثنا عبد بن حميد ،قال : أخبرنا عبد الله بن مسلمة ، عن محمد بن عبد الله بن مسلم - ابن أخي الزهري -.
كلاهما - ابن أخي الزهري ، والزهري - عن عبد الله بن مسلم ، فذكره.
2 - وأخرجه أحمد (3/220) قال : حدثنا أبو سلمة الخزاعي. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (1511) عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، عن شعيب.
كلاهما - الخزاعي ، وشعيب - عن الليث ، عن يزيد بن الهاد ، عن عبد الوهاب بن أبي بكر ، عن عبد الله بن مسلم ، عن ابن شهاب ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، وعبد الله بن مسلم قد روى عن ابن عمر ، وأنس بن مالك.

الفرع الثاني : في ورود الناس عليه
7994 - (خ م) جندب [بن عبد الله]- رضي الله عنه - قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «أنا فرَطكم على الحوض» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 414 في الرقاق ، باب في الحوض ، ومسلم رقم (2289) في الفضائل ، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1-أخرجه الحميدي (779) . وأحمد (4/313) . قالا - الحميدي ، وأحمد - : حدثنا سفيان بن عيينة.
2- وأخرجه أحمد (4/313) قال : حدثنا وكيع. ومسلم (7/65) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا ابن بشر.
كلاهما - وكيع ، وابن بشر - عن مسعر.
3 - وأخرجه أحمد (4/313) قال : حدثنا عبد الرحمن. ومسلم (7/65) قال : حدثني أحمد بن عبد الله بن يونس.
كلاهما - عبد الرحمن ، وابن يونس - قالا : حدثنا زائدة.
4 - وأخرجه البخاري (8/151) قال : حدثنا عبدان ، قال : أخبرني أبي. ومسلم (7/65) قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ ، قال : حدثنا أبي (ح) وحدثنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر.
ثلاثتهم - عثمان بن جبلة والد عبدان ، ومعاذ ، وابن جعفر - عن شعبة.
أربعتهم - سفيان ، ومسعر ، وزائدة ، وشعبة - عن عبد الملك بن عمير ، فذكره.

7995 - (خ م) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «أنا فرطكم على الحوض ، وليُرْفعنَّ إليَّ رجال منكم ، حتى إذا أهويتُ إليهم لأُناوِلَهُم اختلجوا دُوني ، فأقول : أي ربِّ ، أصحابي ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثُوا بعْدَك ؟» أخرجه البخاري ومسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(اختُلِجُوا) أي : استلبوا ، وأخذوا بسرعة .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 408 في الرقاق ، باب في الحوض ، وفي الفتن ، باب ما جاء في قول الله تعالى : {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} ، ومسلم رقم (2297) في الفضائل ، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (1/384) (3639) و (1/425) (4042) قال : حدثنا أبو معاوية. وفي (1/455) (4351) قال : حدثنا عبد الله بن الوليد ، قال : حدثنا سفيان. والبخاري (8/148) قال : حدثني يحيى بن حماد ، قال : حدثنا أبو عوانة. ومسلم (7/68) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شببة ، وأبو كريب ، وابن نمير ، قالوا :حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثناه عثمان بن أبي شيبة ، وإسحاق بن إبراهيم ،عن جرير. أربعتهم - أبو معاوية ، وسفيان ، وأبو عوانة ، وجرير - عن سليمان الأعمش.
2 - وأخرجه أحمد (1/402) (3812) و (1/407) (3866) قال : حدثنا أسود بن عامر ، قال : أنبأنا أبو بكر. وفي (1/406) (3850) قال : حدثنا هاشم وحسن بن موسى ، قالا : حدثنا شيبان. وفي (1/453) (4332) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا حماد.
ثلاثتهم - أبو بكر بن عياش ، وشيبان ، وحماد - عن عاصم بن بهدلة.
3 - وأخرجه أحمد (1/439) (4180) قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. وفي (5/393) قال : حدثنا سريج بن النعمان ، قال : حدثنا هشيم. والبخاري (8/148) قال : حدثني عمرو بن علي ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. وفي (9/58) قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا أبو عوانة. ومسلم (7/68) قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، وإسحاق بن إبراهيم ، كلاهما عن جرير (ح) وحدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة. أربعتهم - شعبة ، وهشيم ، وأبو عوانة ، وجرير - عن المغيرة بن مقسم.
ثلاثتهم - الأعمش ، وعاصم ، والمغيرة - عن أبي وائل ، فذكره.

7996 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «ليرِدنَّ عليَّ الحوضَ رجال مِمَّن صاحبني ، حتى إذا [رأيتُهم ، و] رُفِعُوا إليَّ اخْتُلِجُوا دوني ، فلأقولنَّ : أي ربِّ ، أصيحابي ، أصيحابي ، -[469]- فليُقَالنَّ لي : إنَّك لا تدري ما أحدثوا بعدك» .
وفي رواية «لَيرِدَنَّ عليَّ ناسٌ من أُمَّتي ... الحديث ، وفي آخره : فأقول : سُحقاً لِمن بدلَّ بعدي» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 412 في الرقاق ، باب في الحوض ، ومسلم رقم (2304) في الفضائل ، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1- أخرجه أحمد (3/281) قال : حدثنا عفان. وعبد بن حميد (1213) . والبخاري (8/149) قالا : حدثنا مسلم بن إبراهيم. ومسلم (7/70) قال : حدثني محمد بن حاتم ، قال : حدثنا عفان.
كلاهما -عفان ، ومسلم - قالا : حدثنا وهيب.
2- وأخرجه أحمد (3/140) قال : حدثنا أبو النضر ، قال : حدثنا مبارك.
كلاهما - وهيب ، ومبارك ، عن عبد العزيز ، فذكره.

7997 - (خ م) أبو حازم - رحمه الله - عن سهل بن سعد - رضي الله عنه- ، قال : سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول : «أنا فرطكم على الحوض ، من ورَدَ شربَ ، ومن شَرِبَ لم يظمأ أبداً ، وليرِدنَّ عليَّ أقوام أعرفهم ويعرفوني ، ثم يُحال بيني وبينهم ، قال أبو حازم : فسمع النعمانُ بنُ أبي عيَّاش وأنا أحدِّثهم هذا الحديث ، فقال : هكذا سمعتَ سهلاً يقول ؟ فقلتُ : نعم ، قال : وأنا أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعتُه يزيدُ ، فيقول : فإنهم منِّي ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول : سُحقاً سُحقاً لمن بَدَّلَ بعدي» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 412 و 413 في الرقاق ، باب في الحوض ، ومسلم رقم (2290) في الفضائل ، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (5/333) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن. وفي (5/339) قال : حدثنا هاشم بن القاسم ، قال : حدثنا عبد الرحمن - يعني ابن عبد الله بن دينار -. والبخاري (8/149) قال : حدثنا سعيد بن أبي مريم ، قال : حدثنا محمد بن مطرف. وفي (9/58) قال : حدثنا يحيى بن بكير ، قال : حدثنا يعقوب بن بعد الرحمن. ومسلم (7/65) قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا يعقوب - يعني ابن عبد الرحمن القاري -. وفي (7/66) قال : حدثنا هارون بن سعيد الأيلي ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرني أسامة.
أربعتهم - يعقوب ، وعبد الرحمن بن عبد الله ، ومحمد بن مطرف ، وأسامة بن زيد الليثي - عن أبي حازم ، فذكره.
(*) وأخرجه أحمد (3/28) قال : حدثنا سليمان بن داود ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبي حازم ، عن النعمان بن أبي عياش الزرقي ، عن أبي سعيد الخدري ، فذكره. ليس فيه حديث «سهل بن سعد» .

7998 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «يَرِدُ عليَّ يوم القيامة رَهْط من أصحابي - أو قال : من أمَّتي - فيُحَلَّؤون عن الحوض ، فأقول : يا ربِّ أصحابي ، فيقول : إنه لا عِلْم لك بما أحدثوا -[470]- بعدكَ ، إنهم ارتدُّوا على أدبارهم القهقَرى» وفي رواية «فيُجْلَوْن» أخرجه البخاري ومسلم .
وللبخاري : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «بينا أنا قائم على الحوض ، إذ زُمْرَة ، حتى إذا عرَفْتُهُم خرج رجل من بيني وبينهم ، فقال : هَلُمَّ ، فقلتُ : إلى أين ؟ فقال : إلى النار والله ، فقُلْتُ : ما شأنُهم ؟ فقال : إنَّهم قد ارتدُّوا على أدبارهم القهقرى ، ثم إذا زُمرة أخرى ، حتى إذا عرفتُهم خرج رجل من بيني وبينهم ، فقال لهم : هلمَّ ، قلتُ : إلى أين ؟ قال : إلى النار والله ، قلتُ ما شأنهم ؟ قال : إنَّهم قد ارتدُّوا على أدبارهم ، فلا أُراه يخلص منهم إلا مِثْلُ هَمَلِ النَعَمِ» .
ولمسلم : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «تَرِدُ عليَّ أمتي الحوض ، وأنا أذودُ الناس عنه كما يذود الرجلُ إبل الرجل عن إبله ، قالوا : يا نبيَّ الله تعْرِفنا ؟ قال : نعم ، لكم سيما ليست لأحد غيرِكم ، ترِدُونَ غراً محجِّلين من آثار الوضوء ، وليُصدَّن عني طائفة منكم ، فلا يصلون ، فأقول : يا ربِّ ، هؤلاء من أصحابي ، فيجيبني مَلَك ، فيقول : وهل تدري ما أحدثوا بعدك ؟» .
وفي أخرى قال : «إن حوْضِي أبْعدُ مِن أَيْلَةَ من عدَن ، لَهُوَ أشد بياضاً من الثلج ، وأحلَى مِنَ العسل باللبن ، ولآنيتهُ أكثر مِن عَدد النجوم ، وإني لأصدُّ الناس [عنه] كما يصُدُّ الرَّجُلُ إبلَ الناس عن حَوضِهِ ، قالوا : يا رسولَ الله ، أتعرِفُنا يومئذ ؟ قال : نعم لكم سِيما ليست لأحد من الأمم ، -[471]- ترِدُون عليَّ غُرّاً مُحَجَّلِين من أثر الوضوء» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فَيُحَلَّؤُونَ) أي : يدفعون عن الماء ، ويُطردون عن وروده ، ومن رواه «فَيُجْلَوْنَ» بالجيم ، فهو من الجلاء : النفي عن الوطن ، وهو راجع إلى الطرد .
(زمرة) الزمرة : الجماعة من الناس .
(هَمَل النعم) النَّعَم الهمَل : الإبل الضالة ، والمعنى : أن الناجي منها قليل كَهمَل النَّعم .
(لأصدُّ) الصَّدُّ : المنع .
(سيما) السِّيما : العلامة .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 413 في الرقاق ، باب في الحوض ، ومسلم رقم (247) في الطهارة ، باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (1/149 و 150) قال : حدثنا سويد بن سعيد وابن أبي عمر. جميعا عن مروان الفزاري ، قال ابن أبي عمر : حدثنا مروان. (ح) وحدثنا أبو كريب وواصل بن عبد الأعلى ، قالا : حدثنا ابن فضيل. وابن ماجة (4282) قال : حدثنا أبو بكر ، قال : حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة.
ثلاثتهم - مروان الفزاري ، ومحمد بن فضيل ، ويحيى بن زكريا - عن أبي مالك الأشجعي سعد بن طارق عن أبي حازم ، فذكره.
(*) رواية ابن أبي زائدة مختصرة.
- ورواية البخاري :
أخرجها (8/150) قال : حدثني إبراهيم بن المنذر ، قال : حدثنا محمد بن فليح ، قال: حدثنا أبي ، قال: حدثني هلال بن علي ، عن عطاء بن يسار ، فذكره.

7999 - (م) عائشة - رضي الله عنها - قالت : سمِعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول وهو بين ظهرانيْ أصحابه : «إني على الحوضِ أنظر مَن يَرِدُ عليَّ مِنْكُم ، فوالله لَيُقْتطَعنَّ دُوني رجال ، فلأقولنَّ : أي ربِّ ، مِني ومن أُمَّتي ، فيقول : إنك لا تدري ما عملوا بعدك ، مازالوا يرجعون على أعقابهم» أخرجه مسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ليقتطعن) الاقتطاع : أخذ طائفة من الشيء ، تقول : اقتطعت طائفة -[472]- من أصحابه : إذا أخذتهم دونه .
__________
(1) رقم (2294) في الفضائل ، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/121) قال : حدثنا عفان. قال : حدثنا وهيب. ومسلم (7/66) قال : حدثنا ابن أبي عمر. قال : حدثنا يحيى بن سليم.
كلاهما - وهيب ، ويحيى بن سليم - عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة ، فذكره.

8000 - (خ م) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إني على الحوض أنْظر من يرِدُ عليَّ منكم ، وسيؤخذُ ناس دُوني ، فأقول : يا رب ، مني ومن أمتي» .
وفي رواية «فأقول : أصحابي ، فيقال : هل شعَرْتَ ما عمِلوا بعدك ؟ والله ما بَرِحوا يرجعون على أعقابهم» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 415 في الرقاق ، باب في الحوض ، وفي الفتن ، باب قول الله تعالى : {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} ، ومسلم رقم (2293) في الفضائل ، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (8/151) قال : حدثنا سعيد بن أبي مريم. وفي (9/58) قال : حدثنا علي بن عبد الله ، قال : حدثنا بشر بن السري. ومسلم (7/66) قال : حدثنا داود بن عمرو الضبي.
ثلاثتهم - سعيد ، وبشر ، وداود - عن نافع بن عمر الجمحي ، عن ابن أبي مليكة ، فذكره.

8001 - (م) أم سلمة - رضي الله عنها - قالت : «كنتُ أسمعُ الناسَ يذكرون الحوض ، ولم أسمع ذلك من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فلما كان يوماً من ذلك والجاريةُ تمشطُني ، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : أيها الناس ، فقلت للجارية : استأخري عنِّي ، قالت : إنما دعا الرجال ، ولم يدْعُ النساء ، فقلت : إني من الناس ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إني لكم فرط على الحوض ، فإيَّاي لا يأتينَّ أحدُكم فيُذبُّ عني كما يُذَبُّ البَعيرُ الضَّالُ ، فأقول : فيم هذا ؟ فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدَكَ ، فأقول : سُحقاً» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2295) في الفضائل ، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (6/297) قال : حدثنا أبو عامر ، قال : حدثنا أفلح بن سعيد. ومسلم (7/66) قال : حدثني يونس بن عبد الأعلى الصدفي ، قال : أخبرنا عبد الله بن وهب ، قال : أخبرني عمرو ، وهو ابن الحارث ، أن بكيرا حدثه ، عن القاسم بن عباس الهاشمي. وفي (7/67) قال : وحدثني أبو معن الرقاشي وأبو بكر بن نافع وعبد بن حميد. قالوا : حدثنا أبو عامر ، وهو عبد الملك بن عمرو. قال : حدثنا أفلح بن سعيد. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (13/18173) عن محمد بن حاتم ، عن حبان بن موسى ، عن عبد الله بن المبارك ، عن أفلح بن سعيد.
كلاهما - أفلح بن سعيد ، والقاسم بن عباس - عن عبد الله بن رافع ، مولى أم سلمة ، فذكره.

8002 - (خ) سعيد بن المسيب - رحمه الله - كان يُحدِّث عن أصحاب النبيِّ أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «يَرِدُ عليَّ الحوض رجال من أصحابي ، فيُحلؤون عنه -[473]- فأقول : يا ربِّ ، أصحابي ، فيقول : إنَّك لا عِلْمَ لكَ بما أحدثوا بعْدَك ، إنهم ارتدُّوا على أدبارهم القهقرَى» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 11 / 413 في الرقاق ، باب في الحوض .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (8/150) قال : حدثنا أحمد بن صالح ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال: أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، عن ابن المسيب ، فذكره.

8003 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «والذي نفسي بيده : لأذودَنَّ رجالاً عن حوضِي ، كما تُذاد الغريبة من الإبل عن الحوض» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 413 في الرقاق ، باب في الحوض ، ومسلم رقم (2302) في الفضائل ، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/298) قال : حدثنا محمد بن جعفر. قال : حدثنا شعبة. وفي (2/454) قال : حدثنا حجاج. قال : حدثنا شعبة. وفي (2/467) قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، وأبو كامل. قالا : حدثنا حماد - يعني ابن سلمة -. والبخاري (3/147) قال : حدثنا محمد بن بشار. قال : حدثنا غندر. قال : حدثنا شعبة. ومسلم (7/70) قال : حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي. قال : حدثنا الربيع - يعني ابن مسلم -. (ح) وحدثنيه عبيد الله بن معاذ. قال : حدثنا أبي. قال : حدثنا شعبة.
ثلاثتهم - شعبة ، وحماد بن سلمة ، والربيع بن مسلم - عن محمد بن زياد ، فذكره.

8004 - (م) حذيفة [بن اليمان]- رضي الله عنه - : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إن حوضِي لا بْعَدُ من أيلَةَ من عدَن ، والذي نفسي بيده : إنِّي لأذودُ عنه الرجال ، كما يذود الرجل الإبل الغريبة عن حوضه ، قالوا : يا رسولَ الله ، وتعرفُنا ؟ قال : نعم تَرِدُونَ عليَّ غُرّاً مُحجَّلين من آثار الوضوء ليست لأحد غيركم» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (248) في الطهارة ، باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه مسلم (1/150) . وابن ماجة (4302) قالا : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال: حدثنا علي بن مسهر، عن أبي مالك سعد بن طارق ، عن ربعي ، فذكره.

8005 - (د) زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال : كنّا معَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، فنزَلْنا منْزِلاً ، فقال : ما أنتم جزء من مائة ألفِ جزء مِمَّن يَرِد عليَّ الحوض ، قيل : كم كنتم يومئذ ؟ قال : سبعُمائة ، أو ثمانمائة . أخرجه أبو داود (1) .
__________
(1) رقم (4746) في السنة ، باب في الحوض ، وإسناده صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح :
1 - أخرجه أحمد (4/367) قال : حدثنا أبو معاوية. قال : حدثنا الأعمش.
2 - وأخرجه أحمد (4/369) قال : حدثنا هاشم بن القاسم. وفي (4/371) قال : حدثنا عفان. وفي (4/372) قال : حدثنا محمد بن جعفر. وعبد بن حميد (266) قال : حدثني أبو الوليد. وأبو داود (4746) قال : حدثنا حفص بن عمر النميري. خمستهم - هاشم ، وعفان ، ومحمد ، وأبو الوليد ، وحفص - عن شعبة.
كلاهما - الأعمش ، وشعبة - عن عمرو بن مرة ، عن طلحة مولى قرظة ، فذكره.
(*) في باقي الروايات «سبعمائة ، أو ثمانمائة» .

الفرع الثالث : في الصراط والميزان
8006 - (ت) المغيرة [بن شعبة]- رضي الله عنه - قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «شِعار المؤمنين على الصراط يوم القيامة : ربِّ سلّم سلّم» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2434) في صفة القيامة ، باب ما جاء في شأن الصراط ، وهو حديث حسن بشواهده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه عبد بن حميد (394) قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا محمد بن الفضل. والترمذي (2432) قال : حدثنا علي بن حجر ، قال : أخبرنا علي بن مسهر.
كلاهما - محمد بن الفضل ، وعلي بن مسهر - عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن النعمان بن سعد ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث غريب من حديث المغيرة بن شعبة لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن إسحاق

8007 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : «سألتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- أن يشفعَ لي يوم القيامة ، فقال : أنا فاعل إن شاء الله ، قلت : فأين أطلُبك ؟ قال : أول ما تطلبني على الصراط ، قلتُ : فإن لم ألقكَ على الصراط ؟ قال : فاطلبني عند الميزان ، قلتُ : فإن لم ألقك عند الميزان ؟ قال : فاطلبني عند الحوض ، فإني لا أخطئ هذه الثلاثة مواطن» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2435) في صفة القيامة ، باب ما جاء في شأن الصراط ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/178) قال :حدثنا يونس بن محمد.والترمذي (2433) قال :حدثنا عبد الله بن الصباح الهاشمي ،قال حدثنا بدل بن المحبر.
كلاهما - يونس ،وبدل - قالا :حدثنا حرب بن ميمون أبو الخطاب ،عن النضر بن أنس ، فذكره.

8008 - (د) عائشة - رضي الله عنها - قالت : «ذكرتُ النار فبَكيْتُ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : ما يبكيك ؟ قلتُ : ذَكرْتُ النار فَبَكَيْتُ ، فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة ؟ قال : أمَّا في ثلاثة مَواطِنَ ، فلا يذكر أحدٌ أحداً : عند الميزان حتى يعلم أيخِف ميزانُه ، أم يثقل ؟ وعند تطاير الصحف حتى يعلم أين يقع كتابه : في يمينه ، أم في شماله ، أم من وراء ظهره ؟ وعند الصراط -[475]- إذا وُضِع بين ظهري جهنم حتى يجوزَ (1)» أخرجه أبو داود (2) .
وفي رواية ذكَرها رزين ، قالت : قلت - أو قيل - «يا رسولَ الله ، هل تذكرون أهليكم يوم القيامة ؟ قالت - أو قيل - : فأين نجدك ؟ قال : لا أخطئ ثلاثةَ مواطن : عند الميزان ، وعند الصراط ، وعند الحوض» .
__________
(1) جملة " حتى يجوز " ليست في نسخ أبي داود المطبوعة .
(2) رقم (4755) في السنة ، باب ذكر الميزان ، وهو حديث حسن يشهد له الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/101) قال حدثنا، عفان.قال :حدثنا القاسم بن الفضل.وأبو داود (4755) قال:حدثا يعقوب بن إبراهيم وحميد بن مسعدة أن إسماعيل بن إبراهيم حدثهم ،قال : أخبرنا يونس.
كلاهما - القاسم بن الفضل ،ويونس - عن الحسن فذكره.

الفصل الخامس : في الشفاعة
8009 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «كلُّ نبيّ سأل سؤالاً - أو قال : لكل نبيّ دعوة قد دعاها لأمته - وإني اختبأتُ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة» أخرجه البخاري ومسلم .
ولمسلم قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «أنا أول الناس يشفع في الجنة ، وأنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة ، وأنا أول من يقرع باب الجنة» (1) .
__________
(1) رواه البخاري تعليقاً 11 / 82 في الدعوات ، باب لكل نبي دعوة ، وقد وصله مسلم رقم (200) في الإيمان ، باب اختباء النبي صلى الله عليه وسلم دعوة الشفاعة لأمته .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

1- أخرجه أحمد (3/134) قال : حدثنا بهز ، وعفان.وفي (3/258) قال :حدثنا عفان.
كلاهما قالا :حدثنا همام بن يحيى.
2- وأخرجه أحمد (3/208و 276) . ومسلم (1/132) قال :حدثنا زهير بن حرب ،وابن أبي خلف.
ثلاثتهم - أحمد ، زهير بن. وابن أبي خلف - قالوا :حدثنا روح ،قال:حدثنا شعبة.
3- وأخرجه أحمد (3/218) قال :حدثنا جعفر بن عون ،ومسلم (1/132) قال : حدثنا أبو كريب،قال:حدثنا وكيع (ح) وحدثنيه إبراهيم بن سعيد الجوهري ،قال :حدثنا أبو أسامة.
ثلاثتهم - جعفر ، ووكيع ، وأبو أسامة - عن مسعر.
4- وأخرجه أحمد (3/292) قال :حدثنا علي بن عبد الله.ومسلم (1/132) قال :حدثني أبو غسان المسعي ومحمد بن المثنى ،وابن بشار.
أربعتهم قالوا :حدثنا معاذ بن هشام ، قال :حدثني أبي.
أربعتهم - همام ، وشعبة ،ومسعر، وهشام - عن قتادة، فذكره.
5- وأخرجه أحمد (3/219) قال :حدثنا عارم ومسلم (1/132) قال :حدثني محمد بن عبد الأعلى.
قالا :- عارم.ومحمد - ،حدثنا معتمر ، عن أبيه ، فذكره.
6-رواه البخاري تعليقا (11/82) في الدعوات ، باب كل نبي دعوة.

8010 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : -[476]- «لكل نبي دعوة قد دعا بها في أمته ، وخبأتُ دَعوَتي شفاعة لأُمَّتي يوم القيامة» أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (201) في الإيمان ، باب اختباء النبي صلى الله عليه وسلم دعوة الشفاعة لأمته .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/384) .ومسلم (1/132) قال:حدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف.
كلاهما - أحمد ، وابن أبي خلف - قالا:حدثنا روح ،قال :حدثنا ابن جريج،قال: أخبرني أبو الزبير،فذكره.
وأخرجه أحمد (3/396) قال :حدثنا يعمر ،قال : أخبرنا عبد الله ،قال : أخبرنا هشام ،قال :سمعت الحسن ،فذكره.

8011 - (خ م ط ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لِكلِّ نبي دعوة مستجابة ، فتعَجَّل كلُّ نبيِّ دعوتَه ، وإني اختبأتُ دعوتي شفاعة لأمَّتي يوم القيامة ، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أُمَّتي لا يشرِك بالله شيئاً» .
وفي رواية أن أبا هريرة قال لكعب الأحبار : إنَّ نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لِكُلِّ نبي دعوة يدعوها ، فأريدُ إن شاء الله : أن أختبئ دعوتي شفاعة لأُمَّتي يوم القيامة ، فقال كعب لأبي هريرة : أنتَ سمعتَ هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ قال : نعم» أخرجه البخاري ومسلم ، وأخرج الترمذي الأولى ، وأخرج الموطأ المسند من الثانية (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 81 في الدعوات ، باب لكل نبي دعوة ، وفي التوحيد ، باب المشيئة والإرادة {وما تشاؤون إلا أن يشاء الله} ، ومسلم رقم (198) في الإيمان ، باب اختباء النبي صلى الله عليه وسلم دعوة الشفاعة لأمته ، والموطأ 1 / 212 في القرآن ، باب ما جاء في الدعاء ، والترمذي رقم (3597) في الدعوات ، باب رقم (141) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك الموطأ (149) . وأحمد (2/486) قال :قرأت علي عبد الرحمن. (ح) وحدثنا إسحاق.والبخاري (8/82) قال :حدثنا إسماعيل.
ثلاثتهم - عبد الرحمن بن مهدي ،وإسحاق بن عيسى ،وإسماعيل بن أبي أويس - عن مالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، فذكره.
أخرجه أحمد (2/275) قال :حدثنا عبد الرزاق.قال :حدثنا معمر ،عن الزهري.قال: أخبرني القاسم بن محمد ، فذكره.
وأخرجه أحمد (2/426) قال:حدثنا أبو معاوية ويعلي بن عبيد.ومسلم (1/131) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب.قالا :حدثنا أبو معاوية. وابن ماجة (4307) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة،قال:حدثنا أبو معاوية والترمذي (3602) قال :حدثنا أبو كريب.قال :حدثنا أبو معاوية.
كلاهما - أبو معاوية ، ويعلى - قالا :حدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، فذكره
وأخرجه الدارمي (2809) قال:حدثنا الحكم بن نافع.قال : أخبرنا شعيب.ومسلم (1/131) قال :حدثني زهيز بن حرب وعبد بن حميد.قال :زهير :حدثنا يعقوب بن إبراهيم،قال حدثنا بن أخي ابن شهاب. (ح) وحدثني حرملة بن يحيى.قال : أخبرنا ابن شهاب.قال : أخبرني يونس.
ثلاثتهم - شعيب ، وابن أبي بن شهاب ، ويونس- عن ابن شهاب الزهزي ، أن عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جاربة الثقفي أخبره ، فذكره.

8012 - (ت د) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «شفاعتي لأهل الكبائر مِن أمَّتي» أخرجه الترمذي ، وأبو داود (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2437) في صفة القيامة ، باب ما جاء في الشفاعة ، وأبو داود رقم (4739) في السنة ، باب في الشفاعة ، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (4310) في الزهد ، باب ذكر الشفاعة ، وهو حديث صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/213) . وأبو داود (4739) قالا :حدثنا سليمان بن حرب ،قال :حدثنا بسطام ابن حريث ، عن أشعث الحداي ،فذكره.
أخرجه الترمذي (2435) قال :حدثنا العباس العنبري ،قال: حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر عن ثابت،فذكره.

8013 - (ت) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - مثله ، وزاد فيه : قال الراوي : فقال لي جابر : «يا محمدُ مَن لم يكن من أهل الكبائر ، فما له وللشفاعة ؟» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2438) في صفة القيامة ، باب رقم (12) ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (4310) قال :حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي ، قال :حدثنا الوليد بن مسلم ،قال :حدثنا زهير بن محمد ، والترمذي (2436) قال :حدثنا محمد بن بشار قال :حدثنا أبو داود الطيالسي ، عن محمد بن ثابت البناني.
كلاهما - زهير ،ومحمد - عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، فذكره.
قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ، يستغرب من حديث جعفر بن محمد.

8014 - (ت) عوف بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «أتاني آت من عند ربي ، فخيَّرني بين أن يُدْخِلَ نِصف أُمَّتي الجنة ، وبين الشفاعة ، فاخترت الشفاعة ، فهي نائلة من مات لا يشرك بالله شيئاً» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2443) في صفة القيامة ، باب ما جاء في الشفاعة ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/23) قال :حدثنا عبد الصمد ، قال :حدثنا محمد بن أبي المليح الهذلي،قال:حدثني زياد بن أبي المليح ، عن أبيه ، عن أبي بردة فذكره.
* أخرجه أحمد (6/28) قال :حدثنا بهز ، قال :حدثنا أبو عوانة.وفي (6/29) قال :حدثنا بن بكر،قال :حدثنا سعيد.وفي (6/29) أيضا قال :حدثنا احسين ، شيبان.والترمذي (2441) قال:حدثنا هناد ،قال:حدثنا عبدة ، عن سعيد (ح) وحدثنا قتيبة ، قال :حدثنا أبو عوانة.
ثلاثتهم - أبوعوانة ، وسعيد بن أبي عروبة ، وشيبان - عن قتادة ، عن أبي المليح ، عن عوف. مالك الأشجعي ، فذكره. ليس فيه - أبو بردة.

8015 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال معْبَدُ بن هلال العَنزِي : «انطلقنا إلى أنس بن مالك ، وتشفَّعنا بثابت ، فانتهينا إليه وهو يصلِّي الضحى ، فاستأذنَ لنا ثابت ، فدخلنا عليه ، وأجلَسَ ثابتاً معه على سريره فقال له : يا أبا حمزة ، إن إخوانكَ من أهل البصرة يسألونك أن تُحدِّثَهم حديث الشفاعة ، فقال: حدَّثنا محمد - صلى الله عليه وسلم- ، قال : إذا كان يومُ القيامة ماجَ الناسُ بعضهم إلى بعض ، فيأتون آدم ، فيقولون : اشفع لذرِّيَّتك ، فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بإبراهيم ، فإنه خليل الله ، فيأتون إبراهيم ، فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بموسى ، فإنه كليم الله ، فيؤتى موسى ، فيقول : لستُ لها ، ولكن عليكم بعيسى ، فإنه رُوح الله وكلمته ، فيؤتى عيسى ، -[478]- فيقول : لستُ لها ، ولكن عليكم بمحمد ، فأُوتى فأقول : أنا لها ، ثم أنطلِقُ فأستأذِنُ على ربي ، فيؤذنَ لي ، فأقوم بين يديه ، فأحمده بمحامد لا أقدر عليها إلا أن يُلهمَنيها ، ثم أخرُّ لربنا ساجداً ، فيقول : يا محمد ، ارفع رأسكَ ، وقل يُسْمَع لك ، وسلْ تُعْطَه ، واشفع تُشَفَّع ، فأقول : يا رب أُمَّتِي أُمَّتي ، فيقول : انطلق ، فمن كان في قلبه مثقال حبة من بُرَّة أو شعيرة من إيمان فأخرِجه منها ، فأنطَلِقُ فأفعل ، ثم أرجعُ إلى ربي فأحمده بتلك المحامد ، ثم أخرُّ له ساجداً ، فيقال لي : يا محمد ، ارفع رأسك ، وقل يُسْمَع لك ، وسل تُعْطه ، واشْفَع تُشَفَّع ، فأقول : يا ربِّ ، أُمَّتي أُمَّتي ، فيقال لي : انطلق ، فمن كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه منها ، فأنطلق فأفعل ، ثم أعود إلى ربي أحمده بتلك المحامد ، ثم أخرُّ له ساجداً ، فيقال لي : يا محمد ، ارفع رأسك وقلُ يُسمَعُ لك ، وسَلْ تُعطَه ، واشفع تُشَفَّع ، فأقول : يا ربِّ ، أُمَّتي أُمَّتي ، فيقال لي : انطلِق ، فمن كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبَّة من خردل من إيمان فأخرِجه من النار ، فأنطلق فأفعل» هذا حديث أنس الذي أنبأنا به ، فخرجنا من عنده ، فلما كنَّا بظهر الجبَّان ، قلنا : لو مِلنا إلى الحسن فسلَّمنا عليه وهو مستخفٍ في دار أبي خليفة ؟ قال : فدخلنا عليه ، فسلَّمنا عليه ، قلنا : يا أبا سعيد ، جئنا من عند أخيك أبي حمزة ، فلم نسمع بمثل حديثٍ حدثَّناه في الشفاعة ، قال : هيه ، فحدَّثْناه الحديثَ ، فقال : هيهِ ، قلنا : ما زادنا ؟ قال : قد حدَّثَنا به منذ عشرين سنة ، وهو يومئذ جميع ، ولقد ترك -[479]- شيئاً ما أدري : أنسيَ الشيخ ، أم كره أن يحدثكم فتتكلوا ؟ قلنا له : حدثنا ، فضحك ، وقال : خُلِق الإنسان من عجل ، ما ذَكرتُ لكم هذا إلا وأنا أُريد أن أحدِّثْكموه ، قال : ثم أرجعُ إلى ربي في الرابعة ، فأحمَدُه بتلك المحامد ، ثم أخرُّ له ساجداً ، فيقال لي : يا محمد ، ارفع رأسك ، وقل يُسمَع لك ، وسل تعطَه ، واشفع تُشفَّع ، فأقول : يا ربِّ ، ائذن لي فيمن قال : لا إله إلا الله ، قال : فليس ذلك لك ، أو قال : ليس ذلك إليك ، ولكن وعِزَّتي وكبريائي وعظمتي لأخرجنَّ منها من قال : لا إله إلا الله» قال : فأشهد على الحسن أنَّه حدَّثنا به أنه سمع أنسَ بن مالك - أُراه قال : قبل عشرين سنة - وهو يومئذ جميع .
وفي رواية قتادة عن أنس قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «يجْمَعُ الله الناسَ يوم القيامة ، فيهتمُّون لذلك - وفي رواية : فيُلْهَمُون لذلك - فيقولون : لو استشفعنا إلى ربِّنا ، حتى يُرِيحنا من مكاننا هذا ؟ قال : فيأتون آدم ، فيقولون : أنتَ آدمُ أبو الخلق ، خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأمر الملائكة فسجدوا لك ، اشفع لنا عند ربك حتى يُرِيحنَا من مكاننا هذا ، فيقول : لستُ هنَاكُم ، فيذكر خطيئته التي أصاب ، فيستحي ربَّه منها ، ولكن ائتوا نوحاً أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض ، قال : فيأتون نوحاً ، فيقول : لستُ هناكم ، فيذكر خطيئته التي أصاب ، فيستحي ربَّه منها ، ولكن ائتوا إبراهيم الذي اتخذه الله خليلا ، فيأتون إبراهيم ، فيقول : لستُ هناكم ، وذكر خطيئته التي أصاب ، فيستحي ربَّه منها ، ولكن ائتوا موسى الذي كلَّمه الله -[480]- وأعطاه التوراة ، قال : فيأتون موسى فيقول : لستُ هناكم ، ويذكر خطيئته التي أصاب ، فيستحي ربَّه منها ، ولكن ائتوا عيسى رُوحَ الله وكلمته ، فيأتون عيسى رُوحَ الله وكلمته ، فيقول : لستُ هناكم ، ولكن ائتوا محمداً ، عبداً غفرَ الله له ما تقدَّم من ذَنبِه وما تأخر ، قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «فيأتونني ، فأستأذن على ربي ، فيؤذنَ لي ، فإذا أنا رأيته وقعْتُ ساجداً ، فيدَعُني ما شاء الله ، فيقال : يا محمد ، ارفع ، قُلْ يُسْمَع ، سل تُعْطَه ، اشفع تشفَّع ، فأرفعُ رأسي ، فأحمد ربي بتحميد يُعلِّمُنيه ربِّي ، ثم أشفع ، فيُحَدُّ لي حداً ، فأخرجُهم من النار ، وأدخلهم الجنة ، ثم أعود فأقع ساجداً ، فيدعني ما شاء الله أن يدعني ، ثم يقال لي : ارفع يا محمد ، قل يسمع ، سل تعطه ، اشفع تشفع ، فأرفع رأسي ، فأحمد ربي بتحميد يعلَّمنيه ، ثم أشفع ، فيحدُ لي حداً ، فأخرجهم من النار ، وأدخلهم الجنة - قال : فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة - فأقول : يا ربِّ ، ما بقي في النار إلا من حبَسَه القرآن ، أي وجب عليه الخلود» أخرجه البخاري ومسلم .
وأخرجه البخاري تعليقاً : عن قتادة عن أنس أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «يُحْبَس المؤمنين يوم القيامة...» وذكر نحوه ، وفي آخره : ما بقي في النار إلا من حَبَسَهُ القرآن - أي وجب عليه الخلود - ثم تلا هذه الآية {عَسَى أن يبعثكَ ربُّك مقاماً محموداً} [الإسراء : 79] قال : وهذا المقام المحمود الذي وعُدَه نبيُّكم - صلى الله عليه وسلم- زاد في رواية : فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : «يخرج من -[481]- النار من قال : لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة ، ثم يخرج من النار من قال : لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يَزِنُ بُرَّة ، ثم يخرج من النار من قال : لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يَزِنُ ذَرَّة» .
قال يزيد بن زُريع : فلقيت شعبة ، فحدَّثته بالحديث ، فقال شعبة : حدَّثنا به قتادةُ عن أنس بن مالك عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بالحديث ، إلا أن شعبةَ جعَلَ مكان «الذَّرّة» «ذُرَة» قال يزيد : صَحّف فيها أبو بسطام ، كذا في كتاب مسلم من رواية يزيد عن شعبة . قال البخاري : وقال أبان عن قتادة بنحوه . وفيه «من إيمان» مكان «خير» زاد في رواية : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال - في حديث سؤال المؤمنين الشفاعة - «فيأتوني فأستأذن على ربي في داره فيؤذَن لي عليه» وللبخاري طرف منه عن حميد عن أنس قال : سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول : «إذا كان يومُ القيامة شفَعْتُ ، فقلت : يا ربِّ ، أدخل الجنةَ من كان في قلبه خرْدَلة ، فيدخلون ، ثم أقول : أدخل الجنة من كان في قلبه أدنى شيء . قال أنس : كأني أنظر إلى أصابع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يلهمنيه) الإلهام : ضرب من الوحي الذي يلقيه الله في قلوب عبادة الصالحين .
(الجبّان) والجبّانة : المقابر . -[482]-
(جَميعٌ) رجل جميع : أي مجتمع الخلق قوي ، لم يهرم ولم يضعف .
(في داره) أي في حضرة قدسه. وقيل : في جنته ، فإن الجنة تُسَمَّى دار السلام ، والله هو السلام .
__________
(1) رواه البخاري 13 / 395 - 397 في التوحيد ، باب كلام الرب تعالى يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم ، وباب قول الله تعالى : {لما خلقت بيدي} ، وباب قوله تعالى : {وكلم الله موسى تكليما} ، وفي تفسير سورة البقرة ، باب قول الله تعالى : {وعلم آدم الأسماء كلها} ، وفي الرقاق ، باب صفة الجنة والنار ، ومسلم رقم (193) في الإيمان ، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (9/179) قال :حدثنا سليمان بن حرب.ومسلم (1/125) قال :حدثنا أبو الربيع العتكي (ح) وحدثناه سعيد بن منصور. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (1599) عن يحيى بن حبيب بن عربي.
أربعتهم - سليمان، وأبو الربيع ،وسعيد ، ويحيى - عن حماد بن زيد ، قال :حدثنا معبد بن هلال،فذكره.
رواية النسائي ليس فيها حديث الحسن.
وفي الرواية الثانية :
1- أخرجه عبد بن حميد (1187) .والبخاري (6/21 و9/182) قالا :حدثنا مسلم بن إبراهيم.وفي (9/149) قال آلبخاري :حدثني معاذ بن فضالة.ومسلم (1/125) قال حدثنا محمد بن المثنى ،قال:حدثنا معاذ بن هشام ، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2357) عن إبراهيم بن الحسن ،عن الحارث بن عطية.
أربعتهم - مسلم ، ومعاذ بن فضالة ، ومعاذ بن هشام، والحارث - عن هشام الدستوائي.
2- وأخرجه أحمد (3/116) قال :حدثنا يحيى بن سعيد ،والبخاري (6/21) قال :قال لي خليفة :حدثنا يزيد بن زريع.ومسلم (1/125) قال :حدثنا محمد بن المثنى ،ومحمد بن بشار ،قالا :حدثنا ابن أبي عدي.وابن ماجة (4312) قال :حدثنا نصر بن علي ،قال:حدثنا خالد بن الحارث ،والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1171) عن أبي الأشعث عن خالد.
أربعتهم - يحيى ، ويزيد ، وابن أبي عدي ، وخالد- عن سعيد بن أبي عروبة.
3- وأخرجه أحمد (3/244) قال :حدثنا عفان ،قال :حدثنا همام.
4- وأخرجه البخاري (8/144) قال :حدثنا مسدد.ومسلم (1/123) قال حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري ،ومحمد بن عبيد الغبري.
ثلاثتهم - مسدد ،وفضيل ،الغبري - قالوا :حدثنا أبو عوانة.
أربعتهم - هشام ، وسعيد ، وهمام ، وأبو عوانة - عن قتادة ، فذكره.

8016 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : «كنّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- في دَعْوة ، فرُفِع إليه الذِّراعُ - وكانت تعجبه - فنهس منها نهسة ، وقال : أنا سيد الناس يوم القيامة ، هل تدرون : ممَّ ذاك ؟ يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد ، فيُبْصِرُهم الناظر ، ويسمَعُهم الداعي ، وتدنو منهم الشمس ، فيبلغ الناس من الغمِّ والكرب ما لا يُطيقون ولا يحتملون ، فيقول الناس : ألا ترون إلى ما أنتم فيه ، إلى ما بلغكم ، ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم ؟ فيقول بعض الناس لبعض : أبوكم آدم ، فيأتونه ، فيقولون : يا آدم ، أنت أبو البشر ، خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأمر الملائكة فسجدوا لك ، وأسكنك الجنة ، ألا تشفعُ لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه وما بَلَغنَا ؟ فقال : إن ربي غَضِبَ اليومَ غضباً لم يغْضب قبله مثله ، ولا يغضب بعده مثله ، وإنه نهاني عن الشجرة ، فعصيتُ ، نفسي ، نفسي ، نفسي ، اذهبُوا إلى غيري ، اذهبوا إلى نوح ، فيأتون نوحاً ، فيقولون : يا نوح ، أنتَ أولُ الرسل إلى أهل الأرض ، وقد سمّاك الله عبداً شكوراً ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى إلى ما بلغنا ؟ ألا تشفعُ لنا عند ربك ؟ فيقول : إن ربي غضب اليوم غضباً -[483]- لم يغضب مثله ، ولن يغضَب بعده مثله ، وإنَّه قد كان لي دعوةٌ دعوتُ بها على قومي ، نفسي ، نفسي ، نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى إبراهيم ، فيأتون إبراهيم فيقولون : أنت نبيُّ الله ، وخليله من أهلِ الأرض ، اشفع لنا إلى ربِّك ، أما ترى إلى ما نحن فيه ؟ فيقول لهم : إنَّ ربي قد غضبَ اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وإني كنتُ كذبتُ ثلاث كَذَبات ... فذكرها - نفسي ، نفسي ، نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى موسى ، فيأتون موسى فيقولون : أنت رسول الله ، فضّلك برسالاته وبكلامه على الناس ، اشفع لنا إلى ربك ، أما ترى إلى ما نحن فيه ؟ فيقول : إن ربي قد غضبَ اليومَ غضباً لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضبَ بعده مثله ، وإني قد قتَلْتُ نفْساً لم أُومَرْ بقتلها ، نفسي ، نفسي ، نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى عيسى ، فيأتون عيسى ، فيقولون : يا عيسى ، أنتَ رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم ، وروح منه ، وكلمتَ الناس في المهد ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ فيقول عيسى ، إن ربي قد غضبَ اليومَ غضباً لم يغضبْ قبله مثله ، ولن يغضبَ بعده مثله ، ولم يذكُر ذنباً ، نفسي ، نفسي ، نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى محمد ، فيأتون محمداً - صلى الله عليه وسلم- وفي رواية : فيأتوني - فيقولون : يا محمد ، أنت رسولُ الله وخاتم الأنبياء ، قد غفر الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخر ، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ فأنطلقُ ، فآتي -[484]- تحت العرش ، فأقَعُ ساجداً لربّي ، ثم يفتح الله عليَّ من محامده وحُسنِ الثناء عليه شيئاً لم يفتحه على أحدٍ قبلي ، ثم يقال : يا محمد ، ارفع رأسَك ، سلْ تعطه ، واشفع تُشفَّع ، فأرفعُ رأسي ، فأقول: أمتي يا رب ، أمَّتي يا ربِّ ، أمَّتي يا رب ، فيقال : يا محمد ، أدِخلْ من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنَّة ، وهم شركاءُ الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ، ثم قال : والذي نفسي بيده ، إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة ، كما بين مكة وهَجَر - أو كما بين مكةَ وبُصْرى - وفي كتاب البخاري : كما بين مكة وحمير» .
وفي رواية : قال : «وُضِعتْ بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قصعة من ثريد ولحم ، فتناول الذراع - وكانت أحبَّ الشاة إليه - فنهس نهسة ، فقال : أنا سيِّدُ الناس يوم القيامة ، ثم نهسَ أخرى ، فقال : أنا سيد الناس يوم القيامة ، فلما رأى أصحابَه لا يسألونه ، قال : ألا تقولون : كيفه ؟ قالوا : كَيْفه يا رسول الله ؟ قال : يقوم الناسُ لرب العالمين ... وساق الحديث بمعنى ما تقدَّم ، وزاد في قصة إبراهيم ، فقال : وذكر قوله في الكوكب : هذا ربي وقوله لآلهتهم : بل فعله كبيرهم هذا ، وقوله : إني سقيم ، وقال : والذي نفس محمد بيده ، إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة إلى عِضادتي الباب لكما بين مكة وهَجر ، أو هَجَر ومكة ، لا أدري أيَّ ذلك قال» أخرجه البخاري ومسلم والترمذي ، إلا أن في كتاب مسلم «نفسي نفسي» مرتين في قول كل نبي -[485]- والحميديُّ ذكر كما نقلناه ، وفي رواية الترمذي «نفسي ، نفسي ، نفسي» ثلاثاً في الجميع (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فنهس) النهس : أخذ اللحم بمقدَّم الأسنان .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 264 و 265 في الأنبياء ، باب قول الله عز وجل : {ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه} ، وباب قول الله تعالى : {واتخذ الله إبراهيم خليلا} ، وفي تفسير سورة بني إسرائيل ، باب {ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبداً شكوراً} ، ومسلم رقم (194) في الإيمان ، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها ، والترمذي رقم (2436) في صفة القيامة ، باب ما جاء في الشفاعة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (2/31) قال :حدثنا أبو النضر.قال :حدثنا حدثنا أبوعقيل أبي (2/435) قال:حدثنا يحيى بن سعيد.والبخاري (4/163) قال :حدثني إسحاق بن نصر ،قال :حدثنا محمد بن بن عبيد.وفي (4/172) قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن نصر.قال :حدثنا أبو أسامة. وفي (6/105) قال :حدثنا محمد بن مقاتل.قال : أخبرنا عبد الله.ومسلم (1/127) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير.واتفقنا في سياق الحديث إلا ما يزيد أحدهما من الحرف بعد الحرف.قالا :حدثنا محمد بن بشر.وابن ماجة (3307) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.قال :حدثنا محمد بن بشر العبدي (ح) وحدثنا علي بن محمد.قال :حدثنا محمد بن فضيل.والترمذي (1837) وفي الشمائل (167) قال:حدثنا واصل بن عبد الأعلى.قال :حدثنا محمد بن فضيل.وفي (2434) قال أخبرنا عبد الله بن المبارك. والنسائي - في الكبرى (تحفة الأشراف) (10/14927) عن واصل بن عبد الأعلى ، عن محمد بن فضيل (ح) وعن يعقوب بن إبراهبم الدورقي ، عن يحيى بن سعيد.
سبعتهم - أبوعقيل ، عبد الله بن عقيل ، ويحيى بن سعيد ، ومحمد بن عبيد،وأبو أسامة ،حماد بن أسامة ، وعبد بن المبارك ، ومحمد بن بشر ،ومحمد بن فضيل - عن أبي حيان التيمي.
2- وأخرجه مسلم (1/129) قال :حدثني زهير بن حرب.قال :حدثنا جرير.عن عمارة بن القعقاع.
كلاهما - أبو حيان ، وعمارة - عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير ، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة ، وأثبتنا لفظ مسلم (1/127) .
فنهس : النهس : أخذ اللحم بمقدم الأسنان.

8017 - (م) حذيفة بن اليمان ، وأبو هريرة - رضي الله عنهما - قالا : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «يجمع الله تبارك وتعالى الناس ، فيقوم المؤمنون حتى تُزلَف لهم الجنة ، فيأتون آدمَ ، فيقولون : يا أبانا ، استفتح لنا الجنةَ ، فيقول : وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئةُ أبيكم ؟ لست بصاحب ذلك ، اذهبوا إلى ابني إبراهيم خليل الله ، قال : فيقول إبراهيم : لست بصاحب ذلك ، إنما كنت خليلاً من وراءَ وراءَ ، اعمدُوا إلى موسى الذي كلمه تكليماً ، قال : فيأتون موسى ، فيقول : لست بصاحب ذلك ، اذهبوا إلى عيسى كلمة الله وروحه ، فيقول عيسى : لست بصاحب ذلك ، فيأتون محمداً - صلى الله عليه وسلم- ، فيقوم فيؤذن له ، وترسلُ الأمانةُ والرحم ، فتقومان جَنْبتي الصراط يميناً وشمالاً ، فيمرُّ أولُكم كالبرق ، قال : قلتُ بأبي وأمي ، أيُّ شيء كالبرق ، قال : ألم تروا -[486]- إلى البرق كيف يمرُّ ويرجع في طرفة عين ؟ ثم كمرِّ الريح ، ثم كمرِّ الطير ، وشدِّ الرِّجال ، تجري بهم أعمالهم ، ونبيُّكم قائم على الصراط ، يقول : ربِّ سلّم سَلّم ، حتى تعجِز أعمال العباد ، حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفاً ، قال : وفي حافَّتي الصراط كلاليبُ معلَّقة مأمورة ، تأخذُ من أُمِرَتْ به ، فمخدوشٌ ناجٍ ، ومَكْدُوس (1) في النار ، والذي نفسُ أبي هريرة بيده ، إن قعْر جهنَّم لسبعين (2) خريفاً» أخرجه مسلم (3) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(تزلف) أي : تقرب وتدنى .
(كشدِّ) الشدُّ : العَدْو .
__________
(1) وفي بعض النسخ : ومكردس .
(2) وفي بعض النسخ : لسبعون ، وكلاهما صحيح ، وانظر ما قاله النووي في " شرح مسلم " .
(3) رقم (195) في الإيمان ، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم (1/129) قال:حدثنا محمد بن طريف بن خليفة البجلي.قال :حدثنا محمد بن فضيل ،قال :حدثنا أبو مالك الأشجعي ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة (ح) ومالك ، عن ربعي ، عن حذيفة ،فذكره.
تزلف: أي : تقرب وتدني.
كشد : الشد :العدو.

8018 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أنا سيدُ ولدِ آدم يومَ القيامة ، ولا فخر ، وبيدي لواء الحمد ولا فخر ، وما من نبي يومئذ - آدمُ فمن سواه - إلا تحت لوائي ، وأنا أول من تنشقُّ عنه الأرض ولا فخر ، قال : فيفزع الناس ثلاث فزعات ، فيأتون آدم ، فيقولون : أنت أبونا آدم ، فاشفع لنا إلى ربك ، فيقول : إني أذنبتُ ذنباً فأُهبِطتُ به إلى الأرض ، ولكن ائتوا نوحاً ، فيأتون نوحاً ، فيقول : إني -[487]- دعوتُ على أهل الأرض دعوة فأُهلِكُوا ، ولكن اذهبوا إلى إبراهيم ، فيأتون إبراهيم ، فيقول : إني كذبتُ ثلاث كذبات ، ثم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: ما منها كذبة إلا ماحلَ بها عن دين الله ، ولكن ائتوا موسى ، فيأتون موسى ، فيقول : قد قتلت نفْساً ، ولكن ائتوا عيسى ، فيأتون عيسى ، فيقول : إني عُبِدْتُ من دون الله ، ولكن ائتوا محمداً - صلى الله عليه وسلم- ، فيأتوني ، فأنطلق معهم . قال ابن جُدْعان : قال أنس : فكأني أنظر إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، قال : فآخُذُ بِحلْقِة باب الجنة ، فأُقَعْقِعها ، فيقال : مَن هذا ؟ فيقال : محمد ، فيفتحون لي ويرَحبّون ، فيقولون : مرحباً ، فأخِرُّ ساجداً ، فيُلهِمُني الله من الثناء والحمد ، فيقال لي : ارفع رأسك ، سلْ تُعْطَ ، واشفع تُشَفَّع ، وقل يُسمَع لقولك ، وهو المقام المحمود الذي قال الله تعالى : {عسى أن يبعثكَ ربُّك مقاماً محموداً} [الإسراء : 79]» قال سفيان : ليس عن أنس إلا هذه الكلمة «فآخذُ بحلقة باب الجنة فأُقعْقِعُها» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فيفزَع) فزِعتُ إلى فلان : إذا لجأتَ إليه ، واعتمدتَ عليه .
(ماحَلَ) المماحلة : المخاصمة والمجادلة .
__________
(1) رقم (3147) في التفسير ، سورة بني إسرائيل ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/2) قال :حدثنا هشيم.وابن ماجة (4308) قال :مجاهد بن موسى ، وأبو إسحاق الهروي إبراهيم بن عبد الله بن حاتم ،قالا :حدثنا هشيم ،والترمذي (3148 /3615) قال :حدثنا ابن أبي عمر،قال :حدثنا سفيان.
كلاهما - هشيم ، وسفيان - عن علي بن زيد بن جدعان ، عن أبي نضرة ، فذكره.
* رواية هشيم ،والترمذي (3615) مختصرة علي أوله.
فيفزع : فزعت إلى فلان :إذا لجأت إليه ، واعتمدت عليه.
ماحل : المماحلة : المخاصمة والمجادلة.

8019 - (م) يزيد بن صهيب الفقير (1) قال : «كنتُ قد شَغَفَني رأي من رأي الخوارج ، فخرجنا في عِصابة ذوي عدد - نريد أن نحج - ثم نخرج على الناس ، قال : فمررنا على المدينة ، فإذا جابر بن عبد الله جالسٌ إلى سارية يحدِّثُ عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ، وإذا هو قد ذكر الجهنَّمِيِّين ، فقلت : يا صاحب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ما هذا الذي تحدِّثوننا ؟ والله يقول : {ربَّنا إنَّك مَنْ تُدْخِلِ النارَ فقد أخزيتَه} [آل عمران : 192] و {كُلَّمَا أَرادوا أن يَخْرُجوا منها أُعِيدُوا فيها} [السجدة : 20] فما هذا الذي تقولون ؟ قال : أتقرأ القرآن ؟ قلتُ : نعم ، قال : فاقرأ ما قبله ، إنه في الكفار ، ثم قال : فهل سمعتَ بمقام محمد الذي يبعثه الله فيه ؟ قلت : نعم ، قال : فإنه مقام محمد - صلى الله عليه وسلم- المحمود الذي يُخرِج الله به مَن يُخرِج ، قال : ثم نَعَت وَضْعَ الصراط ، ومرَّ الناس عليه ، قال : وأخاف أن لا أكونَ أحفظ ذاك ، قال : غيرَ أنه قد زعم أن قوماً يَخْرُجون من النار بعد أن يكونوا فيها ، قال - يعني - فيخرجون كأنهم عِيدانُ السَّماسِم ، قال : فيدخلون نهراً من أنهار الجنة ، فيغتسلون فيه ، فيخرجون كأنهم القراطيسُ ، فرجعنا ، قلنا : ويحكم أترون هذا الشيخ يكذب على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- ؟ فرجعنا ، فلا والله ما خرج غيرُ رجلٍ واحد - أو كما قال» أخرجه مسلم ، إلا قوله : «فاقرأ ما قبله إنه في -[489]- الكفار» فإنه فيما ذكره رزين (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شغفني) أي : دخل شغاف قلبي ، وهو غلاف القلب .
(عيدان السماسم) السماسم : جمع سمسم ، وعيدانه تراها إذا قلعت وتركت ليؤخذَ حبُّها سُوداً دِقاقاً كأنها محترقة ، فشبَّه هؤلاء الذين يخرجون من النار بها .
__________
(1) أبو عثمان الكوفي ، كان يشكو فقار ظهره .
(2) رواه مسلم رقم (191) في الإيمان ، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم (1/123) قال :حدثنا حجاج بن الشاعر قال :حدثنا الفضل بن دكين.قال :حدثنا أبوعاصم - يعني محمد بن أبي أيوب - قال :حدثني يزيد الفقير ،فذكره.

8020 - (م) أبو الزبير - رضي الله عنه - سمع جابراً يُسأَل عن الورود ؟ فقال : «نجيء نحن يوم القيامة عن كذا وكذا ، انظُرْ - أي ذلك فوق الناس (1) - قال : فتُدعى الأُمم بأوثانها وما كانت تعبد : الأولُ فالأولُ ، ثم يأتينا رَبُّنا بعد ذلك ، فيقول : من تنظرون ؟ فنقول : ننظر ربَّنا ، فيقول : أنا ربُّكم ، فيقولون : حتى ننظر إليك ، فيتجلَّى لهم يضحك ، قال : فينطلق بهم ، ويتَّبعونه ، ويُعطَى كلُّ إنسان منهم - منافق أو مؤمن - نوراً ، ثم يتَّبعونه ، وعلى جِسْرِ جهنم كلاليبُ وحَسَك ، تأخذ من شاء الله ، ثم يُطفَأُ نورُ المنافقين ، ثم ينجو المؤمنون ، فتنجو أول زمرة ، وجوهُهم كالقمر ليلةَ البدر ، سبعون ألفاً ، لا يُحاسَبُونَ ، ثم الذين يَلُونَهم كأضوإ نجم في السماء ، ثم كذلك ، ثم تحلُّ الشفاعة ، ويشفعون حتى يخرج من النار من قال : لا إله إلا الله ، وكان -[490]- في قلبه من الخير ما يَزِن شعيرة ، فيُجعلون بفناء الجنة ، ويجْعل أهل الجنة يَرُشُّون عليهم الماء ، حتى ينبُتوا نبات الشيء في السَّيل ، ويذْهَبُ حُرَاقُهُ ، ثم يسألُ حتى تُجعَلَ له الدنيا وعشرةُ أمثالها معها» أخرجه مسلم (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حُرَاقُهُ) الحُرَاقةُ : الموضع المحترق من الجسم .
__________
(1) هنا تصحيف وتغيير ، صوابه : نجيء يوم القيامة على كوم ، أي : يحشر الناس على تل ، وأمة محمد على تل ، فيرقى محمد صلى الله عليه وسلم وأمته كوم فوق الناس ، وانظر " شرح مسلم " للنووي .
(2) رقم (191) في الإيمان ، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/345) قال :حدثنا موسى بن داود قال :حدثنا ابن لهيعة وفي (3/383) قال:حدثنا روح بن عبادة ، قال:حدثنا ابن جريج..
كلاهما - ابن لهيعة وبن جريج - عن أبي الزبير ،فذكره.
* أخرجه مسلم (1/122) قال :حدثني عبيد الله بن سعيد وإسحاق بن منصور.
كلاهما - عن روح ، قال عبيد الله حدثنا روح بن عبادة القيسي ، قال :حدثنا ابن جريج قال : أخبرني أبو الزبير ، أنه سمع جابر بن عبد الله بن يسأل عن الورود ،فذكره موفوفا.

الفصل السادس : في أحاديث مُفْرَدة ، تتعلَّق بالقيامة
8021 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «يُؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة ، فيصْبَغ في النار صبغة ، ثم يقال : يا ابن آدم ، هل رأيتَ خيراً قط ؟ هل مرَّ بك من نعيم قط ؟ فيقول : لا والله يا رب ، ويُؤتى بأشد الناس بؤساً من أهل الجنة ، فيصبَغُ صَبْغَة في الجنة ، فيقال له : يا ابنَ آدمَ ، هل رأيتَ بؤساً قط ؟ هل مرَّ بك مِن شدَّة قط ؟ فيقول : لا والله يا رب ، ما مرَّ بي بُؤس قط ، ولا رأيتُ شدِّة قط» أخرجه مسلم (1) . -[491]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(فيُصبَغ) أي : يُغمس في النار أو الجنة غمسةً ، كأنه يدخل إليها إدخالةً واحدة .
__________
(1) رقم (2807) في المنافقين ، باب صبغ أنعم أهل الدنيا في النار ، صبغ أشدهم بؤساً في الجنة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/203) قال:حدثنا يزيد بن هارون.وفي (3/253) حدثنا عفان.وعبد بن حميد (1313) قال :حدثنا حجاج بن منهال ومسلم (8/135) قال :حدثنا عمرو الناقد ، قال :حدثنا يزيد بن هارون.
ثلاثتهم - يزيد ، وعفان ، وحجاج - عن حماد بن سلمة ، عن ثابت ، فذكره.
حراقة : الحراقة : الموضع المحترق من الجسم.

8022 - (خ م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «يقول الله تعالى لأهون أهلِ النار عذاباً : لو كانت لك الدنيا كلُّها ، أكنتَ مُفتَدِياً بها؟ فيقول : نعم ، فيقول : قد أردتُ مِنكَ أيْسَرَ مِن هذا ، وأنت في صُلْب آدمَ : أن لا تُشْرِكَ بي ولا أُدخلُكَ النَّارَ ، وأُدخِلُكَ الجنة ، فأبيتَ إلا الشركَ» أخرجه مسلم .
وفي رواية له وللبخاري قال : «يُجاءُ بالكافر يوم القيامة ، فيقال له : أرأيتَ لو كان لك مِلءُ الأرضِ ذَهباً ، أكنُتَ تفتدي به ؟ فيقول : نعم ، فيقال له : لقد كنت سئلت ما هو أيسر من ذلك : أن لا تشرِكَ بي» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 367 في الرقاق ، باب صفة الجنة والنار ، وباب من نوقش الحساب عذب ، وفي الأنبياء ، باب خلق آدم صلوات الله عليه وذريته ، ومسلم رقم (2805) في المنافقين ، باب طلب الكافر الفداء بملء الأرض ذهباً .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/127) قال :حدثنا حجاج.وفي (3/129) قال:حدثنا محمد بن جعفر.والبخاري (4/162) قال :حدثنا قيس بن حفص ،قال حدثنا خالد بن الحارث وفي (8/143) قال: حدثني محمد بن بشار ،قال :حدثنا غندر،ومسلم (8/134) قال :حدثني عبيد الله بن معاذ العنبري،قال :حدثنا أبي.وفي (8/134) قال :حدثناه ابن بشار ،قال :حدثنا محمد بن جعفر.
أربعتهم - حجاج ،وابن جعفر ، وخالد ،ومعاذ - عن شعبة ، عن أبي عمران ، فذكره.

8023 - (خ م) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «إذا صار أهلُ الجنة إلى الجنة ، وأهلُ النار إلى النار : جيء بالموت ، حتى يُجْعَلَ بين الجنة والنار ، فيُذبحَ ، ثم يُنادِي منادٍ : يا أهلَ -[492]- الجنة لا موت ، يا أهل النار لا موت ، فيزداد أهلُ الجنة فرحاً إلى فرحهم ، وأهلُ النار حزْناً إلى حزْنِهم» .
وفي رواية : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «يُدْخِل الله أهلَ الجنةِ الجنةَ ، وأهلَ النارِ النارَ، ثم يقوم مؤذِّن بينهم ، فيقول : يا أهل الجنة لا موت ، ويا أهلَ النار لا موت ، كلٌّ خالدٌ فيما هو فيه» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 361 و 362 في الرقاق ، باب صفة الجنة والنار ، وباب يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب ، ومسلم رقم (2850) في الجنة ، باب النار يدخلها الجبارون .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/130) (6138) قال:حدثنا يعقوب. (ح) وحدثناه سعد وعبد بن حميد (761) قال :حدثني يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري ،والبخاري (8/9141 قال :حدثنا علي بن عبد الله، قال:حدثنا يعقوب بن إبراهيم.ومسلم (8/153) قال :حدثنا زهير بن حرب ، والحسن بن علي الحلواني ،وعبد بن حميد ، قال عبد : أخبرني ،وقال الآخران : حدثنا يعقوب ، وهو بن إبراهيم بن سعد.
كلاهما -يعقوب بن إبراهيم ،وسعد بن إبراهيم بن سعد - عن أبيهما إبراهيم بن سعد ، عن صالح بن كيسان ،قال :حدثنا نافع ، فذكره.

8024 - (خ م ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «يُؤتَى بالموت كهيئةِ كبْش أملَح ، فينادي منادٍ : يا أهلَ الجنة ، فيَشرئبُّون وينظرون ، فيقول لهم : هل تعرفون هذا ؟ فيقولون : نعم ، هذا الموت ، وكلُّهم قد رآه ، ثم ينادي مُنادٍ : يا أهل النار ، فيشرئبُّون وينظرون ، فيقول لهم : هل تعرفون هذا ؟ فيقولون : نعم هذا الموت ، وكلُّهم قد رآه ، فيذْبَحُ بين الجنَّة والنار ، ثم يقول : يا أهلَ الجنة خلود فلا موت ، ويا أهل النار خلود فلا موت ، ثم قرأ : {وأنذرهم يوم الحسرة إذ قُضِيَ الأمر وهم في غَفْلَةٍ وهم لا يؤمِنون} [مريم : 39] وأشار بيده إلى الدنيا» أخرجه البخاري ومسلم .
وأخرجه الترمذي قال : «إذا كان يوم القيامة أُتي بالموت كالكبش -[493]- الأملح ، فيُوقَفُ بين الجنة والنار ، فيذبح وهم ينظرون ، فلو أنَّ أحداً مات فرحاً لمات أهلُ الجنة ، ولو أنَّ أحداً مات حُزْناً لمات أهلُ النار» وأخرجه أيضاً نحو الرواية الأولى ، وذكر في آخره مثل ما ذكر في روايته المختصرة (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كبش أملح) الأملح : المختلط البياض والسواد ، وقوله : " فيذبح " شبَّه اليأس من مفارقة الحالتين في الجنة والنار والخلود فيهما بحيوانٍ يذبح فيموت ، فلا يبقى يرجى له حياة ولا وجود ، وكذلك حال أهل الجنة والنار بعد الاستقرار فيهما وإخراج من يخرجه الله من النار في اليأس من مفارقة حالتيهما وانقطاع الرجاء من زوالها (*) .
(فيشرئبُّون) اشرأبَّ إلى الشيء : إذا تطلع ينظر إليه ، ومالت نحوه نفسه .
__________
(1) رواه البخاري 8 / 325 في تفسير سورة مريم ، باب قوله تعالى : {وأنذرهم يوم الحسرة} ، ومسلم رقم (2849) في الجنة ، باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء ، والترمذي رقم (2561) في الجنة ، باب ما جاء في خلود أهل الجنة وأهل النار .

(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة : قال ابن القيم :
"وهذا الكبش والإضجاع والذبح ومعاينة الفريقين ذلك حقيقة لا خيال ولا تمثيل كما أخطأ فيه بعض الناس خطأ قبيحاً ، وقال الموت عرَض ، والعرَض لا يتجسَّم فضلاً عن أن يذبح .
وهذا لا يصح ؛ فإن الله سبحانه ينشئ من الموت صورة كبش يذبح ، كما ينشئ من الأعمال صوراً معاينة يثاب بها ويعاقب ، والله تعالى ينشئ من الأعراض أجساماً تكون الأعراض مادة لها ، وينشئ من الأجسام أعراضاً ، كما ينشئ سبحانه وتعالى من الأعراض أعراضاً ، ومن الأجسام أجساماً ، فالأقسام الأربعة ممكنة مقدورة للرب تعالى ، ولا يستلزم جمعاً بين النقيضين ، ولا شيئاً من المحال ، ولا حاجة إلى تكلف من قال إن الذبح لملك الموت ، فهذا كله من الاستدراك الفاسد على الله ورسوله والتأويل الباطل الذي لا يوجبه عقل و لا نقل و سببه قله الفهم لمراد الرسول صلى الله عليه وسلم من كلامه . . . " [حادي الأرواح : 437] .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/423 /93) قال :حدثنا أبومعاوية ،ومحمد بن عبيد ، وعبد بن حميد (914) قال :حدثنا أخبرنا يعلى.والبخاري (6/117) قال : حدثنا عمر بن حفص بن غياث ،قال : حدثنا أبي.ومسلم (8/152) قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ،وأبو كريب ، قالا :حدثنا أبو معاوية.وفي (8/153) قال :حدثنا عثمان بن أبي شيبة ،قال :حدثنا جرير ،والترمذي (3156) قال :حدثنا أحمد بن منيع ،قال :حدثنا النضر ،وابن فضيل - عن الأعمش ،عن أبي صالح ، فذكره.

8025 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «يقال لأهل الجنة : خلود لا موت ، ولأهل النار : خلود لا موت» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 11 / 360 في الرقاق ، باب يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/9344 قال :حدثنا قتيبة.وقال :حدثنا ليث ،عن ابن عجلان.والبخاري (8/141) قال :حدثنا أبو اليمان.قال : أخبرنا شعيب.
كلاهما- محمد بن عجلان ، وشعيب بن أبي حمزة - عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، فذكره.
* في رواية موسى بن داود ،عن ليث زاد في آخرة :قال : وذكر لي.خالد بن زيد ، أنه سمع أبا الزبير يذكر مثله ،عن جابر وعبد بن عمير إلا أنه يحدث عنهما أن ذلك بعد الشفاعات ومن يخرج من النار.

الباب الثالث : في ذِكْر الجنة والنار ، وفيه فصلان
الفصل الأول : في صفتهما ، وفيه ثلاثة فروع
الفرع الأول : في صفة الجنة ، وفيه عشرة انواع
نوع أول
8026 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «قال الله عز وجل : أعْدَدْتُ لعباديَ الصالحين مالا عين رأتْ ، ولا أذن سمعتْ ، ولا خطَر على قلب بشر ، واقرؤوا إن شئتم : {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لهم مِنْ قُرَّةِ أَعْيُن} [السجدة : 17] .
وفي رواية ، قال أبو هريرة : اقرؤوا إن شئتم : {فلا تعلم نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لهم مِنْ قُرَّةِ أَعْيُن}» . -[495]-
وفي أخرى ، قال : يقول الله عز وجل : أعددْتُ لعبادي الصالحين مالا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطرَ على قلب بَشَر ذُخْراً ، بَله ما أطلعكم عليه ، ثم قرأ : {فلا تعلم نَفْسٌ ما أُخفي لهم من قُرَّةِ أعين} .
وفي رواية : «من قُرَّات أعين» (1) أخرجه البخاري ومسلم ، وللبخاري إلى قوله: «على قلب بشر» ، ولمسلم نحو الثالثة ، ولم يذكر الآية ، وقال : «بَلْهَ أطلعكم الله عليه» .
وأخرج الترمذي الأولى ، وله في أخرى زيادة «وفي الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها ، واقرؤوا إن شئتم {وظِلٍّ مَمْدُودٍ} [الواقعة : 30] وموضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها ، واقرؤوا إن شئتم {فمن زُحْزِحَ عَنِ النَّار وأُدْخِلَ الجنة فقد فاز وما الحياةُ الدنيا إلا متاعُ الغرور} [آل عمران : 185]» وهذه الزيادة قد أخرجها البخاري ومسلم مفردة ، وسترِدُ في هذا الفرع ، وقد أفردها الترمذي ، وستِرد إن -[496]- شاء الله (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(بَلْهَ ما أطلعكم عليه) بَلْه : من أسماء الأفعال ، كرويد ، ومَهْ ، وصَهْ ، يقال : بَلْهَ زيداً - بمعنى : دعه واتركه ، وقد توضع موضع المصدر ، فيقال : بَلْهَ زيدٍ ، كأنه قال : تَرْكَ زيد ، وقوله : «ما أطلعكم عليه» يجوز نصبه وجره على اختلاف التقديرين .
__________
(1) قال البخاري تعليقاً : وقال أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح : قرأ أبو هريرة : قرات أعين ، قال الحافظ في " الفتح " : وصله أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب " فضائل القرآن " له عن أبي معاوية بهذا الإسناد مثله سواء ، وقال ابن الجوزي في " زاد المسير " 6 / 340 : وقرأ أبو الدرداء ، وأبو هريرة ، وأبو عبد الرحمن السلمي ، والشعبي ، وقتادة : قرات أعين ، وقال الحافظ في " الفتح " 8 / 396 : وقال أبو عبيد : ورأيتها في المصحف الذي يقال له : الإمام " قرة " بالهاء على الوحدة ، وهي قراءة أهل الأمصار .
(2) رواه البخاري 6 /230 في بدء الخلق ، باب ما جاء في صفة الجنة ، وفي تفسير سورة السجدة ، باب {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم} ، وفي التوحيد ، باب قوله تعالى : {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، ومسلم رقم (2824) في الجنة في فاتحته ، والترمذي رقم (3195) في التفسير ، باب ومن سورة السجدة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/466) قال :حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.قال حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا معاوية بن عمرو.قال :حدثنا زائدة.وفي (2/495) قال :حدثنا بن نمير ،والبخاري (6/145) قال :حدثني إسحاق بن نصر ،قال :حدثنا أبو أسامة.ومسلم (8/143) قال:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وأبو كريب.قالا :حدثنا معاوية. (ح) وحدثنا ابن نمير.قال :حدثنا أبي ، وابن ماجة (4328) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.قال :حدثنا أبو معاوية.
خمستهم - سفيان الثوري ، وزائدة بن قدامة ،وعبد الله بن نمير ،وأبو أسامة حماد بن أسامة ، وأبو معاوية محمد بن خازم - عن الأعمش ، عن أبي صالح ، فذكره.
* صرح الأعمش بالسماع في رواية أبي أسامة عند البخاري (6/145) وفي التي أثبتناها.
والرواية الأخرى :
أخرجه الحميدي (1133) قال :حدثنا سفيان.والبخاري - (4/143) قال :حدثنا الحميدي ، قال :حدثنا سفيان.وفي (6/145) قال:حدثنا علي بن عبد الله بن قال :حدثنا سفيان.ومسلم (8/143) قال :حدثنا سعيد بن عمرو بن الأشعثي ،وزهير بن حرب.قال :حدثنا.وقال سعيد: أخبرنا سفيان (ح) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي.قال :حدثنا ابن وهب ،قال :حدثني مالك والترمذي (3197) قال :حدثنا بن أبي عمر.قال :حدثنا سفيان.
كلاهما - سفيان بن عيينة ، ومالك بن أنس - عن أبي الهناد ، عن الأعرج ، فذكره.

8027 - (خ) سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال : «شَهِدْتُ مِنْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مَجْلساً وصفَ فيه الجنة ، حتى انتهى ، ثم قال في آخر حديثه : فيها ما لا عين رأتْ ولا أذن سَمِعتْ ، ولا خطر على قلب بشر ، ثم اقترأ هاتين الآيتين {تَتَجافى جنوبُهم عن المضاجع يَدْعُون ربَّهم خوفاً وطَمَعاً ومِمّا رزقناهم ينفقون . فلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أعْيُنٍ جزاءً بما كانوا يعملون} [السجدة : 16 و 17]» .
قال أبو صخر حُميد بن زياد : فأخبرتُ بها محمدَ بنَ كعب القرظَّي ، فقال : أبو حازم حدَّثَك بهذا ؟ قلتُ : نعم ، قال : إن ثمَّ لكيساً كثيراً ، -[497]- إنهم أخفَوْا لله عمَلاً ، فأخفى الله لهم ثواباً ، ولو قدِمُوا عليه أقرَّ تلكَ الأعينَ . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) كذا في الأصل والمطبوع : أخرجه البخاري ، ولم نجده عند البخاري من حديث سهل بن سعد وذكره الشيخ عبد الغني النابلسي ، وفي " ذخائر المواريث " ونسبه لمسلم فقط ، وهو عند مسلم إلى قوله : {بما كانوا يعملون} ، رقم (2825) في الجنة في فاتحته ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 334 ، ورواه بالزيادة الحاكم في " المستدرك " 2 / 413 و 414 وصححه ، ووافقه الذهبي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/334) قال :حدثنا هارون بن معروف ،قال : عبد الله بن أحمد بن حنبل : وسمعته أنا من هارون بن معروف - قال : أخبرنا ابن وهب ،قال :حدثني أبو صخر.وعبد بن حميد (463) قال :حدثني زيد بن حباب ،قال :حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي.ومسلم (8/43) قال :حدثنا هارون بن معروف ،وهارون بن سعيد الأيلي ، قالا :حدثنا ابن وهب ،قال :حدثني أبو صخر.
كلاهما أبو صخر حميد بن زياد ، وسعيد بن عبد الرحمن - عن أبي حازم فذكره.

نوع ثان
8028 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قلتُ : «يا رسول الله ممَّ خلقَ الخلقُ ؟ قال : من الماء ، قلتُ : الجنةُ ما بناؤها ؟ قال : لبنة [من] فِضَّة ولبنَة [من] ذَهب ، ومِلاطُها المِسْكُ الأذْفر ، وحَصباؤها اللؤلؤ والياقوت ، وترْبتُها الزعفران ، مَن يدخلها يَنْعَمْ ولا يبأس ، ويخلُد ولا يموت ، ولا تبْلَى ثيابُهم ، ولا يفْنى شبابُهُم ، ثم قال : ثلاثةَ لا تُرد دعوتهم : الإمامُ العادلُ ، والصائم حين يفطِرُ ، ودَعْوَة المظلوم يرفعها فوْقَ الغمام ، وتُفْتَحُ لها أبوابُ السماء ، ويقول الله تعالى : وعِزَّتي لأنْصُرنَّك ولو بعد حين» .
هذا الحديث أخرجه الترمذي (1) ، وله أول في معنى آخر ، والحديث بطوله مذكور في «كتاب المواعظ» من «حرف الميم» .
-[498]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وملاطها) الملاط : الطين يجعل بين ساقتي البناء ، يملط به الحائط أي : يصلح .
(يَبْأس) بئس يبأس : إذا افتقر واشتدت حاجته فهو بائس .
(الأذفر) مسك أذفر : إذا كان طيب الريح ، والذفر : يقال في الطيِّب والكريه .
__________
(1) رقم (2528) في صفة الجنة ، باب ما جاء في صفة الجنة ونعيمها ، وفي سنده جهالة وانقطاع ، ولكن له طرق وشواهد يقوى بها ، وهو مشتمل على عدة أحاديث ، فمن أوله إلى قوله : " ولا يفنى شبابهم " رواه أحمد ، والدارمي ، وابن حبان في " صحيحه " ، والطبراني في الأوسط ، ورواه مسلم بلفظ " من يدخل الجنة ينعم ، لا يبأس ، لا تبلى ثيابه ، ولا يفنى شبابه " . والفقرة الأخيرة " ثلاثة لا ترد دعوتهم ... " إلى آخره ، رواه أحمد وابن ماجة والترمذي أيضاً في الدعوات وغيرهم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الحميدي (1150) قال :حدثنا سفيان.وأحمد (2/304) قال : حدثنا أبوكامل وأبو النضر،قالا :حدثنا زهير.وفي (2/305) قال حدثنا حسن أبو موسى.قال حدثنا زهير.وفي (2/443و445و447) قال :حدثنا وكيع ،قال :حدثنا سعدان الجهني ،عبد بن حميد (1420) قال حدثنا سليمان بن داود ، عن زهير بن معاوية الدارمي (2824) قال : أخبرنا أبوعاصم ، عن سعدان الجهني ،وابن ماجة (1752) قال :حدثنا علي بن محمد قال :حدثنا وكيع ، عن سعدان الجهني.والترمذي (3598) قال :حدثنا أبو كريب.قال:حدثنا عبد الله بن نمير، عن سعدان القبي ، وابن خزيمة (1901) قال:حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي.قال :حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن المحاربي ،قال أخبرنا عمرو بن قيس الملائي.
أربعتهم - سفيان ،وزهير بن معاوية ، وسعدان الجهني القبي ، وعمرو بن قيس - عن سعد بن عبيد أبي مجاهد الطائي ،قال حدثني أبو المدلة ،مولى أم المؤمنين ،فذكره.
* رواية سعدان الجهني عند أحمد (2/443) مختصرة على : «الإمام العادل لا ترد دعوته» .وروايته عند أحمد (2/477) مختصرة على «الصائم لا ترد دعوته.» .
* وباقي الروايات جاءت مطولة ومختصرة.وأثبتنا رواية زهير بن معاوية عند عبد بن حميد.

8029 - (خ م ت) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «جنَّتانِ من فِضة ، آنيتُهما وما فيهما ، وجنتَّان من ذَهب ، آنيتُهما وما فيهما ، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رِداءُ الكبرياء على وجهه في جنة عدن» أخرجه البخاري ومسلم .
وفي رواية الترمذي : «إن في الجنة جنَّتين من فضة ...» وذكر الحديث (1) .
__________
(1) رواه البخاري 8 / 479 في تفسير سورة الرحمن ، باب {ومن دونهما جنتان} ، وباب {حور مقصورات في الخيام} ، وفي بدء الخلق ، باب ما جاء في صفة الجنة ، وفي التوحيد ، باب قول الله تعالى : {وجوه يومئذ ناضرة} ، ومسلم رقم (180) في الإيمان ، باب قوله عليه السلام : " إن الله لا ينام " ، والترمذي رقم (2530) في صفة الجنة ، باب ما جاء في صفة غرف الجنة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (4/411) قال :حدثنا علي بن عبد الله ،والبخاري (6/181) قال :حدثنا عبد الله بن أبي الأسود. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى وفي (9/162) قال:حدثنا علي بن عبد الله.ومسلم (1/112) قال : حدثنا نصر ابن علي الجهضمي ،وأبو غسان المسمعي ،وإسحاق بن إبراهيم ،وابن ماجة (186) قال:حدثنا : محمد بن بشار ،والترمذي (2528) قال :حدثنا محمد بن بشار ،والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9135) عن بنار (ح) عن إسحاق بن إبراهيم.
سبعتهم - علي بن عبد الله ،وعبد الله بن أبي الأسود ،ومحمد بن المثنى ،ونصر بن علي ،وأبوغسان بن مالك بن عبد الواحد ، وإسحاق بن إبراهيم ،ومحمد بن بشار بندار - عن أبي عبد الصمد عبد العزيز بن عبد الصمد.
2- وأخرجه أحمد (4/416) قال :حدثنا عبد الصمد.وعبد بن حمد (9545) قال :حدثنا أبو نعيم.والدارمي (2825) قال :حدثنا أبو نعيم.
كلاهما- عبد الصمد ، وأبو نعيم - قالا :حدثنا أبو قدامة ،والحارث بن عبيد الإيادي.
كلاهما - عبد العزيز بن عبد الصمد ، أبو قدامة - قالا :حدثنا أبو عمران الجوني ،عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس ،فذكره
* الروايات مطولة ومختصرة وأثبتنا لفظ الدارمي.

8030 - () عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «جنَّتانِ من فضة ، آنيتُهما وما فيهما ، وجنتان من ذهب ، آنيتُهما وما فيهما» أخرجه ... (1) .
__________
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله : أخرجه ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وهو بمعنى الحديث الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذه الرواية أخرجها رزين.

نوع ثالث
8031 - (خ م د) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - أن النبيَّ -[499]- صلى الله عليه وسلم- قال : «إن للمؤمِن في الجنة لَخَيْمَة مِنْ لؤلؤة واحدة مجوفة ، طولها في السماء ستون ميلاً - وفي رواية : عرضها - للمؤمن فيها أهلوُنَ ، يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضاً» أخرجه البخاري ومسلم .
وفي رواية الترمذي : «إن في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوّفة ، عرضها ستون ميلاً ، في كل زاوية منها للمؤمن أهل ، ما يرون الآخرين ، يطوف عليهم المؤمن» (1) .
وفي رواية ذكرها رزين : «إن في الجنةَ خيمَة من لؤلؤة مجوفة ، عرضها ستون ملاً ، ما فيها وَصْمٌ ولا فَصْم ، في كلِّ زاوية منها للمؤمن أهل ، ما يرون الآخرين ، يطوف عليهم المؤمن ، وجنّتان من فضة آنيتهما وما فيهما ، وجنتان من ذهب آنيتُهما وما فيهما ، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربِّهم إلا رداءُ الكبرياء على وجهه في جنة عدن» .
وفي أخرى «مجوفة طولها في السماءِ ثلاثون ميلاً» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وصم - فصم) الوصم : الصدع في العُود ونحوه ، والوصم : والعيب ، -[500]-
والفصم : كسر الشيء من غير أن تفصله .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 229 في بدء الخلق ، باب صفة الجنة ، وفي تفسير سورة الرحمن ، باب {ومن دونهما جنتان} ، وباب {حور مقصورات في الخيام} ، وفي التوحيد ، باب قوله تعالى : {وجوه يومئذ ناضرة . إلى ربها ناظرة} ، ومسلم رقم (2838) في صفة الجنة ، باب في صفة خيام الجنة ، والترمذي رقم (2530) في صفة الجنة ، باب ما جاء في صفة غرف الجنة .
(2) وهو بمعنى الأحاديث التي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
1- أخرجه أحمد (4/400) قال :حدثنا عفان وفي (4/411) قال : حدثنا يزيد بن هارون.وفي (4/419) قال :حدثنا عبد الصمد.وعفان.وعبد بن حميد (544) قال : أخبرنا بن هارون.والدارمي (2836) قال : أخبرنا يزيد بن هارون.والبخاري (4/142) قال :حدثنا حجاج بن منهال.ومسلم - (8/9148) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ،قال :حدثنا يزيد بن هارون.
أربعتهم - عفان ،ويزيد بن هارون ، وعبد الصمد ،وحجاج بن منهال - عن همام بن يحيى.
2-وأخرجه أحمد (4/411) قال :حدثنا علي بن عبد الله.والبخاري (6/.181) قال :حدثنا محمد بن المثنى.ومسلم (8./148) قال :حدثني أبو غسان المسمعي.والترمذي (2528) قال :حدثنا محمد بن بشار.والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (9136) عن بندار.
أربعتهم - علي بن عبد الله ومحمد بن المثنى ،وأبو غسان ،ومحمد بن بشار بندار - عن عبد العزيز بن عبد الصمد بن أبي عبد الصمد.
3- وأخرجه مسلم (8/148) قال :حدثنا سعد بن منصور ، عن أبي قدامة ، وهو الحارث بن عبيد.
ثلاثتهم - همام ، وعبد العزيز بن عبد الصمد ، وأبو قدامة - عن أبي عمران الجوني ،عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس ،فذكره.
* الروايات ألفاظها متقاربة.وأثبتنا رواية الحارث بن عبيد عن مسلم.

نوع رابع
8032 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «في الجنة مائةُ درجة ، ما بين كل درجتين مائةُ عام» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2531) في صفة الجنة ، باب ما جاء في صفة درجات الجنة ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/292) .والترمذي (2529) قال :حدثنا عباس العنبري.
كلاهما - أحمد بن حنبل ، وعباس العنبري - عن يزيد بن هارون ،قال : أخبرنا شريك ، عن محمد بن جحادة ، عن عطاء ،فذكره.
أخرجه أحمد (5/316) قال :حدثنا يزيد (ح) وحدثنا عفان.وفي (5/321) قال : حدثا عبد الصمد. وعبد حميد (182) قال :حدثني أبوالوليد والترمذي (1537) قال :حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن ،قال : أخبرنا يزيد بن هارون (ح) وحدثنا أحمد بن منيع ،قال :حدثنا يزيد بن هارون.
أربعتهم - يزيد ، وعفان ، وعبد الصمد ، وأبو الوليد - قالوا : حدثنا همام هو بن يحيى - قال :حدثنا زيد بن أسلم.قال:حدثنا عطاء بن يسار ،فذكره.
أخرجه أحمد (3/29) قال :حدثنا حسن.والترمذي (2532) قال :حدثنا قتيبة.
كلاهما - حسن ،وقتيبة - قالا :حدثنا ابن لهيعة ، وعن دراج ، عن أبي الهيثم، فذكره.

8033 - (ت) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «في الجنة مائة درجة ، ما بين كلِّ درجة ودرجة كما بين السماء والأرض ، والفردوس أعلاها درجة ، منها تفَجَّر أنهارُ الجنة الأربعة ، ومن فوقها يكون العرش ، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2533) في صفة الجنة ، باب ما جاء في صفة درجات الجنة ، وهو حديث صحيح ، وهو عند البخاري بأتم منه .

8034 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إنَّ في الجنة مائةَ درجة ، لو أن العالمين اجتمعوا في إحداهنَّ لوسعتْهم» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2534) في صفة الجنة ، باب ما جاء في صفة درجات الجنة ، وإسناده ضعيف ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب .

نوع خامس
8035 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-[501]- قال : «إن في الجنة شجرة يسير الراكب مائة عام في ظلها ما يقطعها ، واقرؤوا إن شئتم : {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ . وماءٍ مسْكُوب} [الواقعة : 30 ، 31]» . أخرجه الترمذي (1) .
وفي رواية ذكرها رزين : «إن في الجنة شجرة ، حُضْرُ الجواد المضَمَّرِ السريع مائة عام» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(حُضر الجواد المضمَّر) الجواد : الفرس الرائع ، وحُضْره : عَدْوه . وتضمير الفرس : تمرينه وتدمينه على الجري والسِّباق ، وقيل هو أن يشدَّ عليه سرجه ويجلَّل بالأجلّة ، ويحرك حتى يعرق ، فيذهب رَهَله ، ويقوى لحمه ويخفَّ .
__________
(1) رقم (3289) في التفسير ، باب ومن سورة الواقعة ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .
(2) وهي بمعنى الرواية التي بعدها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/235) قال :حدثنا عبد الوهاب.والبخاري (4/144) قال :حدثنا روح بن عبد المؤمن، قال :حدثنا يزيد بن زريع
كلاهما - عبد الوهاب ، ويزيد - عن سعيد بن أبي عروبة.
2-وأخرجه أحمد (3/135و164) ،وعبد بن حميد (1183) والترمذي (3293) قال : حدثنا عبد بن حميد.
كلاهما - أحمد ، وعبد - عن عبد الرزاق ،قال : أخبرنا معمر.
3- وأخرجه أحمد (3/100و185) قال :حدثنا عبد الرحمن قال :حدثنا سليم بن حيان.
4- أحمد أحمد (3/207) قال :حدثنا يونس ،قال :حدثنا شيبان.
أربعتهم - سعيد ، ومعمر ،وسليم ، وشيبان - عن قتادة ، فذكره.

8036 - (خ م) أبو حازم - رحمه الله - عن سهل بن سعد : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال «إنَّ في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائةَ عام لا يقطعها» قال : فحدَّثْتُها النعمان بن أبي عياش الزُّرَقي ، فقال : حدَّثني أبو سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم-: «إن في الجنة شجرة يسير الراكبُ الجوادَ -[502]- المضمَّرَ السريعَ مائةَ عام لا يقطعها» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 366 في الرقاق ، باب صفة الجنة والنار ، ومسلم رقم (2827) في صفة الجنة والنار، باب إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (8/142) ومسلم (8/144) ..
كلاهما - عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ،قال : أخبرنا المغيرة بن سلمة المخزومي ،قال :حدثنا وهيب ، وعن أبي حازم ، فذكره.

8037 - (خ م ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إنَّ في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمَّر السريع مائةَ عام ما يقطعها» أخرجه البخاري ومسلم متصلاً بحديث سهل بن سعد .
وأخرجه الترمذي ، وزاد : «وذلك الظِّل الممدود» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 366 في الرقاق ، باب صفة الجنة والنار ، ومسلم رقم (2828) في صفة الجنة والنار ، باب إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها ، والترمذي رقم (2526) في صفة الجنة ، باب ما جاء في صفة شجر الجنة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه البخاري (8/142) ومسلم (8/144) .
كلاهما - عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ،قال أخبرنا المغيرة بن سلمة المخزومي.قال : حدثنا وهيب ،عن أبي حازم.عن النعمان بن أبي عياش ، فذكره.
أخرجه الترمذي (2524) قال :حدثنا عباس الدوري ،قال :حدثنا عبيد الله بن موسى ،عن شيبان ،عن فراس ،عن عطية ، فذكره.

8038 - (ت) أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - قالت : سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وذكر سدرة المنتهى - قال «يسير الراكب في ظِل الفَنَن منها : مائة سنة ، أو يستظلُّ بظلِّها مائة راكب - شك يحيى - فيها فِراش الذهب ، كأن ثمرَها القِلالُ» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الفَنَن) : الغُصْن ، وجمعه أفنان .
(القِلال) جمع قُلَّة ، وهي حُبّ يسع مَزادةً من الماء .
__________
(1) رقم (2544) في صفة الجنة ، باب ما جاء في صفة ثمار الجنة ، وهو حديث حسن ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، وفي بعض النسخ : حديث حسن صحيح غريب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2541) قال :حدثنا أبو كريب قال :حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ،عن أبيه فذكره.

8039 - (ت) أبو هريرة (1) - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «ما في الجنة شجرة إلا وساقُها من ذهب» أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) في المطبوع : أبو سعيد الخدري ، وهو خطأ .
(2) رقم (2527) في صفة الجنة ، باب ما جاء في صفة شجر الجنة ، وإسناده حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2525) قال :حدثنا أبو سعيد الأشج ،قال :حدثنا زياد بن الحسن بن الفرات القزاز ،عن أبيه ،عن جده ، عن أبي حازم ،فذكره.

8040 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائةَ سنة ، واقرؤوا إن شئتم {وظِلٍّ ممدود} [الواقعة :30] ولقابُ قوس أحدكم في الجنة خير مما طلعت عليه الشمس أو تغرب» .
وفي رواية يبلغ به النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظِلِّها مائةَ عام لا يقطعها ، واقرؤوا إن شئتم : {وظِلٍّ ممدودٍ}» . أخرجه البخاري .
وفي رواية مسلم مثل الأولى إلى قوله : «سنة» ومثل الثانية إلى قوله : «يقطعها» وأخرج الترمذي إلى قوله : «سنة» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ولقاب) القابُ : القَدْر .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 232 في بدء الخلق ، باب ما جاء في صفة الجنة ، وفي تفسير سورة الواقعة ، باب {وظل ممدود} ، ومسلم رقم (2826) في صفة الجنة ، باب إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها ، والترمذي رقم (2525) في صفة الجنة ، باب ما جاء في صفة شجر الجنة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/452) قال :حدثنا حجاج ومسلم (8/144) قال :حدثنا قتيبة بن سعيد، والترمذي (2523) قال :حدثنا قتيبة.والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/14314) عن قتيبة.
كلاهما - حجاج بن محمد ،وقتيبة - عن ليث بن سعد.قال :حدثنا سعيد بن أبي سعيد المقبري ،عن أبيه، فذكره.
أخرجه أحمد (2/469) قال :حدثنا عبد الرحمن ، عن حماد ،عن محمد بن زياد ،فذكره
وعن عبد الرحمن بن أبي عمرة ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ،عن النبي.أخرجه أحمد (2/482) قال :حدثنا سريج.والبخاري (4/144) قال :حدثنا محمد بن سنن.
كلاهما - سريج بن النعمان ،ومحمد بن سنان - عن فليح بن سليمان قال :حدثنا هلال بن علي ،عن عبد الرحمن بن أبي عمرة فذكره.
وعن أبي الضحاك ،عن أزبي هريرة ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال :

نوع سادس
8041 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-[504]- قال : «لقابُ قوس في الجنة خير مما طلعتْ عليه الشمس أو تغرب» .
وقال : «لَغَدْوَة أو رَوْحةٌ في سبيل الله خير مما تطلع عليه الشمس أو تغرب» أخرجه البخاري .
وأخرج مسلم ذكر «الغدوة والروحة» في حديث ، قال : «ولَروحة في سبيل الله أو غَدوة خير من الدنيا وما فيها» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 11 في الجهاد ، باب الغدوة والروحة في سبيل الله ، ومسلم رقم (1822) في الإمارة ، باب فضل الغدوة والروحة في سبيل الله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/482) قال :حدثنا سريح ،البخاري (4/20) قال:حدثنا إبراهيم بن المنذر.قال:حدثنا محمد بن فليح.وفي (4/144) قال :حدثنا محمد بن سنان.
ثلاثتهم -سريج بن النعمان ،ومحمد بن فليح ،ومحمد بن سنان - عن فليح بن سليمان.قال :حدثنا هلال بن علي ، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة فذكره.

8042 - (ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «غَدْوَة في سبيل الله ، أو روحَة ، خيرٌ من الدنيا وما فيها ، ولَقابُ قوس أحدكم ، أو موضع قِدِّه في الجنة ، خير من الدنيا وما فيها ، ولو أنَّ امرأة من نساء أهل الجنة اطَّلعت إلى أهل الأرض لأضاءت الدنيا ، ولملأت ما بينهما ريحاً ، ولنَصيفها - يعني خمارَها - خيرٌ من الدنيا وما فيها» أخرجه الترمذي (1) .
وفي رواية لرزين قال : «لقابُ قوس أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها ، ولو أنَّ امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءتها ، ولطَمَستْ نور الشمس ، ولملأتها ريحاً ، ولَنَصيفها من رأسها خير من الدنيا -[505]- وما فيها ، وإنَّ مَن صرَعتهُ دابته في سبيل الله فمات فهو شهيد ، وكذا من أتاه سهم غَرْب فقتله ، قال الله تعالى : {ومَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إلى الله ورسوله ثم يُدْرِكْهُ الموتُ فقد وقع أجْرُهُ على الله} [النساء : 100]» .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قِدِّه) القِدُّ : السّوط ، والمعنى : لَقَدْرُ قوس أحدكم ، والموضع الذي يسع سوطه من الجنة : خيرٌ من الدنيا وما فيها .
__________
(1) رقم (1651) في فضائل الجهاد ، باب ما جاء في فضل الغدو والرواح في سبيل الله ، وقال : هذا حديث صحيح ، وهو كما قال ، ورواه بنحوه أحمد والبخاري ومسلم وغيرهم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح :
1 - أخرجه أحمد (3/141، 263) قال: حدثنا أبو النضر ، قال: حدثنا محمد بن طلحة.
2 - وأخرجه أحمد (3/141، 263) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي. والبخاري (8/145) قال: حدثنا قتيبة. والترمذي (1651) قال: حدثنا علي بن حُجر.
ثلاثتهم - سليمان، وقتيبة، وعلي- عن إسماعيل بن جعفر.
3 - وأخرجه أحمد (3/147) قال: حدثنا حُجَين، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة.
4 - وأخرجه أحمد (3/157) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: حدثنا يحيى بن أيوب.
5 - وأخرجه البخاري (4/20) قال: حدثنا مُعلَّى بن أسد، قال: حدثنا وُهيب.
6 - وأخرجه البخاري (4/20) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا معاوية بن عمرو، قال: حدثنا أبو إسحاق، هو الفزاري.
7- وأخرجه ابن ماجة (2757) قال: حدثنا نصر بن علي، ومحمد بن المثنى، قالا: حدثنا عبد الوهاب.
سبعتهم - محمد بن طلحة، وإسماعيل، وعبد العزيز، ويحيى بن أيوب، ووُهَيب، وأبو إسحاق الفزاري، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي - عن حميد ، فذكره.
رواية عبد العزيز بن أبي سلمة ، مختصرة على : «وَلو أن امرأة...» .
رواية وهيب، وعبد الوهاب ، مختصرة على : «غَدوة في سبيل الله...» الحديث.

8043 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إن موضعَ سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها ، واقرؤوا إن شئتم {فمن زُحْزِحَ عَنِ النار وأُدْخِلَ الجنَّةَ فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاعُ الغرور} أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3017) في التفسير ، باب ومن سورة آل عمران ، ورواه أيضاً الدارمي 2 / 332 و 333 ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/438) قال: حدثنا يحيى، يعني ابن سعيد، والدارمي (2823، 2831، 2841) مُقطَعا قال: أخبرنا يزيد بن هارون. وابن ماجة (4335) قال: حدثنا أبو عمر الضرير. قال: حدثنا عبد الرحمن بن عثمان. والترمذي (3013) قال: حدثنا عبد بن حميد. قال: حدثنا يزيد بن هارون وسعيد بن عامر. وفي (3292) قال: حدثنا أبو كُريب. قال: حدثنا عبدة بن سليمان وعبد الرحيم بن سليمان. والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (11/15031) عن محمد بن حاتم بن نعيم، عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك ، عن شريك.
سبعتهم - يحيى ، ويزيد، وعبد الرحمن بن عثمان، وسعيد بن عامر، وعبدة بن سليمان، وعبد الرحيم بن سليمان، وشريك بن عبد الله - عن محمد بن عمرو. قال: حدثنا أبو سلمة، فذكره.
الروايات جاءت مطولة ومختصرة.

8044 - (ت) سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لو أنَّ ما يُقِلُّ ظُفر مما في الجنة بَدَا لتَزَخْرفت له ما بين خوافِق السماوات والأرضِ ، ولو أنَّ رجلاً من أهل الجنة اطَّلعَ ، فبدا سِوارُه ، لَطَمس ضوءَ الشمس ، كما تطْمِس الشمسُ ضوْءَ النجوم» . -[506]- أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يُقِلّ) أقلّ الشيء : يُقلُّه : إذا حمله .
(لتزخرفت) الزخرفة : الزِّينة ، والزُّخرُف : الذَّهَبُ .
(خوافق) السماء : الجهات التي تخرج منها الرياح الأربع .
__________
(1) رقم (2541) في صفة الجنة ، باب ما جاء في صفة نساء أهل الجنة ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 1 / 169 و 171 من حديث ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن داود بن عامر بن أبي وقاص ، قال الترمذي : وقد روى يحيى بن أيوب هذا الحديث عن يزيد بن أبي حبيب ، وقال : عن عمر بن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/169) (1449) قال:حدثنا حسن.وفي (1/171) (1467) قال :حدثنا علي ابن إسحاق ،قال : أنبأنا عبد الله.والترمذي (2538) قال :حدثنا سويد بن نصر ،قال : أخبرنا ابن المبارك كلاهما - حسن ،وابن المبارك - عن ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ،عن داود بن عامر بن أبي وقاص ،عن أبيه ، فذكره.

8045 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إن المرأةَ من نساءِ أهلِ الجنة ليُرَى بياضُ سَاقِها مِن وراءِ سبعينَ حُلَّةَ ، حتى يُرى مخُّها ، وذلك بأن الله عز وجلَّ يقول : {كأَنَّهن اليَاقوت والمرجان} [الرحمن : 58] فأما الياقوت ، فإنه حجر لو أدخلت فيه سلكاً ثم استصفيته لأُرِيتَهُ من ورائها» أخرجه الترمذي ، وقال : وروي عن ابن مسعود ، ولم يرفعه ، وهو أصح (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2535) و (2536) و (2537) في صفة الجنة ، باب في صفة أهل الجنة ، من حديث عبيدة بن حميد عن عطاء بن السائب عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود ، ورواه أيضاً ابن حبان في " صحيحه " رقم (2632) " موارد " في صفة الجنة ، باب نساء أهل الجنة ، ورواه الترمذي من حديث أبي الأحوص عن عطاء بن السائب عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود نحوه بمعناه ولم يرفعه ، وقال : هذا أصح من حديث عبيدة بن حميد ، وهكذا روى جرير وغير واحد عن عطاء بن السائب ، ولم يرفعوه .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجة الترمذي (2633) قال :حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن ،قال :حدثنا فروة بن أبي المغراء. (ح) وحدثنا هناد.
كلاهما - فروة ،وهناد - عن عبيد بن عبيدة بن حميد ، عن عطاء بن السائب ، عن عمرو بن ميمون ، فذكره.
* أخرجه الترمذي (2534) قال :حدثنا هناد ،قال :حدثنا أبو الأحوص. (ح) وحدثنا قتيبة ،وقال :حدثنا جرير.
كلاهما - أبو الأحوص ، وجرير - عن عطاء بن السائب ،عن عمرو بن ميمون ،عن عبد الله بن مسعود،نحوه بمعناه ولم يرفعه.
* قال الترمذي : وهذا أصح يعني الوقوف - من حديث عبيدة بن حميد ، ولم يرفعه أصحاب عطاء.وهذا أصح.

نوع سابع
8046 - (ت) معاوية : هو جد بهز بن حكيم - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إن في الجنة بحْرَ العسل ، وبَحْرَ الخمر ، وبحرَ اللبن ، وبحرَ الماء ، ثم تنشق الأنهارُ بعدُ» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2574) في صفة الجنة ، باب ما جاء في صفة أنهار الجنة ، ورواه أيضاً الدارمي 2 / 337 ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/5) قال :حدثنا يزيد بن هارون.وعبد بن حميد (410) قال حدثنا علي بن عاصم.والدارمي (2839) قال : أخبرنا يزيد بن هارون والترمذي (2571) قال :حدثنا محمد بن بشار.قال:حدثنا يزيد بن هارون.
كلاهما - يزيد ، وعلي بن عاصم - عن الجريري ،عن حكيم بن معاوية القشيري ،فذكره.

8047 - (خ) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «رُفِعَتْ لي السدرة ، فإذا أربعةُ أنهار : نهران ظاهران ، ونهران باطنان ، فأما الظاهران : فالنيل والفرات ، وأما الباطنان : فنهران في الجنة ، وأُتيتُ بثلاثة أقداح : قدح فيه لبن ، وقدح فيه عسل ، وقدح فيه خمر ، فأخذتُ الذي فيه اللبنُ ، فقيل لي : أصبتَ الفطرة» . أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) كذا في الأصل : أخرجه البخاري ، وفي المطبوع : أخرجه رزين ، وقد رواه البخاري تعليقاً 10 / 63 و 64 في الأشربة ، باب شرب اللبن ، قال الحافظ في " الفتح " : وصله أبو عوانة والإسماعيلي والطبراني في " الصغير " من طريقه ، ووقع لنا بعلو في غرائب شعبة لابن منده ، ورواه مسلم بأطول من هذا رقم (164) في الإيمان ، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
وفي المطبوع أخرجه رزين وقد أخرجه البخاري تعليقا في الأشربة باب شرب اللبن ،قال الحافط في الفتح وصله أبوعوانة ،الإسماعيلي الطبراني في الصغير من طريق.

نوع ثامن
8048 - (ت) أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - قال : أتى النبيّ - صلى الله عليه وسلم- أعرابي فقال : «يا رسولَ الله ، إني أحِبُّ الخيْلَ ، أفي الجنة خيْل ؟ -[508]- قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إن أُدخِلْتَ الجنة أُتيتَ بفرس من ياقوتة ، له جناحان ، فَحُمِلتَ عليه ، ثم طار بك حيثُ شئتَ» .
قال الترمذي : سمعت محمد بن إسماعيل يقول : راوي هذا الحديث ضعيفٌ يروي المناكير عن أبي أيوب ، فلا يُتابعُ عليها (1) .
__________
(1) رواه الترمذي رقم (2547) في صفة الجنة ، باب ما جاء في صفة خيل الجنة ، وإسناده ضعيف ، وقال الترمذي : هذا حديث ليس إسناده بالقوي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2544) قال :حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي ، قال :حدثنا أبومعاوية عن واصل هو ابن السائب - عن أبي سورة ،فذكره.
* قال أبوعيسى الترمذي : هذا حديث ليس إسناده بالقوي ، ولانعرفه من حديث أبي أيوب ،إلا من هذا الوجه ،وأبو سورة هو بن أخي أيوب يضعف في الحديث ،ضعفه يحيى بن معين جدا. قال الترمذي:وسمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول : أبو سمرة هذا منكر الحديث ،يروى مناكير عن أبي أيوب لايتابع عليها.

8049 - (ت) بريدة (1) - رضي الله عنه - أن رَجُلاً سأل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- : «هل في الجنة خيل ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : إن الله أدخَلَكَ الجنةَ فلا تشاء أن تُحْمَلْ فيها على فَرَس من ياقوتة حمراءَ ، تطيرُ بك في الجنة حيث شئتَ ، إلا كان ، فقال آخر : هل في الجنة من إبل ؟ فلم يقل له ما قال لصاحبه ، فقال إن يُدْخِلْكَ الله الجنةَ يكن لك فيها ما اشتهت نفسُك ، ولذَّتْ عيْنُكَ» أخرجه الترمذي (2) .
__________
(1) في المطبوع : بريرة ، وهو خطأ .
(2) رقم (2546) في صفة الجنة ، باب ما جاء في صفة خيل الجنة ، من حديث عاصم بن علي الواسطي عن المسعودي عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه بريدة ، والمسعودي اختلط قبل موته ، وضابطه أن من سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط ، وسماع عاصم منه بعد الاختلاط ، والحديث رواه أيضاً الترمذي رقم (2547) من حديث ابن المبارك عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن عبد الرحمن بن سابط عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً نحوه بمعناه ، وقال الترمذي : وهذا أصح من حديث المسعودي .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/352) قال :حدثنا يزيد.والترمذي (2543) قال :حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن ،قال : أخبرنا عاصم بن علي.
* أخرجه الترمذي (2543) قال :حدثنا سويد بن نصر ،قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك عن سفيان ،عن علقمة بن مرثد ،عن عبد الرحممن بن سابط ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوه بمعناه مرسلا.
قال الترمذي: وهذا أصح من حديث المسعودي.

نوع تاسع
8050 - (ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إنَّ في الجنةَ لمجْتَمَعاً للحور العين ، يرفَعْنَ بأصوات لم تسْمَعِ الخلائق بمثلها ، يقلن : نحن الخالداتُ ، فلا نَبِيدُ ، ونحن الناعمات ، فلا نبأَسُ ، ونحن الراضياتُ ، فلا نسْخَطُ ، طَوبَى لمن كان لنا وكُنَّا له» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الحور العين) الحور : جمع حَوْراء ، وهي الشديدة بياض العين ، الشديدة سوادها ، والعَيناء : وجمعها العِين : الواسعة العَيْن .
(نبيد) باد الشيء يبيد : إذا هلك وتلف .
__________
(1) رقم (2567) في صفة الجنة ، باب ما جاء في كلام الحور العين ، وإسناده ضعيف ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب . أقول : ولكن له شواهد بمعناه ذكرها الحافظ المنذري في " الترغيب والترهيب " 4 / 266 في فضل غناء الحور العين ، يمكن أن يرتقي بها ، ولذلك قال الترمذي : وفي الباب عن أبي هريرة وأبي سعيد وأنس .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه (3550و456) قال :حدثنا أحمد بن منيع ،وهناد ،وبن وعبد الله بن أحمد (1/156) (1342) قال :حدثني أبو بكر بن أبي شببة.
ثلاثتهم - أحمد ،وهناد بن أبي بكر - عن أبي معاوية ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن النعمان بن سعيد ، فذكره.
* جعله الترمذي حديثين.
* أخرجه عبد الله بن أحمد (1/156) (1343) قال :حدثني زهير أبو خيثمة ، قال :حدثنا أبو معاوية قال:حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن علي ، فذكره.ليس فيه - عن النعمان بن سعد - ولم نقف على هذه الرواية في أطراف المسند في ترجمته النعمان بن سعد بن علي ،ولايجد يه أصلا ترجمه لعبد الرحمن بن إسحاق بن علي ،والله أعلم.

نوع عاشر
8051 - (م) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إن في الجنة سُوقاً يأتونَها كلَّ جمعة ، فتَهبُّ ريحُ الشمال ، فتحثْو في وجوههم وثيابهم ، فيزدادون حُسناً وجمالاً ، فيرجعون إلى أهليهم وقد -[510]- ازدادوا حُسناً وجمالاً ، فيقول لهم أهلوهم : والله لقد ازددتم بعدنا حُسْناً وجمالاً ، فيقولون : وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالا» . أخرجه مسلم (1) .
__________
(1) رقم (2833) في صفة الجنة ، باب في سوق الجنة وما ينالون فيها من النعيم والجمال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/284) قال :حدثنا عفان.والدارمي (2845) ومسلم (8/145) قالا :حدثنا سعيد بن عبد الجبار.
كلاهما - عفان ،وسعيد - عن حماد بن سلمة ، عن ثابت ،فذكره.

8052 - (ت) سعيد بن المسيب رحمه الله - قال : لقيتُ أبا هريرة ، فقال لي : اسأل الله أن يجمعَ بيننا في سُوقِ الجنة ، فقلت : أفيها سوق ؟ قال : نعم ، أخبرني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «أنَّ أهل الجنة إذا دخلوها نزلوا فيها بفضل أعمالهم ، ثم يؤذَنُ لهم في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا ، فيزورون ربَّهم ويبْرزُ لهم عرشُهُ ، ويتبدَّى لهم في روضة من رياض الجنة ، فيوضع لهم منابِر من نور ، ومنابر من لؤلؤ ، ومنابرُ من ياقوت ، ومنابرُ من زَبَرْجَد ، ومنابرُ من ذهب ، ومنابر من فضة ، ويجلس أدناهم - وما فيهم دني - على كُثْبانِ المسك الكافور ، وما يَرَوْن أنَّ أصحاب الكراسي أفضَلَ منهم مجلساً ، قال أبو هريرة : قلتُ : يا رسولَ الله ، هل نَرى ربَّنا ؟ قال : نعم : هلْ تتمارَون في رؤية الشمس والقمر ليلة البدر ؟ قلنا : لا ، قال : كذلك لا تتمارون في رؤية ربِّكم ، ولا يبقى في ذلك المجلس رجل إلا حاضَره الله تبارك وتعالى محاضرة ، حتى يقول للرجل منهم : يا فلان بن فلان ، أتذكر يوم كذا وكذا ، إذ قلت كذا وكذا ؟ فيُذَكّره ببعض غَدَراتِهِ في الدنيا ، فيقول : يا ربِّ ، أفلم تغفر لي ؟ -[511]- فيقول : بلى بسعَةَ مغفرتي بَلَغْتَ منزلتَك هذه ، فبينما هم على ذلك غشِيتْهُم سحابَة من فوقهم ، فأمطرَت عليهم طيباً لم يجدوا مثل ريحه شيئاً قط ، ويقول ربُّنا تبارك وتعالى : قوموا إلى ما أعددتُ لكم من الكرامة ، فخذوا ما اشتهيتم ، فنأتي سُوقاً قد حفّتْ به الملائكة ، فيه ما لم تنظر العيون إلى مثله ، ولم تسمع الآذان ، ولم يخطُرْ على القلوب ، فيحمل لنا ما اشتهينا بغير بيع ولا شراء ، وفي ذلك السوق يلْقى أهلُ الجنةِ بعضُهم بعضاً ، فيقبل الرجل من منزلته المرتفعة فيلقى من هو دونه - وما فيهم دَني - فيَرُوعَهُ ما عليه من اللباس ، فما ينقضي آخرُ سلامه (1) عليه حتى يصيرَ عليه ما هو أحسنُ منه ، وذلك أنه لا ينبغي لأحد أن يحزَن فيها ، ثم ننصرف إلى منازلنا فتتلقانا أزواجنا ، فيَقُلْنَ : مَرْحباً وأهلاً ، لقد جئت وإنَّ لك من الجمال أفْضَلَ مما فارقتَنَا عليه ، فنقول : إنا زرْنا اليوم ربَّنا الجبار ، ويحقُّ لنا أن ننقَلِبَ بمثل ما انقلبنا» . أخرجه الترمذي (2) .
-[512]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(كثبان) الكُثْبان : جمع كثيب : وهو الرَّمل المجتمع .
(فيروعه) راعَه الشيء يروعه : إذا أعجبه حسنه .
__________
(1) وفي بعض النسخ : حديثه .
(2) رقم (2552) في صفة الجنة ، باب ما جاء في سوق الجنة ، من حديث هشام بن عمار عن عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن سعيد بن المسيب ، وإسناده ضعيف ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب ، وقال المنذري في " الترغيب والترهيب " : وقد رواه ابن أبي الدنيا عن هقل بن زياد كاتب الأوزاعي أيضاً واسمه محمد ، وقيل : عبد الله وهو ثقة ثبت احتج به مسلم وغيره عن الأوزاعي قال : نبئت أن سعيد بن المسيب لقي أبا هريرة ... فذكر الحديث .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه ابن ماجة (4336) ..والترمذي (2549) قال :حدثنا محمد بن إسماعيل.
كلاهما - ابن ماجة ،ومحمد بن إسماعيل - قالا :حدثنا هشام بن عمار قال :حدثنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين.قال :حدثني عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي.قال :حدثني حسان بن عطية.قال : حدثني سعيد بن المسيب ،فذكره.

8053 - (ت) على بن أبي طالب رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «إن في الجنة لسُوقاً ما فيها شراء ولا بيع إلا الصور من الرجال والنساء ، فإذَا اشتهى الرجل صورة دخل فيها» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2553) في صفة الجنة ، باب ما جاء في سوق الجنة ، وإسناده ضعيف ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب ، وفي بعض النسخ : حسن غريب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
تقدم برقم (8050) وهو جزء بن هذا الحديث.

الفرع الثاني : في صفة النار ، وفيه سبعة انواع
نوع أول
8054 - (خ م ط ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «نارُكم هذه التي توقِدون : جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم ، قالوا : والله إن كانت لكافية يا رسولَ الله ، قال : فإنها فضّلَتْ عليها بتسعة وستين جزءاً ، كلُّها مثل حرها» . أخرجه البخاري ومسلم والموطأ والترمذي ، وليس عند الموطأ «كلها مثل حرها» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 238 في بدء الخلق ، باب صفة النار وأنها مخلوقة ، ومسلم رقم (2843) في صفة الجنة ، باب في شدة حر نار جهنم ، والموطأ 2 / 994 في جهنم ، والترمذي رقم (2592) في صفة جهنم ، باب ما جاء في أن ناركم هذه جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
وفي سفيان بن عيينة: «إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ،وضربت بالبحر مرتين، ولولا ذلك ماجعل الله فيها منفعة لأحد.» .
أخرجه مالك (الموطأ) (614) والحميدي (1129) قال :حدثنا سفيان. والبخاري (4/174) قال :حدثنا إسماعيل بن أبي أويس.قال :حدثني مالك.ومسلم (8/149) قال :حدثنا قتيبة بن سعيد.قال :حدثنا المغيرة يعني بن عبد الرحمن الحزامي.
* أخرجه أحمد (2/244) قال :حدثنا سفيان ، عن أبي الزناد عن الأعرج ،عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وعمرو عن يحيى بن جعدة ، نحوه.
أخرجه أحمد (2/313) قال :حدثنا عبد الرزاق بن همام.ومسلم (8/150) قال :حدثنا محمد بن وافع، قال :حدثنا عبد الرزاق.والترمذي (2589) قال :حدثنا سويد بن.قال : أخبرنا عبد الله.
كلاهما - عبد الرزاق بن همام ،وعبد الله بن المبارك- عن معمر عن همام بن منبه ،فذكره.

8055 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : «ناركم هذه : جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم ، لكل جزء منها حرُّها» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2593) في صفة جهنم ، باب ما جاء أن ناركم هذه جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم ، وهو حديث حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2590) قال :حدثنا العباس الدوري ،قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ،قال : حدثنا شيبان ،عن فراس ، عن عطية ، فذكره.
وقال : هذا حديث حسن غريب من حديث أبي سعيد.

نوع ثان
8056 - (ت ط) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : «أُوقِدَ على النار ألف سنة حتى احمَرّتْ ، ثم أُوقِدَ عليها ألف سنة حتى ابْيَضَّتْ ، ثم أُوقِدَ عليها ألفُ سنة حتى استودّت ، فهي سوداءُ مظلمة» أخرجه الترمذي (1) .
وزاد رزين «فلو أنَّ أهل النار وجدوا مثل ناركم هذه لقالوا فيها» .
قال الترمذي : وروي موقوفاً على أبي هريرة ، وهو أصح .
وفي أخرى لرزين : «أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ذكر النار ، فقال : أترونها حمراء مثل ناركم هذه التي تُوقدون ؟ إنها لأشدُّ سواداً من القار ، ولو أن أهل النار أصابوا ناركم هذه لناموا فيها - أو قال : لقالوا فيها» .
وفي رواية الموطأ أنه قال : «أترونها حمراء كناركم هذه ؟ لهي أسود من -[514]- القار ، والقارُ : الزفت» (2) .
__________
(1) رقم (2594) في صفة جهنم ، باب رقم (8) ، وإسناده ضعيف .
(2) رواه مالك في الموطأ 2 / 994 في صفة جهنم ، موقوفاً على أبي هريرة ، وإسناده صحيح ، وهو موقوف في حكم المرفوع ، لأنه ليس للرأي فيه مجال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
ضعيف مرفوعا : أخرجه ابن ماجة (4320) .والترمذي (2591) كلاهما عن العباس بن محمد الدوري البغدادي.قال:حدثنا يحيى بن أبي بكير.قال :حدثنا شريك ،عن عاصم ، هو ابن بهدلة ،عن أبي صالح ، فذكره.
أخرجه الترمذي (2591) قال : حدثنا سويد ،قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك ،عن شريك ،عن عاصم، عن أبي صالح ، أورجل أخره ، عن أبي هريرة ، نحوه.ولم يعرفه.
ورواية مالك أخرجها (1938) عن عمه أبي سهيل ، عن أبي فذكره.

نوع ثالث
8057 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لسرَادِق النار أربعُ جُدُر ، كُثُف كلُّ جدار : مسيرةُ أربعين سنة» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(جُدُر) الجُدر : جمع جدار ، وهو الحائط .
(كُثُف) والكُثُف : جمع كثيف ، وهو الثخين الغليظ .
__________
(1) رقم (2587) في صفة جهنم ، باب ما جاء في صفة شراب أهل النار ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أحمد (3/29) قال :حدثنا الحسن ،قال :حدثنا ابن لهيعة. والترمذي (2584) قال : حدثنا سويد ،قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك ،قال : أخبرنا رشدين بن سعد ،قال :حدثنا عمرو بن الحارث.
كلاهما - ابن لهيعة ، وعمرو - عن دارج ، عن أبي الهيثم ،فذكره.
قلت: رواية دراج ، عن أبي الهيثم ، ضعيفة.

8058 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «لو أنَّ رَصاصَة مثل هذه - وأشار إلى مثل الجمجمةِ - أرسِلتْ من السماء إلى الأرض - وهي مسيرة خمسمائة سنة - لبَلَغتْ الأرض قبل الليل ، ولو أنَّها أرسِلَتْ من رَأس السلسة لسارَت أربعين خريفاً الليل والنهار ، قبل أن تبلغ أصلَها ، أو قعرها» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2591) في صفة جهنم ، باب رقم (6) ، وإسناده حسن ، وقال الترمذي : هذا إسناد حسن صحيح .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/197) (6856) قال : حدثنا علي بن إسحاق.وفي (6857) قال :حدثنا الحسن بن عيسى ،والترمذي (2588) قال :حدثنا سويد.
ثلاثتهم - علي ،والحسن وسويد بن نصر - عن عبد الله بن المبارك ، قال : أخبرنا سعيد بن أبو شجاع ، عن أبي السمح.عن عيسى بن هلال بن الصدفي ، فذكره.
* قال الترمذي : هذا حديث إسناده حسن.

8059 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : «كُنَّا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : إذ سَمِع وجبَة ، فقال : أَتَدْرُونَ ما هذا ؟ قلنا : الله ورسولهُ أعلم ، قال : هذا حجر رُميَ به في النار منذ سبعين خريفاً فهو يَهوي في النار الآن حيث انتهى إلى قعرها» زاد في رواية : «فسمعتم وجبَتَها» أخرجه مسلم (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(وَجْبة) الوَجْبَة : صوتُ وقعِ الشيء .
__________
(1) رقم (2844) في صفة الجنة ، باب في شدة حر نار جهنم وبعد قعرها .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح : أخرجه أحمد (2/371) قال :حدثنا حسين بن محمد ،قال :حدثنا خلف ،يعني ابن خليفة ، ومسلم (8/105) قال: حدثنا يحيى بن أيوب ،قال :حدثنا خلف بن خليفة. (ح) وحدثناه محمد بن عباد وابن أبي عمر ،قالا :حدثنا مروان.
كلاهما - خلف بن خليفة ، مروان بن معاوية - عن يزيد بن كيسان ، عن أبي حازم ، فذكره.

8060 - (ت) الحسن [البصري] قال : قال عُتبةُ بنُ غزْوان على منبرنا هذا - منبر البصرة - إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إن الصخرة العظيمةَ لَتُلْقَى مِن شَفير جهنم ، فتهوي سبعين عاماً ، تُفْضِي إلى قرارها ، قال : وكان عمر يقول : أكثِرُوا ذكرَ النار ، فإنَّ حرَّها شديد، وقعرَها بعيد ، وإنَّ مقامعها حديد» أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شفير) الشيء : جانبه .
__________
(1) رقم (2587) في صفة جهنم ، باب ما جاء في صفة قعر جهنم ، من حديث هشام بن حسان الأزدي القردوسي ، عن الحسن البصري عن عتبة بن غزوان ، وإسناده منقطع ، قال الترمذي : لا نعرف للحسن سماعاً من عتبة بن غزوان ، وقال الحافظ في " التقريب " : وفي رواية هشام عن الحسن مقال ، لأنه قيل : كان يرسل عنه . أقول : ولكن يشهد له معنى الحديث الذي قبله .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده منقطع : أخرجه الترمذي (2575) قال :حدثنا عبد بن حميد ،قال:حدثنا حسين بن علي الجعفي ،عن فضيل بن عياض ، عن هشام ، عن الحسن ، فذكره.
* قال الترمذي : لا نعرف للحسن سماعا من عتبة بن غزوان ، وإنا قدم عتبة بن غروان البصرة في زمن عمر،ولد الحسن لسنتي بقيتا من خلافة عمر.

8061 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «ويل : واد في جهنم ، يهوي فيه الكافر أربعين خريفاً قبل أن يبلُغَ قعره» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3164) في التفسير ، باب ومن سورة الأنبياء ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أحمد (3/75) وعبد بن حميد (924) والترمذي (3164) قال :حدثنا عبد بن حميد.
كلاهما - أحمد ،وعبد - قالا :حدثنا الحسن بن موسى ،قال :حدثنا بن لهيعة ،قال :حدثنا دراج أبو الحسن ،عن أبي الهيثم فذكره.

نوع رابع
8062 - (ت) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- : «قرأ هذه الآية {اتَّقُوا الله حَقَّ تُقاته ولا تموتُنَّ إلا وأنتم مسلمون} [آل عمران : 102] فقال : لو أن قطْرَة من الزَّقُوم قطرت في الدنيا لأفسدَتْ على أهل الدنيا معايشهم ، فكيف بمن يكون طعامهم ؟» . أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الزَّقُّوم) : هو ما وصفه الله تعالى في كتابه فقال : {إنَّها شجرةٌ تخرج في أصل الجحيم . طلعها كأنه رؤوس الشياطين} [الصافات : 64، 65] .
__________
(1) رقم (2588) في صفة جهنم ، باب ما جاء في صفة شراب أهل النار ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (1/300) (2735) قال حدثنا روح.وفي (1/338) (3136) قال :حدثنا محمد بن جعفر.وابن ماجة (4325) قال :حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا بن أبي عدي ،والترمذي (2585) قال :حدثنا محمود بن غيلان ، قال :حدثنا أبو داود.والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (6398) عن بشر بن خالد العسكري ، عن غندر.
أربعتهم - روح ، ومحمد بن جعفر غندر ،وابن أبي عدي ، أبو داود - عن شعبة ،قال :سمعت سليمان هو الأعمش ،عن مجاهد فذكره.
* أخرجه أحمد (1/338) (3138) قال :حدثنا القواريري ،قال:حدثنا فضيل بن رياض ،عن سليمان ، يعني الأعمش ،عن أبي يحيى ،عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : لو أن قطرة من الزقوم...فذ كره (موقوفا) وزاد فيه (عن أبي يحيى) .
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.
قت : في إسناده الأعمش ،رغم إمامته إلا أنه يدلس.

8063 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لو أن دَلْواً من غساق يُهراق في الدنيا لأنتَنَ أهلَ الدنيا» . -[517]- أخرجه الترمذي (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(غساق) الغسَّاق : الزمهرير ، وقيل : ما يسيل من غُسَالة أهل النار ، يُخفَّف ويشدد ، وقد قرئ بهما .
__________
(1) رقم (2587) في صفة جهنم ، باب ما جاء في صفة شراب أهل النار ، وإسناده ضعيف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه أحمد (3/28) قال :حدثنا حسن بن موسى قال :حدثنا ابن لهيعة. وفي (3/83) قال:حدثنا موسى بن داود، قال : أخبرنا بن لهيعة.والترمذي (2584) قال :حدثنا سويد قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك.قال : أخبرنا رشدين بن سعد ،قال :حدثني عمرو بن الحارث.
كلاهما - ابن لهيعة ،وعمرو - عن دارج ، عن أبي الهيثم ، فذكره.

نوع خامس
8064 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «اشتكتِ النار إلى ربِّها ، فقالت : ربِّ ، أكلَ بعضي بعضاً ، فأذِن لَها بنفسَينِ : نفَس في الشتاء ، ونَفَس في الصيف ، فهو أشدُّ ما تجدون من الحرّ ، وأشدُّ ما ترون من الزمهرير» أخرجه البخاري ومسلم .
وللبخاري : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا اشتد الحرّ فأبردوا بالصلاة ، فإن شدة الحرّ من فيْحِ جهنم ، واشتكت النارُ إلى ربِّها ، فأذن لها في كل عام بَنفَسَينِ : نفس في الشتاء ، ونفَس في الصيف ، فهو أشدُّ ما تجدون من الحرِّ ، وأشدُّ ما تجدون من الزمهرير» .
ولمسلم قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «قالت النار : ربِّ أكل بعضي بعضاً ، فائذن لي أتَنَفَّسَ ، فأذِنَ لها بَنَفَسَينِ : نَفَسٍ في الشتاءِ ، ونَفَسٍ -[518]- في الصيف ، فما وجدتم من بَرْدٍ أو زمهرير فمِن نَفَس جهنم ، وما وجدتم من حرٍّ أو حَرور فمن نفس جهنم» .
وفي أخرى له : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إذا كان الحرُّ فأبرِدُوا عنِ الصلاة ، فإن شدة الحر من فيْح جهنم ، وذكر : أنَّ النار اشتكت إلى ربِّها ، فأذن لها في كل عام بَنفَسَينِ : نَفَس في الشتاء ، ونَفس في الصيف» .
وقد تقدَّم في «كتاب الصلاة» و «كتاب خلق العالم» - من حرفي الصاد والخاء - روايات لهذا الحديث .
وفي رواية الترمذي مثل الرواية الأولى ، إلا أنَّه قال : «فأمَّا نَفَسَهُا في الشتاء : فزمهرير ، وأمَّا نَفَسُها في الصيف : فسَمُوم» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 239 في بدء الخلق ، باب صفة النار وأنها مخلوقة ، ومسلم رقم (617) في المساجد ، باب استحباب الإبراد بالظهر في شدة الحر لمن يمضي إلى جماعة ، والترمذي رقم (2595) في صفة جهنم ، باب ما جاء أن للنار نفسين ، وما ذكر من يخرج من النار من أهل التوحيد .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: وقد تقدم تخريج رواية الباب.
والرواية الثانية أخرجه الحميدي (942) .وأحمد (2/238) .والبخاري (1/142) قال :حدثنا علي بن عبد الله.
ثلاثتهم - الحميدي ،وأحمد بن حنبل ،وعلي بن عبد الله - قالا :حدثنا سفيان قال :حدثنا الزهري ،قال : أخبرني سعيد بن المسيب ، فذكره.
ورواية الترمذي الأخيرة :
أخرجها الدارمي (2849) قال : أخبرنا حجاج ،قال :حدثنا حماد بن سلمة ، عن عاصم بن بهدلة ، وابن ماجة (4319) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ،قال :حدثنا عبد الله بن إديس ،عن الأعمش ،والترمذي (2592) قال حدثنا محمد بن عمر بن الوليد الكندي الكوفي.قال:حدثنا المفضل بن صالح ، عن الأعمش.
كلاهما - عاصم ، والأعمش -0 عن أبي صالح ، فذكره.
وباقي الروايات تقدمت.

نوع سادس
8065 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «يخرُجُ عُنُقٌ من النار يوم القيامة ، له عينان تُبْصِران ، وأُذُنان تَسمَعَان ، ولِسانٌ ينطِقُ ، يقول : إني وكِّلْتُ بثلاثة ، بمن جَعَلَ مع الله إلهاً آخر ، وبكل جبَّار عنِيد ، وبالمصورين» أخرجه الترمذي (1) . -[519]-
وفي رواية ذكرها رزين : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «من كذب عليَّ متَعمِّداً فليْتَبوَّأ بين عيني جهنم مقْعداً ، قيل : يا رسولَ الله ، ولها عينان ؟ قال : أما سَمِعتم قول الله تعالى : {إذا رأَتْهُمْ من مكانٍ بعيدٍ سَمِعُوا لها تَغَيُّظاً وزفيراً} [الفرقان : 12] يخرج عنقٌ من النار ، له عينان تبصران ، ولسان ينطق ، فيقول : وكِّلْتُ بَمن جعل مع الله إلهاً آخر ، فلَهُوَ أبْصَرُ بهم من الطير بِحبِّ السمسم ، فيلتقطهم ، فيحبس بهم في جهنم» (2) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(عنق) العُنق : طائفة من الناس ، والمراد به : طائفة من النار كالعنق .
(فيحبس بهم) أي : يغشيهم في النار ويتأخر عنهم .
(جبار عنيد) الجبَّار : القهَّار المتكبر : والعنيد : الجائر عن الحق ، كالمعاند له .
__________
(1) رقم (2577) في صفة جهنم ، باب ما جاء في صفة النار ، وإسناده حسن ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب .
(2) هذه الرواية ذكرها السيوطي في " الدر المنثور " إلى قوله : أما سمعتم قول الله تعالى ... وذكر الآية ، ونسبه للطبراني وابن مردويه من حديث أبي أمامة . أقول : ولفقرات هذه الرواية شواهد بمعناها منها الذي قبله ، والحديث المتواتر : من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/336) قال :حدثنا عبد الصمد.والترمذي (2574) قال :حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي.
كلاهما - عبد الصمدبن عبد الوارث ،وعبد الله بن معاوية - قالا :حدثنا عبد العزيز بن مسلم ،عن سليمان الأعمش ، عن أبي صالح ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب صحيح ، وقد رواه بعضهم عن الأعمش ، عن عطية، عن أبي سعيد بن النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوه هذا.

نوع سابع
8066 - (م ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «يؤتَى بالنار يومئذ لها سبعون ألف زمام ، مع كل زمام -[520]- سبعون ألف مَلَك يجرُّونها» أخرجه مسلم ، وأخرجه الترمذي عنه مرفوعاً وغير مرفوع (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2842) في صفة الجنة ، باب في شدة حر نار جهنم ، والترمذي رقم (2576) في صفة جهنم ، باب ما جاء في صفة النار .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (8/149) .والترمذي (2573) قال :حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن.
كلاهما مسلم ،وعبد الله بن عبد الرحمن - عن عمر بن حفص بن غياث ،قال :حدثنا أبي ،عن العلاء بن خالد الكاهلي ،عن شقيق ،سلمة ، فذكره.
* أخرجه الترمذي (2573) قال :حدثنا عبد بن حميد ،قال :حدثنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي ، عن سفيان ،عن العلاء بن خالد ، بهذا الإسناد ، نحوه ، ولم يرفعه.

8067 - (ت) مجاهد ين جبر قال : قال ابنُ عباس : «أتدري ما سَعةُ جهنم؟ قلت : لا ، قال : أجلْ والله ما تدري ، حدَّثتني عائشة : أنها سألت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- عن قول الله تعالى : {والأرضُ جميعاً قَبْضَتُهُ يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه} [الزمر : 67] قالت : قلتُ : فأين الناس [يومئذ يا رسولَ الله] ؟ قال : على جسرِ جهنم» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (3242) في التفسير ، باب ومن سورة الزمر ، وإسناده حسن ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (6/116) قال :حدثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني وعلي بن إسحاق ،والترمذي (3241) قال :حدثنا سويد بن نصر. والنسائي في الكبرى (6/447) (11453) قال : أخبرنا سويد بن نصر ثلاثتهم - إبراهيم ،وعلي ،وسويد - عن عبد الله بن المبارك ، عن عنبة بن سعيد ، عن حبيب بن أبي عمرة،عن مجاهد ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح من هذا الوجه.

الفرع الثالث : فيما اشتركتا فيه
8068 - (ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «لمَّا خلَق الله الجنة ، قال لجبريل : اذهَبْ فانظر إليها ، فذهب فنظر إليها ، فقال : وعِزّتِكَ لا يسمع بها أحد إلا دَخَلَها ، فَحَفَّها بالمكاره ، فقال : اذهب فانظر إليها ، فذهب فنظر إليها ثم جاء فقال : وعزّتك لقد خشيتُ أن لا يدخلها أحد ، قال : ولما خلق الله النار ، قال لجبريل : اذهب فانظر إليها ، -[521]- فذهب فنظر إليها ، ثم جاء فقال : وعِزّتِكَ لا يسمع بها أحد فيدخُلَها فحفَّها بالشَّهوات ، فقال : اذهب فانظر إليها ، فذهب فنظر إليها ، فلما رجع ، قال : وعزَّتِكَ لقد خشيتُ أن لا يبقى أحد إلا دَخَلَها» أخرجه الترمذي وأبو داود .
وزاد النسائي في ذكر الجنة بعد قوله : «قال لجبريل : اذهب فانظر إليها» : «وإلى ما أعددْتُ لأهلها فيها» وكذلك زاد في ذِكْر النار مثله (1) .
__________
(1) رواه أبو داود رقم (4744) في السنة ، باب في خلق الجنة والنار ، والترمذي رقم (2563) في صفة الجنة ، باب ما جاء حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات ، والنسائي 7 / 3 في الأيمان والنذور ، باب الحلف بعزة الله تعالى ، ورواه أيضاً ابن حبان والحاكم ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح : أخرجه أحمد (2/332) قال:حدثنا محمد بن بن بشر في (2/354) قال :حدثنا حسن.قال :حدثنا حماد بن سلمة.وفي (2/373) قال:حدثنا سلمان قال : أنبأنا إسماعيل وأبو داود (4744) قال :حدثنا موسى بن بن إسماعيل قال : حدثنا حماد.والترمذي (2560) قال :حدثنا أبو كريب قال :حدثنا عبدة بن سليمان. النسائي (7/3) قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم.قال : أنبأنا الفضل بن موسى.
خمستهم - محمد بن بشر ، وحماد بن سلمة ، وإسماعيل بن جعفر وعبدة بن سليمان ،والفضل بن موسى - عن محمد بن عمرو ،قال : حدثنا أبو سلمة فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.

8069 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «حجبَتِ النارُ بالشهوات ، وحُجِبَت الجنة بالمكاره» أخرجه البخاري ومسلم ، ولمسلم «حفَّتْ» بدل «حُجِبَتْ» (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 274 في الرقاق ، باب حجبت النار بالشهوات ، ومسلم رقم (2823) في صفة الجنة في فاتحته .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/260) قال :حدثنا علي بن حفص.قال : أخبرنا ورقاء. والبخاري (8/127) قال :حدثنا إسماعيل.قال : حدثني مالك.ومسلم (8/143) قال :حدثني زهير بن حرب قال:حدثنا شبابة.قال :حدثني ورقاء.
كلاهما - ورقاء ، ومالك - عن أبي الزناد ،عن الأعرج ، فذكره.

8070 - (م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «حُفّت الجنَّةُ بالمكارِهِ ، وحفَّتِ النار بالشهوات» . أخرجه مسلم والترمذي (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2822) في صفة الجنة في فاتحته ، والترمذي رقم (2562) في صفة الجنة ، باب حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/245) قال :حدثنا غسان الربيع.وفي (3/284) قال :حدثنا عفان وعبد بن حيمد (1311) قال :حدثنا حجاج بن منهال.ومسلم (8/142) قال:حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب.والترمذي (2559) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن ،قال :أخبرنا عمرو بن عاصم.
خمستهم - غسان ،وعفان ،وحجاج ،وعبد الله ،وعمرو - عن حماد بن سلمة ، عن ثابت وحميد ، فذكراه.
* وأخرجه أحمد (3/153) قال :حدثنا حسن ،والدارمي (2846) قال : أخبرنا سليمان بن حرب.
كلاهما - حسن ،وسلمان - قالا :حدثنا حماد بن سلمة ،عن ثابت ، فذكره.ليس فيه حميد.

8071 - (خ) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «الجنةُ أقربُ إلى أحدكم من شِراكِ نعْلِه ، والنارُ مثل ذلك» أخرجه البخاري (1) .
__________
(1) 11 / 275 في الرقاق ، باب الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/387) (3667) قال حدثنا ابن نمير عن الأعمش وفي (1/413) (3923) قال :حدثنا مؤمل ،قال :حدثنا سفيان ،عن منصور.وفي (1/442) (4216) قال :حدثنا وكيع ،قال :حدثنا الأعمش. (ح) وعبد الرحمن ، عن سفيان ،عن منصور. والأعمس ،البخاري (8/127) قال:حدثني موسى بن مسعود ، قال :حدثنا سفيان ،عن منصور ،والأعمش.
كلاهما - الأعمش ، ومنصور - عن شقيق أبي وائل ، فذكره.

8072 - (خ م ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «لا تزال جهنمُ يلقَى فيها ، وتقول : هل من مزيد ؟ حتى يضع ربُّ العرش - وفي رواية : ربُّ العزةِ - فيها قدَمَه ، فينزوي بعضها إلى بعض ، وتقول : قَطْ قَطْ ، بعزَّتِك وكرمك ، ولا يزال في الجنة فَضْل ، حتى يُنْشِئ لها خَلْقاً ، فيُسْكِنَهُمّ فضْلَ الجنة» .
وفي رواية : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تزال جهنم تقول : هل مِن مزيد ؟ حتى يضع رب العزَّة فيها قدَمَه ، فتقول : قَطْ قَطْ وعِزَّتِكَ ، ويُزْوَى بعضها إلى بعض» أخرجه البخاري ومسلم ، وللبخاري نحو الأولى .
ولمسلم : «أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : يبقى من الجنة ما شاء الله أن يبقى ، ثم ينشئ لها خَلْقاً مما يشاء» ولمسلم نحو الثانية ، وأخرج الترمذي الثانية (1) .
-[523]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(قدمه) قدم ربِّ العزة : كناية عن أهل النار الذين قدَّمهم الله لها من شرار خلقه ، كما أن المؤمنين قدمه الذين قدَّمهم للجنة . (قطْ قطْ) بمعنى حسبي وكفايتي ، وقد تقدم ذكره ، وكذلك يزوى ، وقد تقدم ذكره .
__________
(1) رواه البخاري 8 / 456 في تفسير سورة (ق) ، باب قوله تعالى : {وتقول هل من مزيد} ، وفي الأيمان والنذور ، باب الحلف بعزة الله وصفاته وكلماته ، وفي التوحيد ، باب قوله تعالى : {وهو العزيز الحكيم} ، ومسلم رقم (2848) في الجنة ، باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء ، والترمذي رقم (3268) في التفسير ، باب ومن سورة (ق) .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1- أخرجه أحمد (3/143) قال :حدثنا بهز ،وعفان ،وفي (3/141) قال :حدثنا عبد الصمد.ومسلم (8/152) قال حدثني زهير بن حرب.قال :حدثنا عبد الصمد.
ثلاثتهم - بهز وعفان ،وعبد الصمد - قالوا :حدثنا أبان بن يزيد العطار.
2-وأخرجه أحمد (3/229) .وعبد بن حميد (1183) قالا :حدثنا يونس.والبخاري (8/168) قال : حدثنا آدم.ومسلم (8/152) والترمذي (3272) قال :حدثنا عبد بن حيمد ،قال :حدثنا يونس بن محمد والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1295) عن الربيع بن محمد بن عيسى ، عن آدم.
كلاهما- يونس ،وآدم - قالا :حدثنا شيبان.
3- وأخرجه أحمد (3/234) قال :حدثنا عبد الوهاب.والبخاري (9/143) قال: قال لي خليفة : حدثنا يزيد بن زريع.ومسلم (8/152) قال حدثنا محمد بن عبد الله الرزي ،قال :حدثنا عبد الوهاب بن عطاء ، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (1177) عن زكريا بن يحيى ، عن عبد الأعلى بن حماد ، عن يزيد بن زريع.
كلاهما - عبد الوهاب ، ويزيد - عن سعيد.
4- وأخرجه البخاري (6/173) و9/43) قال :حدثنا عبد الله بن أبي الأسود.وعبد الله بن أحمد (3/279) قال :حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري.قالا: حدثنا حرمي بن عمارة ،قال :حدثنا شعبة.
5- وأخرجه البخاري (9/143) قال :قال :لي خليفة : عن معتمر ، سمعت أبي.
خمستهم - أبان ، وشيبان ، وسعيد ، وشعبة ، وسليمان التميمي - عن قتادة ،فذكره.

الفصل الثاني : في ذكر أهل الجنة والنار ، وفيه ثلاثة فروع
الفرع الأول : في ذكر أهل الجنة ، وفيه عشرة أنواع
نوع أول
8073 - (خ م) سهل بن سعد - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال : «إن أهلَ الجنة ليَترَاءَونَ الغرف في الجنة ، كما تراءون الكوكب في السماء» قال أبو حازم : فحدَّثْتُ بذلك النعمان بن أبي عَيَّاش ، فقال : أشهَدُ لَسَمِعْتُ أبا سعيد الخدريَّ يُحدِّث به ، ويزيد فيه : كما تراءون الكوكبَ الغارِبَ - وفي أخرى : الغابِر - في الأفق الشرقِّي -[524]- والغربي . أخرجه البخاري ومسلم (1) .
__________
(1) رواه البخاري 11 / 366 و 367 في الرقاق ، باب صفة الجنة والنار ، ومسلم رقم (2830) في الجنة ، باب ترائي أهل الجنة أهل الغرف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (5/340) قال :حدثنا قتيبة بن سعيد ،قال :حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن،والدارمي (2833 و2834) قال : أخبرنا مسلم بن إبراهيم ،قال :حدثنا وهيب ،والبخاري (8/143) قال حدثنا عبد الله بن مسلمة ،قال :حدثنا عبد العزيز. ومسلم (8/144) قال :حدثنا قتيبة بن سعيد ،قال :حدثنا يعقوب بن يعني بن عبد الرحمن القاري ،وفي (8/145) قال :حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي،قال : أخبرنا المخزومي ،قال :حدثنا وهيب.
ثلاثتهم - يعقوب ، ووهيب ، وعبد العزيز - عن أبي حازم.فذكره.

8074 - (خ م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إنَّ أهلَ الجنة ليتراءونَ أهل الغُرف من فوقهم ، كما تتراءَوْنَ الكوكب الدُّرِّيَّ الغابر في الأفق من المشرق إلى المغرب (1) ، لتفاضل ما بينهم ، قالوا : يا رسول الله تلك منازل الأنبياء ، لا يبلغها غيرهم ؟ قال : بلى ، والذي نفسي بيده ، رجال آمَنُوا بالله وصدَّقوا المرسلين» أخرجه البخاري ومسلم (2) .
__________
(1) في نسخ مسلم المطبوعة : أو المغرب .
(2) رواه البخاري 6 / 233 و 234 في بدء الخلق ، باب صفة الجنة ، ومسلم رقم (2831) في الجنة ، باب ترائي أهل الجنة أهل الغرف .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه البخاري (4/145) قال :حدثنا عبد العزيز بن عبد الله ،ومسلم. (8/145) قال:حدثنا عبد الله بن جعفر بن يحيى بن خالد ،قال :حدثنا معن (ح) وحدثني هارون بن سعيد الأيلى،قال:حدثنا عبد الله بن وهب.
ثلاثتهم - عبد العزيز ، ومعن ، وابن وهب - عن مالك بن أنس ، عن صفوان بن سليم ، عن عطاء بن يسار ، فذكره.

8075 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إنَّ أهلَ الجنة ليتراءَونَ في الغرفة كما تتراءَونَ الكوكبَ الشرقيَّ ، أو الكوكبَ الغربيَّ ، الغارب في الأفق - أو الطالِعِ - في تفاضل الدرجات ، قالوا : يا رسول الله ، تلك منازل الأنبياء ، لا يبلغها غيرهم ؟ قال : بلى ، والذي نفسي بيده ، رجال آمنوا بالله وصدَّقوا المرسلين» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2559) في الجنة ، باب ما جاء في ترائي أهل الجنة في الغرف ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وهو كما قال .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/335) قال:حدثنا أبو عامر وسريج.وفي (2/339) قال :حدثنا فزازة.والترمذي (2556) قال حدثنا سويد بن نصر.قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك.
أربعتهم - أبو عامر المقعدي ،وسريح بن النعمان ،وفزارة بن عمرو ، وعبد الله بن المبارك - عن فليح بن سليمان بن هلال بن علي ،عن عطاء بن يسار ،فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح :

نوع ثان
8076 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «إن أوَّل زُمرَة يدخلون الجنة : على صُورِة القَمَرِ ليلةَ البدرِ ، ثم الذين يلونهم على أشدِّ كوكب دُرِّيِّ في السماءِ إضاءة ، لا يبولون ، ولا يتغوَّطُون ، ولا يتْفَلون ، ولا يمتَخطُون ، أمشاطُهُم الذهب ، ورَشْحُهم المسك ، ومجامِرُهم الألوَّةُ - الألنجوج عُود الطيب - أزواجهُم الحور العين ، على خلْقِ رجُل واحد ، على صورةِ أبيهم آدم سِتُّونَ ذِراعاً في السماء» .
وفي رواية قال : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «أولُ زمرَة تَلِجَ الجنةَ صُوَرُهم على صورة القمر ليلةَ البدر ، لا يبصُقُون فيها ، ولا يمتخطون ، ولا يتغوَّطُون ، آنيتهم فيها الذَّهب ، أمشاطهم من الذهب والفضة ، ومجامرهم الألوَّة ، ورَشحُهُم المِسْكُ ، ولكلِّ واحد منهم زوجتان ، يُرَى مخُ سوقهما من وراء اللحم من الحُسْنِ ، لا اختلافَ بينهم ولا تباغُضَ ، قُلُوبُهم قلب واحد ، يسبِّحون الله بُكرة وعشِيّاً» أخرجه البخاري ومسلم .
وللبخاري في رواية نحو الثانية وفيه «قُلُوبُهم على قلب رَجُل واحد» وفيه : «لا يسقمون ولا يمتخطون» وفيه : «وَوَقود مجامرهم الألُوَّة» قال أبو اليمان : يعني العودَ . -[526]-
وفي أخرى : قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- : «أولُ زُمرة تدخل الجنة : على صورة القمر ليلةَ البدر ، والذين على آثارِهم كأحسَنِ كوكبِ دُرَّيِّ في السماءِ إضاءة ، قلوبُهم على قلب واحد ، لا تباغُضَ بينهم ، ولا تحاسُدَ ، لكل امرئ زوجتان من الحور العين ، يُرى مخُّ سوقِهنَّ من وراء العظم واللحم» .
ولمسلم : أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «أولُ زُمرة تدخل الجنة من أُمَّتي على صورة القمر ليلةَ البدرِ ، ثم الذين يلونهم على أشدِّ نجم في السماء إضاءة ، ثم هم بعد ذلك منازل» ثم ذكر نحو الأولى ، وفيه قال ابن أبي شيبة : «على خُلُقِ رجل» وقال أبو كريب «على خَلْقِ رَجُل» .
وفي أخرى من رواية محمد بن سيرين قال : «إما تفاخروا ، وإما تذاكروا : الرجالُ أكثر في الجنة ، أم النساء ؟ فقال أبو هريرة : أوَ لم يقُل أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم- : إنَّ أولَ زُمرَة تدخل الجنة على صورة القمر ليلةَ البدرِ ، والتي تليها على أضواء كوكب دُرِّيٍّ في السماء ، لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان ، يُرَى مخ سُوقِهِما من وراء اللحم ، وما في الجنة أعزبُ» .
وفي رواية ابن عُيَيْنةَ : «اختَصَمَ الرجال والنساء : أيُّهم في الجنة أكثر ؟ فسألوا أبا هريرة ، فقال : قال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم-...» وذكر مثلَ ذلك . وأخرج الترمذي الرواية الثانية (1) .
-[527]-

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الألوَّةُ) الألنجوج : من أسماء العود الذي يتبخر به ، ومن أسمائه : الكباء .
__________
(1) رواه البخاري 6 / 232 في بدء الخلق ، باب ما جاء في صفة الجنة ، وفي الأنبياء ، باب خلق آدم وذريته ، ومسلم رقم (2834) في الجنة ، باب أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، والترمذي رقم (2540) في صفة الجنة ، باب ما جاء في صفة أهل الجنة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/231) قال :حدثنا محمد بن فضيل عن عمارة ، وفي (2/253) قال : حدثنا أبو معاوية.قال :حدثنا الأعمش.ومسلم (8/164) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا: حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش.وابن ماجة (4333) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.قال:حدثنا أبومعاوية ،عن الأعمش.
كلاهما - عمارة بن القعقاع ،والأعمش - عن أبي صالح ، فذكره.
وعن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة لا يبولون» .
أخرجه البخاري (4/160) قال :حدثنا قتيبة بن سعيد.قال :حدثا جرير ومسلم (8/146) قال :حدثنا قتيبة بن سعيد.قال :حدثنا عبد الواحد ، يعني بن زياد. (ح) وحدثنا قتيبة ين سعيد بن زهير بن حرب قالا:حدثنا جرير.وابن (3433) قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ،قال :حدثنا محمد بن فضيل.
ثلاثتهم - جرير بن عبد الحميد ، وعبد الواحد بن زياد ، ومحمد بن فضيل.
عن عمارة بن القعقاع ،عن أبي زرعة ، فذكرة.
أخرجه الحميدي (1110) قال:حدثنا سفيان.والبخاري (4/143) قال :حدثنا أبو اليمان. قال : أخبرنا شعيب.
كلاهما - سفيان بن عيينه ،وشعيب بن أبي حمزة - قالا :حدثنا أبو الزناد عن الأعرج ، فذكره.
* رواية سفيان مختصرة : على : «أهل الجنة أمشاطهم الذهب ، ومجامرهم الألوة» .قال الحميدي : الألوة، والعود.
وبلفظ : «إن أول زمر تدخل الجنة على صورة القمر ليلة اللبدر ،والتي تليها على أضواء كوكب دري في السماء ،لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان يرى مخ سوقهما من ورا اللحم ، وما من الجنة أعزب» .
أخرجه الحميدي (1143) قال :حدثنا سفيان.قال :حدثنا أيوب السختاني.وأحمد (2/230) قال :حدثنا إسماعيل.قال :حدثنا أيوب.وفي (2/345) قال :حدثناعفان ،قال :حدثنا حماد بن سلمة.قال : أخبرنا يونس.وفي (2/240و422) قال :حدثنا حسن بن موسى.قال :حدثنا حماد بن سلمة، عن بن يونس بن عبيد.وفي (2/507) قال :حدثنا يزيد.قال :أخبرنا هشام ، والدارمي (2835) قال : أخبرنا محمد بن المنهال.قال :حدثنا يزيد بن زريع.قال :حدثنا هشام القردوسي.ومسلم (8/145و 146) قال :حدثني عمرو الناقد ويعقوب بن إبراهيم الدورقي.جمعيا عن ابن علية.واللفظ ليعقوب - قال :حدثنا إسمايلي بن عليه.قال أخبرنا أيوب. (ح) وحدثنا بن أبي عمر.قال :حدثنا سفيان عن أيوب.
ثلاثتهم - أيوب السختياني ،ويونس بن عبيد ،وهشام بن حسان القردوسي - عن محمد بن سيرين ،فذكره.
* رواية عفان مختصرة على : «للرجل من أهل الجنة زوجتان من حور العين ،على كل واحدة سبعون حلة، يرى مخ ساقيها من وراء الثياب» .
* رواية يزيد بن زريع مختصرة على : «مافي الجنة أحد إلا له زوجتان ، إنه يرى مخ ساقها من وراء سببعين حله ، ما فيها من عزب.»
* أثبتنا لفظ الرواية لمسلم.
وبلفظ : «أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة على صورة القمر ليلة البدر ، لا يبصقون فيها ، ولا يمتتخطون ، ولا يتغوطون ، آنيتهم فيها الذهب» .
أخرجه أحمد (2/316) قال :حدثنا عبد الرزاق بن همام.والبخاري (4/143) قال :حدثنا محمد بن مقاتل.قال : أخبرنا عبد الله.ومسلم (8/147) قال :حدثنا محمد بن رافع.قال :حدثنا عبد الرزاق والترمذي (2537) قال حدثنا سويد بن نصر.قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك.
كلاهما - عبد الرزاق بن همام ، وعبد الله بن المبارك - عن معمر عن همام بن منبه ،فذكروه.

8077 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال : «إنَّ أولَ زُمرَة يدخلون الجنة يوم القيامة : على مثل ضوءِ القمر ليلةَ البدرِ ، والزمرة الثانية : على مثلِ أحسن كوكب درِّيٍّ في السماء ، لكل امرئ منهم زوجتان ، على كل زوجة سبعون حلَّة ، يفرى مخ ساقها من ورائها» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2537) في صفة الجنة ، باب في صفة أهل الجنة ، وهو حديث حسن ، يشهد له الذي قبله ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وأورده المنذري بنحوه في " الترغيب والترهيب " من رواية الطبراني عن عبد الله بن مسعود ، وقال في آخره : رواه الطبراني بإسناد صحيح ، والبيهقي بإسناد حسن .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (3/16) قال:حدثنا يحيى بن آدم ،قال :حدثنا فضيل والترمذي (2522) قال :حدثنا العباس الدوري.قال :حدثنا عبيد الله بن موسى ،قال: أخبرنا شيبان ، عن فراس وفي (2535) قال :حدثنا سفيان بن وكيع.قال :حدثنا أبي.عن فضيل بن مرزوق.
كلاهما - فضيل ، وفراس - عن عطية ، فذكره.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وعن الرواية الثاني : هذا حديث حسن ،وهي رواية الباب.

8078 - (م د) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال : سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : «إنَّ أهلَ الجنة يأكلون فيها ويشربون ، ولا يتفلون ، ولا يبولون ، ولا يتغوَّطون ، ولا يتمخطون ، قالوا : فما بالُ الطعام ؟ قال : جُشاءُ ورشْح كرشح المسك ، يُلهمون التسبيح والتحميد ، كما يُلهَمون النَّفَس» .
وفي رواية بدل «التحميد» «الحمد» وفي أخرى «التكبير» أخرجه مسلم ، وأخرج أبو داود منه «إن أهل الجنة يأكلون ويشربون» لم يزد (1) .
__________
(1) رواه مسلم رقم (2835) في صفة الجنة ، باب في صفات الجنة وأهلها ، وأبو داود رقم (4741) في السنة ، باب في الشفاعة .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (3/316) قال :حدثنا أبو معاوية.وفي (3/364) قال : حدثنا عفان،قال:حدثنا عبد الواحد وعبد بن أحمد (1030) قال :حدثنا قبيصة بن عقبة ،قال :حدثنا سفيان ومسلم (8/147) قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة إسحاق بن إبراهيم ، عن جرير (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.وأبو كريب ،قالا:حدثنا أبو معاوية ،وأبو داود (4741) قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، قال :حدثنا جرير.
أربعتهم- أبو معاوية ، وعبد الواحد ، وسفيان ،وجرير - عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، فذكره.
وبلفظ : «يأكل أهل الجنة فهيا ويشربون ولا يتغوطون ، ولا يمتخطون ولا يبولون ، ولكن طعامهم ذلك جشاء كرشح المسك ، يلهمون التسبيح والحمد ، كما يلهمون النفس» .
1- أخرجه أحم د (3/349) قال :حدثنا موسى.قال : أخبرنا ابن لهيعة.
2- وأخرجه أحمد (3/384) قال :حدثنا روح ،الدارمي (2830) قال: أخبرنا أبو عاصم.ومسلم (8/147) قال :حدثني الحسن بن علي الحلواني ،وحجاج بن الشاعر ، كلاهما عن أبي عاصم.وفي (8/148) قال :حدثني سعيد بن يحيى الأموى ،قال :حدثني أبي.
ثلاثتهم - روح ، أبو عاصم ، ويحيى بن الأموى - عن بن جريج.
كلاهما - ابن لهيعة ، ابن جريج - عن أبي الزبير ،فذكره.

نوع ثالث
8079 - (ت) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال -[528]- رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- : «مَن ماتَ مِنّ أهل الجنة من صغير أو كبير ، يدخلون الجنة [يُرَدُّون] بني ثلاثين في الجنة ، لا يزيدون عليها أبداً ، وكذا أهل النار» .
وبهذا الإسناد عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : «إنَّ عليهم التيجانَ ، إن أدنى لؤلؤة منها لتُضيءُ ما بين المشرق والمغرب» أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2565) في صفة الجنة ، باب ما جاء لأدنى أهل الجنة من الكرامة ، وإسناده ضعيف ، ولكن جملة " يردون بني ثلاثين في الجنة " لها شواهد ، منها الحديث الذي بعده .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده ضعيف : أخرجه الترمذي (2562) قال :حدثنا سويد.قال :أخبرنا عبد الله بن ،قال : أخبر رشدين بن سعد ،قال :حدثني عمرو بن الحارث ، عن دراج ، عن أبي الهيثم ،فذكره.
وقال :هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قائمة مؤلفات ابن تيمية

قائمة مؤلفات ابن تيمية  ابن تيمية فقيه ومحدث ومفسر وعالم مسلم مجتهد منتسب إلى المذهب الحنبلي . وهو أحد أبرز العلماء المسلمين خلال النصف الث...